المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌آية الكرسي تعصم من الشيطان - مكائد الشيطان

[ابن أبي الدنيا]

فهرس الكتاب

- ‌باب أصناف الجن

- ‌تَطَوُّرُ الْجِنِّ وَتَشَكُّلِهِمْ

- ‌مَسَاكِنُ الْجِنِّ وَطَعَامُهُمْ

- ‌فِرَاشُ إِبْلِيسَ لَعَنَهُ اللَّهُ

- ‌مَنْعُ بَعْضِ الْجِنِّ بَعْضًا مِنَ التَّعَرُّضِ لِنِسَاءِ الإنس

- ‌العاصم مِنْ مَكَائِدِ الشَّيْطَانِ

- ‌ماذا تَفْعَلُ عِنْدَ رُؤْيَةِ الْغِيلانِ

- ‌آيَةُ الْكُرْسِيِّ تَعْصِمُ مِنَ الشَّيْطَانِ

- ‌آيَةُ الْكُرْسِيِّ دَوَاءٌ لِلْمَرْضَى

- ‌مِنْ آثَارِ الْقُرْآنِ عَلَى الشَّيْطَانِ

- ‌شَيْطَانُ الْمُؤْمِنِ مَهْزُولٌ

- ‌الصِّرَاعُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِ وَالشَّيْطَانِ

- ‌الشَّيْطَانُ وَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ

- ‌لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ تَطْرُدُ الشَّيْطَانَ مِنَ القلب

- ‌مَوْضِعُ الشَّيْطَانِ مِنَ ابْنِ آدَمَ

- ‌هل للزلزال صلة بالشيطان

- ‌مَكِيدَةُ الشَّيْطَانِ الْكُبْرَى

- ‌الولهان شيطان الوضوء

- ‌بَيَانُ شِدَّةِ الْعَالِمِ عَلَى الشَّيْطَانِ

- ‌بُكَاءُ الشَّيْطَانِ عَلَى الْمُؤْمِنِ إِذَا لَمْ يَفْتِنْهُ

- ‌إِبْلِيسُ أَبُو الْجِنِّ

- ‌رَنَّاتُ إِبْلِيسَ لَعَنَهُ اللَّهُ

- ‌إبليس وذريته

- ‌أَيُّ الْمَكَائِدِ أَحَبُّ إِلَى إِبْلِيسَ

- ‌المرأة سهم إبليس الذي لا يخطأ

- ‌شِدَّةُ الْغَضَبِ مِنْ مَصَائِدِ إِبْلِيسَ

- ‌الدُّنْيَا مِنْ مَصَائِدِ إِبْلِيسَ

- ‌هَلِ الشَّيْطَانُ يَجْرِي مِنَ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدم

- ‌لِلشَّيْطَانِ لَمَّةٌ وَلِلْمَلَكِ لَمَّةٌ

- ‌مِنْ أَشَدِّ مَكَائِدِ إِبْلِيسَ

- ‌حَدِيثُ إِبْلِيسَ إِلَى رَبِّهِ عز وجل

- ‌مَكَائِدُ الشَّيْطَانِ مَعَ نُوحٍ عليه السلام

- ‌مَكَائِدُ الشَّيْطَانِ مَعَ مُوسَى عليه السلام

- ‌مَكَائِدُ الشَّيْطَانِ مَعَ أَيُّوبَ عليه السلام

- ‌مَكَائِدُ الشَّيْطَانِ مَعَ ذِي الْكِفْلِ عليه السلام

- ‌مكائد الشيطان مع يحيى بن زكريا عليه السلام

- ‌مكائد الشيطان مع عيسى بن مَرْيَمَ عليهما السلام

- ‌مَكَائِدُ الشَّيْطَانِ مَعَ قَارُونَ

- ‌مَكَائِدُ الشَّيْطَانِ مَعَ الْعُبَّادِ

- ‌مَكَائِدُ الشَّيْطَانِ مَعَ أَحَدِ الرُّهْبَانِ

- ‌مكائد الشيطان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌مَكَائِدُ الشَّيْطَانِ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

- ‌مَكَائِدُ الشَّيْطَانِ مَعَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ

- ‌الشَّيْطَانُ وَغَسِيلُ الْمَلائِكَةِ

- ‌إِبْلِيسُ وَرَجُلٌ يَمُوتُ

- ‌الشَّيْطَانُ يَكِيدُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌شَيْطَانٌ يُرِيدُ حَرْقَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌إِبْلِيسُ قَبْلَ السَّخْطِ عَلَيْهِ

- ‌هَلْ كَانَ إِبْلِيسُ مِنْ أَشْرَافِ الْمَلائِكَةِ

- ‌حَدِيثٌ بَيْنَ آدَمَ عليه السلام وَإِبْلِيسَ

- ‌مَلائِكَةُ الرَّحْمَنِ تَحْفَظُ الْمُؤْمِنَ مِنَ الْجَانِّ

- ‌كُحْلُ الشَّيْطَانِ وَلَعُوقُهُ

الفصل: ‌آية الكرسي تعصم من الشيطان

11 -

قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَبِي فَاطِمَةَ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ نُفَيْلٍ الْعجلِيُّ قَالَ:

: كُنْتُ عِنْدَ عَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدٍ قَاضِي الرَّيِّ فَدَخَلَ عَلَيْهِ ثَعْلَبَةُ بْنُ سُهَيْلٍ فَقَالَ لَهُ عَنْبَسَةُ: مَا أَعْجَبُ مَا رَأَيْتَ؟ قَالَ: كنت أضع شرابا فِي السَّحَرِ، فَإِذَا جَاءَ السَّحَرُ جِئْتُ فَلَمْ أَجِدْ مِنْهُ شَيْئًا، فَوَضَعْتُ شَرَابًا وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ يس، فَلَمَّا كَانَ السَّحَرُ جِئْتُهُ فَرَأَيْتُهُ عَلَى حَالِهِ، وَإِذَا الشَّيْطَانُ أَعْمَى يَدُورُ حَوْلَ الْبَيْتِ.

ص: 31

‌آيَةُ الْكُرْسِيِّ تَعْصِمُ مِنَ الشَّيْطَانِ

.

ص: 31

12 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرِاهِيمَ الْبَارُودِيُّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ الْقَصَّارُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ قَالَ:

: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الْغُولَ تَدْخُلُ عَلَيَّ مِنْ سَهْوَةٍ لِي؟ قَالَ: إِذَا رَأَيْتَهَا فَقُلْ: أَجِيبِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

فَقَالَ فَرَأَيْتُهَا فَأَخَذْتُهَا فَخَدَعَتْنِي، وَقَالَتْ: لا أَعُودُ فَخَلَّيْتُهَا فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.

فَقَالَ: مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟ فَقُلْتُ: أَخْلَيْتُهَا حَلَفَتْ لِي أَنْ لا تَعُودَ، فَقَالَ: كَذَبَتْ وَهِيَ مُعَاوِدَةٌ لِلْكَذِبِ.

فَأَخَذَهَا مرة أخرى فحلفت أن لاتعود، فخليتها فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم.

فَقَالَ: مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟ فَقُلْتُ: أَخَذْتُهَا فَحَلَفَتْ أَنْ لا تَعُودَ فَخَلَّيْتُهَا، قَالَ: كَذَبَتْ سَتَعُودُ.

فَعَادَتْ فَأَخَذْتُهَا.

فَقَالَتْ خَلِّ عَنِّي وَأُخْبِرُكَ بِشَيْءٍ إِذَا قُلْتَهُ لَمْ يَقْرَبْكَ شَيْطَانٌ فَخَلَّيْتُهَا.

فَقَالَتِ: اقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ.

قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ.

فَقَالَ: صَدَقَتْ وَهِيَ كَذُوبٌ.

ص: 31

13 -

حَدَّثَنَا إِبْرِاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ مِنْ أَبِي أُمِّي مَالِكِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعِدِيِّ الْخَزْرَجِيِّ:

: أَنَّهُ قَطَعَ ثَمَرَةَ حَائِطِهِ فَجَعَلَهُ فِي غُرْفَةٍ فَكَانَتِ الْغُولُ تُخَالِفُهُ إِلَى مَشْرَبَتِهِ، فَتَسْرِقُ ثَمَرَهُ وَتُفْسِدُ عَلَيْهِ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: تِلْكَ الْغُولُ فَاسْتَمِعْ مِنْهَا فَإِذَا سَمِعْتَ اقْتِحَامَهَا [قَالَ: يَعْنِي وَجْبَهَا فَقُلْ: بِاسْمِ الله أجيب رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَفَعَلَ.

فقالت: ياأسيد إِنْ تُكَلِّفْنِي أَذْهَبُ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأُعْطِيكَ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لا أُخَالِفُكَ إِلَى بَيْتِكَ، وَلا أَسْرِقُ ثَمَرَكَ، وَأَدُلُّكَ عَلَى آيَةٍ تَقْرَؤُهَا عَلَى بَيْتِكَ فَلا تُخَالِفُ أَهْلَكَ، وَتَقْرَؤُهَا عَلَى إِنَائِكَ فَلا يكشف غطاؤه.

قال: فأعطته الْمَوْثِقَ الَّذِي رَضِيَ بِهِ مِنْهَا، وَقَالَ الآيَةَ التي قالت: أدلك على آيَةَ الْكُرْسِيِّ.

ثُمَّ حَلَّتْ اسْتِهَا تَضْرُطُ.

فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَصَّ عَلَيْهِ قصتها حين ولت وله ضَرِيطٌ.

قَالَ: صَدَقَتْ وَهِيَ كَذُوبٌ.

ص: 32

14 -

قَالَ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَالِدٍ الْحَنَفِيُّ مِنْ أَهْلِ مَرْوَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيُّ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ قَالَ:

: قُلْتُ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: أَخْبِرْنِي عَنْ قِصَّةِ الشَّيْطَانِ حِينَ أَخَذْتَهُ فَقَالَ: جَعَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى صَدَقَةِ الْمُسْلِمِينَ فَجَعَلْتُ التَّمْرَ فِي غُرْفَةٍ.

قَالَ: فَوَجَدْتُ فِيهِ نقاصا، فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ، فَقَالَ: هَذَا الشَّيْطَانُ يَأْخُذُهُ.

فَدَخَلْتُ الْغُرْفَةَ وَأَغْلَقْتُ الْبَابَ فَجَاءَتْ ظُلْمَةٌ عَظِيمَةٌ فَغَشِيَتِ الْبَابَ، ثُمَّ تُصُوِّرَ فِي صُورَةٍ، ثُمَّ تُصُوِّرَ فِي صُورَةٍ أُخْرَى فَدَخَلَ مِنْ شِقِّ الْبَابِ فَشَدَدْتُ إِزَارِي عَلَيَّ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنَ التَّمْرِ فَوَثَبْتُ عَلَيْهِ فَضَبَطْتُهُ فَالْتَفَّتْ يَدَايَ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ.

فَقَالَ: خَلِّ عَنِّي، فَإِنِّي كَبِيرٌ، ذُو عِيَالٍ وَأَنَا فَقِيرٌ، وَأَنَا مِنْ جِنِّ نَصِيبِينَ، وَكَانَتْ لَنَا هَذِهِ الْقَرْيَةُ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ صَاحِبُكُمْ، فَلَمَّا بُعِثَ أُخْرِجْنَا مِنْهَا فَخَلِّ عَنِّي، فَلَنْ أَعُودَ إِلَيْكَ فَخَلَّيْتُهُ، وَجَاءَ جِبْرِيلُ عليه السلام فَأَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَا كَانَ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصُّبْحَ فَنَادَى مُنَادِيهِ: أين معاذ بن جبل؟ فقمت إليه، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ سَيَعُودُ فَعُدْ، قَالَ: فَدَخَلْتُ الْغُرْفَةَ، وَأَغْلَقْتُ عَلَيَّ الْبَابَ، فَجَاءَ فَدَخَل مِنْ شِقِّ الْبَابِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنَ التَّمْرِ، فَصَنَعْتُ بِهِ كَمَا صَنَعْتُ فِي الْمَرَّةِ الأُولَى فَقَالَ: خَلِّ عَنِّي، فَإِنِّي لَنْ أَعُودَ إِلَيْكَ.

فَقُلْتُ: يَا عَدُوَّ اللَّهِ أَلَمْ تَقُلْ: إِنَّكَ لَنْ تَعُودَ؟ قَالَ: فَإِنِّي لَنْ أَعُودَ وَآيَةُ ذَلِكَ: أَنَّهُ لا يَقْرَأُ أَحَدٌ مِنْكُمْ خَاتِمَةَ الْبَقَرَةِ، فَيَدْخُلُ أَحَدٌ مِنَّا فِي بَيْتِهِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ.

ص: 33

15 -

قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ قَالَ:

: خَرَجَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ إِلَى حَائِطٍ لَهُ فَسَمِعَ فِيهِ جَلَبَةً فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْجِنِّ: أَصَابَتْنَا السَّنَةُ فَأَرَدْنَا أَنْ نُصِيبَ مِنْ ثِمَارِكُمْ أَفَتَطِيبُونَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ خَرَجَ الليلة التالية، فسمع فيه أيضا جَلَبَةً، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنَ الْجِنِّ أَصَابَتْنَا السَّنَةُ فَأَرَدْنَا أَنْ نُصِيبَ مِنْ ثِمَارِكُمْ أَفَتَطِيبُونَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ لَهُ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: أَلا تُخْبِرُنِي مَا الَّذِي يُعِيذُنَا منكم؟ قال: آية الكرسي.

ص: 35