المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌مقدمة الناشر الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على - الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب - المقدمة

[ناصر الدين الألباني]

فهرس الكتاب

الفصل: بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌مقدمة الناشر الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على

بسم الله الرحمن الرحيم

‌مقدمة الناشر

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، وعلى آله وصحبه. وبعد:

فهذا هو كتاب "الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب" لفضيلة الإمام المحدِّث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله، وأسكنه فسيح الجنان -، يخرج إلى قرائه ومحبيه ليرى النور بعد عقود مضَتْ عليه وهو حبيس مكتبة الشيخ رحمه الله، فقد انتهى تدوين هذا الكتاب سنة (1366هـ) - كما وجدناه على غلاف الكتاب بخط المؤلف -، وما هذا من الشيخ رحمه الله إلا درس عملي لأولئك المتعالمين الذين رَأَيْنا بعضَهُم يبيعُ كُتُباً للناشرين لم تُكْتَبْ بعدُ، بل ليست عندهم إلا مجرد فكرة، فإذا قبضوا المعلوم بدؤوا يُحَوِّشون من هنا وهناك، ويجمعون وينفخون، حتى يصير الغلافُ مجلداً والمجلدُ مجلدات، ثم بعد ذلك يظهرون بمظهر المحققين والمعلِّقين و

إلى غير ذلك من الكلمات اللامعة البراقة. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

والذي يظهر لنا أن شيخنا الإمام لم يُنْهِ هذا الكتاب، وأنه انتهى إلى ما وصل إليه منه قبل سنة (1370هـ)؛ كما يدل على هذا رأيه في سكنى المهجَّرين الفلسطينيين المساجد أيام نكبة (1948م)، فراجع (ص 820) من هذا الكتاب.

هذا؛ ولسنا بحاجة إلى التعريف بمزايا وخصائص هذا الكتاب؛ إذ هي واضحة لكل قارئ - إن شاء الله تعالى -؛ إلا أننا نجد أنفسنا مضطرين إلى ذكر بعض تلك المزايا، فنقول: أهمها:

ص: 1

1 -

تجد شيخنا رحمه الله غيوراً على التوحيد أيَّما غيرة منذ نشأته، فتراه يفرد هنا أكثر من عشرين صفحة (ص 357 - 380) في النهي عن الصلاة في المقابر والمساجد المبنية على القبور.

2 -

رغم المنزلة التي تبوأها شيخنا رحمه الله خاصة في علم الحديث؛ إلا أننا نجده تقياً ورعاً في مسألة التصحيح والتضعيف؛ فتراه - مثلاً - يستخير الله تعالى في تصحيح أو تضعيف بعض الأحاديث؛ كما في (ص 543).

3 -

تجد شيخنا - كما في سائر مصنفاته - طاوياً عَلَمَ التعصب غيرَ هيّابٍ ولا متلكئ، ناشراً راية الاتباع لإمام الأئمة صلى الله عليه وسلم، حتى عُرِف بهذا واشتَهر به. 4 - تجد شيخنا معظِّماً السلفَ الصالح منذ نشأته، فلا يُقْدِمُ على قول ليس له فيه إمام، كما يظهر ذلك جلياً هنا في (ص 214،628).

5 -

كما تجد رأي شيخنا رحمه الله في بعض المسائل القليلة في هذا الكتاب غَيرَ رأيه الذي مات عليه، ووجدناه في كتبه المتأخرة الطبع؛ كما في مسألة عدم جواز إتيان الحائض التي طهرت حتى تغتسل (ص هـ4)، فانظر رجوعه في "آداب الزفاف"(ص 125 - 129 - طبع المكتبة الإسلامية)، وكما في مسألة حدِّ عورة الرجل (ص 246)، فقارنه بـ "تمام المنة"(ص 159)، وكذلك تراه يتراجع عن تصحيح أو تضعيف بعض الأحاديث؛ كما في حديث: "من حافظ على الصلاة

" الآتي (ص 52)، فقارنه بـ "ضعيف الترغيب" (رقم 312) وغير ذلك. وتلك مزية لا يُقْبِلُ عليها إلا من يتّقي اللهَ تعالى فيما يكتب، ولا يأبه لكلام الناس؛ إذ تغيُّر الاجتهاد - للأسباب المعروفة

ص: 2

في هذا الباب - هو شأن أهل العلم منذ أن قام في الناس الاجتهاد.

ولا يفوتنا التنبيه على أن هذا الكتاب، كان في بداياته عبارة عن رؤوس أقلام لمسائل سجّلها الشيخ رحمه الله؛ تذكيراً له لما سيتناوله في دروسه الفقهية للشباب في سوريا قديماً؛ لذا نجده يذكر طرف المسألة ثم أطراف الأدلة أو ما يشير إليها، ثم بدا للشيخ رحمه الله الإسهابُ وتأليفُ كتابٍ يستعرضُ فيه المسائل مع ذكر أدلتها من القرآن وصحيح السنة؛ لذا نجده رحمه الله في أوائل الكتاب - وفي حدود بضع عشرة صفحةً يذكرُ مصادر التخريج رموزاً دون ذكر الجزء والصفحة، ثم بعد ذلك بدأ بذكر بعض الأسانيد والكلام عليها، وتخفيف الرموز واستبدال الأسماء بها مع ذكر الجزء والصفحة لتلك المصادر؛ إلا نادراً جداً.

وتيسيراً للقارئ نذكر ههنا مدلولات تلك الرموز المستعملة، وهاكها:

الرمز = مدلوله

الرمز = مدلوله

خ = البخاري

يعلى = أبو يعلى

م = مسلم

طب = الطبراني في "الكبير"

حم = أحمد

طس = الطبراني في "الأوسط"

د = أبو داود

مس = الحاكم في "المستدرك"

ن = النسائي

هق = البيهقي في "الكبرى"

ت = الترمذي

حب = ابن حبان في "صحيحه"

مج = ابن ماجه

خز = ابن خزيمة

مي = الدارمي

قط = الدارقطني

طيا = الطيالسي

طحا = الطحاوي

ص: 3

هذا؛ وليعلم القارئ الكريم أن شيخنا رحمه الله كان يرجع إلى كتابه هذا بين الفينة والفينة، مضيفاً وحاذفاً، منقحاً ومحققاً - وإن كانت التعديلات قليلة؛ نظراً لتزاحم أعمال الشيخ -، وقد عاجلَتْهُ المنيّة قبل إتمامه. فحرصنا على إخراجه في أحسن حلة، ودقّقنا المطبوع على أصل الشيخ، وجعلناه في مجلدين؛ ينتهي المجلد الأول بـ (ص 514)، ويبدأ المجلد الثاني بـ (ص 515) وينتهي بـ (ص 851)، وصنعنا له فهارس علمية مختلفة؛ لتسهل المراجعة، ولتتم الفائدة، فكان منها فهرس الأحاديث والآثار الواردة في الكتاب، وفهرس الرجال المتكلم فيهم جرحاً وتعديلاً، وفهرس الغريب، وفهرس المواضيع والفوائد.

فنسأل اللهَ تعالى أن ينفع به المسلمين جميعاً، وأن يجعله في ميزان حسنات شيخنا، وأن يكتب لنا أجر التعاون على البر والتقوى.

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

5 / جمادى الأولى / 1422هـ

الناشر

ص: 4