الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرب القرن العشرين
دم صبغ الثرى أم أرجوان
…
وسد الأفق سحب أم دخان
وشهب في الفضا انتشرت تهاوي
…
كما انتثرت من العقد الجمان
وعرس ما تهادى الناس فيه
…
المسرة والهنا أم مهرجان
وحرب في السما والأرض قامت
…
لها سوق بها نفذ الطعان
أجل يوم تداعى الناس فيه
…
لملحمة بها افتقد الجنان
فليس يرى بها إلا دماء
…
وأعناق تقطع أوبنان
وأشلاء يفصلها حسام
…
وأكباد يخيط بها سنان
أرانا الهول لم يشبهه هو ل
…
زمان ليس يشبهه زمان
فللحرب الزبون به اعتزاز
…
ولكن فيه للسلم امتهان
به جبن الكمي كما تسامى
…
على البطل الكمي به الجبان
وأفحم خططه البلغاء حتى
…
جفا اللسن البليغ به البيان
وعدن به الأوانس من قواف
…
أوابد لا يراض لها حران
وكم هجر الصهيل به حصان
…
ومزقت الحجاب به حصان
وفي الغبراء قامت معمعان
…
وفي الخضراء قامت معمعان
وجن الناس في طعن وضرب
…
كأن الناس ليس لهم جنان
وقد ألغوا لظي الهيجاء حتى
…
كأن لظى معاركها جنان
ونصل السيف تصقله قيون
…
لهم كالعود تجلوه القيان
كأن الحرب معبود فنسر
…
له الخطي والغصب المدان
كان معارك الهيجاء مصلى
…
وهمهمة الرجال بها أذان
ولاذ المالكون بسقي جو
…
وماء تستسر وتستبان
وفيها الأنس قد برزت لأنس
…
وفيها قد سطا بالجان جان
وفي رهج الكفاح الشمس غابت
…
وفي البارود غاب الزبرقان
تلاعب في كلى وهام
…
قناً وظبى وألحانا وحان
كأن نفوسنا أكر دحاها
…
لعبث في ألفضاء الصولجان
زمان كل ما فيه هزال
…
خلا أن الخطوب به سمان
هو أن كل عيش فيه حتى
…
هو أنا والهواء به هو أن
كأن له ديوناً ليس تقضي
…
وأنفسنا على الدين الرهان
نقاد بحكمه طوعاً وكرهاً
…
وما غير الهوان لنا عنان
وللعقل الذكي به اعتقال
…
وللمال الصفي به احتجان
ويخطئ قصده ذواللب فيه
…
ويدرك ما يحاوله الهدان
وبكر للحوادث جاء فيها
…
لها بنفوسنا حرب عوان
فلم تر قط عين الدهر حرباً
…
تماثلها ولا بصر الزمان
عجائبها تطيش بها عقول
…
وهن بكل حادثة رزان
فدع أثراً يكذبه عيان
…
وخذ خبراً يصدقه العيان
إذا خاض الوغى دب وحوت
…
ونسر قل متى يلفى الأمان
تفانى الناس إرهاقاً وقتلاً
…
ومن هذين لم يخل مكان
وكم عطف (الهلال) على البرايا
…
وما أجدى التعطف والحنان
بدا بدراً ومذ ساموه نقصاً
…
تعطف مثل ما انعطف السنان
تألبت الملوك على مليك
…
تدين له الملوك ولا يدان
وإن تعاون الأملاك جهل
…
على ملك بخالقه يعان
سرت بفيالق (الحلفاء) روح
…
بها ضعف العدو وما استكانوا
فروا (للاتفاق) هشيم جمع
…
كما يذري على الريح الدخان
تبدد شملهم تبديد عقد
…
تبدده الولائد والحسان
إذا جهلوا لسان الحرب يوماً
…
فما غير البنادق ترجمان
وللألمان فيها معجزات
…
بمحكم أيها الدنيا تزان
لهم فيها كما في العلم نجم
…
له في كل محمدة قران
مشوا فيها بكل قريع حرب
…
يخف إذا مشى فيها إبان
لقد رضعوا ثدي الحرب حتى
…
كأن دم الكماة لهم لبان
إذا خفقت بنود في الثريا
…
فنسرهم هناك له معان
فسل فالكاربات تجيبك عنهم
…
بأنهم الجحاجحة الرزان
وفي فرسوفيا نبأ عظيم
…
لهم ترويه ألسن واللقان
وهل ألفرس كانت في الصياصي
…
من الألمان حوزتها تصان
إذا نزل القضاء فلا حصون
…
مشيدة تفيد ولا حصان
ولولا بأسهم لم يروا رلو
…
عجائبها ولم ينطق لسان
وأصدق ما روى عنها لسان
…
المدافع والمثقفة اللدان
كأن حصونها كانت كعاباً
…
محجبة ففارقها الصيان
مشوا والموت في حلف وثيق
…
وتدمير الحصون له ضمان
أسلمهم علوم واقتصاد
…
وحربهم فتوح واضطعان
أم التمسوا الأمان من المنايا
…
وشنات المنايا والأمان
فخاضوا الحرب وهي لهم سلام
…
وشبوا النار وهي لهم جنان
أعصر (الكهرباء) حفظت عهداً
…
ولكن فيه أهل العصر خانوا
أضأت لهم طريق العز عفواً
…
فهانوا إذ بغايته استهانوا
أتلك نتائج (العشرين قرناً)
…
فنون للفناء بها افتنان
إذا ترضى به توراة موسى
…
وإنجيل ابن مريم والقرآن
وكم بسياسة الغربي أضحى
…
لأهل الشرق في الغرب افتتان
ما هي لووعوا إلا خداع
…
وكذب أورياء أورهان
إذا لأن السياسيون قولاً
…
فما لان ألفعال ولا استلانوا
روى التاريخ أهوالاً ولكن
…
كهذي الحرب لم يرو الزمان
النبطية (جبل عامل): سليمان ظاهر