الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مرآة الشباب
أيصدقه العلاء فيستريب
…
ويدعوه الفسوق فيستجيب
وتخطيه الكؤوس فيجتبيها
…
شمولاً دون لذعتها اللهيب
كأن شروبها إذ يحتسيها
…
ربيبٌ حين أعوزه العجيب
يحرق إرماً إثر ارتعاص
…
بدا منه بجبهته قطوب
تحجب لبه استارعي
…
فكنفه المثالب والعيوب
سرى يبغي العلاء فحين دانى
…
ورود حياضه شع القريب
وحالت دونه أكواب دن
…
ترشفها فأدركه الشحوب
فتى عبثت به أيدي التصابي
…
كما في الطير قد عبث الربيب
رماه بدائه وانسل كوب
…
وهل يأتي بغير ألفي كوب
وراقته مداعبة الغواني
…
ففلز يرشده الصوت الرطيب
ارتهن لحاظهن ضروب سحر
…
وللغادات من سحر ضروب
فبات كان في أذنيه وقراً
…
إذا ناداه مرشده اللبيب
وظل ولا طبيب لما عراه
…
وهل ينجي من الموت الطبيب
إذا خطبته مكرمة تولى
…
وإن نادته غانية يجيب
تعاطيه الكؤوس فتاة دل
…
فيطرب وهو لو علم الكئيب
وتطوي عرسه الأيام صبراً
…
وساقيه بدرهمه لعوب
ترى الدينار يرقص في يديه
…
وقد اضني بنيه طوى مذيب
إذا ما مومي خطرت تدلى
…
وتابع خطوها وله وثوب
يحن إلى دنو فتاة سوء
…
وقد ظمأت حليلته العروب
ويؤنسه حديث ذوات تيه
…
وقد مجته منهن القلوب
ينام نهاره حتى إذا ما
…
تصرم هب يحوه الغروب
تؤم به غواتيه فيسعى
…
فلا نصب يقيه ولا لغوب
يجوب بغاء غانية قفاراً
…
وما لسوى الهوى قفزاً يجوب
ويركب متن حدثان الليالي
…
فيلوي حيثما ابتدأ الركوب
يهب إلى الشبيبة بعد عجز
…
ويهرجها إذا يبدو النضوب
كأن شبابه كرة ازدهاء
…
فجاد من الحياة بما يطيب
كأن حياته هانت عليه
…
فجاد من الحياة بما يطيب
كأن سنينه أحلام صب
…
صحا فإذا نضارتها نكوب
كأن حجاره غادر أصغرية
…
وآلى في الشبيبة لا يؤوب
متى يدن المشيب يثب هداه
…
إليه كأنما الموت المشيب
وزجر الشيب أعمل في نفوس
…
من السمر اللدان إذا تصيب
دمشق:
خير الدين الزركلي.