المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أمر ابن ملجم وقتله - مقتل علي لابن أبي الدنيا

[ابن أبي الدنيا]

الفصل: ‌أمر ابن ملجم وقتله

‌أمر ابن ملجم وقتله

86-

حدثنا الحسين بن عبد الله نا إبراهيم بن سعيد الجوهري نا أبو أسامة قال حدثني أبو طلق علي بن حنظلة بن نعيم عن أبيه قال لما ضرب ابن ملجم عليا قال احبسوه فإنما هو جرح فإن برأت امتثلت أو عفوت وإن هلكت قتلتموه فجعل عليه عبد الله بن جعفر وكانت أم كلثوم بنت علي تحته فقطع يديه وفقأ عينيه وقطع رجليه وجدعه وقال له هات لسانك فقال له إذ صنعت ما صنعت فإنما تستقرض في جسدك أما لساني ويحك فدعه أذكر الله به فإني لا أخرجه لك أبدا فشق لحييه وأخرج لسانه من بين لحييه فقطعها وحمى مسمارا ليفقأ به عينيه فقال إنك لتكحل عمك بملمول ممض فجاءت أم كلثوم تبكي وتقول يا خبيث والله ما ضرت أمير المؤمنين فقال أعلي يا أم كلثوم تبكين

⦗ص: 77⦘

أما والله ما خانني سيفي ولا ضعف ساعدي.

ص: 76

87-

حدثنا الحسين نا عبد الله نا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي نا عبد الله بن سعيد عن زياد بن عبد الله نا ابن إسحاق قال حدثني زيد بن عبد الله بن سعد قال حدثني عبد الله بن أبي رافع قال عذبنا ابن ملجم بعد موت علي بكل عذاب خلقه الله فوالله ما تكلم حتى دخل غلام ابتاعه عبد الله بن أبي رافع قبل موت علي فدخل به على علي فقال ما هذا ألا خنيزير قال فألححنا عليه خنيزير فقال خلوا عني وعنه وكان اسم الغلام سعدا فأخذ بأنفه فعضه فصاح صياحا ما سمعنا بمثله قط فقلنا خلوا بينه وبين خنيزير وأخذ عبد الله بن جعفر ابن ملجم فقطع يده ورجله وكحل عينيه بمسمار من حديد فجعل ابن ملجم يقول لابن جعفر إنك لتكحل عمك بململول ممض ثم أمر به فعولج عن لسانه ليقطع فجزع وقبل ذلك ما لم يجزع فقالوا له يا عدو الله قطعنا يديك ورجليك وسملنا عينيك فلم تجزع فلما أن دنا قطع لسانك جزعت قال لا والله ما أجزع من قطع لساني ولكني أجزع أن أكون في الدنيا فواقا لا أذكر الله فيه فقطعوا لسانه ثم حرقوه بالنار وهو حي فقال ابن حطان في ذلك

⦗ص: 78⦘

إني لأذكره حينا فأحسبه

أوفى البرية عند الله ميزانا

يا ضربة من تقي ما أراد بها

إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا

قال وزاد ابن غنوة

يا نفس هل لك في دار ترين بها

محمدا وأبا بكر وعثمانا

فقالت له الحرورية تذكر هذا مع هؤلاء فقال لا تعجلوا ثم قال

الخير في رفق الأخيار كلهم

أعني ابن مظعون لا أعني ابن عفانا.

ص: 77

88-

حدثنا الحسين نا عبد الله نا سعيد بن يحيى الأموي قال أنشدني أبي لابن حطان في ابن ملجم

ولم أر مهرا ساقه ذو سماحة

كمهر قطام بين عير مفخم

ثلاثة آلاف وعبد وقينة

وضرب علي بالحسام المصمم.

ص: 78

89-

حدثنا الحسين نا عبد الله قال حدثني إبراهيم بن سعيد نا

⦗ص: 79⦘

الفضل بن دكين نا حفص بن حمزة القرشي قال سمعت جدتي بكرة بنت كليب عن عبد الله جدي وكان مؤذنا لعلي أن الحسن بن علي أمر بقتل عبد الرحمن بن ملجم فقتل ثم أدرج في بورياء فأحرق.

ص: 78

90-

حدثنا الحسين نا عبد الله قال حدثني إبراهيم بن سعيد نا أبو أحمد نا فطر عن أبي إسحاق قال حدثني رجل دخل على ابن ملجم حين ضرب عليا وقد احترق فصار وجهه أسود.

ص: 79

91-

حدثنا الحسين نا عبد الله قال حدثني أبي عن هشام بن محمد عن أبي عبد الله الجعفي عن جابر الجعفي قال حدثني من نظر إلى ابن ملجم حين قدم إلى علي بن أبي طالب فإذا رجل أشهر حسن الوجه أبلج شعره مع شحمة أذنيه مسجد يعني في وجهه أثر السجود.

ص: 79

92-

حدثنا الحسين نا عبدا لله قال أخبرني العباس بن هشام عن أبيه قال حدثني أبو بكر بن عياش قال قدم قوم من اليمن من مراد فيهم ابن ملجم فلما وقفوا بين يدي عمر بن الخطاب قال ممن أنتم قالوا من مراد قال ما رأيت كاليوم وجوها أنكر يعيدها مرارا الحقوا بمصر

⦗ص: 80⦘

وكان فيهم سيدان بن حمران الذي ضرب عثمان بالسيف يوم دخل عليه.

ص: 79

93-

حدثنا الحسين نا عبد الله نا المنذر بن عمار بن حبيب بن حسان بن الأشرس الكاهلي قال أخبرني ابن أبي الحثحاث العجلي عن أبيه أبي الحثحاث قال أخبرت عليا بقدوم ابن ملجم فتغير وجهه ثم أتيته به فلما رآه علي قال

أريد حباءه ويريد قتلي

عذيري من خليلي من مراد

فقال سبحان الله لم تقول هذا يا أمير المؤمنين قال هو ذاك ثم قال له علي إني سائلك عن ثلاث هل مر بك رجل وأنت تلعب مع الصبيان فقعدك ثم قال شقيق عاقر الناقة قال سبحان الله لم تقول هذا يا أمير المؤمنين قال بقيت خصلتان هل كنت تدعى وأنت صغير ابن راعية الكلاب قال سبحان الله ما رابك إلى هذا قال بقيت خصلة هل أخبرتك أمك أنها تلقفت بك وهي حائض فغضب وقام فدعا له علي بثوبين وأعطاه ثلاثين درهما فقيل له لو قتلته فقال يا عجبا تأمروني أن أقتل قاتلي.

ص: 80

94-

حدثنا الحسين نا عبد الله قال حدثني عبد الله بن يونس بن

⦗ص: 81⦘

بكير قال حدثني أبي عن عبيد بن.. .. عن وهب بن عبد الله بن كعب بن سور قال دخل محمد بن الحنفية الحمام فإذا فيه عبد الرحمن بن ملجم جالس فنظر إليه فقال له محمد ممن الرجل قال من مصر قال من أيهم أنت قال من اليمن قال من أيها أنت قال ما أنا بمخبرك فتركه فلما كان من أمر علي ما كان وقتل أخذ عبد الرحمن فحبس في بيت فدخل عليه محمد فقال ألست صاحب الحمام قال بلى قال أما والله ما أنا اليوم بأعرف بك مني يومئذ ثم التفت محمد إلى قوم معه فقال أما إنا لا نعلم الغيب ولكنا علمنا شيئا فعلمنا.

ص: 80

95-

حدثنا الحسين نا عبد الله قال حدثني أبي عن هشام بن محمد عن عبد الله الجعفي عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي قال لما توفي علي رحمه الله أمر الحسن بن علي بابن ملجم فأتي به فضرب ضربة فأندروا أصابعه ثم ثنى فقتله فلما تخوف الحسن من عواقب الضربتين حج ماشيا وقاسم الله ماله ثلاث مرات.

ص: 81

96-

حدثنا الحسين نا عبد الله بن محمد نا إبراهيم بن عبد الله بن

⦗ص: 82⦘

حاتم قال أخبرنا هشيم قال أخبرنا حصين عن الشعبي قال حدثني زحر بن قيس الجعفي قال لما كان غداة أصيب علي عليه السلام ركبت مطيتي ومضيت نحو المدائن فلما كنت قريبا منها تلقاني أهلها فقالوا من أين أقبل الرجل فقلت من الكوفة قالوا وما الخبر قلت جرح أمير المؤمنين بصلاة الغداة فتلقاه رجلان فضربه أحدهما فأخطأه وضربه الآخر فأصابه بشجة قد يموت الرجل مما هو أدنى منها ويعيش مما هو أكثر منها فتماروا فيما بينهم فقالوا والله لو جئتنا بدماغه في ستين صرة لعلمنا أنه لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه قال فدخلت المدائن فمكثت في بعض بيوتها حتى جاء كتاب الحسن بن علي عليهما السلام بما كان من أمره فاتقوا الله وعليكم بالسمع والطاعة

⦗ص: 83⦘

قال وكان اللذان ضرباه عبد الرحمن بن ملجم المرادي وشبيب بن بجرة الأشجعي ضربه شبيب فأخطأه وضربه ابن ملجم على رأسه فقتله وكان الذي ضرب معاوية رجل من بني الصريم يقال له البرك وأن معاوية حرم بني الصريم أعطياتهم حياته.

ص: 81

97-

حدثنا الحسين نا عبد الله نا سعيد بن يحيى القرشي نا عبد الله بن سعيد عن زياد بن عبد الله نا المجالد بن سعيد قال مات علي رضي الله عنه ولم يستخلف أحدا قال فحدثني الشعبي قال أخبرني زحر بن قيس الجعفي قال بعثني علي رضي الله عنه على أربعمئة من أهل العراق فأمرنا أن ننزل المدائن رابطة قال فوالله إنا لجلوس عند غروب الشمس على الطريق إذ جاءنا راكب قد أعرق دابته فقلنا من أين أقبلت قال من الكوفة قلنا متى خرجت قال اليوم قلنا فما الخبر قال خرج أمير المؤمنين إلى الصلاة صلاة الفجر فابتدره ابن بجرة وابن ملجم فضربه أحدهما ضربة إن الرجل ليعيش مما هو أشد منها ويموت مما هو أهون منها ثم ذهب فقال عبد الله بن وهب السبائي ورفع يديه إلى السماء الله أكبر الله أكبر قلت له ما شأنك قال لو أخبرنا هذا أنه نظر إلى دماغه قد خرج عرفت أن أمير المؤمنين لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه

⦗ص: 84⦘

قال فوالله ما مكثنا إلا تلك الليلة حتى جاءني كتب الحسن بن علي من عبد الله حسن أمير المؤمنين إلى زحر بن قيس أما بعد فخذ البيعة ممن قبلك فقلنا أين ما قلت قال ما كنت أراه يموت.

ص: 83

98-

حدثنا الحسين نا عبد الله قال نا سعيد نا عبد الله بن سعيد عن زياد بن عبد الله نا إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم قال قام الحسن بن علي بعد قتل أبيه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إنه قد فارقكم أمس رجل سبق الأولين ولا يدركه الآخرون وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه المبعث ويعطيه الراية فما يرجع حتى يفتح الله عليه جبيريل عن يمينه وميكائيل عن شماله ما ترك صفراء ولا بيضاء إلا سبعمئة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما لأهله.

ص: 84

99-

حدثنا الحسين نا عبد الله قال حدثني عبد الله بن يونس بن بكير قال حدثني أبي قال حدثني أبو عبد الله الجعفي عن جابر الجعفي عن عامر الشعبي قال

⦗ص: 85⦘

صلى الحسن بن علي صلاة الفجر يوم مات علي عليهما السلام فقال الحمد لله حمدا كثيرا على ما أحببنا وكرهنا إنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين يا قوم إني أحتسب عند الله عز وجل مصابي بأفضل الآباء رسول الله صلى الله عليه وسلم واعلمن يا معشر.. .. أنه قد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه أحد كان قبله ولم يلحقه بعده مثله وهو علي حبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخوه فنحتسب عند الله ما دخل علينا أهل البيت خاصة وما دخل على جميع أمة محمد عامة فوالله لا أقول اليوم إلا حقا لقد دخلت مصيبته على جميع العباد والبلاد والشجر والدواب فنسأل البر الرحيم أن يرحم وجهه وأن يعذب قاتله وأن يحسن علينا الخلافة من بعده.

ص: 84

100-

حدثنا الحسين نا عبد الله نا يوسف بن موسى نا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا سكين بن عبد العزيز نا حفص بن خالد بن جابر عن أبيه عن جده قال لما قتل علي عليه السلام قام الحسن بن علي فحمد الله عز وجل وأثنى عليه ثم قال أما والله لقد قتلتم الليلة رجلا في ليلة نزل فيها القرآن و

⦗ص: 86⦘

فيها رفع عيسى ابن مريم عليه السلام وفيها قتل يوشع بن نون فتى موسى عليهما السلام.

ص: 85

101-

حدثنا الحسين نا عبد الله نا علي بن الجعد قال أخبرنا شريك عن عاصم بن أبي النجود عن أبي رزين قال خطبنا الحسن بن علي بعد وفاة أبيه على منبر الكوفة في ثياب سودة.

ص: 86

102-

حدثنا الحسين نا عبد الله نا أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس نا عبد الله بن إدريس قال سمعت إسماعيل بن أبي خالد يذكر ذلك عن أبي إسحاق قال ابن إدريس لا أعلمه إلا عن هبيرة بن يريم أن عليا لما أصيب خطب الحسن بن علي فحمد الله عز وجل وأثنى عليه ثم قال لقد فارقكم بالأمس رجل ما سبقه

⦗ص: 87⦘

الأولون ولا يدركه الآخرون إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدفع الراية إليه فيمضي وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فما يبرح حتى يفتح الله عز وجل عليه وما ترك صفراء ولا بيضاء غير سبعمئة درهم كان أرصدها في خادم.

ص: 86

103-

حدثنا الحسين نا عبد الله قال حدثني أبي عن هشام بن محمد عن أبي عبد الله الجعفي قال نا عروة بن عبد الله عن زحر بن قيس قال بعثني الحسن بن علي عليهما السلام إلى المدائن وبها حسين بن علي فلما انتهيت إليه قال أي زحر ما لي أرى وجهك متغيرا قلت تركت أمير المؤمنين في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة وهذا كتاب الحسن إليك قال زحر فلما ذكرت له أمر علي ومصابه قال ويحك من قتله قلت رجل من مراد مارق فاسق يقال له عبد الرحمن بن ملجم قال أقتل الرجل قلت نعم فكبر ثم قال إنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين ما أعظمك من مصيبة مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصابه بي فإنه لن يصاب بمثلها أبدا وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أصيب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثلها ولن نصاب بمثلها في بقية عمري إن البلاء إلينا أهل البيت سريع فالله المستعان

⦗ص: 88⦘

فقال زحر إن هاهنا من لا يرى أنه يموت حتى يظهر وأنا أخافهم عليك فاجمعهم إلي حتى أقرأ كتاب الحسن عليهم فنودي في الناس فاجتمعوا وحضر حسين عليه السلام فقمت فقرأت على الناس الكتاب فقال رجل يقال له ابن السوداء من همدان يقال له عبد الله بن سبأ والله لو رأيت أمير المؤمنين في قبره لعلمت أنه لن يذهب حتى بظهر فارتج من عقل بالاسترجاع والبكاء والاستغفار لعلي والتعزية لحسين ثم انصرف راجعا إلى الكوفة في الناس.

ص: 87