الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{مسند عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه
(1)}
3548 -
{قال أبو بكر القطيعى]: حدثنا أبو عبد الرحمين عبد الله ابن أحمد بن محمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا هُشيم حدثنا مُغيرة عن إبراهيم حدثنا عبد الرحمن بن يزيد قال: رأيت ابن مسعود رمَى اَلجمرة، جمرةَ العقبة، من بطن الوادي، ثم قال: هذا والذي لا إله غيره مقام الذي
(1) هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فأر بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحرث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر، كنيته "أبو عبد الرحمن". وأمه أم عبد بنت عبد ودّ بن سواء بن قريم بن صاهلة، ولها صحبة، ولذلك كان يعرف ابن مسعود باسم "ابن أم عبد".
أسلم عبد الله قديما، وهاجر الهجرتين، وشهد بدراً والمشاهد بعدها. وهو الذي ضرب عنق أبي جهل في غزوة بدر بعد أن أثبته ابنا عفراء، وروى ابن سعد 3/ 1/ 108 عن عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة قال:"كان عبد الله بن مسعود صاحب سواد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني سره، ووساده، يعني فراسْه، وسواكه، ونعليه، وطهوره، وهذا يكون في السفر". وقد مضى 920 من حديث علي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لَرِجْل عبد الله أثقل في الميزان يوم
القيامة من أُحُد". و 566 قوله صلى الله عليه وسلم: "لو كنت مؤمرا أحدم دون مشورة المؤمنين لأمرت ابن أم عبد".
مات عبد الله بن مسعود بالمدينة سنة 32.
(3548)
إسناده صحيح، هُشيم: هو ابن بشير. مغيرة: هو ابن مقسم الضبي. إبراهيم: هو النخعي: وهو إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود بن عمر بن ربيعة بن ذهل.
عبد الرحمن: هو النخعي، وهو خال إبراهيم النخعي، وهو عبد الرحمن بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقة بن سلامان بن كهل بن بكر بن عوف بن النخع، بفتح الخاء، وهو تابعي ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة. والحديث رواه الشيخان بمعناه، انظر المنتقى 2606 - 2608. وسيأتي 3874، 3941.
أُنزلت عليه سورةُ البقرة.
3549 -
حدثنا هُشيم أنبأنا حُصَين عن كَثير بن مُدْرِك الأشجعي عن عبد الرحمن بن يزيد: أن عبد الله لبَّى حين أفاض من جَمْع، فقيل: أعرابي هذا؟!، فقال عبد الله: أنسى الناسُ أَم ضَلُّوا؟!، سمعتُ الذي أنزلت عليه سورةُ البقرة يقول في هذا المكان:"لبيك اللهم لبيك".
3550 -
حدثنا هُشيم أنبأنا حُصَين عن هلال بن يِسَاف عن أبي
(3549) إسناده صحيح، كثير بن مدرك الأشجعي أبو مدرك: ثقة، وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 212 والحديث رواه مسلم 1: 363 من طريق هُشيم، به. وسيأتي 3976. وانظر 3961.
(3550)
إسناده صحيح، وسيأتي 3606، 4118. أبو حيان الأشجعي: اسمه منذر، وهو ثقة،
ترجمه البخاري في الكبير 4/ 1/ 357 قال: "منذر أبو حيان، عن عبد الله بن مسعود، سماه عباد عن حصين عن هلال، وقال شُعبة: هو خثن هلال"، وذكره الدولابي في الكنى1: 160 قال: "سمعت يحيى [يعني ابن معين] يقول: أبو حيان الأشجعي: من أصحاب ابن مسعود، وسمعته يقول: أبو حيان الأشجعي: منذر". وترجمه ابن سعد في الطبقات 6: 138 فلم يذكر اسمه، وروى له حديثاً آخر من طريق شُعبة "عن حصين ابن عبد الرحمن عن هلال بن يساف عن ختنه أبي حيان قال: سمعت عبد الله بن مسعود"، وترجمه الحافظ في التعجيل 474 - 475 في رسم "أبو حسان"، وذكر أنه تصحيف من الحسيني وتبعه غيره في كتابته بالسين، "وإنما هو أبو حيان، بتحتانية آخر الحروف بدل السين، واسمه منذر، سماه يحيى بن معين، وحكاه أبو أحمد في الكنى، وأخرج له الحديث الذي ساقه أحمد بعينه، من رواية هلال بن يساف عنه، وكذا ذكره ابن حبان في ثقات التابعين". ثم لم يذكره الحافظ في "أبو حيان"من الكنى، ولا في "منذر" من الأسماء، وهو تقصير. وروى البخاري 9: 81 من طريق الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله: "قال: قال لي النبي-صلي الله عليه وسلم-: اقرأ على القرآن، قلت: آقرأ عليك وعليك أنزل؟، قال: إني أحب أن أسمعه من غيري". وهذا نقله ابن كثير في =
حَيَّان الأشجعي عن ابن مسعود، قال: قال لي: اقرأ عليّ من القرآن، قال: فقلت له: أليس منك تعلمتُه وأنت تُقرئنا، فقال: إني أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فقال:"اقرأ عليّ من القرآن"، قال: فقلت: يا رسول الله، أليس عليك أُنزل، ومنك تعلمناه؟، قال:"بلى، ولكنى أحبُّ أن أسمعه من غيري".
3551 -
حدثنا هُشَيم أنبأنا مغيرة عن أبي رَزِين عن ابن مسعود قال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم من سورة النساء، فلما بلغت هذه الآية {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (41)} قال: ففاضت عيناه، صلى الله عليه وسلم.
3552 -
حدثنا هُشَيم أنبأنا سيَّار ومغِيرة عن أبي وائل قال: قال
= فضائل القرآن 77 عن البخاري، ثم قال:"وقد رواه الجماعة إلا ابن ماجة، من طرق عن الأعمش، وله طرق يطول بسطها".
(3551)
إسناده صحيح، مغيرة: هو ابن مقسم الأسدي. أبو رزين، بفتح الراء وكسر الزاي: هو
مسعود بن مالك، وهو تابعي ثقة، وهو غير "مسعود بن مالك أبي رزين" مولى سعيد بن جُبير، صاحب ابن مسعو قديم، ومولى سعيد متأخر، وقد حقق الفرق بينهما في التهذيب، وفرق بينهما البخاري في الكبير 4/ 1/ 423 ولكنه ذكر صاحب عبد الله بن مسعو باسم "مسعو أبو رزين الأسدي" فلم يذكر اسم أبيه، وكذلك فعل في التاريخ الصغير 111. وهذا الاشتباه بينهما أوهم أنهما واحد، حتى أنكر شعبة أن يكون أبو رزين سمع من ابن مسعود، ظنا منه أنه هو الذي يروي عن سعيد بن جبير، انظر المراسيل لابن أبي حاتم 74. والذي يؤكد أنهما ااثنان ما روى البخاري في التاريخين عن يحيى القطان: "حدثنا أبو بكر السراج قال: كان أبو رزين أكبر من أبي وائل وكان عالماً
بهما"، وأبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي قديمْ أدرك الجاهلية. والحديث رواه البخاري 9: 81 بنحوه من طريق الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن ابن مسعود، ونقله ابن كثير في فصائل القرآْن 77 عن البخاري: وقال. "روا هـ الجماعه إلا ابن ماجه ،من رواية الأعمش، به".
(3552)
إسنادد صحيح، سيار: هو أبو الحكم العنزي، وهو سيار بن أبي سيار: وهو صدوق ثقة =
ابن مسعود خَصلتان، يعني، إحداهما سمعتُها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأخرى من نفسي:"من مات وهو يجعل لله نداً دخل النار"، وأنا أقول: من مات وهو لا يجعل لله نداً ولا يشرك به شيئاً دَخل الجنة.
3553 -
حدثنا هُشَيم أنبأنا علي بن زيد قال سمعت أبا عُبيدة بن عبد الله يحدِّث قال: قال عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن النطفة تكون في الرحم أربعين يوماً على حالها لا تَغَيَّر، فإذا مضت الأربعون صارت عَلَقَة، ثم مضغةً كذلك، ثم عظاماً كذلك، فإذا أراد الله أن يسوّى خَلْقَه بعث إليها مَلَكاً، فيقول الملك الذي يليه: أي ربّ، أذَكر أم أنثى؟،أشقى ام سعيد؟ أقصير أم طويل؟، أناقص أم زائد؟، قوته وأجلُه؟، أصحيح أم سقيم؟ "، قال:"فيُكتب ذلك كله"، فقال رجل من القوم: فيمَ العمل إذن وقد فُرغ من
= ثبت في كل المشايخ، قاله أحمد. والحديث رواه البخاري 3: 89 ومسلم 1: 38 كلاهما من طريق الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة. وستأتي رواية الأعمش 3625. وسيأتي بزيادة 3811، 3865. وانظر 4043.
(3553)
إسناده ضعيف، لانقطاعه. أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود: قيل إن اسمه "عامر"، وهو
تابعي ثقة، ولكنه لم يسمع من أبيه شيئَا، مات أبوه وهو صغير، قال الترمذي 1: 29: "أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه، ولا نعرف اسمه. حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر عن شُعبة عن عمرو بن مرة قال: سألت أبا عبيدة بن عبد الله: هل تذكر من عبد الله شيئاً؟، قال: لا". والحديث في مجمع الزوائد 7: 192 - 193 وقال: "هو في الصحيح باختصار عن هذا. رواه أحمد، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، وعلى بن زيد سيئ الحفظ". والحديث الذي يشير إليه في الصحيح رواه
الشيخان من طريق الأعمش عن زيد بن وهب عن ابن مسعود، وهو الحديث الرابع من الأربعين النووية. وسيأتي 3624، وانظر جامع العلوم والحكم 33 - 41، وقد أشار فيه إلى هذه الرواية. وانظر 1348.
هذا كله؟، قال:"اعملوا، فكلُّ سَيُوَجَّه لما خُلق له".
3554 -
حدثنا هُشَيم أنبأنا العوَّام عن محمد بن أبي محمد مولىً لعمر بن الخطاب عن أبي عُبيدة بن عبد الله عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنْث إلا كانوا له حصناً حصيناً من النار"، فقيل: يا رسول الله، فإن كانا اثنينَ؟، قال:"وإن كانا اثنين"، فقال أبو ذرّ: يا رسول الله، لَمْ أُقدّم إلا اثنين، قال:"وإن كانا اثنين"، فقال أُبَىّ بن كَعْب أبو المنذر سيّد القُرَّاءَ: لم أُقدِّم إلا واحداً؟، قال: فقيل له: وإن كان واحداً؟، فقال:"إنَما ذاك عند الصدمة الأولى".
(3554) إسناده ضعيف، لأن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه. العوام: هو ابن حوشب. محمد بن أبي محمد مولى عمر بن الخطاب: ترجم في التعجيل 376 - 377 وقال: "الحديث الذي أخرجه له أحمد قد أخرجه الترمذي وابن ماجة، وفيه اختلاف على العوام بن حوشب، قيل عنه: عن محمد بن أبي محمد، وقيل عنه: عن أبي محمد مولى عمر.
وقد أخرجه أحمد على الوجهين، أخرجه عن هُشيم عن العوام بالقول الأول، وأخرجه عن يزيد بن هرون ومحمد بن يزيد الواسطي كلاهما عن العوام بالقول الثاني، وأخرجه الترمذي وابن ماجة من رواية إسحق الأزرق عنه، كما قال يزيد. فرواية ثلاثة أرجح من انفراد واحد. وقد قال المزي في ترجمة أبي محمد عن أبي عميدة في الكنى: وقيل محمد بن أبي محمد، إثارة إلى رواية أحمد هذه. وقد أخرج ابن خزيمة في صحيحه الحديث الذي أخرجوه من طريق محمد بن يزيد، فقال: عن أبي محمد، وبذلك جزم أبو أحمد الحاكم في الكنى". والروايتان اللتان أشار إليهما ستأتيان مع هذه الرواية أيضاً 4077 - 4079. وما حققه الحافظ هو الصحيح، فقد ترجم البخاري في الكنى لأبي محمد هذا، برقم 615 قال: "أبو محمد مولى عمر بن الخطاب، سمع أبا عبيدة ابن عبد الله، روى عنه العوام!. ورواية الترمذي هي في السنن 2: 159 وقال: "حديث غريب، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه". ورواية ابن ماجة هي في سننه1: 251.
3555 -
حدثنا هُشيم أنبأنا أبو الزُّبَير عن نافع بن جُبير عن أبي عُبيدة بن "عبد الله عن أبيه: أن المشركين شَغَلوا النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق عن أربع صلوات، حتى ذهب من الليل ما شاء الله، قال: قال: فأمر بلالاً فأذن، ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ثم أقام فصلى المغرب، ثم أقام فصلى العشاء.
3556 -
حدتْنما هُشيم أنا العوَّام عن جَبَلة بن سُحيم عن مُوثر بن عَفَازَة عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لقيتُ ليلةَ أسريَ بي إِبراهيم وموسى وعيسى"، قال: "فتذاكروا أمر الساعة، فرَدُّوا أمرهم إلى إبراهيم،
(3555) إسناده ضعيف، لانقطاعه. ورواه الترمذي1: 158 - 159 عن هناد عن هُشيم، ثم قال:"حديث عبد الله ليس بإسناده بأس، إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من عبد الله". وسيأتي مطولاً 4013.
(3556)
إسناده صحيح، جبلة بن سحيم: تابعي ثقة، وثقه أحمد والثوري وشعبة وابن معين وغيرهم. موثر بن عفازة أبو المثنى الكوفي: ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحاكم:"روى عنه جماعة من التابعين"، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 63.
"موثر" بضم الميم وسكون الواو وكسر الثاء المثلثة. "عفازة" بفتح العين والفاء وبحد الألف زاي. والحديث ذكره ابن كثير في التفسير 5: 130 عن هذا الموضع، وقال:"وأخرجه ابن ماجة عن بندار عن يزيد بن هرون عن العوام بن حوشب". ووقع في التفسير بدل "موثر ابن عفازة""مرثد بن جنادة"!، وهو تحريف عجيب من الناسخين، وليس في الرواة المترجمين من يسمى بهذا. والحديث في ابن ماجة 2: 268، وقال شارحه:"وفي الزوائد: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات: وموثر بن عفازة ذكره ابن حبان في الثقات، ولم أر من تكلم فيه، وبقية رجال الإسناد ثقات". ورواه أيضاً الحاكم في المستدرك 4: 488 - 489، 545 - 546 من طريق يزيد بن هرون، وقال:"صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي. تجوى: أي تنتن.
فقال: لا علم لي بها، فرَدُّوا الأمر إلى موسى، فقال: لا علم لي بها، فرَدُّوا الأمر إلى عيسى فقال: أمَّا وجْبَتُها فلا يعلمها أحد إلا الله. ذلك وفيما عهد إلى ربي عز وجل أن الدجال خارج، قال: ومعى قضيبان، فإذا رآني يذوب كما يذوب الرصاص، قال: فيهلكه الله، حتى إن الحجر والشجر ليقول: يا
مسلم، إن تحتي كافراً، فتعالَ فاقتلْه، قال: فيهلكُهم الله، ثم يرجع الناس إلى بلادهم وأوطانهم، قال: فعند ذلك يخرج يأجوج ومأجوج وهم من كل حَدَب ينسلون، فيطؤون بلادهم، لا يأتون على شيء إلا أهلكوه، ولا يمرون علَى ماء إلا شربوه، ثم يرجعِ الناِس إليَّ فيشكونَهم، فأدعو الله عليهم، فيهلكهم الله ويميتِهم، حتى تجْوى الأرض من نتن ريحهم، قال: فينزل الله عز وجل المطر، فَتجرف أجسادَهم حتى يقذفهم في البحر، [قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: ذهب على ها هنا شيء لم أفهمه، "كأديم"، وقال يزيد، يعني ابن هرون:"ثم تُنْسَف الجبال، وتمَدُّ الأرضُ مَدَّ الأديم"، ثم رجع إلى حديث هُشيم، قال: "ففيما عهد إلىّ ربي عز وجل أن ذلكِ إذا كان كذلك فإن الساعة كالحامل المُتم التي لا يدري أهلها متى تَفْجَؤُهم بوِلادها ليلاً أو نَهاراً.
3557 -
حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد حدثنا منصور عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود: أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن فلاناً نام البارحة عن الصلاة!، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ذاك الشيطانُ بال في أذنه"، أو "في أذنيه".
3558 -
حدثنا عبد العزيز حدثنا منصور عن مُسْلم بن صُبَيح قال:
(3557) إسناده صحيح، منصور: هو ابن المعتمر. والحديث رراه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة، كما في الترغيب والترهيب 1:223.
(3558)
إسناده صحيح، مسروق: هو ابن الأجدع بن مالك، وهو تابعي ثقة معروف، وقد مضى
كنت مع مسروق في بيت فيه تمثال مريم، فقال مسروق: هذا تمثال كسرى؟، فقلت: لا، ولكن تمثال مريم، فقال مسروق: أَمَا إني سمعتُ عبد الله بن مسعود يقول: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إن أشدَّ الناس عذاباً يوم القيامة المصوَّرون".
3559 -
حدثنا إسحق، هو الأزرق، حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا ينبغي أن يتمثَّل بمِثلي".
3560 -
حدثنا إسحق حدثنا الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله ابن مسعود قال: قالِ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كنتم ثلاثةً فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما، فإن ذلك يحْزنُه".
3561 -
حدثنا محمد بن فُضيل عن خُصَيف حدثنا أبو عُبيدة عن عبد الله قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف، فقاموا صفّين،!
= 211 قول عمر له: "الأجدع شيطان، ولكنك مسروق بن عبد الرحمن"، قال أبو داود:"كان عمرو بن معدي كرب خاله، وأبوه أفرس فرسان اليمن". والحديث رواه البخاري ومسلم، كما في الترغيب 4:55.
(3559)
إسناده صحيح، أبو إسحق: هو السبيعي. أبو الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة
الجشمي. والحديث رواه الترمذي 3: 248 وابن ماجة 2: 234 كلاهما من طريق الثوري عن إسحق، قال الترمذي:"حديث حسن صحيح". وانظر 2525.
(3560)
إسناده صحيح، ورواه أيضاً الشيخان والترمذي وابن ماجة، كما في الجامع الصغير 842. في ح "فلا يتناجان" وصح من ك.
(3561)
إسناده ضعيف، لانقطاعه. وكذلك رواه أبو داود 1: 482 - 483 عن عمران بن ميسرة عن محمد بن فضيل، به، ثم رواه بنحوه من طريق شريك عن خصيف. وانظر نصب الراية 2: 343 - 344.
فقام صف خلفَ النبي صلى الله عليه وسلم، وصف مستقبِلَ العدوّ، فصلى رسول الله -صلي الله عليه وسلم- بالصف الذين يلونه ركعة، ثم قاموا فذهبوا، فقاموا مقام أولئك مستقبلَ العدوّ، وجاء أولئك فقاموا مقامهم، فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة، ثم سلم، ثم قاموا فصلوا لأنفسهم ركعة، ثم سلموا، ثم ذهبوا فقاموا مقام أولئك مستقبلَ العدوّ، ورجع أولئك إلى مقامهم، فصلوا لأنفسهم ركعة، ثم سلموا.
3562 -
حدثنا محمد بن فُضَيل حدثنا خُصَيف الجَزَرِي قال حدثني أبو عُبيدة بن عبد الله عن عبد الله قال: علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد، وأمره أن يعلم الناس:"التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله".
3563 -
حدثنا محمد بن فضَيل حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله قال: كنا نسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة، فيردُّ علينا، فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا عليه فلم يرد عَلينا، فقلنا: يا رسول الله -صلي الله عليه وسلم- كنا نسلم عليك في الصلاة فترد علينا؟، فقال:"إن فيَّ" أو " في الصلاة لَشُغْلاً".
(3562) إسناده ضعيف، لانقطاعه. ولكنه جاء عن ابن مسعود بأسانيد صحاح من غير وجه.
ورواه عنه أصحاب الكتب الستة، وانظر نصب الراية 1: 419 وسيأتي بإسناد صحيح 3622.
(3563)
إسناده صحيح، علقمة: هو ابن قيس بن عبد الله النخعي، أخو عبد الرحمن، وخال إبراهيم بن يزيد، وهو تابعي كبير ثقة، ولد في حياة رسول الله، وهو من أعلم الناس بابن مسعود. والحديث رواه الشيخان، كما في المنتقى 1061.
3564 -
حدثنا محمد بن فُضَيل حدثنا عطاء بن السائب عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فضل صلاة الرجل في الجماعة على صلاته وحده بضعٌ وعشرون درجة".
3565 -
حدثنا عمرو بن الهَيْثَم أبو قَطن حدثنا المسعودي عن سعيد بن عمرو عن أبي عُبيدة عن عبد الله بن مسعود: أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: متى ليلة القدر؟، قال:"من يذكر منكم ليلة الصَّهْباوات؟ "، قال عبد الله: أنا، بأبي أنتَ وأمي، وإن في يدي لتَمَراتٍ أسْتَحرُ بهنً مستتراً
بمؤْخِرة رَحْلي من الفجر، وذلك حين طلع القمر!!.
3566 -
حدثنا عمرو بن الهَيْثَم حدثنا شُعبة عن الحَكَم عنِ إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر خمساً، فقيل: زِيد في الصلاة؟، قيل: صليتَ خمساً، فسجد سجدتين.
(3564) إسناده حسن، لأن محمد بن فضيل ممن سمع من عطاء بن السائب أخيراً. والحديث في الترغيب1: 150 وقال: "رواه أحمد بإسناد حسن، وأبو يعلى والبزار والطبراني وابن خزيمة في صحيحه بنحوه". وهو في مجمع الزوائد 2: 38 ونسبه لهم عدا ابن خزيمة، وقال:"ورّجال أحمد ثقات". وسيأتي بإسناد صحيح 3567.
(3565)
إسناده، لانقطاعه. وهو في مجمع الزوائد 3: 174 - 175 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير. وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه". ومتنه في الزوائد محرف، فيصحح من ها هنا. أستحر بهن: أي أتسحر، من السحور، وهو الطعام في وقت السحر. ولم أجد "أستحر" بهذا المعني، ولكن قالوا "استحرنا" أي صرنا في وقت السحر ونهضنا لنسير في ذلك الوقت. وفي ك "آتسحر" على الصيغة المعروفة.
(3566)
أسناده صحيح، وهو مختصر، وهو في المنتقى 1342 بلفظ: "فقيل: أزيد في الصلاة؟
قال: وما ذاك؟ فقالوا: صليت خمساً: فسجد سجدتين بعد ما سلم"، وقال "رواه الجماعه".
3567 -
حدثنا محمد بن أبي عَدِي عن سعيد عن قَتادة عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "صلاة الجميع تفضل على صلاة الرجل وحده خمسةً وعشرين ضعفاً، كلها مثلُ صلاته".
3568 -
حدثنا سفيان عن عبد الكريم قال أخبرني زياد بن أبي
(3567) إسناده صحيح، سعيد: هو ابن أبي عروبة. والحديث مطول 3564. في ح زيادة في الإسناد بين أبي الأحوص وعبد الله بن مسعود "عن سعيد بن عبد الله"! وهي زيادة خطأ، ليست في ك، ولا معنى لها، ولا في أصحاب ابن مسعود ولا في شيوخ أبي الأحوص من يسمى "سعيد بن عبد الله"! فحذفناها.
(3568)
إسناده صحيح، زياد بن أبي مريم: ثقة، ذكره، ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 341 - 343 قال: "زياد بن أبي مريم مولى عثمان بن عفان القرشي، سمع أبا موسى، روى عنه ميمون بن مهران. قال صدقة: أخبرنا ابن عيينة عن عبد الكريم عن زياد بن أبي مريم: إن كان سعيد بن جُبير ليستحيي أن يحدث وأنا حاضر. قال إبراهيم عن عتاب عن خصيف: قدم أنس بن مالك وأبو عبيدة وزياد بن أبي مريم على مروان يزورونه ناحية الجزيرة وقال أبو نعيم: حدثنا سفيان عن عبد الكريم عن زياد بن أبي مريم عن عبد الله بن معقل: سأل أبي عبدَ الله بن مسعود: أسمعت النبي-صلي الله عليه وسلم- يقول: الندم توبة؟ فقال: نعم. وقال أبو عاصم عن سفيان وابن جُريج، اختصره. قال الحميدي: حدثنا سفيان قال حدثنا عبد الكريم عن زياد بن أبي مريم عن عبد الله بن
معقل: دخلت مع أبي على عبد الله، قال سفيان: وحدثنى أبو سعيد عن عبد الله بن معقل عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال سفيان: والذي حدثنيه عبد الكريم أحب إليّ،
لأنه أحفظ من أبي سعيد، وقال قتيبة: حدثنا سفيان قال حدثنا أبو سعيد عن عبد الله بن معقل عن ابن مسعود، قوله. وقال أحمد بن يونس: حدثنا أبو بكر قال حدثني عمر بن سعيد عن عبد الكريم عن زياد بن أبي مريم عن ابن معقل: سمعت أبي يسأل عبد الله: أسمعت النبي صلى الله عليه وسلم؟ وقال ابن سلام: حدثنا معمر قال حدثنا خصيف عن زياد بن أبي مريم، بهذا. وقال مالك بن إسماعيل: حدثنا شريك عن عبد الكريم عن زياد بن الجراح عن ابن معقل عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم. فالبخاري ذكر أسانيد كثيرة للحديث تدل =
مريم عن عبد الله بن مَعْقل بن مُقَرَّن قال: دخلت مع أبي على عبد الله بن مسعود، فقال: أنت سمعَت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الندم توبة"؟، قال: نعم، وقال مرة: سمعتُه يقول: "الندم توبة".
3569 -
حدثنا سفيان عن منصور عن ذَرٍّ عن وائل بن مَهَانة عن
= على أن راويه عن ابن معقل هو زياد بن أبي مريم. ثم روى أخيراً إسنادا فيه "زياد بن الجراح" بدل "زياد بن أبي مريم" فوهم الدارقطني فظن أن البخاري يريد بهذا أن زياد بن أبي مريم هو زياد بن الجراح، وأن أبا مريم اسمه الجراح، والخطأ في رأيه واضح، لأن البخاري ترجم "زياد بن الجراح" قبل هذا بترجمة مستقلة 2/ 1/ 317، وإنما أراد بما صنع أن يبين اختلاف الرواة في أن الحديث عن هذا أو ذاك، والراجح أنه عن زياد بن أبي مريم، لأن رواة ذلك أكثر وأحفظ. وسيأتي الحديث من رواية كثير بن هشام عن عبد الكريم "عن زياد بن الجراح"4012. وسيأتي من رواية معمر بن سليمان عن
خصيف "عن زياد بن أبي مريم" 4014، 4016، ومن رواية وكيع وعبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن عبد الكريم الجزري "عن زياد بن أبي مريم" 4124. ورواه ابن ماجة 2: 292 عن هشام بن عمار عن سفيان عن عبد الكريم الجزري "عن زياد بن أبي مريم". ورواه الحاكم 4: 243 مطولاً ومختصراً من طريق الحميدي وأحمد بن شيبان الرملي كلاهما عن سفيان، في رواية الحميدي: قال: "سمعت من عبد الكريم الجزري يقول: أخبرناه زياد بن أبي مريم" وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وانظر التهذيب 3: 384 - 385. ومع كل هذا فلو حفظت رواية من رواه عن زياد بن الجراح لكان صحيحَا أيضاً، لأن زياد بن الجراح ثقة. عبد الله بن معقل بن مقرن المزني: تابعي ثقة من خيار التابعين، وأبوه صحابي معروف "معقل" بفتح الميم وسكون العين المهملة وكسر القاف. "مقرن" بضم الميم وفتح القاف وكسر الراء المشددة.
(3569)
إسناده صحيح، ذر بفتح الذال: هو ابن عبد الله المرهبي. وائل بن مهانة ،بالنون ، التيمي
تيم الرباب: تابعي ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 176 وروى عن شُعبة قال:"كان وائل من أصحاب ابن مسعود"، وترجمه ابن سعد 6:141. وانظر 3358.
عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تصدقن يا معشر النساء ولو من حُليِّكن، فإنكن أكثرُ أهل النار"، فقامت امرأة ليستْ من علْيَة النساء فقالت: لمَ يا رسول الله؟، قال:"لأنَّكن تكثرن اللعنَ وتَكفُرْنَ العَشَير".
3570 -
حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم سجدهما بعد السلام، وقال مرةً: أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد السجدتين في السهو بعد السلام.
3571 -
حدثنا سفيان بن عُيَينة حدثنا عاصم عن زِرٍّ عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يَلي رجل من أهل بيتي، يواطئُ اسمُه اسمي".
[قال عبد الله بن أحمد]: قال أبي: حدثنا به في بيته في غرفته، أُراه سأله بعض ولد جعفر بن يحيى، أو يحيى بن خالد بن يحيى.
(3570) إسناده صحيح، وانظر 3570.
(3571)
إسناده صحيح، عاصم: هو ابن بهدلة، وهو عاصم بن أبي النجود، سبق توثيقه 1458. زر: هو ابن حبيش، وهو بكسر الزاء، وفي ح "ذر" بالذال، وهو تصحيف، صح من ك ومن مراجع الحديث. والحديث رواه أبو داود 4: 173 والترمذي 3: 231 - 232 بمعناه نحوه من طرق عن عاصم عن زر، قال الترمذي:"حديث حسن صحيحاً، وقال في عون المعبود: "وسكت عنه أبو داود والمنذري وابن القيم. وقال الحاكم: رواه الثوري وشعبة وزائدة وغيرهم من أئمة المسلمين عن عاصم. قال: وطرق عاصم عن زر عن عبد الله كلها صحيحة، إذ عاصم إمام من أئمة المسلمين!. ولم أجد الحديث في المستدرك من حديث ابن مسعود، ولكنه روى حديث أبي سعيد في معنى هذا الحديث 4: 557، من طريق أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد، وصححه على شرط الشيخين، ثم قال: "وطرق حديث عاصم عن زر عن عبد الله كلها صحيحة، على ما أصلته في هذا الكتاب، بالاحتجاج بأخبار عاصم بن أبي النجود، إذ هو إمام من أئمة =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= المسلمين" ورواه الخطيب 1: 370 بإسناده من طرق عن عاصم عن زر. وسيأتي بمعناه أيضاً 3572، 3573، 4098، 4279. وانظر 645، 773.
أما ابن خلدون، فقد قفا ما ليس له به علم، واقتحم قُحَما لم يكن من رجالها، وغلبه ما شغله من السياسة وأمور الدولة، وخدمة من كان يخدم من الملوك والأمراء، فأوهم أن شأن المهدي عقيدة شيعية، أو أوهمته نفسه ذلك، فعقد في مقدمته المشهورة فصلا طويلاً، جعل عنوانه:"فصل في أمر الفاطمي وما يذهب إليه الناس في شأنه، وكشف الغطاء عن ذلك" (ص 260 - 258 من طبعة بولاق سنة 1284 التي مع التاريخ"، تهافت في هذا الفصل تهافتاً عجيباً، وغلط فيه أغلاطاً واضحة!! فبدأه بأن "المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار: أنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت، يؤيد الدين، ويظهر العدل. ويتبعه المسلمون، ويستولي على المالك الإسلامية،
ويسمى بالمهدي" إلخ ثم قال: "ويحتجون في الباب بأحاديث خرجها الأئمة، وتكلم فيها المنكرون لذلك"، ثم أشار إلى بعض الأحاديث الواردة في المهدي، وقال: وربما تعرض لها المنكرون، كما نذكره، إلا أن الصروف عند أهل الحديث أن الجرح مقدم على التعديل، فإذا وجدنا طعناً في بعض رجال الأسانيد، بغفلة أو بسوء حفظ أو ضعف أو سوء رأي تطرق ذلك إلى صحة الحديث وأوهن منها! ولا تقولن: مثل ذلك ربما يتطرق إلى رجال الصحيحين، فإن الإجماع قد اتصل في الأمة على تلقيهما بالقبول والعمل بما فيهما، وفي الإجماع أعظم حماية وأحسن دفع، وليس غير الصحيحين بمثابتهما في ذلك".
ثم شرع يورد بعض الأحاديث بنصها، ويتكلم في تعليلها، ومنها حديث ابن مسعود هذا، جعل مطعنه فيه على عاصم، بما تكلم فيه بعضهم في حفظه، ثم قال "وإن احتج أحد بأن الشيخين أخرجا له، فنقول: أخرجا له مقروناً بغيره، لا أصلاً".
وأولا: إن ابن خلدون لم يحسن قول المحدثين "الجرح مقدم على التعديل"، ولو اطلع على أقوالهم وفقهها ما قال شيء مما قال، وقد يكون قرأ وعرف، ولكنه أراد تضعيف أحاديث المهدي، بما غلب عليه من الرأي السياسى في عصره! وانظر تحقيق هذه القاعدة في كتب المصطلح، خصوصاً كتاب قواعد التحديث، لشيخنا العلامة جمال =
3572 -
حدثنا عُمر بن عُبيد عن عاصم بن أبي النَّجُود عن زِرّ ابن حُبَيش عن عبد الله قاِل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تنقضي إلأيام ولا يذهب الدهر حتى يملكَ العرب رجلٌ من أهل/ بيتي، اسمُه يواطىء اسمي".
= الدين القاسمي، رحمه الله، (ص 170 - 172).
وثانياً: إن عاصم بن أبي النجود من أئمة القراءة المعروفين، ثقة في الحديث، أخطأ في بعض حديثه، ولم يغلب خطؤه على روايته حتى تُرد. قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 1/ 341:"أخبرنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل فيما كتب إليّ قال: سألت أبي عن عاصم بن بهدلة؟ فقال: ثقة، رجل صالح خير ثقة، والأعمش أحفظ منه، وكان شُعبة يختار الأعمش عليه في تثبيت الحديث". وقال ابن أبي حاتم: "سألت أبي عن عاصم بن بهدلة؟ فقال: هو صالح، هو أكثر حديثاً من أبي قيس الأودي وأشهر منه وأحب إليّ من أبي قيس". وقال: "سئل أبي عن عاصم بن أبي النجود وعبد الملك بن عمير؟ فقال: قَدِّم عاصما ًعلى عبد الملك، عاصم أقال اختلافاً عندي من عبد الملك". وقال: "سألت أبا زرعة عن عاصم بن بهدلة؟ فقال: ثقة، قال: فذكرته لأبي، فقال: ليس محله هذا أن يقال هو ثقة. وقد تكلم فيه ابن علية، فقال: كأن كل من كان اسمه عاصماً سيء الحفظ". وهذا أكتر ما قيل فيه من الجرح، أفمثل هذا يطرح حديثه، ويجعل سبيلاً لإنكار شيء ثبت بالسنة الصحيحة، من طرق متعددة، من حديث كثير من الصحابة، حتى لا يكاد يشك في صحته أحد، لما في رواته من عدل وصدق لهجة، ولارتفاع احتمال الخطأ ممن كان في حفظه شيء، بما ثبت عن غيره، ممن هو مثله في العدل والصدق، وقد يكون أحفظ منه؟! ما هكذا تعلل الأحاديث!!.
نصيحة للقارئ: هذا الفصل من مقدمة ابن خلدون مملوء بالأغلاط الكثيرة في أسماء الرجال ونقل العلل، فلا يعتمدن أحد عليها في النقل، وما أظن أن ابن خلدون كان بالمنزلة التي يغلط فيها هذه الأغلاط! ولكنها- فيما أرى- من تخليط الناسخين وإهمال المصححين، وأنا لا أزال أعجب كيف فأتت على العلامة الشيخ نصر الهوريني رحمه الله، وهو الذي صحح هذه الطبعة من المقدمة في مطبعة بولاق!!.
(3572)
إسناده صحيح، وهو مكرر ما قلبه.
3573 -
حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني عاصم عن زِرّ عن عبد الله عن النبِي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تذهب الدنيا"، أو قال:"لا تنقضي الدنيا، حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي، ويواطئ اسمه اسمي".
3574 -
حدثنا سفيان عن عاصم في زرٍّ عن عبد الله قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار فنزلتْ عليه {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} فأخذتُها من فيه، وإن فاه لرطْبٌ بها، فلا أدري بأيها ختم {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} [أو]{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ} ،سبقتْنا حيةٌ فدخلتْ في جحر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم. "قد وُقِيتُم شرَّها، ووُقِيت شرَّكم".
3575 -
حدثنا سفيان عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله قال:
(3573) إسناده صحيح، سفيان هنا: هو الثوري والحديث مكرر ما قبله.
(3574)
إسناده صحيح، سفيان: هو ابن عيينة. ونقله ابن كثير في التفسير 9: 82 مختصراً عن البخاري من طريق الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن ابن مسعود، ليس فيه التردد بين أي الآيتين ختم بها، ثم قال:"وأخرجه مسلم أيضاً من طريق الأعمش". وهذا المختصر نسبه أيضاً السيوطي في الدر المنثور 6: 302 للنسائي وابن مردويه، ثم نقل:"وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن مسعود قال: كما مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار، فنزلت عليه (والمرسلات)، فأخذتها من فيه، وإن فاه لرطب بها، فلا أدري بأيها ختم". ثم ذكر الآيتين. وليس المراد أن ابن مسعود شك في معرفة آخر السورة، إنما شك في أي الأتين وقف عندها رسول الله حين خرجت عليهم الحية. كلمة [أو] سقطت خطأ من ح، وزدناها من ك. وانظر 3586.
(3575)
إسناده صحيح، وهو مطول 3563. قال ابن الأثير:"يقال للرجل إذا أقلقه الشيء وأزعجه: أخذه ما قرب وما بعد، وما قدم وما حدث، كأنه يفكر ويهتم في بعيد أموره وقريبها، يعني أيها كان سببا في الامتناع من رد السلام". "إذ كنا" في ح "إذا كنا" والتصحيح من ك.
كنا نسلم على النبي صلى الله عليه وسلم إذْ كنا بمكة، قبل أن نأتي أرضَ الجبشة، فيما قدمنا
من أرض الحبشة أتينا فسلمنا عليه، فلم يرد، فأخذني ما قَرُب وما بَعُدَ، حتى قضوا الصلاة، فسألته؟، فقال:"إن الله عز وجل يُحْدِث في أمره ما يشاء، لإنه قد أحدث من أمره أن لا نتكلم في الصلاة".
3576 -
حدثنا سفيان عن جامع عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حلف على يمين يَقْتطع بها مالَ مسلمٍ لقى الله وهو عليه غضبان"، وقرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مصداقه من كتاب الله عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ} .
3577 -
حدثنا سفيان عن جامع عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يمنع عبدٌ زَكاة ماله إلا جُعل له شُجاع أقرعُ يتبعه، يفرّ منه
(3576) إسناده صحيح، جامع: هو ابن أبي راند الصيرفي، وهو ثقة ثبت صالح، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 240. وسيأتي الحديث مطولاً 3579 من طريق الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة، ومن طريقه رواه البخاري ومسلم، كما في تفسير ابن كثير 2: 172 - 173. وانظر 1649.
(3577)
إسناده صحيح، ونقله ابن كثير 2: 306 عن هذا الموضع، ثم قال:"وهكذا رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة من حديث سفيان بن عيينة عن جامع بن أبي راشد، زاد الترمذي: وعبد الملك بن أعين، كلاهما عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود، به، وقال الترمذي: حسن صحيح، وقد رواه الحاكم في مستدركه من حديث أبي بكر بن غياش وسفيان الثوري، كلاهما عن أبي إسحق السبيعي عن ابن مسعود، به. ورواه ابن جرير من غير وجه عن ابن مسعود موقوفَا": قال ابن الأثير: "الشجاع، بالضم والكسر: الحية الذكر، وقيل: الحية مطلقَاً". وقال أيضأ: "الأقرع: الذي لا شعر على رأسه. يريد حية قد تمعط جلد رأسه لكثرة سمعه وطول عمره".
وهه يتبعه، فيقول: أنا كنزُك"، ثم قرأ عبد الله مصداقَه في كتاب الله: {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} قال سفيان مرة: "يطوَّقه في عنقه".
3578 -
حدثنا سفيان عن عطاء عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب قال: سمعت عبد الله بن مسعود يَبْلُغُ به النبي-صلي الله عليه وسلم-: "ما أنزل الله داءً إلا قد أنزل له شفاءً، عَلِمَه من عَلِمه، وجَهِله من جَهله".
3579 -
حدثنا سفيان عن الأعمش عن شِمْر عن مغيرة بن سعد
(3578) إسناده صحيح، سفيان بن عيينة سمع من عطاء بن السائب قديماً. أبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب: هو أبو عبد الرحمن السلمي، وقد مضى عقب الحديث 412 قول شُعبة أنه لم يسمع من ابن مسعود، ورجحنا هناك سماعه منه، وهذا الإسناد قاطع في سماعه منه، إذ قد قال صريحاً:"سمعت عبد الله بن مسعود" والحديث رواه ابن ماجة 3: 177 مختصراً من طريق سفيان الثوري عن عطاء، ونقل شارحه عن الزوائد قال:"إسناد حديث عبد الله بن مسعود صحيح، ورجاله ثقات". ورواه الحاكم في المستدرك 4:
196 -
197 من طريق عطاء عن أبي عبد الرحمن عن ابن مسعود، ومن طرق أخرى أيضاً عن ابن مسعود. وسيأتي مطولاً ومختصراً 2922، 3236، 4267، 4334.
(3579)
إسناده صحيح، شمر، بكسر الشين وسكون الميم: هو ابن عطة بن عبد الرحمن الأسدي الكاهلي، وهو ثقة، وثقه ابن معين والنسائي وابن سعد وغيرهم. المغيرة بن سعد بن الأخرم: ثقة، وثقه العجلي، وذكره "ابن حبان في الثقات. أبوه سعد بن الأخرم، بالخاء المعجمة والراء المهملة، الطائي: مختلف في صحبته، وله ترجمة في الإصابة، وفي التهذيب: "ذكره ابن حبان في الصحابة، ثم أعاد ذكره في التابعين من الثقات". والحديث رواه الترمذي 4: 264 من طريق الثوري عن الأعمش، وقال:"حديث حسن". ورواه الحاكم 4: 322 من طريق شعبة عن الأعمش، وصححه ووافقه الذهبي. وسيأتي 3048 من طريق أبي معاوية عن الأعمش، وفي آخره زيادة من كلام ابن مسعود، ورواه مع هذه الزيادة يحيى بن آدم في الخراج 254 عن قيس بن الربيع عن شمر، كرواية الأعمش عن شمر. الضيعة: العقار والأرض المغلة، كما في =
ابِن الأخْرَم عن أبيه عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تَتَّخذوا الضَيْعةَ
فَتَرغَبوا في الدنيا".
3580 -
حدثنا سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن مرّة عن أبي الأحْوَص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إني أَبْرأ إلى كل خليل من خُلَّته، ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، وإن صاحبكم خليل الله عز وجل".
3581 -
حدثنا سفيان قال سليمان سمعت شقيقاً يقول: كنا
= القاموس، وقال ابن دريد في جمهرة اللغة 3: 95: "وضيعة الرجل تكون مهنته، وتكون عقاره"، وفي اللسان عن الأزهري:"الضيعة والضياع عند الحاضرة: مال الرجل من النخل والكرم والأرض، والعرب لا تعرف الضيعة إلا الحرفة والصناعة". وفي شرح الترمذي عن الطيبي قال: المعنى: لا تتوغلوا في اتخاذ الضيعة، فتلهوا بها عن ذكر الله".
(3580)
إسناده صحيح، عبد الله بن مرة الهمداني الخارفي: ثقة وثقه ابن معين وأبو زرعة والنسائي، وأخرج له أصحاب الكتب الستة، والحديث رواه مسلم 2: 331 بأسانيد عن الأعمش، ورواه قبله بأسانيد أخر عن ابن مسعود، ورواه الترمذي 4: 308 من طريق الثوري عن أبي إسحق عن أبي الأحوص، وقال:"حديث حسن صحيح". ونسبه شارحه أيضاً لابن ماجة، وانظر 3385.
(3581)
إسناده صحيح، سليمان: هو الأعمش. شقيق: هو أبو وائل. ورواه البخاري1: 149 -
150 مختصراً من طريق الثوري عن الأعمش، وأشار الحافظ في الفتح إلى هذه الرواية في المسند. ورواه البخاري أيضاً 11: 194 - 195 مطولاً عن عمر بن حفص عن أبيه عن الأعمش. ورواه أيضاً مسلم، كما في الفتح. يزيد بن معاوية النخعي: قال الحافظ في الفتح: "هو كوفي تابعي ثقة عابد، ذكر العجلي أنه من طبقة الربيع بن خثيم، وذكر البخاري في تاريخه [4/ 2/ 355]، أنه قتل غازيَاً بفارس، كأنه في خلافة عثمان. وليس له في الصحيحين ذكر إلا في هذا الموضع، ولا أحفظ له رواية". يتخولنا. في الفتح:"قال الخطابي: الخائل، بالمعجحة: هو القائم المتعهد للمال، يقال: خال المال يخوله تخولا، إذا =
ننتظر عبد الله بن مسعود في المسجد يخرج علينا، فجاءنا يزيد بن معاوية، يعني النَّخَعي، قال: فقال: ألا أذهب فأنظرُ، فإن كان في الدار لَعَلّي أن أخرجه إليكَم، فجاءنا فقام علينا فقال: إِنه ليُذْكَر لي مكانُكم فما آتيكم، كراهيةَ أن أُملَّكُمْ لقد كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يتَخَوّلُنا بالموعظة في الأيام، كراهيةَ السآمة علينا.
3582 -
حدثنا سفيان عن يزيد عن أبي الكَنُود: أصبت خاتَماً يوماً فذكره، فرآه ابن مسعود في يده، فقال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حَلْقة الذهب.
3583 -
حدثنا سفيان عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن أبي
= تعهده وأصلحه. والمعنى: كان يراعي الأوقات في تذكيرنا، ولا يفعل ذلك كل يوم، لئلا نملّ".
(3582)
إسناده ضعيف، لانقطاعه. فإن يزيد بن أبي زياد إنما يرويه عن أبي سعد الأزدي، كما سيأتي مطولاً ومختصراً 3715، 3804، وهو هكذا في الأصلين في هذا الموضع بحذف "أبي سعد"، والظاهر أن سفيان بن عيينة سمعه كذلك من يزيد. وأبو سعد: هو الأرحبي الكوفي قارئ الأزد، وهو ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات وترجمه البخاري في الكنى 313 قال:"أبو سعد الأزدي، سمع زيد بن أرقم، روى عنه السدي ويزيد بن أبي زياد، وعن أبي الكنود". أبو الكنود الأزدي الكوفي: اختلف في اسمه، وهو تابعي مخضرم ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه ابن سعد في الطبقات 6: 123
وقال: "وكان ثقة"، وترجمه الحافظ في الإصابة 7: 163 فيمن أدرك الجاهلية.
والحديث لم أجده في غير المسند ولم يذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، ولعله اكتفى بالحديث الآتي 3605، وفيه كراهة التختم بالذهب، ولكن هذا حديث آخر غير ذاك.
(3583)
إسناده صحيح، أبو معمر: هو عبد الله بن سخبرة الأزدي، وهو تابعي ثقة معروف.
والحديث نقله ابن كثير في التفسير 8: 129 عن هذا الموضع وقال: "وهكذا رواه البخاري ومسلم من حديث سفيان بن عيينة، به. وأخرجاه من حديث الأعمش عن =
مَعْمَر عن ابن مسعود: انشقَّ القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شقَّتين، حتى نظروا إليه، فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-:"اشهدوا".
3584 -
حدثنا سفيان عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن أبي مَعْمَر عن عبد الله بين مسعود: دخل النبي صلى الله عليه وسلم وحول الكعبة ستون وثَلثمائة نصُب، فجعل يَطعنُها بعُودٍ كان بيده، ويقول:{قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} .
3585 -
حدثنا سفيان، قال: وليس منها من يقدمها، وقرئ على
= إبراهيم عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة عن ابن مسعود، به". وانشقاق القمر من المعجزات الكونية التي ينكرها ملحدو عصرنا تبعَا لسادتهم المستشرقين والمبشرين، وتكذيباً للأثبات الصادقين، من هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس. قال الحافظ ابن كثير في التفسير 8: 127: "قد كان هذا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ورد ذلك في الأحاديث المتواترة بالأسانيد الصحيحة. وقد ثبت في الصحيح عن ابن مسعود أنه قال: خمس قد مضين: الروم والدخان واللزام والبطشة والقمر. وهذا أمر متفق عليه بين العلماء: أن انشقاق القمر قد وقع في زمان النبي-صلي الله عليه وسلم-، وأنه كان إحدى المعجزات الباهرات". وقال في التاريخ 3: 118: "وفد أجمع المسلمون على وقوع ذلك زمنه عليه الصلاة والسلام، وجاءت بذلك الأحاديث المتواترة، ومن طرق متعددة تفيد القطع عند من أحاط بها ونظر فيها". وذكر كثيراً من الأحاديث وطرقها في ذلك، في التفسير والتاريخ.
(3584)
إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 5: 224 عن البخاري من طريق ابن عيينة، به. وقال:"وكذا رواه البخاري أيضاً في غير هذا الموضع، ومسلم والترمذي والنسائي، كلهم من طرق عن سفيان بن عيينة، وكذا رواه عبد الرزاق عن ابن أبي نجيح، به". وفي ذخائر المواريث 4751 أنه رواه أيضاً الترمذي.
(3585)
إسناده ضعيف، لما سيأتي. يحيى الجابر: هو يحيى بن عبد الله بن الحرث المجبر، وهو ثقة، كما مضى في 2142. أبو ماجد الحنفي: مجهول، قال ابن المديني: "لا نعلم =
سفيان سمعت يحيى الجابر عن أبي ماجد الحنفي قال: سمعت عبد الله يقول: سألنا رسول الله-صلي الله عليه وسلم- عن السير بالجنازة؟، فقال:"متبوعةٌ وليست بتابعة".
3586 -
حدثنا حفص بن غياث حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنًى، قال: فخرجت علينا حَيّة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اقتلوها"، فابتدرناها فسبقتنا.
3587 -
حدثنا عبد الله بن إدريس قال سمعت الأعمش يروي عن
= أحداً روى عنه غير يحيى الجابر". وقال البخاري في الكنى 687: "قال الحميدي: قال ابن عيينة: قلت ليحيى: من أبو ماجد؟ قال: طار طرأ علينا فحدثنا، وهو منكر الحديث"، وقال نحو هذا في الضعفاء 38، والصغير 112، وكذلك قال النسائي في الضعفاء33: "منكر الحديث". والحديث رواه الترمذي 2: 137 - 138 مطولاً: وقال، "هذا حديث لا نعرفه من حديث ابن مسعود إلا من هذا الوجه. وسمعت محمد بن إسماعيل [يعني البخاري] يضعف حديث أبي ماجد هذا. وقال محمد [هو البخاري]: قال الحميدي: قال ابن عيينة: قيل ليحيى: من أبو ماجد هذا؟ قال: طائر طار فحدثنا! "ثم قال الترمذي: "وأبو ماجد رجل مجهول، وله حديثان عن ابن مسعود. ويحيى إمام بني تيم الله: ثقة،
يكنى أبا الحرث ويقال يحيى الجابر، ويقال له يحيى المجبر أيضاً، وهو كوفي، روى له شُعبة وسفيان الثوري وأبو الأحوص وسفيان بن عيينة". وقوله في أول الإسناد "حدثنا سفيان قال: وليس منها من يقدمها" كذا هو في الأصلين، وكتب فوقه في ك كلمة "كذا". والظاهر عندي أن صحته "وليس منا من تقدمها" يعني الجنازة، كأن سفيان يرى ذلك ثم لِروي الحديث يستدل به. ويويد هذا الروايهُ المطولة التي ستأتي 3734.
(3586)
إسناده صحيح، وهو مختصر 3574.
(3587)
إسناده صحيح، وهو مختصر 3581. في ح "حدثنا سفيان عن عبد الله بن إدريس"،
وزيادة "سفيان" في الإسناد خطأ، وليست في ك. وسفيان بن عيينة وعبد الله بن إدريس، كلاهما من شيوخ أحمد، وكلاهما يروي عن الأعمش، والرواية الماضية هي من رواية سفيان عن الأعمش. فأثبتنا الصواب عن ك.
شَقيق قال: كان عبد الله يخرج إلينا فيقول: إني لأخْبَر بمكانكم، وما يمنعني أن أخرج إليكم إلا كراهية أن أُمِلَّكم، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخوّلنا بالموعظة في الأيام، كراهية السآمةِ علينا.
3588 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود وعَلْقَمة عن عبد الله قال: "إذا ركع أحدكم فليُفْرِشْ ذراعيه فخذيه، ولْيَجْنأ"، ثم طبَّق بين كفيه، فكأني انظر إلى اختلاف أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثم طبَّق بين كفيه فأراهم.
3589 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله قال: لما نزلتْ هذه الآية {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} شقّ ذلك على الناس، وقالوا: يا رسوَل الله، فأينا لا يَظلم نفسَه؟، قَال: إنه ليس الذي تعنون، ألم تَسمعوا ما قال العبدُ الصالح {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} ؟ إنما هو الشرك.
(3588) إسناده صحيح، ورواه مسلم1: 150 مطولاً في قصة، من طريق أبي معاوية عن الأعمش. ورواه أيضاً النسائي والدارمي والحاكم والبيهقي، وانظر نصب الراية 1: 374، وذخائر المواريث 4860. "وليجنأ" كذا ضبطت في صحيح مسلم بفتح الياء وإسكان الجيم وآخرها همزة، وذكرها ابن الأثير في حرف الحاء المهملة "وليحنأ"، وقال: هكذا جاء في الحديث، فإن كان بالحاء فهي من حتى ظهره: إذا عطفه، وإن كانت بالجيم فهي من جنا الرجل على الشيء: إذا أكب عليه. وهي متقاربان، والذي قرأناه في كتاب مسلم بالجيم، وفي كتاب الحميدي بالحاء". وانظر شرح النووي على مسلم 5: 16 - 17. وهذا التطبيق في الركوع، كان يقول به ابن مسعود، وهو منسوخ بالأخذ بالركب، ودليل نسخه حديث سعد بن أبي وقاص، قد مضى 1570. وانظر 4045،
4272، 4386.
(3589)
إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 3: 351 عن هذا الوضع. ونسبه السيوطي
في الدر المنثور 3: 26 - 27 للبخاري: مسلم والترمذي وابن جرير وغيرهم.
3590 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب فقال: يا أبا القاسم، أبلغك أن الله عز وجل يحمل الخلائق على أَصبع، والسموات على أصبع، والأرضين على أصبع، والشجر على أصبع، والثرى على
أصبع؟، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، فأنزل الله عز وجل {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} .
3591 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله: أنه قرأ سورة يوسف بحمْصَ، فقال رجل: ما هكذا أُنزلتْ؟ فدنا منه عبد الله، فوجد منه ريح الَخمر!!، فقال أتكذّب بالحق وتشرب الرجس؟!، لا أدَعُك حتى أجلدك حدّا، قال: فضربه الحد، وقال: والله لهكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3592 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عَلْقَمة.
(3590) إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 7: 263 وقال: "وهكذا رواه البخاري ومسلم والنسائي من طرق عن الأعمش، به". وقد مضى نحوه من حديث ابن عباس 2990،2267.
(3591)
إسناده صحيح، ورواه البخاري 9: 44 - 45 من طريق سفيان عن الأعمش، ورواه
مسلم أيضاً، كما في ذخائر المواريث 4915.
(3592)
إسناده صحيح، والمرفوع منه رواه أصحاب الكتب الستة، كما في المنتقى 3411
وذخائر المواريث 4910. وسيأتي المرفوع أيضاً 4035. الباءة: قال ابن الأثير: "يعني النكاح والتزوج، يقال فيه الباءة والباء، وقد يقصر. وهو من المباءة: المنزل: لأن من تزوج امرأة بوأها منزلا، وقيل: لأن الرجل يتبرأ منِ أهله أي يستمكن، كما يتبوأ من منزله".
الوجاء، بكسر الواو: قال ابن الأثير: "أن تُرض أُنثيا الفحل رضا شديدَا يذهب شهوة الجماع، ويتنزل في فطعه منزلة الخصى. أراد أن الصوم يقطع النكاح كما يقطعه الوجاء". في ح "فإن له"، وصوابه "فإنه له"، كما أثبتنا عن ك.
قال: كنتُ أمشي مع عبد الله بمنًى، فلقيه عثمان، فقام معه يحدثه، فقال له عثمان: يا أبا عبد الرحمن، ألا نزوّجك جاريةً شابةً، لعلها أَن تذكِّرَك ما مضى من زمانك؟، فقال عبد الله: أمَا لئنْ قلتَ ذاك، لقد قَال لنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم-:"يا معشر الشباب، من استطاع- منكم الباءَة فليتزوجْ، فإنه أَغضُّ للبصر، وأَحصنُ للفرج، ومن لم يستطعْ فعليه بالصوم، فإنه له وِجَاء".
3593 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال: صلى عثمان بمنًى أربعاً، فقال عبد الله بن مسعود: صليتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم بمنى ركعتين، ومع أبي بكر ركعتين، ومع عمر ركعتين.
3594 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عَبِيدة عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير الناس قرني، ثمِ الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يأتي بعد ذلك قوم تسبق شهاداتُهم أيما نَهم، وأيما نهم شهاداتِهم".
3595 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عَبيدة عن عبد الله قال: قال رسول الله طنى: "إني لأعرف آخرَ أهلِ النار خروجاً من النار، رجل يخرج منِها زَحْفاً، فيقال له: انطلقْ فأدخل الجنة، قال: فيذهب يدخل، فيجد الناس قد أخذوا المنازلَ:/ قال: فيرجع فيقول: يا رب، قد أخذ
(3593) إسناده صحيح، رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي، كما في ذخائر المواريث 4780.
(3594)
إسناده صحيح، عبيدة: هو السلمانى. والحديث رواه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة، كما في الذخائر 4793.
(3595)
إسناده صحيح، ورواه البخاري 11: 385 ومسلم1: 68 والترمذي وابن ماجة، كما
في الذخائر 4795.
الناسُ المنازل، قال: فيقال له: أتذكر الزمان الذي كنت فيه؟، قال: فيقول: نعم، فيقال له تَمَنَّهْ، فيتمنى، فقال: إن لك الذي تمنيت وعشرة أضعاف الدنيا، قال: فيقول: أَتَسْخَر بي وأنت المَلك"، قال: فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بَدَتْ نواجذُه.
3596 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شَقيق عن عبد الله قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل، فقال يا رسول الله؟، إذا أحسنتُ في الإسلام أُؤاخذ بما عملت في الجاهلية؟، فقِال:"إذا أحسنتَ في الإسلام لم تواخَذ بما عملتَ في الجاهلية، وإذا أسأت في الإسلام أخِذْت بالأوَّل والآخِر".
3597 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"من حلف على يمين هو فيها فاجر ليقتطع بها مال امرئ مسلم لقى الله عز وجل وهو عليه غضبان"، فقال الأشعث: فيّ والله كان ذلك، كان بيني وبين رجل من اليهود أرض، فجحدني، فقدَّمته إلى النبي -صلي الله عليه وسلم-، فقال لي رسول الله -صلي الله عليه وسلم-:"ألك بيّنة؟ "، قلت: لا، فقال لليهودي:"احلفْ"، فقلت: يا رسول الله، إذن يحلف فيذهبَ مالي، فأنزل الله عز وجل {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} إلى آخر الآية.
(3596) إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 45 من طريق الأعمش عن أبي وائل، وهو شقيق.
ورواه أيضاً من طريق منصور عن أبي وائل. وهي الطريق التي ستأتي 3604. ورواه أيضاً البخاري وابن ماجة، كما في الذخائر.4885
(3597)
إسناده صحيح، وهو مطول 3576. ونقله ابن كثير في التفسير 2: 172 - 173 عن هذا الموضع، وقال:"أخرجاه [يعني الشيخين] من حديث الأعمش". ونسب في الذخائر 4874 أيضاً لأبي داود والترمذي وابن ماجة. الأشعث: هو ابن قيس الكندي الصحابي، والقسم الذي فيه سبب النزول من مسنده، وسيأتي في مسنده (5: 211 - 212 ج) بهذا الإسناد وبأسانيد أخر.
3598 -
حدثنا أبو بكر بن عيَّاش حدثني عاصم عن زِرّ عن ابن مسعود قال: كنت أرعى غنماً لعُقْبة بن أبي مُعَيْط، فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، فقال:"يا غلام، هل من لبن؟ "، قال: قلت: نعم، ولكني مؤِتمن، قال:"فهل منْ شاة لم يَنْزُ عليها الفحل؟ "، فأتيته بشاة، فمسح
ضَرْعها، فنزل لبن، فَحلبه فًى إناء فشرب وسقى أبا بكر، ثم قالً للضرع:"أَقلصْ"، فقَلصَ، قال: ثم أتيته بعد هذا، فقلت: يا رسول الله، علمني من هذاَ القول، قال: فمسح رأسي، وقال:"يرحمك الله، فإنك غُلَيَّم معَلَّم".
3599 -
حدثنا عفان حدثنا حماد بن سَلَمة عن عاصم بإسناده، قال: فأتاه أبو بكر بصخرة منقورة، فاحتلب فيها فشرب، وشرب أبو بكر، وشربتُ، قال: ثم أتيتُه بعد ذلك، قلت: علمني من هذا القرآن، قال:"إنك غلام مُعَلَّم"، قال: فأخذت مِن فيه سبعين سورةً.
3600 -
حدثنا أبو بكر حدثنا عاصم عن زِرّ بن حُبيَش عن عبد الله ابن مسعود قال: إن الله نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد، فوجد قلوب أصحابه خيرقلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رأوا
(3598) إسناده صحيح، ونقله ابن كثيو في التاريخ 6: 102 عن هذا الموضع. ثم قال: ورواه البيهقي من حديث أبي عوانة عن عاصم. وانظر الإسناد التالى لهذا. غليم: تصغير غلام.
(3599)
إسناده صحيح، وهو مطول ما قبله، وسيأتي كاملا بهذا الإسناد 4412. ورواه الطيالسي
353 عن حماد بن سلمة. ورواه ابن سعد 3/ 1/ 106 - 107 عن عفان عن حماد. ورواه أبو نعيم في الدلائل 114من طريق الطيالسي عن حماد. انظر 3697.
(3600)
إسناده صحيح ، وهو موقوف على ابن مسعود. وهو في مجمع الزوائد1: 177 - 178: وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ،ورجاله موثقون".
سيئاً فهو عند الله سيئ.
3601 -
حدثنا أبو بكر حدثنا عاصم عن زِرّ عن عبد الله قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "لعلكم ستُدْركون أقواماً يصلون صلاةً لغير وقتها، فإذا أدركتموهم فصلوا في بيوتَكم في الوقت الذي تعرفون، ثم صلوا معهم، واجعلوها سَبْحَةً".
3602 -
حدثنا جَرير عن منصور عن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاةً، فلا أدري: زاد أم نقص؟، فلما سلم قيل له: يا رسول الله، هل حدث في الصلاة شيءٌ؟، قال:"لا، وما ذاك؟ "، قالوا: صليت كذا وكذا، قال: فثنى رجليه فسجد سجدتي السهو، فلما سلم قال:"إنما أنا بشر أنسى كما تنسون، وإذا شك أحدكم في الصلاة فليتحرّ الصلاة، فإذا سلم فليسجدْ سجدتين".
3603 -
حدثنا جَريرعن منصورعن خَيْثَمة عن رجل من قومه
(3601) إسناده صحيح، ورواه ابن ماجة 1: 196 من طريق أبي بكربن عياش. وروى أبو داود 1: 165 معناه بإسناد آخر. السبحة، بضم السين: النافلة. وانظر 3790.
(3602)
إسناده صحيح، وهو مطول 3566.
(3603)
إسناده ضعيف، لجهالة راويه عن ابن مسعود. وسيأتي مرة أخرى 4244 "عن خيثمة عمن سمع ابن مسعود". وسيأتي 3917، 4419 "عن خيثمة بن عبد الرحمن عن عبد الله"، وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه:"لم يسمع خيثمة من ابن مسعود". والحديث في مجمع الزوائد1: 314 - 315 وقال "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والأوسط. فأما أحمد وأبو يعلى فقالا: عن خيثمة عن رجل عن ابن مسعود، وقال الطبراني: عن خيثمة عن زياد بن حدير، ورجال الجميع ثقات. وعند أحمد في رواية: عن خيثمة عن عبد الله بإسقاط الرجل". وزياد بن حدير الأسدي: تابعي ثقة، وثقه أبو
حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 319: "سمع =
عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا سمر بعد الصلاة"، يعني العشاء الآخرة، "إلا لأحد رجلين، مصلّ أو مسافر".
3604 -
حدثنا جَرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال: قال ناسٌ: يا رسول الله، أنؤاخذ بأعمالنا في الجاهلية؟، فقال:"من أحسن منكم في الإسلام فلا يؤاخذ به، ومن أساء فيؤْخذ/ بعمله الأول والآخِر".
3605 -
حدثنا جَرير عن الرُّكَين عن القاسم بن حسّان عن عمه عبد الرحمن بن حَرْملة عن عبد الله بن مسعود قال: كان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يكره عشر خلَال: تختم الذهب، وجر الإزارِ، والصُّفْرة، يعني الخَلوق، وتغيير الشيب، قال جرير: إنما يعني بذلك نتفه، وعزل الماء عن محله، والرُّقَى إلا بالمعوِّذات، وفسادَ الصبي غير مُحَرَّمِهِ، وعَقْد التمائم، والتبرج بالزينة لغير محلِّها، وَالضرب بالكِعَاب.
= عمر، روى عنه الشعبي". فالإسناد عند الطبراني من طريقه إسناد صحيح.
(3604)
إسناده صحيح، وهو مكرر 3596.
(3605)
إسناده صحيح، الركين: هو ابن الربيع، سبق توثيقه 868. القاسم بن حسان العامري:
ثقة: وثقه أحمد بن صالح، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وذكر البخاري في الكبير 4/ 1/ 161 اسمه فقط، ولم يذكر عنه شيئَاً. وترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 3/ 2/ 108 فلم يذكر عنه جرحاً. عبد الرحمن بن حرملة الكوفي: ذكره ابن حبان في الثفات، وذكره البخاري في الضعفاء21 قال:"عبد الرحمن بن حرملة عن ابن مسعود، روى عنه القاسم بن حسان، لا يصح حديثه". والحديث رواه أبو داود 4: 143 - 144 من طريق المعتمر عن الركين. قال المنذري: "وأخرجه النسائي، وفي إسناده قاسم بن حسان الكوفي عن عبد الرحمن بن حرملة، قال البخاري: القاسم بن
حسان: سمع من زيد بن ثابت وعن عمه عبد الرحمن بن حرملة، وروى عنه الركين ابن الربيع، لم يصح حديثه في الكوفيين. قال علي بن المديني حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره عشر خلال: هذا حديث كوفي، وفى إسناده من لا يعرف. وقال =
3606 -
حدثنا يحيى عن سفيان حدثني سليمان عن إبراهيم عن عَبيدة عن عبد الله قال: سليمان: وبعض الحديث عن عمرو بن مُرَّة (قال: وحدثني أبي عن أبي الضُّحى عن عبد الله) قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اقرأ عليَّ"، قال: قلت: أقرأ عليك وعليك أُنزل؟، قال:"إني أُحبُّ أن أسمعه من غيري"، فقرأت، حتىِ إذا بلغتُ {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} قال: رأيتُ عينيه تَذرِفان دموعاً.
= ابن المديني أيضاً: عبد الرحمن بن حرملة: روى عنه قاسم بن حسان، لا أعلم رُوي عن عبد الرحمن هذا شيء من هذا الطريق، ولا نعرفه من أصحاب عبد الله. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم. سألت أبي عنه؟، فقال: ليس بحديثه بأس، وإنما روى حديثاً واحداً، ما يمكن أن يعتبر به، ولم أسمع أحداً ينكره أو يطعن عليه، وأدخله البخاري في كتاب الضعفاء، وقال أبي: يحوَّل منه". والذي نقله المنذري عن البخاري في شأن القاسم بن حسان لا أدري من أين جاء به، فإنه لم يذكر في التاريخ الكبير إلا اسمه فقط. كما قلنا، ثم لم يترجمه في الصغير، ولم يذكره في الضعفاء. وأخشى أن يكون المنذري وهم فأخطأ، فنقل كلام ابن أبي حاتم بمعناه منسوباً للبخاري. وأنا أظن أن قول البخاري في عبد الرحمن بن حرملة "لا يصح حديثه" إنما مرده إلى أنه لم يعرف شيئَاً عن القاسم بن حسان، فلم يصح عنده لذلك حديث عمه عبد الرحمن. (فائدة): قال أبو داود، بعد أن روى هذا الحديث: "انفرد بإسناد هذا الحديث أهل البصرة"!، وهو خطأ عجيب، فإن رواته كلهم كوفيون. ليس فيهم بصري!. تفسير جرير "تغير الشيب" بأنه نتفه، هو الصحيح، وبذلك في شه ابن الأثير، وقال "فإن تغيير لونه قد أمر به في غير حديث". "وفساد الصبي" إلخ: قال ابن الأثير: "هو أن يطأ المرأة المرضع، فإذا حملت فسد لبنها، وكان من ذلك فساد الصبي، ويسمى الغيلة. أقوله غير محرمه: أي أنه كرهه ولم يبلغ حد التحريم". وانظر معالم السنن 4: 213.
(3606)
إسناده صحيح، إلا أن في إسناده إشكالا سنذكره "وقول سليمان، وهو الأعمش: "وبعض الحديث عن عمرو بن مرة" يريد أنه سمع الحديث من إبراهيم النخعي وسمع =
3607 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شَقيق بن سَلَمة قال: جاء رجل إلى عبد الله من بني بَجيلة يقال له نَهيك بن سَنان، فقال يا أبا عبد الرحمن، كيف تقرأ هذه الآيَة، أياءً تجدها أو ألفاً:{مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ} [أو: غير ياسنٍ]؟، فقال له عبد الله: أوَ كلَّ القرآن أحصيت غير هذه [الآية]؟، قال: إني لأقرأ المفصَّل فيِ ركعة، فقال عبد الله: هذّا كَهَذِّ الشِّعر؟!، إن منْ أحسن الصلاةِ الركوع والسجودَ، ولَيَقْرأَنَّ القرآنَ أقوام لا يجاوز تراقيَهم، ولكنه إذا قرأ فرسخ في القلب نَفَع، إني لأعرفُ النظائرَ التي كان رسوَل الله صلى الله عليه وسلم يقرأ سورتين في ركعة، قال: ثم قام فدخل، فجاء عَلْقَمةُ فدخل عليه، قال: فقلنا له: سَلْه لنا عن النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ سورتين في ركعة؟، قال: فدخل فَسأله، ثم خرج إلينا فقال: عشرون سورةً من أوّل المفصَّل في تأليف عبد الله.
= بعضه من عمرو بن مرة عن إبراهيم، ولعله نسى بعض الشيء منه فثبته فيه عمرو. والإشكال هو قوله بعد ذلك "قال: حدثني أبي عن أبي الضحى عن عبد الله"، فمن ذا الذي يقول هذا؟ أهو الأعمش؟ لا نعرف أن لأبيه رواية ولم بخد له ترجمة. أو يقوله عبد الله بن أحمد؟ لعله كذلك، ويكون المراد إذن أن أحمد روى بالإسناد نفسه عن الأعمش عن أبي الضحى، فإن الأعمش يروي عنه. ولكن يكون منقطعاً، لأن أبا الضحى وإن كان من التابعين فإنه لم يدرك ابن مسعود والحديث رواه البخاري 9: 81 في حديثين من طريق الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة ليس فيه ذكر عمرو بن مرة ولا أبي الضحى، وقد أشرنا إلى روايتيه في 3550، 3551.
(3607)
إسناده صحيح، ورواه مسلم 1: 226 من طريق وكيع، ثم رواه من طريق أبي معاوية، ثم من طريق عيسى بن يونس. كلهم عن الأعمش، ورواه البخاري مختصرَاً 9: 37 - 38 من طريق أبي حمزة عن الأعمش، به. ورواه أيضاً مختصراً 2: 214 - 215 من طريق شُعبة عن عمرو بن مرة-: عن أبي وائل. ورواه أبو داود1: 528 من طريق أبي =
3608 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شَقيق عن عبد الله قال: قَسَم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ يوم قَسْماً، قال: فقال رجل مَن الأنصار: إن هذه لقسمةٌ ما أُريدَ بها وجهُ الله عز وجل!، قال: فقلت: يا عدوّ الله، أمَا لأُخبرنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قلتَ، قال: فذَكَر ذلك لنبي الله صلى الله عليه وسلم، فاحمر وِجِهه، قال: ثم قال: "رحمة الله على موسى، لقد أُوذِيَ بأكثر من هذا فصبر".
3609 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شَقيق عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تباشر المرأةُ المرأةَ حتى تَصفها لزوجَها كأنما يَنظر إليها".
3610 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شَقيق عن عبد الله قال: كنا نمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم، فمر بابن صَّياد، فقال: "إني قد خَبَأتُ لك
= إسحق عن علقمة والأسود عن ابن مسعود، مختصراً، وزاد في آخره تسميه السور النظائر. ورواه الطيالسي 259 عن شُعبة عن الأعمش عن أبي وائل. ورواه الترمذي1: 412 من طريق الطيالسي، وقال:"حسن صحيح". زيادة [أو غير ياسن] و [الآية] زدناهما من ك. وكل القراء قرؤا (غيرآسن) بالهمزة، ولم أجد قراءة فيها بالياء، ولا في الشواذ. هذا كهذّ الشعر: قال ابن الأثير: "أراد أتهذّ القرآن هذا فتسرع فيه كما تسرع في قراءة الشعر؟ والهذّ: سرعة القطع، ونصبه على المصدر". وفي ح "كهذان الشعر" وهو خطأ، صح من ك. وانظر تفصيل شرح الحديث في الفتح 2: 214 - 215. وانظر 1379، 2312، 3910، 3958.
(3608)
إسناده صحيح، ورواه البخاري 4408 من طريق سفيان عن الأعمش و 11: 80 من طريق أبي حمزة عن الأعمش. وانظر 3759.
(3609)
إسناده صحيح، ورواه البخاري وأبو داود والترمذي، كما في ذخائر المواريث 4879.
(3610)
إسناده صحيح، ورواه مسلم 2: 372 من طريق أبي معاوية عن الأعمش، ورواه أيضاً مطولاً من طريق جريرعن الأعمش.
خَبْأ"، قال ابن صياد: دُخّ، قال: فقال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "اخسأ، فلن تَعْدُوَ قَدْرَك"، فقال عمر: يا رسول الله، دعنى أضرب عنقَه، قال: "لا، إن يكن الذي تخاف فلن تستطيع قتلَه".
3611 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شَقيق عن عبد الله قال: لكأني انظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يَحكي نبيّا ضربه قومُه، فهو يمسح عن وجهه الدم، ويقول:"ربّ اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون".
3612 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شَقيق عن عبد الله قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيُّ الذنب أكبر؟، قال:"أن تجعل لله ندّا وهو خَلَقك"، قال: ثمِ أي؟، قال:"أن تَقتل ولدك أن يَطْعَم معك"، قال: ثم أيّ؟، قال:"أن تُزاني حليلةَ جارك"، قال: قال عبد الله: فأنزل الله تصديق ذلك: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} .
3613 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن مسْلم عن مسروق قال: جاء رجل إلى عبد الله فقال: إني تركتُ في المسجد رجلاً يفسر القرآن برأيه، يقول في هذه الآية {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} إلى آخرها: يغشاهم يومَ القيامة دُخَان يأخذ بأنفاسهم حتى يصيبهم منه كهيئة الزكام!،
(3611) إسناده صحيح، ورواه البخاري ومسلم وابن ماجة، كما في الذخائر 4886 وسيأتي مطولاً 4057.
(3612)
إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 6: 194 عن هذا الموضع، ونسبه للبخاري
ومسلم والنسائي. ونسبه السيوطي في الدر المنثور 5: 77 للفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وغيرهم. وفي الذخائر المواريث 4799 أنه رواه أيضاً أبو داود.
(3613)
إسناده صحيح، ورواه الشيخان والترمذي والنسائي في تفسيريهما وابن جرير وابن أبي حاتم، كما في تفسير ابن كثير 7: 420 - 421.
قال: فقال عبد الله: من علم علماً فليقلْ به، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإن من فقْه الرجل أن يقول لما لا يعلم: الله أعلِم، إنما كان هذا لأن قريشاً لمَّا اسَتعصَتْ على النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليهم بسنين كسني يوسف، فأصابهم قَحْطٌ، وجَهدُوا حتى أكلوا العظام، وجعل الرجل ينظرَ إلى السماء فينظر ما بينه وبين السَماء كهيئة الدخَان من الجهْد، فأنزل الله عز وجل {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11)} فأَتى رسول الله-صلي الله عليه وسلم-، فقيلَ: يا رسولَ الله، اسْتَسق الله لمضَر، فإنهم قد هلكوا، قال: فدعا لهم، فأنزل الله عز وجل {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ} ، فلما أصابهِم المرة الثانية عادوا، فنزلتْ {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} يومَ بدْر.
3614 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن غمارة عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال: كنت مستتراً بستار الكعبة، فجاء ثلاثة نفر، قرشي وختناه ثقفيّان، أو ثقفي وختناه قرشيان، كثيرٌ شحمِ بطونهم، قليل فقهُ قلوبهم، فتكلموا بكلام لم أسمعه، فقال أحدهم: أَترون الله يسمع كلامنَا هذا؟!، فقال الآخر: أرانا إذا رَفعنا أصواتَنا سمعه، وإذا لم نرفعها بم يسمع!!، فقال الآخر: إنْ سمع منه شيئاً سمعه كله!!، قال: فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم؟، فأنزل الله عز وجل {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ} إلى قوله {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ
الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
(3614) إسناده صحيح، عمارة: هو ابن عمير. والحديث نقله ابن كثير في التفسير 7: 332 عن هذا الموضع، ونسبه للبخاري ومسلم والترمذي بأسانيد متعددة. ونسبه السيوطي في الدر المنثور 5: 362 أيضاً لسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن النذر وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات
3615 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عمرو بن مُرَّة: عن يحيى بن الجزار عن ابن أخي زينب عن زينب امرأة عبد الله قالت: كان عبد الله إذا جاء من حاجة فانتهى إلى الباب تنحنح وبزق، كراهيةَ أن يَهجم منّا علي شيء يكرهه، قالت: وإنه جاء ذات يوم فتنحنح، قالت: وعندي عجوز ترْقِيني من الحُمْرة، فأدخلتها تحت السرير، فدخل فجلس إلي جنبي، فرأى في عنقي خيطاً!، قال: ما هذا الخيط؟، قالت: قلت: خيط أُرْقي لي فيه!، قالت: فأخذه فقطعه، ثم قال: إن آل عبد الله لأغنياء عن الَشَّرك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إن الرُّقى والتمائم والتِّوَلة شرك"، قالت: فقلت له: لمَ تقِولُ هذا، وقد كانت عيني تقْذف، فكنت أختلفُ إلى فلان اليهودي يرْقيها، وكان إذا رقاها سكنتْ؟، قال: إنما ذلك عملُ الشيطان، كان ينخسها بيده، فإذا رقيتِها كفَّ عنِها، إنما كان يكفيك أن تقولي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أذهب البأس رب الناس، اشْف أنتَ الشافي، لا شفاءَ إلا شفاؤك، شفاءً لا يُغادرَ سقَماً".
3616 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شَقيق عن عبد الله
(3615) إسناده حسن، ابن أخي زينب امرأة ابن مسعود: لم يعرف اسمه، ولكنه تابعي، فهو على الستر وقبول حديثه. زينب الثقفية امرأة عبد الله بن مسعود: صحابية معروفة. والحديث رواه أبو دواد 4: 11 - 12 من طريق أبي معاولِة عن الأعمش، واختصر القصة التي في أوله. قال المنذري:"أخرجه ابن ماجة عن ابن أخت زينب عنها، وفي نسخة: عن أخت زينب عنها، وفيه قصة، والراوي عن زينب مجهول". وهو في ابن ماجة 2: 188 مطولاً من طريق عبد الله بن بشر عن الأعمش. قال ابن الأثير: "التولة، بكسر التاء وفتح الواو. ما يحبب المرأة إلى زوجها من السحر وغيره. جعله من الشرك لاعتقادهم أن ذلك يؤثر ويفعل خلاف ما قدره الله تعالى". "أنت الشافي" في ح "وأنت"، وزيادة الواو خطأ، صحح من ك. السقم، بفتحتين، ولضم السين مع سكون القاف: المرض.
(3616)
إسناده صحيح، ورواه البخاري ومسلم والترمذي، كما في الذخائر 4883.
قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا أحدَ أغْيرُ من الله عز وجل، فلذلك حرَّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحدَ أحبُّ إليه المدح من الله عز وجل".
3617 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مُرَة عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: لأن أحلفَ بالله تسعاً إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قُتل قَتْلاً أحبُّ إلي من أن أحلف واحدةً، وذلك بأن الله عز وجل اتخذه نبيّا وجعله شهيداً.
3618 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحرث بن سُوَيد عن عبد الله قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يُوعَكُ، فَمَسِسْتُه، فقلت: يا رسول الله، إنك لَتُوعَك وَعْكاً شديداً؟، قال:"أجَلْ، إني أُوعَك كما يُوعَك رجلان منكم"، قلت: إن لك أجْرين؟، قال:"نعم، والذي نفسي بيده، ما على الأرض مسلم يصيبه أذًى من مرض فما سواه، إلا حَط الله عنه به خطاياه كما تحطُّ الشجر وَرَقها".
3619 -
حدثنا يَعْلى حدثنا الأعمش، مثله.
3620 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شَقيق عن عبد الله
(3617) إسناده صحيح، أبو" الأحوص: هو عوف بن مالك بن نضلة. والحديث رواه الحاكم 3: 58 عن أبي العباس الأصم عن أحمد بن عبد الجبار عن أبي معاوية، بهذا الإسناد، وقال:"حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. ونقله ابن كثير في التاريخ 5: 227 من رواية البيهقي عن الحاكم بإسناده.
(3618)
إسناده صحيح، ورواه الشيخان، كما في الذخائر 4712.
(3619)
إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.
(3620)
إسناده صحيح، ورواه مسلم1: 219 من طريق أبي معاوية وظاهره أن أوله موقوف، ولكن رواه البخاري 8:، 7 - 71 ومسلم 218 - 219. من طريق جرير عن منصور عن أبي وائل عن ابن مسعود، بنحوه، مرفوعاً كله. التفصى: الانفصال. النعم، بفتح =
قال: تعاهدوا هذه المصاحف، وربما قال: القرآن، فَلَهُوَ أشدُّ تَفَصِّياً من صدور الرجال من النَّعَم من عُقُله، قال: وقالِ رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "لا يَقل أحدكم إني نَسيت آية كيت وكيت، بل هو نُسَّي".
3621 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مُرّة عن مسروق عن عبد الله قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "لا يحل دم امرئٍ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيِّبُ الزاني، والنفسُ بالنفس، والتارك لدينه المفارقُ للجماعة".
َ-3622 حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شَقيق عن عبد الله قال: كنّا إذا جلسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة قلنا: السلامُ على الله قَبْلَ
= النون والعين: المراد بها هنا الإبل خاصة، لأنها التي تعقل. العقل، بضم العين والقاف، ويجوز تسكين القاف: جمع عقال. والنعم تذكر وتؤنث. وانظر شرح النووي على مسلم 6: 77. "نسيت" قال الحافظ في الفتح: "بفتح النون وتخفيف السين اتفاقَاً". "بل هو نسي": قال الحافظ: بضم النون وتشديد السين المهملة المكسورة، قال القرطبي: رواه بعض رواة مسلم مخففَاً. قلت [أي الحافظ]: وكذا هو في مسند أبي يعلى، وكذا أخرجه ابن أبي داود في كتاب الشريعة من طرق متعددة مضبوطة بخط موثوق به، على كل سين علامة التخفيف. قلت: والتثقيل هو الذي وقع في جميع الروايات في البخاري، وكذا في أكثر الروايات في غيره. ويؤيده ما وقع في رواية أبي عبيد في الغريب بعد قوله، كيت وكيت: ليس هو نسي ولكنه نسي. الأول بفتح النون وتخفيف السين، والثانى بضم النون وتثقيل السين. قال القرطبي: التثقيل معناه أنه عوقب بوقوع النسيان عليه لتفريطه في معاهدته واستذكاره، قال:"ومعنى التخفي أن الرجل ترك غير ملتفت إليه". والحديث رواه أيضاً الترمذي والنسائي، كما في الذخائر 4900.
(3621)
إسناده صحيح، ورواه الجماعة، كما في الذخائر 4968.
(3622)
إسناده صحيح، ورواه الجماعة كما في الذخائر 4705. وسبق بعضه مختصراً بإسناد ضعيف3562.
عباده، السلام على جبريل، السلام على ميكائيل، السلام على فلان، السلام على فلان، فسمعَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"إن الله هو السلام، فإذا جلس أحدكم في الصلاة فليقل: التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإذا قالها أصابتْ كل عبدٍ صالح في السماء والأرض، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم يتخير بعدُ من الدعاء ما شاء".
3623 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا إبراهيم بن مسلم الهَجَرِي عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: من سره أن يلقى الله عز وجل غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات حث ينادَى بهن، فإنهن من سنن الهدَى، وإن الله عز وجل شرع لنبيكم سنن الهدى، وما منكم إلا وله مسجد في بيته، ولو صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلِّف في بيته لتركتم سنةَ نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتيم، ولقد رأيتني وما يتخلف عنها إلا منافق معلومٌ نفاقه، ولقد رأيتُ الرجل يهادَى بين الرجلين حتى يُقام في الصف، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من رجل يتوضأ فيحسن الوضوء، ثم يأتي مسجداً من المساجد، فيخطو خطوةً إلا رُفع بها درجةً، أو حُطَّ عنه
(3623) إسناده ضعيف، إبراهيم بن مسلم الهجري العبدي: ضعفوه من قِبل حفظه، قال ابن عدي:"إنما أنكروا عليه كثرة روايته عن أبي الأحوص عن عبد الله، وعامتها مستقيمة"، وقال أحمد:"كان الهجري رفاعاً" وضعفه. وقال البخاري في الكبير 1/ 1/ 326: "كان ابن عيينة يضعفه". والحديث أصله صحيح، فقد رواه مسلم 1: 181 من طريق علي بن الأقمر عن أبي الأحوص، مختصراً إلى قولها حتى يقام في الصف" ولم يذكر باقيه.
بها خطيئةٌ، أو كُتبتْ له بها حسنة، حتى إنْ كنا لنقارب بين الخُطَا، وإنّ فضل صلاهَ الرجل في جماعة على صلاته وحدَه بخمسٍ وعشرين درجةً".
3624 -
حدثنا حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الله قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الصادق المَصْدُوق:"إن أحدكم يجْمَع خَلْقه في بطن أُمه أربعين يوماً، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يرسَل إليهْ الملَك، فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلماتٍ: رزقه، وأجله، وعمله، وشقيّ أم سعيد، فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليَعْمَلُ بعمل أهل الجنة، حتى ما يكونُ بينه وبينها إلا ذراع، فيَسْبق عليه. الكتابُ، فيُخْتَم له بعمل أهل النار فيدخُلَها، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيختم له بعمل أهل الجنة، فيدخلَها".
3625 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شَقيق عن عبد الله قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- كلمةً، وقلتُ أخرى، قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-:"من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة"، قال: وقلت أنا: من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار.
3626 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن
(3624) إسناده صحيح، ورواه الشيخان وأبو داود والترمذي وابن ماجة، كما في ذخائر المواريث 4733. وهو الحديث الرابع من الأربعين النووية، قال ابن رجب 33: "هذا الحديث متفق على صحته، تلقته الأمة بالقبول". وانظر 3553.
(3625)
إسناده صحيح، وهو مكرر 3552، وسبقت الإشارة إليه هناك.
(3626)
إسناده صحيح، والقسم الأول منه رواه البخاري 11: 221 عن عمر بن حفص عن
الحرث بن سُويد عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيّكم مالُ وارِثه أحبُّ
إليه من ماله؟ "، قالوا: يا رسول الله، ما منَّا أحدٌ إلا مالُه أحبُّ إليه من مال وارثه، قال: "اعلموا أنه ليس منكِم أحدٌ إلا مال وارثه أحبُّ إِليه من ماله، ما لَك من مَالكَ إلا ما قَدَّمت، ومالُ وارِثك ما أخَّرْت"، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تَعُدُّونَ فيكم الصُّرَعَةُ؟ "، قال: قلنا: الذي لا يصرعه الرجال، قال: قال: "لا، ولكن الصُّرعَةُ الذي يملك نفسَه عند الغضب"، قال: وقال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "ما تعدون فيكم الرَّقُوب؟ "، قال: قلنا: الذي لا وَلَد له،/ قال: "لا، ولكن الرَّقُوبُ الذي لم يُقدِّمْ من ولده شيئاً".
= أبيه عن الأعمش. ورواه النسائي 2: 125 عن هناد بن السري عن أبي معاوية. وأشار الحافظ في الفتح إلى أن سعيد بن منصور أخرجه كاملَا عن أبي معاوية. والقسمان الآخران منه رواهما مسلم 2: 289 من طريق جرير وأبى معاوية وعيسى بن يونس عن الأعمش. الصرعة، بضم الصاد وفتح الراء، قال ابن الأثير: "المبالغ في الصراع الذي لا يغلب، فنقله إلى الذي يغلب نفسه عند الغضب ويقهرها، فإنه إذا ملكها كان قد قهر أقوى أعدائه وشر خصومه، ولذلك قال: أعد عدو لك نفسك التي بين جنبيك. وهذا من الألفاظ التي نقلها عن وضعها اللغوي لضرب من التوسع والمجاز، وهو من فصيح
الكلام، لأنه لما كان الغضبان بحالة شديدة من الغيظ، وقد ثارت عليه شهوة الغضب، فقهرها بحلمه، وصرعها بثباته، كان كالصرعة الذي يصرع الرجال ولا يصرعونه".
الرقوب، بفتح الراء، قال ابن الأثير:"الرقوب في اللغة: الرجل والمرأة إذا لم يعش لهما ولد، لأنه يرقب موته ويرصده خوفا عليه. فنقله النبي صلى الله عليه وسلم إلى الذي لم يقدم من الولد شيئاً، أي يموت قلبه، تعريفَاً أن الأجر والثواب لمن قدم شيئاً من الولد، وأن الاعتداد به أكثر، والنفع فيه أعظم. وأن فقدهم وإن كان في الدنيا عظيماً، فإن فقد الأجر والثواب على الصبر والتسليم للقضاء في الآخرة أعظم، وأن والمسلم ولده في الحقيقة من قدمه واحتسبه، ومن لم يرزق ذلك فهو كالذي لا ولد له. ولم يقله إبطالاً، لتفسيره اللغوي".
627؟ - حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحرث بن سويد: حدثنا عبد الله حديثين، أِحدهما عن نفسه، والآخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قال عبد الله: إن المؤمن يرَى ذنوبه كأنه في أصل جبل، يَخَاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذُباب وقع على أنفه، فقال له هكذا، فطار، قال: وقال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "لله أفْرَح بتوبة أحدكم في رجل خرج بأرضٍ دَوّيَّة مَهْلَكَةٍ، معه راحلتُه، عليها طعامه وشرابُه وزاده وما يُصْلحه، فأضلهاَ فخرج في طلبها، حتى إذا أدركه الموت فلم يجدها قال: أَرْجِعُ إلى مكاني الذي أضللتُها فيه فأموت فيه، قال: فأتَى مكانَه، فغلبتْه عينه، فاستيقظ فإذا راحلتُه عند رأسه، عليها طعامُه وشرابُه وزادُه وما يُصْلحه".
(3627) إسناده صحيح، ورواه البخاري 11: 88 - 91 ومسلم 2: 322، كلاهما من طريق
الأعمش. وأشار البخاري إلى طريقين: عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحرث بن سويد عن عبد الله، وعن الأعمش عن عمارة عن الأسود، كما سيأتي في الإسنادين بعده، وأشار إلى طرق أخرى. فقال الحافظ: "يعني أن أبا معاوية خالف الجميع، فجعل الحديث عند الأعمش عن عمارة بن عمير وإبراهيم التيمي جميعَاً، لكنه عند عمارة عن الأسود، وهو ابن يزيد النخعي، وعند إبراهيم التيمي عن الحرث بن سويد، وأبو شهاب ومن تبعه [يعني في رواية البخاري] جعلوه عند عمارة عن الحرث بن سويد.
ورواية أبي معاوية لم أقف عليها في شيء من السنن والمسانيد على هذين الوجهين".
هكذا قال، وها هي ذي رواية أبي معاوية عند الإمام أحمد في المسند. ثم ذكر الحافظ طرفا للحديث من الترمذي والنسائي وغيرهما مفصلة، ثم قال:"وفي الجملة، فقد اختلف فيه على عمارة في شيخه، هل هو الحرث بن سويد أو الأسود؟، وتبين مما ذكرته أنه عنده عنهما جميعاً. واختلف على الأعمش في شيخه، هل هو عمارة أو إبراهيم التيمي؟، وتبين أنه عنده عنهما جميعاً". دوية: بفتح الدال وتشديد الواو المكسورة وتشديد الياء المفتوحة، قال ابن الأثير:"الدوّ: الصحراء، والدوَّية منسوبة إليها، وقد تبدل من إحدى الواوين ألف، فيقال: داوية على غير قياس، نحو طائي في النسب إلى طيّ": مهلكة: بفتح الميم واللام، أي موضع الهلاك، أو الهلاك نفسه، وتفتح لامها وتكسر، وهي أيضاً المفازة، قاله ابن الأثير. ونقل الحافظ في الفتح أن في بعض نسخ البخاري "بضم الميم وكسر اللام من الرباعي، أي تهلك هي من يحصل فيها".
3628 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عُمارة عن الأسود عن عبد الله، مثله.
3629 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحرث بن سُويد، والأعمش عن عُمارة عن الأسود، قالا: قال عبد الله: إن المؤمن يَرى ذنوبَهُ كانه في أصل جبل، يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذُباب وقع على أنفه، فقال به هكذا، فطارِ، قال: وقال رسول الله- صلي الله عليه وسلم-: "لله أفرحُ بتوبة أحدكم من رجل خرج بأرض دوِّية"، ثم قال أبو معاوية: قالا حدثنا عبد الله حديثين: أحدهما عن نفسه، والآخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "مَهْلَكَة، معه راحلتُه، عليها زاده وطعامه وشرابه وما يُصلحه، فأضلّها، فخرج في طلبها، حتى إذا أدركه الموت قال: أرجعُ إلى مكاني الذي أضللتها فيه فأموت فيه، قال: فرجع، فغلبته عينُه فاستيقظ، فإذا راحلتُه عند رأسه، عليها زادُه وطعامُه وشرابُه وما يُصلحه".
3630 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مُرّة عن مسروق عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُقِتل نفسٌ ظلماً إلا كان على ابن آدمَ الأوّلِ كِفْلٌ من دمها، لأنه كان أوّلَ منْ سَنَّ القتل".
3631 -
حدثنا أبو معاوية وابن نُمير عن الأعمش، ويحيى عن الأعمش، حدثني عُمارة حدثني الأسود، المعنى، عن عمارة عن الأسود،
(3628) إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.
(3629)
إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.
(3630)
إسناده صحيح، ورواه الشيخان، كما في المنتقى 3959. ورواه أيضاً الترمذي والنسائي وابن ماجة، كما في الذخائر 4969. الكفل بكسر الكاف وسكون الفاء. الحظ والنصيب.
(3631)
إسناده صحيح، ورواه الجماعة إلا الترمذي، كما في المنتقى 1051، 1052.
عن عبد الله: لا يجعلْ أحدُكم للشيطان من نفسه جُزْءاً، لا يَرَى إلا أن حقاً عليه أن لا ينصرف إلا عن يمينه، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن أكثر انصرافه لَعَلَى يساره.
3632 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عمرو بن مُرّة عن أبي عُبيدة عن عبد الله قال: لما كان يومُ بدر قال رسول الله-صلي الله عليه وسلم-: "ما تقولون في هؤلاء الأسرى؟، قال: فقال أبو بكر: يا رسول الله، قومُك وأهلُك، اسْتبقِهم
(3632) إسناده ضعيف، لانقطاعه، أبو عبيدة: لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود، كما قلنا مرارا. والحديث رواه الحاكم 3:21.- 22 من طريق جرير عن الأعمش، وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي!، وقد عرفت ما فيه. ورواه الترمذي مختصراً، جداً 3: 37 و 4: 113 عن هناد عن أبي معاوية عن الأعمش، وقال:"حديث حسن، وأبو عبيدة بن عبد الله لم يسمع من أبيه". ونقله ابن كثير في التفسير 4: 94 - 95 والتاريخ 3: 297 - 398، ولم يذكر علته في الموضعين. وقد مضى بعض الخبر عن مفاداة أسارى بدر في مسند عمر 208. "أنتم عالة": الحالة: الفقراء.
"سهيل بن بيضاء": هو سهيل بن وهب بن ربيعة، نسب إلى أمه "البيضاء"، وهي دغد بنت جحدم بن عمرو، وسهيل هذا من المهاجرين، شهد بدرَاً وأحداً، والخندق والمشاهد كلها، فوهم أحد الرواة، والصواب "سهل بن بيضاء" بفتح السين وسكون الهاء، وهو أخو سهيل لأبيه وأمه، قال ابن سعد:"أسلم بمكة وكتم إسلامه، فأخرجته قريش معها في نفير بدر، فشهد بدر، مع المشركين، فأسر يومئذ، فشهد له عبد الله بن مسعود أنه رآه يصلي بمكة، فخلى عنه. والذي روى هذه القصة في سهيل بن بيضاء قد أخطأ، سهيل ابن بيضاء أسلم قبل عبد الله بن مسعود، ولم يستخف بإسلامه، وهاجر إلى المدينة، وشهد بدرَاً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلمَاً، لا شك فيه، فغلط من روى ذلك الحديث ما بينه وبين أخيه، لأن سهيلاً أشهر من أخيه سهل. والقصة في سهل". انظر ابن سعد
3/ 1/ 302 و 4/ 1/ 156 والإصابة 3: 137، 144. وسيأتي على الصواب "سهل ابن بيضاء" في رواية جرير عن الأعمش 3634.
واسْتَانِ بهم، لعل الله يتوبَ عليهم، قال: وقال عمر: يا رسول الله، أخرجوك وكذبوك، فاضربْ أعناقَهم، قال: وقال عبد الله بن رَوَاحة: يا رسول الله، انظر وادياً كثير الحطب فأدْخلْهم فيه، ثم أَضْرم عليهم ناراً، قال: فقال العباس: قَطَعْتَ رحمَك، قال: فدَخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يردَّ عليهم شيئاً، قال: فقال ناس: يأخذ بقول أبِىِ بكر، وقال ناس: يأخذ بقول عمر، وقال ناس: يأخذ بقولِ عبد الله بن رواحة، قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إنِ الله لَيُلين
قلوب رجالٍ فيه حتى تكونَ ألينَ من اللبَن، وإن الله ليشُدُّ قلوب رجاليَ فيه حتى تكون أشدَّ من الحجارة، وإن مَثلك يا أبا بكر كمثَلِ إبراهيم عليه السلام، قال {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ومثلُك يا أبا بكر كمثَل عيسى، قالَ {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ
فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} وإن مثلك يَا عمر كمثل نوح، قال {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} ، وإن مثلك يا عمر كمثل موسى، قال: رَبّ {اشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} ، أنتم عَالة، فَلا ينفَلِتَنَّ منهم أحدٌ إلا بفدَاء أو ضرِبة عنقٍ"، قَال عبد الله: فقلت: يا رسول الله، إلا سُهَيْل بن بيضاء، فإني قد سمعته يَذْكر الإسلام، قال: فسكتَ، قال: فما رأيتُي في يوم أخْوف أن تَقعً عليّ حجارةٌ من السماء في ذلك اليوم، حتى قال: "إلا سُهَيْل بن بيضاء"، قال: فأنزل الله عز وجل {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} إلى قوله {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (1).
3633 -
حدثنا معاوية، يعني ابن عَمرو، حدثنا زائدة، فذكر نحوه، إلا أنه قال: إلا سُهيل بن بيضاء، وقال في قول أبي بكر: قال: فقال
(3633) إسناده منقطع، وهو مكرر ما قبله. زائدة: هو ابن قدامة. يعني عن الأعمى بالإسناد السابق.
(1)
هكذا في الأصل والحلبية، ولكن سياق سورة الأنفال على العكس من ذلك. (مصحح)
أبو بكر: يا رسول الله، عتْرَتُك وأصلُك وقومُك، تجاوَزْ عنهم يستنقذْهم الله بك من النار، قال: وقال عبد الله بن رَوَاحة: يا رسول الله، أنت بوَاد كثيرِ الحطب، فأضرِمْه ناراً، ثم ألقِهمْ فيه، فقال العباس: قَطع الله رَحِمَك.
3634 -
حدثنا حسين، يعني ابن محمد، حدثنا جَرير، يعني ابن حازم، عن الأعمش، فذكر نحوه، إلا أنه قال: فقام عبد الله بن جحش، فقال: يا رسول الله، أعداءُ الله، كذَّبوك وآذَوْك وأخرجوك وقاتَلوك، وأنت بواد كثيرِ الحطب، فاجمعْ لهم حطباً كثيراً، ثم أَضْرِمْه عليهم، وقال: سَهل ابن بيضاء.
3635 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الحَجَّاج عن زيد بن جُبير عن خِشْف بن مالك عن ابن مسعود: أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- جعل الدَّية في الخطأ أخماساً.
(3634) إسناده منقطع، وهو مكرر ما قبله.
(3635)
إسناده صحيح، زيد بن جُبير بن حرمل الطائي الكوفي: تابعي ثقة، وثقه ابن معين وغيره، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/356 وقال:"سمع ابن عمر". خشف، بكسر الخاء وسكون الشين المعجمتين، ابن مالك الطائي الكوفي: ثقة، وثقه النسائي، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري 2/ 1/ 206 وقال:"سمع عمر وابن مسعود". وهذا الحديث رواه أبو معاوية هكذا مجملا غير مفسر، وفسره غيره، ففي المنتقى 3997: "عن الحجاج بن أرطأة عن زيد بن جُبير عن خشف بن مالك الطائي عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: في دية الخطأ عشرون حقة، وعشرون جذعة، وعشرون بنت مخاض، وعشرون بنت لبون، وعشرون ابن مخاض ذكراً. رواه الخمسة.
وقال ابن ماجة في إسناده: عن الحجاج حدثنا زيد بن جُبير. فقال أبو حاتم الرازي: الحجاج يدلس عن الضعفاء، فإذا قال حدثنا فلا يرتاب به". وستأتي الرواية المفصلة 4303. وفي هذا التفصيل كلام طويل، وعلله الدارقطني في السنن 360 - 362 تعليلَا واسعَا، وروى الحديث بأسانيد وألفاظ كثيرة. وانظر أيضاً عون المعبود 4: 308 وشرح الترمذي 2: 302 - 303.
3636 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا إبراهيم بن مُسلم الهَجَري عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "ليس المسكينُ بالطَّوّاف، ولا بالذي تَردُّه التمرةُ ولا التمرتانِ، ولا اللقمةُ ولا اللقمتان، ولكن المسكينُ المتعففُ الذي لا يَسأل الناس، ولا يُفْطَن له فيُتَصدقَ عليه".
3637 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عُمارة عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال عبد الله: ما رأيت رسِول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاةً إلا لميقاتها، إلا صلاتين: صلاة المغرب والعشاء بجمع، وصلاة الفجر يومئذ قبل ميقاتها.
3638 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عنِ شَقيق عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إِلى البِر، وإن البِر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يَصْدُق حتى يُكتبَ عند الله عز وجل صدّيقاً، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلي النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله عز
(3636) إسناده ضعيف، لضعف إبراهيم بن مسلم الهجري، كما بينا في 3623. والحديث في مجمع الزوائد 3: 92 وقال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح"!، هكذا قال. ولم يكن الهجري قط من رجال الصحيح، بل لم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجة، كما يفهم من التهذيب. ومتن الحديث في ذاته صحيح من حديث أبي هريرة، رواه أحمد والشيخان وأبو داود والنسائي، كما في الجامع الصغير 7585.
(3637)
إسناده صحيح، عمارة: هو ابن عمير. عبد الرحمن بن يزيد: هو النخعي. والحديث رواه البخاري 3: 423 - 424 من طريق الأعمش. ورواه أيضاً مسلم وأبو داود والطحاوي.
انظر نصب الراية 2: 194. انظر معناه مطولاً فيما، يأتي 3893. وقولها قبل ميقاتها": ليس معناه أنه صلاها قبل طلوع الفجر، فإنه غير صحيح. بل أراد أنها وقحت قبل الوقت المعتاد فعلها فيه في الحضر. وانظر الفتح 3: 419 - 420.
(3638)
إسناده صحيح، ورواه مسلم والبخاري في الأدب المفرد والترمذي، كما في الجامع الصغير 5536.
وجل، كذاباً".
3639 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شَقيق عن عبد الله قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "أنا فَرَطُكم على الحَوْضِ، ولأنازَعَنّ أقواماً ثم لأُغْلَبَنَّ عليهم، فأقول: ياربِّ أصحابي، فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدَك".
3640 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش في زيد بن وهب عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه سيكون عليكم أمراء وتَرَوْن اثَرَة"، قال: قالوا: يا رسول الله، فما يصنعُ من أدرك ذاك منّا؟، قال:"أَدُّوا الحقّ الذي عليكم، وسلوا الله الذي لكم".
3641 -
قال عبد الله [بن أحمد]: سمعت أبي قال: سمعت يحيى قال: سمعت سليمان قال: سمعت زيد بن وهب قال: سمعت عبد الله قال: قال لنا رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إنكم سَتَروْن بعدي أثَرَةً وأموراً تنكرونها": قال: قلناْ ما تأمرنا؟، قال:"أدُّوا إليهم حقَّهم، وسلوا الله حقكم".
3642 -
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن أبي إِسحق عن
(3639) إسناده صحيح، ورواه البخاري بمعناه 11: 408 و 13: 3. وانظر 2327.
(3639)
إسناده صحيح، ورواه البخاري 13: 4 من طريق يحيى القطان عن الأعمش، وهي الطريق الآتية 3641. ورواه أيضاً مسلم والترمذي، كما في الذحائر 4734. الأثرة، بفتح الهمزة والثاء والراء: قال ابن الأثير: "الاسم من آثر يوثر ايثارَاً: إذا أعطى، أراد أنه يستأثر عليكم فيفضل غيركم في نصيبه من الفيء. والاستئثار: الانفراد بالشيء".
(3641)
إسناده صحيح، وهو مكرر ما قبله.
(3642)
إسناده صحيح، ورواه أبو داود 3: 38 - 39 مطولاً من طريق سفيان عن أبي إسحق.
وسيأتي نحوه 3708 مطولاً من طريق عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود. وعبد الله ابن النواحة هذا كان أرسله مسيلمة الكذاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلذلك لم يقتله مع رِدته، =
حارثة بن مُضَرِّب قال: قال عبد الله لابن النَّوّاحة: سمعت رسولِ الله صلى الله عليه وسلم يقول- "لولا أنك رسولٌ لقتلْتُك"، فأما اليوم فلستَ برسولٍ، يا خرشَةُ، قم فاضربْ عنقَه، قال: فقام إليه فضرب عنقه.
3643 -
حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن حميد بن هلال عن أبي قَتادة عن يُسَيْر بن جابر قال: هاجت ريح حمراء بالكوفة: فجاء رجل
= فلما تمكن منه ابن مسعود قتله، وله ذكر في الإصابة 5:145. ومن البّين أنه غير "ابن النواحة" الذي أمره على بالإقامة فيما مضى 861.
(3643)
إسناده صحيح، أبو قتادة العدوى: اسمه "تميم بن نذير" بضم النون ويقال "بن الزبير" وقيل في اسمه أقوال أخر، وهو تابعي ثقة، مختلف في صحبته، والراجح أنه تابعي، ترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 151 وابن حجر في الإصابة 1:196. يسير بن جابر: سبق توثيقه 266 باصم "أسير"، وكلاهما بالتصغير، ونزيد هنا أن الهمزة والياء يتعاقبان في اسمه، فيقال "أسير"، وهو الراجح ويقال "يسير". وقد اختلط هذا عند صاحب التهذيب بترجمة "يسير بن عمرو" فجعلهما قولين في شخص واحد، ثم قال:"ويقال إنهما اثنان"!!، وقد فرق البخاري بينهما في الكبير، فترجم "أسير بن جابر"
العبدي 1/ 2/ 66 وذكر أنه يروي عن ابن مسعود وعمر، وترجم "يسير بن عمرو الشيباني" 4/ 2/ 422 وذكر أن شُعبة سماه "أسير بن عمرو الشيباني"، ثم روى عن يسير هذا قال:"توفي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشر سنين"، وروى عن العوام قال:"وُلد يسير بن عمرو في مهاجر رسول الله-صلي الله عليه وسلم- ومات سنة 85". فهذا كله قاطع في أنهما اثنان، ولذلك حكى البخاري القول الآخر مضعفاً، قال:"وقال بعضهم هو أسير بن جابر"، والحديث مختصر هنا، وسيأتي كاملا بهذا الإسناد 4146. ورواه مسلم 2: 365 - 366 (8: 177 - 178 طبعة الإستانة) من طريق إسماعيل، وهو ابن علية، ومن طريق حماد بن زيد، كلاهما عن أيوب، ومن طريق سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال، الهجيرا: بكسر الهاء وتشديد الجيم المكسورة وآخرها ألف مقصورة، وهي العادة والدأب والديدن، وقد رسمت هنا بالألف في الأصلين، ويجوز رسمها بالياء أيضاً.
ليس له هجِّيرا إلَاّ: يا عبدَ الله بن مسعود، جاءت الساعة!!، قال: وكانِ متكئاً فجَلس، فقال:"إن الساعة لا تقوم حتىِ لا يُقْسَم ميراث ولا يُفْرَح بغنيمة"، قال:"عَدُواً يجمعون لأهل الإسلام، ويجمع لهمِ أهل الإسلام"، فذكر الحديث، قال:"جاءهم الصريخ أن الدجال قد خَلف في ذَرَارِيّهم، فَيَرْفُضُون ما في أيديهم، ويُقبلون، فيبعثون عشرةَ فوارس طليعةً"، قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-:"إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوانَ خيولهم، وهم خير فوارسَ على ظهر الأرض يومئذ"، أو قال:"هم من خير فوارسَ على ظهر الأرض يومئذ".
3644 -
. حدثنا إسماعيل عن ابن عَون عن عمرو بن سعيد عن حُميد بن عبد الرحمن قال: قال ابن مسعود: كنتُ لا أُحْجَبُ عن النَّجْوَى، ولا عن كذا ولا عن كذا، قال ابن عون: فنسى واحدةً ونسيتُ أنا
(3644) في إسناده نظر، وأنا أرجح أنه منقطع. عمرو بن سعيد: هو القرشي، سبق توثيقه 1440. حميد بن عبد الرحمن: هو الحميري، وهو تابعي ثقة، كما مضى 1440، ولكنه يروي عن متأخري الصحابة، كابن عمر وأبى هريرة، وما أظنه من طبقة مَن يدرك ابن مسعود. والحديث أشار إليه الحافظ في الإصابة 6: 34 فذكره مختصراً، ونسبه للبغوي وأبي يعلى، ولم ينسبه للمسند، ولم أجده في مجمع الزوائد، ولعله اكتفى بحديث ابن مسعود في ذكر الكبر، وفيه:"ولكن الكبر من سفه الحق وازدرى الناس"، وسيأتي 3789. "مرارة": بضم الميم وتخفيف الراء. "الرهاوي": بفتح الراء، نسبة إلى "رهاء" قبيلة من مذحج، وضبطه بعضهم بضم الراء، انظر المشتبه 231 وشرح القاموس 10: 161 والأنساب للسمعاني. قال ابن عبد البر في الاستيعاب 256. "وليس مالك بن مرارة هذا مشهورَاً في الصحابة". الشراك، بكسر الشين وتخفيف الراء: أحد سيور النعل التي تكون على وجهها. بطر الحق: هو أن يتكبر عن الحق فلا يقبله. سفه الحق: أي جهله، والسفه في الأصل الخفة والطيش، والمعنى الاستحفاف بالحق وأن لا يراه على ما هو عليه من الرجحان والرزانة. غمَط الناس: استهان بهم واستحقّرهم.
واحدةً، قال: فأتيته وعنده مالك بن مُرَارة الرَّهَاوي، فأدركِتُ من آخر حديثه وهو يقول: يا رسول الله، قد قُسم لي من الجَمَال ما تَرى، في أُحبُّ أن أحداً من الناس فَضَلَني بشرَاكينَ في فوِقَهما، أفليس ذلك هو البَغْي؟، قال:"لا، ليس ذلِك بالبغْي، وَلكن البغي من بَطِر"، قال: أو قال: "سفهَ الحقّ،
وغَمَطَ الناس".
3645 -
حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن عَجْلان قال حدثني غون عن عبد الله بن مسعود قال: إذا حُدّثتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً فظُنُّوا برسول الله -صلي الله عليه وسلم- أهْياه وأهداه وأتقاه.
3646 -
حدثنا يحيى بني سعيد عن سفيان حدثني سليمان عن أبي وائلٍ عن عبد الله قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذاتَ ليلة، فلم يزل قائماً حتىِ هممْتُ بأمرِ سوْءٍ، قلنا: وما هممْت به؟، قال: هممت أن أجلسَ وأدَعه!!.
3647 -
حدثنا يحيى عن شُعبة حدثني زُبيد عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قاِل: "سباب المسلم فُسوق، وقتاله كفر"، قال: قلت لأبي وائل: أنت سمعت من عبد الله؟، قال: نعم.
(3645) إسناده ضعيف، لانقطاعه. عون بن عبد الله بن مسعود: لم يسمع من أبيه، حديثه عنه مرسل. ابن عجلان: هو محمد. وألحديث رواه ابن ماجة 1: 7 من طريق ابن عجلان.
وقد مضى معناه مراراً في مسند على، بأسانيد بعضها منقطع وبعضها متصل، منها 985، 1092.
(3646)
إسناده صحيح، سليمان. هو الأعمش. والحديث رواه الشيخان وابن ماجة، كما في الذخائر 4876.
(3647)
إسناده صحيح، ورواه الجماعة إلا أبا داود، كما في الذخائر 4706.
3648 -
حدثنا يحيى عن سفيان حدثني منصور عن سالم بن أبي الجَعْد عن أبيه عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قَرينه من الجنّ وقرينُه من الملائكة"، قالوا: وإياك يا رسول الله: قال: "وإياي، ولكن الله أعانني عليه، فلا يأمرني إلَاّ بحقّ".
3649 -
حدثنا يحيى عن ابن جُريج قال أخبرني أبو الزُّبَير أن مجاهداً أخبره أن أبا عبيدة أخبره عن أبيه قال: كنا جلوساً في مسجد الخيف ليلة عرفة التي قبل يوم عرفة، إذْ سمعنا حسَّ الحَيّة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اقتلوه"، قال: فقمنا، فدخلتْ شَقَّ جحر، فَأُتي بسَعَفة فأضرم
فيها ناراً، وأخذنا عوداً فقلعنا عنها بعض الجُحْر، فلم نجدها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"دعوها، وقاها الله شركم كما وقاكم شرها".
3650 -
حدثنا يحيى حدثنا إسماعيل، هو ابن أبي خالد، حدثني
(3648) إسناده صحيح، سالم بن أبي الجعد: سبق توثيقه 439. أبوه أبو الجعد: هو رافع الغطفاني، تابعي ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 278 قال: "رافع أبو الجعد الأشجعي الغطفاني مولاهم، قارئاً للقرآن، سمع ابن مسعود وعن علي، روى عنه ابنه سالم". وفي التهذيب أن بعضهم ذكره في الصحابة.
والحديث رواه مسلم 2: 346 من طريق سفيان عن منصور، ومن طريق جرير عن منصور. وقد مضى معناه من حديث ابن عباس 2323 وأشرنا هناك إلى رواية مسلم هذا الحديث.
(3649)
إسناده ضعيف، لأن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه. والحديث رواه النسائي 2: 33 عن عمرو بن علي الفلاس عن يحيى، وقد سبق شيء من معناه بإسنادين صحيحين 3574، 3586.شق جحر" في ك "شق جحرها". "وأخذنا عوداً": هذا هو الثابت في ح والنسائي، وفي ك "عمودَاً".
(3650)
إسناده صحيح، قيس: هو ابن أبي حازم البجلي، وهو تابعي كبير مخضرم ثقة، وترجمه =
قيس عن ابن مسِعود قال: كنَّا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لنا نساء، فقلنا: يا رسول الله، ألا نستخصِي؟، فنهانا عن ذلك.
3651 -
حدثنا يحيى حدثنا إسماعيلِ حدثني قيس عن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يقول: "لا حَسد إلا في اثنين: رجلٌ آتاه الله مالاً فسلطه على هَلَكَتِه في الحق، ورجلٌ آتاه الله حِكْمةً فهو يَقْضي بها ويعلّمها الناس".
3652 -
حدثنا يحيى عن سفيان حدثني أبي عن أبي يَعلى عن رَبيع بن خُثيمِ عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه خَطَّ خَطّاً مربَّعاً، وخطَّ خَطّاً وَسطَ المربَّع، وخطوطاً إلى جنب الخط الذي وسطَ الخط المربَّع، وخط خارجٌ من الخط المربَّع، قال:"هل تدرون ما هذا؟ "، قالوا: الله ورسوله أعلم، قافي "هذا الإنسان الخط الأوسط، وهذه الخطوط التي إلى جنبه الأعراض تنهَشه مِن كل مكانٍ، إن أخطأه هذا أصابه هذا، والخط المربَّع
= البخاري في الكبير 4/ 1/ 145. والحديث رواه الشيخان كما في الذخائر 4812.
(3651)
إسناده صحيح، ورواه الشيخان وابن ماجة، كما في الذخائر 4811. وهو في ابن ماجة
2: 286.
(3652)
إسناده صحيح، والد سفيان: هو سعيد بن مسروق الثوري، سبق توثيقه 909. أبو يعلى:
هو منذر بن يعلى الثوري، سبق توثيقه 606. الربيع بن خثيم بن عائذ الثوري: من كبار التابعين، ثقة من معادن الصدق، قال ابن معين:"لا يُسئل عن مثله"، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 1/ 246. "خثيم" بضم الخاء المعجمة وفتح الثاء المثلثة، وضبط في الخلاصة بفتح الخاء مع تقديم الياء على الثاء، وهو خطأ يحترز منه. والحديث رواه البخاري 11: 201 - 203 عن صدقة بن الفضل عن يحيى القطان. ورواه ابن ماجة 2: 289 عن أبي بشر بن خلف وأبي بكر بن خلاد، كلاهما عن يحيى. ونسب في الذخائر 4718 أيضاً للترمذي ولم أجده حيث أشار، الأعراض، بالعين المهلمة: جمع عرض، بفتحتين، وهو ما ينتفع به في الدنيا، في الخير والشر.
الأجلُ المحيطُ به، والخط الخارج الأمَل".
3653 -
حدثنا يحيى عن التيمي عن أبي عثمان عن ابن مسعود: أن رجلاً أصاب من امرأة قبْلةً: فأتى النبي -صلي الله عليه وسلم- يسأله عن كفارتها؟، فأنزل الله عز وجل:{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} ، فقال: يا رسول الله أَلي هذه؟، فقال:"لمن عمل كذَا من أمتي".
3654 -
حدثنا يحيى عن التيمي عن أبي عثمان عن ابن مسعود
(3653) إسناده صحيح، التيمي: هو سليمان. أبو عثمان: هو النهدي. والحديث نقله ابن كثير في التفسير 4: 402 عن البخاري من طريق يزيد بن زريع عن سليمان التيمي، ثم قال:"ورواه مسلم وأحمد وأهل السنن إلا أبا داود من طرق عن أبي عثمان النهدي، واسمه عبد الرحمن بن مل" وهو في الذخائر 4774. وانظر ما مضى في مسند ابن عباس 2206، 2430.
(3654)
إسناده صحيح، ورواه البخاري 13: 201 من طريق يحيى، و 2: 86 - 87 من طريق
زهير، و 9: 385 - 386 من طريق يزيد بن زريع، ثلاثتهم عن سليمان التيمي. ورواه أيضاً مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة، كما في الذخائر 4773. "ليرجع قائمكم": رجع: ثلاثي. يستعمل لازمَا ومتعديَا، يقال "رجع زيد" و"رجعتُ زيدَا"، قال الحافظ في الفتح 2: 86: "فعلى هذا مَن رواه بالضم والتثقيل أخطأ، فإنه يصير من الترجيع. وهو الترديد، وليس مرادَا هنا. إنما معناه: يرد القائم، أي المتهجد، إلى راحته، ليقوم إلى صلاة الصبح نشيطاً، أو يكون له حاجة إلى الصيام فيتسحر، ويوقظ النائم ليتأهب لها بالغسل ونحوه". و"ينبه" بتشديد الباء، من التنبيه، وفي ح "ينتبه"، وأثبتنا ما في ك، وهو الموافق لروايات البخاري.
وقول أبي عبد الرحمن، وهو عبد الله بن أحمد، عقب الحديث" هذا الحديث لم أسمعه من أحد": يزيد أنه لم يسمعه من شيخ آخر غير أبيه الإمام، رضي الله عنه.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يمنعنَّ أحَدَكم أذانُ بلال عن سَحُوره، فإنه
يؤذن"، أو قال: "ليَرْجِعَ قائمَكم وينَبّه نائمَكم، ليس أن يقول هكذا، وضَم يده ورفعها، ولكن حتى يقول هكذَا"، وفرق يحيى بين السبّابتين. قال أبو عبد الرحمن: هذا الحديث لم أسمعه من أحدٍ!.
3655 -
حدثنا يحِى بن سعيد حدثنا ابن جُريج حدثني سليمان ابن عَتِيق عن طَلْق بن حبيب عن الأحْنَف بن قيس عن عبد الله ابن مسعود عن النبي-صلي الله عليه وسلم- قال: "ألا هَلك المتنطِعون"، ثلاث مرارٍ، قال يحيى: في حديث طويل.
3656 -
حدثنا يحيى بن سعيد عن شُعبة قال حدثني سعد بن إبراهيم عن أبي عُبيدة عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في الركعتين كأنه على الرَّضف، قلت: حتى يقوم؟، قال: حتى يقوم.
3657 -
حدثنا يحيى حدثنا شُعبة حدثنا جامع بن شدَّاد عن
(3655) إسناده صحيح، طلق بن حبيب العنزي: تابعي ثقة، كان من أعبد أهل زمانه. والحديث
رواه مسلم 2: 304 من طريق حفص بن غياث ويحيى بن سعيد عن ابن جُريج. ورواه أيضاً أبو داود. كما في الجامع الصغير 9594، والذخائر 4741. المتنطعون: قال ابن الأثير: "هم المتعمقون المغالون في الكلام، المتكلمون بأقصى حلوقهم. مأخوذ من النطع [بكسر النون وفتح الطاء]، وهو الغار الأعلى من الفم. ثم استعمل في كل تعمق قولاً وفعلا".
(3656)
إسناده ضعيف، لانقطاعه. ورواه أبو داود 1: 377 (رقم 957 من تهذيب المنذري)،
قال المنذري: "وأخرجه الترمذي والنسائي، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه". الرضف، بفتح الراء وسكون الضاد: الحجارة المحماة على النار.
(3657)
إسناده صحيح، عبد الرحمن بن أبي علقمة: تابعي ثقة. وقد اختلط على بعضهم بصحابي اسمه "عبد الرحمن بن علقمة"، فظنوه الاه، وهي اثنان: الصحابي روى عن =
عبد الرحمن بن أبي عَلْقَمة قال: سمعت ابن مسعود يقول: أقبل النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية ليلاً، فنزلنا دَهَاساً من الأرض، فقال:"من يَكْلَؤُنا؟ "، فقال بلال: أنا، قال:"إذن تنام"، قال: لا، فنام حتى طلعت الشمس، فاستيقظ فلان وفلان، فيهم عمر، فقال: اهْضبوا، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"افعلوا ما كنتم تفعلون"، فلما فعلوا قال:"هكذا فافعلوا، لمن نام منكم أو نَسِي".
3658 -
حدثنا يحيى حدثنا سفيان حدثني زُبيد عن إبراهيم عِن مسروق عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس منا من ضرب الخدود وشَقَّ الجيوب ودَعا بدَعْوى الجاهلية".
3659 -
حدثنا يحيى عن شُعبة حدثني عمرو بن مُرَّة عن
= رسول الله حديثا في ورود وفد ثقيف بهدية، واسم أبيه "علقمة"، والتابعي هو الذي هنا، ويروي عن ابن مسعود. وانظر التهذيب 6: 233 والإصابة 4: 172 - 173.
والحديث رواه أبو داود 1: 170، قال المنذري (رقم 420):"حسن، وأخرجه النسائي". الدهاس، بفتح الدال وتخفيف الهاء، والدهس، بفتح الدال وسكون الهاء: ما سهل ولان من الأرض ولم يبلغ أن يكون رملا. يكلؤنا: يحفظنا ويحرسنا. وفي ح "يطرنا"، وهو تصحيف لا معنى له، وصححناه من ك. اهضبوا: قال ابن الأثير: "أي تكلموا وامضوا. يقال: هضب في الحديث وأهضب: إذا اندفع فيه. كرهوا أن يوقظوه [يعني النبي-صلي الله عليه وسلم-]، فأرادوا أن يستيقظ بكلامهم".
(3658)
إسناده صحيح، ورواه الجماعة إلا أبا داود، كما في الذخائر 4961 والجامع الصغير 7689. دعوى الجاهية: قال ابن الأثير: هو قولهم: يالَ فلان، كانوا يدعون بعضهم بعضَا عند الأمر الحادث الشديد".
(3659)
إسناده صحيح، وذكره ابن كثير في التفسير 6: 474 عن هذا الموضع، 3 قال: "وكذا رواه عن محمد بن جعفر عن شُعبة عن عمرو بن مرة، به، وزاد في آخره: قال: قلت له: أنت سمعته من عبد الله؟، قال: نعم، أكثر من خمسين مرة، ورواه أيضاً عن =
عبد الله بن سَلَمَة قال: قال عبد الله: أوتي نبيّكم صلى الله عليه وسلم مفاتيحَ كل شيء غيرَ خمسٍ {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} .
3660 -
حدثنا يحيى عن زُهَير قال حدثني أبو إسحق في عبد الرحمن بن الأسود عن الأسود وعَلْقَمة عن عبد الله قال: أنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبّر في كل خفضٍ ورفع وقعودٍ، ويسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خَديه أو خدّه، ورأيت أبا بكر وعمر يفعلان ذلك.
3661 -
حدثنا يحيى عن شُعبة حدثنا أبو إسحق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في قبة، نحوٌ من أربعين، فقال:"أترضَوْن أن تكونوا رُبعَ أهل الجنة؟ "، قلنا: نعم، قال:"أترضون أن تكونوا ثلثَ أهل الجنة؟ "، قلنا: نعم، قال:"والذي نفسي بيده، إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، وذاك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة، وما أنتم في الشِّرْك إلا كالشعرة البيضاء في جلد ثورٍ أسود، أو السوداء في جلد ثور أحمر".
= وكيع عن مسعر عن عمرو بن مرة، به. وهذا إسناد حسن على شرط السنن، ولم يخرجوه". وهو أيضاً في مجمع الزوائد 8: 263 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح". وانظر ما مضى في مسند ابن عباس 2926 م.
(3660)
إسناده صحيح، عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد بن قيس النخعي: ثقة من خيار الناس، أخرج له أصحاب الكتب الستة. أبوه الأسود بن يزيد: تابعي ثقة فقيه زاهد. علقمة: هو ابن قيس، سبق في 3563، وهو عم الأسود بن يزيد والحديث رواه الترمذي والنسائي، كما في المنتقى 935.
(3661)
إسناده صحيح، ورواه البخاري 11: 335 - 336. 460 ومسلم 1: 79. ورواه أيضاً الترمذي وابن ماجة، كما في الذخائر 4802.
3662 -
حدثنا يحيى عن شُعبة حدثنا أبو إسحق عن أبي عُبيدة عن عبد الله قال: مَرّ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أصلى، فقال:"سل تُعْطَهْ يا ابنَ أمِّ عبد"، فابتدر أبو بكر وعمر، قال عمر: ما بادرني أبو بكر إلى شيء إلا سبقني إليه أبو بكر، فسألاه عنِ قوله؟، فقال: من دعائي الذي لا أكاد أدَع: اللهم إني أسألك نعيماً لا يبيد، وقرة عينٍ لا تنفَد، ومرافقةَ النبي صلى الله عليه وسلم
محمدٍ في أعلى الجنة جنة الخُلْد.
3663 -
قال عبد الله [بن أحمد]: سمعت أبي قال: سمعت يحيى قال سمعت سليمان قال سمعتِ زيد بن وهب قال سمعت عبد الله قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم سَتَروْن بعدي أَثَرةً وأموراً تنكرونها"، قال: قلنا: وما تأمرنا؟، قال:"أَدُّوا إليهم حقهم، وسلوا الله حقَّكم".
3664 -
حدثنا ابن نُمير عن مُجالد عن عامر عن الأسود بن يزيد قال: أقيمت الصلاة في المسجد، فجئنا نمشي مع عبد الله بن مسعود، فلما ركع الناس ركع عبد الله وركعنا معه ونحن نمشي، فمر رجل بين يديه فقال: السلام عليك يا أبا عبد الرحمن، فقال عبد الله وهو راكع: صدق الله
(3662) إسناده ضعيف، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه.
(3663)
إسناده صحيح، وهو مكرر 3641 بإسناده.
(3664)
إسناده حسن، مجالد: هو ابن سعيد. عامر: هو الشعبي. والحديث سيأتي معناه مطولاً بإسناد آخر 3870. وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد 7: 328 - 329 الحديث المطول وأشار إلى اختلاف رواياته، ونسبه لأحمد، والبزار ببعضه، وكذلك الطبراني، ثم قال: "ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح" في الموطأ 1: 179: "مالك: أنه بلغه أن عبد الله بن مسعود كان يدب راكعَا". وهذا البلاغ لم أجد أحدَاً خرج وصله، لا السيوطي ولا الزرقي 1: 297، ولم يذكره ابن عبد البر في التقصي. فيستفاد وصله من المسند.
ورسوله، فلما انصرف سأله بعض القوم: لم قلتَ حين سلم عليك الرجل: صدق الله ورسوله؟، قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن من أشراط الساعة إذا كانت التحيةُ على المعرفة".
3665 -
حدثنا ابن نُمير أخبرنا مالك بن مِغْوَل عن الزُّبَير بن عَديّ عن طَلْحة عن مُرّة عن عبد الله قال: لما أُسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهِىَ به إلىَ سدة المنتهى، وهي في السماء السادسية، إليها ينتهي جما يُعْرَج به من الأرض فيُقبضُ منها، وإليها ينتهِي ما يُهْبَطُ به من فوقها فيُقبض منها، قال:{إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} قال: فَرَاش من ذهب، قال: فأُعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً: أعطي الصلوات الخمسَ، وأُعطي خواتيمَ سورة البقرة، وغفر لمن لا يشرك بالله من أُمته شيئاً المُقْحِماتُ.
3666 -
حدثنا ابن نُمير أنبأنا سفيان عن عبد الله بن السائب عن زاذان قال: قال عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله ملائكةً في الأرض سيّاحِين، يبلغوني من أمتي السلامَ".
(3665) إسناده صحيح، طلحة: هو ابن مصرف. مرة: هو ابن شراحيل الهمداني الكوفي، وهو ثقة من كبار التابعين. والحديث نقله ابن كثير في التفسير 8: 106 عن هذا الموضع، وقال:"انفرد به مسلم ". وذكره فيه أيضاً 5: 128 عن البيهقي من طريق ابن نمير عن مالك بن مغول، وقال:"ورواه مسلم في صحيحه عن محمد بن عبد الله بن نمير وزهير ابن حرب كلاهما عن عبد الله بن نمير، به".
(3666)
إسناده صحيح، عبد الله بن السائب الكندي: ثقة، وثقه ابن معين وأبو حاتم والنسائي وغيرهم. زاذان: هو أبو عمر الكندي، سبق توثيقه 641. والحديث رواه النسائي 1: 189 بأسانيد عن سفيان الثوري. وهو في مجمع الزوائد 9: 24 مطولاً، وقال:"رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح".
3667 -
حدثنا ابن نُمير عن الأعمش عن شَقيق عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الجنة أقربُ إِلى أحدكم من شِرَاك نعله، والنارُ مثلُ ذلك".
3668 -
حدثنا ابن نمير حدثنا الأعمش عن شَقيق عن عبد الله قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "لا تباشر المرأةُ المرأةَ لتنعتَها لزوجها كأنه ينظر إليها".
3669 -
حدثنا أبو خالد الأحمر قال سمعت عمرو بن قَيْس عن عاصم عن شَقيق عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيَان الفقر والذنوب، كما يَفي الكيرُ خَبَثَ الحديد والذهب والفضة، وليسَ للحجة المبرورة ثوابٌ دون الجنة".
3670 -
حدثنا أبو داود الحَفَري عمر بن سعد حدثنا سفيان عن
(3667) إسناده صحيح، ورواه البخاري 11: 275 من طريق منصور والأعمش عن أبي وائل،
وهو شقيق.
(3668)
إسناده صحيح، وهو مكرر 3609.
(3669)
إسناده صحيح، عمرو بن قيس: هو الملائي. عاصم: هو ابن أبي النجود. والحديث رواه الترمذي 2: 78 والنسائي 2: 4 كلاهما من طريق أبي خالد الأحمر. قال الترمذي: "حديث حسن صحيح غريب من حديث عبد الله بن مسعود"، وقال شارحه:"وأخرجه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما".
(3670)
إسناده صحيح، عمر بن سعد أبو داود الحفري: ثقة حافظ ثبت، قال أبو داود:"كان جليلاً جداً". "الحفري" بفتح الحاء والفاء، نسبه إلى "حفرالسبيع" وهو موضع بالكوفة، والسبيع، بفتح السين: اسم قبيلة. وفي ح "الحضري" بالضاد، وهو تصحيف. أبو عبد الرحمن: هو السلمي. والحديث روى ابن ماجة نحوه مطولاً 1: 8 من طريق ابن عون عن مسلم البطن عن إ براهيم التيمي عن أبيه عن عمرو بن ميمون. قال السندي: "وهذا الحديث قد إنفرد به المصنف. وفي الزوائد: إسناده صحيح، احتج الشيخان بجميع =
إبراهيم بن مُهاجر عن مُسْلِم البَطِين عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تغيّر وجهه. ثم قال: نحواً من ذا، أو قريباً من ذا.
3671 -
حدثنا محمد بن عُبيد حدثنا أَبان بن إسحق عن الصَّبّاح بن محمد عن مُرّة الهَمْدَاني عن عبد الله بن مسعود قال:
= رواته. ورواه الحاكم من طريق ابن عمرو [كذا]!، قلت: وقد اختُلف فيه على مسلم بن عمران البطين، قيل: عنه عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود، وقيل: عنه عن أبي عبد الرحمن السلمي، وقيل: عنه عن إبراهيم التيمي". وهو في المستدرك 3: 314 مختصراً من طريق أبي العميس عن مسلم البطين عن عمرو بن ميمون، صححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. وأنا أخشى أن يكون سقط من الإسناد عند الحاكم "عن إبراهيم التيمي عن أبيه" بين مسلم البطين وعمرو بن ميمون. وعلى كل فالخلاف بين رواية المسند ورواية ابن ماجة، ليس خلافَاً، فالظاهر أن يكون مسلم البطين
سمع الحديثين، الذي في المسند من أبي عبد الرحمن السلمي، والذي في ابن ماجة من إبراهيم التيمي، وكل صحيح.
(3671)
إسناده ضعيف، أبان بن إسحق الأسدي: ثقة، وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 453 فلم يذكر فيه جرحاً. الصباح بن محمد بن أبي حازم البجلي الأحمسي: ضعفه ابن حبان جداً. وقال: "كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات"، وهو غلوّ، وقال العقيلي:"في حديثه وهم، ويرفع الموقوف"، وقال الذهبي في الميزان:"رفع حديثين هما من قول عبد الله"، يعني هذا والذي بعده. والحديث رواه الترمذي 3: 305 وقال: "حديث غريب، إنما نعرفه من هذا الوجه، من حديث أبان بن إسحق عن الصباح بن محمد". ورواه الحاكم في المستدرك 4: 323
ولكن سمى رواية "الصباح بن محارب"!، وهو خطأ عجيب، فليس للصباح بن محارب رواية في هذا الحديث، ولا هو من هذه الطبقة، بل هو متأخر عن الصباح بن محمد، ثم الحديث حديث الصباح بن محمد دون شك. وأعجب منه أن يوافقه الذهبي على ذكر "الصباح بن محارب" وعلى تصحيح الحديث!!.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ يوم: "استحيوا من الله عز وجل حقَّ الحياء"، قال: قلنا: يا رسول الله، إنا نستحي والحمد الله، قالِ:"ليس ذلك، ولكن من استحى من الله حق الحياء فليحفظ الرأسَ وما حوَى، وليحفظ البطنَ وما وَعَى، وليَذْكر الموتَ والبلى، ومن أراد الآخرةَ تَرك زينةَ الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله عز وجل حقَّ الحياء".
3672 -
حدثنا محمد بن عُبيد حدثنا أَبان بن إسحق عن الصَّبّاح ابن محمد عن مُرّة الهَمْدَاني عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِن الله قسَم بينكم أخلاقَكم، كما قسَم بينكم أرزاقكم، وإن الله عز وجل يعطي الدنيا منِ يُحبّ ومن لا يحبّ، ولا يعطي الدينَ إلا لمن
أحبّ، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه، وِالذي نفسي بيده، لا يُسْلمُ عبدٌ حتى يَسْلَم قلُه ولسانُه، ولا يؤمنُ حتى يأمنَ جارُه بوائقه"، قالوا: ومَا بوائقُه يا نبي الله!، قال: "غشمه وظلمه، ولا يَكْسب عبدٌ مالاً من حرام فينفقَ فيه فيباركَ له فيه، ولا يتصدق به فيقبلَ منه، ولَا يَترك خلف ظهره إلا كان زادَه
إلى النار، إن الله عز وجل لا يمحو السَّيِّىِّء، ولكن يمحو السَّيِّىء باَلحَسَن، إن الخبيث لا يمحو الخبيثَ".
3673 -
حدثنا عبد الصمد حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا أبو
(3672) إسناده ضعيف، كالذي قبله. وهو في مجمع الزوائد 1: 53 وقال: "رواه أحمد، ورجال إسناده بعضهم مستور، وأكثرهم ثقات". وذكر نحوه بمعناه أيضاً عن ابن مسعود 10: 292 وقال: رواه البزار، وفيه من لم أعرفهم"، وعلق الحافظ ابن حجر على ذلك بخطه في نسخة الأصل من مجمع الزوائد، المحفوظة بدار الكتب المصرية، قال: (كلهم معروف، والآفة من الصباح- ابن حجر" وروى الحاكم في المستدرك 1: 33 - 34 بعضه بمعناه من حديث الثوري عن زبيد عن مرة عن ابن مسعود، وصححه، ووافقه الذهبي.
(3673)
إسناده صحيح، أبو إسحق الهمداني: هو السبيعي عمرو بن عبد الله. والحديث في =
إسحق الهَمْداني عن أبي الأحوص عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان ثلثُ الليلِ الباقي يَهْبِط الله عز وجل إلى السماء الدنيا، ثم تُفتح أبواب السماء، ثم يبسط يدَه فيقول: هل من سائل يُعْطىَ سُؤله، فلا يزال كذلك حتى يطلع الفجر".
3674 -
حدثنا محمد بن عُبيد حدثنا الأعمش عن شقيق قال: قال عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أول ما يُقْضَي بين الناس يوم القيامة في الدماء".
3675 -
حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن حَكيم بن جُبير عن
= مجمع الزوائد 10: 153 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح".
ومعنى الحديث ثابت من حديث أبي هريرة، رواه أصحاب الكتب الستة وغيرهم. انظر شرحنا على الترمذي 2: 307 - 309.
(3674)
إسناده صحيح، ورواه البخاري 11: 343 و 12: 166. ورواه أيضاً مسلم والترمذي
والنسائي وابن ماجة، كما في ذخائر المواريث 4875.
(3675)
إسناده ضعيف، لضعف حكيم بن جُبير، كما قلنا في 210 ونزيد هنا أن البخاري ترجمه في الكبير 2/ 1 / 16 وقال:"كان شُعبة يتكلم فيه" وقال أيضاً:" كان يحيى وابن مهدي لا يحدثان عنه، ولا عن عبد الأعلى، يعني الثعلبي"، وفي التهذيب:"قال ابن المديني: سألت يحيى بن سعيد عنه؟، فقال كم روى! إنما روى شيئاً يسيراً، قلت: مَن تركه؟، قال: شُعبة، من أجل حديث الصدقة" يعني هذا الحديث. محمد بن عبد الرحمن النخعي: ثقة، وثقه ابن معين وقال أبو زرعة:"كان رفيع القدر"، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 153. والحديث رواه أبو داود 2: 33 من طريق يحيى بن آدم
عن سفيان، وفي آخره:"قال يحيى أهو ابن آدم،: فقال عبد الله بن عثمان لسفيان: حفظي أن شُعبة لا يروي عن حكيم بن جُبير؟، فقال سفيان: فقد حدثناه زبيد عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد". ورواه الترمذي 2: 19 من طريق شريك عن حكيم ابن جُبير، ثم قال: "حديث حسن، وقد تكلم شُعبة في حكيم بن جُبير من أجل هذا =
محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-:
"من سأل وله ما يُغنيه جاءتْ يومَ القيامة خُدُوشاً أو كُدُوشاً في وجهه"، قالوا: يا رسول الله، وما غناه؟، قال:"خمسون درهماً وحسابُها من الذهب".
3676 -
حدثنا محمد بن السمَّاك عن يزيد بن أبي زياد عن
= الحديث"، ثم روى من طريق يحيى بن آدم: "حدثنا سفيان عن حكيم بن جُبير بهذا الحديث، فقال له عبد الله بن عثمان صاحب شُعبة: لو غير حكيم حدث بهذا!، فقال له سفيان: وما لحكيم؟، لا يحدث عنه شُعبة؟، قال: نعم، قال سفيان: سمعت زبيداً يحدث بهذا عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد". فقد ظهر مما روى أبو داود والترمذي عن سفيان أن الحديث صحيح من جهة زبيد اليامي، لم ينفرد به حكيم بن جُبير، وقد تكلف الشراح في تضعيفه مع هذا بما لا يقره منصف. والحديث رواه الحاكم 1: 407 من طريق يحيى بن آدم. ورواه أيضاً النسائي وابن ماجة والدارمي، كما في شرح الترمذي الكدوش: الخدوش.
(3676)
إسناده ضعيف، لانقطاعه. المسيب بن رافع الأسدي الكاهلي الأعمى: تابعي ثقة، وترجمه البخاري 4/ 1 / 407 - 408، ولكنه لم يدرك ابن مسعود، قال ابن معين:"لم يسمع من أحد من الصحابة إلا من البراء وأبي إياس عامر بن عبدة"، وقال ابن أبي حاتم في المراسيل 76:"سمعت أبي يقول: المسيب بن رافع عن ابن مسعود: مرسل، وسمعت أبي يقول مرة أخرى: المسيب بن رافع لم يلق ابن مسعود، ولم يلق عليّا، إنما يروي عن مجاهد ونحوه". محمد بن السماك: هو محمد بن صبيح، بفتح الصاد، أبو العباس السماك، وهو ثقة، ذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 106 - 107 وله ترجمة حافلة في تاريخ بغداد للخطيب 5: 368 - 373 وروى فيها عن ابن نمير قال: "حدثنا محمد بن السماك، وكان صدوقَا ما علمته، ربما حدث عن الضَّعْفي". وزعم الحسيني أنه "لا يعرف" وتعقبه الحافظ في التعجيل، وأفاض في ترجمته 364 - 365. والحديث رواه البيهقي في السنن الكبرى 5: 340 والخطيب في ترجمة ابن السماك، كلاهما من طريق المسند، وقال البيهقي: "هكذا =
المسيَّب بن رافع عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تشتروا السمك في الماء، فإنه غَرَر".
3677 -
حدثنا عَمّار بن محمد ابن أخت سفيان الثوري عن إبراهيم عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل يبعث يوم القيامة منادياً ينادي: يا آدمِ، إن الله يأمرك أن تبعث بَعْثاً من ذريتك إلى النار، فيقول آدم: يا رب، ومنْ كمْ؟، قال: فقال له: من كل مائةٍ تسعةً وتسعين"، فقال رجل من القوم. من هذا الناجي منَّا بعد هذا يا رسول الله؟، قال:"هل تَدرُون [وما أنتم] في الناس؟، ما أنتم إلا كالشَّامة في صدر البعير".
3678 -
حدثنا عَبيدة عن إبراهيم بن مسلم أبي إسحق الهَجَرِي،
= روي مرفوعَا، وفيه إرسال بين المسيب وابن مسعود، والصحيح ما رواه هُشيم عن يزيد موقوفاً على عبد الله. ورواه أيضاً سفيان الثوري عن يزيد موقوفا على عبد الله: أنه كره بيع السمك في الماء!، وقال الخطب: قال القطيعي: قال أبو عبد الرحمن [يعني عبد الله بن أحمد]: قال أبي وحدثنا به هُشيم عن يزيد، فلم يرفعه. قلت: كذلك رواه زائدة بن قدامة عن يزيد بن أبي زياد، موقوفاً على ابن مسعود، وهو الصحيح". وانظر المنتقى 2789. والحديث في مجمع الزوائد 4: 80 وقال:"رواه أحمد موقوفاً ومرفوعاً، والطبراني في الكبير كذلك. ورجال الموقوف رجال الصحيح. وفي رجال المرفوع شيخ أحمد، محمد بن السماك، ولم أجد من ترجمه!، وبقيتهم ثقات". وهذا كلام غير محرر، والتحقيق ما بينا قبل.
(3677)
إسناده ضعيف، إبراهيم: هو ابن مسلم أبو إسحق الهجري، وهو ضعيف، كما قلنا في 3623. زيادة [ما أنتم] زدناها من ك. وانظر 3661.
(3678)
إسناده ضعيف، وهو مكرر ما قبله. في الأصلين "إبراهيم بن مسلم عن أبي إسحق الهجري"، وهو خطأ في زيادة "عن". إبراهيم بن مسلم هو أبوإسحق الهجري.
فذكر معناه، وقال:"فيقول آدم: ياربّ كم أَبْعَثُ؟ ".
3679 -
حدثنا عَمَّار بن محمد عن إبراهيم عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لِيتَّقِ أحدُكم وجهَه النارَ ولو بِشِق تمرة".
3680 -
حدثنا عَمّار بن محمد عن الهَجِري عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا جاء خادمُ أحدكم بطعامه فليبدأ به فلُيطْعمهْ، أو ليُجْلسْه معه، فإنه وَليَ حَرّه ودُخَانَه".
3681 -
حدثنا وكيعِ حدثنا سفيان عن عاصم بن كُلَيب عن عبد الرحمن بن الأسود عن علْقَمة قال: قال ابن مسعود: ألا أصلي لكم صلاة رسول الله-صلي الله عليه وسلم-؟، قال: فصلى ولم يرفع يديه إلا مرةً.
(3679) إسناده ضعيف، إبراهيم: هو الهجري. والحديث في مجمع الزوائد 3: 105 وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". وهو وهم، لعله ظن أن إبراهيم هو النخعي!، وما أبعد ذلك، فإن عمار بن محمد لا يدرك إبراهيم النخعي وطبقته، عمار مات سنة 182 والنخعي مات سنة 96، وشتان ما بينهما. وقد تبع السيوطي صاحب الزوائد في ذلك في الجامع الصغير 7546، فرمز لهذا الحديث بالصحة!!.
(3680)
إسناده ضيف، كالذي قبله. ورواه ابن ماجة 2: 160 من طريق محمد بن فضيل عن إبراهيم الهجري. وسيأتي 4257، 4266.
(3681)
إسناده صحيح، ورواه أبو داود والترمذي والنسائي. وفيه كلام طويل، وما نراه منافياً للأحاديث التي ثبت فيها الرفع عند الركوع وعند الرفع منه، والمثبت مقدم على النافي، وترك الرفع دليل أنه ليس بواجب. وانظر شرحنا على الترمذي1: 40 - 42 وتعليقنا على المحلى لابن حزم 4: 87 - 88 ونصب الرأية 1: 394 - 396. وانظر ما يأتي 3974، 4211.
3682 -
حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن الأسود ابن يزيد عن ابن مسعود: أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد بالنجم، وسجد المسلمون إلَاّ رجلاً من قريش، أخذ كفّاً من تراب فرفعه إلى جبهته فسجد عليه، قال عبد الله فرأيتُه بعدُ قُتل كافراً.
3683 -
حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي عُبيدة عن عبد الله قال: أُنزل على رسول الله-صلي الله عليه وسلم- {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} كان يُكْثر إذا قرأها وركع أن يقول: "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر ليَ إنك أنت التوَّاب الرحيم"، ثلاثاً.
3684 -
حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن الحسن بن عُبيد الله عن إبراهيم بن سُويد عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذْنُك علىَّ أن تَرفع الحجابَ وأن تستمع سوَادي، حتى أنهاك". قال أبو عبد الرحمن [عبد الله ابن أحمد]: قال أبي: سَوادي: سِرِّى، قال: أذن له أن يسمع سرّه.
(3682) إسناده صحيح، ورواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي، كما في الذخائر 4871، وانظر المنتقى 1301.
(3683)
إسناده ضعيف، لعدم سماع أبي عبيدة من أبيه. ونقله ابن كثير في التفسير 9: 327 - 328 عن هذا الموضع، وقال:"تفرد به أحمد". وهو في مجمع الزوائد 3: 127 ونسبه أيضاً لأبي يعلى والبزار.
(3684)
إسناده صحيح، إبراهيم بن سويد النخعي: ثقة، وثقه النسائي، وقال ابن معين:"مشهور". وترحمه البخاري في الكبير 1/ 1/ 290 - 291. والحديث رواه مسلم 2: 176. ورواه البخاري في الكبير في ترجمة إبراهيم بن سويد، ورواه ابن ماجة 1:32.
السواد: بكسر السين، وهو السر، كما فسره الإمام أحمد هنا. وانظر شرح النووي على مسلم 14: 149 - 150.
3685 -
حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي عبيدة عن عبد الله قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم لحاجته، فقال:"التمس لي ثلاثة أحجار"، قال: فأتيتُه بحجرين، وروثة، قال: فأخذ الحجرين وألقى الروثة، وقال:"إنها رِكْسٌ".
3686 -
حدثنا وكيعِ عن أبيه عن عطاء عن أبي وائل عن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يجْدِبُ لنا السَّمَر بعد العِشاء".
(3685) إسناده ضعيف، لانقطاعه. ورواه الترمذي عن هناد وقتيبة عن وكيع، ثم ذكر أسانيد أخر لهذا الحديث، ثم قال:" وهذا حديث فيه اضطراب"، ثم قال:"سألت عبد الله بن عبد الرحمن [يعني الدارمي]: أي الروايات في هذا الحديث عن أبي إسحق أصح؟، فلم يقض فيه بشيء. وسألت محمداً [يعني البخاري] عن هذا؟، فلم يقض فيه بشيء. وكأنه رأى حديث زهير عن أبي إسحق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله: أشبه، ووضعه في كتاب (الجامع) [يحنى صحيح البخاري]. قال أبو عيسى: وأصح شيء في هذا عندي حديث إسرائيل وقيس عن أبي إسحق عن عبيدة عن عبد الله، لأن إسرائيل أثبت وأحفظ لحديث أبي إسحق من هؤلاء، وتابعه على ذلك قيس بن الربيع". ورواية البخاري التي أشار إليها الترمذي هي في الفتح 1: 226.
وعندي أن ترجيح البخاري للإسناد المتصل أقوى من ترجيح الترمذي، وأن أبا إسحق كان عنده الحديث بأسانيد، منها الذي اختاره الترمذي، وقد فصَل الحافظ طرقه ورواياته في مقدمة الفتح 346 - 348. وانظر شرحي على الترمذي 1: 25 - 28.
(3686)
إسناده حسن، عطاء هو ابن السائب، ولم نتحقق من أن الجراح بن مليح والد وكيع روى عنه قبل اختلاطه. والحديث رواه ابن ماجة 1: 123 من طريق محمد بن الفضل عن عطاء، وقال السندي:" وفي الزوائد: هذا إسناد رجاله ثقات، ولا أعلم له علة إلا اختلاط عطاء بن السائب، محمد بن فضيل إنما روى عنه بعد اختلاط". وانظر 3603، 3894. يجدب. يعيب ويذم.
3687 -
حدثنا وكيعِ حدثنا سفيان عن سَلَمَة بن كُهيل عن عيسى بن عاصم عن زرّ بن حُبَيش عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الطِيَرَةُ شِرْك، وما منّا إلَاّ، ولكن الله يُذهبه بالتوكل".
3688 -
حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عِن إبراهيم عن عَلْقَمة عن عبد الله قال: كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرثٍ بالمدينة وهو متكئ على عَسيب، قال: فمر بقوم من اليهود، فقال بعضهم لبعض: سلوه عن الرُّوح، قَال بعضهم: لا تسألوه، فسألوه عن الروح، فقال: يا محمد، ما
الروح؟، فقام فتوكأ علي العسيب، قال: فظننت أنه يوحَى إليه، فقال:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} قال: فقال بعضهم: قد قلنا لكَم: لا تسألوه.
3689 -
حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مُرّة عن
(3687) إسناده صحيح، عيسى بن عاصم الأسدي: ثقة، وثقه أحمد والنسائي وغيرهما.
والحديث رواه أبو داود 4: 24، قال المنذري:"وأخرجه الترمذي: وابن ماجة. وقال الترمذي: حسن صحيح، لا نعرفه إلا من حديث سلمة بن كهيل. وقال الخطابي: وقال محمد بن إسماعيل: كان سليمان بن حرب ينكر هذا ويقول: هذا الحرف ليس قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكأنه قول ابن مسعود. هذا آخر كلامه: وحكى الترمذي عن البخاري عن سليمان بن حرب نحو هذا، وأن الذي أنكره (وما منا إلا) انتهى". يريد أن قوله "وما منا إلا" موقوف من كلام ابن مسعود. والمستثنى محذوف، يريد: وما منا إلا من يكون منه هذا، ولكن الله يذهبه بالتوكل، وحذفه للعلم به. وليس لعيسى بن عاصم في الكتب الستة إلا هذا الحديث.
(3688)
إسناده صحيح، ونقله ابن كثير في التفسير 5: 226 - 227 عن هذا الموضع، قال:"وهكذا رواه البخاري ومسلم من حديث الأعمش، به". وانظر 2309.
(3689)
إسناده صحيح، وهو مكرر 3580.
أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "ألا إني أبرأ إلى كل خليل من خُلَّته، ولو اتخذت خليلاً لاتخذتُ أبا بكر خليلاً، إن صاحبَكم خليلُ الله عز وجل".
3690 -
حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن جابر عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله قال: وكان رسول الله -صلي الله عليه وسلم- يؤتَى بالسَّبْي فيعطي أهلَ البيت جميعاً، كراهيةَ أن يفرّق بينهم. 3691 - حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي قيس عن الهُزَيْل بن
(3690) إسناده ضعيف، لضعف جابر الجعفي. القاسم: هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود المسعودي القاضي، وهو ثقة من صغار التابعين، وكان قاضيَاً في زمن عمر بن العزيز، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1 /158 - 159 وروى عن محارب بن دثار قال:"صحبنا القاسم بن عبد الرحمن، فغلبنا بثلاثة: بطول الصمت، وحسن الخلق، وسخاء النفس". أبوه عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود: تابعي ثقة قليل الحديث، في سماعه من أبيه كلام، والراجح عندي أنه سمع منه، وهو الذي رجحه البخاري في التاريخ الصغير 40، فإنه روى عن ابن خثيم المكي قصة بإسناده، قال فيها عبد الرحمن:"وأنا مع أبي"، ثم قال البخاري "قال شُعبة: لم يسمع عبد الرحمن بن عبد الله ابن مسعود من أبيه. وحديث ابن خثيم أولى عندي". والحديث رواه ابن ماجة 2: 17 من طريق وكيع.
"بالسبي" يعني الرقيق، يريد أنه في قسمة الغنائم لا يفرق بين ذوي الأرحام من الرقيق، كما نهى عن التفريق بينهم في البيع، كما مضى من حديث علي بن أبي طالب 760، 800، 1045. وفي الأصلين هنا "بالشيء" بالشين المعجمة وآخره همزة.
ولكنا رجحنا إثبات ما في ابن ماجة، لأنه عنون عليه "باب النهى عن التفريق بين السبي" وذكر بعده حديث على وحديث أبي موسى الأشعري في النهى عن ذلك، وهذا يعتين أن كلمة "الشيء" في الأصلين هنا تصحيف.
(3691)
إسناده صحيح، أبو قيس: هو الأودي، واسمه عبد الرحمن بن ثروان، وهو ثقة، وثقه ابن معين، وقال العجلي:"ثقة ثبت"، ووثقه غيرهما، وتكلم بعضهم في حفظه، هزيل: بالزاي وبالتصغير، بن شرحبيل الأودي: تابعي ثقة من أصحاب عبد الله. والحديث رواه =
شُرَحْبيل قال؟ جاء رجل إلى أبي موسى وسَلْمَانَ بن ربيعة، فسألهما عن ابنةٍ وَابنة ابن وأخت لأب؟، فقالا: للبنت النصف، وللأخت النصف، وائْت ابنَ مسعود، فإنه سيتابعُنا، قال: فأتَى ابنَ مسعود فسأله، وأخبره بما قالا، فقال ابن مسعود: لقد ضللتُ إذن وما أَنا من المهتدين!، سأقضي بما قَضى رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: للابنة النصف، ولابنة الابن السَّدُس تكملةَ الثلثين، وما بقي فللأخت.
3692 -
حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم أني أسألك الهدَى، والتُّقى، والعفَّة، والغنِى".
3693 -
حدثنا وكيع عن سفيان عن عَمَّار بن معاوية الدُّهْنِي
= البخاري 12: 13 - 14 من طريق شُعبة عن أبي قيس. ورواه أيضاً أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والدارمي والطحاوي، كما في الفتح. سلمان بن ربيعة: هو الباهلي، وهو "سلمان الخيل، وهو ثقة من كبار التابعين، بل يقال إن له صحبة، وقد سبق له حديث من روايته عن عمر 127. وفي ح "سليمان"، وهو خطأ، صححناه من ك والمراجع.
(3692)
إسناده صحح، ورواه مسلم 2: 316 من طريق شُعبة ومن طريق سفيان، كلاهما عن أبي إسحق، ورواه أيضاً الترمذي وابن ماجة، كما في الذخائر 4948.
(3693)
إسناده ضعيف، لانقطاعه، سالم بن أبي الجعد الأشجعي: تابعي ثقة، ولكنه متأخر لم يدرك ابن مسعود، قال ابن أبي حاتم في المراسيل 29 - 30:"حدثنا محمد بن أحمد ابن البراء قال: قال علي بن المديني: سالم بن أبي الجعد لم يلق ابن مسعود، ولم يلق عائشة". والحديث رواه الحاكم في المستدرك 3: 388 من طريق وكيع، وقال:"صحيح على شرط الشيخين، إن كان سالم بن أبي الجعد سمع من عبد الله بن مسعود!، ولم يخرجاه"!، وأعجب أن وافقه الذهبي!!، وفي مجمع الزوائد 7: 243 حديث بمعناه =
عن سالم بن أبي الجَعْد الأشْجَعِي عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ابن سُمَيَّة ما عرِض عليه أمرانِ قَطُّ إلا اختار الأرشد منهما".
3694 -
حدثنا وكيع حدثنا المسعودي عن سمَاك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: جَمعَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن أربعون، قال عبد الله: فكنتُ من آخر مَن أتاه، فقال:"إنكم مصيبون ومنصورون ومفتوحٌ لكم، فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله، وليأمر بالمعروف، ولْيَنْهَ عن المنكر، ومن كذب عليّ متعمداً فليتبوّأ مقعدَه من النار".
3695 -
حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن أبي وائل قال: كنت جالساً مع عبد الله وأبي موسى، فقالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بين يدي الساعة أياماً يَنْزل فيها الجهل، ويُرْفع فيها العلم، ويكثر فيها الهَرْجُ"، قال:
عن ابن مسعود مرفوعاً: "إذا اختلف الناس فابن سمية مع الحق"، وقال:"رواه الطبراني، وفيه ضرار بن صرد، وهو ضعيف". فلم يذكر هذا الحديث، فلا أدري أرآه في المسند أم نسي!، وفي معناه حديث آخر لعائشة، رواه الترمذي 4: 345 والحاكم، قال الترمذي:"حسن غريب". ابن سمية: هو عمار بن ياسر رضي الله عنه.
(3694)
إسناده صحيح، ووكيع سمع من المسعودي قديما. والحديث رواه الترمذي 3: 244 من طريق شُعبة عن سماك بن حرب، وقال الترمذي:"حديث حسن صحيح". ورواه ابن ماجة أيضاً، كما في الذخائر 4767.
(3695)
إسناده صحيح، أبو موسى: هو الأشعري. والحديث رواه البخاري 13: 15 من طريق عبيد الله بن موسى عن الأعمش، وفي الفتح أنه رواه مسلم من حديث أبي موسى الأشعري وحده، وكل صحيح. وأصل الهرج في اللغة العربية: الاختلاط، يقال هرج الناس. اختلطوا واختلفوا، وهرج القوم في الحديث: إذا كثروا وخلطوا. وفسر رسول الله صلى الله عليه وسلم الهرج بأنه القتل من باب تفسير الشيء بلازمه، فإنه يريد أن هذه الفتن يكثر فيها العدوان والقتل وهدر الدماء.
قلنا: وما الهرج؟، قال:"القتل".
3696 -
حدثنا وكيع حدثني بَشير بن سَلْمان عن سَيّار أبي الحَكَم عن طارق بن شهاب عن عبد الله قالَ: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "من نزل به حاجةٌ فأنزلها بالناس كان قَمناً من أن لا تَسْهُل حاجتُه، ومن أنزلها بالله آتاه الله برزقٍ عاجل أو بموتٍ آجلَ".
(3696) إسناده صحيح، بشير بن سلمان الكندي أبو إسماعيل. ثقة، وثقه أحمد وابن معين والعجلي، وترجمه البخاري في الكبير 1/ 2/ 99. والحديث رواه أبو داود 2: 43 وفيه "عن سيارأبى حمزة"، وقال المنذري:"وأخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح غريب".
وفي التهذيب كلام طويل في ترجمتى "سيار أبو الحكم" و"سيار أبو حمزة" 4: 291 - 293 خلاصته أن من قال "عن سيار أبي الحكم" أخطأ، وأن صوابه "عن سيار أبي حمزة"، ونقل عن الدارقطني أنه قال:"قول البخاري: سيارأبو الحكم سمع طارق بن شهاب: وهم منه وممن تابعه، والذي يروي عن طارق هو سيار أبو حمزة، قال ذلك أحمد ويحيى وغيرهما"، وأشار الحافظ إلى هذا الحديث عند أبي داود والترمذي، ثم نقل في الترجمة الثانية أن الخطيب قال في التلخيص:"إن الثوري روى عن بشير عن سيار أبي حمزة عن طارق عن ابن مسعود حديثاً، واختلف فيه على سفيان، فقال عبد الرزاق وغيره عنه هكذا، وقال المعافى بن عمران عن سفيان عن بشير عن سيار أبي الحكم"، ثم قال الحافظ:"ولم أجد لأبي حمزة ذكراً في ثقات ابن حبان. فينظر"!، فهذا تعليل كله تحكم دون دليل: أبو حمزة لم توجد له ترجمة، والثقات رووا عن بشير "عن سيار أبي الحكم"، ومن أوثقهم وكيع في رواية المسند هنا، وسيد النقاد البخاري جزم بأن أبا الحكم سمع من طارق بن شهاب، فماذا بعد هذا؟، بل نقل الحافظ أن ممن تبع البخاري في هذا: مسلماً والنسائي والدولابي وابن حبان وغيرهم، ثم أتبعه بقول عجيب:"وهو وهم كما قال الدراقطني"!! فأين الدليل على الوهم؟، لا نجد. في ح "بشر بن سليمان"وهو خطأ، صححناه من ك ومن مراجع الحديث والترجمة. في ك "من نزلت به حاجة". وكلاهما صحيح جائز.
3697 -
حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن خُمَيْر بن مالك قال: قال عبد الله: قرأت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورةً، وزيدُ بن ثابت له ذُؤَابة في الكُتّاب.
3698 -
حدثنا عمرو بن محمد أبو سعيد، يعنِى العنقَزِي، أخبرنا إسرائيل، وأسود بن عامر حدثنا إسرائيل، وحدثنا أبو نُعيم حدثنا إسرائيل، عن مخارق عن طارق بن شهاب قال: قال عبد الله: لقد شهدتُ من المقداد، قال أبو نعيمِ: ابن الأسود، مشهداً لأنْ أكون أنا صاحبَه أحبُّ إليّ مما عُدل به، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على المشركين، فقال والله يا رسول الله، لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى:{فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} ، ولكن نقاتلُ عن يمينك وعن يسارك، ومن بين يديك، ومن خلَفك، فرأيتُ وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يشْرِق، وسُرَّ بذلك، قال أسود: فرأَيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يُشْرق لذلك، وسَرَّه ذلك، قال أبو نعيم: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم اشرق وجهُهُ وسرَّه ذاك.
3699 -
حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن أبي
(3697) إسناده صحيح، خمير بن مالك الهمداني: ثقة، وثقه ابن حبان، وترجمه البخاري في الكبير 2/ 2/ 203، 207 وروى في الموضع الثاني هذا الحديث بمعناه بإسناده عن أبي إسحق السبيعي. وانظر 3599. وانظر فتح الباري 9: 43 - 44.
(3698)
أسانيده صحاح، مخارق: هو الأحمسي، واختلف في اسم أبيه فقيل "عبد الله"، وهو الراجح الذي مضى في 519، وهو الذي ذكره البخاري في الكبير 4/ 2/ 431 ثم ذكر الخلاف فيه. والحديث رواه البخاري في الصحيح 7: 223 - 224. "عدل به" قال الحافظ: "بضم المهملة وكسر الدال المهملة أي وزن، أي من كل شيء يقابل ذلك من الدنيويات".
(3699)
إسناده صحيح، ورواه أصحاب السنن الأربعة، وصححه الترمذي، كما في المنتقى =
الأحوص عن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم عن يمينه وعن يساره: "اِلسلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله"، حتى يُرى بياضُ خَدّه.
3700 -
حدثنا وكيع عن مِسعَرعن عَلْقَمة بن مَرْثَد عن المُغِيرة ابن عبد الله اليَشْكُرِي عن المَعْرور بن سُوَيد عن عبد الله قال: قالت أم حَبيبة ابنةُ أبي سفيان، اللهم أمتعني بزوجي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبأبي أبي سفيانَ، وبأخي معاويةَ قال: فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنك سألت الله لآجالٍ مضروبة، وأيام معدودة، وأرزاقٍ مقسومة، لن يُعَجلَ شيءٌ قَبل حلَه، أو يؤخَّر شيء عن حله، ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب في اَلَنار وعذابٍ في القبر كان أخْير أو أَفضل"، قال: وذُكرَ عنده القرَدة:، قال مسعرِ: أُراه قال: والخنازير، أنه مما مُسِخ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إن الله لم يمسخ شيئاً فيدَعَ له نسلاً أو عاقبةً، وقد كانت القردةُ أو الخنازير قبلَ ذلك".
3701 -
حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن أبي إسحق عن أبي
= 1026. وانظر 3660.
(3700)
إسناده صحيح، مسعر: هو ابن كدام. علقمة بن مرثد الحضرمي: ثقة ثبت. المغيرة بن عبد الله اليشكري: ثقة، وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 1 /319 المعرور بن سويد الأسدي: ثقة، وثقه ابن معين وأبو حاتم وغيرهما، وترجمه البخاري في الكبير 4/ 2/ 39 وروى عن الأعمش قال:"رأيت المعرور بن سويد ابن عشرين ومائة سنة. أسود الرأس واللحية". والحديث رواه مسلم 2: 303 من طريق وكيع بهذا الإسناد، ورواه من طريق الثوري عن علقمة بن مرثد، به.
(3701)
إسناده صحيح، ورواه الحاكم 4: 214 من طريق الثوري عن أبي إسحق، وقال:"صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه!، ووافقه الذهبي. وفي مجمع الزوائد 5: 99 نحوه عن ابن مسعود، وقال:"رواه الطبراني ورجاله ثقات، إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه"، فهذا طريق آخر منقطع، ولم يذكره من المسند من الطريق الصحيح، مع أنه =
الأحوص عن عبد الله: أن قوماً أتوا النبي-صلي الله عليه وسلم- فقالوا: صاحبٌ لنا يشتكي، أَنَكْوِيه؟، قال: فسكتَ، ثم قالوا: أنكويه؟، فسكت، ثم قال:"اكووه وارْضَفُوه رَضْفاً".
3702 -
حدثنا وكيع حِدثنا سفيان عن جابر عن أبي الضُّحى عن مسروق عن عبد الله قال: ما نسيتُ فيما نَسِيت أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- كان يسلم عن يمينه وعنِ شمالهِ: "السلَامِ عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله"، حتى يُرَى، أو نرى بياض خَدَّيه.
3703 -
حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يونس بن متَّى".
3704 -
حدثنا وكيع عن المسعودي عن عثمان الثقفي أو
= سيأتي مراراً من طريق أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله 3852، 4021، 4054، فلا أدري لم ترك كل هذا، وأتى بإسناد منقطع من الطبراني، مع أن الحديث ليس في الكتب الستة؟!. ارضفوه: أي كمدوه بالرضف، وهي الحجارة المحماة.
(3702)
إسناده ضعيف، لضحف جابر الجعفي. وقد مضى بإسناد صحيح بنحوه 3699. (3703) إسناده صحيح، ورواه البخاري 6: 324 من طريق الثوري عن الأعمش. وانظر ما مضى
في مسند ابن عباس 3252.
(3704)
إسناده صحيح، وكيع سمع من المسعودي عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة قديماً قبل اختلاطه. عثمان الثقفي: ترجمه الحافظ في التعجيل 284 بما نصه:" عثمان الثقفي، عن عبيدة النهدي، وعنه المسعودي: لعله عثمان بن المغيرة أو ابن رشيد. قلت [القائل الحافظ ابن حجر]: كذا قرأته بخط الحسيني، ولم يفرد لعبيدة النهدي ترجمة. وعثمان الذي روى عنه المسعودي ليس هو ابن رشيد، بل هو المذكور بعد هذا"، يريد "عثمان أبو عبد الله المكي" الذي أشرنا إليه في 947. وهذا خطأ، بل تخليط!!، فإن عثمان =
الحسن بن سعد، شكَّ المسعودي، في عَبْدَة النَّهْديّ عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إن الله لم يحَرم حُرمةً إلا وقد علم أنه سَيَطَّلِعُها
= الثقفي هو عثمان بن المغيرة الثقفي، يكنى "أبا المغيرة"، وهو ثقة، كما قلنا في 56، 1371، ونزيد هنا قول أحمد:"عثمان بن المغيرة: هو عثمان بن أبي زرعة، وهو عثمان الأعشى، وهو عثمان الثقفي، كوفي ثقة" وقول ابن معين- "عثمان بن المغيرة: هو عثمان بن أبي زرعة الثقفي، وهو ثقة"، وشتان ما بين هذا وبين "عثمان أبي عبد الله المكي"، والذي يقطع في الدلالة على أنه عثمان بن المغيرة ما يأتي في الإسناد التالي لهذا:"قال روح: حدثنا المسعودي حدثنا أبو المغيرة" فهو هو. الحسن بن سعد: هو مولى
علي بن أبي طالب، ويقال مولى الحسن، وهو ثقة، كما سبق في 416، وهو من شيوخ المسعودي. عبدة النهدي: هو عبدة بن حزن، ويقال "عبيدة" أيضاً، وهو تابعي ثقة، بل يقال إنه صحابي، وله ترجمة في التهذيب 6: 457 - 458، وبذلك تعرف خطأ الحافظ في تعقبه على الحسيني بأنه "لم يفرد لعبيدة النهدي ترجمة"!، بل إنه زاد خطأ، فأفرد له ترجمة في التعجيل 279 قال فيها:"عبيدة النهدي، روى عن عثمان ابن عبد الله بن هرمز!، روى عنه عثمان الثقفي، يأتي في عثمان الثقفي"!!، وما أدري
كيف فات هذا على الحافظ، فإن عبدة (أو عبيدة) النهدي يروى هنا عن ابن مسعود بل هو مختلف في صحبته، كما ذكرنا آنفَا، فكيف يقول إنه يروى عن عثمان بن عبد الله بن هرمز أحد شيوخ المسعودي؟، فكأنه جعله من طبقة المسعودي!!، وشك المسعودي في أن الحديث "عن الثقفي أو الحسن بن سعد" لا يؤثر في صحته، فإنه انتقال من ثقة إلى ثقة، على أنه سيأتي في الإسناد التالي رواية روح عن المسعودي "حدثنا أبو المغيرة عن الحسن بن سعد" فلعل المسعودي سمعه من الحسن وثبته فيه
عثمان، فرواه على الشك عن أحدهما ثم رواه على اليقين: أن عثمان ثبته فيه عن الحسن بن سعد. والحديث في مجمع الزوائد 7: 210 ونسبه لأحمد وأبي يعلى، وقال:"وفيه المسعودي، وقد اختلط". وفاته أن وكيعا سمع منه قبل اختلاطه. "سيطلعها منكم مطلع": الظاهر أنه من قولهم "اطلعت الفجر اطلاعَاً" أي أشرفت ونظرت إليه، فكأنه يعلو حين ينظر، كنى عن ركوب الأمر والتمكن منه. الحجز: جمع حجزة، وهي موضع شد الإزار، ثم قيل للإزار حجزة، للمجاورة.
منكم مُطَّلِعٌ، ألا وإني آخِذٌ بحُجَزِكم أن تَهافتوا في النار كتهافت الفَرَاش أو الذباب".
3705 -
حدثنا أبو قَطن حدثنا المسعودي عن الحسن بن سعد عن عبدَة النهْدِي، فذكره، وكذا قال يزيد وأبو كامل: عن الحسن بن سعد، قال رَوح: حدثنا المسعودي حدثنا أبو المغيرة عن الحسن بن سعد، وقال:"الفَرَاش أو الذباب".
3706 -
حدثنا يزيد حدثنا إسماعيل عن قَيْس عن ابن مسعود قال: كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شباب، وليس لنا نساء، فقلنا: يا رسول الله، ألا نسْتَخْصِي؟!، فنهانا عن ذلك.
3707 -
حدثنا يزيد أنبأنا العَوّام حدثني أبو إسحق الشَّيْباني عِن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تدور رحى الإسلام على رِأس خمس وثلاثين، أو ستّ وثلاثين، أو سبع وثلاثين، فإن هَلكوا فسَبِيلُ منْ هَلك، وإن بَقُوا يَقُمْ لهَم دينهم سبعين سنةً".
(3705) أسايده صحاح، وهو مكرر ما قبله.
(3706)
إسناده صحيح، وهو مكرر 3650.
(3707)
إسناده صحيح، يزيد: هو ابن هرون. العوَّام: هو ابن حوشب. القاسمم: هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، يروي هذا عن أبيه عن جده. والحديث رواه أبو داود 4: 158 - 160 بإسناد آخر، عن محمد بن سليمان الأنباري عن عبد الرحمن ابن مهدي عن الثوري عن منصور عن ربعي بن حراش عن البراء بن ناجية عن ابن مسعود، قال في عون المعبود:"هذا حديث إسناده صحيح". ورواه الحاكم 4: 521 من طريق الطيالسي عن شيبان بن عبد الرحمن عن منصور عن ربعي عن البراء بن ناجية، وقال:"صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. وسيأتي أيضاً 3730، 3731.
وقد أفاض صاحب عون المعبود في شرحه وتأويله، فارجع إليه.
3708 -
حدثنا يزيد أنبأنا المسعودي حدثني عاصم عن أبي وائل قال: قال عبد الله حيث قَتَل ابن النَّوَّاحة: إن هذا وابن أثَال كانا اتيَا النبيّ صلى الله عليه وسلم رسولين لمسيلمة الكذاب، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أتشهدان أني رسول الله؟ "، قالاْ نشهد أن مسيلمة رِسول الله؟ "، فقال: "لوكنتُ قَاتلاً رسولاً لضربتُ أعناقَكما"، قال: فجرَتْ سُنةٌ أن لا يُقْتَل الرسول، فأما ابنُ أثال فكفاناهُ الله عز وجل، وأما هذا فلم يَزَل ذلك فيه حتى أمكنَ الله منه الآن".
3709 -
حدثنا يزيد أخبرنا المسعودي عن عمرو بن مُرّة عن إبراهيم النَّخَعِي عن عَلْقَمة عن عبد الله قال: اضطجع رسول الله-صلي الله عليه وسلم- على حصير، فأثر في جنبه، فلما استيقظ جعلتُ أمسح جنبه، فقلت: يا رسول الله، ألَا آذنتنَا حتى نبسُط لك علىٍ الحصيير شيئاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما لي وللدنيا؟، ما أنا والدنيا؟، إنما مَثَلي ومثلُ الدنيا كراكبٍ ظل تحت
شجرة ثم راح وتركها".
3710 -
حدثنا يزيد أنبأنا المسعودي عن جامع بن شَدّاد عن
(3708) إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 5: 314، وقال: "رواه أحمد والبزار وأبو يعلى
مطولاً، وإسنادهم حسن". وقد مضى بعض معناه مختصراً 3642 من طريق أبي إسحق عن حارثة بن مضرب عن ابن مسعود، وأشرنا إلى هذا هناك.
(3709)
إسناده صحح، ونقله ابن كثير في التاريخ 6: 49 من مسند الطيالسي عن المسعودي، ثم قال:"ورواه ابن ماجة عن يحيى بن حكيم عن أبي داود الطيالسي، به. وأخرجه الترمذي عن موسى بن عبد الرحمن الكندي عن زيد بن الحباب، كلاهما عن المسعودي، به. وقال الترمذي: حسن صحيح". وقد مضى معناه أيضاً من حديث ابن عباس 2744.
(3710)
إسناده صحيح، وهو في مجمع الزوائد 1: 318 - 319 وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير وأبو يعلى باختصار عنهم. وفيه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، =
عبد الرحمن بنِ أبي عَلْقَمة الثقفي عن عِبد الله بن مسعود قال: لما انصرفنا من غزوة الحُديبية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يحرسنا الليلة؟ "، قال عبد الله: فقلت أنا، حتى عاد مرارا، قلت: أنا يا رسول الله، قال:"فأنت إذن"، قال: فحرستُهم، جتى إذا كان وجهُ الصبح أدركني قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنك تنام"، فنمت، في أيقظنا إلا حَرُّ الشمس في ظهورنا، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصنع كما كان يصنع من الوضوء وركعتي الفجر، ثم صلى بنا الصبح، فلما انصرف قال:"إن الله عز وجل لو أرِاد أن لا تناموا لم تناموا، ولكن أراد أن تكونوا لمن بعدكم، فهكذا لمن نام أو نسي"، قال: ثم إن ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإبلَ القوم تفرقتْ، فخرج الناس فيَ طلبها، فجاؤوا بإبلهم، إلا ناقة! رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عبد الله: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خُذْ ها هنا"، فأخذتُ حيث قال لي، فوجدتُ زمامها قد التَوَى على شجرة، ما كانت لتَحلها إلاْ يَدٌ، قال: فجئتُ بها النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق نبيّاً لقد وجدتُ زمامها ملتوياً على شجرة ما كانت لتحلها إلَاّ يد، قال: ونزلتْ على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الفتح {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} .
3711 -
حدثنا يزيد أخبرنا المسعودي عن يحيى بن الحرث
= وقد اختلط في آخر عمره"، وذكر أن لابن مسعود حديثاً آخر غير هذا عند أبي داود، يريد به الحديث الماضي 3657، وهو مختصر من هذا، ولكن في ذاك أن الذي حرسهم بلال. في مجمع الزوائد:! قال عبد الله: فقلت: أنا، [قال: إنك تنام، ثم أعاد: من يحرسنا الليلة؟، قلت: أنا، قال: إنك تنام] حتى عاد مراراً" وهذه الزيادة ليست في الأصلين هنا، ولكنها مفهومة من السياق، فلعلها ثابتة عند البزار أو الطبراني. والحديث نقله ابن كثير في التفسير 7: 520 من رواية ابن جرير مختصراً، ثم قال:"وقد رواه أحمد وأ بو داود والنسائي من غير وجه، عن جامع بن شداد، به".
(3711)
إسناده ضعيف، لضعف أبي ماجد، وقد فصلنا القول فيه في 3585. يحيى بن الحرث الجابر: هو يحيى بن عبد الله بن الحرث، نسب إلى جده. والحديث رواه الحاكم بنحوه مختصراً 4: 382 - 383 من طريق أحمد في المسند عن محمد بن جعفر عن شُعبة =
رقم الإيداع: 10859/ 1994 م
9 -
56 - 5227 - 977: I.S.B.N