الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سميت لاجتماعها من قولهم فلان يتقرش مال فلان أي يجمعه شيئا الى شيء [1] .
وأما نسبتها فقالوا: قريش ولد مالك ابن النضر بن كنانة [2] . وقالوا: هم من ولد فهر بن مالك، ورجحه الزبير بن بكار، وغيره [3] . واعتمد جمهور النسابين ان أبا قريش هو النضر بن كنانة بن خزيمة ابن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
وتنقسم قريش الى قسمين عظيمين:
قريش البطاح، وقريش الظواهر، فقريش البطاح الذين ينزلون الشعب بين أخشي مكة، وقريش الظواهر الذين ينزلون خارج الشعب. أما قريش البطاح فهي قبائل كعب بن لؤي، وهم: بنو عبد مناف، بنو عبد العزّى، بنو عبد الدار، بنو زهرة، بنو تيم، بنو مخزوم، بنو جمح، بنو سهم ابني عمرو بن هصيص بن كعب، وبنو عدي بن كعب.
وأما قريش الظواهر فهي: قبائل بني عامر بن لؤي بن يخلد بن النضر، وهم:
الحارث ومالك، وقد درجا، والحارث ومحارب ابنا فهر، وتيم الأدرم بن غالب بن فهر، وقيس بن فهر، وقد درج [4] ويرجع الفضل لجمع قريش، وجعلها قبيلة عزيزة الجانب، عظيمة الشأن، الى ذلك الرجل العظيم قصي، فقد جمع قريشا من متفرقات مواضعهم من شبه جزيرة العرب، واستعان بمن أطاعه من أحياء العرب، على حرب خزاعة، واجلائهم عن البيت، وتسليمه الى قصي، فكان بينهم قتال كثير ودماء غزيرة، ثم تداعوا الى التحكيم، فحكم بأن قصيا أولى بالبيت من خزاعة، فولي البيت، وجمع قومه من منازلهم الى مكة، وتملك على قومه، وأهل مكة.
ومن أشهر أيامهم:
أيام الفجار، كان عددها أربعة أفجرة في الأشهر الحرم كانت بين قريش، ومن معها من
[1] الفائق للزمخشري ج 2 ص 166
[2]
الأنساب للسمعاني ق 434- 1.
[3]
البيان والاعراب للمقريزي ص 39.
[4]
قال القلقشندي في نهاية الأرب:
قد صار من قريش الى زمن الإسلام عدة قبايل، وهم: بنو الحارث بن فهر، بنو خزيمة، بنو عائدة، بنو سامة، بنو لؤي بن غالب، بنو عامر بن لؤي، بنو عدي بن كعب بن لؤي، بنو سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي، بنو جمح، بنو مخزوم، بنو تميم بن مرة، بنو زهرة بن كلاب، بنو أسد بن عبد العزى، بنو عبد الدار، بنو نوفل، بنو المطلب، بنو أمية، بنو هاشم، ثم تفرق من هؤلاء بعد الإسلام بطون كثيرة.
كنانة، وبين قيس بن عيلان، وكانت المدّبرة على قيس. فلما قاتلوا قالوا:
فجرنا فسميت فجارا.
ومن ايامهم: يوم العنب كان بينهم، وبين بني عامر. ويوم نكيف من نواحي مكة، كان بين قريش، وكنانة، فهزمت قريش بني كنانة، وكان صاحب أمر قريش عبد المطلب.
وعقدت قريش حلفا دعي بحلف الفضول على نصرة كل مظلوم.
ووفد عبد المطلب مع قريش الى صنعاء، ليهنؤا سيف بن ذي يزّن الحميري برجوع الملك اليه.
وحاربت قريش الرسول (ص) في عدة غزوات منها: غزوة بدر، وقد هزمت المسلمون قريشا وأسرت عددا منهم، وغزوة أحد، وكانت في شوال من سنة ثلاث، وكان رسول الله (ص) في سبعمائة، وقريش في ثلاثة آلاف.
واجتمعت قريش، وغطفان، واليهود، على حرب النبي (ص) في سنة 4 أو 5 هـ وسميت تلك الحرب بغزوة الخندق، أو الأحزاب. وكان عدد قريش، وأحلافها عشرة آلاف، وعدد المسلمين ثلاثة آلاف.
وحاربت قريش النبي (ص) سنة سبع من الهجرة، وسميت تلك الحرب بغزوة الحديبية. وتعد قريش قبيلة تجارية، فكان لها رحلتان: رحلة بالشام (1) الى اليمن، ورحلة الى الشام بالصيف.
وكانت تتجر الى الحبشة، وكانت قريش لا تتاجر الا مع من ورد عليها مكة في المواسم، وبذي المجاز، وسوق عكاظ في الأشهر الحرم، لا تبرح دارها، ولا تجاوز حرمها للتحمس في دينهم، والحب لحرمهم، والألف لبيتهم، ولقيامهم بجميع من دخل مكة بما يصلحهم.
وأما بلاغة قريش فقد أجمع العلماء بكلام العرب، والرواة لاشعارهم.
والعلماء بلغاتهم وأيامهم، ان قريشا أفصح العرب السنة، وأصفاهم لغة، فكانت قريش مع فصاحتها، وحسن لغاتها، ورقة ألسنتها، إذا أتتهم الوفود من العرب تخيروا من كلامهم، وأشعارهم، أحسن لغاتهم، وأصفى كلامهم، فاجتمع ما تخيروا من تلك اللغات الى سلائقهم التي طبعوا عليها، فصاروا بذلك أفصح العرب.