الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مصير ومسير
كل فرد لغاية هو غاد
…
لا يرى غيرها طريق السداد
باذلاً جهده وراء الأماني حثيثاً يسعى لها في الجهاد
غير أن الغايات مختلفات
…
فهي بين الإصلاح والفساد
والذي ينظر في الدن
…
يا بعيني بصيرة واتنتقاد
لا يرى غير طامع بجمع الما
…
ل ويغنى وطامع بازدياد
فكأن الإنسان ما جاء إلا
…
لمعاش ما بين ماءٍ وزادِ
قل لمن يجهل الحياة تفكر
…
في مصير الاباء والأجداد
كيف كانوا واين صاروا واين الرسل وأين القرون من قبل عاد
أينَ أين المكلوك وأين الرعايا
…
أين أين القواد والأجناد
أين أين البناة أين الباني
…
أين من شيدوا كذات العماد
أين إسكندجر واين هرقل
…
اين نمرود اين ذو الأوتاد
اين قارون اين فرعون موسى
…
اين كسرى وقيصر ذو الآد
اين من كتبوا الكتاب للحر
…
ب وصالوا بالمرهفات الحداد
اين من كانوا يحرضصون عَلَى الما
…
ل ومن كان كعبة القصاد
هذه ذورتهم تجيبك عنهم
…
لو يجيب الجماد صوت المنادي!
صرتهم كأس المنون لما
…
يستفيقوا حتى أوان التنادي
وغدوا يحملون من بعد عرش الملك في موكب عَلَى الأعواد
وجفاهم إخوانهم وبنوهم
…
وجميع الحجاب والقواد
واستقروا في ضيق اللحد يا سعد مقر السيوف في الأغماد
ووضعوا بالتراب بعد فراش
…
من حديد مؤثر ووساد
جمعتهم دار المنون جميعاً
…
وهم من قبائل وبلاد
فغدا الضد يألف الضد طوعاً
…
وغريب تآلف الأضداد
ومليك الزمان منهم له الدو
…
د نديم بعد الحسان الخراد
كل هذا وأنت تطغى وتغتر
…
بدنيا مصيرها للنفاد!
أنت في كل حالة حيث صاروا
…
صائر خلفهم بلا استعداد
سعد أن الإنسان أصلحه الله
…
ظلوم من ساعة الميلاد
ذو نفاق وذو جداع وذو
…
مكر وذو شرة وذو استبداد
أيها المرء أنت اشرف مخلو
…
ق عَلَى الأرض ذو حجى وقاد
أيها المرء أنت أحسن خلق الله خلقاً وأحسن الإحاد
لم يكن خلقك الذي جئت فيه
…
عبثاً كالوحوش أو الجماد
بل لأمر بل أمور كثار
…
أنت عنهن غافل في رقاد
طاعة الله رأسها فوق رب النا
…
س رب الفناء رب العباد
مرسل الريح منشئ السب داحي ال
…
أرض بل رافع الطباق الشداد
واحد ما له بكل شريك
…
جل عن والد وعن أولاد
قربته الظنون من كل شيء
…
نزهته العقول عن الأنداد
إنما الفضل لو علمت هو العلم
…
وبذل الندى وبيض الأيادي
والنهي والإباء مع شمم الأنف
…
وغوث اللهيف بالأنجاد
طلب المجد عزة النفس حسن الذكر نيل الفخار طول النجاد
سعة الخلق عفة الجيب نفع ال
…
ناس طرداً من حاضر أو باد
سيرة العدل لهجة الصدق حفظ ال
…
عهد حفظ الذمام صدق الوداد
أيها الغافل انتبه من رقاد
…
إن ذاك العصر ليس عصر الرقاد
إن ذا العصر عصر رب المساعي
…
إن ذا العصر عصر واري الزناد
إن ذا العصر عصر جذب ودفع
…
عصر نيل العلا بطول السهاد
إن ذا العصر عصر نور وهدى
…
عصر علم الحجى والسداد
عصر سبق ومفخر ورقي
…
عصر سير البخار والمنطاد
ليت شعري متى تلين القلوب
…
من اناس قست كصم الصلات
فيؤاسي الغني منهم أخا الفقير ويضحي الشحيح سمج الأيادي
ويعيش الفتى بأرغد عيش
…
لا يرى عيشه خسة ونكاد
وتمر الأيام طراً عَلَى النا
…
س يعدونها من الأعياد
ويصير الغني منهم نبيهاً
…
عارفاً بالإصدار والإيراد
ويعودون من قد دعي لأذاة
…
حين يدعو كنافخ في الرماد
ثم تغدو ترعي مع الذئاب شاء
…
وظباء النقا مع الأسياد
لست ادري وليتني كنت أدري
…
أي يوم تزول فيه العواري
أي يوم يموت فيه غواة!
…
قد تمادوا في ألغي أي تماد
كم أضلوا عن الهدى واستبدوا
…
بالديانات أي استبداد!
كلما قلم مصلح ثم يدعو
…
هم إليه رموه بالإلحاد
فمتى يا ترى يبدد شمل
…
ذو اجتمع من عصبة الأوغاد
ومتى تسترد بغداد مجداً
…
سالفاً لهفتي عَلَى بغداد!
يوم كانت في عصر ههرون تزهو
…
مثل زهور الربيع بالأوراد
وتمر المياه منها فتستقي
…
جنة بعد جنة في الوهاد
وتشد الرحال من كل فج
…
لحمى ربعها ومن كل واد
كل ركب قد سار يقفوه ركب
…
أمها من شواسع الأبعاد
فهي ملتقى الآمال نجح الأماني
…
منجع الناس منهل الوراد
يا سواد العراق (بيضك) الجد
…
ب فصرت البياض وسط السواد!
يا سواد العراق فيك كنوز
…
يعلم الله ما لها من تفاد
يا سواد العراق أمجلك القو
…
م وقد كنت روضة المرتاد
يا سواد العراق ابنك ذا اليو
…
م من الضغط في ثياب حداد!
يا سواد العراق تبكيك عين ال
…
شعر ذا اليوم عن سواد المداد!
يا سواد العراق شلت يمين
…
ذات إثم دلت عليك الأعادي
ليتني كنت في الزمان إماماً
…
شيمتي شيمة الكريم الجواد
وهماماً تهخشى لقاه كماة ال
…
حرب في يوم معرك وجلاد
فأذيق الطغاة طعم المنايا
…
وأكبد البغاة أهل العناد
وأبيد الخمول والجهل والظلم وجيش النفاق من بغداد
وأرى القتل والشهادة في دع
…
وا غاي المنى وكل مراد
حبذا الموت في سبيل المعالي
…
والمنايا في خدمتى لبلادي
إن خير القريض ما كان منه
…
يطرب السامعين بالإنشاد
والذي نظمه يقص عَلَى القا
…
رئ وعظاً يذيب صم الجمال
فهو طوراً ما بين أمر ونهي
…
وطوراً بين حاد وهاد
وهو حيناً بين المآتم ناعٍ
…
وأوانا بين العرائس شاد
خالي الذكر من أحاديث لبنى
…
وسليمى وزينب وسعاد
سلس اللفظ والعبارة جزل
…
معجز باهر كشعر زياد
إن هذا يا سعد غاية سؤلي
…
إن هذا يا سعد جل اعتقادي
هو مقصودي الذي طول عمري
…
أتمناه من صميم فؤاد
إن أكن مخطئاً فأنا ابن أنثى
…
أو مصيباً فمن صحيح اجتهاد
بغداد كاظم الدجيلي