الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا شرق
لا الصبر ينفعه ولا الجزع
…
قلب يكاد شجاه يطلع
يا ليل هذا ساهر قلق
…
يرعى النجوم وقومه هجعوا
هل فيك ذو شجن يشاركني
…
أشكو له ما بي فيستمع
سرت الهموم فقمت أدفعها
…
وإذا هموم ليس تندفع
حلت بصدري لا تفارقه
…
إن ضاق عنها فهي تتسع
من بات تدمع عينه أسفاً
…
فأنا فؤادي بات يدمع
أشفقت من دهري عَلَى أملي
…
واليوم أنظر كيف ينقطع
ويلي عليه وهو يخدعني
…
أدري حقيقته وأنخدع
يا شرق لج بك العداة هوى
…
يا شرق أغراهم بك طمع
عاشوا يؤلف بينهم وطن
…
فتخالفوا فيه وهم شيع
يتفرقون عَلَى مذاهبهم
…
وعلى الإخاء الناس تجتمع
جهلوا فأخضعهم تعصبهم
…
والله لو علموا لما خضعوا
أنذرتهم يوماً صوادعه
…
لو مست الأفلاك تتصدع
واريتهم زمناً ألم بهم
…
يبري لهم السهام وينتزع
هنأتهم بالأمس إذ نهضوا
…
واليوم أرثيهم وقد وقعوا
أهديتهم ودي فما قبلوا
…
أخلصتهم نصحي فما اتبعوا
والشيء يرخص حين تبذله
…
والشيء يغلو حين يمتنع
ماذا عَلَى الأقدار لو نزعت
…
عن حربها فعداتها نزعوا
واسترجعت عهد الصفاء لهم
…
وإذا تشاء فذاك يرتجع
قد أجهدتهم وهي عادمة
…
وأظنها يوماً سترتدع
أبني بلادي قد مضت أمم
…
هذا طريقهم الذي اشترعوا
إنا حللنا في منازلهم
…
وقد انتجعنا حيثما انتجعوا
ولئن بطرنا مثلما بطروا
…
فلسوف نصرع مثلما صرعوا
إن تصبروا فلطالما صبروا
…
أو تجزعوا فلشد ما جزعوا
لم تعدنا حال لهم عرضت
…
فحياتهم وحياتنا شرع
أبداً تعيش عَلَى مغالبة
…
الدهر يخفضنا ويرتفع
ونراه يبتدع الخطوب لنا
…
حتى تفانت عنده البدع
لم تنتفع بتجارب سلفت
…
وأخال لسنا بعد ننتفع
أشياخنا يمشي بهم كلف
…
وشبابنا يجري بهم ولع
يتحاربون عَلَى فؤادهم
…
والحرب تأخذ ضعف ما تدع
ماذا لهم لله درهم
…
الناس قد عفوا وهم جشعوا
إن القصور بهم مقتعد
…
مثل القبور بهن مضطجع
أبني المسيح وأحمد انتبهوا
…
ودعوا رجالاً منكم هجعوا
جاؤوا الورى والأمر ملتئم
…
ثم انتثنوا والأمر متصدع
لم يرض أحمد والمسيح بما
…
صنعوا فلا ترضوا بما صنعوا
أرواحكم من بعضها قطع
…
وجسومكم من بعضها بضع
لا تحسبن خلافكم ورعاً
…
إن ائتلافكم هو الورع
الملك تعليه مدارسه
…
تلك المساجد فيه والبيع
ويحب تموز (لعاشره)
…
لا تذكر الآحاد والجمع
لمن الطلول كان عرصتها
…
للموت منحرث ومزدرع
آياتها ورسومها درست
…
وخلا بها مشتى ومرتبع
سكانها عن محلها نزعوا
…
ولطالما في خصبها رتعوا
أسلافها في غابها أمنوا
…
وبنوها في سوحها فزعوا
شمخ الزمان بهم وقد شمخوا
…
واليوم يخشع إذ هم خشعوا
وقد زل عنه الصفو أجمعه
…
وانتاب فيها الأزلم الجذع
كم عاش في آجامها بطل
…
كالليث لا وإن ولا طلع
ثبت نجرد في مفاضته
…
يلفي الدجا درعاً فيدرع
يلقى الردى والبيض مصلته
…
وأسنة الخطى تشترع
والخيل غضبها في أعمتها
…
والنطق منطبق ومنقشع
تمشي اللواحظ منه في ملك
…
يسو الجلال به فيتضع
حتام هذا الجهل مطرد
…
ولي م ذاك ألغي منبع
وكأن ريب الدهر في يده
…
سيف عَلَى الأعناق يلتمع
ما يرتجي الأحرار من زمن
…
يزداد تيهاً كلما ضرعوا
أوفي عَلَى المضمار مرتقباً
…
يتسابقون به ويقترع
إن بلغوا غاياتهم هنئوا
…
أو قصروا من دونها فجعوا
هل تحت هذا الأفق من أمم
…
جرعت كؤوسهم التي جرعوا
أحشاؤهم حرى فما ابتردوا
…
وكبودهم ظمأى فما انتقعوا
إنا لأقوام لنا همم
…
للمجد تدفعنا فتندفع
العمر أهون أن يضيق بنا
…
والموت للأحرار متسع
القاهرة
ولي الدين يكن