المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌مقدمة الناشر (1) أربع سنوات مضت منذ ظهر الجزء - مفرج الكروب في أخبار بني أيوب - م ٢

[ابن واصل]

الفصل: بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌مقدمة الناشر (1) أربع سنوات مضت منذ ظهر الجزء

بسم الله الرحمن الرحيم

‌مقدمة الناشر

(1)

أربع سنوات مضت منذ ظهر الجزء الأول من هذا الكتاب، وقد كنت أقدر أن يظهر هذا الجزء الثانى بعد سنة أو سنتين على أكثر تقدير، لولا أننى شغلت خلال هذه السنوات الأربع بأعمال علمية أخرى كثيرة (1)، ولولا أننى قضيت بعض هذه السنوات في رحلتين إلى المشرق وإلى المغرب، ففى إبريل سنة 1944 أرسلتنى جامعة الإسكندرية لأكون ممثلها في مؤتمر الدراسات العربية والإسلامية الذى عقدته ودعت إليه جامعة بشاور بالباكستان، وانتهزت هذه الفرصة النادرة فطوّفت في بلدان الشرق الإسلامى للتعرف على ما بها من آثار الحضارة الإسلامية، فزرت الهند وباكستان وأفغانستان وإيران والعراق وسوريا ولبنان، وكانت زيارة خاطفة سريعة استغرقت شهرين من الزمان لم

(1) أشير هنا إلى بعض هذه الأعمال، وهى (The Fatimid Doeuments as a Sonroo for the Hi ory of the Fatimids and their Institntions. (Bulletin of the Faculty of Arts،Alexandia University.Vol. VIII،1954،P.P.1 - 21)

الوثائق الفاطمية، مصادر جديدة لدراسة تاريخ الفاطميين (المجلة التاريخية المصرية، المجلد الخامس، 1956) - الذهب المسبوك في ذكر من حج من الخلفاء والملوك، لتقى الدين أحمد بن على المقريزى (المجلد الثالث من مكتبة المقريزى الصغيرة) نشر جمال الدين الشيال. القاهرة 1955 - إناثة الأمة بكشف الغمة. للمقريزى (المجلد الرابع من مكتبة المقريزى الصغيرة، نشر زيادة والشيال، الطبعة الثانية. القاهرة 1957

ص: 5

أر فيهما إلا العواصم وبعض المدن الكبرى (1) وما بها من مساجد ومعاهد وآثار ومكتبات ومتاحف، ومع هذا فقد أفدت منها فوائد جمة.

وفى سنة 1955 حصلت على منحة دراسية من مؤسسة روكفلر الأمريكية، ورحلت في سبتمبر من تلك السنة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فقضيت فيها وفى كندا ستة أشهر زرت فيها أهم الجامعات (2)، وخاصة تلك التي تعنى بدراسات الشرق الأدنى، أو تلك التي تضم مكتباتها مجموعات من المخطوطات العربية، وفى عودتى قضيت شهرا في لندن وباريس لزيارة مكتبة المتحف البريطانى والمكتبة الأهلية، وأشهد أننى أفدت من هذه الرحلة الثانية كذلك فوائد كثيرة.

ومع هذا لم تشغلنى هذه الأعمال العلمية أو هذه الرحلات عن ابن واصل ومفرج كروبه، فكنت أعود إليه كلما وجدت سانحة من وقت فراغى، بل لقد اصطحبت تجارب الطباعة لهذا الجزء الثانى معى إلى الولايات المتحدة، وصححت جزءا كبيرا منها اثناء مقامى في جامعتى ييل وبرنستون.

وبعد فإنى أسوق هذا الحديث عذرا للأصدقاء الكرام الذين استبطأوا إخراج هذا الجزء الثانى، وظنوا بى الظنون فحسبوا أننى انصرفت عنه أو تكاسلت عن العمل على إتمامه، فلعلهم يرضون، ولعلهم يغذرون.

(1) المدن التي زرتها خلال هذه الرحلة هى: البصرة، كراتشى، بشاور، لاهور، دهلى، أجرا، كابل، غزنة، قندهار، هرات، إسلام قلعة، مشهد، طهران، بغداد، دمشق، بيروت.

(2)

الجامعات والمكتبات والمعاهد والمدن التي زرتها هى: جامعة ييل ومكتبتها، جامعة برنصتون ومكتبتها، جامعة هارنارد ومكتبتها، مكتبات نيويورك، معهه الدراسات الإسلامية في مونتريال بكندا، مدينة تورنتو بكندا، جامعة متثجن (آن أوبر) ومكتبتها، جامعة شيكاجو ومكتبتها، مكتبة الكونجرس في واشنطن

ص: 6

(2)

وقد خرج هذا الجزء الثانى ضخما، فصفحاته (وتبلغ 545 صفحة) ضعف صفحات الجزء الأول، وذلك لأننى أردت أن يكون شاملا لعصر صلاح الدين كله من سنة 567 هـ - وهى السنة التي توفى فيها نور الدين، وأصبح صلاح الدين مستقلا من الناحية الواقعية بحكم مصر - إلى سنة 589 هـ، وهى سنة وفاة صلاح الدين.

فهذا الجزء إذن تاريخ لصلاح الدين وجهوده الكبيرة التي بذلها لتكوين الجبهة الإسلامية المتحدة، وجهاده الأعظم ضد قوى الصليبيين الذى توّج أخيرا بانتصاره الحاسم الرائع في موقعة حطين، واسترداده البيت المقدس بعد أن ظل تحت حكم الصليبيين قرابة قرن من الزمان.

وهذا الجزء بمعنى آخر تأريخ لدولة صلاح الدين التي كانت تضم مصر والشام والجزيرة وبرقة واليمن وبلاد العرب، ثم هو تأريخ للبلاد المجاورة لهذه الدولة وما كان بين هذه وتلك من علاقات ود وصداقة، أو علاقات نزاع وتخاصم، فقد أفرد المؤلف فصولا للحديث عن بقايا البيت الأتابكى في حلب والموصل، ونزاع صلاح الدين مع أفراد هذا البيت في سبيل تكوين الجبهة الإسلامية الموحدة استعداد للجهاد الأعظم ضد العدو الأكبر، وفى هذا الجزء فصول أخرى عن اليمن، وحكامه من البيت الأيوبى، وأحواله الداخلية، وعلاقاته بمصر؛ وفصول أخرى عن محاولات تقى الدين عمر - ابن أخى صلاح الدين - وجنوده لفتح برقة ومدّ هذا الفتح في أقاليم المغرب المجاورة، وموقف صلاح الدين من هذا الفتح.

وفى هذا الجزء إشارات كثيرة إلى الخلافة العباسية وإلى العلاقات بينها وبين صلاح الدين، وما أصابها أحيانا - وخاصة في عهد الخليفة الناصر لدين الله - من فتور.

ص: 7

وأشار ابن واصل إلى الرسائل التي أرسلها صلاح الدين عندما اشتد به الضيق أثناء حصار عكا إلى خليفة المغرب الموحدى يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن يسأله فيها أن يمده بمدد من أسطوله (1)، وإلى علاقات الود التي قامت بين صلاح الدين وامبراطور بيزنطة والرسائل المتبادلة بينهما، وإقامة الخطبة لصلاح الدين على منبر المسجد الموجود في القسطنطينية؛ وإلى علاقاته بدولة سلاجقة الروم المجاورة لملكه، وبسلاطينها.

وهذا الجزء يعنى أيضا بالحديث عن علاقات الخصومة والعداء بين صلاح الدين والإمارات الصليبية، ثم بينه وبين الحملات الصليبية وملوك أوربا الذين تزعموا هذه الإمارات وهذه الحملات في نضالها.

ولم تكن حياة صلاح الدين جهادا وحربا كلها، بل لقد كان الرجل منشئا بين المنشئين، وبنّاء بين البنائين، وراعيا للعلم والحضارة بين الراعين، لهذا نجد في هذا الجزء إشارات كثيرة لمنشآته وعمائره ومبانيه في مدن مصر والشام المختلفة من مدارس وخانقاوات وبيمارستانات وقلاع وأسوار، وخاصة في القاهرة والإسكندرية ودمياط وأيلة والقدس ودمشق. . . إلخ.

وقد أفلح ابن واصل في رسم صورة واضحة لصلاح الدين البطل المجاهد، والإنسان، والقائد المحارب، والزاهد المتعبد، والعالم المحصل الذى يسعى لسماع الحديث وكتاب الموطأ على المحدثين الكبيرين السلفى وابن عوف، والذى يرعى العلم والعلماء.

وهذا الجزء سجل كبير لدراسة حياة كبار رجال الدولة من الأسرة الأيوبية من أمثال: تقى الدين عمر بن شاهنشاه - ابن أخى صلاح الدين -، وتاج الملوك بورى وشاهنشاه، وطغتكين، وتورانشاه، والعادل أبى بكر - أخوة

(1) أنظر نصوص هذه الرسائل كاملة في ملاحق هذا الجزء، ص 496 - 517

ص: 8

صلاح الدين -، وحياة كبار العلماء في العصر الصلاحى، من أمثال: كمال الدين الشهرزورى، وابن أبى عصرون، والقاضى الفاضل، وبهاء الدين بن شداد، وتاج الدين الكندى، وعماد الدين الأصفهانى. . . إلخ.

- وفى هذا الجزء إشارات كثيرة قيمة للجيش والأسطول في عصر صلاح الدين، وللجيش والأسطول عند الصليبيين، ولأدوات القتال الكثيرة المختلفة عند الفريقين، ولفن الحرب والفروسية بوجه عام في هذا العصر الوسيط.

ويمتاز هذا الجزء كذلك بعنايته أو انفراده أحيانا بمعالجة بعض النواحى الهامة:

- ففى صفحة 276 إشارة إلى بعض محاولات الشيعة اليائسة لإعادة الدولة الفاطمية.

- وابن واصل يعنى في هذا الجزء - كما عنى في الجزء الأول - بالتأريخ تفصيليا لمدن الشام الكبرى، وخاصة حماة وحلب وحمص والقدس وبعلبك. . . إلخ، فيتتبع تاريخها كلما ورد ذكرها، ويورد دائما ثبتا بأسماء من حكموها ويصل بهم إلى الوقت الذى كان يؤلف فيه الكتاب (1).

- وفى ص 84، وص 206 إشارات واضحة إلى أن أعلام الدولة والجيش في عصر صلاح الدين كانت صفراء اللون.

- وفى ص 343، وصف دقيق وطريف للعلم الصليبى.

- وفى ص 282 و 283 إشارة إلى أن بعض أمراء الصليبيين بدأوا يتعلمون اللغة العربية ويتثقفون بالثقافة الشرقية، ويناقشون في الأمور الدينية الإسلامية،

(1) أنظر مثلا فيما يلى ص 127، هامش 2.

ص: 9

فهو يقول عند حديثه عن «أرناط» صاحب صيدا وشقيف أرنون: " وكان صاحب دهاء ومكر، وكان من كبار الفرنج وعقلائهم، عارفا بالعربية، وعنده اطلاع على شىء من التواريخ والأحاديث. . . قال القاضى بهاء الدين: وكان يناظرنا في دينه ونناظره في بطلانه، وكان حسن المحاورة، متأدبا في كلامه. . . إلخ "

- وقد انفرد ابن واصل هنا بالقول إن الخليفة العباسى الناصر لدين الله كان شيعيا، وذكر أن هذا كان السبب الذى دفعه إلى عزل ابنه أبى نصر محمد من ولاية العهد؛ وقد علّقت (1) على هذا الرأى مناقشا ومقارنا، لأننى لم أجد أحدا من المؤرخين المعاصرين الآخرين يوافقه عليه (2).

- وفى ص 353 نص هام وطريف يشير إلى كثرة الأجناس الأروبية التي اشتركت في الحملة الصليبية الثالثة، وإلى تعدد ألسنة الجنود واختلاف لغاتهم، وإلى الصعوبات التي كان يجدها رجال صلاح الدين عند استجواب الأسرى أو المستأمنين من هؤلاء الجنود؛ يقول النص:«فاجتمع في هذه الجموع من الجيوش الغربية والألسنة الأعجمية من لا يحصر معدوده، ولا يتصور في الدنيا وجوده. . .، حتى إنه إذا أسر الأسير، واستأمن المستأمن احتيج في فهم لغته إلى عدة تراجم، ينقل واحد عن آخر، ويتولى ثان ما يقول أول، وثالث ما يقول ثان. . . إلخ» .

- وهذا الجزء دليل واضح على أن فن المفاوضات عند الانجليز فن قديم عتيق، يرجع تاريخه وتمتد جذوره إلى العصور الوسطى، فقد عنى ابن واصل

(1) راجع فيما يلى هنا ص 281، هامش 4

(2)

تفضل الصديق الكريم الأستاذ الدكتور مصطفى جواد فنبهنى إلى هذه الحقيقة، وأرشدنى إلى المراجع التي ترجمت للخليفة الناصر ولم تشر إلى تشيعه.

ص: 10

تفصيل الحديث عن المفاوضات المصرية الانجليزية (1) على عهد صلاح الدين ورتشارد، وهى المفاوضات التي ختمت بها الحملة الصليبية الثالثة والتي انتهت بصلح الرملة وعودة رتشارد إلى بلاده.

- وفى ص 315 - 316 نصوص هامة تتضمن وصفا تفصيليا لبعض أدوات القتال في العصر الصليبى، فهى بهذا تفيد من يريد التأريخ لفن الحرب في ذلك العصر فائدة كبيرة.

- ومن هذا القبيل ذلك النص الوارد في ص 395 والذى يدل على أن جيش صلاح الدين عرف نظام " التركبلى "(2)

(3)

وقد اعتمدت نسخة كمبردج - المرموز لها بحرف ك - أصلا للنشر في هذا الجزء، واتخذت من نسخة باريس رقم 1702 - المرموز لها بحرف س - أصلا ثانيا لمقارنة النص عليه وضبطه كلما اتفقت صفحات النسختين، وذلك لأن هذه النسخة الباريسية - كما سبق أن بينت في مقدمة الجزء الأول - مضطربة الصفحات، كثيرة الخروم (3)

وعند انقطاع الصلة بين النسخة الأصلية والنسخة الباريسية كنت أرجع إلى المصادر الأخرى المعاصرة التي أخذ عنها المؤلف واتخذها أصلا ثانيا للمقارنة والضبط والتقويم.

(1) راجع ما بلى هنا، ص 355 وما بعدها، وص 390 وما بعدها.

(2)

هذا مصطلح ونظام حربى هام عرفته جيوش بيزنطة، وجيوش الصليبيين، وجيوش الأتابكة والأيوبيين والمماليك، وعلى الرغم من أهميته لم يشر إليه ولم يفطن إليه أحد ممن أرخ للحروب الصليبية أو ممن نشر الأصول التاريخية العربية لهذا العصر - من المؤرخين والناشرين الشرقيين -، وقد قدمت في هذا الجزء لأول مرة تحقيقا لهذا المصطلح وشرحا دقيقا لهذا النظام، راجع فيما يلى، ص 149، هامش 1، وص 395، هامش 4

(3)

راجع ص 9 - 11 من مقدمة الجزء الأول.

ص: 11

وقد اتخذت نسخة " ك " أصلا للنشر لأسباب كثيرة ذكرتها في مقدمة الجزء الأول، لعل أهمها أن النص فيها - دون غيرها من نسخ الكتاب - متصل غير منقطع، كامل غير منقوص، وحتى الأجزاء المتشابهة في النسختين تجدها في بعض الأحيان أكمل في نسخة " ك " منها في نسخة " س "(1).

ومع هذا فان نسخة " س " لم تخل من فائدة، فقد وجدت أنها تمتاز أحيانا بوجود زيادات لها أهميتها لتوضيح النص (2)، وقد أثبتها في المتن بين حاصرتين وأشرت في الهوامش إلى صفحاتها.

(4)

وابن واصل لم يكن معاصرا لحوادث هذا الجزء، ولذلك فهو لا يزال ينقل عن غيره، والمصادر التي ينقل عنها هنا قليلة محدودة معروفة، وكلها مصادر معاصرة لها أهميتها، وأهمها:

- البرق الشامى للعماد الأصفهانى.

- والسيرة اليوسفية لبهاء الدين بن شداد.

- والكامل في التاريخ لابن الأثير.

- ومراسلات القاضى الفاضل.

وقد صرح ابن واصل باسم المؤلف والكتاب اللذين ينقل عنهما أحيانا، واكتفى بالنص على اسم المؤلف أحيانا أخرى، وأهمل الإشارة إلى هذا أو ذاك أحيانا ثالثة، غير أننى تتبعته تتبعا مستمرا، واتخذت من هذه المراجع

(1) راجع مثلا فيما يلى ص 25، هامش 6، وص 33، هامش 1

(2)

راجع على سبيل المثال فيما يلى هنا، ص 35، هامش 2، ص 109، هامش 1، ص 270 هامش 1، ص 316، هامش 1 و 3

ص: 12

جميعا نسخا أخرى لمقارنة النص وضبطه وتقويمه، وأثبت هذه المقارنات والفروق والتصحيحات في الهوامش دائما، ثم دأبت على وضع خط تحت المراجع التي أخذ عنها المؤلف كلما ذكر ذلك ليتمكن الباحث من متابعة هذه المصادر وهذه النقول.

وقد لا حظت أن للرجل - رغم نقوله - منهجا واضحا يعتمد على النقد والمقارنة والمفاضلة بين النصوص، واختيار الأفضل والأوثق، فهو لا ينقل أخبار الحادثة الواحدة عن مرجع واحد، بل يبدأ النقل عن مرجع ما، فيأخذ منه سطورا، ثم ينتقل إلى غيره فينقل سطورا أخرى، وقد يعود إلى المرجع الأول فيأخذ عنه، أو قد يتم النقل عن مرجع ثالث أو رابع، وهكذا (1)، وهو أثناء هذا كله يقارن بين النصوص ويشير إلى الفروق بين آراء المؤرخين ويأخذ بالرأى الذى يراه هو صحيحا، مع تبرير هذا الاختيار (2).

ولم أكتف بمقارنة المتن على المراجع السابقة التي نص المؤلف على الأخذ عنها بل راجعته أيضا على مصادر معاصرة أخرى لم يشر إليها، مثل: مرآة الزمان لسبط ابن الجوزى، والروضتين لأبى شامة، لإيضاح أوجه الشبه والخلاف ولتنوير المتن وشرحه وضبطه.

ومن مصادر ابن واصل في هذا الجزء بعض تجاربه الشخصية، وبعض الروايات الشفهية التي ينقلها عن أصدقائه ومعاصريه، ومثال ذلك ما نقله عن فخر الدين بن بصاقة فيما يتعلق بكنيسة القيامة والاعتقاد في نزول النور من السماء في يوم سبت النور وهو اليوم السابق لعيد الفصح (3).

(1) راجع ص 81، هامش 2

(2)

راجع مثلا، ص 40، 41

(3)

أنظر ص 231 - 232

ص: 13

(5)

وكان منهجى في نشر هذا الجزء هو نفس المنهج الذى اتبعته عند نشر الجزء الأول، فقد أخذت نفسى - بعد ضبط المتن وتقويمه - بضبط الآيات القرآنية الواردة في الكتاب، وتخريجها وذكر أرقامها وأرقام سورها في الهوامش.

وهذا الجزء ملىء بالمقطوعات الشعرية للشعراء المعاصرين من أمثال العماد الأصفهانى (1)، ونشو الدولة على بن مفرج المنجم المصرى (2)، وأبى على الحسن بن على الجوينى (3)، وبهاء الدين أبى الحسن على بن الساعاتى (4)، وسبط بن التعاويذى (5)، وجمال الدين أبى غالب محمد بن سلطان بن الخطاب المقرئ (6)، وتاج الدين أبى اليمن الكندى (7) وابن سناء الملك (8)، والشريف الجوانى (9) محمد بن أسعد بن على، وابن رواحة (10)، والقاضى الفاضل عبد الرحيم بن على البيسانى (11)، ومحى الدين بن زكى الدين (12)، والملك

(1) أنظر ص 30، 33، 36، 41، 43، 49، 56، 62

(2)

أنظر ص 48

(3)

أنظر ص 78

(4)

أنظر ص 83، 198، 234، 404

(5)

أنظر ص 89

(6)

أنظر ص 99

(7)

أنظر ص 125

(8)

أنظر ص 137، 145، 160، 234

(9)

أنظر ص 233

(10)

أنظر ص 301

(11)

أنظر ص 66

(12)

أنظر ص 145

ص: 14

المظفر تقى الدين عمر بن شاهنشاه (1). . . إلخ. . . إلخ، وقد بذلت الجهد كل الجهد لضبط هذا الشعر بالشكل بعد معارضته على دواوين هؤلاء الشعراء - إن وجدت -، أو على الكتب التاريخية أو الأدبية التي تضم هذه المقتبسات الشعرية.

وللمقطوعات الشعرية التي يضمها هذا الجزء أهمية خاصة، فإن بعضها مما اتفرد ابن واصل بنقله، ولم أجده في المراجع التاريخية المعاصرة الأخرى، مثل قصيدة اين سناء الملك التي مطلعها:

وصفتك واللاجى يعاند بالعذل

فكنت أبا ذر، وكان أبا جهل

كذلك اختيار ابن واصل لأبيات بعض المقطوعات الشعرية يختلف عن اختيار غيره من المؤرخين، كأبى شامة في الروضتين مثلا، بمعنى أنه قد يختار في المقطوعة الواحدة أبياتا اختارها أبو شامة عند الاستشهاد بهذه المقطوعة، وقد يختار أبياتا يغفل ذكرها أبو شامة، وخير مثال لهذا قصيدة ابن سناء الملك التي مطلعها:

بدولة الترك عزّت ملّة العرب

وبابن أيوب ذلت شيعة الصّلب

وهذا الجزء بعد هذا كله يضم مجموعة طيبة من الشعر الذى قيل في مدح صلاح الدين والإشادة بذكره وجهوده التي توجت بفتح بيت المقدس.

(6)

وقد عملت كذلك على ضبط أسماء أمراء الصليبيين وملوكهم وقوادهم بالشكل، وأثبت هذه الأسماء بالحروف اللاتينيه في الهوامش مع الإشارة إلى المراجع ليرجع إليها القارئ إن أراد التأكد.

(1) أنظر ص 236، 237، 238

ص: 15

كما ضبطت أسماء الأعلام الإسلامية، وكثير منها تركى أو فارسى أو كردى، وشرحت معناها - إن كان لها معنى -، وترجمت للرجال البارزين ترجمات مختصرة من أمثال: القاضى كمال الدين بن الشهرزورى (1)، وعز الدين جرديك (2)، ونجم الدين الخبوشانى (3)، وأبى على الحسن بن على الجوينى (4) وبهاء الدين أبى الحسن على بن الساعاتى (5)، وسبط بن التعاويذى (6)، والأمير مبارك بن كامل بن منقذ (7)، وابن سناء الملك الشاعر (8)، وصدر الدين عبد الرحيم بن إسماعيل شيخ الشيوخ (9)، والنسابة الشريف الجوانى محمد بن أسعد (10)، وابن رواحة الشاعر (11)، وسيف الدين على بن أحد المشطوب (12) إلخ. . . إلخ.

وكذلك فعلت بالمواقع والأماكن والأعلام الجغرافية، فقد ضبطتها وعرفت بها في الهوامش، مع الإشارة في كل هذا إلى المصادر التي أخذت عنها ليرجع إليها من يريد التأكد أو الاستزادة.

(1) راجع ص 20، هامش 7، وص 49، هامش 1

(2)

أنظر ص 22، هامش 3

(3)

أنظر ص 55، هامش 1

(4)

أنظر ص 78

(5)

أنظر ص 83

(6)

أنظر ص 89، هامش 1

(7)

أنظر ص 102، هامش 2

(8)

أنظر ص 137، هامش 3

(9)

أنظر ص 162، هامش 3

(10)

أنظر ص 233، هامش 1

(11)

أنظر ص 300، هامش 3

(12)

أنظر ص 410، هامش 1

ص: 16

(7)

وهذا الجزء من مفرج الكروب يتضمن عددا كبيرا من الوثائق الرسمية، ومعظمها بقلم القاضى الفاضل أو العماد الأصفهانى، من الرسائل المتبادلة بين صلاح الدين والديوان العزيز (أي الخلافة العباسية)، وبينه وبين إخوته في مصر أو اليمن، وبينه وبين أفراد البيت الأتابكى، وبينه وبين امبراطور بيزنطة، وبينه وبين خليفة المغرب الموحدى يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن.

وكان ابن واصل يشير إلى الوثيقة حينا ولا يثبتها، وكان يشير إلى الوثيقة حينا آخر ولا ينقلها كلها وإنما يقتبس منها الفقرات الهامة، وكان يشير إلى الوثيقة وينقلها كاملة حينا ثالثا؛ وهناك وثائق أخرى كثيرة لم يشر إليها ولم ينقل عنها، ومعظم هذه الوثائق موجودة في كتاب الروضتين لأبى شامة أو في كتاب صبح الأعشى للقلقشندى، ولهذا آثرنا أن ننقل بعض هذه الوثائق في مجموعة الملاحق في نهاية هذا الجزء، لأهميتها ولأنها تلقى أضواء جديدة (1) على عصر صلاح الدين في نواحيه المختلفة.

(1) بدأت الدعوة منذ سنوات لتنبيه الأذهان إلى أهمية الوثائق كمصادر أساسية وجديدة لدراسة التاريخ الإسلامى، وأخذت نفسى بمشروع ضخم لجمع الوثائق التاريخية لمصر الإسلامية في عصورها المختلفة ودراستها، وبدأت بالعصر الفاطمى، والمجموعة الأولى من الوثائق الفاطمية تحت الطبع الآن، وقد وجدت في نشر مفرج الكروب فرصة سانحة للتمهيد لجمع وثائق العصر الأيوبى، وقد ألحقت بهذا الجزء إحدى وعشرين وثيقة منها. وللتعرف على أهمية هذا الموضوع راجع:

Gamal Eldin EI - shayal : The Fatimid Documents as a Source for the History of the Fatimids and their Institutions (Bulletin of the FacuIty of Arts .Alexandria University،vol .VIII،1954)

وجمال الدين الشيال، الوثائق الفاطمية، مصادر جديدة لدراسة تاريخ الفاطميين (المجلة التاريخية المصرية، المجلد الخامس، 1956).

ص: 17

وأهم الوثائق التي نقلها ابن واصل كاملة أو منقوصة، أو التي أتينا بها في الملاحق:

- الرسالة التي أرسلها صلاح الدين إلى الخليفة العباسى بعد استقلاله بمصر سنة 570 هـ، يعدد فيها جهوده وفتوحه، ففى هذه الرسالة نص هام عن عدد السودانيين في الجيش المصرى في أواخر العصر الفاطمى، وفيها نص آخر يشير إلى استخدام الأرمن المسيحيين في الجيش الفاطمى.

- وأول خطبة خطب بها محى الدين بن زكى الدين في المسجد الأقصى بعد استعادة صلاح الدين للبيت المقدس، فهذه الخطبة في الحقيقة من أجمل ما قرأت ومن أجمل ما كان يمكن أن يقال في هذه المناسبة التاريخية العظيمة.

- والرسائل التي أرسلها صلاح الدين إلى خليفة المغرب الموحدى يعقوب ابن يوسف يستنجد به وبأسطوله، وذلك عندما اشتد حصار الصليبيين لمدينة عكا؛ فهذه الرسائل في الواقع تلقى أضواء جديدة على العلاقات بين صلاح الدين ودولة الموحدين في المغرب، ولأهميتها أثبتنا نصوصها كاملة في ملاحق هذا الجزء.

(8)

وهذا الجزء كسابقه ملىء بالمصطلحات الإدارية والحربية والاجتماعية التي كانت مستعملة في ذلك العصر، ومعظمها مأخوذ عن لغات غير عربية، كالتركية، والفارسية، واليونانية، وغيرها، مثل:

الدست (ص 1، هامش 6)، والبرك (ص 5، هامش 2)، والأسطول (ص 11، هامش 1)، والشينى (ص 13، هامش 1)، واليزك (ص 38، هامش 3) والجاليش (ص 41، هامش 1)، والكزاغند (ص 44، هامش 5) والخركاه (ص 45، هامش 2)، والطّلب (ص 59، هامش 3)، والقسطلان

ص: 18

(ص 76، هامش 3)، والبطسة (ص 77، هامش 1)، والباشورة (ص 80 هامش 2)، والبيكار (ص 95، هامش 1)، والقولنج (ص 106، هامش 3) واللالكة (ص 121، هامش 4)، والتركبلى (ص 150، هامش 3)، والنمجاة (ص 195، هامش 1)، والزنبورك (ص 244، هامش 1)، والجفتا (ص 258، هامش 1)، والزيار (ص 262، هامش 4)، والجماق (ص 266، هامش 3)، والطارقيات (ص 279، هامش 3)، والجاووش (ص 295، هامش 1)، والخربندة (ص 303، هامش 5)، والرزمة (ص 305، هامش 1)، والوطاق (ص 325، هامش 3)، والحراقة (ص 337، هامش 2)، والبركوس (ص 337، هامش 2)، والزردخاناه (ص 357، هامش 4)، والكبر (ص 365، هامش 1)، والبيرق (ص 397 هامش 2)، والزّربول (ص 398، هامش 5)، والإكديش (ص 427، هامش 1). إلخ. . . إلخ.

وقد شرحنا هذه المصطلحات (1) في الهوامش شرحا وافيا بقدر ما سمحت لنا به المراجع، وأشرنا إلى هذه المراجع في نهاية الشرح ليرجع إليها من أراد.

ولا زلت أرى وأكرر أن العناية بشرح هذه المصطلحات عند نشر الأصول التاريخية القديمة أمر واجب، لأن هذه المصطلحات من الأدوات الهامة التي لا يمكن لمن يريد التأريخ لنظم الحكم في العالم الإسلامى على تلك العصور الاستغناء عنها، وسنفرد لهذه المصطلحات فهرسا خاصا بها مع بقية الفهارس التفصيلية في نهاية الجزء الثالث بإذن الله.

(1) الكثير من هذه المصطلحات يشرح هنا لأول مرة شرحا وافيا مستفيضا مع ذكر المراجع، والكثير منها مصطلحات حربية لابد لمن يؤرخ لفن الحرب في تلك العصور من أن يتعرف عليها ويفهمها فهما دقيقا.

ص: 19

(9)

وفى هذا الجزء - كما كان في سابقه - نصوص تساعد الباحث على تحديد تاريخ تأليف الكتاب:

- ففى صفحة 35 نص يشير إلى أن المؤلف كان يكتب هذا الجزء من الكتاب بعد سنة 662 هـ.

- وفى صفحة 413 نص يشير إلى أن المؤلف كان يكتب هذا الجزء من الكتاب بعد سنة 663 هـ.

- وفى صفحة 75 نص صريح يقطع كل شك، ففيه ينص المؤلف على أنه بدأ يؤلف هذا الكتاب في سنة 671 هـ، فقد قال عند كلامه عن الملك المنصور الثانى صاحب حماة، الذى ألف الكتاب باسمه:" فقد مضى من مدة ملكه وملك آبائه إلى يوم تأليف هذا الكتاب، وهو سنة إحدى وسبعين وستمائة نحو من سبع وتسعين سنة ".

- وفى ص 127 نص آخر يشير إلى أنه كان يكتب هذا الجزء من الكتاب بعد تولى السلطان قلاوون الحكم، أي بعد سنة 678 هـ.

وفى هذا الجزء نصوص أخرى تلقى بعض الضوء على سيرة المؤلف وأسرته؟ ففى ص 407 نص يفيد أن الملك المعظم عيسى كان قد عين والد المؤلف سالم ابن واصل مدرسا بالمدرسة الصلاحية في بيت المقدس في سنة 622 هـ، وأن المؤلف نفسه جمال الدين كان مقيما في القدس مع أبيه إلى سنة 624 هـ.

وفى ص 231 - 232 نص هام يشير إلى زيارات المؤلف المتكررة لكنيسة القيامة أثناء مقامة في القدس.

ص: 20

بقيت نقطة أخيرة تتصل بالفهارس الأبجدية التفصيلية لهذا الجزء وللجزء السابق، وقد كنت وعدت في مقدمة الجزء الأول أن أنشر فهارس الجزئين معا في نهاية هذا الجزء، غير اننى رأيت أن هذا الجزء قد تضخم، ولو ألحقت به الفهارس لزادت ضخامته، لهذا آثرت أن أضع هذه الفهارس في نهاية الجزء الثالث - إن شاء الله - لتكون شاملة للأجزاء الثلاثة جميعا، وخاصة أننى أقدر أن يخرج الكتاب في ستة أجزاء، وبذلك يكون له فهرسان، يضم كل منهما ثلاثة من الأجزاء.

(10)

وبعد فهذا هو الجزء الثانى من مفرج الكروب، وهذا هو منهجنا في نشره، قد بذلنا الجهد، والوقت كل الوقت في دراسته وتحقيقه وإعداده للنشر، وإنا لنرجو مخلصين أن نكون أدينا الأمانة العلمية حق أدائها، ولا يستطيع أن يدرك قدر ما بذلنا من عناء إلا من عانى هذا النوع من العمل العلمى، والتزم هذا المنهج من التدقيق وتحرى الحقيقة، (ولا يدرك الشوق إلا من يكابده)، وأشهد أننى كنت أقضى أحيانا الأسبوع والأسبوعين بل والشهر جريا وراء مصطلح غامض أسعى لتحقيقه والتعريف به، والله نسأل أن يهبنا الصحة والقوة لإكمال هذا الكتاب، وأن ييسر مواطنينا في مصر والشرق، والمعنيين بدراسة هذه الحقبة من التاريخ بوجه عام للإفادة منه.

والحق أشهد أن الترحيب الذى قوبل به الجزء الأول في الأوساط العلمية في مصر، وفى المشرق والمغرب على حد سواء، وأن التشجيع الذى لقيته من الأصدقاء والزملاء؛ أشهد أن هذا كله كان له في نفسى الأثر أطيب الأثر مما دفعنى إلى الاستمرار قدما في سبيل إنجاز هذا الكتاب.

وقد تفضل بعض الزملاء والأصدقاء من أساتذة التاريخ فنقدوا الجزء الأول مشجعين ومقرظين، فنقده أستاذى الجليل لدكتور محمد مصطفى زيادة أستاذ

ص: 21

تاريخ العصور الوسطى ورئيس قسم التاريخ بجامعة القاهرة في مجلة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية (1)، ونقده الصديق الكريم الدكتور حسين مؤنس، أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة القاهرة، في مجلة المعهد المصرى بمدريد (2) ونقده الصديق العزيز الأستاذ كلود كاهن Claude Cahen أستاذ تاريخ العصور الوسطى في جامعة سترا سبورج،

في مجلة «Oriens - اورينز» (3).

وتفضل الصديق الكريم الأستاذ الدكتور مصطفى جواد، الأستاذ بدار المعلمين العالية ببغداد، فأرسل إلى خطابا خاصا فيه تقريظ وتقدير، وفيه نقد طويل مفصل يدل على علم غزير وعلى معرفة أكيدة نادرة بالمكتبة التاريخية الإسلامية، وقد نشرنا هذا النقد كاملا في نهاية هذا الجزء.

فإلى هؤلاء الأصدقاء جميعا وإلى كثيرين غيرهم أقدم أجزل آيات الشكر، وأرجو أن أكون قد أدركت ما فاتنى وحققت بعض ملاحظاتهم عند نشر هذا الجزء الثانى.

وأتقدم بالشكر الجميل كذلك إلى أستاذى الجليل، عميد المؤرخين المصريين، الأستاذ محمد شفيق غربال، وإلى المستشرقين الكبيرين: الأستاذ جب،

(1) انظر: (المجلة التاريخية المصرية، المجلد الرابع، العدد الأول، مايو 1951 - وإن كان هذا العدد قد تم طبعه في سنة 1954 - ، ص 252 - 257).

(2)

انظر: (صحيفة المعهد المصرى للدراسات الإسلامية في مدريد، المجلد الثانى، 1954، العدد 1 - 2).

(3)

Claude Cahen : Ibn Wasil (m .b .Salim،Gamal ad - Din) - Mufarrig al - Kurub fi Akhbar bani Ayyub .

ed .Gamal ad - Din as - Shayyal .Alexandria .Universite Fouad 1،1953. P. P. 24، 294 Dans : Oriens .vol .9،No .1،1956.

وانظر أيضا الترجمة العربية لهذا النقد في مجلة كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، العدد العاشر، 1956

ص: 22

الأستاذ بجامعة هارفارد، والأستاذ برنارد لويس الأستاذ بجامعة لندن، وإلى الصديقين الكريمين: السيد طاهر النعسانى من علماء حلب، والسيد قدرى كيلانى من علماء حماة، على كلمات التقدير والتشجيع التي تفضلوا جميعا بتقديمها إلى.

وأخص بالشكر أخيرا أستاذى الجليل الأستاذ الدكتور محمد مصطفى زيادة، فقد غمرنى بفضله مرة أخرى، وتفضل بمراجعة هذا الجزء الثانى والنظر فيه قبل تقديمه للمطبعة.

والله أسأل أن يوفقنى للعمل الصالح، ولخدمة هذا الوطن العربى العزيز وتاريخه

جمال الدين الشيال

الإسكندرية في 20 رمضان 1376 - 20 أبريل 1957

ص: 23