الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى العرب
يا معشر العرب الكرام تحية
…
شغف النسيم بها فبات عليلا
رقت فلولا الشعر يحيا ذوبها
…
وجدت لها بين السطور مسيلا
من شاعر لولا هواه يقومه
…
ما كان برضى اليراع خليلا
باتوا يلوموني وبات القلب عن
…
لوم الوشاة بحبهم مشغولا
زادوا ولوعاً بالملام وأسرفوا
…
فيه فزدت ثغورهم تقبيلا
حلت الثغور بذكر من أحببتهم
…
فرشفت من برد اللمى معسولا
إني لأهفو إن أردت حديثهم
…
حتى أنك قد أدرت شمولا
ماذا علي إذا عددت هواهم
…
ديناً وغيري عده تضليلا
والناس مختلفون في أهوائهم
…
متباينون مشارباً وميولاً
ولرب محسوس ترى آثارهم
…
ليس على كل النفوس شكولا
سجع الحمائم يستفز أخو الهوى
…
طرباً ويحسبه الحزين عويلا
* * *
قومي وأنتم خير من فوق الثرى
…
واجلهم يوم الفخار أصولا
ردوا على الشرق القديم شبابه
…
فالأمر بات لعزمكم موكولا
شخصت لواحظه إليكم يبتغي
…
نيل الرجاء فحققوا المأمولا
وانضوا العزائم للرقي وحسبكم
…
يوم الطلاب تواكلاً وخمولا
لا تيأسوا فاليأس كم جرَّ الردى
…
وغدا على صغر النفوس دليلا
وأخو العلى من لا يزال طلابه
…
أبداً بأسباب الرجى موصولا
فالروض يزهو بالنضارة بعدما
…
نهكته عادية الهجير ذبولا
وإذا المنى امتنعت وعز منالها
…
كان الثبات بنيلهن كفيلا
* * *
فامشوا إلى كبد العلاء بهمة
…
تذر الجبال الشامخات سهولا
وتقحموا الغمرات واصطبروا لها
…
فالمرء أن يجبن يعش مرذولا
المجد مطلبه الشديد فأخلقوا
…
عزماً يذلل صعبه تذليلاً
* * *
واستشهدوا التاريخ أصدق منبئ
…
بالغابرات من العصور الأولى
أيام تبتدر الجياد شوازباً
…
يضربن عرضاً في البلاد وطولا
يحملن أبطال الجزيرة طلعاً
…
كالأسد أبرحها الحفاظ الغيلا
من كان أروع مثلما تهوى العلا
…
كالسيف عضب الشفرتين صقيلا
تلقاه يؤثر إن يموت مكرماً
…
عن أن يمتع بالحياة ذليلاً
فتحوا البلاد وغادرت أسيافهم
…
في كل أرض ونة وصليلاً
بيض إذا انتضيت ليوم كريهة
…
وردت ظباهن الدم المطولا
كتبوا بها في الدهر آية سؤدد
…
لا تقبل التحريف والتأويلا
* * *
ذودوا عن اللغة التي وردت بها
…
آي الكتاب ونزلت تنزيلا
هي روح نهضتكم ومعقد مجدكم
…
فتعدوهما بكرة وأصيلا
وحياتكم يا قوم احتفظوا بها
…
أو ترتضون عن الحياة بديلاً
* * *
لا تحسبوا الدستور يسعدكم إذا
…
لم تسلكوه للرقي سبيلاً
وإذا الصبح بدا ولم نجف الكرى
…
لم يجدنا فلق الصباح فتيلا
فاسترشدوا بالعلم وانصرفوا له
…
وتدارسوا المعقول والمنقولا
وابنوا المدارس في البلاد كأنها
…
زهر تزيج من الظلام سدولا
وهي الكفيلة حين يعمر ربعها
…
إنا ننال من الزمان السولا
تكاتفوا في السعي لا تتخاذلوا
…
فيبيت ممردة الصروح طلولا
وتعهدوا الأخلاق فهي إذا التوت
…
تركت ممردة الصروح طلولا
ما كان تحرير الرقاب بنافع
…
إن لم نحرر أنفساً وعقولاً
دمشق: جرجي الحداد.