الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَدِيثُ الرَّابِعِ
4 -
: وَبِهِ ، عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ قَالَ: آخِرُ مَا أَوْصَانِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ جَعَلْتُ رِجْلِي فِي الْغَرْزِ، قَالَ:«حَسِّنْ خُلُقَكَ لِلنَّاسِ، مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ» .
قوله: عن يحيى بن سعيد، رواه أيضا يحيى بن بكير، وغيره، وإنما فيه عن مالك أنه بلغه: أن معاذ بن جبل.
وقوله: في الغرز، بغين منقوطة، ثم راء مهملة ساكنة، ثم زاي وهي للجمل مثل الركاب للبغل، حكاه الأزهري مطلقا، وحكاه الجوهري مخصوصا بأن يكون من جلد، والله أعلم
فهذه الأحاديث الأربعة، ذكر أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري الإمام.
الذي تفرد في شرح الموطأ، واستثارة علومه، وجمع العلوم بما لم يسبق إليه سابق، ولم يلحقه فيه لاحق، والحافظ الذي كان الإمام أبو الوليد الباجي ، يقول فيه: لم تخرج الأندلس أعلم بالحديث من أبي عمر بن عبد البر.
قرأت ذلك بخط أبي الوليد ابن الدباغ، عن شيخه الحافظ القاضي أبي علي ابن سكرة الصدفي، عن شيخه أبي الوليد الباجي رحمهم الله وإيانا: أنها لا ذكر لها في شيء من كتب العلماء إلا في الموطأ، ولم يروها غير مالك رضي الله عنه ولا تعرف إلا به، ولا توجد في غير الموطأ لا مسندة، ولا غير مسندة.
ثم إنها عند ابن عبد البر متساوية في أنها لا توجد بهذا اللفظ إلا في الموطأ، ومنقسمة عنده في مجيء معناها في غير الموطأ، فمنها ما لم يذكر فيه أنه ورد معناه برواية تصح، وهو الحديثان الآخران.
أما حديث: إذا أنشأت بحرية، فذكر أنه لم يرد بمعناه إلا فيما رواه الشافعي، عن إبراهيم بن أبي يحيى، قال: وإبراهيم متروك الحديث ولفظه: إذا أنشأت بحرية ثم استحالت شامية فهو أمطرها ولم يسنده الشافعي أيضا، فهو منقطع عنده.
وأما حديث معاذ، فقال في كتاب التقصي: معناه صحيح مسند.
ولم يذكره فيه.
5 -
وَذَكَرَ فِي التَّمْهِيدِ ، بِإِسْنَادِهِ ، حَدِيثَ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ مُعَاذٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ لَهُ:«اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُ كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ»
6 -
قَالَ: وَقَدْ رُوِيَ مِنْ وُجُوهٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: آخِرُ مَا أَوْصَانِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، أَنْ قَالَ:«لا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ» .
وكأنه أراد بهذا توهين ما في الموطأ في حديث معاذ، من أنه آخر ما أوصاه به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فتحصل من هذا حكمه بأن حديث ليلة القدر، وحديث إذا أنشأت بحرية لا يصحان أصلا، لا بلفظهما المذكور، ولا بمعناهما، وأن الحديثين الآخرين لا يصحان باللفظ الوارد في الموطأ، ويصح من معناهما القدر الذي جاء في غيرهما، وهو أصل نسيانه صلى الله عليه وسلم، وأصل توصية معاذ بحسن الخلق
وقد حدثنا صاحبنا أبو الطاهر إسماعيل بن عبد الله الأنصاري وكان طلابة للحديث جماعة له، قال: أخبرني الشيخ أبو محمد عبد الوهاب بن محمد بن عبد الله الصنهاجي الإسكندري بالإسكندرية، قال: أخبرني الشيخ أبو الحسن علي بن المشرف بن المسلم الأنماطي، إجازة، قال: أخبرني الحافظ أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري، قال: سمعت الحافظ أبا محمد عبد الغني بن سعيد بن علي الأزدي، يقول: سمعت حمزة بن محمد الكتاني الحافظ، يقول: كل شيء رواه مالك في الموطأ مسندا أو مرسلا، فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير جهته، إلا حديثين: أحدهما: إني لأنسى لأسن.
والآخر: إذا أنشأت بحرية.
قلت: هذا يتضمن إن حديث ليلة القدر قد روي أيضا بلفظه أو بمعناه، من غير جهة مالك، وهو كذلك، على ما سنذكره إن شاء الله تعالى.
والقول الفصل عندي في ذلك كله: ما أنا ذاكره، وهو: أن هذه الأحاديث الأربعة لم ترد بهذا اللفظ المذكور في الموطأ، إلا في الموطأ، ولا ورد ما هو في معنى واحد منها بتمامه في غير الموطأ إلا حديث: إذا أنشأت بحرية.
من وجه لا يثبت.
والثلاثة الأخر: واحد، وهو حديث ليلة القدر، ورد بعض معناه من وجه غير صحيح، واثنان منهما، ورد بعض معناهما من وجه جيد أحدهما صحيح وهو حديث النسيان، والآخر حسن وهو حديث وصية معاذ رضي الله عنه.
وبيان ذلك: أما حديث إذا أنشأت بحرية.
7 -
فَقَدْ أَنْبَأَنَا الشَّيْخُ الْمُسْنِدُ الْمُعَمَّرُ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعَمَّرِ، قَالَ: أَنْبَأَنَا الْوَزِيرُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ طِرَادِ بْنِ مُحَمَّدٍ الزَّكِيُّ بْنُ الْهَاشِمِيِّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَاصِمِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَاصِمِيِّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ الْبَرْدَعِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: نا عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ الْحَارِثِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: " إِذَا أَنْشَأَتْ بَحْرِيَّةً، فَتِلْكَ عَيْنٌ.
أَوْ قَالَ: عَامٌ غُدَيْقَةٌ ".
يَعْنِي: مَطَرًا كَثِيرًا.
رواه الثقة ابن أبي الدنيا في كتاب المطر له، وفيه استدراك على الحافظين حمزة بن محمد، وابن عبد البر، وليس إسناده بذاك لمكان محمد بن عمر، والظاهر أنه الواقدي، والله أعلم
8 -
وَأَمَّا حَدِيثُ الشَّافِعِيِّ فِي ذَلِكَ، فَقَدْ رَوَيْنَاهُ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْهُ، قَالَ: أنا مَنْ لا أَتَّهِمُ ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ:«إِذَا أَنْشَأَتْ بَحْرِيَّةً، ثُمَّ اسْتَحَالَتْ شَامِيَّةً، فَهُوَ أَمْطَرُ لَهَا» .
فَقَوْلُ ابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ: إِنَّ الشَّافِعِيَّ رَوَاهُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبي يَحْيَى وَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ فِيهِ تَسَاهُلٌ، مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ غَيَّرَهُ بِمَا ظَنَّ أَنَّهُ مَعْنَاهُ، وَكَأَنَّهُ تَبِعَ فِي ظَنِّهِ ذَلِكَ رَأْيَ الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ صَاحِبِ الشَّافِعِيِّ رحمه الله، وَذَلِكَ فِيمَا قَرَأْتُهُ عَلَى الشَّيْخَةِ الصَّالِحَةِ أُمِّ الْمُؤَيَّدِ ابْنَةِ أَبِي الْقَاسِمِ الْجُرْجَانِيِّ رَحِمَهَا اللَّهُ وَإِيَّانَا، عَنِ الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْفُرَاوِيِّ، وَأَبِي الْقَاسِمِ الْمُسْتَمْلِي، وَأَبِي الْمُظَفَّرِ الْقُشَيْرِيِّ، كُلُّهُمْ عَنِ الْحَافِظِ أَبِي بَكْرٍ الْبَيْهَقِيِّ.
ح وَأَخْبَرَنِي بِهِ أَيْضًا الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ مُؤَيَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِهَا، عَنْ عَشَرَةِ أَشْيَاخٍ، مِنْهُمُ الإِمَامُ أَبُو حَفْصٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الصَّفَّارِ، كُلُّهُمْ عَنِ الْحَافِظِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيِّ.
ح وَأَخْبَرَنِي بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَاعِدٍ الْعَطَّارُ، عَنِ الْفَقِيهِ الْحَافِظِ أَبِي سَعْدٍ الْخَلِيلِيِّ، قَالَ: أنا الْحَافِظُ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ الْحَافِظُ، قَالَ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، قَالا: سَمِعْنَا أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ، يَقُولُ: إِذَا قَالَ الشَّافِعِيُّ: أَخْبَرَنِي الثِّقَةُ.
يَزِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حَسَّانٍ، وَإِذَا قَالَ: أنا مَنْ لا أَتَّهِمُ.
يُرِيدُ بِهِ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَبِي يَحْيَى، وَإِذَا قَالَ: بَعْضُ الناس.
يريد به أهل العراق، وإذا قال: بعض أصحابنا.
يريد به أهل الحجاز.
قال البيهقي: وقد قال الشافعي: أنا الثقة، عن معمر.
والمراد به إسماعيل بن علية.
لتسميته إياه في موضع آخر، وذكر البيهقي غير ذلك ، في قوله: أنا الثقة، وقال: لا يوقف على مراده به.
إلا بظن غير مقرون بعلم.
قلت: وإسحاق بن عبد الله الذي روى عنه، أحسبه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة.
أخا عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة، المذكور في الإسناد المتقدم، والله أعلم
9 -
وَأَمَّا حَدِيثُ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَقَدْ أَنْبَأَنِي بِهِ الشَّيْخُ أَبُو الْمُظَفَّرِ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ الْحَافِظِ أَبِي سَعْدٍ عَبْدِ الْكَرِيمِ السَّمْعَانِيِّ، وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي الْفَتْحِ نَصْرِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُطِيعِ الأُصُولِيِّ الْفَقِيهِ.
وَحُدِّثْتُ بِهِ ، عَمَّنْ سَمِعَهُ مِنْهُ ، عَنْهُ، قَالَ: أنا الإِمَامُ أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْقَاسِمِ يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزَّنْجَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ الأَصْبَهَانِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ خَالِدٍ الرَّقِّيُّ، قَالَ: نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَاضِي قِنَّسْرِينَ، قَالَ: نا أَبُو نَصْرٍ الْفَتْحُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: نا سَهْلُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: نا السَّكَنُ بْنُ أَبَانٍ، عَنْ جُوَبْيِرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: فَكَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِ الأُمَمِ السَّابِقَةِ مَعَ طُولِ أَعْمَارِهِمْ، فَقَالَ: " مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ مَحَاسِنُ أَعْمَالِ أُمَّتِي فِي قِصَرِ أَعْمَارِهِمْ؟ فَإِذَا هُوَ بِجِبْرِيلَ عليه السلام، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَحْمَدُ، اللَّهُ عز وجل يُقْرِئُكَ السَّلامَ، وَيَقُولُ: اقْرَأْ.
قَالَ: وَمَا أَقْرَأُ؟ فَقَالَ: اقْرَأْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ {1} وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ {2} لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 1-3]، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، يُتَقَبَّلُ مِنَ الرَّجُلِ مِنْ أُمَّتِكَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ مِثْلُ مَا كَانَ يُتَقَبَّلُ مِنَ الرَّجُلِ مِنَ الأُمَمِ السَّالِفَةِ فِي أَلْفِ شَهْرٍ، يَا مُحَمَّدُ، مَعَ قِصَرِ أَعْمَارِهِمْ مَحَاسِنُ أَعْمَالِهِمْ أَفْضَلُ مِنْ أَعْمَالِ الأُمَمِ السَّالِفَةِ، مَعَ طُولِ أَعْمَارِهِمْ ".
هذا غريب المتن جدا، وضعيف الإسناد جدا.
وقد روى أبو عبد الله بن منده الحافظ في كتابه، عن أبيه: حديث مالك رضي الله عنه، حديث الموطأ بلفظه ، بإسناده، عن محمد بن المبارك الصوري، عن مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس بمحفوظ، ولم يذكره الصوري محمد بن المبارك في كتابه الذي جمع فيه مسند حديثه عن مالك
وأما حديث النسيان، فقد رويناه من وجوه كثيرة صحيحة، منها:
10 -
مَا أَخْبَرَنَاهُ الشَّيْخُ الأَصِيلُ أَبُو الْفَتْحِ مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَفِيدُ الْفُرَاوِيِّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِنَيْسَابُورَ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَافِظُ، قَالَ: أنا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذَبَارِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، قَالَ: أنا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: نا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَذَكَرَ حَدِيثَ السَّهْوِ، وَأَنَّهُ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ:«إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ ، فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي» .
أخرجاه في صحيحيهما ، وإنما يتقوى به من حديث مالك رضي الله عنه طرف منه
وأما حديث توصية معاذ بإحسان الخلق، فقد رويناه من وجوه، منها:
11 -
مَا أَخْبَرَنَاهُ الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ مُؤَيَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ رحمه الله وَإِيَّانَا ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِهَا، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخُوَارِيِّ، قَالَ: أنا الإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاحِدِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو حَسَّانٍ الْمُزَكِّي، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُؤَدِّبُ، قَالَ: أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ، قَالَ: أنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِنِي.
قَالَ: " اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُ كُنْتَ.
قُلْتُ: زِدْنِي.
قَالَ: أَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا.
قُلْتُ: زِدْنِي.
قَالَ: خَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ ".
رواه أحمد بن حنبل في مسنده ، من حديث ليث ، بنحوه
12 -
وَأَخْبَرَنِي الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ الْمُؤَيَّدُ أَيْضًا ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِنَيْسَابُورَ، وَأَنْبَأَنِي الشَّيْخُ أَبُو الْفَتْحِ مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْمَعَالِي الصَّاعِدِيُّ، قَالا: أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَسَاجِدِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ التَّفْلِيسِيِّ، قَالَ: أنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، قَالَ: أنا أَبُو عَلِيٍّ حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّفَّاءُ، قَالَ: أنا مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ: ثنا سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ» .
رويناه هكذا ، من حديث معاذ، إلا أن في أوله: أن معاذا ، قال: يا رسول الله، أوصني.
وفي سماع ميمون من أبي ذر نظر.
أخرج هذا الحديث أبو عيسى الترمذي في جامعه، من حديث أبي ذر، ثم من حديث معاذ، وقال: هذا حديث حسن.
وفي أصل الحافظ أبي حازم: حسن صحيح.
وذكر الترمذي، عن محمود بن غيلان: أن الصحيح فيه: عن أبي ذر.
قلت: وقول محمود.
فيما نراه غير محمود، فهو عن معاذ أكثر وأشهر.
وذكر الدارقطني أبو الحسن الإمام: أنه قد تابع ليث بن أبي سليم في روايته ، من حديث معاذ: حماد بن شعيب، وإسماعيل بن مسلم المكي، وأنه قد اختلف فيه على سفيان الثوري، فرواه وكيع، عن الثوري، عن حبيب، عن ميمون، عن معاذ رضي الله عنه.
وهذا الحديث حسن شريف، وكنت قد قلت: إن ملاك أمر الدين والدنيا في أربعة أحاديث، أحدها هذا.
والثاني: حديث معاذ رضي الله عنه: يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار.
قال: «لقد سألت عن عظيم. . .» .
اشتمل على مباني الإسلام الخمسة، وأبواب الخير من الصوم