الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة
تأليف
محمد بن عبد الله بن حميد النجدي ثم المكي
(1236 هـ - 1295 هـ) رحمه الله تعالى
حققه وقدم له وعلق عليه:
بكر بن عبد الله أبو زيد
…
في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم
د/ عبد الرحمن بن سليمان العثيمين
…
مكة المكرمة - جامعة أم القرى
الجزء الأول
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
[خطبة الكتاب]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
أحمد من رفع مقدار العلماء وجعلهم أعلاما، ونشر لهم في الخافقين بالثّناء الجميل أعلاما، وجعل ذكرهم يتجدّد على ممرّ الأحقاب، فكأنّهم حضور وإن واراهم التّراب، وأصلّي وأسلّم على سيّدنا ومولانا محمّد أشرف من توّجت بذكره التّواريخ والسّير، وأكرم من اتّخذت شمائله الشّريفة وسيرته المنيفة حفظا من الغير، وعلى آله الّذين استنار بذكرهم سواد السّطور في بياض الطّروس، وعلى أصحابه أكمل من تشنّفت بذكرهم الأسماع وابتهجت به النّفوس، وعلى أتباعهم من أئمة الهدى، ومصابيح الشّريعة والاقتدا، إلى يوم القيامة ما نشروا للعلم أعلامه.
وبعد: فإنّ التاريخ فنّ طريف، يشتاقه كلّ ذي طبع لطيف، وقد قال الإمام الشّافعيّ رضي الله عنه:«من حفظ التّاريخ زاد عقله» ، وقال بعضهم
(1)
:
(1)
البيت من قصيدة لناصح الدّين أبي بكر أحمد بن محمد بن الحسين الأرجاني (ت 544 هـ) في ديوانه: 666 - 672 (الجزء الثاني) تحقيق الدكتور محمد قاسم مصطفى (ط) وزارة الثقافة والإعلام ببغداد سنة 1979 م.-
إذا حفظ الإنسان أخبار من مضى
…
توهّمته قد عاش حينا من الدّهر
وفيه فوائد عظيمة ومنافع جسيمة، أجلّها الاعتبار بمن مضى، والاقتداء بمن سار على منهاج الرّضى، وتنشيط الهمّة في طلب العلم عند الاطّلاع على كيفيّة أحوال العلماء، واجتهادهم، وصبرهم، وقناعتهم، إلى غير ذلك من الفوائد، الّتي هي بالخير إن شاء الله عوائد.
هذا وإنّ السّادة الحنابلة لا زالت عليهم سحائب الرّحمة وابلة، قد نجب منهم أعلام، في العراق ومصر والشّام./
جمال ذي الأرض كانوا في الحياة وهم
…
بعد الممات جمال الكتب والسّير
وقد جمع تراجم متوسّطيهم وأوّل متأخّريهم، العلّامة الحافظ
- والقصيدة التي منها البيت في مدح شرف الدّين نقيب النّقباء ابن طراد الزّينبيّ أيام نقابته أولها:
هم منعوا منّا الخيال الّذي يسري
…
فلا وصل إلّا ما تصوّر في الفكر
فيا مالكي منع الجفون من الكرى
…
ألا تملكوا منع الفؤاد من الذّكر
وروايته وما بعده مما يتعلّق بمعناه هناك هكذا:
إذا ما درى الإنسان أخبار من مضى
…
فتحسبه قد عاش في أوّل الدّهر
وتحسبه قد عاش آخر دهره
…
إلى الحشر إن أبقى الجميل من الذّكر
فقد عاش كلّ الدّهر من عاش بعضه
…
كريما حليما فاغتنم أطول العمر
زين الدين عبد الرحمن بن رجب
(1)
، فجاء في جمعه بالعجب
(2)
، إلا أنه وقف قلمه في سنة خمسين وسبعمائة، مع أنّ وفاته تأخّرت إلى سنة خمس وتسعين وسبعمائة، وكأنّ المنيّة اخترمته قبل الإتمام، بوّأه الله غرف الجنان في دار السّلام.
(1)
هو الإمام الحافظ العلّامة عبد الرّحمن بن أحمد بن رجب (عبد الرّحمن) بن الحسن السّلاميّ البغداديّ، زين الدّين أبو الفرج (ت 795 هـ) المشهور، صاحب التّصانيف، ذكره المؤلّف في موضعه، وتخريج ترجمته هناك.
(2)
هذا العجب الذي ذكره المؤلّف لم يقنعه- رحمه الله فقد تتبّع كتاب ابن رجب وحاول الاستدراك عليه في مصنّف يسمّيه «غاية العجب في تتمّة طبقات ابن رجب» جمع منهم عددا، ثمّ لا أدري بعد ذلك هل وفّى بما وعد به فألّفه وجمعه ورتّبه وهذّبه، ثمّ اختفى مع ما اختفى من بعض آثار المؤلّف؟ أو هو لم يف بما وعد به؛ لأنّ الوقت لم يسعفه، أو حال دون إتمامه المنية. وهذه عندنا أقرب، وبحاله أنسب رحمه الله وعفا عنه؟!
يقول الفقير إلى الله تعالى عبد الرّحمن بن سليمان بن عثيمين: وقفت على نسخة ابن حميد (المؤلّف) من كتاب «الذّيل على طبقات الحنابلة» لابن رجب في المكتبة الوطنيّة بعنيزة التّابعة للجامع الكبير هناك، وعلى هوامشها تصحيحات وإفادات واستدراكات بخطّه من بينها تراجم لعلماء أخلّ ابن رجب بعدم ذكرهم، وفي آخرها وريقات ترجم فيها لبعض الحنابلة الّذين لم يذكروا في «الذّيل
…
» أيضا، ووعد باستيفاء ذلك في كتاب يسميه: «غاية العجب
…
» كما سبق.
وقد منّ الله تعالى وجمعت هذه التّراجم ورتّبتها على حروف المعجم ورجعت إلى مصادرها التي ذكرها المؤلّف- وأغلب هذه المصادر لم يكن متوافرا لديّ، فجلبته من الدّاخل والخارج، ومن أهمّها «تاريخ ابن رسول» المسمّى «نزهة العيون
…
».-
ثمّ أتى من بعده العلّامة زين الدّين عبد الرّحمن بن محمّد العليميّ العمريّ المقدسيّ فذكر من بعد ابن رجب إلى سنة وفاته سنة عشرين وتسعمائة، ولم أظفر بها
(1)
، ومن بعده لم أقف على طبقات تجمع تراجمهم. فاستخرت الله تعالى وسعيت في ذلك وذلك واستحسنت الشروع من حيث وقف ابن رجب؛ لأن طبقات العليمي قليلة الوجود، وغير
- وصحّحت أغلب عباراتها وعلّقت عليها بتعاليق مطوّلة؛ لأنّ المؤلّف أوردها إشارات كالتّذكرة له ليعود إلى استيفائها فكفيته هذه المهمّة، وإن كنت لست لها بأهل، ولكنّي بذلت ما في وسعي راجيا من الله تعالى التّوفيق، وأن يحقّق لطالب العلم الاستفادة منها بحوله وقوّته.
وقول المؤلّف هنا: «وكأنّ المنيّة اخترمته
…
» أقول: الظّاهر لي- والله أعلم- أنه لم يرد أن يترجم فيه لمعاصريه الأحياء؛ لأنّ ترجمة الأحياء قد تورث من الشّحناء
…
ما يوجب القطيعة لذلك سلك أكثر المترجمين منهجا لا يترجم فيه إلّا لمن قد توفي؛ لأنّ العالم الذي لا يزال على قيد الحياة لا يمكن أن يحكم على تمام منزلته العلميّة وعلو درجته في التأليف والتدريس
…
وغير ذلك إلّا إذا استكمل أيام حياته وَما تَدْرِي نَفْسٌ ماذا تَكْسِبُ غَداً
…
والله المستعان.
وكتاب ابن رجب «ذيل الطبقات» مطبوع مشهور.
(1)
يقصد بذلك: «المنهج الأحمد
…
» وسيأتي أنّه اعتمد على الطّبقات الصّغرى للعليميّ «الدّرّ المنضّد» والعليميّ عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرحمن العليمي، لقبه الغالب عليه (مجير الدّين) لا (زين الدين) كما ذكره المؤلّف، وما ذكره المؤلّف هو الغالب على من يسمى (عبد الرحمن) لذلك أطلقه عليه سهوا منه (ت 928 هـ) أخباره في «النّعت الأكمل»:(52)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(73)، وذكره المؤلّف في موضعه.
مستقصية، فشرعت في ذلك من سنة إحدى وخمسين وسبعمائة إلى عصرنا هذا، مع القصور والتّقصير، والذّهن الجامد والطّرف الحسير؛ لأنّ كونهم لم يجمعوا أحوج إلى ارتقاء الدّون مرقى الأكابر، خوفا على ضياع تراجمهم كما ضاعت ضرائحهم بين المقابر.
وجمعتها من «الدّرر الكامنة في أعيان المائة الثّامنة»
(1)
للحافظ أبي الفضل شهاب الدّين بن حجر بخطّ تلميذه الحافظ محمّد بن عبد الرّحمن السّخاويّ. ومن تاريخ السّخاويّ المذكور «الضّوء اللّامع في أهل القرن التّاسع»
(2)
. و «ذيله» لتلميذه جار الله ابن فهد المكّي
(3)
.
(1)
«الدّرر الكامنة» مطبوع مشهور إلّا أنّ طباعته غير جيّدة مع أهميّة الكتاب وكثرة جمعه واستيعابه وحاجة العلماء إليه، ومؤلّفه الحافظ أحمد بن علي أبو الفضل شهاب الدّين بن حجر العسقلانيّ (ت 852 هـ).
(2)
هو كسابقه مطبوع ومشهور أيضا، ومهمّ في بابه لم يصنّف في فنّه مثله- فيما أعلم- في كثرة التّراجم، وتنوّع الفوائد. ومؤلّفه محمّد بن عبد الرّحمن السّخاويّ (ت 902 هـ).
(3)
هو جار الله محمّد بن عبد العزيز بن عمر بن فهد الهاشميّ المكيّ (ت 954 هـ) وكتابه المذكور هنا تقييدات قيّدها في تراجم وفيات العلماء الذين ترجم لهم السّخاوي في «الضّوء» وهم أحياء. كذا يفهم من نقل المؤلّف عنه، ولا أدري بعد ذلك هل استدرك عليه أو ذيل عليه بعلماء لم يذكرهم السّخاوي
…
؟!
وله مؤلّفات أخرى منها كتاب «السّلاح والعدّة .. » (مطبوع)، و «مناقب السّلطان سليمان» (مخطوط)، و «تحفة اللّطائف في فضائل الحبر ابن عبّاس ووج الطّائف» مطبوع. وغيرها. أخباره في:
«ذيل طبقات الحفاظ» : (383)، و «النّور السّافر»:(241).
ومن «إنباء الغمر بأبناء العمر»
(1)
للحافظ ابن حجر أيضا. ومن «سلك الدّرر في أعيان القرن الثّاني عشر»
(2)
للعلّامة السّيّد محمّد خليل بن علي ابن محمّد البخاريّ الأصل الدّمشقيّ المرادي، مفتي الحنفيّة بدمشق.
ومن كتاب «الورود الأنسيّ في مناقب الأستاذ عبد الغنيّ النّابلسيّ»
(3)
للعلّامة كمال الدّين محمّد بن محمّد العامريّ الغزّيّ الشّافعيّ. وقليلا من «الرّيحانة»
(4)
للشّهاب الخفاجيّ. ومن «تذكرة»
(5)
الشّيخ إبراهيم بن
(1)
هو من تأليف الحافظ ابن حجر، طبع في الهند كاملا، وطبع منه في مصر ثلاثة أجزاء بتحقيق أستاذنا العلّامة الدكتور حسن حبشيّ وفقه الله تعالى.
(2)
محمّد خليل بن علي بن محمّد مراد البخاريّ الأصل الحسينيّ الحنفيّ ت 1206 هـ أخباره في «روض البشر» : (87)، و «الأعلام»:(6/ 118)، وكتابه مطبوع مشهور.
(3)
كتاب «الورد الأنسيّ» منه نسخة في دار الكتب المصرية رقم: (7161/ ح) اطّلعنا عليه وأفدنا منه قليلا، وربّما سمّي «الورود
…
» ومؤلّفها الكمال الغزّيّ هو مؤلّف «النّعت الأكمل» ، محمّد بن محمّد بن محمّد بن عبد الرّحمن الغزّيّ ت 1214 هـ.
ويراجع: «روض البشر» : (199)، و «الأعلام»:(7/ 71).
(4)
الرّيحانة يقصد بها «ريحانة الألبّاء وزينة الحياة الدّنيا» كتاب في التّراجم حقّقه الدّكتور عبد الفتّاح الحلو وطبعه في مجلّدين سنة 1386 هـ، ومؤلّفه شهاب الدّين أحمد بن محمّد بن عمر الخفاجي الأديب اللّغويّ المفسّر العلّامة شارح «الشّفا» ، شيخ البغداديّ صاحب «الخزانة» (ت 1069 هـ).
أخباره في «خلاصة الأثر» : (1/ 331)، و «الأعلام»:(1/ 238).
(5)
المهتار: إبراهيم بن يوسف، عالم مكيّ أديب، تركيّ الأصل، كان أبوه مملوكا.
توفي مقتولا بصنعاء سنة 1071 هـ. يراجع «الأعلام» : (1/ 82). وذكر تذكرته وأنّها في اثني عشر مجلّدا كبيرا. أقول: لا أعلم اليوم لها وجودا.
يوسف المهتار المكّيّ، وهي عشر مجلّدات بخطّه. وقليلا من مجلّدين من «عنوان النّصر في أعيان العصر»
(1)
للصّلاح الصّفديّ. ومن «حسن المحاضرة»
(2)
للجلال السّيوطيّ من خطّه. ومن «طبقات» العليميّ الصّغرى
(3)
. ومن كتابه «الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل» .
ومن «سكردان الأخبار»
(4)
للعلّامة محمّد بن طولون الصّالحيّ الحنفيّ
(1)
ربّما سمّي «أعيان العصر وأعوان النّصر» وهي الأليق، ويسمّى:«أعوان النّصر في أعيان العصر» ، يوجد نسخ من «عنوان النّصر في أعيان العصر» - كما يسميه المؤلّف- في مكتبات متعدّدة لعلّ من أهمها نسخة في أحمد الثالث بتركيا، وفي دار الكتب المصريّة
…
وغيرها منه نسخ وأجزاء.
ترجم فيه الصّلاح الصّفدي لمعاصريه وذكر طرفا من أخبارهم وأشعارهم وطرفهم ونوادرهم، فجاء الكتاب ضخما مليئا بالفوائد، انفرد بأشياء لا تعرف إلا عن طريقه، ومؤلّفه خليل بن أيبك الصّفديّ الأديب (ت 764 هـ) صاحب «الوافي بالوفيات
…
» وغيره، وأكثر المؤلّف من النقل عن كتابه:«ألحان السّواجع .. » . أيضا.
(2)
«حسن المحاضرة» كتاب مشهور مطبوع طبعات لعلّ آخرها سنة 1967 م بتحقيق محمّد أبي الفضل إبراهيم طبع عيسى البابي الحلبي بمصر، ومؤلّفه جلال الدّين عبد الرّحمن بن أبي بكر السّيوطي (ت 911 هـ) مشهور.
(3)
هي المعروفة ب «الدّر المنضّد
…
» وفّق الله تعالى بالوقوف عليها وتحقيقها وقد نشرت هذا العام 1412 هـ بمكتبة الخانجي بمصر.
(4)
هذا الكتاب يظهر من نقول المؤلّف عنه أنّه من الكتب المهمّة التي تميّزت برصد حركة التّعليم في بلاد الشّام في أوائل القرن العاشر، وهو أشبه ب «التّذكرة» متنوع الفوائد إلّا أنّه- فيما يظهر- غلّب جانب التّعريف بشيوخه وأقرانه وتلاميذه من النّبهاء، ولعلّ المطّلع على كتابه «ذخائر القصر في تراجم نبلاء أهل العصر» -
بخطّه. ومن «تذكرة»
(1)
الأكمل محمّد بن إبراهيم بن مفلح الحنبليّ
- والمقارن بما جاء من نصوص في كتابنا هذا منقولة عن «سكردان الأخبار» يدرك العلاقة بينهما في اتحاد المنهج والأسلوب فيهما إلا أنّه- وفيما يظهر أيضا- أضاف إلى تراجم العلماء فوائد مختلفة من قراءاته ومشاهداته ورواياته وأسانيده
…
جعلته يخرج عن كونه خاصّا بالتّراجم فمن ثمّ اختلف عن «ذخائر القصر
…
».
قال الفقير إلى الله عبد الرّحمن بن سليمان بن عثيمين- عفا الله عنه- وكنت قد استظهرت في تعليقي على «الجوهر المنضّد» أن يكون «السّكردان» هو الكنّاش الموجود له في مكتبة دير الأسكوريال في مدريد بأسبانيا، وأنا لا أزال على هذا الاستظهار، وقد حاولت عدّة مرّات أن أحصل على نسخة منه فلم أفلح فلعلّها تتاح لي الفرصة مستقبلا. ومما يزيد هذا الاستظهار قوّة أن «الكنّاش» و «السّكردان» و «التّذكرة» و «الرّحلة»
…
معناها متقارب فكلّها تعني ما قيّد من الفوائد، وكلّ عالم يقيد من الفوائد ما يميل إليه فنّه الغالب عليه. و «السّكردان» بضمّ السّين والكاف كذا قيّدها الخفاجيّ في «شفاء الغليل»:(115)، و «المحبّيّ في «قصد السبيل»:(2/ 141). أمّا مؤلّف «السّكردان» ابن طولون الدّمشقيّ فهو الشّيخ شمس الدّين محمّد بن عليّ بن أحمد بن عليّ الصّالحيّ الحنفيّ (ت 953 هـ)، موسوعيّ الثّقافة كثير التّأليف محدّث، مفسّر، فقيه، نحويّ، لغويّ، أديب.
أخباره في «الكواكب السّائرة» : (2/ 52)، و «الشّذرات»:(8/ 298).
(1)
تذكرة أكمل الدّين هذه يوجد جزء من النّسخة التي اطّلع عليها المؤلّف في مكتبة الجامعة الأمريكيّة ببيروت، كذا قال الأستاذ الزّركلي في «الأعلام»:(5/ 303)، قال:«ولعلّه بخطّه» وحاولت تصوير هذا الجزء بواسطة الأستاذ الفاضل الحبيب اللّمسي، ولكن لم يتمّ ذلك لتتابع الأحداث في لبنان، وأكمل الدّين ابن مفلح محمد بن إبراهيم بن عمر (ت 1011 هـ) ترجم له المؤلّف في موضعه.
بخطّه. ومن «معجم»
(1)
الحافظ نجم الدّين عمر بن فهد الهاشميّ المكّيّ بخطّ ولده عبد العزيز.
ومن «شذرات الذّهب في أخبار من ذهب»
(2)
للعلّامة عبد الحيّ بن العماد الصّالحيّ الحنبليّ. ومن «خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر»
(3)
للعلّامة محمّد أمين الدّمشقيّ الحنفيّ.
وغير ذلك ممّا وقفت عليه من التّراجم في ظهور الكتب والمجاميع والأوراق المتفرّقة/ وما تلقّيته من أفواه المشايخ الكرام، وما تجاسرت عليه من تراجم بعض مشايخي ومشايخهم الأعلام وسمّيتها:
«السّحب الوابلة على ضرائح الحنابلة» . ورتّبتها على حروف المعجم
(1)
معجم الحافظ ابن فهد طبع عن خطّ ولده عبد العزيز، وهي نسخة المؤلّف ابن حميد التي رجع إليها، وهي الآن محفوظة في مكتبة برلين رقم:(10131، 10132). وطبع بتحقيق محمّد الزّاهي في دار اليمامة في الرّياض سنة 1402 هـ.
وقد رجعنا- بحمد الله- إلى نسخة بنكبيور بالهند، وهي أتمّ وأوفى من المطبوع.
وابن فهد المذكور هو نجم الدّين محمّد المدعو عمر بن محمّد بن محمّد بن محمّد ابن محمّد بن عبد الله ابن فهد المكّيّ القرشيّ (ت 885 هـ).
وأخباره في «الضّوء» اللّامع»: (6/ 126)، و «البدر الطّالع»:(1/ 512)، و «فهرس الفهارس»:(2/ 82).
(2)
أما «الشّذرات» ، وصاحبها بن العماد الحنبليّ فتحدّثنا عنها في ترجمته في الكتاب.
(3)
«خلاصة الأثر» لمحمد أمين بن فضل الله بن محبّ الله محمّد المحبّي الحمويّ الأصل الدّمشقيّ الحنفيّ (ت 1111 هـ).
أخباره في «سلك الدّرر» : (4/ 86). والكتاب مطبوع مشهور.
تسهيلا لمراجعة المستفيد، ومن الله تعالى أسأل التّوفيق والتّأييد والتّسديد. وهذا أوان الشّروع في المقصود، بعون الملك المعبود، مفيض الخير والجود. (لا إله إلّا هو عليه توكّلت وإليه أنيب.)
«حرف الهمزة»
1 -
إبراهيم بن أحمد
(1)
بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي المقدسيّ الصّالحيّ
.
1 - ابن عبد الهادي المقدسيّ، (726 - 800):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 218)، و «المنهج الأحمد»:(475)، و «مختصره»:(172)، و «التسهيل»:(2/ 14). وينظر: «ذيل التّقييد» : (145)، و «المنهج الجليّ»:(229)، و «الدّرر الكامنة»:(1/ 11)، و «إنباء الغمر»:(2/ 23)، و «معجم ابن حجر»:(29)، و «العقود» للمقريزي»:(1/ 147)، و «القلائد الجوهريّة»:(2/ 420)، و «الشّذرات»:(6/ 363).
جاء في هامش الأصل بخط المؤلّف- رحمه الله: - عند قوله الصالحي- «نسبة إلى صالحية دمشق، ولله در من قال فيها: -
(1)
استدرك الشيخ سليمان بن عبد الرّحمن الصّنيع- رحمه الله على المؤلّف في هامش الأصل: إبراهيم بن إبراهيم بن محمّد بن عبد القادر بن محمّد بن عبد القادر، المحبّ، أبو الفضل بن البرهان بن البدر، أبو عبد الله الجعفريّ المقدسيّ النّابلسيّ الحنبليّ
…
(ت بعد 880 هـ). عن «الضّوء اللامع» : (1/ 7)، وهو في «التّسهيل»:(2/ 104). عنه أيضا.
قال في «الدّرر» : أحضر على الحجّار في الرّابعة، وأجاز له الختنيّ
(1)
والوانيّ وجماعة من المصريّين، وسمع من ابن الرّضيّ وغيره.
مات سنة ثمانمائة.
-
الصّالحيّة جنّة
…
والصّالحون بها أقاموا
فعلى الدّيار وأهلها
…
منّي التّحيّة والسّلام»
ولم تختم بتصحيح.
أقول: البيتان لابن قاضي الجبل كما سنذكر في ترجمته إن شاء الله.
قال ابن مفلح: «أخو الحافظ شمس الدّين، ويعرف ب" القاضي"
…
وحدّث، سمع منه شيخنا الحافظ ابن حجر».
قال الحافظ ابن حجر في «معجمه» : «إبراهيم بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد ابن عبد الهادي بن يوسف بن محمّد بن قدامة المقدسيّ ثم الصّالحيّ، برهان الدّين بن عماد الدّين، يعرف ب" القاضي".
ولد سنة 726، وأحضر على أبي العبّاس الحجّار في الرّابعة، وسمع من قوله- في «الذكر» للفريابيّ- ما روى في الدّعاء إلى آخر الكتاب، على أحمد بن على الجزري
…
قال الحافظ: ومن مسموعاته: الأول والثاني من «حديث يحيى بن معين» رواية أبي بكر أحمد بن علي المروزي جمعه على أبي بكر بن محمد بن الرّضي، وزينب بنت-
(1)
هو يوسف بن عمر بن حسين. قال الحافظ ابن حجر: بضمّ المعجمة وفتح المثناة الخفيفة وبعدها نون (ت 731 هـ). «الدّرر» : (5/ 242) منسوب إلى ختن مدينة بالترك. كذا قالالحافظ أيضا في «التبصير» : (1/ 300)، وذكر يوسف هذا.
ويراجع: «الأنساب» : (5/ 249)، و «معجم البلدان»:(2/ 347).
2 -
إبراهيم بن أحمد بن يوسف النّجديّ ثمّ الدّمشقيّ، الفقيه النّبيه، الفاضل، المحقّق
.
- الكمال، بإجازتهما من سبط السّلفيّ (أنا) السّلفي، (أنا) أبو عبد الله الرّازي، (أنا) عليّ بن محمد الفاسي، (أنا) عبد الله بن النّاصح عنه، و «مناقب معروف الكرخي» تأليف أبي الفرج ابن الجوزي سمعه على محمد بن أحمد بن تمام، وأحمد بن محمد بن خازم، وأبي بكر بن الرضي، ومحمد بن أبي بكر بن طرخان بسماع الأول والثاني لجميعه، وسماع الثالث للأول والرابع للثاني كلهم عن أحمد بن عبد الدائم لسماعه منه، وسمع «الشّمائل» على المشايخ الثّلاثة الآتي ذكرهم في ترجمة عبد الله بن خليل.
أقول: «مناقب معروف» لابن الجوزي طبع بتحقيق الدّكتور عبد الله الجبوري في بغداد.
قال المقريزيّ في «العقود» : «وله أخ اسمه إبراهيم» ولم يذكر من أخباره شيئا، وهل هو من أهل العلم مثلا؟! يراجع:«الدّرر الكامنة» : (3/ 185).
2 -
ابن يوسف النّجديّ الأشيقريّ، (1146 - بعد 1192 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (333)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(136)، و «التّسهيل»:(2/ 179). وينظر: «علماء نجد» : (1/ 100).
ويظهر لي أنّ المؤلّف- رحمه الله لم يرجع إلى مصدر في ترجمة المذكور، فلم يذكر من أخباره ما يفيد ذلك. ولعل أهمّ ترجمة له ما ذكره الغزّي في «النّعت الأكمل»؛ قال: «إبراهيم بن أحمد ابن إبراهيم بن سليمان بن أبي يوسف النّجدي الأصل والشهرة، الأشيقري نسبة إلى بلدة من بلاد نجد، نزيل دمشق، الشّيخ، الفاضل، الفقيه، المحصّل، اللّبيب، الصّالح، النّاسك، المتقشّف، الفرضيّ، بقيّة السّلف الصّالح، أبو إسحاق، برهان الدّين.-
كان من تلامذة الشّيخ محمّد بن فيروز، وأظنّ ووالده، ثمّ ارتحل إلى بلد الزّبير
(1)
وغيره، ثمّ قطن دمشق مدّة سنين إلى أن توفّي قبل سنة 1179 ولم
- ولد في بلدة أشيقر- بالتّصغير- في منتصف جمادى الآخرة سنة ستّ وأربعين ومائة وألف، وقرأ القرآن العظيم على الشّمس محمد بن أحمد بن سيف، وأحمد بن سليمان [بن علي بن مشرّف] النّجديين. وأخذ بعد ذلك في طلب العلم فقرأ مبادئ الفقه ك «دليل الطّالب» على خاله الشّيخ عثمان بن عبد الله [بن شبانة]، وحجّ من بلاده ثلاث مرّات، وفي المرّة الأخيرة قدم دمشق صحبة الرّكب الشّامي فدخلها في صفر سنة إحدى وثمانين ومائة
…
» وذكر شيوخه.
ثم قال الغزّي أيضا: «ونبل قدره، وعلا ذكره، ودرس في الجامع المعمور الأموي بعد وفاة شيوخنا، وأقبلت عليه الحنابلة، وانتفعوا به، وصار مرجعا في مسائل المذهب ودقائقه، وتزوج في آخر عمره، وصار له عدّة أولاد، وكان فقيرا صابرا
…
وكنت كثيرا ما أراجعه في مسائل تشكل عليّ من مذهب أحمد
…
».
ورفع نسبه الشّيخ عبد الله بن عبد الرّحمن البسّام إلى الوهبة من بني حنظلة من تميم.-
(1)
الزّبير: اسم مدينة في جنوب العراق قرب البصرة، استوطنها النّجديّون، ولهم فيها إمارة واجتمع فيها كثير من الفضلاء من أهل العلم، وهم من الحنابلة، ذكر المؤلّف جملة صالحة منهم يراجع: إمارة الزّبير في ثلاث مجلدات تأليف الأستاذين الفاضلين: عبد الرزاق الصانع، وعبد العزيز بن عمر العلي، وطبع في الكويت سنة 1408 هـ، فما بعدها، في أربعة أجزاء.
ولا أظنّها هي المقصود بالزّبير المذكور في «معجم البلدان» : (3/ 132). وأمّا هذه فهي باسم الصّحابي الجليل الزّبير بن العوّام- رضي الله عنه، وهناك قبره فيما يقال. والله تعالى أعلم.
ينقطع عن التّدريس والإفادة والاستفادة إلى قرب وفاته. وأخذ عنه جمع من الفضلاء وكتب على مسائل عديدة، وأجاب بأجوبة مفيدة. رحمه الله.
3 -
إبراهيم بن أبي بكر بن إسماعيل الذّنابيّ العوفيّ، - نسبة إلى عبد الرّحمن ابن عوف رضي الله عنه الصّالحيّ الأصل، المصريّ المولد والوفاة
.
وقال الشّيخ ابن بسّام: «قلت: رأيت الجزء الثّاني من «شرح منتهى الإرادات» للشّيخ منصور البهوتي بقلمه في مكتبة الأزهر بالقاهرة، قال في آخره: انتهى بقلم إبراهيم ابن أحمد بن إبراهيم بن سليمان بن يوسف النّجديّ الحنبليّ عام 1187 هـ».
ورأيت- أنا الفقير إلى الله تعالى- عبد الرّحمن بن سليمان العثيمين هذا الجزء ونسخة من إجازة الشيخ محمد بن أحمد الأثريّ للشّيخ إبراهيم لرواية الحديث مؤرخة سنة 1192 هـ في مجاميع الظّاهرية بدمشق. كان بودّي أن أوردها لولا خشية الإطالة.
وبهذا يعلم خطأ ما ذهب إليه المؤلّف- رحمه الله في سنة وفاته. والله المستعان.
* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- ابراهيم بن أحمد بن محمّد بن أحمد المنقور النّجديّ التّميميّ (ت 1175).
(تراجع ترجمة والده).
3 -
العوفيّ الدّنابيّ، (1038 - 1094):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (252)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(115)، و «تراجم متأخري الحنابلة»:(4)، و «التّسهيل»:(161).-
قال المحبّيّ: كان من أعيان الأفاضل، له اليد الطّولى في الفرائض والحساب، مع التّبحّر في الفقه وغيره من العلوم الدّينيّة، نشأ بمصر وأخذ الفقه عن شيخ المذهب العلّامة الشّيخ منصور البهوتيّ، والحديث عن جمع من شيوخ الأزهر، وأجازه غالب شيوخه، وألّف مؤلّفات نافعة، منها:«شرح على منتهى الإرادات» في فقه مذهبه مجلّدات، و «مناسك الحجّ» وشرحه في مجلّدين، وكتاب «حدائق العيون الباصرة في الوباء والطّاعون وأحوال الآخرة»
(1)
مجلد ضخم، جم الفوائد والعوائد، ورسائل كثيرة في الفرائض والحساب
(2)
. وكان لطيف المذاكرة، حسن المحاضرة، قويّ الفكرة، واسع العقل، وكان فيه رئاسة وحشمة ومروءة، وكان من أكابر مصر في كمال أدواته وعلومه، مع الكرم المفرط والإحسان إلى أهل العلم والمتردّدين إليه، وكان حسن الخلق والأخلاق، وكان يرجع إليه في المشكلات الدّنيويّة؛ لكثرة تدبّره للأمور ومنازلته لها، وبالجملة فإنّه كان حسنة من حسنات الزّمان.
وكانت ولادته في القاهرة سنة ثمان وثلاثين
(3)
وألف، وتوفّي بها أيضا فجأة
- وينظر: «خلاصة الأثر» : (1/ 9)، و «تاريخ آداب اللغة العربية»:(3/ 304)، و «الأعلام»:(1/ 34)، و «معجم المؤلّفين:(1/ 72)، وفي «الأعلام» بدال مهملة.
(1)
منه نسخة خطّية في المكتبة الأزهرية.
(2)
جاء في هامش بعض النّسخ: «قلت: وله «بغية المتتبّع من الرّوض المربع»
…
».
(3)
في «النّعت الأكمل» : «سنة ثلاثين
…
» وفي «مختصر طبقات الحنابلة» : «سنة 1091 هـ» .
ظهر يوم الاثنين رابع عشر ربيع الثّاني سنة أربع وتسعين بعد الألف
(1)
/ وصلّى عليه ضحى يوم الثّلاثاء، ودفن بتربة الطّويل عند والده- رحمهما الله تعالى-.
(1)
من مؤلّفات العوفيّ كتاب «تراجم الصّواعق في واقعة الصّناجق» ، طبع في المعهد الفرنسي بالقاهرة سنة 1986 م بتحقيق الدّكتور عبد الرّحيم عبد الرّحمن عبد الرّحيم، ولم يستطع المحقّق الكريم التّعرف على شخصيّته إلا من خلال ما دون على نسخ الكتاب المذكور دون الرّجوع إلى مصادر، قال:«وقد سكت هو نفسه عن الحديث عن نفسه أو عن أسرته، كما سكتت المصادر المعاصرة عن ذلك» ؟!
وهذا أمر في منتهى الغرابة فكيف سكتت عنه المصادر المعاصرة، وهو مترجم في المصادر التي ذكرتها. وقد تحدّث المؤلّف عن نفسه في مؤلّفاته وأحال في بعضها على بعض، وذكر بعض شيوخه ومعاصريه.
وكنت أودّ أنّ المحقّق الفاضل رجع إليها وقرأها، وها هو كتابه: «حقائق العيون
…
» في مكتبة الأزهر بمصر مواطن المحقّق جمع فيه لمعا من حياته. وقد أبعد المحقق النّجعة حين قال: و «لم يتوقّف عن الكتابة إلا عام 1113 هـ، سنة كتابة نسخة دار الكتب، ونسي أنّه نقل عن بروكلمان في «الصّفحة نفسها أنّه أتم كتابه في 17 رجب سنة 1068؟! فأيّهما الصّواب؟!
وله كتاب في الفرائض في الأزهرية رقم (562 بخيت 44622) بخطه ورسائل كثيرة في مسائل متفرّقة، ومنسك
…
وغيرها.
- وذكر الأستاذ الزّركلي في «الأعلام» : (1/ 34) إبراهيم بن أبي بكر التّونيّ الصّالحيّ قال: «له مجمع الطّرقات في بيان قسمة التّركات بخطه سنة 1092 هـ في الأزهرية» .
وما أظّنّ المذكور إلا صاحبنا لا غير تحرّفت فيه «العوفي» إلى «التّوني» . والله أعلم.
4 -
إبراهيم بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر بن إسماعيل بن عمر بن بختيار الصّالحيّ الدّمشقيّ، ناصر الدّين المعروف ب «ابن السّلّار»
.
قال في «الدّرر» : ولد سنة أربع وسبعمائة. وسمع من أبي عبد الله بن أحمد بن تمّام، وأبي عبد الله بن الزّرّاد، وأبي عليّ بن الشّرف بن الحافظ، ومحمّد بن عبد الرّحمن البجديّ
(1)
، وستّ الفقهاء بنت الواسطيّ، وأجاز له شرف الدّين الحافظ الدّمياطيّ فكان خاتمة أصحابه بالإجازة، وأجاز له أيضا سبط زيادة
(2)
. وكان أديبا، فاضلا، ناظما، حدّث بالكثير. وتوفّي في شعبان
4 - ابن السّلّار، (704 - 794):
لم يذكره ابن مفلح ولا العليمي فهو مستدرك عليهما.
أخباره في معجم ابن ظهيرة «إرشاد الطّالبين» : (219)، و «ذيل التّقييد»:(147)، و «المنهج الجلي»:(13)، و «الدّرر الكامنة»:(1/ 22)، و «إنباء الغمر»:(1/ 440، 441)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(3/ 1/ 434)، و «شذرات الذّهب»:(6/ 440، 441).-
(1)
في «الإنباء» وغيره: «النّجدي» ، وصوابها البجديّ أو البجّديّ بالتّخفيف والتّشديد نسبة إلى قرية في بلاد الشّام.
قال الحافظ ابن حجر: «محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن بن عليّ البجديّ- بفتح الموحدة والجيم نسبة إلى بجد قرية من الزّبداني- الصّالحيّ الحنبليّ
…
». توفّي سنة 722 هـ. أخباره في «الدّرر الكامنة» : (3/ 413)
…
وغيرها.
(2)
هو الحسن بن عبد الكريم (ت 712 هـ) ذكره الحافظ الذّهبي في «معجمه» ، وقال:
المالكي المؤدّب بمصر
…
المقرئ .. «معجم الذّهبي» : (1/ 210)، و «الوافي بالوفيات»:(12/ 73)، و «غاية النهاية»:(1/ 217)،
…
وغيرها.
سنة أربع وتسعين وسبعمائة، وهو من شيوخ أبي حامد ابن ظهيرة بالسّماع.
- ونسختي من المعجم المذكور «إرشاد الطّالبين» هي نسخة مكتبة وزارة الأوقاف الكويتيّة، وهي نسخة جيدة جدا، نجدية الأصل، قديمة الخطّ، جيدة الضّبط إلى حدّ ما، تملكها وقرأها شيخ شيوخنا العلّامة النّسابة إبراهيم بن صالح بن عيسى رحمه الله الأشيقري الأصل العنيزي الإقامة والوفاة تفضّل بإهداء صورتها صديقنا الفاضل د. موفق بن عبد الله بن عبد القادر جزاه الله خيرا. وابن ظهيرة المذكور صاحب المعجم: محمّد بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عطيّة بن ظهيرة القرشيّ المكّيّ، أبو حامد جمال الدّين ت 817 هـ قاضي مكة وخطيبها ومفتيها. أخباره في:«العقد الثمين» : (2/ 53)، و «الضّوء اللامع»:(8/ 92).
أمّا صاحبنا ابن السّلّار فقال تقيّ الدّين الفاسيّ في «ذيل التّقييد» : سمع على القاضي تقيّ الدين سليمان ابن حمزة المقدسي من قوله- في «صحيح البخاري» - سورة «عبس» إلى فضل سورة «الكهف» ، وحدث عنه من قوله سورة «طه» إلى فضل سورة «الكهف» بقراءة بدر الدّين ابن مكتوم
…
وأجاز له من مصر جماعة منهم الحافظ شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي وتفرّد بإجازته في الدّنيا.
قال ابن قاضي شهبة الأسديّ في «تاريخه» : «وقد وقفت له على فوائد ومجامع بخطّه مشتملة على أشياء غريبة» وذكر الحافظ ابن حجر في «إنبائه» نحوا من ذلك.
* وذكر ابن قاضي شهبة- رحمه الله أن والده توفّي سنة ستّ عشرة وثمانمائة.
أقول: ترجمة الحافظ ابن حجر في «الدّرر الكامنة» : (1/ 483)، وأثنى عليه وذكر نماذج من شعره، وذكر وفاته كما نقل ابن قاضي شهبة. ولم ينصّ على مذهبه، وقد وقفت على تملّك بخطّ يده على نسخة من «سفر السعادة» للإمام المقرئ علم الدّين علي بن محمّد عبد الصّمد السّخاوي (ت 643 هـ) محفوظة في مكتبة الظّاهرية بدمشق رقم (3185 - عام).
5 -
إبراهيم بن أبي بكر بن عبد الله الشّنويهيّ ثمّ القاهريّ، برهان الدّين، أحد صوفيّة الأشرفيّة
(1)
،
5 - الشّنويهيّ، (؟ - 898 هـ):
أخباره في «المنهج الأحمد» : (518)، و «مختصره»:(196).
وينظر: «الضّوء اللامع» : (1/ 34)، و «الشّذرات»:(7/ 360).
* وللشّنويهيّ المذكور ابنة تدعى زينب وتكنى أمّ الخير. ذكرها عبد العزيز بن فهد في ثبته ورقة 134، وروى عنها «سنن أبي داود» ، قال: «أخبرنا به المشايخ الثّلاثة
…
والأصيلة المسندة الكاتبة أمّ الخير زينب ابنة العالم إبراهيم الشّنويهي سماعا عليها من قوله في الجزء الثالث من تجزئة الخطيب «باب ما يجب على المؤذّن من تعاهد الوقت» إلى آخر الجزء، وانتهى إلى «باب أخذ الأجرة على القارئ» وإجازة لجميعه. ثلاثتهم مفترقين بالقاهرة في رحلتي الأولى إليها سنة سبعين وثمانمائة.
وللشّنويهي أيضا ابنة أخرى اسمها زليخة لها ذكر وأخبار.
(1)
يستقرئ المؤلف تراجم الحنابلة من كتب السير والتراجم مثل: «الضّوء اللامع» ، و «الدّرر» ، و «سلك الدّرر» ، وغيرها، وقد جرت عادتهم بذكر أحوال المترجم، ومنها مقامه في التصوف والطريقة التي أخذها، وإلباسه الخرقة، وما وقع له من كرامات، ومدى اعتقاد الناس فيه، والتبرك به، وإطلاق ألقاب التصوف عليه. وقد وقع ذلك في نقل نحو أربعين ترجمة، هي التراجم رقم 5: أحد صوفية الأشرفية، ورقم 15:
وحضور التصوف، ورقم 40: ولبس خرقة التصوف، ورقم 76: تحول للتصوف ومجالستهم
…
، ورقم 85: وأخذ الطريقة الخلوتية
…
، ورقم 102: وأخذ الطريقة الخلوتية والتصوف، ورقم 102: مع إلمامه بالتصوف والخلوة، ورقم 226:
والتصوف، ورقم: 261: كان صوفيا بالخاتونية، ورقم 285: شيخ الطريقة وأستاذ الحقيقة المريدين .. ورقم 300: ولبس الخرقة، ورقم 309: وأخذ طريق الخلوتية-
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
- ولقّنه الذكر
…
، ورقم 317: ولبس منه الخرقة، ورقم 352، 358: شيخ الطريقة والحقيقة، ورقم 388، 457، 463، 464: ألبسه الخرقة، ورقم 508: أخذ الطريقة الخلوتية، ورقم 630: المكاشف، ورقم 673: أخذ الطريقة القادرية، ورقم 37: وعادت عليه بركتهم، ورقم 156، 585، 578: وقصد للتبرك، ورقم 48: وقع له مكاشفات، ورقم 56، 134، 285، 350، 630، 664، 772: وقع لأهل الشام فيه اعتقاد عظيم
…
، ورقم 161: عن العارف بالله .. ، ورقم 207: القطب الرباني .. ، ورقم 507: فتح عليه الشافعي في القراءة من داخل القبر .. ، ورقم 665: رؤي بمكة يصلي وهو بالشام.
إلى غير ذلك من بدع في التصوف، ومخاريق، وضلالات غشيت من شاء الله من الأمة الإسلامية في مشوارها الطويل، بعد انقراض عصر الصحابة، والتابعين، لكن ما زال في كل عصر ومصر، هداة أعلام يقيمون الحجة، ويوضحون المحجة، ويزيلون ما علق بالأمة من أوهام، وخرافات، وبدع، وضلالات.
وقد كان لشيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى- في إنكار ذلك القدح المعلى، والمقام الأوفى، وأن كل الطرق إلى الله مسدودة إلا طريق الكتاب والسنة وأن قاعدة الشرع المطهر أن لا يعبد الله إلا بما شرع، وهذه طرق محدثة لا عهد للشريعة بها، ولم يعرفها سلف هذه الأمة وخيارها في صدرها الأول. وهكذا ما زال في كل عصر ومصر قائم لله بحجته، وقد طهر الله جزيرة العرب من هذه الضلالات على يد أئمة هداة، وأعلام دعاة إلى الكتاب والسنة فنابذوا التصوف، وكشفوا زيف الصوفية، وما يبهرجون به على العامة من رؤى، وكرامات، ومخاريق، وترهات ودوران حول ذوات الأشخاص من لحس الأيدي، وتقبيل الأكتاف، وتدفق الجرايات، نعوذ بالله من الهوى وأهله والحمد لله على نعمة الإسلام والسنة. والمؤلّف- تجاوز الله عنا وعنه--
ونزيل القراسنقريّة
(1)
.
قال في «شذرات الذّهب» : حفظ القرآن العظيم، و «العمدة» ، و «مختصر الخرقيّ» ، وكان من أخصّاء القاضي بدر الدّين البغداديّ
(2)
، وهو إمامه، وله رواية في الحديث، وأخذ عنه العلّامة غرس الدّين الجعبريّ
(3)
شيخ حرم سيّدنا الخليل عليه السلام، وذكره في أوّل «معجم شيوخه» ، واحترف بالشّهادة أكثر من ستّين سنة لم يضبط عليه ما يشينه
(4)
.
- لم يعقب أيّا من هذه النقول بشيء، ومن خلال تعاملنا مع الكتاب، نحسّ بميول المؤلف إلى شيء من التصوف، والله تعالى أعلم بحقيقة الحال.
نعم جرت عادة المؤلّفين في التراجم والسير، ذكر ما يقع لهم من أحوال المترجم مما له أو عليه، ولذا قال الحافظ العراقي- رحمه الله تعالى-:
واعلم بأن السّيرا
…
تجمع ما صح وما قد أنكرا
(1)
اسم مدرسة مشهورة بمصر في ذلك الزّمان في ضريح الملك الأشرف خليل بن قلاوون (ت 693 هـ). يراجع: «الجوهر الثمين» : (113)، قال:«بالقرب من مشهد السّيدة نفيسة» ، و «ذيل رفع الإصر»:(490).
(2)
هو محمّد بن محمّد بن عبد المنعم بن داود البغداديّ (ت 857). ترجم له المؤلّف في موضعه.
(3)
لعلّه خليل بن عبد القادر بن عمر الجعبري الأصل الخليليّ (ت 898 هـ).
(4)
النّصّ للعليميّ في «المنهج الأحمد» . قال: «كان من أصحاب قاضي القضاة بدر الدّين البغداديّ قبل ولايته القضاء مستقلا، وأثبت عدالته، وأذن له في تحمل الشّهادة سنة سبع وثلاثين وثمانمائة بإذن مستخلفه قاضي القضاة محبّ الدّين بن نصر الله البغداديّ
…
-
وتوفّي في القاهرة يوم الثّلاثاء تاسع عشر شعبان سنة ثمان وتسعمائة وقد جاوز الثّمانين.- انتهى-.
وقال في «الضّوء» : هو ممّن سمع على ابن الجزريّ في «مشيخة الفخر»
(1)
وغيرها، وأخذ عنه بعض الطّلبة، وكتب في الاستدعاءات- انتهى-.
قال تلميذه الشّيخ جار الله بن فهد القرشيّ المكّيّ في «تذييله على الضّوء» أقول: وهو ممّن أجازني سنة أربع عشرة وتسعمائة، وبلغني أنّه سمع
- ثم قال: توفي يوم الثّلاثاء تاسع عشر شعبان سنة ثمان وتسعين وثمانمائة بالقاهرة، وقد جاوز الثّمانين. رحمه الله تعالى».
أقول: الكلام المنقول عن جار الله بن فهد يحتاج إلى مراجعة، وإجازته له سنة 914 هـ فيها نظر فلعل في النّص خللا، أو لعلّه وهم في التاريخ فكيف يصح أن يأذن له في تحمل الشهادة سنة 837 هـ ثم يبقى إلى ما بعد سنة 914؟! إلا أن يكون قد تحمّلها دون العشرين، ولم أقف على تذييل ابن فهد حتّى أتبين نصّ كلامه.
وإذا كان قد احترف الشّهادة أكثر من ستين سنة وقدرنا أنّ أولها سنة 837 هـ فإن وفاته تكون حينئذ في حدود سنة 898 هـ كما هو مثبت، وإذا كان قد جاوز الثمانين فإن مولده يكون في حدود سنة 817 هـ. والله تعالى أعلم.
(1)
مشيخة ابن البخاري المذكورة هنا من أهم المشيخات وأجهودها وأكثرها نفعا وبركة وهما مشيختان لا مشيخة واحدة، إحداهما تخريج ابن الظّاهري وهي المشهورة والمعروفة عند الإطلاق. والأخرى تخريج ابن بلبان، وابن البخاري: علي بن أحمد ابن عبد الواحد المقدسي الحنبلي (ت 690 هـ) أخباره وأخبار مشيخته والحديث عنها في هامش «المقصد الأرشد» : (2/ 210 - 212).
على ابن الجزريّ «ثلاثيّات مسند إمامه أحمد» ، وعلى عبد الرّحمن الفهيّ بعض «السّنن الكبرى» للبيهقيّ، وحدّث بها جماعة.
ومات في أوّل القرن العاشر وقد قارب التّسعين.- انتهى-.
أقول: ما ذكره الشّيخ جار الله في تاريخ وفاته أصحّ؛ لأنّه أجازه سنة أربع عشرة وهو أعرف بذلك.
6 -
إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم، البدر المقدسيّ النّابلسيّ
.
قال في «الضّوء» : كان ينوب في الحكم بنابلس
(1)
، ويستحضر فقها جيّدا، ويتقن الفرائض، وسيرته مشكورة. مات في خامس رمضان سنة ثلاث وثمانمائة، وقد ناهز التّسعين، أرّخه شيخنا في «معجمه» و «إنبائه» ، وقال:
أجاز لأولادي.- انتهى
(2)
-.
6 - البدر ابن النّقيب النّابلسيّ، (؟ - 803 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 214)، و «المنهج الأحمد»:(477)، و «مختصره»:(173).
وينظر: «إنباء الغمر» : (2/ 150)، و «الضّوء اللامع»:(1/ 32)، و «الشّذرات»:(7/ 27).
(1)
نابلس: مدينة مشهورة بفلسطين أعادها الله إلى حضيرة الإسلام. قال ياقوت في «معجم البلدان» : (5/ 248): «بضمّ الباء الموحدة واللام
…
».
(2)
لم أعثر عليه في نسختي الأزهر من «معجم الحافظ ابن حجر» ، وإحداهما مسوّدة الحافظ بخطه؟! -
وقال في «الشّذرات» تفقّه على جماعة، منهم: ابن مفلح وغيره
(1)
، وله تعليقة على «المقنع» ، وتوفّي في الصّالحيّة، ودفن في الرّوضة.
7 -
إبراهيم بن حجّي الكفل حارسيّ، برهان الدّين، الشّيخ، الإمام، العالم
.
قال في «الشّذرات» : توفّي سنة إحدى وأربعين وثمانمائة. ذكره العليميّ./
7 - الكفل حارسيّ، (؟ - 841 هـ):
تفرّد بذكر هذه التّرجمة العليمي في «المنهج الأحمد» : (487)، و «مختصره»:
182، وعنه في «الشّذرات»:(7/ 242)، وعنهما نقل المؤلّف رحمهم الله تعالى. ولم يذكر العليمي إلا اسمه وتاريخ وفاته.
وقد ذكر العليميّ- رحمه الله ممّن ينسب هذه النّسبة.
- فرّاج الكفل حارسي (ت 820 هـ). يراجع: المنهج الأحمد»: ورقة 482.-
- قال ابن العماد في «الشّذرات» : «عماد الدّين أبو بكر إبراهيم بن العزّ محمّد بن العزّ إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر المقدسيّ ثم الصّالحيّ الحنبليّ المعروف ب «ابن الفرائضيّ» . ولا أدري هل هو المترجم هنا أو آخر غيره، والله تعالى أعلم.
قال البرهان ابن مفلح في «المقصد الأرشد» : «تفقه على جماعة منهم الجدّ رحمه الله
…
وبلغني أنّ له تعليقة على المقنع».
(1)
أقول: رأيت له منظومة نحوية نظم بها المقدمة المعروفة ب «الآجرّوميّة» لابن آجروم محمّد بن محمّد الصّنهاجيّ (ت 733 هـ)، وهي مقدمة مشهورة مختصرة في النّحو، نظم ابن النّقيب لها، في مجاميع الظّاهرية رقم (8177 عام)، أوّلها:
الحمد لله العليم الظّاهر
…
يعلم ما يكنّ في الضّمائر
وبعد فالنّحو جليل القدر
…
إليه كلّ طالب ذو فقر
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
- وعيسى بن علي الكفل حارسي (ت 861 هـ). «المنهج الأحمد» : ورقة 497.
- ومحمد بن مفلح الكفل حارسي (ت 865 هـ). «المنهج الأحمد» : ورقة 498.
- وسيذكر المؤلّف- رحمه الله بعد قليل: إبراهيم بن محمّد بن محمّد بن مفلح الكفل حارسي (ت 876 هـ).
- وعيسى بن عيسى الكفل حارسي (ت 844 هـ). «المنهج الأحمد» : ورقة 508.
سأذكر ما أورده العليمي عنهم في مواضعهم إن شاء الله تعالى.
وكفل حارس: المنسوب إليها يبدو أنها بلدة بفلسطين، لم ترد في «معجم البلدان» ولا في «الأعلاق الخطيرة» لابن شدّاد (فلسطين). قال العليميّ في ترجمة محمد بن مفلح (ورقة 498): (توفي يوم الأربعاء ثاني عشر جمادى الآخرة سنة خمس وستين وثمانمائة بكفل حارس ودفن بشرقي حرم المسجد الكبير، وكانت جنازته حافلة، رحمه الله تعالى». فيظهر منهذا أنها بلد إن لم تكن حي من أحياء إحدى المدن الفلسطينية الكبرى كبيت المقدس، أو نابلس، أو الخليل، أو غزّة. أعاد الله هذه الربوع والمواطن إلى حضيرة الإسلام وأعزّه الله بها وأعزّها به، فكم هي غالية على نفوسنا، وكم نجد من الأسى عند ذكرها وهي تحت وطأة الاحتلال إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- إبراهيم بن حمد- بفتحتين- بن عيسى (ت 1281). قاضي بلدان الوشم للإمام فيصل بن تركي.
يراجع: «علماء نجد» : (1/ 107).
- إبراهيم بن حمد- بفتحتين- بن مشرّف النّجدي، سبط الشّيخ المجدد محمّد بن عبد الوهاب رحمه الله، قتل شهيدا في أوائل المواجهة بين جيش إبراهيم باشا، -
8 -
إبراهيم بن خالد بن سليمان، برهان الدّين الدّارانيّ، الخليليّ، الشّهير ب «ابن خالد» . قاله النّجم عمر بن فهد في «معجمه»
(1)
.
- وجيش الإمام عبد الله بن سعود في الماويّة بالقرب من المدينة الشريفة سنة 1232 هـ.
يراجع: «علماء نجد» : (1/ 109).
- ووالده القاضي حمد بن عبد الوهاب بن عبد الله بن مشرف (ت 1194 هـ). قاضي مرات وهو زوج ابنة الشّيخ المجدّد محمد بن عبد الوهاب سأذكره في موضعه إن شاء الله.
يراجع: «علماء نجد» : (1/ 142).
- إبراهيم بن حجّي قاضي بلدة ثرمداء، ذكره ابن بشر في عداد تلاميذ الشيخ ابن حصيّن. وقال:«قاضي ثرمداء أيضا بعد ابن خميس المذكور» . وهو لم يذكر ابن خميس؟!
يراجع: «عنوان المجد» : (1/ 468).
8 -
ابن خالد الدّارانيّ الخليليّ، (؟ - 820 هـ):
لم يذكره ابن مفلح ولا العليميّ فهو مستدرك عليهما.
أخباره في «معجم الحافظ ابن حجر: (29). و «الضوء اللامع» : (1/ 43).
(1)
لم يرد في المطبوع من معجم النّجم ابن فهد. وهو في نسخة الهند من المعجم المذكور الورقة الأولى منه، وفيه بعد قوله «سمع منه الفضلاء»:«وأجاز في الاستدعاءات» .
والدّارانيّ: منسوب إلى داريا، من أكبر قرى الغوطة الجنوبية من دمشق.
يراجع «الأعلاق الخطيرة» ، مدينة دمشق:(13/ 183)، و «معجم ما استعجم»: -
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
- (2/ 539)، و «معجم البلدان»:(2/ 431). وهي نسبة على غير قياس.
قال الحافظ أبو سعد السّمعاني في «الأنساب» : (5/ 243، 244): «الدّاراني هذه النسبة إلى (داريّا) وهي قرية كبيرة حسنة من قرى غوطة دمشق، مضيت إليها لزيارة أبي سليمان [هكذا؟ ولا تشد الرّحال
…
] كان منها جماعة كثيرة من العلماء والمحدّثين قديما وحديثا؛ حدّثنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ من لفظه بدمشق. والنّسبة إلى هذه القرية بإثبات النون وإسقاطها، وأذكر أن شيخنا عمر بن أبي الحسن البسطاميّ قدم علينا مرو سنة ثمان وعشرين وجلس في خان البزارين للوعظ فجرى على لسانه في أثناء الكلام: قال أبو سليمان الدّاراني فقال عمّي الإمام أبو القاسم السّمعاني- رحمه الله: الدّراى فقلت أنا: - وكنت بين يديه- يقال: ذا وهذا، فإنّ في آخر الموضع إذا كان ألفا مقصورة فالمنتسب إليه بالخيار بين إثبات النون وإسقاطها كالداراني والداراي والصّنعاني والصنعائي فسكت عمّي ولم يقل شيئا».
ويراجع: «اللباب» : (1/ 482)، و «مختصر اقتباس الأنوار»:(1/ 52)، وقبس الأنوار» للبليسي:(2/ 109). قال الرّشاطي: «منسوب إلى دارا، وهو من شاذ النّسب، ودارا: من ديار ربيعة بينها وبين نصيبين خمسة فراسخ» ، وهو خلاف ما ذكر السّمعاني، وكلاهما ذكر المنسوب إليها أبو سليمان عبد الرحمن بن أحمد بن عطيّة المذكور، وذكر ياقوت الحموي (دارا) في «معجمه»:(2/ 418)، ثم ذكر (داريّا) 431، وقال: «وبها قبر أبي سليمان الدّارانيّ وهو عبد الرحمن بن أحمد بن عطيّة
…
».
ولداريا تاريخ قديم جمعه القاضي عبد الجبار الخولاني (ت بعد 365 هـ) نشر عدة مرات. وتاريخ آخر جمعه مفتي الشّام عبد الرحمن بن محمد العمادي (ت 1051 هـ) طبع بتحقيق عبده علي الكوشك سنة 1408 هـ.
قال في «الضّوء» : سمع من الميدوميّ
(1)
«المسلسل» ، و «جزء البطاقة»
(2)
، وغيرهما، وحدّث. سمع منه الفضلاء، كالجمال إبراهيم بن موسى المراكشي، وشيخنا الموفّق الآبيّ. وذكره شيخنا في «معجمه» ، وقال:
أجاز لبنتي رابعة.
مات في حدود العشرين وثمانمائة.
9 -
إبراهيم بن سليمان بن عليّ بن مشرّف التّميميّ، النّجديّ، الفقيه، النّبيه، التّقيّ، الصّالح
.
9 - ابن مشرّف التّميميّ، (1070 - 1141 هـ).
أخباره في: «عنوان المجد» : (2/ 372)، و «تاريخ ابن ربيعة»:(65)، «تاريخ المنقور»:(51)، و «تراجم المتأخرين»:(4)، و «التّسهيل»:(2/ 186)، و «علماء نجد»:(1/ 110)، ونقل عن المؤلّف، وتاريخ ابن عباد.
قال شيخنا ابن بسّام- حفظه الله: «قال الشّيخ المنقور في تاريخه: وفي سنة سبعين وألف ولد إبراهيم بن الشّيخ سليمان، وبهذا يعرف وهم ابن حميد في «السّحب الوابلة» وابن بشر في «عنوان المجد» حينما قالا: إنّه أخذ عن والده، فإنّ عمره يكون حين وفاة والده تسع سنين، وليست هذه السّنّ سنّ طالب العلم المستفيد».
أقول: لا اعتراض على ما قالاه؛ فإن الطّالب المبتدئ النّابه يأخذ منذ نشأته الأولى- لا سيما إذا كانت تربيته في بيت علم- وكان العلماء يحضرون أولادهم إلى حلقات-
(1)
الميدوميّ: محمد بن محمد بن إبراهيم (ت 754 هـ). «الدّرر» : (4/ 157).
(2)
جزء البطاقة من الأجزاء الحديثية المشهورة لحمزة بن محمد بن علي الكناني المصري (ت 357 هـ) ويعرف ب «مجلس البطاقة» نسخة كثيرة جدّا وطبع في الرياض 1412 هـ بمكتبة دار السلام.
ولد في بلدة العيينة
(1)
- تصغير عين-، وقرأ على والده علّامة الدّيار النّجديّة مؤلّف «المنسك» المشهور
(2)
، وقرأ على غيره من علماء نجد،
- كبار العلماء في الثّانية والثّالثة والرّابعة ولكنّ التّحصيل والحفظ والوعي والاستفادة تكون بعد السادسة في الغالب، وابن تسع سنين جدير بأن يحفظ القرآن، ويعيى أهمّ مبادئ القراءة والكتابة.
أما تحمّل الرّواية فإنّها لا تحصل- على التّحقيق- إلا بعد الخامسة عشرة، وفرق بين طلب العلم وأخذه، وتحمّل الرّواية.
وإبراهيم المذكور هو عمّ الإمام المجدّد شيخ الإسلام محمّد بن عبد الوهاب- رحمه الله.
- ولإبراهيم المذكور ابن هو: عبد الرّحمن بن إبراهيم بن سليمان بن علي توفّي سنة 1206 هـ ذكرته في موضعه من الاستدراك. وهي السّنة التي مات فيها شيخ الإسلام المجدد محمد بن عبد الوهاب- رحمهما الله-.
قال الفاخري: «كان فقيها» ، وقال ابن بشر:«كان عالما فقيها كاتبا» . يراجع:
«تاريخ الفاخري» : (124)، و «عنوان المجد»:(1/ 181)، ولم يذكره المؤلف.
قال الشّيخ إبراهيم بن عيسى: «والظاهر أن ذرية الشيخ إبراهيم بن سليمان بن علي انقطعت» .
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله: -
(1)
العيينة: بلدة مشهورة قديمة من بلاد اليمامة تقع إلى الشمال من مدينة الرياض.
تخرج بها علماء أفاضل وكانت حاضرة من حواضر نجد قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله وأثنائها لا تزال على تسميتها، وهي عامرة.
يراجع «معجم اليمامة» : (2/ 198).
(2)
المنسك مشهور مطبوع.
وتوجّهت همّته إلى الفقه، وانصرف إليه بكلّيّته، فحصّل، واستفاد، وأفاد، وكتب من كتب الفقه شيئا كثيرا بيده، وخطّه حسن مضبوط.
10 -
إبراهيم بن صدقة بن إبراهيم بن إسماعيل، المسند، المكثر، برهان الدّين أبو إسحاق بن فتح الدّين، المقدسيّ الأصل، الصّالحيّ، القاهريّ المولد والمنشأ
.
ويعرف أبوه ب «الصّائغ» بمهملة وأخرى معجمة وب «البزّاز» بمعجمتين، وهو ب «الصّالحيّ» ، قاله في «الضّوء» ، وقال: ولد سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة بالقاهرة، وأمّه خديجة بنت محمّد بن أحمد المقدسيّ خالة جدّة القاضي عزّ الدّين أحمد بن إبراهيم الكنانيّ الآتي لأمّه. نشأ فحفظ القرآن، و «العمدة» في الحديث، و «مختصر الخرقيّ» في الفروع، وعرض على
- إبراهيم بن سعيد بن سالم الأطرابلسي الحنبلي.
يراجع: «المنهج الجلي» : ورقة: 15.
- إبراهيم بن سيف النّجديّ (ت بعد 1250 هـ).
يراجع: «علماء نجد» : (1/ 116).
- وولده محمّد بن إبراهيم بن سيف (ت 1265 هـ)
يراجع: «علماء نجد» : (3/ 777).
10 -
ابن صدقة البزّاز، (772 - 852 هـ):
لم يذكره ابن مفلح ولا العليمي فهو مستدرك عليهما، وهو في «التّسهيل»:(2/ 61).
أخباره في «معجم ابن فهد» : (41)، و «الضّوء اللامع»:(1/ 55)، و «عنوان الزّمان»:(75)، و «التبر المسبوك»:(75)، والتّرجمة كاملة عن «الضّوء اللامع» .
ابن الملقّن والأبناسيّ، وابن حاتم، والعراقي، وأجازوا له، بل سمع على من عدا الأوّل، وكذا سمع على أمّه، والجمال الباجيّ، والنّجم بن رزين، والصّدر أبي حفص بن رزين، والعزّ أبي اليمن بن الكويك، وولده الشّرف أبي الطّاهر، والقرّاء الثّلاثة: الشّمس العسقلانيّ، وأبي البقاء بن القاصح، والزّين أبي الفرج عبد الرّحمن السّلماسي الحنفيّ، والزّين بن الشّيخة، والصّلاحين: البلبيسيّ، ومحمّد بن محمّد بن حسن الشّاذليّ، والشّهب الأربعة: ابن المنقر، وابن بكيرة، والسّويداويّ، والجوهريّ، والشّموس الأربعة: الرّفاء، وابن أبي زباء، وابن ياسين، والتّقيّ الدّجوي، والفخر القاياتي وآخرين. وأجاز له خلق ممّن لم أقف على سماع عليهم، فمنهم من المغاربة: أبو عبد الله بن عرفة، وأبو القاسم البرزاليّ، والقاضي ابن خلدون، والفخر أبو عمرو عثمان بن أحمد القيروانيّ، وأبو عبد الله السّلاويّ، ومن غيرهم من علماء مذهبه القاضي ناصر الدّين نصر الله بن أحمد الكنانيّ، والجلال نصر الله بن أحمد البغداديّ، ومن سائر النّاس السّراج الكوميّ، والتّنوخيّ، والعزيز المليجيّ، وابن أبي المجد، وابن الفصيح، والتّاج الصّرديّ، والشّمس الفرسيسيّ، والصّدر بن الإبشيطي والمناوي، وناصر الدّين بن الميلق، وعبد الكريم بن محمّد بن القطب/ الحلبيّ، والشّمس الحريريّ إمام الصرغتمشية
(1)
، والعلاء بن السّبع. واشتغل بالفقه وغيره، وأذن
(1)
مدرسة بناها الأمير سيف الدّين صرغتمش بجانب جامع ابن طولون سنة 757 هـ.
يراجع: «حسن المحاضرة» : (2/ 268)، وسيف الدّين المذكور، كان كبير الأمراء بدولة الملك الناصر حسن صاحب مصر، قال الفاسيّ: ولما غلب على السلطان-
له الشّرف عبد المنعم البغداديّ في التّدريس، وأثنى عليه وتنزّل في الجهات؛ كالشّيخونية
(2)
، وتكسّب بالشهادة وقتا ومهر فيها، ثم عجز وأقعدبمنزله، وقصده الطّلبة للسّماع، وأخذ عنه الفضلاء الكثير، وكنت ممّن حمل عنه أشياء كثيرة، أوردتها في ترجمته من «معجمي» . وكان خيّرا، ثقة، صبورا على التّحديث، لا يملّ ولا يضجر، محبّا في الحديث وأهله، قليل المثل في ذلك مع سكون ووقار، وربّما أورد الحكاية والنّادرة، وهو من محاسن المسندين.
11 -
إبراهيم بن عبد الخالق السّيليّ، برهان الدّين، شيخ الحنابلة بنابلس
.
11 - برهان الدّين السّيليّ، (؟ - 850 هـ تقريبا):
لم يذكره ابن مفلح.
أخباره في «المنهج الأحمد» : (492)، و «مختصره»:(184)، و «الشّذرات»:(7/ 267).
قال العليميّ: «ولم أطلع على تاريخ وفاته لكن رأيت ما يدلّ على أنّه كان موجودا في-
- في أمور كثيرة قبض عليه بالعشرين من شهر رمضان سنة تسع وخمسين وسبعمائة
…
وكان ذلك آخر العهد به،
…
وهو صاحب المدرسة المشهورة عند جامع ابن طولون
…
«العقد الثمين» : (45)، ويراجع:«الدّرر الكامنة» : (2/ 305)، و «الدّليل الشّافي»:(1/ 353)، و «ذيل رفع الإصر»:(493).
(2)
- نسبة إلى الأمير سيف الدّين شيخون العمري (ت 758 هـ).
يراجع: «حسن المحاضرة» : (2/ 266).
و «أخبار الأمير في: «الدّرر الكامنة» : (2/ 293)، و «النّجوم الزّاهرة»:(1/ 324).
قال العليميّ: كان من أهل العلم، ويقصده النّاس للكتابة على الفتوى، وعبارته حسنة جدّا، لكنّ خطّه في غاية الضّعف. توفّي بمكّة المشرّفة سنة خمسين وثمانمائة، ودفن بباب المعلاة
(1)
. قاله في «الشّذرات» .
12 -
إبراهيم بن عبد الرّحمن بن حمدان بن حميد- بفتح الحاء-، برهان الدّين ابن زين الدّين العنبتاويّ- بفتح المهملة والنّون، وسكون الموحّدة، بعدها فوقانيّة-، نسبة إلى «عنبتا» قرية من قرى جبل نابلس، المقدسيّ ثمّ الصّالحيّ، أخو أحمد الآتي
.
- شهر شوّال سنة خمسين وثمانمائة، وتوفي بعد ذلك بيسير فإنه حجّ إلى بيت الله الحرام وكانت وفاته بمكة المشرّفة، ودفنن بباب المعلاة».
أقول: ولم أجده في إتحاف الورى.
12 -
ابن حميد العنبتاويّ، (783 - 850 هـ):
لم يذكره ابن مفلح ولا العليمي، ولا ابن عبد الهادي. ولم يذكره ابن رجب، ولو ذكره لدخل في شرطه؛ لأنه مات في السنة التي مات فيها ابن القيم رحمهما الله.
أخباره في «معجم ابن فهد» : (335)، و «الضّوء اللامع»:(1/ 58).
(1)
المعلاة: هي مقبرة أهل مكّة مشهورة بهذه التّسمية حتى يومنا، وهي في منطقة تسمّى الحجون وربما سميت المقبرة ب «مقبرة الحجون» ولمجد الدّين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي صاحب «القاموس» كتاب اسمه «إثارة الحجون في تاريخ الحجون» ذكر فيه وفيات العلماء والمشاهير من لدن الصّحابة حتى عصره وتعقبه فيه عدد من العلماء منهم الشّيبي المكّي: لأنّه أخطأ في ذكر وفيات ظنّ أنها في الحجون، وهي في الشام ومصر وخراسان
…
، وهذه المقبرة الآن تعرف ب «المعلاة» - كما قلت- ولا يزال يدفن بها.
قال في «الضّوء» : ولد سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة بصالحيّة دمشق، وقرأ بها القرآن، وصلّى به رمضان، وحفظ تصنيف والده الّذي اختصر فيه «الانتصار» للقاضي كمال الدّين
(1)
المرداويّ، وسمّاه «الإحكام في الحلال والحرام» ، و «عمدة الفقه» للموفّق بن قدامة، و «ألفيّة ابن مالك» ، وعرض على القاضي الشّمس النّابلسيّ، وبحث في الفقه على الشّمس القباقبيّ الصّالحيّ، والشّهاب يوسف المرداويّ، وفي النّحو على الثّاني، وسمع على المحبّ الصّامت، وموسى بن عبد الله المرداوي، وأبي حفص البالسيّ في آخرين، منهم: ناصر الدّين بن زريق، وعائشة بنت ابن عبد الهادي.
وحدّث، سمع منه الفضلاء كصاحبنا ابن فهد. وكان عدلا، ديّنا، مواظبا على الجماعات، مقبلا على شأنه، سليم الفطرة، نشأ على خير، وكان يحكي كرامة وقعت له مع خليفة الأزهريّ
(2)
السّنّيّ، وقد باشر الشّهادة بجامع بني أميّة، ثمّ انقطع للمتجر، وتردّد إلى القاهرة بسببه غير مرّة، وطاف العجم والرّوم وعرف لسانهما، ومع ذلك فلم يتيسّر له الحجّ.
(1)
هكذا بخط المؤلف رحمه الله، وهكذا هي بنسخة تلميذه صالح بن عبد الله البسّام
…
وغيرهما من النسخ، وهي سبق قلم من الشيخ فالمرداويّ صاحب «الانتصار» جمال الدّين، لا كمال الدين، وكذلك ذكر المؤلف نفسه في ترجمته.
يراجع: «يوسف بن محمد بن عبد الله .. » في موضعها من الكتاب.
ووالده عبد الرحمن بن حمدان مذكور في موضعه من الكتاب.
(2)
هو خليفة المغربي الأزهري، قال السّخاوي: شيخ معتقد انقطع به للعبادة نيفا وأربعين سنة. مات فجأة بالحمّام في حادي عشرى المحرم سنة تسع وعشرين [وثمانمائة]. يراجع: «الضّوء اللامع» : (3/ 187).
أقول: وكذا في «معجم» النّجم بن فهد، بل جميع هذه التّرجمة بالحرف منقولة منه، وكثير من التّراجم
(1)
.
13 -
إبراهيم بن عبد الرّحمن بن سليمان الصّالحيّ، ويعرف والده ب «أبي شعر»
.
13 - ابن أبي شعر، (؟ - 841 هـ):
من آل قدامة، ووالده عبد الرّحمن بن سليمان، أبو شعر من كبار علمائهم، ذكره المؤلّف في موضعه من الكتاب.
أخبار إبراهيم في «المنهج الأحمد» : (491)، و «مختصره»:(182).
وينظر: «الضّوء اللامع» : (1/ 59).
ورأيت في «عمدة المنتحل وبغية المرتحل» للحافظ تقيّ الدّين محمد بن فهد الهاشميّ المكّي (ت 871 هـ) - ولديّ منه نسختان ولله الحمد- مجموعة من الاستدعاءات والإجازات لعدد من العلماء أجازهم التّقي وكتب بخطّه، وذكر منهم إبراهيم ابن عبد الرّحمن هذا. في مواضع منها: ورقة 117 قال: «ولبرهان الدّين إبراهيم بن العلّامة شيخ الإسلام زين الدّين عبد الرّحمن بن سليمان بن أبي الكرم-
(1)
ترجمته في «معجم النّجم ابن فهد المطبوع «مختصره» . ثم رأيتها في المعجم المخطوط «نسخة الهند» .
وزاد النّجم ابن فهد: «سمع من المحب الصامت جزءا من حديث العتيقي والنّخشبيّ، ومن موسى بن عبد الله المرداوي «المنتقى الصّغير من الغيلانيات» ومن عبد الله الحرستاني وعمر البالسي، وعلي بن أحمد المرداوي بعض «الشّمائل» للترمذي، وحدّث، وهو رجل دين يقاتل على حسبه، مع مواظبته على الصّلاة مع الجماعة».
قال في «الضّوء» : سمع- مع والده- من شيخنا «المسلسل» ، و «القول المسدّد في الذّبّ عن مسند الإمام أحمد» للحافظ ابن حجر من تصانيفه، ولا أشكّ أنّه سمع على جماعة من كبار مسندي بلده سيّما حافظه ابن ناصر الدّين، وحجّ مع أبيه سنة تسع وثلاثين/ وجاور، وسمع على التّقيّ بن فهد، وأبي الفتح المراغيّ، وقرأ على الشّمس الصّالحيّ، وأبي اليمن النّويريّ، والأميوطيّ وغيرهم، ورجع فمات في سنة إحدى وأربعين وثمانمائة في حياة أبيه.
- الحنبلي
…
». وينظر: ورقة 120، وذلك بجامع رأس العين ببعلبك، سنة 837 هـ. وفي ورقة 121، قال: «
…
وللأخوان الخطيبان شمس الدين محمد، وجمال الدين عبد الله ابني أحمدبن علي بن أحمد بن محمد بن سليمان بن حمزة المقدسي العمري وأخوهما لأمّهما برهان الدّين إبراهيم بن عبد الرّحمن بن سليمان ابن أبي الكرم بن محمّد الصّالحيّ الحنبليّ
…
» وذلك سنة 837 هـ بمدرسة أبي عمر بسفح قاسيون ظاهر دمشق، وكرر المؤلف مثل ذلك في ورقة: 125 وذلك سنة 838 هـ بالخانقاه الصّلاحية سعيد السّعداء بالقاهرة المعزية، وكرّر مثل ذلك ورقة:
127 سنة 839 بمكة المشرفة والمدينة النّبوية. وكرره ورقة: 128 سنة إحدى وأربعين وثمانمائة في المدينة الشريفة، وهو العام الذي توفي فيه المترجم، وذكر استدعاءات بعد ذلك لم يذكره فيها رحمهم الله تعالى أجمعين. وتكرر ذكره في «ثبت أبي البقاء بن زريق» أيضا بمثل ذلك.
وذكر ابن فهد- رحمه الله في مواضع من كتابه المذكور ابن عم المترجم أحمد بن عبد الرّزاق بن سليمان بن أبي الكريم
…
سنذكر في موضعه إن شاء الله. وهو ممّن يستدرك على المؤلفين في طبقات الحنابلة.
14 -
إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن سيف، الوائليّ نسبا، النّجديّ أصلا، المدنيّ مولدا ومنشأ ووفاة، العلّامة الفهّامة، المحقّق، المدقّق
.
14 - ابن سيف المدنيّ المجمعيّ النّجديّ، (؟ - 1189 - هـ).
العلّامة الفرضيّ.
أخباره في «مختصر طبقات الحنابلة» : (174)، و «تراجم متأخري الحنابلة»:(4)، و «التّسهيل»:(2/ 184).
وينظر: «تاريخ بعض الحوادث» : (34)، و «الأعلام»:(1/ 50)، و «علماء نجد»:(1/ 134)، و «معجم المؤلفين»:(1/ 50).
هو من بيت علم في أصله وفرعه، ولم يذكر منهم المؤلّف إلا المترجم.
- ووالده عبد الله بن إبراهيم بن سيف مولده في المدينة النبوية وفيها وفاته سنة 1140 هـ وذكره المؤلّف في ذيل ترجمة ابنه كما ترى، وهو صاحب منزلة عالية في العلم سافر في طلبه إلى الشّام والتقى بعلمائها، وأخذ عن جمع منهم ابن الصّائغ العنيزيّ والشيخ أبي المواهب، والشّيخ فوزان بن نصر الله النّجديّ
…
وأخذ عنه جمع من العلماء في مقدمتهم ابنه المذكور، وشيخ الإسلام المجدّد محمد ابن عبد الوهاب، والشّيخ محمّد بن عفالق الأحسائي
…
يراجع: «عنوان المجد» : (1/ 186)، و «تاريخ بعض الحوادث»:(34)، و «تحفة المحبين»:(386)، و «علماء نجد»:(2/ 501).
له قصيدة مشهورة على ألسنة العوامّ في نجد، وهي في ذمّ الدّخان منها:
يا مولعا بدخان النّار تشربه
…
وتدّعي الحلّ فيه هات برهانا
أورد عليه دليلا كي تحلّله
…
لا فلسفات وتغليطا وبهتانا
- وجدّه إبراهيم بن عبد الله الشّمّريّ المجمعيّ هو الذي انتقل من المجمعة إلى المدينة، بعد أن قام على بيته وجعل بعضه مسجدا يعرف بمسجد إبراهيم، وجعل-
ولد في المدينة المنوّرة، ونشأ بها، فقرأ على علمائها والواردين إليها من علماء الأقاليم، فبرع في الفقه والفرائض والحساب، وشارك في جميع
- بعضه بستانا على المسجد وأوقف بعض عقاره على إمام المسجد
…
».
وأخوا المترجم:
- محمد بن عبد الله، توفي سنة 1145 هـ.
يراجع: «تحفة المحبين» : (387).
- وسعد بن عبد الله، توفي سنة 1193 هـ.
يراجع: «تحفة المحبين» : (387).
- وابن المترجم: عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن سيف، (ت؟).
يراجع: «علماء نجد» : (2/ 505).
وهؤلاء جميعا ممّن يستدرك على المؤلّف.
وكتابه «العذب الفائض
…
» شرح ل «ألفية الفرائض» التي نظمها الشيخ صالح بن حسن البهوتيّ الآتي ذكره إن شاء الله تعالى.
رأيت من «الألفيّة» نسخا، ورأيت من «الشّرح نسخة خطّيّة في المكتبة المركزية في جامعة الإمام. والشّرح مطبوع مشهور.
وقول المؤلّف في ترجمته: «الوائليّ» خطأ ظاهر فالمترجم (شمّريّ) طائيّ قحطانيّ، لا وائليّ ربعيّ عدنانيّ.
وهناك بيت من بيوت العلم والدّعوة هو بيت (آل سيف) غير المذكورين هنا من أهل بلدة (ثادق) عاصمة منطقة المحمل من بلدان اليمامة في نجد منهم:
- إبراهيم بن سيف. مولده بثادق، ورحل إلى الدّرعية، فقرأ بها على عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وحمد بن ناصر بن معمّر، وعبد العزيز الحصيّن، عيّن قاضيا في عمان، ثم عيّنه الإمام عبد الله بن سعود قاضيا في بلدان سدير، قال-
الفنون، وانتهت إليه رئاسة المذهب في الحجاز سيّما علم الفرائض فإنّه فيه لا يجارى ولا يبارى، إليه فيه الغاية، وعنده منه النّهاية، فكان يرحل إليه لأجله،
- ابن بشر في «عنوان المجد» : (1/ 424): «وعلى ناحية سدير شيخنا القاضي إبراهيم ابن سيف» . واستقر بعد خراب الدّرعية في رأس الخيمة.
يراجع: «عنوان المجد» : (1/ 451).
ثم عاد إلى نجد بعد ظهور الإمام تركي فلزمه في حروبه، قال ابن بشر في «عنوان المجد» في شأن الإمام تركي: «وكان أكثر من يغزو معه من قضاته الشّيخ إبراهيم بن سيف؛ لأن آل الشيخ مشغولين (كذا؟) بالتّدريس والتّعليم
…
» وذكر دروسه التي كان يلقيها، وأهمّ الكتب التي كان يقرأها وأهمها «السّياسة الشّرعيّة» لشيخ الإسلام ابن تيميّة
…
ثم لازم الشّيخ ابنه الإمام فيصل بن تركي «عنوان المجد» : (2/ 132) في حربه سنة 1250 هـ، ولم تظهر للشيخ أخبار إلا سنة 1257 هـ حيث دخل بيته الأمير عبد الله ابن إبراهيم بن ثنيان فبايعه بالإمامة، فلا بد أنه كان في قضاء الرياض للإمام فيصل الذي قبض عليه
…
قال ابن بشر- رحمه الله في ترجمة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الحصيّن: «وأخذ عنه أيضا الشيخ العالم، الزّاهد، العارف، النّاسك، العابد، المشار بالتعظيم إليه، والمتّفق بالثناء عليه، الورع، العفيف شيخنا إبراهيم ابن سيف، قاضي ناحية سدير لعبد الله بن سعود، ثم كان قاضيا في الرياض في زمن تركي بن عبد الله وابنه فيصل
…
»
…
، ولا تعلم سنة وفاته، هذه أخباره التقطتها من «عنوان المجد» - كما ترى- وهي أخبار تدلّ على مكانة الشّيخ وإمامته، أخباره غير مسطّرة سوى هذه النّتف شأن كثير من علماء الدّعوة، فإذا كان هذا شأن مشاهيرهم فاعلم أنّه فقد من أخبار علمائنا الشيء الكثير، وهم في زمن قريب جدا من زماننا، إذا قسنا ذلك بما لنا من تراث واسع عريض.-
ويرسل إليه كلّ عويص؛ فينعم بحلّه، وصنّف كتابه «العذب الفائض شرح ألفيّة الفرائض» جمع فيه جمعا بديعا، وحوى المذاهب الأربعة تأصيلا وتفريعا وأحصى علوم الحساب جميعا، فاشتهر في الآفاق، وتعجّبت من جمعه الحذّاق، وحصل على استحسانه الإجماع والوفاق، من أهل المذاهب على الإطلاق، فقرأه عليه جمع جمّ، وتناسخته الأفاضل، وسارت به الرّكبان، وصار مرجع أهل هذا الشّان، إلى هذا الآن.
- وللشّيخ المذكور أخوان فاضلان عالمان هما:
- الشّيخ غنيم بن سيف (ت 1225 هـ).
- والشّيخ عبد الله بن سيف (ت بعد 1225 هـ).
وليا القضاء في عنيزة للإمام سعود بن عبد العزيز، وليه الأول، ثم خلفه الثاني.
قال ابن بشر في «عنوان المجد» : (1/ 466) - في ترجمة الشّيخ عبد العزيز الحصيّن-: «وأخذ عنه أيضا أخو شيخنا المذكور غنيم بن سيف وعبد الله بن سيف القضاة (كذا؟) في بلد عنيزة من ناحية القصيم وغيرها زمن سعود» .
- وابن إبراهيم المذكور واسمه: محمد بن إبراهيم نذكره في موضعه إن شاء الله؛ لأنه من كبار العلماء.
وابن سيف هذا غير الشيخ محمد بن سيف قاضي بلد ثرمداء الذي ذكره ابن بشر أيضا في «عنوان المجد» : (1/ 468)، ولم يذكر شيئا من أخباره. تجدهما معا في موضعيهما من استدراكنا على حرف الميم إن شاء الله.
ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- إبراهيم بن عثمان المرداويّ.
يراجع: «ثبت ابن زريق» : ورقة: 134.
وتوفّي المترجم في طيبة الطّيّبة سنة تسع وثمانين ومائة وألف، ودفن في البقيع، وخلّف أولادا نجباء، وذرّيّته إلى الآن في المدينة المنوّرة، ومنهم طلبة علم، ولهم وظيفة أذان بالمسجد النّبويّ، ويعرفون ب «بني الفرضيّ» نسبة إليه رحمه الله تعالى.
- ووالده من أفاضل فقهاء نجد قرأ على علمائها بها، ثمّ ارتحل إلى الشّام؛ فقرأ على علّامتها وشيخ الحنابلة بها أبي المواهب، وأخذ عنه جمع منهم الشّيخ صالح بن عبد الله بن محمّد الصّائغ العنيزيّ، كما ذكره في إجازته لأحمد بن شبانة، وسكن في المدينة إلى أن مات.
15 -
إبراهيم بن عبد الوهّاب بن عبد السّلام بن عبد القادر، برهان الدّين، أبو إسحاق بن التّاج البغداديّ ثمّ القاهريّ، التّاجر، والد «عليّ» الآتي
.
قال في «الضّوء» : ولد في ثالث ذي الحجّة سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة ببغداد، ونشأ بها، فحفظ القرآن، وسافر مع أبيه إلى مكّة فجاور بها، وسمع على ابن صدّيق في سنة ستّ وثمانمائة «صحيح البخاريّ» ، و «مسند الدّارميّ» وغيرهما، وقطن القاهرة، وحدّث فيها ب «الصّحيح» وغيره. سمع منه الفضلاء، وأخذت عنه أشياء، وكان خيّرا، مواظبا على
15 - ابن التّاج البغدادي، (793 - 867 هـ):
لم يذكره ابن مفلح.
أخباره في «المنهج الأحمد» : (498)، و «مختصره»:(189)، و «التّسهيل»:(2/ 72) وينظر: «الضّوء اللامع» : (1/ 573)، و «شذرات الذّهب»:(6/ 306).
الجماعات وحضور التّصوّف
(1)
بسعيد السّعداء
(2)
، حريصا على الخير والقربات، محبّا في الحديث وأهله، سليم الصّدر، متكسّبا من التّجارة على سداد وخير.
مات في يوم الأربعاء، ثالث عشر ذي الحجّة، سنة سبع وستّين وثمانمائة.
16 -
إبراهيم بن عمر
(3)
بن إبراهيم بن مفلح الرّامينيّ القاضي، برهان الدّين، الإمام، العلّامة
.
16 - برهان الدّين ابن مفلح، (903 - 969 هـ).
هو حفيد صاحب «المقصد الأرشد» .
أخباره في «النّعت الأكمل» : (128)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(85)، و «التّسهيل»:(2/ 138).
وينظر: «متعة الأذهان» : (25)، و «الكواكب السائرة»:(3/ 90) و «شذرات الذّهب» : (8/ 855).-
(1)
مضى في التعليق رقم: 1 على الترجمة رقم: 5 بيان عن بدعة التصوف.
(2)
خانقاه سعيد السعداء: رباط ومدرسة في القاهرة، متوليها يسمى (شيخ الشّيوخ) وهي- في الأصل دار لقنبر عتيق الخليفة المستنصر المتوفى مقتولا سنة 544.
قال السّخاوي: فلما استبدّ النّاصر صلاح الدين بالأمر وقفها على الصّوفيّة في سنة تسع وستين وخمسمائة، ورتب لهم كلّ يوم طعاما ولحما وخبزا وهي أول خانقاه عملت بديار مصر
…
». «حسن المحاضرة» : (2/ 260).
وعدد السيوطي شيوخ الشّيوخ بها منذ تأسيسها إلى زمنه ولم يذكر ابن التّاج هذا؟!
(3)
في «الضّوء اللّامع» : (1/ 99)، (إبراهيم بن علي).
ولد في رابع عشر ربيع الثّاني سنة ثلاث وتسعمائة وقرأ على والده وغيره ودأب، وحصّل، وباشر القضاء. وتوفّي ليلة الاثنين ثالث عشر شعبان سنة تسع وستّين وتسعمائة. قاله في «الشّذرات» .
17 -
إبراهيم بن عمر بن [إبراهيم بن] محمّد بن مفلح الرّامينيّ، مفتي الحنابلة، برهان الدّين، الإمام، العلّامة
.
- قال الغزّيّ في «النّعت الأكمل» : «هو العالم العلّامة النّحرير، علم التقرير، وعالم التحرير، معدن الفروع الفقهية، بحر القواعد الأحمدية، عمدة أهل الأصول، جامع أشتات المعقول والمنقول، الفائق رئاسة وأدبا، الحائز على أشتات الفضائل رتبا، بمجد يعلو على الفلك الأثير، ورتبة تسمو السماكين بفضلها الكبير الكثير.
ولد صاحب الترجمة في رابع عشر ربيع الآخر سنة ثلاث وتسعمائة بدمشق الشام ونشأ بها واشتغل على فضلائها وبرع في الفنون، وأخذ الفقه عن والده وغيره، واستجاز لنفسه ولإخوته وأولاده من جماعة من علماء دمشق.». والرّامينيّ في نسبته ونسبة آبائه وأجداده وآل بيته منسوب إلى رامين، قرية في وادي الشّعير بنابلس، يراجع:«تراجم الأعيان» : (2/ 350)، وتراجع ترجمة أحمد بن أبي الوفاء رقم 56.
17 -
ابن نظام الدّين ابن مفلح، (856 - 917 هـ):
هذا هو حفيد برهان الدّين إبراهيم بن محمّد بن مفلح (ت 803 هـ). ذكره المؤلّف في موضعه. ووالده نظام الدّين عمر بن إبراهيم قاضي غزّة (ت 872 هـ). ذكره المؤلّف في موضعه.
وأخباره في «النّعت الأكمل» : (89)، و «التّسهيل»:(2/ 123).
وينظر: «عنوان الزّمان» : (20)، و «متعة الأذهان»:(35)، و «الكواكب السائرة»:(1/ 108)، و «الشّذرات»:(8/ 77).
في «النّعت الأكمل» : «إبراهيم بن عمر بن عمر بن محمد بن عبد الله بن محمّد بن-
قال في «الشّذرات» : ولد في ربيع الأوّل سنة ستّ وخمسين وثمانمائة، وأخذ عن أبيه وغيره/ وتوفّي بقرية مضايا من الزّبداني
(1)
ليلة الجمعة سادس عشر شعبان سنة سبع عشرة وتسعمائة، وحمل إلى منزله بالصّالحيّة، ودفن بالرّوضة، قرب والده.
18 -
إبراهيم بن عمر، برهان الدّين القاهريّ ويعرف ب «الصّوّاف»
.
قال في «الضّوء» : أخذ عن القاضي موفّق الدّين وغيره، وفضل، وناب في الحكم، بل درّس، وأخذ عنه ولده البدر حسن، والشّمس محمّد بن أحمد ابن عليّ الغزولي وآخرون. وكان فقيها فاضلا.
مات في العشرين من رمضان سنة ثمان وثمانمائة، ذكره شيخنا في «إنبائه» ، وهو عمّ أمّ البدر البغداديّ قاضي الحنابلة.
- مفلح بن محمّد بن مفرّج بن عبد الله
…
». والصّواب هو ما أثبته، وبزيادة «إبراهيم» أيضا التي أسقطها المؤلّف عفا الله عنه. وإثباتها هو الصّواب إن شاء الله، وهكذا أورد هذا النّسب الغزّي في «الكواكب السّائرة» ، وابن العماد في «الشّذرات» .
18 -
ابن الصّوّاف، (؟ - 808 هـ):
لم يذكره ابن مفلح ولا العليميّ، وهو في «التّسهيل»:(2/ 32).
أخباره في «إنباء الغمر» : (2/ 330)، و «الضّوء اللامع»:(1/ 115)، وابنه مذكور في موضعه.
قال الحافظ ابن حجر: «أحد نوّاب الحكم، كان من طلبة القاضي موفّق الدّين.» .
(1)
الزّبدانيّ من أعمال دمشق، وهي من مصايفها المشهورة، ولا تزال على تسميتها.
ومضايا من قراها.
19 -
إبراهيم بن عيسى بن غنائم، وفي «معجم ابن فهد» ابن غانم، المقدسيّ الصّالحيّ، الدّمشقيّ، الطّوباسيّ، نسبة لقرية من نابلس
.
سمع بنابلس سنة ثمان وستّين وسبعمائة على الزّيتاويّ، وابن باجة، وكذا سمع على ابن أميلة «جامع التّرمذيّ» .
ومات في أواخر سنة ستّ وثلاثين وثمانمائة، أو في أوائل الّتي تليها، ودفن بسفح قاسيون، وذكره ابن فهد في «معجمه» .
19 - ابن غنائم المقدسيّ الطّوباسيّ، (؟ - 836 هـ):
لم يذكره ابن مفلح ولا العليميّ ولا ابن عبد الهادي، وهو في «التّسهيل»:(2/ 46)، عن «الضّوء» .
أخباره عن «معجم ابن فهد» ؛ لم يرد في المطبوع من «المعجم» ، وهو في المخطوط من «المعجم» نسخة الهند، و «الضّوء اللامع»:(1/ 116).
في «معجم ابن فهد» المخطوط: «ذكر لي شيخنا زين الدّين ابن الطّحّان أنه سمع معه على ابن أميلة «جامع التّرمذي» ورأيت له سماعا من إبراهيم الزيتاوي في «السّنن» لابن ماجه بنابلس سنة ثمان وستين وسبعمائة
…
».
* وممّن عاصر المؤلّف- رحمه الله:
- إبراهيم بن غملاس الزّبيريّ قاضيها، النّجديّ الأصل التّميميّ (ت 1293 هـ).
وهو والد عبد الله بن إبراهيم مختصر السّحب الوابلة والمذيّل عليها (ت 1346 هـ).
يراجع: «علماء نجد» : (1/ 136).-
20 -
إبراهيم بن فلاح النّابلسيّ
.
قال في «الشّذرات» : كان من العلماء العاملين، توفّي بصالحيّة دمشق سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة.
21 -
إبراهيم بن البحلاق البعليّ، برهان الدّين
.
20 - ابن فلاح النّابلسيّ، (؟ - 843 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا ابن عبد الهادي.
أخباره في «المنهج الأحمد» : (488)، و «مختصره»:(182)، و «التّسهيل»:(2/ 52).
وينظر: «الشّذرات» : (7/ 246) عن العليمي فيما يظهر، وعنهما نقل المؤلّف.
ولعلّه هو نفسه المذكور بعد رقم (28)، ونقل المؤلّف هناك عن «الضّوء اللامع»:(1/ 164) ولم يذكر وفاته، وذكرا أنه والد أحمد بن إبراهيم، قال السّخاوي:«الآتي ذكره» ونقل ابن حميد- رحمه الله هذه العبارة وأورده مع أن السّخاوي نصّ في ترجمته على أنه تحوّل إلى مذهب الشّافعيّ، يراجع «الضّوء اللامع»:(1/ 202).
وسأذكر- في موضعه إن شاء الله- نصّ كلام السّخاوي الذي أخفاه ابن حميد سامحه الله.
21 -
ابن البحلاق البعليّ، (؟ - 844 هـ):
أخباره في «المنهج الأحمد» : (491)، و «مختصره»:
وينظر: «الضّوء اللامع» : (1/ 184)، و «الشّذرات»:(7/ 252).
قال الحافظ السّخاويّ: «ممّن أخذ عنه الفقه قاضي بلده الصّدر عبد القادر بن محمد اليونيني وغيره، وكان شيخ الحنابلة
…
».
والبحلاق: من البحلقة في العين، قال المحبّي في «قصد السّبيل» (1/ 254):
شيخ الحنابلة ومدرّسهم ومفتيهم بمدينة (بعلبكّ)، له سماع كثير للحديث. وتوفّي ب (بعلبكّ) في أواسط شوّال سنة أربع وأربعين وثمانمائة.
قاله في «الشّذرات» .
22 -
إبراهيم بن محمّد بن أبي بكر بن أيّوب بن قيّم الجوزيّة أبو إسحاق الزّرعيّ ثمّ الدّمشقيّ الشّهير ب «ابن ابن القيّم»
.
- ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- إبراهيم بن محمد بن التّقي (ت 850 هـ).
يراجع: «حوادث الزّمان» : (1/ 12).
- وإبراهيم بن محمد بن أبي حميدان بن أبي جدّه. يراجع ترجمة ابنه «محمد بن إبراهيم في المستدرك في الهامش» .
22 -
البرهان ابن القيّم، (716 - 767 هـ):
ابن الشّيخ شمس الدّين العالم المشهور تلميذ شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمهم الله.
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 235)، و «المنهج الأحمد»:(458)، و «مختصره»:(159)، و «تراجم متأخري الحنابلة»:(5)، و «التّسهيل»:(1/ 388).
وينظر: «المعجم المختص» : (66)، و «أعيان العصر» للصّفدي:(1/ 38)، و «الوفيات» لابن رافع:(2/ 303)، و «البداية والنهاية»:(14/ 314)، و «ذيل العبر» لأبي زرعة:(1/ 235)، و «تاريخ» ابن قاضي شهبة:(1/ 179)، و «الدّرر الكامنة»:(1/ 60)، و «الدّارس»:(2/ 89)، و «شذرات الذّهب»:(6/ 208).
يراجع: «ابن القيم حياته وآثاره» للدّكتور بكر أبو زيد: (23).
والجوزية التي كان جدّ المترجم هنا أبو بكر قيّمها هي إحدى مدارس الحنابلة بدمشق بسوق القمح. قال الشّيخ عبد القادر بن بدران: «وقد اختلس جيرانها معظمها وبقي إلى الآن بقية ثم صارت محكمة إلى سنة سبع وعشرين وثلاثمائة بعد-
قال في «الدّرر» : ولد سنة ستّ عشرة وسبعمائة، وأحضر على أيّوب الكحّال وغيره، وسمع من جماعة كابن الشّحنة ومن بعده، واشتهر وتقدّم وأفتى ودرّس، وذكره الذّهبيّ في «المعجم الخاصّ» فقال: تفقّه بأبيه، وشارك في العربيّة، وسمع، وأقرأ، واشتغل بالعلم. ومن نوادره أنّه وقع بينه وبين عماد الدّين ابن كثير منازعة في تدريس، فقال له ابن كثير: أنت تكرهني لأنّي أشعريّ، فقال: لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدّقك النّاس في أنّك أشعريّ وشيخك ابن تيميّة، وقال ابن رافع: إنّه شرح الألفيّة لابن مالك
(1)
وقال ابن كثير: كان فاضلا في النّحو والفقه، على طريقة أبيه، ودرّس في أماكن. وكانت وفاته في صفر سنة سبع وستّين وسبعمائة
(2)
.
- الألف، وهي الآن مقفلة، لا ندري ما يصنع بها الزّمان فيما بعد. قرأت كتابة على حجر موضوع في أسقفة إحدى حجراتها فإذا فيه: فرغ من عمل هذا المدرسة المباركة سنة اثنتين وخمسين وستمائة تقبل الله من منشئها الصاحب محي الدّين- رحمه الله». يراجع: «الدّارس» : (2/ 29)، و «منادمة الأطال»:(227).
ومحي الدّين: هو يوسف بن عبد الرّحمن بن علي بن الجوزي (ت 656 هـ).-
(1)
اسم شرحه: «إرشاد السالك
…
» له نسختان خطيتان، وحققه بعض الدارسين بالجامعة الإسلامية. وكنت- والله الحمد- أوّل من عثر عليه، وله رسالة في اختيارات شيخ الإسلام ابن تيميّة نشرها الدّكتور بكر أبو زيد.
(2)
قال ابن مفلح: «توفّي يوم الجمعة مستهل صفر سبع وستين وسبعمائة ببستانه بالمزّة، وصلي عليه بجامع المزّة، ثم صلي عليه بجامع جراج، ودفن عند والده بباب الصّغير، وحضر جنازته القضاة والأعيان، وكانت جنازة حافلة. قال ابن كثير:
بلغ من العمر ثمانيا وأربعين سنة. وترك مالا كثيرا يقارب مائة ألف درهم».
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
- أخباره وتخريج ترجمته في «المقصد الأرشد» : (3/ 137).
فائدة: للإمام شمس الدّين محمد بن أبي بكر والد برهان الدّين ابن القيم سبط هو؛ عبد الرّحمن بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الخواجا الوجيه الدّمشقي، نزيل مكة والد أحمد ومحمد ويحيى
…
وغيرهم يعرف جده ب «ابن أبي الفرج» وهو ب «ابن قيم الجوزية» فأمّه ابنة الشّمس ابن قيّم الجوزيّة.
قدم مكة بعد الثّلاثين بيسير فاستوطنها واشترى بها دورا وعمرها
…
مات بمكة في ربيع الأول سنة ست وخمسين، وخلف دورا وأولا.
كذا قال السخاوي في «الضّوء اللامع» : (4/ 55).
* وذكر الحافظ السخاوي رحمه الله أيضا في «الضّوء اللامع» : (1/ 326، 327).
- أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن إبراهيم. وقال: الدمشقي الأصل المكي، الشهير كأبيه ب «ابن قيم الجوزية» ممن ورث أباه
…
ثم قال: ثم ارتحل بولديه وأخيه إلى القاهرة فماتوا بها في طاعون سنة ثلاث وسبعين.
وذكره المؤرخ نجم الدين ابن فهد في «إتحاف الورى» : (4/ 497) قال: «والشهاب أحمد بن عبد الرحمن بن قيم الجوزية يوم الاثنين سابع عشر رجب» .
ثم ذكر عثمان وستيت ابني عبد الرحمن، وعبد العزيز وأبا بكر ابني أحمد بن عبد الرّحمن وهم الذين ذكر السخاوي أنهم ماتوا جميعا في طاعون مصر سنة 873 هـ رحمهم الله.
* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- إبراهيم بن محمد بن أحمد بن إسماعيل، السّبيعي، النّجديّ، الأشيقريّ (ت 1108 هـ). يراجع:«علماء نجد» : (1/ 138).
- وإبراهيم بن محمد بن صدّيق بن إبراهيم بن يوسف الرّسّام.
يراجع: «المنهج الجلي» : (20، 21)، و «إرشاد الطّالبين»:(250).
23 -
إبراهيم بن محمّد بن عبد الغنيّ بن تيميّة، يلقّب ب «أمين الدّين»
.
قال في «الدّرر» : سمع «مكارم الأخلاق» للخرائطيّ على زين الدّين أبي بكر محمّد بن الطّاهر إسماعيل الأنماطيّ.
23 - أمين الدّين ابن تيميّة، (660 تقريبا- 737 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليمي، ولا ابن عبد الهادي.
يبدو أن جدّه عبد الغني بن محمد، سيف الدين (ت 639 هـ) ولا أعرف عن والده شيئا. ولم أجد من أخباره إلا ما ذكر المؤلّف عن الحافظ ابن حجر في «الدّرر الكامنة»:(1/ 64). ولم يذكر وفاته.
وبعد كتابة هذه الأحرف عثرت- ولله المنّة- على شيء من أخباره في «ذيل التّقييد» لتقيّ الدّين الفاسيّ المكي: (1/ 449)، قال:«إبراهيم بن محمد بن عبد الغني بن محمد بن الخضر بن تيميّة الحرّاني، أمين الدّين، أبو محمد. سمع على العزّ عبد العزيز بن عبد المنعم الحرّاني «معجم أبي يعلى الموصليّ» و «فضائل شعبان» لابن الأخضر، و «جزء ابن الجبارة» وسمع من ابن خطيب المزّة، وابن الخيمي وشاميّة بنت البكري وغيرهم.
مولده في حدود سنة ستين وستمائة قاله ابن رافع، ومات ليلة الخميس ثامن عشر جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين وسبعمائة. وأجاز للبرهان بن صديق الرّسام».
أقول: لم أجده في «وفيات ابن رافع» فلعلّه في «مشيخته» ، و «مشيخة ابن رافع» ليست تحت يدي. وما دامت وفاته سنة 737 هـ فهو لا يدخل في شرط الكتاب فليعلم.
* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- إبراهيم بن محمّد بن عبد الله بن إسماعيل السّبيعيّ النّجديّ الأشيقريّ (ت 1185 هـ) ابن الشيخ المشهور محمد بن إسماعيل النّجديّ، تولى قضاء-
24 -
إبراهيم بن محمود بن سلمان بن فهد الحلبيّ، جمال الدّين
.
قال في «الدّرر» : ولد في شعبان سنة ستّ وسبعين وسبعمائة، وسمع من الدّمياطيّ، والأبرقوهيّ
(1)
، وحدّث عن أبيه، وأجاز/ له الفخر، وزينب
- القرائن، من أبرز تلاميذه الشيخ عبد العزيز الحصيّن.
يراجع: «علماء نجد» : (1/ 139).
- وإبراهيم بن محمد بن عنيّق النّجديّ الحنبليّ (ت بعد 1283 هـ) مختصر «عنوان المجد» .
يراجع: «علماء نجد» : (1/ 148).
24 -
جمال الدّين ابن الشّهاب الحلبيّ الكاتب، (676 - 760 هـ):
لم يذكره ابن مفلح ولا العليمي، وهو في «التّسهيل»:(1/ 382).
وينظر: «الوافي بالوفيات» : (6/ 143)، «أعيان العصر»:(1/ 36) مخطوط، و «ذيل التّقييد»:(159)، و «المنهل الصّافي»:(1/ 158)، و «النّجوم الزّاهرة»:(10/ 333)، و «السّلوك»:(3/ 1/ 48)، و «الدّرر الكامنة»:(1/ 73)، و «تاريخ-
(1)
هو أبو المعالي أحمد بن إسحاق بن محمد بن المؤيد الأبرقوهي المصري المحدّث المسند المتوفّى سنة 701 هـ. منسوب إلى أبرقوه- بفتح الهمزة والباء الموحدة، وسكون الراء وضمّ القاف، والهاء.
«معجم البلدان» : (1/ 69)، قال: ويكتبها بعضهم: أبرقويه. ونقل عن أبي سعد السّمعاني أنّها بليدة بنواحي أصفهان على عشرين فرسخا منها.
يراجع: «الأنساب» .
وخرّج له سعد الدّين مسعود بن أحمد الحارثي الحنبليّ مشيخة حافلة، هي من مصادري ولله المنّة.
أخباره في «الدرر الكامنة» : (1/ 109)
…
وغيره.
بت مكّيّ، وحدّثنا عنه الشّيخ برهان الدّين الشّاميّ وغيره، وكان قدومه القاهرة من حلب صحبة أبيه، فكتب في الإنشاء، وكان علاء الدّين بن الأثير يأنس به
- ابن قاضي شهبة»: (1/ 3/ 141)، و «ذيل العبر» للحسنى:(330)، و «إعلام النّبلاء»:(5/ 27).
- والده شهاب الدّين أبو الثّنا محمود بن سلمان الحلبيّ الكاتب المترسل (ت 725 هـ) صاحب المؤلّفات في ذلك منها: «حسن التّوسّل
…
» وهو أصل لدوحة آل أبي الثناء فأولاده وأحفاده من أفاضل العلماء والأدباء والكتّاب؛ منهم إبراهيم المذكور، ومنهم:
- محمد بن محمود (ت 727 هـ).
- وأبو بكر بن محمد بن محمود (ت 744 هـ).
- وأحمد بن أبي بكر بن محمد بن محمود (ت 754 هـ).
- وعلي بن أبي بكر بن محمد بن محمود (ت 764 هـ).
- ومحمد بن إبراهيم بن محمود (ت 769 هـ).
- ومحمود بن محمد بن محمود (ت 780 هـ).
- وزاهدة بنت إبراهيم بن محمود (ت 780 هـ).
- وإسماعيل بن محمود (؟)
…
وغيرهم.
قال الصّفديّ- رحمه الله: «كتب المنسوب، الأقلام السّبعة طبقة، وهو من أظرف النّاس فيما يكتبه خصوصا في التّاريخ والحواشي على الهوامش، كتب بخطّه المليح نسخة- «جامع الأصول لم ير أحد أظرف منها، وكتب «السّيرة» لابن هشام بخطّه أيضا من أحسن ما يكون».
وقال أيضا: «ولم يزل بها كاتب السّرّ إلى أن عزل بالقاضي زين الدّين عمر بن أبي السّفاح في جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وسبعمائة ورتب له راتب يكفيه، وهو-
ويركن إليه، واستقرّ هو في كتابة السّرّ بحلب بعد عزل عماد الدّين بن القيسرانيّ، فباشرها إلى أن صرف بتاج الدّين بن الزّين سنة ثلاث وثلاثين، ثمّ رتّب في ديوان الإنشاء بدمشق إلى أن صرف بابن أخيه شرف الدّين أبي بكر عن كتابة السّرّ بها، فعزل هو بعزله، وأقام في بيته، ثم ناب في ديوان الإنشاء بمصر عن علاء الدّين بن فضل الله، وباشر توقيع الدّست
(1)
، ثمّ أعيد إلى كتابة السّرّ بحلب سنة سبع وأربعين، ثمّ عزل بابن السّفّاح، ثمّ أعيد، وكان ابنه كمال الدّين يسدّ عنه إلى أن صرف عنه في ربيع الأوّل سنة تسع وخمسين، واستمرّ بطّالا إلى أن مات يوم عرفة، وقيل: في سابعه، وأرّخها شيخنا في شوّال سنة ستّ وسبعين وسبعمائة، والأوّل أقوى؛ لأنّه قول الصّفديّ وهو أخبر به، ومن شعره
(2)
:
إنّ اسم من أهواه تصحيفه
…
وصف لقلب المدنف العاني
- شهيّ الألفاظ، حسن المحاضرة، حفظة للأشعار والحكايات، ممتع المذاكرة، له ذوق في الأدب، يذوق التّورية والاستخدام، ويذوق البديع، ويحفظ من الألغاز كثيرا
…
وأجاز لي مرويات بخطّه في سنة ست وثلاثين وسبعمائة بدمشق لازمته مدّة مقامي بالقاهرة سنة خمس وأربعين وسبعمائة بديوان الإنشاء بالقلعة».
(1)
الدّست له معان كثيرة، والمقصود هنا ما قاله الشهاب محمود والد المترجم: أنه بمعنى الديوان ومجلس الوزارة والرئاسة. يراجع: «شفاء الغليل» : (122 - 124)، و «قصد السبيل»:(2/ 26).
(2)
قال صلاح الدّين الصّفديّ- رحمه الله: وكتب إليّ ملغزا في «غلبك» ، وأورد البيتين المذكورين، وبعدهما: -
وشطره من قبل تصحيفه
…
يقاد فيه المذنب الجاني
وفيه يقول الشّريف ابن قاضي العسكر:
إنّ محمود وابنه
…
بهما تشرف الرّتب
فدمشق بذا سمت
…
وبهذا سمت حلب
- انتهى-.
قال الصّفديّ في «ألحان السّواجع» : وقد كتب إليّ باللّغز المذكور فأجبته عنه بقولي:
لغزك يا من رؤيتي وجهه
…
تكحل بالأنوار أجفاني
يهدي ضميري لحمى حلّه
…
وأيّد القول ببرهان
إن زال منه الرّبع مع قلبه
…
فإنّه للمذنب الجاني
عليل تصحيف الّذي رمته
…
فالقلب في تصحيفه الثّاني
-
وإن أزلت الرّبع منه غدا
…
مصحّفا لي منه ثلثان
وهو إذا صحّفته ثانيا
…
اسم لمحبوب لنا ثان
فكتبت أنا الجواب عن ذلك، وأورد الأبيات التي نقلها المؤلّف من «ألحان السّواجع» . وراجعنا كتاب «ألحان السّواجع» وصحّحنا النّصّ عنه وهي نسخة خطيّة أصليّة في جامعة الإمام غير مرقّمة الصفحات.
قال: وهو غلبك. وكتبت إليه أهنّيه:
بعودتك الغرّاء قرّت نواضر
…
وأمست وجوه السّرّ وهي نواضر
فروض الأماني ظلّه بك وارف
…
وحوض التّهاني طلّه منك وافر
25 -
إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم، البرهان، أبو إسحاق الهاشميّ الجعفريّ، من ذرّيّة عليّ بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب النّابلسيّ، العطّار، أخو «عليّ» الآتي
.
25 - ابن العفيف النّابلسيّ، (70 - 824 هـ):
لم يذكره ابن مفلح.
أخباره في «المنهج الأحمد» : (473)، و «مختصره»:(171)، و «التّسهيل»:(2/ 39).
وينظر: «المنهج الجلي» : (18)، «معجم ابن حجر»:(31)، و «الضّوء اللامع»:(1/ 125).
وذكر بعده أحد أقربائه فقال: ورفيق الشّيخ شمس الدّين هو الفاضل المحدّث الرّحال جمال الدّين عبد الله بن نجم الدّين محمد بن العفيف محمد بن يوسف بن عبد المنعم بن نعمة.-
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن العفيف» ولد سنة أربعين وسبعمائة، وسمع على العلائيّ، وابن الخبّاز، والميدوميّ، والقطب أبي بكر بن المكرّم، ومحمّد بن هبة الله الشّافعيّ، ومحمّد بن غالب الماكسينيّ، وسليمان الأذرعيّ إمام قبّة موسى بالمسجد الأقصى، والشّمس محمّد بن عبد الواحد بن طاهر المقدسيّ في آخرين، وممّا سمعه على الأوّل «الموافقات العالية والأبدال الحالية» من تخريجه لنفسه، وعلى الثّاني قطعة من «مسند الإمام أحمد» و «صحيح مسلم» و «جزء ابن عرفة» أو منتقى منه، وعلى الثّالث الكثير.
وأجاز له خلق، وحدّث، وسمع منه الأئمّة، وقد لقيه شيخنا بنابلس فحدّثه بأحاديث منتقاة من «جزء ابن عرفة» وكذا سمع عليه التّقيّ أبو بكر القلقشنديّ، وروي له عنه.
مات سنة أربع وعشرين وثمانمائة بنابلس.
- وولده عبد القادر بن عبد الله بن العفيف (ت 878 هـ) ذكر المؤلّف عن «الشّذرات» كما سيأتي وهو في «المنهج» : (505)، و «مختصره»:(191).
قال الحافظ ابن حجر: «لقيته بنابلس سنة ثلاث وثمانمائة وحدّثني بأحاديث منتقاة من «جزء الحسن بن عرفة» بسماعه على ابن الخبّاز وكان عنده عنه من «مسند أحمد» و «صحيح مسلم» . وسمع على الميدومي «جزء الحسن بن عرفة» و «مشيخة ابن الجوزيّ»
…
».
ابن عرفة هو: الحسن بن عرفة بن يزيد، أبو علي البغدادي المؤدب (ت 257 هـ).
طبع هذا الجزء في الكويت سنة 1406 هـ في دار الأقصى.
26 -
إبراهيم بن محمّد بن عبد القادر بن محمّد بن عبد القادر، البرهان بن البدر النّابلسيّ، الآتي أبوه وأخوه الكمال محمّد
.
قال في «الضّوء» : سمع عليّ بعض الكتب السّتّة وغيرها/ بل كتب عنّي مجلسا من «الأمالي» ، وولي قضاء بيت المقدس وغيره.
27 -
إبراهيم بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن مفلح بن مفرّج
- بالجيم- بن عبد الله، القاضي، برهان الدّين، أبو إسحاق، بن الشّيخ أكمل الدّين أبي عبد الله بن الشّرف أبي محمّد بن العلّامة صاحب «الفروع» في المذهب
26 - برهان الدّين النّابلسيّ، (؟ -؟):
من أسرة علمية كبيرة حنبلية في نابلس يرجع نسبها إلى جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه لذلك يقال: (الجعفري).
- والده محمد بن عبد القادر، بدر الدين (ت 881 هـ).
- وجده عبد القادر بن محمد، شرف الدين (ت 793 هـ).
- وأبو جده محمد بن عبد القادر، شمس الدين (؟ 797 هـ).
كلّ هؤلاء لهم أولاد وأحفاد من أهل العلم سيذكر المؤلف بعضهم.
أخباره عن «الضّوء اللامع» : (1/ 150، 164).
* وولده إبراهيم (ت بعد 880 هـ) هو الذي استدركه الشّيخ سليمان الصّنيع في أول التّراجم عن «الضّوء اللامع» : (1/ 7). كما أسلفت.
27 -
البرهان ابن مفلح، (816 - 884):
صاحب «المبدع» ، و «المقصد الأرشد» .
أخباره في «المنهج الأحمد» : (508)، و «مختصره»:(193)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(67)، و «تراجم المتأخرين»:(5)، و «التّسهيل»:(2/ 86).-
الشّمس المقدسيّ، الرّامينيّ الأصل- و «رامين» من أعمال نابلس- ثمّ الدّمشقيّ، الصّالحيّ، الآتي أبوه وجدّه وولده النّجم عمر، ويعرف كأسلافه ب «ابن مفلح» قاله في «الضّوء» .
- وينظر: «الضّوء اللامع» : (1/ 125)، و «الدّارس»:(59)، و «قضاة دمشق»:(300، 301)، و «القلائد الجوهرية، و «حوادث الزّمان» للحمصي: (1/ 79)، و «شذرات الذّهب»:(14)، و «منادمة الأطلال»:(232)، و «المدخل» .
وآل مفلح من الأسر الحنبلية الكثيرة العدد، برز منها علماء فضلاء، وفقهاء وقضاة.
جدهم الأعلى الشيخ شمس الدين محمد بن مفلح صاحب «الفروع» أحد كبار تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمهما الله. وقد فصّلت القول عن هذه الأسرة في مقدمة «المقصد الأرشد» الذي صدر عن مؤسسة الخانجي 1410 هـ كما فصّلت القول عن المؤلف «البرهان ابن مفلح» وتحدثت عن آثاره وأخباره فليرجع إليه من شاء مأجورا غير مأمور.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- إبراهيم بن محمد بن عبد الجليل بن محمد بن أبي المواهب بن عبد الباقي الدّمشقي الحنبلي (ت 1188 هـ).
يراجع: «النّعت الأكمل» : (307).
* وممن أسقطهم المؤلف عمدا- عفا الله عنه-:
- الشّيخ إبراهيم بن محمّد بن عبد الوهّاب (ت بعد 1251 هـ) ابن الإمام المجدّد.
قال ابن بشر في «عنوان المجد» : (1/ 186) - في ترجمة الشّيخ محمّد بن عبد الوهّاب-: «أخذ عنه عدّة من العلماء الأجلّاء
…
فمنهم أبناؤه الأربعة العلماء والقضاة الفضلاء .. حسين وعبد الله وعلي وإبراهيم .. ولقد رأيت لهؤلاء الأربعة-
وقال: ولد سنة خمس عشرة وثمانمائة بدمشق، ونشأ بها فحفظ القرآن، وكتبا، منها:«المقنع» في المذهب، و «مختصر ابن الحاجب» الأصلي، و «الشّاطبيّة» ، و «الرّائيّة» ، و «ألفيّة ابن مالك» ، وعرض على جماعة، وتلا بالسّبع على بعض القرّاء، وأخذ عن العلاء البخاريّ فنونا، وفي الفقه عن جدّه، وسمع عليه الحديث، وكذا أخذ عن آخرين حتّى عن فقيه الشّافعيّة ابن قاضي شهبة، وأذن له، وسمع أيضا على ابن ناصر الدّين، وابن المحبّ الأعرج. وبرع في الفقه وأصوله، وانتفع به الفضلاء، وكتب على «المقنع» شرحا في أربعة أجزاء، وعمل في الأصول كتابا، بل بلغني أنّه عمل للحنابلة «طبقات» ، وولي قضاء دمشق غير مرّة فحمدت سيرته، وطلب بعد القاضي عزّ الدّين لقضاء مصر فتعلّل، وقد لقيته بدمشق وغيرها، وكان فقيها،
- العلماء الأجلاء مجالس ومحافل في التّدريس في بلد الدّرعيّة، وعندهم طلبة علم من أهل الدّرعية، ومن أهل الآفاق؛ من أهل صنعاء وزبيد واليمن وعمان وغيرهم من نواحي نجد والأقطار، ما يفضي بمن حكاه إلى التّكذيب، ولهؤلاء الأربعة المذكورين من المعرفة ما فاقوا به أقرانهم، ولكلّ واحد منهم عند بيته مدرسة فيها طلبة علم يأخذون عنهم في كلّ وقت، ونفقتهم جارية لهم من بيت المال
…
».
ثم ذكر منازلهم في العلم فقال عن إبراهيم: «وأمّا إبراهيم بن الشّيخ فرأيت عنده حلقة في التّدريس، وله معرفة في العلم، ولكنّه لم يل القضاء، قرأت عليه في صغري سنة أربع وعشرين ومائتين وألف» .
ويراجع «مشاهير علماء نجد» : (72)، ونقل عن الشّيخ عبد الرّحمن بن قاسم قوله: «ولم أقف له على وفاة، لكنّه موجود سنة 1251 هـ في مصر وتوفي بها رحمه الله. ولم يذكره شيخنا ابن بسّام فكان مستدركا عليه.
أصوليّا، فصيحا، ذا رئاسة ووجاهة، وشكالة، فردا بين رفقائه، ومحاسنه كثيرة.
توفّي ليلة أربع من شعبان سنة أربع وثمانين وثمانمائة بالصّالحيّة، وصلّى عليه من الغد في مجمع حافل، وشهده النّائب وخلق، ودفن عند سلفه بالصّالحيّة، واستقرّ بعده ابنه المشار إليه.- انتهى-.
قلت: شرحه المذكور على «المقنع» وهو المشهور ب «المبدع» وهو عمدة في المذهب، أجاد فيه رحمه الله تعالى.
28 -
إبراهيم بن محمّد بن محمّد بن محمّد، البرهان النّابلسيّ والد «أحمد» الآتي، ويعرف ب «ابن فلاح»
.
28 - ابن فلاح النّابلسيّ، (؟ - 843 هـ):
هذه التّرجمة مكرّرة فهي نفسها التّرجمة رقم (20) السّالفة الذّكر. وقد نقلها المؤلّف عن السّخاوي لا غير. إلا أنّه ذكره في الأولى: إبراهيم بن فلاح، وفي الثانية: إبراهيم ابن محمّد بن محمّد بن محمّد البرهان النّابلسيّ.
شيخه عبد الملك المذكور هنا هو: عبد الملك بن أبي بكر بن علي بن عبد الله بن علي الموصلي الأصل ثم الدمشقي المقدسي الشافعي (ت 844 هـ).
أخباره في «الضّوء اللامع» : (5/ 84).
وذكر الحافظ السّخاويّ عن عبد الملك هذا أنه كان متصوفا، وأنه ألف رسالة في التصوف، وقال: «أخذ عنه الأكابر، وهرعوا لزيارته والأخذ عنه والاستشفاع به. وكان الشهاب بن رسلان يجله ويدل عليه من يروم أخذ الطريق
…
».
أقول بعد ذلك: لا تستنكر هذه الحكاية من رجل موغل في التّصوف يؤمن بمثل هذه المنامات والخوارق؟!
قال في «الضّوء» : حكى عنه ولده أنّه حدّث عن شيخه عبد الملك بن أبي بكر الموصليّ الأصل ثمّ المقدسيّ، قال
(1)
: رأيت في ترجمة وزير لصاحب الموصل أنّه تعاهد هو وصاحب الموصل أنّ من مات منهما حمل إلى مكّة وطيف به أسبوعا، ثمّ يردّ إلى المدينة ويدفن في رباط جمال الدّين، يعني به محمّد بن عليّ بن منصور الأصبهانيّ المعروف بالجواد الّذي في ركن المسجد القبليّ ويكتب على باب الرّباط: رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ
(2)
، فمات الوزير وفعل به ذلك.
قال الشّيخ عبد الملك: فلمّا قرأت هذه التّرجمة تاقت نفسي أن أحجّ وأرى هذا المكتوب/ فبينا أنا نائم ليلة رأيت أنّي حجّيت ودخلت المدينة، وزرتالقبر الشّريف، ولم يكن لي همّة إلّا الرّباط لأرى تلك الكتابة، فلمّا رأيتها وإذا هي أربعة أسطر تعجّبت وهي:
لي سادة قرّبهم ربّهم
…
رجوت أن يحصل لي قربهم
فقلت إذ قرّبني حبّهم
…
ثلاثة رابعهم كلبهم
(1)
أمّا الجواد الأصبهانيّ المذكور فهو وزير لأتابكة الموصل مشهور بالجود والبر والإحسان لذا لقّب ب «الجواد» متميز بالشّجاعة. سجنه قطب الدين مودود أتابك سنة 558 هـ في قلعة الموصل ومات سجينا وحمل إلى المدينة ودفن في رباط بالبقيع أعده لنفسه كما ذكر هنا.
يراجع: «وفيات الأعيان» : (5/ 143). والقصّة والأبيات والرّباط مذكورة في تاريخ البقاعي «عنوان الزّمان» : (نسخة كوبرلي).
(2)
سورة الكهف، الآية:22.
فلمّا انتبهت من نومي بادرت إلى كتابتها في الظّلام على هامش كتاب خوفا من نسيانها. وحكى أيضا عن شيخه محمود الغزنويّ أنّه دخل في سياحته ملطية
(1)
فبينا هو نائم إذ رأى بلالا رضي الله عنه بمكان مرتفع وهو ينادي أيّها النّاس هلمّوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبادرت إلى الخروج، فرأيت رحبة متّسعة فيها حلقة عظيمة تكون قدر أربعمائة نفس كلّهم من الصّحابة، فنظرت فلم أعرف منهم إلّا أبا ذرّ وأبا الدّرداء، والنّبيّ صلى الله عليه وسلم جالس في صدر الحلقة، وبجانبه الجنيد البغداديّ، وهو يتكلّم معه في المريد والإرادة. قال: ثمّ رفع النّبيّ صلى الله عليه وسلم رأسه وهو يقول: «خير القرون قرني ثمّ الّذين يلونهم ثمّ الّذين يلونهم» ، قال- مشيرا إلى الصّحابة-: أتظنّون أنّكم قرني فقط؟! كلّ من كان على سنّتي ومتابعتي فهو في قرني إلى يوم القيامة
(2)
.
(1)
ملطية: من الثّغور في بلاد الشام تكرر ذكرها في شعر أبي الطيب المتنبي وفي شعر أبي فراس الحمداني. قال ياقوت في «معجم البلدان» : (5/ 192): «بفتح أوله وثانيه وسكون الطّاء وتخفيف الياء، والعامة تقوله بتشديد الياء وكسر الطاء. وهي من بناء الإسكندر، وجامعها من بناء الصّحابة. بلد من بلاد الرّوم مشهور مذكورة تتاخم الشام وهي للمسلمين» .
(2)
رحم الله السخاوي، فإنه مع جلالة قدره، واشتغاله بالحديث وعلومه مولع بمثل هذه الحكايات، والمرائي، وأول شرط للرؤيا الصالحة أن لا تناهض مدركا شرعيا بوجه ما.
وأما الحديث المذكور فأول لفظه: «خير الناس قرني
…
» الحديث من رواية ابن مسعود، وعائشة، وعمران بن حصين، وجعدة بن هبيرة.
وأصله في «صحيح مسلم» من حديث عائشة- رضي الله عن الجميع-.
29 -
إبراهيم بن محمّد بن محمّد بن مفلح الكفل حارسيّ، الإمام، العالم، الخطيب، المقرئ
.
توفّي يوم الجمعة ثاني عشر ذي الحجّة سنة ستّ وسبعين وثمانمائة بكفل حارس، ودفن بحرم المسجد الكبير عند جدّه. قاله في «الشّذرات» .
30 -
إبراهيم بن محمد بن محمود بن بدر الدمشقي
.
رأيت بخطّه جانبا من «الكواكب الدّاريّ» شرح مسند الإمام أحمد مؤرّخا سنة 829، وهو خطّ حسن.
29 - الكفل حارسيّ، (؟ - 876 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا ابن عبد الهادي.
أخباره في «المنهج الأحمد» : (505)، و «مختصره»:(191)، و «التّسهيل»:(2/ 79).
وينظر: «الشّذرات» : (7/ 321) عن العليميّ لا غير.
30 -
ابن بدر النّاجي الدّمشقيّ، (810 - 900 هـ):
إيراد المؤلّف- رحمه الله لهذه التّرجمة خطأ، فالمذكور لا يعدّ في الحنابلة.
قال الحافظ السّخاوي في «الضّوء اللامع» : (1/ 166): «إبراهيم بن محمد بن محمود بن بدر، برهان الدّين الحلبيّ الأصل، الدمشقيّ، القبيباتيّ، الشافعيّ، ويعرف ب «النّاجي» بالنّون والجيم، لكونه كان- فيما قيل- حنبليا ثم تشفّع وربما قيل له:«المحدّث» .
ولد في أحد الرّبيعين سنة عشر وثمانمائة بدمشق، وقال: أنّه سمع على شيخنا [ابن حجر]، وابن ناصر الدين، والفخر عثمان بن الصلف، والعلاء بن بردس، والشهاب أحمد بن الحسن بن عبد الهادي، والزّين عبد الرّحمن بن الشّهاب-
31 -
إبراهيم بن محمّد بن مفلح بن مفرّج بن عبد الله، تقيّ الدّين، ويقال: برهان الدّين بن العلّامة شمس الدّين صاحب «الفروع» الصّالحيّ، والد الصّدر أبي بكر، والنّظام عمر الآتيين، ويعرف كأبيه ب «ابن مفلح»
.
- خليل، والأريحي، ومما سمعه على العلاء «الشّمائل» و «مشيخة الأشرف الفخر» و «السّنن» لأبي داود والتّرمذي، وعلى الأخير «صحيح البخاري» ، وكذا سمع على عبد الله وعبد الرحمن ابني زريق، بل قال: إنه أجازت له عائشة ابنة عبد الهادي حتّى حوقق فبين أنها عامة.
قال السّخاوي: واختصّ ب «العلاء ابن زكنون» وقرأ عليه القرآن وغيره، وتزوّج ابنته، ثم فارقه وتحوّل شافعيا غير مرّة، وقد تكلّم على النّاس بأماكن، بل وخطب، مع مزيد تحريه وإنكاره على معتقدي ابن عربي ونحوه كابن حامد، محبّا في أهل السنة، منجمعا عن بني الدّنيا، قانعا باليسير، والثّناء عليه مستفيض. ووصفه الخيضري بأنه شيخ عالم فاضل محدّث، محرّر، متقن، معتمد، خدم هذا الشّأن بلسانه وقلمه
…
»، والخيضري: هو محمد بن محمد قطب الدين (ت 894 هـ).
رأيت له كتابا في «طبقات الشّافعيّة» إلّا أنّه الآن ليس تحت يدي فلعلّه مترجم فيه.
وبذلك يثبت أنّه ليس من الحنابلة والله تعالى أعلم.
ويوجد له مؤلفات جديرة بالاهتمام، منها: تعليق على «التّرغيب والتّرهيب» للمنذري في الأزهرية، و «جواب النّاجي في الناسخ والمنسوخ هل يمكن جمعه» في «التّيموريّة، و «عجالة الإملاء» في المغرب، وكتاب في مولد النّبي صلى الله عليه وسلم ووفاته في سوهاج
…
وغيرها.
31 -
تقي الدين ابن مفلح، (751 - 803):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 236)، و «المنهج الأحمد»:(476)، و «مختصره»:(173)، و «تراجم المتأخرين»:(6)، و «التّسهيل»:(2/ 21).-
قال في «الضّوء» : ولد سنة إحدى وخمسين وسبعمائة، ونشأ فحفظ القرآن وكتبا، وأخذ عن أبيه، والجمال المرداويّ وغيرهما كأبي البقاء، وسمع من أبي محمّد بن القيّم، والصّلاح بن أبي عمر، والعرضيّ، والجوخيّ، وأحمد بن أبي الزّهر، ورحل بعد السّتّين إلى مصر فسمع بها من القلانسيّ، والخلاطيّ، وناصر الدّين الفاروقيّ، ونحوهم، ومهر وتكلّم على النّاس فأجاد، ودرّس فأفاد، وولي قضاء الحنابلة بدمشق فحمدت سيرته، وكان فاضلا، بارعا، بل إماما، فقيها، عالما بمذهبه، ديّنا، أفتى، ودرّس، وجمع، وشاع اسمه، وبعد صيته، واشتهر ذكره، ولمّا طرق تيمور لنك الشّام كان ممّن تأخّر بدمشق فخرج إليه في الصّلح، وتشبّه بابن تيميّة مع غازان، وكثر ترداده إليه رجاء الرّفع عن المسلمين، ثمّ رجع إلى دمشق وقرّر مع أهلها ما رامه من الصّلح فلم يجب إلى سؤاله وغدروا به/ وضعف عند رجوعهم.
وكانت وفاته بعد الفتنة بأرض البقاع في أواخر شعبان سنة ثلاث وثمانمائة.
- وينظر: «ذيل التّقييد» : (157)، «معجم الحافظ ابن حجر» المسودة:(ورقة 14)، و «الملحق من نسخة أخرى»:(314)، و «إنباء الغمر»:(2/ 150)، و «الضّوء اللامع»:(1/ 167)، و «المنهل الصّافي»:(1/ 151)، و «الدّليل الشّافي»:(1/ 27)، و «النّجوم الزّاهرة»:(13/ 25)، و «نزهة النفوس»:(2/ 125)، و «الدّارس»:(2/ 47، 85)، و «القلائد الجوهرية»:(1/ 244)، و «الشّذرات»:(7/ 22).
قال تقيّ الدّين الفاسيّ في «ذيل التّقييد» : «سمع من صلاح الدّين محمد بن أحمد ابن أبي عمر المقدسي: «مشيخة الفخر ابن البخاري» خلا الجزء الأول والثاني في سنة ست وستين وسبعمائة بمسجد ناصر الدين بسفح قاسيون».
قاله شيخنا في «إنبائه»
(1)
، قال: وقد لقيته وسمعت منه قليلا، ولم يخلف بعده مثله في مذهبه ببلده.
قال في «معجمه» : انتهت إليه رئاسة المعرفة بمذهبه، وإنّ لقيّه له كان في الجامع المظفّريّ، فذاكره وقرأ عليه «المسلسلات» للإبراهيميّ
(2)
، بشرط التّسلسل.- انتهى-.
وقد سمعته من لفظ شيخنا عنه، وذكره التّقيّ الفاسيّ في «ذيل التّقييد» ، والمقريزيّ في «عقوده» .- انتهى-.
يقول جامعه الأقلّ: سيأتي في ترجمة ولده النّظام عمر نقلا عن «الضّوء» أنّه حفظ «الزّواهر» و «الجواهر» ، وكلاهما من تصانيف والده.- انتهى-.
وهو مؤلّف «طبقات الحنابلة» المشهورة
(3)
غير المذكورة في ترجمة ابن ابن أخيه السّابق.
(1)
«إنباء الغمر» : (1/ 150)، وقال في «المعجم»:«ولم يحمد أكثر الناس حركته في تلك الكائنة سامحه الله تعالى» .
(2)
بعدها في «معجم الحافظ ابن حجر» : «بسماعه على أبي محمد بن القاسم (أنا) الفخر على (أنا) أبو اليمن الكندي، (أنا) الحسين بن علي سبط الخياط (أنا) الإبراهيمي» .
(3)
قال البرهان بن مفلح في «المقصد الأرشد» : (1/ 237): «وله في (طبقات أصحاب الإمام أحمد) وقد وقفت على بعض كراريس مفرقة محرفة» .
32 -
إبراهيم بن محمّد بن موسى بن السّيف محمّد بن أحمد بن عمر بن الشّيخ أبي عمر محمّد بن أحمد بن محمّد بن قدامة بن مقدام
بن نصر بن فتح ابن محمّد بن حدثة بن محمّد بن يعقوب بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن حسن بن محمّد بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطّاب، برهان الدّين، بن سيف الدّين القرشيّ، العمريّ، العدويّ، المقدسيّ، الصّالحيّ، ويعرف ب «البقاعيّ» . قاله ابن فهد في «معجمه» .
وقال: سمع على المحبّ الصّامت سنة ثمان وسبعين وسبعمائة، وعلى أبي بكر بن إسماعيل بن عثمان البيتليديّ، وأبي الهول علي بن عمر الجزريّ، ومحمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن عمر بن أبي عمر وجماعة، وحدّث، سمع منه الفضلاء، وكان خيّرا ديّنا محافظا على الجماعات مع الورع والزّهد، ولا يأكل إلّا من كسبه، إلى أن ضعف حاله فانقطع بمنزله، وصار لا يخرج منه إلا إلى الصّلاة حتّى مات سنة [
…
] وكذا في «الضّوء» حرفا بحرف، ما عدا رفع نسبه إلى الفاروق [رضي الله عنه].
32 - ابن قدامة البقاعيّ، (؟ -؟):
من آل قدامة.
لم يذكره ابن مفلح ولا العليميّ، ولا ابن عبد الهادي.
أخباره في «الضّوء اللّامع» : (1/ 168)، عن «معجم ابن فهد»:(51)، ولم يذكرا وفاته.
33 -
إبراهيم بن ناصر بن جديد الزّبيريّ
.
ولد سنة [
…
]
(1)
، ونشأ نشأة حسنة، فقرأ القرآن وحفظه، وحفظ «مختصر المقنع» ، و «ألفيّة الآداب» وغيرهما، وقرأ على مشايخ بلده، ثمّ ارتحل إلى الشّام للتّلقّي عن علمائها، فسكن في المدرسة المراديّة
(2)
مدّة أربع عشرة سنة، وأكبّ على الطّلب والاشتغال، وأكثر حضوره على شيخ المذهب العلّامة، الورع، الزّاهد، الفقيه، الأصوليّ، الشّيخ أحمد البعليّ
(3)
مؤلّف
33 - ابن جديد النّجديّ الزّبيريّ، (؟ - 1232 هـ):
أخباره في «علماء نجد» : (1/ 149)، و «تراجم المتأخرين»:(6)، و «التّسهيل»:(2/ 204).
وأغلب أخباره نقلها شيخنا ابن بسام عن المؤلّف، وعنهما في إمارة الزّبير:(3/ 54)، وقد حذف الجميع فضول كلام ابن حميد- عفا الله عنه- فيما يتعلق بإمام الدّعوة الشّيخ محمد بن عبد الوهّاب رحمه الله. ورأيت تملكه لكتاب «تحفة المودود بأحكام المولود» لابن قيّم الجوزيّة- رحمه الله ثم بعده دخل الكتاب في نوبة الأقل علي بن عبد الله بن عشريّ وذلك الابتياع الشّرعي سنة 1236، ويظهر أنّ علي بن عشري من علماء نجد المغمورين، ولعلّه توفي قبل أن يشتهر فأوقفت والدته الكتاب على الشّيخ علي آل محمد سنة 1251 هـ. وعلي آل محمد هذا-
(1)
بياض في الأصل.
(2)
في دمشق مدرستان هما «المدرسة المرادية البرّانيّة، والمدرسة المرادية الجوانيّة» .
يراجع عنهما: «خطط دمشق: (267، 268).
(3)
هو أحمد بن عبد الله بن أحمد الحلبيّ الأصل ثمّ البعليّ (ت 1189 هـ) ذكره المؤلّف في موضعه.
«الرّوض النّديّ» ، وشارح «مختصر التّحرير» الأصولي، فأخذ عنه التّفسير والقراءات، والحديث، والفقه، والنّحو، والأصلين وغيرهما، ثمّ أجازه هو وغالب علماء دمشق المحروسة من أهل المذاهب منهم: الشّيخ مصطفي بن الشّيخ محمّد النّابلسيّ الحنبليّ، والعلّامة الحافظ أحمد بن عبيد الشّهير بالعطّار الشّافعيّ كما رأيت إجازاتهم له بخطّ رفيقه في الطّلب العلّامة فرضيّ زمانه الشّيخ محمّد بن سلّوم، وبعد أن قضى وطره من الشّام قدم الأحساء للأخذ عن علّامتها العلم المفرد الشّيخ محمّد بن فيروز فقرأ عليه/ في فنون عديدة، واستجازه فأجازه سنة 1195، ثمّ رجع إلى بلده الزّبير فتلقّاه أهلها خاصّهم وعامّهم بالإكرام التّام، والتّبجيل والاحترام، وصار إليه المرجع في
- قاضي عنيزة في زمن المؤلّف ابن حميد وهو من شيوخه إلّا أنّه توفي بعده سنة 1303 هـ وبعده استقر الكتاب حتى الآن في مكتبة عنيزة الوطنية الملحقة بالجامع الكبير.
وتملّكه بخطّ يده على نسخة «الذّيل على طبقات الحنابلة» في المكتبة المذكورة وهي نسخة ابن حميد صاحب هذا الكتاب أوقفه ابن جديد على ذريته.
ورأيت تملكا أيضا في نسخة من «الذيل على طبقات الحنابلة» في برلين نصّه: «آل بالشراء الشرعيّ إلى يد الفقير إلى الله ناصر بن إبراهيم بن جديد النجديّ الحنبلي عفي عنه آمين» . وعليها صورة ختمه. لا تحمل تاريخا.
فلا أدري هل ناصر المذكور والد الشّيخ إبراهيم، أو هو ابنه؟! ولعلّ الثانية أرجح.
* هناك إبراهيم .... النّجديّ (ت 1173 هـ) ذكره الغزي في «النعت الأكمل» :
291، وترك بياضا بين إبراهيم والنّجديّ يتسع لكلمتين، ويراجع «مختصر طبقات الحنابلة»:(125).
أمور الدّين، وطلبوا منه أن يتولّى القضاء فأبى، فلم يزالوا به حتّى ولي بغير معلوم، ولا خدم، وصار خطيب الجامع، وواعظه الّذي تذرف منه المدامع، ومدرّس الفقه ومفتيه، ومسدي المعروف ومؤتيه، وكان في الفقه ماهرا، وفي الزّهد والتّقى باهرا، متواضعا جدّا، سخيّا، طلق الكفّ ولو بالدّين، لا يدّخر شيئا قلّ أو جلّ، وعلى كثرة ما يأتيه كان يحتاج؛ لكثرة ما عوّد الفقراء والطّلبة والواردين من الإحسان، وكان يباشر خدمة بيته وأضيافه بنفسه، أخبرني شيخنا التّقيّ النّقيّ الشّيخ محمّد الهديبي- وكان من أخصّ تلامذته- أنّه إذا أتاه زائر قام بنفسه وأخرج له تمرا من قوصرة
(1)
كانت عنده بيده.
قال: ولمّا عزمت على الرّحلة إلى الحرمين، قال لي: تسافر عن أحبابك
(1)
القوصرة والقوصرّة مخفّف ومثقّل: وعاء من قصب يرفع فيه التّمر من البواري، وينسب إلى أمير المؤمنين علي رضي الله عنه.
أفلح من كانت له قوصرّه
…
يأكل منها كلّ يوم تمره
هكذا في «الصّحاح واللّسان» (قصر) ونقل عن ابن دريد: لا أحسبه عربيّا.
قال أبو بكر ابن دريد في «الجمهرة» : (2/ 743): «فأمّا القوصرّة التي تسميها العامة قوصرة فلا أصل لها في العربيّة، وأحسبها دخيلا، وقد روي لعلي بن أبي طالب
…
ولا أدري صحّة هذا البيت».
وعن ابن دريد في «المعرّب» لأبي منصور الجواليقيّ: (277).
وإذا ثبتت نسبة البيت إلى أمير المؤمنين فلا شكّ أنّه في غاية الفصاحة عربي بلا شكّ، سواء أكان مرتجلا في لغة العرب.، أم معرّبا تكلّمت به العرب قديما ثم جاء في الشّعر وفي كلامهم المنثور.
وتشتاق إليهم ويشتاقون إليك فأقم، فأبيت، فراجعني فأبيت، فلمّا رآني مصمّما بكى وقال: يا ليتني شعرة في جسدك، فودّعته ودعا لي بدعوات أرجو بركتها. وأخبرني من لا يعتمد أنّه دخل عليه شخص في هيئة بدويّ فتلطّف به الشّيخ واحتفل به إلى الغاية فلمّا خرج ذاكرنا الشّيخ في حقّه كالمنكرين لفعله هذا مع بدويّ، فقال: هذا من رفقائنا في الطّلب على شيخنا الشّيخ محمّد بن فيروز، وكان هذا يحفظ «صحيح البخاري» ، وهو من أمراء الأحساء آل حميد، فلمّا هربوا من سعود هرب معهم، وسكن معهم، البادية، كذا أخبر، والله أعلم. وكان لا يخالط النّاس إلّا لضرورة أو كالضّرورة، قلّ أن يرى إلّا تاليا، أو مدرّسا، أو مذاكرا، أو يحكي حكايات الصّالحين، أو أحوال رحلته ونشأته في الطّلب؛ لتنشيط همم الطّلبة. وممّا شاع من حلمه أنّ بعض أهل نجد هجاه وكفّره، وأطلق لسانه بالقول الشّنيع فيه؛ لكونه أنكر على ابن عبد الوهاب
(1)
، والهاجي موافق له، فاتفق أن الهاجي تصعلك وافتقر ونسي ما
(1)
لا ندري كيف نجمع بين حفاوة المؤلف بشيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم- رحمهما الله تعالى- وإشادته بهما وبكتبهما، وبين وقيعته المرة المتواترة ومعارضته النكرة لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله تعالى- وإطراء المعارضين له، والشيخان: ابن تيمية، وابن عبد الوهاب ينزعان من قوس واحدة، وينهلان من معين واحد: مشكاة النبوة: الكتاب والسنة؟؟
فنعوذ بالله من الهوى والفضاضة، وقد رأينا المؤلف في تراجم المعارضين للدعوة، أو المؤيدين لها، يجمع نفسه للنيل منها بكلام هراء، ونفس حاد، لا يسنده دليل، ولا حجة ولا برهان، نعوذ بالله من الخذلان. وذلك كما في التراجم رقم 33، 60، 269، 280، 335، 408، 415، 585، 774.-
جرى، فسافر إلى بلد الزّبير والشّيخ المترجم إذ ذاك عينها الباصرة، وكلمته مقبولة عند البادية والحاضرة، فعند ما سمع بوصول الهاجي أرسل إليه بكسوة ودراهم وقال: هذه بمقابلة هديّتك الّتي أهديت لنا تلك السّنة، وأرسل إلى الأمير أن لا يتعرّض له أحد بسوء. وكان رحمه الله كثير التّدريس خصوصا في الفقه، لا يضجر ولا يملّ، حسن الوعظ والتّذكير؛ لكلامه وقع في القلوب؛ لحسن قصده، وصدق نيّته، وورعه وزهده وتقاه، تعلوه هيبة ونور، نفع الله به أهل بلده، بل جميع تلك البلدان، ورغّبهم وحثّهم على العلم، فتسارعوا للأخذ عنه، ونجب/ منهم خلق كثير خصوصا في الفقه، وتنافسوا في تحصيل كتب المذهب، وتغالوا في أثمانها وفي استنساخها، وصار للعلم سوق قائمة، وزهت البلد، وصار يرحل إليها لأخذ مذهب الإمام أحمد، وبنى بعض الموفّقين مدرسة للطلبة الوافدين، وأنفق عليها جميع ما يملكه فصارت مأوى المستفيدين، وكان السّبب في ذلك كلّه الشّيخ المترجم، وكان يقوم
- وهذه سنة من الله ماضية، ليمحص الحق، ويمحص الذين آمنوا، وقد ذهب المناوءون، واحترقت معارضتهم، وقامت الدعوة الإسلامية على سوقها من وضر الوثنية ودخن الشرك، والصوفية- قائمة في جزيرة العرب ترسل أشعتها على العالم، وتنقذهم من مجاهل الشرك وجهالات المضلين بغير علم، حتى صار في كل ولاية وقطر، دعاة إلى الله على بصيرة يدلون من ضل إلى الهدى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، ويحيون بكتاب الله الموتى. والحمد لله رب العالمين.
وانظر التعليق على الترجمة رقم 60، ورقم 269، ورقم 335، ورقم 383، 386، 390، 408، 415، 419، 584، 627، 642، 773.
للطلبة بكفايتهم كأنّهم عائلته، وكان له جاه عظيم عند الحكّام والأمراء، مع عدم مجيئه لهم، ومبالاته بهم، وكانت العلماء من أهل المذاهب تعظّمه وتثني عليه، منهم لسان الزّمان ونابغة الأوان، إمام البلاغة والبراعة، وختام ذوي الفصاحة الّذي لا يراع له يراعة الشّيخ عثمان بن سند البصريّ المالكيّ
(1)
فقد نقل للشّيخ المترجم نسخة من منظومته
(2)
في أصول الفقه بخطّه البديع وكتب في آخرها ما صورته:
توفّي المترجم ثالث عشر شعبان سنة اثنين وثلاثين ومائتين وألف، ودفن قريبا من ضريح سيّدنا الزّبير بن العوّام رضي الله عنه.
(1)
هو عثمان بن سند النّجديّ الأصل، البصريّ، المالكي، الأديب، المؤرخ، وربما ذكر أنّه حنبلي، والصّحيح الأول، له منظومة اسمها «أوضح المسالك إلى مذهب الإمام مالك» طبعت في بومبي بالهند سنة 1310 هـ نظم فيها مختصر العمروسيّ، أورده الشطي في «مختصر طبقات الحنابلة»:(149)، ويراجع:«حديقة الأفراح» :
285، و «المسك الأذفر»:(213)، و «أعيان القرن الثالث عشر»:(169)، و «الأعلام»:(4/ 206).
(2)
لعلها هي «نظم الورقات» .
34 -
إبراهيم بن نصر الله بن أحمد بن محمّد بن أبي الفتح بن هاشم بن إسماعيل بن إبراهيم بن نصر الله بن أحمد، البرهان، أبو إسحاق، ناصر الدّين، الكنانيّ، العسقلانيّ الأصل، القاهريّ، سبط العلاء الحرّانيّ ووالد العزّ أحمد الآتي:
قال في «الضّوء» : ولد في رجب أو شعبان سنة ثمان وستّين وسبعمائة بالقاهرة، واشتغل على أبيه وغيره، ونشأ على طريقة حسنة، ففوّض إليه أبوه نيابة الحكم عنه فباشرها بعقل وسكون، فلمّا مات أبوه استقرّ في القضاء
34 - ناصر الدّين ابن نصر الله، (768 - 802):
من أسرة حنبلية عريقة في العلم والفضل، منها علماء أجلاء من كبار فقهاء المذهب.
و (آل نصر الله) أسرتان علميتان حنبليتان، إحداهما أسرة المترجم وهم من آل أبي الفتح ابن هاشم الكنانيّ العسقلانيّ المصريّ.
والأسرة الثانية: آل نصر الله التّستريّ الأصل، البغداديّ، ثم المصريّ أيضا، وهما متعاصرتان في مصر.
أخبار المترجم في «المقصد الأرشد» : (1/ 239)، و «المنهج الأحمد»:(475)، و «مختصره»:(172)، و «التّسهيل»:(2/ 20).
وينظر: «تاريخ ابن قاضي شهبة» : (1/ 3/ 213)، و «إنباء الغمر»:(2/ 113)، و «رفع الإصر»:(42)، و «المنهل الصافي»:(1/ 180)، و «الدّليل الشافي»:(1/ 30)، و «النّجوم الزّاهرة»:(12/ 17)، و «السّلوك»:(3/ 1024)، و «العقود»:(1/ 148)، و «الضّوء اللّامع»:(1/ 179)، و «نزهة النّفوس»:(2/ 69)، و «حسن المحاضرة»:(1/ 481)، و «شذرات الذّهب»:(7/ 14). قال المقريزيّ في «العقود» : «وكان من خير قضاة زماننا» .
الأكبر بعده في شعبان سنة خمس وتسعين وعمره سبع وعشرون سنة، فسلك في المنصب طريقة مثلى من العفّة، والصّيانة، وبشاشة الوجه، والتّواضع، والتّودّد، مع التّثبّت في الأحكام، والشّهامة، والمهابة، وأحبّه النّاس، ومالوا إليه أكثر من والده؛ لما كان عليه والده من التّشدّد والانقباض، حتّى كان السّلطان الظّاهر برقوق يعظّمه ويرى له، ولم يلبث أن مات في ثامن ربيع الأوّل سنة ثنتين، وله أربع وثلاثون سنة واستقرّ بعده أخوه موفّق الدّين «أحمد» الآتي، وذكره شيخنا في «رفع الإصر» وفي «الإنباء» والمقريزيّ في «عقوده» .
35 -
إبراهيم بن العلّامة الجمال أبي المظفّر يوسف بن محمّد بن مسعود السّرّمرّي، ثمّ الدّمشقيّ، العطّار
.
قال في «الضّوء» : ولد في حدود الخمسين وسبعمائة وأسمع على ابن الخبّاز جزءا فيه أحاديث رواها/ أحمد عن الشّافعيّ وفي آخره حديثان رواهما
35 - ابن أبي المظفّر السّرّمرّيّ، (750 تقريبا- 803 هـ):
لم يذكره ابن مفلح ولا ذكره والده يوسف بن محمد الآتي في موضعه، ولم يذكره العليميّ، وذكر والده، وكان والده من كبار الفقهاء. ولم يذكرهما ابن عبد الهادي.
فالمترجم مستدرك عليهم، ووالده مستدرك على ابن مفلح، وابن عبد الهادي.
وينظر: «المنهج الجلي» : (25)، و «معجم الحافظ ابن حجر»:(13) المسودة، و «الضّوء اللّامع»:(1/ 182). وذكره الحافظ ابن حجر في «الدّرر» : (4/ 473) في ترجمة والده، وذكره المقريزي في «العقود»:(130).
قال الحافظ ابن حجر: «إبراهيم بن العلّامة أبي المظفّر يوسف بن محمّد بن مسعود السّرمرّيّ ثم الدّمشقيّ الحنبليّ العطّار. ولد في حدود الخمسين
…
».
وأخباره هنا عن السّخاوي عن ابن حجر.
النّسائيّ عن عبد الله بن أحمد عنه، وعلى بشر بن إبراهيم بن بشر البعليّ القاضي «جزء أبي سهل الصّعلوكي»
(1)
، وحدّث، سمع منه الفضلاء، وروى لنا ذلك عنه عبد الكافي بن الذّهبيّ. قال شيخنا: أجاز لي. ومات في أواخر رمضان سنة ثلاث وثمانمائة بدمشق.
36 -
إبراهيم بن يوسف بن عبد الرّحمن بن الحسن التّاذفيّ، ثمّ الحلبيّ، برهان الدّين
.
36 - برهان الدّين التّاذفيّ الحلبيّ الحنبليّ، (877 - 959 هـ):
هو والد العلّامة الكبير رضيّ الدّين ابن الحنبليّ، الإمام اللّغوي الحنفيّ الحلبيّ (ت 971 هـ). هذه الترجمة من سبق قلم المؤلّف- رحمه الله تعالى- فلم يكن والد رضي الدّين حنبليا كما ظنّ المؤلّف، بل هو حنفيّ المذهب كابنه. أمّا جدّه يوسف ابن عبد الرّحمن فترجم له المؤلّف في موضعه، وهو حنبليّ بلا إشكال.
وأمّا أعمام رضي الدّين وإخوته وعمّاته وجدّاته، وأبناء وبنات عمّه، وكثير من ذوي قرابته من العلماء، فمنهم الحنبليّ، ومنهم الشّافعيّ، ومنهم الحنفيّ، وهم أسرة علمية كبيرة، كثيرة عدد العلماء والعالمات، ينحدرون من أصل حنبليّ، ثم منهم من بقي على حنبليته، ومنهم من تحول إلى مذهبي الشّافعي وأبي حنيفة. وهي أسرة عربيّة الأصل تنتمي إلى ربيعة بن نزار، كذا قال رضيّ الدّين، وألّف رسالة سمّاها:
«الآثار الرّفيعة في مآثر ربيعة» حققها صديقنا الدّكتور عبد العزيز الهلابي في كلية-
(1)
هو أبو سهل محمّد بن سليمان بن محمد بن سليمان بن هارون النيسابوري الصّعلوكي (ت 369 هـ). أخباره في «تذكرة الحفاظ» : (3/ 947).
ويعرف جزؤه هذا ب «حديث الصّعلوكي» ، و «مجلس الصّعلوكي
…
».
وبشر بن إبراهيم بن بشر البعلي
…
مذكور في موضعه من هذا الكتاب.
ولد سنة
(1)
(
…
) وقرأ على أبيه وغيره وتميّز، وهو والد رضيّ الدّين محمّد الّذي تحوّل حنفيا علّامة حلب ومؤرّخها، الكثير التّصانيف في كلّ فن، المشهور ب «ابن الحنبليّ» وعند الأتراك بحنبلي زاده، وصاحب التّرجمة له مؤلّفات منها «مسلسل الرّائق» ، قال في «كشف الظّنون»
(2)
: إنّه انتخبه من «الفائق في المواعظ والرّقائق» ، وتوفّي سنة 959.
- الآداب جامعة الملك سعود بالرياض ونشرها معهد المخطوطات في الكويت.
وكما أوضح رضي الدّين انتماء أسرته إلى ربيعة، أوضح كذلك في كتابه:«در الحبب تاريخ علماء حلب» المطبوع في وزارة الثّقافة في دمشق. تراجم كثير من رجالات (آل الحنبلي) وبين انتماءهم إلى المذاهب، وذكر انتماء والده إلى مذهب أبي حنيفة، يراجع:(1/ 1/ 50 - 61)، وعنه في «الكواكب السائرة»:(2/ 81)، و «شذرات الذّهب»:(8/ 323)، ونقلالترجمة كاملة الشّيخ راغب الطباع في كتابه «إعلام النّبلاء»:(6/ 9، فما بعدها). وأورد ابنه كثيرا من أخباره وأشعاره.
قال رضيّ الدّين: «ووالدي سبط قاضي القضاة أثير الدّين ابن الشّحنة» ، وذكر جدته أمامة بنت أثير الدّين
…
وترجم لها في «در الحبيب» : (1/ 331)، رقم (92).
وآل «الشحنة» أحناف فلعل هذا هو سرّ انتقال المترجم إلى مذهب أبي حنيفة.
ولمحمد بن محمد بن الشّحنة الحلبي (ت 890 هـ) كتاب كبير في طبقات أصحاب أبي حنيفة رحمهم الله. (لم أقف عليه).
وفي نسبة المترجم (التاذفي) وهي نسبة إلى تاذف قال ياقوت في «معجم البلدان» : (2/ 6): «بذال معجمة مكسورة وفاء: قرية بين حلب وبينها أربعة فراسخ
…
».
(1)
سنة مولده في بعض نسخ السّحب.
(2)
«كشف الظنون» : (1217)، وله مؤلفات أخرى.
37 -
إبراهيم الدّمشقيّ، الصّالحيّ الفرّاء، نزيل المدرسة الصّالحيّة من القاهرة، ويعرف ب «ابن الأبله»
.
قاله في «الضّوء» ، وقال: رجل صالح منوّر، سليم الفطرة، صحب ابن زكنون، وأبا شعر، [وابن داود] وغيرهم من سادات الحنابلة، وعادت عليه بركتهم
(1)
، وحفظ عنهم أدبا وفضائل، وقدم القاهرة فقطن صالحيتها، ولم يعدم من يحسن له لسذاجته. عمل الكيمياء بزعمهم، فكان ينفذ ما يحصل عليه من كدّ يمينه وغيره في ذلك، بحيث يبقى مملقا وربّما ليم في ذلك، وهو
37 - ابن الأبلة، (؟ - 886 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليميّ رحمهما الله.
أخباره في: «الضّوء اللّامع» : (1/ 183).
* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أجود بن عثمان بن عليّ بن زيد القاضي النّجديّ الحنبليّ.
قال الشّيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى في «تاريخ بعض الحوادث» : (47): «وكان ابن عطوة المذكور [ت 948 هـ] في أيّام أجود بن زامل ملك الأحساء معاصرا للقاضي أجود بن عثمان
…
».
- وأحمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الوهّاب بن مشرّف قاضي مرات (ت 1194 هـ) ذكره ابن بشر في «عنوان المجد» : (1/ 142)، وذكره الشّيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى في «تاريخ بعد الحوادث»:(101، 211) عن الشيخ محمّد بن عبد الله المانع.
(1)
هذا اللفظ وأمثاله كما في التراجم: 56، 134، 285، 350، 627، 664، 771، 772، هو من ذيول التصوف، وضعف تحقيق التوحيد، فالله المستعان.-
لا ينفكّ، وكذا كان يعتقد أنّ ابن عثمان ملك الرّوم يملك الدّيار المصريّة ويترجّى الوصول لحقّه الّذي كان سببا لمجيئه إلى القاهرة ولم يحصل منه على طائل، ولا يعدم من يمشي معه على سبيل المماجنة في حقيقة ذلك، وبالجملة فكان في الخير بمكان، وعلى ذهنه فوائد.
مات في رمضان سنة ستّ وثمانين وثمانمائة بالبيمارستان المنصوريّ، ودفن بجوار الشّمس الأمشاطيّ، وهو ممّن كان يعتقده ويحسن إليه كثيرا، مع إنكاره ما قدّمته بحيث كان يقول له: أود لو تيسّر لي ما تنفقه في هذه المحنة من كدّك لآكل منه أو نحو هذا، وأظنّه جاوز السّبعين، ونعم الرّجل كان.
- انتهى-.
أقول: أمّا قوله: إنّ ابن عثمان يملك مصر فقد صحّ في أقرب مدّة سنة 923.
38 -
أحمد بن إبراهيم بن عبد الله الكرديّ الصّالحيّ
.
- والمشهور أنّه حمد بن إبراهيم بن حمد، بسقوط الهمزة في الموضعين، وسأذكره في الاستدراك في موضعه إن شاء الله.
38 -
ابن معتوق الكرديّ، (؟ - 803 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 74)، و «المنهج الأحمد»:(478) و «مختصره» (172). وينظر: «معجم ابن حجر» : (29)، و «إنباء الغمر»:(2/ 151)، و «الضّوء اللّامع»:(1/ 196).
* ولابن معتوق المذكور ابن من أهل العلم والفضل اسمه محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله، ذكره المؤلّف في موضعه.-
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن معتوق» ذكره شيخنا في «معجمه» وسمّى جدّه معتوقا، وقال لقيته بالصّالحيّة، وقرأت عليه «صفة الجنّة» لأبي نعيم بسماعه
(1)
له على أبي بكر بن حصين الحرّاني
(2)
.
قال: ومات في حصار دمشق في شوّال سنة ثلاث وثمانمائة
(3)
.
- * يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أحمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي حميدان النّجديّ.
رحل إلى دمشق وأخذ عن موسى الحجّاويّ وغيره، ثم عاد إلى نجد. ونقل الشّيخ ابن بسّام عن بعض الوثائق أنّ الشّيخ المذكور ابن عمّ محمد بن إبراهيم ابن أبي حميدان الآتي في مستدرك (محمد) إن شاء الله.
يراجع: «علماء نجد» : (1/ 154).
يقول الفقير إلى الله تعالى عبد الرّحمن بن سليمان بن عثيمين: الصّحيح أنّه أخوه لا ابن عمّه، رأيت خطّ يد محمد المذكور على «مختصر مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي» جاء فيه: الحمد لله من متملكات الفقير محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي حميدان النّجدي الحنبلي غفر الله له ولوالديه وللمسلمين وصلّى الله على سيدنا-
(1)
الموجود في «المعجم» : «بسماعه من علي بن أبي بكر بن يوسف بن حصين الحراني قال: (أنا) الفخر بن البخاري، عن أبي المكارم اللّبان (أنا) الحداد (أنا) أبو نعيم» .
(2)
علي بن أبي بكر؟ لم أعثر على أخباره، وهو من علماء الحنابلة.
لعل والده أبو بكر بن يوسف، المترجم في «ذيل طبقات الحنابلة»:(2/ 255)، و «مختصره»:(74) عن الحافظ عزّ الدين الحسيني في «صلة التكملة» : (ورقة 99) قال وفي التاسع والعشرين من جمادى الأولى [653 هـ] توفي الشيخ ..
(3)
في «إنباء الغمر» : «بعد ظهر عيد الفطر» .
39 -
أحمد بن إبراهيم بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن عمر، الشّهاب بن البرهان، النّابلسيّ، ثمّ الدّمشقيّ
.
كذا في «الضّوء» . ولم يزد.
- محمد .. نسخة دار الكتب المصرية رقم (5174) وهذه النسخة عليها تملك كتب هكذا: (من فيض ربّه العليّ لأحمد الحجّاويّ الحنبليّ) ولهذا تدرك العلاقة بينهما.
ورأيت على نسخة من (مجموع المنقور) قديمة كتبت سنة 1131 هـ في مكتبة جامعة الإمام رقم (184) صورة إجازة من الشيخ موسى الحجّاوي يجيز فيها:
إبراهيم بن محمد بن أبي حميدان النّجدي الحنبلي والد المذكور قبله جاء فيها:
…
في مدة تزيد على سبع سنين
…
وقد استخرت الله- وما خاب مستخير- وأذنت له أن يفتي ويدرس على مذهب إمامنا المذكور
…
».
39 -
ابن البرهان النّابلسيّ: (811 هـ؟):
ونقل المؤلّف عن «الضّوء اللّامع» : (1/ 202).
ونقل المؤلّف- رحمه الله هذه الترجمة عن «الضّوء» كما ترى، ولعلها مبتورة في نسخته من «الضّوء اللّامع» وترجمته فيه مفصّلة، ذكر مولده ولم يذكر وفاته
قال السّخاوي: «الماضي أبوه؛ والآتي ولده أبو بكر» .
أمّا أبوه فهو المعروف ب «ابن فلاح» المتقدم ذكره، وهو حنبلي كما أسلفنا.
وأما ولده أبو بكر؛ فذكره السّخاوي في «الضّوء» : (11/ 13، 16)، وقال:
«النّابلسيّ الأصل الدّمشقيّ الشّافعيّ الماضي أبوه وجده
…
» وذكر وفاته سنة 898 هـ.-
40 -
أحمد بن إبراهيم بن نصر الله بن أحمد بن محمّد بن أبي الفتح بن هاشم القاضي، عزّ الدّين أبو البركات بن البرهان بن ناصر الدّين، الكنانيّ، العسقلانيّ الأصل، القاهريّ، الصّالحيّ، الماضي أبوه
.
قال في «الضّوء» : ولد في سادس عشر ذي القعدة سنة ثمانمائة في المدرسة الصّالحيّة من القاهرة، ونشأ بها في كفالة أمّه لموت والده في مدّة رضاعه، فحفظ القرآن وجوّده على الزّراتيتي، و «مختصر الخرقيّ» وعرضه
- قال الحافظ السّخاوي- رحمه الله، - في ترجمة أحمد-:«النّابلسيّ ثم الدّمشقيّ الحنبليّ ثم الشّافعيّ، نزيل القاهرة» .
قال السّخاوي- رحمه الله: «نشأ كأبيه حنبليا، وحفظ كتبا في المذهب ثم اتصل بالبهاء ابن حجّي وصهره الكمال البارزيّ بدمشق واختص بهما، وتحوّل بأمرهما شافعيا، وتفقه بعبد الوهّاب الحريري» ومثل ذلك تماما قال البقاعي في «العنوان» :
ورقة: 3. ومن هنا فذكره في عداد الحنابلة سهو ظاهر من المؤلّف- رحمه الله.
وذكر العليميّ- رحمه الله في «المنهج الأحمد» : (492) محمد بن إبراهيم بن فلاح النّابلسيّ، واستظهرت في هامش ترجمته في «الدّر المنضّد» مختصر المنهج العليمي للمؤلّف نفسه أن يكون هو نفسه أحمد المذكور هنا ووقع الخطأ في اسمه محمد بدل أحمد، والله- سبحانه وتعالى أعلم، فإذا كان هو فإنه يقال فيه ما قيل في هذا.
40 -
عزّ الدّين ابن نصر الله الكنانيّ، (800 - 876 هـ):
الإمام الكبير القاضي أبو البركات، مرجع الحنابلة في زمنه في مصر وإمامهم، وصدر العلماء، كثير التّأليف جيّد التّصنيف.
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 75)، و «المنهج الأحمد»:(504)، و «مختصره»:(190)، و «مختصر طبقات الحنابلة» للشطي، و «التّسهيل»:(79).-
بتمامه على المجد سالم، ومواضع/ منه على العادة على الشّمس الشّاميّ، وأبي الفضل بن الإمام المغربيّ وآخرين، و «ألفيّة ابن مالك» ، و «الطّوفي» ، و «الطّوالع» للبيضاويّ، و «الشّذور» ، و «الملحة» وحفظ نصفها في ليلة، وتفقّه بالمجد سالم، وبالعلاء ابن المغليّ، والمحبّ بن نصر الله وجماعة. وأخذ العربيّة على الشّمس البوصيريّ، واليسير منها عن الشّطنوفي وغيره، وقرأ على الشمس بن الدّيريّ في التفسير، وسأل البرهان البيجوريّ عن بعض المسائل، وحضر عند البساطيّ مجلسا واحدا، وكذا عند الجمال البلقينيّ ميعادا، وعند
- وينظر «معجم ابن فهد» المخطوط، نسخة الهند، و «رفع الإصر»:(1/ 52)، و «الضّوء اللّامع»:(1/ 205)، و «الذّيل على رفع الإصر»:(12 - 62)، - ترجمة حافلة-، و «العنوان» للبقاعي: ورقة: (3)، و «حسن المحاضرة»:(1/ 484)، و «حوادث الزّمان»:(2/ 61)، و «الشّذرات»:(7/ 321).
وللقاضي عزّ الدّين ابن نصر الله مؤلّفات كثير، وأخباره مسطورة في الكتب وبالغوا في الثّناء عليه وتعداد فضائله.
يعدّ في شيوخ الحافظين السّخاوي والسّيوطي ذكراه في معجميهما وأثنيا عليه.
له مؤلفات كثيرة وقفت على كتابه «تنبيه الأخيار على ما قيل في المنام من الأشعار» (مختصره) وهو طريف جدّا في بابه، يدلّ على سعة اطلاع مؤلّفه، فقد رجع إلى مصادر كثيرة صرّح بذكرها منسوبة إلى مؤلّفيها.
كما وقفت على قطعة من كتابه «القضاة والولاة في مصر» في الظّاهرية مفيدة جدّا.
ومن مؤلّفاته «شرح الألفيّة» و «توضيحها» ونظم كثيرا من الكتب الأصول في الفقه والنّحو والأصول والمنطق
…
وغيرها، واختصر «تصحيح الخلاف المطلق من المقنع» لابن عبد القادر النّابلسيّ
…
وغيرها.
ابن مرزوق والعبدوسيّ، واستفاد منهم في آخرين كالشّمس البرماويّ، والبدر ابن الدّمامينيّ، والتّقيّ القاضي، والعزّ ابن جماعة، وزاد تردّده إليه في الفرائض وغيرها، وأخذ علم الوقت عن الشّهاب البردينيّ، والتّاريخ ونحوه عن المقريزيّ والعينيّ، ولازم العزّ عبد السّلام البغداديّ في التّفسير، والعربيّة، والأصلين، والمعاني، والبيان، والمنطق، والحكمة، وغيرها بحيث كان جلّ انتفاعه به، وكتب على ابن الصّائغ، ولبس خرقة التّصوّف
(1)
مع تلقين الذّكر من الزّين أبي بكر الخوافيّ، وكذا صحب البرهان الأدكاويّ، ولبسها أيضا من خاله
(2)
الجمال عبد الله، وأمّه عائشة، وسمع عليهما الكثير، وكذا سمع على الشّموس الزّراتبتي، والشّاميّ، وابن المصريّ، وابن البيطار، والشّرفين ابن الكويك، ويونس الواحي، والشّهب؛ الواسطيّ، والطّراينيّ، وشيخنا، وكان يبجّله جدّا، وربّما ذكره في بعض تراجمه ونوّه به، والوليّ العراقيّ والغرس
(3)
خليل القرشيّ، والزّين الزّركشيّ، والجمال بن فضل الله، والكمال بن خير، والمحبّ بن نصر الله، والنّاصر الفاقوسيّ، والتّاج الشّرابيشيّ، وصالحة ابنة التّركمانيّ، وطائفة، وأجاز له الزّين العراقيّ وأبو بكر المراغيّ، وعائشة ابنة عبد الهادي، والجمال بن ظهيرة، وخلق، وناب في
(1)
هي من الأمور المبتدعة التي لم تثبت بنص شرعي. وانظر التعليق رقم 1 على الترجمة رقم 5.
(2)
خاله جمال الدين عبد الله بن عليّ بن محمّد (ت 817 هـ) وأمه عائشة بنت عليّ (ت 840 هـ) ذكرهما المؤلف في موضعيهما وهما من آل نصر الله بن هاشم الكناني.
(3)
يقصد: غرس الدّين، وهو لقب يغلب على من يسمّى خليل.
القضاء عن شيخه المجد سالم وهو ابن سبع عشرة سنة، وصعد به إلى النّاصر فألبسه خلعة، بل لمّا ضعف استنابه في تدريس الجماليّة
(1)
، والحسينيّة
(2)
، والحاكم
(3)
، وأمّ السّلطان
(4)
، فباشرها مع وجود الأكابر، وكذا باشر قديما الخطابة بجامع آل ملك بالحسينيّة
(5)
، وتدريس الحديث بمسجد ابن البابا، وبعد ذلك الفقه بالأشرفيّة برسباي بعد موت الزّين الزّركشيّ، بل كان ذكر لها قبله، وبالمؤيّديّة بعد المحبّ بن نصر الله، بل عرضت عليه قبله فأباها؛ لكون العزّ القاضي كان استنابه فيها عند سفره إلى الشّام على قضائه فلم يرد ذلك مروءة، وقبّة الصّالح بعد ابن الرّزاز في أيّام تلبّسه القضاء، وبالبديريّة بباب سرّ الصّالحيّة، وكذا ناب في القضاء عن ابن المغلى، وجلس ببعض
(1)
مدرسة أنشأها الوزير مغلطاي الجمالي بالقاهرة سنة 830. «ذيل رفع الإصر»:
491.
(2)
لا أعرفها إلّا أن يقصد بها جامع الحسين المعروف، أو مدرسة ملحقة به؟!.
(3)
جامع الحاكم أسسه العزيز المعز لدين الله الفاطمي العبيدي، ثم أكمله الحاكم فنسب إليه. يراجع:«حسن المحاضرة» : (2/ 253).
(4)
أمّ السّلطان هذه اسمها بركة خاتون، أمّ السّلطان الملك العادل، من بني أيّوب بنت المدرسة المعروفة باسمها سنة 770 هـ. وهي تعرف الآن ب «جامع أم السّلطان» في خارج باب زويلة.
(5)
جامع آل ملك بناه الأمير سيف الدّين الحاج آل ملك بن عبد الحكم بالحسينية خارج باب النصر. وهذه المواقع التاريخية عرّف بها محققا «ذيل رفع الإصر» في ترجمة المذكور. وقد وقفت على أغلبها في زيارتي لمصر هذا العام 1410 هـ مع بعض زملائنا من المختصين بالآثار والحضارة في العصرين الأيوبي والمملوكي.
الحوانيت، ثمّ أعرض عن التّصدي له شهامة، وصار يقضي فيما يقصد به في بيته/ مجّانا ثمّ تركه جملة، وهو مع ذلك كلّه لا يتردّد لأحد من بني الدّنيا إلّا من يستفيد منه علما، ولا يزاحم على سعي في وظيفة ولا مرتّب، بل قنع بما كان معه وما تجدّد بدون مسألة، وقد حجّ قديما في سنة ثلاث عشرة، وسنة ثلاث وخمسين صحبة الرّكب الرّجبيّ
(1)
، واجتمع في المدينة بالسّيّد عفيف الدّين الإيجيّ، وسمع قصيدة له نبويّة أنشدت في الرّوضة بحضرة ناظمها، وكذا أنشدت لصاحب التّرجمة قصيدة، وزار بيت المقدس، والخليل بين حجّتيه غير مرّة، بل وبعدهما، ولقي القبابيّ، وأجاز له، واجتمع في الرّملة بالشّهاب بن رسلان، وأخذ عنه منظومته «الزّبد» وأذن له في إصلاحها، وبالغ في تعظيمه، ودخل الشّام مرّتين، لقي في الأولى حافظها ابن ناصر الدّين وزاد في إكرامه، وفي الثّانية البرهان الباعونيّ وأسمعه من لفظه أشياء من نثره، وإمام جامع بني أميّة الزّين عبد الرّحمن بن خليل القابونيّ، وكتب عن صاحب التّرجمة مثلّثا له، وكذا دخل دمياط، والمحلّة، وغيرهما من البلاد والقرى، ولقي الأكابر، وطارح الشّعراء، وأكثر من الجمع والتّأليف،
(1)
يراد بالركب الرجبي: شد الرحل إلى مكة- حرسها الله تعالى- في شهر رجب بمناسبة الإسراء والمعراج في ذلك الشهر. والإسراء والمعراج ثابتان بنص الكتاب والسنة ولم يثبت حديث في وقوعهما في شهر رجب، بل لم يثبت حديث في فضل شهر رجب كما حرره الحافظ ابن حجر- رحمه الله تعالى- في كتابه: «تبيين العجب
…
» فهذا الركب الرجبي بدعة في الدين لا أصل لها، وقد تلاشت بفضل الله ثم بفضل دعوة التوحيد في الجزيرة العربية في ظل حكومة التوحيد: آل سعود ملوك المملكة العربية السعودية ثبتنا الله وإياهم على الإسلام والسنة. آمين.
والانتقاد، والتّصنيف، حتّى إنّه قلّ فنّ إلّا وصنّف فيه إمّا نظما أو نثرا، ولا أعلم الآن من يوازيه في ذلك، واشتهر ذكره، وبعد صيته، وكان بيته مجمعا لكثير من الفضلاء، وولي قضاء الحنابلة بعد البدر البغداديّ، مع التّداريس المضافة للقضاء كالصّالحيّة، والأشرفيّة، والنّاصريّة، وجامع ابن طولون وغيرها كالشّيخونيّة، وتصدّر بالأزهر وغيره، ولم يتجاوز طريقته في التّواضع والاستئناس بأصحابه، وسائر من يتردّد إليه، وتعفّفه، وشهامته، ومحاسنه الّتي أوردت منها كثيرا مع جملة من تصانيفه ونحوها في ترجمته من «قضاة مصر» وغيره. وحدّث بالكثير قديما وحديثا، سمع منه القدماء، وروى ببيت المقدس مع أمّه بعض المرويّ، وأنشأ مسجدا ومدرسة وسبيلا وصهريجا وغير ذلك من القربات، كمسجد بشبرا، وكان بيته يجمع طائفة من الأرامل ونحوهن
(1)
.
مات ليلة السّبت حادي عشر جمادى الأولى سنة ستّ وسبعين وثمانمائة وغسّل من الغد، وحمل نعشه لسبيل المؤمني فشهد السّلطان فمن دونه الصّلاة عليه في جمع حافل
(2)
، ثمّ رجعوا به إلى حوش الحنابلة عند قبر أبويه وأسلافه، والشّمس بن العماد الحنبليّ، وهو بين تربة كوكاي والظّاهر خشقدم، فدفن في قبر أعدّه لنفسه، وكثر الأسف على فقده، ولم يخلف بعده في مجموعه مثله، وترجمته تحتمل مجلّدا رحمه الله وإيّانا، وتفرّقت جهاته
(1)
بعد هذه العبارة في «الضّوء اللامع» : «وله من حسن العقيدة ومزيد التبجيل والمحبّة ما يفوق الوصف، وما علمت من استأنس به بعده» .
(2)
في «الضّوء» : «تقدمهم الشافعيّ» .
كما بيّنّاه في الحوادث وغيرها، وصار القضاء بعده مع الشّيخونيّة/ لنائبه البدر السّعدي
(1)
، كان الله له. وممّا كتبته عنه قوله في لغات الأنملة والأصبع، وهو مشتمل على تسع عشرة لغة، وهي:
وهمز أنملة ثلّث وثالثه
…
والتّسع في أصبع واختم بأصبوع
وقوله- ممّا أضافه لبيت ابن الفارض-
(2)
:
بانكساري بذلّتي بخضوعي
…
بافتقاري بفاقتي بغناكا
(1)
هو محمد بن محمد بن أبي بكر البدرشي السّعديّ (ت 902 هـ) ذكره المؤلّف في موضعه.
(2)
ديوان ابن الفارض: (203)، ط. دار المعارف بمصر سنة 1984 م.
من قصيدة طويلة أولها:
ته دلالا فأنت أهل لذاكا
…
وتحكّم فالحسن قد أعطاكا
وابن الفارض شاعر حمويّ الأصل، مصريّ المولد والوفاة، اسمه عمر بن أبي الحسين بن عليّ بن المرشد بن علي، شرف الدّين، أبو حفص، وأبو القاسم، موغل في ظلمات التّصوف، منحرف إلى وحدة الوجود. توفي بمصر سنة 632 هـ.
قال الحافظ الذّهبيّ في «تاريخه» : «شعره في غاية الحسن واللّطافة والبراعة والبلاغة لولا ما شانه بالتصريح بالإلحاد الملعون، في ألذّ عبارة وأرق استعارة كالفالوذج سمنه سمّ الأفاعي
…
» ووصفه ب «شيخ الاتحادية» .
أخباره في «التكملة» للمنذري: (3/ 388)، و «المختصر في أخبار البشر»:(3/ 164)، و «شذرات الذهب»:(5/ 149).
لا تكلني إلى سواك وجد لي
…
بالأماني والأمن من بلواكا
وقوله- أيضا-:
تواتر الفضل منك يا من
…
بكثرة الفضل قد تفرّد
فرحت أروي صحاح برّ
…
عن حسن جاء عن مسدّد
(1)
سلسلة أطلقت بناني
…
لكنّ رقّي بها مقيّد
تعزى إلى مالك البرايا
…
مسندة للإمام أحمد
- انتهى-.
وقال الجلال السّيوطيّ في «معجم شيوخه»
(2)
بعد التّرجمة: ومن مؤلّفاته: «نظم أصول ابن الحاجب» ، و «توضيحه» قرأت بعضه، و «شرح مختصر الطّوفيّ» في أصول الفقه، و «مختصر المحرّر» في الفقه، و «نظمه» و «توضيحه» ، و «تصحيح مختصر الخرقيّ» ، و «المقايسة الكافية بين الخلاصة
(1)
يورّي بمسدّد بن مسرهد بن مسربل، الأسديّ البصريّ المحدّث (ت 228 هـ).
يراجع: «طبقات ابن سعد» : (7/ 307)، و «تاريخ البخاري»:(8/ 72)، و «سير أعلام النّبلاء»:(10/ 591).
(2)
هو المنجم من المعجم، (مخطوط) لم أطلع عليه بعد.
والكافية»، و «نظم إيساغوجي» ، و «منظومة في النّحو» ، و «توضيحها» ، و «طبقات الحنابلة» عشرون مجلّدا، و «شفاء القلوب في مناقب بني أيّوب» ، و «تنبيه الأخيار بما وقع في المنام من الأشعار» وغير ذلك.- انتهى-.
قلت: وأجاب عن لغز السّنباطيّ في فنون عديدة الّذي أوّله:
سل العلماء بالبلد الحرام
…
وأهل العلم في يمن وشام
بنظم من بحره ورويّه. وأظنّه مات عن غير عقب؛ لأنّه ذكر في «الضّوء» في ترجمة قريبة (أحمد بن عبد الله بن عليّ) أنّه ورث العزّ يعني صاحب التّرجمة رحمه الله تعالى. وخطّه في غاية الحسن والنّورانيّة جدّا، رأيت «لمحة أبي حيّان»
(1)
بخطّه.
(1)
اسمه كاملا: «اللمحة البدريّة في علم العربية» ، وهو مختصر في النّحو لأبي حيّان محمد بن يوسف (ت 745 هـ) وقفت على نسخ منه ليس من بينها خط المذكور.
وشرح اللمحة البدريّة جمال الدّين ابن هشام الأنصاري (ت 761 هـ) صاحب المغني، وشرحه مطبوع في مجلدين في بغداد سنة 1397 هـ ثم طبع بالقاهرة سنة 1404 هـ وشرحها أيضا شمس الدين محمّد بن أبي بكر البرماوي (ت 836 هـ)، وطبع شرحه بالقاهرة سنة 1406 هـ. وشرحها شهاب الدين ابن النقيب (ت 769 هـ)
…
وغيرهم.
41 -
أحمد بن إبراهيم بن يحيى بن يوسف العسقلانيّ
.
قال في «الدّرر» : ولد سنة [
…
] وسمع من النّجيب وغيره، وكان يؤدّب بمكتب المنصور بالقاهرة. مات سنة [
…
] وبيّض لمولده ووفاته.
42 -
أحمد بن أحمد بن أحمد بن موسى بن إبراهيم بن طرخان، الشّهاب بن الشّهاب، أبو العبّاس، بن الشّيخ شهاب الدّين القاهريّ البحريّ الآتي أبوه وجدّه، والد أبي الوفا محمّد، ويعرف كسلفه ب «ابن الضّياء»
.
41 - ابن يوسف العسقلانيّ، (؟):
لم يذكره ابن مفلح، ولا ابن عبد الهادي، ولا العليميّ، ولم يذكره الحافظ ابن رجب لأنّه من الجائز أن يكون داخلا في فترة ابن رجب، وذكره الحافظ ابن حجر في «الدّرر الكامنة»:(1/ 102) بمثل ما ذكره به المؤلّف.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أحمد بن إبراهيم بن يوسف الحبّال.
ذكره ابن زريق المقدسيّ في «ثبته» ورقة: (12)، وهو ابن خاله، وابن الحبّال هذا هو أخو عبد الرّحمن بن إبراهيم بن يوسف (ت 866 هـ) وجدهما فيما يظهر يوسف ابن عبد الله بن حاتم بن الحبّال (ت 778 هـ) ذكرهما المؤلّف في موضعيهما. وذكر ولد أحمد بن إبراهيم محمدا وقال: المدعوّ قاسما.
يراجع: «الدّرر الكامنة» : (1/ 102).
42 -
ابن الضياء، (؟ - 874 هـ):
أخباره في: «التّسهيل» : (2/ 78).
وينظر: «الضّوء اللّامع» : (1/ 209).
وكان قد اتّصل بزوجة شمس الدّين سبط بن الميلق، وتعرف ب «الوزّة» أمّ ولده المستقرّ بعده في وظائفه من مباشرة وغيرها، وهي ابنة الشّمس بن خليل شاهد وقف الأشرفيّة، فلم يلبث أن مات الولد هذا فاستقرّ هذا في جلّها، وكان العزّ الحنبليّ قد أذن له في مباشرة الأوقاف الّتي تحت نظره، ثمّ رفع يده، وكانت وفاته يوم الاثنين ثاني ربيع الأوّل سنة أربع وسبعين وثمانمائة، وقد جاوز الخمسين. قاله في «الضّوء» .
43 -
أحمد بن أحمد بن أبي بكر بن طرخان الأسديّ، أبو بكر
.
قال في «الدّرر» : سمع على يحيى بن سعد ثامن «الثّقفيّات»
(1)
ومن القاسم بن عساكر وغيرهما، وحدّث/ بدمشق. ومات بها في شعبان سنة تسع وثمانين وسبعمائة.
43 - ابن طرخان، (؟ - 789 هـ):
أخباره في «التّسهيل» : (2/ 8). وينظر: معجم ابن ظهيرة «إرشاد الطالبين» :
213، و «الدّرر الكامنة»:(1/ 105)، و «لحظ الألحاظ»:(171).
قال ابن ظهيرة: «أحمد بن أحمد بن أبي بكر بن طرخان بن محمود الأسدي السّويدي الأصل الدّمشقي، أبو بكر، شهاب الدّين. سمع بدمشق على يحيى بن سعد الجزء الثامن من «الثقفيّات» وغير ذلك، ومن القاسم بن عساكر، ومحمد بن البجّدي، وحدّث سمعت منه بدمشق ومات بها في سلخ شعبان سنة تسع وثمانين وسبعمائة».
(1)
«الثّقفيّات» : جزء مشهور فيه أحاديث القاسم بن الفضل الثّقفيّ الأصبهاني الحافظ، أبي عبد الله المتوفى سنة 489 هـ وهذا الجزء في الظاهرية.- وذكر الحافظ ابن حجر في وفيات سنة 789 هـ: أبو بكر بن أحمد بن أحمد بن طرخان الأسدي.
44 -
أحمد بن أحمد بن عليّ بن أبي بكر بن أيّوب بن عبد الرّحيم بن محمّد بن عبد الملك بن درباس، فخر الدّين أبو إسحاقالمارانيّ الكرديّ القاهريّ المحدّث، ويعرف ب «ابن درباس»
.
قال في «الضّوء» : قال شيخنا في «معجمه» : شابّ نبيه، سمع من بعض شيوخنا وأكثر عنّي.
قلت: وكان أحد المنزّلين عنده في طلبة الجماليّة، واستملى عليه، وممّا سمعه عليه:«النّخبة» بقراءة الشّمنّي
(1)
سنة خمس عشرة. ومن فوائده أنّه سأل عن قوله صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلّهم الله» هل له مفهوم؟ وكان ذلك سبب جمع سبعة أخرى، ثمّ سبعة أخرى كما ذكرت ذلك في الزّكاة من «شرح البخاري» ، وسألني مرّة أخرى عن المسانيد الّتي يخرّجها أصحاب المسانيد في صفة النّبيّ صلى الله عليه وسلم من أيّ الأقسام الثّلاثة؟ أي: أصحاب الحديث وغيرهم يصرّحون أنّ السّنن تنقسم إلى قوله وفعله وتقريره، وإذا لم تكن من هذه الأقسام أشكلت على ما أطلقوه من الحصر في ثلاثة، وجمع كتابا في آل بيته
44 - ابن درباس، (؟ - 817 هـ):
أخباره في «التّسهيل» : (2/ 36).
وينظر: «معجم ابن حجر» : (317)، و «إنباء الغمر»:(3/ 31)، و «الضّوء اللّامع»:(1/ 216).
(1)
وزاد الحافظ السّخاوي: وكتب من تصانيفه «تغليق التّعليق» أقول: تغليق التّعليق للحافظ ابن حجر مطبوع في أربع مجلّدات، والنّخبة هي:«نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر» . مشهور.
(بني درباس)، وآخر في آل (بني العجميّ)، وقد اختصر «التّبصرة» لابن الجوزيّ ولم يزل مكبّا على الاشتغال والطّلب وكتابة الحديث، مع الدّين والخير والعبادة، إلى أن توفّي في المحرّم سنة سبع عشرة وثمانمائة، ولم يتكهّل ولم يتأهّل، رحمه الله تعالى وعوّضه الجنّة.
45 -
أحمد بن أحمد الشّويكيّ
.
رأيت له بعض تعقّبات بخطّه على «الحواشي القندسيّة» على «الفروع» تدلّ على نباهته.
46 -
أحمد بن أحمد بن موسى بن إبراهيم بن طرخان، الشّهاب
، أبو العبّاس
45 - الشّويكيّ، (؟ -؟):
لم أقف على أخباره، ونسخته من «الحواشي القندسيّة على الفروع» وقفت عليها محفوظة في مكتبة الأوقاف في الكويت وهي نسخة نجديّة نقلت إلى الكويت من بقايا مكتبة الشّيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى- رحمه الله وهي نفسها نسخة ابن حميد المؤلّف، صاحب «السّحب الوابلة» وعليها خطّه، وهي بخطّ أحمد بن أبي بكر بن زريق.
ويعمل أحد الأخوة في الجامعة الإسلامية على تحقيقه بعد أن جمع نسخه.
- وهناك أحمد بن محمّد الشّويكيّ، وأحمد بن عبد الرّحمن الشّويكي ترجمهما المؤلّف في موضعيهما وذكر أخبارهما. كما سيأتي إن شاء الله.
وأعتقد أنّ المترجم هنا وهو أحمد بن محمد الآتي، وقد حققت اسمه وأنه أحمد بن أحمد بن أحمد فليراجع من شاء ذلك. مأجورا غير مأمور.
46 -
ابن الضّياء، (؟ - 867 هـ):
أخباره في «التّسهيل» : (2/ 72). وينظر: «الضّوء اللّامع» : (1/ 224).
[بن الشّهاب]
(1)
بن الضّياء الآتي أبوه.
قال في «الضّوء» : وهو بكنيته أشهر، تكسّب بالشّهادة كسلفه، ثمّ استنابه العزّ الكنانيّ في العقود والفسوخ ثمّ في القضاء. ومات في ربيع الأوّل سنة سبع وستّين وثمانمائة وقد جاوز السّبعين.
47 -
أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي عمر المقدسيّ، نجم الدّين ابن نجم الدّين
.
47 - نجم الدّين المقدسيّ، (682 - 773 هـ):
من آل قدامة المقادسة.
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 76)، و «المنهج الأحمد»:(463)، و «مختصره»:(163)، و «التّسهيل»: (1/
…
).
وينظر: «الوفيات» لابن رافع: (2/ 387)، و «غاية النّهاية»:(1/ 39)، ومشيخة العاقولي «الدراية إلى معرفة الرّواية»: ورقة: (151)، ومعجم ابن ظهيرة «إرشاد الطّالبين»:(214)، و «ذيل التّقييد»:(100)، و «إنباء الغمر»:(1/ 21)، و «الدّرر الكامنة»:(1/ 112)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 210)، و «ذيل العبر»:(2/ 332)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 416)، و «شذرات الذّهب»:(6/ 226).
قال العاقولي في مشيخته: «(الشيخ الخامس والثلاثون) أخبرنا الشّيخ العابد أبو العبّاس أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن أبي عمر المقدسيّ- فيما كتبه إجازة لنا من دمشق المحروسة- قال: (أنا) الشيخ المسند شرف الدين
…
ثم قال: هو الشيخ الزّاهد
…
جدّه الشيخ موفق الدّين ابن قدامة المقدسيّ؟! من بيت العلم والرواية».-
(1)
عن «الضّوء اللّامع» .
قال في «الدّرر» : ولد سنة ثنتين وثمانين وستّمائة. قرأته بخطّه، وحضر عقيقته الشّيخ شمس الدّين بن أبي عمر، ثمّ مات الشّيخ بعد قليل في ربيع الآخر، وسمع النّجم هذا من الفخر ابن البخاريّ ستّة أجزاء من أوّل «مشيخته» و «أمالي ابن سمعون» ومن التّقيّ الواسطيّ، وعليّ بن محمّد المقرئ، وأحمد ابن مؤمن الصّوريّ، ومحمّد بن حازم الفقيه، وعيسى المغاريّ، وعبد الرّحمن بن عمر بن صومع، ومن أبي الفضل ابن عساكر «مشيخته» تخريج المهندس وغيرهم، وحدّث، وعمّر، وتفرّد وحدّث ب «أمالي ابن سمعون» عن الفخر، وغير ذلك.
- أقول- وعلى الله أعتمد- ما ذكره هنا أنّ جدّه موفق الدّين غير صحيح فالمذكور من ولد الشيخ أبي عمر، وأبو عمر أخو الموفّق، وهذا واضح بيّن، وهكذا رفع نسبه العاقولي نفسه إلى أبي عمر. ولا أعلم أنّ الموفق جدّه لأمه أيضا. فأسباط الموفق معروفون عندي ليس هذا منهم- فيما أعلم- والله تعالى أعلم.
قال ابن ظهيرة: «حضر الفخر ابن البخاري «مشيخته» الستة الأجزاء الأولى من «مشيخته» تخريج ابن الظّاهري، و «أمالي ابن سمعون» ، وعلى التّقي الواسطيّ «الأربعين» للحاكم، و «مجلس الخلال» وسم من أبي الفضل ابن عساكر «مشيخته» تخريج ابن المهندس في أربعة أجزاء ومن العز ابن الفرّاء «مختصر السّيرة» لأبي الحسين ابن فارس. وحدّث، سمع منه الفضلاء وأجاز لي مروياته».
وقال ابن مفلح: «وحدّث، وعمّر، وتفرّد، قال الشّيخ شهاب الدّين ابن حجّي:
سمعنا عليه مسموعه من «مشيخة ابن البخاري» و «أمالي ابن سمعون» .
وقال ابن الجزري: «ثقة أصيل، قرأت عليه «مفردة يعقوب» لأبي القاسم بن الفحّام بإجازته إن لم يكن سماعا من علي بن أحمد بن عبد الواحد البخاري، وكان قد سمع منه كثير». وقال أبو زرعة:«وحدث سمع عليه الأئمة وحضرت عليه» .
توفّي ثالث جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة/ وأجاز لأبي حامد بن ظهيرة، ولعبد الله بن عمر بن عبد العزيز بن جماعة.- انتهى-.
وقال في «الإنباء» : سمع منه القدماء وجماعة من أكابر رفقتنا وأصاغر شيوخنا، وهو ممّن أجاز عامّا، لكن لم أدخل في عموم إجازته.
48 -
أحمد بن إسماعيل بن أبي بكر بن عمر بن خالد الإبشيطيّ- بكسر الهمزة وسكون الموحّدة وكسر الشّين المعجمة آخره طاءمهملة- الشّافعيّ ثمّ الحنبليّ، شهاب الدّين، الصّوفيّ، الإمام، العلّامة، البارع، المتفنّن
.
48 - الإبشيطيّ، (802 - 883 هـ):
لم يذكره ابن مفلح ولا ابن عبد الهادي.
أخباره في «المنهج الأحمد» : (507)، و «مختصره»:(192)، و «التّسهيل»:(2/ 85).
وينظر: «معجم ابن فهد» : (339)، و «الضّوء اللّامع»:(1/ 235)، و «التّحفة اللّطيفة»:(1/ 168)، و «عنوان الزمان»: ورقة (5)، و «الشّذرات»:(7/ 336، 337).
ولم يذكره السّيوطي في «بغية الوعاة» ، وهو معدود من النّحويين. وأنشد له ابن فهد في «معجمه»:
أيا أخا العلم في التّصريف مسألة
…
فإنني لأهيل العلم سآل
ما وزن أشياء بيّن لي بلا مهل
…
فآفة العلم إمهال وإهمال
أقول: - وعلى الله أعتمد- هذه المسألة فيها خلاف بين البصريين والكوفيين فذهب الكوفيّون إلى أن وزنها (أفعاء) وأصله (أفعلاء)؛ لأن أصل شيء شيّيء فكان كنظيره مثل هين وأهيناء، وإلى هذا ذهب الأخفش وذهب البصريّون إلى أن وزنه (ألفعاء) وأصله (فعلاء)؛ لأن أصله شيئاء على (فعلاء) كطرفاء وحلفاء
…
-
قال العليميّ: مولده بإبشيط سنة ثنتين وثمانمائة، وكان من أهل العلم والدّين والصّلاح، مقتصدا في مأكله وملبسه، وكان يلبس قميصا خشنا ويلبس فوقه في الشّتاء فروة كبّاشيّة، وإذا اتّسخ قميصه يغسله في بركة المؤيّديّة بماء فقط، وكان له خلوة فيها فرش خوص وتحته طوبتان
(1)
وإلى جانبه قطعة خشب عليها بعض كتب، وباقي الخلوة فيها حبال السّاقية والعليق بحيث لا يختصّ من الخلوة إلّا بقدر حاجته، وكان له كلّ يوم ثلاثة أرغفة، يأكل رغيفا واحدا، ويتصدّق برغيفين، وكان معلومه في كلّ شهر نحو أشرفيّ، يقتات
- والمسألة مفصّلة في «الإنصاف» لابن الأنباري: (812)، مسألة رقم:(1/ 11)، و «ائتلاف النّصرة» لليمنيّ:(85) مسألة رقم: (91)(فصل الاسم)، وهي مذكورة في أغلب كتب النّحو الموسّعة.
وهو منسوب إلى أبشيط قرية معروفة من قرى المحلّة الكبرى بمحافظة الغربيّة في الدّيار المصرية. قال العليميّ: «بكسر الهمزة، وسكون الموحّدة، وكسر المعجمة، وآخره طاء مهملة الشافعي ثم الحنبلي» ، وذكر السّخاوي في «الضّوء اللّامع» و «التّحفة» ، وعدّد شيوخه ومؤلفاته، وذكر أخباره ومناقبه، وأكثر من الثناء عليه. قال:«ولد ب «إبشيط»
…
ونشأ بصندفا فحفظ القرآن وكتبا منها: «العمدة»
…
ونزل في صوفية الحنابلة المؤيّدية أول ما فتحت لشدّة فاقته وحفظ «مختصر الخرقي» وكان يحضر عند مدرسهم العزّ البغدادي فمن بعده مع إقرائه فقه الشّافعي
…
».-
(1)
جاء في «قصد السبيل» : (2/ 267): «الطّوب- بالضمّ-: الآجرّ، واحدها بهاء، شامية أو روميّة. وفي «شرح الحماسة» : الآجرّ يقال له بالعربية طوب، واحدتها طوبة». ويراجع:«الجمهرة» : (1/ 311).
منه في كلّ شهر بنحو خمسة أنصاف فضّة؛ وهي عشرة دراهم شاميّة أو أقل، والباقي من الأشرفيّ يتصدّق به، وكان هذا شأنه دائما، لا يدّخر شيئا يفضل عن كفايته مع الزّهد، ووقع له مكاشفات
(1)
وأحوال تدلّ على أنّه من كبار الأولياء، وانقطع في آخر عمره بالمدينة الشّريفة أكثر من عشرين سنة، وتواتر القول بأنّه كان يقرئ الجانّ.
وتوفّي بالمدينة الشّريفة عصر يوم الجمعة تاسع شهر رمضان سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة قاله في «الشّذرات» .
- ومن مؤلّفاته: «شرح قواعد الإعراب» ، و «شرح البردة» ، و «شرح مختصر ابن الحاجب» ، وله:«إتقان الرّائض في علم الفرائض» ، و «التّحفة في العربيّة» ، و «منظومة في المنطق» و «حاشية على تراكيب ألفاظ الياسمينيّة» في الجبر والمقابلة.
ومؤلّفات أخرى. رأيت بعض مؤلّفاته.
وبالغ السّخاوي في الثّناء عليه، ووصفه بإجابة الدّعوة والولاية، ومخاطبة الجانّ، وذكر أشياء منكرة، نسأل الله السّلامة والعافية، والالتزام بالسّنّة، وذكر أنّه لازمه، وأخذ عنه، وانتفع به. وقال في «التّحفة»: «القاهريّ الأزهريّ الشّافعيّ
…
» ولم يذكر أنه حنبليّ.
* وذكر الحافظ ابن حجر «إنباء الغمر» : (3/ 482)، و «معجمه»:(317):
- أحمد بن إسماعيل الإبشيطي الشّيخ شهاب الدّين (ت 835 هـ).
قال: «تفقّه قليلا ولزم قريبه الشّيخ صدر الدّين الإبشيطيّ» ولم يذكر مذهبهما، والشيء بالشّيء يذكر.
(1)
انظر التعليق على الترجمتين رقم: 5، 37.-
قلت: وذكره ابن فهد في «معجمه»
(1)
ولم يذكر أنّه تحوّل حنبليا، ولكنّ مؤلّف «الشّذرات» ثقة ثبت، والعليميّ كذلك
(2)
، وذكر ابن فهد له تصانيف جليلة، منها:«ناسخ القرآن ومنسوخة» ، و «نظم أبي شجاع» ، و «شرح تصريف ابن مالك»
(3)
، و «شرح الرحبية» ، و «شرح منهاج البيضاوي الأصلي» ، و «شرح ابن الحاجب الأصليّ» ، و «شرح إيساغوجي» ، و «شرح الجمل للخونجي» ، و «شرح لسان الأدب» لابن جماعة
(4)
، و «شرح لاميّة الأفعال» ، وله نظم
- قال عن الأول: ولهج بالسّيرة النّبوية فكتب منها كثيرا إلى أن شرع في جمع كتاب حافل في ذلك، وكتب منه نحوا من ثلاثين سفرا، تحتوي على «سيرته ابن إسحاق» وما وضع عليها من كلام السّهيليّ وغيره، وعلى ما احتوت عليه «المغازي» للواقدي، وضمّ إليها ما في «السّيرة» للعماد ابن كثير
…
وغير ذلك، وعنى بضبط-
(1)
لم يرد في المطبوع من «المعجم» . وهو موجود في نسخة «المعجم» (مخطوطة الهند).
(2)
وأكثر منهما توثيقا الحافظ السخاوي فقد نص على ذلك. كما تقدّم.
(3)
تصريف ابن مالك اسمه: «ضروري التّصريف» وريقات فيها أهم مبادئ الصّرف، وهو كتاب منثور غير منظوم، شرحه بعض العلماء، وأهم شروحه التي وقفت شرح الحسين بن بدر بن إياز البغداديّ النّحويّ (ت 681 هـ) واسمه:«التّعريف بضروري التّصريف» وهذا الشرح مفيد جدّا. طالعته كثيرا وأفدت منه ولدي منه أربع نسخ خطيّة. ولا أعرف شرح الإبشيطي هذا.
(4)
يظهر أنّ «لسان الأدب» متن نحويّ من تأليف بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة المصريّ الشافعيّ الإمام العلّامة (ت 733 هـ) وإن كان لم يذكر في مجموعة مؤلفاته.
أنشدني منه، ودرّس، وأجاز في الاستدعاءات.- انتهى-.
قلت: وعلى «الخزرجيّة»
(1)
في العروض شرح بديع فيه تذييلات على النّظم من بحره وقافيته للإبشيطي وأخاله هذا.
49 -
أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمّد بن قدامة، أبو العبّاس المقدسيّ، شهاب الدّين بن العزّ الفقيه، المفتي
.
- الألفاظ الواقعة فيها.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أحمد بن أسعد بن علي بن محمّد بن منجّى بن عثمان التّنوخيّ (ت 908 هـ).
أخباره في: «متعة الأذهان» : (3)، و «الكواكب السّائرة»:(1/ 131)، و «النّعت الأكمل»:(66).
- وأحمد بن بدر الطّرابلسيّ، كان حيا سنة 860 هـ.
«المنهج الأحمد» : (496، و «مختصره» .
49 -
ابن العزّ، (707 - 798 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 78)، و «المنهج الأحمد»:(474)، و «مختصره»:(172) و «التّسهيل» : (2/ 13).
وينظر: معجم ابن ظهيرة «إرشاد الدّارسين
…
»: (ورقة 275)، و «المنهج الجلي»:(29)، و «ذيل التّقييد»:(103)، «الدّرر الكامنة»:(1/ 117)، -
(1)
قصيدة منظومة في العروض تعرف ب «الرّامزة» ناظمها: عبد الله بن محمد الأنصاري الخزرجيّ الأندلسي المعروف ب «ابن أبي الجيش» : (ت 627 هـ) شرحها الدّماميني بكتاب اسمه «العيون الغامزة في خفايا الرّامزة» مطبوع.
قال في «الدّرر» : ولد سنة سبع وسبعمائة وأحضر على هديّة بنت عسكر وتفرّد بها، وأجاز له [الفخر] التّوزريّ من مكّة، وابن رشيق وطائفة/ من مصر، ودخل في عموم إجازة إسحاق النّحاس لأهل الصّالحيّة، وتفرّد بكلّ ذلك، وسمع الكثير من التّقيّ سليمان، ويحيى بن سعد، وعيسى المطعّم، وفاطمة بنت جوهر، وأبي بكر بن أحمد بن عبد الدّائم وغيرهم، وحدّث بالكثير، وكان خاتمة المسندين بدمشق، وقد أجاز لي غير مرّة.
مات في ربيع الآخر سنة 798 هـ.
- و «معجم ابن حجر» : (41)، و «إنباء الغمر»:(1/ 515)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 3/ 591)، و «القلائد الجوهريّة»:(2/ 457)، و «شذرات الذّهب»:(6/ 353).
جاء في «معجم ابن ظهيرة» : «الفقيه الإمام العالم المفتي
…
وحدّث، وتفرّد وأجاز لي مرويّاته
…
»، وقد ذكر جملة من مرويّاته وشيوخه والسّامعين عنه.
قال الحافظ تقيّ الدّين الفاسيّ في «ذيل التّقييد» : «سمع على القاضي تقيّ الدّين سليمان بن حمزة المقدسيّ جانبا من «صحيح البخاري» وذلك من سورة (عبس) إلى باب الحلق من الأذى، ومن باب استعارة القلائد إلى باب الزّيارة، ومن زار قوما فطعم عندهم، ومن باب لا يعتمّ الرّجل من مجلسه إلى باب القصد والمداومة على العمل، ومن باب من أصاب ذنبا دون الحدّ إلى موعظة الإمام الخصوم، ومن كتاب التّوحيد إلى آخر الصّحيح.
وسمع عليه «ثلاثيّات البخاري» . وحدّث بجانب من «صحيح البخاري» وهو من أوله إلى كتاب الأذان، ومن سورة طه إلى آخره بقراءة بدر الدّين ابن مكتوم، وسمع عليه أيضا «الأربعين الطائيّة» ، و «البعث والنّشور» لابن أبي داود، و «جزء بيبي الهرثمية» وهو آخر من سمع عليه، وعلى يحيى بن محمّد بن سعد «الثّقفيات» وعلى-
50 -
أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن عليّ بن إسماعيل، الشّهاب، أبو العبّاس ابن سيف الدّين الحمويّ الأصل، الحلبيّ القادريّ، والد الزّين عبد القادر الآتي، ويعرف ب «ابن الرّسّام»
.
قال في «الضّوء» : ولد- تقريبا كما قرأته بخطّه- سنة 773 أو سنة ثلاث وستّين وسبعمائة كما كتبه بعضهم، أظنّه يعني: ابن فهد، فإنّه ذكر ذلك في «معجمه» .
- أبي بكر بن أحمد بن عبد الدّائم، وعيسى بن عبد الرّحمن المطعّم، ويحيى بن محمّد بن سعد، وأحمد بن أبي طالب الحجّار، ووزيرة بنت المنجّى، وهديّة بنت علي بن عسكر البغداديّ
…
» وذكر جملة من شيوخه ومسموعاته. ومنهم تقيّ الدّين ابن تيميّة رحمهم الله تعالى.
ونقل ابن قاضي شهبة في «تاريخه» عن شيخه شهاب الدّين ابن حجّي قوله: «كان له اشتغال بالفقه، وأذن له بالفتوى، وكان شيخا طوالا عليه أبّهة، وأقعد في آخر عمره» . وقال الحافظ ابن حجر في «معجمه» : «وكان مكثرا الشّيوخ، سمع «جزء الحسن بن عرفة» ، على نحو من ثمانين شيخا، و «جزء ابن الفرات» على نحو خمسين شيخا»، وذكر الحافظ كثيرا من مروياته وأسانيده، ثمّ قال:«ومرويّاته كثيرة جدّا رحمه الله تعالى» .
50 -
ابن الرّسّام، (763 تقريبا- 844 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 80)، و «المنهج الأحمد»:(491)، و «مختصره»:(183)، و «التّسهيل»:(2/ 54).
وينظر: «عمدة المنتحل» : (122)، «معجم ابن حجر»:(318)، و «معجم ابن فهد»:(54)، وهو في المعجم المخطوط أكثر تفصيلا، و «الضّوء اللّامع»:(1/ 249)، و «عنوان الزمان»:(2/ 3).
وأمّا شيخنا فقال: إنّه في حدود السّبعين، بل قبيلها بحماة، ونشأ بها، فاشتغل يسيرا، وسمع على قاضيها أبي العبّاس أحمد بن عبد الرّحمن المرداويّ «الأربعين» الّتي خرّجها له المحبّ الصّامت و «المعجم المختص»
(1)
للذّهبيّ، وعلى أبي الحسن بن أبي المجد وغيرهما، وأبي عبد الله بن اليونانيّة ببعلبكّ، وممّا سمعه على ثانيهم «الصّحيح» ، والمحبّ الصّامت بدمشق، وممّا سمعه عليه «العلم» و «الذّكر والدّعاء» كلاهما ليوسف القاضي، وعلى البلقينيّ، والعراقيّ، وجماعة بالقاهرة، وأجاز له ابن رجب، وابن سند، وعبد الرّحيم بن محمود بن خطيب بعلبك، ويحيى بن يوسف الرّحبي، وآخرون. واشتغل، وأذن له بالإفتاء، وصنّف كتبا عديدة منها:«عقد الدّرر واللآلي في فضائل الشّهور والأيّام والليالي» في أربع مجلّدات، وكتابا في المتباينات
(2)
، وقد أوقف عليه شيخنا. وتعانى الوعظ فأتى فيه بأخبار
(1)
في «معجم ابن فهد» : و «المعجم اللّطيف» ، وهو غير «المعجم المختص» وكلاهما للذّهبي، طبع المعجم اللّطيف، والمعجم المختص أيضا. وأظنّ أن الصّواب «المعجم اللّطيف» فهو الذي يشتمل على أحاديث وأسانيد فهو يدخل في عداد الأجزاء الحديثيّة. واحتفل به ابن فهد في «معجمه» المخطوط، وقال في أول الترجمة: الشهير أولا ب «ابن شيخ السّوق» ثم ب «ابن الرّسام» وذكر مجموعة كبيرة من مسموعاته ومن أغربها كتاب «سنة الجمعة» لإبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن قيّم الجوزيّة.
(2)
رأيت له كتابا في «الأربعين» ، ويوجد بخطّه في مكتبة خدابخش بالهند، رقم (318) كتبه بحلب المحروسة سنة 838 هـ وله نسخة أخرى، واختصره محمد بن سلّوم الزّبيريّ النّجديّ الأصل.-
مستحسنة. وحدّث، سمع منه الفضلاء كابن فهد والآبيّ وغيرهما، بل سمع منه شيخنا، وابن موسى المرّاكشيّ، وولي قضاء بلده مرارا تخلّلها قضاء طرابلس، ثمّ حلب، واستمرّ قاضيا ببلده حتّى مات في ثامن عشر ذي القعدة سنة 884، كما أخبرني به ولده، ورأيت نسخة من «الصّحيح» معظمها بخطّه أرّخ كتابة بعض أجزائها في المحرّم سنة 842 وكان صاحب دهاء وذكاء، وقد ترجمه شيخنا في «معجمه»
(1)
.
51 -
أحمد بن أبي بكر بن عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن التّقيّ سليمان ابن حمزة بن أحمد بن عمر بن الشّيخ أبي عمر بن قدامة
، العزّ، أبو الخير
51 - ابن زريق، (830 - 891 هـ):
من آل قدامة المقادسة. لم يذكره ابن مفلح.
أخباره في «الجوهر المنضّد» : (8)، و «المنهج الأحمد»:(516)، و «مختصره»:
195، و «التّسهيل»:(2/ 93).-
- أقول: له كثير من المؤلفات، منها:«تحفة العابد في فضل بناء المساجد» ، و «تنبيه الغافلين الحيارى على ما ورد من النهي عن التّشبّه بالنّصارى» .
- وابنه عبد القادر بن أحمد (ت 824 هـ) ذكره المؤلف في موضعه.
- وابنه الآخر محمد بن أحمد.
- وفي «إتحاف الورى» : (4/ 583): تقيّ الدّين أبو بكر بن الرّسام الشّاميّ. مات بمكة سنة 879 هـ. يراجع: «الضّوء اللّامع» : (11/ 155).
وأجاز له النّجم ابن فهد وذكره في عدة استدعاءات بخطه في كتابه «عمدة المرتحل» .
(1)
في هامش الأصل: «أظنّه يعني: ابن فهد، فإنه ذكر ذلك في معجمه» (كاتبه).
ابن العماد بن الزّين القرشيّ/ العمريّ المقدسيّ، أخو ناصر الدّين محمّد وإخوته، ويعرف كسلفه ب «ابن زريق» .
قال في «الضّوء» : ولد سنة 830 بصالحيّة دمشق، ونشأ بها، فحفظ القرآن على إسماعيل العجلوني، و «تجريد العناية»
(1)
لابن اللّحّام، واشتغل في الفقه والعربيّة عند التّقيّ ابن قندس، وأذن له في الإفتاء والإقراء، وأسمعه أخوه سنة 37 فما بعدها على ابن ناصر الدّين، وابنة ابن الشّرائحيّ، وابن الطّحّان وآخرين، وحدّث باليسير، ويذكر بالشّجاعة والإقدام.
- وينظر: «الضّوء اللّامع» : (1/ 255)، و «الشّذرات»:(7/ 351).
وله اخوة وأخوات من أهل العلم منهم:
- عبد الرّحمن بن أبي بكر بن زريق (ت 838 هـ).
- وعبد الله بن أبي بكر بن زريق (ت 848 هـ).
- محمد بن أبي بكر بن زريق (ت 900 هـ).
- وعبد الوهّاب بن أبي بكر (ت 845 هـ).
وقد ذكرهم المؤلّف كما سيأتي.
ورأيت في «عمدة المنتحل وبغية المرتحل» لنجم الدّين عمر بن فهد الهاشميّ المكيّ (ت 855 هـ) بعض الاستدعاءات أجاز فيها مجموعة من أهل العلم ذكر منهم آل زريق فقال في عدة مواضع من الكتاب المذكور: «ورقة: 114، 120، 121، 124، 125، 127» منها: «وأجزت للمحدّث ناصر الدين أبو البقاء محمد بن عماد الدين أبي بكر بن عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن سليمان بن محمد بن أحمد ابن عمر بن شيخ الإسلام أبي عمر المقدسيّ الشهير ب «ابن زريق» وأخوته السّتة-
(1)
سنذكره في ترجمة ابن اللحام إن شاء الله.
مات في ليلة الثّلاثاء ثامن ذي الحجّة سنة 891، ودفن عند أقاربه أرّخه ابن اللبّودي.- انتهى-.
قلت: وخطّه حسن جدّا عندي منه حاشية شيخه التّقيّ بن قندس
(1)
على «الفروع» بتاريخ 865، وذكر في هامشها أنّ له تأليفا في الكلام على تأليف المرداويّ المسمّى ب «الواضح الجليّ»
(2)
في بيع الوقف للمصلحة وأنّ
- عبد الله وعبد الوهاب وأحمد وست القضاة وأسماء، وأبو بكر ومحمّد ولدى عبد الله المذكور، ووالدتهما وحليمة وخديجة بنتي عبد الرحمن بن القاضي عماد الدّين بن زريق ووالدتهما، وأولاد ستّ القضاة المذكورة الخمسة
…
». وآل زريق تربطه صلة قرابة بأبي شعر عبد الرّحمن بن سليمان بن أبي الكرم المقدسيّ (ت 845 هـ) فهم معا من آل أبي عمر بن قدامة، وهم اخوة لإبراهيم بن أبي شعر لأمّه.
يراجع: «عمدة المنتحل» : (ورقة: 118، 127).
(1)
هي حاشية تقيّ الدّين ابن قندس ذكرها المؤلف في ترجمة أحمد بن أحمد الشّويكي.
(2)
رأيت كتبا كثيرة بخطّه. وكتابه على تأليف المرداوي «الواضح الجلي» نشره فضيلة الشيخ د/ محمد بن سليمان الأشقر مع كتابي ابن قاضي الجبل ونقضه للمرداوي في وزارة الأوقاف الكويتية سنة 1409 هـ. قال الشيخ- حفظه الله- عن رسالة ابن زريق: «لعلها لابن زريق» .
أقول: هو كذلك فهي من تأليف ابن زريق هذا كما أكد ابن حميد كما ترى.
والله تعالى أعلم.
* ذكر الحافظ ابن حجر في «معجمه» : (318)، (المسودة: 129):
- أحمد بن أبي بكر بن سليمان بن حمزة المقدسي.-
فيه فوائد نفيسة، وأنّه ذكر السّبب لتأليف المرداوي وأقوال من وافقه ومن خالفه. وترجمه تلميذه العلّامة محمّد بن طولون الصّالحيّ الحنفيّ في كتابه:
«سكردان الأخبار» فقال- ومن خطّه نقلت-: هو الشّيخ، المفيد، العالم، اليقظ، المتقن، شهاب الدّين، أبو العبّاس، وأبو عبد الرّحمن، وأبو عليّ، أحمد بن أبي بكر الشّهير ب «ابن زريق» بزاي معجمة مضمومة، ثمّ راء مهملة.
حفظ القرآن، واشتغل على شيخ الحنابلة التّقيّ بن قندس، وسمع على أبي الفضل ابن حجر، وابن ناصر الدّين، وأبي الفرج بن الطّحّان، وأبي عبد الله ابن الشاعر، وأخويه: جمال الدّين عبد الله، وزين الدّين عبد الرّحمن، وخلق بعناية أخيه شيخنا، وأجاز له خلائق من النّساء والرّجال، وسردأسماءهم بكثرة يزيدون عن الأربعين، ثمّ قال: وعلّق بخطّه كثيرا، ثمّ أقبل على مباشرة نظر مدرسة جدّه الشّيخ أبي عمر فتعاطاه سنين، وشكرت سيرته فيه، لكنّه أشغله عن الاشتغال بالعلم، حضرت عنده كثيرا فسمعت من لفظه أشياء، وعليه بحضرة أخيه شيخنا قطعا متفرّقة، وممّا سمعته من لفظه ما قاله التّنوخيّ في كتابه أنّ الأنغام توجب اللّذّة إلى آخر العبارة، إلى أن قال: ووقع عن دابّة فتعطّلت رجلاه فصار يمشي على عكّازين إلى أن توفّي ثامن عشر ذي الحجّة سنة 891.
- قال: سمع من أبي محمّد بن القيّم جزءا من حديث أبي القاسم المنبجيّ (أنا) الفخر بإجازته من محمود بن أحمد بن علي المملي وتوفي (
…
). وبيض لوفاته ثم قال: «أجاز لي» وعن «المعجم» في «الضّوء اللّامع» : (1/ 248).
52 -
أحمد بن أبي بكر بن عليّ المعروف ب «بوّاب الكامليّة»
.
قال في «الشّذرات» : قال العليميّ في «طبقاته» : هو الشّيخ، الإمام، العالم، القدوة، عني بالحديث كثيرا، وسمع، وكان يتغالى في حبّ الشّيخ ابن تيميّة ويأخذ بأقواله وأفعاله، وكتب بخطّه «تاريخ ابن كثير» وزاد فيه أشياء حسنة، وكان يؤمّ في مسجد ناصر الدّين، تجاه المدرسة الّتي أنشأها نور الدّين الشّهير، وكان قليل الاجتماع بالنّاس، وعنده عبادة وتقشّف وتقلّل من الدّنيا، وكان شافعيّا، ثمّ انتقل عند جماعة الحنابلة وأخذ بمذهبهم، توفّي يوم السّبت 19 صفر سنة 835 وقد قارب الثّمانين، ودفن بسفح قاسيون.
53 -
أحمد بن أبي بكر بن محمّد بن العماد، الشّهاب الحمويّ
.
قال في «الضّوء» : قدم القاهرة/ شابّا فعرض كتبه، وأخذ عن الجمال
52 - بواب الكامليّة، (في حدود 745 - 835 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 81)، و «المنهج الأحمد»:(485)، و «مختصره»:(180)، و «التّسهيل»:(2/ 45).
وينظر: «الضّوء اللّامع» : (1/ 249)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 417)، و «الشّذرات»:(7/ 212). كان شافعيا فتحوّل حنبليا.
والكامليّة: دار حديث أنشأها الملك الكامل محمد بن الملك العادل سنة 622 هـ بالقاهرة بخط بين القصرين. يراجع: «حسن المحاضرة» : (2/ 262).
53 -
ابن العماد الحمويّ، (؟ - 883 هـ):
أخباره في «المنهج الأحمد» : (508)، و «مختصره»:(192)، و «التّسهيل»:(2/ 86، 90). ولم يذكره ابن مفلح.
وينظر: «الضّوء اللّامع» : (1/ 260)، و «الشّذرات»:(7/ 338).
ابن هشام، والعزّ الحنبليّ وغيرهما، وسمع بقراءتي على محيي الدّين بن الذّهبيّ وطائفة، وممّا سمعه «البخاري» بالظّاهريّة
(1)
ودخل دمشق أيضا فأخذ عن البرهان ابن مفلح، والتّقيّ ابن قندس، وتميّز في الحفظ يسيرا، وقدم القاهرة الأيّام السّعديّة فتكسّب بالشّهادة، وكان فيه يبس
(2)
بحيث نافر القاضي، توفّي- تقريبا- سنة 888، وقد قارب الخمسين.- انتهى-.
وفي «الشّذرات» سنة 83 في شعبان بمدينة حماة. وذكر في «كشف الظّنون» أنّ الشّهاب الحمويّ هذا شرح فروع ابن مفلح سمّاه: «المقصد المنجح لفروع ابن مفلح»
(3)
.
54 -
أحمد بن أبي بكر بن محمّد بن محمود الحلبيّ الأصل، شهاب الدّين بن شرف الدّين، ابن الشّهاب
.
54 - ابن حفيد الشّهاب محمود، (717 - 754 هـ):
أخباره عن «ألحان السواجع» ، ورجعته ونسختي منه غير مرقمة الصّفحات، وهي نسخة مكتبة جامعة الإمام، خطية أصليّة خطّها أندلسيّ متأخر (مغربي).-
(1)
المدرسة الظّاهرية بمصر بخط بين القصرين أيضا بناها الملك الظاهر ببيرس البندقداري سنة 662 هـ وجدّدت سنة 686. «حسن المحاضرة»: (2/ 264).
(2)
أي: شدّة.
(3)
«كشف الظّنون» ، وذكره الشّيخ عبد القادر بن بدران في «المدخل» في حديثه عن كتاب «الفروع» لابن مفلح فقال:«وشرحه الشّيخ الإمام أحمد بن أبي بكر محمد بن العماد الحمويّ سماه: «المقصد المنجح لفروع ابن مفلح» .» - انتهى-.
قلت: وهو عندي في مجلّد واحد ضخم. (والقول لابن بدران رحمه الله.
قال في «الدّرر» : ولد سنة 717، وكتب في الإنشاء، وكان قويّ اليدين جدّا حتّى كان يأخذ الحيّة فيحملها بذنبها ويرمي بها فينقطع ظهرها.
مات شابّا في يوم عاشوراء سنة 754.
وقال الصّلاح الصّفديّ في ترجمته في «أعيان العصر» : هو القاضي شهاب الدّين بن القاضي شمس الدّين بن القاضي شهاب الدّين، كان من جملة موقّعي الدّست، وكان أوّلا من جملة كتّاب الإنشاء، فلمّا توفّي والده بالقدس أعطي مكانه، فباشره بعفّة، وكان هشّا، بشّا، مكرما لمن يقصده، قائما بحقوقه، لا يتكلّم إلّا وهو يضحك، يقضي حوائج النّاس فأحبّوه، وردّ عليهم ما حصّل في أيّام والده. وكانت ولادته سنة 717. وتوفّي سنة 754، واحتفل النّاس بجنازته، ودفن في تربة جدّه في الصّالحيّة.
وقلت أرثيه من أبيات:
شهاب بن محمود اصبح آفلا
…
وكان به صدر المجالس حافلا
تيقّظ طرف الدّهر نحو جنابه
…
وقد كان في إغفائه عنه غافلا
يحنّ إليه الجود من حيث ينتهي
…
كما أنّه من غيره راح جافلا
- ويراجع «الدّرر الكامنة» : (1/ 121)، وفيه وفاته سنة 764 هـ خطأ، وتاريخ ابن قاضي شهبة، وفيه «الرّئيس الأصيل» .
لقد كان في برد الشّبيبة والعلا
…
وبذل النّدى ما زال يختال رافلا
سما بأصول باسقات إلى العلا
…
بحيث رأينا النّجم عن ذاك سافلا
فيا ضيعة اللهفات بعد مصابه
…
بحيث كان في دفع الأذى عنه كافلا
55 -
أحمد بن أبي بكر بن يوسف بن عبد القادر بن يوسف بن خليل بن مسعود ابن سعد الله، الشّهاب بن العماد، الخليليّ، ثمّ الدّمشقيّ
.
قال في «الضّوء» : ولد سنة 736 أو في الّتي بعدها، وسمع على محمّد ابن القيّم طرق (زر غبّا تزدد حبّا) لأبي نعيم، وغير ذلك، وكذا سمع من والده العماد، وأحمد بن عبد الهادي، وأبي الهول الجزريّ وآخرين. وحدّث، سمع منه الفضلاء، وممّن سمع منه من شيوخنا الآبي، ووصفه ابن موسى بالإمام، العالم، العدل، ووصف والده ب «الإمام» ، وأجاز لشيخنا قديما في سنة 97، ثم لابنته رابعة سنة 814.
55 - شهاب الدّين ابن العماد، (736 - 816 هـ):
لم يذكره ابن مفلح ولا العليمي، ولا ابن عبد الهادي.
أخباره في «ذيل التّقييد» : (94)، و «معجم ابن حجر»:(47)، و «إنباء الغمر»:(3/ 17)، و «العقود»:(2/ 453)، و «الضّوء اللّامع»:(1/ 264). وطرق حديث زرغبا لأبي نعيم ذكره الحافظ ابن حجر في «الإصابة» : (10/ 498)، والسخاوي في «المقاصد الحسنة»:(233). وذكر المؤلّف والده في موضعه.
ومات ليلة الأربعاء ثاني عشر المحرّم سنة 816 وفي «عقود المقريزيّ» سنة 26 والأوّل أثبت.
56 -
أحمد بن أبي الوفاء بن مفلح الشّهير ب «الوفائيّ» ، الدّمشقيّ، الإمام الكبير، الفقيه، المحدّث، الورع، الزّاهد، الحجّة، الثّبت
.
قال المحبّيّ: كان أحد العلماء الأعلام بالشّام، الملازمين على تعليم العلم والفتيا، وكان له المتانة الكاملة في الفقه، والعربيّة، والفرائض، والحساب، والتّاريخ، ولأهل دمشق فيه اعتقاد عظيم
(1)
، وهو محلّه، وكان متحبّبا إلى النّاس، وله مداومة على تلاوة القرآن والعبادة، وأخذ الفقه عن الفقيه الكبير موسى بن أحمد المعروف ب «الحجّاوي» صاحب «الإقناع» ،
56 - ابن مفلح الوفائيّ، (934 - 1038 هـ):
والده أبو الوفاء اسمه علي بن إبراهيم، أحد أبناء صاحب «المقصد الأرشد» وكان حقه أن يذكر فيمن يسمّى (أحمد بن علي)؟!
أخباره في «مختصر طبقات الحنابلة» : (101)، و «تراجم المتأخرين»:(9)، و «التّسهيل»:(2/ 150)، و «النّعت الأكمل»:(198)، و «خلاصة الأثر»:(1/ 165)، و «تراجم الأعيان»:(1/ 48).
وقد أسهبوا في ترجمته وذكروا أخباره وأشعاره وفوائده.
وترجمة محمد الشهير ب «الحادي» في كتابه «ألحان الحادي بين المراجع والبادي» وابن عمّه أكمل الدّين في «تذكرته» وتلميذه عبد الباقي بن عبد الباقي بن عبد القادر المعروف ب «ابن قاضي فصّة» مفتي الحنابلة بدمشق في «رياض الجنة في آثار أهل-
(1)
انظر أول التعليق على الترجمة رقم 5، ورقم 37.-
وأخذ عن الشّمس محمّد بن طولون الصّالحي، وبرع في أنواع العلوم، ودرّس بعدّة مدارس، منها: دار الحديث بصالحيّة دمشق بالقرب من المدرسة الأتابكيّة
(1)
، وكان له بقعة تدريس بالجامع الأمويّ، وعرض عليه قضاء الحنابلة بمحكمة الباب لمّا مات القاضي محمّد سبط الرّجيحيّ، في زمن المولى مصطفى بن حسين بن سنان
(2)
صاحب «حاشية التّفسير» فامتنع، وبالغ القاضي ومن عنده من كبار العلماء/ فلم ينخدع واعتذر بثقل السّمع، وأنّه لا يسمع ما يقول الخصمان بسهولة، وذلك يقتضي صعوبة فصل الأحكام، ولم يزل يتلطّف بالقاضي حتّى عفا عنه. وكانت وفاته في ثامن عشر جمادى الآخرة سنة 1038.
- السنة»، وترجمته في الكتب طويلة وأخباره كثيرة، وأنشد له الكمال الغزّي في «النّعت الأكمل» أشعارا، وذكر له النّجم الغزّي في «لطف السّمر»:(117، 268، 362، 406، 407، 534، 535، 704) أخبارا ولم يترجم له وهو داخل في شرطه؟!
(1)
المدرسة الأتابكية بسفح قاسيون بدمشق أنشأتها خاتون بنت السّلطان عز الدّين مسعود بن قطب الدّين أتابك التي توفيت سنة 640 هـ.
ينظر «الدّارس» : (1/ 129).
(2)
مصطفى بن حسين بن سنان بن أحمد الحسيني الهاشمي الجنابي، مؤرخ، شاعر، له مشاركة في العلوم. تولى التدريس ببلاد الرّوم، ثم عين قاضيا بحلب (ت 999 هـ). أخباره في «الشّذرات»:(8/ 440)، و «هدية العارفين»:(2/ 436)، وربما نسب المذكور إلى أستاذه أبي السعود المفسر فقيل: السعودي.
وبنو مفلح من البيوت المعروفة بالعلم والرّئاسة بالشّام، وردوا- في الأصل- من رامين من وادي الشّعير تابع نابلس، ونزلوا بصالحيّة دمشق وتفرّعوا بطونا. فأحمد هذا من نسل نظام الدّين عمر، وأمّا ابن عمّه القاضي محمّد المعروف بالأكمل الآتي في حرف الميم [إن شاء الله] فهو من نسل إبراهيم، وهما أخوان.- انتهى-.
قلت: وخلّف المترجم أولادا نجباء فضلا منهم:
- عبد اللّطيف الآتي، ومنهم:
- محمّد عندي مجلّد من «شرح المنتهى» لمؤلّفه بخطّه مؤرّخ سنة 1040، وخطّه كالتّعليق لكنّه أنيق، وأخذ عن صاحب التّرجمة التّفسير، والحديث، والفقه، وسائر الفنون خلائق لا يحصون لكونه صار رحلة زمانه./
57 -
أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي ابن يوسف بن محمّد بن قدامة، الشّهاب بن البدر، القرشيّ العمريّ المقدسيّ ثمّ الصّالحيّ، ابن أخي الحافظ الشّمس محمّد بن أحمد بن عبد الهادي، ووالد البدر حسن الآتي ويعرف ب «ابن عبد الهادي»
.
57 - شهاب الدّين ابن عبد الهادي، (767 - 856 هـ):
من آل عبد الهادي بن قدامة، وهو جدّ ابن المبرد صاحب «الجوهر المنضّد» .
أخباره في «التّسهيل» : (2/ 64).
وينظر: «معجم ابن فهد» : (58)، و «الضّوء واللّامع»:(1/ 272)، و «حوادث الزّمان»:(2/ 22).
قال في «الضّوء» : ولد- تقريبا- سنة 667، وسمع على أبيه، وعمّه إبراهيم بن أحمد، وأبي حفص البالسيّ في آخرين منهم الصّلاح بن أبي عمر، وكان خاتمة أصحابه بالسّماع، سمع منه في «المسند» لأحمد، والجزء الثّاني من «أمالي أبي بكر بن الأنباريّ»
(1)
، وحدّث سمع منه الفضلاء كابن فهد، أجاز لي وكان ديّنا خيّرا، صالحا، قانعا، متعفّفا من بيت صلاح وعلم ورواية.
مات يوم الجمعة ثالث رجب سنة 856، وصلّى عليه عقب صلاة الجمعة بالجامع المظفّريّ ودفن بسفح قاسيون جوار الشّيخ الموفّق رحمهم الله تعالى.- انتهى-.
قلت: وهو جدّ الّذي بعده.
(1)
هي أمال حديثية يتخللها مباحث لغوية وأدبيّة ونحويّة وأشعار، مسندة بروايات وأسانيد جمعها الإمام العلّامة النّحوي أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري (ت 328 هـ) يوجد قطع من هذه الأمالي بالظاهرية قطعتان وقفت عليهما. وقطعة وقف عليها الأستاذ خير الدّين الزّركلي- وهي بكلّ تأكيد غيرهما- قال في «الأعلام»:(6/ 334) في ترجمة ابن الأنباري المذكور: «اطلعت على قطعة منها وعليها خطّ الحافظ عبد العزيز بن الأخضر سنة 609» .
وعبد العزيز بن الأخضر حافظ محدّث مشهور حنبليّ مترجم في «الذيل»
…
وغيره (ت 611 هـ).
58 -
أحمد بن حسن بن أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي
.
ترجمة تلميذه الشّمس بن طولون الحنفيّ في كتابه «سكردان الأخبار» ترجمة مطوّلة قال فيها: هو الشّيخ، الإمام، المتقن، المفيد، العالم، الزّاهد، العلّامة، شهاب الدّين، أبو العبّاس الشّهير ب «ابن المبرد» بكسر الميم وسكون الباء، حفظ القرآن واشتغل، وحصّل، وبرع، واشتغل على عدّة من الشّيوخ وهو صغير بإفادة أخيه لأبويه شيخنا جمال الدّين يوسف، منهم
58 - ابن عبد الهادي، (856 - 895 هـ):
هو أخو الشّيخ يوسف بن الحسن جمال الدّين مؤلّف «الجوهر المنضّد» . وهذه الترجمة من فوائد «السّحب الوابلة» لم يذكره العليمي ولا السّخاوي.
أخباره في «الجوهر المنضّد» : (19)، و «النّعت الأكمل»:(98)، و «التّسهيل»:
95، وقد خصّه أخوه جمال الدّين بكتاب سماه «تعريف الغادي بفاضل أحمد بن عبد الهادي» يوجد بخطه في الظاهرية نقلت منه فوائد في «الجوهر المنضّد» في هامش ترجمته.
ويراجع: «الكواكب السائرة» : (1/ 131)، و «متعة الأذهان»:(4)، وذكره في «النّعت الأكمل» ، و «الكواكب السّائرة» مخلّ بشرطيهما، وذلك أنّ المترجم ليس من أهل القرن العاشر، وصاحب «النعت الأكمل» التزم أن لا يترجم إلا لمن مات بعد سنة تسعمائة. ولعلّ العذر لهما أنّهما لم يذكرا وفاته فلعلهما يظنان أنّه توفي بعد التّسعمائة. ولم يذكره السّخاوي في «الضّوء» ، وهو داخل في شرطه.
قال أخوه الشّيخ جمال الدّين: «ولد في شهر رجب سنة ستّ وخمسين» . قال في «تعريف الغادي» : «ونشأ على طريقة حسنة بحيث أنه لا تعرف له صبوة، وكان أبوه يحبّه، وحجص وزار بيت المقدس، وتزوج وتسرى، ولم يولد له ولد قط، واشتغل، ودرس، وكان ملازما لفعال الخير
…
».
والده، سمع عليه الجزء الثّاني من «الحنّائيّات» ، و «ثلاثيّات مسند الدّارميّ» ، والجزء الثّاني من «فوائد زغبة» ، ومنهم النّظام ابن مفلح، سمع عليه «مشيخة المطعّم» ، و «فوائد أبي يعلى الخليليّ» ، و «المنتخب من مسند الحارث بن أبي أسامة» ، و «جزء استدعاء اللّباس من كبار النّاس» لأبي موسى المدينيّ، ومنهم أبو عبد الله بن الصّفيّ سمع عليه/ «جزء الجمعة» للنّسائي، ومنهم البرهان العجلونيّ سمع عليه بقراءته «جزء ابن عرفة» ، و «فوائد أبي يعلى الخليليّ» ، و «فوائد الثّقفيّ» ، ومنهم: عليّ بن الشّريفة، وفاطمة بنت الحرستانيّ، سمع عليها «الشّمائل» للتّرمذيّ وعليه فقط كتاب «الدّعاء» للمحامليّ، ومنهم: زينب بنت القلعيّ سمع عليها «موافقات زينب بنت الكمال» ، ومنهم: أبو الحسن بن زيد سمع عليه «ثلاثيّات مسند الإمام أحمد» ، ومنهم: البرهان ابن مفلح سمع عليه بعضا من «سنن أبي داود» و «ابن ماجه» ، ومنهم: أبو عبد الله العقدي، وعائشة بنت أحمد بن زيد سمع عليهما الثّالث من «حديث عليّ بن حجر» ، ومنهم: أبو الحسن بن عراق، والنّور الخليليّ، والشّهاب بن الصّلف، والبدر بن نبهان، وخديجة الأرموية، سمع عليهم «ثلاثيّات الصّحيح» ، وأكثر من السّماع على شيخنا القاضي ناصر الدّين بن زريق، وعدّ ابن طولون مسموعاته عليه إلى أن قال: ولازم الشّمس محمّد بن محمّد بن عليّ بن مفرّج السّيليّ الحنبليّ فسمع عليه «صريح السّنّة» للطّبريّ، وكتاب «التّوكّل» لابن أبي الدّنيا، وغير ذلك، وأخذ عنه علم الفرائض، وأجازه بالإفتاء والتّدريس فيه، وذكر لي شيخنا أخوه أنّه سمع أيضا على الفولاذيّ، وياقوت، وابن السّليميّ، وابن مفتاح، والسّيّد عماد الدّين،
والشّهاب بن زيد، ثمّ حصّل بنفسه أشياء، وقرأ على عدّة من المشايخ من أصحاب ابن الرّعبوب، وأصحاب ابن المحبّ، وأصحاب عائشة، وأجاز له البقسماطيّ، وابن مقبل، وستّ العلماء والنّعارة، ورأيت استدعاء بخطّه مؤرّخا برابع جمادى الآخرة سنة 880 أجاز له فيه أبو العبّاس الأسيوطي، وابن الشّحنة، والقطب الخيضريّ، ومحمّد بن أحمد البابي، وعثمان بن محمّد الدّيميّ، ومحمّد بن محمّد بن أبي شريف، ومحمّد بن عبد الرّحمن السّخاويّ، وعليّ بن محمّد البلقينيّ، وعبد الغنيّ بن محمّد البساطيّ، وأبو السّعود محمّد بن محمّد العراقيّ، ومحمّد بن أبي بكر المشهديّ، وإبراهيم التّلوانيّ، ومحمّد بن أحمد البلقينيّ، وأحمد بن عبد القادر الشّاذليّ، وعلي ابن سليمان المرداويّ السّعديّ الحنبليّ، وقرأ على الشّيخ كمال الدّين العجميّ الحنفيّ، مدرّس المدرسة الحاجبيّة
(1)
بالصّالحيّة كتاب «الإرشاد» في النّحو للسّعد التّفتازانيّ
(2)
ورسالته الّتي عرّب فيها رسالة السّيّد الشّريف في المنطق، ومهر في عدّة علوم، منها: الحديث، والفقه، والفرائض، والنّحو،
(1)
المدرسة الحاجبية: أنشأها ناصر الدّين محمد بن الأمير مبارك الإينالي النوروزي في حدود سنة 879 هـ. «الدارس» : (1/ 501).
(2)
كتاب «الإرشاد» هذا مطبوع بتحقيق الدكتور عبد الكريم الزّبيدي سنة 1405 هـ واسمه كاملا «إرشاد الهادي» وشرحه عدة علماء منهم: الشّريف الجرجاني (ت 816 هـ) والعلاء البخاري (ت 841 هـ) وفتح الله الشّروانيّ وعليّ بن محمد البسطاميّ مصنّفك (ت 875 هـ)، رأيت بعض هذه الشروح، ولكن أجودها شرح الحسينيّ البخاريّ المعروف ب «الرّشاد شرح الإرشاد» ولديّ منه نسخ وهو مفيد إفادة محدودة.
وصنّف «شرحا على الخرقيّ» ، وبقي منه اليسير لم يكمله، وألغازا في الفرائض سمّاها «الفحص الغويص في حلّ مسائل العويص» ، وكتابا في المحبّة والمتحابين في الله، وكتاب «الحصن الكبير المحكم البناء المنجي من كلّ خوف وشدّة وعناء» ، وكتاب «التّرشيح في فضل التّسبيح» ، وكتاب «الاستغفار وفضله» ، وكتاب «الزّهر الفائق في الدّعاء الرّائق» ، وكتاب «السّحر في وجوب صوم يوم الغيم والقتر» ، ومقدّمة في الفرائض، و «جزءا في أخبار بشر الحافي» ، وخرّج لنفسه أربعين حديثا عن أربعين شيخا، وشرح «الملحة» شرحا/ مطوّلا قرأت عليه دروسا في «ألفيّة العراقي» ، وحفظت منه فوائد عديدة، ولشيخنا هذا نظم حسن ولكنّه قليل، ولم يعمّر إلّا نحو الأربعين سنة، ولم أقف على ميلاده، وتوفّي يوم الأحد سابع عشر رجب سنة 895، وكانت له جنازة حافلة حضرتها وصلّى عليه في الجامع المظفّريّ، ودفن في الرّوضة عند رأس الشّيخ الموفّق.
59 -
أحمد بن حسن بن داود بن سالم بن معالي، الشّهاب العبّاسيّ الحمويّ
.
قال في «الضّوء» : ولد سنة 795 بحماة، ونشأ بها، فحفظ القرآن،
59 - الشّهاب العبّاسيّ، (795 - 873 هـ):
لم يذكره ابن مفلح.
أخباره في «المنهج الأحمد» : (499)، و «مختصره»:(189)، و «التّسهيل»:(2/ 78).
وينظر: «الضّوء اللّامع» : (1/ 274)، و «الشّذرات»:(7/ 309)، ذكر ابن العماد وفاته سنة 869 تبعا للعليمي في «المنهج الأحمد» .
و «المحرّر» في الفروع، و «الطّوفي» في أصولهم، و «ألفيّتي الحديث، وابن مالك» ، و «الشّذور» ، وتفقّه بالعلاء بن المغلي، وقال ابن عدينة
(1)
: إنّه سمع الكثير من مشايخ عصره، ووصفه بالشّيخ الإمام، وولي قضاء بلده سنة 825، فأقام إلى أن كفّ بعد السّتين، فاستقرّ فيه ولده الموفّق عبد الرّحمن الآتي:
ومات المترجم في أوائل سنة 873.- انتهى-.
(1)
الصّحيح إنّه ابن أبي عذيبة: وهو أحمد بن محمّد بن عمر، شهاب الدّين المقدسيّ مؤرخ، شافعيّ المذهب، مولده سنة 819 هـ، ووفاته سنة 856 هـ. ونسبته هذه إلى زوج أمّه محمد المشهور ب «أبي عذيبة» له كتب في التّاريخ. قال الأستاذ الزّركليّ- رحمه الله في «الأعلام»:(1/ 229) منها تاريخ مطول سماه: «تاريخ دول الأعيان، شرح قصيدة نظم الجمان» - انتهى-.
أقول: ورأيت مجلّدين من كتاب سمّاه: «التّاريخ الكبير» رتبه على السّنين، وانتفعت كثيرا بكتابه «إنسان العيون في تاريخ سادس القرون» وهو من مصادري، ورأى الأستاذ الزّركلي كتابه «قصص الأنبياء» في المكتبة الخالدية بالقدس.
تعقيب وتحقيق: لا أدري ماذا يقصد الأستاذ الزّركليّ- رحمه الله بقوله: في شرح قصيدة «نظم الجمان» هل قصيدة «نظم الجمان» هذه من نظم المؤلّف؟ لأنّه يستبعد أن تكون منظومة الجلال السّيوطي (ت 911 هـ) وقصيدة ابن ناصر الدّين الدّمشقي التي في هذا الموضوع اسمها «بديعية الزّمان
…
» وابن ناصر الدّين توفي سنة 842 هـ فمن المحتمل أن تكون هي، ولابن ناصر الدين نفسه عليها شرح، هو من مصادري أيضا ولله المنة.
ونقل الأستاذ الزّركليّ- رحمه الله أو غيره؟! في هامش الأعلام عن تاريخ العراق: (3/ 141) أنّ المخطوط الموجود في مكتبة أحد تيمور باشا باسم «إنسان العيون في-
وفي «الشّذرات» : أنّه باشر القضاء فوق ثلاثين سنة، فباشره بعفّة وديانة، وكان يروم الخلافة، وربّما تكلّم له فيها؛ لأنّه من ذرّية العبّاس رضي الله عنه، وكان من أهل العلم والفضل.
وتوفّي بحماة في أوائل سنة 869، وولي قضاءها بعده ولد ولده قاضي القضاة محيي الدّين عبد القادر بن القاضي موفّق الدّين بن المترجم، واستمرّ بها نحو عشر سنين إلى أن توفّي.- انتهى-.
فبينه وبين كلام «الضّوء» مخالفة ما، لكن يجمع بينهما بما ذكره في «الضّوء» في ترجمة الموفّق عبد الرّحمن هذا أنّه تولّى قضاء حماة، لكنّه لميباشره بل نزل عنه لأكبر أولاده المحيوي محمّد.- انتهى-.
فسمّاه محمّدا وهو الصّواب
(1)
، وكذا تاريخ وفاته./
- مشاهير سادس القرون» هو أحد مجلّدات تاريخ ابن أبي عذيبة، وهذا أمر يراد له المزيد من التّحقيق؛ فإنّ هذا الكتاب مرتّب على حروف المعجم، والتّاريخ مرتب على السّنين؟!
وأعلام الزّركلي في طبعته الأخيرة في دار العلم سنة 1984 م فيها كثير من الإضافات ليست من كلام الزّركلي، وهذا أمر خطير يجب التّنبّه له.
(1)
أقول: - وعلى الله أعتمد- قوله: «المحيويّ» يدلّ على أنه عبد القادر لا محمد؛ لأنّ محيي الدّين من الألقاب التي يغلب إطلاقها على من يسمّى عبد القادر.
60 -
أحمد بن حسن بن رشيد الأحسائيّ، الشّهير بالحنبليّ
.
ولد في الأحساء سنة [
…
] وربّاه الشّيخ محمّد بن فيروز تربية بدنيّة وعلميّة فأقرأه في أنواع العلوم النّقليّة والعقليّة، فبرع في الكلّ؛ لما له من وفور
60 - ابن رشيد الأحسائيّ، (1155 تقريبا- 1257 هـ):
أخباره في «تراجم المتأخرين» ، و «التّسهيل»:(2/ 217، 402).
وينظر: «عنوان المجد» : (1/ 364، 421)، و «مشاهير علماء نجد»:(228)، و «علماء نجد»:(1/ 163).
ورأيت في وريقات بخط العلّامة الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى رحمه الله في ترجمة الشّيخ عبد الله بن عبد الرّحمن أبا بطين أنه أخذ عن أحمد بن رشيد هذا وقال في نسبه: العفالقي الأحسائي فهل المذكور من آل عفالق؟! هذه فائدة.
تعقيب وتحقيق: اضطرب كلام الشّيخ صالح بن عبد العزيز بن عثيمين في ترجمة ابن رشيد هذا في كتابه «تسهيل السّابلة» ، فترجم له في وفيات سنة 1233 هـ ونقل عن ابن بشر مع أن ابن بشر ذكر في وفيات هذه السّنة الإمام عبد الله بن سعود ثم عدّد قضاته- كعادته- وذكر من بينهم الشّيخ أحمد بن رشيد، ولم يذكر أنّ ابن رشيد هذا مات في هذه السّنة، وهذا وهم من الشّيخ ابن عثيمين عفا الله عنه، ثم ذكره مرة أخرى في وفيات سنة 1257 هـ، ونقل عن السّحب ولم ينقل عن «عنوان المجد» لابن بشر مما يدل- والله أعلم- على أن الشّيخ- رحمه الله يظنّه غيره.
ثم قال الشّيخ ابن عثيمين: انتهى المراد منه من ترجمة طويلة جدّا، وأكثره طعن على الشّيخ محمد وأتباعه. وقد رأيت بقلم العلّامة سليمان بن حمدان ما نصه: «أنّ ابن حميد لا شك أنه تحامل في دعواه، وإلا فالمترجم أحمد بن حسن قد ظهر له صحّة دعوة الشّيخ محمد، ولذا لم يجب الباشا إلى طلبه، ولو كان كما ذكر عنه أنه أظهر الموافقة ظاهرا وهو بضدّ ذلك
…
إلى أن قال: وقد شرح الله صدره للحقّ ووافق ظاهرا وباطنا، فلذا ناله ما ناله من الأذى فرحمه الله ورضي عنه».-
الذّكاء والفهم، وشدّة الحرص والاجتهاد، ففاق رفقاءه حتّى إنّ منهم من تتلمذ له بإشارة شيخهم، ولمّا قويت حركة سعود
(1)
وخاف أهل الأحساء أن
- أقول: والدّليل على صحة نيّته واقتناعه بمذهب السّلف ودفاعه عنه ردّه على رحلة فتح الله الصّائغ الحلبي النّصراني إلى نجد، وحديثه عن الدّرعية والإمام العادل المجاهد سعود بن عبد العزيز
…
وتكذيبه للصّائغ النّصراني ورده افتراءاته ومزاعمه الباطلة.
قال الشيخ ابن بسّام: «ولد سنة 1155 هـ تقريبا
…
» وقال الشّيخ عبد اللّطيف آل الشيخ في «مشاهير علماء نجد» : «ولد الأحساء سنة 1180 هـ تقريبا» .
والمستظهر من كلام المؤلّف هنا بعد أن قال قد توفي وقد ناهز الثّمانين أو جاوزها مع اتفاقهم على وفاته سنة 1257 هـ يكون مولده التّقريبي سنة 1177 هـ. والله أعلم.
(1)
يقول الفقير إلى الله تعالى عبد الرحمن بن سليمان بن عثيمين: «هو الإمام المجاهد سعود بن عبد العزيز بن محمّد بن سعود، رجل عظيم، وقائد مظفر، خاض غمار الحروب بنفسه، وتوالت عليه الانتصارات، فوحد جزيرة العرب بأسرها على عقيدة التّوحيد الخالص، انتصارا لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله القائمة على تحكيم الكتاب والسّنّة، ونبذ الخرافات المخالفة لكمال التّوحيد، وغزا أطراف الشام والعراق فهابه الأعداء. قال الأستاذ الزّركلي: «كان موفقا يقظا لم تهزم له راية، موصوفا بالذّكاء، على جانب من العلم والأدب، مهيب المنظر، فصيح اللّسان، شجاعا مدبّرا» . ولو كان المؤلّف- رحمه الله وعفا عنه- منصفا لترجم له؛ لأنّه- مع أنّه قائد وزعيم- عالم وفقيه، وصف ابن بشر في «عنوان المجد» مجالس علمه، وتصدّره هذه المجالس فقال: «
…
والعالم الذي يجلس للدّرس في هذا الموضع المذكور والوقت المذكور إمام مسجد الطريف عبد الله بن حمّاد، وبعضالأحيان القاضي عبد الرّحمن بن خميس إمام مسجد القصر، ويقرأ اثنان في «تفسير ابن كثير» ، و «رياض الصّالحين» فإذا فرغ من الكلام على القراءة سكت، ثم ينهض-
يدهمهم وعزم شيخه المذكور على الانتقال
(1)
إلى البصرة واستأذنه هو في المجاورة في الحرمين الشّريفين فأذن له فأجازه بإجازة منظومة، وأوصاه بوصايا منها قوله:
احذر تصب بعارض
…
من محق أهل العارض
فكانت هذه مكاشفة من الشّيخ، فإنّ المذكور لمّا حلّ ساحة طيبة وأكرمه أهلها غاية الإكرام، وتتلمذ له جمع منهم في المنقول والمعقول، وتزوّج بنت علّامتها الشّيخ مصطفى الرّحمتي الأنصاريّ الأيّوبيّ الحنفيّ
(2)
محشّي «الدّر» وصار للمترجم صيت بالغ، وشهرة تامّة، فصار يكاتب السّلطان عبد الحميد
- سعود فيشرع في الكلام على تلك القراءة فيحقق كلام العلماء والمفسّرين فيأتي بكلّ عبارة فائقة، وإشارة رائقة، فتمتدّ إليه الأبصار، وتحيّر من فصاحته الأفكار، وكان من أحسن النّاس كلاما وأعذبهم لسانا، وأجودهم بيانا
…
» وتوفّي سنة 1229 هـ.
وبعد أكثر من عام من كتابة هذه الأحرف سلمني الشيخ بكر أبو زيد- أثابه الله- نسخة من كتاب «تسهيل السّابلة لمريد معرفة الحنابلة» تأليف الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عثيمين- رحمه الله فوجدته قد ترجم له واحتفى به واعتبره من فقهاء الحنابلة فجزاه الله خيرا.
أخباره في «عنوان المجد» : (1/ 342)، و «البدر الطالع»:(1/ 262)، و «مثير الوجد» ، و «حلية البشر»:(2/ 665)، و «الأعلام»:(3/ 90) وغيرها.
(1)
بل ابن فيروز هو الذي أخرج من الأحساء؛ لأنه شرق بالدعوة الإصلاحية. وانظر توضيح ذلك في التعليق على ترجمته رقم 627.
(2)
هو الشيخ مصطفى بن محمد بن رحمة الله بن عبد المحسن الأيوبي الرحمتيّ شهرة، الأنصاريّ الخزرجيّ، من أهل دمشق وإقامته بالمدينة، ووفاته بمكة سنة 1205 هـ إمام من أئمة الأحناف. رحمه الله. أخباره في «روض البشر»:(242).
ووزراؤه، ويستنجدهم في ذبّ سعود عن الحرمين الشّريفين، وكاتب علماء الرّوم والشّام في ذلك الأمر المهمّ، وقام فيه وقعد، فلم ينجدوا، ولا ظهر منهم مبالات بهذا الأمر المهمّ، والخطب المدلهمّ، وصاروا كما قيل:
* الطّفل يلعب والعصفور في ألم
وآخر الأمر أنّ علماء الشّام لمّا رأوا عدم الإغاثة من الدّولة أرسلوا للمذكور دراهم وقالوا: أيسنا من إنجاد الدّولة فتجهّز بهذه إلينا، فلم يمكنه ذلك واستسلم كغيره لتيّار الأقدار فهجم سعود على المدينة المنوّرة، وأرعب الخاصّ والعامّ، فما أمكن الشّيخ إلا المصانعة معهم، والمداراة لهم، والمداهنة خوفا منهم؛ ورجاء نفع النّاس عندهم بجاهه فأقرأ كتبهم، وقام معهم فبجّلوه، ورأّسوه، لاحتياجهم الشّديد إلى مثله لتقدّمه في العلوم، ومعرفته بمذهب السّلف، وأقوال الأئمة، وإتقانه فقه مذهب الإمام أحمد الّذي هم ينتسبون إليه في ظاهر دعواهم تستّرا، وإلّا فهم يدّعون الاجتهاد، ولا يقلّدون إماما/ ولسعة عقل المشار إليه وسداد تدبيره وكفايته بمناظرة مخالفيهم، وفقدان مثله في جميع من تبعهم، فصار له جاه عند سعود كبير وأمر أمير المدينة من جهته أن لا يصدر ولا يورد إلّا عن رأيه وبإشارته يعزل ويولّي، فصال بذلك، ولكنّه كان يذبّ عن النّاس خصوصا أهل المدينة بغاية جهده، ونفع بذلك خلقا، وكان يقول: الله يعلم أنّ هذا جلّ مقصدي من مداخلتهم، فلمّا انقضت مدّتهم هرب معهم، وتردّد بينهم وبين الوزير إبراهيم باشا بن محمّد علي باشا في الصّلح فما تمّ، ولامه إبراهيم باشا في الخروج معهم عن المدينة المنوّرة، فاعتذر بأعذار واهية، فعرض عليه أن يردّه إلى
المدينة كالمجبر في الظّاهر وهو طيّب النّفس في الباطن، وإن نسب إلى الغدر بإمساك الرّسول فأبى، وقال: لا أفارقهم إلّا إن انغلبوا، فأغضب الباشا ذلك، ولمّا أخذ بلادهم أمسكه وعذّبه أنواع العذاب
(1)
فيقال: إن الباشا رأى رؤيا من جهته أزعجته فكفّ عنه العذاب، وكان أبوه سمع بذلكفما استحسنه لكونه منسوبا من مجاوري المدينة وصهرا لهم، ولمّا تحقّق عنده في السّابق من إنكاره أمرهم، واستنجاد الدّولة عليهم، ولشهرته بالعلم والعقل، فأرسل يطلبه، فوصل إليه في مصر، وأكرمه ورتّب له رواتب جزيلة، وأعطاه جواري حسانا، وجمع بينه وبين علماء مصر، فتناظروا فثبت ثباتا عظيما وعزّ في عين الباشا، وعرف العلماء فضله، وأثنوا عليه فجعله الباشا شيخ المذهب الحنبليّ، وهو عبارة عن المفتي، وأمره أن يقرئ بعض أولاده ومماليكه في القلعة وفي بيته، ويدرّس في الأزهر، ويحضر عنده جمع، وانفرد بمذهب الإمام أحمد، فصار يرحل إليه للأخذ عنه، ويرسل إليه من الأماكن للفتاوى ولطلب الإجازة، وكان نقش خاتمه هذا البيت
(2)
:
أنا حنبليّ ما حييت وإن أمت
…
فوصيّتي للنّاس أن يتحنبلوا
وتوفّي وقد ناهز الثّمانين أو جاوزها، وهو ممتّع بحواسّه ما عدا ثقلا قليلا في سمعه سنة 1257 في مصر ودفن بها./
(1)
قال ابن بشر في «عنوان المجد» : (1/ 421): «وكان الشيخ العالم القاضي أحمد ابن رشيد الحنبلي صاحب المدينة في الدّرعية عند عبد الله، فأمر عليه الباشا وعزّر بالضّرب، وقلعوا جميع أسنانه» فهل يعقل بعد هذا أن يبقى مصانعا
…
؟!
(2)
لشيخ الإسلام الأنصاريّ الهرويّ. «الذيل على طبقات الحنابلة» : (1/ 53).
61 -
أحمد بن الحسن بن عبد الله بن الشّيخ أبي عمر المقدسيّ، شرف الدّين ابن شرف الدّين قاضي الجبل
.
61 - ابن قاضي الجبل، (693 - 771 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 92)، و «المنهج الأحمد»:(461، 462)، و «مختصره»:(162)، و «التّسهيل»:(1/ 392). وينظر: «المعجم المختص» :
16، و «الوفيات» لابن رافع»:(2/ 354)، و «درّة الأسلاك»:(231)، و «ذيل التّقييد»:(105)، و «الدّرر الكامنة»:(1/ 129)، و «المنهل الصّافي»:(1/ 284)، و «الدّليل الشّافي»:(1/ 45)، و «السّلوك»:(1/ 3/ 186)، و «النّجوم الزّاهرة»:(11/ 108)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 201)، و «ذيل العبر» لأبي زرعة:(2/ 294)، و «قضاة دمشق»:(284)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 491)، و «الدّارس»:(2/ 44)، و «الشّذرات»:(6/ 219).
ذكره العاقولي في مشيخته: «الدّراية إلى معرفة الرّواية» ورقة: (205)، (الشيخ الثاني والخمسون)، قال: «أخبرنا الشيخ العالم الأوحد شرف الدّين أبو العباس أحمد بن الحسن بن قدامة الحنبليّ- فيما كتبه إلينا من دمشق المحروسة في ثالث ذي الحجّة لسنة ثلاث وستين وسبعمائة-
…
» ثم ذكر جملة من أسانيده ومروياته ومنها «مشيخة ابن مؤمن الحنبليّ» سنة إحدى وسبعمائة بروايته عن شيخ الإسلام موفق الدّين ابن قدامة المقدسي الحنبلي حضورا، والشيخ بهاء الدين عبد الرّحمن سنة عشرين وستمائة، وذكر العاقولي أنه عدد مؤلفاته وأجازه بها وبجميع مروياته.
ثم قال: «كان الشيخ العالم شرف الدين أحمد ابن الحسن بن قدامة المذكور من نجباء الحنابلة المحببين إلى النّاس منهم، ولديه فضل، وتواضع، ومحبّة زائدة للغرباء، وتردد إلى الأشراف والعلماء والصّلحاء
…
».
* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله قبل (أحمد بن رجب).-
قال في «الدّرر» : ولد في شعبان سنة 693، وسمع من إسماعيل بن عبد الرّحمن الفرّاء، ومحمّد بن عليّ الواسطيّ، وأحمد بن عبد الرّحمن بن مؤمن، في آخرين.
-- أحمد بن الحيط البعليّ الحنبليّ (ت 942 هـ).
يراجع: «الكواكب السائرة» : (2/ 118)، و «النعت الأكمل»:(108).
- وأحمد (خال الخلّال) هكذا (ت 867 هـ).
يراجع: «الجوهر المنضد» : (8).
- وأحمد بن ذهلان بن عبد الله بن محمّد بن ذهلان المقرنيّ النّجديّ (ت 1169 هـ).
* كما يستدرك على المؤلّف- رحمه الله ولده عبد العزيز بن أحمد (في موضعه) إن شاء الله.
قال الغزّي في «النّعت الأكمل» : (288): «مفتي البلاد النّجدية والدّيار الأحسائية ولد في بلدة (مقرن) في محلّة الرياض منها، ثم قال: وكانت وفاته سنة تسع وستّين ومائة وألف ودفن هناك، كذا أملاه علينا ولده صاحبنا عزّ الدّين عبد العزيز من لفظه بدمشق» .
وجدّه عبد الله بن محمّد، وعم أبيه عبد الرّحمن بن محمّد بن ذهلان توفّيا معا (ت 1099 هـ) ذكر المؤلّف عبد الله وسأذكر عبد الرّحمن في موضعه إن شاء الله.
وإن كان المؤلّف ذكره في آخر كتابه مع المجاهيل.
ومقرن المذكور هنا: حيّ اختفى أثره من أحياء مدينة الرّياض شمله التّوسّع العمراني، فلم يعد يحتفظ باسمه وهو في الجنوب الغربي لوسط مدينة الرّياض، كنا ونحن صغار نعرف هذا الحي، ويسمى باسمه، أما الآن فقد اندثر اسمه واختفى رسمه.
وطلب بنفسه بعد العشر فسمع من التّقيّ سليمان، ونحوه، وأجاز له ابن عساكر، وابن القوّاس، وغيرهما، وخرّج له ابن سعد «مشيخة» عن ثمانية عشر شيخا حدّث بها، واشتغل بالعلم فبرع في الفنون، وكان بارعا في العلم، بعيد الصّيت، قديم الذّكر، له نظم وذهن سيّال، وأفتى في شبيبته، ويقال: إنّ ابن تيميّة أجازه بالإفتاء، وكان يعمل الميعاد فيزدحم عليه الفضلاء والعامّة، وولي القضاء سنة 67 فلم يحمد في ولايته، وكان صاحب نوادر وخطّ حسن، وقد ذكره الذّهبيّ في «المعجم المختصّ» فقال
(1)
: الإمام، العلّامة، شرف الدّين، صاحب فنون وذهن سيّال وتودّد، وسمع معي، وطلب الحديث، وحدّثنا وكانت وفاته في رجب سنة 771، ومن تصانيفه «القصد المفيد في حكم التّوكيد» ، و «مسألة رفع اليدين» ، والكلام على قوله تعالى
(2)
: أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ، و «الفائق في المذهب» ، وله نظم، ومن شعره
(3)
:
نبيّي أحمد وكذا إمامي
…
وشيخي أحمد كالبحر طامي
واسمي أحمد وبذاك أرجو
…
شفاعة سيّد الرّسل الكرام
- انتهى-.
(1)
«المعجم المختص» : (16).
(2)
سورة المائدة، آية: 116
(3)
البيتان في «المقصد الأرشد» : (1/ 95)
…
وغيره.
وقال التّقيّ ابن مفلح في «طبقاته»
(1)
: كان من أهل العلم والبراعة والفهم، والرّئاسة في العلم، متفنّنا، عالما بالحديث وعلله، والنّحو واللغة، والأصلين، والمنطق، وغير ذلك. وكان له باع طويل في التّفسير لا يمكن وصفه، وفي الأصول والفروع والقدم العالي، وفي شرف الدّين والدّنيا المحلّ السّامي، وله معرفة بالعلوم الأدبيّة، والفنون القديمة الأوّليّة، وكيف لا وهو تلميذ ابن تيميّة، فقد قرأ عليه واشتغل به/ كثيرا، وقرأ عليه مصنّفات في علوم شتّى، منها:«المحصّل» للفخر الرّازيّ، ولقد قال لي مرّة: كنت في حال الشّبوبيّة ما أتغدّى إلّا بعد العشاء الآخرة للاشتغال بالعلم، وقال لي مرّة، كم تقول: إنّي أحفظ بيت شعر؟ فقلت: عشرة آلاف، فقال: بل ضعفها، وشرع
(1)
النص في «المقصد الأرشد» عن طبقات عمّه تقيّ الدين.
في «المقصد الأرشد» : «وقال مرّة لعمّي الشّيخ برهان الدّين: كم تقول أحفظ
…
» وقال أيضا: «ودرّس بعدة مدارس، ثم طلب في آخر عمره إلى مصر ليدرس بمدرسة السلطان حسن، وولي مشيخة سعيد السّعداء، وأقبل عليه أهل مصر، وأخذوا عنه، ثم عاد إلى الشّام وأقام بها مدة يدرّس ويشتغل ويفتي، ورأس على أقرانه إلى أن ولي القضاء بعد جدّنا قاضي القضاة جمال الدّين المرداوي في رمضان سنة سبع وستين، فباشر مباشرة لم يحمد فيها، وكان عنده مداراة وحبّ في المنصب، ووقع بينه وبين الحنابلة من المرادوة وغيرهم. قال ابنكثير: لم تحمد مباشرته، ولا فرح به صديقه، بل شمت به عدوّه، وباشر القضاء دون الأربع سنين إلى أن مات وهو قاض. ذكره الذّهبي في «المعجم المختصّ» والحسيني في «ذيله» فقال فيه: مفتي الفرق سيف المناظرين. وبالغ ابن رافع وابن حبيب في مدحه، وكان فيه مزح ونكات في البحث، ومن إنشاده وهو بالقاهرة».
يعدّد قصائد للعرب، وكان إذا سرد الحديث يتعجّب الإنسان، وكان آية في حفظ مذاهب العلماء. وله مصنّفات، منها:«الفائق» في الفقه، مجلّد كبير، وكتاب في أصول الفقه، مجلّد كبير لم يتمّ، وصل فيه أوائل القياس، و «الرّدّ على إلكيا الهراسي» كتب منه مجلّدين، وشرح قطعة من «المنتقى» ، وسمّاه:
«قطر الغمام في شرح أحاديث الأحكام» ، و «تنقيح الأبحاث في رفع التّيمّم الأحداث» ، مجلّد صغير، «مسألة المناقلة» ، مجلّد صغير، وله مجاميع في فنون شتّى، ومن نظمه قوله- فيمن ينهى عن مصاحبتهم-
(1)
:
ولقد جهدت بأن أصاحب أشقرا
…
فخذلت في جهدي لهذا المطلب
تنبوا الطّباع عن اللّئيم كما نبت
…
عن كلّ سمّ في الأنام مجرّب
فاحذر سناطا
(2)
في الرّجال وأشقرا
…
مع كوسج
(3)
أو أعرج أو أحدب
(1)
الأبيات في مصادر الترجمة.
(2)
السّناط من الرّجال الذي لا لحية له، يقال: رجل سناط بيّن السّنط.
«خلق الإنسان» لثابت: (73، 119)، ويراجع «الصحاح و «اللسان»:(سنط).
(3)
الكوسج: الذي لا شعر على عارضيه، وقيل: النّاقص الأسنان.
وهو فارسيّ معرّب. وقال ابن دريد في «الجمهرة» : (1178) «فأما الكوسج ففارسيّ معرّب، وقال أبو عبيدة: يقال للبرذون إذا حمل على الجري فلم يعد خاصة:
كوسج، قال أبو بكر: لم يجيء به غيره يعني أبا عبيدة».
ويراجع: «المحكم» : (6/ 421)، و «المعرّب»:(283)، و «اللّسان»:(كسج).
أو غائر الصّدغين
(1)
خارج جبهة
…
أو أزرق مذ راح غير محبّب
هذا مقالي خبرة لحقيقة
…
حقّت وإن خالفت ذاك فجرّب
62 -
أحمد بن رجب بن الحسن بن محمّد بن مسعود السّلاميّ البغداديّ، نزيل دمشق
.
قال في «الدّرر» : ولد ببغداد سنة 664، وسمع مشايخها، وطلب الحديث فسمع من (
…
) ورحل إلى دمشق ومصر وغيرهما، وسمّع ولده الشّيخ زين الدّين عبد الرّحمن المحدّث المشهور الكثير، وجمع لنفسه معجما
62 - شهاب الدّين ابن رجب المقرئ، (664 - 774 هـ):
هو والد العلّامة زين الدّين عبد الرّحمن صاحب «الذّيل على طبقات الحنابلة» وهو أيضا صاحب «المشيخة» المعروفة به التي نقل عنها العلماء كالحافظ ابن حجر وابن قاضي شهبة، وابن العراقي، والسّخاوي
…
وغيرهم.
لم يذكره ابن مفلح، وذكره العليمي في ترجمة ولده عبد الرحمن:(471)، قال:
ووالده العالم الصّالح المقرئ المحدث
…
وينظر: «الدّرر الكامنة» : (1/ 140)، و «إنباء الغمر»:(1/ 37).-
(1)
الصّدغين: ما انحدر من الرّأس إلى مركب اللّحيين، وقيل: هو ما بين العين والأذن. وقيل: الصّدغان: ما بين لحاظى العينين إلى أصل الأذن، قال:
قبّحت من سالفة ومن صدغ
…
كأنّها كشية ضبّ في صقع
يراجع: «اللّسان» : (صدغ).
مفيدا رأيته
(1)
، وجلس للإقراء بدمشق، وانتفع به الناس، وكان دينا خيّرا عفيفا.
مات سنة 775
(2)
هكذا رأيته بخطّي، وأظنّ أنّي تلقّيته عن بعض الحلبيّين، وكتب عنه سعيد الدّهليّ من شعره، فقال: أنشدنا الإمام العالم أبو العبّاس أحمد بن رجب بن محمّد الخالديّ المقرئ الحنبليّ لنفسه
(3)
:
- * يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أحمد بن زريق بن زين الدّين عبد الرّزاق الحنبليّ المعروف ب «ابن الدّيوان» (ت 847 هـ). يراجع: «الدّارس» : (2/ 104).
(1)
يسر الله لي الوقوف على نسخة مختصرة منتقاة من «معجم شيوخ ابن رجب» هذا وأصلها محفوظ في جامعة ييل بالولايات المتحدة، ويظهر لي أن المنتقى من المشيخة هو الإمام الحافظ ابن قاضي شهبة، فمن عادته- رحمه الله الانتقاء من كتب التّراجم المفيدة، وقد نقل أغلب تراجم هذه المشيخة إلى كتابه في «التّاريخ» وصحّح كثيرا مما ورد فيها من الأخطاء، ونصّ على ذلك في «المنتقى» وفي «تاريخه» أيضا. وقد أفدت من هذه النّسخة إفادة كبيرة وقمت بترقيم تراجمها وتخريج أعلامها تمهيدا للعمل على نشرها إن شاء الله تعالى.
(2)
جاء في «إنباء الغمر» وفيات سنة 774 هـ «وجلس للإقراء بدمشق وانتفع به، وكان ذا خير ودين وعفاف، مات في هذه السّنة أو في التي قبلها» .
ولعلّ صحة عبارة «الإنباء» : «أو في التي بعدها» لكي تتّفق مع ما جاء في «الدّرر» من كلام الحافظ نفسه والله تعالى أعلم.
(3)
له بعض الأشعار، وإنشادات وردت في آخر مشيخته.
- ووالده رجب بن الحسن بن محمّد بن أبي البركات الخالديّ السّلاميّ البغداديّ (677 تقريبا- 742 هـ) أدركه حفيده الحافظ زين الدّين عبد الرّحمن، وذكره ابنه-
عملت السّوء ثمّ ظلمت نفسي
…
وقد آذنت ربّي أن أتوبا
فهب لي توبة واغفر ذنوبي
…
وعجّل منك لي فرجا قريبا
وذكره المؤلّف أيضا في «الإنباء» فيمن توفّي سنة 74، وقال: أو في الّتي قبلها./
63 -
أحمد بن زيد بن أبي بكر بن زيد بن أبي بكر بن عمر بن محمود الحسنيّ الجراعيّ- بجيم، ثمّ راء مهملة- الصّالحيّ
.
63 - ابن زيد الجراعيّ، (؟ - 904 هـ):
أخو تقيّ الدّين أبي بكر (ت 883 هـ)، وجمال الدّين عبد الله (ت 896 هـ) ذكرهما المؤلّف في موضعيهما. أخباره في «النّعت الأكمل»:(58) عن شمس الدّين ابن طولون أيضا، و «التّسهيل»:(2/ 115).
* يستدرك على المؤلف- رحمه الله:
- أحمد بن سالم المفعليّ السّلميّ (ت بعد سنة 773 هـ).
«المنهج الأحمد» : (464)، و «مختصره»:(165).
- وأحمد بن سعيد بن عمر الأزجي (ت 758 هـ) يعرف ب «الجلال» وب «ابن السّابق» . أخباره في: «الدّرر الكامنة» : (1/ 146)، و «ذيل طبقات الحنابلة»:(2/ 316)(عرضا).
- أحمد بن رجب في مشيخته «المنتقى» : (رقم: 19)، وقال: سمع الكثير من المفيد ابن المجلخ وابن عزّاز المقرئ الواسطي
…
وكان اسمه عبد الرّحمن فاشتهر برجب لولادته فيه
…
قال تلميذه ابن طولون في «السّكردان» : هو الشّيخ، الإمام، العالم، الصّالح، الورع، الزّاهد، شهاب الدّين، أبو العبّاس، وربّما كنّي بأبي عمر، ابن الشّيخ زين الدّين، أحد شيوخ الإقراء بمدرسة الشّيخ أبي عمر، ثمّ صار شيخ الشّيوخ بها، وهو أخو العلّامة تقيّ الدّين أبي بكر، والعدل جمال الدّين عبد الله، لأبويهما، اشتغل قديما على التّقيّ بن قندس، والزّين بن الحبّال، فسمع على الزّين عمر بن فهد جميع «مسند الإمام أحمد» ، ثمّ «المصعد الأحمد ختم المسند» تأليف الشّمس ابن الجزريّ عقيب ختم المسند يوم السّبت 22 جمادى الأولى سنة 875 بزيادة دار النّدوة في المسجد الحرام، بعد أن سمع المسلسل بالأوّليّة بشرطه، ثمّ سمع منه الأبيات الّتي أنشدها العلّامة الأديب قطب الدّين أبو الخير محمّد بن عبد القويّ المكّيّ المالكي
(1)
يوم الاثنين 19 رمضان سنة 844 يرثي بها الإمام العلّامة خاتمة المفسّرين زين الدّين أبا الفرج عبد الرّحمن بن سليمان بن أبي بكر الصّالحيّ الحنبليّ الشّهير ب «أبي شعر»
(2)
وقد بلغه وفاته في ليلة الاثنين المذكور، ثمّ
(1)
أبو الخير المكّيّ (ت 852 هـ) أخباره في «إتحاف الورى» : (4/ 284)، و «معجم شيوخ ابن فهد»:(233)، و «الضّوء اللّامع»:(8/ 71)، و «الشّذرات»:(7/ 275). وذكر ابن فهد في «إتحاف الورى» عددا من أولاده وبناته وأحفاده وإخوانه.
(2)
ذكرها المؤلّف في ترجمة عبد الرّحمن بن سليمان المقدسيّ (أبو شعر)، (ت 844 هـ)، وذكرها الغزّي في «النّعت الأكمل»:(58)، مطلعها:
أبو الفرج المرحوم أودى حمامه
…
به وقضى نحبا وذا العام عامه
طلع الخبر غير صحيح، جاء العلم صحبة الحاج الشّامي بوفاته في السّنة المذكورة في شوّال، ثمّ سمع منه الأبيات الّتي أنشده إيّاها العلّامة أبو الفضل محمّد بن قاسم القرشيّ المخزوميّ القفصيّ يوم الأحد 28 رجب سنة 838 بمدرسة شيخ الشّيوخ بمكّة المشرّفة في السّواك وهي
(1)
:
الحمد لله وليّ النّعمه
…
مصلّيا على نبيّ الرّحمه
إخواننا تمسّكوا بسنّه
…
جميلة نافعة حميدة
فمن أراد سنّة السّواك
…
فإنّه يكون من أراك
…
إلى أخرها. قرأت على صاحب هذه التّرجمة وأنا صغير جزءا من القرآن وختمته عليه، ثمّ قرأت عليه المسلسل بالأوّليّة بشرطه، وسمعت منه وعليه أماكن متفرّقة في «الصّحيح» ، وأنشدنا لبعضهم- في يوم الثّلاثاء 27 رمضان سنة 899 بمدرسة الشّيخ أبي عمر-
(2)
:
دار من النّاس ملّالا فهم
…
من لم يدار النّاس ملّوه
(1)
ذكرها الغزّي في «النّعت الأكمل» : (59)، كاملة وهناك قصيدة أخرى في فضائل السّواك لأخي المترجم لتقي الدين أبي بكر الجراعي. تراجع ترجمته (الهامش).
(2)
«النّعت الأكمل» .
ومكرم النّاس حبيب لهم
…
من أكرم النّاس أحبّوه
ولبعضهم- في هذا التّاريخ-
(1)
:
عرضنا أنفسا عزّت علينا
…
عليكم فاستحقّ لها الهوان
ولو أنّا منعناها لعزّت
…
ولكن كلّ معروض يهان
ولبعضهم
(2)
:
رجوتهم لكشف الضّرّ عنّي
…
فلم أر فيهم أحدا كريما
ومالي عندهم ذنب قديم
…
سوى أنّي عرفتهم قديما
وكان مواظبا على تلاوة القرآن ليلا ونهارا، ولزوم الصّلوات في الجماعة، ولكن كان لسانه طلقا في أعراض النّاس، وعمّر حتّى جاوز السّبعين.
وتوفّي يوم الجمعة سابع صفر سنة 904، وصلّى عليه بالجامع المظفّريّ، ودفن بمقبرة الشّيخ أبي عمر خارج الحوّاقة عند والده بسفح قاسيون رحمهم الله.
(1)
«النّعت الأكمل» .
(2)
«النّعت الأكمل» .
64 -
أحمد بن سليمان بن عبد الرّحمن بن العزّ محمّد بن التّقي سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن الشّيخ/ أبي عمر المقدسيّ، ثمّ الصّالحيّ، أخو «عبد الرّحمن» الآتي
.
قال في «الضّوء» : ذكره شيخنا في «معجمه» ، وقال: إنّه أجاز في استدعاء الصّرخديّ سنة ثنتين وثمانمائة وبيّض له.
65 -
أحمد بن صالح البغداديّ، شهاب الدّين، خطيب جامع القصر ببغداد
.
قال في «الدّرر» : كان من فقهاء الحنابلة.
مات شهيدا بيد اللنكيّة لمّا هجموا بغداد سنة 795.
66 -
أحمد بن عبد الرّحمن بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن محمّد، الشّهاب، أبو العبّاس بن الزّين أبي الفرج بن الموفّق
، الدّمشقيّ
64 - أحمد بن سليمان، (؟ - 802 هـ):
من آل قدامة ابن حفيد التّقي سليمان.
أخباره في «الضّوء اللّامع» : (1/ 308)، عن «معجم ابن حجر»:(61).
* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أحمد بن شبانة بن محمد بن شبانة المجمعيّ النّجديّ.
يراجع: «علماء نجد» : (1/ 180).
65 -
خطيب جامع القصر، (؟ - 795 هـ).
«الدّرر الكامنة» : (1/ 151)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 3/ 482)، قال:
«خطيب جامع المنصور» . اللّنكيّة: هم جيش تيمور لنك.
66 -
ابن ناظر الصّاحبة، (762 - 849 هـ):
لم يذكره ابن مفلح ولا العليمي. وذكرا والده عبد الرحمن بن أحمد (ت 801) ذكره-
الصّالحيّ، أخو «يوسف» الآتي، ويعرف أبوه ب «ابن الذّهبيّ» ، وهو ب «ابن ناظر الصّاحبيّة» ، وربّما أسقطت الياء.
قاله في «الضّوء» : وقال: ولد سنة 762، وأرّخه بعضهم سنة 76 لغرض. وسمع من أبيه، ومحمّد بن الرّشيد، والشّهاب أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الهادي، والعماد أبي بكر بن يوسف الخليليّ، وناصر الدّين محمّد بن داود بن حمزة في آخرين. وقرأت بخطّ الخيضريّ ما نصّه: ذكر لي شيخنا يعني ابن ناصر الدّين مرارا أنّ والد صاحب التّرجمة قال له: ما فرحت بشيء أعظم من فرحي أنّي أحضرت ولدي يعني صاحب التّرجمة جميع
- المؤلف، وذكره أخوه يوسف بن عبد الرحمن في موضعيهما، ويراجع:«التّسهيل» : (2/ 58).
أخباره في: «المنهج الجلي» : (37)، و «إنباء الغمر»:(9/ 238)، و «معجم الحافظ ابن حجر:(321)، و «الضّوء اللّامع»:(1/ 324)، و «العنوان» للبقاعي:
ورقة (11).
والصّاحبة المذكورة، وتسمى الصاحبيّة بزيادة الياء كما ذكر المؤلّف: مدرسة من مدارس الحنابلة بالصّالحيّة بدمشق في شرقيها، في سفح قاسيون، من إنشاء ربيعة خاتون بنت نجمالدين أيوب.
يراجع: «الأعلاق الخطيرة» لابن شدّاد: (مدينة دمشق): (257)، و «القلائد الجوهرية»:(236)، و «الدّارس»:(2/ 89).
وقد زرتها وهي الحيّ الذي يسكن فيه حاليا شيخنا وأستاذنا أحمد راتب النفاخ الدّمشقي أطال الله في عمره ومتّعه بالصّحة والعافية. بعد كتابة هذه الأحرف وصلنا في مكة نبأ وفاته غفر الله له وجزاه الجنّة بمنّه وكرمه. وأنّ وفاته في دمشق.
«مسند الإمام أحمد» على البدر أحمد بن محمّد بن محمود بن الزّقّاق بن الجوخيّ، أخبرتنا به زينب بنت مكّي بسنده. قال ابن ناصر الدّين: وكان والده من الثّقات، وكذا حكاه المحدّث ناصر الدّين بن زريق عن ابن ناصر الدّين معيّنا لكونه حين الحضور في الثّالثة
(1)
، وقد اعتمد النّاس قول ابن ناصر الدّين فحدّث صاحب التّرجمة ب «المسند» أو جلّه بدمشق، بل واستدعى به الظّاهر جقمق بعناية بعض أمرائه سنة 45 مع آخرين من المسندين إلى القاهرة، وحدّث به أيضا وبغيره من مرويّاته، وسمع منه الأعيان، وكان ختم «المسند» - وهو ترجمة عبد الرّحمن بن أزهر بحضور شيخنا، ورجع إلى بلده فمات في شوّال سنة 849، وكان ديّنا خيّرا، أحد الشّهود بمجلس الحكم الحنبليّ بدمشق، وذكره شيخنا في «معجمه» ، وقال:
حدّث وأجاز لنا في سنة 829.
67 -
أحمد بن عبد الرّحمن بن أحمد بن ماجد، جمال الدّين، أبو محمّد البغداديّ
.
67 - ابن ماجد البغداديّ، (؟ - 757 هـ):
لم يذكره ابن مفلح ولا العليميّ، وهو في «التّسهيل»:(1/ 380).
أخباره في «المنتقى» من مشيخة ابن رجب: (رقم 183)، و «الدّرر الكامنة»:(1/ 175)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 140)، و «تاريخ علماء المستنصريّة»:(1/ 313).-
(1)
في «الضّوء اللّامع» بعد العبارة: «ولكنّه سكت عن توثيقه ثم قال ابن زريق: فالله أعلم بصحّة ذلك.
قال في «الدّرر» : سمع من ستّ الملوك بنت أبي نصر بن أبي البدر الكاتب من «مسند الدّارميّ» ، سمع منه المقرئ شهاب الدّين بن رجب، وذكره في «معجمه» وأثنى عليه، وقال: أقرأ بالمستنصريّة
(1)
، وكان حريصا على تعليم الخير، وانتفع به خلق كثير.
- قال ابن رجب: «إمام مسجد السّلامي بدار الخلافة، الشّيخ الصّالح، جمال الدّين السّقا. انتفع به خلق كثير، وأقرأ وأعاد بالمستنصرية، وبرك وحرص على تعليم الخير. سمع على ست الملوك بنت أبي نصر علي بن أبي البدر الكاتب «مسند الدارمي» .. ». وأصل هذه الترجمة لشهاب الدّين ابن رجب، ولم يضف أحد عليها أيّ معلومة تذكر.
يقول الفقير إلى الله تعالى عبد الرّحمن بن سليمان بن عثيمين- عفا الله عنه-: أحمد هذا يظهر لي أنّه والد الشيخ شمس الدّين محمد بن أحمد السّقاء البغدادي، مربّي الطّائفة، شيخ الحنابلة في زمنه، كذا ذكره الحافظ ابن رجب في «ذيل الطبقات»:(2/ 446) في تلاميذ (جمال الدّين البابصريّ ت 750 هـ) وقال: «درّس بالمجاهدية واشتغل على صفيّ الدّين، وحفّطه «مختصر الهداية» له
…
» ولم يذكر وفاته ويقوّي هذا الاستظهار قول الحافظ السّخاوي في «الضّوء» : (10/ 198) - في ترجمة نصر الله بن أحمد التّستري (ت 812 هـ): «ومات أبوه وهو صغير فربّاه الشيخ الصّالح أحمد السّقاء وأقرأه القرآن، واشتغل بالفقه على والده الشّمس محمد السّقا
…
» والله تعالى أعلم.-
(1)
المدرسة المستنصرية: بناها الخليفة العباسي المستنصر بالله (ت 640 هـ) تدرس المذاهب الأربعة
…
وغيرها من العلوم. يراجع «تاريخ علماء المستنصرية» للدكتور ناجي معروف- رحمه الله (ط) بغداد سنة 1379 هـ. وهو كتاب مفيد جدّا جزى الله مؤلفه خير الجزاء.
ومات في المحرّم سنة 757.
- ثم وقفت على ترجمة جيّدة مفيدة جدّا لجمال الدين أحمد بن عبد الرّحمن هذا في كتاب «الدّراية في معرفة الرّواية» وهو معجم شيوخ محمد بن محمد بن عبد الله العاقوليّ البغداديّ أتحفنا به صديقنا المفضال الشيخ نظام اليعقوبي حفظه الله تعالى نسخة خطية جيّدة وفيها: (الشيخ الثالث عشر) أخبرنا الشّيخ، الصّالح، المقرئ، المفيد، جمال الدّين أحمد بن عبد الرّحمن بن أحمد المقرئ سماعا عليه في شهور سنة خمسين وسبعمائة، قال:(أنا) الشيخ عفيف الدّين محمد بن عبد المحسن الواعظ [الدّواليبي](أنا) أبو المظفر يوسف بن علي بن حسن بن شروان
…
وساق سندا إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم ثم قال: «هو الشّيخ، الصّالح، جمال الدّين أحمد المقرئ المعروف ب «السّقاء» الحنبلي. كان في أول عمره يسقي الماء على دابة ويبيعه ببغداد، وختم القرآن المجيد وأتقنه، ثم اشتغل به تلاوة وتلقينا، وانتفع به جماعة ختموا القرآن المجيد عليه في المسجد الذي كان يؤم به في دار الخلافة، ويعرف بمسجد السّلّامي بتشديد اللام- نسبة إلى رجل تاجر من أهل الخير من قرية «السّلّاميّة» تحت الموصل، شافعي المذهب- سمع الشيخ أحمد السّقّاء «مسند الإمام أحمد» رضي الله تعالى عنه على الشيخ عفيف الدّين الواعظ [الدّواليبي] عن أبي المظفر بن شروان بسنده السّابق الآن، وسمعنا منه عليه مع غيره من المشايخ مسند العشرة، وأكثر مسند أهل البيت في سنة خمسين وسبعمائة بمسجد الله تعالى بدرب البصريين أحد دروب مدينة السّلام. وأجاز لنا ما يجوز له روايته.
وقرأ الشيخ جمال الدين أحمد السّقاء كتاب «الأربعين» تأليف الشيخ محيي الدين النووي- تغمّده الله تعالى برحمته- في سنة سبع وعشرين وسبعمائة عن الشيخ الصّالح أبي زكريا يحيى بن محمد بن عبد الله التونسي بسماعه لها على المؤلّف- رحمه الله تعالى-. توفي الشّيخ أحمد السّقاء يوم الثلاثاء غرّة محرم الحرام لسنة سبع وخمسين وسبعمائة. ودفن بباب حرب- رحمه الله تعالى-
…
».
68 -
أحمد بن عبد الرّحمن بن [حمدان بن]
(1)
حميد- بالتّكبير- العنبتاويّ، أخو برهان الدّين السّابق
.
قال ابن فهد في «معجمه» : ولد- تقريبا سنة 776، وسمع من المحبّ الصّامت جزءا من حديث أبي موسى المدينيّ، وذكر سماعاته إلى أن قال:
وحدّث، وكان يتكسّب بالشّهادة بصالحيّة دمشق، مات سابع عشر رمضان سنة 841 مطعونا.
69 -
أحمد بن عبد الرّحمن بن سليمان بن عبد الرّحمن بن العزّ محمّد بن التّقيّ سليمان بن حمزة، شهاب الدّين ابن الزّين ابن العلم ابن البهاء القرشيّ، المقدسيّ، الصّالحيّ، ويعرف ب «ابن زين الدّين»
.
68 - ابن حميد العنبتاويّ، (776 تقريبا- 841 هـ).
منسوب إلى عنبتا: من قرى نابلس تقدمت في ترجمة أخيه إبراهيم.
أخباره في: «التّسهيل» : (2/ 50)، ويراجع:«معجم ابن فهد» : (59)، و «الضّوء اللّامع»:(1/ 358)، و «عنوان الزّمان»: ورقة: (12).
تقدم ذكر أخيه إبراهيم ترجمة رقم (12).
69 -
ابن زين الدّين، (775 تقريبا- 864 هـ):
من آل قدامة المقادسة.
لم يذكره ابن مفلح ولا العليميّ، وهو في «التّسهيل»:(2/ 71).
أخباره في «معجم ابن فهد» : (60)، و «عنوان الزّمان»:(12)، و «حوادث الزّمان»:(2/ 28).
(1)
ساقط من الأصل، ويراجع ترجمة أخيه (إبراهيم).
قاله في «الضّوء» . وقال: ولد- تقريبا- سنة 775 بصالحيّة دمشق، وأحضر في الخامسة على محمّد بن أحمد بن عمر بن محبوب، ومحمّد بن الرّشيد وعبد الرّحمن المقدسيّ «جزء ابن نجيد»
(1)
، وسمع على عائشة بنت عبد الهادي «جزء الجمعة» للنّسائيّ، وحدّث، سمع منه الفضلاء، أخذت عنه، وهو من بيت علم ورواية، محبّ في الحديث وأهله.
مات يوم الاثنين تاسع شوّال سنة 864، ودفن من يومه بمقبرة جدّه الشّيخ أبي عمر بسفح قاسيون في قبر والده.
70 -
أحمد بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن يوسف بن هشام، الشّهاب ابن التّقيّ ابن الجمال الأنصاريّ القاهريّ النّحويّ
.
70 - حفيد بن هشام صاحب «المغني في النّحو» ، (788 - 835 هـ):
لم يذكره ابن مفلح ولا العليمي، وهو في «التّسهيل»:(2/ 45).
أخباره في «إنباء الغمر» : (3/ 483)، و «الضّوء اللّامع»:(1/ 329)، و «بغية الوعاة»:(1/ 322)، و «مختصره للمؤلّف (ابن حميد) وسقطت بسبب خرم أصاب النّسخة، و «الشّذرات» : (8/ 212).
من بيت كبير، وأصل هذا البيت جمال الدّين عبد الله بن يوسف بن هشام الأنصاري صاحب «المغني»:(ت 761 هـ) وكان شافعيا ثم تحول حنبليا كما سيأتي في-
(1)
إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف النيسابوري (ت 365 هـ).
أخباره في «سير أعلام النبلاء» : (16/ 146)
…
وغيره.
وحديثه المعروف ب «جزء ابن نجيد» موجود في مكتبة شهيد علي باشا بتركيا رقم:
546/ 1 وكوبرلي رقم: 1584، ودار الكتب المصرية: 1558 حديث
…
وله نسخ أخرى.
قال في «الشّذرات» : اشتغل بمصر كثيرا وأخذ عن عزّ الدّين بن جماعة وغيره، وفاق في العربيّة وغيرها، وكان يجيد لعب الشّطرنج، وانصلح بأخرة.
قال البرهان البقاعيّ: كان شريف النّفس لم يتدنّس بشيء من وظائف الفقهاء، وكان ثاقب الذّهن، نافذ الفكرة، فاق جميع أقرانه في هذا الشّأن، مع صرف غالب زمانه في لعب الشّطرنج.- انتهى-./
وسكن دمشق ومات بها في رابع جمادى الآخرة سنة 835.- انتهى-.
وقال الجلال السّيوطيّ في ترجمته من «بغية الوعاة» : أخذ عن يحيى السّيرامي وابن عمّته العجيميّ والعلاء البخاريّ فقال له العجيميّ: لم تستفد منه أكثر ممّا عندك، فقال: أليس صرنا فيه على يقين، وله «حاشية على توضيح» جدّه
(1)
.
- ترجمته. ينظر التفصيل عن أسرته في هامش (ص 160) من «الجوهر المنضّد» ، وذكرت هناك جدّه ثم أولاده وأحفاده من أهل العلم.
(1)
اطّلعت على ثلاث نسخ خطّية من هذه الحاشية على «التّوضيح» وهي تدلّ بكلّ تأكيد على سعة علمه، واطّلاعه وبروزه في النّحو، وقدرته المتميزة على الفهم، وجلّ اعتماده فيه على «شرح الرضيّ على الكافية» . أمّا نسخه فإحداها من دار الكتب المصرية، والأخرى عن مكتبة المتحف البريطاني، والثالثة في الظّاهرية
…
وغيرها، ولا أعلم أنّ أحدا عمل على تحقيقه مع عناية كثير من طلبة العلم في زماننا هذا بنشر الغثّ والسّمين من الكتب.
71 -
أحمد بن عبد الرّحمن بن عليّ بن أبي بكر بن أحمد بن مسعود، الشّهاب الرّيميّ، المكّيّ الآتي أبوه وابنه (نزيل الكرام) هكذا في «الضّوء» ، وسيأتي ابنه، وأمّا أبوه فشافعيّ
.
قال في «الضّوء» : ولد سنة 839 بمكّة، وحفظ القرآن وكان شافعيّا فتحنبل، وقرّر في درس خير بك بمكّة، وصار ملازما للحنبليّ في ذلك وغيره، وهو إنسان خيّر، كثير الطّواف والعبادة من صوم وغيره، عليه سيما الخير، زار المدينة غير مرّة، وصحب النّجم عمر بن فهد، وسمع منه، ومن غيره كوالده التّقيّ، وأبي الفتح المراغيّ، وقرأ الفاتحة للسّبع على الزّين بن عيّاش، وتكسّب بفعل العمر، ثمّ بإقراء الأولاد، وكتب عنه ابن فهد من شعره. ولازمني بمكّة في سماع أشياء، وسمعت من شعره منه، وهو فقير قانع ملازم للعبادة والخير.- انتهى-.
قال الشّيخ جار الله: أقول: وكان كثير الصّيام، وحضور الأذكار، والتّردّد
71 - الشّهاب الرّيميّ المكّيّ، (839 - 902 هـ):
لم يذكره الغزّي في «النّعت الأكمل» ، وهو في «التّسهيل»:(2/ 114).
أخباره في «الضّوء اللّامع» : (1/ 331)، و «الكواكب السّائرة»:(1/ 162)، (2/ 36)، «الشّذرات»:(8/ 14)، و «مختصر نشر النّور والزّهر»:(2/ 59).
و (الرّيمي) نسبة إلى ريمة مخلاف من مخاليف اليمن بفتح فسكون وبعد التّحتية ميم. وكذا قال الشّيخ المعلّميّ اليماني- رحمه الله في هامش «الأنساب» : (6/ 207)، وهو به أدرى.
- وابنه محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن (ت 918 هـ) ذكره المؤلف في موضعه.
للزيارة الشريفة
(1)
، ويقرئ الأبناء في المسجد الحرام، وتزوج زوجة بعد أخرى ورزق أولادا، نظم الشّعر، كتب عنه والدي والمؤلّف، مع تقشّفه، ولطف عشرته، وقد مرض مدّة برجله، وتعب لها.
مات ليلة الاثنين مستهلّ ذي الحجّة سنة 902، وصلّى عليه عند باب الكعبة صبح يومه ودفن في المعلاة عند سلفه.
72 -
أحمد بن عبد الرّحمن بن عمر الشّويكيّ الأصل، النّابلسيّ، ثمّ الصّالحيّ الفاضل، شهاب الدّين
.
72 - شهاب الدّين الشّويكيّ، (؟ - 931 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (103)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(81).
وينظر: «متعة الأذهان» : (6)، و «الكواكب السّائرة»:(1/ 136)، و «الشّذرات»:(8/ 178).
وفي «النّعت الأكمل» وغيره: أحمد بن عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن أبي بكر ابن أحمد الشّويكي. ورأيت خطّ يد الشّويكيّ هذا على كتاب «الإلمام بآداب دخول الحمّام» لابن حمزة الحسيني المحدّث (ت 765 هـ) كتب عليه: أحمد بن عبد الرّحمن بن عمر بن عمر الشّويكي. نسخة كوبرلي رقم 1214).
* وهناك سميّه وابن عمّه الشّويكي (ت 949) وهو الأشهر، ذكره المؤلّف في موضعه (أحمد بن محمد بن أحمد) وصوابها:(أحمد بن أحمد بن أحمد) مكرّرة ثلاثا كما سيأتي وأذكر نسبته هناك إن شاء الله.
(1)
شد الرحال للمساجد الثلاثة: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى سنة في الإسلام، وزيارة القبور مشروعة للرجال وفي مقدمتها قبر النبي صلى الله عليه وسلم أما شد الرحال لزيارة القبور فلا. والله أعلم.
حفظ القرآن العظيم ثمّ «المقنع» ، ثمّ شرع في حلّه على ابن عمّه العلّامة شهاب الدّين الشّويكيّ الآتي، وقرأ «الشّفا» للقاضي عياض على الشّهاب الحمصيّ، وقرأ في العربيّة على ابن طولون، وكان له سكون وحشمة وميل إلى فعل الخيرات.
توفّي يوم الأربعاء تاسع شعبان سنة 930 وسنّه دون العشرين، ودفن بالسّفح وتأسّف النّاس عليه وصبر والده واحتسب. قاله في «الشّذرات» .
73 -
أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن محمود المرداويّ، أبو العبّاس، قاضي حماة
.
73 - أبو العبّاس المرداويّ قاضي حماة، (712 - 787 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 129)، و «المنهج الأحمد»:(468)، و «مختصره»:(167)، و «التّسهيل»:(2/ 7).
وينظر: معجم ابن ظهيرة «إرشاد الطّالبين» : (231)، و «إنباء الغمر»:(1/ 304)، و «الدّرر الكامنة»:(1/ 197)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(3/ 1/ 170)، و «الشّذرات»:(6/ 295)، وتراجع الترجمة رقم (90). وترجمته هناك: «أحمد بن عبد الله
…
». قال ابن ظهيرة: «
…
وسمع بدمشق من القاضي شرف الدّين ابن الحافظ، و «الشّهاب أحمد بن المحبّ «الفرائض» عن سفيان الثّوري، ومن الأول والثّاني من «حديث شختام» وحدّث. سمع منه شيخنا أبو الحسن الفوي الآتي ذكره وغيره. كتب إليّ بالإجازة من حماة».
وبهامش النّسخة حاشية منقولة عن خطّ الحافظ ابن حجر- رحمه الله مات سنة سبع وثمانين وثمانمائة.
والمرداويّ: نسبة إلى مردا: قرية في جبل نابلس تخرّج بها عدد غير قليل من أفاضل-
قال في «الدّرر» : ولد سنة 712
(1)
بمردا، وقدم دمشق فتفقّه ومهر، وسمع من ابن الشّحنة، والذّهبيّ وغيرهما، وحدّث، ثمّ ولي قضاء حماة مدّة، ودرّس، وأفاد، وهو أوّل حنبليّ ولي قضاء بلده، وله نظم ونثر.
مات سنة 787.
74 -
أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله بن عبد الوليّ بن جبارة، أبو العبّاس، شهاب الدّين المرداويّ المقدسيّ ثمّ الصّالحيّ المعروف ب «الجزيريّ»
.
- فقهاء المذهب، منهم علاء الدّين صاحب «الإنصاف
…
» وجمال الدّين المرداويّ صاحب «مختصر الأحكام
…
»
…
وغيرهم كثير. يراجع «معجم البلدان» : (5/ 104).
74 -
ابن جبارة المرداويّ، (663 - 758 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 128)، و «المنهج الأحمد»:(453)، و «مختصره»:(156)، و «التّسهيل»:(1/ 381).
وينظر: «الوفيات» لابن رافع: (2/ 203)، و «ذيل العبر» للحسيني:(316)، و «المنتقى من معجم شيوخ ابن رجب: رقم (192)، و «الدّرر الكامنة»:(1/ 181)، و «تاريخ» ابن قاضي شهبة:(1/ 144)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 302)، و «الشّذرات»:(6/ 158).
قال شهاب الدّين ابن رجب في مشيخته «المنتقى» : «حضر على أبي حفص عمر ابن محمّد بن أبي سعد الكرماني، وعزّ الدّين إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر، والشّيخ شمس الدّين ابن الكمال، وسمع على ابن البخاري: «رفع اليدين» -
(1)
في «المقصد» و «المنهج» : «سنة ثلاث عشرة وسبعمائة» .
قال في «الدّرر» و «الشّذرات» : ولد سنة 663، وسمع من الكرمانيّ وابن البخاري وخلق، وأجاز له أحمد بن عبد الدّائم، والنّجيب عبد اللّطيف. قال الحسينيّ: وهو آخر من حدّث بالإجازة عنهم في الدّنيا. وسمع منه الحسينيّ، والبرزاليّ وطائفة، وضعف بصره، وهو كثير التّلاوة والذّكر.
توفّي ثالث عشر رمضان سنة 757، وفي «الدّرر» سنة 58 ببستان الأعسر، وصلّى عليه بالجامع المظفّريّ، ودفن بالسّفح بمقبرة المرادوة.
75 -
أحمد بن عبد الرّحمن بن مسعود الحارثيّ، مجد الدّين، ابن شمس الدّين المصريّ
.
- للبخاري، وسمع على الشّيخ شمس الدّين ابن أبي عمر، ويحيى بن النّاصح بن الحنبليّ، وعلي بن أحمد بن شيبان، وأبي بكر الهروي وخلق. وأجاز له ابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، وابن المهير وخلائق غيرهم».
أقول: ومن مؤلّفاته: «مفيد السّامع والقارئ مما اتفق عليه مسلم والبخاري» ذكره بروكلمان في «تاريخ الأدب العربي» : (2/ 68)، (الملحق) والدّكتور سيزكين في «تاريخ التراث العربي»:(1/ 203)، ويراجع:«إتحاف القارى» : (66).
75 -
ابن مسعود الحارثيّ، (710 - ؟):
أخباره في «التّسهيل» : (2/ 15).
وينظر: «المعجم المختصّ» : (28)، وعنه في «الدّرر الكامنة»:(1/ 180)، وعن الحافظ ابن حجر نقل المؤلّف.
منسوب إلى الحارثيّة موضع في العراق. وهو من أسرة عريفة في العلم.
* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أحمد بن عبد الرّازق بن سليمان بن أبي الكرم المقدسيّ (ت 847 هـ).-
قال في «الدّرر» : ولد سنة 710، وسمع الكثير بعناية أبيه، ومهر في الفنون، ودرّس بعد أبيه، وتميّز/ وشارك، واشتغل، وطلب بنفسه، ورحل، وسمع من المزّي، وبنت الكمال، ذكره الذّهبيّ في «المعجم المختصّ» ، وقال غيره: مات سنة [
…
].
- من آل قدامة، ومن آل أبي عمر منهم. هذا إن لم يكن هو المقصود ب أحمد بن زريق بن زين الدّين عبد الرّزاق الحنبلي المعروف ب «ابن الدّيوان» السّالف الذكر.
والده عبد الرّزاق أخو الشيخ عبد الرّحمن بن سليمان بن أبي الكرم زين الدّين المعروف ب «أبي شعر» من كبار أئمة الحنابلة. ذكر عبد الرّزاق هذا السّخاوي في «الضّوء اللّامع» : (4/ 193) ذكرا مقتضبا محرفا هكذا: «عبد الرّزاق بن سليمان الخليلي بن الأكرم مات سنة تسع عشرة» .
أما أحمد بن عبد الرّزاق فذكره السّخاوي في «الضّوء» : (1/ 346) فقال: «يعرف ب «ابن أبي الكرم» متولى ديوان الناصري محمد بن إبراهيم بن منجك كأبيه. كان ثريا، معدودا في رؤساء دمشق، مذكورا بحسن المباشرة وبخير وبرّ، وهو الذي زاد في مدرسة أبي عمر بصالحية دمشق من جهة المشرق ووقف على ذلك وقفا مات في ثامن عشر رجب سنة سبع وأربعين، ودفن بالرّوضة من صالحيّة دمشق».
- وابنه محمد بن أحمد ذكره ابن زريق في «ثبته» : ورقة (186)، وقال: «محمد بن القاضي شهاب الدين أحمد
…
ابن ابن أخي شيخنا زين الدّين وشيخه زين الدّين هو أبو شعر كما أسلفت. والله تعالى أعلم».
وأحمد بن عبد الرّزاق له ذكر وأسانيد في ثبت عبد العزيز بن فهد الهاشمي وصلة قرابة بآل زريق أبناء أبي بكر المقادسة وتكرر ذكره في ثبت ابن زريق، كما تكرر ذكره في «عمدة المنتحل»: يراجع: ورقة: (118، 127).
76 -
أحمد بن عبد العزيز بن عليّ بن إبراهيم بن رشيد- بضمّ الرّاء- مصغّرا، قال تلميذه ابن طولون في «السّكردان»: الشّهاب القاهريّ، النّجار أبوه
.
قال في «الضّوء» : ولد- تقريبا- في أحد الجماديين سنة 861 بحدرة عكّا من القاهرة، نشأ فحفظ القرآن وكتبا، منها:«العمدة» ، و «المقنع» ، و «ألفيّة النّحو» ، و «الملحة» ، وجلّ «الطّوفيّ» ، و «الشّاطبيّة» ، وعرض على الأمين الأقصرائيّ، وسيف الدّين الأمشاطيّ، والفخر المقدسيّ، والجوجريّ، والبكريّ، والباهيّ. واشتغل في الفقه على البدر السّعديّ، والشّهاب الشّيشينيّ، ولازم الأنباسيّ، وابن خطيب الفخريّة
(1)
، وابن قاسم، والبدر
76 - ابن النّجار الفتوحيّ ويعرف ب «ابن رشيد» ، (861 - 949 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (113)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(82)، و «التّسهيل»:(2/ 133).
وينظر: «الضّوء اللّامع» : (1/ 349)، و «الكواكب السّائرة»:(2/ 112)، و «در الحبب في تاريخ حلب»:(1/ 1/ 195)، و «الدّرر الفرائد»:(1852)(ترجمة حافلة)، و «الشّذرات»:(8/ 276)، وله أخبار في «خلاصة الأثر» و «سير أعلام النّبلاء» .. وغيرها.
(1)
من مدارس الشّافعيّة بمصر بناها الأمير فخر الدّين أبو الفتح عثمان بن قزل الباروميّ سنة 623 هـ. وتوفي فخر الدّين المذكور سنة 629 هـ ولم أتحقق من اسم خطيبها المذكور.
يراجع: «ذيل رفع الإصر» : (493). قال: «وهي فيما بين سويقة الصّاحب ودرب العدّاس» . وفي القدس الشريف مدرسة أخرى تسمى: «الفخريّة» والأولى أشهر، ولا يتحدد المقصود إلا بترجمة الخطيب المذكور ومعرفة في أيّهما كان والده خطيبا.
حسن الأعرج، والعلاء الحصنيّ في العربيّة والأصلين وغيرهما، وكذا الأرمني في «الألفيّة» و «شرحها» ، و «شرح النّخبة» ، و «البخاري» بقراءته وقراءة غيره، وقرأ على الزّين زكريا في «الرّسالة القشيريّة» وغيرها، وحجّ، وتميّز، وفهم، وتنزّل في الجهات كالشّيخونيّة، وكتب بالأجرة وغيرها، وتكسّب بالشّهادة، ثمّ ولي عاقدا فاسخا، بعد سعي كبير، وصاهر ابن بيرم على ابنته.- انتهى-.
قال الشّيخ جار الله: أقول: وبعد المؤلّف تقرّب من قاضي الحنابلة الشّهاب أحمد بن علي الشّيشيني فناب عنه في حياته، ثمّ اشتغل بها عوضه بعد وفاته سنة 919، وستمرّ فيها أوّل دولة الأروام سنة 20، ثمّ عزل بعد فقد قضاة العرب من كلّ مذهب بالقاهرة، وصار قاضي مصر الحنفيّ الرّوميّ من سنة 30 يولي نوابا عنه في كلّ مذهب يحكمون بالصّالحيّة، وانحصر هو وأهل البلد، وضاقت عليهم المسالك، مع أنّه انفرد بمعرفة مذهبه، وصار عليه المعوّل فيه، وقد شارك في الحديث، وسار فيه السّير الحثيث، بحيث درّس فيه وفي فنون، وكتب الاستدعاءات، وهو لطيف العشرة، طارح للكلفة، فقير الحال، كثير العيال، وقد حصّل بعض الوظائف والكتب النّفيسة، واستمرّ على جلالته حتّى مات في ذي الحجّة سنة 949 في القاهرة، وخلّف أولادا نجباء، وذكرا حسنا رحمه الله تعالى وإيّانا.- انتهى-.
- أقول: ومن أولاده قاضي القضاة أبي بكر
(1)
تقيّ الدّين محمّد الآتي، صاحب «المنتهى» ، والقاضي عبد الرّحمن، ورأيت في «تذكرة المهتار» أنّه
(1)
هكذا بخطّ المصنّف، وهكذا في النّسخ وصوابها:«أبو بكر» .
أعيد إليه القضاء بعد هذه العطلة، فقال محمّد بن أحمد بن إياس الحنفيّ
(1)
مهنئا ومورّيا:
لقد حكمت ولاة الرّوم فينا
…
بعزل قضاتنا يا مصر نوحي
وأغلق باب حكم الشّرع حتّى
…
أتانا الله فيه بالفتوحي
ويلقّب ب «الفتوحيّ» هو كولده الآتي، وتولّى ولده أيضا/ القضاء كما سيأتي في ترجمته، قال الأستاذ النّجم الغزّيّ في كتابه «الكواكب السّائرة في أعيان المائة العاشرة» - في ترجمة الشّهاب هذا-: ومشايخه تزيد على مائة وثلاثين شيخا، وكان عالما عاملا، متواضعا، طارحا للتّكلّف، سمع منه ابن الحنبليّ حين قدم حلب مع السّلطان سليم خان
(2)
سنة 922 الحديث المسلسل بالأوّليّة، وقرأ عليه الصّرف وأجازه، ثمّ أجازه بالقاهرة إجازة تامّة بجميع ما يجوز له وعنه روايته بشرطه، كما ذكره في «تاريخه»
(3)
، ولمّا دخل دمشق- كما قاله والد شيخنا- صحبة الغوريّ هو وقاضي القضاة كمال الدّين
(1)
هو الإمام العلّامة، صاحب التّصانيف محمد بن أحمد بن إياس الحنفي، جدّه الأمير إياس من مماليك الظاهر برقوق. والمذكور من تلاميذ العلّامة السّيوطي (ت 930 هـ) ونعته بروكلمان ب «الحنبليّ» وهو حنفي بلا خلاف.
(2)
هكذا بخط المصنف. وفي هامش نسخة تلميذه الشيخ صالح بن عبد الله البسّام:
«صوابه: مع السّلطان الغوري لمحاربة السّلطان سليم» .
(3)
هو در الحبب في تراجم أعيان حلب طبع وزارة الثقافة بدمشق. يراجع: (1/ 159).
الطّويل الشّافعي، وقاضي القضاة عبد البرّ بن الشّحنة، وقاضي القضاة المالكي، وشيخ الإسلام جمال الدّين العبّادي، هرع إليهم جماعة للأخذ عنهم؛ لعلوّ أسانيدهم. ثمّ ترك القضاء في الدّولة العثمانيّة وأقبل على العبادة والاشتغال في آخر عمره حتّى كأنّه لم يشتغل بعلم قطّ، مع أنّه انتهت إليه الرّئاسة في تحقيق نقول مذهبه، وفي علوّ السّند في الحديث، وفي علم الطّبّ والمعقولات، وكان في أوّل عمره ينكر على الصّوفيّة، ولمّا اجتمع بسيّدي علي الخوّاص وغيره أذعن لهم، واعتقدهم، وصار بعد ذلك يتأسّف على عدم اجتماعه بالقوم من أوّل عمره
(1)
، ثمّ فتح عليه في الطّريق، وصار له كشف عظيم قبل موته، وصلّى عليه صلاة الغائب بدمشق يوم عيد الأضحى وعلى الشّيخ شمس الدّين الدّيروطي وعلى الشّيخ شمس الدّين الصّهنوي جميعا.
قال الشّعراوي
(2)
: وهو آخر مشايخ الإسلام من أولاد العرب انقراضا.
قلت: هذا جار على اصطلاحهم في زمن الجراكسة من تلقيب كلّ من ولي
(1)
ومن هنا نهى علماء السّلف عن كثرة مجالسة المبتدعة، كما نهوا عن قراءة كتبهم واقتنائها إلا على سبيل فهمها للردّ عليها من قبل الحذاق الذين لا يخاف عليهم الانزلاق. وانظر التعليق رقم 1 على الترجمة رقم 5.
(2)
لم أبح لنفسي الرّجوع إلى «طبقات الشّعراني» مع أنه ترجم للمذكور ونقل عنه صاحبنا ابن حميد- عفا الله عنه- لما تضمّنه الكتاب من تجاوزات شرعيّة، وإغراق في نقل خرافات لا تمّت إلى العلم بصلة مما جعلني أغفل ذكره وإن نقل أشياء لا علاقة لها بهذه التّجاوزات؛ لأنّ في كتب المحقّقين من أهل العلم ما يغني عنه وعن أمثاله من الكتب المحشوة بالخرافات. والشّعراني والشّعراوي واحد.
قضاء القضاء شيخ الإسلام، والمولى وهو آخر قضاة القضاة من أبناء العرب موتا بالقاهرة.- انتهى-.
أقول: وله تصانيف منها: «شرح على الوجيز» ، لم يتمّ، ومنها:
77 -
أحمد بن عبد القادر بن محمّد بن الفخر عبد الرّحمن بن يوسف بن عبد الرّحمن البعليّ ابن عمّ عبد الرّحمن بن عبد الله الآتي ذكره
.
77 - أحمد البعليّ، (732 - بعد سنة 815 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليميّ، ولا ابن عبد الهادي. وهو في «التّسهيل»:(2/ 35)، وجعله في «وفيات»:(816).
أخباره في «المنهج الجلي» : (40)، و «معجم الحافظ ابن حجر»:(63)، و «عقود المقريزي»:(2/ 386)، و «الضّوء اللّامع»:(1/ 352).
* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أحمد بن عبد القادر بن أبي الفتح محمّد بن أحمد الفاسيّ المكيّ الحنبليّ-
قال في «الضّوء» : ولد سنة 732، وسمع على المزّيّ وأحمد بن عليّ الجزريّ الأوّل والثّاني من «حديث ابن نجيح»
(1)
وحدّث، سمع منه شيخنا، وذكره في «معجمه» ، وابن خطيب النّاصريّة
(2)
، وكان لقيه له سنة 15 وآخرون، وقال المقريزيّ في «عقوده»: توفّي بعد سنة 815.
78 -
أحمد بن عبد القادر، شهاب الدّين بن القاضي محيى الدّين النّبراويّ المصريّ، الشّابّ الفاضل
.
- (ت 861 هـ). جاء في «الدّرر» : «ناب في إمامة المقام الحنبلي وقتا» .
أخباره في «إتحاف الورى» : (4/ 373)، و «الدّر الكمين» ، و «الضّوء اللّامع»:(1/ 351).
78 -
النّبراويّ المصريّ، (؟ - 925 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (98)، و «التّسهيل»:(2/ 126، 128).
وينظر: «الكواكب السّائرة» : (1/ 137)، و «الشّذرات»:(8/ 131)، وذكر وفاته سنة 928 هـ.
(1)
أبو بكر محمّد بن العبّاس بن نجيح البزّار (ت 345 هـ).
أخباره في «سير أعلام النبلاء» : (15/ 513) وفيه مصادر الترجمة.
ويوجد قطعة منه- فيما أظن- في الظّاهرية لعله الجزء الثاني منه، وعهدي به قديم فليحقق ذلك. ولا أعلم له نسخة غيرها الآن.
(2)
هو علي بن محمد سعد ابن خطيب النّاصرية المتوفى سنة 843 هـ. له: «الدّر المنتخب في تاريخ حلب» مجلّدان وقفت عليه ولم أملكه، وينازعه في نسبته ابن الشّحنة والله أعلم.
أخباره في «الضّوء اللّامع» : (5/ 303)، و «أعلام النّبلاء»:(5/ 221).
توفّي يوم الخميس خامس عشر ربيع الأوّل سنة 925، قاله في «الشّذرات» .
79 -
أحمد بن عبد الكريم بن أبي بكر بن الحسن البعليّ، شهاب الدّين الصّوفيّ
.
قال في «الدّرر» : ولد ببعلبكّ سنة (
…
)
(1)
، وسمع من زينب بنت عمر بن كندي «صحيح مسلم» بإجازتها من المؤيّد، وسمع من التّاج عبد الخالق «مسألة العلوّ لابن قدامة» بسماعه منه، وكتاب «الرّقّة والبكاء»
(2)
، وسمع من أوّل «تفسير البغويّ» إلى أوّل سورة النّساء، ومن أبي الحسين اليونيني «المنتقى الكبير/ من ذمّ الكلام» و «مشيخته» تخريج ابن أبي الفتح، وكتاب «الإيمان» لابن أبي شيبة، وغير ذلك، وسمع من جماعة آخرين، وأجاز له ابن القوّاس، وأبو الفضل بن عساكر وغيرهما، وكان خيّرا، وحدّث
79 - شهاب الدّين البعليّ، (696 - 777 هـ).
لم يذكره ابم مفلح، وذكره العليمي في «المنهج الأحمد»:(3/ 47)، و «مختصره»:
170، و «التّسهيل»:(2/ 2).
وينظر: «تاريخ ابن قاضي شهبة» : (1/ 231)، و «إنباء الغمر»:(1/ 160)، و «الدّرر الكامنة»:(1/ 188)، و «ذيل العبر» لأبي زرعة:(2/ 405)، و «الشّذرات»:(6/ 250).
(1)
في «الدّرر الكامنة» : «ولد ببعلبك سنة ستّ وتسعين وستمائة
…
».
(2)
لدى منه نسختان متقنتان جدّا. إحداهما من الظاهرية والأخرى من دار الكتب المصريّة.
ببلده وبدمشق، وأكثروا عنه. ومات في عاشر رجب سنة 777، وأجاز لعبد الله بن عمر بن عبد العزيز.- انتهى-.
وقال في «الشّذرات» : وارتحلوا إليه، واستدعاه التّاج السّبكيّ إلى دمشق سنة 71 فقرأ عليه «الصّحيح» .
قال ابن حجّي: كان خيّرا حسنا أخرجت له الأجزاء، عاش قريبا من تسعين سنة.
80 -
أحمد بن عبد الكريم بن محمّد بن محمّد بن عبادة بن عبد الغني، الشّهاب ابن النّجم ابن الشّمس الدّمشقيّ الصّالحيّ
.
80 - القاضي شهاب الدّين بن عبادة، (؟ - 891 هـ):
من بيوتات العلم المشهورة (آل عبادة).
- فجده الأعلى: عبد الغني بن منصور بن منصور الحراني (ت 705 هـ).
ذكره الذّهبي في «معجمه» : (1/ 405)، وهو من شيوخه. قال: «جمال الدّين أبو عبادة الحرّانيّ الحنبليّ، المؤذّن، من أعيان المؤذّنين بجامع دمشق
…
».
- وولد عبد الغنيّ المذكور عبادة بن عبد الغني
…
(ت 739 هـ).
ذكره الذّهبي في «معجمه» ، وقال:«ابن شيخنا جمال الدّين عبد الغني» .
ذكره ابن رجب وابن مفلح والعليميّ في فقهاء المذهب.
- ولم يشتهر ولده محمّد بن عبادة بعلم، أو لم تصلنا أخباره.
- وعرف محمد بن محمد بن عبادة بالعلم فكان من كبار قضاة الحنابلة (ت 820 هـ). ذكره المؤلّف في موضعه.
- وعرف ولده أحمد بن محمد بن محمد بن عبادة (ت 864 هـ) بالعلم وولي قضاء الحنابلة أيضا، وهو عن المترجم. ذكر المؤلّف في موضعه.-
قال في «الضّوء» : ويعرف كسلفه ب «ابن عبادة» ، وكان جدّه حنبليّا، وكذلك ولده الشّهاب، وخالفه ولداه الآخران فتحنّف والد صاحب التّرجمة، وتشفّع أخوه الأمين، ونشأ هذا حنبليّا، وولي قضاء الحنابلة بدمشق كجدّه وعمّه الشّهاب، وذلك بعد صرف البرهان بن مفلح فدام قليلا. ثمّ صرف به أيضا، وعرض له ضربان في رجليه فانقطع به مدّة، وسافر إلى مكّة فجاور بها حتّى مات في شعبان سنة 891، وكان معه ولده من ابنة الدّقاق فزوّجه ابنة خاله محمّد بن عيسى القارئ.
-- وأحمد هذا له أخ اسمه عبد الكريم لعله لم يشتهر بعلم أو لم تنقل لنا أخباره لكن اشتهر ابنه:
- محمّد بن عبد الكريم ذكره ابن زريق في «ثبته» : ورقة: (12) في طبقة سماع فقال: «فسمع محمد بن نجم الدّين عبد الكريم بن قاضي القضاة شمس الدين محمد بن أحمد بن عبادة.
ثم عرف ولده:
- عبد الكريم بن محمد بن عبادة (ت 996 هـ).
- ذكره الغزي في «النّعت الأكمل» :؛ (128)، وقال: «وانقرضت به ذكور بني عبادة، ولهم جهات وأوقاف كثيرة
…
».
وأمّا المترجم هنا فلم يذكره ابن مفلح، وهو في «الجوهر المنضد»:(14)، و «المنهج الأحمد»:(516)، و «مختصره»:(195)، و «التّسهيل»:(2/ 92).
وينظر: «الضّوء اللّامع» : (1/ 353)، و «الشّذرات»:(7/ 350).
81 -
أحمد بن عبد اللطيف بن موسى بن عميرة- بالفتح- ابن موسى بن صالح الشّهاب، أبو العبّاس بن السّراج القرشيّ المخزوميّ اليبناويّ
- بضمّ التّحتانيّة وسكون الموحّدة وبعدها نون- ثمّ المكّيّ، نزيل صالحيّة دمشق، الآتي أبوه
(1)
، وهو ابن أخي الشّهاب أحمد بن موسى المذكور
81 - أبو العبّاس اليبناويّ، (807 - 841 هـ).
لم يذكره ابن مفلح ولا العليمي، وهو في «التّسهيل»:(2/ 50).
أخباره في «معجم ابن فهد» المخطوط، و «الضّوء اللّامع»:(1/ 354)، و «إتحاف الورى»:(4/ 122)، و «الدّر الكمين» ، و «عنوان الزّمان» للبقاعي: ورقة: (15).
وتكرر ذكره في ثبت ابن زريق المقدسي، وخط يده على نسخة من مشيخة ابن البخاري.
(1)
هذه هي عبارة «الضّوء» نقلها المؤلف- ابن حميد، رحمه الله ونسي أنّ أباه شافعيّ المذهب فلا يلزمه ذكره، ولم يذكره في موضعه أيضا؛ لأنه تنبّه له هناك.
يراجع «الضّوء» : (4/ 339)، قال:«عبد اللّطيف بن موسى بن عميرة- بفتح أوله- ابن موسى بن صالح السّراج المخزومي- فيما كتبه المزي لأبيه حين أثبت له بعض الأسمعة- المكيّ الشّافعيّ» مولده سنة 772، ووفاته سنة 818 هـ.
ومن هناك يظهر أن والد عبد اللّطيف موسى بن عميرة كان من أهل العلم أيضا، لا سيما وقد كتب له المزّيّ، وهو من كبار المحدّثين في زمنه. ونصّ- كما ترى- على أنّه شافعيّ.
ولأحمد المذكور أخ اسمه: محمد بن عبد اللّطيف بن موسى
…
ذكره السّخاوي في «الضّوء اللّامع» : (8/ 78) عن ابن فهد، ولم يذكر مذهبه، وقال:«توفي في ذي الحجة سنة بضع وثلاثين» .
في المكّيّين للفاسيّ وأنّه توفّي سنة 790
(1)
.
قاله في «الضّوء» ، وقال: ولد المترجم ليلة الجمعة عشرين ربيع الأوّل سنة 807 بمكّة ونشأ بها فحفظ «أربعين
(2)
النّوويّ»، و «الشّاطبيّة» ، و «مختصر الخرقيّ» ، و «العمدة في الفقه» أيضا للشّيخ موفّق الدّين، و «المنهاج الأصلي» ، و «ألفيّة ابن مالك» ، وعرضها على جماعة من أهل مكّة، والقادمين
(1)
وجاء في «العقد الثمين» : (7/ 307) موسى بن عميرة بن موسى المخزومي اليبناويّ، نزيل مكّة، سمع بدمشق من الحافظ أبي الحجّاج المزّي
…
وتوفي سنة أربع وسبعين وسبعمائة بمكة
…
ولم يذكره الحافظ ابن حجر في «الدّرر» مع جمعه واستيعابه رحمه الله.
- جاء في «العقد الثمين» : (3/ 190): «أحمد بن موسى بن عميرة اليبناوي المكّيّ يلقب بالشّهاب» وبيّض له، ثم قال:«توفي في رجب سنة تسعين وسبعمائة بمكّة ودفن بالمعلاة» ولا أدري هو من الحنابلة؟
وذكر ابن فهد- رحمه الله في «إتحاف الورى» : (4/ 97):
- علي بن محمّد بن موسى اليبناويّ (ت 839 هـ).
- وأمّ الخير بنت عبد اللّطيف بن موسى اليبناوي (ت 875 هـ).
ويظهر أنّها أخت المترجم هنا. «إتحاف الورى» : (4/ 535).
ولا أعلم أنهما حنبليان، وإنما ذكرتهما لأنّهما من ذوي قرابته.
وهذه النسبة إلى يبنى، قال ياقوت:«بالضّمّ ثم السّكون ونون وألف، مقصور، بلفظ الفعل الذي لم يسمّ فاعله من بني يبني؛ بليد قرب الرّملة، فيه قبر صحابيّ، بعضهم يقول: هو قبر أبي هريرة، وبعضهم يقول: قبر عبد الله بن أبي سرح» .
(2)
حقّه أن يقول: أربعى النووي إلا أنه أبقاها على الحكاية، أو على إجرائه مجرى (حين) وهذا ألطف وأجمل.
إليها، وسمع على الزّين المراغيّ وطائفة، وأجاز له غير واحد، وارتحل إلى دمشق بعد الثّلاثين فقطنها مع تردّده في بعض السّنين إلى مكّة، وطلب بنفسه، وسمع بالقاهرة ودمشق وحلب وغيرها، ورافق ابن فهد وابن زريق والخيضريّ وغيرهم، وقرأ، وكتب الطّباق، وتميّز، ولازم الأستاذ أبا شعر، وتفقّه به، وأثنى عليه البرهان الحلبيّ، ووصفه بالشّيخ الفاضل المحدّث، وأنّه سريع القراءة صحيحها، وأنّه قرأ عليه «المحدّث الفاصل» ، و «سنن ابن ماجه» ، و «مشيخة الفخر بن البخاري» ، وغير ذلك، وكذلك أثنى عليه ابن ناصر الدّين، وشيخنا، وهو ممّن أخذ عنهما أيضا، وقرأ على ابن الطّحّان «سيرة ابن هشام» ، ووصفه المرداويّ بالمحدّث المتقن، وقال غيره: إنّه نظم الشّعر، وحدّث بشيء من شعره، قال ابن فهد: وكان ديّنا، خيّرا، ساكنا، منجمعا. مات في أوائل رمضان سنة 841، ودفن بالرّوضة بسفح قاسيون.
82 -
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن زعرور- بالفتح- ابن عبد الله بن مجلّي المرداويّ، المقدسيّ/ الصّالحيّ
.
82 - ابن زعرور، (765 - بعد 842 هـ):
لم يذكره ابن مفلح ولا العليمي. أخباره في «معجم ابن فهد» : (62)، و «الضّوء اللّامع»:(1/ 355)، و «عنوان الزّمان»:(15).
قال ابن فهد: «بزاي أوله مفتوحه ثم مهملات ابن عبد الله بن أحمد بن محمّد أبي مجلّي بفتح الجيم وكسر اللّام المشدّدة» . والزّعرور- بالضمّ- ثمر معروف قال أبو منصور الجواليقي- رحمه الله في «المعرّب» : (221): «لم يعرفه أصحابنا، وأحسبه فارسيا معرّبا» عن ابن دريد في «الجمهرة» : (3/ 381)، وإن كان قد قال (2/ 321):«الزعرور ثمر شجر عربيّ معروف» .
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن عبد الله» ، وربّما لقّب ب «زعرور» ، ويقال: إنّه لقب جدّه أحمد.
ولد سنة 765، وسمع على أبي الهول الجزريّ النّصف الثّاني من «عوالي أبي نعيم» تخريج الضّياء، وحدّث، سمع منه ابن فهد وغيره، وكان حيّا سنة 842.
83 -
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الرّحمن بن نجم الدّين الصّالحيّ، أبو العبّاس، شهاب الدّين المعروف ب «ابن النّاصح» ، الإمام العلّامة
.
83 - ابن النّاصح، (702 - 784 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 124)، و «المنهج الأحمد»:(478)، و «مختصره»:(167)، و «التّسهيل»:(2/ 6).
وينظر: معجم ابن ظهيرة «إرشاد الطّالبين» : (228)، و «ذيل التّقييد»:(110)، و «معجم ابن حجر»:(296)، و «إنباء الغمر»:(1/ 264)، و «الدّرر الكامنة»:(1/ 190)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 3/ 94)، و «القلائد الجوهريّة»:(2/ 417)، و «الشّذرات»:(6/ 283).
وجاء تكملة نسبه في المصادر المختلفة التي ذكرتها ما عدا السّحب ومصدره «الشّذرات» هكذا: أحمد بن عبد الرحمن بن عيّاش بن حامد بن خليف الشّيخ شهاب الدين السّواديّ الصّالحيّ المعروف ب «ابن النّاصح» وذكروا أخباره المذكورة هنا. وإنما اشتبه على ابن العماد- رحمه الله وتبعه المؤلّف بسميّه شهاب الدّين أحمد بن عبد الله بن أحمد بن ناصح الدّين عبد الرّحمن بن نجم الدّين الحنبليّ وهو حفيد ناصح الدّين ابن الحنبليّ العالم المشهور من الأسرة الدّمشقية الصّالحيّة الشّيرازيّة الأصل الأنصاريّة النّسب، تميّز بهذه الأسرة كثير من العلماء والعالمات كلّهم من الحنابلة ورواة الحديث.-
ولد سنة 702، وسمع من القاضي تقيّ الدّين سليمان، وأبي بكر بن عبد الدّائم، وستّ الوزراء بنت منجّى، قال الشّهاب ابن حجّي
(1)
: حدّث، وسمع معنا، وكان يباشر في أوقاف الحنابلة وهو رجل جيّد، وبه صمم كأبيه، وتوفّي يوم الأربعاء ثالث محرّم سنة 783، ودفن بالسّفح. قاله في «الشّذرات» .
- وشهاب الدّين أحمد بن عبد الله النّاصح هذا الذي اشتبه به المؤلّفان ذكره الحلبيّ في «ثبته» ، وهي نسخة نادرة من جمع وتأليف أبي البركات موسى بن محمد بن محمد ابن جمعة الأنصاري الحلبيّ الشّهير ب «ابن الحنبليّ الشّافعيّ سمع الأنصاريّ الحلبيّ المذكور من أحمد
…
بن ناصح الدّين، قال في «ثبته»:
«وكذلك «ثلاثيات البخاري» على الشّيخ شهاب الدّين أحمد بن عبد الله بن أحمد ابن النّاصح عبد الرّحمن الحنبليّ بسماعه عن قاضي القضاة تقي الدين سليمان بن حمزة
…
» وذكر جماعة من شيوخ أحمد المذكور ولم يذكر وفاته.
وأنّما أطلت في ذكره؛ لأنّه حنبليّ مستدرك على كتابنا هذا، والله أعلم.
أمّا صاحبنا فقال عنه التّقيّ الفاسيّ في «ذيل التّقييد» : (أحمد بن عبد الله بن أحمد ابن النّاصح عبد الرّحمن بن محمد بن عيّاش بن خلف «كذا» [صوابها خليف] بن السّويدي الأصل الصّالحيّ الحنبليّ، سمع على يحيى بن محمد بن سعد «الثّقفيات العشرة» وسمعها أيضا خلا الجزء الثامن، ومن أول التاسع إلى قوله:
الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ على أبي عبد الله محمّد بن علي ابن عبد الله الحرّانيّ
…
».-
(1)
قال ابن قاضي شهبة في «تاريخه» : «سمع منه ابن حجّي وقال: كان يباشر أوقاف الحنابلة كأبيه
…
».
84 -
أحمد بن عبد الله بن أحمد العسكريّ الصّالحيّ
.
قال ابن طولون: هو الشّيخ، الإمام، العالم، الأوحد، المحقّق، المتقن، المفيد، المتفنّن، البحر، العلّامة، شهاب الدّين، أبو العبّاس، حفظ القرآن ثمّ تصدّر لإقرائه بمدرسة الشّيخ أبي عمر، وسمع على الشّهاب
- وذكر مجموعة من مسموعاته ثم قال: «مات في ثالث المحرّم سنة أربع وثمانين وسبعمائة بصالحيّة دمشق، وبها ولد سنة اثنتين وسبعمائة» . وأطال ابن ظهيرة بذكر مروياته وشيوخه ثم قال: «لقيته بدمشق في الرحلة الأولى، وقرأت عليه كتاب «الرضا» لابن أبي الدّنيا و «الخضاب» لابن أبي عاصم، والمنتقى من الرابع من «حديث سعدان» ، وحدثنيبذلك عن القاضي سليمان وغير ذلك رحمه الله تعالى».
* وأخوه عبد الله بن عبد الرحمن (ت 757 هـ) ذكره المؤلّف في موضعه.
84 -
أحمد العسكريّ، (؟ - 910 هـ):
أخباره في «الجوهر المنضّد» : (15)، و «النّعت الأكمل»:(78)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(78)، و «التّسهيل»:(2/ 121).
وينظر: «متعة الأذهان» : (7)، و «الكواكب السّائرة»:(1/ 149)، و «شذرات الذّهب»:(8/ 57).
ومن كتابه «التّوضيح» نسخ منها في مكتبة الأزهر: (2759).
والعسكريّ هذا هو شيخ لمتقدمي العلماء في نجد كابن عطوة وابن رحمة وأشباههما.
يراجع «عنوان المجد» : (2/ 303)، و «تاريخ بعض الحوادث»:(48).
ورأيت من قيّدها بضمّ العين وقال منسوب إلى عساكر اسم بلدة بفلسطين.
ولا أدري ما صلته ب «عبد الله بن أحمد العسكري» (ت 908 هـ) الآتي ذكره.
وابنه- فيما- يظهر- عبد القادر بن أحمد العسكريّ في «نبلاء العصر» لابن طولون.
ابن زيد، والنّظام ابن مفلح، وأكثر من القراءة على شيخنا أبي عبد الله بن أبي عمر، ومن ذلك «مسند الإمام أحمد» ، وأجاز له أبو العبّاس بن الشّريفة، وأبو عبد الله بن جوارش، وأبو الحسن الدّويليبيّ، ومحمّد بن الصّفيّ، وأبو العبّاس الاصطنبولي وغيرهم، واشتغل على التّقيّ بن قندس، ثم على القاضي علاء الدّين المرداويّ صاحب «التّنقيح» وغيرهم، وبرع، ودرّس وأفتى، وصار إليه المرجع في عصره في مذهب الحنابلة، وعنده خير وديانة وسكون، وكان بينه وبين شيخنا عبد [ربّ] النّبيّ
(1)
تباغض بسبب ما نقله ناظر المدرسة المذكورة سودون عنه لشيخنا عبد [ربّ] النّبيّ
(1)
من مسألة إثبات الحرف القديم ونحوها من مسائل الاعتقاد، والظّاهر أنّه كان سالكا فيها طريقة السّلف كما هو شأن غالب الحنابلة، وكثيرا ما كان يحرّضنا على مطالعة «الصّراط المستقيم في إثبات الحرف القديم» للموفّق بن قدامة، ويقرأ لنا كلام الحافظ ابن حجر في شرحه لكتاب التّوحيد من آخر «شرحه للصّحيح» ، وكان ملازما لقراءة «تفسير القرآن» لشيخ السّنّة أبي محمّد البغويّ، علّمني الخطّ، ثمّ قرأت عليه القرآن، ثمّ سمعت عليه غالب الصّحيحين وأشياء كثيرة، ولازمته سنين عديدة وخصوصا في سماع التّفسير
(1)
في الأصل: «عبد النّبيّ» العبوديّة لغير الله لا تجوز فكان الأليق بالتّسمية عبد ربّ النّبيّ، وجاء في الحديث «أحبّ الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام
…
الحديث». ويأتي مثل هذا في الترجمة رقم 154، وفي التّرجمة رقم 511 ولم نجد حرجا بتحويله إلى:«عبد رب النبي» لتحريم التعبيد لغير الله وهذا مما لا خلاف فيه.
المذكور، واستفدت منه في علم الميقات عدّة فوائد.
وكتب منّي أشياء فيه منها «الإعلام بشدّة الملام» لشيخنا الشّمس أبي الفتح، ونقل لي في بعض المجالس ما قاله الشّمس بن مفلح في كتابه «الفروع»: وأفضل
(1)
الشّام [دمشق] إلخ، فأنشدته قول مهذّب الدّين ابن أسعد الموصليّ:
سقى دمشق وأيّاما مضت فيها
…
مواطر السّحب ساريها وغاديها
إلى آخرها، وهي طويلة، ثمّ ذكر ابن طولون قصائد كثيرة في مدح دمشق، ثمّ قال: وقد صنّف صاحب هذه التّرجمة كتابا جمع فيه بين «المقنع» و «التّنقيح» الأوّل للموفّق ابن قدامة، والثّاني لشيخ المؤلّف أبي الحسن المرداويّ وهو كتاب مفيد لكنّه اخترمته المنيّة قبل إتمامه وبلغني أنّ الشّهاب الشّويكانيّ تلميذه شرع في تكملته.
(1)
في الأصل: «وأفضل الشّام إلخ» وفي «النّعت الأكمل» نقلا عن ابن طولون أيضا:
«وقال لي يوما: أفضل الشّام دمشق، قال علي بن الأثير في كتابه «تحفة العجائب وطرفة الغرائب» في المقالة الثالثة في الدّهر والزّمان واللّيالي والأيام عند الكلام على الرّبيع: اجتمع جواب الأقطار ومسافروها على أن منتزهاتها أربعة: صغد، سمرقند، وشعب بوّان، ونهر الأبلة، وغوطة دمشق. قال الخوارزمي: وقد رأيتها كلّها فكان فضل الغوطة على الثّلاث كفضل الأربعة على غيرهن، كأنّها الجنّة صورت على وجه الأرض.- انتهى-. فأنشدته قول مهذّب الدّين بن سعد الدّين الموصليّ في مدحه الشّام». وأورد الغزّي القصيدة بتمامها، وقصيدة أخرى للتّاج الصّرخدي
…
فلتراجع هناك.
توفّي سادس عشر ذي القعدة 910، ودفن شرقيّ مقبرة الشّيخ أبي عمر خارج الحوّاقة بالسّفح.- انتهى-.
قلت: قد أكمله المذكور كما سيأتي في ترجمته وهو المرسوم ب «التّوضيح» ./
85 -
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمّد الحلبيّ الأصل، البعليّ الدّمشقيّ
.
قال العلّامة السّيّد محمّد خليل بن محمّد بن محمّد المراديّ ثمّ الدّمشقيّ مفتي الحنفيّة بها في كتابه «سلك الدّرر في أعيان القرن الثّاني عشر» ما نصّه: هو الشّيخ، الإمام، الزّاهد، الورع، الفقيه، كان عالما فاضلا، عاملا بعلمه، ناسكا، خاشعا، متواضعا، بقيّة العلماء العاملين، فرضيّا أصوليّا، عابدا، لم يكن على طريقته أحد ممّن أدركناه، مع الفضل الّذي لا ينكر. ولد في ثامن رمضان سنة 1108، واشتغل بطلب العلم فقرأ على جماعة، وأخذ عنهم الحديث وغيره، منهم أبو المواهب، والشّيخ عبد القادر التّغلبي، وانتفع به ولازمه، ومنهم الشّيخ أحمد المغربي، والأستاذ عبد الغنيّ النّابلسيّ، ومحمّد المواهبيّ الدّمشقي والشّيخ مصطفى بن سوّار شيخ المحيّا والشّيخ محمّد الكامليّ وولده عبد السّلام، والشّيخ محمّد العجلونيّ نزيل دمشق، والملّا إلياس الكرديّ نزيل دمشق، أيضا، والشّيخ عوّاد الحنبليّ
85 - أحمد البعليّ، (1108 - 1189 هـ):
مؤلّف «الرّوض النّديّ» . أخباره في «النّعت الأكمل» : (308)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(131)، و «التّسهيل»:(2/ 183).
وينظر: «سلك الدّرر» : (1/ 131)، و «الأعلام»:(1/ 162).
الدّمشقيّ، وأخذ طريقة الخلوتيّة
(1)
عن الأستاذ الشّيخ محمّد بن عيسى الكنانيّ الصّالحيّ الحنبلي، والشّيخ محمّد عقيلة المكّي، والشّيخ عبد الله الخليليّ نزيل طرابلس، وتنبّل، وتفوّق، وحاز فضلا، سيّما بالفقه والفرائض، ودرّس بالجامع الأمويّ، وأفاد، وانتفع النّاس به سلفا وخلفا. وله من المؤلّفات «منية الرّائض شرح عمدة كلّ فارض» ، و «الرّوض النّديّ شرح كافي المبتدي» ، و «الذّخر الحرير شرح مختصر التّحرير» في الأصول وغير ذلك من التّعليقات في الفرائض والحساب والفقه وكان يأكل من كسب يمينه في حياكة الألاجة
(2)
، وفي آخر عمره ترك لعجزه، وحج، ودرّس بالمدينة المنورة، ولازمه جماعة من أهلها، وتولّى إفتاء الحنابلة بعد موت الشّيخ إبراهيم المواهبيّ
(3)
سنة 88.
وكانت وفاته في ليلة السّبت 16 محرّم سنة 1189، ودفن بمقبرة باب الصّغير، وسيأتي ذكر أخيه عبد الرّحمن، نزيل حلب.- انتهى-.
قلت: ذكره أيضا العلّامة الكمال محمّد الغزّيّ في كتابه «الورود الأنسيّ في مناقب الشّيخ عبد الغنيّ النّابلسي»
(4)
، وفي كتابه «النّعت الأكمل في تراجم أصحاب الإمام أحمد بن حنبل» ، وفي كتابه «معجم الشّيوخ» المسمّى
(1)
انظر أول تعليق على الترجمة رقم: 5.
(2)
نوع من الأقمشة.
(3)
إبراهيم المواهبي هذا لم يتقدّم له ذكر، وهو إبراهيم بن محمّد بن عبد الجليل بن محمّد أبي المواهب (ت 1188 هـ). «النّعت الأكمل»:(307).
(4)
«الورد الأنسي» : (ورقة 84).
(1)
، وأثنى عليه ثناء بليغا. وقال تلميذه شيخ شيوخنا الشّيخ إبراهيم بن جديد: وكان كثير الخشية، سريع الدّمعة، عليهأنوار، ينتفع الشّخص برؤيته قبل أن يسمع كلامه، وأخبرني العلّامة تلميذه الشّيخ سليم العطّار
(2)
الدّمشقيّ عن جدّ أبيه الشّيخ أحمد بن عبيد العطّار- وكان هو والحافظ الكبير محمّد الكزبريّ من أخصّ تلامذته- قال: كان لا يقطع الدّرس ولا يوم العيد، ولا يتسامح لنا في قطعه ذلك اليوم ولا غيره، وكان ساكنا في خلوة السّميساطيّة
(3)
، صابرا على الفقر، غير ملتفت إلى الدّنيا وأهلها، ولم يتزوّج ولم يتسرّ، وله ذكر عال، وصيت شائع إلى الآن عند أهل دمشق حرسهم الله تعالى.
(1)
ذكره الكتّانيّ في «فهرس الفهارس» : (1/ 480) في ترجمته ولم يذكر له إليه سندا مما يدلّ على أنّه لم يطّلع عليه.
(2)
هو سليم بن ياسين بن حامد بن أحمد بن عبيد العطّار (ت 1307 هـ).
يراجع: «حلية البشر» : (2/ 680).
(3)
السّميساطيّة: خانقاه ومدرسة باسم واقفها علي بن محمد بن يحيى السّلمي الحبشي السّميساطي (ت 453 هـ)، «الدّارس»:(2/ 151)، ويراجع:«منادمة الأطلال» :
276، و «خطط دمشق»:(398).
86 -
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمّد بن محمّد بن عمر البابيّ الحمويّ المعروف ب «ابن الحنبليّ»
.
سمع على التّقيّ أحمد بن إدريس بن مزين المسلسل و «جزء عمر بن عبد الوهّاب» ، و «مجلس البطاقة» ، وسمع من الشّرف البارزيّ «جزء البطاقة» ، ومن أحمد بن عليّ بن حسن الجزريّ وغيرهم، وحدّث، سمع منه أبو حامد ابن ظهيرة بحماة بعد السّبعين. قاله في «الدّرر» .
87 -
أحمد بن عبد الله بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن أبيّ الفتح
بن
86 - ابن الحنبليّ المعروف ب «البابيّ» : (؟ - بعد 770 هـ):
أخباره عن «الدّرر الكامنة» : (1/ 192)، ونقلها الحافظ ابن حجر عن معجم شيوخ ابن ظهيرة المكّيّ؛ جمال الدّين المسمّى «إرشاد الطّالبين»:(229)، ولم يذكر تاريخا، وقال: «أخبرني الشّيخ أبو العبّاس أحمد بن عبد الله بن أحمد البياني، وأخته أمّ الفضل خديجة وأمّ عليّ بنت محمد بن الحسن الخطيب بقراءتي عليهم بحماة
…
».
* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أحمد بن عبد الله بن عبد الوهّاب بن عبد الله بن مشرّف.
ذكر الشّيخ إبراهيم بن صالح عيسى في «تاريخ بعض الحوادث» : (101) في حوادث سنة 1139 هـ أن محمد بن حمد بن عبد الله بن معمر
…
عزل الشّيخ عبد الوهاب بن سليمان عن قضاء العيينة وولاه مكانه. والذي يظهر لي أنّه (حمد) بسقوط الهمزة، وبالفتحتين. لم يذكره شيخنا ابن بسام.
87 -
شهاب الدّين ابن الجنديّ، (800 - 881 هـ):
من آل نصر الله الكنانيّين.
لم يذكره ابن مفلح، وذكره العليميّ في «المنهج الأحمد»:(506)، و «مختصره»: -
هاشم بن إسماعيل بن نصر الله بن أحمد، الشّهاب بن الجمال بن العلاء، الكنانيّ العسقلانيّ، القاهريّ، الآتي أبوه، وكان يعرف ب «ابن الجندي» . قاله في «الضّوء» .
وقال: ولد في أواخر سنة 800، أو في الّتي بعدها بالقاهرة، ونشأ بها فحفظ القرآن، و «التّسهيل»
(1)
في الفقه، وسمع على والده فأكثر وعلى الشّهاب الطّريني، وابن الكويك، وصالحة التّركمانيّة في آخرين، وأجاز له
- (198)، و «التّسهيل»:(2/ 83).
وينظر: «معجم ابن فهد» (المخطوط)، و «الضّوء اللّامع»:(1/ 362)، و «عنوان الزّمان»: ورقة: (15).
وجاء في ثبت الشّيخ عبد العزيز بن عمر بن فهد الهاشميّ المكّيّ ورقة: 121 رواية ابن فهد عنه «جزء حديث أبي عبد الله بن نظيف الفرّاء» قال: أخبرنا به الشّيخان؛ العلّامة شيخ الإسلام قاضي قاضي الحنابلة بالدّيار المصرية عزّ الدّين أبو البركات أحمد ابن إبراهيم بن نصر الله العسقلاني، وابن خاله العدل شهاب الدّين أحمد بن الجمال عبد الله بن العلاء على القاهريان الحنبليّان بقراءتي عليهما في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الآخرة سنة سبعين وثمانمائة، بمنزل الأوّل بالقرب من رحبة العيد من القاهرة .. وفي «عنوان» البقاعي قال:«قرأت عليه «منتقى العلائيّ» من «مشيخة» الفخر بسماعه لجميع المشيخة بإجازة ابن عمته العلّامة القاضي عزّ الدّين أحمد بن إبراهيم
…
على والده جمال الدين الجندي» أنا» العرضي «أنا» الفخر، و «جزء ابن نظيف» بسماعه على فاطمة بنت التّركماني».-
(1)
هو من تأليف محمد بن علي بن أسباسلار البعليّ الحنبليّ (ت 777 هـ) سيأتي في ترجمته رقم: (659) إن شاء الله تعالى.
الزّين المراغيّ، والجمال ابن ظهيرة، وطائفة كعائشة ابنة عبد الهادي، وحجّ، وسافر إلى دمياط، وزار القدس، والخليل، وارتزق مدّة بالسّمسرة في الكتب، وتقدّم بين أهلها، ثمّ تركها بعد ولاية ابن عمّه العزّ قضاء الحنابلة، وجلس مع الحنابلة بباب الصّالحيّة متكسّبا بالشّهادة مع جهات باسمه، كالتّصوّف بالأشرفيّة، وحدّث باليسير، سمع منه الفضلاء، أخذت عنه. ومات بعد أن ورث العزّ وغيره في ليلة الثّامن من شوّال سنة 881، وصلّى عليه من الغد، ودفن بالقاهرة.
88 -
أحمد بن عبد الله بن مالك، القاضي، البليغ، الخطيب، شهاب الدّين، أبو العبّاس، ابن الشّيخ الصّالح بدر الدّين أبي محمّد، ابن الشّيخ جمال الدّين أبي محمّد، ابن الشّيخ جمال الدّين أبي أنس، خطيب بيت لهيا من ضواحي دمشق المحروسة
.
- * يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أحمد بن عبد الله بن عقيل النّجدي (ت 1223 هـ).
يراجع: «علماء نجد» : (1/ 172)، و «إمارة الزّبير»:(3/ 83).
88 -
خطيب بيت لهيا، (709 - 780 هـ):
لم يذكره ابن مفلح ولا العليميّ.
أخباره في معجم ابن ظهيرة «إرشاد الطّالبين» : (230)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 225)، و «إنباء الغمر»:(1/ 279)، و «الدّرر الكامنة»:(1/ 196)، و «ذيل العبر»:(2/ 476)، و «الشّذرات»:(6/ 265).
قال ابن ظهيرة: «أخبرني الشيخ الرئيس أبو العبّاس أحمد بن عبد الله بن مالك الخطيب بقراءتي عليه بدمشق
…
».-
هكذا ذكره الشّيخ صلاح الدّين الصّفديّ في كتابه «ألحان السّواجع» قال: وكتب إليّ يستدعي منّي إجازة بقوله: أمّا بعد: حمدا لله المدعو بأحسن أسمائه، والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد صلاة تملأ ما بين أرضه وسمائه
…
إلخ. وهي بليغة. قال: فكتبت له إجازة ونصّها: الحمد لله الّذي إذا دعي أجاب
…
إلخ. وختمها ببيتين من نظمه وهما:
إجازة قاصر عن كلّ شيء
…
يسير من الرّواية في مفازه
- قال أبو زرعة في «ذيل العبر» : «كتب لي بذلك الإمام صدر الدّين الياسوفي وقال:
سمع على ابن الشّحنة يقينا، ومن القاسم بن عساكر في غالب الظّنّ، وحدّث، سمعت منه، وصلّى عليه ببيت لهيا، ودفن بمقبرتها». ونسختي من «ألحان السّواجع» غير مرقّمة الصّفحات.
أقول: والده الخطيب الصّالح، فخر الدين أبو محمد عبد الله بن مالك بن مكنون ابن نجم بن طريف بن محمد العجلوني الأصل الحنبليّ خطيب بيت لهيا (ت 739 هـ) يوم الاثنينالسابع عشر من جمادى الأول. ولم يذكره أحد ممّن ألّف في «الطبقات» لا ابن رجب ولا ابن مفلخ ولا العليمي. ذكره الحافظان ابن رافع في «وفياته»:(1/ 260)، وابن حجر في «الدّرر الكامنة»:(2/ 287).
قال ابن رافع: «سمع من أبي العلاء محمود الفرضيّ الثالث من حديث أبي بكر محمد بن أحمد بن خروف، ومن أبي العباس أحمد بن إبراهيم الفاروثي وابن شادي الفاضل. وحدّث عنه ابن سعد الدين. وكان رجلا جيّدا، منقطعا عن الناس، رحمه الله تعالى» . ولخّص ابن حجر- رحمه الله ما قاله ابن رافع مصرّحا بنقله عنه.
وبيت لهيا: من أعمال دمشق، «معجم البلدان»:(2/ 84).
لمن ملك الفضائل واقتناها
…
وجاز مدى العلى سبقا وحازه
وأرّخها آخر سنة 751 - انتهى-.
وفي «الدّرر» : أحمد بن عبد الله بن مالك بن مكنون العجلونيّ الأصل الدّمشقيّ، شهاب الدّين، بن فخر الدّين خطيب «بيت لهيا» ولد في خامس رمضان سنة 705، وسمع من الحجّار الجزء الثّاني من «حديث أبي اليمان» عن شعيب وعن الضّياء إسماعيل بن عمر الحمويّ. وكان رئيسا، نبيلا.
مات في ثاني المحرّم سنة 780، سمع منه أبو حامد بن ظهيرة بعد السّبعين.- انتهى-.
قلت: وهو أخو شمس الدّين محمّد الآتي.
89 -
أحمد بن عبد الله بن محمّد الشّهاب، القلعيّ، المصريّ، نزيل مكّة
.
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «شيخ المنبر» ، قطن مكّة وتردّد منها مرارا إلى القاهرة ودمشق وتنزّل منها في الشّيخونيّة، وخالط النّاس، وحضر بعض الدّروس، وسمع على ابن ناظر الصّاحبة، وابن بردس، وابن الطّحّان، بحضرة البدر البغداديّ بالجيزة، ولازم الحضور عندي في المجاورة الثّانية/ بمكّة، بل كان يزعم أنّ سبب تلقيبه ب «شيخ المنبر» ملازمته لجلوسه أسفل منبر القارئ بين يدي شيخنا، وينشد عنه أبياتا قالها فيه.
89 - شيخ المنبر، (؟ - 882 هـ):
لم يذكره ابن مفلح ولا العليمي، وهو في «التّسهيل»:(2/ 84).
أخباره في «الضّوء اللّامع» : (1/ 370).
مات وقد قارب السّبعين ظنّا، يوم الأربعاء ثامن من رمضان سنة 882 بالشّيخونيّة، ودفن من الغد.
90 -
أحمد بن عبد الله بن محمّد بن محمود المرداويّ، نزيل حماة، شهاب الدّين
.
قال في «الشّذرات» : ولد بمردا، وقدم دمشق للفقه، فبرع في الفنون وتميّز، ثمّ ولي قضاء حماة فباشرها مدّة، ودرّس وأفاد، ولازمه علاء الدّين بن مغلي، وبه تميّز. توفّي سنة 787.
91 -
أحمد بن عبد الله، الشّهاب الطّوخيّ ثمّ القاهريّ، سبط البرهان الصّالحيّ الماضي، وقريبه
.
قال في «الضّوء» : اشتغل وحفظ «المحرّر» ، ورافق ابن الجليس وغيره في الحضور على المحبّ بن نصر الله، واختصّ بالشّرف بن البدر البغداديّ، وقرأ على قريبه البرهان «البخاريّ» في سنة 46.
ومات سنة 849، وكان فيه زهو وإعجاب، وربّما دعي بالإمام أحمد.
90 - شهاب الدّين المرداويّ، (؟ - 787 هـ):
هو نفسه صاحب التّرجمة رقم (73) وأخطأ في اسم أبيه تبعا لابن العماد في «الشّذرات» .
91 -
الشّهاب الطّوخي، (؟ - 849 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليمي، وهو في «التّسهيل»:(2/ 58)، و «الضّوء اللّامع»:(1/ 372).
92 -
أحمد بن عبد الله، الشّهاب العجيميّ
.
قال في «الضّوء» : قال شيخنا في «الإنباء» : أحد الفضلاء الأذكياء، أخذ عن كثير من شيوخنا، ومهر في العربيّة والأصول، وقرأ في علوم الحديث، ولازم الإقراء والاشتغال في الفنون. ومات سنة 809 بالطّاعون في القاهرة في رمضان عن ثلاثين سنة.
93 -
أحمد بن عبد الله العبّاسيّ ثمّ المصريّ، سبط أبي الحرم القلانسيّ
.
قال في «الدّرر» : كان من أعيان الحنابلة. مات في جمادى الأولى سنة 774. قال في «الإنباء»: وهو منسوب إلى العبّاسة من قرى الشّرقيّة
(1)
.
92 - الشّهاب العجيميّ، (779 - 809 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليمي، وهو في «التّسهيل»:(2/ 32). وينظر: «إنباء الغمر» : (2/ 361)، و «الضّوء اللّامع»:(1/ 372)، و «الشّذرات»:(7/ 81).
قال الحافظ ابن حجر- رحمة الله عليه-: «أحمد بن عبد الله العجيميّ الحنبليّ، شهاب الدّين، أحد الفضلاء الأذكياء، أخذ عن كثير من شيوخنا، ومهر في العربيّة والأصول، وقرأ في علوم الحديث ولازم الإقراء والاشتغال في الفنون، ومات عن ثلاثين سنة في الطّاعون في شهر رمضان في القاهرة. ونقل ابن العماد في «الشّذرات» كلام الحافظ.
93 -
العبّاسي سبط أبي الحرم القلانسي، (؟ - 774 هـ):
لم يذكره ابن مفلح ولا العليمي، وهو في «التّسهيل»:(1/ 395).
وينظر: «إنباء الغمر» : (1/ 37)، و «الدّرر الكامنة»:(1/ 202).
(1)
«معجم البلدان» : (4/ 75)، و «مراصد الاطلاع»:(2/ 913)، وسميت باسم عبّاسة بنت أحمد بن طولون.
94 -
أحمد بن عبد الله المقدسيّ، الفاضل، الكامل
.
قرأ، وحصّل، وأتقن الخطّ، فكتب كثيرا بخطّه الحسن النّيّر المضبوط، وعندي مجلّد من الفروع بخطّه مؤرّخ سنة 869.
95 -
أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمّد ابن قدامة
.
94 - أحمد المقدسي، (؟ - 869 هـ):
لم أعثر على أخباره.
وهنا يجب التّنبّه إلى أنّ نسخه لكتاب «الفروع» لا يلزم منه أن يكون النّاسخ حنبليّ المذهب؟! ولو كان حنبليّ المذهب لا يلزم من حسن ضبطه، أو جودة خطّه وإتقانه، أن يكون من العلماء الذين تسجل أخبارهم، وتكتب تراجمهم، فكم رأينا من النّساخ المهرة من لا يعرف من العلم شيئا.
95 -
عماد الدّين ابن عبد الهادي، (671 - 752 هـ):
والد الإمام شمس الدّين.
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 140)، و «المنهج الأحمد»:(452)، و «مختصره»:(47).
وينظر: «الوفيات» لابن رافع: (2/ 141)، و «ذيل العبر» للحسيني:(285)، و «التّقييد»:(118)، و «الوافي بالوفيات»:(7/ 159)، و «الدّرر الكامنة»:(1/ 208)، و «القلائد الجوهريّة»:(2/ 419)، و «الشّذرات»:(6/ 171).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أحمد بن عثمان بن إبراهيم.
يراجع: «عنوان الزّمان» للبقاعي: ورقة: (15).
قال في «الدّرر» : ويلقّب: عماد الدّين، هو وأبوه وجدّه وهو والد الحافظ شمس الدّين محمّد بن عبد الهادي. وتوفّي الحافظ قبل والده بثمان سنين.
ولد المذكور سنة 671، وسمع من الشّمس بن أبي عمر، وابن شيبان، والفخر عليّ، وزينب بنت مكّي. وحدّث عنه ولده، وابن رافع، والحسيني وآخرون، وكان زاهدا عاقلا مقرئا. قاله الحسينيّ.
توفّي سنة 752.
96 -
أحمد بن عثمان بن جامع قاضي البحرين، ثمّ بلد سيّدنا الزّبير
.
96 - ابن جامع النّجديّ الزّبيريّ، (1194 - بعد سنة 1287 هـ):
قاضي البحرين وابن قاضيها.
أخباره في «الدّر المنثور» ، و «علماء نجد»:(1/ 157)، و «تراجم المتأخرين»:
11، و «التّسهيل»:(2/ 234).
أخل المؤلّف- رحمه الله بعدم ذكر ابنه محمد، وذكره الشيخ عبد الله البسّام في «علماء نجد»:(3/ 787)، ولم يأت في ترجمته بأي زيادة عن ما ذكره صاحب السّحب إلا كلاما في نسبه كرّره الشيخ في ترجمة أبيه وجدّه، وقال شيخنا:«فلما توفي والده عام 1285 هـ وكان هو قاضي الزّبير عين المترجم بدل والده إلا أنه توفي في ذلك العام رحمه الله تعالى» وهذا هو مفهوم كلام ابن حميد في السّحب، وهي توحي بأنّ الابن ولي القضاء سنة 1285 هـ وتكون هي سنة وفاته، أو تكون في السّنة التي تليها.
لكنّ الشّيخ علاء الدّين الآلوسي يقول في كتابه «الدّر المنتثر» : «ثم تولى القضاء بعده ولده السّيد محمد سنة 1287 هـ» .-
قرأ على أبيه وغيره، وأظنّه أدرك شيخ أبيه الشّيخ محمّد بن فيروز لمّا نزل البصرة، وحضر دروسه، وتولّى قضاء البحرين بعد أبيه فباشرها مدّة طويلة بالعفّة والدّيانة والصّيانة، فوقعت بين أمرائها فتن فرحل عنها إلى بلدة الزّبير، وتولّى قضاءها إلى أن مات سنة 1285، وتولّى القضاء بعده أكبر أولاده وأسدّهم الشّيخ محمّد فلم يتمّ سنته وتوفّاه الله تعالى، وكان المذكور قد حجّ سنة 1257 فاجتمعت به في مكّة المشرّفة، وسألته واستفدت منه وأجازني، ومعه ولداه الشّيخ محمّد هذا، وعبد الله. وكان رجلا صالحا ساكنا وقورا وأظنّه قارب التّسعين.
97 -
أحمد بن عثمان بن يوسف الخربتاويّ البعليّ
.
- وأمّا ابنه عبد الله فإنّي رأيت تملكه سنة 1258 هـ لكتاب «التّنقيح المشبع للمرداوي» ، نسخة المتحف العراقي.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أحمد بن عثمان بن عثمان بن محمد الحصينيّ النّجديّ الأشيقريّ (ت 1139 هـ).
يراجع: «تاريخ بعد الحوادث الواقعة في نجد» : (100، 209)، و «علماء نجد»:(1/ 174).
97 -
الخربتاويّ البعليّ، (771 - 826 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليمي، وهو في «التّسهيل»:(2/ 41).
أخباره في «إنباء الغمر» : (3/ 312)، و «الضّوء اللّامع»:(2/ 4)، عن «الإنباء» ، فيه الخرباوي.
* ويستدرك عليه- رحمه الله: -
قال في «الإنباء» : ولد سنة 771، واشتغل على ابن اليونانيّة، والعماد بن يعقوب، وسمع عليهما، وولي قضاء بعلبكّ، ثمّ قدم دمشق، وكان فاضلا في الفقه وغيره، وعنده سكون وانجماع وعفّة.
مات مطعونا في جمادى الأولى سنة 826.
98 -
أحمد بن عطيّة بن عبد الحيّ القيّوم بن أبي بكر بن ظهيرة المكّيّ، بن أخي قاضي جدّة
.
- أحمد بن أبي العزّ أحمد بن أبي العزّ الصالح الأذرعيّ الدّمشقيّ الصّالحيّ الحنبليّ (ت 802 هـ).
يراجع: «ذيل التّقييد» : (127).
98 -
ابن ظهيرة المكّيّ، (879 - بعد 942 هـ):
أخباره في «التّسهيل» : (2/ 105).
وينظر: «الضّوء اللّامع» : (2/ 4)، و «مختصر نشر النّور والزّهر»:(1/ 68).
ورأيت في ثبت أحمد البخاري عن شيخه عزّ الدين عبد العزيز بن عمر بن فهد الهاشمي المكي- وعندي منه نسختان جيّدتان- سماعات مختلفة لأبي حامد ابن عطيّة بن عبد الحيّ بن ظهيرة الحنبليّ المكّيّ. منها «الشّمائل» للترمذي: (ورقة 59). ورأيت خطّ يده متملكا لكتاب فيه «حكايات مجموعة من روض الرّياحين» لليافعي. هكذا: «من فضل ربّه العليّ أحمد بن عطيّة بن ظهيرة الحنبلي. مجموع كوبرلي رقم 1611.
وذكر ابن طولون في «مفاكهة الخلّان» : (1/ 277)، ابن عمّ ابن ظهيرة الحنبليّ المكّيّ، ولم يسمه، قال:«وفي يوم الأربعاء ثامن عشر المحرم [سنة عشر وتسعمائة] توفي الحنبليّ ابن عمّ ابن ظهيرة المكي ببيت خطابه الجامع الأموي، أتى صحبة جماعة من أهل المدينة النّبوية ليعرض محفوظاته على الحنابلة وغيرهم» .-
قال في «الضّوء» : ولد سنة 879 بمكّة، وعرض عليّ بها قبيل بلوغه سنة 93 محافيظه وهي:«أربعون» النّووي، و «الشّاطبيّتان» في القراءات والرّسم، و «مختصر الخرقيّ» ، و «الألفيّة في أفراد أحمد» عن الثّلاثة للعزّ محمّد بن عليّ بن/ عبد الرّحمن، و «مختصر البرهان بن مفلح في أصول الفقه» ، و «ألفيّة ابن مالك» ، و «الآجرّوميّة» ، و «تلخيص المفتاح» ، وسمع في «البخاري» ، وهو ذكيّ قويّ الجنان والحافظة، حلّ كتابه الفقهي على العلاء ابن البهاء البغداديّ في مجاورته، ويحضر عند قاضي مكّة والرّيميّ الحنبليّين. ويرجى له البراعة إن لزم الاشتغال وقد أجزت له.- انتهى-.
قال الشّيخ جار الله ابن فهد، أقول: وبعد المؤلّف استنابه قاضي مكّة الشّافعيّ الجماليّ أبو السّعود بن ظهيرة فيما يتعلّق بمذهبه حين خلت مكّة من قاض حنبليّ ولم يقبل ذلك ممّن وليها بعده، وأقبل على التّصوّف، وسافر لأجله إلى مشايخ اليمن، فأخذ عن الشّيخ إسماعيل المشرع، وأخيه الشّيخ الجنيد، وحصل له جذب، ثمّ أفاق فتقشّف في لباسه، ولزم مشايخ الأذكار مع جدّة وسكون، وقرأ كتب القوم على الشّيخ عبد الله با كثير وعدّة، واستمرّ على حالته حتّى مات سنة
…
وخلّف ولده عبد الله تولّى قضاء الحنابلة بعد عمّه أبي حامد بثلاث سنين من الرّوم سنة 942.
- * ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أحمد بن عليّ بن أحمد بن سليمان بن دعيج النّجديّ المرائيّ (ت 1268 هـ).
المرائيّ: نسبة إلى بلدة مرات المعروفة في إقليم الوشم في نجد.
يراجع: «علماء نجد» : «177» .
99 -
أحمد بن عليّ بن أحمد بن عبد الرّحيم بن أبي بكر بن محمّد بن المجنّ ابن يوسف، الشّريف، الحسنيّ، الصّوفيّ، القادريّ المرغبانيّ- نسبة لقرية من غربيّات حلب- شيخ الفقراء بتلك النّاحية، ويعرف ب «ابن المجنّ» ممّن أثبته البقاعيّ وأنّه ولد سنة 760. قاله في «الضّوء»
.
99 - ابن المجنّ المرغبانيّ، (760 - ؟):
أخباره في «الضّوء اللّامع» : (2/ 8)، عن البقاعي، وعنه في «التّسهيل»:(2/ 105).
ذكر البقاعي في تاريخه «عنوان الزّمان» : الورقة: (17) ورفع نسبه فقال: «أحمد بن علي بن عبد الرّحيم بن أبي بكر بن محمد بن يحيى (الزّاهد) بن محمد بن داود بن موسى ابن عبد الله بن موسى (الجون) بن عبد الله (المحض) بن الحسن (المثنّى) ابن أمير المؤمنين بن محمد بن الحسن (المثنى) بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الحسني، الصوفي القادري المرغيناني- نسبة إلى قرية من غربيات حلب- الحنبلي شيخ الفقراء بتلك الناحية» . قال ذلك ولم يزد.
ويلاحظ أمور:
- تكرر بعض الأسماء التي أظنّ أنها من خطأ الناسخ.
- سقوط (أحمد) بين عليّ وعبد الرّحيم.
- قوله: (المرغيناني) وهل هي المرغبان بالباء الموحدة أو بالياء المثناة. ولم أجد في «معجم البلدان» اسم قرية قرب حلب بهما؟! وهل هو ابن (المجن) أو ابن (المحض)؟!
كل هذه لا أجد الآن لها جوابا. والله تعالى أعلم.
100 -
أحمد بن عليّ بن أحمد بن محمّد بن وجيه، الشّهاب، أبو حامد بن النّور أبي الحسن بن الشّهاب بن القطب أبي البركات الشّيشينيّ الأصل القاهريّ، الميدانيّ
.
قال في «الضّوء» : ولد بعد عصر يوم الخميس خامس عشر شوّال سنة 844 بميدان القمح خارج باب القنطرة، ونشأ في كنف أبويه، فحفظ القرآن و «المحرّر» لابن عبد الهادي، وعرض على جماعة منهم [من] الشّافعيّة العلم البلقينيّ، والمناويّ، والبوتنجيّ، والمحلّيّ، والعباديّ، والشيشنيّ، ويحيى الدّمياطيّ، والزّين خالد المنوفيّ، والكمال إمام الكامليّة، والتّقيّ الحصينيّ، والفخر المقسيّ، والزّين زكريّا.
ومن الحنفيّة ابن الدّيريّ، والأقصرائيّ، وابن أخته المحبّ، والشّمنّيّ.
ومن المالكيّة السّنباطيّ.
ومن الحنابلة العزّ الكنانيّ، والنّور بن الرّزاز، وأجازوه كلّهم، وكان أوّل عرضه سنة 58، ولمّا ترعرع أقبل على الاشتغال فأخذ الفقه عن والده، واليسير عن العزّ، والعلاء المرداويّ، والتّقيّ الجراعيّ حين قدومهما القاهرة، والأصلين والمعاني والبيان والمنطق عن التّقيّ الحصنيّ، بحيث كان جلّ
100 - شهاب الدّين الشّيشينيّ، (844 - 919 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (91)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(79)، و «التّسهيل»:(2/ 124). وينظر: «الضّوء اللّامع» : (2/ 9)، و «الكواكب السائرة»:(1/ 151)، و «الشّذرات»:(8/ 91). من أسرة علمية والده علي بن أحمد بن محمد مترجم. وعم أبيه عثمان بن محمد مترجم.
انتفاعه به والعربيّة عن الشّمنّيّ، وأصول الدّين أيضا عن الكافيجيّ
(1)
، في آخرين، وكذا لازم الشّيروانيّ، وسمع الحديث عن ابن جماعة، ممّن كان يسمع الولد عليهم، بل سمع علىّ «ختم الدّلائل» للبيهقيّ، مع تصنيفي في ترجمة مؤلّفها، وكتب من تصانيفي أشياء، وقابل بعضها معي، وكان يراجعني في كثير من ألفاظ المتون ونحوها، بل أخبر أنّه سمع في صغره مع والده على شيخنا في «الإملاء» ، وغيره، وكذا بمكّة حين كان مجاورا معه سنة 51 على أبي الفتح المراغيّ، والشّهاب الزّفتاويّ، وحجّ مع الرّجبيّة سنة 71، وجوّد في القرآن على الفقيه عمر النّجّار، وبرع في الفضائل، وناب في القضاء عن العزّ، ثمّ عن البدر/ لكن يسيرا، واستقرّ بعد العزّ في تدريس الأشرفيّة برسباي بكلفة لمساعدة، وكذا أعاد في درس الصّالح، ودرّس، وأفتى، وتعانى القراءة على العامّة في التّفسير والحديث، وراج بينهم بذلك، وهو قويّ الحافظة، مع ديانة وخير، ما أعلم له صبوة، ولكن لا تدبير له بحيث إنّه هو المحرّك بفتياه لابن الشّحنة في كائنة سنقر، ممّا كان السّبب في عزله، وأسوأ من ذلك أنّه عمل مؤلّفا حين تحدّث الملكبجباية شهرين من الأماكن سنة 94 يستعين بذلك في الإنفاق على المتجرّدين لدفع العدوّ مؤيّدا له، فقبّحه العامّة في ذلك، وأطلقوا ألسنتهم فيه نظما ونثرا، وكادوا قتله
(2)
وإحراق بيته، حتّى أنّه
(1)
الكافيجيّ محمد بن سليمان الحنفيّ، وسمي (الكافيجي) لكثرة اشتغاله ب «الكافية» في النّحو (ت 879 هـ). وهذه نسبة تركيّة. نحويّ مفسر علّامة.
أخباره في «الشّذرات» : (7/ 326)
…
وغيره.
(2)
خبر «كاد» لا يكون إلا جملة فعليّة فعلها مضارع. لا يقترن بأن إلا شذوذا وهو هنا مصدر؟!
اختفى ولم يجد له مغيثا ولا ملجأ، ونقص بذلك نقصا فاحشا وسار أمر تقبيحه فيه إلى الآفاق، ولم يلبث أن مات شخص مغربيّ بعدن كان له معه زيادة على ألفي دينار بعضها أو كلّها لتركة بني الشّيخ الجوهريّ، فإنّه أحد الأوصياء، وكاد أن يموت
(1)
من كلا الأمرين، ثمّ ورد عليه العلم بأنّه قبل موته أقرّ، ثمّ ضبط وحفظ ممّا اطمأنّ به في الجملة، وسافر لمكّة في البحر بعياله أثناء سنة 87 فأقام بها، وعقد الميعاد، فلم تكن له تلك القابليّة بمصر، واستمرّ حتّى حجّ ورجع مع الرّكب، على أنّه قد دخل في عدّة وصايا، وكاد أمره في أيّام الإمشاطي أن يتمّ
(1)
في القضاء حين صرف البدر، وكذا قيل: إنّه تحدّث له في قضاء مكّة بعد السّيّد المحيويّ الفاسيّ ولم يتهيّأ له ذلك. انتهت عبارة «الضّوء» .
ولا يخفى ما فيها من الغضّ وقصد التّنقيص، وكأنّ- والله أعلم- بينه وبين المؤرّخ شيء في الأنفس
(2)
، وإلّا فليس فيما ذكره نقص البتّة، والفتوى المذكورة لا تخالف الشّرع.
قال الشّيخ جار الله: أقول: واستمرّ على ذلك ثلاث سنين حتّى مات القاضي بدر الدّين السّعديّ بمصر في ذي القعدة سنة 902 عام وفاة المؤلّف السّخاويّ، فطلبه محمّد بن قايتباي لقضائها، فعاد لها في السّنة الّتي بعدها.
وولي قضاءها مدّة سبع عشرة سنة لم يعزل فيها إلّا نحو الشّهرين بالقاضي بهاء الدّين بن قدامة، وصار عين الحنابلة وإليه مرجعهم.
(1)
الأجود في خبر «كاد» أن لا يقترن ب «أنّ» ولا تقارنه إلّا شذوذا.
(2)
ليس في الأنفس شيء، لكن السّخاوي- عفا الله عنه- كثير الطعن في المعاصرين.
مات شهيدا بالطّعن يوم الأربعاء سابع صفر سنة 919، وصلّى عليه بالأزهر، ودفن بالصّحراء، وقد ذكره مطوّلا شيخنا مؤرّخ القدس القاضي محبّ الدّين العليميّ في تاريخه.- انتهى-
(1)
.
قلت: وأظنّه شارح «المحرّر» بالشّرح المبسوط الغريب الفوائد المسمّى ب «المقرّر»
(2)
.
101 -
أحمد بن عليّ بن أحمد بن محمّد بن سليمان بن حمزة العمريّ المقدسيّ ثمّ الصّالحيّ، شهاب الدّين بن فخر الدّين بن نجم الدّين بن عزّ الدّين
.
خطيب الجامع المظفّريّ. توفّي سنة 814. قاله في «الإنباء».
101 - خطيب الجامع المظفّريّ، (؟ - 814 هـ):
لم يذكره ابن مفلح ولا العليميّ، وهو في «التّسهيل»:(2/ 34).
وينظر: «إنباء الغمر» : (1/ 496)، و «الضّوء اللّامع»:(2/ 9).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أحمد بن علي بن حاتم (ابن الحبّال)(ت 833 هـ).
«المقصد» : (1/ 147).-
(1)
لا أدري من يعني بمؤرخ القدس القاضي محبّ الدّين العليمي؟ أهو يريد مجير الدّين العليمي (ت 928) صاحب «الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل» ، و «المنهج الأحمد
…
». وقد ختم العليمي المذكور كتابيه سنة 902 هـ فلم يدركه.
أو هو يقصد عليميّ آخر؟!
(2)
لا أعرف لهذا الشّرح وجودا؛ وكأنّي بالمؤلف- رحمه الله قد وقف عليه. وبعد الاطلاع على حاشية المؤلّف على «المنتهى» رأيت المؤلف يكثر من النقل عنه.
102 -
أحمد بن عليّ بن سالم الدّمشقيّ الخلوتيّ المعروف ب «ابن سالم» العمريّ
.
قال المحبّيّ: كان خليفة الشّيخ أيّوب
(1)
، والشّيخ أيّوب أخذ طريقة الخلوتيّة
(2)
عن العسّالي، وكان ابن سالم من خيار عباد الله الصّالحين، وكان قرأ الفقه والعربيّة وغيرهما، وله مشاركة جيّدة، وأخذ/ التّصوّف
(2)
عن شيخه
- وأحمد بن علي بن رضوان الحنبليّ.
- رأيت في مخطوطات الظّاهرية نسخة من «تعليقة ابن رسلان على الألفية لابن مالك» . بخط أحمد بن علي بن زهرة الحمصيّ، أبي الفضل الحنبليّ. وآل زهرة الحمصيّ من الحنابلة ترجم المؤلّف لجملة منهم، وأغلبهم من طريق «الشّذرات» عن العليمي مصدر تراجمهم الأول.
102 -
ابن سالم العمريّ الخلوتيّ، (؟ - 1086 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (334)، و «التّسهيل»:(2/ 159).
وينظر: «خلاصة الأثر» : (1/ 235).
(1)
هو الشّيخ أيّوب بن أحمد بن أيّوب القرشيّ الماتريديّ الحنفيّ الخلوتيّ الصّوفيّ، من كبار الصّوفية أصحاب الطّرق (ت 1071 هـ).
ذكر ابن عوض في ثبته أنّ الشّيخ عثمان بن قائد أخذ عنه طريقة التّصوف، رأيت لأيّوب المذكور ثبتا بمروياته في جامعة الملك سعود أفدت منه بعض التراجم.
أخباره في «خلاصة الأثر» : (1/ 428).
وأغلب طرق التّصوّف لها تجاوزات مخالفة لمنهج السّلف، وفيها مخالفة صريحة للكتاب والسّنّة نسأل الله السّلامة والعافية والاعتصام بالكتاب والسّنّة.
(2)
مضى التعليق على نحو ذلك في أول الترجمة رقم: 5، فلينظر.
المذكور، وألّف فيه تأليفا نافعا سمّاه «منهل الورّاد في الحثّ على قراءة الأوراد» ، وآخر سمّاه «تحفة الملوك لمن أراد تجريد السّلوك» ، وله رسالة في الحبّ وقفت عليها، ورأيته قد ذكر في آخرها مبدأ أمره وما انساق إليه حاله، وبعد وفاة شيخه المذكور، صار خليفة من بعده، وبايعه خلق كثير، واشتهر أمره، وبالجملة فإنّه كان من خيار النّاس إلى أن قال: وكانت وفاته سنة 1086، ودفن بمقبرة باب الفراديس رحمه الله تعالى.- انتهى-.
أقول: تصنيفه المذكور يسمّى بالاسمين فهما اسمان لمسمّى واحد كما ذكره في خطبته، لا كما ذكره المحبّي أنّهما اثنان، وهذا الكتاب ممّا منّ الله به عليّ، وهو كتاب نفيس، فيه فوائد لطيفة.
103 -
أحمد بن عليّ بن عبد الحميد، شهاب الدّين، بن القاضي علاء الدّين ابن البهاء البغداديّ ثمّ الدّمشقيّ الصّالحيّ، الإمام العلّامة
.
ولد ليلة الاثنين عاشر شهر ربيع الأوّل سنة 870، وأخذ العلم عن أبيه وغيره وانتهت إليه رئاسة مذهبه، وقصد بالفتاوى، وانتفع النّاس به فيها، وفي
103 - ابن البهاء، (870 - 927 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (100)، و «التّسهيل»:(2/ 127).
وينظر: «متعة الأذهان» : (9)، و «الكواكب السّائرة»:(1/ 140)، و «شذرات الذّهب»:(8/ 149).
وأرخ وفاته في «متعة الأذهان» ، و «الكواكب» في رجب سنة 929 هـ.
- ووالده علاء الدّين علي بن عبد الحميد القاضي ابن البهاء (ت 900 هـ) صاحب «فتح الملك العزيز في شرح الوجيز» لم يذكره المؤلّف، استدركه في موضعه إن شاء الله.
الأشغال، وتعاطى الشّهادة على وجه إتقان لم يسبق إليه، وفوّض إليه نيابة القضاء في الدّولة العثمانيّة زين العابدين الفنارى، ثمّ ترك ذلك وأقبل على العلم والعبادة. ومن تلامذته البدر الغزّي، وللبدر عليه مشيخة أيضا، هو الّذي أشار عليه بالكتابة على الفتوى بمحضر من والده الشّيخ رضيّ الدّين، وكان يمنعه أوّلا من الكتابة في حياة شيوخه، فاستأذنه صاحب التّرجمة فأذن له فيها. وتوفّي بكرة النّهار يوم الجمعة حادي عشر رجب سنة 927، ودفن بتربة باب الفراديس. قاله في «الشّذرات» .
104 -
أحمد بن عليّ بن عبد الله بن عليّ بن حاتم بن محمّد بن عمر بن يوسف، الشّهاب بن العلاء البعليّ الطّرابلسيّ، ويعرف ب «ابن الحبّال»
.
قال في «الضّوء» : ولد سنة 749 وتفقّه واشتغل قديما، وسمع الحديث من عمّه الجمال يوسف، وكان من القائمين في إزالة دولة الظّاهر برقوق بحيث أخذ معهم وضرب، ثمّ اشتهر بعد اللّنك بطرابلس وعظم شأنه وناب في قضائها، ثمّ اشتغل وصار أمر البلد إليه، وأكثر من القيام مع الطّلبة، والرّدّ عنهم، والتّعصّب لعقيدة الحنابلة، والإنصاف لأهل العلم، وكان أهل
104 - ابن الحبّال البعليّ، (749 - 833 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 147)، و «المنهج الأحمد»:(484)، و «مختصره»:(179)، و «التّسهيل»:(2/ 44).
وينظر: «إنباء الغمر» : (3/ 442)، و «معجم ابن حجر»:( ..... )، و «الضّوء اللّامع»:(2/ 26)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 4966)، و «قضاة دمشق»:
295، و «الدّارس»:(2/ 53)، و «الشّذرات»:(7/ 202).
طرابلس يعتقدون فيه أقصى رتب الكمال، بحيث نقل ابن قاضي شهبة عن الشّابّ النّائب أنّهم لو علموا جواز بعث الله لنبيّ في هذا الزّمان لكان هو، واستمرّ إلى أن نوّبه ابن الكويك في أوّل دولة الظّاهر ططر، وبعناية الدّاودار الكبير برسباي قبل سلطنته بقليل؛ لكونه كان يعرفه من طرابلس حتّى استقرّ في قضاء الشّام فدخلها في جمادى الآخرة سنة 24، وشرط أن لا يلزم بالرّكوب مع القضاة لدار السّعادة فاستمرّ إلى أن صرف في شعبان سنة 32 بسبب ما اعتراه من ضعف البصر والارتعاش وثقل السّمع، مع كونه كثير العبادة، ويلازم الجماعة.
قال التّقيّ ابن قاضي شهبة: وبعد عزله حمل إلى طرابلس فمات بعد وصوله بيوم في شهر ربيع الأوّل سنة 833/ عن أربع وثمانين سنة، وذكره شيخنا في «إنبائه» و «معجمه» ، وقال: أجاز لنا غير مرّة.
وفي عصره: أحمد ابن الحبّال، وسيأتي أيضا.
105 -
أحمد بن عليّ بن محمّد بن محمّد بن محمود بن عبادة- بالفتح-، الشّهاب الأنصاريّ الحلبيّ ثمّ الدّمشقيّ الصّالحيّ المؤذّن
.
105 - ابن الشّحّام، (781 - 864 هـ):
لم يذكره ابن مفلح.
أخباره في «المنهج الأحمد» : (498)، و «مختصره»:(187)، و «التّسهيل»:(2/ 71).
وينظر: «معجم ابن فهد» : (70)، و «الضّوء اللّامع»:(2/ 41)، و «الشّذرات»:(7/ 303)، و «الأنس»:(2/ 598)، و «حوادث الزمان»:(2/ 39).
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن الشّحّام» بمعجمة ثمّ مهملة مثقلة.
ولد يوم الجمعة قبيل الصّلاة خامس عشري المحرّم سنة 781 بدمشق، ونشأ بها فحفظ القرآن على أبيه والفخر العجلوني وغيرهما، و «العمدة» في الفقه للموفّق ابن قدامة، وحضر في الفقه على العلاء بن اللحّام، بل حضر مواعيد الزّين بن رجب، والجمال الفرخاويّ، وسمع الحديث على الكمالين ابن النّحّاس وابن عبد الحقّ، والحسن بن محمّد بن أبي الفتح البعليّ، وأبي حفص البالسيّ وآخرين، وحدّث ببلده وببيت المقدس وغيرهما، سمع منه الفضلاء، وحملت عنه بالصّالحيّة، وحجّ مرّتين وزار بيت المقدس.
ومات هناك في إحدى الجماديين سنة 864، ودفن بمقبرة الزّاهرة- انتهى-.
قال في «الشّذرات» : توفّي يوم الثّلاثاء تاسع جمادى الأولى وهو مؤذّن الجامع الأمويّ.
106 -
أحمد بن عليّ بن محمّد بن نصر الله بن عليّ بن محمّد بن نصر الله الدّاركونيّ الأصل، الحمويّ
.
قال في «الضّوء» : ودركو- بفتح الدّال-: قرية من قرى حماة، ويعرف كأبيه وجدّه ب «الخطيب» ؛ لكون جدّه كان خطيب دركو. كان مولد أبيه بها، ونشأ بها، ثمّ تحوّل منها إلى حماة، فولد له الشّهاب هذا في سنة 861، فحفظ القرآن وجوّده على عبد الرّحمن الكازواني- نسبة لكازو: قرية من قرى
106 - ابن نصر الله الدّاركونيّ، (848 - ؟):
أخباره عن «الضّوء اللّامع» : (2/ 42).
حماة-، وعليه قرأ «البخاري» ، بل تلا عليه إفرادا وجمعا للسّبع، وأجاز له، وكذا تلا معظم البقرة للسّبع بالقاهرة على الأزرق، أحد رواة ورش، والأصبهاني، أحد رواة قالون، وعلى الزّين جعفر السّنهوري، وقرأ في «المحرّر» على قاضي طرابلس العلاء بن باديس الحمويّ قبل انتقاله لطرابلس، وكذا قرأ عليه وعلى الشّمس بن قريجان في العربيّة، وعليهما معا في «البخاريّ» ، وقرأ فيه أيضا على الشّمس بن الحمصيّ الغزّي بها، وحجّ، وزار بيت المقدس، والخليل، وقدم القاهرة مرارا، وقرأ بها «البخاري» على الدّيمي، ثمّ اجتمع بي في أواخر رجب سنة 895، فسمع منّي «المسلسل» ، وقرأ عليّ قطعة من أوّل «البخاري» وآخره، وكذا من أوّل كلّ الكتب السّتة، وسمع من «مسند إمامه أحمد بن حنبل» وإمامنا الشّافعيّ وغير ذلك، وقرأ على الخيضريّ وغيره، وخطب بالجامع الكبير ببلده نيابة، وقرأ على العامّة، وتكسّب بالتّجارة، على وجه جميل.
107 -
أحمد بن عليّ الشّهير ب «ابن السّجّان» البعليّ، مفتي الحنابلة ببعلبكّ
.
قال في «سلك الدّرر» : هو الشّيخ، العالم، الفقيه، الفرضيّ، النّحويّ، الكامل، الصّالح، العالم، العلّامة، الواصل، الإمام، المقرئ، النّاسك، النّاصح للدّين، الإمام. قدم دمشق وقطن بها مجاورا في المدرسة العمريّة بالصّالحيّة، وقرأ على العلّامة الشّيخ محمّد بن بلبان الفقه،
107 - ابن السّجّان البعليّ، (؟ - 1114 هـ):
أخباره في «سلك الدّرر» : (4/ 183)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(116)، و «التّسهيل»:(2/ 166).
والفرائض، والحساب، والعربيّة، وتفوّق بالفقه، وممّا وقع له بدمشق أنّ ولده الشّيخ محمّدا تشاجر مع رجل ميازريّ شريف من أهالي دمشق وتشاتما، ثمّ بعد ذلك وفّق بينهما بعض النّاس وأصلح بينهما في محكمة الصّالحيّة عند نائب الحكم، وهو الشّيخ عبد الوهّاب العكريّ
(1)
، وكتببذلك حجّة، فبعد مضي أيّام خرج ذلك الميازريّ بالأعلام والمزاهر إلى طرابلس الشّام مشتكيا ولد المترجم إلى كافلها أصلان باشا، فأمر حالا فطلب سبعمائة قرش من الشّيخ محمّد، وأتعبهم في استخراجها، وتعب لذلك الشّيخ المترجم جدّا، ثمّ جاء إلى دمشق وأخبر بعض أعيانها فانتصر له جماعة، منهم: جدّي الكبير قطب العارفين الشّيخ مراد الأوزبكي نزيل دمشق، والمولى أسعد بن أحمد الصّدّيقيّ، وأرسلوا كتبا إلى الوزير يترجّون إرجاع ما أخذ من الشّيخ، ففعل وردّ ما أخذ، وأكرم الشّيخ غاية الإكرام.
وكانت وفاته يوم الخميس ختام جمادى الآخرة سنة 1114، ودفن ببعلبك عند الوليّ الشّيخ عبد الله اليونينيّ.
(1)
عبد الوهّاب هذا هو ابن الشّيخ عبد الحيّ بن العماد الحنبلي صاحب «الشّذرات» جاء في «سلك الدّرر» : «كان حنبليّا فتحنّف هو وأخوه الشيخ محمد. قال: وكان والده من العلماء المشاهير، وأخبرت أن له شرحا على الأربعين النّووية» ولم يذكر وفاته.
108 -
أحمد بن عمر بن محمّد بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي، الشّهاب بن الزّين بن الحافظ الشّمس محمّد القرشيّ العمريّ المقدسيّ الصّالحيّ، نزيل الشّبيليّة
(1)
.
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن زين الدّين» ولد سنة 793، وأحضر على أبي الهول الجزريّ، ودنيا وفاطمة وعائشة بنات ابن عبد الهادي، وسمع على أبيه، ومحمّد بن الرّشيد عبد الرّحمن بن أبي عمر، والشّهاب أحمد بن أبي بكر بن العزّ، ومحمّد بن محمّد بن عمر بن عوض وجماعة، وزعم ابن/ أبي عدينة
(2)
أنّه سمع ابن أميلة وطبقته، وهو كذب بحت، وحدّث، سمع منه الأئمّة، لقيته بصالحيّة دمشق فقرأت عليه أشياء، وكان خيّرا من بيت حديث وجلالة. ومات يوم الخميس رابع شوّال سنة 861.
108 - أحمد بن عمر بن عبد الهادي، (783 - 861 هـ):
لم يذكره ابن مفلح.
أخباره في «المنهج الأحمد» : (498)، و «مختصره»:(188)، و «التّسهيل»:(2/ 68). وينظر: «معجم ابن فهد» : (79)، و «الضّوء اللّامع»:(2/ 52)، و «عنوان الزّمان»:(40)، «حوادث الزّمان»:(2/ 33).
(1)
كذا في الأصل: «الشّبيلية» بزيادة ياء بعد الباء وقبل اللام، والصّواب حذف هذه الياء «الشّبلية» ، وهما مدرستان بدمشق، الشبلية البرانية، والشبلية الجوانية. يراجع «الدّارس في تاريخ المدارس»:(1/ 66، 358، 446، 521، 527)، و «منادمة الأطال»:(176، 178)، و «خطط دمشق»:(194، 196).
(2)
كذا في الأصل أيضا «عدينة» وفي بعض المصادر «عذيبة» وهو الصّواب. تقدّم التعريف به.
109 -
أحمد بن عيسى بن عبد الله النّابلسيّ السّيليّ
.
قال ابن طولون: هو الشّيخ الإمام المتفنّن، المفيد، الرّحلة، الصّالح، الزّاهد، الورع، شهاب الدّين، أبو العبّاس المعروف ب «الذّويب» - تصغير ذيب بغير همز-، وكان يقول: لا تهمز الذّيب يأكلك، اشتغل قديما على التّقي بن قندس وعني بتجويد القرآن فأخذه أخيرا عن الشّيخ محمّد العجميّ، قدم دمشق فمهر فيه، وصار له خبرة بمخارج الحروف وصفاتها، وقرأ بعدّة روايات من السّبعة على جماعة من المقادسة، وتردّد إلى الصّالحيّة مرارا، وقرأ بمدرسة الشّيخ أبي عمر، وكانت جماعته الحنابلة تعظّمه كثيرا، اجتمعت به قبل أن أنزل اسمه على شخصه عند شيخنا ناصر الدّين بن زريق في خلوته بمدرسة جدّه المذكور، وكنت جئته لأقرأ عليه في «سنن ابن ماجه» فلمّا أن جلست رأيتهما يتذاكران في مخارج الحروف، ثمّ انجرّ الكلام إلى معرفة مخرج الضّاد ففهم شيخنا من كلام الذّويب أن ما ثمّ من يخرج الضّاد صحيحا
109 - شهاب الدّين السّيليّ، (؟ - 909 هـ):
هو المعروف ب «ذويب» بدون همز.
لم يذكره ابن مفلح ولا العليمي.
أخباره في «الجوهر المنضّد» : (39) ترجمة مختصرة اقتصر فيها على قوله: «ذويب اسمه الشّيخ أحمد السّيلي، اشتغل وعنى بالتّجويد والقراءات» . و «التّسهيل» : (2/ 120). أخباره في «القلائد الجوهرية» : (593).
* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله تعالى-:
- أحمد بن عيسى الحنبليّ (ت 844 هـ).
يراجع: «إنباء الغمر» .
إلّا هو، ومن اتّبع طريقته فنقل له شيخنا ما قاله العلّامة فخر الدّين الرّازي ما يخرج الضّاد صحيحا إلّا الرّسول صلى الله عليه وسلم ولكن يجب على التّالي أن يجتهد ما استطاع من مخرجها؛ لأنّها حرف فصاحة، والمكّاويّون يعانون مخرجها.
- انتهى-.
فسألتهما: هل بين مخرج الحرف ومقطعه فرق أم هما مترادفان؟ فأجابا بأنّ الظّاهر عدم الفرق بينهما، فقلت: بل بينهما فرق؛ إذ المخرج محلّ خروج الحروف، والمقطع حرف مع حركة، أو حرفان ثانيهما ساكن، على ما صرّح به ابن سينا في «الموسيقى» ، والفارابي في كتاب «الألفاظ» ، لكن قد يطلق ذا على ذاك مجازا، من إطلاق الحال على المحلّ، فقال لي شيخنا، كيف تلفظ بالضّادين من الضَّالِّينَ
(1)
، فقلت له: أمّا الأولى فاض، وأمّا الثّانية فضه؛ لأنّك إذا سئلت عن التّلفّظ بحرف من كلمة وكان ساكنا حكيته بهمزة الوصل وإن كان متحرّكا حكيته بهاء السّكت، كذا أفاده أبو الخير ابن الجزريّ وغيره، ثمّ قال لي الذّويب: كم معنا في الحروف حرف له مخرجان؟
فقلت: ثلاثة أحرف: الواو والياء- إذا كان قبلهما حركة من جنسهما بأن كان ما قبل الواو ضمّة، وما قبل الياء كسرة يخرجان من الجوف على الصّحيح، ويقال لهما: حرفا مدّ ولين، كيدعو ويرمي، وإذا كان ما قبلهما حركة من غير جنسهما بأن كان ما قبلهما فتحة فتخرج الواو من الشّفتين، والياء من وسط اللّسان، ويقال لهما: حرفا لين فقط، كخوف وقريش- والثّالث: النّون إن كانت متحرّكة تخرج من طرف اللّسان ومحاذيه من اللّثّة، وإن كانت ساكنة
(1)
سورة الفاتحة، الآية:7.
فمن الخيشوم ك (نسفعن)
(1)
، فاستحسنا ذلك منّي، ثمّ قال لي شيخنا:
/ اقرأ في كتابك. فشرعت في القراءة في كتاب «السّنن» المذكور وافتتحت بكتاب الصّلاة إلى أن انتهى المجلس وهو جالس يسمع، فقال لي: نعم ما تقرأ، لكن في نطقك بالثّاء المثلثة والتّاء المثنّاة فوق بعض لكنة، فأنشدته قول الشّمس بن الجزريّ:
وشخص من القرّاء أضحى منازعي
…
ويزعم جهلا أنّه شيخ إقراء
ينازعني في الثّاء وصفا ومخرجا
…
فقلت له مولاي أخبر بالثّاء
وقول بعضهم:
من أمور لك شتّى
…
صيّف القلب وشتّى
كم ليال مع غزال
…
يا محبّ الدّين بتّا
فقام من المجلس مغضبا، ثمّ لا طفته بعد ذلك ثمّ حلّيت عليه «الواضحة في تجويد الفاتحة» ، ثمّ قرأت عليه الفاتحة بمضمونها، ثمّ أنشدني كثيرا، فمن ذلك لنفسه:
والضّاد مخرجه عسير جدّا
…
من أوّل احدى الحافتين يبدا
(1)
سورة علق، الآية:15.
مع ما يلي الأضراس مستطيل
…
رخو ومن يقرأ كذا قليل
قارئه بالصّفة المقرّره
…
سبحان من عسّره ويسّره
إلى آخرها. توفّي يوم الجمعة حادي عشر جمادى الآخرة سنة 909، ودفن بمقبرة الشّيخ أبي عمر بالسّفح.
110 -
أحمد بن عيسى بن موسى الكفرسبيّ ثمّ الدّمشقيّ
.
110 - الكفرسبيّ، (؟ - 900 هـ).
لم أجده في موضعه من «الضّوء» .
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أحمد بن عيسى الوهيبيّ التّميميّ النّجديّ الحنبليّ.
رأيت له شرحا على منظومة في الفرائض في الظاهرية بدمشق رقم (9789) مكتوبة سنة 1082 هـ.
ولا أدري فلعلّ بين أحمد وعيسى عدد من الآباء، فآل عيسى أسر مشهورة في نجد، وهذا المذكور لا ينتمي إلى أسرة المؤرّخ العلم النّسّابة الشّيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى (ت 1346 هـ) وأعمامه وأبناء عمه وأقربائه: لأنّ الشّيخ إبراهيم وذويه من بني زيد من قضاعة، والمذكور وهيبيّ تميميّ والله تعالى أعلم.
وهو غير أحمد بن إبراهيم بن عيسى شارح «النّونيّة» فهذا متأخر جدّا، وهو من بني زيد أيضا. وهو عم الشيخ إبراهيم المتقدم ذكره. وأفردته لشهرته.
وهو أيضا غير:
- أحمد بن عيسى النّجديّ المرشديّ العمرويّ، ذكره ابن عثيمين في «التّسهيل» فقال: ذكر ابن بشر في «تاريخه» : وقال: العالم الفاضل اللّوذعيّ كان عالما-
قال في «الضّوء» : ممّن أخذ عن ابن قندس، وجوّد القرآن عن ابن عمران وعبد الكريم القدسيّ، وعلى أحمد الزّبيريّ بمكّة، وعلى غيرهم بالقاهرة، بل قرأ لعاصم، وجاور في سنة 870، ثمّ قدم مكّة سنة 900 بحرا فلقيني فأخذ عنّي، وهو ممّن يتكسّب.
- نحريرا، تولى القضاء في نجد واشتغل وتوفّي سنة ستّ وأربعين بعد الألف.
تحقيق وتعقيب: يقول الفقير إلى الله تعالى: عبد الرّحمن بن سليمان العثيمين: الذي ذكر ابن بشر في «عنوان المجد» : (2/ 321)، (في سابقه سنة 1046 هـ):«وفيها توفي القاضي أحمد بن عيسى المرشدي العمري» .
ولم يزد على ذلك شيئا فهو أولا عمريّ لا عمرويّ، وهو حجازيّ مكّيّ لا نجديّ، ولم يذكر ابن بشر تلك الأوصاف والحلى التي وصفه الشّيخ ابن عثيمين وحلّاه بها ونسبها إلى ابن بشر؟ وإنما ذكر اسمه مجرّدا، وفوق هذا وذاك هو حنفيّ المذهب لا حنبلي، وأخطأ ابن عثيمين وابن بشر- عفا الله عنهما- في سنة وفاته، والصّحيح أنه مات لخمس خلون من ذي الحجّة سنة سبع وأربعين وألف- رحمه الله رحمة واسعة- كذا قال المحبي في «خلاصة الأثر»:(1/ 371)، وقال: واتّفق تاريخ وفاته صدر هذا البيت:
من شاء بعدك فليمت
…
فعليك كنت أحاذر
أقول: الموت والحياة لا تكون إلا بمشيئة الله وإرادته «ما شاء كان
…
».
وابن عيسى المرشديّ هذا نحويّ لغويّ أديب فقيه مفسّر، اطلعت له على مجاميع كثيرة لا تحضرني الآن قيّدت بعضها، أغلبها في النّحو والأدب منها مدائح نبوية.
توفي بمكة، وكان قاضيها رحمه الله.
وآل المرشديّ من الأسر العلمية المكيّة القديمة، توارثوا العلم كابرا عن كابر، -
111 -
أحمد بن محمّد بن أبي الزّهر بن عطيّة، أبو العبّاس، شهاب الدّين الهكّاريّ
.
- وتنافس في الشّهرة الأسر العلمية الأخرى المكيّة أيضا مثل آل ظهيرة، وآل النّويريّ، وآل الطّبري، وآل فهد، وآل الفاسيّ
…
(والحديث ذو شجون).
- وأحمد بن فيروز بن بسّام. ذكره الشّيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى في «تاريخ بعض الحوادث» : (47) ممن كان معاصرا لابن عطوة من العلماء زمن الأمير أجود ابن زامل الخالدي النّجدي العقيليّ.
- وأحمد بن مانع بن إبراهيم بن حمدان التّميميّ النّجديّ (ت 1186 هـ) من تلاميذ شيخ الإسلام الإمام المجدّد محمّد بن عبد الوهّاب- رحمهما الله- والمذكور صاحب ردود في الدّفاع عن العقيدة، وصيانة السّنة المحمدية المطهرة جزاه الله خيرا وأثابه الجنة بمنه وكرمه وجميع المسلمين. ولا أدري فلعل المؤلّف أسقطه عمدا على منهجه في معاداة أئمّة الدّعوة عفا الله عنه.
111 -
الهكّاريّ، (680 - 760 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 179)، و «المنهج الأحمد»:(454)، و «مختصره»:(157).
وينظر: «المنتقى من مشيخة ابن رجب» : (رقم 204)، و «ذيل العبر» للحسيني:
329، و «الدّرر الكامنة»:(1/ 280)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة» ، و «الشّذرات»:(6/ 188).
الهكّاري: «بالفتح وتشديد الكاف وراء وياء نسبة: منسوب إلى بلدة وناحية وقرى فوق الموصل في بلد جزيرة ابن عمر يسكنها أكراد يقال لهم: الهكارية» . «معجم البلدان» : (5/ 408)، وفي نسب المترجم: الغسولي: منسوب إلى غسولة: اسم بلدة في غوطة دمشق.-
الشّيخ، الإمام، سمع من ابن البخاري «مشيخته» وغيرها، وسمع منه الذّهبيّ وابن رجب، وابن العراقي وغيرهم، وكان شيخا، صالحا، حسنا، من أولاد المشايخ.
112 -
أحمد بن محمّد بن أحمد بن تمّام السّرّاج، أبو العبّاس
.
الشّيخ، الصّالح، حضر في الثّانية على ابن القوّاس «معجم ابن جميع» وسمع الغسولي وغيره، وحدّث، سمع منه سعيد الدّهلي، والحسينيّ، وابن آي دغدي وجماعة، وكان رجلا جيّدا.
توفّي سابع ذي الحجّة سنة 760 ودفن بالسّفح. قاله في «الشّذرات» .
وفي «الدّرر» كذلك، وأنّه ولد سنة 691.
- * يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أحمد بن محمّد بن أحمد بن بجاد البجاديّ التّميميّ النّجديّ (ت 1078 هـ).
يراجع: «علماء نجد» : (1/ 184).
112 -
السّراج التّلّي، (691 - 760 هـ):
أبو العبّاس الصّالحيّ.
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 180)، و «المنهج الأحمد»:(455)، و «مختصره»:(157). وينظر: «وفيات ابن رافع» : (2/ 224)، و «الدّرر الكامنة»:(1/ 275)، و «القلائد الجوهريّة»:(2/ 419)، و «الشّذرات»:(6/ 189).
* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أحمد بن محمّد بن خيخ المقرنيّ النّجديّ، ذكره المنقور في «مجموعة» ، أخذ العلم عن أحمد بن محمّد البسّام (ت 1040 هـ تقريبا)
…
وغيره.
يراجع: «علماء نجد» : (1/ 901).
113 -
أحمد بن محمّد بن أحمد بن المحبّ عبد الله المقدسيّ
.
قال في «الدّرر» : أحضر على الحجّار، وسمع من غيره، ومهر، وتكلّم على النّاس فأجاد، وكانت له عناية بالحديث.
وقال في «الإنباء» : كان لوعظه وقع في القلوب، وهو أخو المحبّ عبد الله الّذي مات سنة 738.
114 -
أحمد بن محمّد بن أحمد بن التّقيّ سليمان بن حمزة، الشّهاب بن العزّ المقدسيّ
.
113 - ابن المحبّ المقدسيّ، (739 - 776 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليمي.
أخباره في: «إنباء الغمر» : (1/ 80)، و «الدّرر الكامنة»:(1/ 259)، و «ذيل التّقييد»:(129).
* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أحمد بن محمّد بن زيد الموصلي النّحوي (ت 870 هـ).
يراجع: «المقصد الأرشد» : (1/ رقم 20)، و «المنهج الأحمد»:(499)، و «مختصره»:(660).
114 -
شهاب الدّين ابن قدامة، (743 - 802 هـ):
من آل قدامة المقادسة.
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليميّ.
أخباره في «إنباء الغمر» : (2/ 115)، و «معجم ابن حجر»:(73)، و «الضّوء اللّامع»:(2/ 74)، و «الشّذرات»:(7/ 15).
قال الحافظ ابن حجر: «ولد سنة إحدى وأربعين
…
من مروياته «المنتقى» من-
قال في «الضّوء» : سمع من العزّ محمّد بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر وغيره، وناب في الحكم عن أخيه البدر.
مات في المحرّم سنة 802، وله إحدى وستّون سنة. قاله شيخنا في «إنبائه» قال: ولي منه إجازة، وذكره في «معجمه» وقال: إنّه ولد في سنة 41 ومن مرويّاته «المنتقى من أربعي عبد الخالق بن زاهر» سمعه على العزّ المذكور.
115 -
أحمد بن محمّد بن أحمد بن السّيف، الشّهاب الصّالحيّ
.
قال في «الضّوء» : سمع من عليّ بن العزّ عمر، وفاطمة بنت العزّ إبراهيم وغيرهما، وحدّث.
قال شيخنا في «معجمه» ، و «تاريخه»: أجاز لي.
ومات في جمادى الآخرة سنة 802.
- انتقاء عبد الخالق بن زاهر بن طاهر، سمعه من الفرضيّ محمد بن إبراهيم بن أبي عمر «أنا» عمر بن محمد الكرماني «أنا» القاسم بن عبد الله بن عمر الصفار «أنا» عبد الخالق، أجاز لي».
115 -
ابن السّيف، (؟ - 802 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليمي، وهو في «التّسهيل»:(2/ 20).
أخباره في «معجم الحافظ ابن رجب» : (73)، و «إنباء الغمر»:(2/ 115)، و «الضّوء اللّامع»:(2/ 74).
قال الحافظ ابن حجر: «ولي منه إجازة» .-
116 -
أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن الشّيخ أبي عمر، الشّهاب، أبو العبّاس بن النّاصر أبي عبد الله المقدسيّ الصّالحيّ
.
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن زريق» - بتقديم الزّاي- قريب ناصر الدّين بن أبي بكر بن عبد الرّحمن الآتي، وأمّه أمة اللطيف ابنة محمّد بن المحبّ ستأتي أيضا في النّساء.
ولد على رأس القرن، ومات أبوه وهو طفل، فقرأ القرآن و «الخرقيّ» ، و «مختصر الهداية» لابن رزين، و «زوائد الكافي على الخرقيّ» ، ونظم الصّرصريّ»، و «الطّوفي» و «مفردات المذهب» / نظم ابن عمّه القاضي عزّ الدّين، وجانبا من «الفروع» ، واشتغل في العلوم على الشّمس القباقبيّ، والشّرف بن مفلح، وناب في القضاء لابن الحبّال وغيره، ولازم المسجد للوعظ ونحوه، وكان زائد الذّكاء، وله فضيلة ونظم ونثر، وملكة في تنميق الكلام بحيث يبكي ويضحك في آن واحد، وفصاحة وحسن مجالسة، وكثرة استحضار لمحافيظه، وغالب اشتغاله بعلمه، لا مع الأشياخ، ولمّا ماتت أمّه
116 - شهاب الدّين ابن زريق، (800 - 842 هـ):
من آل قدامة المقادسة.
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 185)، و «المنهج الأحمد»:(487)، و «مختصره»:(180)، و «التّسهيل»:(2/ 52).
وينظر: «الضّوء اللّامع» : (284)، و «القلائد الجوهريّة»:(2/ 392)، و «الشّذرات»:(7/ 240).-
رغب عن وظائفه وانجمع عن النّاس، وأقبل على العبادة وكثر بكاؤه وندمه، ولم يلبث أن مات بعد سنتين وذلك سنة 842
(1)
.
117 -
أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد، الشّهاب العروفيّ الدّمشقيّ الصّالحيّ، صهر الباعوني ونقيبه، ويعرف ب «العروفي» ، قاله في «الضّوء»
.
117 - شهاب الدّين العروفيّ، (807 - 874 هـ):
لم يذكره ابن مفلح.
أخباره في «المنهج الأحمد» : (497)، و «مختصره»:(187)، و «التّسهيل»:(2/ 75).
وينظر: «الضّوء اللّامع» : (2/ 85، 91)، و «حوادث الزّمان»:(2/ 55).
ذكره العليميّ في «المنهج الأحمد» ممن كان في عصر الشّيخ تقيّ الدّين بن قندس من فقهاء الحنابلة ورواة الحديث الشّريف، وقال:«مولده على ما كتبه بخطّه في شهر جمادى الآخرة سنة 807 هـ» ولم يذكر أخباره، وذكر أنه كان موجودا سنة 859 هـ.
ثم ذكر الحافظ السّخاوي في «الضّوء» : أنه مات بعد 870 كما نقل المؤلّف عنه وفي «حوادث الزّمان» للحمصي قال في حوادث سنة 874: «وفي ليلة سابع عشر رجب توفّي الشّيخ المسند الفاضل شهاب الدين أحمد بن محمد بن أحمد العوريفي الحنبلي الشّاهد بصالحية دمشق ودفن بالرّوضة» .
وذكره ابن عثيمين في «التّسهيل» : (2/ 75) في وفيات سنة 871 هـ وهو خطأ؛ اعتمادا على قول السخاوي: مات بعد السبعين والثمانمائة.-
(1)
في «المقصد» : «سنة إحدى وأربعين وثمانمائة» .
وقال: ولد في جمادى الأولى سنة 807 بالصّالحيّة، ونشأ بها فحفظ القرآن، و «العمدة» ، وحضر فيها على التّقيّ بن قندس، وسمع على عبد الرّحمن بن خليل الحرستانيّ سابع «حديث شيبان»
(1)
، وحدّث به، سمعه منه الطّلبة، قرأته عليه ببرزة
(2)
من ضواحي الشّام، وكان قد تعانى الشّروط، وباشر النّقابة عند صهره، فحمدت سيرته، وحجّ غير مرّة، وأمّ بالصّالحيّة، ونعم الرّجل. مات بعد سنة 870.
- (العروفي) هكذا بخط يد المؤلّف- رحمه الله، وفي المصادر:(العوريفي) وذكره الحافظ السخاوي مرتين مرة ب «العروفي» ومرة ب «العرويفي» وقال في الثانية: «كذا كتبه ابن عزم والصواب: (العروفي) وقد مضى
…
».
يقصد به «إنباء الغمر» .
* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أحمد بن محمّد بن صعب النّجديّ الزّبيريّ (ت 1254 هـ).
يراجع: «علماء نجد» : (1/ 191).
(1)
كذا في الأصل، وفي «الضّوء» ، وهو مصدر المؤلّف، والصّواب: سنان بالسين المكسورة المهملة والنّون وهو: «حديث ابن سنان» أو «جزء ابن سنان» وهو محمد ابن سنان القزاز (ت 371 هـ) وهذا الجزء موجود في دار الكتب الظاهرية ضمن مجاميعها «نسختان» وله نسخة ثالثة في دار الكتب المصرية وغيرها.
(2)
هي قرية من قرى الغوطة بدمشق. يراجع: «معجم البلدان» : (1/ 382)، و «غوطة دمشق»:(18، 57)
…
118 -
أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسين بن عمر، الشّهاب، أبو العبّاس الأيكيّ الحواصريّ الفارسيّ الفيروزآباديّ، نزيل بيت المقدس، ثمّ الرّملة
.
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن العجميّ» و «ابن المهندس» ، ويلقّب:
ب «زغلش» - بفتح الزّاي وسكون المعجمة وكسر اللّام وآخره معجمة-. قال شيخنا: سمع بالقدس والشّام من جدّه وأبيه، وأبوه صاحب الفخر أيضا، ومن
118 - ابن المهندس، (744 - 803 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، وذكره العليمي في «المنهج الأحمد»:(478)، و «مختصره»:
174.
وينظر: «معجم الحافظ ابن حجر» : (73)، و «إنباء الغمر»:(2/ 155)، و «الضّوء اللّامع»:(2/ 86)، و «الأنس الجليل»:(2/ 259)، و «الشّذرات» .
* وجدّه أحمد بن محمد بن عمر ت 771 هـ سيذكره المؤلّف، أمّا والده فلم يذكر.
و (زغنش) ضبطها السّخاوي في «الضّوء» كما ضبط المؤلّف هنا ونقل الضّبط عن الحافظ ابن حجر، وضبطها ابن مفلح في «المقصد الأرشد»:(1/ 182)، في ترجمة جده:«بضم الزاي وسكون الغين وضم النون وسكون الشين، بالغين والشّين المعجمتين» ضبطها ابن مفلح بالحركات وقيّدها ابن بدران في نسخته من «المقصد» بالحروف. قال الحافظ ابن حجر: «سمع من جده وأبيه والميدومي، وابن هبل وابن أميلة في آخرين. وطلب بنفسه ومهر في القراءات وحصل الكثير من الأجزاء
…
لقيته بالرّملة وذكر لي ما يدلّ على أنه ولد سنة أربع وأربعين، وأسمع على الميدومي المسلسل بالأولية، وحدّثنا به عنه بشرطه، وذكر لي أنه سمع كتاب «الأذكار» للنّووي على إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن فلاح بسماعه على أبي الحسن ابن العطّار بسماعه منه، وحدّثني بحديثين مسندين من الكتاب المذكور، حديث «الأعمال» ، وحديث أبي ذرّ» الطّويل. وقرأت عليه الأحاديث المخرجة في «مشيخة-
الميدوميّ، وابن الهبل، وابن أميلة في آخرين منهم: محمّد بن عبد الله بن سليمان بن خطيب بيت الآبار، سمع عليه «جزء الأنصاري» ، وإبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن فلاح، قال: إنّه سمع عليه «الأذكار» وطلب بنفسه، ومهر في القراءات، وحصّل الكثير منع الأجزاء والكتب، وتمهّر، ثمّ افتقر وخمل في آخر أمره، لقيته بالرّملة فذكر لي ما يدلّ على أنّه ولد سنة 44، وممّا سمعه على الميدوميّ «المسلسل» ، وقد سمعه منه شيخنا، وقرأ عليه غير ذلك.
ومات في رمضان سنة 803.
وقال في «الإنباء» : سمعت منه بالرّملة فوجدته حسن المذاكرة، لكنّه عانى الكدية واستطابها، وصار زريّ الملبس والهيئة، وحصّل كتبا كثيرة، تمزّقت بعد موته مع كثرتها.
قلت: وسماع الزّين الزّركشيّ ل «صحيح مسلم» على البياني بقراءته في الشّيخونيّة، وانتهى في رمضان سنة 765، وذكره المقريزيّ في «عقوده» .
- انتهى-.
قال العليميّ في «الأنس الجليل» : رحل، وكتب، وسمع على الحفّاظ، وروى عنه جماعة من الأعيان؛ منهم قاضي القضاة سعد الدّين الدّيريّ الحنفيّ
- الفخر» من جزء الأنصاري
…
» وذكر جملة من مسموعاته عليه.
* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أحمد بن محمّد بن أحمد البقاعيّ الحنبليّ، نسخ شرح ابن عقيل على الألفية سنة 1089 هـ نسخة الظاهرية رقم (1772) وإنما استدركته بناء على منهج المؤلّف رحمه الله.
إلى أن قال: وتوفّي بالقدس الشّريف سنة 804
(1)
، ودفن بتربة باب القطّانين عن يمين الخارج من الخوخة.
119 -
أحمد بن محمّد بن أحمد، الشّهاب المشهديّ القاهريّ الزّركشيّ
.
قال في «الضّوء» : ممّن اشتغل وفهم، وسمع ختم «البخاري» على أمّ هاني الهورينيّة ومن كان معها، وقرأ/ في الجوق، وتكسّب بالشّهادة، ثمّ كفّ، مع ملازمته بعض وظائفه، وكان حادّ الخلق.
120 -
أحمد بن محمّد بن أحمد الشّويكيّ النّابلسيّ الصّالحيّ، شهاب الدّين، أبو الفضل، مفتي الحنابلة بدمشق، العلّامة، الزّاهد
.
ولد سنة 6، أو سنة 875، بقرية الشّويكة من بلاد نابلس، ثمّ قدم دمشق وسكن صالحيّتها، وحفظ القرآن العظيم بمدرسة أبي عمر، و «الخرقيّ»
119 - المشهديّ الزّركشيّ، (؟ -؟):
أخباره هنا عن «الضّوء اللّامع» : (2/ 94)، وعنه في «التّسهيل»:(2/ 105).
120 -
أبو الفضل الشّويكيّ، (875 - 949 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (105)، و «التّسهيل»:(2/ 130).
وينظر: «متعة الأذهان» : (15)، و «الكواكب السّائرة»:(2/ 99)، و «شذرات الذّهب»:(8/ 231)، وجعل وفاته سنة 939 هـ وتبعه ابن عثيمين وهو خطأ ظاهر.
قال ياقوت في «معجم البلدان» : (3/ 374): «الشّويكة بلفظ تصغير الشّوكة: قرية بنواحي القدس» .
رأيت في نسخة من «مجموع المنقور» رحمه الله مكتوبة سنة 1131 هـ وفي آخرها-
(1)
في «الأنس الجليل» : «وقيل ثلاث وثمانمائة» .
و «الملحة» وغير ذلك، ثمّ سمع الحديث على ناصر الدّين بن زريق، وحجّ وجاور في مكّة سنتين، وصنّف في مجاورته كتاب «التّوضيح في الجمع بين المقنع والتّنقيح» ، وزاد عليها أشياء مهمّة.
قال ابن طولون: وسبقه إلى ذلك شيخه الشّهاب العسكريّ لكنّه مات قبل إتمامه، فإنّه وصل فيه إلى الوصايا، وعصريّه أبو الفضل بن النّجّار ولكنّه عقّد عبارته.- انتهى-.
- إجازة من أحمد الحجّاوي لتلميذه ابن أبي حميدان النّجديّ ما نصه:
وذكر أحمد ثلاث مرّات والنّسخة ليست بخط الحجّاوي، ومجموع المنقور محفوظ في مكتبة جامعة الإمام رقم (184)، وهي نسخة متقنة، وكذا هو في «عنوان المجد»:(2/ 304).
ثم رأيت ما يؤكّد تكرّر أحمد ثلاث مرات بخطّ يده يروي عنه المسلسل بالحنابلة وكتب عليه الشّويكي بخطّ يده: أحمد الشّويكي ولم يزد. قال الشّماع الحلبيّ صاحب «الثّبت» رحمه الله:
«وقرأت على الشّيخ العلّامة الصّالح مفتي الحنابلة ومدرسهم شهاب الدّين أبي العباس أحمد بن أحمد بن أحمد بن علي بن منصور الشّويكيّ ثم الصّالحيّ الدّمشقيّ الحنبليّ نفع الله به (المسلسل بالحنابلة) قال: أخبرنا به الشّيخ العلّامة محدّث الشّام ومؤرخها جمال الدّين يوسف بن الحسن بن أحمد بن عبد الهادي الصالحيّ الحنبليّ الشهير ب (ابن المبرد)
…
».
وتوفّي في المدينة المنوّرة ثامن عشر من صفر سنة 939، ودفن بالبقيع ورئي في المنام يقول: اكتبوا على قبري هذه الآية
(1)
: وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ الآية. قاله في «الشّذرات»
(2)
.
وأقول: هو جدّ المذكور بعده لكن نسبه المحبّيّ في ترجمة حفيده أنّه أحمد بن أحمد فليحرّر. وقد رأيت في هامش كتبه: أحمد بن أحمد الشّويكيّ فلعلّه هو فيكون الصّواب مع المحبّيّ دون ما في «الشّذرات» ، والله أعلم، وهو شيخ علّامة المذهب الشّيخ موسى الحجّاويّ.
121 -
أحمد بن محمّد بن أحمد- نزيل طيبة والمتوفّى بها- بن أحمد بن عمر ابن أحمد بن أبي بكر بن أحمد، أبو العبّاس، شهاب الدّين المعروف ب «الشّويكيّ» الصّالحيّ. هكذا نسبه المحبّيّ
.
وقال: كان من أفاضل الحنابلة بدمشق وكان غزير العلم، سريع الفهم، حسن المحاضرة، فصيح العبارة، وفيه تواضع وسخاء.
121 - الشّهاب الشّويكيّ، (937 - 1007 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (166)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(92).
وينظر: «خلاصة الأثر» : (1/ 280)، و «لطف السمر»:(1/ 267)، و «تراجم الأعيان»:(1/ 51).
* وهناك أحمد بن محمّد الحسني الشّويكي ملك «شرح المغني» للدّماميني بعد سنة 1057 هـ نسخة الظاهرية رقم (7394).
(1)
سورة النساء، الآية:100.
(2)
ينهى عن الكتابة على القبور سدّا لذرائع الشرك والبدع في الدين. وما نزل القرآن العظيم لهذا. وخير الزاد التقوى.
ولد بصالحيّة دمشق سنة 937، وحفظ القرآن، و «المقنع» في الفقه، وأخذ الفقه وغيره عن محرّر مذهبهم العلّامة موسى الحجّاوي الصّالحيّ، وأخذ العربيّة وغيرها من الفنون عن الشّمس محمّد بن طولون، والملّا محبّ الله، والعلّامة أبي الفتح الششتريّ، والعلّامة عماد الدّين بن علاء الدّين، والشّهاب أحمد بن بدر الطّيبي الكبير، ثمّ رحل إلى مصر وأخذ بها عن الجلّة من العلماء كشيخ الإسلام تقيّ الدّين أبي بكر محمّد الفتوحيّ، ورجع إلى دمشق وأفتى بها ودرّس نحو ستّين سنة، وسلّم له فقهاء المذهب، غير أنّه كان على مذهب ابن تيميّة من القول بتجويز التّزويج بعد الطّلاق الثّلاث، وتولّى القضاء بالصّالحيّة وقناة العوني
(1)
والكبرى
(2)
، وكان يحكم ببيع الأوقاف، وترك الصّالحيّة في آخر عمره وقطن بدمشق بالقرب من الجامع الأمويّ، وخطب مدّة طويلة بجامع منجك
(3)
بمحلّة ميدان الحصا، وكان صوته حسنا، وتلاوته حسنة، وامتحن مرّات، وسافرإلى القسطنطينيّة في بعضها وسرقت ثيابه، وما كان يملك غالبا في منزله بدمشق دخل عليه
(1)
قناة العونيّ: معروفة من محالّ دمشق ذكرها وحدّدها محقّقا النّعت الأكمل» في هامش الكتاب المذكور: (ص 121).
(2)
الكبرى: هي المحكمة المشهورة ب «البزوريّة» .
يراجع هامش «النّعت الأكمل» : (ص 167).
(3)
جامع منجك مضاف إلى بانيه محمد بن منجك اليوسفي (ت 844 هـ).
يراجع: «ثمار المقاصد» : (144)، و «الدّارس»:(2/ 444)، و «منادمة الأطلال»:
389، و «خطط دمشق»:(356).
اللّصوص وأمسكوا لحيته وأرادوا قتله، ونسب فعل ذلك إلى غلام روميّ كان مال إليه ثمّ تركه.
وكانت ولادته في سابع جمادى الآخرة سنة 937 كما قرأته بخطّ القاضي/ عبد الكريم بن محمود الطّارانيّ نقلا عنه.
وتوفّي يوم عرفة بعد العصر سنة 1007، ودفن بسفح قاسيون.
122 -
أحمد بن محمّد بن أحمد المرزباني الصّالحيّ المصريّ
.
قال في «كشف الظّنون» : له أرجوزة في التّجويد سمّاها «المفيد في علم التّجويد» ، وشرحها بعضم وسمّاه «نزهة المريد في حلّ ألفاظ المفيد» .
122 - المرزبانيّ الصّالحيّ، (؟ -؟):
عبارة صاحب «كشف الظنون» : (2/ 1777، 1778): المفيد في علم التّجويد»، أرجوزة للشيخ شهاب الدّين أحمد بن محمّد بن أحمد بن (المربنات؟) الصّالحيّ الحنبليّ المقرئ. أرجوزة للشيخ شهاب الدّين أحمد بن حمدان بن الطيبي الصالحي الشافعي الدّمشقي المتوفى سنة 979 هـ أوله:
قال الفقير أحمد بن الطّيبي
…
أحمد يرجو رحمة المجيب
وشرحه بعضهم وسماه: «نزهة المريد في حلّ ألفاظ المفيد» أوله: الحمد لله الذي أنزل القرآن
…
فالشّرح ليس على أرجوزة الحنبلي، إنما هو على أرجوزة الطيبي الشّافعيّ، رأيت له نسخة خطّية، ثم أنسيتها وقت كتابة هذه الأسطر، وعلى أيّة حال هي موجودة في مذكراتي الخاصة، وهي جعبة مليئة بالفوائد- إن شاء الله- قيدت فيها مشاهداتي أثناء رحلاتي في جمع التّراث، سأرتبها وأنشرها لتعميم فائدتها وإن كنت جمعتها تذكرة لي، وهذه الجعبة ليست تحت يدي الآن. والله المستعان.
ورأيت خط يده على نسخة من «الذيل على طبقات الحنابلة» متملكا لها.
123 -
أحمد بن محمّد بن إسماعيل الصّعيديّ ثمّ المكّيّ، نزيل دمشق وسبط الشّيخ عبد القويّ
.
قال في «الضّوء» : ذكره النّجم عمر بن فهد في «معجمه» وغيره، وأنّه ولد بمكّة قبل سنة 810، ونشأ بها وسافر لدمشق، فانقطع بسفح قاسيون، ولازم أبا شعر كثيرا، وبه تفقّه وانتفع، وتزوّج هناك، وأقام بها، وقد سمع سنة 37 مع ابن فهد بدمشق على ابن الطّحّان وغيره، بل كتب عنه ابن فهد مقطوعا من نظمه.
ومات بها في الطّاعون سنة 841، ودفن بسفح قاسيون.
124 -
أحمد بن محمّد بن بارز- وأصله مبارز فغيّره النّاس في الشّهرة- المرداويّ الأصل، الصّالحيّ، الشّيخ، الخيّر، الزّاهد، المعتقد، شهاب الدّين أبو العبّاس
.
هكذا قال ابن طولون في «السّكردان» ، قال: وكان جارنا، حفظ القرآن واشتغل وأخذ عن عدّة من الأشياخ منهم أبو الفرج بن الحبّال، ولازمه كثيرا،
123 - الصّعيديّ المكّيّ، (810 - 841 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليمي، وهو في «التّسهيل»:(2/ 51).
وينظر: «الضّوء اللّامع» : (2/ 71)، و «عنوان الزّمان»:(43)، و «معجم ابن فهد» المخطوط.
124 -
أبو العبّاس بن مبارز، (؟ - 894 هـ):
انفرد المؤلف- رحمه الله بهذه التّرجمة نقلها عن الشّمس بن طولون عن الجمال بن المبرد (يوسف بن عبد الهادي) وعنه في «التّسهيل» : (2/ 95).
وقرأ عليه، وعلى أخيه شهاب الدّين، والتّقيّ بن قندس قرأت عليه بعضا من القرآن، وكثيرا ما سمعته ينشد قول بعضهم:
ألذّ الشّيء في الدّنيا جميعا
…
ألذّ العيش فيها وهو غالي
فمن ملذوذها الغالي نكاح
…
ومع هذا مبال في مبال
وشهد وهو قيء من ذباب
…
شفا سقم وأحلى كلّ حالي
ومسك خير طيب من دم قل
…
خراج ذاك يخرج من غزال
وزاه ملبس غال حرير
…
ولكن فوقها قتل الرّجال
لم أقف على ميلاده، ولكن ذكر لي شيخنا الجمال ابن المبرد أنّه جاوز السّبعين. توفّي في مستهلّ رجب سنة 894، تقريبا، ودفن بسفح قاسيون.
125 -
أحمد بن محمّد بن حسن الشّهير بالقصيّر- بضمّ القاف وفتح الصّاد المهملة وكسر الياء المشدّدة بصيغة التّصغير- النّجديّ الأشيقريّ
نسبة
125 - القصيّر النّجديّ الأشيقريّ، (؟ - 1124 هـ):
أخباره في: «تراجم المتأخرين» : (12)، و «التّسهيل»:(2/ 168).
وينظر: «عنوان المجد» لابن بشر: (2/ 56، 326، 329، 346، 352، 369)، و «عنوان المجد في بيان أحوال البصرة ونجد»:(239)، و «تاريخ بعض-
إلى أشيقر بضمّ الهمزة من قرى الوشم
(1)
.
- الحوادث»: (59، 77، 205، 206، 207، 212)، و «علماء نجد»:(1/ 167).
* وأخلّ المؤلّف- رحمه الله بعدم ذكر ولده:
- محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسن القصيّر.
- وأخيه الشّيخ محمّد بن محمّد القصيّر.
- وأخيه عبد الله بن محمّد القصيّر.
يستدركون في مواضعهم إن شاء الله تعالى.
قال الشّيخ ابن بسّام: «كما أن أهل بيته علماء فأخوه الشّيخ عبد الله عالم، وأخوه الثاني محمد بن محمد عالم، وابنه محمّد عالم، ولهم تراجم في هذا الكتاب» .
أقول: أما ابنه فترجم له الشّيخ في كتابه: (3/ 793)، وكذلك أخوه محمد:(3/ 930)، وأما عبد الله فلم يذكره، فلعله سها عنه.
قال الشّيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى- رحمه الله[عن ولده]: كان فقيها فاضلا، ولما توفي والده عام 1125 هـ خلفه في قضاء أشيقر حتّى توفي. ولم يزل على العلم مقبلا مجدّا تعلّما وتعليما، وبحثا وتحقيقا حتّى أصاب بلدان نجد وباء مات منه خلق فكانت وفاته ووفاة عمه الشيخ محمّد بن محمّد القصير من ذلك الوباء في عام 1139 هـ رحمهما الله تعالى-.
(1)
أشيقر تصغير أشقر بلدة من بلاد الوشم من إقليم اليمامة في منطقة نجد التي هي الآن المنطقة الوسطى من المملكة العربية السّعودية.
وأشيقر هذه كانت مركزا من مراكز العلم والعلماء لها تاريخ حافل وأغلب سكانها من الوهبة من بني حنظلة بن تميم.
قرأ على الشّيخ عبد الله بن ذهلان وأخيه الشّيخ عبد الرّحمن وغيرهما من محقّقي أهل نجد، ومهر في الفقه، وبهر في الفهم، وكتب بخطّه الحسن النّيّر المضبوط كثيرا من كتب الفقه وغيره، وأفتى، وكتب على المسائل كتابة حسنة، ودرّس في بلده وانتفع به خلق منهم الشّيخ عبد الله بن أحمد بن عضيب. وتوفّي سنة 1124.
126 -
أحمد بن محمّد بن خالد بن زهرة الحمصيّ، شهاب الدّين، الإمام، العالم
قال في «الشّذرات» : قرأ «المقنع» على عمّه القاضي شمس الدّين، و «ألفيّة ابن مالك» وبحثها عليه، وقرأ الأصول على الشّيخ بدر الدّين العصياتي.
توفّي بحمص سنة 872.
126 - ابن زهرة الحمصيّ، (؟ - 872 هـ):
من أسرة علميّة حنبليّة حمصيّة مشهورة.
لم يذكره ابن مفلح.
أخباره في «المنهج الأحمد» : (500)، و «مختصره»:(189)، و «التّسهيل»:(2/ 76).
وينظر: «الضّوء اللّامع» : (2/ 178)، و «الشّذرات»:(7/ 313).
وهو في «المنهج الأحمد» ، و «الشّذرات»:«أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن خالد» وهو هو.
- وعبد الرّحمن بن محمد بن خالد بن زهرة ذكره المؤلّف في موضعه.
- ومحمد بن خالد بن زهرة ذكره المؤلّف في موضعه أيضا.
127 -
أحمد بن محمّد بن سالم المغربيّ
.
قال في «الدّرر» : كتب عنه سعيد الدّهليّ قصيدة نبويّة أوّلها:
يا سائق العيس لا تخبب فبي شغف
…
من البدور الّتي في حبّها التّلف
ولم يذكر غير هذا.
128 -
أحمد بن محمّد بن سليمان، أبو عبد الله، شهاب الدّين الشّيرجيّ البغداديّ، الشّيخ، الصّالح، العالم
.
127 - ابن سالم المغربيّ، (؟ -؟):
«الدّرر الكامنة» : (1/ 282)، ويمكن أن تقرأ في الأصل:«المعرّيّ» .
ليس ثمّة ما يدلّ على أنّه بعد ابن رجب فيدخل في شرط المؤلّف- رحمه الله بل هناك ما يدلّ على أنه داخل في فترة ابن رجب. قال الحافظ ابن حجر- رحمه الله:
«كتب عنه سعيد الدّهليّ
…
».
وسعيد الدّهليّ: هو نجم الدّين أبو الخير سعيد بن عبد الله الحنبلي، توفي يوم السبت الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة 749 هـ. أصله من بغداد، وتوفي بدمشق، فلعلّ المترجم توفي قبل ذلك. والله تعالى أعلم.
128 -
ابن الشّيرجيّ البغداديّ، (691 - 765 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 181)، و «المنهج الأحمد»:(457)، و «مختصره»:(158).
وينظر: «المنتقى من معجم شهاب الدّين بن رجب» : (رقم (231)، و «الدّرر الكامنة»:(1/ 182)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 173)، (وجعل وفاته سنة 766)، و «شذرات الذّهب»:(6/ 402)، و «تاريخ علماء المستنصرية»:(239).
ومصدر التّرجمة هو الشّيخ شهاب الدّين ابن رجب، وعنه نقل الجميع قال الشّيخ شهاب الدّين أحمد بن رجب المقرئ الحنبليّ: «وقرأت عليه القراءات برواية عاصم-
قال في «الشّذرات» : سمع من الشّيخ عفيف الدّين الدّواليبي «مسند الإمام أحمد» ، ومن عليّ بن حصين، وقرأ بالرّوايات، واشتغل بالفقه، وأعاد بالمستنصريّة، وكان فيه ديانة، وزهد، وخير، وله شعر مدح به النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
توفّي في بغداد سنة 765 ودفن بمقبرة الإمام أحمد رضي الله عنه.
- انتهى-. وكذا في «الدّرر» ، وقال: إنّه ولد سنة 91.
وقال ابن رجب: توفّي سنة 64، والله تعالى أعلم.
- ابن أبي النّجود. وأعاد بالمستنصرية، وفيه ديانة وزهد وخير. مولده في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وستمائة، وله شعر في مدح النبي صلى الله عليه وسلم. وخمّس أبيات أبي نواس التي رأى في المنام أنه غفر له بقوله لها أنشدناها، أولها:
إن ضاع عمري في النّساء زلّة
…
أو أنّني قارفت ذنبا هفوة
أو أنّني أو هيت ركني شقوة
…
(يا ربّ إن عظمت ذنوبي كثرة
فلقد علمت بأنّ عفوك أعظم)
توفي سنة خمس وستّين
…
».
وقصيدة أبي نواس في ديوانه: (2/ 172)، وهي مقطوعة في أربعة أبيات هي:
يا ربّ إن عظمت ذنوبي كثرة
…
فلقد علمت بأنّ عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلّا محسن
…
فمن الّذي يدعو ويرجو المجرم
أدعوك ربّ كما أمرت تضرّعا
…
فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
ما لي إليك وسيلة إلّا الرّجا
…
وعظيم عفوك ثمّ إنّي مسلم
يراجع تحقيق إيفالد فاغنر (ط) جمعية المستشرقين الألمان سنة 1392 هـ.
وراجعت ديوانه بتحقيق أحمد عبد المجيد الغزالي: (618)، وديوانه برواية الصّولي وتحقيق بهجت عبد الغفور الحديثي المطبوع ببغداد سنة 1980 م (ص 986) فلم أجد فيهما غير هذه الأبيات.-
129 -
أحمد بن محمّد بن سليمان بن حمزة المقدسيّ الخطيب، نجم الدّين ابن عزّ الدّين بن القاضي تقيّ الدّين
.
قال في «الدّرر» : سمع من جدّه وغيره، وخطب بالجامع المظفّريّ مدّة. قال الحسينيّ: كان من فرسان المنابر قلّ من رأينا مثله في سمته.
مات في رجب سنة 755 ولم يكمل الخمسين.
130 -
أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد المحمود السّهرورديّ البغداديّ
.
- وابن الشّيرجيّ هذا كرّره المؤلّف رحمه الله في الترجمة رقم: 147 تبعا لابن العماد في «الشّذرات» وقد نبه هناك على أنّه هو نفسه هذا.
* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أحمد بن محمد بن عبد الجليل بن أبي المواهب محمد بن عبد الباقي
…
البعليّ الحنبليّ الشهير ب «المواهبيّ» (ت 1172 هـ) له أخبار.
يراجع: «النّعت الأكمل» : (289).
129 -
الخطيب نجم الدّين، (؟ - 755 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 179)، و «المنهج الأحمد»:(452)، و «الشّذرات»:(6/ 177).
وينظر: «ذيل الحسني على العبر» : (298)، و «الدّرر الكامنة»:(1/ 285)، و «الشّذرات»:(6/ 177).
130 -
السّهرورديّ، (؟ - 811 هـ):
أخباره عن «الضّوء اللّامع» : (2/ 119)، أورد ما نقله عنه المؤلّف وقال:«وأظنّه كان حنبليا» .-
قال في «الضّوء» : ممّن شارك والده في الأخذ عن السّراج القزوينيّ، أخذ عن العزّ عبد العزير بن عليّ القاضي/ البغداديّ سنة 811.
131 -
أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن التّقيّ سليمان ابن حمزة الصّالحيّ الآتي أبوه
.
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن رزيق» أسره اللّنكيّة وهو شابّ ابن عشر سنين فمات أبوه أسفا عليه كما سيأتي، عوّضهما الله الجنّة.
- بنى المؤلّف- عفا الله عنه- إيراد هذه التّرجمة التي ليس فيها ما يفيد حنبليته على ظنّ السّخاوي والله المستعان.
والسّراج القزوينيّ: عمر بن علي بن عمر القزويني، قال الحافظ ابن حجر:
«الحافظ الكبير، محدث العراق سراج الدّين
…
عمل الفهرست وأجاد فيه» توفي القزويني سنة 751 هـ.
«الدّرر الكامنة» : (3/ 256).
والعزّ المذكور هو عبد العزيز بن علي البغداديّ القاضي المشهور ب «قاضي الأقاليم» ذكره المؤلّف في موضعه.
وفهرست القزوينيّ التي ذكرها الحافظ ابن حجر حافلة جيّدة هي- بحمد الله وتوفيقه- من مصادري، ونسختي منها مصورة من مكتبة فيض الله بتركيا، وهي بخطّ عزّ الدّين قاضي الأقاليم المذكور. حرّرها ببغداد سنة 813 هـ في 184 ورقة.
131 -
ابن زريق، (؟ - 803 هـ):
من آل قدامة. لم يذكره ابن مفلح ولا العليمي.
أخباره في «الضّوء اللّامع» : (2/ 120).
تراجع ترجمة والده (محمد بن عبد الرّحمن)، و «إنباء الغمر»:(3/ 187).
132 -
أحمد بن محمّد بن عبد القادر بن عثمان بن عبد الرّحمن بن عبد المنعم ابن نعمة بن سلطان بن سرور النّابلسيّ، المعبّر، عمّ البدر محمّد بن عبد القادر الآتي
.
قال في «الضّوء» : ذكره شيخنا في «معجمه» ، وقال: الفقيه، المفتي، لقيته بنابلس فقرأت عليه «المستجاد من تاريخ بغداد» تخريج ابن جعوان بسماعه له على البيانيّ.
قلت: وممّن روى لنا عنه التّقيّ أبو بكر القلقشنديّ وله تصنيف في التّعبير.
133 -
أحمد بن محمّد بن عبد القادر، عزّ الدّين المعروف ب «ابن قاضي نابلس» الجعفريّ، أحد العدول بدمشق
.
132 - ابن عبد القادر النّابلسيّ: (؟ -؟):
لم يذكره ابن مفلح، وهو في «التّسهيل»:(2/ 105).
وينظر: «معجم ابن حجر» : (329)، و «الضّوء اللّامع»:(2/ 125).
ونقل ما قال الحافظ ابن حجر: مات سنة (
…
) وبيض لها، وهو ابن الشّيخ محمد بن عبد القادر بن عثمان (ت 797 هـ) ترجمة المؤلّف في موضعه ولعلّه هو والد الشّيخ تاج الدين عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن عبد القادر (ت 842 هـ).
وإذا ثبت هذا فإن المترجم يكون قد عاش بين هاتين الفترتين وبمقارنة وفيات من قبله ومن بعده في معجم الحافظ ابن حجر يتبين أنه قد توفي ما بين 810 - 820 هـ والله تعالى أعلم.
133 -
ابن قاضي نابلس، (864 - 940 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (107)، و «التّسهيل»:(2/ 131).-
قاله في «الشّذرات» ، وقال: ولد سنة 864، قال في «الكواكب»: وأخذ عن جماعة منهم شيخ الإسلام، سمع منه كثيرا ونقل ابن طولون عنه أنّ من أشياخه الكمال بن أبي شريف، والبرهان البابيّ، والشّيخ عليا البغداديّ، وأجاز له الشّهاب البارزيّ، وكان ممّن انفرد بدمشق في جودة الكتابة، وإتقان صنعة الشّهادة.
توفّي ليلة الاثنين مستهل ربيع الثّاني سنة 940، ودفنّ بالرّوضة.
- وينظر: «متعة الأذهان» : (13)، و «الكواكب السّائرة»:(2/ 101)، و «شذرات الذّهب»:(8/ 240).
وفي «النّعت الأكمل» : «ويقال: ولد سنة 863 هـ» .
* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أحمد بن محمد بن عبد الله بن بسام (ت 1040 هـ تقريبا).
له نبذة في تاريخ نجد (تقييدات) أفاد منها ابن بشر وابن عيسى
…
ينظر: «علماء نجد» : (1/ 186).
اطلعت عليها لدى ابن عمّي الدّكتور عبد الله بن صالح العثيمين- أحسن الله إليه وجزاه عنّي خيرا-.
- وأحمد بن محمّد بن عبد الله التّويجري (ت 1194 هـ).
«عنوان المجد» : (1/ 142)، وفيه (أحمد)، و «علماء نجد»:(1/ 189).
وآل التّويجري أسرة علميّة برز منها علماء فضلاء منهم الشيخ صعب التويجري وشيخنا الشيخ حمود بن عبد الله التّويجري، وأخوه الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله، وأولادهما من العلماء الفضلاء، والشيخ صالح بن محمد التّويجريّ قاضي محكمة التمييز بمكة المكرمة، ومنهم صديقنا وصاحبنا الشيخ الفاضل الدّكتور سليمان بن وائل التّويجريّ عميد كلية الشريعة في جامعة أمّ القرى الآن سنة 1410 هـ
…
وهو-
134 -
أحمد بن محمّد بن عثمان بن عمر بن عبد الله، نزيل غزّة
.
قال في «الشّذرات» : سمع من الميدوميّ، ومحمّد بن إبراهيم بن أسد، وأكثر عن العلائيّ وغيرهم، وكان ديّنا، صالحا، خيّرا، بصيرا ببعض المسائل سكن غزّة واتّخذ بها جامعا، وكان للنّاس فيه اعتقاد، ونعم الشّيخ كان، قرأ ابن حجر عليه عدّة أجزاء. ومات في صفر سنة 803، وله ثنتان وسبعون سنة.
(1)
- ممن نحبّه في الله وغيرهم كثير.
- وأحمد بن محمّد بن عبد الله عمر بن عوض المقدسيّ الصّالحيّ (ت 772 هـ).
«وفيات ابن رافع» : (2/ 374).
134 -
ابن عثمان الخليليّ (733 - 805 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليمي، وهو غير مستدرك عليهما لما يأتي، وهو في «التّسهيل»:(2/ 29). وأخباره في «العقد الثمين» : (2/ 154)، و «ذيل التّقييد»:
137، و «معجم ابن حجر»:(77)، و «إنباء الغمر»:(2/ 240)، و «الضّوء اللّامع»:(2/ 140)، و «الشّذرات»:(7/ 22).
ولا أدري ما حجّة المؤلّف- رحمه الله في إيراد هذه التّرجمة فلم أجد من نصّ على أن المذكور من الحنابلة، وكلّ ما ورد في ترجمته أنّه الخليليّ الأصل نزيل غزّة
…
فلعلّ كلمة الخليليّ تحرّفت في بعض مصادر الشّيخ إلى الحنبليّ.
قوله: «ومات في صفر سنة 803 هـ» .
أقول هكذا ورد في «الشّذرات» أيضا، وهو وهم ظاهر؛ لأنّ مصدري هذه التّرجمة هما تقي الدّين الفاسيّ، والحافظ ابن حجر.
قال التّقيّ الفاسيّ في «العقد الثّمين» : «أحمد بن محمد بن عثمان بن عمر بن علي-
(1)
انظر التعليق على الترجمتين رقم 5، 37.
135 -
أحمد بن محمّد بن عليّ بن محمّد السّلميّ المنصوريّ، الشّافعيّ
،
- ابن عبد الله الفاسيّ الأصل المقدسيّ المولد الشّيخ شهاب الدّين أبو العبّاس المعروف ب «ابن عثمان» الخليلي شهرة نزيل غزّة، هكذا أملى عليّ نسبه هذا، وسألته عن مولده فقال في ثامن عشري شهر رجب سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة
…
».
وكرّر مثل ذلك الفاسيّ نفسه في «ذيل التّقييد» ، وأظنّه لا يبقى بعد ذلك أدنى شكّ في خطأ المؤلّف وصاحب «الشّذرات» . فمن حضر الصّلاة عليه ودفنه أولى بأن يقبل قوله. إضافة إلى أنّه مؤرّخ مشهور محدّث ثقة.
ويقول الحافظ ابن حجر في «إنباء الغمر» : «سكن غزّة واتخذ بها جامعا، وكان للناس فيه اعتقاد، اجتمعت به ونعم الشّيخ كان، قرأت عليه عدة أجزاء، مات في صفر وله اثنتان وسبعون سنة» . وقارن بسنة مولده المؤكدة يظهر لك صحة ما قلناه.
وعدّد الحافظ ابن حجر في «معجمه» الأجزاء التي قرأها عليه، وذكر أسانيده إليها، ثم قال:«ومات هذا الشّيخ بمكّة في صفر سنة خمس وثمانمائة» .
وقال الحافظ ابن حجر: «وسمع بإفادة أخيه المحدّث إبراهيم» . وأخوه إبراهيم (ت 748 هـ) له أخبار في «المعجم المختصّ» : (65)، و «الدّرر الكامنة»:(1/ 65) وغيرهما. ولم يكن من الحنابلة. لا هو ولا اخوة المذكور. فتبيّن.
135 -
ابن الهائم المنصوريّ، (798 - 887 هـ):
لم يذكره ابن مفلح.
أخباره في «المنهج الأحمد» : (498)، و «التّسهيل»:(2/ 88).-
ثمّ الحنبليّ، شهاب الدّين، أبو العبّاس، ويعرف ب «ابن الهائم» ، وب «القائم» .
- ينظر: «الضّوء اللّامع» : (2/ 150)، و «العنوان» للبقاعي: ورقة: 45، و «حسن المحاضرة»:(1/ 574)، و «الشّذرات»:(7/ 346)، و «الأعلام»:(1/ 231).
ديوانه جيّد، وشعره رصين، جمعه بنفسه، رأيت نسختين من ديوانه إحداهما مصورة من الأسكوريال، والأخرى من دار الكتب المصرية بالقاهرة، وله نسخة ثالثة أنسيتها الآن. ويظهر أنّ نسخة الأسكوريال بخطّه، وترقى النّسخة الأخرى إلى عصره، وفي شعره صور معبرة عن حياته وسجلّ حافل عن مكاتباته ومطارحاته للشّعراء، وصلته بعلماء وأمراء وأدباء وفضلاء العصر، وهو عصر ركود فلم تدوّن أخبار هذه الفترة تدوينا كاملا، ولم تظهر في السّاحة الأدبية والعلمية كما ظهرت هذه الآثار في العصور السابقة، أو لعلّها لم تشتهر كاشتهارها. وترجمه البقاعيّ في «العنوان» ورفع نسبه ولم يثبت حنبليته، وذكر مولده بما يخالف ما أورده المؤلّف. قال:«أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الدائم بن رشيد الدّين بن خليفة بن مظفر، الشيخ شهاب الدّين بن الشيخ شمس الدّين المنصوري الشافعي المشهور ب «الهائم» ولد سنة ثمان وتسعين وسبعمائة بمدينة المنصورة وحفظ وقرأ بها القرآن العظيم، وحفظ «التّنبيه» و «ملحة الإعراب» ثم رحل في حدود سنة خمس وعشرين وثمانمائة إلى القاهرة فبحث «التّنبيه» على القاضي شرف الدّين عيسى الأفقهي الشافعي، و «الألفيّة» لابن مالك على الشيخ شمس الدّين الجندي الحنفيّ، وبحث عليه أيضا كتابه في النّحو «الزّبدة والقطرة» وقال: لما فرغ من قراءته، وأنشدنا من لفظه يوم الجمعة رابع شوّال سنة خمسين وثمانمائة:
ثناؤك شمس الدّين قد فاح نشره
…
لأنّك لم تبرح فتى طيّب الأصل
أفاض علينا بحر علمك قطرة
…
بها زال عن ألبابنا ظلمة الجهل
وأخذ النّحو أيضا عن شيخ الشّيخونيّة الشّيخ بدر الدّين القدسيّ الحنفي المعروف-
قاله في «الشّذرات» ، وقال: وكان شاعر زمانه. ولد سنة 799، واشتغل، وفهم شيئا من العلوم، وبرع في الشّعر وفنونه، وتفرّد في آخر عمره، وله ديوان كبير، منه
(1)
:
- في القدس ب «ابن نصرة» ودخل دمشق صغيرا مع أبيه. اجتمعت به في المنصورة لما دخلتها سنة ثمان وثلاثين
…
» وذكر أنّ له نظما كثيرا جمعه في ديوان كبير ثم انتخبه في مجلد وسط
…
وأورد نماذج مطولة من شعره.
(1)
الأبيات الثّلاثة التي أنشدها المؤلّف نقلا عن «الشّذرات» : (7/ 346) أنشدها السّيوطيّ في «حسن المحاضرة» : (1/ 575 - 577) كاملة، وهي ليست لابن الهائم كما ظنّا، وإنما هي لمحمد بن أبي بكر بن عمر بن عمران الأنصاري السّعديّ الدنجاويّ المتوفى سنة 903 هـ. ترجم له السّيوطي بعد ابن الهائم فلعلّ الورقة التي فيها ترجمة الأنصاري من «حسن المحاضرة» سقطت من نسخة ابن العماد صاحب «الشّذرات» فتداخلت التّرجمتان، ونقل ابن حميد عن «الشّذرات» وعنهما في «التّسهيل» أيضا. قال السّيوطي- رحمه الله: ومن نظمه- وأنشده عندي في الإملاء- ثم أورد الأبيات الثلاثة، وبعدها:
وممّا شجانيّ فوق عود حمامة
…
ترجّع ألحانا لها وتغرّد
ثم خلص من غزله إلى مدح السّيوطي فقال:
كأنّ بفيها من سنا العلم جوهرا
…
جلاه جلال الدّين فهو منضّد
إمام اجتهاد عالم العصر عامل
…
بجامع فضل ناسك متهجّد
ومنها:
وإنّ الجلاليّ السّيوطيّ للهدى
…
لكوكب علم بالضّيا يتوقّد
وقد جاد صيب العلم روضة أصله
…
فطاب له بالعلم فرع ومحتد
ولو أبصر الكفّار في العلم درسه
…
وقد شاهدوا تقريره لتشهّدوا
شجاك بربع العامريّة معهد
…
به أنكرت عيناك ما كنت تعهد
ترحّل عنه أهله بأهلّة
…
بأحداجها عين من الغيد خرّد
كواعب أتراب حسان كأنّها
…
برود بأغصان النّقا تتأوّد
وهي طويلة، وشعره جميعه في غاية الحسن.
توفّي في جمادى الآخرة سنة 887.- انتهى-.
وقال الشّيخ إبراهيم المهتار المكّيّ في «تذكرته» المشهورة- وهي عشر مجلّدات- ما نصّه: الشّهب السّبعة: الشّهاب [أمّا] أحمد بن محمّد بن عليّ ابن عبد الدائم بن رشيد الدّين بن خليفة بن مظفّر السّلميّ، شاعر العصر، المنصوريّ الشّافعيّ ثمّ الحنبليّ المعروف ب «ابن بنت الهائم» من ذرّيةالعبّاس ابن مرداس السّلميّ الصّحابيّ رضي الله عنه، فبراعته في الشّعر تنزع إلى جدّه، وأمّ العبّاس المذكور الخنساء الشّاعرة المشهورة/ أجمعوا على أنّها أشعر النّساء.
ولد سنة 8 أو سنة 799 بالمنصورة، ثمّ رحل إلى القاهرة سنة 825، وقرأ النّحو وأصناف العلوم، وقال الشّعر الحسن، وجمع لنفسه ديوانا في مجلّد ضخم، ومن شعره:
إيّاك والإسراف فيما ينبغي
…
فلربّما أدّى إلى التّقتير
واستعمل القصد الوسيط تفز به
…
واستدرك التّبذير بالتّدبير
وقوله:
لا أطلب الرّزق بشعر ولو
…
كنت على جيّده أقدر
كيف وعلمي أنّ لي سيّدا
…
يرزقني من حيث لا أشعر
وقوله:
قالوا عليك بمدح الأكرمين فهم
…
أهل النّدى قلت فيه ذلّة الأبد
عندي من القنع شيء لا نفاد له
…
ما دام عندي لم أحتج إلى أحد
136 -
أحمد بن محمّد بن عليّ البعليّ، ثمّ الصّالحيّ، القطّان أبوه، نزيل مدرسة الشّيخ أبي عمر
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «حلال» ضدّ حرام، سمع في سنة 744 من
136 - ابن القطّان البعلي (حلال)، (؟ -؟):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليمي.
أخباره في «معجم ابن فهد» : (88)، و «الضّوء اللّامع»:(2/ 156)، ولم يذكرا وفاته. قال السّخاوي:«مات قبل دخولي دمشق» . وله سماع وذكر حسن في ثبت ابن زريق المقدسيّ فلتراجع هناك.
المحبّ الصّامت «الثّقفيّات» خلا الأوّلين، وقطعة من أوّل الرّبع، ومن أخيه عمر بن المحبّ، ورسلان الذّهبيّ، وعبد الله الحرستانيّ، وأحمد بن محمّد ابن عمر بن أبي عمر، والعماد بن أبي بكر بن محمّد بن الحبّال في آخرين، وحدّث، وسمع منه الفضلاء وعمّر.
137 -
أحمد بن محمّد بن عمر بن حسين الشّيرازيّ الأصل، ثم الدّمشقيّ المعروف ب «زغنش» بزاي مضمومة ثمّ غين معجمة ثمّ نون مضمومة ثمّ شين معجمة
.
137 - زغنش، (676 تقريبا- 771 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 181)، و «المنهج الأحمد»:(461)، و «مختصره»:(161). وينظر: «الوفيات» لابن رافع»: (2/ 250)، ومشيخة العاقولي «الدّراية
…
»: ورقة: 212، و «ذيل التّقييد»:(1/ 393)، و «ذيل العبر» لأبي زرعة:(290)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 173)، و «الدّرر الكامنة»:(1/ 310)، و «القلائد الجوهريّة»:(2/ 419)، و «الدّارس في تاريخ المدارس»:(2/ 125)، و «شذرات الذهب»:(6/ 220).
قال الفاسيّ في «ذيل التّقييد» : سمع على الفخر ابن البخاري «مسند الإمام أحمد ابن حنبل و «مشيخته» تخريج ابن الظّاهري، و «منتقى الضياء من المسند» و «الغيلانيات» وذكر وفاته سنة 776 هـ.
وقال العاقولي في مشيخته الشيخ الستّون: «(أنا) الشيخ المسند أبو العبّاس
…
ثم قال: هو الشيخ الصالح المسند ثم ذكر روايته للغيلانيات وأسند روايته للمسند إلى الإمام أحمد وذكر أنه أجاز إجازة عامة لمن أدرك جزءا من حياته في سنة اثنتين وستين وسبعمائة».
قال أبو زرعة ابن العراقي: «سمع منه والدي والهيثمي والأئمة وحضرت عليه» .
كذا ضبطه صاحب «المبدع» في كتابه «المقصد الأرشد في مناقب أصحاب الإمام أحمد» قاله في «الشّذرات» . قلت: وهو مخالف لضبط «الضّوء» السّابق في ترجمة حفيده أحمد بن محمّد بن أحمد فلينظر.
ثمّ قال في «الشّذرات» : ويعرف أيضا ب «ابن مهندس الحرم» . ولد سنة 677، وسمع من الفخر ابن البخاري، وحدّث فسمع منه الحسينيّ، وابن رجب وغيرهما
(1)
. وكان قيّم الضّيائيّة
(2)
، رجلا جيّدا كثير التّلاوة للقرآن، من الأخيار الصّالحين، وطال عمره حتّى رأى من أولاده وأحفاده مائة، وهو جدّ المحدّث شهاب الدّين ابن المهندس. توفّي يوم الأحد ثاني المحرّم سنة 771، وقد قارب المائة، ودفن بتربة الموفّق.
138 -
أحمد بن محمّد بن عيسى بن يوسف، الشّهاب، العدل، ابن الشّمس، ابن الشّرف السّنباطيّ الأصل، القاهريّ، والد عبد الله الآتي
.
138 - ابن الشّرف السّنباطيّ، (بعد 770 - 844 هـ):
ويعرف ب «ابن عيسى» .
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليمي.
أخباره في «إنباء الغمر» : (9/ 138)، و «الضّوء اللّامع»:(2/ 165).
(1)
وكذا قال ابن مفلح: «سمع منه الحسيني، وشهاب الدين بن رجب، وغيرهما» .
ولم يذكر في مشيخة ابن رجب (المنتقى) وابن مفلح نقل عن شيخه ابن قاضي شهبة، وابن قاضي شهبة هو منتقي مشيخة الشّهاب ابن رجب فليتأمل.
- تقدّم ذكر حفيده أحمد بن محمد بن أحمد (ت 804 هـ) وفيه ضبط لقبه.
(2)
المدرسة الضّيائيّة بناها ضياء الدّين محمد بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي (ت 643 هـ). «الدارس» : (1/ 91).
قال في «الضّوء» : يعرف ب «ابن عيسى» . ولد- تقريبا- بعد سنة 770 وسمع «البخاري» بتمامه على العزّ المليحيّ، وناب في الحكم عن المحبّ البغداديّ، والعزّ المقدسيّ، وكان يوصف- أحيانا- في التّعيين ب «الزّاهد» ؛ لأنّه لم يكن يتناول على الأحكام شيئا، وكان يباشر في دواوين الأمراء، ولمّا مرض المحبّ مرض الموت طمع في المنصب؛ لأنّه كان يباشر شهادة ديوان النّاصر محمّد بن جقمق فلم يلبث أن مرض قبل وفاة المحبّ، ومات بعد المحبّ بأيّام، يوم الخميس ثالث عشرى جمادى الأولى سنة 844 عن قريب السّبعين، وترجمه شيخنا في «إنبائه». وقال: كان ساكنا وقورا متعفّفا/ ناب في الحكم مدّة. زاد غيره: وكان والده يكتب خطّا حسنا، كتب بخطّه كتبا.
قال في «مختصر الخرقيّ» : إنّه كتبه برسم ابنه يعني هذا وأرّخها سنة 788.
وليس صاحب التّرجمة بأخ لعمر بن عيسى الّذي أكمل «شرح الخرقيّ» للزّركشيّ فذاك اسم جدّه محمّد بن موسى وسيأتي.- انتهى-.
قلت لم أجده في «الضّوء» كما وعد ولعلّه سقط من النّسخة الّتي وقفت عليها، ولكن رأيت نقلا عن قاضي القضاة المحبّ بن نصر الله البغداديّ- في ترجمة الزّركشيّ- أنّ هذا الرّجل يعني عمر بن عيسى الّذي أكمل «شرح الخرقيّ» لا يعرف له ترجمة. والله تعالى أعلم.
139 -
أحمد بن محمّد بن عوض المرداويّ، ثمّ النّابلسيّ، ويعرف ب «ابن عوض»
.
ولد في مردا، ونشأ في صيانة وديانة، وقرأ على مشايخ بلده والقرى الّتي حولها، ومشايخ نابلس، ثمّ ارتحل إلى دمشق فقرأ على مشايخها، ثمّرحل إلى القاهرة فلازم العلّامة، المحقّق، المدقّق، المحرّر محمّد بن أحمد
139 - ابن عوض المرداويّ، (؟ - 1105 هـ):
لم أعثر له على أخبار في أي مصدر، ولعلّ المؤلّف- رحمه الله جمع هذه الفوائد من مطالعته، ولم يرجع إلى مصدر في ذلك.
وعندي له ثبت بمروياته اسمه «الكواكب الزّاهرة في آثار أهل الآخرة» رواه عنه تلميذه أحمد الدّمنهوري (هكذا) ولعلّه أحمد بن عبد المنعم بن يوسف الدّمنهوري (ت 1192 هـ) مؤلّف «الفتح الرّباني بمفردات ابن حنبل الشّيباني» .
والدّمنهوري المذكور ممّن يستدرك على كتابنا هذا سواء أكان المذكور أم غيره.
قال في أول الثّبت: «لما منّ الله عليّ بالاجتماع على الإمام الحبر الفهّامة الهمام، مفيد الطّالبين، خاتمة الحنابلة المعتبرين، أستاذنا الشّيخ أحمد بن عوض المقدسي الحنبلي متّع الله الأنام بطول حياته، وأعاد الله علينا ومحبينا من صالح دعواته، وقرأت عليه «منتهى الإرادات» بتمامه و «مفردات ابن القيّم» و «متن الإقناع لطلاب الانتفاع» وغير ذلك مما تيسرت لي قراءته طلبت منه أن يجيزني بما أخذته عنه، وما أخذه عن شيخه شيخ الإسلام، كاشف عن مخدّرات العلوم اللّثام، الجامع بين المعقول والمنقول، المتبحّر في الفروع والأصول، الشّيخ عثمان بن أحمد النّجدي، وشيخه علم الهدى
…
محمد الخلوتي
…
». وقيّد ابن عوض هذا الثّبت عن الشّيخ ابن قائد النّجديّ وغيره، ثم نسخه سنة 1105 هـ. وهذا الثّبت ملئ بالفوائد في كلّ فنّ من فنون المعرفة، فيه أحاديث، وأسانيد وفقه، ولغة، -
الخلوتي الآتي ملازمة تامّة، وقرأ عليه في الفقه قراءة خاصّة وعامّة إلى أن توفّي، ثمّ لازم أكبر أصحابه العلّامة الشّيخ عثمان بن أحمد النّجديّ، نزيل القاهرة، وانتفع به في المذهب وغيره، فتمهّر في الفقه خاصّة، وشارك في أنواع العلوم من القراءات والنّحو والصّرف والمعاني والبيان وغير ذلك، وله من المصنّفات حاشية على «دليل الطّالب» في الفقه نحو ثلاثين كرّاسا مفيدة جدّا، ورسالة تسمّى «طرف الطّرف في مسألة الصّوت والحرف» وغير ذلك.
توفّي سنة [
…
].
- وإنشادات، وتراجم
…
وغيرها.
أمّا حاشية ابن عوض على «منتهى الإرادات» فقال الشّيخ عبد الله البسّام عند ذكر ابن عوض في عداد تلاميذ الشّيخ عثمان بن أحمد بن قائد النّجدي (ت 1097 هـ) الآتي ذكره إن شاء الله: «أحمد بن عوض المرداوي النّابلسي، وهو الذي جرّد حاشيته على «المنتهى» من نسخة الشيخ المترجم له فجاءت في مجلّد ضخم».
يقول الفقير إلى الله عبد الرّحمن بن سليمان العثيمين: وقد عثرت بحمد الله في الفهارس على نسخة من حاشية الشّيخ ابن عوض المذكورة بخطّ محمد بن عبد الرّحمن السفاريني سنة 1231 هـ في مكتبة الأزهر رقم (254)، ولم أتمكن من الاطّلاع عليها في (247 ورقة) ولا أدري هل نسبتها إليه لتجريده لها كما ذكر الشّيخ ابن بسّام، أو مختلفة عن تجريده لحاشية الشّيخ فتكون من تأليفه هو؟ الأمر متوقف على مراجعتها.
ثم رأيت في فهرس دار الكتب المصريّة نسخة من حاشية الشّيخ ابن قائد بخطّ ابن عوض المذكور منسوخة سنة 1101 هـ، ومنها نسخة أخرى بخط تلميذه حسن بن محمد ابن سليمان النّابلسي الحنبليّ نسخها 1235 هـ في مجموعة (يهودا) في جامعة برنستون في الولايات المتحدة رقم (2993).-
140 -
أحمد بن محمّد بن محمّد بن خالد بن موسى الحمصيّ، ابن أخي عبد الرّحمن بن محمّد بن خالد الآتي هو وأبوه
.
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن زهرة» - بفتح الزّاي- ولي قضاء الحنابلة ببلده، وقدم القاهرة فناب عن قاضيها العزّ الكنانيّ.- انتهى-.
- والنابلسي المذكور ممن يستدرك على المؤلف أيضا؟!
ولكتاب ابن قائد نسخ كثيرة في نجد ومصر في مكتبات عامّة وخاصة.
وللشيخ أحمد بن عوض هذا حاشية على كتاب شيخه ابن قائد «هداية الراغب» موجودة في مكتبة جامعة الإمام رقم (2237) اسمه «فتح مولى المواهب
…
» وهي عدّة مجلّدات رأيتالأوّل منها. ثم رأيت الثالث بعد ذلك.
وترجم له ابن حمدان في «متأخري الحنابلة» : (12)، وابن عثيمين في «التّسهيل»:(2/ 165)، وابن بدران في «المدخل»:(442)، وهي تكرار لكلام المؤلّف دون زيادة. وله ابن اسمه أحمد بن أحمد تملك كتاب والده
…
؟ والفوائد كثيرة والمجال لا يتّسع، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
140 -
ابن زهرة الحمصيّ، (813 - 901 هـ):
أخباره في «التّسهيل» : (2/ 113).
وينظر: «الضّوء اللّامع» : (2/ 178)، و «عنوان الزّمان»:
* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أحمد بن محمد بن مشرّف النّجديّ الأشيقريّ (ت 1012 هـ) رحل إلى دمشق وأخذ عن علامة المذهب موسى الحجّاوي وابن عطوة
…
وغيرهما وعنه الشّيخ العلامة سليمان بن علي وغيره. يراجع: «علماء نجد» : (1/ 193)، وتكرر ذكره في «عنوان المجد»:(2/ 303، 304)
…
وغيرهما.
- كما يستدرك عليه ابنه عبد الله في موضعه إن شاء الله.
قال الشّيخ جار الله: قال الشّيخ محيي الدّين النّعيمي مؤرّخ دمشق في «عنوانه» ميلاده في سادس عشرى من رمضان سنة 813، وتوفّي سنة 901.
- انتهى-. قال ابن طولون: بحمص في رمضان سنة 901.- انتهى-.
وقد ترجمه الشّمس بن طولون المذكور في كتابه «سكردان الأخبار» ، فقال: هو الشّيخ شهاب الدّين، أبو العبّاس الخزرجيّ، ابن شيخ الإسلام شمس الدّين، ابن شيخ الإسلام شمس الدّين، ابن شيخ الإسلام شمس الدّين
(1)
، ابن شجاع الدّين، ابن شرف الدّين قدم علينا دمشق وأجاز لنا في استدعاء ذكر فيه أنّ مولده كما رآه بخطّ والده في عاشر رمضان سنة 814، وأنّه أجاز له- باستدعاء والده- عائشة بنت عبد الهادي، وأنّ من مشايخه الشّمس محمّد بن الجزريّ، والشّيخ تقيّ الدّين الحصنيّ، والشّيخ علاء الدّين البخاري، وقاضي القضاة بالدّيار المصريّة علاء الدّين عليّ بن مغلي الحمويّ، وقاضي القضاة جلال الدّين عليّ بن خطيب النّاصريّة، وجدّه.
قال: ومن مشايخي- الّذين اجتمعت بهم في رحلتي إلى مصر صحبة والدي سنة 824 - الشّمس محمّد البرماويّ شارح البخاري
(2)
، والعلّامة شهاب الدّين المجديّ الفرضيّ، والبدر العينيّ، والكمال بن الهمام، وقاضي القضاة شمس الدّين البساطيّ المالكيّ، وقاضي القضاة نجم الدّين بن نصر
(1)
هكذا مكررة ثلاثا.
(2)
شرحه اسمه «المصابيح» له نسخ كثيرة اطلعت في إحدى المكتبات التركيّة على نسخة خزائنيّة في غاية الجودة والإتقان وجمال الخط وحسن الضبط والشكل والبرماوي المذكور نحوي لغوي مشهور، كثير التأليف، جيّد التّصنيف.
الله البغداديّ المصريّ، وعلم الدّين صالح بن السّراج البلقينيّ، والحافظ أبو الفضل بن حجر./ قال: ومن أعالي مرويّاتي ما أرويه عن جدّي أنّه رأى النّبيّ صلى الله عليه وسلم في المنام وقال: أنت قلت: «الحياء من الإيمان» ، فقال: نعم الحياء من الإيمان.- انتهى- باختصار.
141 -
أحمد بن محمّد بن عبادة بن عبد الغنيّ بن منصور، الشّهاب أبو العبّاس ابن الشّمس أبي عبد الله بن الشّمس بن الفقيه الزّين الجمال، الحرّانيّ الأصل، الدّمشقيّ، الصّالحيّ الآتي أبوه، ويعرف كهو ب «ابن عبادة» بالضّمّ، من بيت وجيه ف «عبادة» هو عبد الغني عند الذّهبيّ وغيره
.
قاله في «الضّوء» : وقال: ولد في صفر سنة 788 بدمشق، ونشأ بها فقرأ القرآن على العلاء الشّحّام وغيره، و «العمدة» و «الخرقيّ» ، وعرضهماعلى
141 - شهاب الدّين ابن عبادة الحرّانيّ، (788 - 864 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 492)، (ترجمة والده محمد بن محمد)، و «الجوهر المنضّد»:(4)، و «المنهج الأحمد»:(481)، و «التّسهيل»:(2/ 71).
وينظر: «الضّوء اللّامع» : (2/ 180)، و «قضاة دمشق»:(293)، و «حوادث الزّمان»:(2/ 29).
وعبادة ليس عبد الغنيّ عند الذّهبي كما زعم السّخاوي- رحمه الله فقد ذكر الذّهبي- رحمه الله في «معجمه» : (1/ 405)«عبد الغني بن منصور بن منصور بن عبادة الحراني، وقال: الفقيه جمال الدين أبو عبادة الحراني الحنبلي» .
وكان قد قال قبل ذلك في «معجمه» أيضا: (1/ 316): «عبادة بن شيخنا جمال الدين عبد الغني بن منصور بن منصور الحرّاني ثم الدّمشقي الحنبلي» .
فالذّهبي يفرّق بين عبادة وعبد الغني وكلاهما من شيوخه فليعلم.
العلاء ابن اللّحّام والشّهاب ابن حجّي وغيرهما، واشتغل في الفقه، وكذا حضر فيه- وهو صغير جدّا- على ابن رجب وغيره، وسمع على عائشة ابنة عبد الهادي، وناب في القضاء عن أبيه، ثمّ استقلّ به بعد وفاته، فباشره بعفّة ونزاهة، وصرف قبل استكمال سنتين، فلزم منزله منجمعا عن النّاس، وكتب بخطّه «تفسير ابن كثير» ، وعرض عليه العود فأبى، وحجّ مرّتين، وزار بيت المقدس والخليل، وحدّث، سمع منه الفضلاء، قرأت عليه، وكان متواضعا، بهيّا، حسن الشّكالة. مات في شوّال سنة 864، ودفن بمقبرتهم شرقيّ الرّوضة من سفح قاسيون.
142 -
أحمد بن محمّد بن محمّد بن المنجّى بن عثمان بن أسعد بن المنجّى، التّقيّ ابن الصّلاح، ابن الشّرف بن الزّين ابن العزّ بن الوجيه، التّنوخيّ الدّمشقي، عمّ أسعد الآتي
.
142 - تقي الدين ابن المنجّى، (؟ - 804 هـ):
(آل المنجّى) أسرة تنوخيّة معرّيّة حنبلية صالحيّة برز فيها عدد غير قليل من مشاهير علماء المذهب كما سيأتي. «يراجع الفهرس» .
أخباره في: «المقصد الأرشد» : (1/ 183)، و «المنهج الأحمد»:(479)، و «مختصره»:(175)، و «التّسهيل»:(2/ 28).
وينظر: «إنباء الغمر» : (2/ 211)، و «الضّوء اللّامع»:(2/ 202)، و «قضاة دمشق»:(289)، و «الدّارس في تاريخ المدارس»:(2/ 48).
قال ابن مفلح: وذكر لي جدّي الشيخ شرف الدّين أنه ابتدأ عليه قراءة «الفروع» لوالده فلما انتهى في القراءة إلى الجنائز حضره أجله ومات معزولا في ذي الحجة سنة أربع وثمانمائة».
قال في «الضّوء» : قال شيخنا في «إنبائه» : تفقّه وناب عن أخيه العلاء عليّ، وكان هو القائم بأمره، ودرّس وولي القضاء بأخرة يسيرا، وصرف، ولم يلبث أن مات سنة 804 قبل إكمال الخمسين، وكان شهما، نبيها.
143 -
أحمد بن محمّد بن مفلح، الشّهاب بن الضّياء بن الخطيب، الشّمس الحارسيّ النّابلسيّ، ثمّ المقدسيّ
.
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن الرّمّاح» أخذ عن جماعة، وعني.
144 -
أحمد بن محمّد بن مفلح بن محمّد بن مفرّج، الشّهاب بن الشّيخ شمس الدّين، المقدسيّ الأصل الصّالحيّ، أخو التّقيّ، الماضي أبوهما في المائة قبلها
.
قاله في «الضّوء» . وأقول: ستأتي إن شاء الله تعالى ترجمة والده المذكور في حرف الميم.
143 - ابن الرّمّاح، (؟ -؟):
لم أعثر على أخباره، وما نقله المؤلّف في «الضّوء اللّامع»:(2/ 202)، وهو غير أحمد بن محمد بن مفلح (ت 1006) المذكور في «النّعت الأكمل»:(166)، و «لطف السمر»:(1/ 267).
144 -
ابن مفلح، (754 - 814 هـ):
ابن صاحب «الفروع» وأسرة آل مفلح من الأسر الحنبلية الكبيرة، يراجع: مقدمة «المقصد الأرشد» .
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 184)، و «المنهج الأحمد»:(480)، و «مختصره»:(176)، و «التّسهيل»:(2/ 34). وينظر: «إنباء الغمر» : (2/ 496)، و «الضّوء اللّامع»:(2/ 207)، و «الشّذرات»:(7/ 106).
قال في «الإنباء» - عن المترجم-: ولد سنة 54، واشتغل قليلا ثمّ سمع من جماعة ثمّ انحرف، وسلك طريق الصّوفيّة والسّماعات.
ومات سنة 814.
145 -
أحمد بن محمّد بن ناصر بن عليّ الشّهاب الكنانيّ المكّيّ
.
قال في «الضّوء» : ولد قبل الخمسين بمكّة، وسمع بها العزّ بن جماعة، والفخر النّويريّ، والكمال بن حبيب، والجمال بن عبد المعطي، والنّشاوريّ وغيرهم، وارتحل فسمع بدمشق ابن أميلة، وابن قوالج، وبحماة بعض أصحاب مزيز، وبحلب من جماعة سنة 70، وبالقاهرة عبد الوهّاب القرويّ وغيره، وباسكندريّة البهاء الدّماميني، ومحمّد بن محمّد بن يفتح الله.
قال شيخنا في «إنبائه» : وكان خيّرا، فاضلا، وكذا قال ابن خطيب النّاصريّة وكانت لديه خيريّة، وفيه فضيلة واحتمال، وحدّث باليسير- انتهى-.
قال الفاسيّ: مات في رمضان سنة 812، بعد أن أقعد، ودفن بالمعلاة عن سّتّين أو أزيد، روى عنه ابن فهد وأرّخه سنة 12 كما قدّمناه، وهما أمسّ به، وأمّا شيخنا ففي الّتي قبلها، وكذا ابن خطيب النّاصريّة./
145 - شهاب الدّين الكنانيّ المكّيّ، (؟ - 812 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليمي، وهو في «التّسهيل»:(2/ 33).
وينظر: «العقد الثّمين» : (3/ 175)، و «إنباء الغمر»:(2/ 407)، و «الضّوء اللّامع»:(2/ 209)، و «إتحاف الورى»:(3/ 479)، و «الشّذرات»:(7/ 90).
146 -
أحمد بن محمّد بن يعقوب، الشّهاب أبو العبّاس الحريريّ الدّمشقيّ الصّالحيّ
.
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن الشّريفة» ، ولد- تقريبا- سنة 796 بصالحيّة دمشق ونشأ بها فسمع على التّقيّ عبد الله بن خليل الحرستانيّ والعلاء عليّ بن أحمد المرداويّ، والزّين عمر البالسيّ. وحدّث، سمع منه الفضلاء، ولقيته بدمشق فسمعت عليه بصالحيّتها، وبداريّا أيضا، وكان خيّرا، كبير الهمّة، محافظا على الجماعة بجامع الحنابلة، لا يفتر عن ذلك، وحجّ، وزار، ورأيت خطّه في إجازة سنة 868، بل لقيه العزّ بن فهد سنة 871 وأظّنّه مات قريبا من ذلك.
146 - أبو العبّاس الحريريّ، (796 - بعد 871 هـ):
هو المعروف ب «ابن الشّريفة» .
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليميّ، ولا ابن عبد الهادي، وهو في «التّسهيل»:(2/ 75). عن المؤلّف.
أخباره عن «الضّوء اللّامع» : (2/ 202).
وليس في ترجمته ما يدلّ على أنه حنبليّ إلا قوله: «محافظا على الجماعة بجامع الحنابلة لا يفتر عن ذلك» .
فهو حنبليّ بأدنى ملابسة؟! وأسقط المؤلّف- رحمه الله محمدا اسم جده فهو أحمد بن محمد بن محمد بن يعقوب لذا ينبغي تقديمه على سابقه هذا إذا ثبت أنه حنبليّ.
147 -
أحمد بن محمّد الشّريحي، شهاب الدّين أبو عبد الله، المعيد بالمستنصريّة
.
توفّي سنة 764، ودفن بمقبرة الإمام أحمد رضي الله عنه. قاله في «الشّذرات» .
وأقول: قد تقدّم عنه: أحمد بن محمّد بن سلمان الشّيرجيّ وأرّخه سنة 765 فلعلّه هذا، في وفاته قولان، وتحرّفت الشّيرجيّ فظنّهما صاحب «الشّذرات» اثنين.
148 -
أحمد بن محمّد، الشّهاب البهنسيّ الأصل، القاهريّ
.
قال في «الضّوء» : ولد سنة 732، وحفظ القرآن، و «الوجيز» ، واستمرّ على حفظه، وحضر دروس قاضيهم العزّ الكنانيّ، وكان ينتمي له بقرابة بحيث
147 - هو صاحب التّرجمة رقم (128) كما ظنّ المؤلّف- رحمه الله وتحرفت النسبة إلى (الشريحي) و (الشرجي) وصوابها (الشّيرجيّ) منسوب إلى الشّيرج، وهو دهن السمسم.
148 -
الشّهاب البهنسيّ، (832 - 879 هـ):
أخباره في «المنهج الأحمد» : (504)، و «مختصره»:(191)، و «التّسهيل»:(2/ 81). وينظر: «الضّوء اللّامع» : (1/ 216).
قال العليميّ: «ذكر من لم تؤرّخ وفاته، وممن كان موجودا من فقهاء الحنابلة بدمشق والقاهرة في حدود السّبعين والثّمانمائة
…
والقاضي شهاب الدّين أحمد البهنسيّ، كان من جملة موقّعي الحكم بالدّيار المصرية، ثم استخلفه قاضي القضاة عزّ الدّين الكناني في أواخر عمره، ثم شيخنا قاضي القضاة بدر الدّين السّعدي، توفّي في حدود الثّمانين وثمانمائة».
استنابه في القضاء قبيل موته، وبرع في الشّطرنج
(1)
، وسبب موته: سقطت عليه سقيفة بمصر القديمة في ليلة الخميس تاسع المحرّم سنة 879، وحمل من الغد للقاهرة، فصلّي عليه ودفن بحوش البغاددة بالقرب من قاضيه.
149 -
أحمد بن محمّد، بن المجد المخزوميّ النّابلسيّ، الإمام
.
توفّي بنابلس سنة 862، قاله في «الشّذرات» .
150 -
أحمد بن محمّد البرنقيّ
.
149 - المخزوميّ النّابلسيّ، (؟ - 862 هـ):
لم يذكره ابن مفلح.
أخباره في «المنهج الأحمد» : (498)، و «مختصره»:(187)، و «التّسهيل»:(2/ 70)، وعن العليمي في «الشّذرات»:(7/ 302).
قال العليميّ: «أحمد بن محمد بن المجد المخزوميّ النّابلسيّ، شهاب الدّين بن شمس الدّين توفّي بنابلس في سنة اثنتين وستّين وثمانمائة» .
وذكره ابن العماد في وفيات سنة 863 هـ ووصفه ب «الإمام العالم» ولم يذكرا من أخباره غير ذلك.
150 -
البرنقيّ، (؟ - 821 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليميّ.
أخباره في «إنباء الغمر» : (3/ 106، 147)، و «الضّوء اللّامع»:(2/ 220).
وتحرف في طبعة شيخنا الدكتور حسن حبشي (المكي) إلى (الملكي) وفيه:
(المرتقى) وكنت أظنّها من تحريف الطباعة كسابقتها إلّا أن تأخيره يدل على أنّ-
(1)
بئسما برع به؛ إذ اللعب بالشطرنج لا يجوز شرعا، فالله يتجاوز عنا وعنه بمنّه وكرمه.
وانظر الترجمة رقم 506.
قال في «الضّوء» : قال شيخنا في «إنبائه» : أحد فضلاء الحنابلة، اشتغل كثيرا، وناب في الحكم، وكان خيّرا، صالحا.
مات في عشرى ذي القعدة سنة 819.
ونسبه البرنقيّ بالموحّدة والنّون. وقال: الدّمشقيّ ثمّ المكّيّ. كان يؤدّب الأولاد بدمشق وكان خيّرا، كثير التّلاوة، ثمّ إنّه توجّه إلى مكّة وجاور بها نحوا من ثلاثين سنة، وتفرّغ للعبادة على اختلاف أنواعها، وأضرّ في آخر عمره، ومات بمكّة، وكذا ذكره النّجم بن فهد في «ذيله» على التّقيّ الفاسي ممّا نقله عن «ذيل الإعلام في المشتبه» لابن ناصر الدّين فقال: أحمد البرنقيّ، الدّمشقيّ، ثمّ المكّيّ، الشّيخ، الصّالح، العابد النّاسك، الزّاهد، شهاب الدّين، كان يؤدّب الأبناء بدمشق بالسّنجارية
(1)
ثمّ بالكلاسة
(2)
، خيّر، كثير
- الحافظ ينسبه كذلك ولم يقيد بالحروف. وكذلك فعل الحافظ السّخاوي، ولم أجد في المصادر ما يحدد هذه النّسبة أو يصححها.
ولم أجد في المواضع ما يقرب من ذلك إلّا (برنيق) «بالفتح ثم السّكون وياء ساكنة وقاف: مدينة بين الإسكندريّة وبرقة على السّاحل
…
». يراجع: «معجم البلدان» : (1/ 404)، فإن كان منسوبا إليها وتكون النسبة على غير قياس.
(1)
دار القرآن السّنجاريّة، تنسب إلى عليّ بن إسماعيل بن محمود السّنجاريّ (ت 735 هـ) وهو واقفها. يراجع:«الدّارس» : (1/ 13)، و «خطط دمشق»:(68).
(2)
والكلاسة: من مدارس الشّافعية: سمّيت بذلك؛ لأنّها موضع عمل الكلس وقت عمارة المسجد بناها نور الدّين محمود سنة (555 هـ) واحترقت سنة 570 هـ وجدّدها صلاح الدّين الأيوبي سنة (575 هـ)، رحمهما الله.
يراجع: «الدارس» : (1/ 447)، و «خطط دمشق»:(158).
التّلاوة، ثمّ تركه وتوجّه إلى مكّة وجاور بها نحوا من ثلاثين سنة، متفرّغا للعبادة، من الصّلاة، والتّلاوة، والطّواف، والحجّ، والاعتمار، مقصودا بالفتوحات، مع تقنّعه بالنّساخة، ولكنّه أضرّ قبل موته بمدّة.
ومات سنة 821.
151 -
أحمد بن محمّد التّماشكيّ
.
ذكره ابن رجب فيمن أعاد عند الزّريرانيّ
(1)
، وأنّه صنّف كتابا في الفقه، وعرضه عليه.
152 -
أحمد بن محمّد المرداويّ، ثمّ الصّالحيّ، شهاب الدّين المعروف ب «ابن الدّيوان» الإمام، العالم، إمام جامع المظفّريّ بسفح قاسيون
.
151 - أحمد بن محمّد التماشكي، (؟ -؟):
«الذّيل على طبقات الحنابلة» : (2/ 412).
152 -
ابن الدّيوان، (؟ - 940 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (106)، و «التّسهيل»:(2/ 130).
وينظر: «الكواكب السّائرة» : (2/ 97)، و «الشّذرات»:(8/ 239).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أحمد بن زريق بن زين الدّين عبد الرّزاق الحنبلي المعروف ب «ابن الدّيوان» ، (801 - 847 هـ) الكاتب بديوان ابن منجك.-
(1)
الزّريراني: عبد الله بن محمّد بن أبي بكر البغداديّ الحنبليّ (ت 729) أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 55)، وفيه تخريج ترجمته. وترجم له المؤلّف في موضعه سهوا منه في ذلك؛ لأنّه مترجم في «ذيل الطبقات» . ونبهت عليه هناك.
قاله ابن طولون، وقال: كان مولده بمردا، ونشأ هناك، إلى أن عمل ديوانها ثمّ قدم دمشق فقرأ القرآن بها على الشّيخ شهاب الدّين الذّويب الحنبليّ لبعض السّبعة، وأخذ الحديث عن الجمال بن المبرد، وغيره، وتفقّه عليه، وعلى الشّهاب العسكريّ، وولي إمامة جامع الحنابلة بالسّفح نيّفا وثلاثين سنة، إلى أن توفّي ليلة الجمعة سابع عشر محرّم سنة 940 فجأة بعد أن صلّى المغرب إماما بالجامع، ودفن بصفّة الجامع، وولي الإمامة بعده/ الشّيخ موسى الحجّاوي. قاله في «الشّذرات» .
153 -
أحمد بن محمّد التّميميّ النّجديّ الشّهير ب «المنقور»
.
- يراجع: «الدّارس» : (2/ 104، 105).
ولعله هو المذكور في «عمدة المنتحل
…
» أحمد بن عبد الرزاق بن سليمان بن أبي الكرم يراجع هامش ترجمة إبراهيم بن عبد الرّحمن بن سليمان، ابن أبي شعر المقدسي رقم (13). وكذلك ذكره ابن زريق المقدسي في «ثبته» .
153 -
الشّيخ المنقور، (1067 - 1125 هـ):
صاحب «المجموع» المنسوب إليه، واسع الشّهرة عند علماء نجد.
أخباره في «تراجم المتأخرين» : (13)، و «التّسهيل»:(2/ 169).
وينظر: «عنوان المجد» : (2/ 360)، و «تاريخ بعض الحوادث»:(90)، و «الأعلام»:(1/ 240)، و «علماء نجد»:(1/ 195).
وطبع «جامع المناسك الثّلاثة الحنبلية» في بيوت سنة 1394 هـ المكتب الإسلامي، وطبع كتابه «المجموع» واسمه:«الفوائد العديدة في المسائل المفيدة» في المكتب الإسلامي ببيروت 1380 هـ، واعتنى الدّكتور عبد العزيز بن عبد الله الخويطر بكتابه «تاريخ المنقور» ونشره عن نسخة فيها بعض النّقص.-
قرأ على العلّامة الشّيخ عبد الله بن ذهلان وغيره من علماء نجد، واجتهد مع الورع، والدّيانة، والقناعة، والصّبر على الفقر والعيال، وكان يتعيّش من الزّراعة ويقاسي فيها- مع حرصه على الدّروس في غير قريته
(1)
- الشّدائد، ومهر في الفقه فقط مهارة تامّة، وصنّف تصانيف حسنة منها- بل أعظمها-:
مجموعه الفقهيّ المشهور بلقبه «الجامع لغرائب الفوائد والنّقولات الجليلة من الكتب الغريبة» ومنها «مناسك الحجّ» وغيرهما، وله جوابات عن مسائل فقهيّة
- وسبق أن ذكرت أنّ من «مجموع المنقور» نسخة مهمّة كتبت سنة 1130 هـ في جامعة الإمام رقم (184).
وأخرى في المكتبة الوطنية بعنيزة بخط فاطمة بنت حمد الفضيليّة العالمة الحنبلية المذكورة في هذا الكتاب في موضعها.
* وممّن أخلّ بعدم ذكرهم المؤلّف- رحمه الله:
- ابن المنقور هذا واسمه: إبراهيم بن أحمد، قال ابن بشر في «عنوان المجد»:(2/ 360): «وأخذ عنه ابنه إبراهيم وغيره» .
وذكر المنقور في «تاريخه» : (69) مولد ابنه هذا فقال: «وفي أوّل شهر ذي الحجّة فيها [سنة ثلاث ومائة وألف] ولد ابني إبراهيم أصلحه الله» وولّى الإمام عبد العزيز بن محمّدإبراهيم المذكور قضاء (سدير) وأقرّه الشّيخ محمّد بن عبد الوهّاب- رحمه الله على قضائها سنة 1170 هـ. وبقي فيها إلى أن توفي سنة 1775 هـ كما يقول ابن بشر من وباء شديد يسمّى (أبو دمغة). «عنوان المجد» : (1/ 88)، وفيه:«بن حمد» .-
(1)
قريته لم يذكرها المؤلّف، وهي «ثرمداء» من بلاد الوشم في إقليم اليمامة من نجد إلى الشمال من مدينة الرّياض.
مسدّدة وكتب كثيرا، وخطّه رديء. توفّي سنة 1125.
154 -
أحمد بن محمود
.....
ترجمه تلميذه العلّامة الشّمس محمّد بن طولون الحنفيّ بترجمة طويلة ذهب أوّلها من النّسخة الّتي وقفت عليها بخطّ المؤلّف في كتابه «سكردان الأخبار» والموجود منها:
…
وكان شيخنا صاحب هذه التّرجمة ينسب إلى البخل، وما رأيت منه إلّا ضدّه، مع كثرة تردّدي إليه، ونظم كثيرا، فمن ذلك «العقيدة» نحو السّبعمائة بيت على طريقة السّلف، تشتمل على غرائب، أنكر عليه فيها أماكن عدّة العلّامة شيخنا عبد [ربّ] النّبيّ
(1)
، ومن ذلك ما أنشدنا من لفظه لنفسه بمنزله المذكور ثاني عشر شعبان سنة 900.
- ويراجع: «تراجم متأخري الحنابلة» ، و «علماء نجد»:(1/ 98).
وإنما أهمله المؤلّف- عفا الله عنه-؛ لأنّه أصبح من رجال الدّعوة.
- وأحمد بن محمود بن محمد الفومنيّ الأصل المكّيّ الحنبليّ.
ورد ذكره هو وأخوه عبد الرّحمن في ثبت عبد العزيز بن فهد الهاشميّ ورقة: (7).
154 -
أحمد بن محمود، (872 - 907 هـ):
لم أعثر على أخباره لخفاء بقية نسبه، وهو في «التّسهيل»:(2/ 116)، ونقل ابن عثيمين- عفا الله عنه- عن السّحب فتجاوزه، وقال:«ترجمه تلميذه ابن طولون في «سكردانه» فقال:
…
» وابن عثيمين لم يطّلع على السّكردان وإنّما نقل عن السّحب؟! والسّكردان من مصادر ابن حميد. تراجع مقدّمة المؤلّف وما كتبناه في هامشها.
(1)
انظر التعليق على الترجمة رقم 84.
فسامح من صديقك كلّ ذنب
…
وعدّ خطاه في وفق الصّواب
ولا تعتب على ذنب صديقا
…
فكم هجر تولّد من عتاب
وأنشدنا أيضا لنفسه- حين عزل قاضي القضاة البرهان ابن مفلح الحنبليّ، وتولّى قاضي القضاة الشّهاب بن عبادة عوضه:
زمان فيه أهل العلم تعزل
…
وأهل الجهل حكّام رءوس
فموت المرء خير من حياة
…
بدار القضاة بها تيوس
للموت ما ولدته كلّ والدة
…
وللخراب بنى بان وبانيه
ما استعمل الصّبر من كانته كائنة
…
إلّا رأى فرجا من كلّ [نائيه]
(1)
وأنشدنا- أيضا- لنفسه
(2)
:
إذا أحرزت نفس من العيش قوتها
…
وتطلب مع هذا المزيد تعدّت
(1)
في الأصل: «نائبة» وما أثبته يستقيم عليه الوزن والمعنى، والله تعالى أعلم.
(2)
هذا مأخوذ من قول أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه:
لدوا للموت وابنوا للخراب
…
فكلّكم يصير إلى ذهاب
-
وأنشدنا- أيضا- لنفسه:
إنّ الأمور إذا ضاقت مواردها
…
لا بدّ من سعة تأتي مع الفرج
وأنشدنا/- أيضا- كذلك:
وما الصّبر إلّا نصف الايمان فاصبرن
…
وأمّا اليقين فهو الايمان كلّه
فلو كان هذا الصّبر شخصا من الرّجا
…
ل كان كبيرا هكذا جاء فضله
فذاك ابن مسعود رواه وعائشه
…
روته إلى الهادي وبالرّفع أصله
وأمّا ابن مسعود بوصل فما روى
…
قبل قال مرفوعا ومقطوع وصلع
وأنشدنا- أيضا للعلّامة النّجم ابن قاضي عجلون:
وأجبت من يلحي على ترك القضا
…
تلف العدوّ على العدوّ رخيص
قد قيل لي قاض وأيّ مزيّة
…
واسم وهو مستثقل منقوص؟
- وقيل: هو:
له ملك ينادي كلّ يوم
…
لدو للموت وابنوا للخراب
يراجع: «خزانة الأدب» : (4/ 163).
وله غير ذلك.
ميلاده ثاني عشر صفر سنة 872، وتوفّي يوم الأربعاء خامس عشر جمادى الأولى سنة 907 ودفن بمنزله بالسّفح.
155 -
أحمد بن مصطفى النّابلسيّ الشّهير ب «الجعفريّ» ، الشّيخ، العالم، الفقيه، الصّالح، شهاب الدّين، أبو الفضل
.
قال في «سلك الدّرر» : كان من أعيان العلماء الصّلحاء، كلّ من يعرفه يصفه بالصّلاح، وكان من أكابر بلده وأعيانها المشار إليهم، وله فضيلة في فقه مذهبه.
وتوفّي في أوائل شهر رمضان سنة 1101، ودفن ببلده نابلس.
156 -
أحمد بن موسى بن إبراهيم بن طرخان، الشّهاب بن الضّياء القاهريّ البحريّ، والد محمّد وأحمد المذكورين
(1)
.
155 - شهاب الدّين الجعفريّ، (؟ - 1101 هـ):
أخباره في «التّسهيل» : (2/ 165). ويراجع: «سلك الدّرر» : (1/ 219).
156 -
شهاب الدّين ابن الضّياء البحريّ، (؟ - 803 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليميّ، وهو في «التّسهيل»:(2/ 26).
ويراجع: «إنباء الغمر» : (2/ 156)، و «الضّوء اللّامع»:(2/ 227)، و «الشّذرات»:(7/ 65).
(1)
أمّا أحمد فتقدمت ترجمته في موضعه.
أمّا ولده محمّد فذكره المؤلّف في موضعه أيضا كما سيأتي إن شاء الله.-
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن الضّياء» كان نقيب قاضي مذهبه القاضي ناصر الدّين نصر الله، واتّفق له- كما حكاه حفيده القاضي- أنّه قبض له من معاليمه قدرا له وقع، ثمّ جاءه وأبرز له طرف كمّه وهو مطرور
(1)
، وقال:
إنّ السّارق قطعه وأخذ المبلغ. مات في صفر سنة 803، أرّخه شيخنا وقال:
وهو والد صاحبنا الشّمس بن الضّياء الشّاهد بباب البحر ظاهر القاهرة.
157 -
أحمد بن موسى، شهاب الدّين، أبو العبّاس، الزّرعيّ
.
157 - شهاب الدّين الزّرعيّ، (؟ - 762 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 198)، و «المنهج الأحمد»:(456)، و «مختصره»:(158). وينظر: «ذيل العبر» للحسيني: (345)، و «الدّرر الكامنة»:(1/ 344)، و «تاريخ ابن قاضي شهبه»: وفيات سنة 762 هـ، و «النّجوم الزّاهرة»:(11/ 12)، و «المنهل الصافي»:(2/ 231)، و «الدّليل الشافي»:(1/ 91)، و «السّلوك»:(3/ 1/ 71)، و «العقود»:(354)، و «الشّذرات»:(6/ 197).
والزّرعيّ: منسوب إلى زرع من أعمال دمشق، وكانت تسمى زرا «قال الحافظ أبو القاسم الدّمشقي: علي بن الحسين بن ثابت بن جميل، أبو الحسن الجهني الزّرعيّ الإمام من أهل زرا التي تدعى اليوم زرع من حوران. هذا لفظه بعينه».
يراجع: «معجم البلدان» : (3/ 135).
- قال الحافظ ابن حجر: والد صاحبنا شمس الدّين.
قال السّخاوي في «الضّوء اللّامع» : (7/ 241): إنّ محمّد بن الضّياء كثير القيام بخدمة ابن حجر
…
(1)
معنى مطرور؛ ممزّق. جاء في «اللّسان» : «طرر» : «حديث الشّعبيّ يقطع الطّرر، وهو الذي يشق كم الرّجل ويسيل ما فيه. من الطّرّ، وهو القطع والشّقّ» .
الشّيخ، الصّالح، المعروف، أحد الآمرين بالمعروف والنّاهين عن المنكر، وكان فيه إقدام على الملوك، وأبطل مظالم كثيرة، وصحب الشّيخ تقيّ الدين
(1)
دهرا، وانتفع به، وكان له وجاهة عند الخاصّ والعامّ، ولديه تقشّف وزهد. توفّي بمدينة حبراص في المحرّم سنة 762، وقد جاوز السّتين. قاله في «الشّذرات» . وقال في «الدّرر» . انقطع بزرع مدّة، ثمّ طار صيته، وقصد للتّبرّك
(2)
، حتّى صار نوّاب الشّام فمن دونهم يتردّدون إليه، ولم يتّفق أنّه قبل من أحد منهم شيئا، وكان ينسج العبيّ من الصّوف ويتقوّت من ذلك، وإذا زاده أحد في القيمة لم يقبل، وكان له إقدام على ملوك التّرك، وتردّد إلى القاهرة مرارا أوّلها سنة 12، وكان لا يعود إلّا وقد أجيب إلى كلّ ما أراد فأبطل شيئا من المظالم، وانتفع النّاس به كثيرا، وكان الكثير من أهل الدّولة يكرهونه ولا يتهيّأ لهم ردّه فيما يطلب.
158 -
أحمد بن موسى بن فيّاض بن عبد العزيز بن فيّاض المقدسيّ، شهاب الدّين أبو العبّاس/ قاضي حلب وابن قاضيها
.
158 - ابن فيّاض، (؟ - 776 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (3/ 9) في ترجمة أبيه، وكذا فعل العليمي في «المنهج»:(465)، و «مختصره»:(165)، وابن عبد الهادي في «الجوهر المنضّد»:(168). وينظر: «الدّرر الكامنة» : (1/ 344).-
(1)
يعني شيخ الإسلام ابن تيميّة الحرّانيّ (ت 728 هـ) رحمه الله تعالى.
(2)
قصد القبور للتبرك، أمر تعبدي، ولا دليل عليه، فهو مبتدع يخدش صفاء التوحيد ونقاوته. وانظر التعليق على الترجمة رقم 5، 37.
خرج له أبوه عن القضاء باختياره سنة 74، فباشره إلى أن مات في شعبان سنة 796، وكان عالما، ديّنا، عادلا، خيّرا، متواضعا، كثير السّكون، محمود الطّريقة، مشكورا في أحكامه، وكان يكثر التّزويج حتّى يقال: إنّه أحصن أكثر من (
…
)
(1)
امرأة قاله في «الدّرر» .
159 -
أحمد بن نصر الله بن أحمد بن محمّد بن عمر بن أحمد، المحبّ، أو الشّهاب- كما للكرمانيّ- أبو الفضل أو أبو يحيى، أو أبو يوسف- كما لشيخنا- ابن الجلال أبي الفتح ابن الشّهاب أبي العبّاس ابن السّراج أبي حفص الشّشتريّ
(2)
الأصل البغداديّالمولد والدّار
، نزيل القاهرة، سبط
- * يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أحمد بن ناصر بن محمّد بن عبد القادر بن مشرف النّجديّ الأشيقريّ (ت 1049 هـ).
يراجع: «تاريخ بعض الحوادث» : (54)، و «علماء نجد»:(1/ 198).
159 -
المحبّ ابن نصر الله، (765 - 844 هـ):
من آل نصر الله البغداديين، التّستريّ الأصل، والقاضي محبّ الدّين من أشهرهم.
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 202)، و «الجوهر المنضد»:(6)، و «المنهج الأحمد»:(488)، و «مختصره»:(182). وينظر: «معجم ابن فهد» : (96)، و «رفع الإصر»:(111)، و «إنباء الغمر»:(3/ 157)، و «معجم ابن حجر»: -
(1)
لم يذكر عددا لا في الأصل، ولا في مصدره «الدّرر الكامنة» .
(2)
هكذا في الأصل صوابها: «التّستريّ» نسبة إلى تستر قال ياقوت: بالضمّ ثمّ السّكون، وفتح التاء الأخرى، وراء: أعظم مدينة بخوزستان اليوم
…
«معجم البلدان» : (2/ 29). وأصله منها، يراجع ترجمة والده نصر الله الآتي.
السّراج أبي حفص عمر بن عليّ بن موسى بن خليل البغداديّ البزّاز، إمام جامع الخليفة بها، والمعيد بالمستنصريّة، وأحد المصنّفين في الحديث، والفقه، والرّقائق، حسبما ذكره ابن رجب في «طبقات الحنابلة»
(1)
، الآتي كلّ من أخويه عبد الرحمن وفضل ووالدهم، وولدي صاحب التّرجمة الموفّق محمّد ويوسف، وبني إخوته، ويعرف ب «المحبّ ابن نصر الله البغداديّ» . قاله في «الضّوء» .
وقال: ولد في ضحى يوم السّبت سابع عشر رجب سنة 765 ببغداد، ونشأ بها على الخير، والاشتغال بالعلوم على اختلاف فنونه، وكانت لهم هناك ثروة وكلمة، وكان والده شيخ المستنصريّة، فقرأ القرآن، واشتغل عليه في الفقه وأصله، [والحديث]، والعربيّة وغيرها، وكذا قرأ على جماعة، وأظنّ شيخ الحنابلة [ببغداد] في وقته ومدرّس مستنصريّتها الشّمس محمد بن القاضي نجم الدّين النّهرماري المتوفّى في حدود السّبعين وسبعمائة، والشّرف ابن بشتكا أحد أعيان الحنابلة ببغداد والمتوفّى بها في حدود الثّمانين، ممّن أخذ عنهما الفقه، فالله أعلم، وممّن قرأ عليه- أحد شيوخ أبيه- الشّمس
- (331)، و «الذّيل على رفع الإصر»:(109)، و «الضّوء اللّامع»:(2/ 233)، و «عنوان الزّمان»:(62)، و «حسن المحاضرة»:(1/ 483)، و «القلائد الجوهريّة»:(374، 375)، و «المنهل الصّافي»:(2/ 244)، و «الدّليل الشافي»:(1/ 93)، و «النّجوم الزّاهرة»:(15/ 483)، و «الشّذرات»:(7/ 250).
(1)
«الذّيل على طبقات الحنابلة» : (2/ 444) وذكر وفاته بحاجر في طريق مكة سنة 749 هـ رحمه الله.-
الكرماني الشّارح، وأجاز له سنة 782، ووصفه بالولد، الأعزّ، الأعلم، الأفضل، صاحب الاستعدادات، والطّبع السّليم، والفهم المستقيم، أكمل أقرانه، وحيد العصر، شهاب الدّين أحمد، بلّغه الله غاية الكمال، في شرائف العلوم وصوالح الأعمال، في ظلّ والده الشّريف الشّيخ، العلّامة، قدوة الأئمّة، جامع فنون الفضائل الفاخرة، ومجمع علوم الدّنيا والآخرة، بقيّة السّلف، استظهار المسلمين، جلال الملّة والدّين، زاد الله جلاله في معارج الكمالات، ونصره ممدودا في مدارج السّعادات، وإنّه- بحمد الله- في عنفوان شبابه وريعان عمره على طريقة الشّيوخ الكرام، وطبقة الأئمّة الأعلام، والشّبل- في المخبر- مثل الأسد، والمرجوّ من فضل الله وكرمه أن يجعله من العلماء العاملين، والفضلاء الكاملين.
إنّ الهلال إذا رأيت نموه
…
أيقنت أن سيصير بدرا كاملا
(1)
(1)
هذا البيت لأبي تمام حبيب بن أوس الطّائي؛ في ديوانه «بشرح التبريزيّ» : (4/ 115) من قصيدة يرثي فيها ابني عبد الله بن طاهر وكانا صغيرين، أولها:
ما زالت الأيّام تخبر سائلا
…
أن سوف تفجع مسهلا أو عاقلا
إنّ المنون إذا استمرّ مريرها
…
كانت لها جنن الأنام مقاتلا
في كلّ يوم يعتبطن نفوسنا
…
عبط المنحّب جلّة وأفائلا
ثم قال:
لهفي على تلك الشّواهد فيهما
…
لو أمهلت حتّى تكون شمائلا
لغدا سكونهما حجى وصباهما
…
حلما وتلك الأريحيّة نائلا
ولأعقب النّجم المرذّ بديمة
…
ولعاد ذاك الطلّ جودا وابلا
إن الهلال
…
…
.... بيت
فاستخرت الله تعالى وأجزت له أن يروي عنّي جميع ما صحّ عنده من التّفاسير، والأحاديث، والأصول، والفروع، والأدبيّات، وغير ذلك خصوصا الصّحاح الخمسة الّتي هي أصول الإسلام، ودفاتر الشّريعة، و «شرحي صحيح البخاري» المسمّى/ ب «الكواكب الدّراري» وناهيك بهذا جلالة مع صغر سنّ المجاز إذ ذاك، وأخذ أيضا عن المجد الشّيرازي صاحب القاموس حين قدم عليهم هناك، في حدود نيّف وثمانين.
وسمع ببلده على المحدّث عليّ بن أحمد بن إسماعيل الفوّيّ حين قدم عليهم أيضا في سنة 77 أو قريبا منها «صحيح مسلم» ، وقرأ في سنة 82 فما بعدها على النّجم أبي بكر عبد الله [بن محمد](1) قاسم السّنجاريّ، «جامع المسانيد» لابن الجوزيّ، و «الموطّأ» و «سنن أبي داود» ، وعلى الشّرف حسين ابن سالار ابن محمود الغزنويّ [المشرقيّ] شيخ دار الحديث المستنصريّة بعض «المصابيح» ، وأجيز في بغداد في الإفتاء والتّدريس سنة ثلاث وثمانين، وولي بها إعادة المستنصريّة، وارتحل فسمع بحلب سنة 86 على الشّهاب بن المرحّل، والشّرف أبي بكر الحرّانيّ، وأخذ في الفقه أيضا ببعلبكّ عن الشّمس ابن اليونانيّة، وبدمشق عن الزّين بن رجب الحافظ، ولازمه، وسمع عليه الحديث، وكذا سمع بها على الحافظ أبي بكر بن المحبّ، والجمال يوسف ابن أحمد بن العزّ، واستدعى في هذه السّنة لأخيه النّور عبد الرّحمن الآتي جماعة من شيوخ الشّام، وقدم القاهرة سنة 87 - بعد زيارته بيت المقدس- فسمع بها العزّ أبا اليمن ابن الكويك، وولده الشّرف أبا الطّاهر، والنّجم بن رزين، والتّقيّ بن حاتم، والمطرّز، والتّنوخيّ والسّويداويّ، والمجد
إسماعيل الحنفيّ، وابن الشّحنة، والبلقينيّ، وابن الملقّن، والشّهاب الجوهريّ، والشّمس الفرسيسيّ، والجمال عبد الله الحنبليّ، والتّقيّ الدّجويّ، والشّهاب الطّرينيّ في آخرين، والكثير من ذلك بقراءته، وسافر منها إلى اسكندريّة فقرأ على البهاء الدّماميني، وإلى الحجّ، ثمّ عاد فقطنها، ولازم حينئذ في الفقه الصّلاح محمّد ابن الأعمى الحنبليّ، وكذا لازم البلقينيّ، وابن الملقّن، وكان ممّا قرأ على ثانيهما من تصانيفه «التّلويح في رجال الجامع الصّحيح» وما ألحق به من زوائد مسلم، وذلك بعد أن كتب بخطّه منه نسخة ووصفه مؤلّفه بظاهره بالشّيخ، الإمام، العالم، الأوحد، القدوة، جمال المحدّثين، صدر المدرّسين، علم المفيدين، وكنّاه أبا العبّاس وقراءته بأنّها قراءة بحث ونظر، وتأمّل وتدقيق، وتفهّم وتحقيق، فأفاد، وأربى على الحلبة بل زاد، وصار في الفنّ قدوة يرجع إليه، وإماما تحطّ الرّواحل لديه، مع استحضاره للفروع والأصول، والمنقول والمعقول، وصدق اللهجة، والوقوف مع الحجّة، وسرعة قراءة الحديث وتجويده، وعذوبة لفظه وتحريره.
وقال: فاستحقّ بذلك أخذ هذه العلوم عنه والرّجوع فيها إليه، والتّقدّم على أقرانه والاعتماد عليه. قال: وأذنت له- سدّده الله وإيّاي- في رواية هذا التّأليف المبارك وإقرائه، ورواية «شرحي لصحيح البخاري» ، وقد قرأ جملا منه عليّ، ورواية جميع مؤلّفاتي ومرويّاتي، وأرّخ ذلك بجمادىالآخرة سنة 89، والعجب من عدم ملازمته للزّين العراقيّ وهو المشار إليه إذ ذاك في علوم الحديث/ بل لا أعلم أنّه أخذ عنه بالكلّيّة أصلا وإن أدرجه بعضهم في شيوخه مع اعتنائه بالحديث، وكونه غير مستغن عن «ألفيّته» و «شرحها» ،
ولذا كان يراسل شيخنا حين إقرائه لهما بما يشكل عليه من ذلك، وربّما استشكل فيوضّح له الأمر، مع قول شيخنا إنّه له عمل كبير في العلوم.
قلت: وخصوصا في «شرح مسلم» . ولمّا استقرّ في القاهرة استدعى بوالده فقدم عليه سنة 90، وامتدح الظّاهر برقوق بقصيدة، وعمل له أيضا رسالة في مدح مدرسته فقرّره في تدريس الحديث بها في محرّم السّنة بعدها، بعد وفاة مولانا زاده، ثمّ في تدريس الفقه بها سنة 95 بعد موت الصّلاح بن الأعمى، وصار هو ووالده يتناوبان فيها، ثمّ استقلّ بها بعد موت والده سنة 12، ونوزع في كلّ منهما وساعده جماعة حتّى استقرّ فيها، بل بلغني أنّ قارئ «الهداية» انتزع تدريس الحديث منه، بعد مزيد التّعصّب على صاحب التّرجمة، وكذا ولي المحبّ تدريس الحنابلة بالمؤيّديّة بعد شغوره عن العزّ المقدسيّ، وبالمنصوريّة أظنّه عن العلاء بن اللّحّام، وبالشّيخونيّة أظنّه بعد العلاء بن مغلي، وناب في الحكم مدّة عن المجد سالم، ثمّ عن ابن المغلى، ثمّ استقلّ به بعده في صفر سنة 28، وتصدّى لنشر المذهب قراءة وإقراء وإفتاء، ولم يلبث أن صرف بعد سنة وثلث بالعزّ المقدسيّ، فلزم منزله على عادته في الاشتغال والإشغال إلى أن أعيد بعد سنة وثلثي سنة في صفر سنة 31 بصرف المشار إليه، وعرف النّاس الفرق بينهما، واستمرّ المحبّ حتّى مات، فمجموع ولايته في المرّتين أربع عشرة سنة ونصف سنة ونحو عشرين يوما، وممّن انتفع به في المذهب العزّ الكنانيّ، والبدر البغداديّ، والنّور المتبوليّ، والجمال بن هشام، وقرأ عليه ولده «مسند إمامه» بكماله، وكذا حدّث بالصّحيحين وغيرهما، وقرأ عليه التّقيّ القلقشنديّ وغيره «السّنن» للنّسائيّ.
قال شيخنا: وهي أعلى ما عنده، ولمّا سافر السّلطان الأشرف إلى آمد كان ممّن سافر معه في جملة القضاة على العادة، فسمع من لفظه أحد رفقته شيخنا «المسلسل» عن العزّ أبي اليمن بن الكويك عليه بقراءة غيره حديث عرفة في البدن من «السّنن» لأبي داود، كلّ ذلك بظاهر بيسان، وكتب عنه من نظمه في هذه السّفرة أيضا قوله:
شوقي إليكم لا يحدّ وأنتم
…
في القلب لكن للعيان لطائف
فالجسم منكم كلّ يوم في نوى
…
والقلب حول ربى حماكم طائف
قال: وسمعته يقول: سمعت سودون يقول: التّرك إن أحبّوك أكلوك، وإن أبغضوك قتلوك، وأورده في القسم الأخير من «معجمه» ، وقال: إنّه اجتمع بي كثيرا، واستفاد منّا، هذا مع مزيد إجلاله أيضا لشيخنا، حتّى أنّي قرأت بخطّه وقد رفع إليه سؤال فكتب عليه بعد أن أجاب عليه شيخنا ما نصّه: ما أجاب به سيّدنا ومولانا قاضي القضاة أسبغ الله ظلاله/ هو العمدة ولا مزيد لأحد عليه؛ فإنّه إمام النّاس في ذلك.
إذا قالت حذام فصدّقوها
…
فإنّ القول ما قالت حذام
(1)
(1)
هذا البيت للجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. والد حنيفة وعجل ابني لجيم. و (حذام) على وزن (فعال): امرأة، هي بنت الدّيان بن خسر بن تميم.
وقيل: بل قائله: ديسم بن طارق «شرح شواهد المغني» : (516).
فالله- تعالى- يمتّع بحياته الأنام، ويبقيه على توالي اللّيالي والأيّام، وامتدحه بأبيات كتبها بخطّه سنة 37 في آخر نسخة شيخنا من تصنيفه «تخريج الرّافعيّ»
(1)
بعد مقابلة نسخته بنفسه عليها فقال:
جزى الله ربّ العرش خير جزائه
…
مخرّج ذا المجموع يوم لقائه
لقد حاز قصبات السّباق بأسرها
…
وجاز لمرقى لانتها لارتقائه
يدوم له عزّ به وجلالة
…
وذكر جميل شامخ في ثنائه
فلا زال مقرونا بكلّ سعادة
…
ولا انفكّ محروس العلا في اعتلائه
ولا برجت أقلامه في سعادة
…
توقّع بالأحكام طول بقائه
وخرّقت العادات في طول عمره
…
تزيد على الأعمار عند وفائه
(1)
هو «التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعيّ الكبير» . وهو مشهور.
وكان إماما، فقيها، مفتيا، نظّارا، عالما، علّامة، متقدّما في فنون خصوصا في مذهبه، فقد انفرد به، وصار عالم أهله بلا مدافعة، كلّ ذلك مع الذّهن المستقيم، والطّبع السّليم، وكثرة التّواضع، والخلق الرّضيّ، والأبهة والوقار، والتّودّد، والتّقرّب من كلّ، وسلوك طريق السّلف، والمداومة على الأوراد والعبادة والتّهجّد والصّيام، وكثرة البكاء والخوف من الله تعالى، والحرص على شهود الجماعات، والاتّباع للسّنّة، وإحياء ليلة من كلّ شهر في جماعة، بتلاوة القرآن وإهدائه ذلك في صحيفة إمامه وغيره، مع إنشاد قصيدة يذكرها في تلك اللّيلة غالبا
(1)
، وعظم الرّغبة في العلم والمذاكرة والمحبّة في الفائدة، حتّى إنّه اعتنى بضبط ما يقع في مجالس الحديث ونحوها بالقلعة من المباحث وشبهها أيّام قضائه، وفتاواه مسدّدة، وحواشيه في العلوم وسائر تعاليقه مفيدة
(2)
، وقد رأيت له حواشي على «تنقيح الزّركشيّ»
(1)
رحم الله المحب ابن نصر الله، فإن الاجتماع لقراءة القرآن الكريم وإهداء ثوابه للأموات، وإنشاد القصائد لهم مما لا يصح شرعا، فانظر كيف يقع الأكابر مع تحري اتباع السنن- غفر الله لنا وله آمين- وانظر التعليق على آخر الترجمة رقم 699.
(2)
من أشهر مؤلفاته «مختصر الذّيل على طبقات الحنابلة» تحدثت عنه في مقدمة «الجوهر المنضّد» وحاشيته على «التّنقيح» للزّركشيّ الشّافعيّ موجودة في مكتبة كوبرلي بتركيا بخط تلميذه محمّد بن محمّد بن أبي بكر بن خالد بن إبراهيم السّعدي الحنبلي سنة 873 هـ وهو الذي جرّدها في كتاب، يراجع «مجموع كوبرلي»:(رقم 1591/ 5)، (107 - 132)، «فهرس كوبرلي»:(2/ 282).
وينظر: «كشف الظنون» : (549)، «فهرس معهد المخطوطات»:(1/ 80)، و «تاريخ التّراث العربي»:(1/ 120)، و «إتحاف القارى»:(96).
وكذا على «فروع» ابن مفلح وجرّد كلّ منهما، وكذا على «الوجيز» ، والمحرّر»، و «شرحه» ، و «الرّعاية» وأشياء عطّل ولده على النّاس عموم الانتفاع بها، وكان أبوه شرع في تجريد ما يتعلّق بالمعضل من «النّقود والرّدود» للكرماني
(1)
، ثمّ لم يكمله، فأكمله صاحب التّرجمة، وذكره التّقيّ بن الشّمس الكرماني- في ضمن ترجمة والده نصر الله- فقال: وكان ولده- يعني المترجم- عنده فضيلة، أيضا، خطر في خاطره في وقت «شرح صحيح مسلم» ، وصار يجمع ويكتب، وذكره العلاء ابن خطيب النّاصريّة، فقال: وهو صاحبي، اجتمعت به مرارا في القاهرة، وحلب، وتكلّمت معه، وهو رجل، عالم، فاضل، ديّن، فقيه، جيّد، ويكتب على الفتاوى كتابة حسنة مليحة، وأخلاقه حسنة، وانفرد برئاسة مذهب أحمد بالقاهرة، وقال ابن قاضي شهبة: سألت عنه الشّهاب بن الحمّرة فقال: له فضل في الفقه والحديث وغيرهما/ ثمّ اجتمعت به بدمشق فرأيته من أهل العلم الكبار، يتكلّم بعقل وتؤدة مع حسن الشّكالة، ولكنّه مصاب بإحدى عينيه، ولم نر في زماننا أحسن من عبارته على الفتوى، وقال التّقيّ المقريزي: إنّه لم يخلف في الحنابلة بعده مثله. قال: ولا أعلم فيه ما يعاب به؛ لكثرة نسكه ومتابعته للسّنّة إلّا أنّه ولي القضاء فالله يرضي عنه أخصامه قال الحافظ ابن حجر- نقلا عن العزّ الكناني-: توافق صاحب التّرجمة مع عمّه
(2)
يعني الآتي بعده- في اسمه،
(1)
هو شرح مختصر ابن الحاجب الأصلي للكرمانيّ المذكور.
(2)
الضمير في «عمه» يرجع إلى العزّ الكناني.
واسم أبيه، واسم جدّه، ومنصبه، ومسكنه بالصّالحيّة، وفارقه في اللّقب، وأصل البلد، والنّسب إلى الجدّ الأعلى، وطول المدّة، وسعة العلم، ونحو ذلك، ثمّ قال المقريزيّ في «عقوده»: إنّه لم يزل منذ قدم الدّيار المصريّة مصاحبا له، فما علمه إلّا صوّاما قوّاما، صاحب حظّ من صيام وقيام، وأوراد وأذكار، واتّباع للسّنّة، ومحبّة لها ولأهلها، وصدّر ترجمته أنّه أوّل حنبليّ ولي القضاء حين عمل الظّاهر بيبرس البندقداريّ القضاةالأربعة، الشّمس محمّد ابن إبراهيم بن عبد الواحد المقدسيّ، بل كان أوّل من درّس المذهب الحنبلي بالمدارس الصّالحيّة، وأمّا قبله فكان في تقليد الشّرف أبي المكارم محمّد بن عبد الله بن أبي المجد عين الدّولة الشّافعي لقضاء مصر من قبل الكامليّ أنّه لا يستنيب حنفيا ولا حنبليا.- انتهى-.
وقد عرضت عليه بعض محفوظاتي وكذا عرض عليه من قبلي الوالد والعمّ- رحمهما الله تعالى- واتّفق في ذلك أمر غريب وهو أنّه كتب عرض كلّ منهما في ورقة كاملة، وعرضي بهامش كتابة غيره، ولم يصرّح بخطّه للأوّلين بالإجازة مع طول كتابة، وكتبها لي مع اختصاره، ولم يزل على جلالته ورئاسته حتّى مات بعلّة القولنج، وكان يعتريه أحيانا ويرتفع، لكنّه في هذه العلّة استمرّ أكثر من شهرين ثمّ قضى، بعد أن صلّى الصّبح بالإيماء يوم الأربعاء نصف جمادى الأولى سنة 844، بالمدرسة المنصوريّة من القاهرة عن 73 سنة إلّا دون شهرين، وصلّى عليه في يومه خارج باب النّصر، فقدّم النّاس شيخنا، ودفن بتربة السّلاميّ، وتعرف الآن بتربة البغاددة بالقرب من
تربة الجمال الأسنويّ، ولم يغب له ذهن، واستقرّ بعده في القضاء البدر البغداديّ، وفي المؤيّديّة، العزّ الكنانيّ، وفي بقيّتها ابنه يوسف، ووقعت لشيخنا اتّفاقيّة غريبة؛ فإنّه قال: كنت انظر في ليلة الأحد ثاني عشر جمادى الأولى في «دمية القصر» للباخرزيّ
(1)
فمررت في ترجمة المظفّر بن عليّ أنّ له هذه الأبيات الملتزم فيها بالنّون ثمّ الموحدة قبل اللّام، يرثي بها وهي هذه:
بلاني الزّمان ولا ذنب لي
…
بلى إنّ بلواه للأنبل
وأعظم ما ساءني صرفه
…
وفاة أبي يوسف الحنبلي
سراج العلوم ولكن خبا
…
وثوب الجمال ولكن بلي
قال فتعجّبت من ذلك ووقع في نفسي أنّه يموت بعد ثلاثة أيّام عدد الأبيات فكان كذلك.
ونحوه قول القاضي/ عزّ الدّين الكنانيّ: لمّ مرض العلاء بن المغلي
(1)
يراجع: «دمية القصر» : (2/ 207)، وفيه:
* وفاة أبي بكر الحنبليّ * ونسختي من «دمية القصر» هي المطبوعة بدار العروبة في الكويت سنة 1405 هـ بتحقيق الدكتور سامي مكي العاني.
مرض الموت سألتني والدتي عنه وأنا أتصفّح كتابا وكنت أحبّ موته ليتولّى صاحب التّرجمة فوقع بصري على قول الشّاعر:
ربّ قوم بكيت منهم فلمّا
…
أن تولّوا بكيت أيضا عليهم
فلم يلبث العلاء أن مات، وولي صاحب التّرجمة.- انتهى-.
قلت: وبقي من تصانيفه ممّا لم يذكره «حاشية الكافي» ، و «حاشية المغني» في الفقه، و «حاشية القواعد الفقهيّة الرّجبيّة» ، و «حاشية المنتقى» في الحديث، واستقرّ بعده في منصب القضاء نائبه وتلميذه البدر البغداديّ.
160 -
أحمد بن نصر الله بن أحمد بن محمّد بن أبي الفتح، الموفّق بن ناصر الدّين الكنانيّ، العسقلانيّ الأصل، القاهريّ
، سبط الموفّق عبد الله بن محمّد القاضي
(1)
، أمّه زينب، وأخو إبراهيم والد أحمد الماضيين،
160 - التّقيّ الكنانيّ، (769 - 803 هـ):
هو من آل نصر الله العسقلانيين الكنانيين كما أسلفت.
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 201)، و «المنهج الأحمد»:(477)، و «مختصره»:(173).
وينظر: «إنباء الغمر» : (2/ 157)، و «رفع الإصر»:(1/ 109)، و «الضّوء اللّامع»:(2/ 239)، و «النّجوم الزّاهرة»:(3/ 3/ 1070)، و «المنهل الصّافي»:(2/ 241)، و «نزهة النّفوس والأبدان»:(2/ 241)، و «الشّذرات»:(7/ 25).
(1)
يعني به القاضي موفق الدّين عبد الله بن محمد الحجّاوي (ت 769 هـ) ذكره المؤلف في موضعه.
وربّما نسب لجدّه فقيل: أحمد بن نصر الله بن أبي الفتح. قاله في «الضّوء» .
وقال: ولد في المحرّم سنة 769؛ السّنة الّتي مات فيها جدّه
(1)
واشتغل ومهر، وولي قضاء الحنابلة بالدّيار المصريّة بعد أخيه إبراهيم، ولم يلبث أن صرف بعد سبعة أشهر أو نحوها بالنّور الحكريّ في جمادى الثّانية سنة 802، ثمّ أعيد في آخرها فلم يلبث أن دهمت النّاس الكائنة العظمى اللّنكيّة بالبلاد الشّاميّة فخرج مع العسكر المصريّ، ثمّ رجع بعد الهزيمة فلم يلبث أن مات، في يوم الاثنين حادي عشر رمضان سنة 803، ودفن من الغد.
قال العينيّ: وكان رجلا حليما، ذا تواضع وسكون.
وقال ابن أخيه
(2)
: كان حسن الشّكل، كثير العلم، قويّ الإدراك، حسن المحاضرة، نزها، له تعاليق في الفقه والنّحو وغيرهما تدلّ على حسن تصرّفه في العلم.
(1)
هو الشّيخ عزّ الدين أحمد بن إبراهيم بن نصر الله (ت 876 هـ) تقدم ذكره ترجمة رقم (40).
(2)
هو سالم بن سالم بن أحمد بن سالم مجد الدّين (ت 826 هـ) من أقرباء الشيخ موفق الدين الحجّاوي السالف الذكر، وسالم هذا ذكره المؤلف في موضعه، وهو من كبار قضاة الحنابلة بمصر.
وقال المقريزيّ
(3)
: كان مشكورا، خيّرا، متواضعا، محبّبا إلى النّاس، من بيت علم ودين وعفاف. وذكره شيخنا في «رفع الإصر» .- انتهى-.
قلت: واستقرّ بعده في القضاء المجد سالم المقدسيّ.
161 -
أحمد بن يحيى بن عطوة بن زيد التّميميّ، النّجديّ مولدا ومسكنا
.
ولد في بلدة العيينة- تصغير عين-، ونشأ بها فقرأ على فقهائها، ثمّ رحل إلى دمشق لطلب العلم فأقام فيها مدّة، وقرأ على أجلّاء مشايخها؛ منهم العلّامة الشّيخ شهاب الدّين أحمد بن عبد الله العسكريّ شيخ الشّيخ
(3)
جاء في هامش الأصل بخط المصنّف: - بعد قوله: «المقريزي» المؤرخ المشهور انتقل شافعيا.
أقول: من المعلوم أنّ والد المقريزيّ حنبليّ ذكر الحافظ ابن رجب وغيره.
161 -
ابن عطوة النّجديّ العيينيّ، (؟ - 948 هـ):
من متقدمي علماء نجد وقضاتها، وشيخ فقهائها وسراتها.
أخباره في «الجوهر المنضد» : (15)(لعله هو).
ولم يذكره الغزّي في «النّعت الأكمل» ، وهو في «متأخري الحنابلة»:(13)، و «التّسهيل»:(2/ 133).
ينظر: «عنوان المجد» : (2/ 303)، و «تاريخ بعض الحوادث»:(46، 47)، و «الأعلام»:(2/ 270)، ونسبه فقال:«العيينيّ» ، و «علماء نجد»:(1/ 199).
الجبيلة: بلدة معروفة من بلاد اليمامة قرب الرياض حاليا.
يراجع: «معجم البلدان» : (2/ 110)، و «معجم اليمامة»:(1/ 264)، وترجم لابن عطوة نقلا عن السحب.
* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أحمد بن يحيى بن رميح النّجديّ (ت 1263 هـ).
أخباره في «عنوان المجد» : (1/ 62)، «تاريخ بعض الحوادث»:(109)، و «علماء نجد»:(204).
موسى الحجّاويّ، وتخرّج به وانتفع، وقرأ على غيره كالجمال يوسف بن عبد الهادي، والعلاء المرداويّ، وتفقّه ومهر في الفقه، فأجازه مشايخه وأثنوا عليه، فرجع إلى بلده موفور النّصيب من العلم والدّين والورع، فصار المرجوع إليه في قطر نجد، والمشار إليه في مذهب الإمام أحمد، وانتفع به خلق كثير من أهل نجد تفقّهوا عليه، وألّف مؤلّفات عديدة، منها:«الرّوضة» ، ومنها:
«التّحفة» ، ومنها:«درر الفوائد وعقيان القلائد» ، وله تحقيقات نفيسة وتدقيقات لطيفة.
وتوفّي ليلة الثّلاثاء ثالث رمضان المبارك سنة 948، ودفن بمقبرة الشّهداء من الصّحابة في الجبيلة- بضمّ الجيم- من قرى العيينة، من أرض اليمامة، ضجيعا للشّهيد الجليل زيد بن الخطّاب رضي الله عنه.
وقال الشّيخ عثمان بن قايد في إجازته للشّيخ محمّد الحبتي بعد ذكر إسناده إليه: عن العارف بالله تعالى ذي الكرامات الظّاهرة، والآيات الباهرة، الّذي فتح الله به مقفلات القلوب، وكشف به معضلات الكروب
(1)
./
(1)
هذه إطلاقات طرقية، واصطلاحات صوفية، مبنية على الغلو والإطراء، وتوسيع الدعوى، وقد سد الشرع المطهر وسائل الغلو، ونهى عنه، والأحاديث في هذا كثيرة لا تخف- ولله الحمد-.
162 -
أحمد بن يحيى بن فضّل الله العمريّ
.
صاحب كتاب «مسالك الأبصار في ممالك الأمصار» ، وكتاب «الدّائرة بين مكّة والبلاد» ، كذا ذكره بعض من صنّف من الحنابلة في الطّبقات وهو غلط محض؛ فإنّه شافعيّ مشهور، ولعلّه رأى هذا الاسم الآتي فظنّه هو، فلقد رأيت كتابا في الفقه يرمز بحروف للخلاف كالفروع وكتب في آخره ما نصّه:
تمّ الكتاب المسمّى ب «التّذكرة» ، بل «مختار الجوامع» تعليقا لنفسه أحمد ابن يحيى بن العماد الحنبليّ بالقاهرة المعزّيّة خامس شهر جمادى الأولى سنة 861.
162 - ابن فضل الله العمريّ، (؟ - 749 هـ):
كان على المؤلّف- رحمه الله أن لا يورده أصلا ما دام متيقنا أنّه ليس بحنبليّ المذهب. ولا أدري من يقصد بقوله: «كذا ذكره بعض من صنّف من الحنابلة في الطّبقات» فلعلّه يقصد العزّ أحمد بن إبراهيم بن نصر الله الكناني (ت 876 هـ) لأنّ العليمي لم يذكره لا في أصله ولا في مختصره، ولم يذكر ابن حميد أنه وقف على كتاب العزّ فلعلّه وقف على نقل عنه أو عن غيره. وعلى افتراض أنّ العمريّ من الحنابلة لا يلزم المؤلّف- رحمه الله ذكره؛ لأنّه توفي سنة (749 هـ) فهو داخل في فترة ابن رجب، وكتاب «السّحب» ذيلا على كتاب ابن رجب كما أوضح مؤلّفه.
والذي غر من جعله من الحنابلة أنّ ابن فضل الله- رحمه الله من أنبل تلاميذ ابن تيميّة ومحبيه، قرأ عليه «الأحكام الصّغرى» ، وأخذ الأدب عن الشّهاب محمود وهو حنبليّ أيضا، وألف كتابا حافلا في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية، وبالغ في ذكر فضائله في ترجمته في كتابه «مسالك الأبصار» ، ولا يلزم من هذا كلّه أن يكون حنبليا، إلا لكان الحافظ ابن ناصر الدّين والحفاظ الأربعة المزّي والبرزالي والذهبي وابن كثير من الحنابلة أيضا. وكلهم من مشاهير محبّي شيخ الإسلام ابن تيميّة.-
163 -
أحمد بن يحيى بن يوسف بن أبي بكر بن أحمد بن أبي بكر بن يوسف بن أحمد الكرميّ، نسبة لطور كرم من قرى نابلس، ثمّ المقدسيّ
.
قال المحبّيّ: كان من العلماء العاملين، والأولياء الزّاهدين، ولد ببيت المقدس سنة 1000، وقرأ القرآن بطور كرم
(1)
، وأخذ
- ومحبّي شيخ الإسلام من أهل المذاهب الأخرى وطلابه منهم عبد القادر القرشي مؤلف «طبقات الأحناف» .
أخبار ابن فضل الله العمري في «الوافي بالوفيات» : (8/ 252)، و «أعيان العصر»:
146، و «الدّرر الكامنة»:(1/ 331)، و «النّجوم الزاهرة»:(10/ 334)، و «ذيل العبر»:(275)، و «الشّذرات»:(6/ 160).
ولم أعثر على أحمد بن يحيى بن العماد المذكور، ولم أجد للكتاب ولا لمؤلّفه ذكرا في مصادري ولعلّه لا يعدو أن يكون ناسخا والله أعلم. والتذكرة هذه عند المؤلف نقل عنها في حواشيه على «المنتهى» .
ومن غريب المصادفة أنّ لابن فضل الله العمريّ المذكور كتابا اسمه «تذكرة الخاطر» ذكره حاجي خليفة في «كشف الظنون» : (1/ 385). ولا أظنه في الفقه أصلا.
ولعلّ كتاب «التّذكرة» الذي ذكر المؤلّف هذا هو المذكور في مقدمة «الإنصاف» .
وقد وقفت على تملّك لأحمد بن يحيى الحنبلي سنة 856 هـ لكتاب «التنقيح المشبع» نسخة المتحف العراقي فلعلّه المذكور. والله تعالى أعلم.
163 -
الكرميّ، (1000 - 1091 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (249)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(114)، و «التّسهيل»:(2/ 160).
وينظر: «خلاصة الأثر» : (1/ 367).
(1)
«معجم البلدان» : (4/ 47).
الطّريق
(1)
عن العارف بالله تعالى محمّد العلميّ، ورحل إلى القاهرة سنة 26، فأخذ بها الفقه وغيره عن عمّه العلّامة الشّيخ مرعيّ بن يوسف، وعن محرّر المذهب الشّيخ منصور البهوتي، والشّيخ يوسف الفتوحي، وأخذ النّحو عن محمّد الحمويّ، والفرائض والحساب عن عبد المنعم الشّرنوبيّ، والحديث عن البرهان اللّقاني، وعلى الأجهوري وكثير، وكان ملازما للعبادة بمكانه المعروف بالجامع الأزهر، مشتغلا بالعلوم الدّينيّة، لا يتردّد إلى أحد من أرباب الدّنيا، قانعا، باليسير من الرّزق، متقيّدا بصلاة الجماعة في الصّفّ الأوّل بالأزهر الأوقات الخمسة، قليل الكلام، حسن السّيرة، جامعا لصفات الخير، ليس فيه شيء يشينه في دينه ولا دنياه. حكى عنه ولده الشّيخ عبد الله أنّه رأى الحقّ سبحانه في منامه ثلاث مرّات، أوّلها رأى الملائكة قد أخذوه إلى النّار، فإذا مناد من الحقّ سبحانه: ليس من أهلها اذهبوا به إلى الجنّة، فقام من نومه فرأى نفسه في الجامع الأزهر. وكانت وفاته ليلة الجمعة رابع عشر صفر سنة 1091، ودفن بتربة الطّويل بالمجاورين بقرب عمّه الشّيخ مرعي.
164 -
أحمد بن يوسف بن سعد الله الآمديّ
.
164 - ابن سعد الله الآمديّ، (720 - بعد 770 هـ):
لم يذكره ابن مفلح ولا العليمي، ولا ابن عبد الهادي، وهو في «التّسهيل»: -
(1)
يقصد به طريق التّصوّف المؤدي إلى ظلمات الجهل والتّخلّف، والمبعد عن التّمسك بالطريق القويم والصّراط المستقيم، كتاب الله وسنّة سيّد المرسلين صلى الله عليه وسلم، نسأل الله أن يرزق المسلمين حسن التّمسك بهما والبعد عن ما خالفها إنّه جواد كريم.
قال في «الدّرر» : ولد بآمد
(1)
سنة 720 - تقريبا-، ذكره الذّهبيّ في «المعجم المختصّ» ، فقال: الإمام المقرئ المحدّث، شهاب الدّين، أبو العبّاس، رحل إلى بغداد ودمشق ومصر، وطلب العلم فسمع من الحجّار، ومن أحمد بن محمّد بن الإخوة وعدّة، وطلب وحصّل الأجزاء.
165 -
أحمد بن يوسف المرداويّ الدّمشقيّ
.
- (2/ 16). وينظر: «المعجم المختص» للذّهبي: (47)، و «الدّرر الكامنة»:(1/ 360)، ولم يذكرا وفاته، وفي «الدّرر»:«ولد سنة 710 هـ» .
قال ابن الجزريّ في «غاية النهاية» : (1/ 153): «أحمد الحنبلي الآمدي، شيخ آمد والجزيرة الفراتية، وآخر من بقي بديار بكر من المشايخ المسندين، رحل قديما إلى دمشق، وأظنّه اجتمع ب (ابن تيميّة) وإلى مصر، وقرأ بالسّبعة على أبي حيّان، وعاد إلى بلده، ولم يزل يبلغنا خبره إلى بعد السّبعين وسبعمائة» .
165 -
ابن يوسف المرداويّ، (؟ - 850 هـ):
أخباره في «المنهج الأحمد» : (493)، و «مختصره»:(183).
وينظر: «الضّوء اللّامع» : (2/ 252)، و «الشّذرات»:(7/ 267).
قال العليميّ: «وكان يقصد بالفتاوى من كلّ الأقاليم، ومن تلامذته الأعيان المعتبرين منهم القاضي شمس الدين العليمي وغيره، وعرض عليه قضاء حلب فامتنع، واختار قضاء مردا، وكان يكتب على الفتوى عبارة جيّدة دالة على تبحّره وسعة علمه، وخطّه حسن، وكان إماما في النّحو، وأمّا حفظه فلا يكاد يوصف، فإنّه كان يحفظ «المحرّر» للحنابلة و «المحرّر» للشّافعية، وإذا سئل عن مسألة أجاب عنها على مذهبه ومذهب غيره
…
» وذكر مسألة من فوائده.
(1)
آمد: بلد مشهور من بلاد الجزيرة شمال الموصل. «معجم البلدان» .
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن يوسف» . ناب في قضاء بلده، بل وفي الشّام أيضا، وكان فقيها، نحويّا، حافظا لفروع مذهبه، مفتيا، لكن فيه تساهل فالله يسامحه. وقال: بعضهم: لا يعاب بأكثر من ميله لابن تيميّة في «اختياراته»
(1)
، وهو ممّن أخذ منه العلاء المرداويّ. وتوفّي في صفر سنة 850، وقد جاوز السّبعين، وليس بابن يوسف بن محمّد بن عمر المرداويّ الآتي.
166 -
أحمد الدّوميّ، قاضي الحنابلة بدمشق
.
قال في «سلك الدّرر» : الشّيخ، الفاضل، البارع/ العالم، الأوحد، أبو العبّاس، نجيب الدّين، تفقّه على الشّيخ عبد الباقي، وحضر دروس النّجم الغزّيّ تحت القبّة وغيرها، وولي القضاء، وحمدت سيرته، ولم يزل
166 - الدّوميّ، (؟ - 1107 هـ):
أخباره في «سلك الدّرر» : (1/ 219)، وعنه في «التّسهيل»:(2/ 165).
(1)
ينطبق عليه قول النّابغة الذّبياني في مدح النّعمان:
ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم
…
بهنّ فلول من قراع الكتائب
وقول أبي ذؤيب الهذليّ:
وعيّرني الواشون أنّي أحبّها
…
وتلك شكاة ظاهر عنك عارها
وأيّ منقبة للمذكور أحسن من متابعته شيخ الإسلام رحمهما الله تعالى؟! وفي اجتهاداته واختياراته ومعلوم أنّ شيخ الإسلام من كبار المجتهدين، وهو ثقة في نقله مأمون في روايته، فهو كذلك في اجتهاده واختياره، رحمه الله، ومع هذا نقول: كلّ يؤخذ من قوله ويترك إلا الصّادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.
على طريقته المثلى إلى أن توفّي نهار الاثنين ثامن شعبان سنة 1107، ودفن بمرج الدّحداح.
167 -
أحمد بن السّلفيتي، الشّيخ، الإمام، العالم، الزّاهد، الورع
.
توفّي سنة 879، قاله في «الشّذرات» .
168 -
أحمد الشّهاب الحلبيّ، ويعرف ب «خازوق»
.
قال في «الضّوء» : ولي قضاء الحنابلة بحلب مرارا، وصرف سنة 835 ب «ابن الرّسّام» فدخل القاهرة ساعيا في العود فلم يتهيّأ إلّا بعد مدّة، ورجع
167 - السّلفيتيّ، (؟ - 880 هـ):
أخباره مختصرة هكذا في «المنهج الأحمد» : (505)، و «مختصره»:(192)، و «الشّذرات»:(7/ 329)، ووفاته في «الشّذرات»:(880 هـ)، فلعلّه زلة قلم من الشّيخ.
168 -
خازوق، (؟ - 838 هـ):
لم يذكره ابن مفلح.
وأخباره في «المنهج الأحمد» : (485)، و «مختصره»:(139). وينظر: «إنباء الغمر» : (3/ 555)، و «الضّوء اللّامع»:(2/ 256)، و «الشّذرات»:(7/ 216).
واسمه كاملا: أحمد بن محمود بن المهاجري المصموديّ كذا قال الحافظ ابن حجر. ولقبه «خازوق» قال المحبي في «قصد السّبيل» : (1/ 447): والخازوق ليس لغويا. أقول: له نظائر كناطور وساطور، وحاطوم وهاضوم. وقد جمع الألفاظ التي على هذا الوزن الإمام الصّغاني (ت 650 هـ) في رسالة خاصة.
وقال العليميّ: «أحمد بن محمود بن محمد قاضي القضاة شهاب الدين أبو العباس الشهير ب «ابن خازوق» ولي قضاء حلب، ثم عزل عنها فولي قضاء طرابلس، ثم أعيد إلى قضاء حلب، وتوفي بها مسموما في أواخر سنة ستّ وثلاثين وثمانمائة».
فمرض بدمشق ودخل حلب في محفّة؛ لعجزه بالمرض، فاستمرّ قليلا ثمّ مات سنة 838، وذكره شيخنا.
169 -
أحمد، الشّهاب الماردينيّ الدّمشقيّ
.
قال في «الضّوء» : كان حسن الشّكالة والخطّ، يتكسّب بالشّهادة، كتب عنه البدريّ في «مجموعه» قوله:
عزمت على حبّي بسورة يونس
…
وكان نفورا كالظّبا فتأنّسا
ومال إلى نحوي وحقّ براءة
…
لقد نلت وصلا من عزيمة يونسا
مات بعد سنة 864.
170 -
إسحاق بن محمّد الخريشيّ المقدسيّ
.
169 - الشّهاب الماردينيّ، (؟ - 864 هـ):
لم يذكره العليمي، ولا ابن مفلح، ولا ابن عبد الهادي.
أخباره في «الضّوء اللّامع» : (2/ 258).
170 -
الخريشيّ، (؟ - 1035 هـ):
من أسرة علميّة، ذكر المؤلف والده (محمد بن أحمد) في موضعه ونقل عن المحبي قول الشّيخ الداودي:«كان والده إماما» إلا أن المؤلّف لم يترجم للجدّ.
أخباره في «النّعت الأكمل» : (196)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(101).
وينظر: «خلاصة الأثر» : (3/ 14)، و «تراجم الأعيان»:(2/ 340).
والخريشيّ: بضمّ الخاء، وفتح الرّاء، ثم ياء التّصغير، والشّين المعجمة، وياء النّسب، منسوب إلى قرية في جبل نابلس.
قال المحبّيّ: كان عالما، عاملا، فاضلا، أخذ عن والده، وأمّ بالمسجد الأقصى، وكان إليه النّهاية في علم القراءات العشر، حسن الصّوت والأداء، لا يملّ من سماعه، طارحا للتّكلّف، مشتغلا دائما بالقراءة، ووالده محمّد صاحب المؤلّفات العديدة مشهور وسيأتي.
توفّي المترجم سنة 1035.
171 -
أسعد بن عبد الحافظ بن إبراهيم الوفائيّ الدّمشقيّ، قاضي الحنابلة بها، الشّيخ، الفاضل، الفقيه، الكامل، حافظ الدّين
.
كان قاضيا مرجعا في الأحكام الشّرعيّة الموافقة لمذهبه مستقيما على حالته إلى أن مات سنة 1155. قاله في «سلك الدّرر».
172 -
أسعد بن عليّ بن محمّد بن محمّد بن المنجّى بن محمّد بن عثمان بن المنجّى، الوجيه، أبو المعالي، ابن العلاء أبي الحسن ابنالصّلاح، ابن الشّرف، ابن الزّين، ابن العزّ، ابن الوجيه، التّنوخيّ، الدّمشقيّ، ويعرف كسلفه ب «ابن المنجّى»
.
171 - أسعد الوفائيّ: (؟ - 1155 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (281)، و «التّسهيل»:(2/ 174).
وينظر: «سلك الدّرر» : (1/ 254).
172 -
أبو المعالي بن المنجّى، (800 - 871 هـ):
لم يذكره ابن مفلح.
أخباره في «الجوهر المنضّد» : (22)، و «المنهج الأحمد»:(500)، و «مختصره»:(189، 190)، و «التّسهيل»:(2/ 76). وينظر: «الضّوء اللّامع» : (2/ 279)، و «حوادث الزّمان»:(2/ 50)، و «الشّذرات»:(7/ 312).
قال في «الضّوء» : ولد بدمشق قبيل القرن بيسير، فأبوه مات في رجب سنة 800 ونشأ بها فقرأ القرآن عند الشّمس اللبيني، وحفظ «الخرقيّ» ، و «ألفيّة ابن مالك» ، وعرضهما على العزّ البغداديّ ببيت المقدس وغيره، وتفقّه بالعزّ، وبالشّرف بن مفلح، وناب في القضاء بدمشق، وباشر نظر المسماريّة
(1)
وتدريسها، وحجّ، وزار بيت المقدس، وأحضر في صغره على ابن قوام، والبالسيّ وغيرهما، وحدّث، سمع منه الطّلبة، ولقيته بدمشق فسمعت عليه أشياء، وكان خيّرا، متواضعا، محبّا في الحديث وأهله، بهيّ الهيئة، مرضيّ السّيرة، من بيت علم وفضل، عريقا في المذهب.
مات سلخ المحرّم سنة 871، وصلّى عليه من يومه بالجامع المظفّريّ، ودفن بتربتهم جوار دارهم، غربيّ الرّباط النّاصريّ بسفح قاسيون./
173 -
إسماعيل بن عبد الرّحمن بن إبراهيم، عماد الدّين بن زين الدّين الذّنابيّ الصّالحيّ، خطيب الجامع المظفّريّ
.
قاله في «الشّذرات» : وقال: سمع على أبي بكر بن أبي عمر، وأبي عمر ابن عبد الهادي وأبي الفتح المزّيّ، وقرأ على ابن طولون العربيّة.
173 - عماد الدّين الذّنابيّ، (؟ - 948 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (112)، و «التّسهيل»:(2/ 132).
وينظر: «متعة الأذهان» : (29)، و «الكواكب السّائرة»:(2/ 122)، و «الشّذرات»:(8/ 274).
(1)
المدرسة المسماريّة: من مدارس الحنابلة بدمشق أنشأها وأوقفها الحسن بن مسمار الهلالي (ت 546 هـ). ينظر: «الدّارس» : (2/ 114).
وتوفّي يوم السّبت تاسع عشر شعبان سنة 948، ودفن- بوصيّة منه- شمالي صفّة الدّعاء أسفل الرّوضة.
174 -
إسماعيل بن عبد الكريم بن محيي الدّين بن سليمان الجراعيّ الحسينيّ الدّمشقيّ
.
ولد في دمشق وبها نشأ، فقرأ، وحصّل، وتميّز، ومهر في الفقه، وألّف شرحا بديعا على «غاية المنتهى» لكنّه لم يتمّ. ينقل عنه كثيرا الشّيخ حسن بن عمر الشّطّي في كتابه «شرح زوائد الغاية» .
174 - الجراعيّ، (1134 - 1202 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (325)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(135)، و «التّسهيل»:(2/ 189). وينظر: «التّذكرة الكمالية» : (6/ 10 - 13) مخطوط، و «روض البشر»:(50 - 52)، و «معجم المؤلفين»:(2/ 277).
لم يذكر المؤلّف شيئا عن أخباره وفصّلها الغزّي في «النّعت الأكمل» و «التّذكرة» .
قال الكمال العزّيّ- رحمه الله: «إسماعيل بن عبد الكريم بن محي الدين بن سليمان بن عبد الرحمن بن عبد الهادي بن علي بن محمد بن زيد الجراعي الدّمشقيّ، الشّريف لأمّه النّابلسيّ الأصل، مفتي السّادة الحنابلة بعد شيخنا الشّهاب أحمد بن عبد الله البعلي
…
الشّيخ الفاضل، الأديب الفقيه، الفرضيّ، المحصّل، البارع، المتفوّق، ولد بدمشق في خامس ذي القعدة سنة أربع وثلاثين ومائة وألف، ونشأ بها في كنف والده وتلا القرآن العظيم على عدّة من الشّيوخ لكنّه ختمه على الشيخ أبي الفداء إسماعيل بن محمد اللّبدي الحنبلي
…
وأخذ القراءات علما عن شيخ الإقراء بدمشق أبي العبّاس الحافظ، وعن مقرئ الدّيار المصرية
…
». وعدد شيوخه ومروياته ثم قال: «وفي سنة خمس وتسعين ومائة-
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
- وألف وجّهت له إفتاء السادة الحنابلة بدمشق
…
ودرّس بالجامع الشّريف الأموي بعد وفاة الشّيخ مصلح الدّين اللّبدي، وأقبلت عليه الطّلبة من الحنابلة وغيرهم، وتولى وظيفة التّكلم على أوقاف الجامع المظفّري بصالحية دمشق، وكان كثير المخالطة لأمور الناس، وألّف مؤلّفات نافعة، فمنها:«شرح دليل الطّالب» في مجلّدين قرّظه له العلماء من أهل مذهبه وغيره، وشرح «غاية المنتهى» لم يكمله وشرح قصيدة بشر ابن أبي عوانة الشّاعر الجاهليّ الّتي مطلعها:
أفاطم لو شهدت ببطن خبت
…
وقد لاقى الهزبر أخاك بشرا
وأورد نماذج من أشعاره ثمّ قال: «وكانت وفاة المترجم بعيد ظهر يوم الاثنين الحادي عشر من جمادى الأولى سنة اثنتين ومائتين وألف
…
». وشرحه للدّليل ذكره ابن بدران في «المدخل» ، وقال:«ولم يتم الكتاب» .
أقول: ولا أعتقد أنّ العلماء من أهل مذهبه وغيره يقرضونه وهو لم يتم. وإنّما الذي لم يتم هو «شرح غاية المنتهى» كما نصّ عليه المؤلّف والغزّي هنا كما ترى.
وشرح «غاية المنتهى» ذكره ابن بدران في «المدخل» أيضا: (443)، فقال: عند ذكره «غاية المنتهى» وقد تصدى لشرحه العلّامة الفقيه الأديب أبو الفلاح عبد الحي بن محمد بن العماد فشرحه شرحا لطيفا دلّ على فقهه وجودة قلمه، لكنّه لم يتمه، ثم ذيّل على شرحه هذا العلّامة الجراعي فوصل فيه إلى باب «الوكالة» ثم اخترمته المنيّة» فهنا يتّضح المقصود والله تعالى أعلم.
وفي هامش نسخة الأصل من كتاب «النّعت الأكمل» بخطه الشيخ عبد السّلام الشّطّيّ [حنبليّ دمشقيّ ت 1295 هـ بدمشق] قوله: «شرح غاية المنتهى» أقول: قد ملكت- لله الحمد- هذا الشرح بخطّ مؤلفه المذكور في مجلّد كبير- انتهى- «عبد السلام عفي عنه» .-
175 -
إسماعيل بن محمّد بن بردس بن نصر بن بردس بن رسلان البعليّ أبو الفداء، عماد الدّين، الحافظ، الإمام
.
قال في «الشّذرات» : ولد سنة 720، وسمع من والده، وقطب الدّين
- فهل للمذكور شرح غير ما كمّل به شرح ابن العماد؟ هذا ممكن أيضا، وكلام الشيخ عبد السلام يدلّ عليه.
أما بشر بن أبي عوانة العبديّ، فاسم لا حقيقة له حكاية قصة نسجها خيال بديع الزّمان الهمذانيّ في المقامة التي سمّاها «البشريّة» وهي آخر مقاماته، وبعد البيت:
إذا لرأيت ليثا زار ليثا
…
هزبرا أغلبا لاقى هزبرا
تبهنس إذ تقاعس عنه مهري
…
محاذرة فقلت عقرت مهرا
أنل قدميّ ظهر الأرض إنّي
…
رأيت الأرض أثبت منك ظهرا
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
المقامات: 449 .... إلى آخر الكتاب.
175 -
ابن بردس البعليّ، (720 - 786 هـ):
من أسرة علمية حنبلية.
ولداه علي ومحمد مذكوران في هذا الكتاب
…
وفي غيره.
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 273)، و «الجوهر المنضّد»:(17)، و «المنهج الأحمد»:(468)، و «مختصره»:(166)، و «التّسهيل»:(2/ د).
وينظر: «إرشاد الطّالبين» : (327)، و «إنباء الغمر»:(1/ 292)، و «الدّرر الكامنة»:(1/ 404)، و «الردّ الوافر»:(153)، و «التّبيان شرح بديعيّة البيان»:
158، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 3/ 140، 141)، و «لحظ الألحاظ»:
166، و «شذرات الذّهب»:(6/ 287).
قال ابن ظهيرة في «معجمه» : «سمعت منه ببعلبك، وكانت وفاته فيها» .
اليونينيّ وطائفة، وعني بالحديث، ورحل في طلبه إلى دمشق، فأخذ عن مشايخها، وقرأ بنفسه، وكتب الكثير، ونظم «النّهاية في غريب الحديث» ، ونظم «طبقات الحفّاظ» للذّهبي، وخرّج، وألقى المواعيد، وحدّث، وتخرّج به جماعة، سمع منه ابنه الشّيخ تاج الدّين، ومحمّد بن نعمة الخطيب، وغيرهما، وكان أحد الحفّاظ المكثرين المصنّفين، حسن الخلق، كثير الدّيانة لطيف العشرة. توفّي في العشر الأواخر من شوّال سنة 784.- انتهى-.
وذكر في «كشف «الظّنون» أنّ له «وسيلة المتلفظ إلى نظم كفاية المتحفظ» .
176 -
إسماعيل بن محمّد بن حسن بن طريف- بفتح المهملة مكبّرا- الزّبدانيّ بالتّحريك- الأصل، ثمّ الدّمشقيّ، الصّالحيّ، عماد الدّين، أبو الفداء
.
قال النّجم عمر بن فهد في «معجمه» : ولد- تقريبا- سنة 747، سمع من محمّد بن الحسن بن محمّد بن عمّار الشّافعيّ في سنة 774 قطعة من آخر الجزء الثّاني من «الفوائد» لأبي طاهر بن المخلّص، انتقاء أبي الفتح بن أبي الفوارس، وحدّث به سمعته عليه مرّتين، وكان أحد المقرئين بمدرسة الشّيخ أبي عمر بسفح قاسيون، وكان شيخا، صالحا، معمّرا.
مات ليلة الاثنين حادي عشر محرّم سنة 837، ودفن بسفح قاسيون.
176 - ابن طريف الزّبدانيّ، (747 - 837 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليمي، وهو في «التّسهيل»:(2/ 47). وينظر: «معجم ابن فهد» : (347)، و «الضّوء اللّامع»:(2/ 306)، و «عنوان الزّمان»: ورقة: 93، وذكره ابن زريق المقدسيّ في ثبته في عدة مواضع منها في الورقة: رقم: 26.
177 -
إسماعيل بن محمود بن سلمان بن فهد القاضي، شرف الدّين بن شهاب الدّين أبي الثّناء
.
ذكره الصّفدي في «ألحان السّواجع» ممّن تراسل معه في ألغاز عديدة بالنّظم، منها في مشط:
تراه لا تضحك أسنانه
…
يا حسنه من أصفر شاحب
177 - ابن أبي الثّناء، (؟ -؟):
لم أعثر على أخباره، ولم أجده في نسختي من «ألحان السّواجع» .
* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- إسماعيل بن إبراهيم المقدسيّ الحنبليّ (ت 789 هـ).
وهو والد إبراهيم بن إسماعيل المتقدم.
أخباره في «الجوهر المنضّد» : (20)
…
وغيره.
- وإسماعيل بن الزّين بن الشّيخ عماد الدين، الفقيه الفرضيّ.
ذكره ابن عبد الهادي أيضا في «الجوهر المنضّد» : (21) ولم يذكر وفاته ولا أخباره.
- وإسماعيل بن عبد الرّحمن بن أبي بكر بن أيّوب، أبو الحسن الزّرعيّ (ابن أخي ابن القيّم)، (ت 799 هـ).
«المقصد الأرشد» : (1/ 165)، «المنهج الأحمد»:(474)، وغيرهما.
- وإسماعيل بن برهان الدّين ابن العماد (ت 815 هـ).
«الجوهر المنضّد» : (21).
- وإسماعيل بن محمد بن إبراهيم بن مصلح بن إبراهيم العراقي.
ذكره السّخاوي في «الضّوء اللّامع» : (2/ 305)، وقال: «العراقيّ الأصل المكّيّ الحنبليّ الماضي جدّه، وجدّه ممن يحضر دروس حنبلي مكّة، وأكثر الحضور-
كم غاص في ليل شباب وكم
…
قد لاح في صبح من الشّائب
[فتى ولكن سنّه ربّما
…
زاد على السّبعين في الغالب
قلت: وسيأتي في الحسين بن عليّ الموصليّ والله أعلم].
178 -
آق تمر الصّالحيّ الأمير
.
- عندي».
وذكر جدّه في «الضّوء اللّامع» : (1/ 166)، وقال: «العراقيّ الأصل، المكّيّ المولد والدّار الشّافعيّ
…
» وذكر أخباره وأنّه صحبه إلى الطّائف.
- وإسماعيل بن محمد اللّبدي الحنبليّ ذكره الكمال الغزّي في ترجمة إسماعيل بن عبد الكريم الجراعي وأنه من شيوخه. ولم أعثر على أخباره.
* وذكر السّخاويّ- رحمه الله في «الضّوء اللّامع» : (2/ 303):
- إسماعيل بن علي بن محمّد، أبو الخير البقاعيّ، وقال:«كان يشتغل بالعلم ويصحب الحنابلة ويميل إلى معتقدهم مع كونه شافعيّا» .
فأوردته هنا برّا بهذه الصّحبة «المرء مع من أحبّ» ، وإن لم يكن حنبليا.
178 -
أقتمر الصّاحبيّ، (؟ - 779 هـ):
أخباره في «الجوهر المنضّد» : (22)، و «المنهج الأحمد»:(465)، و «مختصره»:
166، و «التّسهيل»:(2/ 3).
وينظر: «إنباء الغمر» : (1/ 160، 161)، و «النّجوم الزّاهرة»:(11/ 191)، و «السّلوك»:(3/ 1/ 226)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 249)، و «المنهل الصّافي»:(2/ 492)، و «الدّليل الشّافي»:(1/ 141)، و «ذيل العبر» لأبي زرعة:(2/ 474)، و «بدائع الزّهور»:(1/ 2/ 215)، و «الشّذرات»:(6/ 261).-
قال في «الشّذرات» : كان من مماليك الصّالحيّ، وولي رأس نوبة في دولة المنصور بن المظفّر، ثمّ خزندارا في دولة الأشرف، ثمّ تقدّم سنة 70، ونفاه الجاي إلى الشّام، ثمّ أعيد بطّالا، ثمّ استقرّ رأس نوبة، ثمّ نائب السّلطان بعد منجك، ثمّ قرّر في نيابة الشّام إلى أن توفّي بها سنة 779، وكان يعرف أوّلا بالصّاحبيّ، وكان يرجع إلى دين، وعنده وسواس كثير في الطّهارة وغيرها، فلقّب لذلك «الحنبليّ» ، ثمّ ذكره الحنابلة في طبقاتهم، وكان يحبّ الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر.
- في «النّجوم الزاهرة» : «سمى ب (الحنبلي) لكثرة مبالغته في الطّاهرة والوضوء» .
وقال ابن تغري بردي في «المنهل الصّافي» : «الأمير سيف الدّين نائب السّلطنة بالدّيار المصريّة ثم بدمشق
…
واستمرّ بالنيابة إلى أن مات بالقاهرة سنة تسع وسبعين وسبعمائة، وكان أميرا جليلا ساكنا علاقا».
قال أبو زرعة ابن العراقي: «وفيها مات الأمير سيف الدّين اقتمر الشّهير ب (الحنبلي) بدمشق على نيابتها، وقد ولي النّيابة قبل ذلك بالدّيار المصرية
…
» فهل مات بدمشق أو بالقاهرة؟!
وقال أبو زرعة أيضا: «كان متعبّدا كثير الصّلاة والصّيام، وفي أخلاقه حدّة، وفي أحكامه شدّة، وتمنع من النّيابة بالدّيار المصرية للأشرف حتى شرط له التّمكن من طلبه الوزير وسائر أرباب الدّولة، وله في ذلك أخبار عجيبة» .
الكنى الّتي صارت اسما
ذكرناها جميعا هنا نظرا لبدئها بالهمزة/
179 -
أبو بكر بن إبراهيم بن العزّ محمّد بن العزّ إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر المقدسيّ الصّالحيّ المعروف ب «الفرائضيّ»
.
179 - أبو بكر الفرائضيّ، (723 - 803 هـ):
من آل قدامة، جدّه محمّد بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر (ت 748 هـ)، مترجم في «المقصد الأرشد»:(2/ 335).
وأخبار أبي بكر في «المقصد الأرشد» : (3/ 153)، و «المنهج الأحمد»:(477)، و «مختصره»:(173)، و «التّسهيل»:(2/ 22).
وينظر: «المنهج الجليّ» : (260)، و «ذيل التّقييد»:(301)، و «معجم ابن حجر»:(83)، و «إنباء الغمر»:(2/ 158)، و «الضّوء اللّامع»:(11/ 12)، و «الشّذرات»:(7/ 27).
قال التّقيّ الفاسيّ في «ذيل التّقييد» : «وحدّث، مات سنة ثلاث وثمانمائة بعد وصول تمر دمشق [تيمور لنك] وبعد رحيله عنها، ومولده سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة» . وأطال في ذكر مسموعاته من الكتب والأجزاء الحديثيّة.
وقال الحافظ ابن حجر: «وأكثرت عليه، وكان قبل ذلك عسيرا في التّحديث فسهّل الله تعالى لي خلقه إلى أن أكثرت عنه في مدّة يسيرة» ثم ذكر مسموعاته عليه وهي كثيرة جدّا، فلتراجع هناك.
قال في «الشّذرات» : سمع على الحجّار وابن الزّرّاد وغيرهما، وأجاز له أبو نصر بن الشّيرازيّ، وأبو القاسم بن عساكر وآخرون، قال الحافظ ابن حجر: أكثرت عليه، وكان قبل ذلك عسرا في التّحديث فسهّل الله تعالى خلقه.
مات عام الحصار سنة 803، عن نحو ثمانين سنة.
180 -
أبو بكر بن إبراهيم بن محمّد بن مفلح، الصّدر بن التّقيّ المقدسيّ الأصل، ثمّ الدّمشقيّ الصّالحيّ، أخو النّظام عمر، ووالد العلاء عليّ الآتيين
.
180 - صدر الدّين بن مفلح، (780 - 825 هـ):
من آل مفلح، والده تقي الدّين ترجمة رقم (31).
صدر الدّين في «المقصد الأرشد» : (3/ 154)، و «المنهج الأحمد»:(482)، و «مختصره»:(137)، و «التّسهيل»:(2/ 39).
وينظر: «إنباء الغمر» : (3/ 285)، و «الضّوء اللّامع»:(11/ 12)، و «الدّارس في تاريخ المدارس»:(2/ 50)، و «قضاة دمشق»:(290).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أبو بكر بن إبراهيم بن محمّد، تقي الدّين الذّباح الحنبلي، (ت 985 هـ).
أخباره في «النّعت الأكمل» : (149)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(89).
وينظر: «الكواكب السّائرة» : (3/ 93)، و «تراجم الأعيان»:(1/ 279). وخط يده على نسخة برلين من «الذّيل على طبقات الحنابلة» لابن رجب نصها: ملكه الفقير أبو الصدق أبو بكر بن إبراهيم الحليم الذّباح الحنبلي الإمام بمدرسة أبي عمر
…
ولم يذكر تأريخا.
قال في «الضّوء» : ويعرف كسلفه ب «ابن مفلح» ، ولد سنة 780، وتفقّه بأبيه قليلا، واستنابه وهو صغير، واستنكر النّاس ذلك، ثمّ ناب لابن عبادة، وشرع في عمل المواعيد، وشاع اسمه، وراج بين العوامّ، وكان على ذهنه كثير من التّفسير والحديث والحكايات، مع قصور شديد في الفقه، وولي القضاء استقلالا سنة 17، ثمّ عزل بعد خمسة أشهر، واستمرّ على عمل المواعيد حتّى مات في جمادى الآخرة سنة 825، ذكره شيخنا في «إنبائه». وقال غيره:
إنّه ربّما كتب على الفتاوى مع ما بيده من مدارس الحنابلة، وإنّه مات يوم الخميس، ودفن بالرّوضة، وعمره فوق الأربعين.
181 -
أبو بكر بن إبراهيم بن معتوق الكرديّ الهكّاريّ ثمّ الصّالحيّ
.
قال في «الإنباء» : روى لنا عن عليّ بن أبي بكر الحرّانيّ.
ومات في الحصار كأخيه أحمد المتقدّم.
181 - ابن معتوق، (؟ - 803 هـ):
تقدم ذكر أخيه أحمد بن إبراهيم بن عبد الله في موضعه.
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليمي، وذكر أحمد بن إبراهيم، وهو في «التّسهيل»:(2/ 25).
وذكر السّخاوي في «الضّوء اللّامع» : (11/ 13)، أبو بكر ثم قال:«مضى في أحمد بن إبراهيم بن عبد الله» . وقال في أحمد بن إبراهيم في «الضّوء اللّامع» : (1/ 196): «ذكره شيخنا في معجمه وسمى جدّه معتوقا وقال: لقيته بالصّالحية فقرأت عليه صفة الجنّة
…
»، ثم قال:«وأعاده في أبي بكر ولم يسمّه .. » .
فجعلهما السّخاوي رجلا واحدا ظنا منه أنه مجرّد تكرير من الحافظ ابن حجر، والحافظ ابن حجر يفرق بينهما؛ ولذلك يقول في ترجمة أبي بكر هذا في «الإنباء»: -
182 -
أبو بكر بن إبراهيم بن يوسف التّقيّ البعليّ ثمّ الصّالحيّ
.
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن قندس» بضمّ القاف والمهملة، وبينهما نون، وآخره سين، ولد- تقريبا- سنة 809 ببعلبك، ونشأ بها فتعانى
وقال الحافظ في «معجمه» : ورقة 37 من النّسخة التي بخطّ الحافظ ابن حجر:
«أبو بكر بن إبراهيم بن معتوق الكرديّ الدّمشقيّ، قرأت عليه «صفة الجنّة» لأبي نعيم بسماعه مع أخيه بالسّند المتقدم في ترجمة أخيه، مات سنة ثلاث وثمانمائة في حصار دمشق».
يراجع «إنباء الغمر» : (2/ 159).
وبذلك يتبين خطأ السّخاوي- رحمه الله: لأنّ كلام الحافظ قاطع الدّلالة على أنّهما رجلان، وهما من شيوخه، وهو أدرى بهما.
182 -
تقيّ الدّين ابن قندس، (809 تقريبا- 861 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (3/ 154)، و «المنهج الأحمد»:(496)، و «مختصره»:(186)، و «التّسهيل»:(2/ 68).
وينظر: «عمدة المنتحل» : (ورقة 127)، وأجاز لأولاده، و «الضّوء اللّامع»:(11/ 37)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 397)، و «حوادث الزّمان»:(1/ 33)، و «الشّذرات»:(7/ 300).
قال الشّيخ أحمد بن محمد بن الحمصي في حوادث الزّمان من تأليفه بخطّه:
«المحرم وفي عاشره توفي الشّيخ، الإمام، الزّاهد، الورع، شيخ الحنابلة بدمشق، تقيّ الدّين أبو بكر
…
».
(حاشيته على الفروع) من أنفع الكتب وأكثرها فائدة ذكرت بعض نسخها في حاشية ترجمته في «المقصد الأرشد» ، وقد جمع نسخه أحد طلبة الدراسات العليا بالجامعة-
الحياكة كأبيه، ثمّ أقبل على القرآن فحفظه في زمن يسير عند ما قارب البلوغ، مع استمراره لمعاونة أبيه في الحياكة، ثمّ قرأ بعض «العمدة» في الفقهو التمس من والده شراء نسخة «المقنع» في الفقه فما تيسّر فأعطاه بعض الطّلبة نسخة «التّنبيه» للشّافعيّة، فحفظ بعضه ثمّ تركه، وحفظ «المقنع» و «الطّوفي» في الأصول و «ألفيّة النّحو» وغيرها، وتفقّه بالتّاج ابن بردس، ولازمه مدّة طويلة حتّى أذن له بالإفتاء والتّدريس، ولم ينفكّ عنه حتّى مات، وقرأ عليه أيضا
- الإسلامية بالمدينة الشريفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وهو الآن يعمل على تحقيقه وفّقه الله لإتمامه.
وأمّا لقبه: (ابن قندس) فقال المحبّي في «قصد السّبيل» : (2/ 365) القندس لغة في الكندس، واسم حيوان برّيّ بحريّ معروف .. وجلده يتّخذ فروة تلبسه الأروام على رءوسها ويسمّى قندسا، وقد عرّبه المتأخّرون، وهو مولّد، قال ابن خطيب داريّا- من قصيدة له مشهورة-:
كأنّ بدر التّمّ تحت الدّجى
…
جبينه الباهر في القندس
كأنّما شحرورها راهب
…
يردّد الإنجيل في برنس
- وابنه: إبراهيم بن أبي بكر، ذكره العليميّ في «المنهج» في ترجمة أبيه، وهو مذكور في طبقة سماع الشيخ أبي بكر في «ثبت ابن زريق»: ورقة: 134.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أبو بكر بن أحمد بن ظهيرة المكّيّ الحنبليّ (ت 1138 هـ) مفتي الحنابلة بمكة.
يراجع: «مختصر نشر النّور والزّهور» : (1/ 33).
- وأبو بكر بن أحمد بن عبد الرّحمن بن عبد الله الدّمشقي ثم المدنيّ الحنبليّ ويعرف ب «الشّاميّ» .
يراجع: «المنهج الجلي» : (261)، و «الضّوء اللّامع»:(11/ 19).
«صحيح البخاري» و «السّيرة» لابن هشام، وكذا أذن له من قبله الشّرف ابن مفلح، وحجّ سنة 33، ورجع إلى بلده فأقام بها يسيرا، ثمّ قدم إلى دمشق فاستوطنها، وأخذ العربيّة عن القطب اليونيني وغيره، والمعاني والبيان عن جماعة من الدّمشقيّين والقادمين إليها؛ منهم: يوسف الرّومي، والأصول عن البدر العصياتي، والمنطق عن الشّريف الجرجاني، وتلا القرآن تجويدا على إبراهيم بن صدقة، وقرأ على الشّمس بن ناصر الدّين «منظومته» في علوم الحديث و «شرحها» وأخذ اليسير عن شيخنا، وسمع في «مسند إمامه» على ابن ناظر الصّاحبة، وكذا سمع على غيره، ولزم الإقبال على العلوم حتّى تفنّن، وصار متبحّرا في الفقه وأصوله، والتّفسير، والتّصوّف والفرائض/، والعربيّة، والمنطق، والمعاني، والبيان، مشاركا في أكثر الفضائل، مع الذّكاء المفرط، واستقامة الفهم، وقوّة الحفظ، والفصاحة والطّلاقة، فحينئذ عكف عليه الطّلبة، وأقبلوا بكلّيتهم إليه، وانتدب لإقرائهم حتّى كثرت تلامذته، ونبغ منهم غير واحد، وأحيا الله به هذا المذهب بدمشق، ووعظ النّاس بجامع الحنابلة وغيره، فانتفع به الخاصّ والعامّ، كلّ ذلك مع الدّين المتين، والورع الثّخين، ومزيد التّقشّف، والتّواضع، والزّهد، والورع، والعفاف، والتّحرّي في الطّهارة وغيرها، والمثابرة على أنواع الخير كالصّوم والتّهجّد، والحرص على الانقطاع، والخمول، وعدم الشّهرة، وعزارة المروءة، والإيثار، والتّصدّق مع الحاجة، والإعراض عن بني الدّنيا جملة، وعن وظائف الفقهاء بالكليّة، والتّكسّب بالحياكة غالبا، والتّودّد للطّلبة، بل وإلى سائر الفقراء، حتّى صار منقطع القرين، واشتهر اسمه، وبعد صيته، وصار لأهل مذهبه به مزيد فخر،
ولم يشغل نفسه بتصنيف، بل له حواش وتقييدات على بعض الكتب ك «فروع ابن مفلح» و «المحرّر» بحيث جرّدت الأولى في مجلّد ضخم، والثّانية في مجلّد متوسّط، وقد امتحن بما بين الشّافعيّة والحنابلة بدمشق، وعقد له مجلس حافل عند النّائب، وتعصّبوا عليه فلم ينهضوا لمقاومته. وقدم مصر فعظّمه الأكابر وخصوصا شيخنا، وابتهج بقدومه عليه، وأهدى له شيئا من ملبوسه وكتبه، ولقيته إذ ذاك، وسمع بقراءتي عليه، وانتفعت بلحظه ودعائه، ثمّ لقيته بصالحيّة دمشق فبالغ في إكرامي بها بما لا أنهض لوصفه، ولمّا رجعت إلى القاهرة أرسلت إليه هديّة فأحسن بقبولها، وأظهر سرورا، وقد وصفه تلميذه العلاء المرداويّ بأنّه علّامة زمانه في البحث والتّحقيق.
وقال ابن أبي عدينة
(1)
: شيخ الحنابلة، وإمامهم، ومفتيهم، وعالمهم، وزاهدهم.
مات في عاشر المحرّم سنة 861 بدمشق، ودفن بالرّوضة، جوار الموفّق ابن قدامة، ولم يخلّف بعده في مجموعه مثله.
183 -
أبو بكر بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن قدامة المقدسيّ، عماد الدّين بن عزّ الدّين
.
183 - عماد الدّين ابن عبد الهادي، (720 - 799 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليمي، وهو في «التّسهيل»:(2/ 13).
تقدم ذكر والده ترجمة رقم (95)، وهو أخ الشّيخ شمس الدّين (ت 744 هـ) تلميذ شيخ الإسلام، وجامع سيرته.-
(1)
هو ابن أبي عذيبة وقد تقدم تصحيح اسمه والتّعريف به.
قال في «الدّرر» : حضر على جدّه عماد الدّين جزءا فيه مجلسان من «أمالي أبي الحسن بن رزقويه»
(1)
بسماعه له على عبد الرّحمن بن عليّ اللّخميّ بسنده، وسمع أيضا من الحجّار، وأصابه صمم، وقد حدّث.
مات في المحرّم سنة 799، وقد أجاز لي.
- أخباره في معجم ابن ظهيرة «إرشاد الطّالبين» : (559)، و «ذيل التّقييد»:(300)، و «المنهج الجلي»:(262)، و «معجم ابن حجر»:(84)، و «الدّرر الكامنة»:(1/ 468)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 3/ 625)، و «الشّذرات»:(6/ 358).
ذكر ابن ظهيرة جملة من مسموعاته، وقال:«أخبرنا الشّيخ أبو بكر أحمد بن عبد الهادي المقدسيّ إجازة كتبها لنا بخطّه» .
وذكر التّقيّ الفاسيّ في «ذيل التّقييد» أيضا مسموعاته ثم قال: «وكان ثقيل السّمع يتعب القارئ عليه، وإذا لم يسمع قال له: ارفع صوتك، وكنت وقت وفاته بدمشق في الرّحلة الأولى، ولم يقدر لي السّماع منه. ومولده- تقريبا سنة عشرين وسبعمائة» .
وقال الحافظ ابن حجر في «معجمه» : «ولد قبل العشرين، وحضر على عيسى المطعّم الجزء الخامس والعشرين من «أمالي ابن بشران» وسمع من الحجار
…
».
- ولعلّ من الحنابلة أيضا:
- أبو بكر بن أحمد بن علي بن سليمان الكركي المشهورة ب «ابن راجح» ، المتوفى سنة 837 هـ.
يراجع: «معجم ابن فهد» : (348).
(1)
ابن رزقويه: محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد رزق البزّار (ت 412) له «جزء» في الحديث في الظاهرية صغير ضمن مجموع: (37/ 805) ق (44 - 51) وله جزء آخر ولا أدري هل هما واحد، أو أحدهما «الأمالي» المذكورة هنا؟
تراجع ترجمته وأخباره في: «تاريخ بغداد» : (1/ 351).
184 -
أبو بكر بن أحمد بن عليّ بن شرف الدّين الميقاتيّ، أحد الشّهود بحانوتهم بالحلوانيّين
.
قاله في «الضّوء» .
وقال: كتب لي بخطّه أنّه ولد سنة 788 - فالله أعلم- أنّه مات سنة 891.
185 -
أبو بكر بن أبي المجد بن ماجد بن أبي المجد بن بدر بن سالم، العماد السّعديّ الدّمشقيّ ثمّ المصريّ
.
184 - ابن شرف الدّين الميقاتي، (788 - 891 هـ):
لم يذكره العليمي، وهو في «التّسهيل»:(2/ 93).
وينظر: «الضّوء» : (11/ 21، 101).
185 -
ابن أبي المجد، (730 - 804 هـ):
لم يذكره ابن مفلح.
أخباره في «المنهج الأحمد» : (478)، و «مختصره»:(136)، و «التّسهيل»:(2/ 28).
وينظر: «إنباء الغمر» : (2/ 212)، و «الضّوء اللّامع»:(11/ 66)، و «حسن المحاضرة»:(1/ 482)، و «الشّذرات»:(7/ 42).
* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أبو بكر التّقي المقدسي، السّاكن في بيت الحنبلي بمكة مات في شوال سنة سبع وخمسين وثمانمائة أرخه ابن فهد.
«الضّوء اللّامع» : (11/ 99)، عن «إتحاف الورى»:(4/ 336)، ويراجع:«الدّر الكمين» .
قال في «الضّوء» : ولد سنة 730، وسمع من المزّيّ والذّهبيّ وغيرهما وأحبّ الحديث، فحصّل طرفا منه، وسكن مصر قبل السّتّين، فقرّر في طلبة الشّيخونيّة، فلم يزل بها حتّى مات، وجمع «الأوامر والنّواهي» من الكتب السّتّة فجوّده، وكان مواظبا على العمل بما فيه، وكذا اختصر «تهذيب الكمال»
(1)
، وحدّث عن الذّهبيّ بترجمة البخاري بسماعه عنه. ذكره شيخنا في «إنبائه» ، وقال: اجتمعت به وأعجبني سمته وانجماعه وملازمته للعبادة.
مات في جمادى الأولى سنة 804، وذكره المقريزيّ في «عقوده» مطوّلا، وقال: إنّه انفرد بأشياء منها وجوب الصّلاة على النّبيّ صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستفتاح.
- انتهى-.
قلت: وله مصنّف في الفقه محرّر مشهور ب «مختصر ابن أبي المجد»
(2)
، والله تعالى أعلم.
(1)
لم يذكره الدكتور بشار عوّاد في مقدمة «تهذيب الكمال» ، وهو موجود في المكتبة الظاهريّة بدمشق.
(2)
يظهر لي أنّ المختصر المعروف ب «مختصر بن أبي المجد» هو «مختصر الأحكام» وهو في الحديث على أبواب الفقه واسمه «المقرّر على أبواب المحرّر» اطلعت عليه، ليوسف بن ماجد بن أبي المجد كما سيأتي في ترجمته إن شاء الله. إلا أن يكون لكلّ واحد منهما مختصرا فالله أعلم، ولا أعلم أن هناك صلة قرابة بينهما. ثم اطّلعت على نقول كثيرة تؤكّد أنه مختصر فقهيّ والله تعالى أعلم.
186 -
أبو بكر بن خليل بن عمر بن السّلم، النّابلسيّ الأصل، ثمّ الصّفديّ المشهور ب «ابن الحوائج كاش»
.
قاضي صفد وابن قاضيها، اشتغل بالعلم ومهر، وباشر القضاء بمدينة صفد مدّة، ثمّ عزل وولي مرّات، وكان في زمن عزله يحترف بالشّهادة، إلى أن توفّي بصفد سنة 889. قاله في «الشّذرات».
186 - ابن الحوائج كاش، (؟ - 889 هـ):
أخباره في «المنهج الأحمد» : (515، 516)، و «مختصره»:(194، 195)، و «التّسهيل»:(2/ 90). وينظر: «الشّذرات» : (7/ 348)، عن العليمي ولم يزد عليه، وذكر العليمي في «المنهج الأحمد»:(508) والده غرس الدّين خليل بن عمر. يذكر في موضعه إن شاء الله.
هذا اللّقب (حوائج كاش) لم أجده مشروحا في المصادر، وهو لقب لأبيه خليل بن عمر أيضا، ولم أتبين له معنى. وهذا اللّقب أقدم من المذكور وأبيه. فقد ذكر الحافظ المنذري- رحمه الله في «التكملة لوفيات النقلة»:(1/ 431)، ترجمه أبي الفضل عبد الله ابن محمد بن عبد الله العليمي المتوفى في أواخر شعبان سنة 598 هـ فقال: عرف ب «ابن حوائج كاش» . وقال: «وسمع من أخيه أبي الخطاب عمر بن محمد بن عبد الله العليميّ» . ولم يذكر مذهبهما. ومثله في تاريخ الإسلام للذّهبي.
ولفظ حوائج: هل يصح أن تكون جمع حاجة؟ قيل: هي جمع لها على غير قياس.
قال العلّامة ابن برّي- رحمه الله: زعم النّحويّون أنّه جمع لواحد لا ينطق به وهو حائجة لغة في الحاجة، وقول الأصمعيّ إنّه مولد خطأ؛ لأنّه قد جاء في الحديث:
«اطلبوا الحوائج من حسان الوجوه» و «استعينوا على الحوائج بالكتمان» وأشعار الفصحاء:
ثممت حوائجي ووذأت بشرا
…
فبئس معرّس الرّكب السّغاب
-
187 -
أبو بكر بن داود التّقيّ، أبو الصّفا الدّمشقيّ الصّالحيّ، والد عبد الرّحمن الآتي
.
قال في «الضّوء» : / ويعرف ب «ابن داود» صحب جماعة منهم الشّهاب أحمد بن العلاء أبي الحسن علي بن محمّد الأرموي الصّالحيّ، ولقي بأخرة الشّهاب بن النّاصح، والبسطاميّ، وحجّ، وزار بيت المقدس، وصنّف «آداب المريد والمراد»
(1)
، سمعه منه ولده بطرابلس سنة 805، وتسلّك به غير
- يراجع: حاشية ابن برّي على «الصحاح» «التنبيه والإيضاح» : (1/ 200)، وعنه في «اللّسان» (حوج). وثممت: أصلحت. ووذأت: عبت.
ويراجع: «قصد السبيل» : (1/ 442، 443)، والنّصّ منه. وهو في حواشي ابن بري مطولا. فراجعها إن شئت.
187 -
أبو بكر بن داود: (؟ - 806 هـ):
هو والد عبد الرّحمن المشهور ذكره المؤلّف في موضعه.
أخباره في «المنهج الأحمد» : (495)، و «مختصره»:(186)، و «التّسهيل»:(2/ 30). وينظر: «الضّوء اللّامع» : (11/ 31)، و «الشّذرات»:(7/ 78).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أبو بكر بن زيتون، من تلاميذ الحجّاوي وهو شيخ مدرسة أبي عمر بالصّالحيّة (ت 1012 هـ).
«النعت الأكمل» : (176)، و «لطف السمر»:(1/ 257)، و «الجواهر والدّرر»:(ورقة 11).
(1)
شرحه ولده عبد الرحمن وترجم فيه لوالده ترجمة جيدة. منه نسخة في دار الكتب المصرية. والأصل في الظّاهرية.
واحد، وأنشأ زاوية
(1)
بالسّفح فوق جامع الحنابلة، وتؤثر عنه كرامات، فيحكى عنه أنّه دخل وابنه معه كنيسة يهود بجوبر
(2)
في يوم سبت وعلى منبرها خمسة رجال من اليهود، فقال الشّيخ أبو بكر: لا إله إلّا الله فانهدم بهم المنبر وسجدوا بأجمعهم، كلّ ذلك مع إلمامه بالعلم واتّباعه للسّنّة.
مات في سابع عشري رمضان سنة 806.
188 -
أبو بكر بن زيد بن أبي بكر بن زيد بن عمر بن محمود الحسنيّ الجراعيّ الصّالحيّ
.
188 - تقيّ الدّين الجراعيّ، (؟ - 883 هـ):
أخباره في «المنهج الأحمد» : (507)، و «مختصره»:(199)، و «التّسهيل»:(2/ 85). وينظر: «الضّوء اللّامع» : (11/ 23)، و «حوادث الزّمان»:(1/ 72)، و «الشّذرات»:(7/ 337)، و «الأعلام» للزركلي:(2/ 63).
فائدة في مؤلّفاته: مؤلفات الجراعي هذا تكاد تخلو من الإفادة والجودة والإبداع فهي- في غالبها- مختصرات من مؤلفات سابقة لا تضيف جديدا إلّا ما ندر، وقد قرأت أغلبها وإليك بيان ذلك.
- «غاية المطلب في معرفة المذهب» .
جعله مؤلّفه كالشّرح ل «مختصر الخرقي» اختصر فيه «فروع ابن مفلح» كما ترى ذكره العليمي
…
وغيره. أعرف له نسختين خطيتين إحداهما في مكتبة أحمد الثالث-
(1)
هي الزّاوية المعروفة ب «الدّاوديّة» بسفح قاسيون منسوبة إلى منشئها صاحب الترجمة. يراجع: «الدّارس» : (2/ 202).
وانظر عن الطرقية التعليق على الترجمة رقم 5.
(2)
جوبر: قرية من قرى غوطة دمشق. يراجع: «معجم البلدان» : (2/ 176).
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «الجراعيّ» ، وذكر أنّه من ذرّية الشّيخ أحمد البدويّ، ولد- تقريبا- سنة 825 بجراع من أعمال نابلس، وقرأ القرآن عند يحيى العبدوسيّ، و «العمدة» ، و «العزيزيّ» في التّفسير، و «الخرقيّ» ،
- بتركيا. والأخرى في إحدى مكتبات القصيم صورتها جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض. كذا في الفهرس ولم أطلع عليها.
- كتابه «تحفة الراكع والسّاجد» :
مطبوع، وهو مختصر من كلام الزّركشي في كتابه «إعلام السّاجد» كما أوضح المؤلف.
- «حلية الطّراز في مسائل الألغاز» :
ذكر المؤلّف- رحمه الله أنه انتفع فيه بكتاب الأسنوي الشافعي.
وكتاب الأسنوي اسمه: «طراز المحافل في ألغاز المسائل» له نسخ في دار الكتب المصرية، والمكتبة الظاهرية، والمكتبة الأزهرية
…
وغيرها ولا أعلم أنه طبع.
و «حلية الطّراز» له نسخة في دار الكتب المصرية، وأخرى في مكتبة ليدن بهولندا، وثالثة لدى الأستاذ الزّركلي، وذكر في «الأعلام»:(2/ 63، 64) أنها بخطّه، ورأيت في المكتبة الوطنية في عنيزة التابعة للجامع الكبير نسخة جيدة منه.
واطلعت على كتابه «الأوائل» ، - ولم يذكره المؤلّف-، نسخته في برلين ذات الرقم (9368) في رجب من العام الذي مات فيه سنة 883 وهو مختصر ومنتقى من كتاب الأوائل لأبي هلال العسكري (ت 395 هـ) مع إضافات يسيرة في (19) ورقة. مع أنّ التّأليف في الأوائل كثير، وقد جمع العلّامة إسماعيل بن هبة الله بن باطيش الموصليّ الشّافعيّ (ت 655 هـ) كتابا حافلا اسمه «غاية الوسائل إلى معرفة الأوائل» هو أشمل كتاب وقفت عليه في هذا الفنّ لدى منه نسختان إحداهما بخطه. وأفدت منه كثيرا.-
و «النّظام» كلاهما في المذهب في الفقه و «الملحة» ، وبعض «ألفيّة ابن مالك» ، ونحو ثلثي «جمع الجوامع» ، و «ألفيّة شعبان الآثاريّ»
(1)
بتمامها،
-- وقصيدته في السّواك مشهورة أولها:
الحمد لله الّذي هدانا
…
فكم له من نعمة حبانا
فاسمع هداك الله ذا المقاله
…
ناظمها يسأل ربّه الإقالة
يسأل مولاه مجيب الدّاعي
…
هو نجل زيد نسبة الجراعي
يدعى أبا بكر خويدم السّنن
…
وقاه مولاه الشّرور والفتن
-
(1)
هو شعبان بن محمّد الآثاريّ الموصليّ المولد المصريّ الوفاة الشّافعيّ النّحويّ.
والآثاري نسبة إلى الآثار، وهي نسبة إلى الجمع، والأصل النسبة إلى المفرد والمقصود آثار الرسول صلى الله عليه وسلم. قال في بديعيته المشهورة:
لأنّني خادم الآثار لي نسب
…
أرجو بها رحمة المخدوم للخدم
وهو قرشيّ النّسب، سمي بشعبان لولادته فيه عام 765 هـ. ووفاته في جمادى الآخرة سنة 828 هـ.
له في النّحو مؤلّفات ومنظومات كثيرة جيّدة يغلب عليها الوضوح وسهولة النّظم وجودة السّبك، وله سند رواية في النحو متّصل بأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، رأيته بخطّه، منظوم ومنثور. وشعبان هذا لم يثن عليه الحافظ ابن حجر. وألفيته عندي بخطّه، ولها نسخ متعددة، وشرح حافل في ثلاث مجلّدات وقفت على مجلدين منه. وللشّرح نسختان خطيتان إحداهما في دار الكتب بمصر، والأخرى في تركيا. واسم ألفيته:«كفاية الغلام في إعراب الكلام» ، أولها:
الحمد لله الّذي من اقترب
…
لنحو باب فضله نال الأدب
أخباره في «الضّوء اللّامع» : (3/ 301)، و «إنباء الغمر»:(3/ 353)، و «الشّذرات»:(7/ 192). وطبعت ألفيته.
وقدم دمشق سنة 42، وأخذ الفقه عن التّقيّ بن قندس، ولازمه وبه تخرّج، وعليه انتفع في الفقه وأصوله، والفرائض، والعربيّة، والمعاني والبيان، ولازم الشّيخ عبد الرّحمن بن سليمان الحنبليّ، وكذا أخذ الفرائض عن الشّمس السّيليّ، وغيره، ولزم الاشتغال حتّى برع، وصار من أعيان فضلاء مذهبه بدمشق، وتصدّر للتّدريس والإفتاء والإفادة، بل ناب في القضاء وصنّف كتابا اختصره من فروع ابن مفلح، سمّاه «غاية المطلب» ، اعتنى فيه المسائل الزّائدة على «الخرقي» في مجلّد، و «حلية الطّراز في مسائل الألغاز» انتفع فيه بكتاب الجمال الإسنوي الشّافعيّ و «التّرشيح في بيان مسائل التّرجيح» وغير ذلك، وسمع ببعلبك «صحيح البخاري» ، ولمّا دخلت دمشق رافقني في السّماع، بل كان يقرأ بنفسه أيضا، ثمّ قدم القاهرة سنة 61 فطاف يسيرا على بعض من بقي كالسّيّد النّسابة، والعلم البلقينيّ، والجلال المحلّيّ، وأمّ هاني الهورينيّة، من المسندين، وقرأ على التّقيّ الحصني، وعلى القاضي عزّ الدّين في «المنطق» وغيره، وعرض عليه النّيابة فامتنع خوفا من انقطاع التّودّد، وحضر دروس ابن الهمام، وأخذ عنه جماعة من المصريّين، وربّما أفتى وهو بالقاهرة، وحجّ مرارا، وجاور هناك سنة 75، وأقرأ في بعضها، بل وقرأ «مسند
- نقلها كاملة الشّيخ عبد الوهّاب بن فيروز النّجدي الأحسائي في حاشيتيه على «الزّاد» وعلى «الرّوض» كما ذكرها الشيخ أحمد المنقور في مجموعه، وهي موجودة بخط قديم في المكتبة الوطنية في عنيزة ..
- وذكر لي بعض الأصدقاء أنّ لديه نسخة من شرح الجراعي هذا لأصول ابن اللّحام؟!
إمامه» بتمامه هناك على النّجم عمر بن فهد، وعمل قصيدة نظم فيها سند المسمع وامتدحه فيها، أنشدها يوم ختمه، كتبها عنه المسمع أوّلها:
الحمد لله الّذي هدانا
…
فكم له من نعمة حبانا
وكذا كتب عنه عدّة قصائد من نظمه، هذا مع أنّه قرأ سنة 49، بعض «المسند» على الشّهاب بن ناظر الصّاحبة، وسمع معه شيخه التّقي، وكذا سمع على أمين الدّين بن الكركيّ، وقرأ بأخرة/ على ناصر الدّين بن زريق، وكان إماما، علّامة، ذكيّا، طلق العبارة، فصيحا، ديّنا، متواضعا، طارحا للتّكلّف، مقبلا على شأنه، ساعيا في ترقّي نفسه في العلم والعمل، ومحاسنه جمّة. مات في ليلة الخميس حادي عشر رجب سنة 883 بصالحيّة دمشق، وحصل التّأسّف على فقده.- انتهى-.
وترجمة تلميذه الشّمس ابن طولون بترجمة مطوّلة، وقال في نسبه زيادة على ما في «الضّوء»: النّويريّ قبيلة، الحسينيّ نسبا، الجراعي مولدا، الشّريحي منشأ، الصّالحيّ مسكنا، الحنبليّ مذهبا، السّلفيّ معتقدا، ثمّ قال: ومن مصنّفاته: «نفائس الدّرر في موافقات عمر» ، و «الأجوبة عن السّتّين مسألة» الّتي أنكرها ابن الهائم الشّافعيّ على الشّيخ تقيّ الدّين ابن تيميّة، و «مختصر كتاب أحكام النّساء» لأبي الفرج بن الجوزيّ، و «مولد» ، و «ختم الصّحيح للبخاريّ» ، و «ختم المسند للإمام أحمد» ، لما قرأه على الزّين عمر ابن محمّد بن فهد في الحرم المكّيّ الشّريف بزيادة دار النّدوة، ونظم سنده واتّفق الختم يوم السّبت ثاني عشري جمادى الأولى سنة 875 فقال:
الحمد لله الّذي هدانا
…
فكم له من نعمة حبانا
فهو الإله الواحد الغفّار
…
والمنعم الحليم والسّتّار
صفاته تقدّست تعالى
…
تعظّمت تمجّدت جلالا
جلّت عن الأشباه والمثال
…
ثمّ عن القياس والأشكال
أحمده حمدا كثيرا دائما
…
في كلّ حال قاعدا وقائما
ثمّ الصّلاة والسّلام النّامي
…
على النّبيّ المصطفى التّهامي
وآله وصحبه الكرام
…
القانتين في دجى الظّلام
وبعد فالحديث أصل جيّد
…
لا سيّما ما كان منه مسند
أكبرهما فمسند المبجّل
…
أعني الإمام أحمد بن حنبل
جزاه ربّي الخير والنّعيما
…
كم قد حوى درّا غدا يتيما
قد أوصل الشّيخ لنا إسناده
…
أعطاه ربّي الخير والسّعاده
أعني الإمام العالم ابن فهد
…
عن طيب نفس موقنا بوعد
عن الإمام العالم ابن الجزري
…
عن الصّلاح مسندا للخبر
عن الإمام الحبر فخر الدّين
…
عن حنبل فالأزرق الرّزين
عن الإمام الواعظ ابن المذهب
…
عن القطيعيّ الشّهير النّسب
عن الإمام العالم الأوّاه
…
الحافظ الحجّة عبد الله
عن شيخ الإسلام إمام السّنّه
…
الصّابر الحبر عظيم المنّه
جزاه ربّي أفضل الجزاء
…
بالخير والإحسان والنّعماء
وختمنا المسند يوم السّبت
…
في الحرم الشّريف يا ذا الثّبت
وكان ذاك في النّهار غدوه
…
قريب باب قد شهر بالنّدوه
ثاني وعشرين جمادى الأولى
…
فالحمد لله على ما أولى
وذاك في تسع من الأعوام
…
بعد ثمانمائة تمام
مذ طيبة النّبيّ لها قد قدما
…
صلّى عليه ربّنا وسلّما
فأسأل الله تمام النّعمه
…
لي وله ولجميع الأمّه
كذلك الأصحاب والإخوان
…
يا صاحب الإفضال يا منّان
وأن يعمّ الجميع بالغفران
…
والعفو والفضل مع الإحسان
يا خير مسئول دعاه الخلق
…
أجب دعانا إنّ وعدك حقّ؟
بالعفو والغفران ثمّ العافيه
…
في الدّين والدّنيا وعقبى صافيه
وحسبنا الله العظيم وكفى
…
مسلّما على عباده الّذين اصطفى
ثمّ قرأ عليه «المصعد الأحمد في ختم مسند أحمد» تأليف الشّمس ابن الجزريّ، ثمّ قرأ عليه «خصائص المسند» لأبي موسى محمّد بن
عمر المدينيّ، ثمّ قرأ عليه «النّشر» لابن الجزريّ، و «الثّبات عند الممات» لابن الجوزي، و «الأدب المفرد» للبخاري في مجلسين متواليين، ثانيهما يوم الثّلاثاء ثالث عشر ذي القعدة من السّنة بالمكان.- انتهى-.
ومن مصنّفاته: - ممّا لم يذكراه- «شرح أصول ابن اللّحّام» ، و «تحفة الرّاكع والسّاجد/ في أحكام المساجد» مجلّد لطيف، جعله تاريخا لمكّة والمدينة والمسجد الأقصى، ثمّ ذكر بقيّة أحكام سائر المساجد، وهو كتاب جليل الفوائد، جمّ العوائد، إلّا أنّ غالبه منقول من كتاب «إعلام السّاجد بفضيلة الثّلاثة المساجد» للبدر الزّركشيّ الشّافعيّ، وله أرجوزة مفيدة في السّواك، وغير ذلك.
ورأيت في ترجمة له على ظهر بعض مؤلّفاته ما نصّه: «وكان يحدّ السّكران بمجرّد وجود الرّائحة على إحدى الرّوايتين. وسئل عن دير قائم البناء تهدّم من حيطانه المحيطة به هدما صارت الحيطان به قريبة من الأرض فطلع لأهله لصوص وقتلوا راهبا، فهل للرّهبان رفع الحيطان كما كانت تحرّزا من اللّصوص؟ وهل لهم أن يبنوا على باب الدّير فرنا وطاحونا، والحالة أنّ هذا الدّير بعيد عن المدينة، غير مشرف على عمارة أحد منالمسلمين، فما الحكم في ذلك؟ فأجاب بالجواز في بناء الحائط المنهدم، وأمّا الفرن والطّاحون فإن كانت الأرض مقرّة في أيديهم فلهم البناء؛ لأنّهم إنّما يمنعون من إحداث المتعبّدات، لا من غيرها، والله تعالى أعلم.
وهو الّذي جرّد «حواشي شيخه التّقيّ بن قندس على الفروع» وجعلها في مجلّد، كما رأيته في نسخة منقولة من نسخته فعظم النّفع بها.
189 -
أبو بكر بن عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن التّقيّ سليمان بن حمزة ابن أحمد بن عمر بن الشّيخ أبي عمر، العماد، ابن الزّين بن ناصر الدّين القرشيّ، العمريّ، المقدسيّ، ثمّ الصّالحيّ، أخو الحافظ ناصر الدّين محمّد، والد عبد الله وعبد الرّحمن وستّ القضاة، الأشقّاء، وأسم
اء، وصاحبنا ناصر الدّين محمّد وأحمد وعبد الواهّاب الأشقّاء.
قاله في «الضّوء» ، وقال: ويعرف كسلفه ب «ابن زريق» بتقديم الزّاي.
ولد بعد السّبعين- تقريبا-، بصالحيّة دمشق، ونشأ بها فحفظ القرآن وغيره، واشتغل قليلا، وسمع على الصّلاح بن أبي عمر «مسند إمامه أحمد» أو بعضه، وكذلك سمع منه غيره ومن آخرين، وولي عدّة مباشرات، وناب في الحكم عن ابن الحبّال فمن بعده، وحجّ غير مرّة، وحدّث، سمع منه الفضلاء، وذكره شيخنا في «معجمه» ، وقال: أجاز لنا سنة 29، وقال ابن قاضي شهبة: كان ساكنا، وكنت أميل إليه، وكان على خير يصوم الاثنين والخميس، ثمّ بلي وولي نيابة القضاء عن العزّ البغداديّ سنة 63، ثمّ عزله،
189 - أبو بكر بن زريق، (بعد 770 - 831 هـ):
من آل زريق، وهي أسرة كبيرة من آل قدامة.
لم يذكره ابن مفلح.
وأخباره في «المنهج الأحمد» : (84)، و «مختصره»:(178)، و «التّسهيل»:(2/). وينظر: «معجم الحافظ ابن حجر» : (334)، و «العقود» للمقريزي:
198، و «الضّوء اللّامع»:(11/ 44)، و «القلائد الجوهريّة»:(2/ 573). وأرخ المقريزي وفاته بعد سنة تسع وعشرين وثمانمائة.
ثمّ ولّى النّاصر الشّهاب ابن الحبّال فاستنابه، واستمرّ إلى أن عزل بمرسوم ورد من مصر؛ لأنّه أدخل نفسه في المناقلات الّتي لا يحلّ لأحد من المسلمين الدّخول فيها تقرّبا لخواطر أرباب المناصب مع أنّه كان لا يأخذ على ذلك شيئا، وكان النّجم ابن حجّي حسّن له السّعي في القضاء الأكبر، وكاتب في ذلك المصريّين بحكم ضعف مستنيبه ابن الحبّال بعزل نوّابه فعزل من جملتهم. وكان يلثغ بالرّاء، ويكتب باليسرى كتابة قويّة، وكان خيّرا، ديّنا، كثير التّلاوة.
مات في المحرّم سنة 831، ودفن بالسّفح بتربة المعتمد جوار المدرسة/.
190 -
أبو بكر بن عبد الله بن العماد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن محمّد بن يوسف بن قدامة، العماد بن التّقيّ، المقدسيّ ثمّ الصّالحيّ
.
قال في «الضّوء» : ولد سنة 731، وسمع من أحمد بن عبد الله بن جبارة، والبهاء بن العزّ عمر وغيرهما، وحدّث، سمع منه شيخنا وذكره في «إنبائه» و «معجمه» ، وقال: مات في الكائنة العظمى بدمشق سنة 803، وتبعه المقريزيّ في «عقوده» .
190 - أبو بكر بن عبد الهادي، (731 - 803 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليمي، وهو في «التّسهيل»:(2/ 27).
وينظر: «المنهج الجلي» : (263)، و «معجم ابن حجر»:(37) بخطه، و «إنباء الغمر»:(2/ 160)، و «الضّوء اللّامع»:(11/ 38).
191 -
أبو بكر بن عليّ بن أبي بكر بن الحكم بن سيف الدّين، وتقيّ الدّين، النّابلسيّ، المفتي
.
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن الحكم» .
قال شيخنا في «معجمه» : لقيته بنابلس فقرأت عليه «الأربعين المنتقاة من المستجاد في تاريخ بغداد» مع الأسانيد بسماعه لذلك على البيانيّ.
- انتهى-.
وحدّثنا عنه القلقشنديّ التّقيّ بالمسلسل عن الميدوميّ سماعا.
توفّي [ .... ].
192 -
أبو بكر بن عمر بن أحمد بن غرّة التّقيّ البعليّ
.
قال في «الضّوء» : ولد سنة 808 ببعلبكّ، ونشأ بها فحفظ القرآن عند
191 - أبو بكر بن الحكم، (؟ - بعد 812 هـ):
أخباره في «المنهج الأحمد» : (487)، و «مختصره»:(140).
وينظر: «معجم ابن حجر» : (334)، و «الضّوء اللّامع»:(11/ 15).
ذكره العليميّ ممن روى عن تاج الدين عبد الوهاب بن أحمد بن عبد القادر في شهر شوال سنة اثنتي عشرة وثمانمائة.
192 -
التقي البعلي، (؟ -؟):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليمي. وأخباره في «معجم ابن حجر»:(334)، و «الضّوء اللّامع»:(11/ 62)، ولم يذكرا وفاته.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أبو بكر بن غالي البعليّ؟
أخباره في «الكواكب السّائرة» : (2/ 99)، و «النّعت الأكمل»:(158)، قال-
الشّمس بن الشّحرور و «المقنع» ، و «العمدتين» ، و «الطّوفي» ، و «ألفيّة العراقيّ» و «الملحة» و «ألفيّة شعبان» و «لسان العربيّة» له، وغيرها، وعرض على جماعة، وسمع على ابن غازي، وقطب الدّين، والشّمس بن سعد في آخرين، وتفقّه بالبرهان بن البحلاق، وغيره، ودخل مصر، وزار بيت المقدس. ولقيته ببعلبكّ فأنشدني قوله:
يا عين إن تنأي عن المختار
…
بفوات رؤيته وبعد الدّار
فلكم لأوصاف الحبيب معاهد
…
فتمسّكي من ذاك بالآثار
إلى غيرها ممّا أوردته في «المعجم» ، وغيره.
- العزّيّ: «ولي نيابة القضاء ببعلبك في زمن قاضي القضاة ابن الفهيّ، وكان فقيها فقيرا، وله قوة في دينه» ولم يذكر وفاته.
* وهنا يذكر:
- أبو بكر بن قاسم الشّيشنيّ الذي ذكره المؤلّف في آخر الكتاب مع العلماء الذين لم يعثر المؤلّف على أخبارهم. وسأتحدث عن أخباره في موضعه الذي ذكره المؤلّف فيه. ولعله هو المقصود بقول العليمي في «المنهج الأحمد» - في ذكر من لم تعرف وفاتهم-: «والمسند أبو بكر بن قاسم الحنبلي» .
يراجع: «المنهج» : (473)، و «مختصره»:(171).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أبو بكر بن محمد بن قاسم بن التّقيّ المقدسي المعروف ب «ابن رقيّة» من شيوخ ابن زريق المقدسي أسند عنه في ثبته. وذكره السّخاوي في «الضّوء اللّامع» .
193 -
أبو بكر بن محمّد بن أحمد بن أبي غانم بن أبي الفتح، الحلبيّ الأصل، ثمّ الدّمشقيّ، الصّالحيّ، عماد الدّين، الشّيخ، الجليل، المعروف ب «ابن الحبّال» ، وكان والده يعرف ب «الصّائغ»
.
قاله في «الشّذرات» . وقال: حضر على هديّة بنت عسكر، وسمع من القاضي تقيّ الدّين سليمان، وعيسى المطعّم، وكانت له ثروة، ووقف أوقاف برّ على جماعته الحنابلة، وعنده فضيلة، وقسّم ماله بين ورثته قبل موته، وانقطع لإسماع الحديث في بستانه بالزّعيفريّة.
توفّي ليلة الثّلاثاء ثالث صفر سنة 780، ودفن بالرّوضة عند والده.
193 - أبو بكر بن الحبّال، (707 - 781 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (3/ 152)، و «المنهج الأحمد»:(467)، و «مختصره» (166)، و «التّسهيل»:(2/ 5). وينظر معجم ابن ظهيرة «إرشاد الطّالبين» :
564، «ذيل التقييد»:(277)، و «الدّرر الكامنة»:(1/ 488)، و «إنباء الغمر»:(1/ 202)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 3/ 13)، و «العقود» للمقريزي:
181، و «القلائد الجوهريّة»:(2/ 403، 404)، و «الشّذرات»:(6/ 270).
قال ابن ظهيرة: (277): «أخبرني الشيخ
…
بقراءتي عليه» وكان قد ذكر جملة من شيوخه ومرويّاته.
قال ابن قاضي شهبة: «ولد في أوائل سنة سبع وسبعمائة بمنبج، سمع من القاضي التقي، وعيسى المطعّم، وعبد الأحد بن تيميّة، وأبي نصر الشيرازي، وسمع بالقاهرة سنة اثنتي عشرة أحمد بن ضرغام، قال الشّيخ شهاب الدّين ابن حجّي- تغمده الله برحمته-: سمعنا منه كثيرا من ذلك: «مسند الدّارمي» من أربعة من أصحاب ابن اللّتي، وكان له ثروة، ووقف أوقاف برّ على الحنابلة، وعنده فضيلة ويحفظ أشياء، توفي في ربيع الآخر بالسّفح ودفن بالرّوضة».
194 -
أبو بكر بن محمّد بن أبي بكر بن عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن سليمان بن حمزة بن عمر بن شيخ الإسلام أبي عمر بن قدامة المقدسيّ الأصل، الصّالحيّ
.
قال ابن طولون في «سكردان الأخبار» : الشّيخ، الإمام، المفيد، المحرّر، تقيّ الدّين، أبو الصّدق بن شيخنا الحافظ ناصر الدّين أبي البقاء بن أقضى القضاة عماد الدّين أبي الصّدق بن الشّيخ زين الدّين أبي الفرج بن أبي عبد الله ابن أبي العبّاس بن قاضي القضاة تقيّ الدّين أبي الفضل بن تقيّ الدّين الشّهير ب «ابن زريق» بزاي معجمة، ثمّ راء مهملة، وسيأتي بقيّة نسبه عند ذكر والده إن شاء الله تعالى، مع تحريره، اشتغل يسيرا، وعنده ذكاء، وأكثر من الأخذ عن والده سماعا وقراءة ومناولة له، وسمع على جماعة منهم أبو عبد الله ابن الشّحّام، والنّجم بن فهد، وأجاز له خلائق منهم أبو عبد الله بن جوارش
(1)
، والشّمس اللّؤلؤي، وأبو الفيض المالكيّ وأحمد بن محمّد القويصيّ، وعبد الكافي بن أحمد الذّهبي، ومحمّد بن محمود الكيلانيّ/ عرف ب «ابن العجميّ» ، وعبد اللّطيف بن محمّد المكّيّ، ومحمّد بن عبد الله
194 - تقيّ الدّين بن زريق، (؟ - 917 هـ):
من آل زريق المقادسة آل قدامة، والده المحدث الشهير ب «ناصر الدين» .
أخباره في «النعت الأكمل» : (90)، و «التّسهيل»:(2/ 124).
وينظر: «الكواكب السّائرة» : (1/ 113)، و «الشّذرات»:(8/ 78).
(1)
جوارش: قال المحبيّ الجوارش: معجون معروف فارسيّ معرّب. قال: وعربيّته الهاضوم؛ لأنّه يستعمل لإصلاح المعدة
…
«قصد السّبيل» : (1/ 402).
ابن الخيّاط، وخلق كثير، ومن النّساء أسماء بنت عبد الله المهرانيّ، وعمّته ستّ القضاة بنت أبي بكر، وخطب بالجامع المظفّريّ سنين عديدة، إلىأن توفّي، ولكنّه اشتهر بمحبّة ابن عربيّ، ونقل عنه قلّة الدّين، سمعت منه الكثير من خطبه وهي تدلّ على مهارته في اللّغة، وربّما نبّهته على أماكن فيها فأصلحها، وعليه كتاب «درّة الغوّاص في أوهام الخواص» لأبي القاسم الحريريّ وجمعت حاشية عليه، وغالبها في بيان أوهام وقعت له لم أبيّضها إلى الآن، واستفدت منه فوائد عديدة.
توفّي يوم الجمعة حادي عشر صفر سنة 917، ودفن يوم السّبت بالرّوضة عند والده، بالقرب من الموفّق ابن قدامة بالسّفح.
195 -
أبو بكر بن محمّد بن قاسم بن عبد الله السّنجاريّ ثمّ البغداديّ، شجاع الدّين المقرئ المقانعيّ
.
195 - شجاع الدّين السّنجاريّ، (؟ - 790 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (3/ 153)، و «المنهج الأحمد»:(469)، و «مختصره»:(167)، و «التّسهيل»:(2/ 9).
وينظر: معجم ابن ظهيرة «إرشاد الطالبين» : (566)، و «الدّرر الكامنة»:(1/ 493)،. و «إنباء الغمر»:(1/ 358)، و «الشّذرات»:(6/ 313).
قال ابن ظهيرة: «قدم علينا مكّة وحدّث عن الشيخ أبي عبد [الله] العباس بن أحمد الكرميّ سماعا، ومن التقي ابن الدقوقي إجازة. سمعت منه» .
ويظهر- والله أعلم- أن أخاه أبا بكر- أيضا- عبد الله بن محمد السّنجاريّ هو المذكور في ترجمة محبّ الدّين ابن نصر الله. وابنه إبراهيم بن أبي بكر السّنجاريّ مذكور في ثبت ابن زريق: ورقة: 12.
قال في «الدّرر» : سمع من أحمد بن إبراهيم بن يوسف الكرميّ «جزء حامد بن محمّد بن سعيد» سماعا، وعن التّقيّ الدّقوقي إجازة، ورحل إلى دمشق فسمع من الحجّار، وسمع أيضا من غيره، وكان محدّثا، فاضلا، مسندا، حدّث بالكثير، فمن ذلك:«جامع المسانيد» ، و «مسند الشّافعيّ» ، و «رموز الكنوز»
(1)
في التفسير، و «التّوّابين» لابن قدامة. وعاش ثمانين سنة.
حدّث عنه بالسّماع الشّيخ محبّ الدّين بن نصر الله قاضي الحنابلة بالقاهرة، وأبوه، وبالإجازة أبو حامد بن ظهيرة، وآخرون. وكانت وفاته سنة 790.
196 -
أبو بكر بن محمّد بن محمّد بن أيّوب بن سعيد، التّقيّ البعليّ ثمّ الطّرابلسيّ، ويعرف ب «ابن الصّدر»
.
قاله في «الضّوء» . وقال: ولد سنة 777 ببعلبكّ، ونشأ بها، فقرأ القرآن على ابن الشّيخ حسن الفقيه، وتلا بمعظم القراءات السّبع على الشّهاب العزّ
…
وحفظ «المقنع» ، و «الآداب» لابن عبد القويّ، و «الملحة» ، وبعض
196 - ابن الصّدر البعليّ، (777 - 871 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، وأخباره في «المنهج الأحمد»:(498)، و «مختصره»:
188.
وينظر: «معجم ابن فهد» : (352)، و «الضّوء اللّامع»:(11/ 90)، و «الشّذرات»:(7/ 303).
(1)
(رموز الكنور): كتاب في التفسير جيّد مفيد من تأليف عزّ الدّين عبد الرازق بن رزق الله الرّسعني الحنبلي، الحديث عن الكتاب وعن مؤلفه في «المقصد الأرشد»:(2/ 35).
«ألفيّة النّحو» ، وعرض على شيخه الشّيخ محمّد بن عليّ بن اليونانيّة، وأخذ عنه الفقه، وكذا عن العماد بن يعقوب أخي ابن الحبّال لأمّه وغيرهما، وانتقل إلى طرابلس الشّام سنة 819، فناب بها في القضاء عن ابن الحبّال ثمّ استقلّ به سنة 24، حين انتقال الشّهاب إلى دمشق، ولم ينفصل عنه حتّىمات سوى تخلّل بعزل يسير. وسمع «الصّحيح» بكماله على شيخه ابن اليونانيّة، والشّريف محمّد بن محمّد بن إبراهيم الحسيني، ومحمّد بن أحمد الجردي وغيرهم. وحجّ غير مرّة، وزار بيت المقدس، وولي عدّة أنظار وتداريس ومشيخات بطرابلس، وحدّث، سمع منه الفضلاء، قرأت عليه ببلده «المائة المنتقاة» لابن تيميّة، من «الصّحيح» ، وكان شيخا حسنا، منوّر الشّيبة، جميل الهيئة، له جلالة بناحيته، مع استحضار وفضل، وسيرة حسنة في القضاء محمودة، وبلغنا أنّ اللّنك أسروه ثمّ خلص منهم، وكان ذلك سببا لسقوط أسنانه.
مات في رابع رمضان سنة 871.- انتهى-.
قال النّجم بن فهد في «معجمه» : واستقرّ بعده في القضاء بدر الدّين ابن سلاته.- انتهى-.
وذكره أيضا في «الشّذرات» ، وقال: إنّه أجاز للشّيخ نور الدّين العصياتي/ وأخذ عنه جماعات، ولكنّه أرّخ وفاته سنة 64.
197 -
أبو بكر بن محمّد بن محمّد العجلونيّ الصّالحيّ
.
قال ابن طولون: الشّيخ، الإمام، العالم، الهمام، الأوحد، العلّامة، الخطيب، الفهّامة، قدوة الزّاهدين، مفتي المسلمين، أقضى القضاة، تقيّ الدّين، أبو الصّدق، عرف ب «ابن البيذق» ، حفظ القرآن، ثمّ اشتغل على شيخ الحنابلة بن التّقيّ بن قندس، وغيره، وحصّل وبرع، وأفتى، ودرّس، وأخذ عن النّظام بن مفلح، والشّهاب بن زيد، وأبي عبد الله بن جوارش، وأبي العبّاس بن الشّريفة وغيرهم، وخطب بالجامع المظفّريّ سنين، وناب في الحكم فشكرت سيرته، عرضت عليه كتابي في فقه الحنفيّة «المختار» للمجد البغداديّ بخلوته بالمدرسة الضّيائية بسفح قاسيون، وأجازني، ثمّ حضرت عنده دروسا في مدرسة الشّيخ أبي عمر، واستفدت منه فوائد عديدة، وسردها ابن طولون، أكثرها مقطّعات في متشابه النّسب، ثمّ قال: توفّي يوم الجمعة ثاني عشر ذي الحجّة الحرام سنة 899، ودفن بالرّوضة بسفح قاسيون.
197 - ابن البيذق العجلونيّ، (؟ - 899 هـ):
أخباره في «المنهج الأحمد» : (518)، و «مختصره»:(196)، و «التّسهيل»:(2/ 99)، و «الشّذرات»:(7/ 364).
البيذق: الرّاجل، جمعه بياذق، قال الفرزدق:
منعتك ميراث الملوك وتاجهم
…
وأنت لذرعي بيذق في البياذق
والبيذق أصغر أنواع البازيّ. يراجع: «شفاء العليل» للخفاجي: (94)، و «قصد السبيل» للمحبّي:(1/ 316، 317).
198 -
أبو بكر بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن محمّد، أبو عبد الله بن أبي عبد الله بن أبي الخير بن أبي الخير المكّي
.
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن أبي الخير» ، ولد سنة 875 بمكّة، ونشأ بها، وكان يباشر مع أبيه رئاسة المؤذّنين بصوت طريّ بالنّسبة لآبائه، وليس بمرضيّ كأبيه، وهما ممّن كان يتردّد إليّ وفارقتهما سنة 94 في قيده الحياة.- انتهى-.
قال الشّيخ جار الله: أقول: وعاش بعد المؤلّف، وعظم أمره، وكان في أوّل أمره شافعيّ المذهب وقال لي: إنّه حفظ بعض «المنهاج» للنّووي، وكذا قرأ بعضه مع شرحه، و «الملحة» و «العجالة» لابن الملقّن على الشّيخ أيّوب الأزهريّ بمكّة وكذا «الملحة» للحريري، وحضر دروس قاضيها الشّافعيّ الجماليّ أبو السّعود بن ظهيرة في الفقه والحديث، وأخذ الميقات على حسن الكرابيسيّ، والنّور الطرابلسيّ، والشّهاب الغوريّ، وأبي الفتح ناظر جدّة وغيرهم، وسافر إلى القاهرة سنة 99، فقرأ بها على القاضي زكريّا بعض مؤلّفه
198 - ابن أبي الخير المكّيّ، (875 - 930 هـ):
أخباره في «التّسهيل» : (2/ 129).
وينظر: «الضّوء اللّامع» : (11/ 93)، وهو في «الضّوء»: أبو بكر بن أبي عبد الله ابن أبي الخير محمد بن محمد بن أبي الخير محمّد المكي
…
وفي الأصل وضع المؤلّف- رحمه الله على محمّد الأخيرة رقم (4) ليدلل على أنّه مكرر أربع مرّات، وعلى ابن أبي الخير الثانية علامة تصحيح ليدلل على أنها مكررة قصدا لا سهوا.
«المنهج» ، وعلى البرهان بن أبي شريف «صحيح البخاري» ، وعلى الشّيخ عثمان الدّيمي بعضه، مع «الشّفا» للقاضي عياض، وسمع على الصّلاح الدّيريّ في الفرائض والنّحو والعروض ثمّ عاد لمكّة وأقام بها ملازما لوظيفة الرّئاسة مع أبيه حتّى وقع بينه وبين شيخه قاضيها الشّافعيّ فيما نسب إليه من هجوه، فخافه ورحل إلى القاهرة سنة 905، وأقام بها إلى سنة 8، فدخل فيها الشّام وحلب وغيرهما، وأخذ عن الشّيخ حسن السّيوفيّ، ورجع إلى القاهرة فوجد بها القاضي عبد القادر بن نجم الدّين بن ظهيرة قد تحنبل لطلب القضاء فتمذهب هو أيضا لأحمد، فحفظ ثلثي «الخرقي» ، وقرأه مع شرحه للزّركشيّ و «المقنع» لابن قدامة، على غير واحد كالعقّاد والبراويّ، والشّهاب بن النّجّار، ومكث بها إلى سنة 910، ثمّ عاد لمكّة، وسلك التّعاظم بلبس الثّياب الفاخرة، والتّردّد لسلطانها فامتدحه وتقرّب منه، وصار يمدّه بالعطاء، ولذلك اقتصر عليه، وقال إنّه لم يمدح إلا أربعة أنفس مع هجو مثلهم، وهو بليغ في ذلك، ولأجله اتّقاه النّاس، مع سرعة الانحراف/ وكثرة التّخيّل والإسراف، وكان يودّني وقرّظ لي بعض مؤلّفاتي، وكتبت من نظمه، ثمّ حصل له فتق في ثنتيه تألّم منه سنين، وماتت زوجته أمّ أولاده فحزن عليها، ومرض نحو جمعة بعدها، وتوفّي في مغرب ليلة الاثنين ثاني عشر ربيع الأوّل سنة 930، فجهّز في ليلته وصلّى عليه صبح تاريخه، ودفن في المعلاة في تربة سلفه بفم شعب النّور، وخلّف ولدين، عبد الله وعبد السّلام وبنتا جبرهم الله تعالى.
199 -
أبو بكر بن محمّد الحمصيّ المنبجيّ، أبو الصّدق
.
قال في «الشّذرات» : قال العليميّ: قرأ «العمدة» للشّيخ الموفّق، و «النّظم» للصّرصريّ، ثمّ قرأ «المقنع» ، و «أصول الطّوفيّ» ، و «ألفيّة ابن مالك» ، وحفظ القرآن، واشتغل بالمنطق والمعاني والبيان، وأتقن الفرائض، والحساب، والجبر والمقابلة، وتفقّه على ابن قندس، وأذن له بالإفتاء، وكان مشتغلا بالعلم ويسافر للتّجارة، وصحب القاضي عزّ الدّين الكناني بالدّيار المصريّة، وتوفّي في القاهرة في رجب سنة 882 عن نحو ثلاث وستّين سنة، ودفن بالقرب من محبّ الدّين بن نصر الله.
200 -
أبو بكر بن محمّد العراقيّ ثمّ المصريّ تقيّ الدّين
.
قال في «الدّرر» : كان من فضلاء الحنابلة.
مات في جمادى الأولى سنة 773.
199 - أبو الصّدق المنبجيّ، (؟ - 882 هـ):
أخباره في «المنهج الأحمد» : (518)، و «مختصره»:(199)، و «التّسهيل»:(2/ 83).
وينظر: «الشّذرات» : (7/ 334).
200 -
العراقيّ، (؟ - 773 هـ):
أخباره في «التّسهيل» : (1/ 394).
وينظر: «الدّرر الكامنة» : (1/ 499)، و «إنباء الغمر»:(1/ 25).
201 -
أبو بكر بن يوسف بن عبد القادر الخليلي ثمّ الصّالحي، عماد الدّين الشّيخ، الإمام، أحد أعيان الحكم العزيز بدمشق
.
قاله في «الشّذرات» ، وقال: ولد بعد السّبعمائة، وسمع من الحجّار وجماعة، وحدّث عن ابن الشّحنة وغيره، وكان من فضلاء المقادسة، مليحالكتابة، حسن الفهم، له إلمام بالحديث، سمع من جماعة، وقرأ بنفسه.
وتوفّي بدمشق يوم الثّلاثاء في جمادى الأولى سنة 783، ودفن بسفح قاسيون.
201 - أبو بكر الخليليّ، (700 - 783 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، أخباره في «المنهج الأحمد»:(468)، و «مختصره»:
166، و «التّسهيل»:(2/ 5).
وينظر: «المعجم المختصّ» للذّهبي: (309)، ومعجم ابن ظهيرة «إرشاد الطّالبين»:(569)، و «إنباء الغمر»:(1/ 244)، وسقطت ترجمته من «الدّرر الكامنة» ، وهو في «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 3/ 66)، و «الشّذرات»:(6/ 280).
قال ابن ظهيرة: «أجاز لي مروياته، وكتب لي خطه بذلك، ولم يتفق لي السماع منه» .
جاء في «شذرات الذّهب» : «ولد بعد السّبعمائة» ، وقال الحافظ ابن حجر:«ولد سنة خمس وسبعمائة في صفر» ، ومثله في «تاريخ ابن قاضي شهبة». وقال الحافظ الذّهبي: مولده سنة نيّف وسبعمائة».
202 -
أبو بكر بن محمّد بن محمود بن سلمان بن فهد القاضي البليغ، شرف الدّين كاتب السّرّ بالشّام
.
ذكره الصّفديّ في «ألحان السّواجع» وأنّه تراسل معه بعدّة ألغاز وقصائد، منها قصيدة مطلعها:
يا نسمة لأحاديث الهوى نقلت
…
أملت قضيب النّوى من بعد ما اعتدلت
202 - حفيد أبي الثّناء، (693 - 744 هـ):
كذا ذكره المؤلّف عن «ألحان السّواجع» ، ولم يذكر وفاته وذكر الحافظ ابن حجر في «الدّرر الكامنة»:(1/ 496) أبو بكر بن محمد بن محمد بن محمود على أنه ابن حفيد أبي الثناء.
ولم أطّلع على «ألحان السّواجع» بعد، فلا أدري هل هو فيه الحفيد أو ابن الحفيد سقط أحد آبائه من المؤلّف أو زيد فيه (محمّد) في «الدّرر الكامنة» ، وطبعتا «الدّرر» غير موثوقتين، ولم يتسن لي الوقوف على نسخة موثقة مخطوطة من «الدّرر» .
وذكر الحافظ ابن حجر وفاة ابن الحفيد- إن صح- سنة 744 هـ فلا يدخل في شرط المؤلّف.
وبعد كتابة هذه الأحرف منّ الله تعالى بالاطلاع على «ألحان السّواجع» في مكتبة جامعة الإمام فتبين أنّه حفيد الشّهاب لا ابن حفيده، وأنّه المتوفى في سنة 744 هـ والحفيد هذا أخباره كثيرة مفصّلة في «وفيات ابن رافع»:(1/ 453)، و «المختصر في أخبار البشر»:(4/ 140)، و «ذيل تذكرة الحفّاظ»:(50)، ومن «ذيول العبر»:
238، و «النّجوم الزّاهرة»:(10/ 106)
…
وغيرها.
وعلى هذا لا يحسن إيراده هنا، فهو لا يدخل في شرطه؛ لأنّه داخل في فترة الحافظ ابن رجب رحمه الله.
فأجاب من البحر والقافية مطلعها:
يا فضلا منه أقمار العلى كملت
…
وعنه آثار أرباب النّهى اتّصلت
ولم يذكر وفاته.
203 -
أبو الفتح الفاسيّ هو محمّد بن عبد القادر بن أبي الفتح محمّد بن أحمد ابن أبي عبد الله بن محمّد بن محمّد بن عبد الرّحمن، القاضي شرف الدّين المحيويّ الحسنيّ الفاسيّ
.
قاله في «الضّوء» : وقال: ولد بمكّة في صفر سنة 813، وأحضر بها على العزّ محمّد بن عليّ بن عبد الرّحمن المقدسيّ القاضي مجلس نظام الملك وغيره، وعلى أحمد القلانسيّ، وابن سلامة «مشيخة الفخر» بأفوات في آخرين كابن الجزريّ، وابن قطلوبغا، والشّمس الشّاميّ، وأجاز له سنة مولده الزّين المراغيّ وعائشة ابنة عبد الهادي وآخرون، وجمع، واشتغل على عدّة من الواردين مكّة كأبي شعر، وابن الرّزاز، وناب عن عمّه السّراج عبد اللّطيف في القضاء والإمامة، إلى أن مات، ودخل بلاد العجم سنة 40، ثمّ عاد لمكّة ومات بها في ربيع الآخر سنة 842، ودفن بالمعلاة عند سلفه.
203 - أبو الفتح الفاسيّ، (813 - 842 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليميّ، لا في (أبو الفتح) ولا في (محمّد بن عبد القادر).
أخباره في «الضّوء اللّامع» : (11/ 126).
204 -
أبو الصّفا بن محمّد بن أبي الصّفا الأسطوانيّ الدّمشقيّ
.
ذكره المحبّي في «خلاصته» ، وقال: هو جدّي لأمّي، ولد بدمشق ونشأ بها، وكان حنبليا على مذهب أسلافه، وله مشاركة جيّدة في فقه مذهبه وغيره، وقرأ في آخر أمره فقه الحنفيّة على العلّامة رمضان بن عبد الحقّ العكاري، وكان من جملة الرّؤساء، وفضلاء الكتّاب، ولي خدما كثيرة من كتابات الخزينة والأوقاف، وكان كاتبا بليغا، كامل العقل، حسن الرّأي، ميمون النّقيبة، ورزق دنيا طائلة وسعة، وكان كثير التّنعّم، وافر الخير، محظوظا في الدّنيا، وبلغ من العمر كثيرا وهو في نشاط الشّبّان، وبالجملة فإنّه ممّن توفّرت له الدّواعي، ونال من الأيّام حظّه، وكان مع ذلك سمح الكفّ، دائم البشر، وكانت صدقاته على الفقراء دارّة، وخيراته واصلة، وانتفع به جماعة، ومنه أثروا، وبه انتفعوا، والحاصل أنّه كان من محاسن دهره، وأكارم عصره. وكانت وفاته في شهر ربيع الأوّل سنة ستّين وألف، ودفن بمقبرة الفراديس في تربة الغرباء.
204 - أبو الصّفا الأسطوانيّ، (؟ - 1060 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (215)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(106)، و «التّسهيل»:(2/ 154). وينظر: «خلاصة الأثر» : (1/ 130).
وجاء في «مختصر طبقات الحنابلة» أنّ المذكور «آخر الحنابلة من بني الأسطواني الّذين عرفوا من أوائل القرن العاشر، وهو- كما ترى- أول الحنفيّة منهم
…
» فهل هو حنفي؟ وإذا كان كذلك فلم أورده الشّطّيّ في مختصره إذا؟!
ومن هنا فإيراده في كتب الحنابلة خطأ.
205 -
أبو الفتح بن نصر الله بن أحمد بن محمّد بن أبي الفتح بن هاشم، البهاء ابن القاضي ناصر الدّين، الكنانيّ العسقلانيّ ثمّ المصريّ، عمّ العزّ أحمد بن إبراهيم الماضي، وأخو آمنة الآتية
.
قال في «الضّوء» : ولد سنة 782 - تقريبا-، وحفظ القرآن وكتبا، واشتغل، وتميّز بوفور ذكائه، وتقدّم في صناعة الوثائق والقضاء، وتنزّل في الجهات، وحجّ، ودخل الشّام، وناب في القضاء عن/ المجد سالم وغيره، وامتنع العلاء بن المغلي وغيره من ذلك، وكذا ناب في التّدريس بجامع الحاكم عن والد المجد، وكان قد سمع على أبيه وغيره، وأجاز له جماعة، وحدّث، سمع منه بعض أصحابنا، وكان قبيل موته ألزمه قاضي الحنابلة البدر البغداديّ بعدم الخروج من خلوته، وأجرى عليه ما يكفيه.
مات في جمادى الآخرة سنة 850.- انتهى-.
قال النّجم ابن فهد: حضر في الرّابعة سنة 85 على خديجة بنت محمّد ابن أحمد المقدسيّ كتاب «الورع» للإمام أحمد تخريج أبي بكر المرّوذي، وأجاز له من دمشق ابن أبي المجد، وأبو بكر بن أحمد بن عبد الهادي، وعمر ابن محمّد البالسيّ، ومحمّد بن محمّد بن داود، ورسلان الذّهبيّ، وأحمد بن
205 - أبو الفتح بن نصر الله، (782 - 850 هـ):
من آل نصر الله الكنانيين المصريين.
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليمي، وهو في «التّسهيل»:(2/ 59).
وينظر: «معجم ابن فهد» : (104)، و «الضّوء اللّامع»:(11/ 125).
أبي بكر بن أحمد بن عبد الهادي وغيرهم، وذمّه البرهان البقاعي ذمّا بليغا سامحه الله وإيّانا
(1)
.
(1)
قال الفقير إلى الله تعالى عبد الرّحمن بن سليمان العثيمين:
قال ابن فهد في «معجمه» : «قال الحافظ برهان الدّين البقاعي: ولم يكن بأهل لأن يروى عنه؛ فإنّه أسوأ سيرة من البرهان العرياني المتقدّم، وكان من المنافاة لما حضره من كتاب «الورع» على جانب لا يكاد يوصف من الملازمة للمجاهرة بأنواع الفسق من الكبائر وغيرها، مما يخلّ بالمروءة، بحيث كان قدوة لأهل الشّرّ».
وجاء في كتاب «عنوان الزّمان» للبقاعي- عفا الله عنه وسامحه-: ورقة: 97، قال- بعد أن ترجم له، وذكر شيئا من مروياته-: «فلما بلغ أشدّه واستوى خرق
…
وتعدّى الحدود، وخلع ربقة الحياء، وانهمك في المعاصي، وعكف على المناكر، واجترأ على العظائم من جميع فنون القبائح، فلم أره أهلا للأخذ عنه، وأخذ عنه بعض أصحابنا فلأجل ذلك ذكرته؛ لأنفّر عنه فإنّي لا أتحقق إسلامه». ولا شكّ أنّ البقاعيّ تحامل عليه في ذلك، وقد يكون في سيرة المذكور ما يبرّر قول البقاعي، لكنّ البقاعيّ كان موغر الصّدر شديدا على معاصريه، مشهورا بذلك.
وفي قول السخاوي: «وكان قبيل موته ألزمه قاضي الحنابلة البدر البغداديّ بعدم الخروج من خلوته وأجرى عليه ما يكفيه» ما قد يستدلّ به على سوء سلوكه، وفي كلام الحافظ السّخاوي كثير مما قال البقاعي، وإن كان أقلّ حدّة، لكنّ صاحبنا ابن حميد- عفا الله عنه- لمّا نقل من «الضّوء» حذف قول السّخاويّ فيه:
«ولم يكن بأهل للأخذ عنه لإدمانه المجاهرة بأنواع الفسق وما يخلّ بالمروءة، إلا أنّه قبل موته ألزمه
…
» ثم قال الحافظ السّخاوي: «فحسن حاله بالنّسبة لما كان أولا» .-
206 -
أبو المكارم بن عبد الله بن أحمد بن حسن بن الزّين محمّد بن الأمين محمّد بن القطب محمّد بن عليّ القيسيّ القسطلّانيّ المكّيّ
.
قال في «الضّوء» : ولد بمكّة، وأمّه خديجة بنت إبراهيم بن أحمد المرشديّ، ونشأ وسمع من خاله الجمال محمّد بن إبراهيم، وابن الجزريّ، والشّمس الشّاميّ، وابن سلامة، وأبي الفضل بن ظهيرة وآخرين، وأجاز له سنة 814 عائشة ابنة ابن عبد الهادي وغيرها. ودخل دمشق بعد الثّلاثين بيسير، ولازم بها أبا شعر وتفقّه عليه، وعادت بركته عليه، وصحب الأمير محمّد بن منجك، ودخل صحبته القاهرة، وكذا دخل طرابلس من ساحل بلاد الشّام فمات بها سنة 833، ودفن هناك.
206 - أبو المكارم القسطلّانيّ المكّيّ، (؟ - 833 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليمي.
أخباره في «الضّوء اللّامع» : (11/ 143).
- أقول: كان ينبغي للمؤلّف أن ينقل نصّ كلام السّخاوي ويعقب عليه بما يراه بعد ذلك، أو يأتي بعبارة تدل على أنّه اختار من كلام السّخاوي، ولعلّ حسن حاله كان نتيجة توبة ورجوع إلى الله تعالى، وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ، إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً، رحم الله الجميع وعفا عنّا وعنهم بمنّه وكرمه.
207 -
أبو المواهب بن عبد الباقي مفتي الحنابلة بدمشق
.
قال في «سلك الدّرر» : القطب الرّبّانيّ، والهيكل الصّمداني
(1)
، الوليّ الخاشع، التّقيّ، النّورانيّ، شيخ القرّاء والمحدّثين، فريد العصر، وواحد الدّهر، كان إماما، عالما، عاملا، حجّة، حبرا، قطبا، خاشعا، محدّثا، ناسكا، تقيّا، فاضلا، علّامة، فقيها، محرّرا، ورعا، زاهدا، نقيّا، آية من آيات الله سبحانه، صالحا، عابدا، غوّاصا في العلوم، بحر لا يدرك غوره، وكوكب زهد على فلك التّقى دوره.
207 - أبو المواهب الدّمشقيّ، (1044 - 1126 هـ):
من كبار المتأخرين من علماء الحنابلة في بلاد الشّام. أخباره في «مختصر طبقات الحنابلة» : (119)، و «التّسهيل»:(2/ 170). وينظر: «تاريخ الجبرتي» : (1/ 72)، و «سلك الدّرر»:(1/ 67)، و «الأعلام»:(6/ 184).
وقفت على ثبت له بخطّه سنة (1094 هـ) من مخطوطات الظّاهرية بدمشق اسمه «فيض الودود» ومنه نسخة مصورة في قسم المخطوطات في جامعة الملك سعود (الرياض)، وهو غير مشيخته. وبعد كتابة هذه الترجمة وصلتني «مشيخته» مطبوعة في دار الفكر في بيروت ودمشق سنة 1410 هـ. بتحقيق محمد مطيع الحافظ بذل في تحقيقها جهدا ظاهرا جزاه الله خيرا.
* ويستدرك على المؤلف- رحمه الله:
- أبو نميّ بن عبد الله التّميميّ النّجديّ، أجازه الشّيخ مرعي بن يوسف
…
وغيره.
صنّف منسكا فرغ منه عام 1014 هـ وهو من تلاميذ أحمد بن يحيى بن عطوة النّجديّ. ذكره ابن فيروز في «حاشيته» ، وأثنى عليه الشيخ مرعي بن يوسف شيخ-
(1)
انظر التعليق على الترجمة رقم 161.
ولد بدمشق في رجب سنة 1044، ونشأ بها في صيانة ورفاهية وطواعية في كنف والده، وقرأ القرآن العظيم وحفظه وجوّده على والده، ختمه للسّبع من طريق «الشّاطبيّة» ، وختمه للعشر من طريق «الشّاطبيّة» و «الدّرّة» ، وقرأ عليه «الشّاطبيّة» ، مع مطالعة شروحها، وأخذ العلم عن جماعة كثيرين من دمشق ومصر والحرمين، وأفرد لهم ثبتا ذكر تراجمهم فيه، فمن علماء دمشق:
النّجم الغزّي العامريّ، حضر دروسه في «صحيح البخاري» في بقعة الحديث في الأشهر الثّلاثة مدّة مديدة، وقرأ عليه «ألفيّة المصطلح» ، وأجازه إجازة خاصّة، وحضر دروسه في المدرسة الشّاميّة
(1)
في «شرح جمع الجوامع» في
- المذهب في مصر. نقل ابن بشر عن نسخة من كتابه «غاية المنتهى
…
» قول الشيخ مرعي: «وبعد فإنّ الاشتغال بالعلم هو من أنفس المطالب، وأعزّ ما سعى في تحصيله الطّالب، لا سيما علم الفقه الذي هو غاية المنتهى
…
وإنّ ممن اشتغل فيه، وتأمل في معانيه، الأخ في الله تعالى الشّاب الفاضل المتحلّى بحلية الأفاضل الشيخ أبو نميّ بن عبد الله بن راجح.
ثم قال في آخرها: وهو يقرئ جزيل السّلام والرّضوان لأخينا في الله خميس بن سليمان، ويقرئ مزيد الفضل والتبجيل للشيخ محمد بن إسماعيل.
أقول: خميس بن سليمان هذا هو قاضي أشيقر تلميذ محمد بن إسماعيل ذكرته في موضعه من الاستدراك.-
(1)
المدرسة الشّاميّة أنشأتها ستّ الشام بنت نجم الدين أيّوب بن شادي بن مروان (ت 616 هـ) أنشأتها سنة 582 هـ، وتعرف ب «الشّاميّة البرّانيّة» وقبيل وفاتها أوصت بدارها مدرسة عرفت ب «الشّاميّة الجوانيّة» .
يراجع: «الدّارس» : (1/ 277، 301)، و «خطط دمشق»:(124، 126).
الأصول، ومنهم: الشّيخ محمّد الخبّاز المعروف ب «البطنينيّ» ، والشّيخ إبراهيم الفتّال، والشّيخ إسماعيل النّابلسيّ، والد الأستاذ عبد الغني، والشّيخ زين العابدين الغزّيّ قرأ عليه الفرائض والحساب، والملّا محمود الكرديّ/ نزيل دمشق، والعارف الشّيخ أيّوب الخلوتيّ، والشّيخ رمضان العكّاريّ، والشّيخ محمّد نجم الدّين الفرضي، والشّيخ محمّد الأسطوانيّ، والسّيّد محمّد بن كمال الدّين الحسينيّ المعروف ب «ابن حمزة» ، والشّيخ محمّد العيثيّ
(1)
، والشّيخ محمّد الموفيّ، والشّيخ منصور المحلّيّ، والشّيخ محمّد البلبانيّ الصّالحيّ، والشّيخ المحاسنيّ، ومحمّد بن أحمد بن عبد الهادي، ورمضان بن موسى العطيفيّ، ورجب بن حسين الحمويّ الميدانيّ، وعليّ ابن إبراهيم القبرديّ، وأجازه الشّيخ محمّد بن سليمان المغربيّ، والشّيخ يحيى الشّاويّ، وأخذ عن الشّيخ عيسى الجعفريّ نزيل المدينة المنوّرة، والشّيخ أحمد القشايشيّ المدنيّ، والشّيخ محمّد بن علّان البكريّ، والشّيخ غرس الدّين الخليليّ، وإبراهيم بن حسن المورانيّ وغيرهم، وارتحل إلى مصر سنة 1072، وأخذ فيها عن جماعة منهم: الشّمس البابليّ، والشّيخ عليّ الشّبراملسيّ، والشّيخ سلطان المزاحيّ، والشّيخ عبد السّلام اللّقّانيّ،
- وخطّ يد أبا نميّ على نسخة من «شرح الخرقي للزّركشي» .
ويراجع: «علماء نجد» : (152).
(1)
كذا في الأصل، ولعلّه:(العيثاويّ) وهو محمد بن محمد بن أحمد الدمشقي الشّافعيّ.
يراجع: «مشيخته» : (رقم 6، ص 45)، و «خلاصة الأثر»:(4/ 201).
وعبد الباقي بن محمّد الزّرقانيّ، ومحمّد بن قاسم البقريّ، ومحمّد بن أحمد البهوتيّ وغيرهم. ومات أبوه في غيبته بمصر، ثمّ عاد إلى دمشق وجلس للتّدريس مكان والده في محراب الشّافعيّة بين العشاءين وبكرة النّهار لإقراء الدّروس الخاصّة، فقرأ بين العشاءين «الصّحيحين» ، و «الجامعين» للسّيوطيّ، و «الشّفا» ، و «رياض الصّالحين» ، و «تهذيب الأخلاق» لابن مسكويه، و «إتحاف البررة بمناقب العشرة» للمحبّ الطّبريّ، وغيرها من كتب الحديث والوعظ. وأخذ عنه القراءات، والحديث، والفقه، والفرائض، ومصطلح الحديث، والنّحو، والمعاني، والبيان، أمم لا يحصون عددا، وانتفع النّاس به طبقة بعد طبقة، وألحق الأحفاد بالأجداد، ولم ير مثله، جلدا على الطّاعة، مثابرا عليها، وله من التّأليف رسالة تتعلّق بقوله تعالى
(1)
: ما لَكَ لا تَأْمَنَّا، ورسالة في قوله تعالى
(2)
: فَبَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما، ورسالة في يَعْلَمُونَ
(3)
، وتَعْلَمُونَ * في جميع القرآن بالتّاء والياء، ورسالة في قواعد القراءات من طريق «الطّيبة» ، وله بعض كتابة على «صحيح البخاريّ» بنى فيها على كتابة والده عليه، لم يكمل، وغير ذلك من التّحريرات المفيدة، وكان يستسقى به الغيث حتّى استقي به في سنة 1081، وكان النّاس قد قحطوا فتقدّم صاحب التّرجمة وصلّى ثمّ نصب له كرسيّ في وسط المصلّى فخطب عليه خطبة الاستسقاء، وشرع في الدّعاء وارتفع الضّجيج والابتهال إلى الله تعالى، وكثر الخلق، وكان الفلّاحون قد أحضروا جانبا كبيرا من البقر والغنم
(1)
سورة يوسف، الآية:11.
(2)
سورة الأعراف، الآية:20.
(3)
في سور كثيرة منها في سورة البقرة، الآية:13.
فمسك المترجم لحيته بيده وبكى، وقال: إلهي لا تفضح هذه الشّيبة بين عبادك، فخرج في الحال سحاب أسود من جهة المغرب بعد أن كانت السّماء نقيّة من أوّل الشّتاء، لم ير فيها غيم، ولم يزل الغيم يتراكم، وبعد المغرب انفتحت أبواب السّماء بماء منهمر، ودام المطر ثلاثة أيّام بلياليها بكثرة، وانفرج الكرب. وله كرامات كثيرة، وصدقات سرّيّة على طلبة العلم والصّالحين، وكسبه من الحلال الصّرف في التّجارة، مع التزام العقود الصّحيحة، حتّى في سنة 1115، كان واليا بدمشق محمّد باشا ابن كرد بيرم فأرسل إليه من طرف الدّولة العليّة أن يضبط بعلبكّ والعائد منها ويرسله إلى طرفهم لكونها كانت في يد شيخ الإسلام المولى فيض الله مفتي الدّولة فحين قتل صارت للخزينة السّلطانيّة/ العائد منها، حتّى الحرير فطرحوه على التّجّار بدمشق، ومنهم الشّيخ سليمان أخو المترجم، فذهب جماعة من التّجّار إلى صاحب التّرجمة وترجّوا منه أن يذهب إلى الباشا في رفع هذه المظلمة فأرسل إليه ورقة مع خادمه فوجد عنده محمّد أغا التّرجمان، أحد أعيان دمشق، وباش جاويش وغيرهما فأخبروه بمقام الشّيخ وعرّفوه بحاله من النّسك والعبادة، والعلم والولاية، فلمّا تحقّق ذلك رفعها عن التّجّار، وكان قصده أوّلا أن يأخذ من الشّيخ مالا لما يسمع عنده من الثّروة، ووقع عليه التّجّار مرّة فأرسل إلى الباشا ورقة أخرى وذكر أنّ الرّعيّة لا تحمّل الظّلم فإمّا أن ترفع هذه المظلمة، وإمّا أن نهاجر من هذه البلدة، والجمعة لا تنعقد عندكم، وأيضا الحرير للسّلطان لا لك، وزاد على ذلك في الورقة، فرفع الباشا المظلمة ولم يمكنه مخالفة الشّيخ، وكان لا يخاف في الله لومة لائم، ولا يهاب الوزراء
ولا غيرهم، وأصيب بولده النّبيه النّبيل الشّيخ عبد الجليل قبل موته بسبع سنوات، فصبر واحتسب، ثمّ بولده الشّيخ مصطفى شابا فصبر واحتسب، ولم يزل على حالته الحسنة وطريقته المثلى إلى أن اختار الله له الدّار الباقية، عصر الأربعاء عشري شوّال سنة 1126، ودفن بتربة مرج الدّحداح.- انتهى-.
ونقلت من خطّ تلميذه الفاضل الشّيخ محمّد بن إبراهيم الدّكدكجيّ الدّمشقيّ الشّاذليّ الشّافعيّ ما نصّه: في ليلة السّبت في المدينة المنوّرة كنت نائما في الحرم الشّريف في الرّوضة الشّريفة فاستيقظت في آخر اللّيل فجعلت أذكر القصيدة المشهورة الّتي أولها:
* ما للمساكين ..... *
فلمّا وصلت إلى قوله
(1)
:
وما ذكرتك إلّا فرّجت كربي
…
ولا قصدتك إلّا واشتفت عللي
(1)
هذا غلو وإطراء، وشرك في القصد. ومن حق النّبيّ صلى الله عليه وسلم الواجب على كل مسلم محبته واتباعه وو توقيره وتعظيمه، والعبد عما نهت عنه شريعته «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم فإنما أنا عبد الله ورسوله» . وأما الرؤيا المذكورة من أكثر الدعوى بالرؤى، واللبيب العاقل يعرف الحق من الباطل. والله المستعان.
هذا البيت في مدح النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأنت ترى ما فيه من المبالغة والمغالاة فهو يذكر الرّسول صلى الله عليه وسلم ولا يذكر الله، ويقصد الرّسول صلى الله عليه وسلم في شفاء علله ولا يقصد الله جل جلاله، وهو القائل وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وأغلب المدائح النّبويّة مبنية على مثل هذا الاعتقاد من الإفراط في المدح وإضفاء صفات الخالق وما لا يقدر عليه إلّا هو إلى المخلوق قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا، قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ-
صلّيت على الرّسول صلى الله عليه وسلم مرارا ثمّ أخذتني سنة من النّوم فرأيت أنّ باب الحجرة الشّريفة النّبويّة الّذي هو عن جهة الرّوضة قد فتح، فدخلت الحجرة فرأيت مكان الكوكب الدّرّيّ قد فتح طاقة كبيرة والمصطفى صلى الله عليه وسلم جالس أمامها، فتقدّمت وقبّلت يده الشّريفة وقلت: يا رسول الله الشّفاعة. فقال:
كيف حال من أحيا طريقتي؟ فقلت: ومن هو يا رسول الله؟ فقال لي: محمّد أبو المواهب، فقلت له: أنت أعلم يا رسول الله إنّه ينشر حديثك وسيرتك آناء الليل وأطراف النّهار، وهو بخير ويرتجي شفاعتك. فقال: انت وهو في شفاعتي، فما استتمّ هذا الكلام إلا وقيّم الحرم يوقظ النّاس إلى صلاة الصّبح، والحمد لله على كلّ حال، فلمّا أصبحت قصصت ذلك على شيخنا الملّا إبراهيم الكورانيّ ففرح فرحا شديدا ثمّ بكى وقال:
طفح السّرور عليّ حتّى إنّه
…
من عظم ما قد سرّني أبكاني
ودعا كثيرا. ورأيت ليلة دخولي المدينة المنوّرة على ساكنها أفضل الصّلاة والسّلام في عالم المنام حضرة شيخنا العارف بالله تعالى سيدي الشّيخ محمّد أبي المواهب مفتي الحنابلة في الحرم الشّريف عند الحجرة النّبويّة، وصحبته شيخنا الشّيخ مصطفى الشّعّال، فجئت إلى الشّيخ وقبّلت يده وقلت
- فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ فالله الله باتباع الرّسول صلى الله عليه وسلم. وحذار حذار من الابتداع واتباع الهوى، ومخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم مع إظهار محبّته.
حدّث عن منامات الصّوفية ورآهم ولا حرج؟! ولا يصح التّصديق بكل ما خالف الكتاب والسّنة، والكرامة لا تكون بيد الشيخ يستعملها حيث شاء؟!
له: يا سيّدي ما رأيتك في مكّة وأنت قد حججت في هذا العام فقال لي:
يا محمّد أنت لا تعرف أنّ أرواحنا وأموالنا وأولادنا فداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: نعم يا سيّدي، فقال: وإذا كان الأمر كذلك فلا يفارقنا/ النّبيّ صلى الله عليه وسلم طرفة عين ولا نفارقه طرفة عين، وكيف يفارقنا وذكره آناء اللّيل وأطراف النّهار على لساننا وفي قلوبنا، فاستيقظت فرحا مسرورا.- انتهى-.
قلت: وإنّما ذكرناه في هذا الحرف نظرا لغلبة كنيته؛ لأنّه اشتهر بها، وتبعا ل «سلك الدّرر» وإلّا فاسمه محمّد.
- * ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله تعالى-:
- بدران الجمّاعيليّ. كذا ذكره عبد الهادي.
يراجع: «الجوهر المنضّد» : (23).
- وبدر بن محمّد بن بدر بن حسن الوهيبيّ التّميميّ الأشيقريّ النّجديّ (ت 998 هـ).
يراجع: «علماء نجد» : (1/ 210).
- وبركات بن أبي بكر بن محمّد، الشهير ب «ابن الحجيج» الدّمشقيّ الصّالحيّ.
يراجع: «النّعت الأكمل» : (138).
208 -
بشر بن إبراهيم بن محمود بن بشر البعلبكّيّ، الشّيخ، الصّالح، المقرئ الفقيه
.
قال في «الشّذرات» : ولد في ذي الحجّة سنة 681، وسمع من التّاج عبد الخالق، وابن مشرّف، والشّيخ شرف الدّين اليونينيّ وغيرهم، وكان خيّرا، حسن السّمت، صحب الفقراء، وروى عنه ابن رجب «حديث الرّبيّع
208 - بشر البعليّ، (681 - 761 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 286)، و «المنهج الأحمد»:(455)، و «مختصره»:(157).
وينظر: «الوفيات» لابن رافع: (2/ 229)، و «المنتقى من مشيخة شهاب الدّين ابن رجب»:(رقم 210)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 155)، و «الدّرر الكامنة»:(2/ 12)، و «شذرات الذّهب»:(6/ 190)، وفيه: (إبراهيم بن محمود
…
).
قال المقرئ شهاب الدّين ابن رجب: «مولده يوم الأحد ثالث عشر ذي الحجّة سنة إحدى وثمانين وستّمائة، وتوفي بمعان
…
». وهو أخو:
- موسى بن إبراهيم بن محمود بن بشر (ت 738 هـ).
- وعمر بن إبراهيم بن محمود بن بشر (ت؟).
- ومحمود بن إبراهيم بن محمود بن بشر (ت 740 هـ).
بنت النّضر»، وجاور بمكّة.
وتوفّي بمعان
(1)
مرجعه من الحجّ، ليلة الجمعة رابع عشر
(1)
ذي الحجّة سنة 761.- انتهى-.
وأرّخه الحافظ ابن حجر في المحرّم وهو الظّاهر لقوله: «مرجعه من الحجّ» .
قال: وأجاز لشيخنا شرف الدّين بن الكويك.
209 -
بلال بن عبد الرّحمن بن عبد الرّحيم القادريّ، الفقيه، الإمام، العالم
.
توفيّ سنة 867. قاله في «الشّذرات».
210 -
بلال بن عبد الرّحمن الحبشيّ العماديّ الحلبيّ، فتى العماد إسماعيل ابن خليل الأعزازيّ ثمّ الحلبيّ
.
209 - بلال القادريّ، (؟ - 767 هـ):
لم يذكره ابن مفلح.
أخباره في «المنهج الأحمد» : (498)، و «مختصره»:(188).
وينظر: «الشّذرات» : (7/ 306).
210 -
بلال الأعزازيّ، (؟ - 876 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليمي، وهو في «التّسهيل»:(2/ 80) عن المؤلّف.
وينظر: «معجم ابن فهد» : (104)، و «الضّوء اللّامع»:(3/ 18).
(1)
معان: مدينة معروفة الآن بالأردن، قال ياقوت في «معجمه»:(5/ 153): «من طرف بادية الشّام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء» . وقول المؤلف هنا: «رابع عشر» لعل صحة العبارة «رابع عشرى» فكيف يكون رابع عشر وهو يقول: مرجعه من الحج؟!
قال في «الضّوء» : ولد في حدود سنة 785، وسمع على ابن صدّيق غالب «الصّحيح» وحدّث به، سمعه عليه الفضلاء، سمعت عليه «الثّلاثيّات» وغيرها، وكان ساكنا، متقنا للكتابة، على طريقة العجم بحيث لم تكن تعجبه كتابة غيره من الموجودين، تعانى علم الحرف، واشتغل بالكيمياء مع إلمامه بالتّصوّف ومحبّة الفقراء والخلوة، وأقرأ في ابتداء أمره مماليك النّاصر فرج بن برقوق، ولذا كان ماهرا باللّسان التّركي، ثمّ ولي النّقابة لقاضي الحنابلة بحلب، ثمّ لقاضي الشّافعيّة أيضا، ثمّ أعرض عن ذلك كلّه، وقطن القاهرة، وصحب جمعا من الأكابر، وانتفع به جماعة من المماليك في الكتابة، وتردّد للجمالي ناظر الخاصّ، ثمّ الأتابك أزبك الظّاهري، وتقدّم في السّنّ وشاخ.
مات في جمادى الآخرة سنة 876، وشهد الأتابك وغيره من الأمراء الصّلاة عليه بجامع الأزهر.
(1)
في حرف الثاء لم يذكر المؤلّف- رحمه الله:
- ثابت. قال ابن عبد الهادي، شابّ اشتغل وقرأ «المقنع» وتوفي صغيرا.
يراجع: «الجوهر المنضّد» : (23).
«حرف الجيم»
211 -
جعفر بن محمّد بن محمّد بن جعفر البعليّ ويعرف ب «ابن الشّويخ» بمعجمتين مصغّرا
.
قاله في «الضّوء» . وقال: سمع سنة 795 على الزّين عبد الرّحمن بن محمّد بن الرّغبوب «الصّحيح» ببعلبك، وحدّث، سمع منه الفضلاء، وما لقيته في رحلتي فكأنّه مات قبلها.- انتهى-.
قال ابن فهد في «معجمه» : مات قبل السّتّين ظنّا.
212 -
جمال الدّين الدّارقزّيّ المقرئ للسّبع، إمام الضّيائيّة بدمشق
.
211 - ابن الشّويخ، (؟ - قبل 860 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليمي، ولا ابن عبد الهادي.
أخباره في «معجم شيوخ ابن فهد» : (105)، و «الضّوء اللّامع»:(3/ 70).
* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- جعفر بن محمّد بن عمر بن جعفر (ت 847 هـ).
يراجع: «الجوهر المنضّد» : (23).
212 -
الدّارقزّيّ، (؟ - 759 هـ):
ذكره العليمي تبعا لابن رجب، ولم يذكره ابن مفلح، ولا ابن عبد الهادي.
وعبارة ابن رجب في ذكره موهمة وصحّحتها في «المقصد الأرشد» : (1/ 307) -
توفّي في جمادى الأولى سنة 759، قاله في «الشّذرات» ، وفي «طبقات ابن رجب» في ترجمة أبي بكر الزّريرانيّ المذكور
(1)
. توفّي سنة 61 بدمشق.
213 -
جمال الدّين القيلويّ
.
خطيب جامع المنصور. ذكره ابن رجب في ترجمة الزّريرانيّ المذكور وفيه: كان معيدا عنده بالمستنصريّة، قال: وكان يناقشه في التّدريس، وكان طويل الرّوح على المشتغلين.
- اجتهادا فعسى أن أكون مصيبا أو مقاربا للصّواب. منسوب إلى دار القزّ من محالّ بغداد.
وينظر: «المنهج الأحمد» : (434)، و «مختصره»:(143)، و «الشّذرات»:(6/ 190) ذكره في وفيات سنة 761 هـ.
213 -
القيلويّ، (؟ -؟):
«ذيل طبقات الحنابلة» : (2/ 413).
(1)
«الذّيل على طبقات الحنابلة» : (2/ 413). ورأيت مثل هذه النسبة في «معجم الدّمياطي» : (2/ ورقة: 90) مخطوط.
«حرف الحاء»
214 -
حسن بن إبراهيم بن أحمد بن خليل بن أحمد بن عيسى بن عثمان بن عمر ابن عليّ بن سلامة، العجميّ الأصل، المقدسيّ، ثمّ الصّالحيّ بدر الدّين
.
قاله في «الشّذرات» ، وقال: حفظ «المحرّر» للمجد، وحلّه على شارحه العلّامة بهاء الدّين البغداديّ، ولازم شيخ الحنابلة شهاب الدّين/ العسكريّ في الفقه، وقرأ «توضيح ابن هشام» على الشّهاب بن مشكم، ولازمه مدّة طويلة، وتسبّب بالشّهادة في مركز العشر.
وتوفّي يوم الخميس حادي عشري محرّم سنة 925 بالصّالحيّة، ودفن بتربة القاضي علاء الدّين الزّواويّ. قاله في «الشّذرات» .
أقول: سبق في ترجمة أبي بكر بن محمّد بن الصّدر قاضي طرابلس أنّ
214 - ابن سلامة العجميّ: (؟ - 925 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (97)، و «التّسهيل»:(2/ 126).
وينظر: «متعة الأذهان» : (36)، و «الكواكب السّائرة»:(1/ 176)، و «شذرات الذّهب»:(8/ 132).
ما ذكره المؤلّف احتمال والله أعلم. وهذه التّرجمة متقدمة على الترجمة التي تليها.
الّذي تولّى قضاءها بعده بدر الدّين بن سلاته، فلعلّه هذا فيكون سلاته بضمّ السّين المهملة وفتح التّاء المثناة فوق، بينهما لام وألف، وآخره هاء، كما هو كذلك بخطّ عبد العزيز بن النّجم عمر بن فهد، وما هنا من أنّه ابن سلامة- بالميم- تحريف من النّسّاخ، والله أعلم.
215 -
حجّي- بكسر الحاء المهملة فجيم مشدّدة فياء، نسبة إلى الحجّ- بن مزيد- بفتح الميم وتسكين الزّاي، وفتح المثنّاة التّحتيّة- ابن حميدان- بضمّ الحاء المهملة، وفتح الميم وإسكان التّحتيّة
-.
قال الشّيخ محمّد بن فيروز: قدم علينا من فارس، فقرأ على الوالد كثيرا، ثمّ اشتغل على الفقير، فكان فقيها، فرضيّا، عربيّا، ولمّا سكن أهل الزّبارة
215 - حجّي بن حميدان الأحسائيّ، (؟ - 1192 هـ):
أخباره في «تراجم المتأخرين» : (16)، و «التّسهيل»:(2/ 185).
ذكره شيخنا عبد الله البسّام- حفظه الله- في «علماء نجد» : (1/ 211)، وقال:
«الظّاهر أنّه نجديّ الأصل، وأنّه من هذه القبائل النّجدية التي سكنت في أطراف بلاد إيران مما يلي العراق، وولد في بلاد فارس فشبّ سنيا صحيح العقيدة
…
».
وما ذكره الشّيخ استظهار لا يؤيّده دليل، ومن أين درى أنّه شبّ سنّيّا؟! وليس ثمّة ما يدلّ على نجديّته، ولا على أنه شبّ سنّيّا، ولا على أنّه كان صحيح العقيدة قبل وبعد القراءة على ابن فيروز.
ومصدر هذه التّرجمة رسالة ابن فيروز إلى الكمال الغزّي، ومع هذا لم ترد في المطبوع من «النّعت الأكمل» ؟!
وأورد الشّيخ ابن حمدان في ترجمته في متأخري الحنابلة نصّ كلام المصنّف، ولم يذكره وتجاوزه إلى ابن فيروز؟!
من قطر فيها طلبوا منّي أن يكون لهم إماما وخطيبا ومعلّما، فأذنت له في ذلك، وكان لهم كذلك إلى أن توفّاه الله تعالى فيها سنة 1192.
216 -
حسن بن إبراهيم بن عمر، بدر الدّين بن البرهان الماضي أبوه
.
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن الصّوّاف» قرأ وحفظ «المحرّر» ، وأخذ عن والده البرهان، وابن حجّاج الأنباسيّ، وتكسّب بالشّهادة في حانوت بباب الفتوح، رأيته كثيرا وكان فاضلا، منزّلا في الجهات، ذا عزم وجلادة على المشي، بحيث كان يمشي غالب اللّيالي لبولاق لسكناه هناك، مع ثروته، وقرابته من البدر البغداديّ قاضي مذهبه، ولذا لمّا مات أسند وصيّته إليه، وجعل له إمّا مائة دينار، أو نصفها.
217 -
حسن بن إبراهيم الصّفديّ ثمّ الدّمشقيّ الخيّاط
.
قال في «الضّوء» : قرأ عليه العلاء المرداوي ووصفه بالإمام، المحدّث، المفسّر، الزّاهد.
216 - ابن الصّوّاف، (؟ -؟):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليمي، ولا ابن عبد الهادي.
أخباره في: «الضّوء اللّامع» : (3/ 91)، ولم يذكر وفاته.
217 -
حسن الصّفديّ، (؟ - 858 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليمي.
وذكره ابن عبد الهادي في «الجوهر المنضّد» : (29)، وابن عثيمين في «التّسهيل»:(2/ 66).
وينظر: «الضّوء اللّامع» : (3/ 92) كما ذكر المصنف هنا دون زيادة.
قال ابن عبد الهادي- رحمه الله: «الشّيخ، المحدّث، المقرئ، الورع
…
».
218 -
حسن بن أحمد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد ابن عبد الهادي، البدر، أبو يوسف بن الشّهاب، القرشيّ، العمريّ، المقدسيّ، الصّالحيّ، الماضي أبوه، ويعرف ب «ابن عبد الهادي» ، وب «ابن المبرد»
.
قال في «الضّوء» . وقال: ولد بالصّالحيّة، ونشأ بها، فحفظ القرآن،
218 - حسن بن المبرد، (؟ - 899 هـ):
هو والد جمال الدّين يوسف بن الحسن (ت 909 هـ) صاحب التّصانيف، ومؤلّف «الجوهر المنضّد» .
من آل المبرد، وهي أسرة من آل عبد الهادي، وهم من آل قدامة، ترجع في نسبها إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
أخباره في «الجوهر المنضّد» : (29)، و «المنهج الأحمد»:(505)، و «مختصره»:
191.
وينظر: «الضّوء اللّامع» : (3/ 92)، و «الشّذرات»:(7/ 323).
قال ابن عبد الهادي: «والدي، أخذ عن زين الدّين بن عبد الرّحمن بن سليمان، ووالده، وغيرهم، واشتغل، وحصّل، وقرأ «مختصر الخرقي» و «الطّرفة» وغير ذلك
…
ثم قال: توفي يوم الجمعة ثاني عشرى شهر رجب سنة تسع وتسعين وثمانمائة بالصّالحية، وكانت وفاته قرب ثلث اللّيل أو نصفه
…
».
جعلها العليمي في رجب سنة 878 هـ. وقال السّخاوي: مات عن بضع وستين سنة في سنة ثمانين، وحرفت هنا إلى ثمانمائة، والمؤلّف ناقل كلام السّخاوي، ونقل ابن العماد في «الشّذرات» عن العليمي.
والصّواب- إن شاء الله-: ما ذهب إليه ابن عبد الهادي؛ لأنّه والده وهو أدرى به من غيره، حضر وفاته ودفنه
…
و «الخرقيّ» ، واشتغل، وسمع الحديث على الزّين عبد الرّحمن بن سليمان بن عبد الرّحمن بن العزّ محمّد بن سليمان بن حمزة، و «الجزء الثّاني من حديث عيسى بن حمّاد زغبة» عن اللّيث، وحدّث به، قرأه عليه ناصر الدّين ابن زريق، وناب في القضاء عن العلاء بن مفلح، وكان محمود السّيرة، وديّنا، عفيفا، متواضعا، ذا مروءة، وكلمة، وكرم، طارحا للتّكلّف.
مات سنة 800
(1)
عن بضع وستّين سنة بالصّالحيّة، ودفن في الرّوضة، وهو والد جمال الدّين يوسف والشّهاب أحمد.
219 -
الحسن بن أحمد بن الحسن بن عبد الله بن عبد الغني المقدسيّ بدر الدّين
.
219 - بدر الدّين المقدسيّ، (؟ - 773 هـ):
من آل الحافظ عبد الغني المقدسي، وهم أسرة تلتقي بأسرة الحافظ الضّياء، وابن البخاري، ولا تلتقي بالمقادسة من آل قدامة إلا بالمصاهرة والمجاورة، واتفاق زمن الرّحلة من بيت المقدس إلى صالحية دمشق.
وللمترجم هنا أخوان عالمان هما تقيّ الدّين عبد الله، وشمس الدين محمّد.
أخباره في: «المقصد الأرشد» : (1/ 315)، و «الجوهر المنضّد»:(25)، و «المنهج الأحمد»:(463)، و «مختصره»:(163). وفيهما (الحسين).
وينظر: «الوفيات» لابن رافع: (2/ 391) و «الدّرر الكامنة» : (2/ 92)، و «إنباء-
(1)
جاء في هامش الأصل بخط المؤلّف: «الظاهر أن هنا سقطا؛ إذ صاحب الضّوء لم يذكر أنه توفي سنة 800» وعقب عليه الشيخ سليمان الصنيع بقوله: «قلت: هذا سبق قلم من المؤلّف؛ لأنّ الذي في الضّوء: مات سنة ثمانين؛ أي: بعد الثمانمائة فليعلم. وكتبه سليمان الصّنيع» .
قال في «الشّذرات» : سمع من سليمان بن حمزة وغيره، وتفقّه، وبرع، وأفتى، وأمّ بمحراب الحنابلة بالجامع الأمويّ.
توفّي في ثامن عشري شعبان سنة 773 بالصّالحيّة، ودفن بالسّفح.
220 -
الحسن بن عبد الأحد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد العزيز بن هبة الله ابن محمّد بن عبد الرّحمن، البدر، أبو محمّد، القرشيّ، التّيميّ، البكريّ، الحرّاني، الرّسعنيّ، المؤدّب
.
- الغمر»: (1/ 25)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 211)، و «ذيل العبر» لأبي زرعة:(339)، و «الدّارس في تاريخ المدارس»:(2/ 123)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 305)، و «شذرات الذّهب»:(6/ 227، 228).
* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- حسن بن أحمد بن محمّد الزّين المكّيّ الحنبليّ.
كذا جاء في ثبت عبد العزيز بن عمر بن فهد المكي ورقة 75.
ممّن سمع كتاب «ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى» للمحب الطبري.
- وحسن بن داود بن عبد السّيد بن علوان، الخواجا، عزّ الدين السّلامي البغدادي الدّمشقي (ت 751 هـ) ذكره ابن قاضي شهبة في تاريخه في وفيات السنة المذكورة وقال: سمع من ابن البخاري، والشمس بن المزين، وزينب بنت مكي وغيرهم.
وبنى إلى جانب داره بالخضراء مدرسة حسنة وجعلها دار قرآن، وجعل بها دروسا للحنابلة، وحدّث .. ».
220 -
ابن عبد الأحد الرّسعنيّ، (770 - 826 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليمي، وهو في «التّسهيل»:(2/ 40).
وينظر: «العقد الثّمين» : (4/ 85)، و «إتحاف الورى»:(3/ 601)، و «الضّوء اللّامع»:(3/ 102). ولم أجده في المطبوع من «معجم ابن فهد» .-
قال في «الضّوء» : ولد- تقريبا- سنة 770 بمدينة رأس العين من أعمال ماردين، وحضر في الرّابعة على البهاء عبد الله بن محمّد الدّمامينيّ منتقى من «مشيخة السّفاقسيّ» تخريج منصور بن سليم، وحدّث به، سمعه منه الفضلاء، وجاور بمكّة سنين، وأدّب بها الأطفال بالمسجد الحرام، وكان خيّرا، متعبّدا، ساكنا، إلى أن مات في أحد الرّبيعين سنة 826 بمكّة، ودفن في المعلاة ترجمه الفاسيّ، وابن فهد في «معجمه» ./
221 -
حسن بن عبد الله النّجديّ الأشيقريّ- بضمّ الهمزة وفتح الشّين المعجمة وكسرّ القاف- نسبة إلى أشيقر، تصغير أشقر: قرية بالوشم من نجد ويعرف ب «با حسين»
.
- ورأس العين: من بلاد الجزيرة، وماردين- بكسر الرّاء والدال-
…
مشرفة على دنيسر ودارا ونصبين
…
«معجم البلدان» : (5/ 39). وهذه المناطق الآن إلى الجنوب الشّرقي من تركيا تسمّى (ديار بكر) وقد أقمت مدّة في ماردين، وزرت مكتبتها عام 1404 هـ، ومن أنفس ما رأيت بها من المخطوطات «معجم السّبكي» .
221 -
الشّيخ (أبا حسين) النّجديّ الأشيقريّ، (؟ - 1123 هـ):
أخباره في «تراجم المتأخرين» ، و «التّسهيل»:(2/ 1168) عن المؤلّف.
وينظر: «عنوان المجد» : (2/ 351، 352)، و «عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد»:(239)، و «علماء نجد»:(1/ 218). رأيت بخطّه كتاب «الردّ على النّصارى» لشيخ الإسلام تقيّ الدّين ابن تيميّة كتبه سنة 1102 هـ.
ثم أوقفه، وهذه النّسخة في مجلّدين كبيرين مصورة اطلعت عليها في مكتبة الشّيخ أحمد بن عبد العزيز بن محمد البسّام في عنيزة في المحرّم من 1412 هـ جزاه الله عني خيرا.-
قرأ على مشايخ نجد ومن ورد إليها، وحجّ وأخذ عن علماء مكّة والواردين إليها، وأجاز له جمع، وكان ماهرا في الفقه والفرائض، مشاركا فيغيرهما، وكتب كثيرا من الكتب الجليلة بخطّه الحسن المتقن المضبوط، وحصّل كتبا كثيرة نفيسة في كلّ فنّ، على كلّ كتاب منها خطّه بتهميش، وتصحيح، وإلحاق فوائد وتنبيهات، ممّا يدلّ على أنّه طالعها جميعها مطالعة تأمّل وتفقّه، ودرّس في بلده سنين عديدة، وصار مرجعا في الفقه بتلك الجهات.
توفّي سنة (
…
)
(1)
في بلدة أشيقر.
- ورأيت خطه على كتب كثيرة. تملّكا ووقفا ونسخا.
- وأخوه عبد الرّحمن يذكر في موضعه من الاستدراك إن شاء الله.
و (أبا حسين) في لقبه الأصل في (أبو) أن تعرب إعراب الأسماء السّتة بالحروف فتتأثر بالعوامل اللفظية الداخلة عليها، فتعرب بالواو رفعا، والألف نصبا، وبالياء جرّا، لكنّ العامة ألزموها الألف دائما، وهي لغة مشهورة فيها، ومنها قوله:
إنّ أباها وأبا أباها
ويمكن أن تعرب على الحكاية فتحكى منصوبة دائما، ويمكن أن تعامل معاملة العلم المركّب، وحذفت العامة منها الألف فقالوا:(با حسين) ومثله (أبا بطين).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله: -
(1)
ذكر ابن بشر وفاته سنة 1113 هـ وما قاله المؤلّف هنا: «وعلى كل كتاب خطه بتهميش وتصحيح
…
» قال نحوه ابن بشر في تاريخه فهل اطلع المؤلف على تاريخ ابن بشر وأفاد منه أو العكس أرجّح الأولى وإن كانت الثّانية ممكنة وذكر الشيخ عبد الله البسّام أنّ وفاته سنة 1123 عن الشيخ ابن عيسى، وحدّدها في العشرين من شهر شعبان.
222 -
حسن بن عليّ بن أبي بكر بن إبراهيم بن محمّد بن مفلح الدّمشقيّ، أخو عبد المنعم الآتي
.
قاله في «الضّوء» : سمع عليّ بالقاهرة.
-- حسن بن عبد الله بن عيدان النّجديّ الأشيقريّ الوهيبيّ التّميميّ (ت 1202 هـ)، ولعلّ المؤلّف قد تعمّد الإخلال به، فهو ممّن قدم الدّرعية وأخذ عن الإمام المجدّد محمد بن عبد الوهّاب- رحمه الله وعيّنه الإمام عبد العزيز- رحمه الله قاضيا في حريملا.
يراجع: «عنوان المجد» : (1/ 79، 166)، و «علماء نجد»:(1/ 214).
- وذكر ابن بشر: (1/ 202) إبراهيم بن حسن بن عيدان، ممّن وجّهه الإمام المذكور إلى الأحساء مرشدا وواعظا وموجها، فلعلّه ابن المذكور.
- وحسن بن علي بن أحمد بن عبد الهادي.
يراجع: «الجوهر المنضّد» : (32).
- وحسن بن علي بن بسّام النّجديّ (ت 945 هـ).
يراجع: «علماء نجد» : (1/ 215).
222 -
حسن بن عمر بن مفلح، (؟ -؟):
انفرد المؤلّف- رحمه الله بذكره. وهو في «الضّوء اللّامع» : (3/ 107).
وهذه الترجمة ساقطة من النّسخة الهندية.
ولم أعرف أباه عمر، ويصفه الأكمل ب «القاضي» .
وعمر بن إبراهيم بن محمد (ت 919 هـ) هو القاضي المشهور، فإذا كان حسن المذكور أحد أبنائه- وهو الأقرب- فإنّه يكون عما للأكمل لا ابن عم له، إلا أن يكون حسن ابن عمر بن عمر أو من أبناء عمّه من فوق.
223 -
حسن بن عليّ بن عبيد المرداويّ، ثمّ الصّالحيّ
.
قال ابن طولون: الشّيخ، الإمام، الفاضل، بدر الدّين، أبو عليّ، حفظ القرآن، ثمّ عدّة كتب، ثمّ اشتغل قديما على جماعات، وأخيرا على الزّين بن العينيّ فقرأ عليه «شرحه لألفيّة ابن مالك»
(1)
(2)
،
223 - ابن عبيد المرداويّ، (؟ - 916 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (47)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(77)، و «التّسهيل»:(2/ 123).
وينظر: «الكواكب السّائرة» : (1/ 178)، و «الشّذرات»:(8/ 74).
وذكر الشّطّيّ أنّ وفاته سنة 910 هـ، وهو من شيوخ الشّمس بن طولون، ولم أجده في «ذخائر القصر» وذكر أنّه وهو صاحب النّقض على أبي العلاء المعرّي في بيتيه:
يد بخمس مئين عسجد وديت
…
ما بالها قطعت في ربع دينار
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قال:
قل للمعرّيّ عار أيّما عار
…
قول الفتى وهو من ثوب التّقى عار
عزّ القناعة أغلاها وأرخصها
…
ذلّ الخيانة فافهم حكمة الباري
وهذا غير صحيح فالأبيات مشهورة قبل هذا التاريخ ذكرها الحافظ ابن القيم
…
وغيره. فلعلّه رواها أو ضمنها
…
(1)
ابن العينيّ اسمه عبد الرّحمن بن أبي بكر (ت 892 هـ). وشرح الألفيّة لابن العينيّ موجود في دار الكتب المصرية رقم (206) في 80 ورقة، طالعته، وهو مختصر غير مفيد.
(2)
الخزرجيّة في العروض تقدم ذكرها، ولا أعرف شرح ابن العينيّ هذا، وأعرف لها شروحا أخرى.
وأخذ عن ابن السّليميّ وابن الشّريفة والنّظام، ورحل مع شيخنا الجمال بن المبرد إلى بعلبك فسمع منه غالب مسموعاته بها، وله خطّ حسن، ثمّ تسبّب بالشّهادة، وأجازني غير ما مرّة، واستفدت منه عدّة أشياء.
توفّي في تاسع رمضان سنة 916، ودفن بسفح قاسيون.
224 -
الحسن بن عليّ بن محمّد البغداديّ ثمّ الدّمشقيّ الصّوفيّ النّقيب بالسّميساطيّة
.
224 - أبو عليّ البغداديّ، (664 - 751 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 330)، و «المنهج الأحمد»:(452)، و «مختصره»:(155). وينظر: «المنتقى من مشيخة ابن رجب» : (رقم 140)، و «الوفيات» لابن رافع:(2/ 137)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 133)، و «الدّرر الكامنة»:(2/ 112).
قال المقرئ شهاب الدّين ابن رجب: «وخرّج له الحافظ شمس الدّين ابن سعد «مشيخة» عن ألف شيخ بالسّماع عمّن لقي، مولده يوم الخميس بعد العصر ثامن عشر رجب سنة أربع وستين وستمائة».
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- حسن بن عليّ بن ناصر بن فتيان.
ذكره ابن عبد الهادي، وقال: «الفقيه، المحقّق، الحجّة، برع، وصنّف، وحدّث.
وفي بعض نسخ «الوجيز» أنّه شرحه في سبع مجلّدات، وأنّها كلّها احترقت في الفتنة»، ولم يذكر ابن عبد الهادي وفاته.
يراجع: «الجوهر المنضد» : (28).
- وحسن بن علي بن محمّد بن محمود قاضي بعلبك.
يراجع: «الجوهر المنضّد» : (33).
قال في «الدّرر» : سمع من العزّ الفاروثي «عوارف المعارف» (أنا) المصنّف، وسمع بمصر من المنشاويّ، والوانيّ، والختنيّ، وحسن الكرديّ، وبالشّام من زينب بنت شكر، وستّ الوزراء، وببعلبكّ، وحلب، وحماة، والإسكندريّة، ودمياط، وغيرها، وأكثر من المشايخ حتّى خرّج له شمس الدّين بن سعد «مشيخة» عن ألف شيخ.
قال ابن رافع، وكان خيّرا، صالحا، محبوب الصّورة، محبّا للسّماع، له وجاهة، مات في شوّال سنة 751، وله سبع وثمانون سنة وأشهر، ولم يحصل له سماع على قدر سنّه.
قال ابن رافع: سألته عن مولده فقال: في يوم الخميس ثامن عشري رجب سنة 667 ببغداد.
225 -
حسن بن عمر بن مفلح
.
نقلت من خطّ الأكمل بن مفلح ما صورته: كتب إليّ ابن العمّ، الشّابّ، الفاضل، زين الأماثل، وخلف العلماء العاملين الأفاضل، رشيد الدّين، وبدر الدّين، أبو محمّد، وأبو عليّ، حسن بن المرحوم القاضي عمر بن مفلح، أحد كتّاب محكمة قناة العوني بدمشق أعزّه الله في سنة 991 كتابا من دمشق يتشوّق فيه إليّ على يد مولانا عبد الحيّ بن المرحوم مولانا الشّيخ يوسف الكرديّ.
225 - حسن بن مفلح: (؟ -؟):
لم أقف على أخباره.
سلام كأنفاس الصّبا بعد ما جرت
…
على منبت الرّيحان والندّ والورد
على الحضرة العليا أدام جلالها
…
من التّائق الصّادي إلى ذلك الورد
وبعد عرض شوق يضيق نطاق الحصر عن إحصائه، وبثّ حنين يكلّ لسان القلم عن استقصائه، ينهى أنّ الغاية الغائيّة، والغرض الباعث إلى إهداء هذه الهديّة، ورود مثال لو ارتدى بطيّ نشره ميّت لنشر بعد مماته، ولو تنشّقه ذو شجن لزال ألمه بنسيم نفحاته.
أتاني كتاب لو يمرّ نسيمه
…
بقبر لأحيا ريحه ساكن القبر
فجدّد أشواقا وما كنت ناسيا
…
ولكنّه تجديد ذكر على ذكر
فنزّهت فكري في رياض معانيه، وسرّحت طرفي في حدائق مبانيه- انتهى-.
226 -
حسن بن عمر بن معروف بن شطّيّ- بفتح المعجمة وكسر المهملة مشدّدة- الشّهير ب «الشّطّيّ» نسبة لجدّه المذكور، البغداديّ الأصل الدّمشقيّ المولد والدّار والوفاة
.
226 - حسن الشّطّيّ الدّمشقيّ، (1205 - 1274 هـ):
(آل الشطي) أسرة علميّة حنبلية دمشقيّة بغدادية الأصل.
أخباره في «مختصر الحنابلة» : (157)، و «التّسهيل»:(2/ 227).-
ولد في دمشق سنة 1205، ونشأ بها فحفظ القرآن ومختصرات في فنون، وقرأ على مشايخ دمشق من أقاربه وغيرهم، ولازم العلّامة خاتمة المحقّقين الشّيخ مصطفى بن عبده الشّهير بالرّحيبانيّ/ شارح «الغاية» في الفقه فقرأ عليه الحديث، والتّفسير، والفقه، والأصول، والفرائض، ومهر فيها، وعلى غيره في النّحو والصّرف والمعاني والبيان، فحصّل طرفا صالحا منها، وأجازه مشايخه، وباشر التّدريس بالجامع الأمويّ، وفي المدرسة البادرائيّة
(1)
؛ لأنّه كان ناظرها وفي بيته في الفقه والأصلين والفرائض، وفي النّحو أيضا، لكن لمتوسّطي الطّلبة وانتهت إليه رئاسة مذهبه في دمشق، بل وسائر القطر الشّاميّ، وصار رحلة الحنابلة لأخذ مذهب الإمام أحمد، وتتلمذ له خلق من غير الحنابلة في الفنون الأخر؛ لصلاحه، وورعه، وحسن تعليمه، وانتفع به أهل دمشق، والنّابلسيّون الواردون إليها وغيرهم، وصار من أعيان البلد مرجعا في أمور الدّنيا والدّين، لوفور عقله وعلمه، واتّساع فضله
- وينظر: «حلية البشر» : (1/ 478)، و «روض البشر»:(64)، و «الأعلام»:(2/ 209).
وهو مكثر من التأليف، رأيت أغلب مؤلّفاته في الظّاهرية ودار الكتب المصرية وبعضها مطبوع.
(1)
المدرسة البادرائيّة: مدرسة أنشأها نجم الدين أبو محمد عبد الله بن أبي الوفاء محمد ابن الحسن البادرائي (ت 655 هـ) منسوب إلى بلدة من أعمال واسطة بالعراق.
تقع المدرسة بباب الفراديس شمال جيرون بدمشق.
يراجع: «الدّارس» : (2/ 205)، و «خطط دمشق»:(107).
وكرمه، مع تكسّبه بالتّجارة على الوجه المرضي والاحتياط التّامّ، وكان له ثروة ومكارم، قلّ أن يخلو بيته يوما واحدا من أضياف أو طلبة علم من الغرباء، ويطعمهم الأطعمة النّفيسة، مع تمام البشاشة، وحسن الملاقاة والنّورانيّة، وهو من بيت فضل، ورئاسة، وعلم، وسؤدد، له حرص تامّ على التّعليم، لا يقطع الدّرس إلّا لعذر أكيد، وله نصيب وافر من التّصوّف
(1)
، ومشرب رويّ، صاحب عبادات وأذكار وأوراد، وصنّف «شرح زوائد الغاية» ، وتعقّب الشّرّاح ومنهم شيخه
(2)
، وحقّق، ودقّق، ووسّع العبارة، فجاء في مجلّد حافل وهو يدلّ على دقّة نظره، وسداد فهمه وفقهه، وله أيضا «مختصر شرح عقيدة السّفّاريني» في نحو ثلثها، و «شرح الإظهار» في النّحو، و «مولد نبويّ» ، ورسائل في مسائل عديدة، وخطّه ظريف منمّق.
توفّي رابع عشر جمادى الآخرة سنة 1274، ودفن بسفح قاسيون بقرب الشّيخ الموفّق، وكان يوما غزير المطر، وشيّعه أعيان دمشق، وغالب الطّلبة، وخلق من سائر النّاس، ولم يمنعهم المطرّ ولا بعد المسافة من دمشق إلى
(1)
لو سلم من التّصوّف لكان أسلم، فمعتقداتهم- في أغلبها- من الابتداع في الدّين، والبعد عن طريق سلف الأمة الصّالحين، بعيدة من الهدي النّبويّ، والتّوجيه الرّباني سالكة سبيل الهوى بعيدة عن منهج الله (فمن أظلم ممّن اتّبع هواه بغير علم) وأغلب أوليائهم وكبار أقطابهم من الجهلة وناقصي العقول. ويعتبرون تخبيطهم وحيا لا تجوز مخالفته والذي نقوله: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ اللهمّ إنا نسألك حسن التّمسك بكتابك الكريم، ومتابعة سنة نبيك صلى الله عليه وسلم ومحبّته ظاهرا وباطنا قولا وعملا.
وانظر أول تعليق على الترجمة رقم: 5.
(2)
يقصد به شيخه: الرّحيباني واسمه: «منحة مولى الفتح في تجريد زوائد الغاية والشّرح» .
السّفح، وتأسّف عليه الخلق، وأمّا الحنابلة فتيتّموا بموته، وخلّف ولدين نجيبين عالمين عاملين أديبين كريمين لبيبين؛ الشّيخ محمّدا والشّيخ أحمد، قاما مقامه في الدّروس، وإضافة الضّيوف، وإكرام الطّلبة خصوصا الغرباء، أعلى الله مجدهما، وأطلع في سماء المحامد سعدهما، وأدار على ألسنة العالم شكرهما وحمدهما، وبقي نظر المدرسة البادرائيّة بأيديهما ونعم النّاظران هما، ونعم الخلف عن نعم السّلف، ورثاه جمع من الفضلاء من دمشق، من سائر المذاهب منهم العلّامة أديب الوقت السّيّد محمود بن حمزة
(1)
، مفتي الحنفيّة الآن بدمشق أبقاه الله تعالى فقال:
هل كوكب العلم استكن
…
تحت الثّرى غضّ الأديم
أم تخذ القبر وطن
…
لمّا رأى ألّا نديم
يا فاضلا في كلّ فن
…
من بعده الفضل عقيم
كم ذا له فينا منن
…
مازت لنا الفهم السّقيم
هو إن يكن شطّي السّكن
…
لكنّه بحر عظيم
(1)
هو محمود بن محمد نسيب بن حسين بن يحيى بن حمزة الحسيني الحمزاويّ الحنفي، مفتي الحنفية بدمشق «مفتي الشام» (ت 1305 هـ).
يراجع: «تراجم أعيان دمشق» للشطي: (15)، و «الأعلام»:(7/ 185).
حرّرت لمّا أن سكن
…
في ظلّ مولاه الرّحيم
تاريه الشّطّي حسن
…
يقرّ في دار النّعيم
سنة 1274/
227 -
حسن بن محمّد بن أحمد المقدسيّ، شرف الدّين بن صدر الدّين قاضي القضاة تقي الدّين
.
كان موقّعا في الإنشاء، ومدرّسا بجامع الحاكم.
مات في ذي القعدة سنة 776، قاله في «الإنباء» .
227 - شرف الدّين المقدسيّ، (؟ - 776 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليمي، وهو في «التّسهيل»:(1/ 396).
وينظر: «إنباء الغمر» : (1/ 84)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»: وفيات سنة 760 هـ؟
قال ابن قاضي شهبة: «وناب في الحكم في آخر عمره خمسة أشهر، قال ابن كثير:
وكان شيخا حسنا، بشوش الوجه. توفي في شهر ربيع الأوصل وقد قارب الثمانين، ودفن بالسفح».
أقول: هو من أحفاد القاضي تقي الدّين سليمان. ويظهر أن هذه الترجمة تداخلت مع ترجمة حسين بن أحمد بن محمد بن عوض المستدرك في موضعه فلتراجع.
* ويستدرك عليه- رحمه الله:
- حسن بن محمّد بن عبد القادر اليونيني (ت 786 هـ).
يراجع «إنباء الغمر» : (1/ 193)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 3/ 141).
228 -
حسن بن محمّد بن أبي الفتح بن أحمد بن أبي عبد الله محمّد بن محمّد ابن عبد الرّحمن الحسينيّ الفاسيّ الكلبرجيّ، ثمّ المكّيّ
.
قاله في «الضّوء» : ولد ببلاد كالبرجة من الهند، ورحل إلى مكّة وهو ابن عشر سنين بعد الثّلاثين وثمانمائة، وسمع بها من التّقيّ بن فهد، وأجاز له- باستدعاء ولده النّجم عمر- جماعة، ودخل- مع عمّه عبد اللّطيف- بلاد العجم بعد سنة 40 فوصلا إلى الرّوم، ثمّ إلى حلب، وكانت منيّته بها.
229 -
حسن بن محمّد بن حسن الصّالحيّ، ويعرف ب «ابن قندس» بضمّ القاف والدّال المهملة، وآخره مهملة
.
قال في «الضّوء» : ولد قبل سنة 770 على ما يظهر من مسموعه، فإنّه سمع من لفظ المحبّ الصّامت قطعة من «مسند أبي يعلى الموصليّ» ، وكذا سمع من محمّد الثّاني بن الرّشيد عبد الرّحمن المقدسيّ الأوّل الكثير من «فوائد ابن بشران» ، وحدّث، سمع منه الفضلاء، مات في العشر الأوسط من المحرّم سنة 40، ودفن بسفح قاسيون.
228 - الحسن الفاسيّ المكّيّ، (820 تقريبا-؟):
أخباره عن «الضّوء اللّامع» : (3/ .. ). وعمّه عبد اللّطيف ذكره المؤلّف في موضعه.
229 -
حسن بن قندس، (قبل 770 - 840 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليمي، وهو في «التّسهيل»:(2/ 50) عن المؤلّف.
وينظر: «الضّوء اللّامع» : (3/ 124).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله تعالى-:
- حسن بن محمّد الحسينيّ.-
230 -
حسن بن محمّد بن حسين بن محمّد، البدر بن الشّمس بن العزّ البعليّ التّاجر، ويعرف ب «ابن العجميّ»
.
قال في «الضّوء» : ولد ببعلبكّ قبل التّسعين، ونشأ فقرأ القرآن على ابن قاضي المنيطرة، وفي الفقه على العماد بن يعقوب الحنبلي، وتكسّب بالتّجارة، وكان قد سمع «الصّحيح» على الزّين عبد الرّحمن بن الرّغبوب، وحدّث، لقيته ببعلبكّ فقرأت عليه، وكان خيّرا، محبّا في الحديث وأهله.
مات قريب سنة 60.
231 -
الحسن بن محمّد بن سليمان بن حمزة أحمد بن أبي عمر، المقدسيّ الأصل، ثمّ الدّمشقيّ، بدر الدّين قاضي القضاة
.
- ذكره ابن زريق في ثبته: ورقة: 12، وقال:«نزيل مدرسة شيخ الإسلام أبي عمر» .
230 -
ابن العجميّ البعليّ، (قبل 790 - 860 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليمي، وهو في «التّسهيل»:(2/ 67).
وينظر: «الضّوء اللّامع» : (3/ 124).
المنيطرة: حصن بالشام قرب طرابلس؛ «معجم البلدان» : (2/ 217).
231 -
بدر الدّين المقدسيّ، (؟ - 770 هـ):
من آل قدامة.
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 335)، و «الجوهر المنضّد»:(27)، و «المنهج الأحمد»:(460)، و «مختصره»:(161)، و «التّسهيل»:(1/ 391).
وينظر: «الوفيات» لابن رافع: (2/ 341)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 98)، و «الدّرر الكامنة»:(2/ 120)، و «الدّارس»:(2/ 32)، و «القلائد الجوهريّة»:(1/ 160، 161)، و «الشّذرات»:(6/ 217).-
سمع من جدّه، وعيسى المطعّم وغيرهما، وحدّث، ودرّس بدار الحديث الأشرفيّة
(1)
بسفح قاسيون، وبالجوزيّة أيضا، وكان بيده تدريسها، وناب في الحكم عن ابن قاضي الجبل.
وتوفّي ليلة الخميس نصف ربيع الأوّل سنة 770، ودفن بسفح قاسيون.
قاله في «الشّذرات» .
- قال ابن مفلح: «ذكر لي جدّي الشيخ شرف الدّين- رحمه الله أنه كان يحفظ شيئا من «شرح المقنع» للشيخ شمس الدّين ابن أبي عمر مقدار وجبة، ويلقيه في الدّرس، ويتكلم الحاضرون فيه».
وقال ابن قاضي شهبة: «سمع من جدّه التّقي سليمان، وعيسى المطعّم، ويحيى ابن سعد وغيرهم، وحدّث، ودرّس بدار الحديث الأشرفية بالسّفح، وقال أيضا: قال شيخنا [ابن حجّي] وقد أجاز لي، ولم يتفق لي بالسّماع منه» ، ونقل ابن قاضي شهبة عن ابن كثير قوله فيه:«كان شيخا صالحا حسنا بشوش الوجه، ومات وقد قارب الثّمانين» .
(1)
المدرسة الأشرفيّة منسوبة إلى بانيها الملك الأشرف مظفّر الدّين موسى بن العادل (ت 635 هـ) بسفح قاسيون على حافة نهر يزيد. يراجع: «الدّارس» : (1/ 19، 47)، و «خطط دمشق»:(74، 75). وتسمى هذه البرانيّة، وهي المقصودة هنا، وهناك المدرسة الأشرفية الجوّانيّة بانيها الملك الأشرف أيضا .. وهما من دور الحديث.
232 -
الحسن بن محمّد بن شرشيق بن محمّد بن عبد العزيز بن الشّيخ عبد القادر الجيليّ، الماردينيّ السّنجاريّ، بدر الدّين
.
قال في «الإنباء» : كانت له حرمة ووجاهة بتلك البلاد، مات سنة 775 عن سنّ عالية. ومات أبوه سنة 739 عن سنّ عالية، وكان قد حجّ سنة 685.
وأثنى عليه تاج الدّين بن الفركاح.
232 - بدر الدّين السّنجاري الجيليّ، (؟ - 775 هـ):
من أحفاد الشّيخ عبد القادر الجيليّ.
أخباره في «التّسهيل» : (1/ 396). وينظر: «إنباء الغمر» : (1/ 65).
وذكره الحافظ ابن حجر في «الدّرر الكامنة» : (2/ 127)، وذكره هناك حسن بن محمد بن محمد بن أبي بكر عبد العزيز بن محمد الشّيخ عبد القادر بن أبي صالح الجيلي بدر الدين، سمع من والده سمي الدين الملقب ب «شرشيق» ودخل بغداد، وقدم دمشق فحج سنة 841 هـ. قال ابن رافع: أجاز لي، وكان مهيبا وقورا حسن الخلق كريم النفس جميل الهيئة.
وضبطها أستاذنا حسن حبشي «شبشق» بكسر الشّين في الموضعين وباء موحدة وقاف في آخره. ضبطها من بعض نسخ «الإنباء» .
والشّرشق: اسم طائر، كذا نقل الصّغاني- رحمه الله في «تكملة الصّحاح»:(5/ 90) عن ابن دريد. يراجع: «الجمهرة» : (1163).
ثمّ رأيت في «ثبت ابن إمام الفاضلية» ، واسم إمام الفاضليّة محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن علي الشّافعي وثبته:«الإمام بشيء من مرويّات الإمام» نسخة الزّاوية الحمزاوية بالمغرب رقم (242) في الورقة (40، 41) أثبت سنده إلى الطّريقة القادرية وقال: «
…
علي بن محمد بن عبد القادر بن علي بن محمد الأكحل بن حسام الدين سرشيق
…
» بتقديم السين المهملة.
233 -
الحسن بن محمّد بن صالح بن محمّد بن محمّد بن عبد المحسن بن عليّ المجاور القرشيّ النّابلسيّ، بدر الدّين
.
قال في «الشّذرات» : طلب الحديث بنفسه، وسمع من عبد الله بن محمّد بن أحمد بنابلس، ومن جماعة بمصر، والإسكندريّة، ودمشق، وولي إفتاء دار العدل بمصر، ودرّس بمدرسة السّلطان الملك الأشرف، ورحل إلى الثّغر، وذكر الذّهبيّ أنّه علّق عنه وصنّف «البرق الوميض في ثواب العيادة والمريض» ، و «شمعة الأبرار ونزهة الأبصار» .
توفّي رابع عشر جمادى الأولى سنة 772.- انتهى-.
وترجمه في «الدّرر» بترجمة مطوّلة، وذكر أنّه ولد في أوّل القرن، وأنّه/ تخرّج بأبي حيّان، وذكر من مصنّفاته جزءا في تحريم الغيبة
(1)
، و «شرح
233 - ابن المجاور النّابلسيّ، (701 - تقريبا- 772 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 336)، و «الجوهر المنضّد»:(23)، و «المنهج الأحمد»:(462)، و «مختصره»:(163)، و «التّسهيل»:(2/ 392).
وينظر: «المعجم المختص» : (287)، و «الوفيات» لابن رافع:(2/ 374)، و «غاية النّهاية»:(1/ 231)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 207)، و «الدّرر الكامنة»:(2/ 121)، و «ذيل العبر لأبي زرعة:(318)، و «ذيل السّلوك»:(3/ 1/ 193)، و «لحظ الألحاظ»:(155)، و «النّجوم الزّاهرة»:(11/ 117)، و «الشّذرات»:(6/ 223).-
(1)
اسمه: «الدّرة اليتيمة في تحريم الغيبة والنّميمة» .
ومن تآليفه: «الغيث السّكاب في إرضاء الذّؤاب» ، و «تحفة الأبرار ونزهة الأبصار» ..
لمحة شيخه أبي حيّان»، وكتابا في «أخبار المهديّ» ، و «معجم شيوخه» .
- انتهى-.
وذكر الجلال السّيوطيّ في ترجمته من كتابه «حسن المحاضرة» أنّه ردّ على الزّمخشريّ في إساءة أدبه على المقام النّبويّ، وسمّى ردّه «جنّة النّاظر وجنّة المناظر في الانتصار لأبي القاسم الطّاهر» ، وذكر العلّامة عبد القادر بن محمّد الجزيري في كتابه «درر الفرائد المنظّمة في أخبار الحاجّ وطريق مكّة المعظّمة»
(1)
أنّ للمترجم كتاب «حجّة المعقول والمنقول»
(2)
، ونقل منه فوائد.
- * ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- حسن بن محمّد بن علي، الفقيه الحنبليّ.
يراجع: «الجوهر المنضّد» : (28).
(1)
«الدّرر الفرائد» : (1/ 157) تحقيق أستاذنا حمد الجاسر أثابه الله.
(2)
هو في الأصول، واسمه كاملا:«حجة المعقول والمنقول في شرح الرّوضة في علم الأصول» شرح فيه: «روضة الناظر وجنة المناظر» للطوفي الحنبلي: (ت 715) وهو من أشهر كتاب الأصول الحنبلية شرحه المؤلّف نفسه وعلاء الدّين الكناني
…
وغيرهم.
قال أبو زرعة ابن العراقي: «سمع بالقاهرة من يونس الدّبّوسيّ وخلق، وبنابلس من عبد الله بن محمد بن نعمة النابلسي، وبالإسكندرية من كمالية بنت أحمد المرداوي، وطلب الحديث، ورحل إلى دمشق، وسمع بها من جماعة، وقرأ بنفسه وكتب بخطّه وكفى بذلك وخرّج لبعض شيوخه» .
234 -
حسن بن محمّد بن محمّد بن أبي الفتح بن أبي الفضل، البدر بن البهاء ابن الشّمس البعليّ ثمّ الدّمشقيّ، سبط عبد القادر بن القريشة ولذا يعرف أيضا: ب «ابن القريشة»
.
قاله في «الضّوء» ، وقال: ولد سنة 732، وسمع من جدّه عبد القادر،
234 - ابن القريشة، (732 - 803 هـ):
وجدّه لأبيه العلّامة المحقق الفقيه محمد بن أبي الفتح البعلي (ت 709 هـ).
جدّه لأمّه عبد القادر بن أبي البركات بن القريشة (ت 749 هـ).
وينسب إلى جده لأمّه لملازمته إياه.
ولم يذكره ابن مفلح، ولا العليمي.
أخباره في: «الجوهر المنضّد» : (32)، و «التّسهيل»:(2/ 27).
وينظر: «إنباء الغمر» : (2/ 162)، و «الضّوء اللّامع»:(3/ 128).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- حسن بن محمّد الموصليّ الحنبليّ، الشّيخ بدر الدّين.
قال ابن عبد الهادي في «الجوهر المنضّد» : (28): «وجد له قطعة من «شرح الوجيز» من الأيمان إلى آخر الكتاب».
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- الحسين بن أحمد اليونيني. يراجع: «الجوهر المنضّد» .
- وحسين بن أحمد بن عمر بن عبد الله بن عوض المقدسي الأصل المصري صدر الدّين، بن القاضي تقي الدّين، بن عزّ الدّين.
من آل عوض المقادسة قضاة مصر من الحنابلة، ذكره ابن قاضي شهبة وتفرّد بذكره- فيما أعلم- في وفيات سنة 776 هـ. قال:«درّس بجامع الحاكم وأعاد ببعض مدارس الحنابلة، وهو أحد الموقعين بديوان الإنشاء. توفي في ذي القعدة» .
وعبد الرّحيم بن أبي اليسر، وزينب ابنة الكمال، والشّهاب الجزريّ، وحدّث، سمع منه شيخنا وغيره، وقال في «معجمه»: إنّه مات وهو متوجّه إلى بعلبكّ في شعبان أو رمضان سنة 803 بعد انفصال العدوّ عن دمشق.
235 -
حسين بن سليمان بن أحمد الأسطواني، بدر الدّين الصّالحيّ
.
235 - بدر الدّين الأسطوانيّ، (؟ - 932 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (104)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(81)، و «التّسهيل»:(2/ 129).
وينظر: «متعة الأذهان» : (37)، و «الكواكب السّائرة»:(1/ 185)، و «الشّذرات»:(8/ 173).
* أسقط المؤلّف عفا الله عنه- عمدا:
- الشيخ حسين بن الإمام المجدّد محمد بن عبد الوهّاب رحمهما الله.
كان الشّيخ حسين من أفاضل العلماء، مولده في الدّرعية. وكان كفيف البصر نافذ البصيرة، تلقّى العلم عن والده وغيره من العلماء، وكان إمام وخطيب جامع الدّرعية الكبير، وولي قضاء الدّرعية. قال ابن بشر في «عنوان المجد»:(1/ 186): «كان الشّيخ حسين المذكور هو القاضي في بلد الدّرعية والخليفة بعد أبيه في القضاء والإمامة والخطبة، كان إماما في مسجد البحيري الكبير الذي في منازل الدّرعية الشّرقية، وكان صيّتا بحيث يسمع تكبيره في الصّلاة أدنى المسجد وأقصاه، مع كثرة ما فيه من الخلائق، وهو الخطيب والإمام يوم الجمعة في مسجد الجامع مسجد الطّريف الكبير الذي تحت قصر آل سعود في المنازل الغربية» . قال ابن بشر: «وله عدّة بنين طلبة علم وقضاة ومعرفتي منهم بعلي وحمد وحسن وعبد الرّحمن وعبد الملك» . وهذه الأسرة تعرف بآل حسين نسبة إلى الشّيخ المترجم رحمه الله.
توفي في وباء الدّرعيّة سنة 1224 هـ رحمه الله رحمة واسعة.-
قال ابن طولون: حفظ القرآن بمدرسة أبي عمر، وقرأ على شيخنا ابن أبي عمر الكتب السّتّة، وقرأ وسمع ما لا يحصى من الأجزاء الحديثيّة عليه. قال:
وسمعت بقراءته عدّة أشياء عليه، وولي إمامة محراب الحنابلة بالجامع الأمويّ في الدّولة العثمانيّة.- انتهى-.
وقال البدر الغزّيّ: حضر بعض دروسي، وشملته إجازتي، وسألني وقرأ عليّ في الفقه، وذاكرني فيه، وقرّر في سبع الكامليّة إلى أن توفّي في صفر سنة 923، ودفن بباب الفراديس. قاله في «الشّذرات» .
- أخباره في «عنوان المجد» : (1/ 186، 300)، و «تاريخ بعض الحوادث»:
133، و «مشاهير علماء نجد»:(43)، و «علماء نجد»:(1/ 220).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- حسين بن محمّد بن علي اليونينيّ (ت في حدود 790 هـ).
أخباره في: «الجوهر المنضّد» : (33).
* وأمّا الشّيخ المجاهد الذّائد عن الدّعوة وإمامها، الأديب، الشّاعر، المؤرّخ العلم، حسين بن أبي بكر بن غنّام التّميميّ الأحسائيّ المتوفى في الدّرعية سنة 1225 هـ، كاتب سيرة الإمام محمد بن عبد الوهّاب «روضة الأفكار
…
» المعروفة ب «تاريخ ابن غنّام» ، فإنّه لم يكن حنبليّ المذهب، بل هو مالكيّ رحمه الله، وإنّما ذكرته هنا لئلا يتوهم متوهم أنه حنبليّ المذهبالفقهيّ؛ لمناصرة الدّعوة وإمامها واتباعه الحقّ الواضح المبين، الذي عليه أئمّة الشّرع وحماة الدّين، من علماء المسلمين من السّلف الصّالح، أتباع سيّد المرسلين محمد صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
236 -
الحسين بن عليّ بن أبي بكر بن محمّد بن [أبي] الموصليّ
.
قال في «الدّرر» : ولد في رجب سنة 690، وقدم دمشق سنة 728، وكان شيخا طوالا، ذكيّ الفطرة، له قدرة على نظم الألغاز، وكان يكتب جيّدا، وكان يذكر أنّه سمع «جامع الأصول» من واحد حدّثه به عن المصنّف، وهو كالمستحيل
(1)
، ودرّس بالعساكريّة، وجلس مع العدول بالمسماريّة،
236 - ابن أبي الخير الموصليّ، (690 - 759 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 347)، و «المنهج الأحمد»:(454)، و «التّسهيل»:(1/ 381).
وينظر: «الدّرر الكامنة» : (2/ 146)، و «شذرات الذّهب»:(6/ 187).
والمترجم والد عزّ الدين علي بن الحسين الموصلي (ت 789 هـ) صاحب البديعية المشهورة ب «التّوصّل بالبديع
…
» وشرحها قد ذكره المؤلّف- رحمه الله في موضعه.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- حمّاد بن محمّد بن شبانة الوهيبيّ التّميميّ النّجديّ (ت 1175 هـ).
«عنوان المجد» : (1/ 88)، و «تاريخ بعض الحوادث»:(111). ولعلّه (حمد).
* لم يذكر المؤلّف- رحمه الله أحدا ممن يسمّى (حمدا) بفتحتين، وهذا الاسم شائع في نجد، وهو معروف قديما ب «حمد» بالإسكان ومنهم الإمام الخطابي أبو سليمان حمد بن محمد، وتحريك السّاكن لغة فيه كقولهم: الرّعب والرّعب، -
(1)
ما ذهب إليه الحافظ ابن حجر- رحمه الله هو الصّحيح؛ لأنّ ابن أبي الخير سنة 700 عمره عشر سنوات لا يستطيع معها تحمّل رواية كتاب ك «جامع الأصول» والله تعالى أعلم.
كان يحبّ المؤاخذة والمناقضة، وينظم الضّوابط، ومن نظمه ملغّزا:
وصاحب مستحسن فعله
…
ليس له ثقل على صاحب
فتى ولكن سنّه ربّما
…
زادت على السّبعين في الغالب
ظننتم تصحيف معكوسه
…
يخفى وليس الظّنّ بالكاذب
- والكبد والكبد، والعضد والعضد. وقرئ: وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ وممن سمّوا حمدا من العلماء الذين أخلّ المؤلّف- رحمه الله بعدم ذكرهم:
- حمد بن إبراهيم بن حمد بن عبد الوهّاب.
تراجع ترجمة جدّه عبد الوهاب بن عبد الله.
- حمد بن إبراهيم بن مشرف التّميميّ النّجديّ (ت 1194 هـ).
يراجع: «عنوان المجد» : (1/ 142).
- وحمد بن راشد العرينيّ، قاضي سدير، من تلاميذ الشّيخ المجدّد محمّد بن عبد الوهّاب. وهذا إنما أسقطه المؤلّف عمدا؛ لأنّه من علماء الدّعوة.
وللمزيد من المعلومات عنه تراجع ترجمة ابنه: (علي بن حمد بن راشد) في موضعه من الاستدراك.
- وحمد بن سويلم.
- حمد بن عبد الجبّار بن أحمد بن شبانة الوهيبيّ التّميميّ النّجديّ.
يراجع: «عنوان المجد» : (1/ 55، 56).
- حمد بن عبد الوهّاب بن عبد الله بن مشرف.
تراجع ترجمة والده: (عبد الوهاب بن عبد الله).-
وشعره كثير، وهو والد الشّيخ عزّ الدّين الموصليّ الشّاعر المشهور، توفّي في رمضان سنة 759.- انتهى-.
قلت: اللغز المذكور في المشط، واستبعاد الحافظ سماعه المذكور لا أدري ما وجهه؛ فإنّ وفاة مؤلّف «جامع الأصول» سنة 606 فلا استحالة في سماع شخص منه سنة 605 مثلا ويعيش إلى أن يسمع منه المترجم سنة 700، والله سبحانه وتعالى أعلم./
-- حمد بن عثمان بن عبد الله بن شبانة الوهيبيّ التّميميّ النّجديّ (ت 1208 هـ).
يراجع: «تاريخ بعض الحوادث» : (127)، و «علماء نجد»:(1/ 224).
- حمد بن قاسم، قاض في الرّياض.
يراجع: «عنوان المجد» : (1/ 167).
- حمد بن محمّد بن لعبون الإمام المؤرّخ (ت 1260 هـ).
يراجع: «الأعلام» : (2/ 273)، و «علماء نجد»:(1/ 238).
- حمد الوهيبيّ، قاض في الرّياض.
يراجع: «عنوان المجد» : (1/ 167).
* وممن عاصر المؤلّف- رحمه الله:
- حمد بن عليّ بن عتيق (ت 1301 هـ).
يراجع: «الأعلام» : (2/ 272)، و «مشاهير علماء نجد»:(244)، و «علماء نجد»:(1/ 228).
وآل عتيق من الأسر العلميّة المشهورة بنجد.
وهؤلاء جميعا لم يذكرهم المؤلّف، وبعضهم أسقطه عمدا؛ لأنه من أئمة الدّعوة وعلمائها وقضاتها.-
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
- وكنت أودّ أن أتحدثّ عن كل واحد منهم لولا خشية الإطالة لوجودهم في موقع واحد.
* وممّن أهملهم المؤلّف- سامحه الله- عمدا وقصدا:
- الشّيخ، المجاهد، الإمام، الحجّة، العلّامة، الفقيه، حمد بن ناصر بن عثمان ابن معمّر التّميميّ النّجديّ، مولده في العيينة موطن أسرته، وبها نشأ، ثم انتقل إلى الدّرعية، ولازم إمام الدعوة محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله وغيره من علماء الدّرعية، وجالس كبار تلامذة الشيخ، وكان ذكيّا حافظا مثابرا على طلب العلم.
ولما تصدّر لطلبة العلم لازمه كثير من الطّلاب من أبرزهم ابنه العلّامة عبد العزيز، والشّيخ سليمان بن عبد الله، والعلّامة عبد الرّحمن بن حسن، والشّيخ عبد العزيز ابن حمد بن مشرّف، والعلّامة مفتي الدّيار النجدية عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين وغيرهم.
وعيّنه الإمام عبد العزيز بن محمد- رحمه الله في قضاء الدّرعيّة فكان من كبار قضاتها. انتدبه الإمام المذكور إلى مكّة المشرفة بطلب من الشّريف غالب بن مساعد لمناظرة علماء مكة المكرمة بشأن الدّعوة التي قام بها المصلح المجدّد الشيخ محمد بن عبد الوهّاب- رحمه الله وعقد مجلس حافل حضره الشّريف المذكور، فقارعهم بالحجّة والبرهان والدّليل من الكتاب والسّنّة فظهر عليهم، ولما سألوه عن مسائل دعاء الأموات، والبناء على القبور، ومنع الزّكاة أجابهم برسالة ألّفها عرفت ب «الفواكه العذاب في الرّدّ على من لم يحكّم السّنّة والكتاب» وهي مطبوعة مشهورة، وانتدبه الإمام سعود للصّلح مع الشّريف المذكور
…
وعيّنه الإمام سعود رئيسا لقضاة مكّة ومشرفا على أحكامها فمات فيها رحمه الله عام 1221 هـ وصلّى عليه تحت الكعبة، ثمّ صلّى عليه الإمام سعود في البياضيّة ودفن فيها- رحمه الله رحمة واسعة-.-
237 -
حمزة بن موسى بن أحمد بن الحسين، عزّ الدّين، أبو يعلى بن قطب الدّين أبي البركات، ابن شيخ السّلاميّة
.
- يراجع: «عنوان المجد» : (1/ 316)، و «الأعلام»:(2/ 273، 274)، و «مشاهير علماء نجد»:(303 - 305)، و «علماء نجد»:(1/ 239).
237 -
ابن شيخ السّلاميّة، (712 - 765):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 362)، و «الجوهر المنضّد»:(34)، و «المنهج الأحمد»:(460)، و «مختصره»:(161).
وينظر: «الوفيات» : لابن رافع: (2/ 337، 338)، و «درة الأسلاك»:(186)، و «الرّدّ الوافر»:(161)، ومن «ذيول العبر»:(51)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 192)، و «الدّرر الكامنة»:(2/ 165)، و «السّلوك»:(3/ 1/ 165)، و «النّجوم الزّاهرة»:(11/ 101)، و «الدّارس»:(1/ 489)، (2/ 206)، و «القلائد الجوهريّة»:(1/ 226)، (2/ 422)، و «الشّذرات»:(6/ 214)، و «منادمة الأطلال»:(235).
وجعل ابن العماد وفاته سنة 769 هـ.
* وفي «الدّرر الكامنة» : (2/ 478):
- عبد العزيز بن أحمد بن شيخ السّلامية، فخر الدّين، ولي الحسبة بدمشق، ولم يذكر وفاته. فلعله عمّ المترجم هنا، ولم يذكر مذهبه.
السّلامية: قال ياقوت الحمويّ في «معجم البلدان» : (3/ 234)«قرية كبيرة بنواحي الموصل على شرقي دجلتها .. وذكر من المنسوبين إليها من يسمى ب «ابن شيخ السلامية» قال: وهو الآن حيّ سنة 621 هـ
…
»، ولم يذكر مذهبه أيضا.
وشيخنا المذكور متأخر جدّا عن عصر ياقوت.
قال في «الضّوء» : ولد سنة 712، وقيل: بعدها، وكان أبوه من أعيان الدّماشقة، وولي نظر الجيش وغيره، وكان عزّ الدّين من أعيان الحنابلة، معروفا بقضاء الحوائج، وكانت له مكانة عند ابن فضلان، وكان قد اشتغل بالفقه فحصّل، وبرع، وصنّف، ودرّس، وجمع. قاله ابن كثير، وشرح «أحكام المنتقى» للمجد ابن تيميّة لم يكمل، وكتب على «الإجماع» لابن حزم قطعة مفيدة، وكان قد أسمع على ابن الشّحنة، وأجاز له جملة من تلك الطّبقة باستدعاء الذّهبي، وأوّل ما درّس سنة 42 بالحنبليّة
(1)
، ودرّس سنة وفاته بمدرسة السّلطان حسن
(2)
، وكان له اعتناء بنصوص أحمد، وفتاوى ابن تيميّة، وكان يوالي فيه ويعادي، ووقف درسا بتربته بالصّالحيّة وذكر للقضاء غير مرّة. ومات في أواخر ذي الحجّة، سنة 765.- انتهى-.
قال في «الشّذرات» : ودفن عند والده وجدّه عند جامع الأفرم، وعيّن لوقفيّة درسه وكتبه الشّيخ زين الدّين بن رجب، وله مصنّف في بيع الوقف للمصلحة سمّاه «رفع المثاقلة في منع المناقلة» موافقة لابن قاضي الجبل وغيره.- انتهى-.
(1)
الحنبلية هذه غير (الجوزية الحنبلية) هذه أنشأها شرف الإسلام عبد الوهاب بن أبي الفرج عبد الواحد الحنبلي الأنصاري الشّيرازي (ت 536 هـ)، والجوزيّة الحنبليّة:
أنشأها الصّاحب يوسف بن عبد الرحمن ابن الجوزي (ت 656 هـ) وهما معا في الصالحيّة بدمشق. يراجع: «الدّارس» : (2/ 64).
(2)
هو السّلطان حسن بن النّاصر محمد بن قلاوون، شرع في بنائها سنة 758 هـ.
يراجع: «حسن المحاضرة» : (2/ 269).
أقول: أمّا بيع الوقف إذا خرب وتعطّلت منافعه وصرف ثمنه في مثله فهذا مذهب الإمام أحمد المنصوص في كتب أهل المذهب، ولا يظنّ بأحد منهم إنكاره، ولكن لعلّ الكلام في بيع الوقف من غير خراب؛ لزيادة الرّغبة، والمسألة قد وقعت في أيّام قضاء القاضي شرف الدّين أحمد ابن قاضي الجبل، وحكم فيها بالجواز، فردّ عليه القاضي جمال الدّين يوسف المرداويّ، وصنّف فيها «الواضح الجليّ في نقض حكم ابن قاضي الجبل الحنبلي» وتعقّبه هذا المترجم «برفع المثاقلة» وتعقّبه أيضا العلّامة عزّ الدّين أحمد بن أبي بكر بن عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن التّقيّ سليمانبن حمزة، وألّف فيها مؤلّفا بسط فيه القول، وفصّل أحكام الوقف، وحقّق المسألة وذكر سبب تصنيف القاضي جمال الدّين المرداويّ لكتابه المذكور، ومن وافقه ومن خالفه.
238 -
حمزة بن يوسف بن محمود الدّوميّ ثمّ الدّمشقيّ
.
قال في «سلك الدّرر» : الشّيخ، العالم، العلّامة، العمدة، الفهّامة،
238 - حمزة الدّوميّ، (1035 - 1116 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (227)، وأعاده المحققان مرة ثانية:(ص 258)، عن «سلك الدّرر»:(1/ 75)، و «التّسهيل»:(2/ 166).
والدّوميّ نسبة إلى (دوما) قال الغزّيّ في «النّعت الأكمل» : «والدّوميّ نسبة إلى قرية من قرى غوطة دمشق يقال لها: (دوما) بضم الدال، اختصّت من دون سائر القرى بكون أهلها حنابلة وربما قيل في النسبة إليها دوماني كما هو مشهور على الألسنة» .
ويراجع: «معجم البلدان» : (2/ 635).
الفاضل، الفقيه، التّقيّ، الصّالح، كان متضلّعا من عدّة علوم، مع الصّلاح والتّقوى.
ولد سنة 1035 ونشأ، واشتغل بالقرآن على جماعة، وأخذ عنهم، منهم الشّيخ منصور السّطوحي نزيل دمشق، وحجّ معه مرّتين، وأخبر عنه أنّه كان يفرّق في المدينة ثلاثمائة قميص، وسبع جبب، وثلاثمائة بابوج، وتسع سراميج، وخمسمائة ذهب مشخص، ومثلها في مكّة، ومنهم الشّيخ محمّد البطنينيّ، والنّجم الغزّيّ، والشّيخ عبد الباقي الحنبليّ، والبلبانيّ.
ودرّس، وأفاد بالجامع الأمويّ مدّة تزيد على ثلاثين سنة، وباليونسيّة
(1)
مدّة مديدة.
ولازمه جماعة وأخذوا عنه، منهم الشّيخ محمّد الحبّال، والشّيخ عبد السّلام الكامليّ، والشّيخ صالح الجنينيّ وهو آخرهم.
توفّي المترجم ليلة الأحد غرّة جمادى الآخرة سنة 1116، ودفن بمرج الدّحداح بالقرب من الشّيخ أبي شامة.
239 -
حميدان بن تركيّ- بضمّ أوّلهما- ابن حميدان بن تركي الخالديّ نسبا
.
239 - حميدان بن تركيّ العنيزيّ، (1130 - 1203 هـ):
أخباره في: «التّسهيل» : (2/ 190).
وينظر: «علماء نجد» : (1/ 246).
(1)
اليونسية: مدرسة بدمشق أنشأها الأمير الشّرفي يونس سنة 748 هـ.
يراجع: «الدّارس» : (2/ 213).
قال في «سبائك الذّهب»
(1)
: إنّهم ينتسبون إلى خالد بن الوليد، وقد انقطع نسله، ولكنّهم من بني مخزوم، ويكفيهم ذلك شرفا، ولد المذكور في عنيزة سنة 1130، ولازم الشّيخ عبد الله بن أحمد بن عضيب، فقرأ عليه شيئا وتمهّر في الفقه حتّى كان عين تلامذة شيخه، وحصّل كتبا نفيسة أكثرها شراء
(1)
يراجع: «سبائك الذّهب» :
قال الشيخ عبد الله البسّام- حفظه الله-: «وهذه الأسرة يرجع نسبها إلى قبيلة بني خالد التي هي متفرّعة من بني عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بعد معد بن عدنان.
وهذا هو الصّحيح وليست نسبة إلى خالد بن الوليد- وإن كان هذا هو السّائد- لأن خالد بن الوليد رضي الله عنه قد انقطع نسله»، ولا أدري كيف يقول:«انقطع نسله» ثم يقول: ولكنهم من بني مخزوم»؟! والصّلة التي تربطهم ببني مخزوم هي انتسابهم إلى خالد بن الوليد فإذا انقطعت هذه الصّلة انقطع انتسابهم إلى بني مخزوم.
وترجم ابن قاضي شهبة في تاريخه الذي ذيّل به على تاريخ الإسلام لعالم من أهل القرن الثامن فرفع نسبه بالآباء والأجداد إلى خالد بن الوليد، وكذلك رأيت في تاريخ البقاعي «عنوان الزّمان» ، و «معجم الدّمياطي»
…
وغيرها.
وعنيزة- المنسوب إليها المذكور- مدينة مشهورة نزهة ذات حدائق وبساتين في منطقة القصيم في إقليم نجد من المملكة العربية السّعودية، وهي بلد المؤلّف ابن حميد- رحمه الله وبلد شيخنا ابن بسّام- حفظه الله- وبلد المحقق- عفا الله عنه-.
والقياس في النّسبة إليها: عنزيّ، وآثرت إبقاء الياء فرقا بين المنسوب إليها والمنسوب إلى عنزة القبيلة، عند فقد الضبط بالحركات، والعرب كثيرا ما تفعل ذلك في النّسبة والجمع؛ طلبا للفرق على ما هو مفصّل في المصادر النحوية واللغوية.
من تركة شيخه المذكور، ومن تركة أخيه منصور بن تركيّ
(1)
، فقد كان حسن الخطّ، كتب كتبا جليلة مع ما اشتراه، ثمّ تصدّى المترجم للتّدريس والإفتاء، فصادف هيجان سعود وصولته، فآذوه وكفّروه وبغوا له الغوائل فهاجر بأهله وعياله إلى المدينة المنوّرة، فأحبّه أهلها خاصّهم وعامّهم واعتقدوه، وعظّموه، لما عليه من الدّيانة والصّيانة والورع والصّلاح حتّى إنّي رأيت في مكتوب من الشّيخ عبد السّلام الهواريّ إلى حفيده الشّيخ عبد الوهّاب. قال:
عبد الوهّاب بن الشّيخ الصّالح محمّد بن شيخ الإسلام الشّيخ حميدان. وقرأ عليه حنابلتها وانتفعوا به، وله أجوبة في الفقه عديدة، ومباحث فيه سديدة، ووقف كتبه جميعها وهي كثيرة مشتملة على غرائب ونفائس، وسمعت بعض أهل المدينة يحكي عن أسلافه له كرامات، منها أنّه لمّا مرض قال لولده محمّد ذات يوم ادع لي الغسّالين أوصهم. فقال: يا والدي أنت طيّب ولا عندك بأس، إن شاء الله تعالى، وكان طيّبا ليس فيه مرض يمنع من الحركة فلم يمكن إلّا امتثال أمره فدعاهم وأتوا عنده، فأوصاهم بالسّتر والتّنظيف وكذا،
(1)
أخوه منصور بن تركي بن حميدان لم تذكر له سيرة، ولم يترجم في كتب العلماء، ويظهر أنّه من الفضلاء، رأيت تملكه لكثير من الكتب من بينها «قواعد ابن رجب» في المكتبة الوطنية بعنيزة، ومنها كتاب «الإقناع» كلّه بخطّه سنة 1143 هـ وأوقفه على عياله (هكذا) ثم على آل التّركي ثم على طلبة العلم من الحنابلة.
ويظهر أنّ حفيدة الشّيخ عبد العزيز بن عبد الله بن منصور المتملّك لنسخة القواعد لابن رجب المذكورة. وهذا الأخير هو خال المؤلّف ابن حميد كما أوضح في ترجمة (عبد الوهاب بن عبد الله) تراجع.
وكذا وأمر لهم بتمر فأكلوه، وقال: الأمر قرب. قال ولده محمّد: ولم أر فيه شيئا ممّا يقرّب من الخطر، فأشرت إلى الغسّالين وأخرجتهم فرجعت إلى والدي فإذا هو قد استقبل القبلة وتمدّد وتشهّد وخرجت روحه، فدعوت الغسّالين وجهّزناه ودفنّاه في البقيع سنة 1203.
- وولده محمّد المذكور
(1)
رجل صالح، متعبّد، متورّع، إلّا أنّه في الفهم قاصر، ولكنّه أنجب ابنه العجيب الشّأن الباهر في هذا الزّمان.
- الشّيخ عبد الوهّاب فإنّ فيه من الذّكاء والفطنة والفهم وسداد البحث والحرص ما يتعجّب منه، حتّى فاق وانفرد في عصره في شبيبته، وصار مدرّس عنيزة ومفتيها، والمرجع إليه في الفقه فيها، وضمّ إلى كتب جدّه غيرها، ونفع الله به نفعا عظيما، لما أعطاه الله من حسن التّقرير والفهم، ولما هو عليه من العبادة والصّلاح والورع، ولما عليه من النّور والهيبة، وجدّه لأمّه الإمام عالم عصره الشّيخ عبد الله بن أحمد بن إسماعيل من أقران جدّه وشريكه
(1)
نقل الشّيخ عبد الله البسّام- حفظه الله- عن تاريخ ابنه عبد الوهاب بن محمد قوله:
«وفي سنة 1222 هـ توفي الشّيخ محمد بن حميدان في عنيزة» . كما نقل عن التاريخ المذكور وفاة الشّيخ حميدان كما ذكر المؤلّف.
أفرد الشّيخ عبد الله البسّام للشّيخ عبد الوهّاب ترجمة في كتابه «علماء نجد» : (3/ 673). وذكر بعض مؤلّفاته، ومن أهملها:
- شرح على شواهد قطر النّدى لابن هشام، اطّلع عليه الشّيخ.
- نبذة تاريخية عن بعض الحوادث في نجد في زمنه، وهذه النّبذة في غاية الأهمية؛ لأنّ المؤلّفات التاريخية لهذه الحقبة من الزّمن يندر وجود من يهتم بها، اطلع عليها الشّيخ. ولعلّهما عنده.
في القراءة، فأتى محبوك الطّرفين، كريم الجدّين سافر إلى بغداد لمّا نجم تركي ابن سعود في نجد، وأراد إعادة دعوتهم فتوفّي فيها سنة 1237. ورؤيت له منامات حسنة مبشّرة، رحمه الله تعالى. وهذه أغنت عن ترجمة له مفردة والله أعلم./
240 -
حمزة الضّرير، إمام التّعبير
.
ذكره ابن رجب في ترجمة الزّريرانيّ ممّن أخذ عنه، قال: وكان يقرأ السّورة من آخرها إلى أوّلها، ذكيّا. اهـ.
قلت: ينظر في جواز هذا؛ فإن كان تنكيس الكلمات فحرام بلا شكّ، وإن كان تنكيس الآيات فمكروه
(1)
.
240 - حمزة الضّرير، (؟ -؟):
أخباره في «ذيل طبقات الحنابلة» : (2/ 413)، وعنه في «الدّرر الكامنة»:(2/ 166)، دون زيادة.
(1)
بل تنكيس الآيات محرّم؛ لأن ترتيبها موقوف عن النّبيّ- صلى الله عليه وسلم.
/
«حرف الخاء»
241 -
خالد بن قاسم بن محمّد بن يوسف بن خالد، وفي «معجم ابن فهد»: خلف بن محمّد بن فائد بن محمّد بن أبي بكر بن فائد، الزّين، أبو البقاء الشّيبانيّ الوانيّ، ثمّ العاجليّ الحلبيّ. وعاجل: قرية من قراها
.
قاله في «الضّوء» ، وقال: ولد في مستهلّ رمضان سنة 753، وقدم حلب سنة 82، فسمع بها من أحمد بن عبد العزيز بن المرحّل، «أربعيّ الفراويّ» و «ثلاثيّات عبد» و «موافقاته» ، وكذا سمع من أبي بكر بن محمّد بن يوسف الحرّاني، وكان قد لازم القاضي شمس الدّين بن فيّاض، وولده أحمد، وأخذ عن الشّمس بن اليونانيّة ببعلبكّ، وأحبّ مقالة ابن تيميّة، وكان من رءوس القائمين مع أحمد بن البرهان على الظّاهر، فأحضره في جملتهم إلى القاهرة مقيّدا سنة 88، فمرّت به معه تلك المحنة الشّنيعة، ويقال: إنّ سببها:
غفلته وقلّة يقظته، ولمّا قدمها سمع بها على التّنوخيّ، وعزّ الدّين
241 - أبو البقاء العاجليّ، (753 - 835 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليميّ، وهو في «التّسهيل»:(2/ 45).
وينظر: «إنباء الغمر» : (3/ 485)، و «معجم ابن حجر»:(337)، و «الضّوء اللّامع»:(3/ 172)، و «الشّذرات»:(7/ 213).
المليحيّ، والمجد إسماعيل الحنفيّ وغيرهم، ولم يزل بها حتّى استوطن رباط الآثار عدّة سنين ونزّله المؤيد في حنابلة مدرسته، وغلب عليه حبّ المطالب، ولم يظفر بطائل.
مات في الرّباط يوم الأربعاء سادس عشر ذي الحجّة سنة 835، ودفن بالقرافة، وهو آخر القائمين مع ابن البرهان موتا، وقد حدّث، سمع منهالفضلاء كالزّين رضوان، وابن موسى، والآبي، وذكره شيخنا في «معجمه» وأرّخه في «إنبائه» بثالث ذي الحجّة، وكذلك المقريزي قال: وكان خيّرا، ديّنا، فاضلا، جميل المحاضرة.
242 -
خالد المقدسيّ
.
نائب إمام الحنابلة بمكّة، مات في طاعون سنة 873
(1)
بالقاهرة، قاله ابن فهد.
243 -
خطّاب بن عمر بن عبد الله الكوكبيّ الصّالحيّ
.
242 - خالد المقدّسي، (؟ - 873 هـ):
أخباره في «التّسهيل» : (2/ 78).
وينظر: «إتحاف الورى» : (4/ 497)، و «الضّوء اللّامع»:(3/ 173).
243 -
خطّاب بن عمر، (؟ - 905 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (64)، و «التّسهيل»:(2/ 115). وينظر: «متعة الأذهان» : (38)، و «الكواكب السّائرة»:(1/ 189)، و «الشّذرات»:(8/ 26).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله: -
(1)
زاد ابن فهد: «كان في يوم السّبت ثامن عشر رجب» .
قال ابن طولون في «السّكردان» : هو الشّيخ، الإمام، المفيد، زين الدّين، اشتغل كثيرا بعد أن حفظ القرآن بمدرسة الشّيخ أبي عمر بصالحيّة دمشق، ومهر في علم العربيّة، وأخذ عن الشّيخ صفيّ الدّين، والقاضي نظام الدّين ابن مفلح، والعلّامة شهاب الدّين بن زيد وجماعات، وحلّ «ألفيّة شيخ الحفّاظ الزّين العراقيّ» في علوم الحديث على شيخه العلّامة شهاب الدّين بن شكم، واعتنى بهذا الشّأن، وكتبت عنه عدّة فوائد منها ما أنشدناه لنفسه في مستهلّ رجب سنة 897:
بطشت يا موت في دمشق
…
وفي بنيها أشدّ بطش
وكم بنات بها بدورا
…
كانت فصارت بنات نعش
وأنشدنا لغيره عدّة مقاطيع، وكان عند النّاس إنّه فقير فمرض فأوصى بمبلغ من الذّهب له كمّيّة جيّدة، ثمّ برأ من ذلك الضّعف فندم على ذلك الإيصاء، فشنق نفسه بخلوته بالضّيائيّة، في سابع عشري جمادى الأولى سنة 905 نعوذ بالله، ودفن بالسّفح.
-- خلف؟ الشّيخ الورع، كذا قال ابن عبد الهادي في «الجوهر المنضّد»:(37).
- وخليفة بن محمود الكيلاني، نجم الدّين، إمام الحنابلة بالحرم الشّريف.
يراجع: «العقد الثمين» : (4/ 320).
- وخليل بن عبد الوهاب (ت 826 هـ).
يراجع: «الإنباء» : (3/ 312)، و «الضّوء»:(3/ 299)، و «الدّارس»:(1/ 299).
244 -
خليل بن عثمان بن عبد الرّحمن بن عبد الجليل، الشّيخ، أبو الصّفا القرافيّ، المصريّ، المقرئ
.
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «المشبّب» بمعجمة وموحّدتين، أولاهما مشدّدة مكسورة، / ولد- تقريبا- سنة 715، وسمع من البدر بن جماعة «الشّاطبيّة» وتلا بالسّبع على جماعة، وأقرأ النّاس بالقرافة، دهرا طويلا، وكان منقطعا بسفح الجبل، وللملك الظّاهر برقوق وغيره فيه اعتقاد كبير، ويقبل شفاعته، وقد اجتمعت به مرارا، وسمعت قراءته، وصلّيت خلفه، وما سمعت أشجى من صوته في المحراب. قاله شيخنا في «إنبائه» إلّامولده. زاد في «معجمه»: وكان يرتّل الفاتحة، ويرسل السّورة، ومن تلامذته المشهورين بحسن القراءة: الزّرزاريّ، وابن الطّبّاخ وغيرهما، وقد أثبت ابن الملقّن اسمه في «طبقات القرّاء» وبيّض له، وأمّا ابن الجزريّ فإنّه قال: محرّر، ضابط،
244 - مشبّب القرافيّ، (715 - 801 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليميّ، وهو في «التّسهيل»:(2/ 19).
وينظر: «غاية النّهاية» : (1/ 276)، و «إنباء الغمر»:(2/ 71)، و «معجم ابن حجر»:(338)، و «الضّوء اللّامع»:(3/ 200).
ومن مؤلّفاته: «تحفة الإخوان فيما تصحّ به تلاوة القرآن» في جامعة الملك سعود، لم أطلع عليه، كذا قال الأستاذ الزّركلي رحمه الله.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- خليل بن عمر بن السّلم النّابلسي المعروف ب «ابن الحوائج كاش» تقدم ذكر ولده أبي بكر ذكره العليميّ في «المنهج الأحمد» : (508)، و «الدّر المنضّد»:(2/ 681).
مجوّد، ديّن، صالح، من خيار عباد الله، رأيته بمسجد اللؤلؤة من القرافة، وأخبرني أنّه قرأ على إبراهيم الحكريّ، والسّراج عمر الدّمنهوريّ، قرأ عليه النّور عليّ بن محمّد المهتار، والنّور عليّ الضّرير إمام الشّافعي، ومظفّر القرافيّ، ومحمّد الزّيلعيّ، وعبد المعطي مؤذّن خانقاه قوصون. وألّف كرّاسا في النّحو، وهو على خير كثير- وبارك الله له- ثمّ أضرّ وأقعد. مات في ربيع الأوّل سنة 801، وقال بعضهم: كانت له طريقة في القراءة معروفة، وكان ينكر على جماعته من قرّاء الأجواق بحيث إنّه كان إذا مرّ بهم وهم يقرءون يسدّ أذنيه، وسيرته حسنة، وطريقته جميلة، وقد حبس رزقه بالجيزية جعل مالها للحرمين، وجعل النّظر فيها لقاضي الحنابلة.
245 -
خليل بن محمّد بن أبي بكر بن خلفان- بفتح المعجمة والفاء، وإسكان اللّام بينهما، وبالنّون آخره- الدّمشقيّ المعروف ب «السّروجيّ» القاضي، غرس الدّين
.
ولد في ربيع الأوّل سنة 860 بميدان الحصا، واشتهر بالشّهادة، ثمّ فوّض إليه نيابة الحكم مدّة يسيرة.
وتوفّي يوم الخميس سابع رمضان سنة 928، ودفن بتربة الحورة بالميدان. قاله في «الشّذرات» .
245 - ابن خلفان السّروجيّ، (860 - 928 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (102)، و «التّسهيل»:(2/ 127). وينظر «الكواكب السائرة» : (1/ 189)، و «متعة الأذهان»:(38)، و «الشّذرات»:(8/ 159). حلّاه الغزّيّ بقوله: «الشّيخ، الإمام، الهمام، أوحد وقته فقها وفضلا، وذكاء ونبلا
…
».
246 -
خليل بن محمّد بن محمّد بن عليّ بن حسن، غرس الدّين الصّالحيّ اللبّان المعروف ب «ابن الجوّازة» بجيم مفتوحة، ثمّ واو مشدّدة، بعدها زاي، ثمّ هاء
.
قاله في «الضّوء» ، وقال: ولد قبل سنة 770 على ما يقتضيه سماعه فإنّه سمع سنة 72 من أبي العبّاس أحمد بن العماد أبي بكر بن عبد الحميد المقدسيّ الأوّل من «حديث ابن السّمّاك» ، وكذا سمع من عمر بن أحمد الجرهي وغيره، وحدّث، سمع منه الفضلاء، ولقيته بصالحيّة دمشق فقرأت عليه الجزء المعيّن وغيره، وكان خيّرا مثابرا على الجماعات، مقبلا على شأنه. مات في ذي القعدة سنة 859 بالصّالحيّة، ودفن بسفح قاسيون.
247 -
خليل بن يعقوب بن خليل الفراديسيّ الصّالحيّ، غرس الدّين، أبو القاسم
.
246 - ابن الجوّازة، (قبل 770 - 859 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليميّ، وهو في «التّسهيل»:(2/ 66) عن المؤلّف.
وينظر: «الضّوء اللّامع» : (3/ 204)، وذكر له أخوان هما:
- أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن شعبان.
- محمد بن محمد بن علي بن محمد بن شعبان.
وذكرهما في موضعيهما ولم يذكر أنّهما حنبليان، فليعلم.
247 -
خليل الفراديسيّ، (؟ - 902 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (63)، و «التّسهيل»:(115).
وينظر: «متعة الأذهان» : (38)، و «الشّذرات»:(8/ 22) سنة (904 هـ): (خليل ابن خليل الفراديسيّ).
قال ابن طولون في «سكردانه» : اشتغل بحفظ القرآن إلى أن حفظه، ثمّ بالعلم فقرأ «المحرّر» للمجد ابن تيميّة، وأخذ عن النّظام بن مفلح، والشّهاب ابن زيد، والشّيخ صفيّ الدّين، ولازم شيخنا القاضي ناصر الدّين بن زريق فأكثر من الأخذ عنه، ثمّ أقبل على الشّهادة والمباشرة لأوقاف مدرسة الشّيخ/ أبي عمر وغيرها، وكتبت عنه عدّة فوائد، وأجاز لي مشافهة بجمع ما تجوز له روايته.
توفّي في حبس كرتباي الأحمر ملك الأمراء بدمشق في رجب سنة 902.
- انتهى- من خطّه. وفي «الشّذرات» نقلا عنه سنة أربع، ودفن بالسّفح.
- * ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- خميس بن سليمان الوهيبيّ، التّميميّ، الأشيقري النّجديّ، قاضي أشيقر، كان في زمن الشّيخ محمد بن إسماعيل، يظهر أنه من تلاميذ الشّيخ مرعي بن يوسف شيخ المذهب في مصر، جاء في كتابة الشيخ مرعي على نسخة من كتاب «المنتهى» أرسلها- فيما يظهر- للشيخ أبا نميّ بن راجح قوله: «وهو يهدي جزيل السلام والرّضوان لأخينا في الله خميس بن سليمان
…
»، وذكر الشيخ ابن بسّام أنه الجدّ الخامس للشيخ الفرضي محمد بن سلّوم.
يراجع: «عنوان المجد» : (2/ 310)، و «علماء نجد»:(1/ 252).
«حرف الدال»
248 -
داود بن أحمد بن إبراهيم بن شدّاد بن مبارك النّجديّ الأصل، الرّبيعيّ النّسب، الحمويّ المولد المعروف ب «البلّاعيّ» نسبة إلى بلدة تسمّى البلّاعة
.
الفقيه، الفرضيّ. أخذ العلم عن قاضي القضاة علاء الدّين بن المغليّ، وله يد طولى في الفرائض والحساب، من تلامذته الأعيان من قضاة طرابلس وغيرها، توفّي بحماة سنة 862. قاله في «الشّذرات».
249 -
داود بن أحمد بن عليّ بن أحمد بن حمزة، نجم الدّين، البقاعيّ الدّمشقيّ، ثمّ الصّالحيّ، الشّاهد
.
248 - داود النّجديّ الرّبيعيّ، (؟ - 862 هـ):
قاضي حلب، من قدماء النّجديين الوافدين إلى الشّام.
لم يذكره ابن مفلح. وأخباره في «المنهج الأحمد» : (497)، و «مختصره»:
186، و «التّسهيل»:(2/ 70). وينظر: «الشّذرات» : (7/ 300).
249 -
نجم الدّين البقاعيّ، (724 - 803 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليميّ، وهو في «التّسهيل»:(2/ 25) عن المؤلّف.
وينظر: «إنباء الغمر» : (2/ 163)، و «معجم ابن حجر»:(109)، و «الضّوء اللّامع»:(3/ 211)، قال الحافظ ابن حجر في «معجمه»:«الصّالحيّ الحنفيّ» ، -
قال في «الضّوء» : ولد بعد العشرين، ثمّ بلغني أنّه حرّره سنة 724، وسمع على الحجّار ثلاثة مجالس من «أمالي أبي جعفر بن البختريّ» ، وحدّث به، قرأته عليه.
مات في شعبان سنة 803. قاله شيخنا في «معجمه»، والمقريزيّ في «عقوده».
250 -
داود بن سليمان بن عبد الله الزّين، الموصليّ ثمّ الدّمشقيّ
.
قال في «الضّوء» : ولد- تقريبا- سنة 764، وسمع بقراءة الشّيخ عليّ بن زكنون على الجمال بن الشّرائحيّ «الشّمائل» للتّرمذيّ (أنا) بها الصّلاح بن أبي عمر، بل كان يذكر أنّه سمع على ابن رجب الحافظ «شرح الأربعين النّوويّة» ومجلسا في فصل الرّبيع من «لطائفه» مع حضور مواعيده، وأنّه سمع على الشّهاب بن حجّي «صحيح البخاري» وكتبا سمّاها، وقد حدّث، كتب عنه بعض أصحابنا، وكان شيخا، صالحا، فاضلا. مات سنة 844.
- وراجعت طبقات الأحناف فلم أجد من ذكر أنّه حنفيّ، ونصّ ابن حجر نفسه في «الإنباء» على أنّه حنبليّ المذهب فلعلّ قوله:«الحنفيّ» سبق قلم.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- داود بن خليل المرداويّ (ت 881 هـ).
يراجع: «المنهج الأحمد» : (506)، و «مختصره»:(149).
250 -
داود الموصليّ، (764 تقريبا- 844 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليميّ.
أخباره في «الجوهر المنضّد» : (38)، و «التّسهيل»:(2/ 54) عنه.
وينظر: «معجم ابن فهد» : (356)، و «الضّوء اللّامع»:(3/ 212).
251 -
داود بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن محمود المرداويّ، شرف الدّين
.
قال في «الدّرر» : ولد قبل الثّمانين، وأجاز له الفخر بن البخاريّ، والشّيخ شمس الدّين بن أبي عمر، وأحمد بن شيبان، وغازي الحلّاويّ، والعزّ الحرّانيّ وغيرهم من مشايخ مصر والشّام، وسمع وهو كبير من التّقيّ سليمان وطبقته. وكان أحد الشّهود بالجبل.
251 - داود المرداويّ، (قبل 680 - 758 هـ):
لم يذكره ابن مفلح، ولا العليميّ.
أخباره في «الدّرر الكامنة» : (2/ 188)، وهو- بكلّ تأكيد- غير المستدرك من «المنهج الأحمد» السّالف الذكر.
هو يوسف بن محمد الآتي في موضعه.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- دخيل بن رشيد آل جرّاح، أمير عنيزة النّجديّ الحنبليّ الفقيه، رحل إلى الشّام للتّزوّد بالعلم فلمّا عاد سكن مكّة وبها وفاته- رحمه الله بعد سنة 1212 هـ.
يراجع: «علماء نجد» : (1/ 253).
وممّن عاصر المؤلّف:
- راشد بن عليّ بن جريس النّعاميّ النّجديّ، صاحب «مثير الوجد» من آل جريس، مولده بقرية (نعام) قرب الحوطة والحريق جنوبي نجد، وأصل التّسمية لواد عظيم من أكبر أوديةاليمامة. عاش آخر حياته في اسطنبول بتركيا. وكان بينه وبين الشّيخ السّيّد صديق حسن خان مكاتبات كان آخرها سنة 1298 هـ.
يراجع: «حلية البشر» : (2/ 626)، و «التّاج المكلّل»:(517 - 553)، و «الأعلام»:(3/ 12)، و «التّسهيل»:(2/ 240)، في وفيات 1292 هـ وهو خطأ ظاهر.
مات في رمضان سنة 758، وهو أخو القاضي جمال الدّين المرداويّ
(1)
.
(1)
هو يوسف بن محمد (ت 873 هـ) ذكره المؤلّف في موضعه.
«حرف الذّال»
خال.
«حرف الرّاء»
252 -
رافع بن عامر بن موسى المقدسيّ، جمال الدّين
.
قال في «الدّرر» : سمع بدمشق من ابن الشّحنة، وحدّث، سمع منه أبو حامد بن ظهيرة.
253 -
رافع بن الفزاريّ، نزيل مدرسة الشّيخ أبي عمر
.
252 - رافع بن عامر، (؟ -؟):
أخباره في «إرشاد الطّالبين» : (367)، ونصّ ابن ظهيرة في معجمه «إرشاد الطّالبين»:«سمع من أحمد بن الشّحنة «صحيح البخاري» . وحدّث، سمعت منه بدمشق» ولم يذكر له مولدا ولا وفاة. ويراجع:«الدّرر الكامنة» : (2/ 198).
253 -
رافع الفزاريّ، (؟ - 794 هـ):
يظهر- والله أعلم- أنه هو السابق.
أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 397)، و «المنهج الأحمد»:(463)، و «مختصره»:(163).
وينظر: «الشّذرات» : (6/ 232). قال العليميّ: «كذا قال قاضي القضاة برهان الدّين ابن مفلح في طبقاته» .
وذكر ابن مفلح وفاته في سنة 774 هـ.
* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله: -
تفقّه، وعني بالحديث، وكان يقول الشّعر، وولع بنظم ابن عبد القويّ وزاد فيه، وناقشه في بعض المواضع، ونسخ منه عدّة نسخ. توفّي بالطّاعون في ذي الحجّة سنة 794. قاله في «الشّذرات».
- زامل بن سلطان، من آل يزيد من بني حنيفة اليماميّ المقرنيّ النّجديّ، قاضي الرّياض، تلميذ الفتوحي والحجّاوي، نقل عنه عبد الوهّاب بن فيروز في «حاشيته» .
«عنوان المجد» : (2/ 304)، و «علماء نجد»:(1/ 261).
- وزامل بن موسى، من آل يزيد من بني حنيفة اليماميّ المقرنيّ النّجديّ أيضا.
يراجع: «علماء نجد» : (1/ 263).
«حرف الزّاي»
254 -
زيد بن غيث بن سليمان بن عبد الله العجلونيّ، ثمّ الصّالحيّ، زين الدّين، أبو اليمن
.
قال ابن فهد: ولد قبل سنة 770 بيسير، وسمع من محمّد بن محمّد بن داود بن حمزة، ومحمّد بن عبد الرّحمن الرّشيد بن السّيف محمّد بن أحمد بن عمر المقدسيّ الجزء الحادي والأربعين من «المختارة» للضّياء وغيره، وحدّث، وسمع من الفضلاء. وكان إنسانا خيّرا، صالحا.
مات قبل الخمسين ظنّا.- انتهى-. وكذا في «الضّوء» ولم يزد/.
254 - زيد العجلونيّ، (قبل 770 - قبل 850 هـ):
أخباره في «الجوهر المنضّد» : (40).
وينظر: «معجم ابن فهد» : (115)، و «الضّوء اللّامع»:(3/ 239)، وثبت ابن زريق المقدسي.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- زيد بن أبي بكر بن عمر الجراعيّ (ت 867 هـ).
يراجع: «الجوهر المنضّد» : (40).
255 -
زين بن رجب الشّاميّ
.
قرأ وفهم وتميّز، رأيت بخطّه- وهو حسن نيّر- تصحيحه ل «تحرير الأصول» للمرداويّ وأرّخه سنة 1083.
255 - زين ابن رجب، (؟ -؟):
لم أعثر على أخباره.
- ووقفت على نسخة من «بلوغ الأرب شرح شذور الذّهب» للشّيخ زكريا الأنصاري في مكتبة الظاهرية رقم (1821 عام) بخطّ أحمد بن رجب في صفر سنة 1082 هـ.
فهل هو هذا؟ فيكون زين الدين لقبه واسمه أحمد.
- وموسى بن رجب استدركته في موضعه من كتاب «ذخائر القصر
…
».