الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكتاب:
مشيخة يعقوب بن سفيان الفسوي
المؤلف: أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي
المتوفى: 277 هـ
المحقق: محمد بن عبد الله السريع
الناشر: دار العاصمة - الرياض
الطبعة: الأولى، 1431 هـ
عدد المجلدات: 1، (ويشمل: منتقى من الجزء الأول، والجزءان الثاني والثالث)
ملاحظة: الكتاب موافق ومقابل على المطبوع.
منتقى من الأول من
مشيخة الفسوي
وهي ستة أجزاء
انتقاء الحافظ ابن محمود رحمه الله -
بسم الله الرحمن الرحيم
أخبرنا الشيخ الإمام المسند شمس الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف بن موسى بن غانم، المعروف بعربيد، بقراءتي عليه بسكنه من القدس الشريف في شهر رمضان المعظم سابع عشر من سنة خمس وخمسين وسبع مئة، قال: أنا الشيخة الصالحة أم محمد هدية بنت علي بن عسكر البغدادي، قالت: أنا أبو المنجي عبد الله بن عمر ابن اللتي، أنا أبو حفص عمر بن عبد الله بن علي الحربي، أنا أبو غالب محمد بن محمد بن عبيد الله العطار، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان - قراءة عليه يوم السبت رابع عشر من ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وأربع مئة -، أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه الفارسي - قراءة عليه في رجب سنة أربع وأربعين وثلاث مئة -، ثنا أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي:
1-
حدثنا أبو بكر، عبد الله بن الزبير بن عيسى الحميدي القرشي ثم الأسدي، حدثنا عبد الله بن الحارث بن عبد الملك المخزومي، حدثني محمد بن عبد الله بن إنسان، عن أبيه، عن عروة بن الزبير، عن الزبير بن العوام رضي الله عنه، قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من لية - قال الحميدي: مكان بالطائف -، حتى إذا كنا عند السدرة، وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم عند طرف القرن الأسود حذوها، فاستقبل نخبا - قال الحميدي: مكان يقال له: نخب - ببصره، ثم وقف حتى اتفق الناس، ثم قال: إن صيد وج وعضاهه حرم محرم لله، وذلك قبل نزوله الطائف وحصاره ثقيفا.
2-
حدثنا أبو عبد الرحمن، عبد الله بن يزيد، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، عن عبيد الله بن أبي جعفر القرشي، عن سالم بن أبي سالم الجيشاني، عن أبيه، عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني أراك ضعيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تأمرن على اثنين، ولا تولين مال اليتيم ".
3-
حدثنا أحمد بن محمد الزرقي، حدثنا الزنجي، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" رأيت في النوم بني الحكم، أو بني أبي العاص، ينزون على منبري كما تنزو القردة "، فما رئي النبي صلى الله عليه وسلم مستجمعا ضاحكا حتى توفي صلى الله عليه وسلم.
4-
حدثنا أبو حفص، عمر بن سهل المازني، حدثنا أبو الأشهب، عن الحسن، أن عبيد الله بن زياد دخل على معقل بن يسار في مرضه، فقال معقل، رضي الله عنه،: ألا أحدثك بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لو أعلم أن لي حياة ما حدثتك: سمعته يقول: " ما من عبد استرعاه الله رعية، فيموت غاشا لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ". [1/أ]
5-
حدثنا أبو بشر إسماعيل بن مسلمة بن قعنب، أخو عبد الله بن مسلمة، حدثني إسحاق بن صالح. [1/ب]
الجزء الثاني من كتاب
مشيخة أَبِي يُوسُف يَعْقُوبَ بن سُفْيَان الفَسَوِي
رِوَايَةُ أَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ
عن عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَر بن دَرَسْتُوَيْه، عَنْهُ [1/أ]
بسم الله الرحمن الرحيم
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وصل الله على سيدنا مُحَمَّد وآله وسلم تسليمًا
أَخْبَرَنَا أبو القاسم عَبْدُ اللهِ بن إبراهيم بن الحسن السباط المعدل، قراءة عليه، في داره فأقر به، يوم الأربعاء، العاشر من شهر رجب، سنة أربع وتسعين وثلاث مئة، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ [بْنِ](1) دَرَسْتَوَيْهِ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الفَسَوِيُّ، قَالَ:
6-
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُبَيْدٍ الدَّارِسِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَان، قَالَ: سَمِعْتُ سَفِينَةَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: الْخِلَافَةُ ثَلَاثُونَ عَامًا، ثُمَّ تَكُونُ الْمُلْك. فَقَالَ لِي سَفِينَةُ: أَمْسِكْ سَنَتَيْنِ لِأَبِي بَكْرٍ، وَعَشْرًا لِعُمَرَ، وَاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لِعُثْمَانَ، وسِتًا لِعَلِيٍّ.
(1) ما بين الحاصرتين لم يرد في المطبوع، وهو غير واضح في هامش النسخة الخطية، وأثبتناه من العنوان الذي جاء في ورقة الغلاف للجزء الثاني والثالث، ومن مصادر ترجمة ابن درستويه، ومنها:" سير أعلام النبلاء " 15/531.
7-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ أَبُو عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَتْنَا سَاكِنَةُ بِنْتُ الْجَعْدِ الْغَنَوِيَّةَ، قَالَت: سَمِعْتُ سَرَّاءَ بِنْتِ نَبْهَانَ [1/ب] تقول: احْتَفَرَ الْحَيُّ نَهْرًا فِي دَارِ كِلَابٍ فَأَصَابُوا بِهَا كَنْزًا عَادِيًّا، فَقَالَ كِلَابٌ: دَارُنَا، وَقَالَت الْحَيُّ: احْتَفَرْنا، فَنَافَرُوهُمْ فِي ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَضَى بِهِ لِلْحَيِّ، وَأَخَذَ مِنْهُمُ الْخُمُسَ، أوَ قَالَتْ: فَخَمَّسَهُم، فَأَصَابَنَا نَصِيْبَنَا مِنْ ذَلِكَ، فَاشْتَرَيْنَا مِئَةً مِنَ النَّعَمِ، فَأَتَيْنَا بِهَا الْمَاء، فَأَرَادَ الْمُصَّدِّقُ أَنْ يُصْدِقَ، فَأَبَيْنَا عَلَيْهِ، أَوْ قَالَت: امتنعنا عليه، فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتُمْ جَعَلْتُمُوهَا مَعَ غَيْرِهَا وَإِلَاّ فَلَا شَيْءَ عَلَيْكُمْ فِي هَذَا الْعَامِ، وَقَالَ: إِنَّ الْمُصَّدِّقَ إِذَا انْصَرَفَ عَنِ الْقَوْمِ وَهُوَ عَلَيْهِمْ سَاخِطٌ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، وَإِذَا انْصَرَفَ عَنْهُمْ وَهُو رَاضٍ رضي الله عنهم.
8-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ عَوْذِ [اللَّهِ](1) الْبَصْرِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: لَمَّا أَنْ قَدِمَ الْنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ قِبَلَهُ، فَقَالُوا: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدِمَ رَسُولُ اللهِ، [2/أ] فَجِئْت فِي النَّاسِ لأَنْظُرَ إِلَى وَجْهِهِ، فَلَمَّا أَنْ رَأَيْتَ وَجْهَهُ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، فَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ تَكَلَّمُ بِهِ أَنْ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَأَفْشُوا السَّلَامَ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ.
(1) ما بين حاصرتين لم يرد في النسخة الخطية ومتن المطبوعة، لكن أشار المحقق في الحاشية إلى أن (معاذ بن عوذ الله) جاء بإثبات لفظ الجلالة، في المعرفة والتاريخ للمؤلف (1/264)، والترغيب والترهيب لقوام السنة (409 و 2979) من طريق المؤلف. كما ترجم له بإثبات لفظ الجلالة كل من: الدولابي في الكنى والأسماء (2/798) ، وابن حبان في الثقات (9/178) - وهو المعروف بعنايته بشيوخ المؤلف ونقله من مشيخته -، والدارقطني في المؤتلف والمختلف (3/1617) ، وكذلك جاء إثبات لفظ الجلالة في جميع كتب الحديث التي أخرجت له فيما نعلم، باستثناء كتاب إثارة الفوائد المجموعة للعلائي (2/647) ، حيث أخرج هذا الحديث من طريق مشيخة المؤلف، بدون إثبات لفظ الجلالة.
9-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا اليَمَانُ بْنُ نَصْرٍ الكَعْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الله أبو سَعْدٍ المدِيْنِي، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: لما ولي أبو بكر أمر الناس بعد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ وُلِّيتُ عَلَيْكُمْ أَمْرُكُمْ هَذَا، وَلَسْتُ بِخَيْرِكُمْ، فَإِنْ أَحْسَنْتُ فَأَعِينُونِي، وَإِنْ زِغْتُ فَقَوِّمُونِي، الصِّدْقُ أَمَانَةٌ، وَالْكَذِبُ خِيَانَةٌ، أكيس الكيس التقي، وأنوك النوك الفجور، وَالضَّعِيفُ فِيكُمُ الْقَوِيُّ عِنْدِي حَتَّى آخذ له الحق، وَالْقَوِيُّ عندكم الضَّعِيفُ عِنْدِي حَتَّى آخُذَ الحق مِنْهُ، لَا يَدَعُ قَوْمٌ الْجِهَادَ فِي [2/ب] اللهِ إِلَاّ ضَرَبَهُمُ اللَّهُ بِالْذُّلِ، وَلَا تَشِيْعُ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ إِلَاّ عَمَّهُمُ اللَّهُ بِالْبَلَاءُ، أَطِيعُونِي مَا أَطَعْتُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَإِذَا عَصَيْتُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَلَا طَاعَةَ لِي عَلَيْكُمْ، قُومُوا إِلَى صَلَاتِكُمْ.
10-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ الْعَائِشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَان النُّمَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ عُبَيْد الله (1) بْنِ سَلْمَانَ الأَغَرِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أَيُّوب (2)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَو آخِرُهُ.
(1) كذا في النسخة الخطية والمطبوعة، بينما في جميع المصادر التي أخرجت هذا الحديث - كما في تخريج المحقق في حاشية طبعته - جاء اسم الراوي بدون ذكر لفظ الجلالة، هكذا:(عبيد بن سلمان الأغر) ، وقد أصاب المحقق بإثبات ما جاء في النسخة الخطية، وإن كان مخالفا لما جاء في المصادر الأخرى، رغم علمه بالاختلاف كما هو ظاهر من تخريجه، وذلك لأن زيادة لفظ الجلالة لا يُدرى ممن هي، فقد تكون من ناسخ المخطوطة، أو أحد رواتها، أو المؤلف نفسه، ولو جاء هذا الحديث في أي كتاب آخر من طريق المؤلف نفسه، لاستطعنا أن نميز إن كانت الزيادة من المؤلف أو غيره، وبالتالي نحذف زيادة لفظ الجلالة من متن الكتاب، إن كانت من غير المؤلف، لكن للأسف جميع المصادر التي أخرجت هذا الحديث أخرجته إما من طريق شيخ المؤلف (عبد الرحمن بن المبارك) ، أو من طريق شيخ شيخه (الفضيل بن سليمان) .
فأما طريق (عبد الرحمن بن المبارك)، فهو في: صحيح ابن حبان (7226) ، وأمثال الحديث للرامهرمزي (70) ، وأحاديث الشاموخي (9) ، والزهد الكبير للبيهقي (397) . وأما طريق (الفضيل بن سليمان) ، فهو في مسند البزار (1412) .
(2)
كذا في النسخة الخطية والمطبوعة، بينما جاء هذا الحديث من مسند (عمار بن ياسر) في جميع المصادر التي أخرجته، كما بين ذلك المحقق في حاشية طبعته، وقد أصاب بإثبات ما جاء في النسخة الخطية، وإن كان مخالفا لما جاء في المصادر الأخرى، لأننا كما قلنا في الحاشية السابقة لا ندري ممن وقع الخطأ.
11-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ الْقَاسِمِ الْهَمْدَانِيُّ اللُّؤْلُؤِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلَكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: الرِّجَالُ ثَلَاثَةٌ، وَالنِّسَاءُ ثَلَاثَةٌ، فَامْرَأَةٌ عَفِيفَةٌ مُسْلِمَةٌ لَيِّنَةٌ وَدُودَةٌ وَلُودَةٌ تُعِينُ أَهْلَهَا عَلَى الدَّهْرِ، [3/أ] وَلَا تُعِينُ الدَّهْرَ عَلَى أَهْلِهَا - وَقَلِيلاً مَا تَجِدُهَا - وَامْرَأَةٌ وِعَاءٌ لَا تَزِيدُ عَلَى أَنْ تَلِدَ الأَوْلَادَ، وَالثَّالِثَةُ غُلٌّ، قُمَّلٌ، يَجْعَلُهَا اللَّهُ فِي عُنُقِ مَنْ شَاءَ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَنْزِعَهُ نَزَعَهُ، وَالرِّجَالُ ثَلَاثَةٌ: رَجُلٌ عَفِيفٌ هَيِّنٌ لَيِّنٌ، ذُو رَأْيٍ وَمَشُورَةٍ، إِذَا نَزَلَ بِهِ أَمْرٌ ائْتُمِنَ رَأْيُهُ وَصَدَرَ الأُمُورَ مَصَادِرَهَا، وَرَجُلٌ لَا رَأْيَ لَهُ، إِذَا نَزَلَ بِهِ أَمْرٌ أَتَى ذَا الرَّأْيِ والْمَشُورَةِ فَنَزَلَ عِنْدَ رَأْيِهِ، وَرَجُلٌ حَائِرٌ، بائر، لَا يَأْتمر رشدًا، وَلَا يُطِيعُ مُرْشِدًا.
12-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ سَلَاّمِ بْنِ مِسْكِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: سَأَلْتُ الْحَسَنَ عَنِ الرَّجُلِ، يَقَعُ بِجَارِيَةِ امْرَأَتِهِ؟ قَالَ: حَدَّثَنِي قَبِيصَةُ بْنُ حُرَيْثٍ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ مُحَبَّقٍ، أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لَا يَزَالُ يُسَافَرُ وَيَغْزُو، وَأَنَّ امْرَأَتَهُ بَعَثَتْ مَعَهُ بجَارِيَة لَهَا، قَالَتْ: تَغْسِلُ رَأْسَكَ وَتَخْدِمُكَ وَتَحْفَظُ رَحْلَكَ، وَلَمْ تَجْعَلْهَا لَهُ، وَأَنَّهُ طَالَ سَفَرُهُ فِي وَجْهِهِ ذَلِكَ فَوَقَعَ بِالْجَارِيَةِ، فَلَمَّا قَفَلَ أَخْبَرَتِ [3/ب] الْجَارِيَةُ مَوْلَاتَهَا بِذَلِكَ، فَغَارَتْ غَيْرَةً شَدِيدَةً وَغَضِبَتْ، فَأَتَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَتْهُ بِالَّذِي صَنَعَ، فَقَالَ لَهَا نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنْ كَانَ اسْتَكْرَهَهَا فَهِيَ عَتِيقَةٌ وَعَلَيْهِ مِثْلُهَا، وَإِنْ كَانَ أَتَاهَا بِطِيِبِ نَفْسٍ مِنْهَا وَرِضًى فَهِيَ لَهُ وَعَلَيْهِ مِثْلُ ثَمَنِهَا لَكِ وَلَمْ يُقِمْ فِيهِ حَدًّا.
13-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الأَزْرَقُ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا شُجَاعٍ، عَنْ أَبِي طَيْبَةَ، عَنْ ابن مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْوَاقِعَةَ كُلَّ لَيْلَةٍ لَمْ تُصِبْهُ فَاقَة أَبَدًا.
وكان ابن مسعود يأمر بناته بقراءتها في كل ليلة.
14-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَحْيَىَ أَبُو مُحَمَّدٍ بن الثَّقَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ البكرواني، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي بَكْرَةَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: كُلُّ الذُّنُوبِ يُؤَخَّرُ الله منها مَا شَاءَ إِلَى يَوْمِ [4/أ] الْقِيَامَةِ إِلَاّ عُقُوقَ الْوَالِدَيْنِ، فَإِنَّهُ يُعَجِّلُهُ لِصَاحِبِهِ فِي الدنيا قَبْلَ الْمَمَاتِ، وَمَنْ رَاءَ رَاءَ اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِه.
15-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرُ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ العَبْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَتنِي المُغيرة بنت حسَّان العايشية، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ، أَنَّهُ قَالَ، فِي قَوْلِ اللَّهِ، عز وجل:{فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} ، قَالَ: القُرآنُ: الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى، وَالصَّلَاةُ الْوُسْطَى: صَلَاةُ الصُّبْح، وقَالَ: ألا ترون أنه يقول: {وقوموا لله قانتين} .
16-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَر العَبْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةَ، عَنْ مَرْوَانٍ المُحَلَّمِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ: أَنَّهُ كَانَ يَمْسَحُ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ.
17-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْخُزَاعِيُّ، جَارٌ لِمُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَن ، قَالَ: يُجْزِئُ مِنَ الصَّرْمِ السَّلَامُ.
18-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحلَاّلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ [4/ب] قَالَ أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: إن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِالْمَضْمَضَةِ وَالاِسْتِنْشَاقِ.
19-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ زِيَادٍ، جَارُ عُثْمَانَ الْمُؤَذن، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ بن يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: أَمَرَنَا نَبِيُّنَا صلى الله عليه وسلم َأَنْ يُسَلِّمَ بَعْضُنَا عَلَى بَعْض، وَأَنْ نُسَلِّمَ عَلَى أَئِمَّتِنَا.
20-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَة، أنها قَالَت: ما مست عبدًا من نعمة فعلم أنها من الله إِلَاّ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ شُكْرَهَا قَبْلَ أَنْ يَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، وما علم الله من عبد ندامة على ذنب إلا غفر له قبل أن يستغفره، وإن العبد ليشتري الثوب بالدينار أَوْ بِنِصْفِ دِينَارٍ، فيلقيه على رأسه فيحمد الله فما يصل [5/أ] إِلَى رُكْبَتَيْهِ حَتَّى يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُ.
21 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ النَّمَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الصَّعْقُ بْنُ حزن، قَالَ: سَمِعْتُ كاتب عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، يقرأ عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ ْ مِنْ عَبْدِ اللهِ عُمَرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى عَدِيِّ بْنِ أَرْطَاةَ، وَأَهْلِ الْبَصْرَةِ أَمَّا بَعْدُ: فإنه بلغني أن ناسًا يَشْرَبُونَ شَرَابًا يزعمون أنه حلال ولعمري إن ربما ضارع الحرام وانتهكت به هذه الأمور لبأس شديد وإثم عظيم، بلغت بهم الدم الحرام، وَالْمَالَ الْحَرَامَ، وَالْفَرْجَ الْحَرَامَ، وَهُمْ يَقُولُونَ: نَشْرَبُ شَرَابًا لَا بَأْسَ بِهِ، وَلَعَمْرِي إن ربما َضَارَعَ الْحَرَامَ لبأس شدِيد، وإثم عظيم، وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ، عز وجل، عَنْهُ مَنْدُوحَةً وَسَعَةً مِنْ أَشْرِبَةٍ كَثِيرَةٍ طَيِّبَةٍ لَيْسَ فِي الأَنْفُسِ مِنْهَا حَاجَةٌ، من الْمَاءِ الْعَذْبِ الْفُرَاتِ، وَاللَّبَنِ وَالسَّوِيقِ وَالْعَسَلِ ونبيذ الزبيب، والتمر في أسقية الأدم، وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّ رَسُولَ [5/ب] اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، فَاسْتَغْنُوا بِمَا أَحَلَّ اللَّهُ عَمَّا حَرَّمَ، فَإِنَّا مَنْ وَجَدْنَاهُ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا شَيْئًا أَوجَعْنَاهُ عُقُوبَة، وَمَنِ اسْتَخْفَى فَاللَّهُ أَشَدُّ عُقُوبَةً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً، وَقَدْ أَرَدْتُ بِكِتَابِي هَذَا اتِّخَاذَ الْحُجَّةِ عَلَيْكُمْ فِي الْيَوْمِ وَفِي مَا بَعْدَ الْيَوْمِ، أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَزِيدَ الْمُهْتَدِيَ مِنَّا وَمِنْكُمْ هُدًى وَأَنْ يُرَاجِعَ بِالْمُسِيءِ مِنَّا وَمِنْكُمْ إِلَى التَّوْبَةِ فِي يُسْرٍ مِنْهُ وَعَافِيَةٍ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
22 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو جعفر الْمُقْرِىءُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عن الْحَارِثِ بْنِ حَسَّان البَكْرِيِّ، قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَرَأَيْتُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَائِمًا يخطب عَلَى الْمِنْبَرِ، وَبِلَال بحذائه مُتَقَلِّدًا سَيْفًا، وَإِذَا برَايَات سُود موقوفة بين يديه، قَالَ: قُلْتُ: مِنْ هَذَا؟ قَالَ: قَالَوا: عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، قَدِمَ مِنْ غزاة ذَاتِ السَّلَاسِلِ [6/أ] .
23-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي عَبْدَةَ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْهَبِ ، عَنْ أبي الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَاّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنَّمَا أَخْشَى عَلَيْكُمْ شَهَوَاتِ الْغَيِّ فِي بُطُونِكُمْ وَفُرُوجِكُمْ وَمُضِلَاّتِ الْهَوَى.
24-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْر، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بعثه، وَأَوْسُ بْنُ الْحَدَثَانِ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيق فنادى: أَلَاّ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَاّ مُؤْمِنٌ، وَأَيَّامَ مِنًى أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ.
25-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَكَّامٍ أَبُو عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لَمَّا قَالَ فرعونْ لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ، قَالَ: جَعَلَ جِبْرِيلُ، يَحْشو فِي فِيْهِ الطِّينُ وَالتُّرَابُ.
26-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله، [6/ب] قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرَ بْنَ يَزِيدَ أَبُو حَفْصٍ الشَّيْبَانِيُّ الرفاء، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بن الحجاج، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَة، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَا بَالُ أَقْوَامٍ يُشَرِّفُونَ الْمُتْرَفِينَ، وَيَسْتَخِفُّونَ بِالْعَابِدِينَ، وَيَعْمَلُونَ بِالْقُرْآنِ مَا وَافَقَ أَهْوَاءَهُمْ، وَمَا خَالَفَ أَهْوَاءَهُمْ تَرَكُوهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَيَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ، يَسْعَوْنَ فِيمَا يُدْرَكُ بِغَيْرِ سَعْيٍ، مِنَ الْقَدَرِ الْمَقْدُورِ، وَالأَجَلِ الْمَكْتُوبِ، وَالرِّزْقِ الْمَقْسُومِ، ألَا يَسْعَوْنَ فِيمَا لَا يُدْرَكُ إِلَاّ بِالسَّعْيِ مِنَ الخير الْمَوْفُورِ، وَالسَّعْيِ الْمَشْكُورِ، وَالتِّجَارَةِ الَّتِي لَا تَبُور.
27-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الوضين بن عطاء، عَنْ أَبِي جُنَادَةَ الْحِمْصِيِّ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ: كَانَ يَأْكُلُ تُفَّاحًا وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ ، فجاءه غُلَامٌ لَهُ ، فَنَاوَلَتْهُ تُفَّاحَةً قَدْ أَكَلَتْ بعضها فَأَوْجَعَهَا ضَرْبًا ، وَأنه دَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ [7/أ] وَهِيَ فِي خِبَاءٍ مِنْ أَدَمٍ، تَطَّلَّعُ من خرق فيه، فَضَرَبَهَا.
28-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بن عبد الله الرُّومِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِيُّ ، ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عمرو المديني ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: أَشْرَفَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: أَفِيكُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ، يقول ذلك ثلاث مرات، يَعْنِي طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ؟ قَالَ طَلْحَةُ: أَنَا ذَا ، فَمَا تُرِيدُ؟ فقَالَ عثمان: يَا طَلْحَةُ أنشدك بِاللَّهِ ، هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ رَفِيقًا فِي الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ رَفِيقِي فِيهَا عُثْمَانُ؟ قَالَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ، قَالَ: فقام طلحة من ذلك المجلس فلم يُرَ فِيْهِ.
29-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم: يَا ذَا الأُذُنَيْنِ. [7/ب]
30-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللهِ الرَّقَاشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي، عن جده، عن أبي جرو المازني، قَالَ: شهدت عليًّا والزبير توافقا ، قَالَ: فَقَالَ عليٌّ، للزبير: نشدتك الله يَا زُبَيْرُ، هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّكَ تُقَاتِلُنِي ظَالِمًا لِي؟ قَالَ: اللهم نعم، وما ذكرت ذلك قبل موقفي هذا، قَالَ: ثم ولى منصرفًا.
31-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ عَوْفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ، قَالَ: خطبنا ابنُ عَبَّاسٍ عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَة، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: لَا يَزَالُ أَمْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ مؤامًا، أو قريبًا أَوْ كَلِمَةً شبيهة بهاتين، مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا فِي الْوِلْدَانِ وَالْقَدَرِ.
32-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو سَهْلٍ، عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ مُقَاتِلٍ، خَالُ ابن قعنب، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ، عن إِسْحَاقَ بْنِ بَكْرِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، [8/أ] قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: لِلْمُنَافِقِينَ عَلَامَاتٍ يُعْرَفُونَ بِهَا تَحَيَّتُهُمْ لَعْنَةٌ ، وَطَعَامُهُمْ نُهْبَةٌ، وَغَنِيمَتُهُمْ غُلُولٌ ، لَا يَقْرَبُونَ الْمَسَاجِدَ إِلَاّ هَجْرًا ، وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَاّ دَبْرًا مُسْتَكْبِرِينَ، لَا يَأْلَفُونَ وَلَا يُؤْلَفُونَ، خُشُبٌ بِاللَّيْلِ سخبا بِالنَّهَارِ.
33-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: حدَّثَنَا هَمَّامٌ ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ حَدَّثَهُ ، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وأنا معه فِي الْغَارِ: يَا رَسُولَ اللهِ، لو نَظَرَ أَحَدَهُمْ إِلَى قَدَمَيْهِ لأَبْصَرَنَا تَحْتهُ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ النبي صلى الله عليه وسلم: مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا.
34-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ قُرَّةُ بْنُ حَبِيبٍ صَاحِبُ الْقَنَا الْقُشَيْرِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ أَبِي تَمِيمة أَبُو مَخْلَدٍ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَتِ الْحُمَّى إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ ، ابْعَثْنِي إِلَى آثَرِ [8/ب] أَهْلِكَ عِنْدَكَ، فَبَعَثَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الأَنْصَارِ ، فَغَبَّتْ عَلَيْهِمْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ حَتَّى اشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ ، فَأَتَاهُمْ فِي دِيَارِهِمْ ، فَجَعَلَ يَدْخُلُ دَارًا دَارًا ، وَبَيْتًا بَيْتًا ، يَدْعُو لَهُمْ بِالْعَافِيَةِ ، فَلَمَّا رَجَعَ تَبِعَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْهُمْ ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنِّي لِمَنَ الأَنْصَارِ، وإن أمي من الأنصار ، فَادْعُ اللَّهَ لِي كَمَا دَعَوْتَ لأَصْحَابِي، فَقَالَ: مَا شِئْتِ ، إِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ لَكِ ، قَالَ: وَإِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ ثَلَاثًا ، وَلَكِ الْجَنَّةُ، قَالَت: يَا رَسُولَ اللهِ ، بَلْ أَصْبِرُ ثَلَاثًا وَثَلَاثًا مَعَ ثَلَاثٍ ، وَلَا أَجْعَلُ لِلْجَنَّةِ خَطَرًا، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا مِنْ مَرَضٍ يُصِيبُنِي أَحَبُ إِلَيَّ مِنَ الْحُمَّى؛ إِنَّهَا تَدْخُلُ فِي كُلِّ عُضْوٍ مِنِّي ، وَإِنَّ اللَّهَ عز وجل يُعْطِي كُلَّ عُضْوٍ قِسْطَهُ مِنَ الأَجْرِ.
35-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ يَحْيَى الأُشْنَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عن يزيد أبي خالد، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَنْ عَادَ مَرِيضًا، لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ فَقَالَ عِنْدَهُ [9/أ] سَبْعَ مرات: نسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ، إِلَاّ عَافَاهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَرَض.
36-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بن جندب قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ وَجَدَ مَتَاعَهُ بِعَيْنِهِ عِنْدَ مُفْلِسٍ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ.
37-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ِ إِبْرَاهِيمُ الزِّيَادِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي سُوَيْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: زَعَمَتِ الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ وَهُوَ مُحْتَضِنٌ أَحَدَ ابْنَي ابْنَتِهِ وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّكُمْ لَتُبَخِّلُونَ وَتُجَبِّنُونَ وَتُجَهِّلُونَ، وَإِنَّكُمْ لَمِنْ رَيْحَانِ اللَّهِ، عز وجل، قال وآخِرَ وَطْأَةٍ وَطِئَهَا ربك وج.
38-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ الدَّلَاّلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ كَثِيرٍ بن أفلح، عن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن كَيْسَانَ، عن أبيه، قَالَ:[9/ب] رَأَيْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الظُّهْرَ أو الْعَصْرَ عِنْدَ الْبِئْرِ الْعُلْيَا، التي عند الردم، مُتَلَبِّبًا بِثَوْبٍ واحدٍ.
39-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ الأَسْوَدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أُنَيْسُ بْنُ سَوَّارٍ الْجَرْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، صَاحِبُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إن الله، عز وجل، إِذَا أَرَادَ خلق عَبْده، فَجَامَعَ الرَّجُلُ امرأته طَارَ مَاؤُهُ فِي كُلِّ عِرْقٍ وَعضو مِنْهَا، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ السَّابِعِ، جمعه الله، ثم أحضره كُلَّ عِرْقٍ له دون آدَمَ، {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} .
40-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ شُعْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي شُعْبَةَ بْنَ الْحَجَّاجِ بْنِ ورد الْعَتَكِيُّ، قُلْتُ: مِنْ أَنْفُسِهِمْ، قَالَ: مَوْلَىَ العتيك، عن جده، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَىَ أنس بن مَالِكٍ، وَهُوَ يشرب طلاء.
41-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْعِجْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ قُدَامَةَ، [10/أ] بْنِ وَبَرَةَ، عَنِ الأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْبَقِيعِ فِي يَوْمٍ دَجِنٍ مَطِرٍ، ومَرَّتِ امْرَأَةٌ عَلَى حِمَارٍ مَعَهَا مَكَارٍ، فَهَوَتْ يَدُ الْحِمَارِ فِي وَهْدَةٍ مِنَ الأَرْضِ، فَسَقَطَتِ الْمَرْأَةُ، فَأَعْرَضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْهَا بِوَجْهِهِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهَا مُتَسَرْوِلَةٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُتَسَرْوِلاتِ مِنْ أُمَّتِي ثَلاثًا، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّخِذُوا السَّرَاوِيلاتِ، فَإِنَّهَا مِنْ أَسْتَرِ ثِيَابِكُمْ، وَخصوا بِهَا نِسَاءَكُمْ إِذَا خَرَجْنَ.
42 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ بْنِ نَصْرٍ النَّرْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة، قَالَ: دَعَا رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ مِنْ أَهْلِ قُبَاءٍ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَانْطَلَقْت مَعَهُ، فَلَمَّا طَعِمَ وَغَسَلَ يَدَهُ، أو قَالَ غسل يَدَيْهِ، قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ، مَنَّ عَلَيْنَا فَهَدَانَا وَأَطْعَمَنَا وَسَقَانَا، وَكُلَّ بَلَاءٍ حَسَنٍ أَبْلَانَا، الْحَمْدُ لِلَّهِ غَيْرَ مُوَدَّعٍ ربنا، وَلَا مُكَافَئٍ وَلَا مَكْفُورٍ، وَلَا مُسْتَغْنًى [10/ب] عَنْهُ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَ مِنَ الطَّعَامِ، وَسَقَى مِنَ الشَّرَابِ، وَكَسَا مِنَ الْعُرْيِ، وَهَدَى مِنَ الضَّلَال، وَبَصَّرَ مِنَ الْعَمَى، وِفَرَّجَ مِنَ الْغَمِّ، وَفَضَّلَ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِهِ تَفْضِيلاً، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
43 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ النَّرْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يزيد بن زريع، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَتَوَلَّوا عَنْهُ أَصْحَابُهُ حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ أَتَاهُ مَلَكَانِ فَيُقْعِدَانِهِ ، فَيَقُولَانِ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فِي مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، فَيُقَالُ لَهُ: انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ، قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنَ الْجَنَّةِ، قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَيَرَاهُمَا كِلَاهُمَا، أو قال: جميعا.
قَالَ قَتَادَةُ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا ، وَيُمْلأُ عَلَيْهِ خَضِرًا إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ثُمَّ رَجَعَ [11/أ] إِلَى حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: وَأَمَّا الْكَافِرُ، أَوْ قَالَ: الْمُنَافِقُ، فَيُقَالُ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ لَا أَدْرِي. كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ، فَيُقَالُ لَهُ: لَا دَرَيْتَ، وَلَا ائتليت، ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَاقٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ غَيْرُ الثَّقَلَيْنِ.
44-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَاب، أظنه قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، وهشام، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّىَ، ثُمَّ خَطَبَ، فأمر مَنْ كان ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ أن يعيد ذبحا، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: إنَّ جِيْرَانِي بِهِمْ فَاقَة، أو خصاصة، فَذَبَحْتُ قَبْلَ الصَّلَاةِ، وَعِنْدِي عِنَاقٌ، هِيَ أَحَبُّ إِليَّ مِنْ شَاتَيْ لَحْمٍ، قَالَ: فَرَخَّصَ لَهُ، قَالَ محمد: فَإِنْ كانت رخصة له ذاك، وإلا فلا علم لي، قَالَ: ثُمَّ
انْكَفَأَ إِلَى كَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، وَتَفَرَّقَ النَّاسُ إِلَى غَنِيمَةٍ، فَتَجَزَّعُوهَا.
45-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا [11/ب] يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَطَنٌ الْذَّارِعُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لِيَسْأَلْ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ حَاجَتَهُ كُلَّهَا حَتَّى يَسْأَلَهُ شِسْعَ نَعْلِهِ إِذَا انْقَطَعَ.
46-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، مَوْلَى ابن جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، أن النبي صلى الله عليه وسلم فال لِعَلِيِّ بن أبي طالب: إِنَّهُ سَيَكُونُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ عَائِشَةَ أمر، قلت: أنا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قال نعم، قلت: أنا مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِي؟ قَالَ: نَعَمْ. قلت: فَأَنَا إذن أَشْقَاهُمْ، قَالَ: لَا ولكن إِذَا كَانَ ذَلِكَ فَرُدَّهَا إِلَى مَأْمَنِهَا.
47-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بن سَوَّارٍ، قال حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ التنوري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ بعدي ثَلَاثُونَ [12/أ] سَنَةً، ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ الْمُلْكَ مَنْ يَشَاءُ، أَوْ قال مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ.
قَالَ سَعِيدٌ: قَالَ لِي سَفِينَةُ: أَمْسِكْ أَبَو بَكْر سَنَتَيْنِ، وَعُمَرُ عَشْرًا، وَعُثْمَانُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ، وَعَلِيٌّ سِتَّا.
قَالَ سَعِيدٌ، قُلْتُ: لِسَفِينَةَ إِنَّ هَؤُلَاءِ يَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِيًّا، لَمْ يَكُنْ بِخَلِيفَةٍ، قَالَ: كَذَبَتْ أَسْتَاهُ، بَنِي الزَّرْقَاءِ.
48-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ الْخَيَّاطُ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ رَاشِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: قَالَ: كُنَّا مَعَ الْنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، قَالَ: فَحَضَرَتْ الصَّلَاةُ، فالتمسوا بِلَالاً، فَلَم يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، فَأَذَّن رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ، ثُمَّ إِنَّ بِلَالاً جَاءَ فأَرَادَ أَنْ يُقِيمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ليقم مَنْ أَذَّنَ.
49-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مُرَّةَ الذَّرَّاعُ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنُ عَوْنٍ، يُحَدِّثُ، عَنِ ابْنِ سِيْرِين، أَنَّ نَاسًا أتوا ابْنِ سِيْرِين، فَقَالُوا: إِنَّا نصيب مِنْكَ، أَوْ نَنَالُ مِنْكَ، فاجعلنا في حل، قَالَ: مَا كُنْتُ لأُحِلُّ لَكُمْ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْكُم.
50-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا [12/ب] يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ زِيَادٍ أَبُو يَحْيَى صَاحِبُ الأَمْشَاطِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ الراسبي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ نَغْتَسِلَ فِي كُلِّ أُسْبُوعٍ يَوْمًا.
51-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَالِمٍ أَبُو رَوْحٍ الْصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُبَيْرَةُ بْنُ حُدَيْرٍ مؤذن بني عدي، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ الْمَأْمُون، قَالَ: أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ أَزُورُ إحدى عماتي، عند الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، فصليت مَعَهُ الغداة، فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ، قال وَأَصْبَحَ ابْنُ الزُّبَيْرِ قَدْ أَوْلَمَ، قال فَجاءه رَسُولُ ابْنِ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ: أجب ابن الزبير، يرحمك الله، قال: فالتفت إلى مولى له فقال: هل طلعت يوح أو لوح يعني عين الشمس، قال لا، فخرج يتَقرَّى الْخَلْقَ ثُمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: أجب ابن الزبير، يرحمك الله، قال: فالتفت إلى مولى له فقال: هل طلعت يوح أو لوح قال: فقال: نعم لا أَحْسَبُها إِلَاّ قَدْ طَلَعَت، [13/أ] فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْلَعَهَا مِنْ مَطْلَعِهَا، ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي أوَ جَدِّي، يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ ثُمَّ قَعَدَ في مصلاه يَذْكُرُ اللَّهَ، عز وجل، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، جَعَلَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّارِ سِتْرًا، ثُمَّ قَالَ: قُومُوا بنا نأتي ابْنَ الزُّبَيْرِ، قال: فأتيناه فَلَمَّا رآه قال: ما بطأ بك عنا منذ اليوم يا أبا محمد، قَالَ: أَمَا إِنِّي أتيتك، وأنا صَائِمٌ، قَالَ: هاهنا أجلس في مسجد في الدار لنتحفك تُحْفَة الصائم، قال فقال: صدق ابن الزبير، سَمِعْتُ أَبِيَ أوَ جَدِّي، يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: تُحْفَةُ الصَّائِمِ الزَّائِرِ أَنْ يدهن رأسه وَلِحْيَتُهُ، وَتُجَمَّرَ ثِيَابُهُ وَتُذرر، وَتُحْفَةُ المرأة الصَّائِمَةِ الزَّائِرَةِ أَنْ تُمَشَّطَ رَأْسُهَا، وَتُجَمَّرَ ثِيَابُهَا وَتُذَرر، قَالَ: فقُلْتُ له أَعِدْ عَلَيَّ الْحَدِيثَ، يرحمك الله، قَالَ: فأعاد عليَّ الحديث. وزاد الثماني قَالَ: مَنْ أَدمن الاِخْتِلَافَ إِلَىَ المسجد أصاب الثماني: آيَةً مُحْكَمَةً، أَوْ رَحْمَةً مُنْتَظَرَةً، أَوْ عِلْمًا مُسْتَطْرَفًا، أو أخًا مستفادًا في الله عز وجل [13/ب] أَوْ آية تَزِيدُهُ هُدًى، أَوْ تَرُدُّهُ عَنْ رَدى، أَوْ يَدَعُ الذُّنُوبَ حَيَاءً أَوْ خَشْيَةً.
52-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سخْتُ بْنُ يَزِيْدَ أَبُو حَاتِمٍ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَجْلَانَ، عن أبي عقال قَالَ: طُفْنَا حول البيت مَعَ أَبِي عِقَالٍ فِي يوم مطير، فلما فرغنا من طوافنا قَالَ: ائتنفوا الْعَمَلَ، فإني قد طفت مع أنس بن مالك في مطر، فلما فرغنا من طوافنا، قَالَ: ائتنفوا العمل فإني طفت مع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم في يوم مطير، فلما فرغنا قَالَ لنا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: ائتنفوا الْعَمَل فَقَدْ غُفِرَ لَكُمْ.
53-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ الْخَطَّابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، عن مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، لِعَلِيٍّ قَبْلَ مَوْتِهِ: تُبْرِئُ ذِمَّتِي وَتُقْتَلُ عَلَى سُنَّتِي.
54-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ خصيف، [14/أ] الرَّام، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَبِيْبُ بْنُ الْشَّهِيْدِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِر بن عبد الله، أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي نَذَرْتُ زمن الفتح إِنْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكَ أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالَ: صَلِّ هَاهُنَا، فَأَعَادَهَا عليه مرتين، أو ثَلاثًا، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: شَأْنَكَ إِذن.
55-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَيْسِ بْنِ حفص الدَّارِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ النُّمَيْرِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَائِذُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ قَيْسٍ النُّمَيْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ بْنُ دُعْمُوصٍ النُّمَيْرِيُّ، قَالَ: أَتَيْتُ أَنَا وَعَمِّي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، عِنْدَ هَذَا دِيَةُ أَبِي ، فَمُرْهُ ليُعْطِنِيهَا، قَالَ: أَعْطِهِ دِيَّة أَبِيْهِ ، قَالَ: وَكَانَ قُتِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، قال: قُلْتُ: يا رَسُول الله، هَلْ لأُمِّي فِيْهَا حَقٌّ؟ قَالَ: فقال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: نَعَم ، قَالَ: وَكَانَتْ دِيَتُهُ مِئَةٌ مِنَ الإِبِلِ.
56-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو قُرَّةَ عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَيُّوبَ الْوَاشِحِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ [14/ب] الْخَيَّاطُ، عن سَيْفٍ الْمَازِنِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَا أُقَاتِلُ فِي فِتْنَةٍ ، وَأُصَلِّي وَرَاءَ مَنْ غَلَبَ.
57-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْنُكْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عن جَدِّي عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، عن أبي الجوزاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو رُومِيٍّ مِنْ أَشَرِّ أَهْلِ زَمَانِهِ، قال: كَانَ لَا يَدَعُ شَيْئًا مِنَ الْمَحَارِمِ إِلَاّ ارْتَكَبَهُ، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَئِنْ رَأَيْتُ أَبَا رُومِيٍّ فِي بَعْضِ أَزِقَّةِ الْمَدِينَةِ، لأَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ، وإن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتاه ضيف له، فَقَالَ لامرأته: اذهبي إلى أبي رومي فخذي لنا منه بدرهم طعامًا حتى ييسره الله، قَالَت: إنك لتبعثني إلى أبي رومي، وهو أفسق أهل المدينة، قَالَ: اذهبي فليس عليك منه بأس، إن شاء الله، قَالَ: فانطلقت إليه، فضربت عليه الباب، قَالَ أبو رومي: من هذا؟ قَالَت: فلانة، قَالَ لها من خلف الباب: ما كنت لنا بزوارة، فما بذا، ففتح لها الباب، فأخذها بكلام الرفث، قَالَت: دعني من هذا [15/أ] إنك قد حبستني، قَالَ: قد علمت أني لا أعطيك شيئًا بشيء، قَالَت: حبستني، قَالَ: فاجعلي لي عهد الله لترجعن الساعة، فجعلت له عهدًا لترجعن، فأعطاها بدرهم
…
، فانصرفت حتى أتت زوجها فأخبرته القصة، وقَالَت إن الفاسق أخذ علي عهد الله لترجعن، قَالَ زوجها: وعهد الله لترجعن إليه، قَالَ: فرجعت إليه، فأخذها بكلام الرفث وتناولها، فأخذتها رعدة شديدة، قَالَ لها: ما شأنك؟ قَالَت: إن هذا العمل ما عملته قط، قَالَ أبو رومي: ثكلت أبا رومي أمه، هذا عمله منذ هو صغير، لا تأخذه رعدة، ولا يبالي، قَالَ: على أبي رومي عهد الله إن عاد لشيء من هذا أبدًا، فلما أصبح غدا نحو النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا هو مع أصحابه يحدثهم، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم من بعيد قَالَ: مرحبًا بأبي رومي، وأخذ يوسع له المكان ، قَالَ: فجعل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ينظر بعضهم إلى بعض، ويقولون: هذا بالأمس يَقُولُ: لئن رأيت أبا رومي لأضربن عنقه، فبينا هم كذلك قَالَ رَسُول الله صلى الله [15/ب] عليه وسلم: يا أبا رومي، ما عملت البارحة؟ فَقَالَ: ما عسى أن أعمل يا نبي الله، أنا أشر أهل الأرض، قَالَ له النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى حول مكتبك إلى الجنة، فَقَالَ:{يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَاب} .
58-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: وبإسناده عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: الدِّرْهَمُ بِالدِّرْهَمُ، وَالدِّينَارُ بِالدِّينَارِ.
59-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَامِرٍ الْخزاز صَالِحَ بْنَ رُسْتُمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى عَائِشَةَ ثوبا مضرجًا.
60-
وقَالَ: قال ابن عباس: (ناشئة الليل) : كله.
قَالَوا: يا أبا عامر: ما المضرج؟ قَالَ: الأحمر الغسيل.
61-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: حَدَّثَنا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة، قَالَ قال أبو هريرة: ثَلاثٌ أَوْصَانِي بِهِنَّ خَلِيلِي أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم، لَا أَدَعُهُنَّ أَبَدًا: صَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَالْغُسْلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، [16/أ] وأَلا أَنَامَ إِلَاّ عَلَى وِتْرٍ.
62-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو الْهَيْثَمُ الْحَبَطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَزَعَةُ، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إِذَا حَضَرْتُمْ مَوْتَاكُمْ، فَأَغْمِضُوا الْبَصَرَ، فَإِنَّ الْبَصَرَ يَتْبَعُ الرُّوحَ، وَقُولُوا خَيْرًا: فَإِنَّهُ يُؤَمَّنُ عَلَى مَا قَالَ أَهْلُ الْمَيِّتِ.
63-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ أَبُو سَلَمَةَ اللَّيْثِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أبِي أَيُّوبُ بْنُ عِيَاضٍ، أن مُحَمَّدَ بْنَ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ الْخُزَاعِيُّ، مر على عبد الملك بن يعلى الليثي، وهو قاضي البصرة يومئذ، وقد باع دارًا له فَقَالَ: ما هذه الجماعة التي أرى؟ قَالَوا: القاضي باع داره، فنوزل عن دابته، ثم نزل فقَالَ: أصلحك الله، فَقَالَ: بعت دارك قَالَ: نعم، قَالَ من حاجة؟ قَالَ: لا، ولكن أعطيت بها ثمنها فبعتها، قَالَ: وما بلغك هذا الحديث عن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ بَاعَ عُقْدَةً مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ [16/ب] صَبَّ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ الْمَالِ تالفًا، أو قَالَ: تَلَفًا.
فقام إلى أصحابه، فاستقالهم فأقالوه.
64-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبُو نَصْرٍ الْغَنَوِيُّ، صَاحِبَ الْحَرِيرِ، جَارُ عُثْمَانَ الْمُؤَذِنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، أنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى رَفَعَ يَدَيْهِ إِذَا كَبَّرَ، وَإِذَا رَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، حَتَّى يجاوز بِهِمَا فُرُوعَ أُذُنَيْهِ.
65-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّرَقِيُّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لَا رَضَاعَ إِلَاّ مَا فَتَقَ الأَمْعَاءَ.
66-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ الْهُنَائِيُّ، عَنِ [17/أ] الْفَرَزْدَقِ، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَلأَبِي هُرَيْرَةَ: إن قبلنا بالمشرق قومًا يخرجون فيقتلون أهل التوحيد ويدعون أهل الأوثان، فقَالا: سمعنا حبيبنا وخليلنا يَقُولُ: من قتلوه فله أجر شهيد، ومن قتلهم فله أَجْرُ شَهِيْدَيْنِ.
67-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بنُ مَرْزُوقٍ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَمَّارَ يَوْمَ صِفِّينَ، شيخ آدم طوال، وَالْحَرْبَةَ فِي يَدِهِ تُرْعَدُ، فَقَالَ: قد قاتلت بهذه الراية مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - يعني راية علي - وَهَذِهِ الرَّابِعَةَ، فلو ضربونا حَتَّى يبلغوا بنا سَعَفَاتِ هَجَرَ لَعَرَفْتُ أَنَّا عَلَى الْحَقِّ وَأَنَّهُمْ عَلَى الضَّلَالَةِ.
68-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي عَبْدَةَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَنْبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ شَبِيبٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:{مُقْمَحُونَ} : كَمَا تُقْمَحُ الدَّابَّةُ.
69-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ، حَدَّثَنَا إبراهيم بن المنذر الْحِزَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عن [17/ب] حُسَين بن ثابت بن أنس بن ظهير، وأخته سُعدى بنت ثابت، عن أبيهما، عن جدهما، قَالَ: لما كان يوم أحد، حضر رافع بن خديج مع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فكأن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم استصغره، فَقَالَ: هذا غلام صغير، وهمَّ برده، فَقَالَ له عم رافع بن خديج ظهير بن رافع: يا رَسُول الله ابن أخي رجل رام، فأجازه، فأصيب يوم أحد بسهم في لبته، أو في صدره، شك مُحَمَّد بن طلحة، قَالَ: فانتصل النصل، فجاء به عمه إلى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يا رَسُول الله: ابن أخي أصيب بسهم، قَالَ: ما شئت، إن شئت أن نخرجه أخرجناه، وإن أحب أن ندعه، فإن مات وهو فيه مات شهيدًا، قَالَ: أدعه يا رَسُول الله.
قَالَ إبراهيم: قَالَ لي مُحَمَّد بن طلحة: فكان الحسين، والمرأة يحدثان عن أبيهما، عن جدهما، أنه كان يَقُولُ: كان إذا سعل رافع، شخص النصل من وراء اللحم، حتى ننظر إليه.
قَالَ لي مُحَمَّد بن طلحة: هلك رافع بن خديج في زمن معاوية بن أبي سُفْيَان.
70-
حَدَّثَنَا [18/أ] عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم (1) ، قال حَدَّثَنَا حفص بْنُ سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أُمِّي ، عَنْ أُمِّهَا، وَكَانَتْ خَادم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، أَنَّ جَرْوًا دَخَلَ البيت - بَيْتَ النبي صلى الله عليه وسلم فدخل تَحْتَ السَّرِيرِ، فمات، فمكث النبي صلى الله عليه وسلم أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ لَا ينزل عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا خَوْلَةُ مَا حَدَثَ فِي بَيْتِ نبي الله؟ جِبْرِيلُ لَا يَأْتِيَنِي، فهل حَدَثَ فِي بَيْتِ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم حدث؟ فقَالَت: يا رسول اللهِ، والله مَا أَتَى عَلَيْنَا يَوْمٌ خَيْرٌ منا الْيَوْم، فَأَخَذَ بُرْدَته فَلَبِسَها وَخَرَجَ، فقالت لي نفسي: لَوْ هَيَّأْتِ الْبَيْتَ وَكَنَسْتِهِ، فَأَهْوَيْتُ بِالْمِكْنَسَةِ تَحْتَ السرير، فَإِذَا شَيْءٌ ثَقِيلٌ، فَلَمْ أَزَلْ أهوي حَتَّى بَدَا لِي الْجَرْوُ مَيِّتًا، فأخذته بيده، فألقيته، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ترعد لحيته، وكان إذا نزل عليه استبطنته الرعدة، قَالَ: يا خولة دثريني، فأنزل الله، عز وجل:{وَالضُّحَى. وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى. مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى. وللآخرة خير لك من الأولى. وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [18/ب] ، فَقَامَ مِنْ نَوْمِهِ، فَوَضَعْتُ لَهُ مَاءً فَتَطَهَّرَ، وَلَبِسَ بُرْديه.
(1) هكذا في المطبوعة، وفي هامش النسخة الخطية، ما يشبه:" إبراهيم " بدون إثبات الألف الواقعة بين الراء والهاء، وقد أشار المحقق في الحاشية إلى احتمالية التصحيف بين (إبراهيم) و (أبو نعيم) .
ورغم أن جميع المصادر قد أخرجت هذا الحديث من طريق أبي نعيم عن حفص بن سعيد، وجميعها ترجمت لحفص بن سعيد ولم تذكر راويا عنه غير أبا نعيم، بل إن (حفص بن سعيد القرشي) لم نجد له رواية إلا في هذا الحديث، فيما نعلم، وتفرد به عنه أبو نعيم، رغم هذا كله، فإنا نرى أن ما أثبته المحقق أقرب للصواب إن شاء الله، لأن المقصود هنا إثبات ما أثبته المؤلف، وليس ما أثبتته المصادر، حتى وإن ثبت أنه قد وهم.
وسنذكر فيما يلي الأدلة التي نتوقع أن المحقق اعتمد عليها في تصويب ما أثبته:
أولا: أن المؤلف في سياق الشيوخ البصريين من مشيخته، وأبو نعيم كوفي مشهور، وقد أخرج له في مكانه الصحيح في سياق الكوفيين الذي سيأتي بعد البصريين (ح 116) ، أما إبراهيم فهو شيخ المؤلف في الحديث السابق، حيث ذكر اسمه كاملا هناك:(إبراهيم بن المنذر الحزامي) ، واختصر اسمه في هذا الحديث عطفا على ما سبق، ورغم أنه مدني، إلا أنه كان قد قدم البصرة، كما ذكر ذلك المؤلف في كتابه الآخر المعرفة والتاريخ (2/422) .
ثانيا: لما أخرج المؤلف لأبي نعيم في سياق الكوفيين، جاء باسمه كاملا:(أَبُو نُعَيْمٍ، الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، مولى قريش) ، وهذا هو غالبا منهج المؤلف في تسمية شيوخه ونسبتهم وتكنيتهم عندما يذكرهم لأول مرة، فيبعُد أن يَقتصر في أول حديثٍ لأبي نعيم في المشيخة على كُنيته فحسب، فتلك الإطالة في التعريف بأبي نعيم لم يكن ليُطيلها لو كان مرَّ ذكر أبي نعيم قبلُ.
ثالثا: ذكر المزي (حفص بن سعيد) في شيوخ (إبراهيم بن المنذر) ، لكن الذي يظهر لنا، والله أعلم، أنه تصحف عليه، وإن كنا لا نجزم بذلك، لكن يؤيد هذا الاحتمال، أمران:
الأمر الأول: أن المزي قد تفرد بذلك دونا عن جميع أصحاب كتب التراجم والتخريج التي اطلعنا عليها، ومن أهمها التاريخ الكبير للبخاري (1/331) ، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/139) ، والثقات لابن حبان (8/73) ، والأخير معروف باعتنائه بشيوخ المؤلف ونقله من مشيخته، كما ذكر ذلك محقق الكتاب في مقدمته.
الأمر الثاني: أن المزي لم يذكر (حفص بن سعيد القرشي) في شيوخ (أبي نعيم) ، رغم أن هذا هو المعروف في جميع كتب التراجم والتخريج التي اطلعنا عليها، ولو أنه فعل، لقنا لعله اطلع على روايات لم نتطلع عليها، تفيد بأن (إبراهيم) و (أبا نعيم) كلاهما قد حدث عن (حفص) ، لكنه لما استبدل أبا نعيم بإبراهيم، ترجح لدينا أنه تصحف عليه، ولا نستبعد أن يكون قد أخذها من رواية يعقوب هنا، والله تعالى أعلم.
71-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاء، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُرَاقَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بن الجراح، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ بَعْدَ نُوحٍ إِلَاّ وَقَدْ أَنْذَرَ الدَّجَّالَ أمته، وَإِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ، قَالَ: فَوَصَفَهُ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ: سَيُدْرِكُهُ بَعْضُ مَنْ رَآنِي، وسَمِعَ كَلَامُي، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فكَيْفَ قُلُوبُنَا يَوْمَئِذٍ أَمِثْلُهَا الْيَوْمَ؟ قَالَ: أَوْ خَيْر.
72-
[حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ:](1) حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ سَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينِ صَبْرًا مُتَعَمِّدًا فِيهَا لإثم ليَقْتَطِع بها مَالاً بِغَيْرِ حَقٍّ، لَقِى اللَّهَ، عز وجل، يَوْمَ الْقِيَامَة، وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ.
(1) ما بين حاصرتين زيادة على النسخة الخطية والمطبوعة، يقتضيها السياق.
73-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ [19/أ] مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، ٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ، أنا وأخوها من الرضاعة، فسألها عن غسل النبي صلى الله عليه وسلم من الجنابة، فدعت بإناء قدر الصاع، فاغتسلت وبيننا وبينها ستر، فأفرغت على رأسها ثلاثًا، قَالَ: وكان أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذن من رؤسهن حتى تكون كالوفرة.
74-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْقَرَاطِيْسِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنَا غِيَاثُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ مَطَرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي الوَقَّاصٍ ، أَنَّهُ قَالَ: سِهَامُ الْمُؤَذِّنِينَ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَسِهَامِ الْمُجَاهِدِينَ ، وَهُوَ فيما بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ كَالْمُتَشَحِّطِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فِي دَمِهِ.
قَالَ: وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: لَوْ كُنْتُ مُؤَذِّنًا مَا بَالَيْتُ أَنْ لَا أَحُجَّ وَلَا أَعْتَمِرَ وَلَا أُجَاهِدَ.
قَالَ: وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: لَوْ كُنْتُ مُؤَذِّنًا لَكَمُلَ أَمْرِي ، وَمَا بَالَيْتُ أَنْ لَا أَنْتَصِبَ لَقِيَامِ اللَّيْلِ وَلا لصيام [19/ب] النَّهَار ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ ، قال: فَقُلْتُ: تَرَكْتَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَنَحْنُ نَجْتَلِدُ عَلَى الْأَذَانِ بِالسُّيُوفِ ، قَالَ: كَلَاّ يَا عُمَرُ ، إِنَّهُ سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَتْرُكُونَ الْأَذَانَ عَلَى ضُعَفَائِهِمْ ، وَتلك لُحُومٌ حَرَّمَهَا اللَّهُ عَلَى النَّارِ ، لُحُومُ الْمُؤَذِّنِينَ.
قَالَ: وقَالَتْ عَائِشَةُ: وَلَهُمْ هَذِهِ الْآيَةُ {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} ، إلى آخر الآية ، قال فهذا للمؤذنين، الذين إذا قال حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ فَقَدْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وإِذَا صَلَّى فَقَدْ عَمِلَ صَالِحًا وَإِذَا قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ فَهُوَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
75-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَة، عَنْ سُفْيَان، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عن عَبِيْدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ، عليه السلام، إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يوم بدر، فَقَالَ: خَيِّر أَصحابك فِي الأُسارَى: إِن شاؤُوا الفِداءَ، وإن شاؤوا [20/أ] القتل [على] أن يقتل عام مقبل منهم مثلهم، فَقَالَُوا: الفِدَاءُ وَيُقتَل منا.
76-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ فَهْدُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ الشَّامِي، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، يرفعه إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لأَخِيكَ فيرحمه اللَّهُ وَيَبْتَلِيَكَ.
77-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُونُسُ بْنُ عُبَيْد الله الْعُمَيرِيُّ، قَالَ مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ اللَّهَ َيُحِبُّ مَعَالِيَ الأَخْلَاقِ وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا.
78-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو ظَفَرٍ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مُطَهَّرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ خَلَفٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَس، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ، عز وجل، بعد صَلَاةِ الْغَدَاةِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ، مِنْ أَنْ أَعْتِقَ أَرْبَعَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيل، [20/ب] وَلأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ تعالى مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مَنْ أَنْ أَعْتِقَ أَرْبَعَةً.
79-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بَحْرٍ الْخَلَاّلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا رُدَيْحُ بْنُ عَطِيَّةَ أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدِّمَشْقِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ، عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَنْ لَمْ يَأْتِ بَيْتَ الْمَقْدِسِ يَصَلَّى فِيهِ فَلْيَبْعَثْ بِزَيْتٍ يُسْرَجُ فِيهِ.
80-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الصَّلاةِ: لَوْ أُعْطِيَ ابْنُ آدَمَ وَادِيًا لابْتَغَى إِلَيْهِ ثَانِيًا، وَلَوْ أُعْطِيَ ثَانِيًا لابْتَغَى ثَالِثًا، وَلا يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ.
81-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ نُوحٍ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ [21/أ] الرَّازِيُّ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ رُفَيْعٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فِي قَوْلِهِ:{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ. أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} ، قَالَ: فجمعهم يَوْمَئِذٍ جَمِيعًا لَهُ مَا هُوَ كَائِنٌ مِنْهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَجَعَلَهُمْ أَزْوَاجًا ثُمَّ صَوَّرَهُمْ، ثُمَّ اسْتَقبلهم، وَأَخَذَ عَلَيْهِمُ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} إلى قوله {بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُون} ، قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُ عَلَيْكُمُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ، وَالأَرَضِينَ السَّبْعَ، وَأُشْهِدُ عَلَيْكُمْ أَبَاكُمْ آدَمَ أَلا تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَمْ نَعْلَمْ بِهَذَا، اعْلَمُوا أَنه لَا إِلَهَ غَيْرِي وَلَا رَبَّ غَيْرِي، وَلَا تُشْرِكُوا بِي شَيْئًا، وأنا سَأُرْسِلُ إِلَيْكُمْ رُسُلاً يذكرونكم عهدي وَمِيثَاقِي، وَأُنْزِلُ عَلَيْكُمْ كُتُبِي، قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ رَبُّنَا وَإِلَهُنَا لَا رَبَّ غَيْرُكَ، [21/ب] وَلَا إِلَهَ لنا غَيْرُكَ، فَأَقَرُّوا يَوْمَئِذٍ لَهُ بِالطَّاعَةِ، وَرَفَعَ عليهم أَبَاهُمْ آدَمَ، فنظر إليهم فَرَأَى فِيهِمُ الْغَنِيَّ وَالْفَقِيرَ وَحَسَنَ الصُّورَةِ وَدُونَ ذَلِكَ فَقَالَ: يَا رَبِّ لَوْ سَوَّيْتَ بَيْنَ عِبَادِكَ، فَقَالَ: إِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ أُشْكَرَ، وَأَرَاني فِيهِمُ الأَنْبِيَاءَ مِثْلَ السُّرُجِ عَلَيهم النُّورُ وَخُصُّوا بِمِيثَاقٍ آخَرٍ في الرِّسَالَةِ وَالنُّبُوَّةِ وهُوَ الَّذِي يَقُولُ:{وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} ، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ:{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ} ، وَفِي ذَلِكَ قَالَ:{هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الأُولَى} ، أخذ عهده وميثاقه مع النذر الأولى، وفِي ذَلِكَ يقول:{وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنَّ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ} ، وفي ذلك يقول:{ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْل} كان في علمه يوم أقروا بما أقروا به من يكذب به ومن يصدق به، قال فكانت روح عيسى صلى الله عليه وسلم [22/أ] من تلك الأرواح التي أخذ عليها العهد والميثاق في بني آدم، فأرسل ذلك الروح إلى مريم حين {واذكر في الكتاب مريم إذ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا. فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا. قَالَت إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا. قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا. قَالَت أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا} إلى قوله:{فَحَمَلَتْهُ} ، قَالَ: حملت الذي خاطبها، وهو روح عيسى بن مريم، عليهما السلام.
82-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِنْهَالٍ الضَّرِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُه.
83-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ الرَّقَّامُ ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قال: سَمِعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رَجُلاً يقول وَهُوَ فِي مَسِيرٍ [22/ب] لَهُ يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم: عَلَى الْفِطْرَةِ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ، قَالَ: خَرَجَ مِنَ النَّارِ، قَالَ: فَاسْتَبَقَ الْقَوْمَ إِلَى الرَّجُلِ، فَإِذَا رَاعِي غَنَمٍ حَضَرَت صلَاة، فَقَامَ يُؤَذِّنُ.
84-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنُ أَخِي جُوَيْرِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ يُقْرِئُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فِي خِلَافَةِ عُمَرَ، فَقَالَ: لَمْ أَرَ رَجُلاً يَجِدُ مِنَ الأَقْشَعْرِيرَةِ مَا يَجِدُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عوف عِنْدَ الْقِرَاءَةِ.
85-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَبَابٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى، عن عبيد الله بن خنيس الغفاري، عن عَبْدِ اللهِ بن سلام، قَالَ: إن ما بين عَيْر وأُحُدٍ حرام ، حرمه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، لا يقطع به شجر، ولايقتل به طائر.
86-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى، [23/أ] عَنْ سُوَيْدِ أَبِي حَاتِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَعَنَ رَجُلاً بُرْغُوثًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لَا تَلْعَنْهُ، فَإِنَّهُ أَيْقَظَ نَبِيًّا مِنَ الأنْبِيَاءِ لِلصَّلاةِ.
87-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ بَشِيرٍ الْجَهْضَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْزُوق أبو عَبْدُ اللهِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ شَرِيكٍ، أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ عَلَى الْجِنَازَةِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ.
88-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنِ اسْتَطَاعَ منكم أَنْ لَا يَحُولَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ مِلْءُ كَفٍّ مِنْ دَمٍ يُهْرِيقُهُ كَأَنَّمَا يَذْبَحُ دَجَاجَةً، كُلَّمَا يعرض لِبَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ حَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ لَا يجعل في بَطْنَهُ إِلَاّ طَيِّبًا، فَإِنَّ أَوَّلَ مَا يُنْتِنُ مِنَ الإِنْسَانِ بَطْنُهُ.
89-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيِّ الْجَهْضَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي [23/ب] أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الأَكْرَمِ، رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ، قَالَ: أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَكَثْنَا ثَلَاثَ لَيَالٍ، لَا نَقْدِرُ عَلَى طَعَامٍ، أَوْ لَا يَقْدِرُ.
90-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسين بْنُ قَزَعَةَ أبو مُحَمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ الأَزْرَقُ، عن يَزِيدِ بْنِ أَبِي زِيَاد، عَنِ الْبَهِيِّ، مولى الزبير، قَالَ: دخل علينا عَبْدُ اللهِ ونحن نتذاكر شبه النبي صلى الله عليه وسلم من أهله، فَقَالَ: ألا أحدثكم بأشبه أهله به وأحبهم إليه، الحسن بن علي، كَانَ يَجِيءُ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَاجِدٌ، فيركب رقبته، فَلَا ينزله حَتَّى يكون هو الذي ينزل، وَيَجِيءُ وهو راكع، فَيُفْرِجُ لَهُ بين رِجْلَيْهِ حَتَّى يَنْفِذَهُ من جانب الآخر.
91-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قَزَعَةَ أَبُو عَلِيٍّ، مَوْلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بن حبيب، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ بن الحجاج، عَنْ ثُوَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الطُّفَيْلِ، عَنْ أَبِيهِ، [24/أ] سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:{وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} : لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ.
92-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْمُغَلِّسِ عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ خَالِدٍ بْنِ عَبْدِ الْمَلَكِ بْنِ قُدَامَةَ النُّمَيْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أبي يذكر، عن عائذ بن ربيعة القريعي، عن عباد بن زيد، عن قرة بن دعموص، عن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أنه لما جاء الإسلام: أرادت بنو نمير أن تسلم، فَقَالَ مضرس بن جناب: يا بني نمير، لا تسلموا حتى أصيب مالاً، فأسلم عليه، وإنه انطلق زيد بن معاوية وبنو أخيه معه، قرة بن دعموص، والحجاج بن نبرة، وعمهما زيد، حتى أتوا النبي صلى الله عليه وسلم يختصمون إليه وعنده الضحاك بن سُفْيَان الكلابي ولقيط بن المنتفق بن عامر العقيلي، فَقَالَ لهم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: من أنتم؟ قَالَوا: نحن بنو نمير قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: جئتم للإسلام؟ قَالَوا: لا، ولكنا جئنا نختصم إليك، ثم نرفع إلى قومنا، قَالَ الغلام قرة لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم: إن عند هذا، [24/ب] يعني عمه زيدا دية أبي، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: أكذاك يا زيد؟ قَالَ زيد: نعم. قَالَ: ادفع إليه دية أبيه، قَالَ زيد: هل لأمي يا رَسُول الله في تراب ابنها حق؟ قَالَ: نعم. قَالَ الغلام: سأعطيها حقها يا رَسُول الله، قَالَ الحجاج بن نبرة: أما أنا فإني جئتك يا رَسُول الله بمجاهدتين يديك، قَالَ: قد قبلتهما، ارفعهما إلى الضحاك بن سُفْيَان، ثم إن القوم رجعوا إلى قومهم، قَالَ قرة بن دعموص حين دنا من الحي: يا قوم، ألحقوا فإني قد جئتكم من عند خير الناس، قَالَت بنو نمير: يازيد، ما تأمرنا فيما يَقُولُ هذا الغلام؟ قَالَ: قَالَ زيد: لولا مضرس بن جناب لأمرتكم أن تأتوه، قَالَوا للغلام: انطلق معنا، فركب معه نفر من بني نمير: قيس بن عاصم، ويزيد بن العتر، وأبو زهير الجعونيون، والحارث بن شريح الجويلقي بن ذئيب بن ربيعة بن عامر بن جويلقة، معه قرة بن دعموص، فانطلقوا حتى أتوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أناخوا، قَالَ الحارث بن شريح: اقعد معي يا قرة، وتقدم الأشياخ الجعونيون، [25/أ] أتوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه، وحيوه قَالَ: من أنتم؟ قَالَوا: نحن بنوا الحارث بن نمير، قَالَ: فما جاء بكم؟ قالوا: جئنا لنسلم، فبايعوه وأسلموا، وقَالَ لهم: خيرًا، ثم قَالَ لهم: تأخذون على بني الحارث بن نمير، قَالَوا: نعم، قَالَ: فإني قد بعثت إليهم خالد بن الوليد سيف الله، وعيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري، قَالَ لهم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: لا تأخذون على العمريين؟ قَالَوا: لا. فقاموا من عنده، فأتوا صاحبيهما، فقال لهم الحارث بن شريح ما فعلتم؟ قَالَوا: أسلمنا، وأخذنا على بني الحارث بن نمير، قَالَ لهم الحارث: وتركتم سائر بني نمير؟ قالوا: نعم. قال: لم تفعلوا شيئا. قال الحارث لقرة: هل تعرفه؟ قَالَ: نعم قَالَ: فانطلقا فخرجا فأقبلا حتى أتيا الناس، نظر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إلى قرة بن دعموص، فعرفه فقال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لقرة: أنت الذي أتيتني فقضيت لك؟ قال: نعم، قال: فلم جئت؟ قال: جئت لأسلم على يديك، وتستغفر لي. قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: ادنو فدنى قرة [25/ب] من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فمسح رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وجهه واستغفر له، قَالَ للحارث: أتسلم؟ قَالَ: نعم، فبايعه، وأسلم، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: على من تأخذ؟ فَقَالَ الحارث: على بني نمير كلها. قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: وعلى العمريين؟ قَالَ الحارث: نعم، فكتب لهم، وقَالَ لهما: إني قد جهزت عيينة بن حصن، وخالد بن الوليد إلى أهلكم، فخذا هذا الكتاب، ففيه براءتكم، وليعمد خالد إلى أهل اليمامة، فليقاتلهم. فانطلق النمريان، حتى أدركوا الرهط الجعونيين عند رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فأدركوه بمأسل الجمح، إن شاء الله، قَالَ الحارث لصاحبه: كيف ترى؟ قَالَ قرة: سر، فأنخ إلى الفسطاط. قَالَ الحارث: إني أرى غير ذلك، قَالَ: فما ترى؟ قَالَ الحارث: إنا نخشى أن تأتي خالد، وعيينة جالس في الفسطاط، فيقطعان كتابك، ولا يقومان به، فأمهل حتى يبرزا، فقعد حتى إذا راح الناس عشية، فتبع عيينة، وخالد فأدركاهما، حيث [26/أ] ركبا، قَالَ خالد للحارث: من أنت؟ قَالَ: أنا رجل من بني نمير. قَالَ: كيف ترى هؤلاء وأمهاتك غدًا؟ قال: كلا شيء والله، قَالَ: بلى والله، قَالَ الحارث: لا والله. فقال: هذا الكتاب، فدفع إليه كتاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأه خالد، فإذا فيه إن بني نمير قد جاؤوا وأسلموا، وهذا وفدهم، فلا تقرب أهاليهم، وسر إلى اليمامة فأقبل، فسار خالد، وكان يوم أظنه دجن، فقتلوهم حتى سال واديهم، ورجع عن بني نمير، فأقبل النمريان حتى أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده أبو زهير والرهط النمريون، قيل هاهما ذلك الرجلان اللذان ذهبا بالكتاب إلى خالد رجعا وقد انصرف عنهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أدركاه؟ قالوا نعم، فزعم عائذ أن علي بن بحير حدثه أن أبا زهير كان قاعدًا عنده وشهده حيث قال: يأبى الله لبني نمير إلا خيرًا، فقال الحارث بن شريح في ذلك:[26/ب]
الله مَنَّ على معشر جئتهم
…
بالعمق ما قد رأيت
عشية القوم على مأسل..... قاتل خالد واتليت
وإن القوم لما خرجوا من عند رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مكثوا ما مكثوا، ثم انطلقوا حتى أتوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، قَالَوا: يا رَسُول الله، ما تعهد إلينا؟ قَالَ: أعهد إليكم حتى تقيموا الصلاة، وتؤتوا الزكاة، وتحجوا البيت الحرام وتصوموا رمضان؛ فإن فيه ليلة صيامها، وقيامها خير من ألف شهر، قَالَ: متى نبتغيها؟ قَالَ: ابتغوها في الليالي البيض، وتحرموا عن مال المسلم والمعاهد إلا بحله، وتعتصموا بحبل الله والطاعة، فرجعوا أجمعون من الثنية، وتبعه الحارث بن شريح، فزعم عائذ، أن علي بن بحير حدثه عن الحارث بن شريح، أنه انطلق مع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حتى صلى معه في المسجد الذي بين مكة والمدينة، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله [27/أ] عليه وسلم: إن المسلم أخو المسلم، إذا لقيه رد عليه السلام بمثل ما حياه به أو أحسن من ذلك، وإذا استأمره نصح له، وإذا استنصره على الأعداء نصره، وإذا استنعته قصد السبيل يسره ونعت له، وإذا استعاره الحد على العدو أعاره، وإذا استعار الحد على المسلم لم يعره، وإذا استعاره الجنة أعاره، لا يمنعه الماعون، قالوا: يا رَسُول الله، ما الماعون؟ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: الماعون في الحجر، وفي الماء، وفي الحديد، قالوا: وأي الحديد؟ قَالَ: قدر النحاس، وحديد الفأس الذي تمتهنون به، قَالَوا: فما هو الحجر؟ قَالَ: القدر الذي من الحجارة.
والحمد لله رب العالمين، وصلواته على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
وحسبنا الله ونعم الوكيل. [27/ب]
الجزء الثالث من كتاب
مشيخة أَبِي يُوسُف يَعْقُوبَ بن سُفْيَان الفَسَوِي
رواية أبي علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان،
عن عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَر بن دَرَسْتُوَيْه، عنه. [1/أ]
بسم الله الرحمن الرحيم
أخبرنا أبو القاسم عَبْدُ اللهِ بن إبراهيم بن الحسن السباط، قراءة عليه، فأقر به في داره، يوم الأربعاء السابع عشر من رجب سنة أربع وتسعين وثلاث مئة، قَالَ: أخبرنا أبو محمد عَبْدُ الله بن جعفر بن درستويه النحوي الفارسي، في رجب سنة أربع وأربعين وثلاث مئة، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو يُوسُف يَعْقُوب بن سُفْيَان الْفَسَوِيُّ، في سنة خمس وسبعين ومئتين، قَالَ:
93-
حَدَّثَنَا أبو عبد الرحمن مُحَمَّد بن حفص القطان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: شهدت مع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم جنازة فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا، فَإِذَا الإِنْسَانُ دُفِنَ، فَتَفَرَّقَ عَنْهُ أَصْحَابُهُ، جَاءَهُ مَلَكٌ فِي يَدِهِ مِطْرَاقٌ، فَأَقْعَدَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ يعني محمدًا، فَإِنْ كَانَ مُؤْمِنًا قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَاّ اللَّهُ وأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ثم يقول: صَدَقْتَ، ثم يفتح [1/ب] أوَ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى النَّارِ، فَيقول: هَذَا لك لَوْ كَفَرْتَ بِرَبِّكَ، فَأَمَّا إِذْ آمَنْتَ بِهِ فَإِنَّ اللَّهَ أَبْدَلَكَ بِهِ هَذَا، ثم يفتح، أويُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إلى الْجَنَّةِ، فَيُرِيدُ أَنْ يَنْهَضَ إِلَيْهِ، فيقول: اسْكُنْ. ثم يفسح لَهُ فِي قَبْرِهِ. وإن كان كافرًا أو منافقًا، يقول لَهُ: مَا تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شيئًا، فَيَقُولُ: لَا دَرَيْتَ، وَلَا تَلَيْتَ، وَلَا اهْتَدَيْتَ، ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى الْجَنَّةِ، فَيقول: هَذَا مَنْزِلَكَ لَوْ آمَنْتَ بِرَبِّكَ، فَأَمَّا إِذْ كَفَرْتَ به فَإِنَّ اللَّهَ أَبْدَلَكَ بِهِ هَذَا، ثُمَّ يفتح، أو يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إلى النَّارِ، ثُمَّ يَقْمَعُهُ قَمَعَةً بِالْمِطْرَاقِ، يَسْمَعُهَا خَلْقُ اللَّهِ كُلُّهُمْ غير الثَّقَلَيْنِ. قَالَ رجل: يا رَسُولِ اللَّه: مَا أَحَدٌ يَقُومُ عَليه ملك فِي يَدِهِ مِطْرقة إِلَاّ هيل فيه ذَلِكَ. فَقَالَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ} .
94-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَر قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ الْحَارِثِيُّ أَبُو زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بن عبادة، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، يَعْنِي ابْنُ حَسَّانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، [2/أ] عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَت: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَا يَضُرُّ امْرَأَةً نَزَلَتْ بَيْنَ بَيْتَيْنِ مِنَ الأَنْصَارِ، أَوْ نَزَلَتْ بَيْنَ أَبَوَيْهَا.
95-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حميد بْنُ مَسْعَدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الوهاب، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الصَّلَاةِ، ِ وَفِي الرُّكُوعِ.
96-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلَاّدٍ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلْمَى بْنُ عِيَاضِ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ سُلْمَى بْنِ مَالِكٍ، ومالك ابن فاطمة بنت أبي مرثد، قال سلمى، حَدَّثَنِي جَدِّي مُنْقِذُ بْنُ سُلْمَى، عن حديث أبيه، أي مالك، وهو ابن فاطمة بنت أبي مرثد، سمعه من جدي أبي مرثد، عن حمزة بن عبد المطلب حليفه، حدث أبا مرثد حمزة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: ُ مَا يسر عَبْدٌ بِلَقُوحٍ، وَلا نَادَى غُلَامٌ أَبَاهُ، وَمَا قَامَ أَحَدٌ مَكَانَهُ، عن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء، مسندًا إلى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: نسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الأَعْظَمِ، رِضْوَانِكَ الأَكْبَرِ. يَقُولُهَا سبع مرات، قال سُلْمَى: إِنَّهُ مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى.
97-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، [2/ب] قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، قَالَ: سَمِعْتُ أبي قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنِّي لأَتُوبُ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ مَرَّةً.
98-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا النضر بن مُحَمَّد الجرشي، قَالَ: حَدَّثَنَا عكرمة بن عمار، قَالَ: حَدَّثَنَا القاسم بن مُحَمَّد، عن عَبْدِ اللهِ بن حنظلة، غسيل الملائكة، قَالَ: رأى رجل عَبْد اللهِ بن سلام، في السوق يمشي وعلى رأسه حزْمَةُ حَطَبٍ، فَقَالَ: يا عبد الله، قد أغناك الله عن هذا، فما تريد إلى هذا؟ قَالَ: إني سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةُ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ. فأَرَدْتُ أَنْ أَدْفَعَ الْكِبْرَ بهذه.
99-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا َ أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا المُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَدَّثَ أَنَّ رَجُلاً، قَالَ:[3/أ] وَاللَّهِ لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلَانٍ، وَأنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ، قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ.
100-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ للهِ بْنُ الْمُنِيبِ الْمَدنيُّ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ بْنُ ثَعْلَبَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: لَمَّا هَمَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْخُرُوجِ إِلَى بَدْرٍ، أَجْمَعَ الْخُرُوجُ مَعَهُ، فقَالَ لَهُ خاله أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نيار: أَقِمْ عَلَى أُمِّكَ قَالَ: بَلْ أَنْتَ فأَقِمْ عَلَى أُخْتِكَ. فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَ أَبَا أُمَامَةَ بِالْمُقَامِ، وَخَرَجَ أَبُو بُرْدَةَ، فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ تُوُفِّيَتْ فصَلَّى عَلَيْهَا.
101-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سهل بْنُ وَقَّاصِ بْنِ سَرِيعٍ بن وقاص، قَالَ: حَدَّثَني عَمِّي سَرِيعُ بْنُ سَرِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي حريزُ بْنُ وَقَّاصٍ أَنَّ أَبَاهُ وَقَّاص بن سريع، حَدَّثَهُ، أَنَّ أَبَاهُ سَرِيعَ بْنَ الْحَكَمِ حَدَّثَهُ، قَالَ: خَرَجْتُ فِي وَفْدِ بَنِي تَمِيمٍ حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم المدينة فَأَدَّيْنَا إِلَيْهِ صَدَقَاتِ أَمْوَالِنَا. [3/ب]
102-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الغنوي، قَالَ: حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مِحْصَنٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلِمَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عليًّا، عليه السلام، يَقُولُ بمسكن: لا أغسل رأسي بغسل حتى آتي البصرة وأحرقها، وأسوق الناس بعصاي إلى مصر. قال فأتيت أبا مسعود البدري، فأخبرته، فَقَالَ: إن عليًّا يورد الأمور مواردها، لا تحسنون تصدرونها، علي لا يغسل رأسه بغسل، ويأتي البصرة، ولا يحرقها، ولا يسوق الناس بعصاه إلى مصر. عليٌّ رجل أصلع، إنما رأسه مثل الطست، إنما حوله زُغَيْبَاتٌ، أو قَالَ: شعيرات.
103-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيد، عَنْ حَبِيبٍ، قَالَ: سئل عطاء: أي ساعة يفيض الناس من المزدلفة؟ فَقَالَ عطاء: حَدَّثَنَا ابن عباس، أن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كان يبعث بالثقل سَحَر، وكنت فيمن يبعث. فقيل لعطاء: أفما ينتظرون طلوع الفجر؟ قَالَ: إنما هذا شيء كانت الجاهلية تفعله، يقولون: أشرق ثبير، فيفيضون مع طلوع الشمس. وبعرفة قبل غروبها. وأما المسلمون فإنهم يفيضون [4/أ] من المزدلفة الأول فالأول.
104-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ جَمِيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أبي الفيض المهري، قَالَ: كنت أمشي في طريق من طرق الشام مع معاذ ، فنحيت شيئًا عن الطريق، قَالَ: فَقَالَ لي: ما أردت بذا قَالَ قلت أردت بهذا الخير قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: من نحى أذى من طريق كتب الله له حسنة، ومن كتب الله له حسنة، أدخله الجنة.
105-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْجَارُودِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: عُرِضَتْ عَلَيَّ أُمَّتِي الْبَارِحَةَ لَدَى هَذِهِ الْحُجْرَةِ أَوَّلُهَا إِلَى آخِرِهَا. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا عُرِضَ عَلَيْكَ مَنْ خُلِقَ، فَكَيْفَ عُرِضَ عَلَيْكَ مَنْ لَمْ يُخْلَقْ؟ قَالَ: صُوِّرُوا لِي فِي الطِّينِ، حَتَّى لأَنَا أَعْرَفُ بِالإِنْسَانِ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدِكُمْ بِصَاحِبِهِ.
106-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، [4/ب] قَالَ: حَدَّثَتنا حمدة بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ الْمُزَنِي، قالت: حدثني أبو الْعَلَانِيَةِ ، أنه كان بسوق الكوفة قائم إذ أقبل عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى ، على حمار، حتى توسط سُوقِ الصَّيَارِفة ، وقَالَ: أَبْشِرُوا يَا مَعْشَرَ الصَّيَارِفة. قال فتسارعوا إليه، وقَالَوا: بَشَّرَكَ اللَّهُ بِالْجَنَّةِ، فَقَالَ: أَبْشِرُوا بِالنَّارِ. يرددها عليهم ثَلَاثَ مَرار، رددها عليهم.
107-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُقْبَةَ الأَزْرَقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سفيان بن سَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: احتج آدم وموسى، فَقَالَ موسى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، ونفخ فيك من روحه، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، بمعصيتك ربك، أهبطتنا من الجنة إلى البلاء، فأغويتنا وأشقيتنا، قَالَ آدم: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالته، وبكلامه، فهل من شيء كان يعلمه أن يكون إلا سيكون، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بأصبعه الخنصر: فَحَجَّه آدَمُ، فَحَجَّه آدَمُ.
108-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ:[5/أ] حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: أن رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يعطي أهله قوت سنتهم.
109-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ جِسْرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي جِسْرِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَغْدُونَ فِي حُلَّةٍ، وَيَرُوحُونَ فِي أُخْرَى، كَغُدُوِّ أَحَدِكُمْ، وَرَوَاحِهِ إِلَى مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا، وكَذَلِكَ يَغْدُونَ وَيَرُوحُونَ إِلَى زِيَارَةِ رَبِّهِمْ، وَذَلِكَ لَهُمْ بِمَقَادِيرَ وَمَعَالِمَ يَعْلَمُونَ تِلْكَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأْتُونَ فِيهَا رَبَّهُمْ.
110-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ ، قَالَ: حَدَّثَنَا بحر بْنُ مِنْهَالٍ ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، أَنَّ رَجُلاً اصّاد قُنْبُرَةً ، فَلَمَّا صَارَتْ فِي يَدِهِ قَالَت: مَا تُرِيدُ أَنْ تَصْنَعَ بِي؟ قَالَ: أَذْبَحُكِ فَآكُلُكِ. قَالَت: مَا أُشْفِي مِنْ قرم وَلَا أُشْبِعُ مِنْ جُوعٍ ، وَلَكِنِّي أُعَلِّمُكَ [5/ب] ثَلَاثَ خِصَالٍ خَيْراً لَكَ مِنْ أَكْلِي ، أمَّا وَاحِدَةٌ فَأُعَلِّمُكَهَا وَأَنَا فِي يَدِكَ ، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ إِذَا تَرَكْتَنِي فَانْتَفَضْتُ ، وَالثَّالِثَةُ إِذَا صِرْتُ عَلَى الشَّجَرَةِ قَالَ: هَاتِ. قَالَت: لَا تَلَهَّفن عَلَى مَا فَاتَكَ، قَالَ: فَخَلَّى عَنْهَا، فَانْتَفَضَتْ قَالَ: هَاتِ الثَّانِيَةَ. قَالَت: لَا تُصَدِّقَنَّ بِمَا لَا يَكُونُ أَنْ يَكُونَ قَالَ: ثُمَّ طَارَت، وَصَارَتْ عَلَى الشَّجَرَةِ ، فَقَالَتْ: يَا شَقِيُّ لَوْ ذَبَحْتَنِي أَخْرَجْتَ مِنْ حَوْصَلَتِي دُرَّتَيْنِ فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ عشرون مِثْقَالاً قَالَ: فَعَضَّ شفته وَتَلَهَّفَ ، وَقَالَ: هَاتِ الثَّالِثَةَ قَالَت: أَنْتَ قد نَسِيتَ اثْنَتَيْنِ ، أَلَمْ أَقُلْ لَكَ: لَا تَلَهَّفْ عَلَى مَا فَاتَكَ ، وَلَا تُصَدِّقَنَّ بِمَا لَا يَكُونُ ، أَنَا وَلَحْمِي وَدَمِي لا أَكُونُ عِشْرِينَ مِثْقَالاً ، فَكَيْفَ تكُونُ فِي حَوْصَلَتِي دُرَّتانِ فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ عِشْرون مِثْقَالاً ، ثُمَّ طَارَتْ وَذَهَبَتْ.
111-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ، عَنْ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ، وهو عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ رجل، مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ سُرَّقٌ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَضَى بِشَاهِدٍ وَيَمِينٍ.
112-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا [6/أ] يُوسُفُ بْنُ حَمَّادٍ الْمَعْنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ، وكان بَدْرِيًّا، قَالَ: كَانَ بَيْنَ أَبْيَاتِنَا من بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ يَهُودِيٌّ، فَخَرَجَ ذَاتَ غَدَاةٍ إِلَى مجلس بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ من أحدث قومي، علىَّ بردان لي في ناحية المجلس، إلى فِنَاءِ أهلي قَالَ: فقام بين ظهراني المجلس، فَذَكَرَ الْبَعْثَ وَالْقِيَامَةَ وَالْجَنَّةَ وَالنَّارَ، والحساب والميزان، فذكر ذَلِكَ لقوم أَصْحَاب وَثَنٍ لَا يَرَوْنَ بعثًا كائنًا بَعْدَ الْمَوْتِ فَقَالُوا له وَيْحَكَ يَا فُلَانُ أَتَرَى هَذَا كَائِنًا ترى الله باعثًا هؤلاء الموتى الذين قد رموا في الأرض وهلكوا فيها إِلَى دَارٍ غَيْرَ هَذِهِ الدَّارِ، يوقفون فيها على أعمالهم، ويُجْزَوْنَ بها، ثم يخلدون كما تقول في جَنَّةٍ وَنَارٍ؟ قَالَ: نعم وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إن ذلك لكائن، وَدِدْتُ أَنَّ لي بحَظِّي مِنَ تلك النَّارُ، تنورًا عظيمًا من تنانيركم، تسجرونه عليَّ حتى إذا أحميتموه [6/ب] أدخلتموني فيه، ثم أطبقتم عَلَيَّ بأن أنجو من تلك النار، قَالُوا: فما آية ذَلِكَ وعلامته؟ قَالَ: نَبِيٌّ يُبْعَثُ مِنْ ناحية هَذِهِ الْبِلَادِ وَأَشَارَ إلى نحو اليمن، قَالُوا: فمتى زمانه؟ قَالَ: فنظر إلى وأنا أحدث القوم سنًّا، فقال إِنْ يستنفد هَذَا الْغُلَامُ عُمْرَهُ يُدْرِكُهُ، قال فوالله ما مات ذلك اليهودي حتى بعث محمد، فآمنا به وصدقناه، وكفر به، فقلنا له: ويحك يَا فُلَانُ أَيْنَ مَا كُنْتَ تَقُولُ لنا؟ قال: لَيْسَ بِهِ حَسَدًا وَبَغْيًا.
113-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَديني، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، عَنْ عَمِّهِ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ: أَنَّ رَجُلاً كَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى عثمان بن عفان في حاجة ، فَكَانَ عُثْمَانُ لَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ ، وَلَا يَنْظُرُ فِي حَاجَتِهِ ، فَلَقِيَ عُثْمَانَ بْنَ حَنِيفٍ ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ بْنُ حَنِيفٍ: ائْتِ الْمِيضَأَةَ فَتَوَضَّأْ ، ثُمَّ ائْتِ الْمَسْجِدَ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّي مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى رَبِّي تقضي حَاجَتِي ، تَذْكُرُ حَاجَتَكَ ، ثم رح حَتَّى أَرُوحَ ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ ، فَصَنَعَ ذلك ، ثُمَّ أَتَى بَابَ عُثْمَانَ بن عفان، فجاء البواب، فأخذ بيده فأدخله على عثمان ، فَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى الطِّنْفِسَةِ ، فقَالَ له: حَاجَتُكَ؟ [7/أ] فَذَكَرَ له حَاجَتَهُ ، فَقَضَاهَا، ثم قَالَ ما فهمت حَاجَتَكَ حَتَّى كَانَ السَّاعَة، وقال انظر مَا كَان لَكَ مِنْ حَاجَةٍ ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ فَلَقِي عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ، فقال له: جزاك الله خيرًا، ما كان ينظر في حاجتي، ولا يلتفت إلي حتى كلمته، فقال عثمان بن حنيف: ما كلمته ولكني سَمِعْتُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَجَاءَه ضَرِيرٌ فَشَكَى إِلَيْهِ ذَهَابَ بَصَرِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَوَتَصْبِر؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لَيْسَ لِي قَائِدٌ وَقَدْ شَقَّ عَلَيَّ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ائْتِ الْمِيضَأَةَ فَتَوَضَّأْ، ثُمَّ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ، ثم قل اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ، وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّي مُحَمَّدٍ، نَبِيَّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى رَبِّي، فَيجْلِي لي بَصَرِي، اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِيَّ وَشَفِّعْنِي فِي نَفْسِي، فقَالَ عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ: فَوَاللَّهِ مَا تَفَرَّقْنَا وَطَالَ بِنَا الْحَدِيثُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْنَا الرَّجُلُ كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِهِ ضرر قَطُّ.
114-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَبِير، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الكَبِيرِ بْنِ شُعَيْبٍ بن الحبحاب قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ [7/ب] رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: الأَزْدُ أَزْدُ اللهِ فِي الأَرْضِ يُرِيدُ النَّاسُ أَنْ يَضَعُوهُمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَاّ أَنْ يَرْفَعَهُم.
فذلك مئة وسبعة وخمسون رجلاً.
رجال الكوفة
115-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بن سُفْيَان، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُرَاوِحٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: سَأَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: إِيمَانُ بِاللهِ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ. قُلْتُ: فَأَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: أَغْلَاهَا ثمَانًا وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا، قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أفعل؟ قَالَ: تُعِينُ صَانِعًا، أَوْ تَصْنَعُ لأَخْرَقَ قال: قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أفعل؟ قَالَ: تدع الناس من الشر، فَإِنَّهَا صَدَقَةُ تَصَّدَّقُ بِهَا عَلَى نَفْسِكَ.
116-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، مولى قريش، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنِ فِرَاسٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَت: أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مِشْيَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِابْنَتِي. ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ، أَوْ عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا، فَبَكَتْ، فَقُلْتُ لَهَا: اسْتَخَصَّكِ النبي بِحَدِيثِهِ، ثُمَّ تَبْكِينَ، ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَضَحِكَتْ، فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحً أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ، فَسَأَلْتُهَا عَمَّا كان، فَقَالَتْ: مَا كُنْتُ لأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا قُبِضَ، سَأَلْتُهَا، [8/أ] فَقَالَتْ: إِنَّهُ أَسَرَّ إِلَيَّ، فَقَالَ: إِنَّ جِبْرِيلَ، كَانَ يُعَارِضُنِي بِالْقُرْآنِ كُل سنة مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي بِهِ الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، فلَا أُرَاهُ إِلَاّ وقَدْ حَضَرَ أَجَلِي، وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لحاقًا بِي، وَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ فَبَكَيْتُ، ثُمَّ قَالَ: أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ، أَوْ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ.
117-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ السُّوَائِيُّ العَامِرِيُّ أَبُو عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ هِلَالِ بْنِ مِقْلَاصٍ الصَّيْرَفِيِّ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَكَلَ طَيِّبًا، وَعَمِلَ فِي سُنَّةٍ، وَأَمِنَ النَّاسُ بَوَائِقَهُ كان في الجَنَّةَ، قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذَا اليَوْمَ فِي النَّاسِ كَثِيرٌ، قَالَ: وَسَيَكُونُ فِي قُرُونٍ بَعْدِي.
118-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: دَخَلْت عَلَى عَائِشَةَ فَقُلْتُ لَهَا: ألا تُحَدِّثِينِي عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فقَالَت: بَلَى، ثَقُلَ النبي صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أصلى الناس؟ [8/ب] قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رَسُول الله. فقَالَ: ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ. فقالت: ففعلنا فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ: أَصَلَّى النَّاسُ؟ قُلْنَا لَا هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يا رَسُول الله. قَالَ: ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ. قالت: فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ: أَصَلَّى النَّاسُ؟ فَقُلْنَا لَا هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يارَسُول الله، قَالَ: ضَعُوا لِي مَاءً فِي الْمِخْضَبِ. ففعلنا فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالَ: أَصَلَّى النَّاسُ؟ فَقُلْنَا لَا هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يارَسُول الله. قَالَت: وَالنَّاسُ عُكُوفٌ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُونَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِصَلَاةِ العِشَاءِ الآخِرَةِ، قالت فَأَرْسَلَ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر بأن يصلي بالناس قالت فأتاه الرَّسُولَ، فَقَالَ: إنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم َ يَأْمُرُك أَنْ تُصَلِّيَ بِالنَّاسِ. فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ، وَكَانَ رَجُلاً رَقِيقًا، يَا عُمَرُ صَلِّ بِالنَّاسِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: أَنْتَ أَحَقُّ بِذَلِكَ. قَالَت: فَصَلَّى بِهِمْ أَبُو بَكْرٍ تِلْكَ الأَيَّامَ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَجَدَ مِنْ نَفْسِهِ خِفَّةً، فَخَرَجَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ: أَحَدُهُمَا الْعَبَّاسُ لِصَلاةِ الظُّهْرِ، وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بَكْرٍ ذَهَبَ يَتَأَخَّر، فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ النبي صلى الله عليه وسلم أَلَا تتَأَخَّرَ، وَقَالَ لَهُمَا: أَجْلِسَانِي إِلَى جَنْبِه، فَأَجْلَسَاهُ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ [9/أ] قَالَ: فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي وَهُوَ قَائِمٌ بِصَلَاةِ النبي صلى الله عليه وسلم، وَالنَّاسُ بِصَلَاةِ أَبِي بَكْرٍ، قال: وَالنبي صلى الله عليه وسلم قَاعِدٌ.
قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَدَخَلْتُ عَلَى عبد الله بن عَبَّاسٍ فَقُلْتُ لَهُ: أَلَا أَعْرِضُ عَلَيْكَ مَا حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ عَنْ مَرَضِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: هاته، فعرضت حَدِيثَهَا عليه فَمَا أَنْكَرَ مِنْهُ شَيْئًا غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: أَسَمَّتْ لَكَ الرَّجُلَ الَّذِي كَانَ مَعَ العَبَّاسِ؟ فَقُلْتُ: لَا، فَقَالَ: هُوَ عَلِيٌّ، عليه السلام.
119-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمد بن يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو زُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: دخلت مع أبي على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إن هذا الأمر لن ينقضي أو لن يمضي حتى يكون فيكم اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً، فَقَالَ شيئا لم أسمعه، فسألت أَبِي؟ فَقَالَ: كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ.
120-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَر قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْنَّهْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قال: قال رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أيما عبد تزوج بغير إذن مواليه، أو أهله فهو عاهر.
121-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ:[9/ب] حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو نعيم عبد الرحمن بْنُ هَانِئ النخعي، قَالَ: أخبرنا [شريك] ، عن [إبراهيم بن] مهاجر، عن زياد بن حدير، قال: قال علي، عليه السلام: لإن بقيت لنصارى بني [تغلب لأقتلن] المقاتلة، ولأسبين [الذرية] ، فإني كتبت بين النبي صلى الله عليه وسلم وبينهم، على ألا ينصروا أبنائهم.
122-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَِنْدَل بن علي، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّمَا عَبْدٍ تَزَوَّجَ بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ فَهُوَ زَانٍ.
123-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عبد اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: قَالَ الله: الرَّحِمَ شُجْنَةٌ مِنِّي فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعْتُه.
124-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ، قَالَ: أخبرنا كَامِلُ أَبُو الْعَلَاءِ التَّمِيمِيُّ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَاّ عَاشَ نِصْفَ مَا عَاشَ النبي الَّذِي كَانَ قَبْلَهُ.
125-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيل ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِنَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عن [10/أ] مُحَارِب، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي المَسْجِدِ، أظنه قَالَ: ضُحًى، قال: فَقَالَ لي: صَلِّ، أو صَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَكَانَ لِي عَلَيْهِ دَيْنٌ فَقَضَانِي وَزَادَنِي.
126-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُصْعَبٍ أَبُو زَكَرِيَّا الْكَلْبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عمر بن نافع، عن أبي بكر العبسي، قَالَ: دخلت حير الصدقة مع عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، فجلس عثمان في الظل يكتب، وقام علي على رأسه يملّ عليه ما يَقُولُ عمر، وعمر في الشمس قائم في يوم حار شديد الحر، عليه بردتان سوداوان، متزر بواحدة، قد لف على رأسه بالأخرى، وهو يتفقد إبل الصدقة، يكتب ألوانها وأسنانها، قال: فَقَالَ علي لعثمان: سمعت بقُولُ بنت شعيب في كتاب الله: {يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} قال ثم أشار علي، رحمة الله عليه، بيده إلى عمر، رحمه الله، فَقَالَ: هذا القوي الأمين.
127-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ، قَالَ: أخبرنا إِسْرَائِيلُ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْمِنْهَال [10/ب] بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَت لِي أُمِّي: مَتَى عَهْدُكَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فقُلْتُ: مَالِي بِهِ عَهْدٌ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا. فَنَالَتْ مِنِّي، قُلْتُ لَهَا: دَعِينِي فأنا آتِيهِ فَأُصَلِّي مَعَهُ الْمَغْرِبَ وَأَسْأَلُهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لِي وَلَكِ. قَالَ: فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ يُصَلِّي الْمَغْرِبَ، فَصَلَّى حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَخَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَتبعته فعرض له عارض فِي الطَّرِيقِ، فناجاه، ثم ذهب فسمع وقع
…
مِنْ خَلْفِهِ فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: حُذَيْفَةُ. قَالَ: مَا جَاءَ بِكَ يَا حُذَيْفَةُ؟ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ وَلأُمِّكَ يَا حُذَيْفَةُ، أَمَا رَأَيْتَ الْعَارِضَ الَّذِي عَرَضَ لي؟ فقُلْتُ: بَلَى. قَالَ: ذَاكَ مَلَكٌ لَمْ يَهْبِطْ إِلَى الأَرْضِ قط قَبْلَ السَّاعَةِ، اسْتَأْذَنَ ربه في السلام علي، فسلم عَلَيَّ، وَبَشَّرَنِي بِأَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّة.
128-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ أَبُو الْهَيْثَمِ الْكَاهِلِيُّ، وَكَانَ ثِقَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا إسرائيل بن يونس أبو يوسف، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ.... (1) . [11/أ]
__حاشية
(1) خرم في الأصل.
129-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ....... (1)، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُدَيْنَةَ يَحْيَى بْنُ المُهَلَّبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: سَأَلْتُ النبي صلى الله عليه وسلم عَنِ الإِزَارِ: فَأَخَذَ بِوَسَطِ العَضَلَةِ، قال: قُلْتُ: زِدْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَأَخَذَ بِمُقَدَّمِ الْعَضَلَةِ، قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، زِدْ. قَالَ: لَا خَيْرَ في أَسْفَلُ مِنْ ذَلِكَ. يَا أَبَا بَكْرٍ، قَالَ: قُلْتُ: هَلَكْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: كلا قَارِبْ وَسَدِّدْ تَنْجَ يَا أَبَا بَكْرٍ.
__حاشية
(1) لم يتنبن المحقق شيخ يعقوب الذي يروي عن أبي كدينة، بسبب خرم في الأصل.
130-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الْمُحَارِبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ، قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْجُمُعَةَ، ثُمَّ نَنْصَرِفُ، وليس على الْحِيطَانِ ظل نسْتَظَلُّ فيه.
131-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ...... (1) قَالَ: أخبرنا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ طَلْحَةَ [11/ب] عن عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: قال: سألته، هل أَوْصَى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: لَا، فقُلْتُ: فَكَيْفَ كتب على الْمُسْلِمِينَ الْوَصِيَّة، ولم يوص؟ أو..... (2) ولم يوص؟ قَالَ: أَوْصَى بِكِتَابِ اللهِ.
قَالَ: قَالَ الْهُزَيْلُ: أَبُو بَكْرٍ، كَانَ يَتَأَمَّرُ عَلَى وَصِيِّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟! لوَدَّ أَبُو بَكْرٍ، أَنَّهُ وَجَدَ عهدًا من رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فخزم أَنْفُهُ بِخِزَامة.
_حاشية
(1) لم يتبين المحقق شيخ يعقوب لوجود خرم في الأصل، وبين أنه قد يكون (سهل بن عامر البجلي) ، لأن ابن حبان ذكر في الثقات (8/290) أنه يروي عن مالك بن مغول، وروى عنه يعقوب.
(2)
خرم بالأصل، وقال المحقق: لعل تمامه: [أمرهم بالوصية] .
132-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا غُطَيْفُ بْنُ أَعْيَنَ الجزري، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ، قال: فَقَالَ لي: يَا ابن حاتم الق هَذَا الْوَثَنَ مِنْ عُنُقِكَ، قال: فألقيته، قال ثم افتتح سُورَةَ بَرَاءَةَ حتى بلغ:{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} قال: فقلت يا رسول الله بما كنا نعبدهم؟ قال: فَقَالَ: أَلَيْسَ كانوا يحلون لكم الحرام فَتَسْتَحِلُّونَهُ، ويحرمون عليكم الحلال فَتُحَرِّمُونُهُ؟ قال: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَتِلْكَ عِبَادَتُهُم.
133-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ،..... (1)[12/أ] ..... (1) حَدَّثَنَا حبان بن علي، عن رزين، عن سلمى البكرية، عن عائشة قالت: تناول مني رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلة وأنا صائمة، فقلت: إني صائمة، فقال: أعطيني كسرة فتناولها..... (2) فوضعها على فيه، فقال: أترين هذا فطرني؟ .
(1) خرم بالأصل.
(2)
خرم بالأصل، وقال المحقق: وفي المصادر: [فأتيته بقرص فوضعه
…
] .
134-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نمير، قال حَدَّثَنَا أبي، قال حَدَّثَنَا ربيع بن سعد، عن عبد الرحمن بن سابط، قال: كنت مع جابر، فدخل حسين بن علي، فقال جابر: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا، فأشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله.
135-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عمر بن حفص بن غياث، قَالَ: حَدَّثَنَا أبي عن أبي عميس، عن عبد الرحمن بن محمد بن قيس بن محمد بن الأشعث، عن أبيه، عن جده، قال: اشترى الأشعث رقيقًا من رقيق الخمس من عبد الله بعشرين ألفًا فأرسل عبد الله إليه في ثمنهم، فقال: إنما أخذتهم بعشرة آلاف، قال: فقال عبد الله: فاختر رجلا يكون بيني وبينك، فقال الأشعث: أنت بيني وبين نفسك قال عبد الله [12/ب] فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا اختلف البيعان وليست بينهما بينة، فهو ما يقول رب السلعة أو يتتاركان.
136-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الحسن بن الربيع، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو الأحوص، عن عمار بن رزيق، عن عبد الله بن عيسى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: بينا جبريل، عليه السلام، قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضًا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: هذا باب من السماء فُتح، لم يفتح قط إلا اليوم، قال: فنزل منه ملك، فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، قال: فسلم، وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منها إلا أُعطيته.
137-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا فروة بن أبي المغراء الكندي، قَالَ: حَدَّثَنَا القاسم بن مالك المزني، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن يزيد بن الحكم بن أبي العاص، عن عثمان بن أبي العاص، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتد ريح الشمال، قال: اللهم أعوذ بك من شر [13/أ] ما أرسلت فيها.
138 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَلْجٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ العَنَزِيِّ، عَنِ الْبَرَاءِ بن عازب، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ فَتَصَافَحَا وَحَمِدَا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَاهُ غُفِرَ لَهُمَا.
139 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثنا أَبُو بَكرِ بن أَبِي شَيبةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: حدثنا أَبُو سَبْرَةَ النَّخَعِيُّ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ الْغُطَيْفِيِّ ثم المرادي، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: أَلَا أُقَاتِلُ مَنْ أَدْبَرَ مِنْ قَوْمِي بِمَنْ أَقْبَلَ مِنْهُمْ؟ فَقَالَ: بَلَى، ثُمَّ بَدَا لِي، فَقُلْتُ: لَا بَلْ أَهْل سَبَأٍ، هُمْ أَعَزُّ وَأَشَدُّ قُوَّةً. فَأَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَذِنَ لِي فِي قِتَالِ سبأ، فَلَمَّا أن خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ أَنْزَلَ اللَّهُ فِي سَبَأٍ مَا أَنْزَلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَا فَعَل الْغُطَيْفِيُّ؟ فَأَرْسَلَ إِلَى مَنْزِلِي، فَوَجَدَنِي قَدْ سِرْتُ، قال: فَرَدَّنِي، فَلَمَّا أَتَيْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَجَدْتُهُ قَاعِدًا أَصْحَابُهُ حوله، فَقَالَ: ادْعُ الْقَوْمَ، فَمَنْ أَجَابَك منهم فَاقْبَلْ، وَمَنْ أَبَى، فَلَا تَعْجَلنَّ عَلَيْهِ، حَتَّى تُحْدِثَ [13/ب] إِلَيَّ، فقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللهِ، ومَا سَبَأ؛ أَرْضٌ هِيَ أَوِ امْرَأَةٌ؟ قَالَ: لَيْسَتْ بِأَرْضٍ، وَلَا امْرَأَةٍ، وَلَكِنَّهُ رَجُلٌ وَلَدَ عَشْرَةً مِنَ الْعَرَبِ، فَأَمَّا سِتَّةٌ فَتَيَامَنوا، وَأََمَّا أَرْبَعَةٌ فَتَشَاءَموا، فأما الذين تشاءموا فَلَخْمٌ، وَجُذَامُ، وَغَسَّانُ، وَعَامِلَةُ، وَأَمَّا الَّذِينَ تَيَامَنُوا: فالأسدُ، وَكِنْدَةُ، وَحِمْيَرُ، وَالأَشْعَرِيُّونَ، وَمَذْحِجٌ، وَأنْمَارٌ، قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا أَنْمَارٌ؟ قَالَ: هم الَّذِينَ مِنْهُمْ خَثْعَمٌ وَبُجِيلَةُ.
140 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ الأشج، فِي بَنِي ذُهْلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مَنْصُورٍ الْحَنَّاطُ، وَكَانَ ثِقَةً، عَنْ أَبِي زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَبَى اللَّهُ أَنْ يَقْبَلَ عَمَلَ صَاحِبِ بِدْعَةٍ حَتَّى يَدَعَ بِدْعَتَهُ.
141 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ قُطْبَةُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ الْمِنْهَالِ الْغَنَوِيُّ، قَالَ: حدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا ذِئْبَانِ ضاريان فِي حَظِيرَةٍ وَثِيقَةٍ يَأْكُلَانِ وَيَفْترِسَانِ، بأَسْرَعَ فيها مِنْ حُبِّ الشَّرَفِ، وَحُبِّ الْمَالِ فِي دِينِ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ.
142-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ:[حَدَّثَنَا محمد بن][14/أ] عقبة الْشَّيْبَانِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ قُرَّةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي صلى اللهِ صلى الله عليه وسلم، قال: حَذْفُ السَّلَامِ سُنَّة.
143-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِشْكَابَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ، عَنْ يُونُسَ بن عُبَيْد، عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ سَعْدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا خَطَبَ النِّسَاءَ قَامَتْ إلَيْهِ امْرَأَةٌ جَلِيلَةٌ، كَأَنَّهَا مِنْ نِسَاءِ مُضَرَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إنَّا كَلٌّ عَلَى آبَائِنَا وَأَزْوَاجِنَا وَأَبْنَائِنَا، فَمَا يَحِلُّ لَنَا مِنْ أَمْوَالِهِمْ؟ قَالَ: الرَّطْبُ تَأْكُلن وتهدين.
144-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُد بْنُ يَزِيدَ الأَوْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ الأَوْدِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عاق، ولا منان، وَلا مُدْمِنُ خَمْرٍ.
145-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أبو نعيم ضِرَارُ بْنُ صُرَدٍ الْطَّحَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، [14/ب] عَنْ سَلْمِ بْنِ أَبِي الذَّيَّالِ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لا مُسَاعَاةَ فِي الإِسْلامِ، فمَنْ سَاعَى فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَلْحَقْناه بِعَصْبَتِهِ، وَمَنِ ادَّعَى وَلَدًا لغَيْرِ رُشْد، لم يَرِثُ وَلم يُورَثُ.
146-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الأَزْدِيُّ، ثم الْمَعْنِى أَبُو الْحُسَيْنِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَسْجِدِ وَفِيهِ فَتِيَّةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَوْلٌ فَلْيَنْكِحْ، وَإِلَاّ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ وِجَاءٌ وَمَحْسَمَةٌ لِلْعِرْقِ.
147-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ خُوَارٍ أَبُو نَصْرٍ التميمي، فِي بَنِي حَرَامٍ مخضوب، قَالَ: حَدَّثَنَا كَامِلُ أبو الْعَلَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: بينا نحن نصلي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم العشاء، فكان إذا سجد وَثَبَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَى ظَهْرِهِ فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ أَخذهما بِيَدِهِ أَخْذًا رَفِيقًا فَوَضَعَهُمَا، فَإِذَا سَجَدَ عَادَ حَتَّى قَضَى صَلَاتَهِ، فَأَخَذَهُمَا فَوَضَعَهُمَا عَلَى فَخِذِيه، فقمت فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا [أذهب] [15/أ] بهما إِلَى أُمِّهِمَا؟ فَقَالَ: لا، وبرقت بَرْقَةٌ، فَقَالَ: ألحقا بأمكما، فَبَرَقَتْ بَرْقَةٌ فَلَمْ يَزَالَا فِي ضَوْئِهَا حَتَّى دَخَلَا.
148-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ زِيَادَ الْمُحَارِبِيُّ أَبُو عَلِيٍّ مؤذن مسجدهم، قَالَ: أخبرنا الْمُحَارِبِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ ، عَنْ عُمَرَ أَبِي حَفْصٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ اخْتَارَنِي، وَاخْتَارَ لِي أَصْحَابًا ، فَجَعَلَهُمْ أَصْحَابِي ، وَأَصْهَارِي ، وَأَنْصَارِي ، وَسَيَأْتِي قَوْمٌ مِنْ بَعْدِكُمْ يَسُبُّونَهُمْ ، أَوْ قَالَ: يَنْتَقِصُونَهُمْ ، فَلَا تُجَالِسُوهُمْ ، وَلَا تُؤَاكِلُوهُمْ ، وَلَا تُنَاكِحُوهُمْ ، وَلَا تُصَلُّوا عَلَيْهِمْ، وَلَا تُصَلُّوا مَعَهُمْ.
149-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قال حدثني ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَدَّمَ شَيْئًا مكان شيء مِنْ أَمْرِ الْحَجِّ ، فَلَا حَرَجَ عَلَيْهِ.
150-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ فُرَاتٍ الأَنْمَاطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، [15/ب] عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، أَنَّ مِقْسَمً، حدثهم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قِيْلَ لَهُ: فِي أَيِّ شَيْءٍ كُفِّنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ كَانَ يَلْبَسُهَا وَقَمِيصٍ.
151-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ يُوسُفَ التَّمِيمِيُّ أَبُو عَمْرُو، قَالَ: حدَّثَنَا قُطْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيز الْكوفِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يُلْقَى عَلَى أَهْلِ النَّارِ الْجُوعُ، حَتَّى يَعْدِلَ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْعَذَابِ، فَيَسْتَغِيثُونَ بالطعام، فَيُغَاثُونَ بِطَعَامٍ مِنْ ضَرِيْعٍ، لا يسمن، وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ، فَيَسْتَغِيثُونَ بالطعام، فَيُغَاثُونَ بِطَعَامٍ ذِي غُصَّةٍ، فَيَذْكُرُونَ أَنَّهُمْ كَانُوا يُجِيزُونَ الْغَصَصَ في الدنيا بِالشَّرَابِ، فَيَسْتَغِيثُونَ بِالشَّرَابِ، فَيُرْفَعُ إِلَيْهِمُ الحَمِيمُ في كَلَالِيبِ الحَدِيدِ، قَالَ: فَإِذَا دَنَتْ مِنْ وُجُوهِهِمْ شَوَتْ وُجُوهَهُمْ، فَإِذَا دَخَلَتْ بُطُونَهُمْ قَطَّعَتْ مَا فِي بُطُونِهِمْ، فَيَقُولُونَ: ادْعُوا خَزَنَةَ جَهَنَّم، فيدعون خزنة جهنم، أَنْ {ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ} ، قَالَ: فيقولون: أَلَمْ تأتكم رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى {قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَاّ فِي ضَلَالٍ} ، [16/أ] قَالَ: فَيَقُولُونَ: ادْعُوا مَالِكًا، قَالَ: فيدعون: {يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} ، قَالَ: فَيُجِيبُهُم: {إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} .
قال: فَقَالَ الأَعْمَشُ: أُنبئتُ أَنَّ بَيْنَ دُعَائِهِمْ وَبَيْنَ إِجَابَته إِيَّاهُمْ أَلْفَ عَامٍ قَالَ، فَيَقُولُونَ: ادْعُوا رَبَّكُمْ فَلَا أَحَدَ أخَيْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ، قال: فَيَقُولُونَ: {قالوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} ، قَالَ: فيقول: {اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} .
قَالَ: فَعِنْدَ ذَلِكَ يَئِسُوا مِنْ كُلِّ خَيْرٍ، وَعِنْدَ ذَلِكَ يَأْخُذُونَ فِي الزَّفِيرِ وَالحَسْرَةِ وَالوَيْل.
152-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْخَوَّاصُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ رَجَاءٍ التَّمِيمِيُّ، عَنْ مُدْرِكٍ بن الْحَجَّاجِ قَالَ: رَأَيْتُ فِيَ عَيْنَيْ عَلِيٍّ أَثَرَ الْكُحْل، قَالَ: وَرَأَيْتُهُ َ يُصَلِّي الضُّحَى فِي موضع الْمَقْصُورَةِ.
153-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادِ بْنِ طَلْحَةَ الْقَنَّادُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: صَلَّيْت مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى، ثم خرج إلى أهله وخرجت معه، فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدَّي أحدهم [16/ب] وَاحِدًا وَاحِدًا، قَالَ: وَأَمَّا أَنَا فَمَسَحَ خَدَّيَّ، فَوَجَدْتُ لِيَدِيه بَرْدً وَرِيحً كَأَنَّمَا أَخْرَجَهَما مِنْ جُؤْنَةِ عَطَّارٍ.
154-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم: إن َالصَّيْتَ فِي السَّمَاءِ، وَالْمِقَة مِنَ اللهِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا، قَالَ لِجِبْرِيلَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأُحِبُّهُ فَأَحِبُّوهُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، قَالَ: فَتنْزِلُ لَهُ الْمِقَةَ فِي الأَرْض.
وَالْمِقَةَ: الْحُبُّ.
155-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَائِلِ الْقَيْلِ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَرَبَ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فِي الصَّلَاةِ.
156-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ وَضَّاحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ الأَوْدِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم َ بَعَثَهُ إِلَى رَجُلٍ عَرَّسَ بِامْرَأَةِ أَبِيهِ، فَقَتَلَهُ وَخَمَّسَ مَالَهُ.
157-
حَدَّثَنَا عَبْدُ الله [17/أ] قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبدي أَبُو عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ بَيْعِ الْحَيَوَانِ بِالْحَيَوَانِ نَسَأ.
158-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزِيْد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَوَّلُ النَّاسِ هَلَاكًا فَارِسُ، ثُمَّ الْعَرَبُ، وَسَائِرُ النَّاسِ هَاهُنَا، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الشَّامِ.
159-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، كَانَ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ، فجعل خَيْطًا مِنْ مُصَلَاّهُ إِلَى بَابِ حجرته، ووضع عنده مِكْتَلاً فِيهِ تَمْرٌ، وغير ذلك، وكان إِذَا سَلَّمَ الْمِسْكِينُ أَخَذَ مِنْ ذَلِكَ الْمِكْتَلِ، ثُمَّ أَخَذَ بالْخَيْطِ حتى ينتهى إلى باب الحجرة حَتَّى يُنَاوِلَهُ الْمِسْكِين، وَكَانَ أَهْلُهُ يَقُولُونُ لَهُ: نَحْنُ نَكْفِيكَ. فَيقول: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: مُنَاوَلَةُ الْمِسْكِينِ تَقِي مِيتَةَ السُّوءِ.
160-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدِ بْنُ يَزِيدٍ الْحِزَامِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا [17/ب] رِشْدِينٌ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: لَا يُنَجِّسُ الْمَاءَ إِلَاّ مَا غَيَّرَ رِيحَهُ أَوْ طَعْمَهُ.
161-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَسَدِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سعيد بن حيان بن الأَبْجَرَ الْكِنَانِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ حَيَّانَ الأََسَدِيُّ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: خَطَبَنَا عَمَّارُ بْنُ يَاسِر، قَالَ: فَقُلْنَا: يَا أَبَا الْيَقْظَانِ لَقَدْ أَبْلَغْتَ، وَأَوْجَزْتَ، فَلَوْ كُنْتَ نَفَّسْتَ، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: طُولَ صَلَاةِ الرَّجُلِ، وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ فِي فِقْهِهِ، وإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا.
162-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَضَّاحُ بْنُ يَحْيَى النَّهْشَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، يرفعه إلى أَبِي مُوسَى الأََشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: لَا تُزوج الْمَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا وَلَا عَلَى خَالَتِهَا.
163-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ صَالِحٍ، في مسجد بني شيطان، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ [18/أ] الأَعْمَشِ، عَنْ شَمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عن زياد الأسدي، قَالَ: قَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: لقد سارت أُمُّنا مَسِيرَها وإنا لنعلم أنها زَوْجَةُ نبي الله صلى الله عليه وسلم فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، ولكن إن الله أحب أن يبتلينا بها لينظر إياه نطيع، أو إياها.
164-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سعيد بْنِ سَعِيدٍ التَّغْلِبِيُّ، عن سَعِيدِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ نِيَارٍ، عن عمه أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ما صَلَّى عَلَيَّ عَبْدٌ مِنْ أُمَّتِي صَادِقًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ إِلَاّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَكَتَبَ الله لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَرَفَعَهُ بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ بِهَا عَشْرَ سَيِّئَات.
165-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ْ أَبُو عُمَرَ بَكْرُ بْنُ الأَسْوَدِ، في جبانة سبيع، عند الحوض، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: تمثل الشَّمْسُ للميت في قبره عِنْدَ غُرُوبِهَا، قَالَ: فَيَقُومُ فيَمْسَحُ عَيْنَيْهِ، فَيَقُولُ: دَعُونِي أُصَلِّي.
166-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الأَسَدِيُّ [18/ب] قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، قَالَ: خَرَجَ الْحَسَنُ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، اذْهَبْ مَعِي فِي حَاجتي إِلَى فُلَانٍ، فَتَرَكَ الطَّوَافَ وَذَهَبَ مَعَهُ، فَلَمَّا ذَهَبَ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ حَاسِدًا لِلرَّجُلِ الَّذِي ذَهَبَ مَعَهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، تَرَكْتَ الطَّوَافَ وَذَهَبَتَ مع فلان إلى حَاجَتِهِ؟ قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ، عليه السلام: وَكَيْفَ لَا أَذْهَبُ مَعَهُ؟ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ ذَهَبَ فِي حَاجَةٍ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فَقُضِيَتْ حَاجَتُهُ كُتِبَتْ له حَجَّةً وَعُمْرَةً، وَإِنْ لَمْ تُقْضَ له كُتِبَتْ لَهُ عُمْرَةٌ فَقَدِ اكْتَسَبْتُ حِجَّةً وَعُمْرَةً وَرَجَعْتُ إِلَى طَوَافِي.
167-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَيْضُ بْنُ الْفَضْلِ، مولى بَجِيلَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ إسْمَاعِيلَ،
عن عَامِرٍ الشَّعْبِيُّ، عَنْ مَسْرُوقِ بْنِ الأَجْدَعِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آتٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنِّي مُطَاعٌ فِي قَوْمِي، فما آمُرُهُمْ؟ قَالَ: مُرْهُمْ بِإِفْشَاءِ السَّلَامِ، وَقِلَّةِ الْكَلَامِ إِلَاّ فِيمَا يَعْنِيهِمْ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَعَمَّ أَنْهَاهُمْ؟ قَالَ: انْهَهُمْ عَنْ قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ.
قَالَ السَّرِيُّ: [19/أ] الْمَالُ: الْحَيَوَانَ من ملك منه شيئًا، فليحسن إليه، ومن كرهه فليبع. وَانْهَهُمْ عَنْ عُقُوقِ الأُمَّهَاتِ، وَمَنْعٍ وَهَاتِ، وَوَأْدِ الْبَنَاتِ.
168-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا هُرَيْمٌ بن سُفْيَانَ، عن عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَرر، عَنِ الْحَسَنِ؛ أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لَا نِكَاحَ إِلَاّ بِوَلِيٍّ وَشَاهِدَيْ عَدْلٍ.
169-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصحة والْفَرَاغُ.
170-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَازِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ يُونُسِ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ حَازِمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ الْغِفَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمِّي حَمَادَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَت: سَمِعْتُ عَمَّتِي ، تَقُولُ: كَانَتْ أُمُّ لَيْلَى يصبغ لها درعها وخمارها وملحفتها فِي كُلِّ شَهْر، وَتَخْتضب يَدَيْهَا وَرِجْلِيهَا غَمْسَة، قالت: عَلَى ذَا بَايَعْنَا [19/ب] رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
قَالَ: وَكَانَتْ فِي يَدهَا مَسَكَتَان مِنْ ذَهَبٍ كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهَما مِنَ الْفَيْءِ.
171-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عن مُغِيرَةَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ، عَنِ الْعُرْسِ، عن عدي، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: سيليكم بعدي ولاة يعملون أعمالا تنكرونها، فمن أنكر سلم، وَمَنْ غَابَ عَنْهَا فَرَضِيَهَا، كَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا.
172-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْفَزَارِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ هَارُونَ البُرْجُمِيُّ، عَنْ إسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِير، قَالَ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى مَا بَايَعَتْ النِّسَاءُ، فَمَنْ مَاتَ مِنَّا وَلَمْ يَأْتِ شَيْئًا مِنْهُنَّ: ضَمِنَ لَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ مَاتَ مِنَّا وَأَتَى شيئًا منهن فَأُقِيمَ عَلَيْهِ الْحَدُّ فَهُوَ كَفَّارَتُهُ وَمَنْ مَاتَ مِنَّا وَأَتَى شَيْئًا مِنْهُنَّ فَسُتِرَ عَلَيْهِ فَعَلَى اللهِ حِسَابُهُ.
173-
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سريج بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: قَالَ سُفْيَانُ: وددت أن يدي قطعت من المنكبين، ولم أدخل في الحديث.
174 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، [20/أ] قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حدثنا محمد بن أبان الجعفي، عن علقمة بن مرثد، عن العيزار بن جرول التِّنْعي، قَالَ: لما قدم المختار بن أبي عبيد، كنا - أيها الحي - ممن سارع إليه، فبلغ ذلك سويد بن غفلة الجعفي، قال: فأتانا في مسجدنا فقال: يا معشر تِنْعَة إن لكم علينا حقًا وقرابةً وجوارًا، وقد بلغني أنكم أسرعتم إلى هذا الرجل، والله ما أحدثكم إلا ماسمعت منه، قال: بينا أنا أسير في طريق مكة إذ غمزني غامز بقضيب بين كتفي، فالتفت فإذا المختار بن أبي عبيد، فقال: يا شيخ ما تقول في ذلك الشيخ؟ قَالَ: قلت: أي شيخ؟ قَالَ: علي بن أبي طالب، قَالَ: قلت: ما أقول فيه أشهد الله أني أحبه بسمعي وبصري ولساني وقلبي، قَالَ: وأنا أشهد أني أبغضه بسمعي وبصري ولساني وقلبي، قَالَ: فقال القوم لسويد: أبيت والله إلا تثبيطا على آل محمد وتزيينًا لنقبل حرَّاق المصاحف، قال: فقال سويد: أما إن قلتم هذا فوالله لا أحدثكم إلا ما سمعت من علي بن أبي طالب، قالوا: وما سمعت منه؟ قَالَ: سمعته يقول: يا أيها الناس الله الله والغلو في عثمان، فالله ما حرقها إلا عن ملأ منا من أصحاب محمد جمعنا [20/ب] فقال: ما ترون في هذه القراءة التي قد اختلفت فيه الناس، يلقى الرجل الرجل، فيقول: قراءتي خير من قراءتك قراءتي أفضل من قراءتك، وإن هذا شبيه بالكفر، وإنكم إن اختلفتم اليوم كان من بعدكم أشد اختلافًا، قَالَ: قلنا فما الرأي يا أمير المؤمنين؟ قَالَ أرى أن أجمع الناس على أمر واحد قَالَ: قلنا الرأي أصبت، فأرسل إلى زيد بن ثابت، وسعيد بن العاص فقال: يملي أحدكما ويكتب الآخر، فإذا اختلفتما في شيء فارفعاه إليَّ، فوالله ما اختلفا إلا في حرف في كتاب الله في سورة البقرة، قَالَ أحدهما: التابوت، وقال الآخر: التابوه، فرفعاه إليه فقال: التابوت، قَالَ: قَالَ علي والله لو وليت مثل الذي ولي لصنعت مثل الذي صنع قَالَ: فقال القوم لسويد: الله الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا من علي؟ فقال: الله الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا من علي، عليه السلام.
175 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عُمر الْقَصِيرُ الْغَنَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا كلاب بن الوليد، عن جده يحيى بن شيبة، قَالَ: انبثق بثق بالفرات بأعلى الكوفة، فخرج علي، عليه السلام، راكبً يريده [21/أ] وجعل، لا يمر بحي من الأحياء إلا قاموا معه، فمر بثقيف وهم جلوس، فلم يقوموا معه، فأتى البثق، فَسَدَّهُ، ثم أقبل راجعًا، فمر بهم وهم جلوس على حالهم، فوقف عليهم، والناس معه، فقال من يشتري مني هؤلاء العبيد بني العبيد القصار الخدود، اللئام الجدود، بقية ثمود، ثم قال: إنما كان ثقيف عبد أبق، فثقف.
176 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بن جعفر، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ ، قَالَ: أَخْبَرَنِي صَالِحُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم طَلَّقَ حَفْصَةَ، ثُمَّ رَاجَعَهَا.
177 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الأحمر، عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، وعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأََنْصَارِيِّ، قَالا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: حَقُّ عليٍّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، حَقُّ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ.
178 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ قَيْسٍ الْحجري، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الْعَلَاءِ، عَنْ سهيلِ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ بَنِي أَزْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى الْوَالِي [21/ب] مِنْ بَعْدِي لَمَا رَقَّ عَلَى جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ، فرَحِمَ صَغِيَرهُمْ، وَأَجَلَّ كَبِيرَهُمْ، وَأَعْظم عالمهم، لَا يَضْرِبْهُمْ فَيُذلَّهُمْ، وَلَا يُجَمِّرهم فَيَقْطَعَ نَسْلَهُمْ، وَلَا يُغْلَقْ بَابَهُ دُونَهُمْ فَيَأْكلَ قَوِيُّهُمْ ضَعِيفَهُمْ، وَلَا يَجْعَلِ الْمَالَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْهُمْ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللَّهُمَّ اشْهَدْ.
يتلوه في أول الرابع من أجزاء الشيخ أبي القاسم - إن شاء الله - حَدَّثَنَا يَعْقُوبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسِيدُ بْنُ زَيْدٍ الْجَمَّالُ.
والحمد لله رب العالمين، وصلواته على سيدنا محمد وآله الطاهرين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل. [22/أ]