المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الطبقة التاسعةفي أعيان القرن التاسع - نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر = الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام - جـ ٣

[عبد الحي الحسني]

الفصل: ‌الطبقة التاسعةفي أعيان القرن التاسع

‌الطبقة التاسعة

في أعيان القرن التاسع

حرف الألف

السلطان إبراهيم الشرقي

السلطان العادل الكريم إبراهيم بن خواجه جهان الجونبوري سلطان الشرق، قام بالملك

بعد صنوه مبارك شاه سنة أربع وثمانمائة فافتتح أمره بالعدل والإحسان وولي الناس

وأحسن السيرة فيهم وساس أمورهم سياسة حسنة لما جمع الله سبحانه فيه من الدين

والعقل والمروءة، وخلال الخير فيه بغاية من الكمال، فصار المرجع والمقصد، واجتمع لديه

خلق كثير من أرباب الفضل والكمال، كالقاضي شهاب الدين الدولة آبادي والقاضي نظام

الدين الكيلاني والشيخ أبي الفتح بن عبد الحي بن عبد المقتدر الشريحي الكندي

وأمثالهم.

وكان حسن الأخلاق عظيم الهمة كريم السجية شريف النفس مطلعاً على ما تمس إليه

الحاجة من أمور الدنيا والدين.

ومن أخباره أن القاضي شهاب الدين المذكور أبتلى بمرض وطال مرضه، فأتاه السلطان

يعوده، وطلب الماء ثم طوفه على رأس القاضي سبع مرات وقال: اللهم إن قدرت له الموت

فأصرفه عنه إلي.

ومن مآثره المدارس والجامع بمدينة جونبور.

توفي سنة أربعين وقيل أربع وأربعين وثمانمائة، وكان موته داهية عظيمة على أهل بلاده،

رحمه الله، كما في تاريخ فرشته.

القاضي إبراهيم بن فتح الله الملتاني

الشيخ الفاضل القاضي إبراهيم بن فتح الله بن أبي بكر بن فخر الدين بن بدر الدين

الربيعي الإسماعيلي الغوري، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ

بمدينة ملتان وقرأ العلم بها على أساتذة عصره ثم سافر إلى البلاد الجنوبية من أرض الهند،

ودخل مدينة بيدر في أيام علاء الدين البهمني وتقرب إليه، ولما مات السلطان المذكور جعل

معلماً لولديه نظام شاه ومحمد شاه، وفي أيام محمد شاه المذكور ولي القضاء بمدينة بيدر

وصار أكبر قضاة الدكن وعاش في عيش رغيد مع انقطاعه إلى الزهد والعبادة والتورع

والإستقامة على الشريعة المطهرة، وصنف كتباً عديدة، منها معارف العلوم بالعربية في

تعريفات العلوم والفنون، وكان له أولاد صلحاء وأعقاب أجلهم الشيخ محمد بن إبراهيم

الملتاني، مات في سابع جمادي الآخرة سنة خمس وستين وثمانمائة بمدينة بيدر فدفن بها،

كما في مخزن الكرامات.

الشيخ أبو الفتح بن عبد الحي الجونبوري

الشيخ الفاضل الكبير العلامة أبو الفتح بن عبد الحي بن عبد المقتدر بن ركن الدين

الشريحي الكندي الدهلوي ثم الجونبوري، كان من الأفاضل المشهورين، ولد في الرابع عشر

من محرم الحرام سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة بدار الملك دهلي، وكان قد مات أبوه بدهلي

قبل ولادته، فتربى في مهد جده القاضي عبد المقتدر الفاضل المشهور وقرأ عليه العلم

وأخذ عنه الطريقة ودرس وأفاد بدار الملك مدة مديدة ثم خرج عنها في فتنة الأمير تيمور

سنة إحدى وثمانمائة ورحل إلى جونبور فسكن بها.

ص: 227

وكان عالماً كبيراً بارعاً في الفقه والأصول والكلام واللغة وقرض الشعر وقد منحه الله

سبحانه القسط الأوفر من الفصاحة والبلاغة.

وكانت وفاته يوم الجمعة الثالث عشر من ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وثمانمائة، كما في

أخبار الأخيار.

الشيخ أبو الفتح بن العلاء الكالبوي

الشيخ العالم الصالح أبو الفتح بن علاء الدين القرشي الكواليري ثم الكالبوي كان صاحب

علوم جمة ومعارف عظيمة، أخذ الطريقة عن الشيخ محمد بن يوسف الحسيني الدهلوي

نزيل كلبركه ودفينها، وقرأ عليه عوارف المعارف للشيخ شهاب الدين عمر بن محمد

السهروردي، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار.

وله مصنفات رشيقة، منها التكميل في النحو والمشاهدة في التصوف، كما في أخبار

الأخيار.

وفي الشجرة الطيبة أن اسمه عبد الفتاح وهو أخذ الطريقة عن أبيه عن الشيخ محمد بن

يوسف الحسيني المذكور وهذا هو الأشبه.

توفي سنة اثنتين وستين وثمانمائة بمدينة كالبي فدفن بها، كما في خزينة الأصفياء.

الشيخ أبو الفيض الكلبركوي

الشيخ الصالح أبو الفيض بن يوسف بن محمد بن يوسف الحسيني الدهلوي الشيخ من الله

الكلبركوي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بكلبركه وقرأ العلم على من

بها من العلماء ثم لازم صنوه الشيخ يد الله الحسيني وأخذ عنه، وسافر بأمره إلى أحمد

آباد بيدر، فاستقبله علاء الدين شاه البهمني وأعطاه أقطاعاً من الأرض الخراجية فسكن

بها، أخذ عنه محمد بن يد الله الحسيني وخلق آخرون.

مات في سادس ربيع الأول سنة تسع وسبعين وثمانمائة بأحمد آباد بيدر في أيام محمود شاه

البهمني، كما في مهر جهان تاب.

الشيخ أبو القاسم الجرجاني

الشيخ الفاضل أبو القاسم الحسيني الجرجاني، أحد العلماء المشهورين في عصره، قدم

الهند ودخل بلاد الدكن في عهد أحمد شاه أو ولده علاء الدين البهمني، وحصل له الرسوخ

والمنزلة عند الأمراء.

الشيخ أحمد بن البرهان الكجراتي

الشيخ العالم الصالح أحمد بن البرهان بن أبي محمد بن إبراهيم بن محمد الغوري الكجراتي

كان من نسل الملوك الغورية، ولد ونشأ بكجرات، وقرأ العلم على الشيخ صدر جهان

الكجراتي، وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد بن عبد الله الحسيني البخاري ولازمه مدة من

الزمان حتى بلغ رتبة الكمال، أخذ عنه كثير من الناس وانتفعوا به.

وكانت وفاته بعد وفاة شيخه في الثاني والعشرين من ربيع الثاني سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة

فدفن بتاجبور من بلدة آحمد آباد وله أربع وستون سنة، وأرخ بموته بعض الناس من قوله

آخر الأولياء كما في مرآة أحمدي.

الشيخ أحمد بن الحسن البلخي

الشيخ العالم الفقيه أحمد بن الحسن بن الحسين بن معز الدين البلخي برهان الدين أبو

القاسم الهندي البهاري، أحد المشايخ الفردوسية، ولد ليلة سبع وعشرين من رمضان سنة

تسع وعشرين وثمانمائة، وقرأ العقائد النسفية مع شرحها المظفري على جده الحسين بن

المعز وسائر الكتب الدرسية على والده ولازمه، وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار

ورجع إلى الهند وتولى الشياخة بعد والده، وكان يدعى بلنكر دريا.

توفي لأربع بقين من ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وثمانمائة بمدينة بهار فدفن بها، كما في

حاشية غلام يحيى على شرح آداب المريدين للشيخ أحمد ابن يحيى المنيري.

أحمد شاه البهمني

الملك المؤيد أحمد بن داود بن الحسن البهمني

ص: 228

السلطان الصالح، قام بالملك في حياة صنوه

فيروز شاه سنة خمس وعشرين وثمانمائة بأرض الدكن، وافتتح أمره بالعدل والسخاء، وبايع

الشيخ محمد بن يوسف الحسيني، نزيل كلبركه ودفينها، وبنى له القصور العالية والدور

والمساكن لأصحابه ووقف لهم الأرض الخراجية، وغزا الكفار غير مرة وأخذ منهم الجزية،

وأسس المساجد والخوانق في بلاده.

وكان عادلاً باذلاً كريماً شجاعاً مقداماً محظوظاً جداً حتى كان لا يقصد باباً إلا انفتح، ولا

يقدم على أمر مهم إلا اتضح، ولا يتوجه إلى مطلب إلا نجح، وقد دانت له البلاد وخضع له

العباد.

ومن مآثره مدينة كبيرة في حدود بيدر من أرض الدكن، مصرها في حدود سنة اثنتين

وثلاثين وثمانمائة، وسماها أحمد آباد وجعلها عاصمة بلاده وبنى فيها قصوراً عالية، وفي

ذلك قال الآذري الإسفرائيني المتوفي سنة 866هـ:

حبذا قصر مشيد كه زفرط عظمت آسمان شده أز بايه اين دركاه است

آسمان هم نتوان كفت كه ترك أدبست قصر سلطان جهان أحمد بهمني شاه است

مات في الثامن والعشرين من رجب سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة، وكانت مدته اثنتي عشرة

سنة وشهرين، كما في تاريخ فرشته.

الشيخ أحمد بن عمر الردولوي

الشيخ الإمام العابد الزاهد صاحب المقامات العلية والكرامات الجلية أحمد ابن عمر بن

داود العدوي العمري الشيخ عبد الحق الردولوي الولي المشهور، لم يكن في زمانه مثله في

الزهد والعبادة.

ولد ونشأ بردولي بضم الراء والدال المهملتين قرية جامعة بأرض أوده، وسافر إلى دهلي

عند أخيه الشيخ تقي الدين وكان من كبار العلماء فأقام عنده مدة، ولم يبلغ درجة العلم

لميلانه إلى الزهد والمجاهدة، فذهب إلى باني بت ولقي بها الشيخ جلال الدين محمود

الكاذروني فصحبه وأخذ عنه الطريقة واشتغل بالرياضة مدة من الزمان حتى فتح الله

سبحانه عليه أبواب الحقائق والمعارف وجعله من العلماء الراسخين، وتولى الشياخة بعده

واستقام عليها خمسين سنة مع الزهد والقناعة، أخذ عنه خلق كثير.

ومات في الخامس عشر من جمادي الآخرة سنة ست وثلاثين وثمانمائة بردولي فدفن بها،

وقبره مشهور ظاهر يزار ويتبرك به.

الشيخ أحمد بن محمد التهانيسري

الشيخ الفاضل أحمد بن محمد التهانيسري المشهور من أدباء الهند المفلقين وفضلائها

البارعين، كانت له يد بيضاء في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بدار الملك دهلي، وقرأ

على القاضي عبد المقتدر بن ركن الدين الشريحي الكندي، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ

نصير الدين محمود الأودي وصحبه مدة من الزمان وخرج من دهلي في فتنة الأمير تيمور

سنة إحدى وثمانمائة، وكان الأمير يريد أن يستصحبه إلى سمرقند فأبى وخرج إلى كالبي

وسكن بها، وله قصيدة بديعة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، منها قوله:

أطار بي حنين الطائر الغرد وهاج لوعة قلبي التائه الكمد

وأذكرتني عهوداً بالحمى سلفت حمامة صدحت من لاعج الكبد

باتت تؤرقني والقوم قد هجعوا من بين مضطجع منهم ومستند

ما زار طرفي غمض بعد بعدكم ولا خيال سرور دار في خلدي

ليت الهوى لم يكن بيني وبينكم وليت حبل وداد غير منعقد

كانت مواسم أيام وغرتها ولت سراعاً على رغم ولم تعد

عشنا بها وعيون البين راقدة والقلب في جذل والدهر في رقد

ص: 229

والهم منصدع والكرب مندفع والجد مرتفع كالأنجم السعد

والشعب ملتئم والعهد منهرم والشمل منتظم لم يرم بالبدد

حتى استهل غراب البين فارتحلوا عند الصباح وشدوا العيس بالقتد

من كل هوجاء مرقال عذافرة تبدي النشاط على الإعياء والنجد

كأنه لم يكن بين الحمى أنس إلى اللوى وكأن الحي لم يفد

صاروا أحاديث تروى بعد ما ملأوا مسامع الدهر بالألفاظ كالشهد

بقيت فرداً وراح الناس كلهم كالسيف يبقى بلا اغماده الفرد

لا عيش بعد ليلات اللوى رغدا ولا وصول إلى ذاك الحمى بيدي

خل الأحاديث عن ليلى وجارتها وارحل إلى السيد المختار من أدد

وليس في الدين والدنيا وآخرتي سوى جناب رسول الله معتمدي

بر رؤف رحيم سيد سند سهل الفناء رحيب الباع والصفد

رب الندى والجدى والصالحات معاً طفلاً وكهلاً وفي شب وفي مرد

بالعلم مكتنف بالحلم متصف باللطف ملتحف بالبر متسد

بالخلق مشتمل بالرفق مكتحل بالحق متصل بالصدق منفرد

بالشرع معتصم للدين منتقم في الله مجتهد بالله مقتصد

بالفقر مفتخر بالزهد مشتهر بالشكر متزر بالحمد منجرد

خطاب مفصلة وضاع مكرمة دفاع مظلمة عن كل مضطهد

العدل سيرته والفضل طينته والبذل شيمته في الوجد والوبد

ومن تلك القصيدة

يا أفضل الناس من ماض ومؤتنق وأكرم الخلق من حر ومن عبد

أفديك بالروح والقلب المشوق معاً والنفس والمال والأهلين والولد

قد عاقني البعد عن مرماي يا سكني وطال شوقي إلى لقياك يا سندي

ويا حياتي ويا روحي ويا جسدي ويا فؤادي ويا ظهري ويا عضدي

مالي إليك بقطع البيد من قبل وليس لي باصطبار عنك من مدد

وهل تخب بنا خوص مرجمة نحو الحجاز ونحو البان والنجد

وهل أسامر فيها أهلها سحراً وهل أجر بها الأذيال من برد

أرجو الوفادة في أرض حللت بها يا لهف نفسي إذا ما كنت لم أفد

عطفاً علي ورفقاً بي ومكرمة فليس غيرك يا مولاي ملتحدي

واشفع إلى الله لي في أن يثبطني عن الهوى وذوي الدنيا وعن سدد

يا رب صل وسلم دائماً أبداً على النبي نبي الحق والرشد

محمد أحمد الهادي لأمته إلى الصراط صراط غير ملتحد

وصحبه وذويه الطاهرين ومن أحبهم شغفاً في الغيب والعتد

ص: 230

ما لاح برق وما سح الغمام على ربى الفلا فكساها حلة القتد

واغبق الروض بالأزهار مونقة ممطورة بحبي باكر فرد

وما تغرد غريد على فنن غض الأرومة مخضل وملتبد

توفي سنة عشرين وثمانمائة بمدينة كالبي فدفن داخل قلعتها، كما في أخبار الأخيار

للدهلوي.

الشيخ أحمد الجنيدي البيجابوري

الشيخ الصالح أحمد بن أبي أحمد الجنيدي البيجابوري، أحد العلماء العاملين، كان من

نسل أبي القاسم الجنيد البغدادي، سكن بقرية كرنجكي من أعمال بيجابور، ودرس وأفاد

مدة عمره، أخذ عنه خلق كثير.

مات لثمان بقين من ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة، كما في تاريخ الدكن للآصفي.

الشيخ أحمد الكجراتي

الشيخ الصالح أحمد بن أبي أحمد الكجراتي المشهور بأحمد جوت، كان من المشايخ

المشهورين، أخذ العلم والطريقة عن الشيخ أحمد الكهتوي الكجراتي، ولازمه مدة من

الزمان حتى بلغ رتبة المشايخ، أخذ عنه خلق كثير.

مات لعشر خلون من شوال سنة أربعين وثمانمائة بفتن فدفن بها، كما في تاريخ الدكن

للآصفي.

مولانا أحمد بن أبي أحمد القزويني

الشيخ الفاضل الكبير أحمد بن أبي أحمد القزويني، أحد الرجال المشهورين في عصر محمود

شاه البهمني، ولاه غياث الدين بن محمود البهمني الوكالة المطلقة مكان سيف الدين الغوري

سنة 799هـ وعزل عن تلك الخدمة الجليلة في تلك السنة في أيام شمس الدين بن محمود، وولي

الصدارة العظمى في عهد أحمد شاه أو ولده علاء الدين البهمني وكان من كبار العلماء.

أحمد شاه الكجراتي

الملك المؤيد أحمد بن محمد بن المظفر الكجراتي أبو الفضل السلطان الصالح، ولد في سنة

ثلاث وتسعين وسبعمائة في أيام جده، وقام بالملك بعده سنة أربع عشرة وثمانمائة بوصيته

فافتتح أمره بالعدل والإحسان وفتح القلاع والحصون، وغلب الكفار وغزاهم غير مرة

ومصر مدينة كبيرة بكجرات وسماها بأحمد آباد، ثم جعلها دار ملكه، وبذل جهده في

تعمير البلاد وتكثير الزراعة وتأسيس دعائم السلطنة وتمهيد بساط الأمن على وجه

البسيطة.

اجتمع عنده أهل العلم من كل ناحية من نواحي الأرض وصنفوا له التصانيف، منهم

الشيخ الإمام بدر الدين محمد بن أبي بكر الدماميني، فإنه صنف له شرح التسهيل لابن

مالك ومصابيح الجامع وهو شرح البخاري وعين الحياة وهو مختصر حياة الحيوان الكبرى

للدميري وتحفة الغريب شرح مغنى اللبيب وغير ذلك.

وكانت وفاة أحمد شاه في سنة خمس وأربعين وثمانمائة ومدته اثنتان وثلاثون سنة، كما في

مرآة سكندري.

الشيخ أحمد بن محمود النهروالي

الشيخ الصالح الفقيه أحمد بن محمود الحسيني العريضي النهروالي الكجراتي أحد المشايخ

الجشتية، ولد ونشأ بأرض كجرات، وقرأ العلم على عمه الشيخ حسين بن عمر العريضي

الغياثبوري ثم الكجراتي ولازمه مدة من الزمان وأخذ عنه الطريقة ثم تولى الشياخة بعده.

وكان صاحب وجد وحالة، مات في التواجد في سابع محرم الحرام سنة نيف وثمانمائة

بنهرواله فدفن عند عمه، كما في كلزار أبرار.

الشيخ أحمد بن يعقوب البتي

الشيخ الصالح الفقيه جلال الدين أحمد بن يعقوب بن محمود بن سليمان البتي، أحد الرجال

المعروفين بالفضل والصلاح، أخذ الطريقة عن الشيخ

ص: 231

جلال الدين الحسين بن أحمد الحسيني

البخاري الأجي، وقرأ عليه متفق النظم والشفاء في حقوق المصطفى للقاضي عياض،

وروى الحديث عنه وصنف في أخباره وأحاديثه كتاباً جامعاً مفيداً يسمى بخزانة الفوائد

الجلالية وللكتاب نسخة في مكتبة حبي في الله ربي، السيد نور الحسن بن صديق حسن

القنوجي بمدينة لكهنؤ.

الشيخ أحمد بن أبي أحمد المانكبوري

السيد الشريف أحمد بن أبي أحمد الحسيني المانكبوري المشهور بجهان شاه، ولد في سنة

تسع وثمانين وسبعمائة بمدينة مانكبور ورحل إلى أرض السند فلقي بها الشيخ صدر الدين

البخاري الأجي فصحبه وأخذ عنه الطريقة ثم سافر للحج والزيارة، فدخل كجرات وتزوج

بها وأقام خمسة أشهر، ثم رحل إلى الحرمين الشريفين فأقام بهما اثنتي عشرة سنة وسعد

بالحج في كل سنة، ثم رجع إلى الهند وسكن بنهرواله، ولم يزل بها حتى توفي إلى رحمة الله

سبحانه في تاسع ذي الحجة سنة تسع وتسعين وثمانمائة، فأرخ بموته بعض أصحابه من قوله

وارث إمام علي تستخرج من وارث إمام سنة ولادته ومن لفظ علي مدة عمره ومن كليهما

سنة وفاته، كما في مرآة أحمدي.

الشيخ شهاب الدين أحمد الكهتوي

الشيخ الصالح الفقيه الزاهد شهاب الدين أحمد بن عبد الله الكهتوي السركهيجي، أحد

المشايخ المشهورين في أرض الهند، ولد بكهتو، قرية من أعمال ناكور في سنة سبع وثلاثين

وسبعمائة، وتربى في حجر الشيخ إسحاق المغربي وتفنن في الفضائل عليه ثم لبس الخرقة

منه ولازمه إلى وفاته ثم سافر إلى الحرمين الشريفين من طريق البحر فحج وزار ورجع إلى

تهتهه، ثم سافر إلى بخارا ورجع إلى الهند، فلما وصل إلى كجرات سنة اثنتين وثمانمائة

وكان مظفر شاه صاحب كجرات يعرفه لأنه كان بدهلي أميراً من أمراء فيروز شاه ملك

الهند فكلفه الإقامة لديه، فسكن بقرية سركهيج وحصل له الوجاهة والقبول عند الملوك

والأمراء، وبايعه أحمد شاه الكجراتي، ومصر مدينة كبيرة على ثلاثة أميال من سر كهيج

وسماها أحمد آباد.

له ملفوظات تسمى بتحفة المجالس جمعها محمود بن سعيد الايرجي، فيها أنه لما وصل إلى

سمرقند دخل في مسجد على عادته فرأى عالماً يدرس وطلبة العلم حوله يقرؤن عليه،

وكان أحمد عليه ثياب رثة وعلى رأسه قلنسوة بغير عمامة، فجلس في صف النعال، وكان

أحد منهم يقرأ عليه الحسامي ويخطئ في الإعراب وشيخهم يسمع ولا يصلح الخطأ فدخل

أحمد فيه، فلما علم الشيخ ذلك قربه إليه وتلطف به وسأله عن أشياء من علم الأصول

فأجابه بما يشفي العليل ويروي الغليل فقال الشيخ: إنك مع هذا العلم الغزير كيف تلبس

ثياباً بالية وقلنسوة عارية؟ فقال أحمد: إن العلم مفخرة فإن كنت لابساً مع ذلك العلم

لباساً فاخراً فسدت النفس وساءت أخلاقها، انتهى.

وله رسالة صنفها للسلطان أحمد شاه الكجراتي شرحها أبو حامد إسماعيل ابن إبراهيم

ونقل عنه عبد الله محمد بن عمر الآصفي الكجراتي في تاريخ كجرات في مولد الشيخ

ووفاته وعمره ما صورته أنه قدس سره ولد بكهتو من أعمال ناكور في سنة سبع وثلاثين

وسبعمائة، وتوفي في يوم الخميس قبل الزوال في الرابع عشر من شوال من سنة تسع وأربعين

وثمانمائة بدار مسكنه سركهيج، ونظم الشارح أبياتاً في رثائه مطلعها:

إن حزناً لنا أتم ببال نحن كالطين وهو مثل جبال

وبيت تاريخها:

طاء وميم على ثمان مئات كان دال ياء من الشوال

وبيت ضابط عمره:

عمره دلنا على أنه قطب مات يوم الخميس قبل الزوال

قال الآصفي: ورثاه بعض الشعراء في مجلس السلطان محمد بن أحمد ببيتين يعزيه وضمن

الدعاء له ضابط وفاته وأجاد وهما:

ص: 232

جو شيخ أحمد إمام دين ودنيا سوى فردوس مي شد خرم وشاد

فلك ميكفت در تاريخ آن سال شه عالم محمد را بقا باد

القاضي أحمد بن عمر الدولة آبادي

الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة أحمد بن عمر الزاوي قاضي القضاة ملك العلماء شهاب

الدين بن شمس الدين الدولة آبادي أحد الأئمة بأرض الهند.

ولد بدولة آباد دهلي بعد سبعمائة من الهجرة ونشأ بها وقرأ العلم على القاضي عبد

المقتدر بن ركن الدين الشريحي الكندي ومولانا خواجكي الدهلوي فبرز في الفقه والأصول

والعربية وصار إماماً في العلوم لا يلحق غباره.

وكان غاية في الذكاء وسيلان الذهن وسرعة الادراك وقوة الحفظ وشدة الإنهماك في

المطالعة والنظر في الكتب لا تكاد نفسه تشبع من العلم ولا تروى من المطالعة ولا تمل من

الاشتغال ولا تكل من البحث، قيل: إنه لما حضر عند القاضي عبد المقتدر السالف ذكره

قال القاضي فيه: قد أتاني رجل جلده علم ولحمه علم وعظمه علم، ثم إنه لما صحب

مولانا خواجكي وخرج الشيخ إلى كالبي خرج معه إليها ولبث بها أياماً عديدة ثم دخل

جونبور فتلقى بالإكرام وطابت له الإقامة بها لما لاقاه من عناية السلطان إبراهيم الشرقي

صاحب جونبور، ومن إكرام العلماء ورجال السياسة حتى أنه صار قاضياً للقضاة في

البلاد الشرقية، وكان السلطان يضع له في حضرته كرسياً صيغ من فضة ويجلسه على

ذلك.

قال محمد بن قاسم بن غلام علي البيجابوري في تاريخه: إن القاضي مرض مرة وطال

مرضه، فعاده السلطان وطلب الماء فجئ به فأخذه وطوفه على رأس القاضي سبع مرات

وقال: اللهم إن قدرت له موتاً فاصرفه عنه إلي، انتهى.

وله مصنفات جليلة ممتعة سارت بها ركبان العرب والعجم، منها: شرح بسيط على كافية

ابن الحاجب، قال الجلبي في كشف الظنون: عليه حاشية لمولانا الفاضل ميان الله الجانبوري

الصواب: ميان إله داد الجونبوري وعلى شرح الهندي حاشية للتوقاني وللكاذروني ولغياث

الدين منصور الشيرازي وله المعافية ذكرها في آخر إرشاده، والارشاد متن متين له في النحو

تعمق في تهذيبه كل التعمق وتأنق في ترتيبه حق التأنق، أوله: الحمد لله كما يحب ويرضى،

الخ، وعلى متن الهندي شرح ممزوج للفاضل العلامة أبي الفضل الخطيب الكاذروني المحشي،

وللدولة آبادي البحر المواج في تفسير القرآن الكريم بالفارسي، وله شرح البزدوي في أصول

الفقه إلى مبحث الأمر صنفه للشيخ محمد بن عيسى الجونبوري، وله شرح على قصيدة

بانت سعاد وشرح على قصيدة البردة ورسالة في تقسيم العلوم بالفارسية، ومناقب

السادات بالفارسي، وهداية السعداء بالفارسي، ورسالة في العقيدة الاسلامية، وله غير

ذلك من المصنفات.

قال الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي في رسالته في أخبار الفضلاء: إن شرح

كافية ابن الحاجب له أحسن مؤلفاته في تنقيح المسائل، وأما تفسيره البحر المواج فإنه تجشم

فيه رعاية السجع فاضطر إلى إيراد ألفاظ وعبارات هي حشو في الكلام لا طائل تحتها،

ومع ذلك فإنه كتاب نافع مفيد في الجملة محتاج إلى التنقيح والتهذيب، انتهى.

ومن خصائص كتابه البحر المواج أنه اعتنى فيه لبيان التراكيب النحوية ووجوه الفصل

والوصل وغير ذلك أشد إعتناء، وهو في عدة مجلدات.

وكانت وفاته لخمس بقين من رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة بمدنة جونبور فدفن جنوبي

المسجد للسلطان إبراهيم الشرقي ومدرسته.

القاضي أحمد بن محمد الجونبوري

الشيخ العالم الكبير العلامة أحمد بن محمد الحنفي الكيلاني القاضي نظام الدين الجونبوري،

كان من كبار الفقهاء الحنفية قدم أحد أسلافه من العرب وسكن بكجرات، وولد بها

القاضي نظام الدين ونشأ وقرأ العلم على أساتذة عصره فبرز في الفقه والأصول وصار من

أكابر العلماء ثم قدم جونبور فولاه إبراهيم

ص: 233

الشرقي صاحب جونبور القضاء وخصه بأنظار

العناية والقبول.

له مصنفات عديدة أشهرها الفتاوي الابراهيم شاهية في فتاوي الحنفية.

قال الفاضل الجلبي في كشف الظنون: هو كتاب كبير من أفخر الكتب كقاضي خان، جمعه

من مائة وستين كتاباً للسلطان إبراهيم شاه، أوله: الحمد لله الذي رفع منار العلم وأعلى

مقداره، انتهى.

مات سنة أربع وسبعين، وقيل خمس وسبعين وثمانية مائة، وقبره في جاجك بور من أعمال

جونبور كما في تجلى نور،

الشيخ أحمد بن عبد الله الشيرازي

الشيخ العالم المحدث الصوفي الرحالة أحمد بن عبد الله بن أبي الفتوح ابن أبي الخير بن عبد

القادر الحكيم الطاؤوسي الشيرازي الشيخ نور الدين أبو الفتوح كان من رجال العلم

والمعرفة، قرأ على السيد الشريف زين الدين علي الجرجاني وعلى غير واحد من العلماء

ثم لازم الشيخ شمس الدين محمد ابن الجزري، وأخذ عنه وأخذ عن الشيخ مجد الدين

الفيروز آبادي صاحب القاموس ثم سمع صحيح البخاري من الشيخ المعمر بابا يوسف

الهروي المشهور بسه صد ساله أي المعمر ثلاثمائة سنة عن محمد بن شاذ بخت الفرغاني،

وكان من المعمرين بسماعه بجميعه على الشيخ أحد الأبدال بسمرقند أبي لقمان يحيى بن

عمار بن مقبل بن شاهان الختلاني المعمر مائة وثلاثة وأربعين سنة وقد سمع جميعه عن

محمد بن يوسف الفربري عن جامعه الشيخ الامام محمد بن إسماعيل البخاري.

وروى مشكاة المصابيح للحافظ ولي الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الله ابن الخطيب

التبريزي عن الشيخ شرف الدين عبد الرحيم بن عبد الكريم الجرهي عن الشيخ إمام الدين

علي بن مبارك شاه الصديقي الساوجي عن مؤلفه الامام ولي الدين المذكور.

وقد وصل إليه خرق الصوفية بطرق متعددة:

أما الطريقة السهروردية فإنه لبسها عن الشيخ زين الدين أبي بكر الخوافي وهو من الشيخ

نور الدين عبد الرحمن القرشي البحيري من الشيخ جمال الدين بن يوسف بن عبد الله

الكوراني من الشيخ نجم الدين محمود بن سعد الله الأصفهاني من الشيخ نور الدين عبد

الصمد النظري من الشيخ نجيب الدين علي بن بزغش الشيرازي من الشيخ شهاب الدين

عمر السهروردي إمام الطريقة السهروردية.

وأما الطريقة الكبروية فإنه لبسها من الشيخ تقي الدين محمد الخنجي من عمه الشيخ جمال

الدين إبراهيم بن عبد السلام من أبيه الشيخ أمين الدين عبد السلام الخنجي من الشيخ نور

الدين عبد الرحمن الاسفرائيني ح ولبس من الشيخ جمال الدين يحيى السجستاني من الشيخ

شرف الدين الحسن بن عبد الله الغوري من الشيخ ركن الدين أبي المكارم أحمد بن محمد

بن أحمد البيابانكي المعروف بالشيخ علاء الدولة السمناني من الشيخ نور الدين عبد

الرحمن الاسفرائيني المذكور وهو ليس من الشيخ أحمد الجوزقاني من الشيخ رضي الدين

علي بن سعيد بن عبد الجليل الجوبني المعروف بلالا من صاحب الطريقة نجم الدين أبي

الجناب أحمد بن عمر الخيوفي المشهور بالكبري.

وأما الخرقة الطاؤوسية فإنه لبسها من الشيخ محمد بن علي الملاساني من الشيخ كمال

الدين من والده إبراهيم من والده الفقيه أحمد من الشيخ بابا حسين السيرحاني من الشيخ

محمد كنده كش الحريري من خواجه محمد جوش بابا من بابا نعمت السازبادي من الشيخ

محمد خواجكان من الشيخ عبد الرحيم الاصطخري من الشيخ أبي الخير الاقبال الشهير

بطاؤوس الحرمين من الشيخ أبي الحسن السرواني من الجنيد البغدادي.

أما الخرقة المهنية فإنه لبسها من الشيخ نظام الدين إبراهيم الحسيني الكاذروني من الشيخ

سعيد الدين الكاذروني من ركن الدين أبي المنصور من والده صدر الدين المظفر من شمس

الدين عمر التركي من أبي الفضائل عبد المنعم من جده أبي الفتح من والده أبي سعيد بن

أبي الخير من أبي الفضل بن أبي الحسن السرخسي من أبي النصر السراج من أبي محمد

ص: 234

المرتعش من الجنيد البغدادي.

وأما الخرقة النعمة اللهية فإنه لبسها من السيد الكبير نور الدين نعمة الله الحسيني من

الشيخ عبد الله اليافعي المكي.

وأما الخرقة النقشبندية فإنه لبسها من السيد الشريف زين الدين علي الجرجاني من الشيخ

علاء الدين العطار من الشيخ بهاء الدين محمد النقشبند إمام الطريقة النقشبندية.

وقد أخذ عنه تلك الخرق ولبسها منه الشيخ عبد الله بن محمود الحسيني البخاري

الكجراتي وسبطه السيد هبة الله بن عطاء الله الحسيني الشيرازي وخلق كثير من مشايخ

الهند.

وروى عنه الحديث العلامة تاج الدين عبد الرحمن بن مسعود بن محمد المرشدي

الكاذروني والعلامة علاء الدين أبو العباس أحمد بن محمد النهروالي وهو والد الشيخ قطب

الدين محمد النهروالي مفتي مكة، وروى عنه سبطه الشريف هبة الله بن عطاء الله

الحسيني الشيرازي المذكور وخلق آخرون.

وله مصنفات ممتعة، منها رسالة جمع الفرق لرفع الخرق، ذكرها الشيخ صفي الدين أحمد

القشاشي المدني في السمط المجيد.

الشيخ أحمد بن عمر البندوي

الشيخ العالم الفقيه الزاهد نور الدين أحمد بن عمر بن أسعد اللاهوري البندوي المشهور

بنور الحق وقطب العالم، كان من الأولياء السالكين أصحاب الرياضة والمجاهدات، ولد ونشأ

بمدينة بندوه من أرض بنكاله، وقرأ العلم على الشيخ حميد الدين أحمد الحسيني الناكوري

الدفين ببلدة بندوه، وأخذ الطريقة عن أبيه ولازمه وانقطع إلى الله سبحانه مع القناعة

والعفاف وهضم النفس بما لا مزيد عليه.

قيل إنه ألزم نفسه خدمة الفقراء الذين كانوا في خانقاه والده واشتغل بالاحتطاب لهم ثمانية

سنين وكان صنوه الكبير أعظم خان وزيراً كانت تأخذه الحمية عليه وكان أخذ على نفسه

مدة أن يكنس كنف الفقراء حتى قيل إنه كان يكنس ذات يوم من الخارج وكان في بيت

الخلاء رجل لا يعلم أنه يكنس فدفع الغائط عليه فلم يتحرك شيئاً لئلا يضغط على ذلك

الرجل.

ثم لما توفي والده تولى الشياخة وأخذ عنه الشيخ حسام الدين المانكبوري وخلق كثير من

المشايخ، وله رسائل مفيدة إلى أصحابه، ومؤنس الفقراء له كتاب في أذكار القوم وأشغالها،

وكذلك أنيس الغرباء كتاب له أيضاً.

ومن فوائده

اكر فتوحي رسد ايثار كنم، وإلا افتقار ننمايم، ومنها هركه دعوي كند كه بجائي رسيديم

او نا رسيده است، ومن رسائله: بيجاره حزين نور مسكين عمر بباد داده وبوي مقصود

نيافته ودر تيه حيرت وميدان حسرت جون كوي سر كردان شده:

همه شب بزاريم شد كه صبا نداد بوي ندميد صبح بختم جه كنه نهم صبا را

عمر از شت كزشته، وتير از شست جسته، واز شر نفس اماره يك ساعت نرسته، جز

باد بر دست وآتش در جكر وآب در ديده وخاك بر سر نه ببوسته، جز ندامت وخجالت

دستاويزي نه، وجز درد وآه باكريزي نه.

درد را باش أي برادر درد را

دل مردان دين بردرد بايد ز محنت فرق شان بركرد بايد

ومن رسائله: عوام در طهارت ظاهر كوشند وخواص در طهارت باطن، از حق تعالى

ندا آيد: عبدي طهرت منظر الخلائق سنين هل طهرت منظري ساعة، أفنيت عمرك،

طهارت ظاهر بخروج حدث بشكند وطهارت باطن بياد محدث بشكند، إلى غير ذلك.

توفي لتسع ليال خلون من ذي القعدة سنة ثمان عشرة وثمانمائة بمدينة بندوه فدفن بها، كما

في كنج ارشدي.

ص: 235

الشيخ أحمد بن محمد الرائجوري

الشيخ الكبير أحمد بن محمد بن علي بن خضر الحسيني الرائجوري الشيخ شمس الدين

بن جلال الدين كان من كبار الأولياء، ولد ونشأ ببلدة كوكي من أعمال بيجابور وأخذ عن

أبيه ولازمه مدة، ثم سافر إلى رائجور وسكن بها، أسلم على يده خلق كثير من الناس،

توفي في الخامس عشر من صفر سنة اثنتين وتسعين- وقيل ثمان وتسعين- وثمانمائة، وقبره

مشهور ظاهر بمدينة رائجور يزار ويتبرك به.

الشيخ إسحاق بن بهرام الأجي

السيد الشريف إسحاق بن بهرام بن محمد الحسيني البخاري الأجي أحد المشايخ

المشهورين، يصل نسبه إلى جلال الدين حسين بن علي الحسيني البخاري بثلاث وسائط.

ولد ونشأ بمدينة أج وقرأ العلم وأخذ الطريقة عن خاله الشيخ صدر الدين محمد بن أحمد

الحسيني البخاري ولازمه مدة من الزمان، ثم وجهه الشيخ إلى سهارنبور فقدمها سنة اثنتي

عشرة وثمانمائة وسكن بها وعكف على الدرس والإفادة، أخذ عنه الشيخ عبد الكريم

وعبد الرزاق وعبد العزيز وعبد الباقي وعبد الغني أبناء خواجه سالار الأنصاري وخلق

كثير، توفي سنة ستين وثمانمائة بمدينة سهارنبور فدفن بها، كما في مرآة جهان نما.

الشيخ إسحاق المالوي

الشيخ العالم الفقيه القاضي إسحاق بن أبي إسحاق المالوي أحد كبار المشايخ الجشتية،

أخذ عنه علاء الدين محمود شاه المالوي وكان يتبرك به في غزواته، مات في أيام محمود شاه

المذكور، كما في كل زار أبرار.

الشيخ أجمل بن أمجد الجونبوري

السيد الشريف أجمل بن أمجد بن علي الحسيني الجونبوري أحد المشايخ المشهورين في

أرض الهند، أخذ الطريقة عن الشيخ جلال الدين الحسين بن أحمد البخاري الأجي، ودعا

له الشيخ بالبركة فقال: بير شوى مير شوى وزير شوى، فمنحه الله سبحانه المال الغزير

والقضاء النافذ بمدينة جونبور وكان أصله من مدينة بهرائج، وهو أخذ الطريقة المدارية عن

الشيخ المعمر بديع الدين المدار المكنبوري، وأخذ عنه الشيخ مبارك بن أمجد والشيخ

بدهن وخلق آخرون، ووصلت طريقته بواسطة الشيخ عبد القدوس الكنكوهي إلى بلاد

العرب والعجم، توفي لخمس بقين من رمضان المبارك سنة أربع وستين وثمانمائة في أيام بهلول

بن كالا اللودي، كما في مسالك السالكين.

إسكندر بن قطب الدين الكشميري

الملك المؤيد المنصور إسكندر بن قطب الدين بن شاه مرزا الكشميري السلطان المجاهد،

قام بالملك بعد والده في سنة ست وتسعين وسبعمائة وافتتح أمره بالعقل والسكون وبعث

عساكره إلى تبت الصغيرة فقاتلوا أهلها وملكوها، وكان محباً لأهل العلم يقربهم إلى نفسه

ويعظمهم ويستفيد من الشيخ محمد بن علي الحسيني الهمذاني أموراً من الدين وجعل وزيره

سيد بت، الرجل الهندي وكان أسلم.

وشدد على البراهمة تشديداً لا مزيد عليه حتى ألجأهم إلى الاسلام ونهاهم عن قشقه

ونهاهم أن يحرقوا النساء على عادتهم وأخذ عنهم الأصنام التي صيغت من الذهب

والفضة وكسرها وجعل منها النقود، فأسلم منهم خلق كثير، ومن لم يتحمل أذاه ولم يستطع

أن يخرج من بلدته قتل نفسه، وبعضهم أعلنوا بالإسلام تقية.

وبالجملة فإنه بذل جهده في كسر الأصنام وهدم الكنائس، ومن جملتها كانت كنيسة

عظيمة في بستان يسمونها بحر آرا وينسبونها إلى مها ديو فهدمها، وكذلك هدم كنيسة

أخرى كانت من أحصن الكنائس وأرفعها ببلدة ترس بور ولذلك لقبه الناس بإسكندر بت

شكن ومعناه كاسر الأصنام.

ومن مآثره الجميلة أنه نهى الناس أن يبيعوا الخمر في بلاده، ومنها أنه نهاهم أن يؤخذ

المكس من أحد مسلماً كان أو وثنياً، واستقل بالملك اثنتين وعشرين سنة، توفي سنة تسع

عشرة وثمانمائة، كما في تاريخ فرشته.

ص: 236

القاضي إسماعيل الأصفهاني

الشيخ الفاضل القاضي إسماعيل بن عبد الله الأصفهاني الكجراتي أحد العلماء المبرزين

في الفقه والأصول، قدم كجرات في صباه مع والده وقرأ عليه وعلى غيره من العلماء

بكجرات ثم ولي القضاء بمدينة بهروج فاستقل به مدة من الزمان ثم ولي القضاء بمدينة

أحمد آباد في أيام السلطان محمود الكبير فاستقل به مدة حياته.

وكان صالحاً عفيفاً ديناً، أخذ الطريقة عن الشيخ محمد بن عبد الله الحسيني الكجراتي،

مات لأربع بقين من ربيع الأول سنة خمس وستين وثمانمائة، كما في تاريخ الدكن للآصفي.

الشيخ إسماعيل بن الصفي الردولوي

الشيخ الفاضل الكبير إسماعيل بن الصفي بن النصير الردولوي أبو المكارم الخطيب

النعماني كان من نسل أبي حنيفة- رحمه الله ولد في ثاني عشر من ربيع الثاني سنة تسع

وثمانين وسبعمائة، وكان والده صفي الدين سبط القاضي شهاب الدين الدولة آبادي

وصاحبه فاشتغل بالعلم على والده، وصنف له والده دستور المبتدئ رسالة في التصريف

وغاية التحقيق شرح بسيط على كافية ابن الحاجب وكان يأمره بقلة الطعام والمنام وكثرة

المطالعة في جوف الليل ويقول إن المطالعة في الليل تزيد الحافظة قوة، ويوصيه أن لا يكون من

علماء السوء لأن العالم بلا عمل كالقوس بلا وتر، والعالم بلا عمل كالمرآة بلا صيقل، هذا

وكان إسماعيل مفرط الذكاء متوقد الذهن فرغ من تحصيل العلم وله نحو ست عشرة سنة

فاشتغل بالدرس والإفادة، ولما توفي والده تولى الشياخة ورزق حسن القبول، وكان يذكر في

كل أسبوع يوم الجمعة ويدرس ويفتي، مات يوم الأربعاء ثالث عشر من ربيع الأول سنة ستين

وثمانمائة.

الشيخ أشرف جهانكير السمناني

السيد الشريف العلامة العفيف أشرف بن إبراهيم الحسني الحسيني السمناني المشهور

بجهانكير ولد بمدينة سمنان وشبل في نعمة أبيه ونشأ نشأة أبناء الملوك وحفظ القرآن

بالقراءات السبع، ثم اشتغل بالعلم على أساتذة عصره وقرأ فاتحة الفراغ وله أربع عشرة

سنة، قام بالملك في التاسع عشر من سنه مقام والده فاشتغل بمهمات الدولة مع اشتغاله

بصحبة الشيخ ركن الدين علاء الدولة السمناني وخلق آخرين من العلماء والمشايخ، ولم يزل

كذلك مدة من الزمان ثم خلع نفسه وترك السلطنة وله ثلاث وعشرون سنة فأقام مقامه

أخاه محمداً وظعن إلى الهند ودخل أج فصحب الشيخ جلال الدين الحسين بن أحمد

البخاري وأخذ عنه، ثم ارتحل إلى بهار لزيارة الشيخ شرف الدين أحمد بن يحيى المنيري

فوصل إليها حين انتقل الشيخ المذكور إلى رحمة الله سبحانه فصلى عليه صلاة الجنازة،

وذهب إلى بندوه وسعد بصحبة الشيخ علاء الدين عمر بن أسعد اللاهوري ولبس منه

الخرقة وله سبع وعشرون سنة فلازمه أربعة أعوام، ثم وجهه الشيخ إلى جونبور فرحل إليها

ومكث بها مدة ثم دخل كجوجهه وسكن بها.

وكان عالماً كبيراً عارفاً مسفاراً لم يتزوج ولم يزل يسافر ويدرك المشايخ ويأخذ عنهم، فأول

ما سافر بعد ما ألقى عصا ترحاله في كجهوجهه إلى العرب والعراقين وأدرك في ذلك السفر

الكبار من المشايخ والعلماء، منهم الشيخ عبد الرزاق الكاشي، قرأ عليه الفصوص

والفتوحات والاصلاح الكبير، ومنهم الشيخ بهاء الدين محمد النقشبندي البخاري، أخذ

عنه الطريقة النقشبندية وكان رفيقه في ذلك السفر الشيخ بديع الدين المدار المكنبوري، ثم

سافر مرة ثانية ودار الربع المسكون مرافقاً للشيخ علي بن الشهاب الحسيني الهمذاني.

ومن مصنفاته الأشرفية: مختصر في النحو، وتعليقات على هداية الفقه، والفصول- مختصر

في أصول الفقه- وشرح له على عوارف المعارف، وشرح على فصوص الحكم كلاهما في

التصوف، وله قواعد العقائد في الكلام، وأشرف الأنساب مختصر بحر الأنساب في الأنساب

والسير، وبحر الأذكار، وفوائد الأشرف وأشرف الفوائد، وبشارة الذاكرين، وتنبيه الاخوان،

وحجة الذاكرين والفتاوي الأشرفية، وتفسير القرآن المسمى بالنور بخشية، والأوراد

الأشرفية،

ص: 237

وديوان شعر، ومرآة الحقائق وكنز الدقائق، ورسالة في جواز سماع الغناء، وبشارة

المريدين، وإرشاد الاخوان، ورسالة في جواز اللعن على يزيد، وله مكتوبات جمعها نظام

الدين اليمني، وله ملفوظات جمعها الشيخ نظام المذكور في للطائف الأشرفية.

وكانت وفاته في الثامن والعشرين من محرم الحرام سنة ثمان وثمانمائة وقبره في كجوجهه

مشهور ظاهر يزار، كما في مهر جهان تاب.

الشيخ أمين الدين اللكهنوي

الشيخ الصالح أمين الدين بن سعد الله بن سماء الدين الصديقي البجنوري اللكهنوي أحد

العلماء الصالحين، أخذ العلم والطريقة عن أبيه، وتولى الشياخة بعده وسافر إلى الحجاز،

وحج وزار سبع مرات، مات بكجرات عند قفوله عن الحجاز ونقل جسده إلى لكهنؤ فدفن

عند أبيه وجده، مات لسبع خلون من جمادي الأولى سنة إحدى وتسعين وثمانمائة، كما في

تذكرة الأصفياء.

حرف الباء الموحدة

الشيخ با يزيد الأجميري

الشيخ الفاضل الكبير با يزيد بن قيام الدين بن حسام الدين بن فخر الدين ابن الشيخ

الكبير معين الدين حسن السجزي الأجميري كان من كبار العلماء، درس وأفاد مدة من

الزمان بمدينة أجمير ثم سافر إلى العراق وأقام بمدينة بغداد مدة من الدهر ثم رجع إلى الهند

ونزل بمندو فولاه محمود شاه المندوي الكبير نظارة مقبرة جده الشيخ معين الدين، فرحل إلى

أجمير وصرف بها عمره في الدرس والإفادة، أخذ عنه الشيخ أحمد بن مجد الدين الشيباني

وخلق كثير من العلماء، كما في كلزار أبرار.

قال الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي في أخبار الأخيار إن أصله من أجمير انتقل

أحد أسلافه إلى كجرات والشيخ با يزيد ولد ونشأ بها واشتغل بالعلم على من بها من

العلماء ثم سافر إلى بغداد وأخذ عن مشايخها ثم رجع إلى الهند ودخل مندو فأكرمه

محمود الخلجي صاحب مندو، وزوجه شيخ الاسلام محمود الدهلوي بابنته فصار محسوداً

بين إخوته فأنكروا انتسابه إلى الشيخ معين الدين وقالوا إنه مجهول النسب، فاستشهد

السلطان الشيخ حسين بن الخالد الناكوري ومولانا رستم الأجميري وغيرهما فشهدوا أنه من

سلالة الشيخ معين الدين فولاه الملك نظارة مقبرة جده المذكور، انتهى.

الشيخ بدر الدين البهاري

الشيخ الصالح بدر الدين بن فخر الدين بن شهاب الدين بن فخر الدين بن شهاب الدين

الكبير الزاهدي الدهلوي ثم البهاري المشهور ببدر العالم كان من الرجال المعروفين بالفضل

والصلاح، أخذ عن والده وعن الشيخ جلال الدين الحسين الحسيني البخاري وسافر إلى

بهار- بكسر الموحدة- بعد وفاة الشيخ شرف الدين أحمد بن يحيى المنيري فسكن وتولى

الشياخة بها وكان مرزوق القبول، توفي لثلاث بقين من رجب سنة أربع وأربعين وثمانمائة

فدفن بشيخبوره من أعمال مونكير.

الشيخ الكبير المعمر بديع الدين المدار الحلبي المكنبوري

الشيخ الكبير المعمر بديع الدين المدار الحلبي المكنبوري أحد مشاهير الشيوخ بأرض

الهند ينسبون إليه من الوقائع الغريبة ما يأباه العقل والنقل، ويتنافى مع الشريعة وعقيدة

التوحيد قيل إنه ولد بحلب سنة عشرين أو خمسين ومائتين من هجرة النبي صلى الله عليه

وسلم وكان من أولاد أبي هريرة الصحابي المشهور ينتهي إليه نسبه باثنتي عشرة واسطة

وقيل إنه من أولاد سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقيل غير ذلك.

في أعراسنامه: السيد بديع الدين شاه مدار ابن السيد علي الحلبي ابن السيد محمد بن

عيسى بن عبد الله بن سليمان بن عبد الملك بن إسحاق بن طاهر بن عبد الرحمن بن

قاسم بن ليس- هكذا في الأصل- ابن أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن زيد الفتاح بن

الامام محمد الباقر عليه وعلى جده السلام.

قالوا إنه أخذ الطريقة عن الشيخ طيفور الدين الشامي

ص: 238

عن الشيخ عين الدين الشامي عن

الشيخ زين الدين المصري عن الشيخ عبد الأول السجاوندي عن الشيخ أبي الربيع

المقدسي عن الشيخ عبد الله عبد الرشيد علمدار المكي عن الامام أبي بكر الصديق

رضي الله تعالى عنه، كما في مهرجان تاب.

قال الشيخ أشرف بن إبراهيم السمناني في بعض رسائله إن بديع الدين كان أويسياً وإني

لقيته وسافرت معه إلى الحرمين الشريفين مرة فوجدت عنده علم الكيمياء والريمياء

والسيمياء والهيمياء وغيرها من العلوم الغريبة وشاهدت فيه من غرائب الآثار ما لم يكن في

غيره من الأولياء، وكان له حظ وافر من السكر، انتهى، كما في لطائف أشرفي.

وقال القاضي محمود المدقق الكنتوري في الحالية: المدار هو الراسخ في العلم بذات الله

وصفاته بتعليمه تعالى إياه بواسطة وبغير واسطة لثبوت المدارية للقطب المدار الذي هو

الغوث الأعظم نظير لخاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر الكنتوري معنى المدارية

وفصلها بما لا نذكره خوفاً من الإطالة، ثم قال فثبتت المدارية للقطب المدار أعنى السيد

بديع الدين الذي هو ممن عليهم مدار العالم وهم القطب ومن بينهم القطب المدار، قال عليه

الصلاة والسلام في حقهم إني لأعرف أقواماً منزلتي عند الله ما هم بأنبياء ولا شهداء

يغبطهم الأنبياء والشهداء لمكانتهم عند الله هم المتحابون في الله، إلى غير ذلك.

وأما خرافات المدارية فلا تسأل عن ذلك، قالوا: إنه ولد ببلدة حلب ثم اختلفوا في سنة

ولادته فقيل عشرين أو خمسين ومائتين، وقبل اثنين وأربعين وأربعمائة، وعمر إلى ستمائة

سنة أو أربعمائة سنة تقريباً، وقالوا إنه قرأ العلم على حذيفة الشامي وبرع في الكيمياء

والسيمياء والريمياء والهيمياء وغيرها من العلوم الغريبة في الرابعة عشرة من سنه، ثم سافر

إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ودخل الهند فأقام بها أياماً قليلة ثم رجع إلى بلاده وركب

الفلك فغرقت في البحر وأنجاه الله سبحانه من تلك المهلكة فوصل إلى جزيرة غير معروفة

ووجد فيها عبداً من عباد الرحمن فأطعمه لقيمات من يده وبشره بأنه لا يجوع أبداً ثم

ألبسه الخرقة وقال: إنها لا تخلق ولا تبلى أبداً وإنها لا تتوسخ أبداً، وكان ذلك العبد رأس

الملائكة اسمه سنتحنيثا، ثم وصل إلى الهند فأقام بها أياماً قليلة ثم سافر إلى الحرمين

الشريفين فحج وزار وذهب إلى الكاظمين ثم إلى بغداد ثم إلى النجف ورزق الله السيدة

نصيبة أخت السيد الإمام عبد القادر الجيلاني أولاداً ببركته ثم دار الأرض ودخل الهند

مرة ثالثة ووصل إلى أجمير فلقي بها الشيخ معين الدين حسن السجزي وأقام بها قليلاً ثم

رجع إلى المدينة المنورة واعتكف بها فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يذهب إلى الهند

فسافر إلى خراسان وبلاد العجم وتفرج بها وسلب منصب القطبية عن الشيخ نصير الدين

لأنه لم يحضر عنده وتكبر ثم لما اعتذر إليه أعطاه، ثم قدم الهند ودخل كالبي فحضر لديه

القادر بن محمود أمير تلك الناحية وكان عماد الملك ملك الجن بواباً للشيخ المدار فمنعه

عن الدخول عليه فرجع خائباً وأمر أن يخرج الشيخ من بلدته فخرج وغضب عليه فظهرت

على جسم قادر شاه نفاطات فذهب قادر شاه إلى شيخه سراج الدين فلحس سراج الدين

نفاطاته بلسانه فبرأ قادر شاه، ولما سمع الشيخ المدار ذلك غضب على سراج الدين

فاشتعل جسمه ناراً حتى مات، ثم دخل الشيخ المدار بلدة جونبور فاستقبله إبراهيم

الشرقي ملك الشرق وبايعه القاضي شهاب الدين الدولة آبادي ملك العلماء ثم سافر إلى

كنتور فبايعه الشيخ محمود المدقق الكنتوري ثم ذهب إلى بلدة سورت ثم إلى أرض الحجاز

فحج وزار ثم رجع إلى الهند ودخل مكنبور وكان بها غدير مفعم من الماء يسمع منه يا

عزيز فلما وصل إليه المدار خاض الماء فلم يسمع بعد ذلك منه الصوت فبنى زاوية له في

تلك الأرض وسكن بها وصدرت منه كرامات غريبة، انتهى ما في تذكرة المتقين لأمير حسن

المكنبوري.

وفي رسالة الشيخ عبد الباسط القنوجي أن الشيخ المدار لم يكن له حاجة إلى الأكل

والشرب لالتذاذه بقرب الله سبحانه وكان لا يمسه النوم ولا يطرأ على ملبسه الدرن ولا يقع

على جسمه الذباب وكانت تلوح على وجهه أنوار الله سبحانه فمن يراه يرى في وجهه

ص: 239

جمال

الله ولذلك يضطر إلى السجدة له، وكان الشيخ المدار يسدل على وجهه سبعة نقب ويعتزل

عن الناس إلا في أوقات معينة، وكان يحيي الموتى بإذن الله ويبرئ الناس من الأمراض

الصعبة وينجح حوائجهم وينصب الأقطاب في نواحي الأرض وفيضانه يصل إلى أهل السماء

كما يصل إلى أهل الأرض، والعالم كله تحت قدرته والله سبحانه يمحو قدره عن اللوح

المحفوظ ويعزل الملائكة عن المناصب بقوله، إلى غير ذلك من الخرافات.

وقال الشيخ محمد أفضل بن عبد الرحمن العباسي الإله آبادي في بعض رسائله مما يجب أن

يعلم في هذا المقام أن بعضاً من العلماء الكرام والعرفاء العظام وإن طعنوا في هذه السلسلة

لكن طعنهم راجع إلى ما اعتاده جهلة هذه الطريقة من ترك ستر العورة وارتكاب الملاهي

والمناهي.

ذكر في الكتاب الموسوم بكلزار أبرار أن هذه البدعة يعني ترك ستر العورة وأمثال ذلك

حدثت في هذه الطائفة في النصف الآخر من المائة العاشرة وإلا ففي عهد الشيخ بديع الدين

الملقب بشاه مدار كان التحاشي عن مخالفة ظاهر الشريعة وإفشاء أسرار الوحدة في

الدرجة القصوى، ومنشأ شيوع هذه البدعة الطائفة أنه لما كان التجريد الصوري في هذه

السلسلة شرط الإنابة والإجازة اكتفى أكثر، خلفاء هذه السلسلة بستر العورة وبطعام

يأكلونه في كل يوم مرة ويتحاشون من جميع أجناس اللباس وألوان المأكول ويعملون بمقتضى يوم

جديد ورزق جديد ويقرؤن كلمة الدنيا نوم والباقية الصوم ثم المقلدون توغلوا في ذلك حتى

اكتفوا عن ستر العورة بستر العورة الغليظة إلى آخر ما ذكر في ذلك الكتاب في هذا الباب.

وذكر في حديقة الأنساب أن أرباب التشخيص اختلفوا في حق شاه مدار فرقة على أنه

كان مجذوباً وخارجاً عن دائرة الشريعة والعقيدة لكن أكثر أهل التحقيق من مشايخ الهند

استحسنوا مشربه ويعلمون أنه صاحب المقامات العالية، وأصحابه فرقتان: العوام فأكثرهم

مائل إلى الإلحاد والزندقة، والخواص متحققون ومتخلقون بأخلاق هذه الطائفة، انتهى.

وكانت وفاته في عاشر جمادي الأولى سنة أربع وأربعين وثمانمائة وقيل سنة ثمان وثلاثين

وثمانمائة فدفن بمكنبور، وعلى قبره عمارة عظيمة من أبنية الملوك والسلاطين، كما في مهر

جهان تاب.

القاضي برهان الدين المالوي

الشيخ العالم الفقيه القاضي برهان الدين الحنفي المالوي أحد كبار المشايخ الصوفية قدم

مندو في عهد هوشنكك شاه الغوري فبايعه الملك وسكن بها الشيخ مفيداً مرشداً، ومات

في سنة سار فيها هوشنكك شاه إلى جاجنكر، كما في كلزار أبرار وكان ذلك في سنة

خمس وعشرين وثمانمائة، كما في مرآة سكندري.

الشيخ بهاء الدين الكشميري

الشيخ الصالح بهاء الدين الكشميري أحد رجال العلم والمعرفة أخذ عن الشيخ أبي

إسحاق الجيلاني عن الشيخ علي بن الشهاب الحسيني الهمذاني وسافر إلى الحرمين

الشريفين فحج وزار وقدم كشمير فسكن بها وحصل له القبول العظيم وتذكر له كشوف

وكرامات، قتله اللصوص سنة تسع وأربعين وثمانمائة بكشمير فدفن بها، كما في خزينة

الأصفياء.

الشيخ بدهن البهرائجي

الشيخ الصالح الفقيه السيد بدهن- بضم الموحدة وتشديد الدال الهندية- العلوي

البهرائجي أحد المشايخ المشهورين، قرأ العلم على الشيخ حسام الدين الفتح بوري أحد

أصحاب الشيخ عبد المقتدر بن ركن الدين الشريحي الكندي وأخذ عنه الطريقة الجشتية

وأخذ الطريقة المدارية والسهروردية وأكثر الطرق المشهورة عن الشيخ أجمل بن أمجد

الحسيني البهرائجي ثم الجونبوري وأخذ عنه محمد بن القاسم الأودي مات لثمان خلون من

شوال سنة ثمانين وثمانمائة، كما في مسالك السالكين.

بهلول بن كالا اللودي

الملك العادل الفاضل بهلول بن كالا بن بهرام اللودي الأفغاني السلطان الصالح ولي الملك

بدهلي في

ص: 240

سنة خمس وخمسين وثمانمائة وكان جده بهرام قدم الملتان في أيام ولاية الملك

مردان فسكن بها وولده كالا وولي على عمالة دوآبة من أعمال سرهند في أيام خضر خان

الرايات الأعلى وتوفي في مدة يسيرة فتربى ولده بهلول في حجر عمه إسلام خان وكان والياً

بسرهند ولما توفي عمه المذكور اجتمع الأفغان عليه فاستولى على سرهند وما والاها من

العمالات فأقطعه العمالات محمد شاه الدهلوي ولقبه خانخانان، فاستولى على سائر بلاد

بنجاب والسند، وسار إلى دهلي سنة خمس وخمسين وثمانمائة في أيام علاء الدين ابن محمد

شاه الدهلوي واستقل بالملك وذهب علاء الدين إلى بدايون فسكن بها ومات في سنة ثلاث

وثمانين وثمانمائة.

وكان بهلول عادلاً فاضلاً مقداماً شجاعاً فاتكاً ماضي العزيمة صادق القول صالحاً متورعاً

يجالس العلماء ويذاكرهم في المعارف الشرعية ويبذل جهده في متابعة النبي صلى الله عليه

وسلم

ويحسن إلى الأفغان ويبالغ في إكرامهم ولا يجلس على السرير في حضرتهم ويتردد إلى

بيوتهم يتناوب في الطعام في بيوت الأمراء فكان لا يأكل في بيته ويركب أفراسهم عند

الحاجة، مات في سنة أربع وتسعين وثمانمائة، كما في تاريخ فرشته.

حرف التاء الفوقية

القاضي تاج الدين البلخي

الشيخ العالم الكبير القاضي تاج الدين النحوي البلخي ثم الهندي اللكهنوتوي أحد

الفضلاء المشهورين بمعرفة النحو والعربية كان من نسل الشيخ محمود القرشي العشقي

رندبوش قدم الهند وسكن بأرض لكهنوتي وشمر عن ساق الجد في الدرس والإفادة أخذ

عنه خلق كثير، ومن أعقابه الشيخ منجهن بن عبد الله بن خير الدين اللكهنوتي، كما في

كلزار أبرار.

الشيخ تاج الدين الظفر آبادي

الشيخ الفاضل تاج الدين الناصحي الأدهمي العمري الظفر آبادي كان من كبار الفقهاء

يرجع نسبه إلى إبراهيم بن أدهم العمري الولي المشهور، ولي القضاء بظفر آباد فسكن بها

وصرف شطراً من عمره في الدرس والإفادة ثم ترك الاشتغال بها وأخذ الطريقة عن الشيخ

أسد الدين الحسيني الواسطي وانقطع إلى الزهد والعبادة، وكان حافظاً للقرآن الكريم يقرؤه

بلحن شجي يأخذ بمجامع القلوب.

مات في سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة بظفر آباد فدفن بها، كما في تجلى نور.

الشيخ تاج الدين النهروالي

الشيخ العالم الكبير تاج الدين بن يوسف بن أحمد السوهي النهروالي الكجراتي أحد

العلماء المبرزين في الفقه والعربية أخذ عن أبيه الشيخ يوسف بن أحمد السوهي الأيرجي

وعن الشيخ عبد الله بن محمود الحسيني البخاري الكجراتي وكان يدرس ويفيد في مقبرة

الشيخ حسام الدين الملتاني بنهرواله أخذ عنه خلق كثير، كما في كلزار أبرار.

مولانا تاج الدين الأسبيجابي

الشيخ الفاضل الكبير تاج الدين الحنفي الأسبيجابي أحد كبار العلماء، كان ختن الشيخ

علاء الدين عمر بن أسعد اللاهوري البندوي ومع تلك القرابة كان شديداً على استماع

الغناء ينهى عن الرقص والتواجد، كما في أخبار الأخيار.

تيمور كوركان السمرقندي

الأمير تيمور بكسر التاء الفوقية وسكون الياء التحتية وميم مضمومة وواو ساكنة وراء

مهملة ابن ترغائي ابن أبغائي يصل نسبه من جهة النساء إلى جنكيز خان عظيم التتر،

والعرب يقولون في اسمه تمور تارة وتمورلنك تارة، ومسقط رأسه قرية تسمى خواجه ايلغار

من أعمال الكش وهو مدينة من مدن ما وراء النهر بكسر الكاف وتشديد الشين المعجمة

ويقال كس بالسين المهملة، وسبب كونه أعرج أنه في بعض الليالي سرق شاة واحتملها فضربه

الراعي في كتفه سهماً وثنى بآخر في فخذه فعرج.

ولما استولى على ما وراء النهر تزوج بإحدى بنات

ص: 241

الملوك فزادوا في ألقابه كوركان وهو

بلغة المغول الختن لكونه صاهر الملوك وكان أبوه فقيراً فانقلب الدور وصار شاباً أميراً.

وكان أمياً محباً للفقراء والعلماء صاحب فراسة وكياسة وقد خضعت له العساكر

واجتمعت له الأكابر والأصاغر بحسن تدبيره ومساعدة الجد وكان إذا دخل بلدة مكر

وغدر وسفك الدماء وفعل الأفاعيل، وقد صفت له ممالك سمرقند وولاياتها وممالك ما وراء

النهر وجهاتها وتركستان وما حواليها وممالك خوارزم وكاشغر وبلخستان وما يتعلق بها

واقليم خراسان وغالب ممالك مازندران وزاوستان وطبرستان وغزنة واستراباد وغيرها من

البلاد، وقصد بلاد الروم والشام وفعل فيها ما فعل.

وكان ابتداء استقلاله بالملك سنة إحدى وسبعين وسبعمائة، وتخريب تيمور دمشق كان

في سنة ثلاث وثمانمائة، ودخوله ببلاد الروم في سنة أربع وثمانمائة، ودخوله بحلب سنة ثلاث

وثمانمائة.

وأما دخوله بأرض الهند كان في الثاني عشر من شهر الله المحرم في سنة إحدى وثمانمائة

ففتح بلاد السند وبنجاب وقتل خلقاً وأسر ونهب ودخل دهلي في السادس عشر من

جمادي الأولى سنة إحدى وثمانمائة وقتل خلقاً لا يحصون بحد وعد، وخرج ناصر الدين

محمود صاحب الهند إلى كجرات ووزيره إقبال خان إلى برن فأقام بدهلي خمسة عشر يوماً

ثم رجع إلى بنجاب ومنها إلى ما وراء النهر.

وكان رجلاً ذا قامة شاهقة كأنه من بقايا العمالقة عظيم الجبهة والرأس شديد القوة والبأس

أبيض اللون مشرب حمرة عظيم الأطراف عريض الأكتاف، مستكمل البنية مسترسل

اللحية أعرج اليمين وعيناه كشمعتين جهير الصوت لا يهاب الموت، وكان من أبهته وعظمته

أن ملوك الأطراف وسلاطين الأكناف مع استقلالهم بالخطبة والسكة إذا قدموا عليه

وتوجهوا بالهدايا إليه كانوا يجلسون على أعتاب العبودية والخدمة نحواً من ممد البصر من

سرادقاته وإذا أراد منهم واحداً أرسل أحد خدمه فينادي باسمه فينهض في الحال.

وقد نسب إليه بعض رسائل، منها كتاب في التنظيمات السياسية والعسكرية، وكتب

سيرته عدة مؤرخين بعضهم أطال وبعضهم أوجز وحكوا عنه حكايات كثيرة، وأحسن

تاريخ له وإن كان مبنياً على مدحه تاريخ شريف الدين علي الفارسي ترجم إلى

الفرنساوية.

وقيل في سبب وفاته أنه لما رجع إلى بلاده وشرب من العرب فأفرط وتقياً الدم وتوفي

بنواحي مدينة اترار في سابع عشر شعبان سنة سبع وثمانمائة وقد جاوز الثمانين، ومدة

ملكه ست وثلاثون سنة، نقلت جثته إلى سمرقند.

حرف الثاء المثلثة

مولانا ثناء الدين الملتاني

الشيخ الفاضل العلامة ثناء الدين بن قطب الدين الحنفي الملتاني أحد العلماء المبرزين في

العلوم الحكمية، ولد ونشأ بمدينة ملتان وقرأ بها حيثما أمكنه ثم سافر إلى شيراز وأخذ

المنطق والحكمة وغيرهما عن السيد الشريف زين الدين علي الجرجاني صاحب المصنفات

المشهورة ثم رجع إلى الملتان ودرس بها مدة عمره، أخذ عنه الشيخ سماء الدين بن فخر

الدين الملتاني وخلق كثير من العلماء، كما في تاريخ المشاهير.

حرف الجيم

الشيخ جلال الدين الكجراتي

الشيخ الكبير المعمر جلال الدين الصوفي الجشتي الكجراتي أحد المشايخ المشهورين ولد

ونشأ بأرض كجرات وأخذ الطريقة عن الشيخ بياره ولازمه مدة ثم سافر إلى بنكاله وأسلم

على يده خلق كثير من أهل كوروبنكك.

وكان شيخاً جليلاً وقوراً عظيم الهيبة كبير المنزلة مرزوق القبول، يجلس على السرير مثل

الملوك والسلاطين ويحكم في الناس كحكمهم، أخذ عنه الشيخ محمد بن منكن الملاوي

وخلق كثير وأسلم على يده خلق من أهل بنكاله.

ص: 242

وكانت وفاته بالشهادة في سنة إحدى وثمانين وثمانمائة، كما في خزينة الأصفياء.

الشيخ جلال الدين المانكبوري

الشيخ الفاضل جلال الدين بن إسماعيل العمري المانكبوري أحد العلماء المبرزين في الفقه

والأصول والعربية، أخذ العلم والطريقة عن الشيخ محمد خليفة الشيخ نظام الدين محمد

البدايوني، وكان عالماً تقياً متورعاً شديد التعبد يرقد في أول الليل والناس مستيقظون فإذا

رقد الناس استيقظ وصلى إلى الفجر، وكان يقرأ سورة يس كل ليلة إحدى وأربعين مرة،

وكان يدرس العلوم الدينية بعد صلاة الضحى ويسترزق بالكتابة، مات ودفن بمانكبور، كما

في رفيق العارفين.

الشيخ جلال بن أبي الفتح القنوجي

الشيخ الصالح جلال بن أبي الفتح بن حامد بن محمود بن الحسين الحسيني البخاري

القنوجي المشهور بالجلال الثالث كان من نسل الشيخ جلال الدين حسين ابن أحمد بن

الحسين البخاري الأجي، ولد ونشأ بمدينة أج وانتقل منها إلى دهلي فأكرمه بهلول بن كالا

اللودي وأقطعه عمالة قنوج فانتقل من دهلي إلى قنوج وسكن بها، وله ذرية واسعة بقنوج

منهم صديق حسن بن أولاد حسن القنوجي صاحب المصنفات المشهورة، مات ودفن

بقنوج وبنى على قبره شاه هري خان فتح جنكك بناية سامية البناء في أيام حسين الشرقي

سنة إحدى وثمانين وثمانمائة، كما في الفرع النامي.

مولانا جمال الدين الكشميري

الشيخ العالم المحدث جمال الدين الكشميري أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث

والأصول والعربية، قدم كشمير في صحبة الشيخ علي بن الشهاب الحسيني الهمذاني

وسكن بها امتثالاً لأمره لأجل تعليم السلطان قطب الدين شاه مرزا الكشميري فانقطع إلى

الدرس والإفادة، وقبره بمدينة كشمير على نهر بهت مشهور يزار ويتبرك به، كما في روضة

الأبرار لمحمد الدين الكشميري.

الشيخ جمشيد الإسرائيلي الراجكيري

الشيخ الصالح الفقيه جمشيد الإسرائيلي الحنفي الصوفي الراجكيري كان من نسل القاضي

قدوة الدين الأودي، أصله من اهرامؤ من أعمال دريا آباد، لازم في شبابه الترك والتجريد

وأخذ الطريقة عن الشيخ جلال الدين الحسين البخاري الأجي وصحبه مدة من الزمان

وكان الشيخ يدعوه بأخي جمشيد فلقب به واشتهر حتى صار ذلك اللفظ جزء اسمه، فلما

بلغ رتبة الكمال اعتزل عن الناس وسكن براجكير من حارات قنوج وانقطع إلى الزهد

والعبادة، وكان يقول: إنما الانسان إما رجل أو نصف رجل أو لا شيء، فالرجل الواصل إلى

الله، ونصف الرجل الطالب له، والذي لا شيء هو طالب الدنيا، وكان يقول: اتقوا الصوفية

الجهلة فإنهم لصوص الدين وقطاع طريق المسلمين، ومن كلامه: من كان في قلبه ذرة من محبة

الدنيا ليس له مع عظم زهده أن يدخل في حمى الملك القديم فإنه يقول: لا أذيق حلاوة محبتي

من في قلبه حبة من محبة الدنيا لأن الملوث لا يصلح للحظيرة القدسية والحضرة الربانية،

انتهى.

مات يوم الأربعاء عاشر شوال سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة، كما في التقصار للقنوجي.

الشيخ جائلده المندوي

شيخ الاسلام الشيخ جائلده المندوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ

بمدينة أج وأخذ عن الشيخ صدر الدين محمد بن أحمد الحسيني البخاري الأجي وسافر

إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وأقام بها مدة من الزمان ثم رجع إلى الهند ودخل مندو في

أيام محمود شاه الكبير الخلجي فكلفه الإقامة عنده وولاه شياخة الإسلام بها وكان يدرس

ويفيد، مات ودفن بمندو في أيام محمود شاه المذكور، كما في كلزار أبرار.

حرف الحاء المهملة

الشيخ حامد الكبير البخاري الأجي

الشيخ الصالح الفقيه حامد بن محمود بن

ص: 243

الحسين بن أحمد بن الحسين بن علي الحسيني

البخاري الأجي أحد العلماء المبرزين في المعارف الإلهية، ولد ونشأ في أيام جده جلال

الدين الحسين البخاري وتأدب عليه وأخذ الفقه والحديث والكلام عنه، وتولى الشياخة بعد

والده ناصر الدين محمود، أخذ عنه صنوه عبد الله بن محمود الأجي الكجراتي وخلق كثير

من المشايخ.

الشيخ حبيب الله الكرماني

الشيخ الفاضل حبيب الله بن خليل الله بن نعمة الله الحسيني الكرماني أحد رجال العلم

والطريقة، قدم الهند مع والده سنة أربع وعشرين وثمانمائة فأملكه أحمد شاه البهمني ابنته

ورقاه إلى رتبة الإمارة فعاش مدة طويلة بأحمد آباد بيدر، وصار من أهل الحل والعقد حتى

تولى المملكة همايون شاه البهمني وكان ظالماً شديد البطش حريصاً على سفك الدماء

فخرج عليه حسن بن علاء الدين البهمني ورافقه حبيب الله فقتل حسن ومعه أصحابه

وأسر حبيب الله فلبث في السجن أياماً، ثم خرج منه وفر إلى بيجابور وقتل بها في شهر

شعبان سنة أربع وستين وثمانمائة، كما في تاريخ فرشته.

الشيخ حسام الدين الجونبوري

الشيخ الفاضل حسام الدين بن نصر الله الأصفهاني ثم الهندي الجونبوري أحد مشايخ

الطريقة المدارية، درس وأفاد مدة مديدة ببلدة جونبور في عهد السلطان إبراهيم الشرقي

وأخذ الطريقة المدارية عن الشيخ المعمر بديع الدين المدار المكنبوري ولازمه وصحبه مدة

من الزمان، أخذ عنه الشيخ محمد بن علاء الشطاري المنيري وخلق آخرون، مات في

تاسع ربيع الأول سنة أربعين وثمانمائة بمدينة جونبور فدفن بها، كما في الانتصاح.

الشيخ حسام الدين الفتح بوري

الشيخ الفاضل حسام الدين الحنفي الصوفي الفتح بوري أحد الفقهاء المبرزين في الفقه

والأصول، قرأ على القاضي عبد المقتدر بن ركن الدين الشريحي الكندي وأخذ عنه

الطريقة ثم خرج من دهلي في فتنة الأمير تيمور فرحل إلى فتح بور قرية جامعة من أوده

وسكن بها، أخذ عنه الشيخ بدهن العلوي البهرائجي وخلق آخرون.

قال اللاهوري في خزينة الأصفياء إنه مات في سنة ثمانمائة، وقال السيد الوالد في مهر جهان

تاب إنه مات في عهد إبراهيم الشرقي ما بين أربع وثمانمائة وأربع وأربعين وثمانمائة، والله

أعلم.

الشيخ حسام الدين المانكبوري

الشيخ الإمام العالم الكبير حسام الدين بن خواجه خضر بن جلال الدين العمري

المانكبوري أحد الأولياء المشهورين، ولد ونشأ بمانكبور وقرأ العلم وحفظ المتون والشروح

من الكتب الدرسية وتفقه على والده ثم سافر على قدم الصدق والإرادة إلى بنكاله وأخذ

الطريقة عن الشيخ نور بن العلاء البندوي ولازمه مدة من الزمان حتى بلغ رتبة لم يصل إليها

أحد من أصحابه فاستخلصه الشيخ لنفسه واستخلفه في الثامن عشر من ربيع الثاني سنة

أربع وثمانمائة ورخصه إلى مانكبور، كما في أنيس العاشقين، فرجع إلى جونبور وعاش في

غاية الفقر والفاقة سبع سنين ثم فتح الله سبحانه عليه أبواب الرزق ورزقه حسن القبول

فخضع له الملوك والأمراء وحصلت له الوجاهة العظيمة عند أهل البلدة، أخذ عنه ولده

فيض الله والشيخ راجي حامد شه وخلق آخرون.

له أنيس العاشقين كتاب مفيد في السلوك، وقد جمع بعض أصحابه ملفوظاته في رفيق

العارفين وله إحدى وعشرون ومائة رسالة إلى أصحابه جمها شهاب الدين المانكبوري في

مجموع، كما في كنج أرشدي.

ومن كلامه فيض إلهي ناكاه رسد، ولكن بر دل آكاه رسد، بس سالك منتظر مي بايد تا

از برده غيب جه كشايد وقوله فراق كجا است، يا او است، يا نور اوست، يا برتو

اوست، يا برتو نور اوست وقوله درويش راجهار جيز مي بايد، دو درست دو شكسته،

دين درست يقين درست، باي شكسته دل شكسته وقوله: آميخته همه كس باش، آويخته

كس مباش إلى غير ذلك من الأقوال المفيدة.

ص: 244

مات في خامس عشر من رمضان سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة وقبره ظاهر مشهور ببلدة

مانكبور يزار ويتبرك به.

الشيخ حسن بن البدر الهندي

الشيخ العالم الكبير حسن بن بدر الدين الهندي ثم الدمشقي الحنفي نزيل حماة الشام، ذكره

السخاوي في الضوء اللامع: قال إنه عالم علامة بحر محقق مدقق ذو فنون عديدة وأقوال

سديدة متمكن من العقليات، لازم السيد الجرجاني ثلاثين سنة وانتفع به الطلبة في النحو

والصرف والأصلين، مات سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بالمدرسة المعزية بحماة عن نحو سبعين

سنة طرب الأماثل.

الشيخ حسين بن محمد البروجي

الشيخ العالم الصالح حسين بن محمد البروجي الكجراتي أحد العلماء المبرزين في الفقه

والتصوف، أخذ عن الشيخ كمال الدين القزويني البروجي ولازمه مدة من الدهر ثم تولى

الشياخة أخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ.

الشيخ حسن بن الحسين البلخي

الشيخ العالم الفقيه الزاهد حسن بن الحسين بن المعز البلخي البهاري أحد المشايخ

الفردوسية، ولد ونشأ في معهد العلم والمعرفة وتأدب على والده وتفقه عليه وأخذ عنه

الطريقة وأجازه والده في سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة فجلس على مسند الإرشاد، وله

كاشف الأسرار شرح بسيط على حضرات الخمس لأبيه بالفارسي، وله لطائف المعاني في

الحقائق والمعارف، مات في الحادي والعشرين من شعبان سنة خمس وخمسين وثمانمائة ببلدة

بهار فدفن بها، كما في حاشية غلام يحيى على شرح آداب المريدين.

الشيخ حسن بن محمد الكجراتي

الشيخ الصالح الفقيه حسن بن محمد الأساولي الكجراتي أحد المشايخ المشهورين بأرض

كجرات وكان يعرف بالشيخ ادهن، ولد في سنة أربع عشرة وثمانمائة وأخذ الطريقة عن

الشيخ عبد الله بن محمود الحسيني البخاري الكجراتي ثم لازم الشيخ نصير بن جمال

النوساروي وأخذ عنه وكان من العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، مات في ثالث عشر

من شوال سنة سبعين وثمانمائة وقبره بأساول وأساول شارع كبير بأحمد آباد، كما في كلزار

أبرار.

الشيخ حسن بن علي الكيلاني

الشيخ الفاضل العلامة حسن بن علي الحكيم الكيلاني أحد العلماء المبرزين في المنطق

والحكمة وسائر الفنون العقلية، كان في عهد السلطان فيروز بن داود البهمني بكلبركه وكان

من ندمائه، أمره السلطان المذكور في سنة عشرة وثمانمائة ببناء المرصد بقرية بالاكهات وأمر

السيد محمد الكاذروني وعلماء آخرين أن يعينوه في ذلك، فتصدى الحسن لذلك ولكنه

اخترمته المنية قبل بلوغه إلى تلك الأمنية وكان ذلك في سنة عشر وثمانمائة.

الشيخ حسن الحسيني الأجي

الشيخ العالم الصالح حسن بن أبي الحسن الحسيني كبير الدين الأجي أحد الرجال

المعروفين بالفضل والصلاح، سافر إلى البلاد ودار الربع المسكون ثم قدم مدينة أج وسكن

بها.

قال الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي في أخبار الأخيار: إنه جاوز مائة وثمانين

سنة وقد ألم على يده خلق كثير، وكان إذا رآه أحد لا يسعه إلا أن يذعن له الإطاعة،

وكانت وفاته في سنة ست وتسعين وثمانمائة بمدينة أج فدفن بها.

الشيخ حسين بن المعز البلخي

الشيخ الإمام العالم الكبير حسين بن معز الدين البلخي البهاري أحد كبار مشايخ الطريقة

الفردوسية، نشأ في حجر الشيخ شرف الدين أحمد بن يحيى المنيري وبايعه ثم تلقى عن

عمه الشيخ مظفر بن شمس الدين البلخي وسافر معه إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وأقام

بمكة المباركة أربع سنين وقرأ بها القرآن والشاطبية على الشيخ شمس الدين الخوارزمي،

ص: 245

وأخذ القراءات السبع عن الشيخ شمس الدين الحلوي وكان الحلوي فريد عصره في القراءات والتجويد لم يكن له مثل في زمانه في مصر ولا في الشام ولا في أرض الحجاز،

وقرأ حسين بن المعز صحيح مسلم وصحيح البخاري على عمه المظفر المذكور من أولهما

إلى آخرهما لفظاً ومعنى وأسند عنه وإني رأيت ذلك في إجازته بلفظ عمه المظفر، ورأيت

في بعض رسائله أن والده معز الدين البلخي مات بمكة المباركة فدخل مع عمه عدن ولبث

بها مدة من الزمان وأسند الحديث بها عن الخطيب العدني واستخلفه عمه وتوفي بعدن

فرجع إلى الهند وتولى الشياخة، أخذ عنه ولده حسن وخلق آخرون.

له مصنفات في الحقائق والمعارف، منها حضرات الخمس في التوحيد أوله: الحمد لله رب

العالمين، الخ، ومنها رسائل له إلى أصحابه في ضخم، وله ديوان الشعر الفارسي، مات في

الرابع والعشرين من مجلد ذي الحجة الحرام سنة أربع وأربعين وثمانمائة، كما في حاشية غلام

يحيى علي شرح آداب المريدين.

الشيخ حسين الملتاني

الشيخ الفاضل العلامة حسين القرشي الملتاني أحد العلماء المبرزين في العلوم العربية، درس

وأفاد مدة حياته بمدينة الملتان في خانقاه الشيخ بهاء الدين أبي محمد زكريا الملتاني وانتهت

إليه الرياسة العلمية بها، أخذ عنه الشيخ محمد بن منكن الملاوي وخلق كثير من العلماء،

كما في مصباح العاشقين.

حسين شاه الشرقي الجونبوري

الملك الكبير حسين بن محمود بن إبراهيم الجونبوري سلطان الشرق، قام بالملك بعد أخيه

محمد شاه وافتتح أمره بالعقل والدهاء وجمع العساكر العظيمة ثلاثمائة ألف فارس وأربعمائة

وألف فيلة، ثم سار إلى أريسه وقاتل صاحبها ثم صالحه على مال يؤديه عاجلاً وآجلاً ثم

رجع إلى جونبور سالماً وغانماً، وأسس قلعة بنارس سنة إحدى وسبعين وثمانمائة، وبعث

عساكره إلى قلعة كواليار في تلك السنة وفتحها عنوة ثم صالح صاحبها على مال يؤديه،

وسار نحو دهلي في سنة ثمان وسبعين وثمانمائة بمائة ألف وأربعين ألف فارس وأربعمائة فيلة

ففتحها عنوة، ولما عرف بهلول عجزه عن المقاومة أرسل إليه يطلب منه دهلي وما والاها

من البلاد إلى ثمانية عشر ميلاً فلم يجبه فالتجأ بهلول إلى عساكره وقاتله قتالاً شديداً على

ماء جمن وهزمه، ففر حسين شاه إلى جونبور، وسار إلى دهلي مرة ثانية في سنة تسع

وسبعين وقاتل بهلول فانهزم في هذه المعركة أيضاً ورجع إلى جونبور ثم سار إليه وانهزم ثم

سار مرة رابعة إلى دهلي وانهزم هزيمة فاحشة وقبض بهلول على بلاده وولي على جونبور

باربك شاه أحد أبنائه فسار حسين شاه إلى أقصى بلاده وقنع على أقطاع تحصل له منها

خمسمائة ألف من النقود، ولما توفي بهلول وولي الملك بعده سكندر بن بهلول حرض أخاه

باربك شاه أن يخرج على أخيه فوقعت الحرب بينهما وغلب الإسكندر على أخيه فسار

إلى حسين شاه وقبض على جميع بلاده وأخرجه إلى بنكاله وانقرضت الدولة الشرقية من

جونبور وما والاها من البلاد في سنة إحدى وثمانين وثمانمائة، وحسين شاه عاش سبع

سنين في بنكاله وكانت مدته تسع عشرة سنة، كما في تاريخ فرشته.

وكان فاضلاً كبيراً جيد المشاركة في العلوم، قرأ على القاضي سماء الدين الجونبوري،

وأخذ الموسيقى عن أساتذته وصار من الماهرين فيه وتصرف في دهربت إحدى النغمات

الهندية التي كانت ذات أربعة مصاريع فخفف منها المصراعين وتصرف في آهنك تصرفاً

حسناً وسماه الخيال جنكله وجعل المجاز أصرح مما كان، وله مصنف لطيف في الموسيقى

يسمى تحفة الهند.

الشيخ حسين بن إسماعيل الملتاني

الشيخ الصالح الفقيه حسين بن إسماعيل بن محمود بن الحسين البخاري الأجي الشيخ

صدر الدين الحسيني الملتاني أحد العلماء المبرزين في المعارف الإلهية، أخذ عن والده وتولى

الشياخة بعده، أخذ عنه

ص: 246

الشيخ عبد الوهاب بن محمد بن رفيع الدين الحسيني البخاري

الدهلوي، كما في تذكرة السادة البخارية لعلي أصغر الكجراتي.

الشيخ حسين بن محمد الحسيني الكجراتي

الشيخ العالم الكبير حسين بن محمد بن يوسف الحسيني الدهلوي ثم الكلبركوي المشهور

بمحمد الأكبر، ولد بدار الملك دهلي ونشأ بها وقرأ العلم على مولانا محمد بغرا ومولانا

محمد القاسم ومولانا خواجكي والقاضي عبد المقتدر ابن ركن الدين الكندي وجد في

البحث والاشتغال حتى برز في النحو والعربية والفقه والأصول والكلام، ثم لبس الخرقة من

والده وصحبه وأخذ عنه الطريقة واستخلفه أبوه سنة إحدى عشرة وثمانمائة، وكان والده

يحبه حباً مفرطاً ويقول إنه لو لم يكن ولدي لوقفت في خدمته ويقول لم يفق أحد شيخه إلا

الشيخ قطب الدين بختيار الأوشي فإنه فاق شيخه معين الدين وولدي محمد الأكبر فاقني،

فانتهى.

له مصنفات لطيفة منها المعارف بالعربية في النحو وشرح الملتقط لوالده، وشرح السوانح،

ورسالة في العقائد بالفارسية، رسالة في إباحة السماع، ورسالة في إباحة لبس النعلين في

المسجد، ورسالة في مقامات الصوفية، ورسالة في التصريف بالفارسية، والتصريف المالكي.

توفي في حياة أبيه بمدينة كلبركه يوم الأربعاء الخامس عشر من ربيع الثاني سنة اثنتي عشرة

وثمانمائة، وقبره يحاذي قبر والده، كما في مهر جهانتاب.

القاضي حماد الدين الكجراتي

الشيخ العالم الفقيه القاضي حماد الدين بن محمد أكرم الحنفي الكجراتي أحد الأفاضل

المشهورين في عصره، كان قاضي القضاة ببلدة نهرواله، صنف بأمره المفتي ركن الدين

الناكوري الفتاوي الحمادية وذكره في مفتتح كتابه وأثنى على فضله وبراعته في العلوم.

الشيخ حماد بن محمد الكجراتي

الشيخ العالم الكبير القاضي حماد بن محمد الحنفي الصوفي الكجراتي أحد الرجال

المشهورين، ولد ونشأ بكجرات وقرأ العلم ثم أخذ الطريقة عن الشيخ محمد بن عبد الله

الحسيني البخاري ولازمه مدة من الزمان وصرف شطراً من عمره في الجهاد في سبيل الله،

وكان يذكر له كشوف وكرامات ووقائع غريبة، مات في الثاني والعشرين من شوال وله ست

وثلاثون سنة كما في مرآة أحمدي.

حرف الخاء المعجمة

مولانا خواجكي الدهلوي

الشيخ العالم الكبير العلامة خواجكي بن محمد الحنفي الدهلوي نزيل كالبي ودفينها، ولد

ونشأ بدار الملك دهلي، واشتغل بالعلم على الشيخ معين الدين العمراني وقرأ عليه فبرز في

الفقه والأصول والعربية فدرس وأفاد بدهلي زماناً طويلاً، وأخذ الطريقة عن الشيخ نصير

الدين محمود الأودي ولازمه مدة من الدهر، أخذ عنه القاضي شهاب الدين الدولة آبادي

وقرأ عليه الكتب الدرسية، وكان بدهلي إذ أخبره الشيخ محمد بن يوسف الحسيني

الدهلوي أنه رأى رؤيا صادقة أن المغول سيخرجون ويثيرون الفتن ويهلكون الحرث والنسل،

فخرج خواجكي من دهلي وذهب إلى بلدة كابلي وسكن بها، وكانت وفاة خواجكي في

سنة تسع وثمانمائة بكالبي وقبره مشهور داخل قلعتها، كما في أخبار الأخيار.

مولانا خواجكي الكروي

الشيخ الفاضل الكبير شمس الدين خواجكي بن أحمد بن شمس الدين العريضي الملتاني

كان من نسل إسماعيل بن جعفر الصادق عليه وعلى جده السلام، أخذ العلم والمعرفة عن

الشيخ علاء الدين الحسيني الجيوري ولازمه مدة من الزمان.

وكان عالماً كبيراً بارعاً في الفقه والحديث والتصوف، له مصنفات منها مراد مريد في

السلوك، ومنها الأربعين في الحديث جمع أربعين حديثاً فيه عن مشارق الأنوار للصغاني.

قال الشيخ أحمد بن محمد الحسيني الكروي في

ص: 247

بعض مصنفاته: إن أباه قد تشرف برؤية

النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا الصادقة فأراد أن يقرأ عليه الأربعين لجده خواجكي

ويصحح أحاديثه فقال النبي صلى الله عليه وسلم من أي كتاب أخذت تلك الأحاديث؟

فقال: من مشارق الأنوار للصغاني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن أحاديث المشارق

كلها صحيحة، فحمد الله سبحانه على تلك البشارة وحفظ المشارق من الابتداء إلى

الانتهاء.

وكانت وفاة خواجكي في الثامن عشر من محرم سنة ثمان وتسعين وثمانمائة، وقبره مشهور

ظاهر بمدينة كره على شاطئ نهر كنك وعليها مكتوبة أبيات من إنشائه:

براي خدا أي عزيزان من نويسيد بر كور من اين سخن

كه جون خواجكي در ته خاك شد نكو شد كه خس كم جهان باك شد

مولانا خواجه المانكبوري

الشيخ الفاضل مولانا خواجه بن جلال الدين العمري المانكبوري أحد العلماء المبرزين في

الفقه والأصول والعربية، أخذ عن أبيه وعن غيره من العلماء، وكان قانعاً عفيفاً متورعاً

يذكر له وقائع غريبة، ومن ذلك أن رجلاً استفتاه وعرض عليه الذهب المسكوك وكان

جائعاً من ثلاثة أيام فأفتاه ورد عليه الذهب، فلامه الناس على ذلك وهو ساكت لا يجيبهم

فأتاه رجل وقال له: إن الأمير عين الدين كان يقرأ بعض الأدعية فاعتراه مشكل في بعض

الألفاظ فإنه قد دعاك لحل ذلك، فسار إليه وكشف القناع عن ذلك الإشكال فسر به الأمير

وأعطاه الذهب المسكوك قدر ما رده مع الكسوة والأطعمة، فعجب الناس من صبره.

خضر بن سليمان الدهلوي

الملك الكريم خضر بن سليمان العلوي السلطان الصالح المشهور بالمسند العالي والرايات

الأعلى، ولي الملك بدهلي في الفترات وكان والده متبني للملك مردان الذي كان والياً بالملتان

في أيام فيروز شاه الدهلوي ثم لما توفي الملك مردان ولي ولده ملك شيخ ولما توفي ملك شيخ

اتفق الناس على سليمان لأنه لم يخلف أحداً من أهله يصلح للتقدم، ولما توفي سليمان ولي

فيروز شاه الدهلوي ولده خضر خان علي الملتان، ولما قدم الأمير تيمور الهند تقدم إليه

وأحسن في الخدمة فولاه على السند وعلى بلاد بنجاب، ثم لما ذهب الأمير إلى ما وراء

النهر واستولى على دهلي إقبال خان الوزير أراد أن يعزله عن الولاية في سنة ثمان وثمانمائة

وسار إليه بعساكره فالتقوا بناحية أجودهن واقتتلوا قتالاً شديداً فانهزم إقبال خان وقتل في

تلك المعركة فتقدم إلى دهلي ناصر الدين محمود بن محمد بن فيروز شاه ولبث بها زماناً ثم

مات فتقدم خضر خان إلى دار الملك في سنة ست عشرة وثمانمائة ولقب نفسه بالمسند

العالي والرايات الأعلى.

وكان عادلاً كريماً صادقاً في ما يقول ويفعل، متين الديانة، اتفق الناس عليه ورضوا عنه

فبذل جهده في تعمير البلاد وتكثير الزراعة وإعلاء الإسلام وإرضاء النفوس.

مات في السابع عشر من جمادي الأولى سنة أربع وعشرين وثمانمائة وكانت مدته بدهلي

سبع سنين وبضعة أشهر، كما في تاريخ فرشته.

الشيخ خوند مير الفتني

الشيخ الصالح الفقيه خوند مير بن السيد بدا بن يعقوب بن محمود الحسيني الفتني

الكجراتي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بأرض كجرات وتفقه على

عمه شادي بن يعقوب وأخذ الطريقة عنه ثم انتقل من مدينة فتن إلى أحمد آباد وأخذ عن

الشيخ عبد الله بن محمود الحسيني البخاري الكجراتي وعن الشيخ عبد الفتاح عن الشيخ

علاء الدين عن الشيخ محمد بن يوسف الحسيني نزيل كلبركه ودفينها.

وكان شيخاً وقوراً عظيم الهيبة كبير المنزلة، أخذ عنه جمع كثير ويذكر له كشوف

وكرامات، مات في عاشر ربيع الثاني سنة أربع وسبعين وثمانمائة، كما في مرآة أحمدي.

ص: 248

الشيخ خليل الله الكرماني

الشيخ الصالح خليل الله بن نعمة الله بن عبد الله الحسيني الكرماني أحد الرجال المعروفين

بالفضل والصلاح، قدم الهند بعد وفاة والده سنة أربع وعشرين وثمانمائة فاستقبله أحمد شاه

البهمني الدكني بمدينة أحمد آباد بيدر وأكرمه غاية الإكرام وأعطاه عمالة سيترم وزوج ابنته

بابنه حبيب الله وابنة ولده علاء الدين بابنه محب الله، مات ودفن بمدينة بيدر، كما في مهر

جهان تاب.

خضر بن الحسن البلخي

الشيخ الفاضل خضر بن الحسن بن المبارك بن عثمان بن محيي الدين العمري الأدهمي

البلخي أحد العلماء المبرزين في الحديث، قدم الهند ودخل جونبور فولي التدريس بلكهنؤ

وأقطع قرى عديدة من أعمال مليح آباد، أخذ عنه ابنه قطب الدين وإني ذكرت في ترجمة

الشيخ مبارك الكوباموي أن نسبتهم إلى إبراهيم بن أدهم الولي المشهور لا تصح لوجوه

فتذكر.

حرف الدال المهملة

المفتي داود بن ركن الدين الناكوري

الشيخ العالم الكبير المفتي داود بن ركن الدين بن حسام الدين الحنفي الناكوري أحد

العلماء المبرزين في الفقه والأصول، كان مفتياً ببلدة نهرواله من بلاد كجرات، أعان والده في

تدوين الفتاوي الحمادية كما صرح به والده في مفتتح كتابه.

ملا داود الكجراتي

الشيخ الفاضل داود بن أبي داود الكجراتي أحد الرجال المشهورين في معرفة التاريخ

والسير، له تحفة السلاطين كتاب في أخبار سلاطين الدكن صنفه للسلطان فيروز بن داود

البهمني، كما في تاريخ فرشته.

حرف الراء المهملة

الشيخ ركن الدين الجونبوري

الشيخ الصالح الفقيه ركن الدين بن صدر الدين بن شرف الدين بن جلال الدين محمود بن

جابر بن الشيخ عبد الله الأنصاري الهروي ثم الهندي الجونبوري أحد الرجال المعروفين

بالفضل والصلاح، قدم والده مدينة دهلي في أيام خضر خان وسكن بها ولما توفي إلى رحمه

الله سبحانه انتقل ولده ركن الدين إلى جونبور في أيام إبراهيم الشرقي وأخذ الطريقة عن

الشيخ تاج الدين الجهونسوي ثم لما قدم الشيخ جلال الدين الحسين بن أحمد الحسيني

البخاري بلدة جونبور أخذ عنه وحصل له القبول العظيم وكان أصحابه يسجدون له وهو

لا يمنعهم عن السجدة فاحتسب عليه القاضي شهاب الدين الدولة آبادي غير مرة.

قال الشيخ عبد العزيز الجونبوري في سيرة الأولياء: إن الكبير الموحد الهندي ورد جونبور

فآذاه أصحاب القاضي شهاب الدين المذكور فأخذه الشيخ ركن الدين في كنف حمايته ثم

أشار عليه أن يخرج من تلك البلدة، انتهى، وقال أخذ عنه الشيخ عبد الملك العادل

الجونبوري والقاضي محمد بن العلاء المنيري وخلق كثير.

وكانت وفاته في حادي عشر من ربيع الثاني سنة أربع وسبعين وثمانمائة وقبره في تارتله في

بلدة جونبور، كما في كنج أرشدي.

الشيخ ركن الدين الدهلوي

الشيخ الصالح الفقيه ركن الدين بن شهاب الدين الحنفي الصوفي الدهلوي أحد المشايخ

الجشتية، ولد ونشأ ببلدة دهلي وتأدب على والده وأخذ عنه وتولى الشياخة بعده، أخذ

عنه مسعود بيك صاحب التمهيدات كما في كلزار أبرار.

الشيخ ركن الدين الظفر آبادي

الشيخ الصالح الفقيه ركن الدين القرشي الظفر آبادي كان من أكابر الفقهاء الحنفية ذا كعب

عال في الفقه وأصوله والحديث والتفسير.

قال صاحب مناقب الدرويشية إنه كان حافظاً لمائة ألف حديث وكان يداوم على الصيام

ويجتهد في أكل الحلال، أخذ الطريقة عن الشيخ أسد الدين الحسيني

ص: 249

الظفر آبادي وجاهد

معه في سبيل الله وسكن بظفر آباد.

وكانت وفاته في سنة عشرين وثمانمائة، فأرخ لموته بعض أصحابه من قوله ركن دين افتاد

كما في تجلى نور.

المفتي ركن الدين الناكوري

الشيخ العالم الكبير العلامة ركن الدين بن حسام الدين الحنفي الناكوري أحد الفقهاء

المبرزين في الفقه والأصول، كان مفتياً بمدينة نهرواله من بلاد كجرات، له الفتاوي الحمادية في

مجلد ضخم صنفه بأمر القاضي حماد الدين بن محمد أكرم الكجراتي وأخذ المسائل الفقهية

في كتابه عن أربعة ومائتين من كتب الفقه والأصول والحديث والتفسير، أوله الحمد لله الذي

نور قلوب العارفين بنور التوحيد والايمان الخ.

القاضي رضي الدين الردولوي

الشيخ الفاضل الكبير القاضي رضي الدين بن نصير الدين بن نظام الدين الحنفي الردولوي

كان سبط العلامة القاضي شهاب الدين أحمد بن عمر الزاولي الدولة آبادي ولد ونشأ

بجونبور، وقرأ العلم على جده لأمه الشهاب المذكور ولازمه مدة من الزمان حتى برع في

العلم وفاق أقرانه في الفقه والأصول والكلام والعربية، ولاه إبراهيم الشرقي القضاء بمدينة

ردولي فسكن بها وكان يدرس ويفيد، كما في أنوار الصفي.

حرف الزاي المعجمة

السلطان زين العابدين الكشميري

الملك العادل الكريم زين العابدين بن الإسكندر بن قطب الدين الكشميري السلطان

الصالح قام بالملك بعد أخيه وكان اسمه شاهي خان فلقب نفسه بزين العابدين في نحو سنة

ست وعشرين وثمانمائة واستوزر أخاه محمد خان وفتح بلاد تبت وسخر أهلها واستقل

بالملك وافتتح أمره بالعدل والسخاء وإطلاق الأسارى وأعاد الوثنيين الذين أخرجوا من

ديارهم في العهد السالف وأذن أن يدينوا بدينهم ويخطوا على جباههم كجري عادتهم

ويحرقوا نساءهم مع بعولهن الموتى، وأبطل الجزية عنهم ومنع المسلمين عن ذبح البقر تأليفاً

لقلوب الوثنيين وحط الجبايات والمكوس وأجاز للكفار الذين أكرهوا على الاسلام في عهد

والده أن يرتدوا عن الاسلام، ونهى التجار أن يخفوا متاعهم في دورهم وأمر أن يبيعوها

بالمنافع القليلة وأن لا يغبنوا في المبيع.

وكان إذا افتتح بلدة قسم المغانم على عساكره وأخذ الخراج من رعايا تلك البلدة وأدب

المتمردين ورحم الضعفاء والمساكين، وقد جمع الله سبحانه فيه من خصال الخير ما لم يجمع

في غيره، منها أنه لم ينظر إلى أجنبية بنظر الشهوة قط، ولم ينظر إلى مال غيره بنية الخيانة

قط، ومنها أنه كان يعفو ويسامح كثيراً من الناس وقلما يؤاخذهم في العقوبات وإذا وجبت

العقوبة على أحد يأمر بجلائه عن بلاده بحيلة حيث أن المنفى لا يظن أنه أخذ في العقوبة،

ومنها أنه لم يزل يشتغل بتعمير الولاية وتكثير الزراعة وحفر الأنهار وغرس الأشجار وسد

الثغور وبناء الجسور حتى إنه لم يبق في بلاده أرض بلا ماء ولا قطعة منها بلا كلأ، ومنها أنه

كان يكرم أرباب الفضل والكمال حتى اجتمع لديه خلق كثير من العلماء مسلمين ووثنيين

فنقلوا كتباً كثيرة من العربية والفارسية إلى الهندية ومن الهندية إلى العربية والفارسية في

كثير من الفنون، ومنها أنه كان راغباً عن حطام الدنيا فلم يدخر مالاً ولم يكنز ذهباً ولا

فضة.

وبالجملة فإنه جمع فيه من حسن الخلق والتواضع وكرم السجايا ومعرفة حقائق القضايا

والفطنة بدقائق الأمور والاطلاع على أحوال الجمهور وجودة التدبير والخبرة ومحبة أهل

الفضائل وكراهة أرباب الرذائل والميل إلى معالي الأمور ما لا يمكن وصفه، وكانت وفاته في

آخر سنة سبع وسبعين وثمانمائة، وله تسع وستون سنة وكانت مدة ملكه اثنتين وخمسين

سنة، كما في تاريخ فرشته.

الشيخ زين الدين العربي

الشيخ الفاضل زين الدين بن بدر الدين الصوفي العربي أحد العلماء المبرزين في الفقه

والتصوف والفنون الأدبية، أخذ الطريقة عن الشيخ شرف الدين أحمد بن يحيى المنيري

وتأدب عليه ولازمه مدة حياته، وله راحة

ص: 250

القلوب مجموع بالفارسي في أخبار شيخه

وملفوظاته، أوله: حمد وسباس بي قياس، الخ.

الشيخ زهيد بن بدها السارني

الشيخ العالم الصالح زهيد بن بدها بن حمزة بن قطب بن عمر بن الجلال الحسيني الزيدي

السارني أحد الرجال الطريقة الجشتية، أخذ عن الشيخ محمد بن عيسى الجونبوري وكان

كثير الاستغراق لم يزل يشتغل بالمراقبة، وكان الشيخ محمد بن العلاء المنيري ختنه والشيخ

أبو الفتح هداية الله بن محمد المنيري سبطه، كما في كلزار أبرار.

وإني قرأت في أسانيد الشيخ محمد بن العلاء المنيري أنه أخذ الطريقة الجشتية عن الشيخ

زاهد بن بدر الجشتي عن الشيخ محمد بن عيسى الجونبوري، فالأقرب أن يكون اسم

الشيخ زهيد زاهداً واسم أبيه بدراً، وأما زهيد وبدها فأما أن يكونا من قبيل اللقب

المشهور كما هو مروج في الديار الهندية أو يكونا تصحيفاً من كتاب كلزار، والله أعلم.

الشيخ زين الدين البغدادي

الشيخ العالم الصالح زين الدين الصوفي البغدادي المشهور بكنج نشين معناه المعتزل أخذ

عن الشيخ محمد بن إبراهيم عن شمس الدين محمد عن أحمد عن أبي إسحاق عن شمس

الدين محمد الكمي عن أبي العباس السليماني عن محمد صالح الدكاكي عن الشيخ أبي

مدين المغربي، وقدم الهند من بغداد ودخل أحمد آباد بيدر في أيام علاء الدين شاه البهمني

فسكن بها، ومات سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة بمدينة بيدر فدفن بها، كما في مهر جهان

تاب.

الشيخ زين الدين الأودي

الشيخ الصالح زين الدين علي الجشتي الأودي كان ابن أخت الشيخ نصير الدين محمود بن

يحيى الأودي، أخذ الطريقة عن خاله المذكور ولازمه مدة، توفي بدولة آباد سنة إحدى

وثمانمائة، كما في مهر جهانتاب.

حرف السين المهملة

الشيخ سارنك اللكهنوي

الشيخ الصالح الفقيه سارنك الحنفي الصوفي الدهلوي ثم اللكهنوي أحد كبار المشايخ

الجشتية، كان من أمراء السلطان فيروز شاه الدهلوي ملك الهند، مصر بلدة بمالوه وسماها

سارنكبور، ثم أخذته الجذبة الربانية فترك الإمارة وصحب الشيخ قوام الدين بن ظهير الدين

العباسي الكروي وتلقى الذكر منه وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند

وأخذ عن الشيخ يوسف بن أحمد الايرجي وصحبه مدة من الزمان وقرأ عليه الرسالة

المكية وفي آخر أمره بعث إليه الشيخ صدر الدين بن أحمد الحسيني البخاري الخرقة فردها

إليه ثم بعثها إليه وأشار عليه الشيخ حسام الدين أحد المشايخ السهروردية أن يقبلها فقبل

تلك الخرقة، وحصلت له فتوح عظيمة منها، كما في أخبار الأخيار.

وكانت وفاته في السادس عشر من شوال سنة خمس وخمسين وثمانمائة وقبره بمجهكوه قرية

من أعمال

ص: 251

بسوه، بكسر الموحدة، في أرض أوده، كما في الفوائد السعدية.

الشيخ سراج الدين الكالبوي

الشيخ الصالح الفقيه سراج الدين الحنفي الصوفي الكالبوي المشهور بالسراج الحريق، قرأ

العلم على مولانا خواجكي الدهلوي الدفين بكالبي وأخذ الطريقة عن الشيخ جلال الدين

حسين بن أحمد الحسيني البخاري، وله قصة طويلة مع الشيخ بديع الدين المدار المكنبوري،

شرحتها في ترجمة المدار فليرجع إليها، وكانت وفاته في سنة ثلاثين وثمانمائة، كما في خزينة

الأصفياء.

الشيخ سراج الدين الكجراتي

الشيخ الفقيه الزاهد سراج الدين ابن العلامة كمال الدين الدهلوي ثم الكجراتي أحد

المشايخ المشهورين، تفقه على والده وأخذ عنه الطريقة الجشتية ثم قام مقامه في الدرس

والإفادة، أخذ عنه ولده علم الدين وخلق آخرون، مات بتسع بقين من جمادي الأولى سنة

سبع عشرة وثمانمائة ببلدة نهرواله من أرض كجرات فدفن بها، كما في مجمع الأبرار.

الشيخ سراج الدين الملتاني

الشيخ العالم الصالح سراج الدين بن عالم بن قوام الدين الملتاني أحد المشايخ المشهورين في

عصره، كان أصله من الملتان ونشأ في مدينة هرات، وأخذ العلم والمعرفة عن الشيخ زين

الدين الخوافي وصحبه مدة حياته، ثم تولى الشياخة بعده وعكف على الإرشاد والتلقين

مدة من الزمان، ثم قدم الهند وسكن بأرض كجرات وقبره ببلدة نهرواله، كما في أخبار

الأخيار.

وفي مجمع الأسرار أن الشيخ زين الدين الخوافي المتوفي سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة أخذ

الطريقة عن الشيخ نور الدين عبد الرحمن المصري عن الشيخ جمال الدين يوسف الكوراني

عن الشيخ حسام الدين الثمري عن الشيخ نور الدين عبد الصمد النظيري عن الشيخ

نجيب الدين علي البرغش عن الشيخ الكبير شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي

صاحب العوارف انتهى.

الشيخ سعد الدين الخير آبادي

الشيخ العالم الكبير العلامة سعد الدين ابن القاضي بدهن بن الشيخ محمد القدوائي

الأنامي ثم الخير آبادي أحد العلماء المبرزين في النحو والعربية والفقه والأصول والتصوف،

كان والده قاضياً بخير آباد وتوفي في صغر سنه فتربى في حجر أمه واشتغل بالعلم وحفظ

القرآن وقرأ على الشيخ محمد أعظم بن أبي البقاء اللكهنوي، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ

محمد مينا بن قطب الدين اللكهنوي وصحبه عشرين سنة وأخذ عنه وتولى الشياخة بعده

ببلدة لكهنؤ مدة من الزمان، ثم انتقل إلى خير آباد وبنى بها زاوية رفيعة، أخذ عنه الشيخ

عبد الصمد بن علم الدين السائنبوري والشيخ الهداد الرضوي وخلق آخرون.

ومن مصنفاته شرح البزدوي وشرح الحسامي وشرح كافية بن الحاجب وشرح المصباح

وشرح الرسالة المكية وأثبت فيها كثيراً من ملفوظات شيخه وكلما ينقل فيها قوله يقول قال

شيخي شيخ مينا أدامه الله فينا كما في أخبار الأخيار وكانت وفاته في سنة اثنتين وثمانين

وثمانمائة، كما في الفوائد السعدية.

الشيخ سعد الدين اللكهنوي

الشيخ العالم الصالح سعد الدين بن سعد الله بن القاضي سماء الدين البكري البجنوري

اللكهنوي، كان سادس أبناء والده، ولد ونشأ بقرية بجنور على أربعة أميال من لكهنؤ وكان

يشتغل بالدرس والإفادة، قصده الناس من بلاد شاسعة يستفيدون منه، وكان شاعراً مجيد

الشعر يتلقب بسعدي، ومن أبياته:

جون دوست موافق است سعدي سهل است جفاي هر دو عالم

مات بليلة بقيت من جمادي الأولى سنة إحدى وثمانين وثمانمائة، فأرخ لموته بعض أصحابه

من قوله مخدوم قطب الأولياء كما في تذكرة الأصفياء.

ص: 252

الشيخ سعد الله اللكهنوي

الشيخ العالم الصالح سعد الله ابن القاضي سماء الدين بن فخر الدين البكري البجنوري

اللكهنوي أحد المشايخ الكبار، أخذ الطريقة عن والده وعن الشيخ أجمل بن أمجد العلوي

الجونبوري، وجمع العلم والعمل والسخاء والإيثار، كان ينفق ماله في سبيل الله ويطعم الفقراء

فلقبه الناس كندوري فراز ولقبه الشيخ قيام الدين بشيخ الاسلام، مات بسبع بقين من ربيع

الثاني سنة تسع وعشرين وثمانمائة فأرخ الشيخ رحمة الله صاحب تذكرة الأصفياء لعام

وفاته رحمة الله عليه كما في تذكرة الأصفياء.

الشيخ سعد الله الكنتوري

الشيخ الصالح الفقيه سعد الله بن محمد المتوكل الكنتوري أحد المشايخ المشهورين، ولد

ونشأ في مهد العلم والدين، أخذ عن والده وعن الشيخ نصير الدين محمود الأودي وكان

زاهداً متقللاً قانعاً، له مقامات عالية في السلوك وشأن كبير، كما في البحر الزخار.

قال صاحب المعارج: له إجازة عن الشيخ أشرف بن إبراهيم السمناني أيضاً، مات في

حياة والده في سنة ست وثمانمائة، كما في خزينة الأصفياء.

الشيخ سعيد بن محفوظ السوانوي

الشيخ الصالح سعيد بن محفوظ بن الحسين بن عبد المجيد بن نعمان بن حمزة ابن الحسين

بن أبي بكر بن عمر بن أحمد الحسيني الترمذي اللاهوري ثم السوانوي أحد الرجال

المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بسوانه وأخذ الطريقة عن الشيخ صدر الدين محمد

بن أحمد الحسيني البخاري الأجي ثم أدرك الشيخ بديع الدين المدار المكنبوري فاستفاد

منه وسافر إلى مكة المباركة راجلاً من سوانه إلى تلك البقعة الكريمة وحج سبع مرات

ومات بها، أخذ عنه ولده قوام الدين أبو علي السوانوي الذي قتل بمدينة سنبهل ودفن

بجوكي بور، كما في العاشقية.

الشيخ سلام الله المندوي

الشيخ العالم الكبير سلام الله المندوي أحد الفقهاء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، لقبه

محمود شاه الخلجي صاحب مالوه بسيد العلماء وكان وجيهاً مبجلاً عنده، كما في تاريخ

فرشته.

القاضي سماء الدين الجونبوري

الفاضل العلامة القاضي سماء الدين الجونبوري الوزير المشهور بقتلغ خان كان أعلم العلماء

في عصره، أخذ عن تلامذة القاضي شهاب الدين الدولة آبادي وقرأ عليه السلطان حسين

الشرقي ثم استوزره ولقبه قتلغ خان وكان معه في معركة دهلي فقبض عليه بهلول اللودي

سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة وحبسه بدهلي ولم يزل حياً إلى سنة أربع وتسعين وثمانمائة، كما

في تاريخ فرشته.

القاضي سناء الدين الغزنوي

الشيخ العالم الفقيه سناء الدين بن نظام الدين بن صدر الدين حسين الزينبي الغزنوي ثم

المجهلي شهري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بغزنة وقدم الهند

مع والده سنة سبع عشرة وثمانمائة وسكن بمجهلي شهر وولي القضاء بها بعد والده.

حرف الشين المعجمة

الشيخ شرف الدين المشهدي

السيد الشريف شرف الدين بن علاء الدين الحسيني المشهدي ثم البروجي أحد الرجال

المعروفين بالفضل والصلاح، كان ختناً للشيخ جلال الدين حسين ابن أحمد الحسيني

البخاري وخليفته، صحب الشيخ المذكور مدة من الزمان وسافر معه إلى بلاد شاسعة

وقدم كجرات في آخر أمره وسكن بمدينة بروج، أخذ عنه ولده قطب الدين بن شرف الدين

وسعد الله بن شرف الدين وخلق كثير من العلماء والمشايخ، مات يوم الأحد ما بين الظهر

والعصر في الثامن عشر من رجب سنة ثمان وثمانمائة ببلدة بروج، وقبره خارج البلدة، كما

في مرآة أحمدي.

الشيخ شرف الدين الكجراتي

الشيخ الكبير شرف الدين الأساولي الكجراتي

ص: 253

المشهور بالشيخ جهجو كان من كبار

المشايخ الرفاعية، أخذ عن الشيخ نظام الدين عمر بن أكرم الرفاعي عن علي عن ركن الدين

عن شمس الدين عن قطب الدين أبي الحسن علي بن عبد الرحيم عن أخيه شمس الدين

محمد عن عمه محيي الدين إبراهيم بن علي الأعذب عن عمه مهذب الدين عبد الرحيم

عن أخيه سيف الدين علي بن عثمان البطائحي عن خاله القطب الكبير السيد أحمد

الرفاعي، وأخذ عنه الشيخ نصير بن الجمال النوساروي وخلق آخرون، مات لخمس ليال

بقين من ذي القعدة، كما في كلزار أبرار وإني لم أقف على سنة وفاته.

الشيخ شعيب بن الجلال المنيري

الشيخ الفاضل شعيب بن الجلال بن عبد العزيز بن التاج المنيري أحد العلماء المعروفين

بالزهد والصلاح، ولد ونشأ ببلدة منير- بفتح الميم- وبايع الشيخ شرف الدين أحمد بن

يحيى المنيري في صباه وكان من بني أعمامه ثم لازم الشيخ حسين بن المعز البلخي وأخذ

عنه وفاق أقرانه في العلم والعمل، له مناقب الأصفياء كتاب في أخبار شيوخه، مات في

الخامس عشر من ربيع الثاني سنة اثنتين وثمانمائة.

القاضي الشيخ شمس الدين الكجراتيد

الشيخ الفاضل الكبير شمس الدين الحنفي الشيباني الكجراتي كان من نسل الإمام محمد

بن الحسن الشيباني صاحب الإمام أبي حنيفة النعمان الكوفي، سافر من دهلي إلى نارنول

ثم إلى الحرمين الشريفين، فلما وصل إلى كجرات كلفه صاحبها الإقامة وزوجه بجارية جئ

بها من دار الحرب، فرزق منها أولاداً، منهم الشيخ تاج الأفاضل، وكان له خمسة أبناء منهم

القاضي مجد الدين، وللمجد سبعة أبناء أكبرهم وأعلمهم الشيخ أحمد، كما في أخبار

الأخيار.

الشيخ شمس الدين الأونوي

الشيخ الصالح الفقيه شمس الدين الأونوي الكجراتي أحد الرجال المعروفين بالفضل

والصلاح، مات بأونه قرية جامعة من أعمال سورته في أرض كجرات ودفن بها في غرة

شعبان سنة أربع وثمانمائة، كما في مرآة أحمدي.

الشيخ شمس الدين الأودي

الشيخ الكبير شمس الدين بن نظام الدين الصديقي الأودي أحد المشايخ المشهورين ولد

ونشأ ببلدة أوده، وقرأ العلم على مولانا رفيع الدين الأودي وصحبه زماناً وأخذ عنه، ثم

لازم السيد أشرف جهانكير السمناني وصحبه مدة من الدهر وأخذ عنه الطريقة وتصدر

للارشاد بعده، أخذ عنه خلق.

الشيخ شير خان الدهلوي

الشيخ الفاضل الصالح شير خان الحنفي الصوفي الدهلوي المشهوري بمسعود بيك كان من

عشيرة السلطان فيروزشاه الدهلوي، صرف شطراً من عمره في الغنى والإمارة ثم ترك

الإشتغال بما لا يعنيه، وبايع الشيخ ركن الدين بن شهاب الدين الدهلوي والتزم الترك

والتجريد والإنزواء والصيام والقيام في جوف الليل حتى بلغ رتبة الكمال، وكان من أهل

السكر الطافح، له مصنفات منها التمهيدات على نهج تمهيدات عين القضاة الهمذاني، وله

ديوان الشعر الفارسي، وله مرآة العارفين في الحقائق والمعارف وهي مرتبة على أربع عشرة

حقيقة، كما في أخبار الأخيار ومن شعره قوله.

هر دم بكمان رفتم با رب كه منم يا او كاميخته ايم از جان او با من من با او

اين كشته هجران را كشت است خيالش جان جون بيك اجل آيد از تن جه رود با#

او

بخت است زبيداري اين ديده شب بيما آسوده بخسبيم كر بر ديده نهد با او

سوزم جو سبند اين جان من از بئي جشم بد هر كه كه كند جلوه بيشم رخ زيبا او

بي صورت موزونش جون زنده توان ماندن مائيم همه تنها جان همه تنها أو

كشت است بسي جانها از طره او غارت برده است بسي دلها از غمزه بيغما او

هر لحظه كند جلوه در دل بدكر صورت هر كس بتماشائي ما راست تماشا او

ص: 254

مسعود ازين خلوت كن معذرتي جان را زيرا كه بدل ما را كرد است كنون جا او

وكانت وفاته في سنة ست وثلاثين وثمانمائة، كما في خزينة الأصفياء.

الشيخ شبلي بن محمد الكاذروني

الشيخ العالم الصالح شبلي بن محمد بن محمود العثماني الكاذروني أحد المشايخ المعروفين

في الطريقة الجشتية، ولد ونشأ بباني بت وأخذ عن والده الشيخ جلال الدين محمد بن

محمود الكاذروني ولازمه مدة حياته ثم تولى الشياخة.

وكان عالماً كبيراً قانعاً عفيفاً ديناً صاحب وجد وحالة، وكان مقعداً لمرض اعتراه في

شبابه ولكنه كان يقوم في حالة التواجد، ويذكر له كشوف وكرامات، مات في سنة اثنتين

وخمسين وثمانمائة، كما في خزينة الأصفياء.

القاضي شهاب الدين الأودي

الشيخ العالم الفقيه شهاب الدين المداري الأودي كان من نسل القاضي قدوة الدين

الإسرائيلي الأودي وكان مفرط الذكاء متوقد الذهن، لقبه الناس لذكائه بركاله آتش ومعناه

شعلة نار، وهو ممن أخذ الطريقة عن الشيخ بديع الدين المدار المكنبوري إمام الطريقة

المدارية، واعتزل عن القضاء وأغرق كتبه في ماء كنك، قبره في قرية براكاون في أرض أوده.

الشيخ شمس الدين الظفر آبادي

الشيخ الصالح شمس الدين بن ركن الدين بن صدر الدين القرشي الملتاني ثم الظفر آبادي

المشهور بالشيخ بدهن بضم الموحدة وتشديد الدال الهندية، كان من المشايخ المشهورين في

عصره، ولد سنة أربع وسبعين وسبعمائة يوم توفي جده صدر الدين، فتربى في حجر والده

وتأدب عليه وأخذ عنه الطريقة السهروردية، ولما توفي أبوه تولى الشياخة مكانه، مات بظفر

آباد سنة أربع وسبعين وثمانمائة فدفن عند أبيه وجده كما، في الانتصاح.

مولانا شمس الدين الكرماني

الشيخ العالم الصالح شمس الدين الكرماني المشهور بحق كو أي صادق اللهجة، قدم الهند

مع أبناء الشيخ نعمة الله الحسيني الكرماني وسكن بأحمد آباد بيدر من بلاد الدكن لعله في

أيام أحمد شاه البهمني.

الشيخ شمس الدين الفتني

الشيخ العالم الصالح شمس الدين بن قوام الدين الناكوري الفتني أحد العلماء المبرزين في

العلم والمعرفة، أخذ عن الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الجبرتي ولازمه مدة من الدهر، ولبس

منه الخرقة القادرية والكاذرونية، ولبس منه الشيخ برهان الدين عبد الله بن محمود الحسيني

البخاري وخلق كثير من العلماء والمشايخ، أما إسماعيل بن إبراهيم فإنه لبس الخرقة

القادرية عن الشيخ أبي بكر بن سلامي الصوفي عن الشيخ أحمد بن محمد الأسدي عن

الشيخ أبي بكر بن نعيم عن الشيخ أحمد بن محمد عن أبيه الشيخ محمد بن عبد الله عن

الشيخ صامت بن عبد الله عن الشيخ عبد الله شيخ الجبال عن الشيخ أبي محمد عبد

الله عن السيد عبد القادر الجيلي إمام الطريقة القادرية، ولبس الخرقة الكاذرونية عن الشيخ

ضجاعي عن برهان الدين عن أبي العباس أحمد عن فضيل العذري عن عبد الله عن أبي

بكر عن أبي محمد عبد الله الحضرمي عن أبي محمد إبراهيم عن أبي الفتح بن فقيه

البيضاوي عن الشيخ أبي إسحاق الكاذروني رحمهم الله تعالى ونفعنا ببركاتهم آمين.

الحكيم شهاب الدين الجونبوري

الشيخ الفاضل الحكيم شهاب الدين الكرماني ثم الهندي الجونبوري أحد الأفاضل

المشهورين في عصره، سافر إلى مندو في أيام محمود شاه المندوي الكبير، وصنف له محمود

شاهي كتاباً ضخماً في تاريخ مالوه.

حرف الصاد المهملة

مولانا صدر جهان الكجراتي

الشيخ الفاضل الكبير صدر جهان الكجراتي أحد

ص: 255

العلماء المبرزين في الفقه والأصول

والكلام، كان يدرس ويفيد، أخذ عنه الشيخ أحمد بن البرهان بن أبي محمد الغوري، وكان

من معاصري الشيخ محمد بن عبد الله الحسيني البخاري ينكر عليه في أمور ثم إنه لقيه

وباحثه في بعض المسائل الكلامية فاعترف بفضله وكماله، كما في مرآة أحمدي.

الشيخ صفي بن النصير الردولوي

الشيخ الفاضل الكبير العلامة صفي الدين بن نصير الدين بن نظام الدين الردولوي كان من

نسل الإمام أبي حنيفة نعمان بن ثابت الكوفي، قدم جده نظام الدين مدينة دهلي ولبث بها

زماناً ثم رحل إلى جونبور وسكن بها، وكان صفي الدين بن بنت القاضي شهاب الدين

الدولة آبادي وكان نادراً من نوادر الدهر في العلم والحكمة، قرأ على جده لأمه المذكور

وأخذ الطريقة عن الشيخ أشرف ابن إبراهيم السمناني، وكان السمناني يقول: ما رأيت في

بلاد الهند من يتحلى بغرائب الفنون وعجائب الشؤن غير الصفي، كما في اللطائف الأشرفية

وللشيخ صفي الدين مصنفات عديدة منها دستور المبتدئ في الصرف، صنفه لأجل ولده

إسماعيل، وله شرح بسيط على كافية ابن الحاجب سماه غاية التحقيق.

قال الجلبي في كشف الظنون إنه شرح ممزوج أوله: الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمه العظام،

الخ، وهو من تلامذة الهندي، ذكره فيه ومدح حاشيته وقال: إن شروح الكافية ليست

بوافية إلا حواشي أستاذنا شهاب الدين أحمد ابن عمر الدولة آبادي، وكثير من الناس

اكتفوا بما فهموه من ظاهرها فإنه حقق فيها وسماها غاية التحقيق انتهى.

وكانت وفاته في الثالث عشر من ذي القعدة سنة تسع عشرة وثمانمائة، كما في أنوار

الصفي.

الشيخ صلاح الدين الكجراتي

الشيخ الصالح الفقيه صلاح الدين بن الطالب الكجراتي كان والده وثنياً من طائفة الهنود

اسمه توكاجيو أسلم على يد الشيخ أحمد بن عبد الله المغربي، وكانت حليلته حاملاً فلما

وضعت ذكراً سماه الشيخ أحمد المذكور صلاح الدين ورباه وعلمه حتى بلغ رتبة الكمال في

العلم والمعرفة، وكانت وفاته في ثمان بقين من ربيع الأول، كما في مرآة أحمدي.

وفي تاريخ الأولياء إنه توفي في الثالث عشر من ربيع الأول سنة خمس وتسعين وثمانمائة.

حرف الضاد

الشيخ ضياء الدين الرفاعي

الشيخ العالم الفقيه ضياء الدين الرفاعي الديكلوري أحد الرجال المعروفين بالفضل

والصلاح، قدم الهند وأخذ عن الشيخ جمن أحد أحفاد الشيخ سعيد الدين ابن نجم الدين

الحسيني الرفاعي وسكن بقرية ديكلور من أعمال ناندير من إقليم الدكن، وتوفي بها سنة

عشرين وثمانمائة، كما في مهر جهانتاب.

حرف العين المهملة

مولانا عادل الملك الجونبوري

الشيخ الكبير عادل الملك بن عالم الملك بن عبد الملك بن بهاء الدين بن ظهير الدين بن

بديع الدين الحسيني الإسماعيلي الكهرامي ثم الجونبوري أحد المشايخ المشهورين، ولد ونشأ

بجونبور وقرأ العلم بها على أساتذة عصره ثم سار إلى بندوه، وأخذ الطريقة عن الشيخ

علاء الدين عمر بن أسعد اللاهوري ثم البندوي، وعاد إلى جونبور فأقام بها زماناً، وجاء

به سلطان الشرق إلى راي بريلي سنة عشرين وثمانمائة وأسكنه بها، وكان الشرقي يتبرك

به، وقبره خارج القلعة ببلدة راي بريلي، كما في سيرة السادات.

الشيخ عبد الرحمن الهندي

الشيخ العالم الكبير عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الملك القرشي الهندي نزيل مكة يلقب

وجيه الدين بن عمدة الدين، كان ذا خبرة ودين وسكون، وله عناية بالفقه على مذهب

الحنفية، قال التقي الفاسي في العقد: وناب عني في عقد نكاح بمكة وذكر لي أنه قدم مكة

سنة خمس وسبعين وسبعمائة

ص: 256

أو قربها- الشك مني- ورزق بها أولاداً، وبها مات يوم

الخميس ثالث عشر ربيع الأول سنة سبع وعشرين وثمانمائة ودفن بالمعلاة، كما في طرب

الأماثل.

الشيخ عبد الرزاق الكجهوجهوي

الشيخ الصالح الفقيه المعمر عبد الرزاق بن عبد الغفور بن أحمد بن محمد بن موسى بن

علي بن محمد بن الحسين بن أحمد بن محمد بن الصالح بن عبد الرزاق بن الشيخ الإمام

عبد القادر الجيلاني كان ابن بنت خالة الشيخ أشرف بن إبراهيم السمناني، ولد ونشأ

بخراسان، فلما بلغ اثنتي عشرة سنة من عمره استصحبه السيد أشرف المذكور وجاء به

إلى الهند فتربى في حجره ونال حظاً وافراً من العلم والمعرفة، وتولى الشياخة بعده أربعين

سنة، مات في سابع ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وثمانمائة بقرية كجهوجهه فدفن بها، كما في

الكوائف الأشرفية.

الشيخ عبد الشكور الملتاني

الشيخ الفاضل عبد الشكور بن كبير الدين بن إسماعيل بن محمود بن الحسين الحسيني

البخاري الملتاني كان من كبار العلماء، ذكره جلال بن فضل الله الدهلوي في سير العارفين.

الشيخ عبد الغفور الملتاني

الشيخ الفاضل عبد الغفور بن كبير الدين بن إسماعيل بن محمود الحسيني البخاري الملتاني

كان من كبار العلماء، ذكره الجلال بن فضل الله الدهلوي في سير العارفين.

مولانا عبد الغني المندوي

الشيخ الفاضل عبد الغني الحنفي المندوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية،

تولى الصدارة في عهد أحمد شاه البهمني بأرض برار، وكان شيخاً صدوقاً كبير المنزلة عند

الملوك والأمراء، كما في تاريخ فرشته.

مولانا عبد الكريم الهمذاني

الشيخ الفاضل عبد الكريم الهمذاني المؤرخ الكبير، كان من أصحاب الوزير عماد الدين

محمود الكيلاني، صنف له محمود شاهي كتاباً في التاريخ، كما في تاريخ فرشته.

الشيخ عبد اللطيف الفتني

الشيخ العالم الفقيه الزاهد عبد اللطيف بن جمال الدين بن سراج الدين بن صدر الدين

العمري الملتاني ثم الفتني الكجراتي أحد العلماء الربانيين، أخذ الطريقة عن الشيخ برهان

الدين عبد الله بن محمود الحسيني البخاري، التزم الفقر والتوكل والاستغناء عن الناس مع

انقطاعه إلى الزهد والعبادة، وله تسعة كتب من المصنفات لم أقف على أسمائها، مات في

رابع رمضان، كما في مرآة أحمدي.

الشيخ عبد اللطيف الكجراتي

الشيخ الصالح الفقيه عبد اللطيف بن محمود القرشي الكجراتي المشهور بداور الملك كان

من أمراء السلطان محمود بن محمد الكجراتي، وفقه الله سبحانه بالانابة فصحب الشيخ

محمد بن عبد الله الحسيني البخاري ولازمه وأخذ عنه وترك الاشتغال بما لا يعنيه، تذكر

له كشوف وكرامات ووقائع غريبة، استشهد في الثالث عشر من ذي القعدة سنة تسع

وثمانين وثمانمائة، فأرخ لموته بعض الناس من ذي قعدة وعلى قبره عمارات رفيعة من أبنية

الملوك، كما في مرآة سكندري.

الشيخ عبد اللطيف الهندي

الشيخ الفاضل عبد اللطيف بن أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد الحنفي المكي نجم

الدين بن القاضي شهاب الدين بن العلامة ضياء الدين الهندي، ذكره الفاسي في العقد قال:

سمع من شيخنا إبراهيم بن صديق وغيره من شيوخنا بمكة وسكن بمصر مدة، وبها مات

سنة ثمان عشرة وثمانمائة في أحد الربيعين فيما أظن وهو في أثناء عشر الأربعين، انتهى من

طرب الأماثل.

ص: 257

الشيخ عبد الله الشطاري

الشيخ الإمام العارف عبد الله بن حسام الدين بن عبد الله بن زيد بن ضياء الدين بن نجم

الدين بن الحماد بن الشيخ الكبير شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي ثم الشطاري

الخراساني أحد الرجال المشهورين في العلم والمعرفة، أخذ الطريقة الشطارية عن الشيخ

محمد عن الشيخ محمد عارف عن الشيخ محمد عاشق عن الشيخ خدا قلي عن الشيخ

أبي الحسن الخرقاني عن الشيخ أبي المظفر الطوسي عن الشيخ أبي يزيد العشقي عن

الشيخ محمد المغربي وهو تلقن من روحانية الشيخ أبي يزيد البسطامي من روحانية سيدنا

الإمام جعفر الصادق عليه وعلى آبائه السلام، كما في الانتباه وأخذ الطريقة القادرية عن

الشيخ عبد الوهاب عن الشيخ عبد الرؤف عن الشيخ محمود عن الشيخ عبد الغفار عن

الشيخ محمد عن الشيخ علي عن الشيخ أبي جعفر أحمد الحسني عن الشيخ إبراهيم

الحسني عن الشيخ عبد الله الحسني عن الشيخ الإمام عبد القادر الجيلاني كما في مجمع

الأبرار وأخذ طريقة النفي والإثبات عن الشيخ مظفر الكتاني الخلوتي بمدينة نيسابور وهو

أخذ عن الشيخ إبراهيم العشق آبادي عن الشيخ نظام الدين حسين عن الشيخ محمد

الخلوتي عن الشيخ الكبير نجم الدين كبري، كما في كلزار أبرار.

وكان شيخاً جليلاً كبير المنزلة، قدم الهند وساح البلاد ثم دخل مندو وسكن بها، وكان

كل ما يدخل في بلدة أو قرية يأمر بضرب الطبول كالملوك ويسير موكبه كموكبهم ويقيم في

الصحراء في الخيم، وكلما يذهب إلى بلدة فيها شيخ من الكبراء يلاقيه ويستدعيه أن يبذل

له الأنوار القدسية، وإن لم يستطع أن يعطيه شيئاً من معارفه فيأخذ عنه، كما في البحر

الزجاج وله رسالة في أذكار الطريقة الشطارية وأشغالها ومراقباتها صنفها للسلطان غياث

الدين الخلجي صاحب مالوه وكان السلطان يعتقد في فضله وكماله ويعظمه تعظيماً بالغاً

ويتلقى إشاراته بالقبول.

مات في سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة وقبره بمدينة مندو داخل قلعتها، كما في كلزار أبرار.

الشيخ عبد الله بن محمود الحسيني البخاري

الشيخ العالم الفقيه عبد الله بن محمود بن الحسين بن أحمد بن الحسين الحسيني البخاري

الشيخ برهان الدين أبو محمد الأجي ثم الكجراتي أحد المشايخ المشهورين بأرض الهند،

ولد بمدينة أج في الرابع عشر من رجب سنة تسعين وسبعمائة بعد وفاة جده الشيخ جلال

الدين الحسين الأجي بأربع سنين، ولما بلغ العاشرة من سنه توفي والده، ولما بلغ الثانية عشرة

من سنه ذهبت به أمه الكريمة إلى فتن من أرض كجرات وكان ذلك في سنة اثنتين وثمانمائة،

فقرأ العلم على مولانا علي شير الكجراتي، ولما مصر أحمد شاه الكجراتي مدينة أحمد

آباد انتقل من فتن إلى تلك المدينة وسكن أياماً بأساول القديم على شاطئ سابر ثم انتقل إلى

قرية بتوه وأقام بها مدة حياته.

وكان شيخاً جليلاً وقوراً كبير المنزلة جليل القدر ذا كشوف وكرامات، لبس الخرقة عن

صنوه الكبير حامد بن محمود الحسيني البخاري وعم والده صدر الدين بن أحمد الأجي،

والشيخ نور الدين أبي الفتوح الشيرازي، والشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الله

السركهيجي، والشيخ كمال الدين بن قوام الدين الناكوري الفتني، والشيخ شمس الدين بن

قوام الدين الناكوري الكهنبايتي، والشيخ علي السجستاني وخواجه شاهي وعن غيرهم من

المشايخ.

أما الطريقة السهروردية وأكثر الطرق المشهورة فأخذها عن صنوه وعم والده المذكورين.

وأما الطريقة النقشبندية والطاووسية والمهنية فعن الشيخ أبي الفتوح الشيرازي، والطريقة

المغربية عن شهاب الدين السركهيجي، والطريقة الجشتية عن الشيخ كمال الدين الفتني،

والطريقة القادرية عن الشيخ شمس الدين، والطريقة الكبروية عن خواجه شاهي، وكانت

وفاته في ثامن ذي الحجة سنة سبع وخمسين وثمانمائة وله ثمان وستون سنة وبضعة أشهر،

كما في مرآة أحمدي.

الشيخ عبد الله الملتاني

الشيخ الصالح الفقيه عبد الله بن يوسف القرشي

ص: 258

الملتاني أحد الرجال المعروفين بالفضل

والصلاح قدم دهلي في عهد السلطان بهلول بن كالا اللودي فزوجه السلطان بابنته فرزق

منها ولداً سمي ركن الدين وهو ولي شياخة الإسلام بدهلي وولده أبو الفتح بن ركن الدين

صار المرجع والمقصد في زمانه، وكانت وفاة الشيخ عبد الله في الثاني والعشرين من صفر

سنة تسعمائة، كما في بحر زخار.

مولانا عبد الملك الجونبوري

الشيخ الفاضل العلامة عبد الملك العادل بن عماد الملك العمري الأدهمي الجونبوري أحد

العلماء المشهورين في النحو والعربية، ولد ونشأ بمدينة جونبور واشتغل بالعلم من صغر سنه

على القاضي شهاب الدين الدولة آبادي ولازمه مدة طويلة، وقرأ فاتحة الفراغ وله نحو ثماني

عشرة سنة ثم درس وأفتى وصنف التصانيف وصار من أكابر العلماء، وانتهت إليه رئاسة

التدريس في مدرسة القاضي شهاب الدين المذكور، أخذ عنه الشيخ الهداد الجونبوري

شارح الهداية والبزدوي، وله حاشية على شرح كافية ابن الحاجب للشهاب، مات في ثاني

عشر من ربيع الأول سنة سبع وتسعين وثمانمائة بجونبور فدفن بمقبرة آبائه الكرام بكنكهره،

كما في تجلى نور.

الشيخ عثمان الحسيني الكجراتي

الشيخ الصالح الفقيه عثمان الحسيني الكجراتي أحد المشايخ المشهورين بأرض كجرات،

أخذ الطريقة عن الشيخ برهان الدين عبد الله بن محمود الحسيني البخاري ولازمه مدة

طويلة فبلغ رتبة الكمال ولقبه الشيخ بالشمع البرهاني واستخلفه على الناس، ينسب إليه

عثمان بور قرية من قرى أحمد آباد ما وراء نهر سابر وكانت بها مدرسة، قال الآصفي في

تاريخه: وهو الذي أنشأ قرية عثمان بور وسكنها ومرقده أيضاً بها، بينها وبين حصار أحمد

آباد نهرها سابرمتي منها ما بين الشمال والمغرب، ويقال عن السلطان محمود بن محمد إنه

كان مريداً له حمله عليه كمال عقيدته فيه وحسن ظنه وبه ربما أخذ عنه وكان كثير التردد

إليه وكان للمشار إليه منه ومن آبائه فوق كفايته من الوظائف وهكذا لأهله وعشيرته

وتابعيهم، وكان أكثر كتب السلطان تحت يده وفي مدرسته، وكانت وفاته في شهر جمادي

الأولى من سنة ثلاث وستين وثمانمائة.

الشيخ عزيز الله المندوي

الشيخ العالم الفقيه عزيز الله بن يحيى بن لطف الله العمري المندوي كان من ذرية الشهاب

فرخ شاه العمري الكابلي، ولد ونشأ بالعفاف والطهارة وأخذ عن الشيخ ركن الدين مودود

الكجراتي ولازمه مدة طويلة حتى بلغ رتبة الكمال وسافر إلى أحمد آباد وإلى بلاد الدكن ثم

أقام بمندو.

وكان زاهداً متوكلاً لم ير له نظير في القناعة والعفاف والتوكل، وكان لا يقبل النذور ولا

يدخر شيئاً حتى قيل إنه قد شعر مرة بضيق في نفسه فرأى أن صاحبته ادخرت قطعة من

الخبز فكسرتها ونقعتها في اللبن لبنت الشيخ، فأمرها عزيز الله أن تخرج ذلك من بيته ولا

تدخر شيئاً بعد ذلك، كما في كلزار أبرار، وكانت له خمسة أبناء: رحمة الله، سعد الله،

حسن سرمست، نصر الله، شهر الله، وكانت ولادته في سنة سبع وستين وسبعمائة، ووفاته

في الثالث والعشرين من صفر سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة، كما في مجمع الأبرار فما في

خزينة الأصفياء أنه مات سنة اثنتي عشرة وتسعمائة فهو مما لا يعتمد عليه.

السلطان علاء الدين البهمني

الملك المظفر علاء الدين بن أحمد بن داود بن الحسن البهمني سلطان أرض الدكن، قام

بالملك بعد والده في سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة وجلس على سرير والده بأحمد آباد بيدر

وافتتح أمره بالعدل والإحسان وأحسن إلى إخوته بما لا مزيد عليه، ثم فتح الفتوحات

العظيمة، وأخذ الجزية عن ملوك بيجانكر وكوكن وعن غيرهم من كفار الهند، وخرب

الكنائس وعمر المساجد والخوانق.

وكان عادلاً فاضلاً كريماً بارعاً في بعض العلوم يجتهد في العدل والإحسان ويعين الصدور

والقضاة والأمناء والمحتسبين في بلاده وكان لا يفرق في العدل بين العزيز والذليل والشريف

والوضيع والغني والفقير، حتى إنه كان أجرى الحد على واحد من أولاد الشيخ

ص: 259

محمد بن

يوسف الحسيني الدهلوي الدفين بكلبركه في شرب الخمر والزنا، وكان يقوم على المنبر

ويخطب بنفسه أحياناً ويصف نفسه بهذه العبارة:

السلطان العادل الكريم الحليم الرؤف بعباد الله الغني علاء الدنيا والدين علاء الدين بن

أعظم السلاطين أحمد شاه الولي البهمني فبينما كان يخطب مرة ووصل إلى هذه العبارة

نهض أحد أهل الاحساء وقد وفد للتجارة فاشترى منه السلطان أفراساً ولم يعطه الوزراء

أثمانها إلى تلك الساعة، فقال: لا والله لا عادل ولا كريم ولا حليم ولا رؤف: أيها الظالم

الكذاب! تقتل الذرية الطاهرة وتتكلم بهذه الكلمات على منابر المسلمين! فتأثر منه

السلطان تأثراً عظيماً وفاضت عيناه وغضب على الوزراء غضباً شديداً ثم دخل بيته ولم

يخرج منه إلى أن مات.

ومن مآثره الجميلة أنه أسس مارستاناً ببلدة أحمد آباد ورتب فيها الأطباء من الوثنيين

وأهل الإسلام وأجرى عليهم الأرزاق السنية من بيت المال ورتب العقاقير والأدوية وسائر

ما يحتاج إليه المرضى من حر ومملوك وغني وفقير، وكانت وفاته سنة اثنتين وستين وثمانمائة

بأحمد آباد فدفن بها وكانت مدته ثلاثاً وعشرين سنة وتسعة أشهر، كما في تاريخ فرشته.

مولانا علاء الدين الجونبوري

الشيخ الفاضل العلامة علاء الدين عطاء الملك بن عماد الملك العمري الجونبوري أحد

الأساتذة المشهورين بجونبور، قرأ العلم على القاضي شهاب الدين الدولة آبادي ولازمه مدة

من الزمان وصنف له القاضي شرحاً بسيطاً على كافية ابن الحاجب وأقرأه حتى برع في

العلم وأفتى ودرس وله نحو العشرين وصنف التصانيف وصار من أكابر العلماء، وله

حاشية على شرح كافية ابن الحاجب للشهاب المذكور مات بجونبور ودفن بمقبرة أسلافه

بكنكره، كما في تجلى نور.

الشيخ علاء الدين الدولة آبادي

الشيخ العالم الصالح علاء الدين بن ضياء الدين العلوي الحسيني الدولة آبادي أحد الرجال

المعروفين بالفضل والصلاح، أخذ عن الشيخ ركن الدين مودود الكجراتي وأخذ عنه الشيخ

نظام الدين الفتني والشيخ نعمان بن حافظ الآسيري وخلق آخرون، مات في سنة إحدى

وثمانمائة بدولة آباد فدفن بها، كما في تاريخ الأولياء.

الشيخ علاء الدين الكواليري

الشيخ الفاضل علاء الدين القرشي الكواليري أحد المشايخ الجشتية، قرأ العلم على

القاضي عبد المقتدر بن ركن الدين الشريحي الكندي وولي الإفتاء بمدينة كوالير فاستقام

عليه مدة من الزمان وحصلت له الوجاهة العظيمة عند أهل الدنيا ثم وفقه الله سبحانه

بالترك والتجريد فأخذ الطريقة عن الشيخ محمد ابن يوسف الحسيني الدهلوي وصحبه مدة

من الدهر، فلما بلغ رتبة الكمال استخلفه الشيخ في آخر شعبان سنة إحدى وثمانمائة

فاختار الإقامة بكوالير فأقام بها مدة ثم انتقل إلى كالبي، ولذلك اشتبه على الناس نسبته

فبعضهم ينسبونه إلى كوالير وبعضهم إلى كالبي، وكانت وفاته في محرم الحرام سنة أربع وثلاثين

وثمانمائة، كما في تاريخ خورشيد جاهي.

الشيخ علاء الدين علي بن أسعد الدهلوي

الشيخ العالم الصالح علي بن أسعد بن أشرف بن علي الحسيني علاء الدين أبو عبد الله

الدهلوي صاحب جامع العلوم، ولد ونشأ بمدينة دهلي وقرأ العلم بها على أساتذة عصره،

ثم سعد بصحبة الشيخ جلال الدين حسين البخاري حين قدم دهلي في سنة سبع وسبعين

وسبعمائة ثم في سنة إحدى وثمانين وسبعمائة فأخذ الطريقة عنه ولازمه مدة إقامته في تلك

البلدة وأخذ عنه المتفق ومجمع البحرين وشطراً من القدوري وبعضاً من الهداية في الفقه

والحسامي والبزدوي في الأصول والعقيدة النسفية والقصيدة اللامية شرحها في الكلام

والمدارك في التفسير والعوارف والتعرف والرسالة المكية ورسائل أخرى في التصوف

ومشارق الأنوار ومصابيح السنة في الحديث، وأخذ عنه أوراد شيخ الشيوخ وأوراد الشيخ

الكبير وأوراد المشايخ الجشتية وغيرها، قرأ بعضاً منها عليه وسمع بعضاً منها بقراءة

الشيخ حامد بن محمود

ص: 260

الحسين البخاري على جده وصحبه عشرة أشهر ثم أجازه الشيخ

وكتب له الإجازة، وللشيخ علاء الدين مصنفات، منها خلاصة الألفاظ وجامع العلوم كتاب

في مجلدين بالفارسية في ملفوظات شيخه.

الشيخ علاء الدين علي بن أحمد المهائمي

الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة علي بن أحمد الشافعي علاء الدين أبو الحسن المهائمي

الكوكني كان من طائفة النوائت، كثوابت، أو النوائط كضوابط، قوم في بلاد الدكن وكجرات،

قيل طائفة من قريش خرجوا من المدينة المنورة خوفاً من الحجاج بن يوسف الثقفي وبلغوا

ساحل البحر وسكنوا به، ومهائم كعظائم بندر من بنادر كوكن وهي ناحية من كجرات

مجاورة للبحر المحيط، وكانت ولادة المهائمي في سنة ست وسبعين وسبعمائة.

وله مصنفات كثيرة ممتعة أحسنها تبصير الرحمن وتيسير المنان في تفسير القرآن ومن

خصائصه أنه تصدى فيه لربط الآيات بعضها ببعض وقد أجاد في ذلك، وطبع في مجلدين في

مصر القاهرة على نفقة المرحوم جمال الدين الوزير البهوبالي.

ومن مصنفاته الزوارف في شرح العوارف ومشرع الخصوص في شرح الفصوص واستجلاء

البصر في الرد على استقصاء النظر لابن المطهر الحلي، والنور الأظهر في كشف سر القضاء

والقدر وشرحه الضوء الأزهر في شرح النور الأظهر وأجلة التأييد في شرح في أدلة التوحيد

وشرح الفصوص شرحاً لا نظير له، وصنف في أسرار الفقه ومحاسن الشريعة كتاباً سماه

إنعام الملك العلام بإحكام حكم الأحكام وترجم كتاب لمعات العراقي وشرحه وترجم

رسالة جام جهان نما وشرحها بشرح سماه آراء الدقائق في شرح مرآة الحقائق وله امحاض في

الرد على طاعن الشيخ الأكبر، وله رسالة في الفقه الشافعي، وله غير ذلك من الرسائل.

قال الشيخ غلام علي بن نوح الحسيني البلكرامي في سبحة المرجان: إن له رسالة عجيبة

في تخريج وجوه إعراب قوله تعالى "الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين"، انتهى.

كانت وفاته يوم الجمعة في الثامن والعشرين من جمادي الآخرة سنة خمس وثلاثين وثمانمائة،

وقبره مشهور في بلدة مهائم.

الشيخ علم الدين الكجراتي

الشيخ الفاضل العلامة علم الدين بن سراج الدين بن كمال الدين العمري الدهلوي ثم

الكجراتي أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بكجرات وأخذ عن أبيه، وعن غيره من

العلماء ففاق أقرانه في العلم والمعرفة وتولى الشياخة بعد أبيه، نزل في زاوية الشيخ بدر الدين

محمد بن أحمد المالكي الدماميني شارح مغنى اللبيب وأقام عنده زماناً بكجرات وكان يثني

على سعة علمه وتبحره في العلوم، مات سنة تسع وثمانمائة، كما في محبوب ذي المنن.

القاضي علم الدين الشاطبي

الشيخ الفاضل القاضي علم الدين بن عين الدين بن نجم الدين الصديقي الشاطبي

الكجراتي أحد العلماء المبرزين في القراءة والتجويد والفقه والعربية، أخذ الطريقة عن الشيخ

صدر الدين محمد الحسيني البخاري ولازمه زماناً ثم سافر ودار الهند وسكن بكجرات

وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه ولده مودود والشيخ قاضي خان النهروالي وخلق كثير من

العلماء والمشايخ، توفي يوم الاثنين لعشر بقين من رمضان سنة ستين وثمانمائة وله ثمان وثمانون

سنة.

الشيخ علي بن أحمد الزمزمي

الشيخ الفاضل علي بن أحمد بن علي بن محمد بن داود البيضاوي نور الدين أبو الحسن

المكي المعروف بالزمزمي، ولد ببلاد الهند وحمل إلى مكة طفلاً ونشأ بها وحفظ القرآن

وكتباً في فقه الحنفية وأخذ الفرائض والحساب عن عمه بدر الدين حسين بن علي الزمزمي

وكان نبيهاً في ذلك وفي الفقه حسن الطريقة، دخل للرزق إلى شيراز ثم إلى اليمن والهند غير

مرة ونال في بعضها دنيا من كلبركه من بلاد الهند وأدركه الأجل وهو مسافر بصوب الهند

من عدن فغرق في رمضان سنة أربع وعشرين وثمانمائة وهو في آخر عشر الأربعين، ذكره

الفاسي في العقد، كما في طرب الأماثل.

ص: 261

الشيخ علي بن عبد الرحيم الكجراتي

الشيخ العالم الصالح علي بن عبد الرحيم الحسيني الرفاعي الشيخ نور الله الكجراتي كان

من نسل السيد أحمد الكبير القطب الرفاعي، توفي بكجرات سنة ست وخمسين وثمانمائة،

كما في مهر جهان تاب.

القاضي علي بن عبد الملك البروجي

الشيخ الفاضل القاضي علي بن عبد الملك البروجي الكجراتي أحد العلماء المبرزين في

العلم والمعرفة أخذ الطريقة عن الشيخ كمال الدين القزويني ثم البروجي ولازمه مدة من

الزمان وتولى الشياخة بعده ثم سافر ومات بعدن لخمس خلون من رمضان سنة أربع

وتسعين وثمانمائة، كما في الشجرة الطيبة.

الشيخ علي الخطيب الكجراتي

الشيخ العالم الصالح علي الخطيب الأحمد آبادي الكجراتي أحد العلماء الربانيين، ولد

ونشأ بكجرات ولازم الشيخ برهان الدين عبد الله بن محمود الحسيني البخاري وأخذ عنه

ثم أخذ عن الشيخ أبي الفتح بن العلاء الكواليري وعن الشيخ حبيب الله بن خليل الله

الكرماني وعن غيرهما من العلماء والمشايخ ورزق قبولاً عظيماً في بلاده، أخذ عنه الشيخ

شرف الدين بن عبد القدوس البرهانبوري وخلق كثير من العلماء والمشايخ، توفي لأربع

خلون من شوال سنة اثنتين وتسعين وثمانمائة وله سبعون سنة، كما في الشجرة الطيبة.

مولانا عماد الدين الغوري

الشيخ العالم الفقيه عماد الدين الغوري النارنولي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح،

كان من نسل الشيخ عماد الدين الغوري الذي قتله محمد شاه تغلق لصدق لهجته، ولد ونشأ

ببلدة نارنول وصرف شطراً من عمره في الملاعب والمصارع، وكان الناس يعذلونه حتى أنه

صرع ذات يوم أحداً من الأبطال فرجع إلى بيته مرحاً كأنه خرق الأرض أو بلغ الجبال طولاً،

فلقيه في الطريق أحد من رجال العلم فعذله ولامه على ذلك فندم وترك المصارعة، ثم

جاور مرقد الشيخ محمد الركي النارنولي، والتزم الأعمال الصالحة من دوام الطهارة والذكر

والتلاوة والنوافل، وكان لا يخرج من حظيرته إلا للطهارة، وعاش في تلك الحال اثنتي عشرة

سنة فمن الله سبحانه عليه بالعلوم الغريبة فاشتغل بالدرس والإفادة على طريقة أسلافه.

قال الشيخ أحمد بن مجد الدين الشيباني: إني أدركته في صباي ولقيته فوجدته غاية في

اتباع السنة السنية لا يترك سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم إلا يعمل بها وكان

يحب الفقر والفقراء، انتهى ما في أخبار الأخيار.

الشيخ عماد الدين الدهلوي

الشيخ العالم الصالح عماد الدين الجشتي الدهلوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح،

أخذ الطريقة عن الشيخ شهاب الدين العاشق عن الشيخ إمام الدين الأبدال عن الشيخ بدر

الدين الغزنوي عن الشيخ الكبير قطب الدين بختيار الأوشي الدهلوي، وأخذ عنه الشيخ

تاج الدين الإمام، كما في مهر جهان تاب، وفي كلزار أبرار إنه مات ودفن بدهلي.

القاضي عماد الدين الكجراتي

الشيخ الفاضل عماد الدين البرودوي الكجراتي ظهير الشرع السعيد الشهيد كان قاضياً

بمدينة بروده، فلما نهض السلطان محمود شاه الكجراتي الكبير إلى جانبانير للجهاد أحب

أن يكون قتاله لله سبحانه فحضر عند واليها الخ خان واستقال من الخدمة ومحى اسمه من

دفتر الجراية وعقد راية خاصة فاجتمع الناس تحتها وساروا إلى جانبانير وتزاحموا بالباب

على الشهادة وهم إمام السلطان وخرج صاحب جانبانير بمن معه وشد فارغاً من الحيف

متفرغاً للسيف وكانت بين الفئتين ساعة هي الساعة وليست ببعيد لا يثبت فيها غير

شهيد أو سعيد، واتفقت المقابلة بين القاضي عماد وصاحب جانبانير فأثبت العماد سيفه

فيه وصادفت الضربة صدمة حجر لا يدري راميه فسقط الرانا صاحب جانبانير وغشى

عليه واستأسر، والقاضي لم يزل يضرب بسيفه إلى أن بلغ الشهادة وكان ذلك سنة تسع

وثمانين وثمانمائة، كما في تاريخ الآصفي.

ص: 262

الشيخ عمر الايرجي

الشيخ العالم الكبير الصالح اختيار الدين عمر الحنفي الصوفي الايرجي كان ممن أظهره الله

وأشهره وجعله من العلماء الراسخين فانتفع به الناس وأخذوا عنه وكان من الأمراء في بداية

حاله ثم ترك الاشتغال بما لا يعنيه وأخذ العلم والمعرفة عن القاضي محمد الساوي وتولى

الشياخة بعده، أخذ عنه الشيخ يوسف بن أحمد السوهي الايرجي وخلق آخرون، مات

في الرابع عشر من محرم سنة تسع وثمانمائة وقبره بمدينة ايرج، كما في أخبار الأخيار.

الشيخ عين الدين البيجابوري

الشيخ العالم الفقيه عين الدين بن محمد بن عين الدين البيجابوري أحد المشايخ المشهورين،

أخذ العلم والمعرفة عن الشيخ أويس بن محمد بن سراج الجنيدي ولازمه مدة من الدهر

حتى بلغ رتبة الشياخة، مات سنة خمس وثلاثين وثمانمائة، كما في محبوب ذي المنن.

حرف الغين

الشيخ غوث الدين الكجراتي

الشيخ العالم الفقيه غوث الدين القادري البغدادي ثم الكجراتي أحد المشايخ الكرام، قدم

الهند وسكن بأحمد آباد في أيام السلطان محمود الكبير وأسس مدرسة عظيمة فدرس بها

زماناً ثم رحل إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند، وكان عالماً كبيراً محدثاً

فقيهاً زاهداً يدرس ويفيد، أخذ عنه الشيخ يعقوب بن خوند مير الكجراتي وخلق كثير،

مات لثمان بقين من صفر سنة خمس وتسعين وثمانمائة، كما في تاريخ الدكن للآصفي.

الأمير غياث الدين الشيرازي

الشيخ الفاضل غياث الدين بن فضل الله الحسيني الشيرازي أحد العلماء المشهورين في

عصره، قرأ العلم على والده بكلبركه وصحبه وأخذ عنه وولي الإفتاء في عهد غياث الدين

بن محمود شاه البهمني وولي الصدارة في عهد فيروز شاه، لعله سنة ثمانمائة، فاستقل بها مدة

طويلة.

حرف الفاء

الشيخ فتح الله الأودي

الشيخ العالم الصالح فتح الله بن نظام الدين الصوفي الأودي كان من العلماء المبرزين في الفقه

والأصول والعربية، درس زماناً طويلاً في الجامع الكبير بدار الملك دهلي ثم ترك البحث

والاشتغال ولازم الشيخ صدر الدين أحمد بن الشهاب الدهلوي واشتغل بالذكر والمراقبة

مدة من الزمان فلم يفتح عليه أبواب الكشف والشهود، وكانت عنده كتب عديدة عزيزة

الوجود ففرقها على الناس، وقيل إنه أغرقها في الماء وكانت عيناه تهملان بالدموع، ثم

اشتغل بالسلوك على الطريقة بجمع الهمة وفراغ الخاطر ففتح الله سبحانه عليه أبواب العلم

والمعرفة، أخذ عنه الشيخ محمد بن القاسم الأودي صاحب آداب السالكين والشيخ محمد

بن عيسى الجونبوري ورجال آخرون، وله رسائل إلى أصحابه جمعها بعضهم في مجموع

لطيف قال فيه: جهاد هر وقتى بر اندازه آن وقت است امروز آنجه دست دهد همان بر

كيرد وهم بر آن استقامت نمايد، خير الأعمال أدومها وإن قل، وقال فيه أي فرزند عزيز.

يك دوست بسند كن جو يك دل داري كر مذهب مردمان عاقل داري

مات في السادس والعشرين من ربيع الثاني سنة إحدى وعشرين وثمانمائة، وقبره في بلدة

أوده، كما في كنج أرشدي.

مولانا فتح الله الملتاني

الشيخ العالم الكبير العلامة فتح الله الملتاني الأستاذ المشهور، ولد ونشأ بمدينة الملتان، وقرأ

بعض الكتب الدرسية على مولانا ثناء الدين الملتاني صاحب السيد الشريف وقرأ بعضها

على مولانا موسى الجعبري ببلدة دهلي، وأجازه الجعبري وكان الجعبري ممن أخذ عن

الشيخ العلامة سعد الدين التفتازاني، ولما قرأ

ص: 263

فاتحة الفراغ رجع إلى الملتان ودرس بها مدة

حياته، أخذ عنه ولده إبراهيم الجامع ومولانا عزيز الله الملتاني وآخرون، كما في كلزار

أبرار.

فتح شاه البنكالي

الملك الفاضل المؤيد فتح شاه السلطان صاحب بنكاله قام بالملك بعد الملك سكندر شاه

المعزول فافتتح أمره بالعدل والإحسان، وكان فاضلاً عادلاً كريماً جواداً سياسياً، قتل في

سنة ست وتسعين وثمانمائة وكانت مدته سبع سنوات وخمسة أشهر، كما في تاريخ فرشته.

مولانا فخر الدين الجونبوري

الشيخ الفاضل العلامة فخر الدين بن نصير الدين بن نظام الدين الحنفي الجونبوري كان

سبط العلامة قاضي القضاة شهاب الدين أحمد بن عمر الزاولي الدولة آبادي، ولد ونشأ

بجونبور وقرأ العلم على جده لأمه الشهاب المذكور ولازمه مدة من الزمان حتى برع في الفقه

والأصول والكلام والعربية.

القاضي فخر الدين الملتاني

الشيخ العالم الفقيه القاضي فخر الدين أبو بكر بن القاضي رمضان الشالياتي الشافعي

المليباري أحد العلماء المحققين، كان قاضياً بمدينة قالقوط كالي كوت من بنادر مليبار وكان

يدرس ويفتي، أخذ عنه الشيخ زين الدين بن علي المليباري صاحب هداية الأذكياء وقرأ

عليه الفقه والأصول وغيرهما ووصفه ولده في مسلك الأبصار بالإمام الجليل المفتي البارع في

البلاغة إمام الديار المليبارية، انتهى.

الأمير فضل الله الشيرازي

الشيخ الفاضل العلامة فضل الله بن فيض الله الحسيني الشيرازي أحد الأساتذة المشهورين

بالذكاء والفطنة بدقائق الأمور، أقرأ العلم على العلامة سعد الدين عمر بن مسعود

التفتازاني ودخل الهند في أيام علاء الدين حسن البهمني صاحب كلبركه فجعله معلماً

لأبنائه: محمد ومحمود وداود، فلما ولي المملكة محمود شاه البهمني ولاه الصدارة بكلبركه

مكان السيد صدر الشريف السمرقندي فاستقل بها مدة ثم صار وكيل السلطة في أيام

فيروز شاه البهمني، لعله سنة ثمانمائة، واستقام على تلك الخدمة الجليلة مدة حياته.

وكان عالماً كبيراً بارعاً في الهيئة والهندسة وسائر العلوم الحكمية شهماً حازماً شجاعاً

مقداماً باسلاً ذا سياسة وتدبير، قد جمع الله سبحانه فيه خصالاً من الفضل والكمال

وحلاوة المنطق ورزانة العقل وإصابة الفكر والبسالة والإقدام وحسن التدبير، فأحسن

خدمته في مهمات الأمور حتى نال منزلة لا يرام فوقها، وغزا الكفار مع السلطان أربعاً

وعشرين مرة وكلما كان يغزوهم يفتح القلاع والبلاد بحزم وبسالة حتى أمره الملك أن يقاتل

راجه ديو راي بفئة قليلة لا يستطيع أن يقاتله فأوقعه في خطر عظيم فقاتله بشدة وجلادة

وكاد أن يهزم ديو راي فاحتال ديو راي وقتله غيلة فضرب على هامته ضرباً مبرحاً بالخديعة

فمات من ساعته وكان ذلك في نيف وعشرين وثمانمائة، كما في تاريخ فرشته.

مولانا فضل الله المندوي

الشيخ الفاضل الكبير فضل الله الحكيم المندوي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية،

ولاه محمود شاه الخلجي المندوي رياسة دار الشفاء بمندو في سنة تسع وأربعين وثمانمائة

ولقبه بحكيم الحكماء وأمره أن يتفقد أخبار المرضى والمجانين ويعالجهم فتولاها مدة طويلة،

وكان من محاسن الدهر مبارك اليد ميمون الطلعة، قاله عبد الله محمد بن عمر الآصفي

الكجراتي في تاريخه.

فيروز شاه البهمني

الملك الفاضل المؤيد فيروز بن داود بن الحسن البهمني سلطان الدكن ولد ونشأ بكلبركه،

وتوفي والده حين كان ابن سبع سنين فتربى في حجر عمه محمود شاه وقرأ العلم على

العلامة فضل الله بن فيض الله الشيرازي وفاق أهل زمانه في العلوم الحكمية وكان سريع

الإدراك قوي الحافظة كان لا ينسى ما سمع مرة

ص: 264

أو مرتين، ثم لما توفي عمه محمود شاه إلى

رحمة الله سبحانه قام بالملك ولده غياث الدين فخلعوه ثم صنوه شمس الدين فخلعوه أيضاً

واتفقوا على فيروز فقام بالملك واستقام به خمساً وعشرين سنة وسبعة أشهر، وغزا الكفار

أربعاً وعشرين مرة، واجتمع عنده من العلماء والشعراء ما لم يجتمع عند غيره من الملوك في

عصره.

وكان مع اشتغاله بممات الدولة يدرس ثلاثة أيام في كل أسبوع يوم السبت والاثنين والأربعاء،

كان يدرس الزاهدي وشرح التذكرة وشرح المقاصد وتحرير الأقليدس والمطول، وإذا لم ينتهز

فرصة في اليوم درس في الليل وكان يحسن إلى طلبة العلم إحساناً جميلاً، ويحب المذاكرة

بالعلوم، ولم يزل عازماً على أن يبني مرصداً للنجوم حتى اجتمع عزمه على ذلك في سنة

عشر وثمانمائة فأمر ببنائه في بالا كهات قريباً من بلدة دولة آباد فاشتغل العلماء بذلك، وكان

السيد محمد الكاذروني والحكيم حسن علي الكيلاني رأسهم ورئيسهم فمات الكيلاني

قبل أن يتم أمر المرصد، وحدث بعض ما عاقهم عن إتمامه فلم يتم أمره، وكان فيروز شاه

مع ذلك مولعاً بالشهوات والنساء وشرب الخمر سراً واستماع الغنا، أراد أن يجمع من

النسوة ما لا تحصر بحد وعد ولكنه منعه الحياء من الشريعة الإسلامية فاستفتى العلماء

فأشاروا عليه أن يطلق إحداهن ويتزوج بالأخرى، وقال شيخه فضل الله الشيرازي: إن

المتعة كانت مباحة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك في زمن أبي بكر ثم حرمها

عمر بن الخطاب، فأنكر عليه العلماء من أهل السنة والجماعة، فاحتج فضل الله بأحاديث

مروية في صحيح البخاري وصحيح مسلم ومشكوة المصابيح فقبله فيروز شاه، وتمتع

بثمانمائة إمرأة في يوم واحد ومصر بلدة تسمى فيروز آباد بنى بها الأسواق والدور في غاية

الحسن والحصانة ثم فرق الدور على نسوته وعاش دهراً طويلاً يتمتع بهن حتى خرج عليه

صنوه أحمد شاه وغلب عليه فسلم إليه الأمور، ومات بعد عشرة أيام من جلوس أحمد

شاه على سرير الملك، وكان فيروز شاه شاعراً مجيد الشعر، له أبيات رائقة رقيقة

بالفارسية.

ومن شعره قوله:

بقطع راه محبت مخور فريب اميد كه غايت ابدش ابتداي فرسنك است

مات يوم الاثنين الخامس عشر من شوال سنة خمس وعشرين وثمانمائة، كما في تاريخ

فرشته.

الشيخ فيروز بن موسى الدهلوي

الشيخ الفاضل فيروز بن موسى بن معز الدين بن محمد البخاري الدهلوي أحد الرجال

المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بدهلي واشتغل بالعلم على أهله وتفنن في الفضائل،

وتعلم الفنون الحربية حتى برع وفاق أقرانه في كثير من الفضائل، له منظومة في أخبار، وكان

من أجداد الشيخ عبد الحق ابن سيف الدين البخاري الدهلوي، مات سنة ستين وثمانمائة

بأرض أوده فدفن بها، كما في أخبار الأخيار.

الشيخ فيض الله المانكبوري

الشيخ الصالح فيض الله بن حسام الدين بن خضر بن الجلال العمري المانكبوري المشهور

بقاضي شه، ولد ونشأ بمانكبور وأخذ عن أبيه ولازمه ملازمة طويلة وتصدر للإرشاد

بعده، توفي سنة اثنتين وستين وثمانمائة بمانكبور فدفن بها، كما في أشرف السير.

حرف القاف

الشيخ قاسم بن برهان الأودي

الشيخ الصالح قاسم بن برهان الدين الجشتي الأودي أحد رجال العلم والطريقة، أخذ عن

أبيه الشيخ برهان الدين عن الشيخ فتح الله عن الشيخ صدر الدين أحمد بن الشهاب

الدهلوي، وأخذ عنه ابنه محمد بن القاسم كما في اقتباس الأنوار.

مولانا قاسم بن محمد الكجراتي

الشيخ الفاضل الكبير قاسم بن محمد الكجراتي أحد الأفاضل المشهورين في عصره، كان

يدرس ويفيد الطلبة بكجرات على الحوض المعروف خان سرور بسين مهملة مفتوحة وواو

مثلها بين راءين مهملتين ساكنتين، ذكره الشيخ عبد الله محمد بن عمر الآصفي

ص: 265

في تاريخ

كجرات ووصفه بالعالم العامل الكامل الواصل ذو الحال البهي الأنور، بركة الدنيا والدين، إلى

غير ذلك في ترجمة السلطان قطب الدين أحمد شاه الكجراتي.

الشيخ قطب الدين الظفر آبادي

الشيخ الصالح الفقيه أبو الغيب قطب الدين بن نور الدين الحسيني الواسطي الظفر آبادي

أحد العلماء الصالحين، ولد سنة اثنتين وثمانمائة وحفظ القرآن وقرأ المختصرات على والده

ثم أخذ عن القاضي شهاب الدين الدولة آبادي وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية وصحبه

أربع سنين ثم أخذ الطريقة عن والده ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار.

وكان كثير التعبد عظيم الورع حسن الأخلاق شديد التواضع للناس كثير الفوائد أخذ عنه

خلق كثير، وكانت وفاته في عشرين من جمادي الآخرة سنة تسع وستين وثمانمائة بظفر آباد

فدفن بها، كما في تجلى نور.

قطب الدين بن خضر البلخي

الشيخ الفاضل قطب الدين بن خضر بن الحسن بن المبارك الأدهمي البلخي أحد العلماء

المبرزين في الحديث، أخذ عن والده وتصدر للدرس والإفادة بعده، أخذ عنه ابنه عبد

القادر.

الشيخ قطب الدين الأجودهني

الشيخ الصالح قطب الدين بن فريد الدين بن عز الدين العمري الأجودهني كان من العلماء

العاملين من نسل الشيخ الكبير فريد الدين مسعود نفعنا الله ببركاته آمين، أخذ الطريقة عن

أبيه عن جده وهلم جراً إلى الشيخ فريد الدين المذكور، وأخذ عنه الشيخ زين الدين بن

علي المعبري صاحب هداية الأذكياء.

مولانا قيام الدين الظفر آبادي

الشيخ العالم الفقيه قيام الدين القرشي الحنفي الظفر آبادي أحد العلماء المبرزين في الفقه

والأصول، أصله كان من دهلي، قدم ظفر آباد هو والشيخ أسد الدين الحسيني الواسطي

واشتغل بها بالدرس والإفادة مدة مديدة، ثم ترك البحث والإشتغال وسلك مسالك الترك

والتجريد والانزواء والاشتغال بالله سبحانه وانقطع إليه بقلبه وقالبه، وكانت وفاته في ثالث

عشر من ذي القعدة سنة سبع عشرة وثمانمائة، كما في تجلى نور.

حرف الكاف

الشيخ كبير الدين الناكوري

الشيخ العالم الكبير الزاهد كبير الدين بن فريد الدين بن عبد العزيز بن حميد الدين

السعيدي السؤالي الناكوري أحد العلماء الربانيين، له مصنفات في العلم منها شرح نفيس

علي المصباح في النحو يسمى بالدهن، ارتحل في آخر عمره إلى كجرات فأقام بها ودرس

وأفاد زماناً طويلاً، انتفع به كثير من الناس وأخذوا عنه، أجلهم الشيخ حسين بن الخالد

الناكوري، مات في السابع عشر من ذي القعدة سنة خمس وثلاثين، وقيل ثمان وخمسين

وثمانمائة بأحمد آباد فدفن بها، كما في مجمع الأبرار.

الشيخ كبير الدين الملتاني

الشيخ الصالح الفقيه كبير الدين بن إسماعيل بن محمود بن الحسين الحسيني البخاري

الأجي ثم الملتاني أحد المشايخ المشهورين في أرض الهند، ولد ونشأ بمدينة أج وأخذ عن

عم جده الشيخ صدر الدين محمد بن أحمد الحسيني البخاري ولازمه مدة طويلة حتى برز

في العلم والمعرفة وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه إبناه عبد الشكور وعبد الغفور، وكانا

عالمين، وأخذ عنه الشيخ سماء الدين الملتاني وخلق آخرون، مات في سنة خمس وعشرين

وثمانمائة، كما في سير العارفين.

الشيخ كمال الدين الكروي

الشيخ الصالح كمال الدين الجشتي الكروي المشهور بكالو، كان من عباد الله الصالحين،

أخذ الطريقة عن الشيخ حسام الدين المانكبوري، وله مصنفات منها أوراد كالو، مات ودفن

بمدينة كره.

ص: 266

الشيخ كمال الدين الكرماني

الشيخ الصالح كمال الدين الكرماني أحد الأولياء السالكين، أخذ الطريقة عن الشيخ نعمة

الله الحسيني الكرماني، ثم قدم الهند وسكن بأحمد آباد من بلاد كجرات، وحصل له القبول

العظيم، مات في سنة خمس وستين وثمانمائة، كما في محبوب ذي المنن.

الشيخ كمال الدين القزويني

الشيخ العالم الكبير كمال بن صفي بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد ابن عبد الغني

الحسيني القزويني ثم البروجي الكجراتي أحد العلماء الراسخين في العلم والمعرفة، أخذ

الطريقة عن الشيخ الكبير محمد بن يوسف الحسيني الكلبركوي ولازمه مدة من الزمان، ثم

سافر ودار الهند وسكن بمدينة بروج من بلاد كجرات وحصل له القبول العظيم، أخذ عنه

الشيخ حسين بن محمد والقاضي علي بن عبد الملك وولده أمين الرحمن بن كمال الدين

وخلق كثير من العلماء والمشايخ، مات في آخر وقت العصر يوم الأحد لست ليال بقين من

شوال سنة إحدى وثمانين وثمانمائة وله تسعون سنة كما في الشجرة الطيبة.

القاضي كمال الدين الناكوري

الشيخ العالم الفقيه كمال الدين بن قوام الدين الناكوري الفتني أحد المشايخ الجشتية، أخذ

عن الشيخ يعقوب الفتني وقرأ عليه فصوص الحكم ولازمه مدة من الزمان ورزق قبولاً

عظيماً في بلاد كجرات، أخذ عنه الشيخ برهان الدين عبد الله بن محمود الحسيني

البخاري وخلق كثير من العلماء والمشايخ.

حرف اللام

مولانا لطف الله السبزواري

الشيخ الفاضل العلامة لطف الله السبزواري أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة،

ناب عن وكيل السلطنة في عهد فيروز شاه البهمني ببلدة كلبركه سنة ثمانمائة، وبعثه

السلطان المذكور إلى الأمير تيمور بالرسالة حين سمع انه عازم إلى الهند فذهب إليه سنة

أربع وثمانمائة وأقام عنده ستة أشهر ثم رجع ظافراً، كما في تاريخ فرشته.

حرف الميم

أبو الفتح مبارك شاه العلوي الدهلوي

الملك العادل الكريم أبو الفتح معز الدين مبارك بن الخضر العلوي الدهلوي السلطان

الصالح، قام بالملك بعد والده في سنة أربع وعشرين وثمانمائة وكان من خيار السلاطين علماً

وعقلاً ودهاء وتدبيراً، حسن الفعال زكي النفس متين الديانة، لم يتفوه قط في أيامه بسب ولا

فسوق، وكان يشتغل بنفسه بما يهمه من الأمور، ويتفقد أخبار الرعية ويعدل بينهم ويقضي

بالشرع ويبذل جهده في تعمير البلاد وتكثير الزراعة وإرضاء النفوس، ويجري الأرزاق

السنية على العلماء والمشايخ والأشراف وعلى كل من يستحقها، ويجري الأرزاق السنية

على العلماء والمشايخ والأشراف وعلى كل من يستحقها، صنف في أخباره بعض العلماء

كتابه المبارك شاهي وإني لم أره، ومن مآثره مدينة مبارك آباد على شاطئ نهر جمن،

وكانت طائفة من الناس يبغضونه بعدله في الناس فقتلوه، وكانت وفاته يوم الجمعة تاسع

رجب سنة ثمان وسبعين وثمانمائة بمدينة مبارك آباد، وكانت مدته ثلاث عشرة سنة وبضعة

أشهر، كما في تاريخ فرشته.

الشيخ مبارك البنارسي

الشيخ الصالح الفقيه مبارك بن الحميد الحنفي الصوفي البنارسي أحد كبار المشايخ

الجشتية، قرأ العلم، ثم درس وأفاد مدة من الزمان ببلدة بنارس مع اشتغاله بحفظ الأنفاس

ومجاهدة النفس، ثم رحل إلى جونبور وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد بن عيسى الجونبوري

وصحبه مدة، ثم رجع إلى بنارس وانقطع إلى الزهد والعبادة مع القناعة والعفاف والتوكل

والإستغناء، وقصر همته على تدريس العلوم النافعة، وكان لا يقبل الهدايا غير الطعام ثم

يقسمه على أصحابه إلا ما يكفي مؤنته للعبادة، ولم يبن داراً قط غير العرائش لأصحابه،

وكانت وفاته في عاشر شوال، كما في كنج أرشدي.

ص: 267

الشيخ محمد بن أبي بكر الدماميني

الشيخ الإمام العلامة بدر الدين محمد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر ابن محمد بن

سليمان بن جعفر بن يحيى بن حسين بن محمد بن أحمد بن أبي بكر ابن يوسف بن علي

بن صالح بن إبراهيم البدر القرشي المخزومي الإسكندري ثم الهندي الكجراتي الدفين

بمدينة كلبركه من بلاد الدكن المعروف بابن الدماميني المالكي النحوي الأديب، ولد

بالإسكندرية سنة ثلاث وستين وسبعمائة، وسمع بها من البهاء ابن الدماميني قريبه وعبد

الوهاب القروي في آخرين، وكذا بالقاهرة من السراج ابن الملقن وغيره، وبمكة من القاضي

أبي الفضل الشوبري واشتغل ببلده على فضلاء وقته وتفقه وتعانى الآداب ففاق في النحو

والنظم والنثر والخط ومعرفة الشروط وشارك في الفقه وغيره وناب في الحكم عن ابن

التنيسي، ودرس بها بعدة مدارس ثم قدم القاهرة وسمع بها وناب في الحكم ودرس وتقدم

ومهر واشتهر ذكره وتصدر بالجامع الأزهر لإقراء النحو، ثم رجع إلى الإسكندرية واستمر

يقرئ بها ويحكم ويتكسب بالتجارة، ثم ذهب إلى القاهرة وعين للقضاء فلمي تفق له ودخل

دمشق الشام مع ابن عمه سنة ثمانمائة وحج منها وعاد إلى بلده وتولى خطابة الجامع وترك

نيابة الحكم، ثم اشتغل بأمور الدنيا فعانى الحياكة وصار له دولاب متسع فاحترقت داره

وضاع عليه مال كثير ففر إلى الصعيد فتبعه غرماؤه وأحضروه مهاناً إلى القاهرة فقام معه

الشيخ تقي الدين بن حجة وكاتب السر ناصر الدين البارزي حتى صلحت أحواله.

وحضر مجلس الملك المؤيد وعين بقضاء المالكية فلم يقدر ثم توجه إلى الحجاز سنة تسع

عشرة فحج ودخل بلاد اليمن سنة عشرين وأقام بها نحو سنة يدرس بجامع زبيد فلم يرج له

بها أمر، ثم قدم الهند ودخل كجرات في أيام السلطان أحمد بن محمد المظفر الكجراتي في

أواخر شعبان سنة عشرين وثمانمائة فحصل له إقبال كبير وأخذ الناس عنه وعظموه

وحصل له دنيا عريضة.

له من التصانيف شرح التسهيل لابن مالك الطائي وهو شرح ممزوج متداول أوله: اللهم إياك

نحمد على نعم توجهت الآمال، الخ، ذكر فيه أنه لما قدم في أواخر شعبان سنة عشرين

وثمانمائة إلى كجرات من حاضرة الهند وجد فيها هذا الكتاب مجهولاً لا يعرف واتفق أنه

استصحبه معه فرآه بعض الطلبة والتمس منه شرحه فشرحه، وذكر في خطبته أبا الفضل

أحمد شاه الكجراتي وسماه تاريخ الفوائد.

وله شرح على صحيح البخاري سماه مصابيح الجامع أوله: الحمد لله الذي في خدمة

السنة النبوية أعظم سيادة، الخ، ذكر فيه أنه ألفه للسلطان أحمد شاه المذكور وعلق على

أبواب منه ومواضع يحتوي على غريب وإعراب وتنبيه، وله عين الحياة ومختصر حياة

الحيوان الكبرى للدميري أوله: الحمد لله الذي أوجد بفضله حياة الحيوان، الخ، ذكر فيه أن

كتاب شيخه حسن في بابه، جمع فيه ما بين أحكام الشريعة والأخبار النبوية ومواعظ نافعة

وفوائد بارعة وأمثال سائرة وأبيات نادرة وخواص عجيبة وأسرار غريبة لكنه طويل المقال

متسع الأذيال، ووقع في بعضه ما لا يليق بمحاسنه فاختار منه عينه وسماه عين الحياة مهدياً

إلى أحمد شاه، وفرغ في شعبان سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة، وله تحفة الغريب في شرح

مغنى اللبيب لابن هشام النحوي، صنفه بأرض الهند بعد ما علق على ذلك الكتاب في

الديار المصرية حاشية نفيسة، ومن مصنفاته شرح الخزرجية، وجواهر البحور في العروض،

والفواكه البدرية من نظمه، ومقاطع الشرب، ونزول الغيث الذي انسجم في شرح لامية العجم

للصفدي، وله غير ذلك من المصنفات.

قال السخاوي في الضوء اللامع: وكان أحد المتكلمين في فنون الأدب، أقر له الأدباء بالتقدم

فيه وباجازة القصائد والمقاطيع والنثر معروفاً باتقان الوثائق مع حسن الخط والمودة،

وصنف نزول الغيث، انتقد فيه أماكن من شرح لامية العجم للصلاح الصفدي المسمى

بالغيث الذي انسجم، وأذعن له أئمة عصره، وكذا عمل تحفة الغريب في حاشية مغنى

اللبيب وهما حاشيتان يمنية وهندية وقد اكثر من تعقبه فيها شيخنا الشمني وكان غير

واحد من فضلاء تلامذته ينتصر للبدر وشرح البخاري، وقد وقفت عليه في مجلد وجله في

الاعراب ونحوه، وشرح أيضاً التسهيل والخزرجية، وله جواهر البحور في العروض وشرحه

والفواكه البدرية من نظمه ومقاطع الشرب وعين الحياة مختصر حياة الحيوان

ص: 268

للدميري وغير

ذلك، وهو أحد من قرظ سيرة المؤيد لابن ناهض، انتهى.

ومن شعره قوله في دين قد لزمه لشخص يعرف بالحافظي فقال للمؤيد وذلك في أيام عصيان

نوروز الحافظي بالشام:

يا ملك العصر ومن جوده فرض على الصامت واللافظ

أشكو إليك الحافظ المعتدي بكل لفظ في الدجى غائظ

وما عسى أشكو وأنت الذي صح لك البغي من الحافظ

وله:

رماني زماني بما ساءني فجاءت نحوس وغابت سعود

وأصبحت بين الورى بالمشيب عليلاً فليت الشباب يعود

وله:

قلت له والدجى مول ونحن بالأنس في التلاقي

قد عطس الصبح يا حبيبي فلا تشمته بالفراق

وقوله:

يا عذولي في مغن مطرب حرك الأوتار لما سفرا

كم يهز العطف منه طرباً عندما تسمع منه وترا

وقوله في البرهان المحلي التاجر:

يا سرياً معروفه ليس يحصى ورئيساً زكا بفرع وأصل

مذ علا في الورى محلك عزاً قلت هذا هو العزيز المحلي

وقوله في الشهاب الفارقي:

قل للذي أضحى يعظم حاتماً ويقول ليس بجوده من لاحق

إن قسته بسماح أهل زماننا أخطأ قياسك مع وجود الفارق

وقوله في مصر:

رعى الله مصراً إننا في ظلالها نروح ونغدو سالمين من الكد

ونشرب ماء النيل منها براحة وأهل زبيد يشربون من الكد

وقوله:

قالت وقد فتحت عيوناً نعساً ترمي الورى بالجور في الأحكام

أحذر هلالك في زبيد فإنني لذوي الغرام فتحت باب سهامي

وقوله:

ايا علماء الهند إني سائل فمنوا بتحقيق به يظهر السر

فما فاعل قد جر بالخفض لفظه صريحاً ولا حرف يكون به جر

وليس بذي جر ولا بمجاور لذي الخفض والانسان للجر يضطر

فمنوا بتحقيق به أستفيده فمن بحركم ما زال يستخرج الدر

أراد قول طرفة:

بجفان تعتري نادينا وسديف حين هاج الصنبر

ص: 269

وكانت وفاة الدماميني بمدينة كلبركه في شهر شعبان سنة سبع وعشرين وثمانمائة، ويقال إنه

سم في عنب ولم يلبث من سمه بعده إلا اليسير، ذكره ابن فهد، كذا في الضوء اللامع.

محمد بن أبي البقاء الكرماني

الشيخ الفاضل العلامة محمد بن أبي البقاء بن موسى بن ضياء الدين الحسيني النقوي

الكرماني المشهور بالأعظم الثاني كان أصله من كرمان، قدم جده ضياء بن شجاع بن

المظفر بن المنصور بن غياث بن محمود بن علي بن أحمد بن عبد الله بن علي النقي

الحسيني إلى أرض الهند ودخل دهلي، ثم انتقل منها إلى لكهنؤ بسابق معرفة كان بينه وبين

السمرقندي فسكن بها، وولد محمد بن أبي البقاء بمدينة لكهنؤ ونشأ بها واشتغل بالعلم

وسافر إلى جونبور وكانت دار علم معروفة في ذلك العصر فقرأ الكتب الدرسية على

الشيخ أبي الفتح بن عبد الحي بن عبد المقتدر الشريحي الكندي، ثم أخذ عنه الطريقة

ورجع إلى لكهنؤ فدرس وأفاد بها زماناً، أخذ عنه الشيخ محمد بن قطب اللكهنوي

والقاضي سعد الدين الخير آبادي وخلق آخرون.

قال خير الزمان اللكهنوي في كتابه باغ بهار: إنه سافر إلى الحجاز مع ولده أحمد وتلميذ له

اسمه أحمد، سافر على زاد التوكل وراحلة التوفيق فحج وزار وأقام بها ستة أعوام وأفحم

بها كبار العلماء من الشافعية في المسائل المتنازعة فيما بينهم وبين الأحناف فلقبوه بالأعظم

الثاني، انتهى.

وقال الشيخ وجيه الدين الجندواروي في كتابه مصباح العاشقين إن مولانا محمداً كان من

كبار العلماء انتهت إليه الفتيا في هذه الديار وكان سلطان الشرق يعتقد فضله وكماله

ويستفتيه في المسائل الشرعية، قال: وكان السلطان بعث عساكره لقتال أهل الكفر ممن

تمردوا فقتل في تلك المعركة من لم يكن من المتمردين وسلبت أموالهم فاستفتى الشيخ محمد

فيه فأجابه محمد أن قتالهم مباح لأن كفار الهند كلهم أعداء الاسلام يترقبون الفرصة لقتال

المسلمين فيجوز قتلهم واغتنام أموالهم، انتهى.

وقال المفتي سلطان حسن البريلوي في غاية التقريب: إن الشيخ محمد قد جمع الضروب

المنتجة لكل شكل من الأشكال الأربعة المنطقية في أبيات وعبر القضايا بالحروف الأول

فالأول أي الموجبة الكلية بأ والسالبة الكلية بب والموجبة الجزئية بج والسالبة الجزئية بد

وتجمعها هذه الأبيات بالفارسية:

كل ولا شيء وبعض وليس الكل دور باد از رخ تو وسمه دل

سورهاي مسورات شمار ابجد آمد نشان آن هر جار

اا أب جا جب نخستين راست اب وبا جب ودلسين برخاست

اا اب جا جب واج واد سيومين راست خذ ولا تطعن

اا اج با با اب ودا اد بج شكل جار معين راهن

مات لتسع بقين من شوال سنة سبعين وثمانمائة بمدينة لكهنؤ فدفن على شاطئ نهر كومتي

غربي البلدة، وبنوا عليه العمارات الرفيعة، ثم لما بنى آصف الدولة الحسينية بقربها أمر

بهدم المقبرة ونبشوا قبره ونقلوا عظامه إلى مفتي كنج من تلك البلدة، كما في باغ بهار.

مولانا محمد بن أبي محمد المشهدي

الشيخ الفاضل محمد بن أبي محمد المشهدي أحد الأفاضل المشهورين في عصره، جعله

محمد شاه بن علاء الدين حسن البهمني صاحب كلبركه قهرماناً فاستقل به زماناً، وبعثه

محمود شاه إلى شيراز ومعه ألف تنكه ذهبية للشيخ شمس الدين الحافظ الشيرازي ليقدمه

إلى كلبركه فامتنع عنه الشيخ ورجع المشهدي إلى كلبركه ونال المنزلة عند الأمراء.

ص: 270

الشيخ محمد بن أحمد الحسيني البخاري

الشيخ العالم الكبير الفقيه الزاهد محمد بن أحمد بن الحسين بن علي الحسيني البخاري

الشيخ صدر الدين الأجي الملتاني المشهور براجو قتال، كان من الأولياء السالكين أصحاب

المجاهدات، اتفق الناس على ولايته وجلالته، ولد ونشأ بمدينة أج وأخذ عن والده وصنوه

الكبير جلال الدين حسين بن أحمد البخاري ولبس منه الخرقة وتولى الشياخة بعده، أخذ

عنه الشيخ كبير الدين بن إسماعيل البخاري وخلق كثير لا يمكن ضبطهم، وكان له أربعة

أبناء أبو الخير، وأبو إسحاق، والشيخ جلال، وروح الله، وأعقابهم سكنوا بسرهند، كما

في تذكرة السادة البخارية لعلي أصغر الكجراتي، توفي ليلة السبت السادس عشر من

جمادي الآخرة سنة سبع وعشرين وثمانمائة فدفن بحظيرة آبائه الكرام كما في مهرجهان

تاب.

الشيخ محمد بن الحسن البيهقي

الشيخ الفاضل العلامة محمد بن الحسن البيهقي الكشميري المشهور بالأمين كان من كبار

العلماء، أخذ عن والده وعن الشيخ هلال الدين الكشميري واعتزل عن الناس، وبنى له

السلطان زين العابدين الكشميري خانقاهاً رفيعاً بمدينة كشمير خارج البلدة، استشهد في

سنة تسع وثمانين وثمانمائة كما في خزينة الأصفياء.

الشيخ محمد بن جعفر الحسيني المكي

الشيخ العالم الكبير المعمر محمد بن جعفر الحسيني المكي ثم الدهلوي أحد المشايخ

الجشتية، ولد ونشأ بدار الملك دهلي وقرأ العلم على الشيخ شمس الدين محمد بن يحيى

الأودي وعلى غيره من العلماء، وأخذ الطريقة عن الشيخ نصير الدين محمود الأودي، وكان

صاحب حالات عجيبة ووقائع غريبة، له مصنفات ادعى فيها مقامات لا تستطيع العقول

المتوسطة أن تدركها، ومن مصنفاته: بحر المعاني، ودقائق المعاني، وحقائق المعاني وبحر

الأنساب، وبنج نكات، وإني رأيت منها بحر المعاني، وبحر الأنساب، أما بحر المعاني فهو

كتاب مفيد في بابه وفيه ست وثلاثون رسالة في الإيمان والصلوات والعشق والمحبة وأبواب

أخرى، أوله: آن خداي كه انكبين شيرين نوش را از فواره تلخ نيش زنبور بقدرت خويش

جكاند، الخ، مات في سنة إحدى وتسعين وثمانمائة في عهد بهلول وعمره جاوز مائة سنة،

كما في أخبار الأخيار.

الشيخ محمد بن الحسين الفتني

الشيخ العالم المحدث الفقيه محمد بن الحسين العلوي الحسيني السندي ثم الكجراتي أحد

المشايخ المشهورين، كان أصله من أرض السند، ولد ونشأ بها وقرأ العلم على والده وعلى

الشيخ صدر الدين محمد بن أحمد الحسيني البخاري وكان ممن تفرد في الفقه والحديث

والتصوف وكان صوفياً مستقيم الحالة، سافر إلى كجرات مع سعادت خاتون أم عبد الله

بن محمود الحسيني البخاري وسكن بها، وكانت وفاته في خامس جمادي الآخرة سنة سبع

وأربعين وثمانمائة بمدينة فتن فدفن بها، كما في مرآة أحمدي.

الشيخ محمد حسين التتوي

الشيخ الصالح الفقيه محمد حسين بن أحمد بن محمد الحسيني التتوي السندي أحد

المشايخ المعروفين بالفضل والصلاح، ولد في سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة في أيام فتح خان بن

الإسكندر السندي، وأخذ العلم والمعرفة عن أهلها وجلس على مسند الإرشاد، انتفع به

خلق كثير من الناس، وصنف في أخباره محمد حسين الصفائي كتابه تذكرة المراد، وكانت

وفاته في سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة وله اثنتان وستون سنة، كما في تحفة الكرام.

الشيخ محمد بن الرفيع البخاري

الشيخ الصالح الفقيه محمد بن رفيع الدين بن محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن الحسين بن

محمد بن الحسين الحسيني البخاري الأجي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد

ونشأ بأرض السند وتفقه على والده وأخذ عنه الطريقة وهو والد الشيخ الحاج عبد

الوهاب أبي محمد الحسيني البخاري الدهلوي، وكانت وفاته في سنة إحدى وثمانين

وثمانمائة، كما في تذكرة السادة البخارية لعلي أصغر الكجراتي.

ص: 271

الشيخ محمد بن ظهير الدين العباسي الكروي

الشيخ العالم الكبير الصالح محمد بن ظهير الدين العباسي الكروي الشيخ الإمام قوام الدين

الدهلوي الدفين بلكهنؤ والمشهور بحاج الحرمين، كان من كبار الأولياء السالكين صاحب

مجاهدة، أخذ عن الشيخ نصير الدين محمود الأودي، ثم عن الشيخ جلال الدين حسين

البخاري ولازمه مدة طويلة حتى نال حظاً وافراً من العلم والمعرفة واستخلفه الشيخ، ثم

سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار سبع مرات، ثم رحل إلى دمشق الفيحاء وتلقى الذكر

عن الشيخ قطب الدين المكي صاحب الرسالة المكية، ثم رجع إلى الهند وقدم لكهنؤ

لسابق معرفة بينه وبين الشيخ محمد بن فخر الدين البجنوري اللكهنوي فسكن بها، وله

مصنفات منها: كتابه إرشاد المريدين، وكتابه معيار التصوف، وكتابه أساس الطريقة.

ومن فوائد ما قال في معيار التصوف:

قال الفقير العباسي: الذكر سبب الوصول وتصفية القلوب، فلا يجوز لك السالكه معه قال

الحسن: لا إله إلا الله تنظير السر عن الآلهة وإذا خلا السر عن تعظيم غيره فلا وجه لهذا

القول، قال الفقير العباسي: سمعت الشيخ العالم العارف محمد بن الفرهي الساكن في بيت

المقدس أنشد هذين البيتين:

بذكر الله تنشرح القلوب وتنكشف السرائر والغيوب

وترك الذكر أفضل منه حالاً فشمس الذات ليس لها غروب

وسألت الشيخ العالم بقية السلف قطب الحق والشرع والدين الدمشقي مؤلف الرسالة

المكية حين لقنني كلمة لا إله إلا الله وبين كيفية النفي والاثبات، فقلت يا سيدي وبركتي إذا

لم يبق في قلب السالك وجود الغير فما يبقى بعده، فأجاب الشيخ رحمه الله وأدام بركته

على العالمين ما دام وجود السالك باقياً لا بد من النفي لمن اعتبر الوجود حتى تزول

الاثنينية، والجواب الثاني لا بد للسالك من النفي لأن نفي الوجود في محل الجمع، وأما في

التفرقة اثبات الوجود بل اثبات وجود جميع الموجودات لأن النظر إلى السكون جمع

والسكون تفرقة فلا بد أن ينفي الموجودات ويدخل في فراديس الجمع حتى يصير مستهلكاً

في الجمع، وهذا المقام عزيز لا يصل إليه إلا الأفراد الموحدون العارفون لأن الجمع والتفرقة

يتنافيان إلا أن المشايخ السالكين نظرهم إلى الجمع أكثر وبركتهم في العالمين أوفر، اللهم

اجعلنا من محبيهم ولا تحرمنا من بركات أنفاسهم بحرمة النبي وآله الأمجاد، انتهى.

ومن شعره قوله بالفارسي:

اين كار كسي هست كه خيزد زسرجان اين خانه خرابي ره هر بوالهوسي نيست

توفي لعشر بقين من شعبان سنة أربعين وثمانمائة بمدينة لكهنؤ فدفن بها وقبره مشهور ظاهر

يزار ويتبرك به كما في خزينة الأصفياء.

الشيخ محمد بن عبد الله الحسيني البخاري

الشيخ الكبير محمد بن عبد الله بن محمود بن الحسين الحسيني البخاري سراج الدين أبو

البركات الكجراتي المشهور بشاه عالم، ولد ليلة الإثنين السابع عشر من ذي القعدة سنة

سبع عشرة وثمانمائة بكجرات ونشأ بها، وقرأ العلم على الشيخ سراج الدين علي

الكجراتي وعلى غيره من العلماء وأخذ الطريقة عن والده وعن الشيخ أحمد بن عبد الله

المغربي نزيل كجرات ودفينها، وتولى الشياخة مدة من الدهر ورزق من حسن القبول ما لم

يرزق أحد من المشايخ في عصره.

وكان شيخاً جليلاً وقوراً عظيم الهيبة كبير المنزلة، خضع له الملوك والأمراء وكانوا يتلقون

إشاراته بالقبول، مات ليلة السبت في عشر بقين من جمادي الآخرة سنة ثمانين وثمانمائة وله

ثلاث وستون، كما في مرآة أحمدي.

ص: 272

الشيخ محمد بن عبد الله الحسيني البخاري

الشيخ الصالح الفقيه محمد بن عبد الله بن محمود بن الحسين الحسيني البخاري الكجراتي

المشهور بالزاهد، كان شقيق الشيخ محمد عبد الله السالف ذكره، ولد في تاسع رجب سنة

ثمان وأربعين وثمانمائة وأخذ عن صنوه الكبير محمد بن عبد الله المذكور وبلغ رتبة الكمال،

أخذ عنه خلق كثير، مات في سادس شعبان سنة اثنتين وتسعين وثمانمائة وقبره بقرية بنوه،

كما في مرآة أحمدي.

الشيخ محمد بن العلاء المنيري

الشيخ العالم الفقيه الزاهد محمد بن علاء الدين ابن القاضي عالم بن القاضي جمال الدين

الهاشمي الترهتي ثم المنيري المعروف بالشيخ قاضن- بكسر الضاد المعجمة- كان من كبار

المشايخ الشطارية، له اليد الطولى في العلوم المتعارفة.

أخذ الطريقة الفردوسية عن والده علاء بن عالم المنيري عن الشيخ بهرام البهاري عن

الشيخ حسن بن الحسين بن المعز البلخي وعن الحاج الزائر محمد بن إبراهيم عن والده

إبراهيم بن علم المنيري، كلاهما عن الشيخ حسين بن المعز البلخي وعن الشيخ علي

الحسيني البدايوني عن كريم الدين الودي عن جمال الدين الأودي كلاهما عن الشيخ مظفر بن

شمس الدين البلخي والشيخ إبراهيم بن علم المنيري المذكور عن الشيخ نصير الدين التلنبي

عن الشيخ عثمان السنامي، كلاهما عن الشيخ الكبير شرف الدين أحمد بن يحيى

المنيري.

والطريقة السهروردية أخذها عن الشيخ ركن الدين الجونبوري عن الشيخ تاج الدين عن

الشيخ جلال الدين الحسين بن أحمد بن الحسين الحسيني البخاري عن الشيخ ركن الدين

أبي الفتح بن محمد بن زكريا الملتاني وعن غيره من المشايخ المذكورين في ثبته.

والطريقة الجشتية أخذها عن الشيخ زاهد بن البدر الجشتي عن الشيخ محمد ابن عيسى

الجونبوري عن الشيخ فتح الله الأودي عن الشيخ أحمد بن الشهاب الدهلوي عن الشيخ

الكبير نصير الدين محمود الأودي وعن الشيخ إبراهيم بن إدريس السناركانوي عن القاضي

حمزة عن الشيخ زاهد عن جده نور الدين عن والده علاء الدين عمر بن أسعد اللاهوري

البندوي عن الشيخ سراج الدين عثمان الأودي كلاهما عن الشيخ نظام الدين محمد

البدايوني.

والطريقة القادرية أخذها عن الشيخ عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن الجمال الصديقي عن

الشيخ عبد الرؤف بن علي بن عمر الشاذلي الحسيني القادري اليمني عن الشيخ نور الدين

أبي سعيد محمود الحسيني النهاوندي عن الشيخ شمس الدين محمد بن الحسن بن علي بن

جعفر بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرزاق ابن السيد الإمام عبد القادر

الجيلاني عن أبيه عن جده، وهلم جراً.

والطريقة المدارية أخذها عن الشيخ حسام الدين الأصفهاني الجونبوري عن الشيخ المعمر

بديع الدين المدار المكنبوري إمام الطريقة المدارية.

والطريقة الشطارية أخذها عن الشيخ عبد الله بن حسام الدين الشطار النوري الصديقي

البخاري إمام الطريقة الشطارية بلا واسطة غيره، وألزم نفسه أشغال تلك الطريقة وأذكارها

مدة من الزمان ففتحت عليه أبواب الكشف والشهود وصار المرجع والمقصد لأهل الهند

في تلك الطريقة وانتهت إليه الشياخة.

قال في مناهج الشطار: إني اعتكفت مدة من الزمان على قبر الشيخ شرف الدين أحمد بن

يحيى المنيري بغاية الذل والافتقار وكان الشيخ أحمد عبد الحكيم يذكر رسالة الشيخ عبد

الله الشطاري فلم التفت إليه مترقباً لفتح الباب من الشيخ المذكور حتى كرر الشيخ أحمد

المذكور ذكرها فتوجهت إلى روحانية الشيخ الكبير وعرضت عليه تلك القصة، وكان

الشيخ أذن لي أن أذهب إلى الشيخ عبد الله الشطار فرحلت إليه ولازمته مدة من الزمان

فلقنني الذكر ليلة الجمعة رابع ذي الحجة الحرام سنة إحدى وثمانين وثمانمائة ببلدة مندو،

انتهى.

أخذ عنه ابنه أبو الفتح هدية الله المنيري والشيخ الحاج حميد الدين الكواليري وخلق

آخرون، مات في ثالث صفر سنة اثنتين وتسعين وثمانمائة وقبره بمدينة

ص: 273

جونبور، كما في

الانتصاح.

الشيخ محمد بن علي الهمذاني

الشيخ الفاضل العلامة محمد بن علي بن الشهاب الحسيني الهمذاني أحد العلماء

المشهورين، قدم كشمير وله اثنتان وعشرون سنة فأسلم على يده سيه بت فلقبه شرف

الدين، وله مصنفات منها شرح الشمس في المنطق، كما في البحر الزخار وإني ظفرت

برسالة له تسمى جامع الفنون أولها الحمد لله الذي زلزل الطور في طور التجليات إلخ،

صنفها وهو ابن ثلاث وعشرين سنة قال فيها: أردت مع صغر السن وقصور البضاعة

والفتور في هذه الصناعة أي العلوم الحكمية أن أجمع بعض العلوم الكشفية والعقلية

المشهورة المعتبرة في نسخة واحدة، وأعرض عن ذكر المقدمات والمباحث الزائدة وجئت من

قواعد العلوم ببعضها واختصرت مع جميع مباحثها مبتدئاً إلى تصغير حجم الكتاب

وتسهيلاً لحفظه بالخير والصواب، ففرغت بتوفيق الله وقضائه، وقد كان عمري مقدار نبوة

أبي القاسم محمد عليه السلام، انتهى.

في خزينة الأصفياء: إنه أقام بكشمير اثنتي عشرة سنة ثم راح إلى الحرمين الشريفين زادهما

الله شرفاً، في سنة ثمانمائة فحج وزار ورجع إلى الهند، ولما وصل إلى مكولاب مات بها

ودفن بمقبرة والده وكان ذلك في سنة تسع وثمانمائة.

الشيخ محمد بن عيسى الجونبوري

الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة محمد بن عيسى بن تاج الدين بن بهاء الدين الحنفي

الصوفي الجونبوري كان من نسل محمد بن أبي بكر الصديق كما في منهج الأنساب ولد بدار

الملك دهلي في صفر سنة ثمانين وسبعمائة وخرج منها والده معه في الفتنة التيمورية فدخل

جونبور، وقرأ العلم على القاضي شهاب الدين الدولة آبادي، وكان القاضي يحبه حباً

مفرطاً، صنف له شرحاً على أصول البزدوي إلى مبحث الأمر عند قراءته ذلك الكتاب

عليه، ولما قرأ محمد فاتحة الفراغ عليه درس وأفاد زماناً طويلاً ثم ترك البحث والاشتغال،

وأخذ الطريقة عن الشيخ فتح الله الأودي وجاهد في الله حق جهاده حتى قيل إن ظهره لم

يمس الأرض اثنتي عشرة سنة، وكان لا يخرج من حجرته إلا للصلوات الخمس وكان لا

يتردد إلى أحد، ولا يفتح بابه لأحد، واستقام على ذلك الترك والتجريد أربعين سنة، وكان لا

يقبل الهدايا والنذور من السلاطين وكثيراً ما ينشد:

من داق خود بأفسر شاهان نمى دهم من فقر خود بملك سليمان نمى دهم

از رنج فقر در دل كنجي كه يافتم اين رنج را براحت شاهان نمى دهم

حكى أن السلطان إبراهيم الشرقي وولده السلطان محمود كانا يعتقدان فضله وكماله

ويريدان أن يقبل منهما شيئاً من الهدية ولكنه كان لا يقبل، أخذ عنه الشيخ بهاء الدين

الجونبوري والشيخ مبارك البنارسي وخلق آخرون، وكانت وفاته في الرابع عشر من ربيع

الأول سنة سبعين وثمانمائة فأرخ بموته بعضهم من قوله سلطان طريقة كما في كنج أرشدي.

الشيخ محمد بن عبد الصمد الدهلوي

الشيخ العالم الصالح محمد بن عبد الصمد بن المنور العمري الأجودهني الشيخ تاج الدين

الإمام الدهلوي، كان من نسل الشيخ فريد الدين مسعود الأجودهني، أخذ الطريقة عن

الشيخ عماد الدين عن الشيخ شهاب الدين عن الشيخ إمام الدين عن الشيخ بدر الدين

الغزنوي عن الشيخ الكبير قطب الدين بختيار الأوشي الدهلوي، وأخذ عنه حفيده علاء

الدين بن نور الدين الأجودهني، كما في كلزار أبرار.

مولانا محمد بن عين الدين البيجابوري

الشيخ الفاضل محمد بن عين الدين البيجابوري أحد كبار العلماء أخذ عن أبيه ولازمه

ملازمة طويلة، وولي الإفتاء الأكبر في أيام محمد شاه بن علاء الدين حسن البهمني بكلبركه

لعله سنة ست وخمسين وسبعمائة أو مما يقرب ذلك، وصار شحنة الحضرة في عهد

ص: 274

فيروز

شاه سنة ثمانمائة فاستقل بها زماناً.

الشيخ محمد بن القاسم الأودي

الشيخ الصالح الفقيه محمد بن القاسم بن برهان الدين الأودي أحد المشايخ المشهورين،

أخذ الطريقة الجشتية عن والده عن الشيخ فتح الله البدايوني عن الشيخ أحمد بن الشهاب

الدهلوي، وأخذ الطريقة المدارية والسهروردية عن الشيخ بدهن- بضم الموحدة وتشديد

الدال- عن الشيخ أجمل بن أمجد الحسيني البهرائجي.

قال المندوي في كلزار أبرار: إنه أخذ الطريقة الجشتية عن والده وعن الشيخ سعد الدين

الأودي كلاهما عن الشيخ فتح الله المذكور وإنه أخذ عن الشيخ فتح الله أيضاً بلا واسطة

واستفاض منه فيوضاً كثيرة، انتهى، له آداب السالكين كتاب مفيد في السلوك، مات يوم

الخميس السادس عشر من محرم الحرام سنة ست وتسعين وثمانمائة في أيام اسكندر ابن

بهلول الدهلوي وقبره بمدينة أوده، كما في مسالك السالكين.

الشيخ محمد بن قطب اللكهنوي

الشيخ الصالح الكبير محمد بن قطب الدين بن عثمان الصديقي اللكهنوي المشهور بالشيخ

مينا، ولد ونشأ بمدينة لكهنو في مهد الشيخ قوام الدين العباسي، وقرأ شرح الوقاية والهداية

في الفقه الحنفي على القاضي فريد، ولما كان الشيخ قوام الدين المذكور مات قبل أن يترعرع

محمد لبس الخرقة من الشيخ سارنك أحد أصحاب الشيخ قوام الدين وقرأ عوارف

المعارف على الشيخ محمد بن أبي البقاء اللكهنوي كما في أخبار الأخيار في ترجمة

صاحبه الشيخ سعد الدين الخير آبادي، وحيث كان جبله الله سبحانه على الخير وجمع

فيه من الزهد والقناعة والاستغناء انقطع إلى الزهد والعبادة ووصل درجة لم يصل إليها

أحد من المشايخ في عصره ومصره.

قال الكوباموي في الفوائد السعدية: إنه اشتغل برياضات شاقة قلما يحتملها الإنسان كأنه

أفنى قواه في ذلك، كان رحمه الله يصوم صوم الطي، ويقوم الليل كله لا يغمض عينه، ولا

يتوسد ولا يتوكأ ولا يستريح على الفرش والبسائط لئلا يطرقه النوم، وكان يبل المنديل

والقلنسوة في الماء البارد فيضعها على رأسه في الشتاء وإذا ارتاح بالماء المسخن في ليلة

شاتية قام واغتسل بالماء البارد هضماً لنفسه، وكان يحيي ليله بالذكر والمراقبة ويداوم على

الوضوء وكان يجلس في الأربعين فإذا شارف الإتمام أفطر بصديق أو ضيف، ثم استأنف

الأربعين وهكذا يفعل مرة بعد مرة، ولا يظهر ذلك لأحد ولا يذكر لهم أنه صائم، وكان إذا

آذاه أحد يقبل إليه بشوشاً طيب النفس لا يطعن عليه ولا يلعنه ولا يذكره إلا بالخير وربما

كان ينشد هذين البيتين:

هر كه ما را يار نبود ايزد او را يار باد هر كه ما را رنج داده راحتش بسيار باد

هر كه اندر راه ما خاري نهد از دشمني هر كلي كز باغ عمرش بشكفد بي خار باد

قال الشيخ سعد الدين الخير آبادي في بعض رسائله إني صحبته عشرين سنة فلم أره إلا

مستقبل القبلة كأنه قاعد في الصلاة، ما رأيت قدميه ممتدتين أو منتصبتين أبداً في هذه المدة

الطويلة، وما رأيته واضعاً نعليه قبل القبلة أبداً ولا خالعاً قدميه من نعليه مستقبلاً للقبلة،

وما رأيته مستدعياً شيئاً للأكل ولا لابساً ثوباً من رغبته، انتهى.

ومن أقواله

دم توحيد كسي را زيبد كه از زبان وي تلخ وشيرين نخيزد، ومنها: از مرد هوا برست

خدا برستي نشود، وخود برستي در كوجه خدا برستي نرود، ومنها: مرد بايد كه يك

جهت ويك همت ويك قبله شود، هر جه از دوست باز دارد خواه نيك خواه بد ازان

اجتناب نمايد، ومنها: درويش جون مقبول حق ميكردد زبانش ناودان حكمت ميشود،

انتهى.

توفي لسبع بقين من ذي القعدة سنة أربع وسبعين- وقيل: أربع وثمانين، وقيل: ثمان وثمانين-

وثمانمائة، وقبره مشهور ظاهر بمدينة لكهنؤ يزار ويتبرك به.

ص: 275

الشيخ محمد بن علي الحسيني

الشيخ الكبير جلال الدين محمد بن علي بن خضر الحسيني الكوكوي البيجابوري أحد

كبار الأولياء، أدرك في صغر سنه الشيخ محمد بن يوسف الحسيني الدهلوي المدفون

بكلبركه وسكن ببلدة كوكي من أعمال بيجابور وكان مرزوق القبول، مات لعشر خلت من

شعبان سنة ثمان وخمسين وثمانمائة، وبنى على قبره يوسف عادل شاه أبنية فاخرة ثم زاد

عليها إبراهيم عادل شاه البيجابوري ووقف لنفقاتها قرى عديدة من أعمال بيجابور.

القاضي محمد بن محمود النصير آبادي

السيد الشريف القاضي محمد بن محمود بن العلاء الحسني الحسيني النصير آبادي أحد

الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولي القضاء ببلدته سنة ثمان وستين وثمانمائة في عهد

السلطان علاء الدين الخضرخاني واستقل به سبعاً وعشرين سنة وكان قويم السيرة في

القضاء، له مهارة بالمعارفة الإلهية، توفي يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول سنة خمس

وتسعين وثمانمائة في أيام السلطان إسكندر ابن بهلول اللودي، كما في مآثر السادات للسيد

الوالد.

محمد شاه بن همايون البهمني

الملك المؤيد شمس الدين أبو المظفر محمد بن همايون بن علاء الدين البهمني السلطان

الفاضل قام بالملك بعد صنوه نظام شاه سنة سبع وستين وثمانمائة وله تسع سنين، فاشتغل

بالعلم وبذل جهده وأخذ عن الشيخ صدر جهان التستري فبرع وفاق أقرانه ومهر في الخط،

ولما بلغ رشده أخذ عنان السلطنة بيده وجعل عماد الدين محمود الكيلاني وزيراً له وصالح

السلطان محمود الخلجي بأن لا يطمع أحد منهما في بلاد الآخر وبعث وزيره محموداً بعساكره

إلى قلعة كهينه وسنكيز وبلاد أخرى من أرض كوكن سنة أربع وسبعين وثمانمائة فقاتل

أهلها وحاصر القلاع ودخل في الغياض وقطعها وأحدث الطريق فيها ثم ملكها ثم سار إلى

بندركووه فملكها ورجع محمود بعد ثلاث سنين إلى أحمد آباد بيدر وبعث نظام الملك

حسن البحري بعساكره إلى أوريا سنة ست وسبعين وثمانمائة فقاتل قتالاً شديداً وملكها.

وأقطع محمد شاه تلك المملكة واحداً من أهلها على مال يؤديه ثم سار نظام الملك إلى

راجمندري وكندنيز فقاتل أهلهما وملكهما وولي عليهما أحد الأمراء ورجع نظام الملك إلى

أحمد آباد بيدر ثم ولي محمد شاه يوسف خان العادل على دولت آباد وأمره بتسخير قلعة

ويرا كهيره وقلعة انتور فبعث إليهما عساكره وحاصرهما وضيق على أهلهما وفتحهما بعد

ستة أشهر وغنم أموالاً كثيرة، وفي سنة سبع وسبعين وثمانمائة سار محمد شاه بنفسه إلى

قلعة نلكوان فحاصرها وضيق على أهلها ولم يزل يقاتلهم قتالاً شديداً حتى فتحها.

ولما سمع محمد شاه أن الكفار بعثوا عساكرهم إلى راجمندري وحاصروها سار إليهم

بعساكره، فلما وصل إلى ناحيتها تحصن صاحب أوريا في قلعة كندنيز وصاحب اريسه

عبر ماء راجمندري ونزل في حدوده فدخل محمد شاه براجمندري ولحق به نظام الملك

المحصور بها فترك وزيره محمود بها وسار إلى صاحب اريسه بعشرين ألف فارس سنة

اثنتين وثمانين وثمانمائة وعبر ماء راجمندري ودخل في اريسه، وانحاز صاحبها إلى ناحية من

نواحيها فأخذ محمد شاه يقاتل أهلها ويقتلهم وينهب أموالهم ولم يزل كذلك ستة أشهر، فلما

سمع صاحب اريسه أن السلطان يريد أن يقبض على بلاده ويولي عليها أحد أمرائه أرسل

إليه يطلب الصلح على مال يؤديه.

وأرسل إليه فيلة مجهزة بجهازات جميلة من الذهب والفضة وأذعن له الطاعة فرجع محمد

شاه منها إلى حدود أوريا وحاصر قلعة كندنيز وأدام الحصار إلى خمسة أشهر، فلما عرف

صاحبها عجزه عن المقاومة أرسل إليه يطلب الأمان، فتسلم منه القلعة وولي عليها أحد

أمرائه وهدم الكنيسة العظيمة بها ثم بنى الجامع الكبير مكانها، وولي على بلاد تلنك نظام

الملك المذكور، ثم سار إلى نرسنكه وكان ملكاً كبيراً من الوثنيين صاحب العدة والعدد

وبلاده كانت ما بين تلنك وبلاد المعبر فأسس قلعة في حدوده ثم ترك وزيره في كوند بور بلي

وسار إلى كنجي وكانت كنيسة عظيمة بها

ص: 276

فدخل فيها عنوة وأكثر القتل والأسر على من

كانوا بها وبعث خمسة عشر ألف مقاتل إلى نرسنكه، وسار بنفسه إلى مجهلي بتن فملكها

ورجع إلى كوند بور بلي ولحق بوزيره محمود وكان محمد شاه مستأثراً بوزيره ولم يزل يخصه

بعناية لا مزيد عليها، فحسده الناس ووقعوا في عرضه ونفسه واتهموه بخبث النية وعرضوا

على محمد شاه رسالته إلى صاحب اريسه وعليها خاتم الوزير، وكان محمد شاه يعرف

خاتمه فغضب عليه غضباً شديداً وأمر بقتله، فقتلوه في سنة ست وثمانين ثم ندم ندامة

الكسعي وحزن لقتله حزناً شديداً حتى مرض وأشرف على الموت، فسار إلى دار ملكه

أحمد آباد ومات بها في سنة سبع وثمانين وثمانمائة وتزلزل بنيان السلطنة بعد موته فلم يبق

لأبنائه إلا الاسم والرسم وذلك تقدير العزيز العليم تاريخ فرشته.

الشيخ محمد بن يوسف الحسيني الدهلوي

الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة الفقيه الزاهد صاحب المقامات العلية والكرامات الجلية

محمد بن يوسف بن علي بن محمد بن يوسف بن حسين بن محمد بن علي بن حمزة بن داود

بن أبي الحسن زيد الجندي الإمام أبو الفتح صدر الدين محمد الدهلوي ثم الكلبركوي ينتهي

نسبه إلى يحيى بن الحسين بن زيد الشهيد عليه وعلى آبائه السلام، ولد في رابع رجب الفرد

سنة إحدى وعشرين وسبعمائة بدار الملك دهلي وسافر مع أبويه إلى دولت آباد وهو ابن

أربع سنوات واشتغل بالعلم على أبيه وجده مدة ورجع إلى دهلي مع أمه وصنوه الحسين

بن يوسف في السادس عشر من سنه في سنة ست وثلاثين وسبعمائة.

وكان والده توفي قبل ذلك بأربع سنين، فلما دخل دار الملك أدرك بها الشيخ نصير الدين

محمود الأودي فأراد أن يلبس منه الخرقة فأمره الشيخ بتكملة العلوم، فاشتغل بها وقرأ بعض

الكتب الدرسية على مولانا السيد شرف الدين الكيتهلي وبعضها على مولانا تاج الدين

المقدم ثم لازم دروس القاضي عبد المقتدر بن ركن الدين الشريحي الكندي وقرأ عليه

الشمسية والصحائف ومفتاح العلوم وهداية الفقه وأصول البزدوي والكشاف وسائر الكتب

الدرسية، وبرز في الفضائل وتأهل للفتوى والتدريس وجمع بين العلم والعمل والزهد والتواضع

وحسن السلوك، ووضع الله سبحانه له المحبة في قلوب عباده لما اجتمع فيه من خصال

الخير، فانقطع إلى شيخه نصير الدين محمود وأخذ عنه وبلغ رتبة الكمال في أقل مدة،

فاستخلصه الشيخ لنفسه واستخلفه وأجازه عامة تامة فصار المرجوع إليه في علمي الرواية

والدراية ولتهذيب النفوس والدلالة على معالم الرشد وطرائق الحق، وتولى الشياخة بعد ما

توفي شيخه سنة سبع وخمسين وسبعمائة، وتزوج بابنة الشيخ أحمد بن جمال الدين

الحسيني المغربي وله أربعون سنة، ثم خرج من دار الملك دهلي في ربيع الآخر سنة إحدى

وثمانمائة في الفترة التيمورية وذهب إلى كجرات ثم إلى دولة آباد فاستقدمه فيروز شاه البهمني

إلى كلبركه سنة خمس عشرة وثمانمائة فسكن بها يدرس ويفيد.

وكان عالماً كبيراً عارفاً قوي النفس عظيم الهيبة جليل الوقار جامعاً بين الشريعة والطريقة

ورعاً تقياً زاهداً غواصاً في بحار الحقائق والمعارف، له مشاركة جيدة في الفقه والتصوف

والتفسير وفنون أخرى، أخذ عنه ناس كثيرون وانتفعوا به، وله مصنفات كثيرة منها تفسير

القرآن الكريم على لسان المعرفة، وتفسير القرآن على منوال الكشاف، وتعليقات على

خمسة أجزاء من الكشاف ومنها شرح مشارق الأنوار على لسان المعرفة، وله ترجمة

المشارق بالفارسية، ومنها المعارف شرح العوارف للشيخ شهاب الدين السهروردي

بالعربية، وله ترجمة العوارف بالفارسية، ومنها شرح التعرف وشرح الفصوص وشرح آداب

المريدين بالعربية والفارسية، وله شرح التمهيدات لعين القضاة الهمذاني، وشرح الرسائل

القشيرية وشرح رسالة لابن عربي، وشرح الفقه الأكبر، وشرح بدء الأمالي، وشرح العقيدة

الحافظية، وله رسالة في سير النبي صلى الله عليه وسلم.

وكتابه أسماء الأسرار وكتابه حدائق الأنس وكتابه في ضرب الأمثال وكتابه في آداب

السلوك ورسالة في إشارات أهل المحبة ورسالة في بيان الذكر ورسالة في بيان المعرفة

ورسالة في تفسير رأيت ربي في أحسن صورة ورسالة في الاستقامة على الشريعة ورسالة في

شرح تعبير الوجود بالأزمنة الثلاثة بما يعبر بها بالفارسية

ص: 277

بود وهست وباشد وله تعليقات

على قوت القلوب للمكي وله كتاب الأربعين أورد تحت كل حديث شطراً من آثار الصحابة

والتابعين والمشايخ القدماء، وله غير ذلك من المصنفات.

قال السيد الوالد في مهر جهان تاب إن مصنفاته قد عدت بخمس وعشرين ومائة كتاب في

علوم شتى.

وقال الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي في أخبار الأخيار: إن له ملفوظات

مسماة بجوامع الكلم جمعها الشيخ محمد أحد أصحابه، انتهى، وللشيخ محمد بن علي

السامانوي كتاب في سيرته سماه بالسير المحمدي.

ومن فوائده:

سفر اكر تشتت باطن نيارد مبارك باشد، وإلا سرمايه صوفيان جز فراغ دل وجمع هم

نيست، اكر يك ساعت لطيف دل باخداي خويش حاضر شود آن بهشت است بلكه

هزار بهشت فداي ساعت بايد كرد وهنوز رائكان بدست آمده باشد.

بفراغ دل زماني نظري بما هروي به از انكه جتر شاهي همه عمر هاي وهوي

وسئل عن القول المشهور العلم حجاب الله الأكبر فقال: كل ما سوي الله تعالى حجاب،

أما حجابهاي ديكر همه قبيح وكثيف اند وعلم حجابي لطيف است برخاستن ازان نيك

دشوار باشد ومراد ازين علم نحو وصرف وحديث وفقه نيست مراد علم بالله است،

وآن علم ذات وصفات باري اند نه بدليل وبرهان بلكه مشاهده وعيان، انتهى.

وكانت وفاته ضحوة الاثنين السادس عشر من ذي القعدة الحرام سنة خمس وعشرين

وثمانمائة، وقبره بكلبركه مشهور ظاهر يزار ويتبرك به، كما في مهر جهان تاب.

الشيخ محمد المتوكل الكنتوري

الشيخ العالم الصالح محمد بن أعز الدين بن افتخار الدين بن أوزون التركماني الهروي

الكنتوري أحد المشايخ المتورعين لم يكن مثله في زمانه في الزهد والتوكل والاستغناء عن

الناس، أخذ الطريقة عن الشيخ نصير الدين محمود الأودي وسكن باذنه في كنتور قرية

جامعة من أرض أوده، وعمره جاوز مائة سنة مات ولده الشيخ سعد الله في حياته،

وكانت وفاته سنة سبع وعشرين وثمانمائة، كما في خزينة الأصفياء.

القاضي محمد الساوي

الشيخ العالم الكبير العلامة القاضي محمد بن أبي محمد الحنفي الصوفي الساوي أحد

المشايخ الجشتية، أخذ الطريقة عن الشيخ نصير الدين محمود الأودي ولازمه مدة من الزمان

ونال حظاً وافراً من العلم والمعرفة، أخذ عنه الشيخ اختيار الدين عمر الايرجي وخلق

آخرون.

وكان عالماً كبيراً بارعاً في الفقه والأصول والعربية والتصوف درس وأفاد مدة حياته، مات

في سنة إحدى وثمانمائة.

وقال السيد الوالد في مهر جهان تاب: إنه توفي في الرابع عشر من محرم الحرام سنة تسع

وثمانمائة بمدينة ايرج فدفن بها.

الشيخ محمد بن أبي محمد الدريابادي

الشيخ العالم الفقيه محمد بن أبي محمد القدوائي الدريابادي المشهور بآبكش كان من نسل

القاضي عبد الكريم القدوائي الأودي، أخذ عن الشيخ أبي الفتح بن عبد الحي بن عبد

المقتدر الكندي الجونبوري، وأخذ عنه خلق كثير من الناس، مات في سنة أربع وثمانمائة،

كما في مهر جهان تاب.

القاضي محمد أكرم الكجراتي

الشيخ العالم الفقيه القاضي محمد أكرم الحنفي الكجراتي، أحد العلماء المبرزين في الفقه

والأصول، كان قاضي القضاة ببلدة نهرواله وصفه المفتي ركن الدين الناكوري في مفتتح كتابه

الفتاوي الحمادية بالإمام العالم ونعمان الثاني وناقد المعقول والمنقول، إلى غير ذلك من الألقاب

الشريفة.

ص: 278

الشيخ محمد الحسيني المديني

الشيخ الصالح محمد بن أبي محمد الحسيني المديني أحد الرجال المشهورين بأرض الدكن،

قدم الهند مع مائة رجل من أصحابه واستشهد بسيكاكول من أقليم الدكن في السابع عشر

من ربيع الثاني سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة، كما في مهر جهان تاب.

شمس الدين محمد بن طاهر الأجمير

الشيخ الصالح شمس الدين محمد بن طاهر الجشتي الأجميري كان من نسل الشيخ معين

الدين حسن السجزي أخذ الطريقة عن الشيخ نور الدين أحمد بن عمر البندوي ثم لازم

الشيخ رفيع الدين با يزيد الأجميري ولبس منه الخرقة وتصدر للارشاد، كما في كلزار أبرار.

وفي أخبار الأخيار إنه عاش عمراً طويلاً، وفي خزينة الأصفياء إنه توفي سنة إحدى وثمانين

وثمانمائة.

تقي الدين محمد الشيرازي

الشيخ الفاضل تقي الدين محمد بن أبي محمد الشيرازي أحد كبار العلماء كان ختن الأمير

فضل الله بن فيض الله الحسيني الشيرازي، جعله فيروز شاه البهمني صاحب كلبركه

قهرماناً له سنة ثمانمائة وبعثه إلى سمرقند بالرسالة إلى الأمير تيمور كوركان ومعه لطف الله

السبزواري سنة أربع وثمانمائة فسافر إلى سمرقند ورجع إلى كلبركه ونال منزلة جسيمة

عند فيروز شاه.

محمود شاه الشرقي الجونبوري

الملك المؤيد محمود بن إبراهيم الشرقي الجونبوري أحد خيار السلاطين وكان يعرف

بسلطان الشرق، قام بالملك بعد والده في سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة وافتتح أمره بالعقل

والحلم.

وكان فاضلاً عادلاً باذلاً محظوظاً محباً لأهل العلم محسناً إليهم، له آثار صالحة بمدينة

جونبور، مات في سنة اثنتين وستين وثمانمائة، كما في تاريخ فرشته.

الشيخ محمود بن حميد الكنتوري

الشيخ العالم الكبير محمود بن الحميد بن عين الدين بن يعقوب العثماني الجرجاني الكنتوري

صاحب الرسالة الحالية في معرفة المدارية ينتهي نسبه إلى عثمان بن عفان وقيل إلى علي بن

أبي طالب، ولد ونشأ بكنتور وقرأ العلم ثم أخذ الطريقة عن الشيخ المعمر بديع الدين المدار

المكنبوري حين دخل كنتور، وأخذ عنه ولده أبو الحسن بن محمود والشيخ عبد الملك

البهرائجي وخلق آخرون، وله الرسالة الحالية في معرفة المدارية بالعربية، وله أبيات كثيرة في

مدح شيخه وفي الحقائق المعارف بالفارسية.

مات في ثامن جمادي الأولى سنة ثمان وخمسين- وقيل: ثمان وتسعين- وثمانمائة، كما في

تذكرة المتقين.

الشيخ محمود بن عبد الله البخاري

الشيخ الصالح الفقيه محمود بن عبد الله بن محمود بن الحسين الحسيني البخاري الشيخ

ناصر الدين أبو الحسن الكجراتي كان من المشايخ المشهورين بأرض كجرات، ولد في سبع

بقين من رمضان سنة تسع وثمانمائة بمدينة فتن من بطن سلطان خاتون بنت خداوند خان

الكجراتي، وأخذ عن أبيه ولازمه مدة حياته وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه خلق كثير،

وكانت وفاته غرة ذي القعدة سنة ثمانين وثمانمائة بقرية بنوه، كما في مرآة أحمدي.

القاضي محمود بن العلاء النصير آبادي

الشيخ العالم الفقيه الوجيه محمود بن علاء الدين بن قطب الدين الحسني الحسيني النصير

آبادي كان من نسل الأمير الكبير بدر الملة المنير شيخ الإسلام قطب الدين محمد بن أحمد

الحسني المدني، ولد ونشأ بمهد العلم والمشيخة وولي القضاء ببلدة نصير آباد في سنة سبع

وثمانين وسبعمائة بعد وفاة والده، وحصل له الفتوح في الفقه فلا يكاد يجاري فيه، وجر أذيال

المفاخرة على ذويه مع وقوف تام على علوم كثيرة وفنون جمة، وهو في سلسلة أجدادي من

ص: 279

جهة الأب، مات في سنة ثمان وستين وثمانمائة بنصير آباد فدفن بحظيرة الخطباء، كما في

مآثر السادات للسيد الوالد.

محمود شاه الخلجي المندوي

الملك المؤيد محمود بن المغيث الخلجي المندوي السلطان الكريم كان من كبار الأمراء في

عهد هوشنك شاه الغوري المندوي وأخلافه، ثم من الله سبحانه عليه بالسلطنة فاستقل

بالملك بعد ممد شاه الغوري يوم الإثنين التاسع والعشرين من شهر شوال سنة تسع وثلاثين

وثمانمائة وله أربع وثلاثون سنة ووالده كان حياً فجعله أمير الأمراء، وافتتح أمره بالعدل

والإحسان وإيصال النفع إلى الناس ورد المظالم وسد الثغور والجهاد في سبيل الله سبحانه،

وأرسل النقود والتحائف الثمينة إلى أرباب الكمال فاجتمع لديه خلق كثير من العلماء

ووفدوا إليه من بلاد شاسعة فصارت سدته محطة لأرباب الفضل، فأسس مدرسة عظيمة

ببلدة مندو وأجرى على العلماء وطلبة العلم الأرزاق والرواتب، ثم أسس مارستاناً كبيراً

في سنة تسع وأربعين وثمانمائة وولاها مولانا فضل الله الحكيم، وأمره بتفقد أخبار المرضى

والمجانين.

وكان ملكاً كريماً، له من معرفة الحقائق ومحبة معالي الأمور ونزاهة النفس والعفة والصيانة

والجودة والخبرة وحسن مسلك الرئاسة والسياسة ما لا يمكن وصفه، ولذلك طار صيته في

الآفاق ووفد عليه سنة سبعين وثمانمائة شرف الملك الحاجب بخلعة الخلافة من المستنجد

بالله يوسف بن محمد العباسي أحد الخلفاء المصريين فأكرم مقدمه بتلقيه وبخروج إليه بأكثر

تابعيه ولبس الخلعة، وذكر الخليفة معه في الخطبة، وفي سنة إحدى وسبعين وصل إليه

مولانا عماد الدين بخرفة شيخ الإسلام نجم الدين الخوارزمي المشهور بالكبرى فتلقاه بأدب

واحترام وسلك معه سلوكاً يستفيض به البركة المنسوبة إليه فيها، وكانت مدته أربعاً وثلاثين

سنة.

مات في التاسع عشر من ذي القعدة سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة، كما في تاريخ فرشته.

خواجه عماد الدين محمود الكيلاني

الشيخ الفاضل الكبير عماد الدين محمود بن محمد بن أحمد الكيلاني المشهور بمحمود

كاوان ويقال له ملك التجار وخواجه جهان كان من أبناء الملوك والوزراء، ولد نحو سنة

ثلاث عشرة وثمانمائة وخرج للعلم فدخل القاهرة ولقي بها الشيخ شهاب الدين أحمد بن

حجر العسقلاني وأخذ عنه ودخل الشام وساح البلاد الكثيرة وأخذ العلم، ثم استرزق

بالتجارة ودخل الهند من بندر دائل وله ثلاث وأربعون سنة فرحل إلى أرض الدكن وتقرب

إلى علاء الدين شاه البهمني وتدرج إلى الإمارة، لقبه همايون شاه البهمني بملك التجار

واستوزره وجعله جملة الملك ثم لقبه محمد شاه البهمني بخواجه جهان وأضاف في منصبه

وكلهم كانوا يوقرونه ويتلقون إشاراته بالقبول.

وكان عالماً كبيراً بارعاً في المعقول والمنقول لا سيما الفنون الرياضية وصناعة الطب

والإنشاء وقرض الشعر وكان باذلاً سخياً شجاعاً حسن العقيدة حسن الفعال يجزل على

أهل العلم صلات جزيلة ويرسلها إلى خراسان وما وراء النهر والعراق وكان لا يأكل مما

يحصل له من أقطاع الأرض شيئاً بل يصرفها على مستحقيها، وكان يحفظ رأس ماله وينميه

بالتجارة فيأكل ما يحصل له منها، وله آثار باقية في أرض الدكن منها المدرسة العظيمة

بأحمد آباد بيدر وتلك العمارة في غاية الحسن والحصانة لا يوجد لها نظير في بلاد الدكن

بناها في سنة ست وسبعين وثمانمائة وتاريخه ربنا تقبل منا.

ومن مصنفاته اللطيفة مناظر الإنشاء كتاب مفيد في بابه، وديوان الشعر الفارسي، وله

رسائل إلى الشيخ عبد الرحمن الجامي وللجامي قصائد في مدحه، منها:

هم جهان را خواجه وهم فقر را ديباجه اوست آية الفقر ولكن تحت أستار الغنا

وللجامي فيه:

جامي اشعار دلآويز تو جنسي است لطيف بودنش از حسن بود لطف معاني تارش

ص: 280

همره قافله هند روان كن كه رسد شرف عز وقبول از ملك التجارش

وللشيخ عبد الكريم الهمداني كتاب في أخبار الدكن باسمه وسماه المحمود شاهي.

وذكره طاشكبري زاده في مفتاح السعادة، قال: ومن الكتب النافعة المختصرة في صناعة

الإنشاء كتاب مناظر الإنشاء لمحمود الشهير بخواجه جهان إلا أنه وقع باللسان الفارسي

وصاحبه من مشاهير الدنيا، وكان ذا ثروة ومال عظيم، وكان إحسانه يصل من الهند إلى

علماء الروم وفضلاء العجم ويقال إنه كان وزيراً في بلاد الهند، انتهى.

وفي هامش ذلك الكتاب لأحد من العلماء إن أصله كان من العجم، لما دخل الهند وسار

بلاده تمكن في ملك دكن وحصلت له رتبة عظيمة عند ملك كلبركه وصار وزيراً، وبالغ في

عمارات الدين وبنى مدرسة عالية في بلدة بيدر وطلب لصدارته الملا جامي من وطنه

وكان تهيأ للمجئ ولكن لم يتفق له، انتهى.

ذكره الآصفي في تاريخ كجرات قال: إنه كان من حسنات الدهر عقلاً وفضلاً وخلقاً

وإقبالاً وقبولاً، وكان في القوة يتمثل به أهل الدكن، واتسعت له الدنيا حتى كان الذهب أكثر

الموجود لديه، ويقال وزنت يوماً قشور بصل الكشتة في مطبخه فكانت ثمانية عشر من

هندي وكان يجتمع لأهل المطبخ من غسالة صحون الأطعمة من السمن ما يزيد على

عشرين من هندي ولم يكن في وقته ببنادر الدكن إلا وكلاؤه وسفراؤه، وله مصنفات بديعة

في علوم شتى، منها مناظر الإنشاء ورياض الإنشاء وكان متقدماً فيه، ويقال لبيته بمكة بيت

كاوان انتهى.

وترجم له السخاوي في الضوء اللامع قال: محمود بن محمد بن أحمد الخواجه كمال

الكيلاني أخو الشهاب أحمد قاوان، ويقال له ملك التجار ولد في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة

تقريباً وشارك في الجملة، لقي شيخنا- يعني العسقلاني- في سنة ثلاث وأربعين بالقاهرة

وأخذ عنه ودخل الشام واختص بصاحب كلبركه همايون شاه ومنه الخطاب له بملك

التجار ثم دعاه بخواجه جهان ولما أشرف همايون شاه على الموت أوصاه بأولاده فاستولى

على ملكه وولده نام شاه ولما مات ولي أخوه محمد شاه وهو ابن سبع سنين وساس

الخواجه الأمور واتسع به الملك لكنه استبد بالتصرف وحجر عليه ومنعه من تعاطى

الرذائل فضاق ذرعاً بذلك ووالى بعضهم في إعدامه وكان السلطان توجه إلى نرسنك

وصحبه الخواجه فانقطع عن الاجتماع به نحو سبعة عشر يوماً لإشتغال السلطان بلهوه

فوشى أعداؤه به إليه بما غير خاطره منه، وأرسل بعض الخواص على لسان السلطان إليه

بالسلام عليه وعتبه في التخلف عن حضوره وإنه بلغه أن عسكر نرسنك عزم على التبييت

وصدق محمود الخبر فاستعد ولبس السلاح وكان على مقدمة العسكر، ولما تم لهم هذا

أعلموا السلطان بأن الخواجه استعد للوثوب عليك لقتلك وإن شككت فأرسل من يأتي

بخبره إليك، فلما صحت المكيدة استدعاه السلطان من الغد فحضر ووثب عليه عبد

حبشي فضربه بالسيف على كتفه وكرر فقتله صبراً في سادس صفر سنة ست وثمانين

وثمانمائة، انتهى، قتل بأمر محمد شاه البهمني، كما شرحته في ترجمة محمد شاه المذكور في

خامس صفر سنة ست وثمانين وثمانمائة فأرخ لموته بعض أصحابه، ع:

بي كنه محمود كاوان شد شهيد

قاضي خان محمود الدهلوي

الشيخ الفاضل العلامة محمود بن أبي محمود الدهلوي المشهور بقاضي خان كان من

أجداد قطب الدين المكي، له آداب الفضلاء كتاب في اللغة ألفه لقدري خان في سنة ثلاث

وعشرين وثمانمائة وفرقه على قسمين، أورد في أولهما الألفاظ الفارسية وفسرها بالعربية،

وفي ثانيهما اصطلاحات الشعراء كلاهما بترتيب الحروف، كما في كشف الظنون للفاضل

الجلبي.

مولانا محمود الكاذروني

الشيخ الفاضل العلامة محمود بن أبي محمود الحسيني الكاذروني أحد العلماء البارعين في

الهندسة

ص: 281

والهيئة وسائر الفنون الرياضية، أمره فيروز شاه البهمني ببناء مرصد بقرية

بالاكهات باعانة الحسن الكيلاني الحكيم، فتصدى ولكنه لم يتم أمر البناء لموت الحسن في

خلال ذلك، وكان ذلك سنة عشر وثمانمائة، كما في تاريخ فرشته.

الشيخ محمود الايرجي

الشيخ العالم الصالح محمود بن السعيد الحسيني الايرجي أحد رجال العلم والطريقة، ولد

ونشأ بايرج وقرأ العلم على أبيه ثم سافر للحج والزيارة فلما وصل إلى أحمد آباد أدرك بها

الشيخ أحمد بن عبد الله الكهتوي المغربي فلازمه وأخذ عنه وسكن بقرية بهنديري بور من

أعمال أحمد آباد، له تحفة المجالس كتاب بسيط في أخبار الشيخ أحمد المذكور وملفوظاته،

مات في عاشر رجب سنة خمس وستين وثمانمائة بقرية بهنديري بور فدفن بها، كما في

محبوب ذي المنن.

الشيخ محمود بن محمد الدهلوي

الشيخ العالم الكبير العلامة محمود بن محمد الحنفي الدهلوي أبو الفضائل سعد الدين كان

من أكابر الفقهاء الحنفية، شرح المنار في أصول الفقه لحافظ الدين النسفي بكتاب سماه

إفاضة الأنوار في إضاءة أصول المنار أوله: الحمد لله الذي ألهمنا معالم الإسلام، الخ، توفي

سنة إحدى وتسعين وثمانمائة، كما في مهر جهان تاب وهكذا في كشف الظنون.

الشيخ محمود بن محمد الدهلوي

الشيخ الفاضل العلامة محمود بن محمد الدهلوي تاج الدين النحوي أحد العلماء المشهورين

في معرفة النحو والعربية، له المقصد كتاب في النحو.

قال الفاضل الجلبي في كشف الظنون: المقصد في النحو لتاج الدين محمود بن محمد الدهلوي

أهداه للملك الأشرف، وتوفي سنة إحدى وتسعين وثمانمائة انتهى.

الشيخ محمود بن محمد الكجراتي

الشيخ الفاضل محمود بن محمد المقرئ الحنفي الكجراتي أحد العلماء المشهورين في

عصره، قرأ عليه راجح بن داود الكجراتي بأحمد آباد النحو والصرف والمنطق والعروض

وغيرها، ذكره السخاوي في الضوء اللامع في ترجمة راجح بن داود، كما في طرب الأماثل.

الشيخ مسعود بن ظهير الفتح بوري

الشيخ الكبير مسعود بن ظهير بن قاسم بن حمزة بن حامد بن أبي بكر بن جعفر بن زيد

بن أياد بن أبي الفرج الحسيني الواسطي الفتح بوري المشهور بشاه سيدو، كان من كبار

المشايخ الجشتية، أخذ عن الشيخ حسام الدين المانكبوري ولازمه مدة من الدهر حتى

صار صاحب سره، كما في منبع الأنساب.

الشيخ مظفر بن الشمس البلخي

الشيخ الإمام العالم الكبير مظفر بن شمس الدين العمري البلخي أحد كبار المشايخ

الفردوسية، درس وأفاد مدة مديدة بدار الملك دهلي حيث كان والده مستخدماً للدولة

وكان من أصحاب الشيخ أحمد جرم بوش أراد أن يبايعه ولده المظفر فلما رأى أن ولده لا

يرغب إليه أذن أن يأخذ الطريقة عمن يشاء، فسافر إلى مدينة بهار ولقي بها الشيخ الإمام

شرف الدين أحمد بن يحيى المنيري وباحثه اختباراً لعلمه وفضله حتى حصحص له

رسوخ قدمه في العلم فاعتقد فيه الفضل وبايعه، فأمره الشيخ أن يرجع إلى دهلي فرجع إليها

وولي التدريس في المدرسة الفيروزية فاستقل به سنتين، ثم تركه وجاء إلى بهار وصحب

الشيخ المذكور واشتغل بأذكار الطريقة وأشغالها مع مجاهدة نفس مدة من الزمان حتى بلغ

رتبة قلما يصل إليها المشتغلون، فاستخلفه الشيخ ثم أذن له للحج والزيارة، فسافر إلى

الحرمين الشريفين فحج وزار ولبث بها نحو خمس سنوات ثم دخل عدن ومات بها، كما في

كنج أرشدي.

توفي لثلاث خلون من رمضان سنة ثلاث وثمانمائة، كما في حاشية غلام يحيى علي شرح

آداب المريدين.

ص: 282

مظفر شاه الكجراتي

الملك المؤيد المنصور مظفر شاه بن وجيه الملك الدهلوي السلطان الصالح المجاهد في

سبيل الله الغازي الشهيد كان اسمه ظفر خان وكان من أمراء فيروز شاه السلطان

الدهلوي، ولاه السلطان محمد شاه الفيروزي كجرات سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة، فافتتح

أمره بها بالعقل والدهاء والتدبير والسياسة، وغلب على أرض كجرات كلها، ولما تزلزل

بنيان السلطنة بدهلي وتلاشت أجزاؤها استقل بكجرات سنة عشر وثمانمائة ولقب نفسه

بمظفر شاه.

وكان عادلاً فاضلاً كريماً رحيماً شجاعاً مقداماً مجاهداً في سبيل الله، متعبداً حسن

العقيدة حسن الفعال، سموه في كبر سنه فمات وكانت وفاته في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة،

كما في مرآة سكندري.

الشيخ منصور بن محمد الكشميري

الشيخ الفاضل منصور بن محمد بن أحمد الكشميري أحد العلماء المبرزين في الصناعة

الطبية، له الكفاية المجاهدية كتاب في حفظ الصحة وأبواب من الطب صنفه للسلطان

مجاهد السلطة والدين زين العابدين الكشميري، وهو مرتب على فنين وكل فن على أقسام

عديدة، ونسخته موجودة في خزانة الكتب بلندن عاصمة الجزائر البريطانية.

الشيخ مودود بن محمد الكجراتي

الشيخ الكبير الزاهد الفقيه مودود بن محمد بن يوسف بن سليمان العمري الأجودهني

الشيخ ركن الدين أبو الظفر النهروالي الكجراتي كان من كبار المشايخ الجشتية من ذرية

الشيخ الكبير فريد الدين مسعود الأجودهني، أخذ الطريقة عن الشيخ محمد بن أحمد بن

محمد بن علي بن أبي أحمد بن الشيخ قطب الدين مودود الجشتي عن أبيه عن جده وهلم

جراً، وهذه الطريقة الوحيدة في بلاد الهند تصل إلى مشايخ جشت بغير واسطة الشيخ

معين الدين حسن السجزي، أخذ عنه الشيخ عزيز الله المتوكل الكجراتي وخلق آخرون.

وكان شيخاً كبيراً زاهداً مجاهداً قنوعاً متوكلاً، تذكر له كشوف وكرامات ووقائع غريبة،

ولد في سنة خمس وسبعمائة، ومات في ثاني شوال سنة إحدى عشرة وثمانمائة بفتن فدفن

بها، كما في كلزار أبرار.

وفي مرآة أحمدي إنه توفي في الثاني والعشرين من شوال سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة.

الشيخ موسى بن عزيز الله البهاري

الشيخ الكبير المعمر موسى بن عزيز الله بن أحمد بن محمد بن شهاب الدين اليماني

السهروردي ثم الهندي البهاري أحد المشايخ المعروفين بالفضل والكمال، توفي والده في صغر

سنه فسافر إلى بلاد أخرى، وقرأ العلم على أساتذة عصره ثم لازم الشيخ حسين بن المعز

البلخي وأخذ عنه وصحبه مدة من الزمان، وقد أخذ عن والده في صغر سنه وهو عن

أبيه أحمد عن أبيه محمد عن أبيه الشيخ شهاب الدين اليماني عن كثيرين، أجلهم الشيخ

شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي صاحب العوارف، وله ملفوظات جمعها بعض

أصحابه وعمره جاوز مائة سنة، مات في الثالث والعشرين من ذي القعدة سنة تسع وستين

وثمانمائة، كما في كنج أرشدي.

حرف النون

الشيخ نجم الدين القلندر الدهلوي

الشيخ الكبير المعمر نجم الدين بن نظام الدين بن نور الدين المبارك الحسيني الغزنوي

الدهلوي أحد المشائخ المشهورين بأرض الهند، قيل إنه ولد في سنة سبع وثلاثين وستمائة

بمدينة دهلي، وبايع الشيخ نظام الدين محمد البدايوني ولازمه مدة من الزمان فلم يفتح عليه

أبواب الكشف والشهود، فسافر إلى أرض الروم بأمر الشيخ نظام الدين المذكور، ولقي بها

الشيخ خضر الحسيني القلندر الرومي فصحبه وأخذ عنه الطريقة القلندرية، ثم رجع إلى

الهند، ودخل مندو فسكن بها، أخذ عنه الشيخ حسين السرهربوري والشيخ قطب الدين

الجونبوري وخلق آخرون، وكانت وفاته في عشر بقين من ذي الحجة سنة سبع وثلاثين

وثمانمائة، وله مئتا سنة كما في الانتصاح.

ص: 283

مولانا نجم الدين الكلبركوي

الشيخ الفاضل العلامة نجم الدين الحنفي الكلبركوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول

والعربية، كان مفتياً في معسكر السلطان أحمد شاه البهمني ومقرباً لديه وكان ذا جرأة

ونجدة لا تمنعه المهابة عن قول الحق. ومن ذلك إنه لما خرج أحمد شاه المذكور إلى مندو

يقصدها وعزم أن يغزو هوشنك شاه تقدم إليه ومنعه عن تلك العزيمة، وكان السلطان قد

قارب هوشنك شاه وكاد أن تنشب الحرب بينهما فامتنع السلطان عن القتال ورجع إلى

بلاده فتعقبه هوشنك شاه ودخل في أرضه فاضطر أحمد شاه إلى دفاعه، كما في تاريخ

فرشته.

نصير خان الفاروقي

الأمير الكبير نصير بن ملك راجه بن خان جهان بن علي بن عثمان بن شمعون بن

الأشعث بن الإسكندر بن طلحة بن دانيال بن الأشعث بن أرميا ابن إبراهيم بن الأدهم

العمري البلخي ثم الهندي الخانديسي أحد ملوك الهند، قام بالملك في أرض خانديس بعد

والده سنة إحدى وثمانمائة وافتتح أمره بالعقل والدهاء وفتح قلعة أسير أحسن قلاع الهند

وأمنعها كانت على قلة الجبل في خانديس، ومصر مدينة كبيرة على نهر تبتي وسماها

برهانبور على اسم الشيخ برهان الدين محمد الهانسوي، وبلدة ما وراء ذلك النهر سماها

زين آباد باسم شيخه زين الدين داود الشيرازي واستقل بالملك أربعين سنة وبضعة أشهر.

وكان ملكاً عادلاً شجاعاً فاتكاً صاحب عقل ودين، وأما نسبته إلى الشيخ إبراهيم بن

أدهم الولي المشهور فهي مما لا يعرفها النسابون ولا يصححونها كما صرحت بذلك في غير

هذا الموضع، وإني سردتها كما وجدتها في كتب الأخبار، توفي لثلاث خلون من ربيع الأول

سنة إحدى وأربعين وثمانمائة، كما في تاريخ فرشته.

القاضي نصير الدين الجونبوري

الشيخ الفاضل العلامة نصير الدين الدهلوي ثم الجونبوري أحد العلماء المبرزين في النحو

والعربية والفقه والأصول، ولد ونشأ بدار الملك دهلي، وقرأ العلم على القاضي عبد

المقتدر بن ركن الدين الشريحي الكندي، وكان القاضي يحبه حباً مفرطاً ويعلمه بغاية

الرأفة، ثم لما فرغ من البحث والاشتغال درس وأفاد بدهلي زماناً طويلاً، وانتقل منها إلى

جونبور في الفتنة التيمورية فولي القضاء بها فاستقل به مدة، ثم اعتزل عن الناس وترك

الخدمة ولزم الانزواء في حجرته وانقطع إلى الزهد والعبادة.

قال الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي في أخبار الأخيار: إن أصحابه كانوا

يستمسكون بالسلاسل في بابه لئلا يسقطوا على الأرض مما بهم من الجوع، وقال: إن القاضي

شهاب الدين الدولة آبادي لما صنف الإرشاد في النحو بعثه إليه وسأله أن يدرسه ليقبله

الناس ويضعوه في قائمة الدرس فاستحسن ذلك الكتاب وأجابه أنه لا يحتاج إلى تدريسه

ولعل استحسانه ذلك الكتاب كان سداً لباب البحث والنزاع، انتهى، وكانت وفاته في ثالث

صفر سنة سبع عشرة وثمانمائة بمدينة جونبور فدفن بها في باب حجرته، كما في تجلى نور.

الشيخ نصير بن الجمال الكجراتي

الشيخ العالم الصالح نصير الدين بن جمال الدين بن ظهير الدين بن أحمد بن الحسين بن

الجمال أحمد بن شهاب الدين عمر الصديقي السهروردي ثم الهندي الكجراتي النوساروي

أحد المشايخ المشهورين بأرض الهند، ولد ونشأ بأرض كجرات وأخذ الطريقة عن الشيخ

شرف الدين الأساولي الكجراتي عن الشيخ نظام الدين عن الشيخ علي الرفاعي عن ركن

الدين الرفاعي عن شمس الدين عن قطب الدين أبي الحسن علي بن عبد الرحيم عن أخيه

شمس الدين محمد عن عمه محيي الدين إبراهيم بن علي الأعزب عن عمه مهذب الدين

عبد الرحيم عن أخيه سيف الدين علي بن عثمان البطائحي عن السيد أحمد الكبير

القطب الرفاعي، مات في سنة إحدى وخمسين وثمانمائة، كما في مهر جهان تاب.

ص: 284

الشيخ نظام الدين اليمني

الشيخ الفاضل نظام الدين اليمني المشهور بالغريب، كان من الرجال المعروفين بالفضل

والصلاح، ولد ونشأ بالديار اليمنية ولما وفد عليه الشيخ أشرف بن إبراهيم السمناني في

أثناء السفر رافقه في سنة خمسين وسبعمائة ودخل الهند ولازمه مدة عمره وأخذ عنه

الطريقة، وله اللطائف الأشرفية في ملفوظات الشيخ أشرف المذكور، كتاب بسيط معتمد

عليه، مات بعد وفاة شيخه ببضع سنين ودفن بكجهوجه.

الشيخ نظام الدين الآسيري

الشيخ الكبير نظام الدين بن نعمان بن حافظ بن نور الحسيني المودودي الآسيري أحد

المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بآسير وأخذ عن والده ولازمه مدة من الزمان ثم تصدر

للإرشاد، أخذ عنه ولده الشيخ جلال.

قال الناسكي في تاريخ الأولياء إنه تولي سنة 834.

وأنت تعلم أنه تولى الشياخة بعد والده ووالده توفي سنة 881 فكيف يصح أنه توفي سنة

834؟ لعله مات سنة 883، كما في محبوب ذي المنن.

القاضي نظام الدين الغزنوي

الشيخ العالم الكبير القاضي نظام الدين بن صدر الدين حسين بن أحمد بن محمد بن أحمد

بن علي بن محمد بن الحسين بن الحسن الزينبي المديني ثم الغزنوي أحد العلماء المبرزين في

الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بغزنة وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء وكان

والده قاضي القضاة بغزنة استقل بها مدة حياته، لعله مات سنة سبع عشرة وثمانمائة، فلما

توفي انتقل نظام الدين إلى الهند ودخل جونبور فقربه القاضي شهاب الدين الدولة آبادي إلى

إبراهيم الشرقي فولاه القضاء بمجهلي شهر فسكن بها وأعقب وله ذرية واسعة في الهند

يرجع نسبه إلى علي بن عبد الله بن جعفر الهاشمي الزينبي، انتقل جده الحسين بن الحسن

المديني إلى غزنة في أيام إبراهيم بن مسعود الغزنوي، كما في مكاتيب الأنساب.

الشيخ نظام الدين المانكبوري

الشيخ الصالح نظام الدين بن فيض الله بن حسام الدين الجشتي المانكبوري المشهور بميران

شه كان من كبار المشايخ في عصره، ولد ونشأ بمانكبور وأخذ عن أبيه وتولى الشياخة

بعده، أخذ عنه جمع كثير من العلماء والمشايخ، توفي لليلتين خلتا من ذي القعدة سنة ثمان

وتسعين وثمانمائة، كما في أشرف السير.

الشيخ نعمان الآسيري

الشيخ الكبير نعمان بن شمس الدين حافظ بن نور الدين بن شرف الدين بن محمد زاهد

المودودي الدهلوي ثم الآسيري أحد الرجال المشهورين بالفضل والكمال أخذ عن الشيخ

ضياء الدين محمد عن الشيخ نظام الدين الفتني عن الشيخ الإمام المجاهد نظام الدين محمد

البدايوني ثم الدهلوي، كما في كلزار أبرار.

وفي تاريخ الأولياء إنه أخذ عن الشيخ علاء بن الضياء البرهانبوري عن الشيخ ركن الدين

مودود الكجراتي وأخذ عن الشيخ نظام الدين أيضاً، وأخذ عنه ولده نظام الدين وخلق

آخرون، توفي في سنة إحدى وثمانين وثمانمائة.

مولانا نور الدين الظفر آبادي

الشيخ الفاضل نور الدين بن أسد الدين بن تاج الدين الحسيني الواسطي الظفر آبادي أبو

محمد العالم الصالح، ولد بالمدينة المنورة سنة أربع وثلاثين وسبعمائة وقرأ العلم على مولانا

قيام الدين الظفر آبادي وحفظ عنه أربعين حديثاً وألف حديث، وقرأ الفصوص والعوارف

على والده وأخذ عنه الطريقة ثم اشتغل بالدرس والإفادة وكان على قدم شيوخه في تقليل

المنام والطعام والكلام، مات لست ليال بقين من صفر سنة ست وعشرين وثمانمائة بظفر آباد

فدفن بها، كما في تجلى نور.

ص: 285

مولانا نور الدين الانبيتهوي

الشيخ الفاضل نور الدين بن سعد الله بن عبد الملك ابن القاضي محمد عادل ابن القاضي

شمس الدين الأنصاري الانبيتهوي كان من بيت العلماء والمشايخ، ولد بانبيته في سنة عشر

وثمانمائة ونشأ بها وقرأ العلم على أساتذة عصره ثم تصدى للدرس والإفادة، أخذ عنه

الشيخ عبد القدوس بن إسماعيل الكنكوهي وخلق آخرون، مات في سنة اثنتين وتسعين

وثمانمائة ببلدة انبيته فدفن بها، كما في التحفة الصادقية.

الشيخ نور الدين الكشميري

الشيخ الصالح نور الدين الكشميري أحد رجال العلم والمعرفة، أخذ عن الشيخ محمد بن

علي بن الشهاب الحسيني الهمذاني ولازمه زماناً، واستفاض من روحانية الشيخ بهاء الدين

نقشبند البخاري، وحصل له القبول العظيم بأرض كشمير، ولد سنة سبع وخمسين

وسبعمائة، وتوفي سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة بكشمير فدفن بها، كما في خزينة الأصفياء.

حرف الهاء

الشيخ هلال الدين الكشميري

الشيخ الصالح هلال الدين الكشميري أحد رجال العلم والمعرفة، أخذ الطريقة الكبروية

عن الشيخ محمد بن علي بن الشهاب الحسيني الهمذاني، والطريقة النقشبندية عن روحانية

الشيخ بهاء الدين نقشبند البخاري، وقدم كشمير في أيام السلطان زين العابدين الكشميري

وتصدر للإرشاد، أخذ عنه خلق كثير، توفي سنة اثنتين وستين وثمانمائة بكشمير فدفن بها،

كما في خزينة الأصفياء.

حرف الياء

الشيخ يحيى بن علي الترمذي

الشيخ الصالح يحيى بن علي بن عثمان بن محمد بن عثمان بن الحسن الحسيني الترمذي

القنوجي ثم الكجراتي كان من نسل زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ولد

ونشأ بقنوج وأدرك الشيخ جلال الدين حسين بن أحمد الحسيني البخاري في صغر سنه

فبايعه، ولما بلغ الرابعة عشرة من سنه سار إلى راجكير ولقي بها الشيخ جمشيد

الراجكيري لأربع عشرة خلون من جمادي الأولى سنة أربع وتسعين وسبعمائة فلازمه وقرأ

عليه وأخذ عنه الطريقة، ثم سافر للحج ولما وصل إلى بروده من بلاد كجرات سكن بها،

وحصل له القبول العظيم في بلاد كجرات.

ومن مصنفاته مجالس برهاني، ومشاغل برهاني، ومشاغل جلالي، ومشاغل متلالي، توفي

لعشر بقين من رمضان سنة خمسين وثمانمائة بمدينة بروده فدفن بها على الحوض الماتريدي،

كما في الحديقة الأحمدية.

الشيخ يد الله الحسيني الكلبركوي

الشيخ الصالح يد الله بن يوسف بن محمد بن يوسف الحسيني الدهلوي ثم الكلبركوي أحد

المشايخ المشهورين في بلاد الدكن، ولد ونشأ بكلبركه في أيام جده وأخذ عن عمه وأبيه

وجده وتولى الشياخة بعد أبيه مدة من الزمان، أدركه الشيخ أشرف بن إبراهيم السمناني

وذكره في رسائله وكان غزير الكشف يحكى عنه في ذلك أمور غريبة، مات في الثالث

والعشرين من ربيع الثاني سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة بكلبركه فدفن بها، كما في مهر جهان

تاب للسيد الوالد.

الشيخ يوسف بن أحمد الأيرجي

الشيخ الفاضل الكبير يوسف بن أحمد السوهي الأيرجي أحد العلماء المشهورين، كان

أصله من خوارزم جاء أحد أسلافه وسكن ببلدة أيرج، والشيخ يوسف ولد ونشأ بها وقرأ

العلم على الشيخ اختيار الدين عمر الأيرجي ولازمه مدة من الزمان وأخذ عنه الطريقة، ثم

سافر إلى بلاد أخرى وأخذ عن الشيخ جلال الدين حسين الحسيني البخاري وصنوه

صدر الدين محمد، وكان صاحب وجد وحالة، وله مصنفات منها ترجمة منهاج العابدين

للغزالي، مات في التواجد حين كان مشتغلاً باستماع الغناء سنة أربع وثلاثين

ص: 286

وثمانمائة، وبنى

على قبره علاء الدين شاه المندوي عمارة رفيعة، كما في كلزار أبرار.

الشيخ يوسف بن إسماعيل الملتاني

الشيخ الكبير يوسف بن إسماعيل بن ركن الدين بن صدر الدين بن إسماعيل بن ركن

الدين أبو الفتح القرشي الملتاني أحد مشاهير الرجال، تولى الشياخة بالملتان بعد والده ثم

اتفق الناس عليه في أيام الفترة وولوه عليهم فخضع له مرازبة السند وزوجه أمير الأفاغنة

من طائفة لنكاه بابنته وكان يتردد إليه لزيارة بنته وقتاً بعد وقت وكان الشيخ لا يأذن له أن

يدخل بعساكره في الملتان، ثم إنه جاء مرة وتمارض بها وكاد يشرف على الموت واستأذن

الشيخ أن يدخل عليه أصحابه فيوصيهم وكانوا خارج المدينة على جري عادتهم فأذن له

فلما دخل عليه أكثر أصحابه وزعهم على أبواب البلدة ومنعوا الشيخ وأصحابه أن

يدخلوا في القلعة ويتحصنوا بها ثم أخرج الشيخ عن البلدة وأجلاه إلى دهلي فلما وصول

إلى دهلي احترمه بهلول بن كالا اللودي وزوج ابنته بابنه عبد الله بن يوسف ووعده أن

يعينه بعساكره ولكنه لم يف بوعده، ومات الشيخ بدهلي.

يوسف شاه البنكالي

الملك الفاضل يوسف بن باربكك شاه بن ناصر الدين بهنكره كان من نسل السلطان

شمس الدين بهنكره ملك بنكاله المتوفي سنة 751هـ قام بالملك بعد والده في سنة تسع

وسبعين وثمانمائة، وافتتح أمره بالعدل والإحسان وكان من خيار السلاطين عادلاً باذلاً كريماً

فاضلاً بارعاً في العلم والعمل، اجتمع العلماء عنده من كل ناحية وبلدة، وكان يأمر

بالمعروف وينهى عن المنكر فلا يقدر أحد أن يشرب الخمر ويتجاوز عن حدود الشرع،

وكان يجمع القضاة والصدور بعد برهة من الزمان فيرشدهم إلى العدل والإحسان ويوعدهم

بالتخلف عنه وكانت له مهارة جيدة في أبواب الفقه، فلما كان العلماء يعجزون عن حل

مسألة في القضايا يقضي بما يفضي إلى العجب، مات في سنة سبع وثمانين وثمانمائة، كما في

تاريخ فرشته.

يوسف بن محمد الحسيني

الشيخ العالم الكبير يوسف بن محمد بن يوسف الحسيني الدهلوي ثم الكلبركوي المشهور

بمحمد الأصغر ولد بدار الملك دهلي ونشأ بها، وقرأ العلم على أشياخ صنوه الكبير

حسين بن محمد الحسيني وأخذ الطريقة عن والده ولازمه ملازمة طويلة حتى نال رتبة

الكمال.

وكان صاحب المقامات العلية والكرامات الجلية لم يزل يعتزل عن الناس في بيته ويشتغل

بالعبادة والإفادة ويحترز عن مجالسة الأغنياء والأمراء، وكان لا يركب فرساً ولا المحفة

المروجة في الهند التي يحملها الرجال على عواتقهم، وكان يذهب إلى الجامع الكبير للصلوات

راجلاً، كما في مهر جهان تاب توفي لتسع بقين من محرم سنة ثمان وعشرين وثمانمائة بكلبركه

فدفن بها.

ص: 287