المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ سمعت الله من فوق العرش يقول للشيء: كن فلا يبلغ الكاف والنون أو يكون الذي يكون "أخبرنا أبو - أخبار وأشعار لأبي عبد الله الحميدي

[الحميدي، ابن أبي نصر]

فهرس الكتاب

- ‌«اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ»

- ‌«اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ»

- ‌«وَاسْتَتِرُوا مِنَ النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ»

- ‌«اسْتَتِرُوا مِنَ النَّارِ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ» .فَلَمْ يَتَصَدَّقْ أَحَدٌ، فَقَالَ: قُومُوا عَنِّي

- ‌ هَذَا دِينٌ ارْتَضَيْتُهُ لِنَفْسِي، وَلَنْ يُصْلِحَهُ إِلا السَّمَاحَةُ وَحُسْنُ الْخُلُقِ، فَأَكْرِمُوهُ بِهِمَا مَا صَحِبْتُمُوهُ ".تَفَرَّدَ بِهِ

- ‌ لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتِي انْقَلَبَ، فَوَضَعَ نَعْلَيْهِ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، وَوَضَعَ رِدَاءَهُ وَبَسَطَ طَرْفَ إِزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ، وَلَمْ يَلْبَثْ

- ‌«تَسَحَّرُوا، فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً»

- ‌ سَمِعْتُ اللَّهَ مِنْ فَوْقِ الْعَرْشِ يَقُولُ لِلشَّيْءِ: كُنْ فَلا يَبْلُغُ الْكَافَ وَالنُّونَ أَوْ يَكُونُ الَّذِي يَكُونُ "أَخْبَرنا أَبُو

الفصل: ‌ سمعت الله من فوق العرش يقول للشيء: كن فلا يبلغ الكاف والنون أو يكون الذي يكون "أخبرنا أبو

كَتَجْوِيدِ ابْنِ وَهْبٍ، وَرَوَاهُ حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَلَمْ يُسَمِّهِ، وَرَوَاهُ يُوسُفُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فَقَالَ: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، هَذَا آخِرُ كَلامِ عَبْدِ الْغَنِيِّ، وَهَذَا حَدِيثٌ أَخْرَجَهُ عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعِيدٍ الأُبُلِّيِّ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ مُوَافَقَةً، فَكَانَ شَيْخَنَا مِثْلَ أَبِي الْهَيْثَمِ، وَكَانَا سَمِعَاهُ مِنْ كَرِيمِهِ، وَهُوَ غَرِيبٌ مِنْ طُوَالِ الْمِصْرِيِّينَ

1128 -

أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ مَنْصُورُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ مَنْصُورٍ الصَّيْمَرِيُّ، فِي مَنْزِلِهِ بِمِصْرَ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَزِيدَ لَفْظًا، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْغَضَائِرِيُّ وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنِ الْغَضَائِرِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعُونَة الْجُمَحِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَمَّادَانِ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ‌

«تَسَحَّرُوا، فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً»

1129 -

حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النُّعْمَانِيُّ، وَيَدُهُ عَلَى كَتِفِي، حَدَّثَنَا أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، وَيَدُهُ عَلَى كَتِفِي، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْعَرَضِيُّ، وَيَدُهُ عَلَى كَتِفِي، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ، وَيَدُهُ عَلَى كَتِفِي، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ، وَيَدُهُ عَلَى كَتِفِي، حَدَّثَنِي أَبِي، وَيَدُهُ عَلَى كَتِفِي، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَيَدُهُ عَلَى كَتِفِي، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، وَيَدُهُ عَلَى كَتِفِي، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَيَدُهُ عَلَى كَتِفِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ، وَيَدُهُ عَلَى كَتِفِي، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ الأَعْوَرُ، وَيَدُهُ عَلَى كَتِفِي، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَيَدُهُ عَلَى كَتِفِي، حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَيَدُهُ عَلَى كَتِفِي: " حَدَّثَنِي الصَّادِقُ الْبَاطِنِ رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَأَمِينُهُ عَلَى وَحْيِهِ جِبْرِيلُ، وَيَدُهُ عَلَى كَتِفِي، سَمِعْتُ إِسْرَافِيلَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْقَلَمَ يَقُولُ: سَمِعْتُ اللَّوْحَ يَقُولُ:‌

‌ سَمِعْتُ اللَّهَ مِنْ فَوْقِ الْعَرْشِ يَقُولُ لِلشَّيْءِ: كُنْ فَلا يَبْلُغُ الْكَافَ وَالنُّونَ أَوْ يَكُونُ الَّذِي يَكُونُ "

أَخْبَرنا أَبُو

عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّعِيدِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ

ص: 379

السَّائِحُ، سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ الْعَوَّامِ، يَذْكُرُ أَنَّ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ دَخَلَ عَلَى الْعَلَوِيِّ الْعُمَرِيِّ بِبَلْخَ، فَقَالَ لَهُ الْعُمَرِيُّ: مَا تَقُولُ فِينَا أَهْلَ الْبَيْتِ؟ فَقَالَ: وَمَا أَقُولُ فِي غَرْسٍ غُرِسَ بِمَاءِ الْوَحْيِ، وَطِينٍ عُجِنَ بِمَاءِ الرِّسَالَةِ، فَهَلْ يَفُوحُ مِنْهُمَا إِلا الْمِسْكُ الأَذْفَرُ، مِسْكُ الْهُدَى، وَعِبيُر التُّقَى، قَالَ: أَحْسَنْتَ وَأَمَرَ أَنْ يُحْشَى فَمُهُ دُرًّا، قَالَ: ثُمَّ زَارَهُ مِنْ غَدِهِ فَلَمَّا دَخَلَ الْعُمَرِيُّ عَلَى يَحْيَى بْنِ مُعَاذٍ، قَالَ لَهُ يَحْيَى: إِنْ زُرْتَنَا فَبِفَضْلِكَ، وَإِنْ زُرْنَاكَ فَلِفَضْلِكَ، فَلَكَ الْفَضْلُ زَائِرًا وَمَزُورًا

سَمِعْتُ الشَّيْخَ أَبَا الْحُسَيْنِ عَلِيَّ بْنَ بَقَاءِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ الْغَنِيِّ بْنَ سَعِيدٍ الْحَافِظَ، يَقُولُ: رَجُلانِ جَلِيلانِ لَزِمَهُمَا لَقَبَانِ قَبِيحَانِ، مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الضَّالُّ، وَإِنَّمَا ضَلَّ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الضَّعِيفُ، إِنَّمَا كَانِ ضَعِيفًا فِي جِسْمِهِ لا فِي حَدِيثِهِ

حَدَّثَنَا الرَّئِيسُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ رَشِيقٍ الْكَاتِبُ، وَكَانَ مِنْ أَفْضَلِ رَئِيسٍ رَأَيْنَاهُ بِالْمَغْرِبِ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ الصُّوفِيُّ، قَالَ: كَانَتْ بِمِصْرَ أَيَّامَ سِيَاحَتِي، فَتَاقَتْ نَفْسِي إِلَى النِّسَاءِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِبَعْضِ إِخْوَانِي، فَقَالَ لي: إِنَّ هَاهُنَا امْرَأَةٌ صُوفِيَّةٌ لَهَا ابْنَةٌ مِثْلُهَا جَمِيلَةٌ، قَدْ نَاهَزَتِ الْبُلُوغَ، قَالَ: فَخَطَبْتُهَا، وَتَزَوَّجْتُهَا، فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهَا وَجَدْتُهَا مُسْتَقْبِلَةً الْقِبْلَةَ تُصَلِّي، فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ تَكُونَ صَبِيَّةٌ فِي مِثْلِ سِنِّهَا تُصَلِّي، وَأَنَا لا أُصَلِّي، فَاسْتَقْبَلْتُ الْقِبْلَةَ وَصَلَّيْتُ مَا قُدِّرَ لِي، حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي، فَنِمْتُ فِي مُصَلايَ، وَنَامَتْ فِي مُصَلاهَا، فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي كَانَ مِثْلُ ذَلِكَ أَيْضًا، فَلَمَّا طَالَ عَلَيَّ، قُلْتُ لَهَا: يَا هَذِهِ، مَا لاجْتِمَاعِنَا مَعْنًى، فَقَالَتْ لِي: أَنَا فِي خِدْمَةِ مَوْلايَ، وَمَنْ لَهُ حَقٌّ فَمَا أَمْنَعُهُ، قَالَ: فَاسْتَحْيَيْتُ مِنْ كَلامِهَا، وَتَمَادَيْتُ عَلَى أَمْرِي نَحْوَ الشَّهْرِ، ثُمَّ بَدَا لِي فِي السَّفَرِ، قُلْتُ: يَا هَذِهِ، فَقَالَتْ: لَبَّيْكَ، قُلْتُ: إِنِّي قَدْ أَرَدْتُ السَّفَرَ، قَالَتْ: مُصَاحَبًا بِالْعَافِيَةِ، قَالَ: فَقُمْتُ، فَلَمَّا صِرْتُ عِنْدَ الْبَابِ قَامَتْ، فَقَالَتْ لِي: يَا سَيِّدِي، كَانَ بَيْنَنَا فِي الدُّنْيَا عَهْدٌ لَمْ يُقْضَ بِتَمَامِهِ عَسَى فِي الْجَنَّةِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَقُلْتُ لَهَا: عَسَى، فَقَالَتْ: أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ خَيْرَ مُسْتَوْدَعٍ، قَالَ: فَتَوَدَّعْتُ مِنْهَا، وَخَرَجْتُ، ثُمَّ عُدْتُ إِلَى مِصْرَ بَعْدَ سِنِينَ، فَسَأَلْتُ عَنْهَا، فَقِيلَ لي: هِيَ عَلَى أَفْضَلِ مَا تَرَكْتَهَا عَلَيْهِ مِنَ الْعِبَادَةِ وَالاجْتِهَادِ

قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الطَّبَّاعُ أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ

ص: 380

بْنُ نَصْرٍ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الْفَرَوِيُّ، سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَس، يَقُولُ:«أَدْرَكْتُ بِهَذِهِ الْبَلْدَةِ، يَعْنِي الْمَدِينَةَ، أَقْوَامًا لَمْ يَكُنْ لَهُمْ عُيُوبٌ، فَعَابُوا النَّاسَ، فَصَارَتْ عُيُوبٌ، وَأَدْرَكْتُ بِهَذِهِ الْبَلْدَةِ أَقْوَامًا كَانَتْ لَهُمْ عُيُوبٌ، فَسَكَتُوا عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ، فَنُسِيَتْ عُيُوبُهُمْ»

أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الْحَافِظُ، بِالأَنْدَلُسِ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَتْحِ ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُرْجَانِيُّ، قَدِمَ عَلَيْنَا، عَنْ بَعْضِ شُيُوخِهِ فِي الْمُذَاكَرَةِ، أَنَّ ابْنَ الأَعْرَابِيِّ رَأَى رَجُلَيْنِ فِي مَجْلِسِهِ يَتَحَدَّثَانِ، فَقَالَ لأَحَدِهِمَا: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ فَقَالَ: مِنْ أَسْبِيجَابَ، وَهِيَ مَدِينَةٌ بِأَقْصَى خُرَاسَانَ، وَقَالَ لِلآخَرِ: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ فَقَالَ: مِنَ الأنْدَلُسِ، فَعَجِبَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ، وَأَنْشَدَ:

رَفِيقَانِ شَتَّى أَلَّفَ الدَّهْرُ بَيْنَنَا

وَقَدْ يَلْتَقِي الشَّتَّى فَيَأْتَلِفَانِ

أَنْشَدَنِي الرَّجُلُ الصَّالِحُ أَبُو مَرْوَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَوْلانِيُّ، رحمه الله بِالأَنْدَلُسِ، ثُمَّ أَنْشَدَ أَمَامَ الأَبْيَاتِ أَبُو الْفَتْحِ، وَهِيَ:

نَزَلْنَا عَلَى قُدْسِيَّةٍ يَمَنِيَّةٍ

لَهَا نَسَبٌ فِي الصَّالِحِينَ هَجَانِ

قَالَتْ وَأَرْخَتْ جَانِبَ السِّتْرِ بَيْنَنَا

لأَيِّ أَرْضٍ مَنِ الرَّجُلانِ

فَقُلْتُ أَمَّا رَفِيقِي فَقَوْمُهُ

تَمِيمٌ وَأَمَّا أُسْرَتِي فَيَمَانُ

رَفِيقَان شَتَّى أَلَّفَ الدَّهْرُ بَيْنَنَا

وَقَدْ يَلْتَقِي الشَّتَّى فَيَأْتَلِفَانِ.

أَنْشَدَنِي الرَّجُلُ الصَّالِحُ أَبُو مَرْوَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سُلَيْمَانَ الْخَوْلانِيُّ، رحمه الله، بِالأَنْدَلُسِ، قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ السُّدِّيِّ، أَنْشَدَنَا الأَنْطَاكِيُّ الْمُقْرِيُّ لِلْمَنَاسِكِيِّ:

أَصْبَحْتُ قَدْ شَفَّ قَلْبِي

خَوْفٌ عَلِيهِ مُقِيمُ

خَوْفٌ تَمَكَّنَ مِنِّي

وَالْقَلْبُ مِنِّي سَقِيمُ

لَوْلا رَجَائِي لِوَعْدٍ

وَعَدْتَهُ يَا كَرِيمُ

فِي سُورَةِ الْحِجْرِ نَصًّا

لَقَابَلَتْنِي الْغُمُومُ

عَلَى لِسَانِ نَبِيِّي

قَلْبِي لَدِيهِ عَلِيمُ

نَبِئْ عِبَادِيَ أَنِّي

أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

فَقَدْ وَثِقْتُ بِهَذَا

وَالْقَلْبُ مِنِّي يَهِيمُ

مِنْ آيَةٍ أَذْهَلَتْنِي

فِيهَا وَعِيدٌ جَسِيمُ

هِيَ الَّتِي قُلْتَ فِيهَا

وَالْقَوْلُ مِنْكَ حَكِيمُ

أَلا وَإِنَّ عَذَابِي

هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ

ص: 381

فَالْقَلْبُ بَيْنَ رَجَاءٍ

وَبَيْنَ خَوْفٍ يَعُومُ

أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ، رحمه الله، بِالْمَغْرِبِ وَأَمْلَى عَلَيَّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعِيشَ، حَدَّثَنَا ابْنُ الطَّحَّانِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ السَّلامِ الْخُشَنِيِّ الإِمَامِ الْمُحَدِّثِ بِالأَنْدَلُسِ، وَكَانَتْ لَهُ رِحْلَةٌ إِلَى الْمَشْرِقِ، لَقِيَ فِيهَا أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ، وَنَاظَرَهُ، وَأَقَامَ خَمْسًا وَعِشْرِينَ سَنَةً مُتَجَوِّلا فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى الأنْدَلُسِ تَذَكَّرَ مَحَالَّهُ فِي الْقَرْيَةِ، فَقَالَ:

كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بَيْنٌ وَلَمْ يَكُ فُرْقَةٌ

إِذَا كَانَ مِنْ بَعْدِ الْفِرَاقِ تَلاقِ

كَأَنْ لَمْ تُوَرِّقْ بِالْعِرَاقَيْنِ مُقْلَتِي

وَلَمْ تَمُرَّ كَفُّ الشَّرْقِ مَا أَعَاقِ

وَلَمْ أَزُرِ الأَعْرَابَ فِي خَبْتِ أَرْضِهِمْ

بِذَاتِ اللِّوَى مِنْ رَامَةٍ بِرَاقِ

وَلَمْ أَصْطَبِحْ بِاللَّيْلِ مِنْ قَهْرِهِ النَّوَى

بِكَأْسٍ سَقَانِيهَا الْفِرَاقُ رَهَاقِ

بَلَى وَكَانَ الْمَوْتُ قِنْدَارُ مَضْجَعِي

فَحَوَّلَ مِنِّي النَّفْسَ بَيْنَ تَرَاقِي

أَخِي إِنَّمَا الدُّنْيَا مَحِلَّةُ فُرْقَةٍ

وَدَارُ غُرُورٍ آذَنَتْ بِفِرَاقِ

تَزَوَّدْ أَخِي مِنْ قَبْلِ أَنْ تَسْكُنَ الثَّرَى

وَتَلْتَفَّ سَاقٌ لِلنُّشُورِ بِسَاقِ

أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الْعُمَرِيُّ لِنَفْسِهِ:

عرفت مكانتي فسببت عرضي

وَلَوْ أَنِّي عَرَفْتُكُمْ سَبَبْتُ

وَلَكِنِّي لَمْ أَجِدْ لَكُم سُمُوًّا

إِلَى أَكْرُومَةٍ فَلِذَا سَكَتُّ

أَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ أَبُو زَيْدٍ الْحَافِظُ لِنَفْسِهِ:

أَقْمَنَا سَاعَةً ثُمَّ ارْتَحَلْنَا

وَمَا يُغْنِي الْمَشُوقَ وُقُوفُ سَاعَهْ

كَأَنَّ الشَمْلَ لَمْ يَكُ ذَا اجْتِمَاعٍ

إِذَا مَا شَتَّتَ الْبَيْنُ اجْتِمَاعَهْ

وَأَنْشَدَنِي أَيْضًا لِنَفْسِهِ بِالْمَغْرِبِ، رحمه الله:

لِئَنْ أَصْبَحْتُ مُرْتَحِلا بِشَخْصِي

فَرُوحِي عِنْدَكُمْ أَبَدًا مُقِيمُ

وَلَكِنْ لِلْعِيَانِ لَطِيفُ مَعْنًى

لَهُ سَأَلَ الْمُعَايَنَةَ الْكَلِيمُ

أَنْشَدَنِي وَالِدِي، رحمه الله، فِيمَا لَقِيتُهُ أَيَّامَ الضَّبِّيِّ:

مَنْ قَابَلَ النِّعْمَةَ مِنْ رَبِّهِ

بِوَاجِبِ الشُّكْرِ لَهُ دَامَتْ

وَكَافِرُ النِّعْمَةِ مَسْلُوبُهَا

وَقَلَّ مَا تَرْجِعُ إِنْ زَالَتْ

قَالَ الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ: سَمِعْتُ هَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ عَلَى ابْنِ الْخِلِّقَانِ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرٌ الْهَمْدَانِيُّ، أَنْبَأَنَا الْعُمْدَةُ فِي فَوَائِدِهِ، أَنْبَأَنَا يُوسُفُ بْنُ عَلِيٍّ الْقُضَاعِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ طَرْحَانَ، أَنْبَأَنَا

ص: 382

ابْنُ أَبِي نَصْرٍ الْحُمَيْدِيُّ، عَنِ ابْنِ حَزْمٍ

أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْبَرَكَاتِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفُرَاتِ، رحمه الله، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ، سَمِعْتُ حَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ خَرَكَاتِ الصُّوفِيَّ الْعَلَوِيَّ، يَقُولُ: سَأَلْتُ بَعْضَ الصُّوفِيَّةِ عَنِ اسْتِمَاعِ الْغِنَى؟ فَقَالَ: هُوَ مِثْلُ مَاءِ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ

أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الدَّقَّاقِ بِمَرْوَ مُتَمَثِّلا:

كَمْ مِنْ كِتَابٍ تَعْبِتُ فِي طَلَبِهِ

وَكُنْتُ مِنْ أَبْخَلِ الْخَلائِقِ بِهِ

حَتَّى إِذَا مِتُّ وَانْقَضَى سَبَبِي

عَادَ لِغَيْرِي فَصَارَ مِنْ كُتْبِهِ

أَنْشَدَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ، رحمه الله، بِالأَنْدَلُسِ، لأَبِي عُمَرَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ: قَدْ أَزْمَعَ بَعْضُ مَنْ كَانَ يَأْلَفُهُ عَلَى الرَّحِيلِ فَأَتَتِ السَّمَاءُ بِمَطَرٍ عَظِيمٍ فَكَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبْدِ رَبِّهِ:

هَلا ابْتَكَرْتَ لِبَيْنٍ أَنْتَ مُبْتَكِرُ

هَيْهَاتَ يَأْبَى عَلَيْكَ اللَّهُ وَالْقَدَرُ

مَا زِلْتُ أَبْكِي حِذَارَ الْبَيْنِ مُلْتَهِفًا

حَتَّى رَثَى لِي الرِّيحَ وَالْمَطَرُ

يَا بَرْدَهُ مِنْ حَيَا مُزْنٍ عَلَى كَبَدٍ

نِيرَانُهَا بِغَلِيلِ الشَّوْقِ تَسْتَعِرُ

آلَيْتُ فِيكَ أَنْ لا أَرَى شَمْسًا وَلا قَمَرًا

حَتَّى أَرَاكَ فَأَنْتَ الشَّمْسُ وَالْقَمْرُ

وَتُوُفِّيَ أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ سَنَةَ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنْ رَمَضَانَ، فَاسْتَوْفَى إِحْدَى وَثَمَانِينَ سَنَةً وَثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ، هَكَذَا رَأَيْتُ بِخَطِّ الْحَكَمِ الْمُسْتَنْصِرِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَمِيرِ، بِالأَنْدَلُسِ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ

وَأَنْشَدَنِي أَيْضًا أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، رحمه الله، لأَبِي جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَبَّارِ الْخَوْلانِيُّ إِلَى الرَّئِيسِ أَبِي الْوَلِيدِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَبِيبٍ، مِنْ قَصِيدَةِ تَعْزِيَةٍ عَنْ جَارِيَةٍ تُوُفِّيَتْ عِنْدَهُ، وَوُلِدَ لَهُ وَلَدٌ:

أَوَ مَا رَأَيْتَ الدَّهْرَ أَقْبَلَ مُعْتِبًا

مُتَنَصِّلا بِالْعُذْرِ لِمَا أَذْنَبَا

بِالأَمْسِ ذَوَى فِي رِيَاضِكَ أَيْكَةٌ

وَالْيَوْمَ أَطْلَعَ فِي سَمَائِكَ كَوْكَبَا

لأَبِي عُمَرَ يُوسُفَ بْنِ هَارُونَ الْكِنْدِيِّ، الْمَعْرُوفِ بِالزِّيَادِيِّ فِي سِرَاجِ قَارِبٍ أَنْ يَنْطَفِئَ ثُمَّ خُبِيَ:

ص: 383

أَرَى سَكَرَاتِ السِّرَاجِ كَأَنَّهُ عَلِيلٌ عَلَى ظَهْرِ الْفِرَاشِ يَجُودُ أُرَاقِبُهُ حَتَّى إِذَا قُلْتُ قَدْ قَضَى تَثُوبُ إِلَيْهِ نَفْسُهُ فَيَعُودُ

أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ، رحمه الله، عَنْ بَعْضِ شُيُوخِهِ، أَنَّ أَبَا عُمَرَ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ، وَقَفَ فِي صِبَاهُ يَوْمًا تَحْتَ رَوْشِ بَعْضِ الرُّؤَسَاءِ، وَقَدْ سَمِعَ جَارِيَةً مُحْسِنَةً تُغَنِّي فَرْشَى بِمَاءٍ، وَلَمْ يَعْرِفْ مِنْ أَيْنَ هُوَ، فَمَالَ إِلَى مَسْجِدٍ قَرِيبٍ مِنْ ذَلِكَ الْمَكَانِ، وَاسْتَدْعَى بَعْضَ أَلْوَاحِ الصِّبْيَانِ، وَكَتَبَ: يَا مَنْ يَضِنُّ بِصَوْتِ الطَّائِرِ الْغَرِدِ مَا كُنْتُ أَحْسِبُ هَذَا الْبُخْلَ فِي أَحَدِ لَو أَنَّ أَسْمَاعَ أَهْلِ الأَرْضِ قَاطِبَةً أَصْغُوا إِلَى الصَّوْتِ لَمْ يَنْقُصْ وَلَمْ يَزِدِ فَلا تَضِنَّ عَلَى سَمْعِي تُقَلِّدُهُ وَصَوْتًا يَجُولُ مَجَالِ الرُّوحِ فِي جَسَدِي لَوْ كَانَ زِرْيَابُ حَيًّا ثُمَّ أُسْمِعَهُ لَذَابَ مِنْ حَسَدً أَوْ مَاتَ مِنْ كَمَدِ أَمَّا النَّبِيذُ فَإِنِّي لَسْتُ أَشْرَبُهُ وَلَسْتُ آتِيكَ إِلا كِسْرَتِي بِيَدِي

وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّهُ قَصَدَ يَوْمًا صَدِيقًا لَهُ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْمَطَرِ، فَاسْتَعْظَمَ ذَلِكَ مِنْهُ فِي تِلْكَ الْحَالِ، فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ:

وَلَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا دُوَيْنَكَ لُجَّةً

وَفِي الأَرْضِ صَعْقٌ دَائِمٌ وَحَرِيقُ

لَسَهْلُ وُدِّي فِيكَ يَحُولُ مَسْلَكِي

وَلَمْ يَتَعَذَّرْ لِي إِلَيْكِ طَرِيقُ

وَأَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ، أَنْشَدَنِي أَبُو عُمَرَ أَحْمَدُ بْنُ حَبْرُونٍ فِي مَجْلِسِ الْوَزِيرِ أَبِي، رحمه الله، وَقَالَ لِي: كَتَبَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِي مُحَمَّدِ بْنِ مَسَرَّةَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ اللُّؤْلُؤِيِّ يَسْتَدْعِيهِ فِي يَوْمِ طِينٍ وَمَطَرٍ:

أَقْبِلْ فَإِنَّ الْيَوْمَ يَوْمُ دَجْنِ

إِلَيَّ كَانَ كَالضَّمِيرِ الْمُكَنَّى

لَعَلَّنَا نُحْكِمُ أَدْنَى فَنِّ

فَأَنْتَ عِنْدَ الطِّينِ أَمْشَى مِنِّي

وَأَنْشَدَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَّ الْمُهَنَّدَ طَاهِرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيَّ، أَتَى الْمَنْصُورَ بْنَ أَبِي عَامِرٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي عَامِرٍ، صَاحِبَ الأنْدَلُسِ، قَالَ لِي أَبُو مُحَمَّدٍ وَرَأَيْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ أَنَّهُ سَأَلَ الْوَزِيرَ أَبِي، رحمه الله أَيْضًا لَهُمَا إِلَيْهِ يَسْأَلُهُ الإِذْنَ عَلَيْهِ: أَتَيْتُ أُكَحِّلُ طَرْفِي مِنْ نُورِ وَجْهِكَ لَحْظَهْ وَلا أَزِيدُكَ بَعْدَ التَّسْلِيمِ وَالشُّكْرِ لَفْظَهْ

وَأَنْشَدَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ جَهُورٍ:

ص: 384

إِنْ كَانَتِ الأَبْدَانُ نَائِيَةً

فَنُفُوسُ أَهْلِ الظُّرْفِ تَأْتَلِفُ

يَا رُبَّ مُفْتَرِقَيْنِ قَدْ جَمَّعَتْ

قَلْبَيْهِمَا الأَقْلامُ وَالصُّحُفُ

وَأَنْشَدَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ لِنَفْسِهِ:

لا تَشْتِمَنْ حَاسِدِي إِنْ بَلِيَّةٌ عَرَضَتْ

فَالدَّهْرُ لَيْسَ عَلَى حَالٍ بِمُتَّرِكِ

ذُو الْفَضْلِ كَالتِّبْرِ طَوْرًا تَحْتَ مِنْقَعِهِ

وَتَارَةً فِي ذُرَى تَاجٍ عَلَى مَلِكِ

وَأَنْشَدَنِي أَيْضًا لِنَفْسِهِ:

سَلامٌ عَلَى أَهْلِ التَّلاقِي مُرَدَّدٌ

وَلا لَقِيَ التَّفْرِيقُ أَهْلا وَلا سَهْلا

وَيَا بَيْنُ بِنْ عَنَّا ذَمِيمًا مُبْعَدًا

وَيَا دَهْرُ قَرِّبْ كَالَّذِي يَعْهَدُ الْوَصْلا

أَقُولُ وَقَدْ هَمَّ الْفُؤَادُ بِرَحْلِهِ

وَلَكِنْ وِجَاءُ الْقُرْبِ قَالَ لَهُ مَهْلا

لَعَلَّ الَّذِي يُدْنِي وَيُبْعِدُ وَالَّذِي

قَضَى بِفِرَاقِ الشَّمْلِ أَنْ يَجْمَعَ الشَّمْلا

وَأَنْشَدَنِي أَيْضًا لِلْوَزِيرِ أَبِي الْحَسَنِ جَعْفَرِ بْنِ عُثْمَانَ الْمُصْحَفِيِّ، رحمه الله:

يَا ذَا الَّذِي أَوْدَعَنِي سِرَّهُ

لا تُزْجِ أَنْ تسمعه منى

لم أجره بعدك فِي خاطري

كأنه ما مر فِي أذني

ودعنا القاضي أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن عِيسَى، رحمه اللَّه تعالى، ودعنا أَبُو القاسم مَنْصُور بْن النعمان الصيمري، فقلت له: أوصني؟ فقل: ودعنا القاضي أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن سَعِيد السعدي، فقلت له: أوصني؟ فقال: ودعنا أَحْمَد بْن مُحَمَّد النعماني، فقلت له أوصني؟ فقال: ودعنا عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد البلخي، فقلنا له: أوصنا؟ فقال: ودعنا عمار بْن علي الودي، فقلت له: أوصنا؟ فقال: ودعنا أَحْمَد بْن الْعَبَّاس النحوي، بالأهواز، فقلت له: أوصني؟ فقال: ودعنا أَحْمَد بْن عِيسَى الْبَصْرِيّ، بالبصرة، فقلت له: أوصني؟ فقال: ودعني أَبُو نواس الشاعر، بالأيلة، فقلت له: أوصني؟ فقال: كنت بالأهواز، وكان بيني وبين أزهر السمان معرفة، وودعني لما أردت الخروج إِلَى البصرة، فقلت له: أوصني؟ فقال: يا أَبَا نواس، أوصيك بثلاث: طاعة اللَّه، وطاعة رسوله، والمحافظة على الصلوات فِي أوقاتها، واحذر ثلاثًا: خيانة الرفيق، وضجر الصديق، وقطاع الطريق.

ص: 385