المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌«حرف السّين» 256 - ‌ ‌ سالم بن سالم بن أحمد بن سالم - السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة - جـ ٢

[ابن حميد]

فهرس الكتاب

«حرف السّين»

256 -

‌ سالم بن سالم بن أحمد بن سالم بن عبد الملك

بن عبد الباقي بن عبد المؤمن بن عبد الملك، وقيل: عبد العزيز، القاضي، مجد الدّين، أبو البركات بن أبي النّجا المقدسيّ، ثمّ القاهريّ، قريب الموفّق عبد الله ابن محمّد بن عبد الملك فجده هو جدّ أحمد جدّ صاحب التّرجمة.

قاله في «الضّوء» ، وقال: ولد سنة 8، أو سنة 749، ونشأ بها، فحفظ

256 - مجد الدّين سالم، (780 تقريبا- 826 هـ):

قاضي الحنابلة في مصر. لم يذكره ابن مفلح.

أخباره في «المنهج الأحمد» : (482)، و «مختصره»:(138)، و «التّسهيل»:(2/ 40).

وينظر: «إنباء الغمر» : (3/ 315)، و «رفع الإصر»:(241)، و «الدّليل الشافي»:

311، و «النّجوم الزّاهرة»:(15/ 117)، و «السّلوك»:(4/ 2/ 653)، و «الضّوء اللّامع»:(3/ 241)، و «الشّذرات»:(7/ 174).

قال المقريزيّ: «وكان يعدّ من نبلاء الحنابلة وخيارهم» .

- ووالده سالم بن أحمد من العلماء لكن لم تسجّل له ترجمة ورد اسمه في ثنايا

التّراجم، ففي ترجمة نصر الله بن أحمد الكناني العسقلاني قال الحافظ السّخاوي:

«وكذا ناب في التّدريس بجامع الحاكم عن والد المجد» .

ص: 401

القرآن، و «المحرّر» في الفقه، وغيرهما، واشتغل ببلده، وبرع، وشارك في الفنون، وناب في الحكم بها، وسمع على عبد القادر المدنيّ الحنبليّ

(1)

«البخاري» ، و «مسند الإمام أحمد» بأفوات فيهما، وقدم القاهرة سنة 14، وتفقّه أيضا بقاضي الحنابلة قريبه الموفّق، وناصر الدّين الكنانيّ، والعلاء بن محمّد، وعليه قرأ «عمدة الأحكام» فلمّا مات الموفّق أحمد بن نصر الله سنة 803 طلب أهل الدّولة من يصلح للقضاء بعده وصار بالقاهرة مع العلاء بن اللّحّام، فصار كلّ منهما يعترف بعجزه وصلاحيّة الآخر إلى أن اختير المجد، فأقام قاضيا نحو خمس عشرة سنة، حجّ في غضونها، وكان النّاصر فرج يعتمد عليه لكونه وصف عنده بالجودة والأمانة، بحيث إنّه جهّزه مرّة إلى الصّعيد مع الوزير سعد الدّين البشيريّ للحوطة على تركة أمير عرب هوارة محمّد بن عمر ممّا كان اللائق به التّنزّه عنه، لكنّه كان يعتذر عن إجابته بقصد التّخفيف عن ورثته، وإنّه توفّر لهم بسبب ذلك شيء لولا وجوده نهبت، وكذلك ندبه لغيره، ثمّ صرفه المؤيّد بالعلاء بن المغلي، وأضيف إليه ما كان مع المجد من التّدريس، فقدّر- بعد أيّام قليلة- شغور تدريس الجماليّة الجديدة بموت أبي الفتح الباهي فقرّره السّلطان فيه، فباشره هو وتدريس أمّ السّلطان بالنّيابة، والمدرسة الحسنيّة، حتّى مات في ذي القعدة سنة 826 خاملا، وقد أقعد وتعطّل وحصّل له فالج ونحوه تغيّر به، وخلّف عدّة أولاد صغار أسنّهم مراهق، وهو محمّد الآتي. ذكره شيخنا في «إنبائه» ، و «رفع الإصر» ، وابن خطيب النّاصريّة.

(1)

عبد القادر المدنيّ الحنبليّ هذا لم يذكره المؤلّف. ولم أقف على أخباره بعد.

ص: 402

وقال: إنّه كان فقيها، فاضلا، ديّنا، عفيفا، يحفظ «المحرّر» ويستحضره رأيته بالقاهرة سنة ثمان.- انتهى-.

قال في «الشّذرات» : ولمّا عزل بابن المغلي، قال فيه بعضهم:

قضى المجد قاضي الحنبليّة نحبه

بعزل وما موت الرّجال سوى العزل

وقد كان يدعى قبل ذلك سالما

فخالطه فرط انسهال من المغلي

257 -

‌ سالم بن سلامة بن سليمان بن محمود، مجد الدّين الحمويّ

.

257 - سالم بن سلامة، (؟ - 858 هـ):

لم يذكره ابن مفلح.

أخباره في «المنهج الأحمد» : (486)، و «مختصره» ، و «التّسهيل»:(2/ 66).

وينظر: «الضّوء اللّامع» : (3/ 242).

* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- سعد بن إبراهيم الطّائي البغداديّ (ت 798 هـ).

أخباره في: «إنباء الغمر» : (1/ 517). ولعله المذكور رقم: (258)؟!

- سعد بن نصر بن عليّ البعليّ (ت 777 هـ).

يراجع: «الجوهر المنضّد» : (43).

- سعديّ بن مصطفى بن سعد السّيوطيّ الرّحيبانيّ (ت 1256 هـ) ويسمى (محمد سعدي).

«حلية البشر» : (2/ 664)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(1547).

- سعود بن عبد العزيز بن محمّد آل سعود (الإمام) ذكرته في هامش ترجمة أحمد بن

ص: 403

قال في «الضّوء» : ولي قضاء حلب فلم تحمد سيرته فيها، بحيث قتل فيها ابن قاضي عنتاب خنقا بغير مسوّغ معتمد، وحبس لذلك بقلعة حلب إلى أن خنق على باب محبسه سنة 858، وكان- فيما قيل- ذا مشاركة ومذاكرة بالشّعر، ومعرفة بالأحكام في الجملة، ولكنّه مهوّرا حادّ الخلق محبّا في القضاء.

258 -

‌ سعيد بن إبراهيم القطّان البغداديّ

.

- رشيد الأحسائيّ. فليراجع هناك، وهذا موضعه.

- سعود بن محمد بن عطيّة النّجديّ (ت 1285 هـ).

يراجع: «علماء نجد» : (1/ 272).

258 -

سعيد القطّان: (؟ - 798 هـ):

لم يذكره ابن مفلح، ولا العليميّ، وهو في «التّسهيل»:(2/ 13).

وينظر: «إنباء الغمر» : (1/ 517) وفيه: «سعد

الطائي»، و «الشّذرات»:(6/ 354)، وفيهما «سعد بن إبراهيم الطائي» .

وراجعت طبعة أستاذنا حسن الحبشي وطبعة الهند من «الإنباء» وهي في نسختنا من السّحب التي بخط مؤلفها (سعيد القطان) وهي- بلا شك- محرفة هكذا في نسخة المؤلّف من «الإنباء» .

* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- سعيد بن أسعد السّفاريني (ت 1252 هـ).

يراجع: «حلية البشر» : (2/ 667).

سعيد بن مصطفى بن سعد السّيوطي الرّحيبانيّ (ت 1288).

يراجع: «مختصر طبقات الحنابلة» : (160).

ولعلّه أخو الشيخ (سعدي) المتقدّم.

ص: 404

قال في «الإنباء» : كان فاضلا وله نظم فمنه:

خانني ناظري وهذا دليل

لرحيلي من بعده عن قليل

وكذا الرّكب إن أرادوا قفولا

قدّموا ضوءهم أمام الحمول

توفّي سنة 798.

259 -

‌ سعيد بن عمر بن عليّ الشّريف البعليّ

.

قال في «الشّذرات» : قال ابن حجر: كان من قدماء الفقهاء بدمشق، أفاد، ودرّس، وأفتى، وحدّث. مات في المحرّم سنة 797 عن نيّف وستّين سنة.

260 -

‌ سعيد الحصينيّ

.

قال في «الدّرر» : تفقّه بالجمال أحمد بن عليّ البابصريّ المتوفّى سنة 750، ذكره/ ابن رجب في «الطّبقات» .- انتهى-.

259 - الشّريف البعليّ، (؟ - 797 هـ):

لم يذكره العليميّ، وهو في «التّسهيل»:(2/ 12).

وينظر: «إنباء الغمر» : (1/ 499)، و «الشّذرات»:(6/ 348).

260 -

الحصينيّ، (؟ -؟):

ذكره ابن رجب في «ذيل طبقات الحنابلة» : (2/ 446)، وذكره الحافظ ابن حجر في «الدّرر الكامنة»:(2/ 228) عن ابن رجب ولم يذكر أخباره. وفيه: (سعد الحصني).

ص: 405

وكتب عليه تلميذه السّخاوي ما نصّه: يحرّر فليست له فيها ترجمة مستقلّة ويمكن أن تكون في ضمن أخرى.- انتهى-.

أقول: نعم هو في ترجمة شيخه الجمال المذكور.

261 -

‌ سلمان بن عبد الحميد بن محمّد بن مبارك البغداديّ

الدّمشقيّ، نزيل القابون.

قال في «الضّوء» : سمع من ابن الخبّاز، ومحمّد بن إسماعيل الحمويّ، والعروضيّ، ومحمّد بن موسى الشّقراويّ. فعلى الأوّل «قمع

261 - سلمان القابونيّ، (؟ - 805 هـ):

لم يذكره ابن مفلح، ولا العليمي.

أخباره في «الجوهر المنضّد» : (54)، و «التّسهيل»:(2/ 29).

وينظر: «ذيل التّقييد» : (187)، و «المنهج الجلي»:(80)، و «الردّ الوافر»:

167، و «إنباء الغمر»:(2/ 243)، و «الضّوء اللّامع»:(3/ 258)، و «لحظ الألحاظ»:(218).

قال التّقي الفاسي: «سلمان» بسكون اللام

النفراوي، نزيل دمشق، أبو محمد الأدمي، سمع بقراءة الشّيخ زين الدين ابن رجب الحنبلي عن محمد بن إسماعيل الحموي «أمالي ابن سمعون» سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة بجامع دمشق وعلي بن محمد بن إسماعيل ابن الخبّاز «قمع الحرص بالقناعة» للخرائطي، وعلى محمد بن موسى الشقراوي «جزء غنجار»

».

قال الحافظ ابن حجر في «معجمه» : «

البغدادي ثم الدّمشقي، نزيل القابون، كان صوفيا بالخاتونية، وسمع من أبي الفضل الحموي وغيره، وكان عابدا خيّرا مستحضرا للمسائل الفقهية، على طريقة الحنابلة، ولديه فضائل، أنشدنا لنفسه إجازة: -

ص: 406

الحرص بالقناعة» للخرائطيّ، وعلى الثّالث «معجم ابن جميع» ، وحدّث سمع منه الفضلاء، لقيه شيخنا وغيره، وكان خيّرا صوفيّا

(1)

بالخاتونيّة مستحضرا للمسائل الفقهيّة، ولديه فضائل.

مات سنة 805

(2)

. ذكره شيخنا في «معجمه» ، و «إنبائه» ، والمقريزي.

-

وقائلة أنفقت في الكتب ما حوت

يمينك من مال فقلت وعيني

لعلّي أرى فيها كتابا يدلّني

لأخذ كتابي آمنا بيميني

وأنشدهما ابن عبد الهادي عن الحافظ ابن ناصر الدّين، وذكره بمثل ما ذكره به الحافظ ابن حجر سواء، ثم قال:«وله شعر قال: من ذلك ما أنشدناه من لفظه لنفسه» .

والقابونيّ: - في نسبه- إلى القابون، قال الحافظ ابن ناصر الدين الدّمشقي في التّوضيح:(7/ 146): «بموحّدة بعد الألف مضمومة، تليها واو ساكنة ثم نون مكسورة نسبة إلى القابون من قرى دمشق، وهما قابونان متجاوران، فمن الأعلى الشيخ الصالح العالم أبو محمد سلمان .. سمع كثيرا، وله نظم، سمعنا عليه منه، وعدة أجزاء من مروياته بالقابون وغيره» .

* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- سليمان بن إبراهيم الفداغي النّجديّ.

يراجع: «علماء نجد» : (1/ 277).

(1)

مضى في أول تعليق على الترجمة رقم: 5 التنبيه على ذلك فلينظر.

(2)

كذا في الأصل بخط المصنّف. والصّواب: (785 هـ) وهو سهو من المؤلّف عفا الله عنه لأنّ المذكور من رجال القرن الثامن لا التاسع.

ص: 407

262 -

‌ سليمان بن أحمد بن سليمان بن عبد الرّحمن العسقلانيّ

، علم الدّين القاضي.

قال في «الشّذرات» : قدم من بلده نابلس صغيرا، واشتغل في المذهب وبرع فيه، وصار من أعيان الجماعة، وأفتى، وتزوّج بابنة قاضي القضاة موفّق الدّين، خارج باب النّصر.

توفّي سنة 885

(1)

.

262 - علم الدّين العسقلانيّ، (؟ - 785 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (1/ 409)، و «الجوهر المنضّد»:(43)، و «المنهج الأحمد»:(468)، و «مختصره»:(166)، و «التّسهيل»:(2/ 6).

وينظر: «تاريخ ابن قاضي شهبة» : (1/ 3/ 121)، و «إنباء الغمر»:(1/ 283)، و «ذيل العبر» لأبي زرعة:(546)، و «السّلوك»:(3/ 2/ 511)، و «النّجوم الزّاهرة»:(11/ 198)، و «بدائع الزّهور»:(1/ 2/ 343)، و «شذرات الذّهب»:(6/ 288).

لم يطلع المؤلّف- رحمه الله على أخباره في غير «شذرات الذّهب» والشّذرات يوجز في تراجمه في الغالب. ونسخة المؤلّف من «الشّذرات» مخرومة في هذا الموضع فقوله: «تزوّج بابنة قاضي القضاة موفق الدّين خارج باب النّصر» لا معنى له، فما دخل باب النّصر بزواجه وهل تحديد مكان الزّواج له أهميّة فتذكر؟!

وصواب العبارة: «وتزوّج بابنة قاضي القضاة موفّق الدّين وولي إعادات لدروس الحنابلة، وولي نيابة الحكم بمصر، وارتقى إلى أن صار أكبر النّواب، وتوفي يوم الاثنين ثالث عشري جمادى الآخرة بالقاهرة، ودفن بتربة القاضي موفّق الدّين خارج-

(1)

الصحيح أنه توفي سنة 785 هـ، وما كتب سبق قلم من المؤلّف.

ص: 408

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

- باب النّصر» وهذا السّقط يسمّيه المحقّقون: انتقال النّظر من «موفق الدين الأولى» إلى «موفق الدّين» الثانية وإسقاط ما بينهما.

وهذا السّقط موجود في بعض نسخ «الشّذرات» كذا في الطبعة الجديدة من «الشّذرات» .

قال ابن مفلح: «اشتغل

وولي إعادات بدروس الحنابلة، وولي نيابة الحكم بمصر، وارتقى إلى أن صار أكبر النواب».

وقال ابن قاضي شهبة: «اشتغل بالقاهرة، وأجيز بالفتوى، وصار من أعيانهم، وأعاد بدروس الحنابلة، وولي نيابة الحكم، وصار أكبر نوّاب القاضي

».

وقال أبو زرعة ابن الحافظ العراقي: «سمع على أبي الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي، وأبي الحرم محمد بن محمد بن محمد القلانسي، وآخرين.

وعني بعلم الحديث، وتفقّه على مذهب أحمد، وبرع، وأعاد ودرّس، وأفتى، وتولى التّدريس بمدرسة أمّ السّلطان الأشرف شعبان بن حسين وغيرها، وناب في الحكم، وكان فيه انجماع عن النّاس وملازمة للاشتغال».

ويظهر لي- والله أعلم- أنه يلتقي نسبا بأسرة آل نصر الله الكنانية العسقلانية.

والقاضي موفّق الدّين المذكور هو عبد الله بن محمد بن عبد الباقي الحجاوي (ت 769 هـ) ذكره المؤلّف في موضعه- إن شاء الله-.

قال ابن عبد الهادي: «ولم يخلّف ولدا ذكرا، وولي أخوه شهاب الدّين غازي إعادة الدّرس الصّالحي وإعادة درس جامع ابن طولون وإعادة المدرسة الأشرفية

».

وأخوه غازي المذكور ذكره ابن عبد الهادي في «الجوهر» : (111) على أنه تولى بعد أخيه الإعادات المذكور، ولم يذكر شيئا من أخباره بعد ذلك. ولم يذكره أحد ممن ترجم للحنابلة، فليستدرك في موضعه- إن شاء الله تعالى-.

ص: 409

263 -

‌ سليمان بن صدقة بن عبد الله المرداويّ الصّالحيّ

.

قال ابن طولون في «سكردان الأخبار» : الشّيخ الصّالح المفيد المعمّر، علم الدّين، أبو الرّبيع، حفظ القرآن، واشتغل، وبرع، وأفتى، وحدّث، ودرّس، وأخذ عن التّقيّ بن قندس، والزّين بن الحبّال، والعلاء المرداوي صاحب «التّنقيح» الفقه، وعن النّظام بن مفلح، والشّهاب بن زيد، والشّيخ صفيّ الدّين الحديث، ثمّ تسبّب بالشّهادة، وفي آخر عمره صار يكثر من الشّهادة على الخطوط. أجازني مشافهة غير ما مرّة بعد أن سمعت عليه قطعا من كتب متفرّقة، منها:«صحيح البخاريّ» بحضرة شيخنا القاضي ناصر الدّين بن زريق، وكان كثير المجالسة له، وكتبت عنه عدّة فوائد.

توفّي في سنة ( .... ).

264 -

‌ سليمان بن عثمان بن محمّد المرداويّ الصّالحيّ

.

قال ابن طولون: الشّيخ، الإمام، الزّاهد، علم الدّين، فقيه قرية دومة، حفظ القرآن، ثمّ «المقنع» ، واشتغل، وبرع، وأخذ، عن الشّيخ صفيّ الدّين الحنبليّ، وعن الشّهاب بن زيد وغيرهما، ولازم دروس شيخنا الشّهاب العسكريّ، وكان يكثر من البحث معه، ثمّ تسبّب بقراءة الأطفال بمكتب

263 - ابن صدقة المرداويّ، (؟ -؟):

لم أعثر على أخباره. ويمكن أن يكون والده عثمان المرداوي المذكور في ثبت ابن زريق: ورقة: 205.

264 -

ابن عثمان المرداويّ، (؟ -؟):

لم أعثر على أخباره.

ص: 410

الأيتام شرقي الجامع المظفّريّ بسفح قاسيون، ثمّ أمّ أيّاما بمدرسة الشّيخ أبي عمر، ثمّ انتقل إلى قرية دومة من غوطة دمشق بعياله، وأخذ فقاهتها ولازمها إلى أن توفّي. جرّدت عليه القرآن كرّة بعد أخرى بالمكتب المشار إليه، ثمّ كتبت عنه عدّة نكت. توفّي سنة ( .... ).

265 -

‌ سليمان بن عثمان الميدوميّ الصّالحيّ

.

قال ابن طولون: الشّيخ، المفيد، علم الدّين، جابي شيخ الإسلام الزّين ابن العينيّ، حفظ القرآن، واشتغل، وسمع «الصّحيحين» ، وغيرهما على النّظام بن مفلح، وأكثر عن الشّيخ صفيّ الدّين، كتبت عنه عدّة فوائد، توفّي يوم السّبت حادي عشر ذي الحجّة سنة 907، ودفن بالسّفح.

265 - الميدوميّ، (؟ - 907 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 116) عن المؤلّف فقط.

* ومن التّراجم التي أسقطها المؤلّف عمدا- عفا الله عنه-:

- سليمان بن عبد الله بن زامل السّبيعيّ العنيزيّ- نسبة إلى عنيزة- قاضيها وخطيبها (ت 1161 هـ) من بيت الإمارة فيها. قال الشّيخ ابن بسّام: «وهو من العلماء الّذين راسلهم الشيخ محمد بن عبد الوهّاب- رحمه الله تعالى- لما قام بالدّعوة السّلفية» .

والذي ذكره ابن غنّام في «تاريخه» : (2/ 51) في مراسلة الشيخ إنّما هو علي بن زامل، فلعلّ المذكور من الموالين لدعوة الشيخ.

ولا أدري هل إغفال المؤلّف ذكره له دخل في ذلك؟ لأنّه يستحيل عليه أن لا يعرفه فكيف أغفله، وقد ذكره في ترجمة شيخه عبد الله بن أحمد بن عضيب؟! لمّا عدّد تلامذة شيخه المذكور قال:«والشّيخ سليمان بن عبد الله بن زامل قاضي عنيزة وخطيبها» مع أنه يجمعهما جامع البلدية، ويبدو من سنة وفاته أنّه توفى قبل انتشار-

ص: 411

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

- دعوة الشّيخ وشمولها، ولا شكّ أن عدم ذكره إخلال ظاهر من المؤلّف عفا الله عنه.

أخباره في «تاريخ بعض الحوادث» : (240)، و «علماء نجد»:(1/ 299).

* وممن أسقطهم المؤلف قصدا وعمدا:

- والشّيخ الإمام العالم العلّامة المجاهد بالسّيف والسّنان والقلم واللّسان الشّهيد سليمان بن عبد الله بن الإمام محمّد بن عبد الوهاب النّجديّ الحنبليّ (1200 - 1233 هـ).

من كبار أئمّة الدّعوة المدافعين عن حماها الذّائدين عن بيضة الإسلام، ومن كبار حفّاظ الحديث ورجاله.

مولده في الدّرعية سنة 1200 هـ. أخذ العلم عن والده- على صغر-، وعمّه الشّيخ حسين، والشّيخ حمد بن معمّر والشّيخ حسين بن غنّام، وأجازه الإمام الشّوكانيّ، والإمام الشّريف حسن بن خالد الحسني. قال ابن بشر: «أما سليمان فكان آية في العلم

».

أرسله الإمام سعود- رحمه الله قاضيا في مكّة المكرمة، ثمّ عاد منها وصار قاضيا في الدّرعيّة عاصمة الدّولة، واختاره الإمام سعود مدرّسا في قصره في مجلس علم كبير يحضره الخاصّة والعامّة، والإمام سعود نفسه، وصفه المؤرّخ ابن بشر في تاريخه.

من أهم مؤلّفاته «تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التّوحيد» اختصره الشّيخ عبد الرّحمن بن حسن بكتاب «فتح المجيد» وحاشيته المشهورة على «المقنع» ورسالة في تعدد الجمعة وفتاوى كثيرة مطبوعة. قتله إبراهيم باشا غدرا بعد أمان الدّرعية سنة 1233 هـ.

أخباره في «عنوان المجد» : (1/ 424)، و «هدية العارفين»:(408)، و «مشاهير علماء نجد»:(44)، و «التّسهيل»:(2/ 205)، و «الأعلام»:(3/ 129)، و «علماء نجد»:(1/ 239).-

ص: 412

266 -

‌ سليمان بن عليّ بن مشرّف

- بفتح الرّاء المشدّدة- التّميميّ، علّامة الدّيار النّجديّة.

ولد/ في بلد العيينة- تصغير عين- ونشأ بها، وقرأ على علمائها، ولازم منهم أجلّهم الشّيخ عبد الله بن محمّد بن إسماعيل فقرأ عليه التّفسير، والحديث، وأصول الدّين، والفقه، والفرائض، وغير ذلك، فمهر في ذلك كلّه سيّما الفقه، فإنّه كان فيه آية، وبرع، ودرّس، وأفتى، وقصد بالأسئلة من البلدان، فكتب عليها كتابات سديدة، وتأهّل للتّصنيف حتّى قيل إنّه همّ بشرح المنتهى، فقدم عليه بعض الطّلبة بشرح الشّيخ منصور عليه، فأعرض عن ما عزم عليه، وقال: كفانا الشّيخ هذا المهمّ، ويقال: إنّه طالعه بتأمّل،

- وسليمان بن عبد الوهّاب بن سليمان بن عليّ النّجديّ التّميميّ (ت 1208 هـ) أخو الشّيخ الإمام المجدّد محمّد بن عبد الوهّاب رحمه الله.

والمؤلّف يعرفه بكلّ تأكيد؛ لأنّه ذكره في ترجمة والده عبد الوهّاب بن سليمان.

وما قلته عن سابقه سليمان بن زامل أقوله عنه بأنّ عدم ذكره إخلال ظاهر، لا عذر له فيه. ونذكر سليمان في هامش ترجمة والده عند ذكر المؤلّف له إن شاء الله.

266 -

سليمان بن عليّ بن مشرّف النّجديّ التّميميّ، (؟ - 1079 هـ):

علّامة الدّيار النّجدية صاحب «المنسك» ، جدّ الإمام المجدّد محمّد بن عبد الوهّاب رحمه الله.

أخباره في: «عنوان المجد» : (1/ 181)، (2/ 328، 329)، و «تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد»:(62)، و «علماء نجد»:(1/ 309)، و «الأعلام»:(3/ 130)، و «التّسهيل»:(2/ 157).

وينظر: «مقدمة المنسك» .

ص: 413

فقال: وجدته موافقا لما أردت أن أكتب ما عدا ثلاثة مواضع أو نحوها، وصنّف «المنسك» المشهور به، وعليه اعتماد الحنابلة في المناسك، ولا أعلم له غيره، وكان سديد الفتاوى والتّحريرات، له فتاوى لو جمعت لجاءت في مجلّد ضخم ولكنّها لا توجد مجموعة، ويا ليتها جمعت؛ فإنّها عظيمة النّفع، غزيرة الجمع، وتتلمذ له خلق كثير تخرّجوا به، وانتفعوا عليه، من أجلّهم الشّيخ عبد الله بن أحمد بن شيخه المتقدّم عبد الله بن محمّد بن أحمد ابن إسماعيل، وقد ينسب كلاهما إلى جدّه الأعلى فيقال: عبد الله بن إسماعيل، فيشتبه الجدّ بالحفيد، وكلاهما أفتى بفتاوى مشهورة مسدّدة لكنّها قليلة، وهي تدلّ على مهارتهما في الفقه، وسعة اطّلاعهما وتحقيقهما، ولكوني لم أقف على حقائق أحوالهما لم أفردهما بترجمة ككثير من علماء نجد وبغداد والشّام ومصر وبلد سيّدنا الزّبير رضي الله عنه، ومهما وقفت عليه- إن شاء الله تعالى- ألحقته

(1)

، ومن عثر على شيء من ذلك فليلحقه مثابا عليه- إن شاء الله تعالى

(2)

- لتتمّ الفائدة.

(1)

أورد المؤلّف نفسه مجموعة من العلماء الذين لم يعثر على أخبارهم في آخر كتابه، نخرج تراجم من نعثر عليه منهم هناك إن شاء الله تعالى.

(2)

لم نجب المؤلّف لدعوته إلى إلحاق التراجم، بل ذكرناها في ذيل الكتاب مختصرة ودللنا على موضع الترجمة في المصادر؛ لأنّ هذا أحوط، ولأنّه المنهج الصّحيح المتمشي مع قواعد نشر التّراث، ولكي لا ينسب إلى المؤلّف من المعلومات ما لم يقله، أمّا التراجم التي أخلّ بها عمدا فألحقناها بالهوامش أيضا لكن بشيء من التّفصيل، لا سيما كبار أئمة الدّعوة.

ص: 414

توفّي المترجم في يوم

سنة 1079 وخلّف أولادا فضلاء منهم عبد الوهّاب الآتي والد محمّد صاحب الدّعوة المشهورة، ومنهم إبراهيم الماضي، وغيرهما.

267 -

‌ سليمان بن فرج بن سليمان

، علم الدّين، أبو الرّبيع، بن نجم الدّين أبي النّجا الحجيني.

267 - علم الدّين الحجينيّ، (767 - 822 هـ):

لم يذكره ابن مفلح، ولا العليميّ، وهو في «التّسهيل»:(2/ 39).

وينظر: «إنباء الغمر» : (3/ 206)، و «الضّوء اللّامع»:(3/ 269)، و «الشّذرات»:(7/ 155) وفيه: (الحجبي) ونقل كلام الحافظ ابن حجر.

ونقل الجميع: «وكان قصير العبارة متساهلا في أحكامه» .

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- سليمان بن محمّد بن سحيم العنزيّ النّجديّ، إمام أهل الرّياض في زمن دهام بن دوّاس (ت 1181 هـ).

وكان سليمان بن سحيم من ألدّ أعداء الدّعوة السّلفية، كتب رسالة في النّقض على الشّيخ الإمام، وأرسلها إلى عامة أهل نجد وعلمائهم، وبعث نسخا إلى الأحساء والبصرة، وافترى على الشّيخ فيها افتراءات وأكاذيب لم تحدث.

وقد أجاب الإمام المجدّد على هذه الافتراءات بإجابة سديدة بعث بها إلى الشّيخ عبد الله بن سحيم أحد علماء المجمعة، وهذه الرّسالة والإجابة عليها نقلها ابن غنّام في «تاريخه»:(2/ 89 - 109).

- ووالده: محمد بن أحمد بن علي بن سحيم، له ردّ على شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهّاب، كذا قال ابن فيروز في منظومته في مدح حفيده ناصر بن سليمان بن محمد بن سحيم (تراجع ترجمة ناصر

في موضعها).-

ص: 415

قال في «الضّوء» : ولد سنة 767، واشتغل على ابن الطّحّان وغيره، وارتحل إلى مصر فأخذ عن ابن الملقّن وغيره، ثمّ عاد بعد فتنة اللّنك فناب فيالقضاء، وشارك في الفقه وغيره، وشغل في الفقه، ودرّس بمدرسة الشّيخ أبي عمر.

توفّي في ربيع الآخر سنة 822. قاله شيخنا في «إنبائه».

268 -

‌ سنقر بن عبد الله الجواشنيّ

، شمس الدّين، مولى البدر بن طاهر بن إسماعيل الحنبليّ.

قال في «الدّرر» : كان رجلا صالحا، سمع من النّجيب، وابن خطيب

- يراجع: «علماء نجد» : (1/ 322).

- وسليمان بن محمّد بن شمس العرنيّ النّجديّ (ت بعد 969 هـ).

يراجع: «علماء نجد» : (1/ 325).

268 -

سنقر الجواشني، (؟ - 757 هـ):

لم يذكره ابن مفلح، ولا العليميّ.

أخباره في: «الدّرر الكامنة» : (2/ 271)، وذكر وفاته (727 هـ).

عن «معجم ابن رافع» . ولعلّ ذلك هو الصّواب، وإذا ثبت ذلك فلا يلزم المؤلّف ذكره لأنه؛ داخل في فترة الحافظ ابن رجب.

والذي يرجّح أنه توفي سنة 727 هـ أنّ الحافظ ابن حجر نقله عن ابن رافع، وابن رافع بدأ وفياته سنة 737 هـ أي بعد وفاته هذه فلا يلزمه ذكره. ولو كانت وفاته- كما زعم المؤلّف- 757 هـ للزمه ذكره في وفياتها في كتابه «الوفيات» وهو لم يذكر لا في المحرّم ولا في غيره. وصحّ ذكره في المعجم؛ لأنّ مولد ابن رافع- رحمه الله سنة 707 هـ والله تعالى أعلم.

ص: 416

المزّة، والعماد الحسنيّ، وابن العماد، وأحمد بن حمدان، والصّوريّ، وجماعة من أصحاب ابن بقاء، وحدّث، وكان يسقي الماء في حانوت بباب النّصر، ويتسبّب فيه، ذكره ابن رافع في «معجمه». وقال: مات ليلة النّصف من المحرّم سنة 757.

269 -

‌ سيف بن أحمد العتيقيّ

- بفتح العين المهملة، وكسر المثنّاة [الفوقيّة وسكون المثنّاة] التّحتيّة، فقاف فياء نسبة.

269 - سيف بن أحمد العتيقيّ النّجديّ، (؟ - 1189 هـ):

لم يرد في «النّعت الأكمل» مع أنّ المؤلّف نقل هذه التّرجمة من رسالة ابن فيروز إلى صاحب «النّعت الأكمل» . وهو في «التّسهيل» : (1/ 183) عن المؤلّف، ذكره الشّيخ عبد الله البسّام في «علماء نجد»:(1/ 327).

ذكر المؤلّف ابنه صالح بن سيف كما سيأتي.

وآل العتيقيّ أسرة نجدية حنبلية منها المذكور، ومنها:

- صالح بن سيف بن أحمد (ت 1223 هـ) ذكره المؤلّف ولم يذكر وفاته.

- ومحمد بن سيف مفتي الحنابلة بمكة ذكره المؤلف.

- وسيف بن محمّد الآتي بعد هذه الترجمة.

وقال الشّيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى: «وقد انقطع عقبه بعد أحفاده، إلّا أنّ عشيرتهم لا تزال في بلدة حرمة، وآخر من علمناه عنه من علمائهم الشّيخ محمد بن إبراهيم العتيقي المتوفى في 7/ 7/ 1315 هـ.

وقال الشّيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى: عن صالح بن سيف العتيقيّ: «وللشّيخ صالح ثلاثة أبناءهم:

- عبد الله، وكان من أهل العلم.

- وعبد العزيز.-

ص: 417

قال الشّيخ محمّد بن فيروز- فيما كتبه للكمال الغزّيّ مفتي دمشق بطلبه- إنّه فقيه، صالح، حافظ لكتاب الله تعالى، لا يفتر عن تلاوته، معرضا عن الدّنيا، باذلا لها، سخيّ النّفس، وقد جمع غالب ما ردّ به على طاغية العارض فبلغ سفرا ضخما

(1)

.

وتوفّي سنة 1189 وهو ابن ثلاث وثمانين سنة، رحمه الله تعالى، وصلّى عليه الفقير، وتولّى تلقينه، ودفن عند والدي رحمه الله تعالى.

270 -

‌ سيف بن محمّد بن أحمد العتيقيّ

.

لعلّه من ذريّة المذكور قبله أو أقاربه، وقد كان قريبا من زماننا، وله شهرة بالخير والفضل والصّلاح، وقف كتبا نفائس منها على شيخنا المرحوم الشّيخ

-- وعبد الرّحمن.

وماتوا كلّهم وانقطع عقبهم».

أقول: لآل العتيقي بقيّة الآن في الكويت؛ لكن لا أعلم لأيّ منهم تنتسب، كما أنّني لا أدري هل لا يزال لهذه الأسرة اشتغال بالعلم واتباع لمذهب أحمد؟!

270 -

سيف بن محمّد العتيقيّ النّجديّ، (؟ -؟):

لعله ابن أخي سابقه، ويظهر من كلام المؤلّف- رحمه الله أن والده كان من أهل العلم، ولم يذكره المؤلّف كما أنّ المؤلّف- رحمه الله لم يترجم ليوشع المذكور ولا ترجم لسلفه في إفتاء الحنابلة محمّد بن يحيى بن ظهيرة المذكورة أيضا؟! فهما ممن يستدرك عليه مع علمه بهما؟! -

(1)

ضعف الناقل ابن فيروز والمنقول عنه: العتيقي فمعارضتهما للدعوة الإصلاحية:

ذهبت أدراج الرياح وقامت الدعوة الإصلاحية: سنية سلفية- على سوقها وهكذا يحق الله الحق، ويبطل الباطل. وانظر: التعليق على الترجمة رقم 33.

ص: 418

عبد الجبّار جملة منها «الفروع» بخطّه المنقّح وتصحيحه وتهميشه، وقد تفضّل بها عليّ شيخنا في حياته- كما هي عادته رحمه الله تعالى-. وقد سمعت الثّناء على المترجم من جملة مشايخي منهم شيخنا المذكور، ومنهم سلفي في إفتاء الحنابلة الشّيخ محمّد بن يحيى بن فائز بن ظهيرة القرشي المخزوميّ المتوفّى سنة 1271 وقد ناف على المائة، وهو رجل مبارك متعبّد قليل العلميّة، وكان تولّى الإفتاء في شبيبته بعد وفاة والده، فصار يكتب له الفتاوى الشّيخ يوشع الحنبلي من بيت سنبل، ثمّ شيخنا الشّيخ محمّد الهديبيّ، ثمّ الحقير، واستمرّ في وظيفته نحو ثمانين سنة، ولم أعلم صاحب منصب دينيّ ولا دنيويّ مكث هذه المدّة. وسمعت أنّ في سدير مدرسة من أوقاف سيف المذكور، أو الّذي قبله، ووقف فيها كتبا جمّة ونخلا تصرف غلّته للطّلبة، ولا أدري متى توفّي رحمه الله تعالى.

271 -

‌ سيف بن محمّد بن عزّاز

- بفتح المهملة والزّاي المشدّدة، وآخره زاي- النّجديّ.

- أخبار سيف في: «علماء نجد» : (1/ 326) عن المؤلّف. وخطّه يوقف كتاب «هداية الرّاغب» الموجود في مكتبة الشيخ عبد الله الدّحيان في الكويت مؤرّخ سنة 1236 هـ في ذي الحجة منه.

271 -

سيف ابن عزّاز الأشيقريّ النّجديّ التّميميّ، (؟ - 1129 هـ):

هو خال الشّيخ المجدّد الإمام محمّد بن عبد الوهّاب- رحمه الله وجدّ الشّيخ محمّد بن فيروز الأحسائي النّجدي لأمّه، كذا ذكر الشّيخ عبد الله البسام- حفظه الله- نقلا عن ورقة قديمة في مجموع لديه. ذكر فيها أن محمدا والد سيف هذا هو جدّ-

ص: 419

عالم، فاضل، شهير الذّكر، أخذ عن علماء نجد منهم الشّيخ عبد الوهّاب بن عبد الله، فمهر في الفقه، وأخذ عنه جماعة منهم الشّيخ

- الشّيخ محمّد بن عبد الوهّاب لأمّه. وعلم أنّ الشّيخ محمّد بن فيروز هو سبطه من خلال بيتي الإجازة المذكورين هنا وهما من نظم محمد بن فيروز (الحفيد).

ونقل ابن بسّام أيضا عن وثيقة لديه أنّ المترجم كان قاضيا في أشيقر.

وقال ابن بسّام أيضا: «وقد رأيت في بعض التّواريخ أنّ المترجم له حجّ عام 1090 هـ» وهذه الفائدة في (السّوابق) من «عنوان المجد» : (2/ 334)، قال:

«وفي سنة تسعين وألف حجّ سيف بن عزّاز وعبد الله بن دوّاس الخياري ومحمّد بن ربيعة

».

ويراجع: «تاريخ ابن ربيعة» : (70)، قال: «وفي سنة ألف وتسعين حججت أنا يا كاتبه، وسيف بن عزّاز، وعبد الله بن دوّاس

».

وذكر في «عنوان المجد» : (2/ 360) أنّ الشّيخ سيفا المذكور أخذ العلم عن عبد الوهاب بن عبد الله قال: وأخذ عنه عدّة منهم الشّيخ العالم سيف بن عزّاز».

ويراجع: «تاريخ بعض الحوادث» : (67، 90).

وآل عزّاز ينتهي نسبهم إلى الوهبة من بني تميم، ومنازلهم ثادق وأشيقر فمن أهل ثادق الشيخ عبد الرحمن بن عزّاز. قال ابن بشر في «عنوان المجد»: إمام أهل ثادق، أرسله الإمام فيصل بن تركي مع القائد سعد بن مطلق المطيري في جيشه إلى ناحية عمان، قال: وهو قاضي الغزو وإمامهم فقتل أثناء معركة العانكة سنة 1264 هـ.

«عنوان المجد» : (2/ 249).

وذكره ابن بشر ثانية: (2/ 290) في ترجمة الشّيخ محمد بن مقرن بن سند الودعاني الدّوسري (ت 1267 هـ) وذكره في تلاميذه، ولا أدري ما صلته بسيف المذكور.

ص: 420

محمّد بن فيروز، جدّ الشّيخ محمّد المشهور. قال في إجازته لكمال الدّين الغزّيّ:

وعن أبيه والدي قد أخذا

ومن لكلّ باطل قد نبذا

أبي عبيد وهّاب الجزيل خاله

فالجدّ عمّن جدّ في إجلاله

سيف بن عزّاز التّقيّ الزّاهد

وذاك جدّ أب أمّ والدي

ص: 421

«حرف الشّين»

272 -

‌ شادي الهنديّ، عتيق السّراج

عبد اللّطيف الفاسيّ قاضي الحنابلة بمكّة.

[شرّفها الله].

قال في «الضّوء» : فيه فضل وعلم ودين.

مات في ذي القعدة سنة 881.

273 -

‌ شعبان بن عليّ بن جميل البعليّ

، القطّان والده، العطّار هو، الصّالحيّ.

قاله في «الضّوء» ، وقال: سمع في سنة 781 من عبد الرّحمن بن

272 - شادي الهنديّ، (؟ - 881 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 83).

وينظر: «الضّوء اللّامع» : (3/ 290).

والسّراج عبد اللّطيف ذكره المؤلّف في موضعه.

ويراجع أيضا «إتحاف الورى» : (4/ 611).

* وهنا يذكر: شرف بن بشتكا، ذكره المؤلّف في ظهر الكتاب «ورقة العنوان» وقال:

«شرف بن بشتكا أحد أعيان الحنابلة ببغداد والمتوفى في حدود سنة 780 هـ من مشايخ أحمد بن نصر الله. ذكره في «الضّوء» في ترجمته فليحرر اسمه وليلحق».

273 -

شعبان العطّار، (781 - قبل 841 هـ):

أخباره في «الضّوء اللّامع» : (3/ 300).

ص: 422

الرّغبوب ومحمّد بن عثمان الجرديّ، ومحمّد بن اليونانيّة، ومحمّد بن عليّ ابن يحيى بن حمود، والصّدر محمّد بن محمّد بن يزيد «المائة المنتقاة من البخاري» لابن تيميّة، / قالوا:(أنا) الحجّار به، وحدّث، سمع منه ابن موسى والآبي قبل العشرين.

274 -

‌ شعبان بن محمّد بن جميل

- بالفتح- بن محمّد بن محاسن بن عبد المحسن بن عليّ البعليّ، الصّالحيّ.

قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن جميل» ، وأظنّه ابن عمّ الّذي قبله، ولد في ربيع الأوّل سنة 772، وسمع على النّجم أحمد بن إسماعيل بن الكشك «السّيرة النّبويّة» لابن هشام. قال:(أنا) بها عبد القادر المكّوك.

وحدّث، سمع منه الفضلاء.

مات سنة 841، أرّخه ابن اللّبوديّ.

275 -

‌ شعبان الصّورتانيّ، زين الدّين، وأحد عدول دمشق

.

274 - شعبان بن جميل، (772 - 841 هـ):

أخباره في «الجوهر المنضّد» : (45)، و «التّسهيل»:(2/ 50).

وينظر: «معجم ابن فهد» : (117)، و «الضّوء اللّامع»:(3/ 301)، و «عنوان الزّمان»:(127).

275 -

شعبان الصّورتانيّ، (؟ - 904 هـ):

أخباره في «النّعت الأكمل» : (64)، و «التّسهيل»:(2/ 115).

وينظر: «متعة الأذهان» : (42)، و «الكواكب السّائرة»:(1/ 214)، و «شذرات الذّهب»:(8/ 22).

ص: 423

سكن الصّالحيّة وولي قضاء صفد، وأخذ عن النّظام بن مفلح، وابن زيد وأكثر عن أبي البقاء بن عمر، وكان لا بأس به.

توفّي في شوّال سنة 904. قاله في «الشّذرات».

276 -

‌ شمس الدّين بن رمضان. [المرتّب]

.

ذكره ابن رجب في ترجمة صفيّ الدّين عبد المؤمن، وقال: الفقيه، الأصوليّ، أعاد عند المذكور بالبشيريّة، واختصر المذهب من «المغني» ، وتطاول زمن الزّريرانيّ لتدريس المستنصريّة، واشتغل عليه جماعة في الأصول، وله شعر أكثره هجو حتّى قاله في نفسه:

تلامذة المرتّب كلّ فدم

بعيد الذّهن لا فضل لديه

لقد صدق الّذي قد قال قدما

شبيه الشّيء منجذب إليه

مولده 666.- انتهى-.

أقول: ينظر، فلعلّه: محمّد بن رمضان الآتي عن «الدّرر» وأرّخ مولده كما هنا، وقيل: سنة 67، ووفاته سنة 758.

276 - شمس الدّين بن رمضان، (666 - ؟):

أخباره في «الذّيل على طبقات الحنابلة» : (2/ 431).

ولم أجده في «الدّرر الكامنة» في «محمد بن رمضان» .

لعلّه محمد بن أحمد بن رمضان. وقد أعاده المؤلّف في «محمد بن رمضان» نتحدث عنه هناك إن شاء الله.

ص: 424

«حرف الصّاد»

277 -

‌ صالح بن حسن بن أحمد بن عليّ البهوتيّ

الأزهريّ، العلّامة، الفقيه، الفرضيّ.

277 - صالح بن حسن البهوتيّ، (؟ - 1121 هـ):

الإمام الفرضيّ صاحب ألفيّة الفرائض «عمدة الفارض» .

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 167)، و «تاريخ الجبرتي»:(1/ 69)، و «هدية العارفين»:(1/ 424)، وعنهما في «الأعلام»:(3/ 190)، و «معجم المؤلفين»:

و «عمدة الفارض» لها نسخ كثيرة منها نسخة في قسم المخطوطات في جامعة الإمام محمد بن سعود، ونسخة جيدة في الأزهريّة وهي منظومة، هي التي شرحها الإمام المحقق إبراهيم بن سيف المجمعيّ النّجديّ المدنيّ (ت 1189 هـ) وسمّاه «العذب الفائض» منه نسخة خطّية في جامعة الإمام أيضا، وهو مطبوع مشهور. تراجع ترجمته السّالفة.

ورأيت للبهوتيّ المذكور صالح بن حسن «وسيلة الرّاغب لعمدة الطّالب لنيل المآرب» مكتوب سنة 1113 هـ ولا أدري لعلّها بخطّه في دار الكتب المصريّة بالقاهرة (37 فقه حنبلي) صورتها سنة 1404 هـ وهي مودعة بمكتبة مركز البحث العلمي بجامعة أمّ القرى.

وللشّيخ صالح المذكور شرح على «دليل الطّالب» رأيته في دار الكتب المصريّة رقم (62 - فقه حنبلي) كتبت سنة 1243 هـ النصف الأول منه.-

ص: 425

ولد في القاهرة، ونشأ بها، وقرأ واشتغل، ومهر في الفقه، ولا سيّما الفرائض؛ فإنّه اشتهر بإتقانها، ونظم فيها «ألفيّته» المشهورة الجامعة لمذاهب الأئمّة الأربعة الّتي شرحها العلّامة فرضيّ زمانه الشّيخ إبراهيم بن عبد الله الوائليّ

(1)

الماضي، ب «العذب الفائض» في مجلّد حافل، وهو مشهور، ورأيت في القاهرة «نظم عمدة الفقه» الّتي صنّفها خاتمة المحقّقين، محرّر المذهب، الشّيخ منصور البهوتيّ، منسوبا للشّيخ صالح هذا وقال فيه:

* لعمّنا منصور بن يونسا

(2)

*

- ونظمه المطوّل الذي ذكره الشّيخ رأيته في القاهرة أيضا في الفهارس ولم أتمكن من الاطلاع عليه، وهو نظم للكافي لابن قدامة (وليصحح ذلك؟) وله في الظّاهرية (6028): التّلخيص الشافي لمتن الكافي في العروض والقوافي وهي منظومة لخّص فيها «الكافي في علم العروض والقوافي» للخطيب التّبريزي (ت 505 هـ) أولها:

يقول من نظم ذا العقد السّني

الحنبليّ صالح بن حسن

وبعد ذا تلخيص متن الكافي

في علمي العروض والقوافي

-

(1)

هكذا في الأصل وهكذا نسبه المؤلّف في ترجمته كما سبق، والصّواب أنّه شمّريّ لا وائليّ والله أعلم.

(2)

هذا بيت من الرّجز. ويونس المذكور هنا حقّه أن يكون مجرورا وإنما فتح؛ لأنّه اسم لا ينصرف، وبعد ذلك ألحق الألف إمّا للإطلاق، وإمّا لأنّه أشبع الحركة وهي الفتحة فتولد عنها ألفا لاستقامة الوزن مع صدر الأول إن كان عجزا أو مع عجزه إن كان صدرا

وهي على كلّ حال ارتكاب ضرورة لا يلجأ إليها- في الغالب- إلا في حالة ضعف، وهذا يؤكد قول المؤلّف:«لم يكن نظمه على قدر علمه» . وبهوت المنسوب إليها بالغربيّة بمصر معروفة.

ص: 426

فلعلّه من أقاربه وهو نظم مطوّل نحو ثلاثة آلاف بيت إلّا أنّه ركيك فلم يكن نظمه على قدر علمه.

قال الشّيخ عبد الرّحمن الجبرتيّ في «تاريخ مصر» : أخذ عن أشياخ وقته، وكان عمدة مذهبه في المعقول والمنقول والحديث، وله عدّة تصانيف وحواش وتعليقات وتقييدات مفيدة متداولة بأيدي الطّلبة، أخذ عن الشّيخ منصور البهوتيّ وعن الشّيخ محمّد الخلوتي، ولازمه، وأخذ الحديث عن الشّيخ عامر الشّبراوي، وأخذ الفرائض عن الشّيخ سلطان المزاحي، ومحمّد

- * يستدرك على المؤلف- رحمه الله:

- الشيخ صالح بن حمد بن نصر الله بن فوزان بن نصر الله، من آل مشاعيب ثمّ من آل جرّاح، من ذريّة زهري بن جراح، من سبيع من عنيزة، العنيزيّ الأصل، انتقل جده فوزان بن نصر الله إلى سدير، ومولد الشيخ في حوطة سدير وبها وفاته سنة 1248 هـ. وفي جمهرة الأسر المتحضرة: سنة 1249 هـ.

ذكره الشيخ عبد الله البسّام في «علماء نجد» : (2/ 378)، وقال: «وكان من أكبر مشايخه الشيخ العلّامة عبد الله بن عبد الرحمن أبابطين. ونقل عن الشيخ ابن عيسى قوله: كان عالما فقيها. ولي قضاء القطيف للإمام تركي بن عبد الله- رحمه الله.

وجدّه الأعلى فوزان بن نصر الله ذكره المؤلّف في موضعه.

- وأخوه محمد بن حمد بن نصر الله بن فوزان هو ناسخ كتاب «منهج المعارج لأخبار الخوارج» سنة 1269 هـ وهو من تأليف شيخه عثمان بن عبد العزيز بن منصور العمروي التميمي.

ورفع نسبه فقال: «كتبه بقلمه راجي عفو ربه وكرمه الفقير إلى الله محمد بن حمد بن نصر الله بن فوزان بن نصر الله بن محمد بن عبد الله بن عيسى بن حمد بن عيسى بن صقر بن مشعاب غفر الله له ولوالديه

».

ص: 427

الدّلجومني، وهو من مشايخ الشّيخ عبد الله الشّبراويّ، وله «ألفيّة في الفقه» ، و «ألفيّة في الفرائض» ، ونظم «الكافي» .

توفّي يوم الجمعة ثامن عشرى ربيع الأوّل سنة 1121.

278 -

‌ صالح بن سليم بن منصور بن سليم الحسبانيّ

، ثمّ الصّالحيّ، أبو التقا.

قال في «الدّرر» : ولد بعد السّبعمائة، وسمع من ابن الشّحنة «صحيح البخاريّ» وحدّث، سمع منه أبو حامد بن ظهيرة.

278 - صالح الحسبانيّ، (بعد 700 - 780 هـ):

لم يذكره ابن مفلح، ولا العليميّ.

أخباره في «الدّرر الكامنة» : (2/ 299)، و «إرشاد الطّالبين»:(386)، و «ذيل التقييد»:(189). ولعلّه حفيد منصور بن سليم، محتسب الاسكندرية المتوفى سنة 677 هـ، ومنصور هذا شافعيّ المذهب. يراجع:«طبقات الشافعية» : (8/ 37).

ولم يذكر صالح بن سليم فيها، ونصّ الحافظ ابن حجر على أنه حنبليّ.

وبعد كتابة هذه الأحرف وفّق الله تعالى بالعثور على ترجمته في «ذيل التّقييد» لتقيّ الدّين الفاسيّ المكّيّ (ت 833 هـ) ورقة (189) وفيه: «صالح بن سليمان بن منصور ابن سليمان الحسبانيّ الأصل، الصّالحيّ، الحنبليّ، أبو التّقاء، سمع على الحجّار من أول «صحيح البخاري» إلى أبواب الوتر، وحدّث. ومات في عشر الثّمانين أو التّسعين وسبعمائة». فأصبح ظنّي في محلّه ولله الحمد. ثم عثرت على أخباره بعد ذلك في «إرشاد الطّالبين

» وهو معجم شيوخ جمال الدّين ابن ظهيرة، وهو مصدر الحافظ ابن حجر.

قال ابن ظهيرة: «الحسباني الأصل الصّالحيّ الحنبليّ، أبو التّقاء، ولد في حدود سنة سبعمائة ظنّا، وسمع بالصّالحيّة من أحمد بن الشّحنة من أول «صحيح البخاري» -

ص: 428

279 -

‌ صالح بن سيف بن أحمد العتيقيّ

.

قال أبو أحمد الشّيخ محمّد بن فيروز- فيما كتب إلى الكمال الغزّيّ-:

بعثه معي والده حين مررت بهم قافلا من الحجّ، فكان معدودا كأحد أولادي، واشتغل في العلوم حتّى بلغ مرامه، وكان له نصيب وافر من العلوم، فقه، وفرائض وعربيّة، وغير ذلك من دقائق العلوم، وله شعر حسن، وهو متولي

- إلى أبواب الوتر، وحدّث، سمعت منه بسفح قاسيون».

ولم أجد هذه النّسبة (الحسبانيّ) إلا في التّوضيح لابن ناصر الدّين الدّمشقي (مخطوط) قال: «بضم المهملة، وسكون السّين، المهملة أيضا، وفتح الموحدة:

نسبة إلى (حسبان) من أعمال دمشق خرج منها جماعة من العلماء والرّواة متأخّرون».

أقول: من أشهر المنسوبين إليها شهاب الدّين أحمد بن حجّي (ت 816 هـ) مؤرّخ الشّام الذي ذيّل على تاريخ الإسلام للحافظ الذّهبي وهو شيخ ابن قاضي شهبة المؤرّخ المشهور الذي أحيل إليه في بعض الهوامش.

279 -

العتيقيّ النّجديّ الأحسائيّ، (1163 - 1223 هـ):

ذكره الشّيخ عبد الله البسّام في «علماء نجد» : (2/ 352).

وأورد أخباره مفصّلة جزاه الله خيرا.

وينظر: «التّسهيل» : (2/ 199).

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- صالح السّيوطيّ الدّمشقيّ الحنبليّ (ت 1247 هـ).

يراجع: «حلية البشر» : (2/ 217).

- وصالح بن عبد الله بن محمّد (أبا الخيل) العنيزيّ، (ت 1184 هـ).

يراجع: «علماء نجد» : (2/ 362).

ص: 429

قراءة الحديث في مدرستي، والمدرس في المدرسة الأخرى، مولده سنة 1163.- انتهى-.

قلت: ولا أدري متى توفّي رحمه الله تعالى، وإنّما رثى شيخه المتوفّى سنة 1216.

280 -

‌ صالح بن محمّد بن عبد الله الصّائغ النّجديّ

.

280 - صالح الصّائغ العنيزيّ، (؟ - 1184 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 180).

وينظر: «علماء نجد» : (2/ 34)، ونقل عن «عنوان المجد»:(1/ 115).

والمذكور في «عنوان المجد» هو صالح بن عبد الله أبا الخيل، ولا أدري كيف لم يتنبّه له شيخنا عبد الله البسّام مع أنّه نقل في ترجمة صالح بن عبد الله أبا الخيل كلام ابن بشر إلّا أنه نقله عن «نزهة المشتاق» للشيخ عبد الله بن محمّد البسّام، ويظهر أن ابن بسّام المتقدم لم يعزه إلى ابن بشر فيبقى لدينا سؤال؛ إذا كانت هذه السّنة هي سنة وفاة الصّائغ كما نصّ على ذلك صاحب السّحب، فنحتاج إلى تحقيق سنة وفاة (أبا الخيل)، ولا يصحّ أن نقول: إنّهما متعاصران أخذا معا عن الشّيوخ المذكورين؛ لأنّ كلّ واحد منهما كان قاضيا في عنيزة، فيلزم من ذلك اختلاف الزّمن. فمن المعلوم أنه لا يتولى قاضيان في بلد واحد، في وقت واحد، في ذلك الزّمان، في بلدة كعنيزة، واعتمد الشيخ عبد الله البسّام في ترجمة (أبا الخيل) على هذا الخبر دون زيادة تحدد زمنه وشيوخه وفترة توليه القضاء، إلا أنّه قال: «وتوفي المترجم له في مدينة عنيزة وهو قاضيها

».

وفي ترجمة الصّائغ قال: «العالم القاضي في ناحية القصيم صالح بن عبد الله، وكان له معرفة

».

وإذا ثبت أن المعنيّ بكلام ابن بشر هو (أبا الخيل) فهل الصّائغ كان قاضيا، وهل-

ص: 430

ولد في عنيزة، ونشأ بها وقرأ على علّامتها الشّيخ عبد الله بن أحمد بن عضيب، ومهر في الفقه وأفتى ودرّس وأجاب عن مسائل عديدة بأجوبةسديدة، ورأيت له جوابا على قصيدة العلّامة السّيّد محمّد بن إسماعيل الأمير الصّنعانيّ

(1)

في مدح محمّد بن عبد الوهّاب ردّ عليه فيها أوّله:

سلام من الرّحمن أحلى من الشّهد

وأطيب عرفا من شذى المسك والورد

- توفي في هذه السنة؟!

أقول: كلام ابن حميد- رحمه الله هنا لا يدل دلالة يقينية على توليه القضاء، ويدلّ دلالة يقينية على سنة وفاته 1184 هـ والله تعالى أعلم.

وقد وقع ابن عثيمين في «التّسهيل» في الخطإ نفسه، فقد نقل عن تاريخ ابن بشر أخبار (أبا الخيل) ونسبها إلى المترجم كما فعل الشيخ ابن بسّام، ولعلّه عنه نقل، وبه اقتدى.-

(1)

هو الأمير محمّد بن إسماعيل الصّنعاني (ت 1182 هـ) صاحب «سبل السّلام» .

يراجع «البدر الطالع» : (2/ 132)، وقصيدته أوّلها:

سلام على نجد ومن حلّ في نجد

وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي

وقد صدرت من سفح صنعا سقا الحيا

رباها وحيّاها بقهقهة الرّعد

وفيها:

قفي فاسألي عن عالم حلّ سوحها

به يهتدي من ضلّ عن منهج الرّشد

محمّد الهادي لسنّة أحمد

فيا حبّذا الهادي ويا حبّذا المهدي

وهي طويلة.

ص: 431

إلى معشر الإخوان أهل محبّتي

وأهل ودادي نعم ذلك من ودّ

إلى آخرها، وأخبرني من رآه أنّه أدركه مكفوف البصر، قال: فلا أدري هل هو من صغره، أم عرض له في كبره، توفّي في بلده عنيزة أمّ قرى القصيم، بل جميع نجد سنة 1184، وهي بلد جامع هذا التّراجم. ونقلت من خطّ بعض أصحابنا أنّه كان قاضيا فيها.

- والشّيخ صالح ممّن اشتهر بمعاداة الدّعوة السّلفيّة التي قام بها الإمام المجدّد محمّد ابن عبد الوهاب- رحمه الله وكان من بين العلماء الّذين كاتبهم الإمام فهو المعنى ب «صالح بن عبد الله» في رسالة الشّيخ الإمام- رحمه الله في «تاريخ ابن غنام» : (2/ 51) هذا ما يظهر لي والله أعلم.

وأمّا تسمية المؤلّف له ب «صالح بن محمد بن عبد الله .. » فإن محمد ملحقة بين صالح وعبد الله بخطّ رفيع بخط المؤلّف، ولا أدري هل إلحاقها من تصحيح المؤلف أو توهم ذلك فألحقها. وكان المؤلّف قد ذكره في ترجمة الشيخ إبراهيم بن عبد الله ابن إبراهيم بن سيف النّجدي ثم المدني فإنه لما ذكر ترجمة والده عبد الله بن إبراهيم وأنّه من أهل العلم قال المؤلف: «وأخذ عن جمع منهم الشيخ صالح بن عبد الله بن محمد الصّائغ. وفي ترجمة الشيخ عبد الله بن أحمد بن عضيب قال المؤلف:

«واشتغل عليه خلق كثير منهم الشيخ صالح بن عبد الله الصّائغ» والله تعالى أعلم.

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- صالح بن عثمان آل عوف العنيزيّ من تلاميذ الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين- رحمه الله تعالى-. يراجع: «علماء نجد» : (2/ 366).

ص: 432

281 -

‌ صلاح الدّين بن مصطفى الجعفريّ النّابلسيّ المعروف ب «ابن الحنبليّ»

.

قال في «سلك الدّرر» : كان من أكابر بلده وأعيانها المشار إليهم، والمنوّه بهم، مع فضيلة في فقه مذهبه وغيره.

توفّي في صفر سنة 1101.

281 - ابن الحنبليّ النّابلسيّ، (؟ - 1101 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 165).

وينظر: «سلك الدّرر» : (2/ 217).

ص: 433

«حرف الضّاد»

خال.

ص: 434

«حرف الطّاء»

282 -

‌ طه بن أحمد اللّبديّ

.

282 - طه اللّبديّ، (؟ -؟):

لعلّه هو المذكور في «النّعت الأكمل» : (292).

قال: «ذكره الجدّ شيخ الإسلام الشّمس محمّد بن عبد الرّحمن الغزّي العامريّ من جملة تلامذته في «تذكرته الأدبيّة» فقال: حضر عندي بالجامع المعمور فقرأ عليّ «الأربعين النّووية» مع مطالعة شرحها للمحقق ابن حجر الهيثمي، قرأ على غيري في النّحو، وفي فقه مذهبه، ثم استجازني فأجزته وكتبت إليه نظما صورته:

حمدا لربّي المنعم المتفضّل

الواسع البرّ الكريم المجزل

سبحانه ربّ رءوف واهب

وعليه في كلّ الأمور توكّلي

شرع الشّرائع للورى وهداهم

للدّين حتّى انزاح كلّ مظلّل

ثمّ الصّلاة مع السّلام مؤبّدا

طول الزّمان على النّبيّ المرسل

وأقول أمّا بعد فالعلم الّذي

هو أفضل الطّاعات للمتبتّل

أعني به الشّرعيّ مع آلاته

عذبت موارده بطيب المنهل

فلذاك قد رغبت أولو التّوفيق في

إحرازه بعزائم لم تحلل

منهم همام لوذعيّ فاضل

نجل الكرام الشّيخ طه الحنبلي

قد كان جاء إلى دمشق مهاجرا

في روضها يجني العلوم ويجتلي

ص: 435

نسبة إلى كفر لبد، من قرى نابلس، الشّيخ الفاضل، الفقيه، النّبيه، أخذ عن خلق، وأخذ عنه جمع أجلّهم العلّامة الشّيخ محمّد السّفّارينيّ وذكره في ثبته، وتوفّي سنة ( .... ).

-

وأقام فيها برهة يقرأ بها

غرر الفنون بهمّة وتطوّل

بالجامع الأموي لدى علمائها

لا زال معمورا بذكر يعتلي

وقرا عليّ الأربعين دراية

للعلم للحبر النّواوي الأكمل

وأراد منّي أن أجيز له الّذي

أرويه في العلم الشّريف الأفضل

فنعم أجزت له رواية كلّ ما

أرويه عن غرّ كرام كمّل

.... إلى آخرها.

ولعله جدّ الشيخ محمود بن ياسين بن طه اللّبديّ الحنبليّ.

- والشّيخ عبد الغني بن ياسين اللّبديّ الحنبليّ صاحب الحاشية على «نيل المآرب» نقلتهما من مذاكراتي الخاصة والله تعالى أعلم.

ولم أهتد إليه في ثبت السّفّارينيّ الذي تحت يدي الآن، ويخيّل إليّ أنّه ثبت صغير غير المقصود هنا والله تعالى أعلم.

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- طلحة بن حسن بن بسّام النّجديّ (ت 970 هـ).

يراجع: «علماء نجد» : (2/ 381).

- وطلحة بن محمّد البعليّ الحنبليّ.

يراجع: «الجوهر المنضد» : (46).

ص: 436

«حرف العين»

283 -

‌ عبد الأحد بن محمّد بن عبد الأحد

بن عبد الأحد بن عبد الرّحمن بن عبد الخالق، الزّين أبو المحاسن، الحرّانيّ الأصل، الحلبيّ، والد محمّد الآتي.

قال في «الضّوء» : ولد سنة 717. قال ابن خطيب النّاصريّة/: وقرأ القراءات على جدّي الأعلى لأمّي، وعمّ جدّتي لأبي الفخر عثمان بن خطيب صرّي

(1)

وغيره، وكان يعرف طرفا منها، ومن فقه الحنابلة، وناب في

283 - عبد الأحد الحرّانيّ: (717 - 803 هـ):

لم يذكره ابن مفلح، ولا العليمي، ولا ابن عبد الهادي.

أخباره في «إنباء الغمر» : (2/ 167)، و «الضّوء اللامع»:(4/ 75).

وقد أورده الحافظ ابن حجر في «الإنباء» مرتين: عبد الله وعبد الأحد، وأشار السّخاوي في «الضّوء» إلى ذلك، يراجع:«الضّوء» : (5/ 51). قال: «وذكره شيخنا في «إنبائه» في «عبد الأحد» وكذا في «عبد الله» وثانيهما غلط».

(1)

كذا في الأصل، وضبطت بضم الصّاد، وصوابها:«جبرين» كما في «الإنباء» ، و «الضّوء اللامع» وهما مصدرا المؤلّف، وفي «معجم البلدان»:(2/ 101): «من قرى حلب» .

ص: 437

الحكم بحلب، وكان شيخا، ديّنا، ظريفا، حسن المحاضرة، قرأ عليه البرهان الحلبيّ ختمتين لأبي عمرو، واجتمع بابن خطيب النّاصريّة غير مرّة.

مات في كائنة حلب بعد أن عاقبه التّتار في ربيع الأوّل سنة 803، وقد عمّر، ذكره شيخنا في «إنبائه» وقال غيره: إنّه كان من مشايخ حلب المشهورين، صنّف «كافية القاري في فنون المقاري» في القراءات، وإنّه كان حفظ «المختار» فرأى النّبيّ صلى الله عليه وسلم؛ فقال: يا رسول الله على أيّ مذهب أشتغل؟

فقال: خذ على مذهب أحمد

(1)

، وأشار لذلك ولده الآتي في أرجوزته الّتي نظم فيها «العمدة» لابن قدامة فقال:

لما رأى والدي إذ نشا

في البعض من كرّاته الّتي رأى

فيها رسول الله وهو يسأل

منه بأيّ مذهب يشتغل

قال اشتغل بمذهب ابن حنبل

أحمد فاخترناه عن أمر جلي

ولا أرى تأويل هذي القصّه

إلّا لحكمة بنا مختصّه

فيه أرادها لنا النّبيّ

منه وإلّا كلّهم مهديّ

جزاهم الله جزيل الرّحمه

عنّا وكلّ علماء الأمّه

(1)

تكثر الدعوى بمثل هذه الرؤيا في تراجم عدد من أتباع الأئمة الأربعة بل في المذاهب العقدية المخالفة مثل: التمشعر، والاعتزال.

والمقوّل على ما دلّ عليه الكتاب والسنة. والله- تعالى- أعلم بحقيقة الحال.

ص: 438

284 -

‌ عبد الباقي بن عبد الباقي بن عبد القادر

بن عبد الباقي بن إبراهيم بن عمر ابن محمّد البعليّ، الأزهريّ، الدّمشقيّ، المقرئ، الأثريّ، المشهور ب «البدر» ثم ب «ابن فقيه فصّة» - وهي بفاء مكسورة، ومهملة-: قرية ببعلبكّ من جهة دمشق نحو فرسخ. وكان أحد أجداده يتوجّه ويخطب فيها، ولذلك اشتهر بها، وأجداده كلّهم حنابلة.

قاله المحبّي، وقال: ولد ببعلبكّ سنة 1005

(1)

، وقرأ أولا على والده القرآن العظيم، ثمّ ارتحل إلى دمشق فأخذ بها الفقه عن القاضي محمود بن عبد الحميد، خليفة الحكم العزيز بدمشق، حفيد الشّيخ موسى الحجّاويّ، وعن الشّيخ المحدّث أحمد بن أبي الوفاء المفلحيّ المقدّم ذكره، وأخذ طريق الصّوفيّة عن ابن عمّه الشّيخ نور الدّين البعليّ، خليفة الشّيخ محمّد العلميّ

284 - ابن فقيه فصّة، (1005 - 1071 هـ):

أخباره في «النّعت الأكمل» : (223)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(109)، و «التّسهيل»:(2/ 155). وينظر: «الورود الأنسي» : (52)، و «خلاصة الأثر»:(2/ 283)، و «فهرس الفهارس»:(1/ 450)، و «هديّة العارفين»:(1/ 497).

وهو في «الخلاصة» : «عبد الباقي بن عبد القادر بن عبد الباقي» .

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد البرّ بن عمر بن مفلح (ت 970 هـ).

يراجع: «الشّذرات» : (8/ 358)، و «النّعت الأكمل»:(132).

(1)

لم يذكر المحبيّ سنة مولده في أول الترجمة كما نقل عنه المؤلّف؛ لأنه ذكرها آخر الترجمة، وقد تابعه عليها المؤلّف على ذلك أيضا. لذا ذكرها في الأول هنا تكرير، ونسبه إلى المحبيّ وهو لم يقله. فتنبه.

ص: 439

المقدسيّ، ولقّنه الذّكر، وأجازه الشّيخ العلميّ في القدس بالبداءة في الأوراد والأذكار، ورحل إلى مصر سنة 29، وأخذ الفقه عن الشّيخ منصور البهوتيّ، والشّيخ مرعي، والشّيخ عبد القادر الدّنوشريّ، والشّيخ يوسف الفتوحيّ، سبط ابن النّجّار، وأخذ القراءة عن الشّيخ عبد الرّحمن اليمنيّ، والحديث عن البرهان اللّقّاني، وأبي العبّاس المقرئ، والفرائض عن الشّيخ محمّد الشّموسي

(1)

، والشيخ زين العابدين بن أبي درّي المالكي، والشيخ عبد الجواد الجنبلاطيّ، والعروض عن الشّيخ محمّد الحمويّ، وحصّة من المنطق والعربيّة عن الشّيخ محمّد البابليّ، وحضر دروسه، ثمّ عاد إلى دمشق وقرأ على العلّامة عمر القارئ في النّحو، والمعاني والبيان، والأصول، وحجّ سنة 36، وأجازه علماء مكّة كالشّيخ محمّد علي بن علّان، والشّيخ عبد الرّحمن المرشديّ مفتي مكّة، وأخذ عن أهل المدينة كالشّيخ عبد الرّحمن الخياريّ، وكذلك عن علماء بيت المقدس، وأعلى سند له في الحديث مرويّات الحافظ ابن حجر في جميع كتب الحديث، عن الشّيخ حجازيّ الواعظ، عن ابن أركماس من أهل غيط العدّة بمصر، عن الحافظ ابن حجر، وحضر دروس الحديث/ بالجامع الأمويّ عند الشّيخ الميدانيّ، والنّجم الغزّيّ، ودروس التّفسير عند العماديّ المفتي، وتصدّر للإقراء بالجامع المذكور سنة 41، بكرة النّهار وبين العشاءين، فقرأ «الجامع الصّغير» في الحديث مرّتين و «تفسير الجلالين» مرّتين، و «صحيح البخاريّ» بتمامه و «مسلم» و «الشّفا» و «المواهب» و «التّرغيب والتّرهيب» و «التّذكرة» للقرطبيّ و «شرح البردة»

(1)

في «الخلاصة» : «الشمريسي» .

ص: 440

و «المنفرجة» و «الشّمائل» و «الإحياء» جميع ذلك نظر فيه، ولازم ذلك ملازمة كلّية بمحراب الحنابلة أوّلا، ثمّ بمحراب الشّافعيّة، ولم ينفصل عن ذلك شتاء ولا صيفا ولا ليلة عيد، حتّى إنّه لمّا زوّج ولديه حضر تلك اللّيلة. وكان فيه نفع عظيم. وأخذ عنه خلق كثير أجلّهم الأستاذ الكبير واحدالدّنيا في المعارف إبراهيم الكورانيّ، نزيل المدينة المنوّرة، والعالم السّيّد محمّد بن عبد [ربّ] الرّسول البرزنجيّ، ومنهم ولده العالم، العلم، الخيّر، الدّيّن، أبو المواهب، مفتي الحنابلة الآن، أبقى الله وجوده، ونفع به، وشيخنا المرحوم عبد الحيّ العكريّ الآتي ذكره وغيرهم، وله مؤلّفات، منها «شرح على البخاريّ» لم يكمله

(1)

، ودرّس بالمدرسة العادليّة الصّغرى

(2)

، وصار خطيبا بجامع منجك الّذي [يعرف] بمسجد الأقصاب خارج دمشق، وكان شيخ القرّاء بدمشق ونظم الشّعر، إلّا أنّ شعره شعر العلماء، ولقد رأيت من شعره الكثير فلم أر فيه ما يصلح للإيراد، وبالجملة ففي ذكر ما اشتمل عليه من العلوم والأوصاف الفائقة ما يغني عن الشّعر وأشباهه.

وكانت ولادته في ليلة السّبت ثامن شهر ربيع الأوّل سنة 1005.

وتوفيّ ليلة الثّلاثاء سابع عشر ذي الحجّة سنة 1071، ودفن بتربة الغرباء من مقبرة الفراديس.- انتهى-.

أقول: ومن تصانيفه «العين والأثر في عقائد أهل الأثر» ، والثّبت الجامع

(1)

يراجع: «إتحاف القاري» : (138).

(2)

داخل باب الفرج، شرقي القلعة، أنشأتها زهره خاتون بنت الملك العادل أبي بكر ابن أيّوب. يراجع «الدارس»:(1/ 368)، و «خطط دمشق»:(139).

ص: 441

المشتمل على الفوائد المسمّى

(1)

ب «رياض الجنّة في أسانيد الكتاب والسّنّة» و «رسالة في قراءة عاصم» وغير ذلك

(2)

ولم تكن تصانيفه على قدر علمه،

(1)

هذا هو أهم مؤلفات المترجم، قال الكتّانيّ في «فهرس الفهارس»:««روض أهل الجنة في آثار أهل السّنّة» الإمام محدّث الشّام ومسنده، تقيّ الدّين الشّيخ عبد الباقي

». وثبته هذا ألطف ما كتبه أهل الشّام في القرن الحادي عشر، وأجمع وأفيد، وهو في مجلّد وسط عندي منه نسخة عليها خطّ ولده الشّيخ أبي المواهب، وقد بنى الشّيخ ثبته هذا على إجازته للمنلا إبراهيم الكورانيّ المدنيّ وباسمه ألّفه سنة 1064 هـ

».

أقول: نسخة الكتّانيّ المذكورة في خزانة الرّباط رقم (1424) وللكتاب نسخ أخرى رأيت منها نسخة لاله لي بتركيا رقم (454) ونسخة عاشر أفندي في تركيا أيضا رقم (37/ 1). وفي جامعة الملك سعود نسخة مصوّرة لم أتبين من أين هي؟ ولعلها نسخة الرّباط.

واختصره ولده أبو المواهب، ورأيت نسخة من هذا المختصر في الظّاهرية، واختصره الشّيخ ياسين الفاداني المكّيّ، وهو من الشّيوخ المعاصرين. توفي- رحمه الله في آخر سنة 1410 هـ وطبع هذا المختصر في دار البصائر سنة 1405 هـ.

وإبراهيم الكورانيّ المذكور هنا هو إبراهيم بن حسن الكوراني الكردي المحدّث المدنيّ يجيد العربية والفارسية والتركية إلى جانب لغته الكردية، من مجتهدي الشافعية، رأيت له كتاب «إتحاف الخلف بتحقيق مذهب السّلف»

وغيره. وله في الحديث وروايته والرّحلة في طلبه درجة عالية (توفي 1101 هـ) في المدينة النبويّة، ودفن في البقيع. يراجع:«فهرس الفهارس» : و «البدر الطالع» : (1/ 11)، و «سلك الدّرر»:(1/ 5)، و «رحلة العياشي»:(1/ 320). وله في أسانيد المتأخرين وأثباتهم ومشيخاتهم ذكر حافل.

(2)

ومن مؤلّفاته: «عقد الفرائد

» و «اقتطاف الثّمر في موافقات عمر» .

ص: 442

ورأيت في إجازته الجامعة للشّيخ عبد الغنيّ النّابلسيّ ما نصّه: «ورأيت في بعض كتب الجدّ الشّيخ إبراهيم: ملكه الفقير إبراهيم بن تيميّة

(1)

ولم أر غير ذلك، ولم يعهد لنا جدّ إلّا وهو حنبليّ.- انتهى-.

وقد ذكر في «ثبته» المذكور أنّ من تصانيفه- وهو أحسنها وأجمعها- كتاب «فيض الرّزّاق وتهذيب الأخلاق» ، قال: حرّرته بعد مطالعتي لكتاب الإمام أحمد بن عليّ بن مسكويه، وهو مؤلّف نفيس، رصين التّأسيس، قال:

وألّفت في العلوم رسائل لا تضبط كثرة، ولله الحمد.

285 -

‌ عبد الجبّار بن عليّ البصريّ

، الشّيخ، الصّالح، العالم، العامل، والمرشد، الكامل، القانت، العابد، الورع، الزّاهد، النّاسك، الرّاكع، السّاجد، شيخ الطّريقة، وأستاذ الحقيقة

(2)

.

285 - عبد الجبّار البصريّ، (1205 - 1285 هـ):

أخباره في «تراجم المتأخرين» : (22)، و «التّسهيل»:(2/ 234).

وينظر: «إمارة الزّبير» : (3/ 56)، وكلهم نقل عن المؤلّف غالبا.

ونسبه مؤلّفا الكتاب المذكور إلى آل يحيى من البدارين من الدّواسر، من أسرة نجدية نزلت البصرة. ولم يذكره شيخنا ابن بسّام فكان مستدركا عليه.

قالا: ومن الشّيخ عبد الجبّار ينتسب (بيت الشّيخ) «سلالة كبيرة من البنين والحفدة ينتشرون اليوم في الزّبير والكويت والمملكة العربيّة السّعودية.

(1)

ولا أعتقد أنه أمين الدّين ابن تيميّة المذكور في موضعه من هذا الكتاب لبعد زمنه عن زمن المذكور.

(2)

تقدم التعليق على مثل ذلك في الترجمة رقم 5، 37.

ص: 443

ولد في جنوبيّ البصرة في حدود سنة 1205 ونشأ عامّيّا فقيرا، كان هو وأبوه يعملان في بستان للشّيخ العالم التّقيّ إبراهيم بن جديد السّابق، فصار المترجم يأتي للشّيخ ببعض ثمار البستان وقد بلغ أو كاد، فرغّبه الشّيخ إبراهيم في قراءة القرآن وطلب العلم، وأن يكون عنده ويقوم بكفايته، وأرسل إلى والده بذلك ففرح، وجلس المترجم عند الشّيخ المذكور في بلد سيّدنا الزّبير، وشرع يقرأ القرآن ففتح عليه في أسرع وقت حتّى ختم، وقرأه بالتّجويد، ثمّ شرع في طلب العلم، فقرأ على الشّيخ المذكور في الفقه، والفرائض، والعربيّة، مع حضور دروسه العامّة في التّفسير، والحديث والوعظ، وعكف على التّعلّم ليلا ونهارا، لم يشتغل بغيره، ولا يجتمع بأحد إلّا في حال الدّرس أو المطالعة، وكان شيخه ملتفتا إليه التفاتا تامّا، مراعيا له في جميع أموره/، حتّى كأنّه ولده لصلبه بلا فرق، فحصّل خيرا كثيرا، مع الاستقامة والاجتهاد في أنواع العبادة، وكرم النّفس وحسن الخلق، والإعراض عن الدّنيا، ولازم شيخه إلى أن قربت وفاته، فأجازه ودعا له، وأوصى له بشيء من ماله وكتبه، وأوصاه أنّه هو الّذي يغسّله، وأنّه بعد وفاته يرحل إلى الشّام لتكميل طلب العلم، فلمّا توفّي شيخه سنة 1232، ارتحل إلى الشّام، وسكن في المدرسة المراديّة سنين، مديما بالاشتغال بالعلم، متفرّغا له التّفرّغ التّامّ، وقرأ على مشايخ دمشق، وأجلّهم خاتمة المحقّقين الشّيخ مصطفى الرّحيبانيّ شارح «الغاية» وابنه الشّيخ سعدي، والشّيخ غنّام بن محمّد وغيرهم، مع الاستقامة التّامّة وحسن السّلوك، ودوام المراقبة والذّكر لله تعالى، والاقتصار عن النّاس إلّا لما لا بدّ منه، إلى أن أدرك في الفقه والفرائض وشارك في غيرهما، ثمّ استجاز

ص: 444

مشايخه واستمدّ دعاءهم، فأجازوه ودعوا له وأثنوا عليه، وكان رفقته في الطّلب يطنبون في مدحه بكلّ جميل، ويصفون كرم نفسه بما يجد، فرجع إلى بلده بلد سيّدنا الزّبير، فعكف عليه الطّلبة لقراءة الفقه، وصغارهم في النّحو والصّرف، وشاهدوا الفتوح والبركة من أنفاسه الطّيّبة الطّاهرة؛ لحرصه على التّعليم، وحسن قصده، وصبره على الطّلبة، وإرشادهم ورفدهم بما يقدر عليه، وتأديبهم بالآداب الشّرعيّة، وانتفاعهم بحاله قبل مقاله، ثمّ طلبه أهل البصرة ليكون خطيبا وواعظا في جامع عزيز آغا فانتقل إليها، ودرّس ووعظ، وسلّك المريدين، وصار مرشدا لبلده، فسلك على يده خلق كثير من أهلها وأحبّوه غاية المحبّة، واعتقدوه إلى الغاية

(1)

، وهو أهل لذلك، وصار الغرباء الواردون إلى البصرة على كثرتهم واختلاف أجناسهم يحطّون رحالهم لديه، ويتضيّفون عنده مدّة إقامتهم قلّت أو كثرت، ومن أراد السّفر منهم زوّده من ماله، وأرسله إلى التّجّار فجمعوا له شيئا، ووصّى عليه أهل المراكب، أو أمراء القوافل، وكان الأمراء والتّجّار يفرحون بأدنى إشارة منه، وأخبرني بعض أصحابي. قال: كنّا بالبصرة جماعة من العامّة ونتكسّب بالبيع والشّراء قليلا فإذا قرب المغرب ذهبنا إلى مسجد الشّيخ المذكور وصلّينا معه المغرب فتمدّ السّفرة ويأكل الحاضرون ونحن من جملتهم مضى لنا على ذلك أشهر، ولا نشتري عشاء، وغيرنا مثلنا.

قال: وكان يعظ العامّة ويحثّهم على صلاة النّافلة في كلّ وقت، ولكلامه وقع في القلوب، وكان حسن النّغمة بالقراءة، شجيّ الصّوت،

(1)

هذا من مخاريق الصوفية، ومضى التعليق على ذلك في الترجمة رقم 5، 37.

ص: 445

يقصده أهل البصرة من أقاصيها للصّلاة خلفه، واستماع قراءته، ولم يزل على ذلك مدّة مديدة، إلى أن أراد أهل الدّولة إدخال أوقاف المسجد الّتيتحت يده في بيت المال ويرتّب له راتب من بيت المال فأبى من ذلك تورّعا وفارق البصرة/ سنة 1260، وقدم مكّة في رجب تلك السّنة، وأقام بها يدرّس في الفقه والفرائض إلى أن حجّ، ثمّ توجّه إلى المدينة المنوّرة فأقام بها مدّة، ثمّ رجع إلى البصرة لبيع عقاره فباعه ورجع، فحجّ، ثمّ أقام بالمدينة يحجّ في أكثر السّنين، مواظبا على التّدريس، ونفع الطّلبة وتسليك المريدين

(1)

، وصار له في المدينة اعتقاد عظيم، وكان لا يذهب إلى الحكّام حتّى إنّي كنت أقرأ عليه سنة 1263 في المدينة المنوّرة فجئت يوما إلى شيخ الحرم النّبويّ الوزير داود باشا

(2)

والي بغداد سابقا، وكان يشتهي الاجتماع بالشّيخ والشّيخ يأبى ذلك، فسألني عنه فأخبرته فظهر لي منه محبّة اجتماعه به، فأتيت إلى الشّيخ وأخبرته وحسّنت له أن نذهب إلى الباشا المذكور؛ لأنّه من أهل العلم والفضل، محبّا

(1)

انظر أول تعليق في الترجمة رقم 5.

(2)

داود باشا، هو والي بغداد، وهو أحد أركان الدّولة العثمانية ووزرائها الكبار، له مهابة عظيمة وصولة وشجاعة، ومعرفة بالعلوم العقلية والنّقلية، وفي مناقبه ألّف عثمان مسند النجدي البصري الأديب المالكي (توفي 1250 هـ)«مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود» .

أرسله السّلطان عبد الحميد سنة (1260) شيخا للحرم النّبويّ فظلّ بالمدينة مشتغلا بالعلم والتّدريس حتى مات ودفن بالبقيع رحمه الله وعفا عنه، ومقابلة الشّيخ له كانت في هذه الأثناء كما ترى.

يراجع: «الأعلام» : (2/ 231)، و «حلية الشر»:(1/ 597).

ص: 446

للعلماء، وعسى أن نستخرج منه كتابا إلى والي البصرة بتخفيف المظلمة عن بستانكم

(1)

ومراعاة من يلوذ بكم، فأبى أشدّ الإباء، وقال: نحن صابرون على ظلمهم، ولا نعدم فيه أجرا، ولا أصل إلى أحد منهم، بل توجّهي إلى الله سبحانه، وكان- رحمه الله عزوفا عن الدّنيا وأهلها، لا يرى شيئا من أمورها، ولا يتطلّع إليها، ولا يقبل من الحكّام عطيّة ولا مرتّبا، ولا يحبّ أن يذكره أحد عندهم، ولا عند التّجّار، ولقد كنت أقرأ عليه سنة في مكّة المشرّفة فجاء شخص من أهل الخير من الهنود ودار على المدرّسين وسأل عن أسمائهم، ثمّ ذهب إلى الهند وتسبّب لهم بصدقة جليلة، فلمّا جاءت بأسمائهم ومن جملتهم الشّيخ المترجم وكان في تلك الأيّام في المدينة المنوّرة سألني الوكيل عنه فأخبرته، فأعطاني نصيبه، وكنت في تلك الأيّام متوجّها إلى المدينة فذهبت به معي، وحين واجهته أخبرته فلم يعجبه ذلك منّي وقال: لم تعرّض

(1)

بستانه المذكور ملك لعبد الله بن حمد الفداغ التاجر المعروف بالبصرة في زمنه، - وهو من أصل نجديّ مشهور- أوقفه على الشيخ عبد الجبار، وهو ضمن الأملاك التي احتواها حكام المنتفك؛ الشيخ حمود بن ثامر، والشيخ عقيل بن محمد بن ثامر عام 1243 هـ، بعد عزل داود عن ولاية العراق. ولما تولّى منيب باشا الولاية عام 1277 هـ أعاد الأملاك إلى أصحابها، فاستلهما عبد الله الفداغ فاعترض القاضي الرّحبي والسّيد محمد السّعيد النقيب بأنّ مالكها قد أوقفها على الشّيخ عبد الجبّار من قبل، ولا يجوز التّراجع عن الوقف فأعيدت إلى الشّيخ. (عن إمارة الزبير- بتصرف). القاضي الرّحبي: لعلّه: عبد الله الرّحبيّ، قاضي البصرة لم تعرف وفاته ويظنّ محقّق «المسك الأذفر» أنها بين عامي (1220 - 1230) فإذا كان كذلك فلا أظنّه هو فلعل من ذوي قرابته. «المسك الأذفر»:(362).

ص: 447

باسمي؟ فحلفت له بالله العظيم أنّي لم أعرّض بكم، وإنّما هو من تلقاء أنفسهم، وكان جالسا عنده بعض العلماء الغرباء. فقال: أعطها الشّيخ، فأعطيتها إيّاه ولم يدركم عددها؟ ولا التفت إليها، وهكذا كان احتقاره للدّنيا، مع أنّه كان يحتاج في بعض الأوقاف حتّى لا يوجد في بيته إلّا التّمر، فيهوّن على أهل بيته ويقول: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يمضي عليه الشّهران لا يوقد في بيته نار، وما لهم طعام إلّا الأسودان التّمر والماء، ونحن نجزع إذا مضى لنا يوم واحد، وإذا فتح عليه بشيء بعد ذلك لا يدّخره، بل ينفق منه ويتصدّق إلى أن ينفد، وهكذا حتّى إنّ زوجته لمّا عرفت عادته هذه صارت تلبس ثيابها وتقف عند باب المسجد بعد صلاة العشاء إلى أن يخرج فتسأله كأنّها من الفقراء فيعطيها وهو لا يعرفها، ثمّ تسبقه إلى طرف السّوق فتسأله فيعطيها، وهكذا إلى أن يصل البيت، وتجمع ذلك إلى أن ينفد ما عنده ويقول: كلوا اليوم تمرا، فيقولون:

ليس عندنا ولا تمر، فيقول: نصبر وسيأتي الله/ برزق فيقولون: عندنا دراهم أمانة لامرأة أذنت لنا في اقتراضها، فيقول: هاتوها فيأخذها، وينفق منها ويتصدّق، فتقف له امرأته عند باب المسجد على العادة، وهكذا. وأصيب بولده عليّ، ثمّ بولده الشّيخ أحمد، وكان قد قرأ وحصّل وظهرتنجابته، فصبر واحتسب، وبالجملة فكانت أحواله عجيبة وما أظنّ أنّه وجد في هذا الزّمان مثله في مجموع خصاله، وما كان يقطعه عن حضور الجماعة في المسجد إلّا المرض الشّديد، وإذا خفّ عنه قليلا تكلّف وخرج، ولقد مرض سنة وفاته في رجب بمرض خطر فجاء إليه الطّبيب وعالجه فسكن الألم قليلا، فقصدت عيادته وأنا أظنّه يخرج أسبوعا أو أزيد وإذا به قد قابلني في

ص: 448

الطّريق راجعا من صلاة الظّهر فقلت له: لم تخرجون مع ذلك الأثر الّذي معكم، وتوصية الطّبيب بعدم الحركة، فقال: لا أصبر ما دمت أقدر. فقدّر الله تعالى أنّ المرض عاوده في أواخر رمضان وجهدوا به أن يفطر فأبى.

وتوفّي يوم الاثنين خامس شوّال سنة 1285، وصار له مشهد عظيم وتعزّى فيه بعض رؤساء طيبة الطّيّبة، وصلّينا عليه صلاة الغائب في المسجد الحرام يوم الجمعة سابع عشر شوّال، ورثيته بقصيدة مطلعها:

لقد كسفت شمس الهداية والرّشد

وكوّر بدر الدّين والعلم والزّهد

وقد فقئت عين التّورّع فاغتدى

لما قد دهاه اليوم يلطم للخدّ

طريقة أهل الله أضحت مصابة

على فقد مولاها تنوح بلا حدّ

بموت إمام الدّين والحقّ والهدى

وزاهد هذا العصر في الجاه والنّقد

وأطيب هذا الخلق خلقا ومكرما

يفوق عبير المسك والعنبر الهندي

وأجلدهم في طاعة الله مذ نشا

تقمّص من نسج العبادة في برد

وأوفرهم من خشية الله قسمة

وأقومهم لله بالشّكر والحمد

ص: 449

وأنصحهم للطّالبين بعلمه

وأنفاسه الزّهراء والبذل للرّفد

وأبعدهم عن منصب ووظيفة

وعن راتب عند الملوك لمستجدي

وما كان في غير العبادة همّه

أو العلم حتّى أن حواه ثرى اللّحد

وقد هجر الأوطان في الله والملا

وجاور خير الرّسل واسطة العقد

فو الله ما ظنّي على الأرض مثله

لكثرة تقواه على صحّة القصد

ستبكيه من خير المساجد بقعة

مصلّاه في جنح من الليل مسودّ

ويبكيه فقه للإمام ابن حنبل

يقرّره بالضّبط والصّدق والنّقد

ويبكيه عند النّقشبندي طريقة

يقوم بها في النّاس يهدي ويستهدي

ويبكيه بيت الله والحرم الّذي

به قبلة الإسلام في القرب والبعد

مضى عابد الجبّار بالزّهد والتّقى

وبالفضل والإفضال والفيض والمدّ

ص: 450

يمينا تذكّرنا به السّلف الأولى

سمعنا بهم ما بين هاد إلى مهدي

لقد نعمت في حضرة القدس روحه

وقال له رضوان أهلا إلى عندي

فيا ناصر الإسلام فاجبر مصابه

على فقد من في رزئه أعظم الفقد

بغير انتهاء للبكاء مؤرّخ

(أقام بدار الفوز في جنّة الخلد)

141 207 124 90 58 665

وقال المؤلّف- رحمه الله تعالى-: يعني أنّ انتهاء البكاء وهو الهمزة خارج عن العدد. سنة 1285/

286 -

‌ عبد الجليل بن أبي المواهب محمّد بن عبد الباقي البعليّ

، الدّمشقيّ، الإمام، العالم، العلّامة، الفهّامة، الكامل.

قال في «سلك الدّرر» : ولد بدمشق سادس شوّال سنة 1079، ونشأ بها في كنف والده المقدّم، واشتغل بطلب العلم عليه وعلى غيره، ولازم الشّيخ

286 - ابن أبي المواهب الحنبليّ، (1079 - 1119 هـ):

أخباره في «النّعت الأكمل» : (261)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(116)، و «التّسهيل»:(2/ 166).

وينظر: «سلك الدّرر» : (2/ 234)، و «هدية العارفين»:(1/ 501)، و «الأعلام»:(3/ 276)، و «معجم المؤلفين»:(5/ 83). وذكر المؤلّف ابنه محمد في موضعه.

ص: 451

إبراهيم الفتّال، ومفتي دمشق الشّيخ إسماعيل الحائك، والشّيخ عبد القادر بن عبد الهادي، فأخذ عنهم الأصولين والنّحو، والصّرف، والمعاني، والبيان، وأخذ الحديث ومصطلحه عن والده، وقرأ على الشّيخ عثمان القطّان، وأجازه المحقّق الرّبّانيّ الشّيخ إبراهيم الكورانيّ نزيل المدينة المنوّرة، والعلّامة السّيّد محمّد البرزنجي نزيلها أيضا، وبرع في المعقولات، وجلس للتّدريس بالجامع الأمويّ، وعكف عليه الطّلبة للاستفادة، وكان عجبا في تقرير العبارة، ويؤيّدها بفصاحة وبيان، وله من التّأليف نظم «الشّافية» في الصّرف وشرحها شرحا حافلا، وله تشطير بديع على «ألفيّة ابن مالك» في النّحو، وله «أرجوزة في العروض» وغير ذلك من الرّسائل.

أوّل التّشطير المذكور

(1)

:

قال محمّد هو ابن مالك

العالم الأندلسيّ من هنالك

(1)

ونسخته في الظّاهرية رقم (6649) باسم «الكوكب المنير في شرح الألفيّة بالتّشطير» وهي مجهولة المؤلّف هناك صحّحنا هذه النّسبة بمقارنة الأبيات التي أوردها المؤلّف بما جاء في النّسخة فصحّت ولله الحمد والمنّة. أوّلها:

الحمد لله البديع المحسن

أحسن خلق كلّ شيء متقن

عزّ اسمه وجلّ شأنه ففي

أفعاله جميعها لطف خفي

ضمّنها جلّة أسرار فما

فعل له تفقد فيه حكما

من ذاك إرسال نبيّ عربي

بأقوم الشّرع وأعلى الكتب

أنقذنا من ظلمات الجهل

ودلّنا على خلال الفضل

صلّى عليه ربّنا وسلّما

وآله وصحبه وكرّما

ص: 452

رأي الإمام الشّافعيّ النّاسك

أحمد ربّي الله خير مالك

مصلّيا على الرّسول المصطفى

وصحبه ذوي العهود والوفا

وأهل بيته الكرام الحنفا

وآله المستكملين الشّرفا

فوجب السّعي لفهم ما به

أتى مبلغا لنا عن ربّه

وإنّ من أنفع ما أعانا

عليه علم النّحو إذ أبانا

عن حال مفرد وما تركّبا

من حيث كونه بنى وأعربا

وقد أتوا فيه بكتب جمّه

مشهورها قلّ لضعف الهمّه

وإنّ من أشهرها الألفيّة

للحرّ ذي الفضائل الوفيّه

فصحّ لي خدمتها معلّقا

نظما عليها مثل ما قد سبقا

ملتزم في ذلك التّشطيرا

أسلك فيه منهجا يسيرا

يفي بشرح ما خفا وأهمله

مكمّلا ذا حاجة للتّكمله

فحين وجّهت إليها القصدا

أتى بحمد الله عقدا فردا

كأنّه منظومة على حده

لحسن نسجها تظنّ واحده

في ضمنها ألفيّة ابن مالك

وبعض ما في أوضح المسالك

وبعض ما أودع في التّسهيل

لغرض الإيصال والتّكميل

سمّيتها ب «الكوكب المنير

في شرح للفيّة بالتّشطير

وعذتها من حاسد وجاهل

وشانئ يعيبها بالباطل

ومن يكنّى ب «أبي الدّغفاء»

محجوبة عنه بلا خفاء

..... إلى آخرها.

ص: 453

وأستعين الله في ألفيّة

بحفظها وفهمها حفيّه

تنفع قاريها بحسن الفيّه

مقاصد النّحو بها محويّه

تقرّب الأقصى بلفظ موجز

بغير بسط بل وضوح محرز

أبو الدّغفا: كنية الأحمق. يراجع «العباب» : (185)، (الفاء) عن ابن عباد.

ورأيت للمذكور نظما للشّافية لابن الحاجب (ت 646 هـ) وشرحا على هذا النظم اسمه «الموارد العذبة الصّافية

»، أوّل هذا النّظم:

حمدا لأهل الحمد فيّاض النّعم

ما دام مقدار العلوم في العظم

ودام صرف القلب نحوها لمن

وفّقه مولاه عن ذي الفطن

فأنفقوا ريعان عمرهم على

إبراز مكنوناتها إلى الجلا

ثم قال:

وإنّ أسّ ذي العلوم كلّها

صناعة التّصريف فهي أصلها

وإنّ ما ألّفه ابن الحاجب

فيه وفي خطّ أحقّ ما اجتبي

وهو المسمّى شهرة بالشّافيه

جزاه عنه بالجنان العافيه

وجاء في أول الشّرح: «الحمد لله الذي عزّ اسمه، وتمت كلمه، وعمت البرية آلاؤه ونعمه

». وغير ذلك مما يطول شرحه وذكره.

وأورد له المرادي في «سلك الدّرر» بعض التّشطيرات، منها تشطير أبيات تنسب إلى جعفر الصّادق رحمه الله، ومنها تشطير أبيات تنسب إلى ابن عبّاس رضي الله عنهما وغيرها من الأشعار.

ص: 454

تغني عن المطوّلات المجتزى

وتبسط البذل بوعد منجز

وتقتضي رضا بغير سخط

بل بدوام رغبة وبسط

لما حوته من كمال الضّبط

فائقة ألفيّة ابن معطي

وهو بسبق حائز تفضيلا

عليّ إذ يوضح لي السّبيلا

فهو بفعل اقتضى التّسهيلا

مستوجب ثنائي الجميلا

والله يقضي بهبات وافره

وبالنّعيم والرّضا والمغفره

وجعل خير العمل نفعا آخره

لي وله في درجات الآخره

كلامنا لفظ مفيد كاستقم

مقصود إسناد لذاته أتمّ

مركّب من كلمتين من كلم

واسم وفعل ثمّ حرف الكلم

وكان وقورا ساكنا، كثير البرّ بوالده، وشوهد مرارا أنّه إذا كان في درسه

ص: 455

ومرّ عليه والده يقوم من الدّرس ويأخذ مداسه منه، ويمشي خلفه بأدب وسكينة، ويلازم حضور دروس والده بالجامع الأمويّ بين العشاءين، وكان والده يحبّه كثيرا، ويحترمه ويدعو له؛ لما كان عليه من البرّ والدّيانة والصّيانة، وملازمة الطّاعات، وكفّ اللّسان عن اللّغو، والانقطاع عنالنّاس، وكان ينظم الشّعر الباهر.

توفّي في جمادى الآخرة سنة 1119، ودفن بتربتهم شرقيّ مزار الشّيخ بكّار بمرج الدّحداح، وتأسّف عليه الغالب من النّاس، وعظم حزن والده عليه لكنّه صبر واحتسب. ورثاه الشّيخ سعد

(1)

العمري بقوله مؤرّخا:

ألا تبّا ليومك من ذميم

(2)

أيا فرد الفضائل والفهوم

أبحت لنا به أسفا وحزنا

يزيلان الحياة عن الجسوم

وغادرت الزّمان بلا إمام

يرينا كيف فائدة العلوم

فلو تفدى النّفوس فدتك منّا

قلوب من حمامك في حميم

(1)

هكذا في الأصل: «سعد» ، وصوابها:«سعدي» . وهو سعديّ بن عبد القادر بن بهاء الدّين بن نبهان بن جلال الدّين العمريّ الشّافعيّ الدّمشقيّ المعروف ب «ابن عبد الهادي» ، (ت 1147). «سلك الدرر»:(2/ 151).

(2)

هذا من سبّ الدهر وهو منهي عنه شرعا.

ص: 456

ولكن لا مردّ لما قضاه

علينا الله في الأزل القديم

وحين قضى إمام العصر طرّا

أتى التّاريخ بيت من نظيمي

جزاه الله عن دنياه مجدا

وأسكنه بجنّات النّعيم

سنة 1119

287 -

‌ عبد الجليل بن سالم بن عبد الرّحمن الرّويسونيّ

، نجم الدّين، الإمام الجليل، القدوة.

قال في «الشّذرات» : اشتغل بالعلم، وحفظ «المحرّر» في الفقه، وأعاد بالقبّة البيبرسيّة، وكان حسن الأخلاق، متواضعا، من أعيان الحنابلة بمصر.

توفّي بالقاهرة يوم الخميس تاسع عشر شهر ربيع الأوّل سنة 767.

ورويسون: من أعمال نابلس.

287 - الرّويسونيّ، (؟ - 768 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 137)، و «المنهج الأحمد»:(459)، و «مختصره»:(160).

وينظر: «الوفيات» لابن رافع: (2/ 313)، و «ذيل العبر» لأبي زرعة:(224)، و «السّلوك»:(3/ 1/ 146)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 184)، و «لحظ الألحاظ»:(152)، و «بدائع الزّهور»:(1/ 2/ 63)، و «الشّذرات»:(6/ 212).

ص: 457

288 -

‌ عبد الحقّ بن محمّد بن محمّد بن أحمد

بن أحمد بن عمر بن إسماعيل ابن أحمد، الفرد في زمانه الشّيخ محيي الدّين، ابن سيف الدّين، بن علم الدّين سليمان بن عبد الرّزّاق بن قيس بن شاكر بن سويد بن عفيف الدّين ابن سعيد بن عليّ الهائم بن منصور المولّه بن تاج الدّين ثوبان بن الأمير الكبير إسحاق بن/ السّلطان إبراهيم بن أدهم الأدهميّ الصّوفيّ، القادريّ المعروف ب «المرزباني» .

هكذا ساق نسبه المحبّيّ ثمّ قال: كان من مشاهير صوفيّة الشّام، له الوقار والهيبة، وعنده إلمام بمعارف كثيرة، وكان مع ذلك أديبا، بارعا حسن المحاضرة، وله اطّلاع كثير على الأشعار والنّوادر، ورأيت له مجموعا بخطّه فيه كلّ معنى نادر، وحكاية مستلذّة، وكان رحل إلى الرّوم سنة 1028، ونال بعض جهات في الشّام، ثمّ قدم إلى دمشق وأقام بداره بالصّالحيّة، وكان مخالطا للأدباء، وله كرم وإيثار، لا يزال مجلسه غاصّا بأهل الأدب والمعرفة، وكان يجري بينه وبينهم محاورات، وكان ينظم الشّعر، وشعره مستحسن فمنه- وكتب به إلى الأديب المشهور فتح الله بن النّحّاس

(1)

يستدعيه إلى محلّه: -

288 - عبد الحقّ بن المرزبانيّ، (991 - 1070 هـ):

أخباره في «النّعت الأكمل» : (216)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(107).

وينظر: «خلاصة الأثر» : (2/ 316)، و «الأعلام»:(3/ 282).

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

-

(1)

هو فتح الله بن عبد الله الحلبيّ المعروف ب «ابن النّحاس» ت 1052 هـ. أخباره في «خلاصة الأثر» : (3/ 257).

ص: 458

إن أغلق الأعداء أبوابهم

عنّي ولم يصغوا إلى نصحي

وزرتني يوما ولو ساعة

في الدّهر تبغي بينهم نجحي

علمت أنّ الحقّ من لطفه

قد خصّني بالنّصر والفتح

لا زلت في عزّ مدى الدّهر ما

غرّدت الأطيار في الصّبح

إلى أن قال المحبّي: وقرأت بخطّه أنّ ولادته أوّل ساعة من نّهار الخميس ثامن ذي الحجّة سنة 991.

وتوفّي ليلة الثّلاثاء، رابع عشر جمادى الأولى سنة 1070، وصلّى عليه بالجامع المظفّريّ، ودفن بالسّفح، ونسبته إلى سلطان الأولياء إبراهيم بن أدهم مستفيضة مشهورة، وقد وقفت على كتابات كثيرة لعلماء دمشق عليها، والمرزباني نسبة إلى أحد أجداده وهو الشّيخ محيي الدّين المرزباني سمّي بذلك لانقياد السّباع وإطاعتها له، وأصله المرزبان، وهو بالفارسيّة السّلطان

(1)

.

- عبد الحق اللّبدي النابلسيّ والد مصطفى بن عبد الحق الآتي.

(1)

في «خلاصة الأثر» : «المرزناتي» ، وقال:«نسبة لأحد أجدادهم وهو الشيخ محي الدين المرزنات، سمّي بذلك لترزينه السّباع وإطاعتها له، قال: وأصله المرزبان وهو بالفارسية: السّلطان» .

ص: 459

289 -

‌ عبد الحيّ بن أحمد بن محمّد المعروف ب «ابن العماد»

أبو الفلاح، العكريّ، الصّالحيّ.

قال المحبّيّ: شيخنا العالم، الهمام، المصنّف، الأديب، الطّرفة، الأخباريّ، العجيب الشّأن في التّجوّل في المذاكرة، ومداخلة الأعيان، والتّمتّع بالخزائن العلميّة، وتقييد الشّوارد من كلّ فنّ، وكان من آدب النّاس وأعرفهم بالفنون المتكاثرة، وأغزرهم إحاطة بالآثار، وأجودهم مساجلة،

289 - ابن العماد الحنبليّ، (1032 - 1089 هـ):

أخباره في «النّعت الأكمل» : (240)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(113)، و «التّسهيل»:(/ 159). وينظر: «المختصر من نشر النّور والزهر» : (538)، و «خلاصة الأثر»:(2/ 340)، و «هدية العارفين»:(1/ 508)، و «الأعلام»:(3/ 290). واشتهر ابن العماد بكتابه «شذرات الذّهب في أخبار من ذهب» ذكر فيه مختصر حوادث وتراجم من البعثة النّبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام إلى سنة ألف منالهجرة، هذّب أخبار هذه الفترة تهذيبا جيّدا، وترجم لأعلامها تراجم حسنة، وافية، كافية، مختصرة، خصّ جملة من أصحابه الحنابلة بعناية زائدة، ولكنّه- مع توافر مصادره- لم يأت بأيّ جديد في تراجمهم أو أخبارهم فلم يخرج عن ما جاء في كتب ابن أبي يعلى، ثم ابن رجب، ثم العليمي، لذا قلّ ذكره للحنابلة بعد التّسعمائة؛ لعدم توافر مؤلّف جامع للحنابلة في هذه الفترة. وجلّ اعتماده على «العبر» للحافظ الذّهبي، و «تاريخ الإسلام» له، ثم ذيله لابن قاضي شهبة، فآثار ابن طولون الدّمشقي التّاريخية، ثم «الكواكب السّائرة» للغزّي، جمع أغلب ما في هذه المؤلّفات من المشاهير واختصره وهذّبه. وطبع كتاب «الشّذرات» سنة 1350 هـ في القاهرة.

ثم أعاد تحقيقه محمود الأرناؤوط وطبع منه حتى سنة 1410 هـ أربع مجلّدات في

-

ص: 460

وأقدرهم على الكتابة والتّحرير، وله من التّصانيف «شرحه على متن المنتهى»

(1)

في فقه الحنابلة حرّره تحريرا أنيقا، وله التّاريخ الّذي سمّاه «شذرات الذّهب في أخبار من ذهب» ، وله غير ذلك من رسائل وتحريرات

(2)

.

- دار ابن كثير بدمشق وبيروت، ولنا على تحقيقه ملاحظات لا يتّسع هذا المقام لذكرها. ولعل من أهم هذه الملاحظات أنّ محقّقه لم يعتمد على نسخة المؤلّف التي بخطّه، وهي موجودة في مكتبة مدينة بتركيا رقم 478 في 195 ورقة، موجودة في معهد المخطوطات فيلم رقم 289 (1169) فإذا أراد أن يتبع المنهج العلمي في تحقيق النّصوص- كما يقول- فإن عليه أن يتحرى أجود النسخ، أو يعتمد على مجموعة منها، يوازن بينها حتى يخرج نصا سليما قريبا مما كتب المؤلف هذه قاعدة المحققين باتفاق، فها هو ذا خطّ المؤلّف فلم أغفله، وهو في معهد المخطوطات بالقاهرة؟! ولا أدري لم أغفل الطّبعة الأولى للكتاب فلم يذكرها؟! مع أنّ الفضل للمتقدم، ولم لم يعرف «مختصر الشّذرات» ويفيد منه؛ لا سيّما أنّ فيه إضافات جيدة؟! وهذا المختصر اسمه:«المنتخب من شذرات الذّهب» من تأليف

-

(1)

اسمه «بغية أولي النّهى شرح غاية المنتهى» وهو موجود في دار الكتب الظّاهرية بدمشق رقم (8703، 8704) في مجلّدين، المجلد الأول في 470 ورقة ومجلده الثاني في 437 ورقة كذا في فهرس دار الكتب الظاهرية: 434 وجاء في هامش الأصل»: «لعله غاية المنتهى، ولم يكمله بل وصل فيه إلى كتاب (الحجر)» . أقول:

ذكر ابن بدران في «المدخل» :

(2)

من مؤلفاته:

- كتاب: «معطية الأمان من حنث الأيمان» رأيته في دار الكتب المصريّة رقم (19952 ب) ضمن مجموع هي الرّسالة الأولى فيه 1 - 70 ورقة، فرغ من تأليفها 16/ 12/ 1068 هـ، وفرغ منها ناسخها يوم الخميس 21/ 11/ 1261 هـ. فهرس-

ص: 461

وكان قد أخذ عن أعلام المشايخ بدمشق، ومن أجلّهم الشّيخ الأستاذ أيّوب، والشّيخ عبد الباقي، والشّيخ محمّد بن بدر الدّين البلبانيّ الحنبليّون، وأجازوه، ثمّ رحل إلى القاهرة وأقام بها مدّة طويلة للأخذ عن علمائها، وأخذ بها عن الشّيخ سلطان المزاحيّ، والنّور الشّبراملسيّ، والشّمس البابليّ، والشّهاب القليوبيّ وغيرهم، ثمّ رجع إلى دمشق، ولزم الإفادة والتّدريس، وانتفع به كثير من أبناء العصر، وكان لا يملّ ولا يفتر من المذاكرة والاشتغال، وكتب الكثير بخطّه، وكان خطّه حسنا بيّن الضّبط/، حلو الأسلوب، وكان

- عبد الرّحيم ابن مصطفى بن أحمد بن محمد الشهير ب «ابن شقدة» (ت 1160 هـ) منه نسخة في مكتبة جستربتي رقم 3706 اطلعت عليها، وأفدت منها، ومؤلّفه مترجم في «سلك الدّرر»:(3/ 5)،

وغيره.

- دار الكتب: (3/ 78)، فؤاد السيد رحمه الله ط. 1383 هـ ونسخته التي بخطّ مصنّفه لدى الأستاذ الزّركليّ كذا ذكر في «الأعلام»:(3/ 290).

وأطلعني بعض الأخوة في عنيزة على نسخة مصورة من مكتبة خاصة فيما يظهر؟! لم أتبين من أين هي.

- وكتاب «نزهة العماد» وهي حاشية لابن العماد على تفسير القاضي البيضاوي- رحمه الله في 49 ورقة، في المكتبة الظاهرية رقم (5542) يراجع «الفهرس»:

280 ولم أطّلع عليها، ولعلّها قطعة منه.

- وشرح بديعيّة ابن حجّة الحمويّ المشهورة التي أولها:

لي في ابتدا مدحكم يا عرب ذي سلم

براعة تستهلّ الدّمع في العلم

ومن هذا الشّرح نسخة في دار الكتب القطريّة كذا ذكر الأستاذ الزّركليّ في «الأعلام» : (3/ 290)، والله تعالى أعلم.

ص: 462

مع امتزاجه بالأدب وأربابه مائل الطّبع إلى نظم الشّعر، إلّا أنّه لم يتّفق له نظم شيء- فيما علمت- منه، ثمّ أخبرني بعض الإخوان أنّه ذكر له أنّه رئي في المنام ينشد هذين البيتين وأظنّهما له، وهما:

كنت في لجّة المعاصي غريقا

كم تصلني يد تروم خلاصي

أنقذتني يد العناية منها

بعد ظنّي أن لات حين مناص

ثمّ وقفت له على أبيات بناها على لغز في (طريق) وهي:

ما اسم رباعيّ الحروف تخاله

لمناط أمر المنزلين سبيلا

وتراه متّضحا جليّا ظاهرا

ولطالما حاولت فيه دليلا

وله صفات تباين وتناقض

فيرى قصيرا تارة وطويلا

ومقوّما ومعوّجا ومسهّلا

ومصعّدا ومحزّنا وسهولا

والخير والشّرّ القبيح كلاهما

لا تلق فيه عنهما تحويلا

سعدت به أهل التّصوّف إذ به ام

تازوا فلا يبغوا به تبديلا

ص: 463

تصحيفه وصف لطيف إن به

جمّلت أوصافا تنال قبولا

وإذا تصحّف بعد حذف الرّبع من

هـ تجده حرفا فابغه تأويلا

أو ظرفا او فعلا لشخص قد غدا

في وجهه باب الرّجا مقفولا

وبقلبه وزيادة في قلبه

لبيان قدر النّقص صار كفيلا

وبحذف ثالثه وقلب حروفه

كم راقت الحسنا به تجميلا

فأبن معمّاه بقيت معظّما

تزداد بين أولي الحجا تكميلا

وكنت في عنفوان عمري تلمذت له، وأخذت عنه، وكنت أرى لقيّه فائدة أكتسبها، وجملة فخر لا أتعدّاها، فلزمته حتّى قرأت عليه الصّرف والحساب، وكان يتحفني بفوائد جليلة، وحباني الدّهر بمجالسته، فلم يزل يتردّد إليّ تردّد الآسي إلى المريض حتّى قدّر الله تعالى لي الرّحلة من وطني إلى ديار الرّوم وطالت مدّة غيبتي وأنا أشوق إليه من كلّ شيّق، حتّى ورد عليّ خبر موته وأنا بها، فتجدّدت لوعتي أسفا على ماضي شهوده، وحزنا على فقد فضائله وآدابه، وكان قد حجّ فمات بمكّة في 16 ذي الحجّة سنة 1089، ودفن بالمعلاة عن ثمان وخمسين سنة، فإنّي قرأت بخطّ بعض الأصحاب أنّ

ص: 464

ولادته نهار الأربعاء سادس عشر رجب سنة 1032.- انتهى-.

وترجمه الأديب البليغ عبد الرّحمن الذّهبيّ الدّمشقيّ في كتابه «النّفحة المسكيّة والتّحفة المكّيّة» بترجمة بليغة./

290 -

‌ عبد الخلّاق بن أحمد بن الفرزان

، زين الدّين، الشّيخ، الإمام.

توفّي بنابلس سنة 848. قاله في «الشّذرات».

290 - عبد الخلّاق، (؟ - 848 هـ):

لم يذكره ابن مفلح، وذكره العليميّ في «المنهج الأحمد»:(492)، و «مختصره»:

183.

عنهما في «الشّذرات» : (7/ 262).

هكذا أورده العليمي في «المنهج» و «مختصره» ولم يزد على ذلك شيئا.

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد الدائم بن عبد المحسن بن محمّد بن عبد المحسن بن محمّد الدّواليبيّ البغداديّ (ت

) ويعرف ب «ابن الخرّاط» .

«إرشاد الطالبين» : (417)، و «الدّرر الكامنة»:(428)، ولم يذكرا وفاته.

قال ابن ظهيرة: «أجاز لي غير مرّة من بغداد» ، وقال: إجازة كتبها لنا بخطّه من

بغداد قال: (أنا) جدّي أبو عبد الله محمد بن عبد المحسن بن أبي الحسن بن الدّواليبي.

وكان ابن ظهيرة- رحمه الله ذكر مجموعة من مرويات المذكور عن جدّه ومن أسرة المذكور غير جدّه:

- عبد المحسن بن محمد بن عبد المحسن

- وعلي بن عبد المحسن

وغيرهم كثير نذكرهم في مواضعهم إن شاء الله تعالى.

ص: 465

291 -

‌ عبد الرّحمن بن إبراهيم، الشّيخ

، القدوة، الزّين، أبو الفرج الطّرابلسيّ.

قال في «الضّوء» : كتب الحكم على ابن الحبّال، ثمّ تزهّد وأقبل على الإقراء والخير بمدرسة أبي عمر، وانتفع به خلق كثير، وممّن أخذ عنه العلاء المرداويّ، قرأ عليه «المقنع» تصحيحا، ووصفه بالعلم والزّهد والورع، مع كثرة العبادة والصّلاح الشّهير. مات في حادي شعبان سنة 866.- انتهى-.

وفي «الشّذرات» نقلا عن العليميّ قال: وأخبرت أنّه يأكل في [كلّ] سنة مشمشة واحدة، ومن الخوخ سبع حبّات، ولا يأكل طعاما بملح، وأرّخه سنة 74.

291 - أبو الفرج الطّرابلسيّ، (؟ - 866 هـ):

لم يذكره ابن مفلح.

أخباره في «الجوهر المنضّد» : (64)، و «المنهج الأحمد»:(405)، و «مختصره»:

190.

وينظر: «الضّوء اللّامع» : (4/ 43)، و «حوادث الزّمان»:(41)، و «الشّذرات»:(7/ 317).

قرأ عليه ابن عبد الهادي، وأطنب في ذكره قال:«قرأت عليه في القرآن وجميع «المقنع» و «البخاري» و «مسلم» و «أربعين ابن الجزري»

وغير ذلك، وكان يشتغل في جميع الكتب ك «الخرقي» و «المقنع» و «المحرّر» و «العمدة» وغير ذلك للحنابلة، ويشتغل لغيرهم كالشافعية في «المنهاج» وغيره، والحنفية والمالكية، وولي القضاء وكان صاحب زهد ورضا وورع ودين، ونفس رضيّة طيبة، وكلام حسن، تابعا للسّنّة والآثار

» ثم قال: «وانتفع به خلق كثير، ولو حلف الحالف إنه لم ير مثله دينا وزهدا وتواضعا لا في الحنابلة ولا في غيرهم لم يحنث» .

وقال ابن الحمصيّ في «حوادث الزّمان» : «وكانت جنازته حافلة رفعت على الرّءوس، وكان كثير العبادة، مشهورا بالصّلاح، وانتفع به خلق

».

ص: 466

292 -

‌ عبد الرّحمن بن إبراهيم بن عبد الله الذّنابي

الصّالحيّ.

قال ابن طولون في «السّكردان» : الشّيخ، الإمام، العالم، الهمام، القدوة، المفيد، الزّاهد، الفريد، أوحد الطّالبين، زين الدّين، أبو إسماعيل، وأبو الفرج، حفظ القرآن، ثمّ قرأ «المقنع» وغيره، واشتغل، وحصّل، وأخذ الحديث عن أبي العبّاس بن زيد، والشّهاب أحمد الحنبليّ، والنّجم محمّد الحنفيّ بنعبادة الأنصاريّ، وأكثر عن شيخنا أبي عبد الله محمّد بن زريق، والزّين بن الحبّال، ثمّ تسبّب بقراءة الأولاد في مكتب مسجد ناصر الدّين

(1)

292 - أبو الفرج الذّنابي، (؟ - 915 هـ):

أخباره في «النّعت الأكمل» : (87)، و «التّسهيل»:(2/ 123).

وينظر: «متعة الأذهان» : (45)، و «الكواكب السائرة»:(1/ 225)، و «شذرات الذّهب»:(8/ 69).

- ووالده إبراهيم وأخته أسماء

وغيرهم من أهل بيته لهم ذكر في ثبت ابن زريق المقدسيّ. قال عن والده: «إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله الذّنابي محتدا، الحنبلي مذهبا، الصّالحي مسكنا

».

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد الرحمن بن إبراهيم بن سليمان بن علي بن مشرّف الوهيبيّ التّميميّ النّجديّ (ت 1206 هـ) ابن عمّ شيخ الإسلام محمّد بن عبد الوهّاب.

والظّاهر أنّ المؤلّف أسقطه عمدا؛ لأنّه من علماء الدّعوة السّلفيّة الإصلاحيّة.

قال ابن بشر- رحمه الله في «عنوان المجد» : «كان فقيها كاتبا» ، وقال الفاخري:

«وفي آخر شهر ذي القعدة مات الشّيخ محمّد بن عبد الوهّاب- رحمه الله وابن عمّه-

(1)

«ثمار المقاصد» : (145، 151)، و «الدارس»:(2/ 204).

ص: 467

غربي مدرسة الشّيخ أبي عمر، وبقراءة «صحيح البخاري» في البيوت والمساجد، والجامع المظفّريّ، ثمّ أعرض عن تلك، واقتصر على هذه، وكان إذا ختم بخاري الجامع المذكور يجتمع عنده خلائق يسمعون له، فإنّه كان فصيحا، ومسلكه في الوعظ مسلك حسن، ثمّ انجمع عن النّاس في آخر عمره، وقطن بزاوية شيخنا المحيوي الرّجيحيّ الّتي أنشأهها بحارة الحوبان بالسّهم الأعلى، سمعت منه أماكن متفرّقة من «الصّحيح» ، وقرأت عليه «زغل العلماء» للحافظ الذّهبيّ، وغير ذلك، وأنشدني لعبد الله بن المعتزّ:

قل للمليحة في القناع الأكحل

كالشّمس في حلل الغمام المنجلي

بحياة حسنك أحسني وبحقّ من

جعل الجمال عليك وقفا أجملي

وله أيضا:

- عبد الرحمن بن إبراهيم بن سليمان بن علي» ووفاته في الدّرعيّة.

أخباره في «عنوان المجد» : (1/ 199)، و «تاريخ الفاخري»:(83)، و «التّسهيل»:(2/ 195)، و «علماء نجد»:(2/ 383).

- وعبد الرّحمن بن إبراهيم بن المنجّى.

ذكره العليمي في «المنهج الأحمد» : (480)، و «مختصره»:(176)، ولم يذكر وفاته.

- وعبد الرّحمن بن أحمد بن أحمد بن عبد النّور البورينيّ.

ذكره العليمي في «المنهج الأحمد» : (473)، و «مختصره»:(170).

ص: 468

قل للمليحة في الخمار الأصفر

ماذا صنعت بمهجة المستعبر

يا درّة سجد الجمال لحسنها

بيني وبينك وقفة في المحشر

ومقاطيع عديدة على هذا الوزن والمعنى.

توفّي سنة 915 ودفن بالرّوضة بسفح قاسيون.

293 -

‌ عبد الرّحمن بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد

بن محمّد، الزّين، أبو الفرج، وأبو هريرة، ابن الشّهاب، ابن الموفّق، الدّمشقيّ، الصّالحيّ، ناظر الصّاحبيّة بها، وسبط يوسف بن يحيى بن النّجم، والد أحمد الماضي ويوسف الآتي، ويعرف ب «ابن الذّهبيّ» .

293 - أبو الفرج ابن ناظر الصاحبة، (728 - 801 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 82)، و «الجوهر المنضّد»:(53)، و «المنهج الأحمد»:(475)، و «مختصره»:(172).

وينظر: «إنباء الغمر» : (2/ 73)، و «مختصر مشيخة المراغي» لابن فهد المكي:

21، و «الضّوء اللامع»:(4/ 45)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 425)، و «الشّذرات»:(7/ 8).

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل من (آل إسماعيل) أسرة بكرية سبيعية سكنت أشيقر وأصلها من عنيزة (ت 1067 هـ).

أخباره في «علماء نجد» : (2/ 384) عن الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى وهو في تاريخ بعض الحوادث الواقعة في «نجد» : (79).

ص: 469

قال في «الضّوء» : ولد في ربيع الأوّل سنة 728، وأجاز له الحجّار، وسمع من جدّه لأمّه أبي محمّد بن القيّم، وابن النّائب، والعماد بكر بن محمّد ابن الرّضيّ، وعبد القادر بن عبد العزيز الأيّوبيّ، وأبي الحسن بن ممدود البوتنجيّ، وخلق سواهم، وحدّث، سمع منه الفضلاء منهم ابناه، والحافظ ابن ناصر الدّين، واعتمد قوله في إحضاره لابنه «المسند» وتبعه النّاس. وروى لنا ثاني ولديه عنه الكثير، وأجاز لشيخنا قديما وقال: إنّه مات في/ جمادى الأولى سنة 801، وكان قد تغيّر في آخر عمره إلّا أنّه لم يحدّث حال تغيّره، وذكره المقريزيّ.

294 -

‌ عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي بكر بن شكر

بن علّان، جمال الدّين المقدسيّ.

قال في «الدّرر» : ولد سنة ( .... ) وأسمع على [ابن] أبي الفضل المرسيّ، والنّور البلخيّ، وإسماعيل بن العراقيّ في آخرين، وحدّث. ومات سنة ( ..... )

(1)

.

294 - ابن شكر المقدسيّ، (؟ - 728 هـ):

تفرّد بذكره المؤلّف عن «الدّرر الكامنة» : (2/ 431)، وفيه: عبد الرّحمن بن أحمد ابن عمر بن أبي بكر بن شكر بن علّان الحنبليّ

(1)

وذكر محقّق «الدّرر» عن حاشيته على أصل حاشيته على النّسخة: «توفي يوم الاثنين لإحدى وعشرين خلت من شهر رمضان سنة 639 هـ كما في «معجم شيوخ التاج السّبكي» .

كتبه أحمد بن رافع».

-

ص: 470

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

- يقول العبد الفقير إلى الله تعالى عبد الرّحمن بن سليمان العثيمين: رجعت إلى نسخة جيدة لديّ من «معجم السّبكي» المذكور عليها خطّ الحافظين ابن حجر والسّخاوي- رحمهما الله- تخريج الإمام المحدّث محمّد بن يحيى بن سعد المقدسيّ الحنبليّ المتوفى سنة 759 هـ فرغ منها سنة 757 هـ وابن سعد هذا مترجم في السّحب في موضعه.

وقرأ هذه النّسخة الشيخ، المحدّث، المؤرّخ، الحافظ، شهاب الدّين أحمد بن محمد الحسباني الدّمشقي المعروف ب «ابن حجّي» (ت 816 هـ) على المخرّجة له الإمام السّبكي، وهذه النّسخة في دار الكتب المصريّة بالقاهرة (التّيمورية)، وهي غير مشيخة والده التّقي السّبكي المعروفة باسم (التّراجم الجليلة) وقد منّ الله علي بالوقوف عليها وهي من تخريج أحمد بن آى بك الحسامي الدّمياطي مختصر «تاريخ بغداد» لابن النّجار المتوفى سنة 749 هـ في مكتبة آمد من ديار بكر في جنوب تركيا، وهذه فائدة أخشى أن تفقد، فقيّدتها هنا- معخروجها عن المقصود- لأنّ صدور طلابنا- الآن- لا تتّسع لمثلها. والله المستعان.

أقول: كان على الشّيخ ابن حميد- رحمه الله أن لا يورد هذه التّرجمة ما دام غير متأكّد من تاريخ وفاة صاحبها؛ لأنّ وفاته إذا تقدمت عن سنة 751 هـ فلا تدخل في شرطه، ومعالم هذه التّرجمة منذ البداية تدلّ على عدم دخولها؛ لأنّه أسمع على ابن أبي الفضل المرسي، وابن أبي الفضل عالم مشهور، وإمام مذكور، ونحويّ خطير، محدّث فقيه، ومفسّر نبيه، وأصله من الأندلس وساح في بلاد كثيرة، فزار مصر، والشّام، والعراق، وبلاد العجم، وخراسان، وما وراء النّهر، والحجاز وبيت المقدس، وتردد على كثير من هذه البلاد وله في أكثرها مكتبات، جيّدة، رسم السّلطان مرسوما ببيعها بعد وفاته. وتوفي في تلّ الزّعقة بين غزّة والعريش سنة 655 هـ.

-

ص: 471

295 -

‌ عبد الرّحمن بن أحمد بن حسن بن داود

بن سالم بن معالي، موفّق الدّين الشّهاب العبّاسيّ الحمويّ ثمّ الدّمشقيّ.

قال في «الضّوء» : ويعرف ب «موفّق الدّين العبّاسيّ» ، ولد سنة 831

(1)

بحماة، ونشأ بها فحفظ القرآن و «المحرّر» و «الطّوفي» في أصولهم و «ألفيّتي الحديث والنّحو» و «الشّذور» وعرض على جماعة، واشتغل في الفقه والعربيّة على الشّمس محمّد بن خليل الحموي

(2)

، وناب عن أبيه في قضاء

295 - الموفّق العبّاسيّ، (731 - 893 هـ):

أخباره في «الضّوء اللامع» : (4/ 49).

- يراجع: «سير أعلام النبلاء» : (23/ 312) وفيه المزيد من مصادر ترجمة المذكور.

فإذا أسمع عليه فمن المستبعد أن يعيش إلى ما بعد سنة 751 هـ. جاء في «معجم السّبكي» المذكور: (1/ 167): «عبد الرحمن بن أحمد بن عمر بن أبي بكر بن شكر بن علان

ومات في بكرة يوم الاثنين السابع والعشرين من ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة».

ويمكن أن يعتذر للشيخ ابن حميد بأنه إنما ذكره؛ لأنّ ابن رجب لم يذكره في «طبقاته» ، إلا أن ابن حميد- رحمه الله لم يعن بالاستدراك على ابن رجب، فلا يمكن إلا أن نقول إنه من سهو المؤلّف عفا الله عنه.

ويراجع: من «ذيول العبر» : (158)، و «الشّذرات»:(6/ 87) وغيرهما.

(1)

في الأصل: (731) وهو سهو من المؤلّف عفا الله عنه.

(2)

في «الضّوء» : «محمّد بن خليل الحمويّ الحنبليّ» وأسقط المؤلّف كلمة: «الحنبليّ» .

أقول: لم يذكره المؤلّف في موضعه، ولا ذكره السّخاوي في «الضّوء» وهو من رجاله بلا شكّ.

-

ص: 472

حماه

(1)

، ثمّ استقلّ به في حياته حين كفّ بصره، وذلك بعد السّتين، ولكنّه لم يباشره، بل تركه لولده الأكبر المحيوي

(2)

أبي الفضل محمّد، واستقرّ هو في نظر الجيش بدمشق سنة 79، ثمّ انفصل عنه بالشّهاب بن النّابلسيّ في صفر سنة 80، ثمّ أعيد إليه في سنة 82، ثمّ انفصل بالشّهاب بن الفرفور سنة 86، ثمّ ولي كتابة سرّها سنة 90 بعد النّجم بن الخيضريّ، ثمّ انفصل عنها سنة 92 بأمين الدّين الحسبانيّ، وأعيد لنظر الجيش بعد وفاة عبد القادر الفراويّ في مستهلّ ربيع الأوّل سنة 93، ثمّ أضيفت كتابة السّرّ لولده حين

- ورأيت في «المنهج الجليّ إلى شيوخ قاضي الحرمين السّراج الحنبليّ» الورقة 184:

- محمد بن خليل بن حسن الحنبليّ، وقال: لا أدري من ذا؟! غير أنّه كتب في الاستدعاء:

أجزت لطلّاب الإجازة كلّهم

حباهم إله النّاس بالفضل والمنن

بأنّهم يروون كلّ روايتي

إلى وقتنا هذا وفي سالف الزّمن

محمّد اسمي الحنبليّ ووالدي

خليل وجدّي كان يعرف بالحسن

قال في «المنهج» وهذا مما نرويه عنه كتابة والحمد لله.

قلت: [والقول لمخرج المشيخة] ويمكن أن يكون هو الآتي بعده ونسب نفسه بجده الأعلى للقافية والله أعلم.

والذي بعده: محمد بن خليل بن هلال بن حسن الحاضري الحلبي الحنفي؟!

أقول: هو غيره بكلّ تأكيد. والأمر واضح.

(1)

تقدم ذكر والده.

(2)

في «الضّوء» «لولده الأكبر أبي الفضل محمّد» ولم يقل: «المحيوي» لأنّ المحيوي؛ تعني «محيي الدّين» ومحيي الدّين من الألقاب الغالبة على من يسمى «عبد القادر» والمذكور له ولد آخر اسمه عبد القادر يراجع ترجمة أبيه فيما سبق.

ص: 473

دخل صاحب التّرجمة القاهرة، ورجع إلى بلده فتوعّك في توجّهه ولم يلبث أن مات بدمشق في عاشر رمضان سنة 893.

296 -

‌ عبد الرّحمن بن أحمد بن رجب

.

قال في «الدّرر» : واسمه عبد الرّحمن بن الحسن بن محمّد بن أبي البركات مسعود البغداديّ ثمّ الدّمشقيّ.

قال في «الدّرر» : الشّيخ، الحافظ، المحدّث، زين الدّين.

296 - الحافظ ابن رجب، (736 - 795):

هو الإمام الحافظ المشهور، صاحب التّصانيف المفيدة الجيدة منها «الذّيل على طبقات الحنابلة»

وغيره.

أخباره في: «المقصد الأرشد» : (46)، و «الجوهر المنضّد»:(46)، و «المنهج الأحمد»:(470)، و «مختصره»:(168).

وينظر: «الرّدّ الوافر» : (167)، و «بديعية البيان وشرحها التّبيان»:(159)، و «لحظ الألحاظ»:(180)، و «الدّرر الكامنة»:(2/ 428)، و «إنباء الغمر»:(1/ 460)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 3/ 488)، و «ذيل تذكرة الحافظ» للسيوطي:

367، و «الدّارس»:(2/ 86)، و «الشّذرات»:(6/ 339)، و «البدر الطالع»:(1/ 328).

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد الرحمن بن أحمد بن المحب.

ذكره العليمي في «المنهج الأحمد» : (473)، و «مختصره»:(170)، ولم يذكر وفاته.

- وأمّا عبد الرحمن بن أحمد الفتوحي المعروف ب «ابن النّجار» أخو مؤلّف «المنتهى» فذكره المؤلّف في آخر الكتاب مع من لم يقف على أخبارهم.

ص: 474

ولد ببغداد في ربيع الأوّل سنة 706 وقدم دمشق مع والده فسمع معه من محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الخبّاز، وإبراهيم بن داود العطّار، وغيرهما، وأكثر من المسموعات، وأكثر الاشتغال حتّى مهر وصنّف «شرح التّرمذيّ» وقطعة من «شرح البخاري»

(1)

، وذيّل «الطّبقات» للحنابلة، و «اللّطائق في وظائف الأيّام» ، بطريق الوعظ، وفيه فوائد، و «القواعد الفقهيّة» أجاد فيه، وقرأ القرآن بالرّوايات، وأكثر عن الشّيوخ، وخرّج لنفسه «مشيخة مفيدة»

(2)

. ومات في رجب سنة 795، ويقال: إنّه جاء إلى شخص حفّار فقال: احفر لي هنا لحدا وأشار إلى بقعة. قال الحفّار: فحفرت له فنزل فيه فأعجبه فاضطجع وقال: هذا جيّد، فمات بعد أيّام ودفن فيه.- انتهى-. وقال العليميّ هو الشّيخ، الإمام، والحبر، الهمام، العالم، العامل، البدر، الكامل، القدوة، الورع، الزّاهد، الحافظ، الحجّة الثّقة، شيخ الإسلام والمسلمين، وزين الملّة والدّين، واعظ المسلمين، مفيد المحدّثين، جمالالمصنّفين، أبو الفرج، عبد الرّحمن

إلى أن قال: قدم مع والده الشّيخ شهاب الدّين من بغداد إلى مكّة، وسمع بها من الفخر عثمان/ بن يوسف

إلى أن قال: ولازم مجالس الشّيخ شمس الدّين بن القيّم إلى أن مات، وكان أحد الأئمّة الكبار، والحفّاظ والعلماء والزّهّاد والأخيار، وكانت مجالس

(1)

شرحه للبخاري يعرف ب «فتح الباري» كاسم كتاب الحافظ ابن حجر ويوجد منه قطع، ويعمل بعض طلبة العلم على إخراجه.

(2)

المشيخة ليست له وإنّما هي لأبيه شهاب الدّين أحمد، ولا أعلم أن الحافظ جمع أو جمعت مشيخة أصلا.

ص: 475

تذكيره للقلوب صادعة، وللنّاس- عامّة- مباركة نافعة، اجتمعت الفرق عليه، ومالت القلوب- بالمحبّة- إليه، وزهده وورعه فائق الحدّ.- انتهى-.

ومن مصنّفاته الكبار «شرح الأربعين النّوويّة» مجلّد كبير وكتاب «أهوال القبور» مجلّد صغير و «الكشف والبيان عن حقيقة النّذور والأيمان» و «كفاية أو حماية الشّام بمن فيها من الأعلام» و «البشارة العظمى في أنّ حظّ المؤمن من النّار الحمّى» و «استنشاق نسيم الأنس من نفحات رياض القدس» و «الاستيطان فيما يعتصم به العبد من الشّيطان» و «نور الاقتباس في مشكاة وصيّة النّبيّ صلى الله عليه وسلم لابن عبّاس» وهو «شرح حديث احفظ الله يحفظك» . إلخ.

و «القول الصّواب في تزويج أمّهات الأولاد الغيّاب» و «نزهة الأسماع في مسألة السّماع» و «اختيار الأولى شرح حديث اختصام الملإ الأعلى» و «كشف الكربة في وصف حال أهل الغربة» وهو شرح حديث: «بدأ الإسلام غريبا. إلخ» .

«ذمّ المال والجاه» جزء «العلم النّافع وغيره» جزء «الفرق بين النّصيحة والتّعيير» جزء «شرح حديث من سلك طريقا يلتمس فيه علما» . إلخ. «ذمّ الخمر» جزء «مسألة الصّلاة يوم الجمعة بعد الزّوال وقبل الصّلاة» جزء «وقعة بدر» جزء «صفة النّار والتّحذير من دار البوار» . و «الكلام على لا إله إلّا الله» جزء بسط القول فيها وحقّق، وغير ذلك من الرّسائل والفوائد شيء كثير.

قال العليمي وكان- رحمه الله لا يعرف شيئا من أمور النّاس، ولا يتردّد إلى ذوي الولايات.

وتوفّي بدمشق ليلة الاثنين رابع شهر رمضان المعظّم بأرض الخميرية ببستان استأجره، وصلّى عليه من الغد، ودفن بباب الصّغير.

ص: 476

297 -

‌ عبد الرّحمن بن أحمد الهاشميّ

، الحمويّ، الدّمشقيّ، السّيّد، موفّق الدّين.

قال ابن طولون في «سكردانه» : ولي نظر الجيش بدمشق، وعدّة وظائف منها كتابة السّر

(1)

في خامس عشرى رجب سنة 900، قال شيخنا الجمال بن المبرد عنه: وهو أحد الرّؤساء الأعيان، ومن ذوي البيوت، اشتغل، وحصّل وعنده مشاركة جيّدة، وأدب زائد، وتودّد كثير، وهو أخو السّيّد كمال الدّين محمّد المالكيّ قاضي دمشق.- انتهى-.

وأفادني بعض من كان يلوذ به أنّه أخذ عن جماعة من الدّمشقيّين منهم الشّيخ علي بن عروة، وأكثر عن المصريّين. عرضت عليه بحضور عمّي القاضي جمال الدّين يوسف بمنزله بالقرب من المدرسة النّوريّة داخل دمشق كتابي في الفقه «المختار» للمجد البغداديّ، وأجاز، وكتبت عنه ما أنشده لبعضهم:

أقول ولي قلب على النّار يسعر

ودمعي بسرّي للعواذل يظهر/

كذاك غرامي من «قفا نبك» أشهر

أيا معشر العشّاق بالله خبّروا

إذا اشتدّ وجد بالفتى كيف يصنع

297 - موفّق الدّين الهاشميّ:

لم أعثر على أخباره.

(1)

في الأصل: «الصر» .

ص: 477

إلى آخر الأبيات.

توفّي عاشر رمضان سنة 903 بدمشق.- انتهى-.

قلت: وأظنّه حفيد الموفّق عبد الرّحمن بن أحمد بن حسن العبّاسيّ المتقدّم والله تعالى أعلم.

298 -

‌ عبد الرّحمن بن أحمد بن عبد الهادي

بن عبد الحميد بن عبد الهادي ابن يوسف بن محمّد بن قدامة النّابلسيّ الأصل، الصّالحيّ، زين الدّين ابن عماد الدّين.

قال في «الدّرر» : ولد سنة .... وأسمع على التّقيّ سليمان وأبي نصر الشّيرازيّ والحجّار وغيرهم، وحدّث. ومات بالصّالحيّة في جمادى الآخرة سنة 779.

298 - زين الدّين ابن عبد الهادي، (؟ - 779 هـ):

أخباره في: «الجوهر المنضّد» : (54)، و «التّسهيل»:(2/ 4). وينظر: «إرشاد الطّالبين» : (419)، و «الدّرر الكامنة»:(2/ 430)، و «إنباء الغمر»:(1/ 254).

ونقل ابن عبد الهادي عن ابن قاضي شهبة عن شيخه ابن حجّي.

ولم أجده في نسختي من تاريخ ابن قاضي شهبة.

قال ابن عبد الهادي: «قال ابن قاضي شهبة: العدل زين الدّين، قال: قال شخينا:

أحد شهود مجلس الحكم الحنبلي، وكان يكتب خطّا، وله رواية وسماع من شيوخ أخيه الحافظ شمس الدّين. قلت: له كتاب في أسماء مصنفات أخيه شمس الدّين، وله «الرّدّ على الذّهبي» وله «شرح أحاديث» ، قال ابن قاضي شهبة: توفي ليلة الاثنين سابع شهر جمادى الآخرة سنة تسع وسبعين وسبعمائة رحمه الله تعالى».

وذكر ابن ظهيرة في معجمه «إرشاد الطّالبين .. » جملة من مروياته من كتب السّنة.

ص: 478

299 -

‌ عبد الرّحمن بن أبي بكر بن أيّوب

بن سعيد بن حريز بن مكّيّ، زين الدّين الدّمشقيّ، ابن قيّم الجوزيّة، أخو الشّيخ شمس الدّين محمّد.

قال في «الدّرر» : ولد سنة 693 وسمع أبا بكر بن أحمد بن عبد الدّائم، وعيسى المطعّم، والشّهاب العابر وغيرهم.

مات في ذي الحجّة سنة 769، وتفرّد بالرّواية عن الشّهاب العابر.

300 -

‌ عبد الرّحمن بن أبي بكر بن داود

، الزّين أبو الفرج ابن التّقيّ أبي الصّفاء الدّمشقيّ الصّالحيّ الماضي أبوه.

قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن داود» .

299 - زين الدّين ابن القيّم، (693 - 769 هـ):

أخباره في: «المقصد الأرشد» : (2/ 83)، و «الجوهر المنضّد»:(63)، و «المنهج الأحمد»:(494)، و «مختصره»:(184)، و «التّسهيل»:(1/ 390). وينظر:

«ذيل العبر» : (51)، و «وفيات ابن رافع»:(2/ 339)، و «المنتقى من مشيخة ابن رجب»:(رقم 138)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 193)، و «الدّرر الكامنة»:(2/ 434)، و «الدّارس»:(2/ 90)، و «الشّذرات»:(6/ 216).

والترجمة هنا من «الدّرر» ونقص عنه قوله: «وله ستّ وسبعون سنة» قال ابن رافع في «الوفيات» : وذكره ابن رجب في «مشيخته» ، وقال: سمعت عليه كتاب «التّوكل» لابن أبي الدنيا بسماعه عن الشهاب العابر، وتفرّد بالرّواية عنه. وحدّد وفاته ليلة الأحد ثامن عشري الحجة.

300 -

ابن داود صاحب الزّاوية، (782 - 856 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 84)، و «الجوهر المنضّد»:(63)، و «التّبر المسبوك»:(401)، و «حوادث الزّمان»:(2/ 21)، و «الدّارس»:(2/ 202)، و «الشّذرات»:(7/ 289).

ص: 479

ولد- كما كتبه بخطّه- سنة 782، وقال غيره: سنة 3، بجبل قاسيون من دمشق، ونشأ بها فحفظ القرآن واشتغل، وكان يذكر أنّه أخذ الفقه عن التّقيّ إبراهيم بن الشّمس محمّد بن [مفلح

(1)

] والعلاء بن اللّحام، وأخذ عن أبيه التّصوّف، وسمع عليه مؤلّفه «أدب المريد والمراد» سنة 805 بطرابلس، ومنه تلقّن الذّكر، ولبس الخرقة

(2)

، بل لبسها معه من الشّهاب بن النّاصح حين قدومه عليهما دمشق صحبة الظّاهر برقوق، ومن البسطاميّ بزاويته ببيت المقدس، وبانفراده في جمادى الأولى سنة 29 من ابن الجزريّ مع قراءته عليه الجزء الّذي خرّجه من مرويّاته فيه التّسلسل والمصافحة والمشابكة وبعض «العشّاريّات» بالباسطيّة ظاهر دمشق، وأوّل سماعه للحديث بدمشق من المحبّ الصّامت، سمع عليه «الثّوبة والمثابة» لابن أبي عاصم، و [كذا]«البخاريّ» وسمع غالب «الصّحيح» وسمع أيضا على عائشة ابنة ابن عبد الهادي، والجمال الشّرائحيّ، وسمع ببعلبكّ على التّاج بن بردس، وأجاز له أخوه العلاء، ولازم الحافظ ابن ناصر الدّين

(3)

في ابتداء سماعه قراءة

(3)

، وخلف والده في مشيخة زاويته الّتي أنشأها بالسّفح فوق جامع الحنابلة، فانتفع به المريدون، وحجّ غير مرّة، وزار بيت المقدس والخليل، ودخل غيرهما من الأماكن، وكان شيخا، قدوة، مسلّكا، تامّ العقل والتّدبير،

(1)

في الأصل: «ابن صالح» وهو خطأ ظاهر، تصحيحه من «الضّوء» مصدر المؤلّف.

(2)

انظر التعليق رقم 1 على الترجمة رقم 5، 37.

(3)

كذا جاء في الأصل، وفي «الضّوء اللامع»:«في أشياء سماعا وقراءة» وهو مصدر المؤلّف والعبارة فيه أوضح وأدلّ على المقصود.

ص: 480

والها بالأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، راغبا في المساعدة على الخير والقيام في الحقّ، مقبول الرّسائل، نافذ الأوامر، كريما، متواضعا، حسن الخط، ذا جلالة ووقع في النفوس، وشهرة عند الخاص والعام، وله من المصنّفات/ «الكنز الأكبر في الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر» في مجلدين

(1)

و «فتح الأغلاق في الحث على مكارم الأخلاق» و «مواقع الأنوار ومآثر المختار» و «الإنذار بوفاة المصطفى المختار» و «تحفة العبّاد في أدلّة الأوراد» في مجلّد ضخم

(2)

بل رأيته في مجلّدين ضخمين وهما الآن عند السّيّد علوي بن عقيل المكّي، و «الدّرّ المنتقى المرفوع في أوراد اليوم والليلة والأسبوع» و «نزهة النّفوس والأفكار في خواصّ الحيوانات والنّبات والأحجار» في ثلاث مجلّدات

(3)

و «تسلية الواجم في الطّاعون الهاجم» مجلّد، وغير ذلك ممّا قرئ عليه جميعه أو أكثره، وكان استمداده في الحديث من شيخه ابن ناصر، وقد حدّث بالكثير، وأخذ عنه الفضلاء أجاز لي.

ومات ليلة الجمعة سلخ ربيع الأوّل سنة 856 بعد فراغه من قراءة أوراد ليلة الجمعة بيسير فجأة، وصلّى عليه بعد صلاة الجمعة بالجامع المظفّريّ في مشهد عظيم جدّا، ودفن في قبر كان أعدّه لنفسه في داخل باب زاويته

(4)

.

(1)

نسخة منه في دار الكتب المصرية، وحققه بعد الدارسين في جامعة أم القرى.

(2)

نسخة منه في دار الكتب المصرية.

(3)

نسخة منه في دار الكتب المصرية، وقد اطلعت عليها جميعا ولله الحمد، وأجودها وأجدرها بالنشر «الكنز الأكبر

».

(4)

اتخاذ الزوايا وجعلها مدافن ومساجد، نهى عنها الشرع المطهّر في أحاديث متواترة.

ص: 481

301 -

‌ عبد الرّحمن بن أبي بكر بن عبد الرّحمن

بن محمّد بن سليمان بن حمزة ابن عمر بن الشّيخ أبي عمر، زين الدّين، ابن العماد، القرشيّ، العمريّ، المقدسيّ، الصّالحيّ، أخو عبد الله وناصر الدّين محمّد الآتيين، ويعرف كسلفه ب «ابن زريق» بمعجمة، ثمّ راء، وآخره قاف مصغّر.

301 - زين الدّين ابن زريق، (789 - 838 هـ):

أخباره في «إنباء الغمر» : (8/ 363)، و «معجم ابن فهد»:(360)، و «الضّوء اللامع»:(4/ 63)، و «الشّذرات»:(7/ 227).

ولم يذكره المؤلّفون في طبقات الحنابلة.

وترجمته في «معجم ابن فهد» أوضح مما ذكر المؤلّف- رحمه الله، قال ابن فهد:

«أحضره ابن عمّه الحافظ ناصر الدّين على جمع من شيوخه، فأحضره في الثانية على محمد بن محمد بن داود بن حمزة عدة كتب، وعلى محمد بن أحمد بن محمد ابن مسلم، وعلى بن محمد بن الرّشيد عبد الرّحمن بن أبي عمر، وفي الرابعة على أبي بكر بن أحمد بن عبد الهادي، وعلى أبي حفص عمر بن محمد البالسي، وعلى العماد أبي بكر بن إبراهيم ابن العزّ، وفي الخامسة على عبد الله بن خليل الحرستاني، وأسمعه من رسلان الذّهبي، والعماد أبي بكر بن إبراهيم، ومحمد بن بهادر السّعودي، وفاطمة بنت عبد الهادي، ومن أبي هريرة الذّهبي، ومن بدر الدّين ابن قوام، وأحمد بن أقبرص، وجماعة كثيرين، وأجاز له من دمشق والقاهرة وبيت المقدس جماعة منهم: أحمد بن خليل العلائي والصّيداوي، وابن أبي المجد والحلّاوي وأحمد بن علي الحسيني، وسارة بنت السّبكي، وجمع تجمعهم «مشيخته ومشيخة أخيه الجمال عبد الله» تخريج ابن فهد، وحدّث».

ص: 482

قال في «الضّوء» : ولد خامس رمضان سنة 789 بصالحيّة دمشق، ونشأ بها وسمع على أبي هريرة بن الذّهبيّ، وأبي بكر بن إبراهيم بن العزّ، ومحمّد ابن محمّد بن داود بن حمزة، وأبي حفص عمر البالسيّ، وعبد الله الحرستانيّ في آخرين، وممّا سمعه على الأول «الأربعين» تخريج أبيه له، وأجاز له ابن العلائيّ، وابن أبي المجد الحلّاويّ، والسّويداويّ، وجماعة، وحدّث، سمع منه الفضلاء.

مات فجأة سحر

(1)

يوم الثّلاثاء رابع عشر ربيع الآخر سنة 838، وصلّى عليه قبيل ظهره في الجامع المظفّريّ، ودفن في تربة جدّه الشّيخ أبي عمر بالسّفح وشيّعه خلق كثير.

302 -

‌ عبد الرّحمن بن أبي بكر بن عبد الرّحمن الحمويّ

، القادريّ، المقرئ الوفائيّ.

قال في «الضّوء» : قدم القاهرة سنة 889 فقرأ عليه ابن أخي الفخر المقسيّ «الزّهراوين»

(2)

لأبي عمرو، مع منظومة الأمير ابن وهبان

302 - الوفائيّ القادريّ، (؟ - بعد 889 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 108) عن «الضّوء اللامع» : (4/ 64).-

(1)

في «معجم ابن فهد» : «في ضحى الثلاثاء

».

(2)

الزّهروان هما سورتا «البقرة» و «آل عمران» . جاء في الحديث: «تعلّموا سورة البقرة وآل عمران فإنّهما الزّهراوان وإنّهما تظلّان صاحبهما يوم القيامة كأنّهما غمامتان

». يراجع: «سنن» الدّارمي- رحمه الله: (2/ 543)، كتاب فضائل القرآن، باب فضل سورة البقرة وآل عمران.

ص: 483

الحنفي

(1)

في أصول قراءة أبي عمرو ومنظومة ابن الجزريّ في التّجويد.

وقال: إنّه قرأهما على العلاء أبي الحسن الحمويّ ابن الجذر الآتي، وأنّه كتب على الأولى شرحا.

- * ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سليمان (ت 838 هـ).

«إنباء الغمر» : (3/ 558).

(1)

منظومته هذه اسمها «غاية الاختصار

». قال حاجي خليفة في «كشف الظّنون» : (2/ 1189): «في أصول قراءة أبي عمرو، منظومة في ثلاثة وستين بيتا للقاضي أمين الدين عبد الوهاب بن أحمد بن وهبان الدّمشقي المتوفى سنة 768 هـ

». وهو أيضا صاحب المنظومة المشهورة في الفقه على مذهب أبي حنيفة، وهي قصيدة طويلة على بحر الطّويل، أوّلها.

* بداءتنا بالحمد لله أجدر *

وهي ألف بيت ضمّنها غرائب المسائل، وشرحها في مجلّدين كذا قال التّميميّ في «الطبقات السّنية»:(4/ 408)، وفي «الكشف»:(1865): «هي نظم جيّد متمكن في أربعمائة بيت؟! سمّاها «قيد الشّرائد ونظم الفرائد» أخذها من ستّة وثلاثين كتابا ورتّبها على ترتيب «الهداية» ثم شرحها في مجلّدين وسماه «عقد القلائد في حلّ قيد الشّرائد» ».

وابن وهبان المذكور عبد الوهاب بن أحمد بن وهبان الدّمشقيّ.

قال التّميميّ: «ولد قبل الثمانين [وستمائة] واشتغل وتميّز ومهر في العربيّة والفقه والقراءات .. وولي قضاء حماة سنة ستين واستمر فيها إلى أن مات في ذي الحجة سنة ثمان وستين وسبعمائة. ومن تصانيفه «نظم درر البحار» في الفقه تصنيف الشيخ شمس الدين القونوي الذي جمع فيه «مجمع البحرين» وضم إليه مذهب أحمد».

ص: 484

303 -

‌ عبد الرّحمن بن أبي بكر

.

قال في «الضّوء» : كتب في الإجازة في بعض استدعاءاتي المصريّة المؤرّخة سنة 855 ومن نّظمه:

وفاضت دموعي من لهيب وحرقة

وحرّ لظى نار الغرام وأفكاري

فنيران قلبي قد جرين مدامعي

ألا فاعجبوا من فيض ماء من النّار

304 -

‌ عبد الرّحمن بن أبي بكر الدّمشقيّ

الرّسّام ويعرف ب «ابن الحبّال» .

303 - عبد الرحمن بن أبي بكر (؟ - بعد 855 هـ):

أخباره في «الضّوء اللامع» : (4/ 72) دون زيادة.

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد الرحمن بن بشر النّجدي (ت 1277 هـ).

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 229) عن «تاريخ الفاخري» : (184).

304 -

ابن الرّسّام، (؟ - 861 هـ):

أخباره في «الضّوء اللامع» : (4/ 72)، وفيه: (ووصفه ب «المسند»

).

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد الرّحمن بن بليهد بن عبد الله بن فوزان الخالديّ الغسليّ القرائنيّ النّجديّ (ت 1099 هـ).

أخباره في: «تاريخ المنقور» : (59)، و «تاريخ بعض الحوادث» لابن عيسى:

74، و «متأخري الحنابلة» لابن حمدان، و «التّسهيل»:(2/ 163)، و «علماء نجد»:(3/ 385).

-

ص: 485

قاله في «الضّوء» . وقال: أخذ عنه الشّهاب بن اللبّوديّ، ووصفه بالثّقة، وقال: إنّه مات يوم السّبت ثاني شعبان سنة 861/ فجأة، وصلّى عليه من الغد بصالحيّة دمشق ودفن في السّفح.

- وممّن أسقطهم المؤلّف عمدا- عفا الله عنه-:

- الشيخ الإمام المجاهد «المجدّد الثاني» عبد الرّحمن بن حسن بن محمّد بن عبد الوهاب (1193 - 1285 هـ).

كان في زمن المؤلّف، وله عليه ردود وإفحامات على مخالفي مذهب السّلف.

أخباره في «عنوان المجد» : (2/ 42)، و «عقد الدّرر» ، «الأعلام»:(3/ 304)، و «تراجم متأخري الحنابلة» ، و «مشاهير علماء نجد»:(87)، و «التّسهيل»:(2/ 233)، و «علماء نجد»:(1/ 56).

نبذة في أخباره:

مولده في الدّرعية سنة 1193 هـ. وقرأ على جدّه الشّيخ محمد بن عبد الوهاب كتاب «التّوحيد» وغيره، وعلى الشّيخ حمد بن ناصر بن معمّر وعلى عمّه الشّيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، وعبد الرّحمن بن خميس، وحسين بن غنّام

وغيرهم ثم تصدّر للتدريس والإفادة والتّأليف، فولي قضاء الأحساء، ثم الدرعية للإمام سعود ابن عبد العزيز بن محمد، ثم في زمن ابنه عبد الله، ولازم المذكور في حروبه حتّى سقوط الدّرعية سنة 1233 هـ فنقله إبراهيم باشا إلى مصر، وبقي فيها ثمان سنين قرأ على علمائها. وفي عام 1241 هـ قدم إلى نجد بطلب من الإمام تركي بن عبد الله مجدّد دولة آل سعود الثانية، وكان شجاعا عدلا مهيبا فكان جهاد الشيخ وبلاؤه مع الإمام تركي، وهذا ما جعلني ألقبه «المجدد الثاني» فتولى قضاء الرّياض وقدم إليه ابنه عبد اللطيف، وراجت للعلم في الرّياض وعامة نجد سوق بفضل الله ثم بجهود الشّيخ، فكتب الرّسائل إلى الخصوم وردّ عليهم، وألّف الكتب في الدّفاع عن

-

ص: 486

305 -

‌ عبد الرّحمن بن حمدان العنبتاويّ، زين الدّين

.

قال في «الشّذرات» : ولد بعنبتا من نابلس، ثمّ قدم الشّام لطلب العلم، وتفقّه بابن مفلح وغيره، وسمع من جماعة، وتميّز في الفقه، واختصر «الأحكام» للمرداويّ مع الدّين والتّعفّف.

توفّي سنة 784 قاله ابن حجر.

- العقيدة الصّحيحة. فكان من أشهر مؤلفاته «الرّدّ على داود بن جرجيس» و «المقامات» و «شرح كتاب التّوحيد» وهو تلخيص لكتاب ابن عمّه سليمان بن عبد الله بن محمد ابن عبد الوهاب، وله حاشية مفيدة على كتاب التّوحيد، وله رسائل كثيرة ضمن «المسائل والرّسائل النجدية» وخطب وأشعار

وكانت وفاته بالرّياض عشية يوم السبت حادي عشر ذي القعدة سنة خمس وثمانين ومائتين وألف من الهجرة رحمه الله رحمة واسعة.

- وعبد الرّحمن بن ذهلان النّجدي المقرنيّ، أخو الشيخ عبد الله.

ذكره المؤلف- رحمه الله في آخر كتابه، فنذكره هناك إن شاء الله.

ويراجع «هامش» ترجمة أحمد بن ذهلان فيما مضى.

305 -

العنبتاويّ، (؟ - 784 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 5).

وينظر: «إنباء الغمر» : (1/ 266)، و «الشّذرات»:(6/ 283).

وفي «الإنباء» : «العينقاوي» ولد ب «عينقاء» وكلاهما خطأ ظاهر. وتقدّم ذكر ولده إبراهيم في موضعه.

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد الرّحمن بن حمد- بفتحتين- الثّميريّ المجمعيّ قاضي سدير المتوفى في المجمعة سنة 1273 هـ.

-

ص: 487

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

- أخباره في «تاريخ الفاخري» : (185)، و «علماء نجد»:(2/ 386).

* وممن أسقطهم المؤلّف عمدا- عفا الله عنه-:

- عبد الرّحمن بن خميس، قاضي الدّرعيّة، من كبار تلاميذ الشّيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله، كان إماما في القصر للإمامين عبد العزيز وسعود، وتولى قضاء الدّرعيّة لهما، وكان يقرأ في مجلس الإمام بعض كتب السّنة، ثم يتكلم الإمام بعد قراءته على الأحاديث المذكورة في القراءة ومن أبرز تلاميذه الشيخ عبد الرّحمن ابن حسن.

لم أقف على شيء من أخباره سوى هذه الإشارات التي ذكرها ابن بشر- رحمه الله.

فيظهر أنه توفي إمّا في سقوط الدّرعيّة أو قبلها أو بعدها بقليل.

ويظهر أنّ بين عبد الرّحمن وخميس آباء وأجداد لا نعرفهم فكثيرا ما يفعلون ذلك.

ويظهر أنّ المذكور، كذلك ولم يذكره شيخنا ابن بسّام في كتابه.

أخباره في «عنوان المجد» : (1/ 192، 278، 349، 363).

ولعلّ من ذوي قرابته: عبد الله بن خميس رضيع الإمام فيصل الذي ذكره ابن بشر في حصار قصر الرّياض الذي لجأ إليه مشاري في حادثة قتل الإمام تركي

وما تلاها من الأحداث، قال ابن بشر في «عنوان المجد»:(2/ 104): «فصعدوا في القصر، وهم أربعون من الرّجال

والشّجاع المقدام عبد الله بن خميس رضيع الإمام».

ولا يبعد أن يكون ابن الشّيخ المذكور.

- عبد الرّحمن الدّمشقيّ الحنبليّ، نزيل حلب؟ (ت بعد (1157 هـ).

نقله محقّقا «النّعت الأكمل» : (283)؛ وابن عثيمين في «التّسهيل» : (2/ 153)

-

ص: 488

306 -

‌ عبد الرّحمن بن سليمان بن أبي الكرم

بن سليمان، الزّين، أبو الفرج الدّمشقيّ، الصّالحيّ، علّامة الزّمان، وترجمان القرآن، ويعرف ب «أبي شعر» .

- عن «معجم المؤلفين» : (5/ 136)، وهو عن رحلة عبد الله السويدي البغدادي فليحقق؟

- وعبد الرّحمن بن راشد الخرّاص النّجديّ الزّبيريّ (ت 1230 هـ).

أخباره في «علماء نجد» : (2/ 388)، و «إمارة الزّبير»:(3/ 86)، له إجازة من الشّيخ مصطفى الرّحيباني الدّمشقي بخطّه، كما أجاز تلميذه أحمد بن عقيل النّجدي، اطّلع عليهما معا شيخنا عبد الله البسّام ونقل عنهما في ترجمته، وقال عن تاريخ إجازته لتلميذه: «وتاريخ هذه الإجازة سنة 1227 هـ

».

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد الرّحمن بن رزق الله بن عبد الرّازق الرّسعنيّ (ت بعد 762 هـ) ذكره

العاقولي في مشيخته «الدّراية في معرفة الرّواية» ورقة 210 «الشيخ السّادس والخمسون» ووصفه ب «الشّيخ الكبير المعمّر» ، وهو حفيد الإمام المحدّث الكبير المفسر عبد الرازق بن رزق الله الرّسعنيّ صاحب «رموز الكنوز» في التفسير، وأخطأ صاحب المشيخة أو الناسخ في تأخير الألف على الزاي فأصبح فيه:«عبد الرزّاق» .

قال العاقولي: «هو المسند الكبير المعمّر

بوّاب العادليّة، أحد مشايخ الحديث بدمشق المحروسة

وذكر مسموعاته ثم قال: أجاز الشيخ عبد الرحمن المذكور لمن أدرك جزءا من حياته في سنة اثنتين وستين وسبعمائة رحمه الله تعالى».

306 -

أبو شعر المقدسيّ، (780 - 844 هـ):

من آل قدامة المقادسة.

-

ص: 489

قاله في «الضّوء» : وقال: ولد في ثالث عشر شعبان سنة 80، وقيل:

سنة 788، وقرأ القرآن على ابن الموصليّ، وحفظ «الخرقيّ» وغيره، وتفقّه بجماعة منهم الزّين ابن رجب، قرأ عليه أوّل «المقنع» إلى أثناء البيع، وكذا انتفع بالشّهاب بن حجّي، وسمع من عبد القادر بن إبراهيم الأرموي، والجمال بن الشّرائحيّ، وعائشة ابنة ابن عبد الهادي في آخرين، بل سمع هو وابنه إبراهيم من شيخنا في رجوعه من حلب سنة 1

(1)

، بالعادليّة

(2)

المسلسل و «القول المسدّد» واغتبط شيخنا بقدومه عليه وبرز لتلقّيه حافيا وكان إماما علّامة، متقدّما في استحضار الفقه، واسع الاطّلاع في مذاهب السّلف ومعرفة أحوال القوم، ذاكرا لعدّة من الجرج والتّعديل، عفيفا، نزها، ورعا، متقشّفا، منعزلا عن النّاس، معظّما للسّنّة وأهلها، بارعا في التّفسير، مستحضرا للكثير من ذلك، جيّد التّذكير، مع المهابة والوقار، وحسن الصّورة

- أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 90)، و «المنهج الأحمد»:(491)، و «مختصره»:(182)، و «التّسهيل»:(2/ 54).

وينظر: «معجم ابن فهد» : (126)، و «الضّوء اللامع»:(4/ 82، 83)، و «طبقات المفسرين»:(1/ 266)، و «القلائد الجوهرية»:(438)، و «الشّذرات»:(7/ 253).

(1)

يعني سنة 801 هـ. مع هذا الاحتفال به لم يذكره في «الإنباء» في وفيات سنة 844 هـ؟!

(2)

العادلية: مدرسة منسوبة إلى الملك العادل المتوفى سنة 615 هـ.

يراجع: «الدارس» : (1/ 359)، وفيه تفصيل بنائها

ص: 490

والحياء، وكثرة الخشوع، ولطف المزاح، وحسن النّادرة والفكاهة، وسلامة الصّدر، ومزيد التّواضع، وقلّة الكلام، وعذوبة المنطق، وعدم التّكلّف، والمثابرة على التّلاوة، والتّهجّد والعبادة، والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، والمحبّة الزّائدة للعلم، والرّغبة في مطالعته، واقتناء كتبه، بحيث اجتمع له من الأصول الحسان ما انفرد به عن أهل بلده، وصار عديم النّظير في معناه، حسنة من حسنات الدّهر، وانتفع النّاس به في المواعظ وغيرها، وأحبّه النّاس الخاصّ والعامّ، وكثر أتباعه واشتهر ذكره، وبعد صيته، ومع ذلك فعودي وأوذي، ولم تسمع منه كلمة سوء في جدّ ولا هزل، وجاور بمكّة عودا على بدء، وأخذ عنه الأكابر من أهلها، ووعظ حتّى في داخل البيت الحرام، وكان يزدحم عليه الخلق هناك، وحدّثني المحيويّ عبد القادر المالكي- وهو ممّن أخذ عنه- بكثير من كراماته، وبديع إشاراته. وقال البقاعيّ: اشتغل في غالب العلوم النّافعة حتّى فاق فيها، وله في التّفسير عمل كثير ويد طولى، وكذا عظّمه التّقيّ ابن قندس، ثمّ تلميذه العلاء المرداويّ، ووصفه بالإمام شيخ الإسلام، العالم، العامل، العلّامة، الورع، الزّاهد، الرّبّانيّ، المفسّر، المحدّث، الأصوليّ النّحويّ/ الفقيه المحقّق. وقال غيره: انتفع به خلق، وله مقالات مع المبتدعين بتثبيت أصول الدّين، وترجمته قابلة للبسط وذكره المقريزيّ في «عقوده» وأنّه تخرّج بالشّهاب ابن حجّي وتبتّل للعبادة، وتصدّى للوعظ، وبرع في التّفسير، وكثر استحضاره له، وصار له أتباع وعودي وأوذي، وجاور بمكّة مرّتين، ووعظ في جوف البيت، وكان يزدحم عليه الخلق هناك ويحصل بكلامه صدع في القلب مع الفوائد الجليلة

ص: 491

في علوم عديدة؛ لأنّه إمام في الفقه يستحضر لمذاهب السّلف وغيرها، وعارف بالحديث وعدّة من جرج وتعديل، وانقطاع وإرسال، مشارك في النّحو والأصول، متعبّد خائف من الله عز وجل.

وتوفّي- بعد أن تعلّل أشهرا- في ليلة السّبت سادس عشر شوّال سنة 844، بسفح قاسيون ودفن بقرب الشّيخ الموفّق من الرّوضة بالسّفح.

- انتهى-.

قلت: ورثاه جمع من العلماء والأفاضل على اختلاف طبقاتهم ومذاهبهم منهم قطب الدّين أبو الخير محمّد بن عبد القويّ المكّيّ المالكي

(1)

بقصيدة بديعة رواها الشّمس بن طولون في «سكردانه» عن الشّهاب أحمد بن زيد الجراعيّ عن الزّين عمر بن فهد المكّيّ عن ناظمها وهي:

(1)

توفي أبو الخير- رحمه الله سنة 852 هـ، ومولده بمكّة سنة 781 هـ، له روايات ومعرفة بالحديث والفقه والتّاريخ وتميز بالشّعر

أخباره في «إتحاف الورى» : (4/ 284)، و «معجم ابن فهد»:(223)، و «الضّوء اللامع»:(8/ 71)، و «التّبر المسبوك»:(245)، و «الشّذرات»:(7/ 275)، وله أولاد وأحفاد من الذّكور والإناث تميّزوا بالعلم، ذكر جملة منهم ابن فهد في «إتحاف الورى» وعنه في «الضّوء اللامع». والأبيات المذكورة رواها الكمال الغزّي في «النّعت الأكمل»:(58، 59) عن ابن طولون المذكور، في ترجمة أحمد الجراعي. وقال ابن طولون: «قلت: ورثاه الشّيخ كمال الدّين إبراهيم بن عبد الرحمن البصري بقصيدة طويلة أولها:

* ما أنصف الصّبّ يوم البين

*

ص: 492

أبو الفرج المرحوم أودى حمامه

به وقضى نحبا وذا العام عامه

فيا قاسيون الشّام ما لك لم تصح

وصنوك طود الفقه هدّ سنامه

ويا أيّها القاموس ما لك لم تغر

وبحر علوم الفضل غار جمامه

ويا بدر هذا الأفق ما لك لم تفل

وبدر سماء العلم غيل تمامه

فيا ابن سليمان الإمامة عطّلت

لفقدك والتّدريس حلّ نظامه

وبعدك لا الفضل المنيف ولا الأدا

لعلم ولا الإقراء سيم سوامه

ولا الوعظ في دار يقرّ قراره

ولا مصر تأويه ولا الشّام شامه

إليك انتهى التّفسير والله شاهد

بأنّك خاش حين يتلى كلامه

زهدت تورّعت اعتزلت عن الورى

وأنت لهذا الشّأن طرّا ختامه

غدا كلّنا لمّا تواريت والها

فطبت فقيدا لا يضاع ذمامه

ص: 493

تراني أعزّى من ورائي برزئه

علا قدره عندي وعزّ مقامه

أعزّي به الإسلام والدّين والتّقى

كذاك به حقّا يعزّى إمامه

ومالك والنّعمان والشّافعيّ الرّضا

محمّد بن ادريس حقّ احترامه

كذاك البخاري وابن حجّاج مسلم

بعلمهما والله كان اهتمامه

فيا قبره حقّا علينا وإن رأى

خلافا لنا تقبيله واستلامه

- انتهى-/

قال ابن فهد في ترجمته في «معجمه» : إنّ بعض أهل الخير من أهل اليمن رأى النّبيّ صلى الله عليه وسلم في المنام بالمسجد الحرام والشّيخ عبد الرّحمن يمشي خلفه فكان النّبيّ صلى الله عليه وسلم إذا خطا خطوة يخطوا الشّيخ عبد الرّحمن ويضع قدمه موضع قدم النّبيّ صلى الله عليه وسلم ويتّبع أثره.- انتهى-.

ص: 494

307 -

‌ عبد الرّحمن بن سليمان بن عبد الرّحمن

بن العزّ محمّد بن سليمان بن حمزة، الزّين القرشيّ، العمريّ، المقدسيّ، الصّالحيّ.

قال في «الضّوء» : ولد في ذي الحجّة سنة 741، وسمع على عبد الرّحمن بن إبراهيم بن علي، والموفّق أحمد بن عبد المجيد بن غشم الثّاني من «حديث عيسى بن حمّاد زغبة» عن الليث، وعلى العماد أحمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي «جزء الأزجّيّ» وحدّث، سمع من الفضلاء كابن موسى، وشيخنا الموفّق الآبيّ، سمع عليه أوّل الجزءين.

وقال شيخنا في «معجمه» : أجاز لي في استدعاء الشّريف، وليس عنده من المسموع على قدر سنّه، مات في دمشق سنة 819.

307 - ابن العز، (741 - 819 هـ):

لم يذكره ابن مفلح، ولا ابن عبد الهادي، ولا العليمي، وهو من فوائد «السحب» .

وعنه في «التّسهيل» : (2/ 36). وينظر: «معجم ابن حجر» : (162)، و «إنباء الغمر»:(3/ 108)، و «ذيل تذكرة الحفّاظ»:(266)، و «المنهج الجليّ»:(92)، و «الضّوء اللامع»:(4/ 82)، و «الشّذرات»:(7/ 136).

قال الحافظ ابن حجر في «معجمه» : «عبد الرّحمن بن سليمان المقدسيّ أجاز لي باستدعاء الشّريف تقي الدّين سنة سبع وثمانمائة» .

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- الشّيخ عبد الرّحمن بن شبرمة النّجديّ (ت 1287 هـ).

أخباره في «تاريخ الفاخري» : (191)، و «التّسهيل»:(2/ 235).

- والشّيخ عبد الرّحمن الشّرابي البعلبكّيّ (ت 865 هـ).

أخباره في «الجوهر المنضّد» : (58).

ص: 495

308 -

‌ عبد الرّحمن بن عبد الغنيّ بن محمّد

بن عبد الرّحمن القاهريّ الحريريّ العقّاد والده.

قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن العقّاد» ولد في ذي الحجّة سنة 854 بالخرّاطين، قريبا من الأزهر ونشأ فحفظ القرآن و «عمدة الأحكام» و «أربعي النّوويّ» و «ألفيّة الحديث» و «المحرّر» و «جمع الجوامع» و «التّلخيص» و «قواعد ابن هشام» و «ألفيّة النّحو» وعرض على خلق كابن الدّيريّ، والمناويّ، والولويّ، والعزّ الكنانيّ، والعبّاديّ، والأمين الأقصرائيّ، والشّمنّيّ، والشّبراويّ، والتّقيّ الحصنيّ، وكاتبه في آخرين، فقرأ القراءات وتلا للسّبع إفرادا، وخصوصا على الشّمس بن الجذر الحنبليّ، ثمّ على الزّين جعفر، ثمّ على ابن أسد، إفرادا وكذا جمعا لكن إلى آخر سورة الأنبياء- وكان معه حين توفّي بالحديدة- وعلى ابن عبد الغنيّ، بل أكمل عليه العشر، وأخذ النّحو عن المحبّ بن جناق، وأخذ عن العزّ الحنبليّ، ثمّ لازم البدر السّعديّ، بل أخذ عن إمام الكامليّة في الأصول وقرأ عليه «شرحه للورقات» وكذا «شرح ابن الفركاح» وسمع الحديث عليّ بقراءتي وقراءة غيري، مع الولد وغيره، على السّيّد النّسّابة، والبار نباريّ، وابن أبي الحسين وخلق، كأمّ الشّيخ سيف الدّين، وهاجر، ما أثبته وغيري له، وتميّز، وفهم، وتكسّب بالشّهادة، وراج أمره فيها؛ لحذقه وسرعة كتابته، وإنهائه الأمور، وخصوصا مع إقبال القاضي عليه، وصار لذلك محسودا ممّن هو أنحس وأسوء حالا، بحيث وصل أمره إلى

308 - ابن العقّاد الحريريّ، (854 - ؟):

تفرّد بذكره المؤلّف عن «الضّوء» : (4/ 85)، ولم يذكر وفاته ولعلها بعد التّسعمائة.

ص: 496

السّلطان، ووصف بكونه نقيب الحنبليّ فحينئذ بادر البدر بالاستقرار للتّقيّ ابن القزّاز في النّقابة، وتبرّأ من كونه نقيبا، واستراح هو من كلام كثير هو بريء منه، وبالجملة فليس فيه ما يعاب سوى حركته المؤدّية إلى نسبته بالخفّة، وقد اختفى مدّة بسبب مجاورته لمحمّد بن إسماعيل بردّ دار الأتابك وعشرته له، ولولا اللطف لكان ما لا خير فيه، وحجّ سنة 72، وطلع البحر مع شاهين الجمالي، وقد استقرّ نائب جدّة، فدام بها بقيّة السّنة، ثمّ تبع بيزبك

(1)

الجمالي حين كان أميرا على الأوّل/ ثم المحمل سنة 98 وفيها للسّعد عتقا بزاوية

(2)

بالمدينة النّبويّة، ووصلها في حادي عشر رجب مرارا، ورجع اليوم الثّالث بعد الجمعة، وكانت أمّ ولده بمكّة فحجّا، ثمّ عادا مع الرّكب.

309 -

‌ عبد الرّحمن بن عبد الله بن أحمد بن محمّد

بن أحمد بن محمّد البعليّ الشّهرة، الحلبيّ.

309 - البعليّ الحلبيّ، (1110 - 1192 هـ):

أخباره في «النّعت الأكمل» : (311)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(132)، و «تسهيل السابلة»:(185). وينظر: «الورود الأنسي» : (102)، و «سلك الدّرر»:(3/ 304، 305)، و «أعلام النبلاء»:(7/ 98)، و «فهرس الفهارس»:(2/ 737)، و «هدية العارفين»:(1/ 553)، و «إيضاح المكنون»:(1/ 493)، و «الأعلام»:(3/ 314)، و «معجم المؤلفين»:(5/ 147).

(1)

في «الضوء» : «يشبك الجمالي» .

(2)

في «الضوء» : «براوند» .

ص: 497

قال في «سلك الدّرر» : الشّيخ، العالم، الفاضل، الصّالح، كان فقيها، بارعا في العلوم، خصوصا في القراءات.

ولد ضحوة يوم الأحد سنة 1110، ثمّ قرأ القرآن حتّى ختمه على والده في مدّة يسيرة، ثمّ شرع في الاشتغال بطلب العلم سنة 20، فقرأ على الشّيخ عوّاد الحنبليّ

(1)

في القراءات والفقه والنّحو نحوا من عشرين سنة، وهو أوّل من أخذ عنه العلم، ولمّا توفّي والده سنة 22 - وكان فاضلا، ناسكا، عالما- لازم مع أخويه الشّيخ أحمد

(2)

المقدّم ذكره، والشّيخ محمّد

(3)

دروس الإمام الكبير أبي المواهب في الحديث والفقه نحو خمس سنين، ودروس الأستاذ الشّيخ عبد القادر التّغلبيّ في الحديث والفقه والنّحو والفرائض والحساب والأصول، وغير ذلك مدّة خمس عشرة سنة، وأجازه إجازة عامّة، ثمّ لازم حفيده العلّامة الشّيخ محمّدا المواهبيّ نحو تسع سنوات في الحديث والفقه وأجازه، وقرأ على الأستاذ الشّيخ عبد الغنيّ النّابلسيّ كتاب «الفصوص»

(4)

مع مشاركته لجدّي السّيّد محمّد المراديّ وحضر دروسه في «تفسير البيضاويّ»

(1)

لم يذكره المؤلّف ولم يذكره المرادي في «سلك الدّرر» .

(2)

يعني به أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد الحلبي البعليّ (ت 1189 هـ) ذكره المؤلّف في موضعه.

(3)

لم يذكره المؤلّف فلعله لم يتميّز.

(4)

هو كتاب مشهور لابن العربي الصّوفي فيه خرافات ورموز وإشارات أهل التّصوّف واسمه كاملا «فصوص الحكم» ولا يرجى من عبد الغني النّابلسي إلا أمثال ذلك.

ص: 498

و «الفتوحات» و «شرحه على ديوان ابن الفارض» وفي الفقه والعربيّة وغير ذلك ولازمه نحو ثماني سنين، وأجازه إجازة عامّة بخطّه، وقرأ على الفاضل المسلك الشّيخ محمّد بن عيسى الكناني الخلوتي شيئا من النّحو، وشرحه على «منفرجة الغزوليّ»

(1)

و «رسالته المفردة في أربعين حديثا مسندة» وأخذ عليه طريق السّادة الخلوتيّة، ولقّنه الذّكر

(2)

ولازمه نحو خمس عشرة سنة، وأجازه، ولازم دروس كثير من مشايخ عصره مع غير من ذكر، منهم الشّيخ الإمام محمّد الكامليّ، والشّيخ الملّا إلياس الكرديّ، والشّيخ إسماعيل العجلونيّ، والشّيخ محمّد الحبّال، والشّيخ أحمد المنينيّ، والشّيخ علي كرير وغيرهم، وأخذ الفرائض والحساب عن الشّيخ مصطفى النّابلسيّ، وحفظ القرآن على الحافظ المقرئ الشّيخ إبراهيم الدّمشقيّ، ثمّ ارتحل إلى الرّوم، ودخل حلب سنة 44، وأخذ عن جماعة من أجلّائها، وممّن ورد إليها، فسمع الحديث المسلسل بالأوّليّة وأكثر «صحيح البخاريّ» من المحدّث العلّامة الشّيخ محمّد عقيلة المكّيّ، وقرأ جملة من المنطق والأصول على الشّيخ صالح البصريّ، وطرفا من الأصول والتّوحيد والنّحو والمعاني

(1)

هي قصيدة مشهورة شرحها عدد من العلماء أولها:

اشتدّي أزمة تنفرجي

قد آذن ليلك بالفرج

تشتمل على توسلات بدعية، وللطرقية فيها اعتقاد، وكل هذا خلاف الشرع المطهر.

وابن كنان المذكور حنبليّ ذكره المؤلف في موضعه. فالتعريف به وبمؤلفاته هناك إن شاء الله تعالى.

(2)

انظر التعليق على الترجمة رقم 5، 37

ص: 499

والبيان على الشّيخ محمّد الزّمّار الحلبيّ، وحضر دروسه كثيرا في «صحيح البخاريّ» وأخذ العروض والاستعارات عن الفاضل الشّيخ قاسم البكريّ، وأشياخه كثيرون لا يحصون عدّة، وأعلى أسانيده في «صحيح البخاريّ» روايته له عن الشّيخ محمّد الكنانيّ، وعن الشّيخ إبراهيم الكورانيّ، وعن الشّيخ محمّد عقيلة عن الشّيخ حسن العجيميّ المكّيّ، بسنده، وبين المترجم وبين البخاريّ عشرة، ولا يوجد أعلى منه

(1)

وقد أجازني بسائر مرويّاته إجازة/

(1)

جاء في هامش الأصل بخط المؤلّف: «قال المؤلّف: قلت: بل وجد أعلى منه، وهو الشّيخ محمد عابد السّنديّ، نزيل المدينة المنورة والمتوفى سنة 1257 هـ بينه وبين البخاريعشرة، والحقير يروي عنه بالإجازة العامة في ثبته الكبير المسمّى ب «بحصر الشارد من أسانيد محمّد عابد» - انتهى من الحاشية».

ولم يذكر المؤلّف وفاته، وفي «سلك الدّرر» أنّه توفي سنة 1192 هـ وهو مصدر المؤلّف، وكذا قال الغزّي في «النّعت الأكمل»

وغيره والله أعلم.

كما أنّ المؤلّف- رحمه الله لم يذكر شيئا من مؤلفاته، قال الزّركلي في «الأعلام»:

«من كتبه «منار الإسعاد» «ثبته» مخطوط و «شرح الجامع الصّغير» و «بداية العابد وكفاية الزّاهد» فقه و «النّور الوامض في علم الفرائض» و «الجامع لخطب الجوامع» و «رحلة» و «كشف المخدّرات في شرح أخصر المختصرات» مطبوع وهو في الفقه، وله نظم جمعه في ديوان».

أقول: ذكره الكتاني في «فهرس الفهارس» أنّه اختصر «الجامع الصغير» للحافظ السّيوطي سماه: «نور الأخبار وروض الأبرار من حديث النّبي المصطفى المختار» اقتصر فيه على ما رواه أحمد والبخاري ومسلم، قال: وله عليه شرح سماه: «فتح السّتّار وكشف الأستار» فشرحه ليس ل «الجامع الصّغير» ، وإنما لمختصره هو ل «الجامع الصغير» .-

ص: 500

حافلة وأرسلها إليّ من حلب وكان ساكنا بها إلى أن مات سنة .... وله ديوان شعر، فمنه:

اعبد الله وجاهد

فإذا فرغت فانصب

والزم التّقوى خلوصا

وإلى ربّك فارغب

(1)

310 -

‌ عبد الرّحمن بن عبد الله بن خليل

بن أبي الحسن بن ظاهر- بالمعجمة- الحرستانيّ الصّالحيّ، زين الدّين الآتي أبوه.

310 - ابن خليل الحرستانيّ، (751 - ؟):

لم يذكره الحنابلة في طبقاتهم. وذكره الحافظ ابن حجر في «معجمه» : (63).

وله أخبار مقتضبة في «الضّوء اللامع» : (4/ 87). ولم يذكرا وفاته، وفي حنبليته شكّ، فالحافظ ابن حجر والسّخاوي لم ينصّا على مذهبه إلا أن والده «عبد الله» سيأتي في موضعه منصوص على أنه حنبلي، فهل هو على مذهب أبيه ما لم يتحول؟!

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- الشّيخ عبد الرّحمن بن عبد الله الشّبانيّ.

ذكره شيخنا عبد الله البسّام في «علماء نجد» : (2/ 391)، وقال: لا أعلم عن تاريخ وفاته إلا أنه من قضاة الإمام فيصل.

- وأمّا رحلته فقال عنها الكتّاني- رحمه الله: «ذكر فيها ما رآه في سياحته من عجائب البرّ والبحر» وذكر الكتّانيّ أسانيده إليه. وذكر الكتّانيّ «ثبته» قال: «وله ثبت سمّاه:

«منار الإسعاد في طريق الإسناد» وهو فهرس ممتع جدّا، يدلّ على سعة رواية، وتفنّن، وأجاز في آخره لولديه عبد الله ومحمد».

(1)

أنشدهما الغزّي في «النّعت الأكمل» ، وأنشد له بعض الأشعار أيضا.

ص: 501

قال ابن فهد في «معجمه»

(1)

: ولد في حادي عشر شوّال سنة 751 وسمع من عبد الله بن القيّم كتاب «الذّكر والتّذكير» لأبي بكر بن أبي عاصم النّبيل، والسّابع من «حديث أبي بكر الباغنديّ» وجزءا من «أمالي العسّالي» والطّبراني، وحدّث سنة 15 وأجاز في الاستدعاءات، ومات بعد ذلك.

311 -

‌ عبد الرّحمن بن عبد الله بن سلطان بن خميس العائذيّ

نسبا، الملقّب ب «أبا بطين» الفقيه، الفاضل.

له مجموع في الفقه توفّي سنة 1121.

قلت: وهو جدّ والد شيخنا الشّيخ عبد الله أبا بطين الآتي [إن شاء الله].

311 - أبا بطين، (؟ - 1121 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 167).

وينظر: «عنوان المجد» : (2/ 358)، و «تاريخ بعض الحوادث»:(89).

قال ابن عثيمين في «التّسهيل» : «قال العنقري في «حاشية شرح الزاد» «المجموع فيما هو كثير الوقوع» تأليف عبد الله بن عبد الرّحمن أبا بطين، جدّ عبد الله أبا بطين المشهور، والله أعلم».

وقال شيخنا ابن بسّام: «وقد ألف كتابه المشهور المسمّى «المجموع فيما هو كثير الوقوع» وقد اختصره من «الإقناع» للشّيخ الحجّاويّ، وزاد عليه أشياء هامة، وقد فرغ من تأليفه عام 1113 هـ»، وذكر الشّيخ مقدمته بحروفها. ثم قال:«وهو جدّ والد العلّامة الشّيخ الشهير عبد الله بن عبد الرّحمن أبا بطين» كما قال المؤلّف، وهذا هو-

(1)

لم يرد في «معجم ابن فهد» المطبوع، ووردت إشارة إليه في ص 81 في ترجمة شهاب الدّين ابن زيد، قال:«ومن عبد الرّحمن بن عبد الله بن خليل الحرستاني جزءا من «أمالي العسالي» و «الطبراني» والسابع من حديث أبي بكر الباغندي».

ص: 502

312 -

‌ عبد الرّحمن بن عبد الله بن محمّد بن الفخر

عبد الرّحمن بن يوسف بن نصر بن أبي القاسم بن عبد الرّحمن البعليّ الدّمشقيّ.

قال في «الضّوء» : سمع على الحافظ المزّيّ، وأبي العبّاس الجزريّ، ومحمّد بن إسماعيل الحمويّ، وحدّث، قرأ عليه شيخنا بدمشق، وأرّخ وفاته في رجب سنة 803 وتبعه المقريزيّ في «عقوده» .

- الصّواب- إن شاء الله- أنّه والد جدّه؛ لا ما نقله ابن عثيمين عن الشّيخ العنقري؛ لأنّ المؤلّف- ابن حميد- تلميذ الشّيخ المشهور عبد الله أبا بطين فهو أعلم بشيخه، وهل هو حفيد المذكور أو ابن حفيده؟ ويدلّ على صحة ذلك رفع نسب الشيخ العلّامة، إلّا أنّه يصح في التوسع أن يسمى أبا الجدّ وجدّ الجدّ جدّا كما يسمى أبا أيضا. «أنا النّبيّ لا كذب أنا ابن عبد المطّلب» ، والله تعالى أعلم.

312 -

ابن الفخر البعليّ، (؟ - 803):

أخباره في «الجوهر المنضّد» : (63)، و «التّسهيل»:(2/ 22). وينظر: «إنباء الغمر» : (2/ 167)، و «الضّوء اللامع»:(4/ 89)، و «الشّذرات»:(7/ 29).

وسماه الحافظ ابن حجر: عبد الرحمن بن علي، وقال: «حدثنا عن المزي

».

ولم أجده في «معجم شيوخه» . ونقل ابن عبد الهادي أخباره عن ابن قاضي شهبة ولم يرد في القطع الموجودة لديّ من تاريخه.

- وذكر ابن عبد الهادي أن والده توفي سنة 744 هـ.

أقول: هو كما قال، وهو عبد الله بن محمد بن عبد الرّحمن بن يوسف بن نصر بن أبي القاسم البعلي، ذكره الحافظ ابن حجر في «الدّرر الكامنة»:(2/ 399).

ويراجع: «وفيات ابن رافع» : (1/ 463)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 59)، وهو ممن يستدرك على المؤلّفين في طبقات الحنابلة.

* وممّن أسقطهم المؤلّف- رحمه الله وعفا عنه- عمدا من أئمة الدعوة:

-

ص: 503

313 -

‌ عبد الرّحمن بن عبد الله بن يوسف بن هشام التّقيّ

بن الجمال الأنصاريّ، والد الشّهاب الماضي.

ذكره في «الضّوء» وبيّض له.

- الشّيخ عبد الرّحمن بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب (ت 1274 هـ).

أخباره في «حلية البشر» : (2/ 839)، و «مطالع السعود» ، و «مختصر» ، و «مشاهير علماء نجد»:(75)، و «علماء نجد»:(2/ 393).

نبذة من أخباره: مولده في الدّرعية سنة (1219 هـ) وفيها تعلم مبادئ القراءة والكتابة على والده، ووالده «عبد الله» كان خليفة أبيه الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمهم اللهأجمعين. ونقل مع أبيه وغيره من أعيان أهل نجد إلى مصر سنة 1233 هـ فأقام بها وتعلم في الجامع الأزهر فبرع، ثم ولي التدريس برواق الحنابلة، وبقي فيه إلى أن توفي بها سنة (1274 هـ) وله فيها ذرية انتقل بعضهم إلى نجد، وبقي منهم بقية في مصر. وأعرف من أحفاد المذكور ممّن أدركته الشّيخ عبد اللطيف بن محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب كان يصلي الصّلوات الخمس إماما في الجامع الكبير بالرياض وأهل الرّياض يلقبونه ب «المصريّ» للتّفريق بينه وبين غيره من آل الشيخ ممن يسمى عبد اللطيف، والشيخ عبد الرحمن في «مطالع السّعود» ، و «مختصره» ، و «حلية البشر» ، ونقل محققا «النّعت الأكمل» عن «الحلية» ، و «الأعلام»

وغيرها «عبد الرّحمن بن محمّد ابن عبد الوهاب» وهو خطأ ظاهر، والصّواب أنه «عبد الرّحمن بن عبد الله بن محمّد» ، وما ذكروه من أخباره ووفاته تدلّ على أنّ المقصود هو المذكور لا غيره، والله أعلم.

313 -

ابن هشام، (؟ -؟):

لم يذكره في «الضّوء اللامع» ، وأمّا ولده شهاب الدّين أحمد بن عبد الرّحمن صاحب «الحاشية على التوضيح» فهو مشهور (ت 835 هـ) تقدم ذكره.

ص: 504

314 -

‌ عبد الرّحمن بن عبد الله بن يوسف

بن يحيى، الزّين بن التّقيّ الحجّاويّ الدّمشقيّ، الصّالحيّ، نزيل القاهرة.

قال في «الضّوء» : سمع من المحبّ الصّامت «أخبار الكسائيّ والصّوليّ» ومن لفظ أخيه عمر بن عبد الله بن المحبّ وغير ذلك، وكان من

314 - الحجاوي، (؟ - 838 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 48)، عن «السحب» .

ويراجع: «الضّوء اللامع» : (4/ 89).

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد الرّحمن بن عبد المحسن أبا حسين النّجديّ (ت 1236 هـ).

ولا أدري هل أسقطه المؤلّف جهلا به؟ أو لأنّه من قضاة الإمام سعود بن عبد العزيز فقد ذكر ابن بشر والفاخريّ في «تاريخيهما» أنّه ولي القضاء. وحدّد ابن بشر توليه قضاء حريملاء والزّلفي

وأنّه أخذ عن شيخ الإسلام محمّد بن عبد الوهاب وأحمد التّويجري

أخباره في «عنوان المجد» : (1/ 142، 192، 364)، و «تاريخ الفاخري»:

157، و «التّسهيل»:(2/ 205)، و «علماء نجد»:(2/ 298).

- وأخوه عثمان بن عبد المحسن- يذكر في موضعه- إن شاء الله.

- وعبد الرّحمن بن علي بن إبراهيم البعلي، خادم الشّيخ شرف الدّين اليونيني (ت 757 هـ).

أخباره في «فيات ابن رافع» : (2/ 196)، و «ذيل التذكرة»:(40)، و «ذيل العبر» للحسيني:(305)، وذكر وفاته سنة 756 هـ، وقال:«وفيها مات ببعلبك في 16 ربيع الآخر سنة 756 هـ» ، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 137)، و «الدّرر الكامنة»:(2/ 443).

ص: 505

دهاة النّاس وعقلائهم، ذا وجاهة ومعرفة بفنون، مداخلا للنّاس، ثمّ أصيب بعقله واختلط، ولقيه ابن فهد والبقاعيّ بعد ذلك بالقاهرة فذكر لهما أنّه سمع كثيرا بالصّالحيّة على جماعة منهم ابن المحبّ، والكركيّ، وقرأ عليه البقاعيّ شيئا من مسموعه، فكان يحضر تارة ويغيب أخرى فتركاه بعد أن أجاز لهما وذلك سنة 838 بالقاهرة. ومات فيها أو في الّتي بعدها.

315 -

‌ عبد الرّحمن بن عليّ بن عبد الرّحمن

بن الشّيخ أبي عمر المقدسيّ، زين الدّين

(1)

أبو الفرج الإمام، المفتي، الزّاهد.

315 - شمس الدّين التّتريّ، (689 - 765 هـ):

من آل قدامة المقادسة.

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 90)، و «المنهج الأحمد»:(457)، و «مختصره»:(117)، و «التّسهيل»:(1/ 387).

ويراجع: «البداية والنهاية» : (14/ 307)، و «المنتقى من مشيخة ابن رجب»: رقم (229)، و «مشيخة العاقولي»: ورقة (134)، و «ذيل العبر» لأبي زرعة:(25)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 147)، و «لحظ الألحاظ»:(145)، و «الدّرر الكامنة»:(2/ 444)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 308)، و «شذرات الذهب»:(6/ 204).

(1)

في «المقصد الأرشد»

وغيره «شمس الدين» ولعل ما ذكره المؤلّف هنا هو الصواب؛ لأن الغالب على «عبد الرّحمن» لقب زين الدين، والغالب على «محمد» لقب «شمس الدين» .

قال العاقولي في مشيخته «الدّراية في معرفة الرّواية» ، (الشيخ الثالث والعشرون):

«أخبرنا الشيخ الزّاهد عبد الرّحمن .. وقال: هو الشّيخ الجليل النّبيل شمس الدين-

ص: 506

قال في «الدّرر» : المعروف ب «التّتريّ» ؛ لأنّه كان أسر سنة قازان.

ولد سنة 689 وأسمع على إسماعيل الفرّاء، والتّقي سليمان، وعائشة بنت المجد بن الموفّق وغيرهم، وكان فاضلا، متعبّدا، حسن الأخلاق، قاله ابن رافع، وأرّخ وفاته في جمادى الأولى سنة 765 وفي «الشّذرات» ثاني المحرّم سنة 95 ولعلّ الأوّل أصحّ.

316 -

‌ عبد الرّحمن بن عليّ بن محمّد بن عبد الرّحمن

بن محمّد بن مفتاح الدّين البعليّ، الدّهّان.

قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن مفتاح الدّين» ولد سنة 782 ببعلبكّ ونشأ بها فقرأ القرآن على الشّمس بن الجوق، وحضر في الفقه عند الجمال ابن يعقوب وغيره، وسمع بها بعض «البخاري» على الزّين عبد الرّحمن ابن الرّغبوب، وحدّث، وسمع منه الطّلبة، لقيته بدمشق فقرأت عليه «المائة

316 - ابن مفتاح الدّين، (782 - 860 تقريبا):

أخباره في «التّسهيل» : (67)، عن «الضّوء اللامع»:(4/ 103).

- المشهور ب «التتري» أسر والده في واقعة غازان بالشّام المحروس فلقب بذلك، شيخ جليل زاهد، من أعيان الحنابلة، بلغنا أنه كان كثير الصّلاة على الجنائز حتى إنّه ربما جعل لمن يخبره بذلك جعلا». وأورد بعض مسموعاته وسنة مولده ووفاته ثم قال:«أجاز لنا إجازة مطلقة بجميع ما يجوز له روايته في سنة ثلاث وستين وسبعمائة وكتب بخطّه» .

وقد ذكر الحافظ ابن رجب وغيره أنّ التتار أسروا أباه سنة 699 هـ وقتلوه على مرحلتين من ألبيرة. فالأليق إذا بلقبه أن يكون: «ابن التتري» .

ص: 507

المنتقاة لابن تيميّة» وكان خيّرا، يتكسّب بالدّهان، وحجّ، ومات قريب السّتين./

317 -

‌ عبد الرّحمن بن عمر بن عبد الرّحمن بن حسن

بن يحيى بن عمر بن عبد المحسن، الزّين، أبو زيد، وأبو هريرة، ابن السّراج أبي حفص، بن النّجم، اللخميّ، المصريّ، الحمويّ الأصل، الكنانيّ، ثمّ المقدسيّ.

317 - عبد الرّحمن القبابيّ: (749 - 838 هـ):

أخباره في «الجوهر المنضّد» : (57)، و «المنهج الأحمد»:(486)، و «مختصره»:

180، و «التّسهيل»:(2/ 47). وينظر: «إنباء الغمر» : (8/ 364)، و «معجم ابن فهد»:(361)، و «الأنس الجليل»:(2/ 260)، و «المنهج الجلي»:(65)، و «شذرات الذّهب»:(7/ 227).

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد الرّحمن بن عمر الشّويكي (863 - 951 هـ).

ذكره الغزّي في «النّعت الأكمل» : (118) نقلها عن مشيخة أكمل الدّين ابن مفلح أو عن تذكرته. قرأ على البرهان ابن مفلح، وناصر الدّين محمد بن زريق. وغيرها.

وخط يده تملكه لنسخة من كتاب «اللوامع الشّمسية في إعراب الخلاصة الألفية» لمحمد بن علي بن عشائر الشّافعي الحلبي (ت 789 هـ) في الظّاهرية رقم (1645 نحو) واسمه كما هو مثبت هناك، عبد الرّحمن بن عمر الشّويكي العلويّ الحنبليّ ورفع ابن زريق المقدسي نسبه في ثبته: ورقة: 205، فقال:«عبد الرّحمن بن عمر ابن أحمد بن منصور العلوي الشّويكيّ النابلسيّ، ثم الصّالحيّ الحنبليّ» .

- وعبد الرّحمن بن غنّام بن محمّد بن غنّام النّجديّ الأصل الزّبيريّ الحنبليّ.

(ت 1282 هـ) ذكره المؤلّف في ترجمة والده غنام بن محمد.

ويراجع: «إمارة الزبير» : (3/ 89).

ص: 508

قال في «الضّوء» : ويعرف ب «القبابيّ» بكسر القاف وموحّدتين، نسبة للقباب الكبرى من قرى أشموم الرّمّان بالصّعيد.

ولد في ثالث عشر شعبان سنة 749 ببيت المقدس، ومات أبوه في سنة 55، ونشأ المترجم فحفظ القرآن، واشتغل بالفقه حنبليّا كأبيه وجدّه، رأى الشّيخ عبد الله العشقيّ شيخ الشّيخ عبد الله البسطاميّ، وأجازه ولبس منه الخرقة

(1)

، وأسمع على أبيه النّجم، وابن الهبل، وابن أميلة، والبيانيّ، والصّلاح ابن أبي عمر، وابن السّوقيّ، والشّمس بن المحبّ، والعماد بن السّراج، وناصر الدّين بن النّوسي، وزينب ابنة قاسم العجميّ في آخرين، منهم الحافظ العلائيّ، وابن رافع، والفقيه الشّمس بن قاضي شهبة، والجمال يوسف السّرّمرّيّ، وغيرهم، وأجاز له التّقيّ السّبكيّ والكمال النّسابة، والجمال الأسنائيّ والجمال ابن هشام النّحويّ، والميدوميّ، وابن القيّم، وابن الخبّاز، وأبو الحرم القلانسيّ وجمع كثير، تجمعهم مشيخته الّتي خرّجها له شيخنا

(2)

وأدرج في تاريخه جمعا ممّن أجاز له وهم السّبكيّ، والخلاطيّ،

(1)

مضى في التعليق الأول على الترجمة رقم 5 التنبيه على مثل هذا.

(2)

هي المشيخة المعروفة ب «المشيخة الباسمة للقبابي وفاطمة» قال الكتّاني في «فهرس الفهارس» (2/ 635): ««المشيخة الباسمة للقبابي وفاطمة» لشيخ الإسلام الحافظ ابن حجر، عندي نحو النّصف منها من نسخة مصحّحة بخطّ الحافظ السّخاوي، وكانت على ملكه، ومراده ب «القبابي» المسند زين الدّين أبو زيد عبد الرّحمن ابن عمر اللّخميّ المصريّ القبابيّ المقدسيّ، ومراده ب «فاطمة» فاطمة بنت الشّيخ صلاح الدّين بن أبي الفتح المقدسي، وجمعهما لاشتراكهما في المشايخ الذين أجازوا لهما في استدعاء مؤرخ: سنة 754 هـ، وترجم للشيخ والشيخة صاحب-

ص: 509

وابن جماعة، ومغلطاي، وابن نباتة، في شيوخ السّماع سهوا والصّواب ما أثبته، وكذا ذكر غيره في شيوخ السّماع الشّهاب محمود والميدوميّ، وابن كثير، والتّقيّ ابن حزم، ونادر القونويّ الضّرير، وابن زباطر، وأحمد بن عبد الرّحمن المرداويّ وخلق، ومن شيوخ الإجازة التّاج السّبكيّ وأخوه البهاء، وممّن أفرد شيوخه بالسّماع والإجازة أيضا ابن ناصر الدّين، وقد حدّث بالكثير، أخذ عنه القدماء، وألحق الصّغار بالكبار والأحفاد بالأجداد، وممّن أخذ عنه من الحفّاظ الجمال بن موسى المراكشيّ، والتّاج بن الغرابيليّ، وانتقى عليه، والعماد إسماعيل بن شرف، والموفّق الآبيّ، وابن أبي الوفاء وعبد الكريم القلقشنديّ، وأبو العبّاس المقدسيّ، والنّجم بن فهد، ونسيم الدّين عبد الغنيّ المرشديّ، وغيرهم من الرّجال كالشّمس ابن قمر، واستدعى لي منه الإجازة جوزي خيرا فقد انتفعت بها، وكان شيخا، خيّرا، متيقّظا، منوّرا، محافظا على التّلاوة والعبادة، حريصا على الملازمة لطائفة بيت

- «الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل» ، كما ترجم لهما أيضا يوسف سبط الحافظ ابن حجر في كتابه:«بيان الصناعة بعشرة من أصحاب ابن جماعة» وهي أيضا عندي، وجملة ما في المشيخة الباسمة هذه مائة وستة وستّون شيخا، وعدة ما اتفقا فيه «52» وعدة ما انفرد به القبابي 84 نفسا، وعدة ما انفردت به فاطمة 30 نفسا فجميع شيوخ القبابي 136 نفسا، وجميع شيوخ فاطمة 82 نفسا، نروي المشيخة المذكورة بأسانيدنا إلى الحافظ ابن حجر عنهما» انتهى كلام الكتاني رحمه الله.

أقول: اطلعت عليها ولديّ منها نسختان جيّدتان سوى ما ذكر الكتاني رحمه الله، وهي من أجل مصادري ولله المنّة.

ص: 510

المقدس والخليل، كالكمال ابن أبي شريف، وإن بقي الزّمان ربّما يبقى من يروي عنه بالإجازة لنحو القرن العاشر.

مات في يوم الثّلاثاء سابع ربيع الثّاني سنة 838 ببيت المقدس، ودفن بجنب أبيه بمقبرة باب الرّحمة، ونزل النّاس في كثير من المرويّات بموته درجة.

318 -

‌ عبد الرّحمن بن الكازروني الإمام

، العلّامة، المقرئ، المحدّث، قاضي القضاة.

كان من أهل العلم ومشايخ القراءة، وله سند عال في الحديث الشّريف، وولي قضاء حماة مدّة طويلة، ووقع [له] العزل والولاية، وكانت سيرته حسنة، وللنّاس فيه اعتقاد.

توفّي بحماة سنة 895 وقد جاوز الثّمانين. قاله في «الشّذرات» ./

319 -

‌ عبد الرّحمن بن محمّد بن إبراهيم بن عبد الله

بن الشّيخ أبي عمر المقدسيّ الخطيب، شمس الدّين، أبو الفرج بن عزّ الدّين بن العزّ الفرضيّ.

318 - ابن الكازرونيّ، (؟ - 895 هـ):

أخباره في «المنهج الأحمد» : (511)، و «مختصره»:(195)، و «التّسهيل»:(2/ 195). ويراجع: «الشّذرات» : (7/ 357).

319 -

ابن العزّ الفرضيّ، (698 - 773):

من آل قدامة المقادسة.

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 110)، و «الجوهر المنضّد»:(58)، و «المنهج

-

ص: 511

قال في «الدّرر» : ولد في رجب سنة 698 وسمع من الحسن بن عليّ الجلال، وعيسى المغاريّ، والتّقيّ سليمان وغيرهم، واشتغل بالعلم ومهر في الفرائض، وانتفع النّاس به فيها، وكان من الخيار، أقرأ بالجامع المظفّريّ مدّة، وخطب به.

ومات في جمادى الآخرة، وقيل: مستهلّ شعبان سنة 773 وهو عمّ شيخنا العماد أبي بكر بن إبراهيم بن العزّ محمّد بن العزّ إبراهيم الفرضيّ

(1)

.

320 -

‌ عبد الرّحمن بن الجمال محمّد بن أحمد العجميّ

الكيلانيّ الأصل، المكّيّ.

قال في «الضّوء» : سمع منّي بمكّة وسافر [إلى] الهند، وهو في سنة 897 بمكّة.

- الأحمد»: (463)، و «مختصره»:(163)، و «التّسهيل»:(1/ 394).

وينظر: «إرشاد الطالبين» : (427)، و «ذيل العبر» لأبي زرعة:(66)، و «الوفيات» لابن رافع:(2/ 386)، و «إنباء الغمر»:(1/ 26)، و «الدّرر الكامنة»:(2/ 448)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 211)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 526)، و «الشّذرات»:(6/ 228).

قال ابن ظهيرة: «وكان له يد طولى في الفرائض، وله حظّ من الخير والعبادة

».

320 -

الكيلانيّ المكّيّ، (؟ - 897 هـ):

«الضّوء اللامع» : (4/ 122).

(1)

تقدم ذكره في موضعه.

ص: 512

321 -

‌ عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد

بن محمّد بن عثمان بن أسعد بن المنجّى، شمس الدّين التّنوخيّ.

قال في «الدّرر» : روى عن القاضي سليمان بن حمزة وعيسى المطعّم وأبي بكر بن أحمد بن عبد الدّائم وغيرهم. مات في جمادى الأولى سنة 764، وهو أخو شيختنا

(1)

فاطمة الّتي عاشت إلى سنة 803 وانفردت بالرّواية بالإجازة عن مشايخ أخيها بالسّماع.

321 - ابن المنجّى، (؟ - 764 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (1/ 386).

ويراجع: «البداية والنهاية» ، و «الدّرر الكامنة»:(2/ 449)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة» وفيات سنة 764 هـ.

قال الحافظ ابن كثير: «وفي يوم الثّلاثاء العشرين من جمادى الأولى سنة أربع وستين وسبعمائة توفي الصّدر شمس الدّين عبد الرّحمن بن الشّيخ عزّ الدين ابن المنجّى التّنوخيّ بعد العشاء الآخرة، وصلّى عليه بجامع دمشق بعد صلاة الظّهر، ودفن بالسّفح» .

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد الرّحمن بن محمّد بن حسن بن يعقوب الحنبلي.

يراجع: «ثبت ابن زريق» : ورقة: 73، وعبارته: «سمعت على الشّيخين العالمين

والقاضي جمال الدّين عبد الرحمن بن محمد

».

- عبد الرّحمن بن محمّد بن ذهلان (ت 1099 هـ). سيذكره المؤلّف في المجاهيل آخر الكتاب.

(1)

ذكرها المؤلّف في موضعها كما سيأتي.

ص: 513

322 -

‌ عبد الرّحمن بن محمّد بن خالد بن زهرة

- بفتح الزّاي- الحمصيّ، زين الدّين بن القاضي شمس الدّين.

قال في «الشّذرات» : كان من أهل الفضل، قرأ «المقنع» على والده وروى الحديث بسند عال، روى عن الشّيخ شمس الدّين بن اليونانيّة عن الحجّار. وكان ملازما للخشوع والصّلاح والعبادة.

توفّي سنة 862 - انتهى-.

وفي «معجم ابن فهد» أنّه شافعيّ، وقال: ولد سنة 777 بحمص ونشأ بها فحفظ القرآن وغالب «المنهاج» و «الألفيّة» وعرض على جماعة، وسمع من إبراهيم بن فرعون البعليّ قطعة من آخر «الصّحيح» وهي من باب قوله تعالى

(1)

: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ وحدّث بها، قرأتها عليه، وتنزّل طالبا بالنّوريّة، وذكر أنّه حضر عند الزّين ابن رجب، والشّمسين ابن مفلح وابن التّقيّ الحنبليين، وأعرض عن ذلك، وباشر عند والي بلده. وكان جلدا قويّا.

مات في شوّال سنة 864.

322 - ابن زهرة الحمصيّ، (777 - 864 هـ):

تقدّم ذكر نبذة عن أسرته.

أخباره في «المنهج الأحمد» : (498)، و «مختصره»:(187).

وينظر: «معجم ابن فهد» : (130)، و «الضّوء اللامع»:(4/ 129)، و «الشّذرات»:(7/ 301).

(1)

سورة الصّافات، الآية:96.

ص: 514

323 -

‌ عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الحميد

بن عبد الهادي بن يوسف بن محمّد بن قدامة، المقدسيّ، الصّالحيّ، المقيم بالمدرسة العادليّة.

323 - قيّم المدرسة العادليّة، (656 - 749 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (372)، ولم يذكر ابن رجب، ولا ابن مفلح ولا العليمي.

ويراجع: «معجم الذهبي» : (1/ 377)، و «وفيات ابن رافع»:(2/ 110)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 95)، و «الدّرر الكامنة»:(2/ 450)، و «لحظ الألحاظ»:(119).

ووقع اشتباه على المؤلّف- رحمه الله في سنة ميلاد المذكور، فنقل عن «الدّرر الكامنة» أنه سنة 757 هـ وهو سبق قلم بلا شك، وصاحب «الدّرر» لم يذكر وفاته.

وعلى هذا يدخل في شرط المؤلّف ولكن الموجود في «الدّرر الكامنة» وغيره 657 هـ وذكروا وفاته سنة 749 هـ فلا يدخل في شرطه؛ لأنه توفي قبل سنة 751 هـ السّنة التي بدأ بها ابن حميد كتابه، وهو مستدرك على ابن رجب، وابن مفلح، والعليميّ.

قال محقّق «الدّرر الكامنة» : «وفي هامش ت: وجدت في «معجم» الحافظ الذهبي أنه ولد قبيل سنة 660 هـ، ورأيت بخط بعض تلاميذه أنه ولد سنة 652 هـ كتبه أحمد ابن رافع».

وفي «وفيات ابن رافع» رحمه الله ذكر مولده ووفاته في وفيات سنة 749 هـ قال:

«وفي يوم السبت الخامس والعشرين منه [ذو القعدة] توفي المسند أبو محمد عبد الرحمن ابن محمد بن العماد عبد الحميد

وقال: مولده سنة ستّ وخمسين وستّمائة

».

قال الحافظ الذهبي: «وهو إنسان مبارك خيّر متعفف» .

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد الرّحمن بن محمد السّحيمي، بكريّ، ثوريّ، سبيعيّ، عنيزيّ الأصل،

-

ص: 515

قال في «الدّرر» : ولد سنة 757 تقريبا، وسمع على ابن عبد الدّائم «صحيح مسلم» و «حديث بكر بن بكّار» وغير ذلك وسمع منه عمر الكرمانيّ وعبد الوهّاب بن النّاصح، وابن أبي عمر، والفخر، وإسماعيل بن العسقلانيّ، وحوس بن دغفل وغيرهم، وأقدمه وزير بغداد إلى الدّيار المصريّة فحدّث ب «صحيح مسلم» مرارا منها بالصّالحيّة، وكان الجمع متوفّرا جدّا بحيث رتّب أسماء السّامعين ضابطها محمّد بن المعيني على حروف المعجم فحدّث عنه الكثير به إلى أن كان آخرهم موتا الرّئيس شرف الدّين أبو الطّاهر بن الكويك، ورجع عبد الرّحمن إلى الشّام فمات بالصّالحيّة سنة

/

324 -

‌ عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن

، الزّين بن الشّمس العليميّ نسبة لعليّ بن عليم المقدسيّ قاضيه وابن قاضيه.

قال في «الضّوء» : كتب إليّ سنة 896 يلتمس منّي أن أذيّل له على «طبقات الحنابلة» لابن رجب وأن أجيز له، وهو الآن- فيما بلغني- أمثل قضاة

- أشيقريّ المولد والإقامة، من «آل إسماعيل» الأسرة المشهورة بالعلم والفضل، لا زالت أسرتهم تحمل هذا الاسم في عنيزة وأشيقر. وصاحب التّرجمة خطاط مشهور بنسخ المصاحف، توفي بعد سنة 1163 هـ.

يراجع: «علماء نجد» : (2/ 406).

324 -

زين الدّين العليميّ، (860 - 928 هـ):

صاحب «المنهج الأحمد» ، و «الدّر المنضّد» .

كلاهما في طبقات الحنابلة الأول مطول، والثاني مختصر، وقد كتبت في مقدمة «الدّر المنضّد» عن حياة العليمي ومصادر ترجمته ما يغني عن إعادته هنا. فارجع إليها إن شئت، مشكورا مأجورا، غير مأمور.

ص: 516

القدس، حسن السّيرة، له شهرة بالفضل والإقبال على التّاريخ، مع خطّ حسن ونظم، وكانت ولايته بعد انقراض غالب بني عبد القادر النّابلسيّ، كما أنّ والده ولي قبل البدر والد الكمال منهم، ثمّ انفصل، وقد دخل هذا القاهرة، وجلس بها شاهدا، وأخذ عن البدر السّعديّ.- انتهى-.

قال الشّيخ جار الله: وبعد المؤلّف اجتمعت به في بيت المقدس، وذكر لي أنّه ولد في ليلة الأحد ثالث عشر ذي القعدة سنة 860 بالقدس الشّريف، فحفظ القرآن وله نحو عشر سنين، وقرأه على فقيهه العلاء عليّ الغزّيّ برواية عاصم، وأحضره مجالس شيخه الشّمس محمّد بن موسى بن عمران في الحديث، منها «البخاري» واعتنى له بتحصيل الإجازة وحفظ «الملحة» للحريريّ، وعرضها وعمره دون ستّ سنين على بلديّة التّقيّ القلقشنديّ، وأجازه بها وبمرويّاته، ثمّ حفظ كلّا من «المقنع» و «الخرقيّ» وعرضهما على علماء بلده منهم كمال الدّين بن أبي شريف، والشّيخ أبي الأسباط، والنّجم ابن جماعة، والبرهان الأنصاريّ، وغيرهم، واشتغل في الفقه على والده، وقرأ عليه الكتابين المذكورين، ثمّ بعد وفاته لازم الشّيخ شهاب الدّين العمري الشّافعيّ فقرأ عليه كتابه «المقنع» بعد عرضه لبعضه، وحضر وعظه ودروسه، وأجازه بها ودخل القاهرة سنة 80 فحفظ بها «التّسهيل» في الفقه للباسلار، وحلّه على شيخه القاضي بدر الدّين السّعديّ، وتفقّه به، وسمع الحديث على جماعة منهم الخليفة العباسيّ المتوكّل على الله عبد العزير، وشيخنا الحافظ السّخاويّ، والقطب الخيضريّ، والحافظ عثمان الدّيميّ والجلال البكريّ، وغيرهم وأقام بها عشر سنين، ثمّ ولي قضاء الرّملة سنة 89، وسافر إليها وأقام

ص: 517

بها سنتين، ثمّ أضيف إليها قضاء القدس والخليل ونابلس، ثمّ ترك قضاء نابلس باختياره بعد سنتين، واستمرّ على الباقي إلى الدّولة العثمانيّة في خامس ذي القعدة سنة 922، وكانت مدّة ولايته للقدس إحدى وثلاثين سنة ونصفا غير السّنتين المتقدّمتين في الرّملة، لم يتخلّل له فيها عزل، وحجّ في أثنائها سنة 809 مع التّجريد، وصحبة أمير الرّكب الرّجبيّ، وأقام بمكّة نحو شهر ملازما للتّلاوة والعبادة خصوصا بعد انفصاله عن القضاء فإنّه انقطع بالمسجد الأقصى يدرّس ويفتي ويؤلّف، له عدّة مؤلّفات منها تفسيران أحدهما- مطوّل- سمّاه «فتح الرّحمن» في مجلّدين، ومختصر سمّاه «الوجيز» واختصر كتاب «الإنصاف» للعلّامة المرداويّ لم يعمل منه إلّا النّصف سمّاه «الإتحاف» وله «تصحيح الخلاف المطلق في المقنع» وتاريخ بلده المسمّى ب «الأنس الجليل/ بتاريخ القدس والخليل» وهو عظيم في بابه أحيا به مآثر بلاده «والإعلام بأعيان دولة الإسلام» وطبقتين صغرى وكبرى أولاهما «المنهج الأحمد» وثانيتهما «الدّرّ المنضّد في أصحاب الإمام أحمد» وغير ذلك من النّثر والنّظم، وأخذت عنه بعضها، وأجاز لي روايتها، وبلغني أنّه مات بعد سنة 928 بالقدس الشّريف، ودفن بها قدّس الله روحه.

ص: 518

325 -

‌ عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله بن محمّد الزّين

أبو ذرّ ابن الشّمس ابن الجمال ابن الشّمس المصريّ المذكور أبوه في المائة الثّامنة.

325 - زين الدّين الزّركشيّ، (768 - 846 هـ):

هذا هو ابن صاحب «شرح الخرقي» .

لم يذكره ابن مفلح ولا ابن عبد الهادي، وذكره العليمي في «المنهج الأحمد»:

491، و «مختصره»:(182)، و «التّسهيل»:(2/ 56).

وينظر: «إنباء الغمر» : (9/ 194)، و «عمدة المنتحل»:(86)، و «معجم ابن فهد»:(132، 133)، و «الضّوء اللامع»:(4/ 146)، و «عنوان الزّمان»:

142، و «حسن المحاضرة»:(1/ 483)، ولم يذكره ابن العماد في «الشّذرات» .

* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- الشّيخ عبد الرحمن بن محمّد بن عبد الله بن مانع النّجديّ التّميميّ الأشيقريّ ثم العنيزيّ (ت 1287 هـ) وهو ممن عاصر المؤلّف فلعلّه أسقطه عمدا جريا على عادته في إسقاط تراجم علماء الدّعوة. والمذكور قرأ على الشيخ عبد الرحمن بن حسن وابنه عبد اللطيف، كما قرأ على جده لأمه العلّامة عبد الله بن عبد الرّحمن أبا بطين، وولّاه الإمام فيصل قضاء القطيف وسكن الأحساء إلى أن مات فيها رحمه الله في التاريخ المذكور.

أخباره في «مشاهير علماء نجد» : (339)، و «علماء نجد»:(2/ 419). ووالده وبعض أسرته سيذكرون في مواضعهم إن شاء الله أخرّج ما ذكره المؤلّف، وما أعرفه أنا وأستطيع استدراكه استدركته. وقد استمرت هذه الأسرة «آل مانع» تتوارث العلم كابرا عن كابر، واشتهر منها فضلاء بعد المؤلّف علماء وقضاة. وفي وقتنا الحاضر منهم: الشّيخ، الفاضل، الأستاذ أحمد بن محمّد بن عبد العزيز آل مانع، وله في معرفة التّاريخ والتّراجم مزيد فضل، بارك الله فيه وجزاه عنّي خيرا.

-

ص: 519

قال في «الضّوء» : ويعرف ب «الزّركشيّ» صنعة أبيه، ولد في سابع رجب سنة 758 بالقاهرة، ونشأ بها، فحفظ القرآن و «العمدة» و «المحرّر» الفقهي وأخبر أنّه عرضه على البهاء أبي البقاء والتّقيّ السّبكيّين، والسّراج الهنديّ، والجمال الأسنويّ، وقاضي الحنابلة ناصر الدّين نصر الله الكنانيّ، والزّين العراقيّ، وأكمل الدّين الحنفيّ، ويحيى الزّهوني، وأجازوه، وتفقّه بنصر الله المذكور وغيره، وقرأ في العربيّة على البرهان الدّجويّ وغيره، ثمّ ارتحل إلى دمشق قبل الفتنة وأخذ الفقه أيضا عن الزّين بن رجب، وقاضي الحنابلة

- وعبد الرّحمن بن محمّد بن عبيد الجلاجليّ السّديريّ، الفقيه، النّجديّ الحنبليّ (ت بعد سنة 1254 هـ).

ولد في جلاجل في منطقة سدير بنجد، وانتقل إلى الزّبير جنوبي العراق ودرس على علمائها من الحنابلة منهم: إبراهيم بن جديد، ومحمد بن سلّوم، وأحمد بن صعب. ذكره شيخنا عبد الله البسّام في «علماء نجد»:(2/ 409)، وذكر إجازته من أحمد بن صعب، وفيها: إنه كان يلازمه في رحلته بين عام (1251 - 1254 هـ).

وينظر: «إمارة الزّبير» : (3/ 90).

- وعبد الرّحمن بن محمّد القاضي (ت 1261 هـ).

لا أدري لماذا لم يترجم له المؤلّف فهو قاضي بلده، وهو بدرجة شيوخه، وهو لا يجهله. وقد عيّنه الإمام تركي بن عبد الله قاضيا في عنيزة فولي التّدريس والإفتاء والإمامة بها حتى سنة 1248 هـ لما عيّن الإمام العلّامة عبد الله بن عبد الرّحمن أبا بطين مفتي الدّيار النّجدية قاضيا في عنيزة على عموم القصيم. قال ابن عيسى:

«وفيها [1261 هـ] وفي أول يوم من ذي الحجة توفي الشّيخ عبد الرّحمن بن محمّد القاضي في عنيزة رحمه الله» .

يراجع: «تاريخ بعض الحوادث» : (169)، و «علماء نجد»:(2/ 217).

-

ص: 520

الشّمس بن التّقيّ، وحضر عند الزّين القرشيّ، وأجاز له الجمال نصر الله البغداديّ والد المحبّ بالإفتاء والتّدريس، ودخل نابلس، وإسكندريّة، ودمياط، والصّعيد، وغيرها، وزار بيت المقدس والخليل، وحجّ قبل القرن وبعده، وناب في القضاء قديما ثمّ تركه، وكان أبوه أسمعه في صغره كثيرا لكن لمّا مات حصلت لهم كلفة فذهبت أثباته في جملة كتبه، ثمّ ظفر الشّهاب الكلوناني بسماعه «صحيح مسلم» سنة 765 في نسخة سعيد السّعداء على الشّمس محمّد بن إبراهيم البيانيّ، فأرشد النّاس إليه حتّى أخذه عنه الجم

- والشّيخ عبد الرّحمن بن محمّد بن عتيق بن بسّام الوهيبيّ التّميميّ (ت بعد 956 هـ) ذكره شيخنا عبد الله البسّام في «علماء نجد» : (2/ 405) عن الشّيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى، وقال:«كان خطّه في غاية الحسن والإتقان كتب كتاب: «الرّدّ على الجهميّة» للإمام أحمد وقال في آخره: علقه لنفسه عبد الرّحمن ابن عتيق بن بسّام الحنبليّ تاريخ ستة عشر ربيع الثاني سنة ست وخمسين وتسعمائة هجرية».

* وممّن أسقطهم المؤلّف- عفا الله عنه-: من أئمة الدّعوة عمدا:

- الشّيخ عبد الرّحمن بن نامي (ت 1234 هـ) ويظهر أنّ بين عبد الرّحمن ونامي آباء وأجداد.

من تلاميذ شيخ الإسلام محمّد بن عبد الوهّاب وابنه عبد الله، عيّنه الإمام عبد العزيز قاضيا في العيينة، ثم ولّاه الإمام سعود بن عبد العزيز قضاء مكة ثم الأحساء. ألقي عليه القبض بعد سقوط الدّرعيّة فسجن ثم قتل شهيدا سنة 1234 هـ في الأحساء.

ترجمته في «عنوان المجد» : (1/ 192، 364، 424، 430) و «تاريخ الفاخري» :

151، و «التّسهيل»:(2/ 205)، و «علماء نجد»:(2/ 432).

-

ص: 521

الغفير من الأعيان وغيرهم، وألحق في ذلك الأحفاد بالأجداد، وفي الأحياء ممّن سمع منه الكثير، وكذا سمع من التّقيّ عليّ بن حاتم، والزّين العراقيّ سنة 82 الختم من أبي داود، واستقرّ في تدريس الحنابلة بالأشرفيّة برسباي أوّل ما فتحت من واقفها بالشّيخونيّة، مع الإسماع بها عقب المحبّ بن نصر الله وغيره، وكان العلاء بن العلاء يحبّه كثيرا ويجلّه ويعتقد فيه الصّلاح، وتنزّل في الأشرفيّة فارتفق بها كثيرا.

وكان إماما، متواضعا، جيّد الذّهن، حسن الفضيلة، مشاركا، بل أخبر أنّه ابتدأ في تصانيف لم تكمل، ولكنّه استروح في آخر عمره خصوصا، وكان قد قلّ بصره حتّى كاد أن يكفّ ومع ذلك لم يقطع المطالعة من الخطّ الثّخين ويستعين في الدّقيق بغيره ثمّ تراجع إليه بعض بصره. وقد ترجمه شيخنا في «إنبائه» وقال: كان يدري الفقه على مذهبه، وصار/ في هذا الوقت مسند المصر مع صحّة بدنه وضعف بصره.

مات في ليلة الأربعاء ثامن عشر صفر سنة 846 بالقاهرة وذكره المقريزيّ في «عقوده» .- انتهى-.

قال الحافظ في «الإنباء» وابن فهد في «معجمه» : ونزل النّاس بموته درجة، وناهز التّسعين.- انتهى-.

- * ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله.

- عبد الرّحمن بن يعقوب البعليّ (ت؟).

ذكره ابن عبد الهادي في «الجوهر المنضّد» : (66)، ولم يذكر وفاته. ولعلّه هو عبد الرّحمن بن محمد المذكور فيما سبق.

ص: 522

قلت: وخطّه ركيك جدّا لا يكاد يقرأ. عندي منه تبليغه على سماعات كتب حديثيّة.

326 -

‌ عبد الرّحمن بن محمّد بن مفلح

، زين الدّين، الإمام بن الإمام.

صاحب «الفروع» أصغر أولاده، دأب واشتغل، وحفظ «المقنع» في الفقه، وكان شكلا، حسنا، بارعا، مترفّعا.

توفّي يوم الاثنين خامس جمادى الأولى سنة 788 ودفن بالرّوضة قريبا من والده وجدّه. قاله في «الشّذرات» .

327 -

‌ عبد الرّحمن بن نصر الله بن أحمد بن محمّد

بن عمر، نور الدّين، ابن الجلال التّستريّ الأصل، البغداديّ ثمّ القاهريّ، أخو المحبّ أحمد

326 - ابن مفلح، (؟ - 788 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 110)، و «الجوهر المنضّد»:(58)، و «المنهج الأحمد»:(463)، و «مختصره»:(163، 164)، و «التّسهيل»:(2/؟).

ويراجع: «ذيل العبر» لأبي زرعة: (66)، و «وفيات ابن رافع»:(2/ 386)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 211)، و «الدّرر الكامنة»:(2/ 448)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 526)، و «الشّذرات»:(6/ 228).

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- الشّيخ عبد الرّحمن بن مصبّح الباهليّ النّجديّ القاضي.

«عنوان المجد» : (2/ 303).

327 -

نور الدّين ابن نصر الله، (771؟ - 840 هـ):

من أسرة علميّة مشهورة، تقدم التّعريف بها من «آل نصر الله التّستريّين البغداديّين» .

ص: 523

الماضي

(1)

وذاك الأكبر.

قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن نصر الله» .

ولد في جمادى الآخرة سنة 771

(2)

ببغداد، ونشأ بها فأخذ عن أبيه وأخيه وغيرهما، وانتقل سنة 90 إلى القاهرة مع أبيه- وهو أصغر بنيه-، وسمع بها على المجد إسماعيل الحنفيّ «جامع التّرمذيّ» و «سنن النّسائيّ» ، وعلى ابن حاتم «الشّفاء» ، وعلى التّنوخيّ وغيرهم، وأجاز له ابن المحبّ وجماعة سنة 86 في استدعاء بخطّ أخيه، وتكسّب أوّلا بالحرير ونحوه في حانوت على باب القصر، ثمّ بالشّهادة، ثمّ ترقّى حتّى ناب في القضاء عن ابن المغلي، ثمّ أخيه، ثمّ ولي قضاء صفد استقلالا، فأقام بها سبع سنين، ثمّ عزل واستمرّ على النّيابة عن أخيه بعد أن حجّ، وجاور، حتّى مات وذلك في يوم الجمعة تاسع شعبان سنة 840 وقد أكمل ثلاثة عشر ولدا ولم يخلّف

- أخباره في: «المنهج الأحمد» : (491)، و «مختصره»:(182)، و «التّسهيل» .

وينظر: «إنباء الغمر» : (8/ 439)، و «عمدة المنتحل»:(86، 90)، و «معجم ابن فهد»:(134)، و «الضّوء اللامع»:(4/ 157).

(1)

ذكره المؤلّف في موضعه.

لم يذكره ابن مفلح ولا العليمي.

(2)

في «معجم ابن فهد» : «ولد في جمادى الآخرة سنة إحدى وثمانين وسبعمائة ببغداد، وسمع بها من أبي بكر السّنجاري «صحيح البخاري» ، ومن والده «صحيح مسلم» ثم قدم إلى القاهرة مع والده بعد التّسعين

»، وقال الحافظ ابن حجر في «الإنباء»: «ومولده سنة 783 هـ، وقدم مع أبيه بعد التسعين

».

ص: 524

أحدا، وكانت جنازته حافلة، ويقال: إنّه لم يكن محمودا في قضائه

(1)

، لكنّه كان فهما، ظريفا، حسن المودّة، كثير البشاشة، يستحضر كثيرا من الفقه، وهو ممّن أورده شيخنا في «تاريخه» - انتهى-.

أقول: في «الإنباء» إنّه حجّ سنة 37، وجاور سنة 8، ورجع إلى القاهرة سنة 39، فأقام بها ينوب عن أخيه إلى أن مات

(2)

.

328 -

‌ عبد الرّحمن بن يوسف بن أحمد بن سليمان

بن داود بن سليمان بن داود، الزّين، أبو الفرج، وأبو محمّد، ابن الجمال الدّمشقيّ الصّالحيّ.

قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن قريج» - بالقاف والرّاء وبالجيم- مصغّرا، وب «ابن الطّحّان» وهو أكثر.

328 - ابن قريج، (768 - 845 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 116)، و «المنهج الأحمد»:(492)، و «مختصره»:(183)، و «التّسهيل»:(2/ 55).

وينظر: «إنباء الغمر» : (9/ 176)، و «معجم ابن فهد»:(136)، و «الضّوء اللامع»:(4/ 160)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 396)، و «الشّذرات»:(7/ 256)، ووالده يوسف بن أحمد بن سليمان مذكور في موضعه.

(1)

قال الحافظ ابن حجر: «وكان حسن المودة، كثير البشاشة، وفي كثير من أحكامه مقال والله يعفو عنه» .

(2)

قال الحافظ ابن حجر أيضا: «فرجع إلى القاهرة في أوائل سنة 39 فأقام بها ينوب عن أخيه إلى أن مات في يوم الجمعة تاسع شعبان، وكان الجمع في جنازته وافرا، ولم أصلّ عليه؛ لأنّه أخرج وقت صلاة الجمعة وأنا صلّيت في جامع القلعة بالسّلطان» .

ص: 525

ولد في منتصف المحرّم سنة 768

(1)

بدمشق ونشأ بها، فحفظ القرآن واشتغل يسيرا، وسمع على الصّلاح بن أبي عمر «مسند الإمام أحمد» بتمامه فيما كان يذكر، والّذي وجد له في الطّبقة مسند ابن عمر وابن مسعود وابن عمرو

(2)

، وكذا سمع عليه «مأخذ العلم» لابن فارس، وعلى زينب ابنة قاسم ابن عبد المجيد بن العجميّ «منتقى» فيه ثمانيّة عشر حديثا من «مشيخة الفخر» و «جزء» فيه خمسة عشر حديثا مخرّجة من «جزء الأنصاريّ» وكلاهما انتقاء البرزاليّ، وعلى المحبّ الصّامت الكثير، بل قرأ عليه بنفسه، وكذا سمع من إبراهيم بن أبي بكر بن عمر، والشّهاب بن العزّ، ورسلان الذّهبيّ، وابن أبي الهول/ الجزريّ وطائفة، وكان يذكر أنّه سمع على ابن أميلة «السّنن لأبي داود» و «جامع التّرمذيّ» و «عمل اليوم والليلة» لابن السّنّيّ، وعلى البدر محمّد ابن عليّ بن عيسى بن قوالنج «صحيح مسلم» ولكن لم يظفر بذلك، كما قال صاحبنا ابن فهد، واستقدم القاهرة فأسمع بها، ولم يلبث أن مات بعد أن تمرّض أيّاما يسيرة بعد صلاة العصر من يوم الاثنين سابع عشرى صفر سنة 845 بقلعة الجبل، وصلّى عليه من الغد بباب المدرج في مشهد حافل ابن السّلطان وأركان الدّولة وخلق من العلماء والأخيار تقدّمهم شيخنا، ودفن بتربة طقتمش، وكان شيخا، لطيفا يستحضر كثيرا، ووصفه بعضهم بالإمام،

(1)

قال الحافظ ابن حجر: «ومولده سنة 764 هـ» ، وجاء في هامش نسخة من «الإنباء»:«إنما ولد خامس المحرم سنة ثمان وستين وسبعمائة» .

(2)

قال ابن فهد في «معجمه» : «كذا وجدت من مسموعه من المسند المذكور: مسند ابن عمر، ومسند عبد الله بن عمرو بن العاص

».

ص: 526

العالم، الصّالح.- انتهى-.

أقول: ووصفه الحافظ في «الإنباء» ب «المسند» وذكر كثيرا من مقروءاته ومسموعاته ومجازاته.

قال: وحدّث ب «سنن أبي داود» وقطعة كبيرة من «المسند» - انتهى-.

قال النّجم ابن فهد في «معجمه» : واستدعاه الظّاهر أبو سعيد جقمق مع رفيقه شيخنا أحمد بن عبد الرّحمن ناظر الصّاحبة، وعلي بن محمّد بن بردس إلى القاهرة فقدموها يوم الاثنين خامس عشر محرّم سنة 845.- انتهى-.

وأرّخ ولادته في «الإنباء» سنة 64.

329 -

‌ عبد الرّحمن بن يوسف بن عليّ

، زين الدّين [بن] القاضي جمال الدّين ابن الشّيخ نور الدّين، البهوتيّ المصريّ خاتمة المعمّرين، البركة، العمدة.

329 - عبد الرّحمن البهوتيّ، (؟ - بعد 1040 هـ):

أخباره في «النّعت الأكمل» : (204، 205)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:

103، و «التّسهيل»:(160).

وينظر: «خلاصة الأثر» : (2/ 405).

قال الغزّيّ في «النّعت الأكمل» : «ورأيت في ثبت المرحوم الشّيخ عبد الباقي الحنبلي مفتي دمشق ما نصّه: ومن جملة مشايخي الشّيخ عبد الرّحمن البهوتي الحنبلي، وعاش نحوا من مائة سنة وثلاثين سنة على ما هو مشهور، وأخذ عنه كثير منهم الشّيخ أحمد المقرئ المالكي، وكتب لي بخطه بعموم الإجازة سنة اثنتين وثلاثين وألف، ولكنّه لم يكن في الجملة أعلى سندا من غيره» . ونقل محققا «النّعت الأكمل» عن «الجواهر والدّرر» : «وكانت وفاته بعده بزمن يسير» .

-

ص: 527

قال المحبّيّ: ولد بمصر وبها نشأ، وقرأ الكتب السّتّة وغيرها من كتب الحديث، وروى «المسلسل بالأوّليّة» عن الجمال يوسف بن القاضي زكريّا، وعلوم الحديث عن الشّمس الشّاميّ، صاحب السّيرة تلميذ السّيوطيّ، ومن مشايخه في فقه مذهبه والده، وجدّه، والتّقيّ الفتوحيّ صاحب «منتهى الإرادات» وأخوه عبد الرّحمن ابنا شيخ الإسلام الشّهاب أحمد بن النّجّار الفتوحيّ، والشّيخ شهاب الدّين الفتوحيّ الحنبليّ، وغيرهم، وفي فقه الإمام مالك الشّيخ زين الدّين الجيزيّ، والشّيخ أبو الفتح الدّميريّ شارح «المختصر» والشّيخ محمّد الفيشيّ، والشّيخ محمّد الحطّاب المالكيّون، وفي

- أقول: ذكر الشّيخ صالح بن عثيمين في تسهيل السابلة ذكرا مقتضبا نقلا عن «هدية العارفين وإيضاح المكنون» للبغدادي، وقال: قال: إن له حاشية على «أنوار التّنزيل» للبيضاويّ وأنّه توفي بدمياط سنة تسع وثمانين بعد الألف.

يقول الفقير إلى الله تعالى عبد الرّحمن بن سليمان بن عثيمين: كلام البغداديّ في تراجم الرّجال وضبط أسمائهم ومعرفة مواليدهم ووفياتهم ينبغي أن لا يعوّل عليه، ولا يركن إليه، إنما يستأنس به، ويؤخذ مرجّحا، لا معتمدا؛ لكثرة ما رأيناه في الكتاب من أخطاء، وتداخل وتكرار وعدم تثبّت، وانجرّ هذا على كتاب «معجم المؤلّفين» لكثرة اعتماده عليه، وإصراره على الميل إليه والاقتباس منه، فوقع فيما وقع فيه.

واتبع الشّيخ صالح بن عثيمين أثرهما وسلك سبيلهما في هذه التّرجمة.

لذا تبقى سنة وفاة البهوتي هذا موضع شكّ لا يزول إلا بنصّ صريح، والغريب أنّ الشّيخ صالح بن عثيمين لم يتنبّه إلى أنّه ذكره في وفيات (1040) فأعاده ثانية في وفيات (1089)؟! وكثيرا ما يفعل مثل هذا، وعلى كلّ حال جزاه الله خيرا ورحمه وعفا عنّا وعنه.

ص: 528

فقه أبي حنيفة شمس الدّين البرهمتوشيّ، وأبو الفيض السّلميّ، وأمين الدّين ابن عبد العال، وعليّ بن غانم المقدسيّ الحنفيّون، وفي فقه الشّافعيّ الشّمس الخطيب الشّربينيّ، والشّمس العلقميّ شارح «الجامع الصّغير» والشّيخ وليّ الدّين الضّرير شارح «التّنبيه» في أربع مجلّدات. وعنه أخذ جمع منهم العلّامة الشّيخ منصور البهوتيّ، والحافظ عبد الباقي الدّمشقيّ الحنبليّان، وكان سنة 1040 موجودا في الأحياء.

330 -

‌ عبد الرّحيم بن أحمد بن محمّد بن أحمد

بن المحبّ عبد الله بن أحمد ابن محمّد/ بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرّحمن بن إسماعيل ابن منصور بن عبد الرّحمن، الزّين، السّعديّ، المقدسيّ الأصل، الصّالحيّ الذّهبيّ أبوه، الصّائغ أبوه بالدّهيشة من دمشق، ويعرف كسلفه ب «ابن المحبّ» وهو ابن أخ الشّمس محمّد بن أحمد الآتي، وجدّه هو عمّ الحافظ أبي بكر محمّد بن عبد الله بن أحمد بن المحبّ «الصّامت» .

قاله في «الضّوء» : ثمّ قال: ولد في صفر سنة 768 وسمع على الصّلاح ابن أبي عمر مسند النّساء من «مسند الإمام أحمد» وغالب مسند عائشة منه والفوت من أوّله، وعلى زينب ابنة قاسم بن العجميّ ما في «مشيخة الفخر» من جزء الأنصاري وغير ذلك عليها وعلى قريبيه المذكورين، وحدّث، سمع منه الفضلاء، ذكره شيخنا في «معجمه» ، وقال: أجاز لنا سنة 29.

330 - عبد الرّحيم ابن المحبّ، (768 - 840 هـ):

لم يذكره ابن مفلح ولا ابن عبد الهادي ولا العليميّ، وهو في «التّسهيل»:(49).

وينظر: «معجم ابن حجر» : (351)، و «الضّوء اللامع»:(4/ 167).

ص: 529

قلت: ومات في سنة 840، ودفن بمقبرة باب توما.

331 -

‌ عبد الرّحيم بن عليّ بن أحمد المعروف ب «البرادعيّ»

البعليّ الأصل، الدّمشقيّ، الصّالحيّ، قاضي الحنابلة بدمشق.

قال في «سلك الدّرر» : كان شيخا فاضلا، له في فقه مذهبه فضيلة، مع محاضرة، وحافظة حسنة، ولد بدمشق سنة 1117 ونشأ بها وقرأ على والده وانتفع به، وأخذ عن الأستاذ الشّيخ عبد الغنيّ النّابلسيّ، وقرأ، وحصّل، وتولّى قضاء الحنابلة بالمحاكم مدّة سنين، يقضي بالأحكام، وكان لا يخلو من جرأة، وتكلّم، وعزل في زمان قاضي القضاة السّيّد إبراهيم إمام شيخ الإسلام المولى مصطفى لأمر كان، وبعد مدّة عاد له القضاء، ولم يزل على حالته إلى أن مات يوم الاثنين رابع ربيع الثّاني سنة 1194 ودفن بالرّوضة بسفح قاسيون رحمه الله تعالى.

331 - البرادعيّ البعليّ، (1117 - 1194 هـ):

أخباره في «النّعت الأكمل» : (318)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(134)، و «التّسهيل»:(186).

ويراجع: «سلك الدّرر» : (3/ 8).

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد الرّحيم بن محمود الأسطوانيّ (ت 1022 هـ).

أخباره في «خلاصة الأثر» : (4/ 162)، و «لطف السّمر»:(2/ 510)، و «النّعت الأكمل»:(180)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(95)، و «منتخب التّواريخ»:(2/ 597)، وفيه وفاته 1014 هـ.

ص: 530

332 -

‌ عبد الرّزّاق بن محمّد بن عليّ بن سلّوم التّميميّ

، الذّكيّ، الأديب.

ولد في بلد سيّدنا الزّبير سنة

، وقرأ على مشايخها منهم والده، ثمّ رحل إلى بغداد فقرأ بها الفقه على الشّيخ الورع موسى

(1)

بن سميكة- تصغير سمكة-، وعلى أجلّاء بغداد في النّحو، والصّرف، والمعاني، والبيان، والمنطق، والأصول، وحصّل، ومهر، ثمّ رجع إلى بلده وقرأ الفرائض، والحساب، والجبر، والمقابلة، والخطّأين، والهيئة، والهندسة، على والده

332 - عبد الرّزّاق بن سلّوم النّجديّ، (؟ - 1254 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 215).

وينظر: «تاريخ الفاخري» : (؟؟؟)، و «الأعلام»:(2/ 352)، و «علماء نجد»:(2/ 433)، و «إمارة الزبير»:(3/ 61). ومصدرهم جميعا «السّحب الوابلة» مع إضافات يسيرة، ما عدا «تاريخ الفاخري» الذي اقتصر على ذكر سنة وفاته.

* وممن عاصر المؤلف:

- عبد السّلام بن عبد الرّحمن بن مصطفى الشّطي الحنبلي (ت 1295 هـ).

أخباره في «روض البشر» : (146)، و «الأعلام»:(4/ 6)، و «التّسهيل»:(2/ 242) وله ديوان مطبوع وخطّ يده على النّسخة الخطية من «النّعت الأكمل» ، وكذلك خطه على كثير من الكتب.

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد السّلام بن أحمد بن عبد المنعم القيلوي البغدادي (ت 860 هـ).

أخباره في «المنهج الأحمد» : (496)، و «مختصره»:(186)، و «الضّوء اللامع»:(4/ 198)، واحتفل به وأطال في ذكر مناقبه.

(1)

لم يذكره الشّيخ محمود شكري الآلوسي في «المسك الأذفر» .

ص: 531

وغيره، فمهر في ذلك المهارة التّامّة بحيث اشتهر بذلك في عصره، وأقرّ له أهله فيها، وكان يتوقّد ذكاء، قلّ علم إلّا وله فيه يد، حتّى الأوفاق والزّايرجة والرّوحانيّات، لكنّه مائل إلى معاشرة الأمراء والأحداث، وله معهم مماجنات لا تليق، ولو تصوّن لكان نادرة عصره؛ لما حازه من الفنون المتداولة وغيرها، وقد سمعت رفقاءه في الطّلب من فضلاء بغداد ومنهم مفتيها العلّامة البارع السّيّد محمود الآلوسيّ يصفونه بشدّة الذّكاء البالغ، وكرم النّفس، وحسن العشرة، وحجّ سنة

من طريق البرّ فوصل إلى مكّة في شوّال، وحضر دروس علّامتها الشّيخ عبد الله سراج

(1)

في التّفسير والحديث فأورد عليه أوّل ما حضر سؤالا في الحديث فلم يستحضر الشّيخ الجواب، فأخذ الكرّاس من المحفظة وطالع فيه وأجابه، وكان قد سمع بوصوله ووصف له بقصر القامة، والتّوسّط في الملبوس، فلمّا رأى سؤاله متينا تفرّس فيه أنّه هو فقال: أأنت فلان؟ فقال: نعم، فلمّا ختم الشّيخ الدّرس قام إليه وحيّاه، وذهب به إلى بيته وأضافه ذلك اليوم، فجرت بينهما مباحثات دلّت الشّيخ على صدق ما وصف به من شدّة الذّكاء والاستحضار، وعزّ في عينه وأعين أقرانه، ومن الغد جاء تلامذة الشّيخ إلى المذكور في بيته للسّلام عليه، وسألوه واستفادوا منه، وعجزوا عن مجاراته/ في المباحثة، فسلّموا له، ثمّ قال لهم: إنّ الشّيخ ترك البارحة في تقريره في التّفسير وجها من علم الهندسة ممّا في الآية وهي قوله

(1)

عبد الله بن عبد الرّحمن سراج- بكسر السين وتخفيف الرّاء- الحنفي المكي.

أخباره في «المختصر من نشر النّور والزّهر» : (297).

ص: 532

تعالى

(1)

: انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ، فقالوا: وما هو؟ قال: إنّ الشّاخص ذا الثّلاث الشّعب لا ظلّ له، فقالوا: لم يذكر هذا أحد من المفسّرين. فقال: بلى. ذكره الجلال السّيوطيّ في «الإتقان»

(2)

فذهب التّلامذة إلى الشّيخ عبد الله وأخبروه بما دار بينهم وبين المذكور، فتناول «الإتقان» فتصفّحه فلم يجد هذا فيه فقال لأحدهم: ارجع إليه وقل له: في أيّ موضع من «الإتقان» ؟ فذهب فقال له: في النّوع الخامس والسّتين هكذا أخبرني بهذه الحكاية أحد التّلامذة، وهو الشّيخ علي كمال الطّائفيّ، وبالجملة فقد كان المذكور من أشدّ أهل زمانه ذكاء وفطنة، لو لم يخلد إلى البطالة، وشرح «سلّم العروج في المنازل والبروج» لشيخ شيخ شيخه الشّيخ محمّد بن عبد الرّحمن بن عفالق الأحسائيّ سمّاه «مرقاة السّلّم»

(3)

وكان ينظم الشّعر، وسوّد مسوّدات شتّى لم يبيّض منها غير «شرح السّلّم» المذكور وحاز كتبا نفيسة كثيرة من جميع الفنون بحيث كان يشتري بعض التّركات جملة، وتولّى قضاء سوق الشّيوخ

(4)

وخطابتها بعد أخيه المرحوم

(1)

سورة المرسلات، آية:30.

(2)

يراجع: «الإتقان» .

(3)

جاء في «إمارة الزّبير» ومن مؤلفاته: «الطّريق الأقوم إلى صعود السّلم» ، وهو مخطوط في مكتبة الزّبير الأهلية، ألف سنة 1235 هـ.

(4)

سوق الشّيوخ: مدينة على ضفة الفرات دخلتها في زيارتي للعراق عام 1390 هـ والشيوخ: هم آل السعدون شيوخ المنتفق عشيرة معروفة شرحها يطول ذكره، يرجع أصلهم إلى المنتفق بن عامر بن عقيل، من بني عامر بن صعصعة و «المنتفق» بضم-

ص: 533

الشّيخ عبد اللّطيف

(1)

، وصار له جاه تامّ عند الحكّام، وكلمة نافذة، وانفرد في تلك الجهة بالحلّ والعقد إلى أن توفّي فيها سنة 1254

(2)

.

333 -

‌ عبد الصّادق بن محمّد الدّمشقيّ

.

قال في «الضّوء» : كان من أصحاب التّقيّ بن المنجّى، ثمّ ولي قضاء طرابلس، وشكرت سيرته، ثمّ قدم دمشق وتزوّج ابنة السّلاويّ زوجة مخدومة التّقيّ، وسعى في قضاء دمشق.

333 - عبد الصّادق الدّمشقيّ، (؟ - 806 هـ):

أخباره في «الجوهر المنضّد» : (67)، و «التّسهيل»:(2/ 30).

وينظر: «إنباء الغمر» : (2/ 280)، و «الضّوء اللامع»:(4/ 208)، و «الضّوء اللامع»:(4/ 208)، و «الشّذرات»:(7/ 58).

قال ابن عبد الهادي: «كان شابا وسكن بركن مسمارية، ويأوي إلى بني منجّى، وصار من شهود الحكم

سقط عليه سقف خزانة القاعدة بالسّلارية آخر ليلة

-

- الميم وسكون النّون وفتح التاء فوقها نقتان ثم فاء، قال أبو سعد السّمعانيّ: منهم لقيط بن عامر بن المنتفق، له صحبة، وعمرو بن معاوية بن المنتفق، صاحب الصّوائف أيام بني أمية.

يراجع: «جمهرة النسب» : (271، 272)، و «اللّباب» لابن الأثير»:(3/ 259)، و «الإصابة»:(5/ 686)، و «عشائر العراق»:(226).

(1)

ترجم له المؤلّف في موضعه.

(2)

وذكر شيخنا عبد الله البسّام شيخه أحمد بن عبد الله العقيل النّجدي الزّبيري، وقال:

«قلت: وقد رأيت إجازة منه للمترجم أطنب فيها بمدحه والثّناء عليه وأوصاه بوصايا نافعة، وهي مؤرّخة في ربيع الأول عام 1234 هـ وعليها ختم المجيز» .

ص: 534

ومات في المحرّم سنة 806 شهيدا سقط عليه سقف بيت، ذكره شيخنا في «إنبائه» .

334 -

‌ عبد الصّمد بن إبراهيم بن خليل الخضريّ

، أبو أحمد القاضي، جمال الدّين محدّث بغداد، والمدرّس بالبشيريّة

(1)

.

- الاثنين ثالثة المحرم سنة ستّ وثمانمائة فمات تحت الرّدم وسلمت امرأته ثم ماتت بعده بأيّام قليلة رحمه الله تعالى».

والمسمارية: من مدارس الحنابلة بدمشق، واقفها مسمار الهلالي (ت 546 هـ).

«الدّارس» : (2/ 114).

334 -

الخضريّ، (؟ - 765 هـ):

أخباره في «ذيل طبقات الحنابلة» : (2/ 413)، و «المنهج الأحمد»:(458)، و «مختصره»:(159)، و «التّسهيل»:

وينظر: «المنتقى من مشيخة ابن رجب» : رقم (. . .)، و «البداية والنهاية»:(14/ 408)، و «ذيل العبر» لأبي زرعة:(1/ 169)، و «الدّرر الكامنة»:(2/ 476) و «لحظ الألحاظ» : (145)، و «إيضاح المكنون»:(1/ 116)، و «هدية العارفين»:(1/ 574)، و «تاريخ علماء المستنصرية»:(1/ 243، 244).

وابن رجب إنّما ترجم له في ترجمة عبد الله بن محمّد الزّريرانيّ (ت 729 هـ) قال:

«ومن المعيدين عنده بالمستنصرية:

والقاضي جمال الدّين عبد الصّمد بن خليل الخضريّ المدرّس بالبشيرية محدّث بغداد

».

-

(1)

هي من مدارس بغداد، قال المرحوم الدكتور ناجي معروف:«وفي بغداد شرعت زوجة المستعصم المعروفة ب «باب بشير» سنة 649 هـ

ببناء «المدرسة البشيرية» بالجانب الغربيّ من بغداد، وجعلتها وقفا على المذاهب الأربعة على قاعدة المدرسة المستنصرية».

ص: 535

كان يحدّث ويملي «تفسير الرّسعنيّ»

(5)

من حفظه، ويحضر الخلق

- * ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد العزيز بن حسن البلبانيّ (ت 1201 هـ).

انفرد بذكره صاحب «النّعت الأكمل» : (324) فيما أعلم.

قال: «عبد العزيز بن حسن

الدّمشقي الشهير ب «البلباني»

» وليس في أخباره وترجمته ما يلزم ذكره. قال الغزّي: (اجتمعت به مرارا كثيرة في مجالس شيخنا الكامل الشهاب أحمد بن عبد الله البعلي، وسمعت من فوائده

فإنه كان كثير الملازمة لمجالس شيخنا المذكور جدا رحمه الله.

* وممّن أسقطهم المؤلّف- عفا الله عنه- عمدا:

- الشّيخ الإمام، الحبر، المجاهد، عبد العزيز بن حمد- بالتّحريك- بن ناصر بن معمّر (ت 1244 هـ).

-

(5)

هو المعروف المشهور ب «رموز الكنوز» والرّسعنيّ عبد الرّازق بن رزق الله بن أبي بكر الرّسعنيّ الحنبليّ المتوفى سنة 661 هـ.

تراجع ترجمته وتخريجها والكلام على تفسيره المذكور في تعليقي على «المقصد الأرشد» : (2/ 132) رقم (620).

ولم يذكر الشّيخ- رحمه الله شيئا عن مؤلفاته، ومنها «مختصر تفسير الرّسعنيّ» المذكور «رموز الكنوز» ، وذكر له البغدادي في «إيضاح المكنون»:«الإكسير في التّفسير؟» ورأيت له كتابا في الأربعين سمّاه: «عيون العين

» في الظاهرية

وغيرها.

وقال ابن قاضي شهبة في «تاريخه» : «عبد الصّمد بن خليل، الشّيخ جمال الدّين، أبو أحمد البغداديّ المعروف ب «الخضريّ» الحنبليّ. سمع الكثير، واشتغل في العلوم، ودرس بالبشيرية وولي القضاء، وعزل نفسه، وله نظم، واختصر الرّسعنيّ، -

ص: 536

منهم المدرّسون والأكابر، وله ديوان شعر حسن، وخطب ووعظ، ومدح الشّيخ تقيّ الدّين الزّريرانيّ بقصائد، ورثاه، ورثى الشّيخ تقيّ الدّين ابن تيميّة

(1)

.

- أخباره في «عنوان المجد» : (2/ 66، 67)، و «مشاهير علماء نجد»:(219)، و «الأعلام»:(4/ 17)، و «التّسهيل»:(2/ 210)، و «علماء نجد»:(2/ 445).

مولده في الدّرعيّة سنة 1203 هـ وبها نشأ وقرأ على علمائها ومن أشهرهم والده والشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، والشيخ حسين بن غنّام الأحسائيّ، المالكيّ، نزيل الدّرعيّة، والشّيخ أحمد بن حسن بن رشيد الأحسائي نزيل الدّرعيّة ثم المدينة المنورة».

ولما سقطت الدّرعية سنة 1233 هـ انتقل إلى البحرين وأقام بها وكان يكاتب علماء الدّعوة بمصر وغيرها فكانت وبينه وبين الشّيخ عبد الرحمن بن حسن مكاتبات وأشعار، قال ابن بشر- رحمه الله: «وكان أديبا متواضعا، حسن السّمت والسّيرة، ذا شهرة في العلم والدّيانة، وله أشعار رائعة لا سيما في أهل الدّرعيّة

». لعل من أهم آثاره رده على القسيس الإنجليزي الذي ألّف في الطّعن على الإسلام كتابا اسمه «مفتاح الخزائن» فنقضه الشّيخ بكتابه «منحة القريب المجيب في الرّدّ على عبّاد الصّليب» طبع في مصر سنة 1358 هـ.

-

- وله مصنف في الرّقائق وديوان في مدح النّبي صلى الله عليه وسلم».

ونختم الحديث عن الخضريّ- رحمه الله بقول الحافظ ابن كثير- رحمه الله:

«محدث بغداد وواعظها، كان من أهل السّنّة والجماعة» .

(1)

أول قصيدته في رثاء شيخ الإسلام ابن تيميّة- رحمه الله:

عش ما تشاء فإن آخرها الفنا

والموت ما لا بدّ عنه ولا غنا

لا بدّ من يوم يؤمّك حتفه

حتما نأى الأجل المقدّر أودنا

لو كان فيها الموت يقبل فدية

كان الأنام فدى وأوّلهم أنا

ص: 537

توفّي سنة 765 في بغداد، ودفن بمقبرة الإمام أحمد رضي الله عنه. قاله في «الشّذرات» وهي عبارة الزّين بن رجب في «طبقاته» في ترجمة شيخ المترجم الزّريرانيّ. وقال: توفّي في رمضان، وقال: عبد الصّمد بن خليل ولم يذكر إبراهيم وإنّما ذكره الحافظ ابن حجر في «الدّرر» فلعلّه أصحّفيكون ابن رجب نسبه إلى جدّه.

- واختصر نظم ابن عبد القويّ (ت 699 هـ) وسمّاه «فرائد القلائد» طبع أيضا، وله أشعار كثيرة جيّدة، لعلّ أهمّها قصيدته في رثاء الدّرعيّة لمّا سقطت بيد إبراهيم باشا سنة 1233 هـ وكثيرا ما يفعل الشّعراء ذلك، فقد رثيت بغداد، والقدس، والأندلس، ومراغة،

وغيرها. حتى أصبح رثاء المدن من فنون الشعر وأغراضه.

قال:

إليك إله العرش أشكو تضرّعا

وأدعوك في الضّرّاء ربّي لتسمعا

ومنها:

وكم قتلوا من عصبة الحقّ فتية

هداة رضاة ساجدين وركّعا

وكم دمّروا من مربع كان آهلا

فقد تركوا الدّار الأنيسة بلقعا

فأصبحت الأموال فيهم نهائبا

وأصبحت الأيتام غرثى وجوّعا

وفرّ من الأوطان من كان قاطنا

وفرّق إلفا كان مجتمعا معا

وهي طويلة جيدة تجدها في «عنوان المجد» .

وتوفي الشّيخ في السنة المذكورة بالبحرين، ورثاه الشّيخ أحمد بن علي بن مشرف بقصيدة في ديوانه، أولها:

أشمس الهدى غابت أم البدر آفل

أم النّجم أمسى لونه وهو حائل

- ومنهم: الشّيخ عبد العزيز بن رشيد آل حصنان العجميّ نسبة إلى قبيلة العجمان-

ص: 538

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

- من بني يام القحطانيّة. من آل رشيد- بفتح الراء- الأسرة المعروفة المشهورة في مدينة الرّس من منطقة القصيم، والمذكور كان قاضيا، وهو شيخ قاضيها الشّيخ قرناس بن عبد الرّحمن. مات في حصار إبراهيم باشا لبلده الرّس، وقطع نخله المعروف ب «الروضة» سنة 1232 هـ.

يراجع: «علماء نجد» : (2/ 454).

* وممّن أخلّ به المؤلّف- عفا الله عنه- عمدا:

- عبد العزيز بن عبد الله بن سويلم، قاضي منطقة القصيم للأئمة عبد العزيز وسعود وعبد الله وبقي حتى ظهور الإمام تركي رحمهم الله، وتوفي سنة 1244 هـ. قال ابن بشر في ذكر تلاميذ الشيخ محمد بن عبد الوهاب:(1/ 192): «وأخذ عن الشّيخ أيضا العالم وقال في ص 279: من أهل الدّرعية عبد العزيز بن عبد الله بن سويلم القاضي في ناحية القصيم زمن عبد العزيز وابنه سعود وابنه عبد الله» .

وهو من بيت علم ورئاسة ينتمي إلى العرينات من بني تميم.

- ووالده الشّيخ عبد الله بن عبد الرّحمن بن سويلم هو الذي استقبل الشّيخ محمد ابن عبد الوهاب في الدّرعية حين أخرجه ابن معمّر من العيينة فجمع بينه وبين محمد ابن سعود حتى قام معه ونصره وساعده على ذلك ابن عمّه حمد بن سويلم وغيره.

يراجع: «عنوان المجد» : (1/ 41، 42).

وهما من طلبة الشّيخ محمد بن عبد الوهاب، ولم يجر لهما ذكر في تاريخ البلاد، ولا تراجم علمائها، ولا أدر هل حمد بن سويلم هذا هو حمد بن عيسى بن سويلم المذكور في قتلى الدّرعيّة إبّان هجوم إبراهيم باشا المذكورين في «عنوان المجد»:(1/ 421)، وإن كنت أستبعد ذلك.

وذكر من أسرة الشّيخ «عبد العزيز بن سويلم» .

-

ص: 539

335 -

‌ عبد العزيز بن عبد الرّحمن بن عدوان

بن رزين الرّزينيّ الحنظليّ.

-- أخوه محمّد بن عبد الله بن سويلم قاضي الدّلم والخرج في جنوبي الرّياض في زمن الإمام عبد العزيز بن سعود. ثم صار قاضيا في الدّرعية.

وهذا أيضا لم يجر له ذكر ما عدا هذه الإشارة.

يراجع: «عنوان المجد» : (2/ 124).

- وابن أخيه عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله بن سويلم، خازن بيت المال في زمن الإمام تركي عبد الله. ذكره ابن بشر في «عنوان المجد»:(2/ 142)، وقال:«وكان من عشيرة لهم سابقة وعلم ومعرفة وفهم» .

- وذكر ابن بشر- رحمه الله في «عنوان المجد» : (1/ 421) من بين القتلى صبرا من العلماء والأعيان عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن سويلم فلعلّه أخو خازن بيت المال المذكور قبله. والله تعالى أعلم.

وهؤلاء لم يذكروا- ما عدا الشّيخ الأول عبد العزيز- في كتاب شيخنا ابن بسّام وكان ينبغي أن يذكروا ولو بهذه الأخبار الخاطفة، فلعلّ من يجد في نفسه القدرة أن يستدرك من أخبارهم مستقبلا ما يفيد تعريفا برجالات بلادنا حماة الدّين ورعاة العقيدة، رحمهم الله ورزقنا حسن الاقتداء بسلف أمتنا والتّمسك بكتاب ربّنا وسنّة نبينا صلى الله عليه وسلم.

335 -

ابن عدوان الرّزينيّ، (؟ - 1179 هـ):

نقل المؤلّف أخباره عن ابن فيروز، ولا يوجد في «النّعت الأكمل» ، مع أنّ ابن فيروز وجه رسالته التي ذكر فيها طلابه وشيوخه من الحنابلة إلى صاحب «النّعت الأكمل» ، ولا بدّ أنه في رسالة ابن فيروز إلى صاحب «النّعت» ، ونقل ابن عثيمين عن

«السّحب» وعقّب على دعاوى ابن حميد التي نقلها عن ابن فيروز في قوله: «رد بها على مبتدع العارض» وهو يقصد شيخ الإسلام الإمام المجدّد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله. قال في «التّسهيل» : (2/ 180): «وقد علم النّاس ما بين الطائفتين آل

-

ص: 540

قال الشّيخ محمّد بن فيروز: هو من أهل أثيفية ويقال: أثيثية بالثّاء المثلّثة

(1)

قرية من قرى الوشم، قدم علينا في حياة والدي، واسمه عدوان

- فيروز وأتباعهم، وآل الشيخ وأتباعهم، وكم بين الثّرى من السّها، وتحامل الأقران لا يخفى على لبيب، وإلا فأيّ بدعة ابتدعها الشيخ محمد سوى اتباع الكتاب والسّنّة وأقوال العلماء المحقّقين، وقد جعل الله في علمه ودعوته وآله وأتباعه البركة، وعمّ بذلك النفع عامة نجد وغيرها حتى بلغت ما بين المشرقين ولله الحمد والمنّة، فرحمه الله رحمة واسعة».

ويراجع: «علماء نجد» : (2/ 473).

-

(1)

أثيثية وأثيفية بالثاء المثلثة، وبالفاء تصغير أثفية واحدة الأثافي، وهي الحجارة التي تنصب ويوضع فوقها القدر عند الطّبخ، هذا أصل هذه اللفظة في اللّغة، وهي بلدة بين ثلاث أكمات تشبه الأثافي، من بلدان الوشم من بلاد نجد، مشهورة معروفة بهذه التّسمية منذ الجاهلية، في ديار بني تميم، وقد نصّ علماء اللّغة على قلب الثاء فاء؛ لقرب مخرجها منها، ومثلوا بهذه اللفظة. يراجع «الإبدال» لأبي الطّيّب اللّغوي:(1/ 190)، قال:«وتميم تسمى الأثافي الأثاثي» ، ويراجع «سرّ صناعة الإعراب» لابن جني:(1/ 173). وينظر- عن الموضع- بلاد العرب: (274)، «وصفة جزيرة العرب»:(310)، و «معجم البلدان»:(1/ 93)، قال: «أثيفية:

بضمّ أوله وفتح ثانيه وياء ساكنة وفاء مكسورة وياء خفيفة: تصغير أثفية القدر: قرية لبني كليب بن يربوع بالوشم من أرض اليمامة وأكثرها لولد جرير بن الخطفى الشّاعر، وقال محمد بن إدريس بن أبي حفصة: أثيفية قرية وأكيمات وإنما شبّهت بأثافي القدر؛ لأنها ثلاث أكيمات وبها كان جرير، وبها له مال، وبها منزل عمارة ابن عقيل بن بلال بن جرير»، وقال الهمدانيّ: «وأثيفية: وهي لمعشر عمارة بن عقيل

» وهي الآن بلدة عامرة مشهورة في نجد أغلب سكّانها من العزاعيز من-

ص: 541

فحوّلته إلى عبد العزيز، فكان هو اسمه، وقرأ على الوالد في «مختصر المقنع» من أوّله إلى كتاب الصّلاة، وحين رأيت جودة فهمه، وتوقّد قريحته، أشرت إلى الوالد أن ينقله إلى «المنتهى» فنقله، وقرأ منه إلى باب الشّروط في البيع، ثمّ توفّى الله الوالد فكمّله على الفقير، وقرأ النّحو، والصّرف وعلوم البلاغة، والعروض، والقوافي، والفرائض، والحساب، وأصول الفقه، ومصطلح الحديث، والمنطق، على الفقير وبرع في ذلك كلّه، وله تآليف منها رسالة في

- * ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد العزيز بن شهوان.

ذكره شيخنا عبد الله البسّام في «علماء نجد» : (2/ 464)، وذكر أنه من تلاميذ الشّيخ إبراهيم بن جديد، والشيخ ومحمّد بن سلّوم صاحب التّرجمة.

* وممّن أسقطهم المؤلّف- عفا الله عنه- عمدا من أئمّة الدّعوة:

- الشّيخ ابن حصيّن، (1154 - 1237 هـ).

وهو الشّيخ، الإمام، الدّاعية، القاضي عبد العزيز بن عبد الله الحصيّن النّجديّ، الحنبليّ، الشّقراويّ، القرائنيّ الأصل، التّميميّ، ولد في قرية الوقف من القرائن سنة 1154 هـ، كان من كبار أئمة الدّعوة ممّن تخرّج بالشيخ محمّد بن عبد الوهّاب رحمه الله. قال ابن بشر في «عنوان المجد»:«وكان يكرمه ويعظّمه» . كلّفه الإمام عبد العزيز بن محمد بقضاء الوشم بإشارة من الشّيخ محمّد، واستمرّ قاضيا في زمن

-

- بني تميم الذين منهم المذكور. يراجع: «معجم اليمامة» : (1/ 57) فما بعدها وذكر منها أيضا عبد الرّحمن بن عدوان. وقال: تولى القضاء في الرّياض سنة 1286 هـ؟

أقول: ذكره شيخنا عبد الله البسّام في «علماء نجد» : (2/ 396)، وذكر وفاته في الرّياض في اليوم الثامن أو التّاسع من ذي الحجة عام 1285 هـ رحمه الله.

ص: 542

الوقف ردّ بها على مبتدع العارض

(2)

، وله نظم في التّوحيد على نهج السّلف أوّله

(3)

:

* بربّ البرايا أستعين وأبتدي *

- الإمام سعود ثم عبد الله، ونفع الله بعلمه فتخرّج به علماء من أفاضل الرّجال ذكر جملة منهم ابن بشر، وكان هو من تلاميذه.

انتدبه الإمام عبد العزيز بن محمد والشّيخ محمد بن عبد الوهاب- رحمهما الله- سنة 1185 إلى مكّة لمناظرة علمائها ثم انتدباه ثانية سنة 1204 هـ بطلب من أمير مكّة. ولما هجم إبراهيم باشا على نجد واستولى على شقراء وصالح أهلها، ثم أراد نقض الصلح لوشاية حصلت خاطبه الشيخ عبد العزيز فعطف إبراهيم باشا عليه وقدره وعفا عما كان يريد أن يفعله.

وكانت وفاته في شقراء في اليوم الثّاني عشر من شهر رجب سنة 1237 هـ.

وفي أسرة الشيخ المذكور أخوه محمد بن عبد الله الحصيّن القاضي في بلده؛ القرائن للإمام سعود، وابنه عبد الله وسنذكرهما في موضعها إن شاء الله.

-

(2)

قال الشّيخ عبد الله البسّام: «تقع في نحو ثمانية «كذا» كراسات من القطع الصّغير»، انتهى. ورسالة الشيخ محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله تعالى- قرر فيها تحريم وقف الجنف وهو الوقف على البنين دون البنات، وعلى أولاد الظهور دون أولاد البطون. وهي من مسائل الخلاف لدى الفقهاء. ووصفه للشيخ محمد بن عبد الوهاب بمبتدع العارض. هذا من ظلم الخلف لبقية السلف، ومن جهل الحق عاداه».

(3)

قال الشّيخ ابن بسّام أيضا: «النّظم الذي أشار إلى مطلعه

هو نظم للعقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيميّة- رحمه الله، وقد جعلها الشّيخ ابن عدوان على روى وقافية نظم ابن عبد القويّ، وهي في الأسماء والصّفات على نهج السّلف-

ص: 543

وله شعر حسن، منه قصيدة رثى بها الوالد مطلعها:

دع ذكر ميّة مع جاراتها العرب

كذا البكاء على حيّ من العرب

وسافر صحبتي إلى مكّة المشرّفة ثمّ إلى المدينة المنوّرة وبعد ما خرجنا منها ابتدأ به المرض فتوفّي في الطّريق عند واد يقال له: النّظيم في 25 صفر سنة 1179، وصلّى عليه الفقير ولقّنه رحمه الله تعالى.

- ومن فضلاء آل حصيّن الآن الشّيخ الجليل صالح بن عبد الرّحمن الحصين المقيم في المدينة النّبوية، على ساكنها أفضل الصلاة والسّلام، صاحب أخلاق عالية، ودين قويم، ومروءة وافرة، وعلم جمّ، نسأل الله تعالى له التّثبيت والتّوفيق.

ترجمه الشّيخ عبد العزيز في «عنوان المجد» : (1/ 464)، و «مشاهير علماء نجد»:

206، و «علماء نجد»:(1/ 476).

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله أيضا:

- عبد العزيز بن عثمان بن عبد الجبّار (ت 1273 هـ).

أخباره في «عنوان المجد» : (2/ 55، 62، 123، 132، 134، 141، 233، -

- الصّالح، وإليك هذين البيتين منها في أفعال العباد:

للعبد يا ذا قوّة وإرادة

على العمل افهم منهم غير مبلد

فيفعل يا ذا باختيار وقدرة

وليس بمجبور ولا بمضهّد

وهو نظم حسن عذب نهج فيه منهج السّلف الصّالح، وكذلك رأيت له قصيدة مدح فيها شيخه عبد الله بن فيروز وابنه محمّد بن فيروز، ومطلع القصيدة:

زار الخيال على الأحباب بالسّحر

واستطرد النّوم من عينيّ بالسّهر

وزاد ابن بسّام: «وغسله الشّيخ إبراهيم بن يوسف وصلّى عليه الفقير» .

ص: 544

336 -

‌ عبد العزيز بن عليّ بن أبي العزّ

بن عبد العزيز بن عبد المحمود العزّ البكريّ، التّيميّ، القرشيّ، البغداديّ، ثمّ المقدسيّ، القاضي. قال في «الضّوء»: ويعرف بالعزّ المقدسيّ والبغداديّ.

ولد قبيل سنة 770 ببغداد، ونشأ بها فحفظ القرآن، وتلا بالرّوايات، وتفقّه على شيوخها، وسمع في سنة 90 من العماد محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد المحمود السّهرورديّ شيخ العراق، ثمّ بعد سنين من ولده أحمد،

- 257)، و «عقد الدّرر» ، و «تراجم المتأخرين من الحنابلة»:(41)، و «التّسهيل»:(2/ 236)، و «زهر الخمائل» ، و «علماء نجد»:(2/ 483).

قرأ على الشّيخ عبد الرّحمن بن حسن، وعلى الشّيخ حسن بن حسين، وله من الثّاني إجازة ذكرها الشّيخ ابن حمدان في تراجم المتأخرين، وولي القضاء للإمام تركي، ثم لابنه فيصل في جهات مختلفة رحمه الله رحمة واسعة.

- ووالده عثمان يذكر في موضعه إن شاء الله. وأخوه حمد بن عثمان بن عبد الجبّار

وغيرهما.

وآل شبانة من الأسر العلميّة في نجد. يراجع «معجم الأسرة المتخصرة» لشيخنا حمد الجاسر حفظه الله.

336 -

قاضي الأقاليم، (قبل 770 - 846 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 173)، و «الجوهر المنضّد»:(67)، و «المنهج الأحمد»:(492)، و «مختصره»:(182)، و «التّسهيل»:(57). وينظر: «إنباء الغمر» : (9/ 194)، و «الضّوء اللامع»:(4/ 222)، و «التّبر المسبوك»:(54)، و «الأنس الجليل»:(2/ 261)، و «الدّارس»:(؟؟؟)، و «الشّذرات»:(7/ 259).

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله: -

ص: 545

وكلاهما ممّن يروي عن السّراج القزويني

(1)

، وتعانى عمل المواعيد، وقدم 119/ دمشق في سنة 95/، وسكنها وكذا سكن بيت المقدس زمنا، وولي قضاء الحنابلة، وقام إذ ذاك على الشّهاب الباعونيّ وهو خطيب الأقصى، فلمّا ولي الباعونيّ قضاء الشّام سنة 12 فرّ العزّ إلى بغداد صحبة الرّكب العراقيّ بعد ما حجّ، وولي قضاءها ودام فيه ثلاث سنين، ثمّ صرف، وعاد إلى دمشق، ثمّ إلى بيت المقدس، فلمّا دخله الهرويّ وقع بينهما شيء فتحوّل العزّ بأهله إلى القاهرة، وقرّره المؤيّد في تدريس الحنابلة بجامعه حين كمل، وكان ممّن قام على الهرويّ حتّى عزل، بل هو والعزّ القمنّي من أكبر المؤلّبين عليه عند العامّة، وبلغنا عنهما حكايات في ذلك لا تستنكر من دهاء صاحب التّرجمة، ثمّ نقل العزّ إلى قضاء الشّام فباشره مدّة، ثمّ رجع إلى القاهرة بعد موت المؤيّد فاستقر في قضائها، بعد صرف المحبّ بن نصر الله البغداديّ؛ لكون السّلطان وغيره من أعيان دولته كانوا يعرفونه من دمشق، ويرون منه ما يظهره من التّقشّف الزّائد كحمل طبق الخبز إلى الفرن ونحوه، ثمّ صرف سنة 31 بالمحبّ حيث انعكس على العزّ الأمر الّذي دبّره لاستمراره، وسقط في يده،

-- عبد العزيز المرداويّ الخطيب (ت 840 هـ).

ذكره العليمي في «المنهج الأحمد» : (487)، و «مختصره»:(180).

(1)

هو عمر بن عليّ بن عمر القزوينيّ، قال الحافظ ابن حجر:«الحافظ الكبير، محدّث العراق سراج الدّين، عمل الفهرست وأجاد فيه، ومات سنة 750 هـ» .

«الدّرر الكامنة» : (3/ 256).

أقول فهرسته المذكورة من مصادري ولله المنّة. لديّ منها نسخة جيدة تقدم ذكرها.

ص: 546

وسعى في العود لدمشق فأجيب واستمرّ فيه إلى أن مات كما قاله شيخنا في «رفع الإصر» ولكنّه قال في «إنبائه» مات بها منفصلا عن القضاء، وبه جزم غيره، وكان ذلك في مستهلّ ذي الحجّة سنة 846، ودفن بمقبرة باب كيسان.

وكان فقيها، متقشّفا، طارحا للتّكلّف في ملبسه ومركبه، بحيث يردف عبده معه على بغلته، ويتعاطى شراء حوائجه بنفسه ماشيا، وتنقل عنه أشياء مضحكة، توسّع في حكايتها كحمله السّمك في كمّه وهو في قرطاس وحضوره كذلك للتّدريس، وغفلته عن ذلك بحيث ضرب القطّ على كمّه فانتثر ما فيه، كلّ ذلك؛ لكثرة دهائه ومكره وحيله، وكونه عجبا في بني آدم، ولكنّه لمّا أكثر من ذلك علم صنيعه عنه، وهان على الأعين بسببه.

وقد اختصر «المغني» لابن قدامة في أربع مجلّدات، وضمّ إليه مسائل من «المنتقى» لابن تيميّة وغيره سمّاه:«الخلاصة» وشرح الخرقيّ في مجلّدين، واختصر «الطّوفيّ» في الأصول، وعمل «عمدة النّاسك في معرفة المناسك» و «مسلك البررة في معرفة القراءات العشرة» و «بديع المعاني في علم البيان والمعاني» و «جنّة السّائرين الأبرار وجنّة المتوكّلين الأخيار» يشتمل على تفسير آيات الصّبر والتّوكّل في مجلّد، و «القمر المنير في أحاديث البشير النّذير» و «شرح الجرجانيّة»

(1)

وغير ذلك، وكان رقيقا معتدل القامة، ذا لحية

(1)

«الجرجانيّة» هي كتاب «الجمل» لعبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني الإمام المشهور صاحب «دلائل الإعجاز» و «أسر البلاغة» وغيرهما وإنما سميت الجمل الجرجانية للتفرقة بينها وبين «الجمل» للإمام المشهور عبد الرّحمن بن إسحاق الزّجاجي، وهذه أعرف وأشهر.

وكلاهما مطبوعان. ولا أعلم لشرح الشيخ المذكور الآن وجودا.

ص: 547

بيضاء كبيرة خفيّ الصّوت، كثير التّأنّي والتّأمل في كلامه. وذكره شيخنا في «إنبائه» وكتاب «القضاة» ، وكذا المقريزي، وحكى في ترجمته أنّه اجتمع أعيان مكّة بالأبطح سنة 10 وفيهم هذا، والسّراج عبد اللطيف بن أبي الفتح الفاسيّ وهما حنبليّان فأنشد السّراج مخاطبا للعزّ: /

إن كنت خنتك في الهوى

فحشرت محشر حنبلي

ألحى حليق الذّقن من

توف السّبال مكحّل

وكان العزّ يومئذ كذلك، فأجابه بقوله:

أتانا طالب من أرض فاس

يجادل بالدّليل وبالقياس

وما فاس ببلدته ولكن

فسا يفسو فساء فهو فاسي

- انتهى-.

قال في «الشّذرات» : قال العليميّ: ولي قضاء بيت المقدس سنة 804، ولم يعلم أنّ حنبليّا قبله ولي المقدس، وطالت مدّته نحو عشرين سنة، ويقال له: قاضي الأقاليم؛ لأنّه ولي قضاء بغداد والشّام والقدس ومصر، إلى أن قال: وتوفّي بالشّام، وحضر جنازته القضاة وبعض أركان الدّولة، ودفن عند والده. ومن تصانيفه «شرح الشّاطبيّة» - انتهى-. وذكر صاحب «كشف الظّنون»

(1)

من تصانيفه أيضا «الفنون الجليّة في معرفة حديث خير البريّة» وخطّه حسن نيّر، عندي من تبليغه على سنن الدّارقطني لمّا قرأت عليه.

(1)

«كشف الظنون» : (2/ 1292).

ص: 548

337 -

‌ عبد العزيز بن هاشولا

.

ذكره ابن رجب في ترجمة صفيّ الدّين عبد المؤمن

(1)

، وأنّه من أصحابه وحفظ كتابه في الفقه والأصول، ووعظ ببغداد في الثّوالث، ونظم الشّعر وكان حسنا. توفّي بالطّاعون في بغداد.

338 -

‌ عبد الغنيّ بن الحسن بن محمّد بن عبد القادر

بن الحافظ، الشّرف أبي الحسين علي بن الفقيه التّقي أبي عبد الله محمّد أبي الحسين أحمد بن عبد الله بن أبي الرّجال عيسى بن أحمد بن عليّ بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر الصّادق بن محمّد الباقر بن عليّ زين العابدين بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، هكذا ساق نسبه الحافظ النّجم بن فهد في «معجمه» زين الدّين بن التّقيّ بن الشّرف الهاشمي الحسيني اليونيني البعليّ.

337 - ابن هاشولا:

أخباره في «الذّيل على طبقات الحنابلة» : (2/ 432)، و «مختصره» ، و «المنهج الأحمد»:(443)، و «مختصره»:(147) بهذه الكلمات دون زيادة. وذكره في «الذّيل» استطرادا، وذكره هنا في محلّه، إلّا أنّ المؤلّف- رحمه الله لم يجد من المعلومات ما يضيفه على ما ذكر ابن رجب، لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها.

338 -

ابن اليونينيّ البعليّ، (783 - 860 تقريبا):

لم يذكره ابن مفلح ولا العليمي. أخباره في «المنهج الأحمد» : (497)، و «مختصره»:(186)، و «التّسهيل»:(2/ 68). وينظر: «الضّوء اللامع» :

-

(1)

هو الشيخ عبد المؤمن بن عبد الحق، صفي الدين البغدادي (ت 739 هـ).

يراجع: «المقصد الأرشد» : (2/ 167)، وفيه مصادر الترجمة.

ص: 549

قال في «الضّوء» : ولد سنة 783 ببعلبكّ، ونشأ بها، فقرأ القرآن عند الفقيه طلحة، و «المقنع» و «الملحة» وغيرهما عند القطب اليونيني، وبه تفقّه، وسمع «الصّحيح» بكماله خلا من قوله:«ولزوجك عليك حقّ» في سنة 90 على محمّد بن عليّ بن أحمد اليونينيّ، ومحمّد بن محمّد بن إبراهيم بن مظفّر الحسينيّ، ومحمّد بن محمّد بن أحمد الجردي، وبكماله بعد ذلك في سنة 95 على الزّين عبد الرّحمن بن الرّغبوب، وحدّث، سمع منه الفضلاء، لقيته ببعلبكّ ذهابا وإيابا فقرأت عليه «فضل الرّميّ للقراب» وشيئا من «الصّحيح» وكان خيّرا، ساكنا، وقورا، بهيّا، من بيت علم ورواية، باشر فيبلده تدريس بعض مدارسها وإمامتها

قريبا من السّتّين.

339 -

‌ عبد الغنيّ بن محمّد بن عبد الرّحمن القاهريّ

، الحريريّ العقّاد الماضي ابنه عبد الرّحمن.

- (4/ 248)، وقال:(مات قريبا من السّتين).

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد الغني بن صلاح الدّين المعروف ب «الخاني» الحنبليّ الحنفيّ؟! كذا ذكره المحبّيّ في «خلاصة الأثر» : (2/ 434)، ولا أدري هل هو حنبلي تحوّل حنفيا؟

يراجع.

- وعبد الغني بن عبد القادر الرّجيحيّ الحنبليّ (ت 1003 هـ).

أخباره في «لطف السمر» : (2/ 513)، و «النّعت الأكمل»:(165)، ولم يذكره ابن عثيمين في «التّسهيل» .

339 -

العقّاد الحريريّ، (؟ - 878 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 88). ويراجع: «الضّوء اللامع» : (4/ 248).

ص: 550

قال في «الضّوء» : شيخ مبارك، حفظ القرآن و «العمدة» وكان يتكسّب بصناعة الحرير، وسمع على الشّرف المناويّ وغيره، سمعت منه وهو بمنزلي أشياء من نظمه على طريقة العوامّ.

ومات في ذي القعدة سنة 887 عن ثمانين سنة.

340 -

‌ عبد الغنيّ بن محمّد بن عمر بن مفلح الصّالحيّ

القاضي زين الدّين.

340 - زين الدّين ابن مفلح، (؟ - 914 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 122).

ولم يذكره الغزّيّ في «النّعت الأكمل» ، ولا استدركه المحقّقان.

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد القادر الدّنوشريّ (ت بعد 1030 ظنا).

ذكره الغزّيّ في «النّعت الأكمل» : (205)، قال: «الشّيخ، الإمام، العالم، العلّامة، الهمام، الفقيه، العمدة، النّحرير. أخذ عن الإمام منصور بن يونس البهوتي القاهري

وذكر إجابته على أسئلة فقهية وردت إليه.

وذكر أن من الآخذين عنه الشّيخ عبد الباقي بن عبد الباقي بن عبد القادر مفتي الحنابلة بدمشق». وأثنى عليه ثناء حسنا. وقد ذكره المؤلّف ضمن المجاهيل آخر الكتاب، وهذا موضعه.

- وعبد القادر بن راشد بن مشرّف النّجديّ الحنبليّ التّميميّ.

من متقدمي علماء نجد، ذكره شيخنا عبد الله البسّام في «علماء نجد»:(2/ 492)، وقال: «وخلد في بلد أشيقر، ونشأ بها، وقرأ على علمائها، وصار من علماء نجد الكبار

تولى القضاء لأجود بن زامل العامري العقيلي، ملك الأحساء والقطيف ونواحيها

ثم قال: فالمترجم له الشيخ عبد القادر من علماء القرن العاشر الهجري».

-

ص: 551

قال ابن طولون في «السّكردان» : نشأ نشأة حسنة، وحفظ القرآن، واشتغل، ثمّ أعرض عن ذلك، وسمع على جدّه النّظام عمر بن مفلح كثيرا من الأجزاء، وغالب الصّحيحين، وأجاز له جماعة منهم: أبو عبد الله بن جوارش، وأبو العبّاس بن زيد، وقريبه البرهان بن مفلح، أجاز لنا شفاها، وأنشدنا لنفسه أو لغيره عدّة مقاطيع.

توفّي في ذي القعدة سنة 914، ودفن بالرّوضة بالسّفح./

- أجود بن زامل المذكور ملك مظفّر من ملوك نجد والأحساء ذكره السّخاوي

وغيره.

والمهمّ في أخباره ما يتعلّق بالمذكور، قال السّخاوي: «

النّجديّ الأصل المالكيّ مولده ببادية الحسا والقطيف من الشرق في رمضان سنة إحدى وعشرين وثمانمائة

وله إلمام ببعض فروع المالكيّة، واعتناء بتحصيل كتبهم

» فهل يكون مع هذا قاضيه حنبليا.

أقول: نعم يكون قاضية حنبليا إذا كان أغلب الناس في زمنه على مذهب الإمام أحمد هذا أمر، والأمر الثاني: أنّ الشّيخ المترجم من قضاته، وهم كثيرون فيهم المالكي وفيهم الحنبليّ

وذكر ابن بشر- رحمه الله في (سوابقه) من كتابه «عنوان المجد» : (2/ 299)، والفاخريّ في «تاريخه»:(61) أن أجود بن زامل المذكور حجّ سنة 912 هـ في جمع يزيدون على ثلاثين ألفا. ولا تلتفت إلى ما ورد في تاريخ العصاميّ المكيّ الذي ذكر أنه حجّ سنة 1091 هـ ولا ينبغي أن يكون أجود المذكور في تاريخ العصامي من أحفاد المذكور؛ لأنّ سقوط دولتهم كانت سنة 1000 هـ أو قبلها بقليل. والله تعالى أعلم.

ص: 552

341 -

‌ عبد القادر الثّاني

(1)

بن إبراهيم بن محمّد

بن إبراهيم بن عبد الله بن يوسف الصّلاح بن الزّكيّ الأرمويّ الأصل الدّمشقيّ، الصّالحيّ، سبط الشّهاب أحمد بن السّيف محمّد بن أحمد بن أبي عمر.

قاله في «الضّوء» ، وقال: ولد سنة 730، وأحضر على جدّه لأمّه، وزينب بنت الكمال، والمزّيّ، والبرزاليّ، ومحمّد بن أحمد بن تمّام، وأبي بكر محمّد بن الرّضيّ، ومحمّد بن يوسف ابن دولة، ومحمّد بن الزّهراء الغسولي، ومحمّد ابن أبي بكر بن أحمد بن عبد الدّائم، وأحمد بن محمّد بن حازم المقدسيّ في آخرين، منهم زينب ابنة بن الخبّاز، وستّ العرب ابنة أحمد بن البدر عليّ المقدسيّة، وحبيبة ابنة العزّ إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر، وسمع على أختها فاطمة بنت العزّ، وممّا سمعه عليها «نسخة أبي مسهر» و «جزء أيّوب» و «المبعث» لهشام بن عمّار

(2)

، وممّا حضره على بنت

341 - عبد القادر الأرمويّ، (730 - 824 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 39).

وينظر: «معجم ابن حجر» : (189)، و «إنباء الغمر»:(3/ 260)، و «الضّوء-

(1)

في «الضّوء» : «البابي» .

(2)

جاء في «معجم ابن حجر» : «وقرأت عليه العشرة الأول والحديث الثّاني عشر والرابع عشر من «موافقات زينب بنت الكمال» بسماعها منها، وعليه وعلى عمر بن محمد البالسي «مشيخة خطيب مردا» بسماعهما على زينب بنت الكمال، وعلى أبي بكر ابن محمد بن الرّضي عنه سماعا، و «البعث» لهشام بن عمّار بسماعه على فاطمة بنت العز

».

ص: 553

الكمال موافقاتها، وعلى جميع من ذكر إلّا ابن الرّضي، وابن حازم، وستّ العرب، مع تتمّة أربعة وعشرين شيخا «جزء ابن عرفة» وحدّث بالكثير، قرأ عليه شيخنا، وابن موسى المراكشي، وسمع رفيقه الموفّق الآبيّ، والشّهاب بن زيد، وعمّر، وتفرّد.

ومات سنة 824، وكان من بيت خير وصلاح وعلم، وذكره المقريزيّ في «عقوده» .

342 -

‌ عبد القادر بن الشّهاب أحمد بن أبي بكر

بن أحمد بن عليّ الزّين الحمويّ الحلبيّ الماضي أبوه، والآتي ابنه، وأخوه المحبّ محمّد.

قاله في «الضّوء» قال: ويعرف ب «ابن الرّسّام» ممّن ولي كتابة السّرّ بحلب ونظر جيشها وجواليها، وصاهر العلم البلقينيّ على ابنته، وكان مخمولا في حركاته يتحمّل الدّيون الكثيرة، ولا يحصل على طائل في ولايته.

مات بحماة سنة 867 بعد أخيه.

- اللامع»: (4/ 261)، وتكرر ذكره في «معجم ابن فهد» لكثرة الآخذين عنه. يراجع:(81، 93، 126، 164، 193، 197، 235، 243، 244، 246، 384، 391، 393، 405).

342 -

زين الدّين ابن الرّسّام، (؟ - 867 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 72).

وينظر: «الضّوء اللامع» : (4/ 262).

ص: 554

343 -

‌ عبد القادر بن أبي بكر بن عليّ

بن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الحقّ المقدسيّ، الصّالحيّ، أخو خديجة، وابن عمّ عليّ بن غازي الآتيين.

قال في «الضّوء» : ويعرف ب «الكوريّ» بضمّ الكاف، وراء مهملة، ولد سنة 763. وذكر أنّه سمع من المحبّ الصّامت «صحيح البخاريّ» فكتب عنه بعض أصحابنا.

ومات قبل الخمسين ظنّا.- انتهى-.

وسمّى ابن فهد جدّه سعيد بن خطّاب بن عبد الملك، وقال: أنشدني في ربيع الأوّل سنة 837 بسفح قاسيون مطلع قصيدة أبي حيان

(1)

في مدح الإمام البخاريّ:

أسامع أخبار النّبيّ لك البشرى

لقد سدت في الدّنيا وقد فزت في الأخرى

343 - ابن عبد الحقّ الكوريّ، (763 - قبل 850 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 58).

وينظر: «الضّوء اللامع» : (4/ 265)، و «معجم ابن فهد»:(364).

(1)

لا أدري من المقصود ب «أبي حيان» هل هو محمد بن يوسف الأندلسي (ت 745 هـ) صاحب «البحر المحيط» في التّفسير أو غيره. وراجعت ديوان المذكور فلم أجد فيه قصيدة بهذا المعنى فالله تعالى أعلم.

والنقل عن ابن فهد هذا لم يرد في «معجمه» المطبوع، وهو غير واف ونسخته الوافية في المكتبة السّعيدية في الهند، وهي عندي ولله المنّة.

ص: 555

344 -

‌ عبد القادر بن أبي بكر بن عليّ بن أبي بكر

، وباقي نسبه في أخيه محمّد ابن الزّين البكريّ البلبيسيّ الأصل، المحلّيّ، القاهريّ، والد سعد الدّين محمّد الآتي.

قاله في «الضّوء» ، وقال: ولد سلخ ذي القعدة سنة 796، واعتنى به أخوه محمّد فأحضره في الثّانية على العراقيّ والهيثميّ، وابن أبي المجد، والتّنوخيّ، وسمع بنفسه على الشّرف بن الكويك، ومحمّد بن قاسم السّيوطيّ، وغيرهما كشيخنا، واشتغل بالمباشرة، فلمّا مات صهره زوج أخته ولي كتابة العليق عوضه، فأقام فيها حتّى مات عقب أخيه المشار إليه بيومين، في حادي عشر شعبان سنة 846، وجدّد المسجد/ الّذي بحارة بهاء الدّين، وابتنى له دارا حسنة بجواره، ورتّب سبعا أوّل النّهار وآخره بجامع الحاكم، رأيته غير مرّة.

345 -

‌ عبد القادر بن عبد الله بن العفيف

، زين الدّين، الإمام، العالم.

توفّي بنابلس في ذي الحجّة سنة 878. قاله في «الشّذرات».

344 - كاتب العليق، (769 - 846 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 56)، عن «الضّوء اللامع»:(4/ 265).

وقول المؤلّف هنا: «عقب أخيه المشار إليه

» هذه هي عبارة السّخاوي، وكان على المؤلّف- رحمه الله تعالى- أن لا ينقلها؛ لأنّه لم يذكر أخاه بعد؛ لأن أخاه اسمه محمدا وسيذكره في حرف الميم ولو قال:«عقيب أخيه الآتي ذكره» أو نحوها لكان أجود.

345 -

ابن العفيف، (؟ - 878 هـ):

أخباره في «المنهج الأحمد» : (505)، و «مختصره»:(191)، و «التّسهيل»:

-

ص: 556

346 -

‌ عبد القادر بن عبد اللّطيف- الأصغر

- بن أبي الفتح محمّد بن أحمد بن أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عليّ بن عبد الرّحمن بن سعيد بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن عليّ بن حمود بن ميمون بن إبراهيم بن عليّ بن عبد الله بن إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه. هكذا ساق نسبه النّجم بن فهد في «معجمه» .

- (2/ 80).

وينظر: «الشّذرات» : (7/ 324).

والعبارة بحروفها عن العليمي في «الشّذرات» ثم في «السّحب» عن «الشّذرات» ، وهو في «التّسهيل» عنهما دون زيادة.

346 -

عبد القادر الفاسيّ الأصغر، (842 - 897 هـ):

قاضي الحرمين وابن قاضيها «الأصغر» فرقا بينه وبين عمّه عبد القادر بن محمد الآتي.

أخباره في «الجوهر المنضّد» : (69)، و «المنهج الأحمد»:(517)، و «مختصره»:

196، و «التّسهيل»:(2/ 98).

وينظر: «الضّوء اللامع» : (4/ 272)، و «الشّذرات»:(7/ 361).

وهو ابن السّراج عبد اللطيف الآتي.

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد القادر بن عبيد (ت بعد 870 هـ).

ذكره العليمي في «المنهج الأحمد» : (507)، و «مختصره»:(192).

قال: «ومن الحنابلة بحمص الشيخ زين الدّين عبد القادر بن عبيد توفي بعد السبعين والثمانمائة، وكان من أهل الفضل» .

-

ص: 557

قال في «الضّوء» محيي الدّين أبو صالح بن السّراج الحسنيّ الفاسيّ الأصل، المكّيّ الآتي أبوه وولده، وأمّه أمّ ولد لأبيه حبشيّة، وهو قاضي الحرمين.

ولد في مغرب ليلة الثّلاثاء سادس عشر رمضان سنة 842، ومات أبوه وهو ابن إحدى عشرة سنة، ولم يخلّف له شيئا بحيث لم يجدوا شيئا للحجّ به في تلك السّنة، ونشأ بها فحفظ القرآن، وصلّى به التّراويح، وجانبا من «المحرّر» لابن عبد الهادي و «الشّاطبيّة» و «الكافية» لابن الحاجب و «مختصره الأصليّ» و «التّلخيص» وسمع على أبي الفتح المراغي «صحيح البخاريّ» وغيره، وعلى الشّهاب الزّفتاويّ «المسلسل» و «جزء أبي الجهم» بفوت في آخره و «جزء أيّوب» وغيرها، وعلى التّقيّ ابن فهد «ختم مسند عبد» وأجاز له سنة 43 وبعدها خلق منهم أبوه- أي أبو التّقيّ بن فهد- وزينب ابنة اليافعيّ، وشيخنا، ومستمليه الزّين رضوان، والزّين الزّركشيّ، وابن الفرات، وسارة ابنة ابن جماعة، والمحبّ محمّد بن يحيى الحنبليّ، والعلاء بن بردس، والشّهاب ابن ناظر الصّاحبيّة، وأبو جعفر بن العجميّ، والمحبّ الطّبريّ، والبدر بن

-- وعبد القادر العديليّ النّجديّ المجمعيّ.

ذكره ابن بشر في «عنوان المجد» : (1/ 142)، في مشايخ الشّيخ أحمد التّويجري (ت 1194 هـ)، وفي «عنوان المجد» أيضا:(2/ 56)، قال:«العالم الفقيه في بلد المجمعة» ولم يذكره شيخنا ابن بسّام في «علماء نجد» . وهو من أهل القرن الثاني عشر. ولم يذكره ابن عثيمين في «التّسهيل» في مجهولي الوفاة من أهل هذا القرن، ولم أعرف من حياته وسيرته شيئا إلا هذه الفائدة عن ابن بشر، رحم الله ابن بشر.

ص: 558

العليف، والعينيّ، وابن الدّيريّ، والسّيّد صفيّ الدّين، وأخوه عفيف الدّين، وأبو المعالي محمّد بن عليّ الصّالحيّ، وابن أبي النّائب، واشتغل بالقراءات والفقه، والأصلين، والعربيّة، والمعاني وغيرها، فتلا لأبي عمرو ونافع وابن كثير على الشّمس محمّد بن شرف الدّين الشّشتريّ المدنيّ، وجمعا للسّبع على المقرئ عمر الحمويّ النّجّار نزيل مكّة، وأخذ الفقه عن العزّ الكنانيّ بالقاهرة، والعلاء المرداويّ، واشتدّت ملازمته له حتّى قرأ عليه غير تصنيف، والتّقيّ الجراعيّ، في مجاورتهما بمكّة سنة 85، والعربيّة على الشّمنّيّ وجماعة، والأصول على الأمين الأقصرائي، والتّقيّ الحصنيّ، وغيرهما، أوّل ما دخل القاهرة صحبة الحاجّ في أوائل سنة 58 فولّي بها إمامة مقام الحنبليّ بالمسجد الحرام عوضا عن والده، فباشرها يوم السّبت خامس جمادى الأولى منها، ثمّ دخلها أيضا سنة اثنتين وستّين وأقام بها إلى أن ولي قضاء الحنابلة بمكّة بعد منتصف شوّال من السّنة الّتي تليها بعناية الأمين الأقصرائيّ، ودخل مكّة صحبة أمير الحاجّ المصريّ وهو لابس الخلعة في صبيحة يوم الخميس تاسع عشر ذي القعدة منها، وقرأ توقيعه، ثمّ أضيف/ إليها سنة 65 قضاء المدينة النّبويّة، ومشى حاله بعد مصاهرة البرهان ابن ظهيرة تزوّج بأخته بحيث قيل فيه من أبيات:

ولا تخشى القلى منهم بوجه

فقد وافتك سيّدة الجميع

ودرّس بالبنجاليّة

(1)

وغيرها كتدريس خير بك، وأخذ عنه الفضلاء في

(1)

مدرسة معروفة بمكة آنذاك.

ص: 559

الفقه والعربيّة والمعاني والبيان؛ لمزيد ذكائه، وتودّده، وحسن عشرته، وفنونه، وتواضعه، وجودة خطّه، وتوسّط نظمه ونثره، الّذي منه في إجازة:

«راش الله جناحه، وأطاش بالمجد جناحه» ، وكثر استرواحه في الإقراء والتّواضع بحيث لم يحمده كثيرون في ذلك، وربّما استشعر ذلك فبالغ عند الغرباء في الاعتذار، وامتنع من عمل الخلع متمسّكا بأنّه غالبا حيلة وهي لا تجوز، ولم يحمد فضلاء مذهبه منه ذلك، وأقبل بأخرة على الذّكر والأوراد والتّلاوة الجيّدة بصوته الشّجيّ المنعش، حتّى ارتقى إلى غاية شريفة في الخير، سيّما وهو متوجّه في كلّ سنة إلى المدينة النّبويّة، ويقيم غالبا بها نصف سنة، وربّما أقام بها سنة كاملة، بل جمع بين المساجد الثّلاثة في عام واحد فإنّه توجّه في سنة 86 إلى المدينة، ثمّ منها إلى الينبع، ثمّفي البرّ إلى القاهرة فأقام بها يومين أو ثلاثة مختفيا، ثمّ توجّه إلى بيت المقدس فزار، ثمّ رجع إلى بلده، وكثر اختصاص أولي الأصوات الليّنة ونحوهم به، وهو يزيد في الإحسان إليهم، مع حسن توجّه في التّلاوة والإنشاد، وجلد على السّهر والأذكار والأوراد، وخشوع عند الزّيارة، وخضوع في العبارة، وميل إلى الوفائيّة ونحوهم، وإلى التّنزّه والبروز إلى الفضاء والحدائق سيّما مسجد قباء، ومشهد حمزة، وإذا خرج يذهب معه بما يناسب المجد من المأكل والطّرف ونحوها، ولذا كثرت ديونه بحيث أخبرني أنّها تقارب ثلاثة آلاف دينار، وأنشأ بكلّ من الحرمين بيتا، وأسند الخواجا حسين بن قاوان وصيّته إليه في آخرين، ولم يسلم في كلّ من منتقد خصوصا وهو يتعالى غالبا عن الاجتماع مع جلّ رفاقته القضاة، حتّى لا يجلس في محلّ لا يرضاه، وقد رافقته في التّوجّه من

ص: 560

مكّة إلى المدينة سنة 87 فحمدت مرافقته، وأفضاله وكثر اجتماعنا في الموضعين وزرنا جميعا كثيرا من مشاهد المدينة، كقباء والسّيّد حمزة والعوالي، وسمع منّي، بل كتبت عنه من نظمه، وعنده من تصانيفي عدّة، ولم يزل على طريقة مثلى، وسيرة حسنة وارتقاء إلى المعالي، إلى أن توفّاه الله تعالى يوم الخميس رابع عشر شعبان سنة 897 بعد تعلّل نحو نصف شهر شهيدا بالإسهال، وصلّى عليه بعد عصره بالرّوضة، ودفن بالبقيع، ليلة الجمعة الموافق لليلة النّصف من شعبان عند قبر أمّه وأخته وتأسّفنا على فقده رحمه الله تعالى.- انتهى-.

قلت: أمّا امتناعه من خلع الحيلة، وقوله بعدم صحّته فهو الصّواب المعتمد في المذهب والله تعالى أعلم./

347 -

‌ عبد القادر بن عليّ بن محمّد بن عبد القادر

بن عليّ بن محمّد الأكحل ابن شرشيق بن محمّد بن عبد العزير بن الشّيخ عبد القادر الجيليّ، الضّياء، أبو صالح، البغداديّ الأصل، القاهريّ.

قال في «الضّوء» : ولد سنة 850، ومات أبوه وهو صغير فكفلته أمّه، وتدرّب بزوجها الزّين قاسم الحنفيّ، واشتغل، وسمع منّي ومن غيري كثيرا، ونسخ «مسند الفردوس» للدّيلميّ على ترتيب اختصاره لشيخنا، وتنزّل في الجهات وزاحم في الوثوب على الوظائف والتّحصيل، وراج أمره عند كثير من

347 - ابن شرسيق، (850 - 879 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (81)، عن «الضّوء اللامع»:(4/ 278).

وسيذكر المؤلّف- رحمه الله والده في موضعه. وتقدم ذكر

ص: 561

الأتراك والمباشرين ونحوهم، سيّما تغري بردي القادريّ، وحصّل كتبا، وأعانه الزّين المذكور حتّى كمّل كرّاسة فيها تخريج «فتوح الغيب» لجدّه الشّيخ عبد القادر، وفي غير ذلك، وحجّ مرّتين الثّانية قبيل موته، ورجع مع الرّكب فلم يلبث أن تعلّل واستمرّ إلى أن انتحل وسقطت قوّته مع الإسهال المفرط، ومات- في حياة أمّه، وكان بارّا بها عوّضها الله الجنّة- ضحى يوم السّبت سادس عشر ذي القعدة سنة 879، وأخّر إلى الغد فصلّي عليه بسبيل المؤمنين في مشهد حافل جدّا، ودفن بزاوية عديّ بن مسافر، محل سكنى بني عمّه بالقرافة.

348 -

‌ عبد القادر المدعو محمّد بن العلاء

علي بن محمود السّلمانيّ ثمّ الحمويّ.

قال في «الضّوء» : ويعرف كأبيه ب «ابن المغلي» . قال شيخنا في «إنبائه» : إنّه نبغ وحفظ «المحرّر» وغيره، ونشأ على طريقة حسنة.

ومات في نصف ذي القعدة سنة 26 وقد راهق، وأسف عليه أبوه، ولم يكن له ولد غيره عوّضه الله خيرا.

348 - ابن المغليّ، (؟ - 826 هـ):

أخباره في ترجمة أبيه الآتي «علي بن محمود» .

وينظر: «إنباء الغمر» : (8/ 31)، و «الضّوء اللامع»:(4/ 280)، و «الشّذرات»:(7/ 175).

ص: 562

349 -

‌ عبد القادر بن عمر بن إبراهيم

بن مفلح الرّامينيّ، المقدسيّ، القاضي محيي الدّين، أخو القاضي برهان الدّين بن مفلح. قاله في «الشّذرات» .

وقال: ناب في القضاء ببرّ الشّام بالمؤيّديّة، وقناة العونيّ، ثمّ بالميدان والصّالحيّة، وطالت إقامته بها نحو خمس وثلاثين سنة، وكانت له معرفة تامّة بأحوال القضاء. توفّي بدمشق سنة 957، ودفن بمقبرة باب الفراديس.

350 -

‌ عبد القادر بن عمر بن أبي تغلب

بن سالم بن محمّد بن نصر بن المنتصر ابن عليّ بن عثمان بن حسين بن قاسم بن محمّد السّديس بن الشّيخ سعد الدّين، التّغلبيّ، الشّيبانيّ، الدّمشقيّ، المعمّر، أبو التّقى الدّمشقيّ.

يتصل نسبه بربيعة بن نزار، ولد في دمشق سنة 1030، ونشأ بها وأخذ عن علمائها، ولازم العلّامة الحافظ المسند عبد الباقي البعلي

(1)

مدّة أعوام، وقرأ عليه التّفسير، والحديث، ومصطلحه، والفقه، وأصوله، والفرائض، والنّحو، والمعاني، والبيان، وغيرها من الفنون، ثمّ من بعده ولده العلّامة

349 - محيي الدّين ابن مفلح، (901 - 957 هـ).

أخباره في «النّعت الأكمل» : (121)، و «التّسهيل»:(135). وينظر: «متعة الأذهان» : (52)، و «الكواكب السّائرة»:(2/ 175)، و «الشّذرات»:(8/ 317).

قال ابن المنلا في «متعة الأذهان» : ( .. أبو المفاخر. ولد سنة إحدى وتسعمائة).

350 -

أبو التّقى التّغلبيّ، (1030 - 1135 هـ):

من كبار علماء الحنابلة وثقاتهم.

(1)

تقدم ذكره في موضعه.

ص: 563

محمّدا أبا المواهب، وأجازه سنة 1079، والعلّامة محمّد بن بدر الدّين البلباني

(1)

في الفقه، وفي العربيّة الشّيخ يحيى الشّاويّ المغربي

(2)

، وخلق وأجازوه، وكذا أجازه العلّامة إبراهيم بن حسن الكورانيّ وغيره من علماء الشّام ومصر والحرمين والعراق/ وغيرها، وبرع ومهر في الفقه خصوصا الفرائض، وحرّر، وقرّر، ودرّس، وأفاد، وأجاد، وتخرّج عليه جمع من الحنابلة وغيرهم، أجلّهم العلّامة خاتمة المحقّقين الشّيخ محمّد بن أحمد السّفّارينيّ، والعلّامة، الزّاهد الورع، الشّيخ أحمد بن عبد الله البعليّ

(3)

الشّهير بالخطيب

- أخباره في «مختصر طبقات الحنابلة» للشّطّي: (121)، و «التّسهيل»:(2/ 171)، ولم يذكر الغزّي في «النّعت الأكمل» ، وأدخل ترجمته المحققان.

ويراجع: «منتخب تاريخ دمشق» : (632)، و «سلك الدّرر»:(3/ 58)، و «فهرس الفهارس»:(2/ 771)، و «الأعلام» .

(1)

سيذكره المؤلّف في موضعه.

(2)

هو يحيى بن محمد بن محمد الملياني الشّاوي الجزائريّ المغربيّ النّحويّ (ت 1096 هـ) رأيت له في الأزهرية نسختين من كتابه «المحاكمة بين أبي حيان والزّمخشري» في التّفسير، كما رأيت له في الظّاهرية رسالة في «أي» المشددة الياء.

في الظاهرية. وله غيرهما من المؤلفات ليس هذا موضع ذكرها.

أخباره في «خلاصة الأثر» : (4/ 486)، و «فهرس الفهارس»:(1132).

(3)

من علماء الشّافعيّة، مشهور الذّكر، جليل القدر، سلفيّ المعتقد- فيما أظنّ- كرديّ الأصل، له مؤلفات كثيرة منها:«إتحاف الخلف بتحقيق مذهب السلف» سكن المدينة وتوفي فيها سنة 1101 هـ.

أخباره في «سلك الدّرر» : (1/ 5)، و «البدر الطّالع»:(1/ 11).

ص: 564

وغيرهما، وانتهت إليه رئاسة المذهب في الشّام، وأشغل نفسه بالتّدريس فلم يصنّف سوى «شرح الدّليل»

(1)

ذكره تلميذه العلّامة السّفّارينيّ في ترجمته من

(1)

اسمه: «نيل المآرب في شرح دليل الطّالب» وأصله للشّيخ مرعي بن يوسف الكرمي الحنبلي (ت 1033 هـ) وعليه شروح منها «هداية الرّاغب» لابن قائد النّجدي (ت 1097 هـ) ومنها «عمدة الطالب» لمنصور بن يونس البهوتيّ (ت 1051 هـ) ولم يثن الشّيخ عبد القادر بن بدران على شرح التّغلبي هذا، فقال في «المدخل»:(442):

«وشرح هذا الكتاب عبد القادر بن عمر بن عبد القادر بن عمر بن أبي تغلب بن سالم التّغلبي الشّيباني الصّوفي الدّمشقي

وشرحه هذا متداول مطبوع لكنّه غير محرّر، وليس بواف بمقصود المتن»، طبع طبعات مختلفة، وقد حقّقه الشّيخ الفاضل محمّد سليمان الأشقر صاحبنا، جزاه الله عنّا خير الجزاء، وطبع سنة 1403 هـ بذل فيه جهدا ظاهرا، وللشّيخ عبد القادر التّغلبي «ثبتا» لشيوخه ومروياته جمعه تلميذه شمس الدّين محمد بن عبد الرّحمن الغزّي. قال الكتّاني- رحمه الله في «فهرس الفهارس»:(2/ 772): «وهو موجود في المكتبة التّيمورية بمصر بخطّ مخرجه ابن الغزّي المذكور ضمن مجموعة في مصطلح الحديث تحت عدد 49 أرويه عن شيخنا عبد الله، عن سعيد الحلبي عن شاكر العقّاد، عن الشّهاب أحمد البعلي عنه «ح» وبأسانيده إلى الشّمس السّفّاريني عنه».

يقول الفقير إلى الله تعالى عبد الرّحمن بن سليمان العثيمين: وله نسخة أخرى في المكتبة الظّاهرية بدمشق وقد حاولت الحصول عليها فلم أفلح ولا حول ولا قوة إلا بالله. وأرجو أن يسهل الله سبيل الاطلاع عليهما، ثمّ والانتفاع بهما، إنّه ولي ذلك، وهو الهادي إلى سواء السّبيل.

أقول: بعد كتابة هذه الأحرف وصلتني ولله المنّة نسخة الظّاهرية إلّا أنني لم أفد منها في هذا الكتاب.

ص: 565

«ثبته»

(1)

قال: وذاكرته في عدّة مباحث منه، فمنها ما رجع عنها، ومنها ما لم يرجع، لوجود الأصول الّتي ينقل منها- انتهى-.

قال في «سلك الدّرر» - في أثناء ترجمته-: وكان يرتزق من عمل يده في تجليد الكتب، ومن ملك له في قرية دوما، بارك الله له في رزقه، فحجّ أربع مرّات، وقال له مرّة بعض الأعيان: من أين تكتسب؟ فقال: من عمل يدي في تجليد الكتب، فقال: هذا شيء قليل، فقال الشّيخ: إنّ الله تعالى خلق آدم واحدا وبارك في ذرّيّته حتّى ملئوا الدّنيا، كذلك يبارك الله في الرّزق الحلال القليل حتّى يكون كثيرا، فأذعن لذلك، وكان ديّنا، صالحا، عابدا، خاشعا، ناسكا، مصون اللّسان، منوّرا، بشوش الوجه، تعتقده الخاصّة والعامّة، ويتبرّكون به

(2)

، ويكتب التّمائم للمرضى والمصابين فينفعهم الله بذلك، ولا يخالط الحكّام، ولا يدخل إليهم، وألجأته الضّرورة مرّة لأداء شهادة عند قاضي الشّام فجاء وجلس فناوله الخادم فنجان القهوة فتناوله ووضعه بقريب فمه وأوهم القاضي أنّه يشرب ولم يشرب.

توفّي في ثامن عشر ربيع الأوّل سنة 1135، ودفن تحت رجلي والده بمرج الدّحداح، وشيّعه عالم كثير، وغلّقت دمشق يومئذ، ورثاه تلميذه الشّيخ

(1)

ثبت السّفاريني منه نسخة مصورة في عمادة المكتبات في جامعة الملك سعود بالرياض عن أصلها في الخزانة العامّة بالرّباط، ولم أتمكّن من الاستفادة منه لرداءة التّصوير، ولا قوة إلا بالله، وهذا الثبت أحد أثبات ثلاثة له رحمه الله تعالى فليعلم.

(2)

انظر التعليق على الترجمتين رقم 5، 37.

ص: 566

محمّد الغزّيّ

(1)

بقوله:

كم من نّعيم عند ربّي خبي

للشّيخ عبد القادر التّغلبي

علّامة الوقت ونحريره

وشيخ أهل العصر في المذهب

الخاشع النّاسك ربّ الحجى

القانت الرّاوي حديث النّبي

قد كان ذا زهد وذا عفّة

سليم صدر صافي المشرب

أصيب أهل الشّام لمّا قضى

أبو التقى ذو المسلك المعجب

فأيّ دمع ما همى مشبها

صوب حيا منهمر صيّب

جادت ضريحا ضمّه ديمة

تروي ثراه بالحيا المعشب

تاريخ دار البقا حلّه

أبو التّقى بالمنزل الطّيّب

- انتهى-

(1)

هو محمّد بن عبد الرّحمن بن زين العابدين العامري الغزّي، مفتي الشّافعية المولود سنة 1096 والمتوفى سنة 1167 هـ. رأيت له كتاب «لطائف المنّة في فوائد خدمة السّنّة». يراجع:«سلك الدّرر» : (4/ 53).

ص: 567

351 -

‌ عبد القادر بن محمّد بن أحمد بن محمّد

بن محمّد بن عبد الرّحمن، محيي الدّين بن الشّهاب أبي الفتح/ بن أبي المكارم بن أبي عبد الله الحسنيّ، الفاسيّ، المكّيّ، شقيق السّراج عبد اللّطيف الآتي.

قال في «الضّوء» : ولد بمكّة سنة 791 فيما قاله الفاسيّ.

وقال صاحبنا ابن فهد: إنّه ظفر له باستدعاء مؤرّخ بربيع الأوّل سنة 88 وحفظ القرآن، وأكثر- بعد بلوغه- من تجويده وقراءته، وكذا حفظ «العمدة» في الفقه للموفّق بن قدامة بتمامها، ونظر في كتب المذهب وغيره، فتنبّه في الفقه وغيره، وأفتى في وقائع كثيرة، وناب عن أخيه بالمدرسة البنجاليّة، وفي الحكم دهرا، وربّما صرفه لكونه يثبت الحكم بالشّهادة على خطّ الشّاهد الميّت والغائب، متمسّكا في ذلك بما وقع للإمام أحمد من نفوذ وصيّة الميّت إذا وجدت عند رأسه بخطّه، متوسّعا في ذلك إلى غير الوصيّة من الأحكام، ولم يوافقه على ذلك علماء عصره، وكذا تمسّك بغير ذلك ممّا هو ضعيف مع قوّة في نفسه وحدّته، ولذا هابه النّاس واحترموه.

مات في شعبان سنة 829 بمكّة، وصلّى عليه عقب صلاة العصر خلف مقام الحنابلة بوصيّة منه، ودفن عند أهله بالمعلاة وترجمه التّقيّ الفاسيّ في «تاريخ مكّة». قال: وهو ابن عمّتي وابن عمّ أبي رحمهم الله، وزاد النّجم عمر

351 - محيي الدين الفاسي، (796 - 829 هـ):

أخباره في «العقد الثّمين» : (5/ 470)، و «الضّوء اللامع»:(4/ 287)، و «شذرات الذهب»:(7/ 179).

ولم يرد في «معجم ابن فهد» المطبوع سنة 1402 هـ.

ص: 568

ابن فهد في «معجمه» أنّه سمع على ابن صدّيق «صحيح البخاري» و «جزء البانياسيّ» وغير ذلك، وعلى الشّريف عبد الرّحمن الفاسيّ في آخرين وأجاز له النّشاوريّ، والصّرديّ، والمليجيّ، والعاقوليّ، وابن عرفة، والتّنوخيّ، ومريم الأذرعيّة وغيرهم.

352 -

‌ عبد القادر بن محمّد بن عبد القادر بن محمّد

بن إبراهيم الأنصاريّ الجزيريّ نسبة إلى جزيرة الفيل من أعمال مصر.

352 - الجزيريّ صاحب «الدّرر الفرائد» ، (911 - 977 هـ):

لم يترجم له أحد من أصحاب الطّبقات ما عدا المؤلّف ولم يسبق بهذه التّرجمة اقتبسها من كتابه «الدّرر» قال شيخنا حمد الجاسر- حفظه الله-: «ومنه استقى محمد بن عبد الله بنحميد العنيزيّ النّجديّ الحنبليّ مؤلف كتاب «السّحب الوابلة على ضرائح الحنابلة» ما أورده للمؤلف في ترجمته».

قال شيخنا أيضا: «ولقيه زين الدين كما ذكر النّهروالي في «البرق اليماني» وكما في طرّة النّسخة المغربية، لا كما لقّبه العصاميّ «محي الدين» ».

يقول الفقير إلى الله تعالى عبد الرّحمن بن سليمان العثيمين: كلاهما صواب إن شاء الله، فقد يكون لقبه هو «زين الدّين» لكنّ لقب «محي الدين» من الألقاب الغالبة على كل من يسمى «عبد القادر» كما أن «شمس الدّين» من الألقاب الغالبة لكل من يسمى «محمدا» و «زين الدّين» في الألقاب الغالبة على كل من يسمى «عبد الرّحمن» و «شهاب الدين» على كل من يسمى «أحمد» و «تقيّ الدين» على كل من يسمى «سليمان» وهكذا.

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد القادر بن محمّد بن عبد الجليل بن محمد أبي المواهب بن عبد الباقي الدّمشقي الشهير ب «المواهبيّ» (ت 1156 هـ) من أسرة علمية عريقة، والده وجده

-

ص: 569

كما ذكره السّخاويّ في «البلدانيّات»

(1)

، العالم، الفاضل، المنشئ، البليغ، النّاظم، النّاثر، الأديب، ترجم نفسه في كتابه «درر الفرائد المنظّمة في أخبار الحاجّ وطريق مكّة المعظّمة». فقال: أخذت العلم عن جماعة أجلّاء أدركتهم في الزّمن الأوّل، بهم الاقتداء والاهتداء في كلّ أمر معوّل، ومن أجلّهم عملا ورواية ودراية الشّيخ، الإمام، العلّامة، بقيّة السّلف، قدوة الأنام، شيخ مشايخ الإسلام، شهاب الدّين أحمد بن عبد العزيز الفتوحيّ الحنبليّ الشّهير ب «ابن النّجّار» لزمته في الحديث، والفقه، وغيره إلى حين وفاته، ومن أجلّهم في المعقولات الشّيخ العلّامة عمدة المعقول والمنقول السّيّد شرف الدّين موسى بن أحمد الخطّابي الأرنويّ المالكيّ، قرأت عليه

- وأبو جده وجد جده مترجمون في هذا الكتاب في الأصل أو في الهامش.

أخباره في «النّعت الأكمل» : (282).

(1)

«البلدانيات» للسّخاوي له نسختان إحداهما التي ذكرها شيخنا حمد الجاسر وفقه الله، وهي نسخة الشّيخ الفاضل المرحوم سليمان بن صالح البسّام في عنيزة، وعليها خطّ المؤلّف- ابن حميد صاحب «السّحب الوابلة» سنة 1264 هـ. والثانية في جستربتي. وهما من مصادري ولله المنّة.

وقد ذكر شيخنا حمد الجاسر- حفظه الله-: عدم صحّة نسبته إلى جزيرة الفيل، ونقل عنه هو نفسه عن والده ما يفيد أنّهم من الجزيرة الفراتية. قال: «أخبرني- أسكنه الله تعالى بحابح الجنان- أن منشأ الجدود من أصول والده من الجزيرة الفراتية بعراق العرب، بالقرب من بغداد، وأنّ بعض أقاربه موجود بتلك الدّيار والبلاد، وأن مكاتبات بعضهم كانت ترد عليه بمكّة، قال: ولذلك كان إمامنا

أحمد بن محمد بن حنبل

لقربنا من دياره وتتبّعنا لآثاره

».

ص: 570

كثيرا من كتب العربيّة في التّصريف، والمنطق، والحديث، ولزمته إلى حين وفاته، ومن أجلّهم قاضي القضاة

(1)

بقيّة السّلف كمال الدّين القادريّ الشّافعيّ، وقاضي القضاة

(1)

علم الحفّاظ، خاتمة السّلف عليّ بن يس الطّرابلسي

(2)

الحنفي، وقاضي القضاة

(1)

صدر المدرّسين شرف الدّين يحيى المالكيّ، والشّيخ العمدة القدوة الرّحلة علّامة الزّمن، أوحد العصر سعد الدّين الذّهبيّ الشّافعيّ، والشّيخ العلّامة المحدّث محمّد بن العلائيّ الحنفيّ والشّيخ العلّامة الرّحلة شهاب الدّين أحمد الشّويكيّ الحنبليّ، نزيل طيبة، والشّيخ العلّامة شهاب الدّين/ محمّد الدّواخليّ الشّافعيّ، والشّيخ العلّامة شهاب الدّين أحمد بن النّيليّ الحنفيّ والشّيخ العلّامة نابغة الزّمان شهاب الدّين أحمد الرّمليّ الشّافعيّ، والشّيخ العلّامة علم الحفّاظ وفارس المعاني والألفاظ، شيخ الطّريقة والحقيقة

(3)

أبو الحسن البكريّ الصّدّيقيّ الشّافعيّ، مع مصاحبتي له مدّة مديدة، والشّيخ العلّامة شهاب الدّين أحمد بن عبد الحقّ السّنباطيّ، والشّمس محمّد بن شعبان السّيوطيّ، والشّمس محمّد بن أحمد المظفّريّ الشّافعيّ، وجماعة يطول ذكرهم وتعدادهم، فكنت ملازما للاشتغال معرضا عمّا سواه من الأعمال وكان بعض مشايخي الأجلّاء يحثّني على ملازمة الاشتغال، وعدم النّظر بالكلّية إلى فنّ الكتابة، وأن لا أجنح إليها؛ لكونها من أعمال أبناء الدّنيا المشتغلين بزهرتها ونضارتها، ومن تعلّق

(1)

تقدم مثل هذا في كثير من التراجم، والتلقب به منهيّ عنه شرعا فلا قاضي إلا الله.

(2)

في الأصل: «الترابلسي» ، والتصحيح من «الكواكب السّائرة»:(2/ 213).

(3)

هي طريقة الصوفية، وقد تقدم التعليق على مثل هذا في الترجمة رقم 5.

ص: 571

بها فليس في شيء من الإصابة، وكان يساعدني على ذلك والسّلوك في هذه المسالك أن شيخنا ومولانا العارف بالله تعالى مربّي المريدين قدوة السّالكين العارفين شهاب الدّين أبا العبّاس أحمد الحريفي الزّنيدي الشّافعيّ لقّنني الذّكر، وألبسني الخرقة

(1)

، وسلكت في خدمته في تلك الطّريقة في باكورة الشّباب، وانتفعت به وببركاته، ولزمته إلى وفاته، وكان له بي وبوالدي كبير الإلمام، ولنا به مجاورة وصحبة، فغلّب على جانب الميل إلى الاشتغال، وأعرضت بالكلّيّة عمّا سواه من الأعمال، إلّا في بعض التّجارة بحالة لا تشغلني عن مطلبي، ولا تعوقني عن مقصدي ومذهبي، وحججت مع والدي في بعض السّنين أعواما متعدّدة، مساعدا له حالة الأسفار لا لطلب الفائدة، فإنّما كنت أنوي الحجّ والزّيارة، وأتسبّب مع ذلك في بعض التّجارة، إلى أن كانت سنة 940 وتولّى إمرة الحجّ سليمان الكيخيا بخدمته وطلبني وألزمني بالكتابة سفرا وحضرا مع الوالد، وكان ذلك من أجل بغيته والمقاصد، فباشرت معهم على كره مخالطتهم إلى أن توفّي الوالد في ذي القعدة سنة 944، بعد انقطاعه متمرّضا بمرض الفالج أسكنه الله تعالى أعلى غرف الجنّة، فمكثت بعده كالمحبوس على أمر هذا الدّيوان، ملزوما به في كلّ وقت وأوان، مخاطبا به من جانب السّلطنة في سائر مهمّاته، مجانبا لما يفعله أهل الزّمان من زيف الحساب ودسائسه وترّهاته، فباشرته بعفّة وصيانة، ونزاهة وديانة، وحذوت حذو الوالد، فإنّه هو الّذي أسّس قواعده، وشيّد معاهده، مع القيام فيما فيه

(1)

لبس الخرقة من بدع الصّوفية، وقد تقدم التعليق على مثل هذا في الترجمة رقم:(5، 37).

ص: 572

الحظّ والمصلحة، والنّفع للفقراء والحجّاج، ورتّب هذا الدّيوان ترتيبا حسنا، وبوّبه، وجعل له ضرائب مقرّرة معلومة، وعوائد مضبوطة مرسومة، فصار قانونا يعتمد عليه، بحيث إنّ أمور الحجّ ومهمّاته هو المشار إليه فيها، والمعوّل عليه فيما يورد ويصدر منها:

إذا قالت حذام فصدّقوها

فإنّ القول ما قالت حذام

وكان مولده رحمه الله غرّة محرّم الحرام سنة 880

(1)

.- انتهى-./

وذكر في كتابه هذا إلى سنة 976، ولا أدري متى توفّي وله تصانيف لطيفة منها «خلاصة الذّهب في فضل العرب»

(2)

و «عمدة الصّفوة في حلّ القهوة»

(3)

(1)

ذكر المؤلّف- رحمه الله لسنة ميلاده موهمة هل المقصود بها سنة ميلاده هو أو سنة ميلاد أبيه والعبارة محتملة كما ترى، قال شيخنا الأستاذ حمد الجاسر- وفّقه الله-:

«ولقد نصّ المؤلّف في كتابه هذا على أنه ولد سنة 911 هـ فقال: سنة إحدى عشرة وتسعمائة فيها كان مولدي- كما رأيته بخطّ الوالد تغمده الله برضوانه وسقى عهاده صوب الرّحمة- في الليلة المسفر صباحها عن يوم الأربعاء سادس عشرى شهر شعبان المكرّم من السّنة المذكورة» .

(2)

نسخته في مكتبة الشّيخ محمد سرور الصّبّان على ما ذكر الأستاذ محمد خير الدين الزّركلي في «الأعلام» : (4/ 44).

(3)

نسخته في مكتبة الشّيخ محمد سرور الصّبّان على ما ذكر الأستاذ محمد خير الدين الزّركلي في «الأعلام» : (4/ 44)، وله نسخة ثانية.

قال شيخنا الأستاذ حمد الجاسر- حفظه الله-: «ألفه سنة 966 هـ وتقع المخطوطة التي اطلعت عليها في نحو «170» صفحة صغيرة، وقد كتبت في 16 رمضان سنة-

ص: 573

و «منازه

(1)

المنازل ومناهج المناهل» و «الزّجر عن الخمر» و «رفع المضرّة عن الهرّ والهرّة» رأيت هذه التّآليف بخطّ يده وهو خطّ حسن مضبوط، ورأيت له بخطّه أيضا مجموع أشعار ومراسلات وأجوبة واستدعاءات وإجازات وفوائد ظريفة، وأشعارا لطيفة، وهو من مشايخ الشّيخ العلّامة عبد الرّحمن البهوتي

(2)

كما نقل عن تلميذه الشّيخ منصور البهوتيّ في «حاشيته على الإقناع» .

353 -

‌ عبد القادر بن محمّد بن عبد القادر الجعفريّ

النّابلسيّ، شرف الدّين أبو حاتم بن شمس الدّين أبي عبد الله الآتي.

353 - شرف الدّين النّابلسيّ، (؟ - 793 هـ):

أخباره في «المنهج الأحمد» : (470)، و «مختصره»:(168)، و «التّسهيل»:(2/ 9). وينظر: «إنباء الغمر» : (3/ 91)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(3/ 1/ 403)، و «النّجوم الزاهرة»:(21/ 125)، و «الشّذرات»:(6/ 328) و «السلوك» : (3/ 2/ 705).

قال ابن قاضي شهبة- رحمه الله: «قاضي القضاة شرف الدّين بن الشيخ الإمام العالم شمس الدّين شيخ الحنابلة بنابلس، شرف الدّين النابلسي الحنبلي، أخذ عن والده، وكان يقدم من بلده إلى القاهرة في قضاء حوائج وأشغال والده من جهة الدّولة، وكان يقيم لما يقدم بالمدرسة الصّالحية عند القاضي ناصر الدّين الحنبلي،

-

- 1079 هـ، والكتاب ملخص من مؤلّف لأحمد بن عبد الغفار المالكي نزيل طيبة، مع زيادات عليه تقع في سبعة أبواب؛ الأول في معنى القهوة .. قال الشّيخ: ومن هذا الكتاب نسخة في «مكتبة الإسكندرية» مخطوطة سنة 978 رقمها «1128 ب» .)

(1)

منازه: جمع منتزه.

(2)

البهوتيّ تقدم ذكره.

ص: 574

قاضي القضاة، العلّامة، كان من أهل العلم وبيوته ورياسته، تولّى قضاء دمشق في حياة والده، ولمّا دخل متوجّها إليها في ربيع الأوّل سنة 792 سلّم له الموافق والمخالف لكثرة علومه، وكان في مبدإ أمره يقف له الصّفّان في صغره يتأمّلون حسنه وحسن شكله.

- وكان يحضر دروسه، وأخذ عن القاضي شمس الدين الرّكراكي وغيره، ولما حجّ القاضي برهان الدين ابن قاضي القضاة ناصر الدين الحنبلي حجّ معه، وكان بينهما صحبة حضرا وسفرا، ولما ولي الرّاكراكي قضاء القاهرة أيام كان منطاش مستوليا على دمشق سعى للمذكور في القضاء فولي في ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين، وقدم دمشق في رجب فباشر سنة وخمسة أشهر، وكان عنده تصميم في الأمور، وتثبّت في الأحكام، حسن الشكل، قوي الكتابة، متفنّنا في علوم، مات في ذي الحجة، ودفن بسفح قاسيون، ويقال: إنه سمّ هو والرّكراكي في شهر رمضان فماتا ومن أكل معهما، وكان والد المذكور حيّا، وقدم إلى دمشق بعد وفاته».

والرّكراكيّ المذكور: محمد بن يوسف الرّكراكيّ المغربيّ المالكيّ، شمس الدين قاضي الدّيار المصرية، حضر من بلاده إلى مصر فاستوطنها وتصدّر للأشغال مدة، ثم أخرج منها إلى دمشق بسبب أمر وقع منه مما يخالف الشريعة المطهّرة

وقدم المذكور مع السّلطان في هذه السنة (793 هـ) إلى دمشق، وشرع يهدد بعض الفقهاء بها بالقتل، فقيل: إنه سمّ في ختم شهر رمضان، وكان معه القاضي شرف الدّين الحنبلي فماتا، توفي بحمص في شوال

وفرح كثير من النّاس بموته

قال فيه بعض المصريين:

في أول الشّهر من ذي القعدة

جاء البشير بمهلك الرّكراكي

الله أهلكه لرحمة خلقه

واستلّ ناب الشّرك والإشراك

«تاريخ ابن قاضي شهبة» : (3/ 1/ 413، 414).

-

ص: 575

توفّي مسموما بدمشق في رمضان سنة 793، ومات سائر من أكل معه، وهو والد القاضي بدر الدّين قاضي نابلس الآتي إن شاء الله تعالى. ولمّا بلغ والده موته انزعج لذلك كثيرا واختلط لذلك عقله، وما زال مختلطا إلى أن مات. قاله في «الشّذرات» .

354 -

‌ عبد القادر بن محمّد بن عبد القادر الجعفريّ

النّابلسيّ، شرف الدّين، قاضي القضاة، ابن بدر الدّين، الإمام، العالم، العلّامة، الصّوفي.

كان أكبر أولاد أبيه وشيخ الفقراء الصّماديّة

(1)

، وكان يحترف بالشّهادة بمجلس والده بنابلس، وبمجلس أخيه القاضي كمال الدّين بالقدس، وكان خيّرا على طريقة حسنة. توفّي بنابلس في شوّال سنة 884. قاله في «الشّذرات».

- وفي ترجمة والده قال ابن عبدذ الهادي: «ولما توفي بدمشق وبلغ والده بأواخر سنة ثلاث وتسعين حزن عليه حزنا أوجب تغيرا ولم يزل إلى أن توفي» .

يراجع: «الجوهر المنضّد» : (148).

354 -

عبد القادر الجعفريّ، (؟ - 884 هـ):

أخباره في «المنهج الأحمد» : (509)، و «مختصره»:(193)، و «التّسهيل»:(2/ 87). ويراجع: «الشّذرات» : (7/ 339).

ومصدر الترجمة العليمي وعنه في «الشّذرات» ، وعن «الشّذرات» نقل المؤلّف، وعنهما نقل ابن عثيمين في «التّسهيل» . وليس في أخباره زيادة على ما ذكر، ولم يذكر السخاوي في «الضّوء اللامع» .

(1)

الصّماديّة: زاوية داخل باب الصّغير بدمشق، أنشأها الشيخ محمد خليل الصّماديّ (ت 948 هـ) وذلك سنة 932 هـ.

ينظر: «الدّارس» : (1/ 219)، و «خطط دمشق»:(420).

ص: 576

355 -

‌ عبد القادر بن محمّد بن عبد القادر بن يحيى

بن أحمد بن محمّد بن نصر ابن عبد الرّزّاق بن القطب عبد القادر الجيليّ رضي الله عنه، السّيّد عفيف الدّين.

356 -

‌ عبد القادر بن محمّد بن عبد الله الضّميريّ، الدّمشقيّ

.

قال في «الضّوء» : لقيه العزّ بن فهد فكتب عنه قصيدة نبويّة من نظمه أوّلها:

* يا سعد لك السّعد إن سعى بك مر *

قال: وأجاز له، وقال: إنّ له «شرح الأربعين النّوويّة» وسمّاه «الدّرر المضيّة

» و «القرطبيّة» وعارض البردة بقصيدة سمّاها «الزّهر في الأكمام في مدح النّبيّ عليه الصلاة والسلام» و «بانت سعاد» وغير ذلك.

357 -

‌ عبد القادر بن محمّد بن محمّد بن محمّد

بن عبد القادر، الصّدر بن الشّرف بن المعين اليونيني البعليّ، قريب عبد الغني بن الحسن الماضي.

355 - الجيليّ، (؟ -؟):

لم أقف على أخباره.

356 -

الضّميري، (؟ -؟):

أخباره هنا عن «الضّوء» : (4/ 290).

357 -

ابن اليونينيّ، (821 - 864 هـ):

أخباره في «الضّوء اللامع» : (4/ 295)، وعنه في «التّسهيل»:(2/ 71).

ص: 577

قال في «الضّوء» : ولد في نصف شعبان سنة 821 ببعلبكّ ونشأ بها فقرأ القرآن عند الشّمس بن الشّحرور وحفظ «المقنع» وعرضه على البرهانبن البحلاق، وعليه اشتغل في الفقه، وناب في القضاء ببلده عن أبيه، وبدمشق عن العلاء بن مفلح، ثمّ استقلّ بقضاء بلده سنة 53 إلى أن مات، وكان قد سمع على والده والتّاج ابن بردس، والقطب اليونيني القاضي في آخرين، وحجّ، وزار بيت المقدس، ودخل مصر وغيرها، لقيته بدمشق، وكان مذكورا بحسن السّيرة.

مات في شوّال سنة 864 بصالحيّة دمشق، ودفن بزاوية ابن داود.

358 -

‌ عبد القادر بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن عيسى

بن رجيحيّ بن سابق ابن هلال/ بن يونس بن يوسف بن جابر بن إبراهيم بن مساعد الشّيبانيّ، ثمّ المخارقيّ، القنيّيّ

(1)

المزّيّ ثمّ الصّالحيّ.

358 - ابن الرّجيحيّ، (852 - 910 هـ):

أخباره في «النّعت الأكمل» : (72، 73)، و «التّسهيل»:(2/ 121).

وينظر: «متعة الأذهان» : (54)، و «الكواكب السّائرة»:(1/ 241)، و «القلائد الجوهرية»:(1/ 301)، و «الشّذرات»:(7/ 46، 47).

اهتمّ المؤلّف به واحتفل بذكر آبائه وأجداده نقلا عن الشّمس ابن طولون؛ وإنما احتفل بهم ابن طولون؛ لأنهم من شيوخ الصّوفية، وأئمة الطّرق، أصحاب العاهات والخوارق، من مخترعي البدع وملفّقي الكرامات؛ والعارف بالله- على الوجه-

(1)

نسبة إلى قنيّة بضمّ القاف وفتح النّون، ثم ياء مثنّاة تحتية مشدّدة تصغير قناة، قرية في المزة من غوطة دمشق من أعمال دارا.

ص: 578

هكذا قال ابن طولون، ثمّ قال: الشّيخ، الإمام، العالم، الصّالح، النّاسك، الزّاهد، الورع، المسلك، المربّي، عمدة السّالكين، ومقصد الطّالبين، وملجأ المسترشدين، ووليّ أمير المؤمنين، محيي الدّين أبو المواهب الشّهير ب «الرّجيحيّ» ، نجل العارف بالله تعالى ووليّه شمس الدّين أبي عبد الله بن الشّيخ بدر الدّين أبي البقاء بن الشّيخ سراج الدّين أبي حفص ابن الشّيخ العارف المسلك العارف بالله تعالى أبي المعالي سيف الدّين، بن الشّيخ القدوة سابق الدّين أبي اليمن بن الشّيخ النّاسك زين الدّين أبي المكارم ابن الشّيخ القدوة مرجع العارفين وسلطان المشايخ وسيّد أهل الطّريقة

(1)

- الصّحيح- أكثر النّاس التزاما لحدود الله باتباع كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولا يكون هذا إلا مع غزارة علم، ومعرفة تامّة بالكتاب والسّنّة؛ وأولياء الصّوفية وعارفيهم أغلبهم من العوامّ والجهلة والمجاذيب وإن وجد فيهم من العلماء سلك طريق آبائه؛ لأنه ارتضع هذه الخرافات في صغره ودرج عليها في كبره، حتّى كأنّه وحي نزل به جبريل، لا يجوز الانحراف عنه، ولسان حالهم يقول: إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ والكيّس من إذا عرف الله حقّ معرفته التزم بما جاء به محمّد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا اتباع هوى. وأنت ترى هنا قول ابن طولون في وصفه:

«وملجأ المسترشدين» فإذا كان هو الملجأ فماذا يبقى لله تعالى؟! وفي نقل المؤلّف مثل هذا الكلام دون دفعه والرّدّ عليه دليل على أنه إن لم يعتقده فهو يأنس به، ويجد لديه ارتياحا وقبولا، نسأل الله أن يهدينا طريق السّلف الصّالحين وأن يجنبنا طريق المغضوب عليهم والضّالين.

(1)

مضى التعليق على مثل هذا في الترجمة رقم 5 فلينظر.

ص: 579

شرف الدّين أبي الأنس، جدّه عيسى هو شيخ الطّائفة اليونسيّة في زمنه. قال أبو الفضل بن حجر

(1)

: كان ديّنا، صالحا، حسن الملتقى، سمحا، بعد أن قال: مات في سابع عشر المحرّم، يعني يوم الثّلاثاء كما صرّح به الحافظ ابن كثير

(2)

سنة 705 ثمّ قال: ومات والده بعده بسنة ونصف في رجب.

قلت: لم يذكر في ترجمة والده تعيين وفاته في رجب، وعيّنه هنا، ثمّ قال:

وجلس مكانه بالزّاوية المذكورة ولده الشّيخ فضل، وصوابه: أخوه فضل إلى أن توفّي.

قال ابن كثير

(3)

: في ذي القعدة سنة 727 وأجلس أخوه يوسف مكانه وجدّه عيسى ولد رجيحيّ هذا هكذا سمّاه ابن حجر في كتابه «الدّرر الكامنة» تبعا لابن كثير والكتبيّ.

قال ابن قاضي شهبة في «تاريخه»

(4)

: وسمّاه غيرهما سيف الدّين، قلت: والظّاهر أنّ سيف الدّين لقبه وأنّ اسمه ما ذكره ابن حجر، وكان شيخا، جليلا، كبيرا، وإليه انتهت مشيخة الطّائفة اليونسيّة، قدم دمشق مع المنصور قلاوون من الشّرق فأكرم.

(1)

«الدّرر الكامنة» : (3/ 279).

(2)

«البداية والنهاية» .

(3)

«البداية والنهاية» .

(4)

«تاريخ ابن قاضي شهبة» :

ص: 580

قال ابن حجر

(1)

: وأقطع قرية شبشة بالغوطة. قلت اشتراها من بيت مال المسلمين بمال له صورة، وأوقفها على نسله وجهات برّ، ثمّ طلب إلى القاهرة فأكرم، ثمّ عاد إلى دمشق واعتقل، ثمّ أفرج عنه، وصار له أتباع كثير.

قال ابن حجر: وكان كثير العصبيّة، ولكنّه يحسن المدارة.

ومات بدمشق سنة 706، وأطال ابن طولون في ترجمة أجداد المذكور واحدا واحدا بما لا حاجة لنا إليه هنا، ثمّ قال: ولد المترجم بالمزّة ثاني عشر ربيع الأوّل سنة 852 ونشأ بها نشأة حسنة، وحفظ القرآن واشتغل، ثمّ تصوّف ولبس الخرقة

(2)

، من جماعة منهم والده، والعلّامة الشّمس أبو العزم محمّد ابن حسن القدسيّ الشّافعيّ نزيل الدّيار المصريّة، والشّيخ أبو الفتح الإسكندريّ شيخنا، ولازمه كثيرا وانتفع به. وناب في الحكم للقاضي نجم الدّين ابن مفلح، وتحوّل إلى الصّالحيّة، وسكن بحارة الحوبان بالسّهم الأعلى، وبنى هناك زاوية

(3)

وحمّاما ومسكنا له، وشكرت/ سيرته في القضاء، لبست منه خرقة التّصوّف بمدرسة الشّيخ أبي عمر يوم الاثنين ثامن عشر رمضان سنة 905، وأجاز مشافهة غير ما مرّة، وكتب لي خطّه بذلك.

توفّي ليلة الخميس رابع عشر المحرّم سنة 910، ودفن بالحوّاقة شرقيّ صفّة الدّعاء أسفل الرّوضة بالسّفح.

(1)

«الدّرر الكامنة» : (3/ 200).

(2)

من بدع الصّوفية، وقد تقدم التعليق على مثل ذلك في الترجمة رقم 5.

(3)

هي الّتي عرفت بالزّاوية الرّجيحيّة. يراجع: «القلائد الجوهرية» : (301).

ص: 581

359 -

‌ عبد القادر بن محمّد بن محمّد بن محمّد بن أبي السّعود

، محيي الدّين ابن النّجم بن ظهيرة، الشّافعيّ، ثمّ الحنبليّ.

قال في «الضّوء» : ولد بعد عصر يوم الجمعة تاسع عشر رمضان سنة

(1)

359 - ابن ظهيرة المكّيّ، (871 - 930 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 129) نقلا عن «السّحب» دون إشارة.

ويراجع: «الضّوء اللامع» : (4/ 297).

* وممّن أسقطهم المؤلّف- عمدا- معاصره الإمام الكبير علّامة العصر إمام الحنابلة المجاهد بالسيف والسنان، والقلم واللّسان، أحد حماة الدّعوة ومحققي مذهب السّلف المدافع عنه، والذائد عن حماة أحد، حفدة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهّاب: الشّيخ عبد اللطيف بن عبد الرّحمن بن حسن بن الشيخ الإمام المجدّد محمد بن عبد الوهاب وأمّه بنت عم أبيهالشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب كذا قال شيخنا ابن بسّام ولد سنة 1225 هـ في الدّرعيّة في ذروة عزّها، ورحل منها عند سقوطها سنة 1233 هـ مع والده وأسرته إلى الدّيار المصرية والمقيمين فيها من أسرته وغيرهم من علماء نجد وغيرهم، وأقام بها أكثر من ثلاثين سنة حتى برع وتميز في العلم والفضل، ففي سنة 1264 هـ عاد إلى نجد في زمن الإمام المصلح المجدّد فيصل بن تركي- رحمه الله، وكان والده قد رحل من مصر عائدا إلى نجد سنة 1241 هـ في زمن الإمام العادل تركي بن عبد الله- رحمه الله الذي أعاد إلى نجد وحدتها، وقضى على الفوضى السائدة بعد حرب الأتراك ومعاونيهم للدّرعيّة وخرابها خرابا تاما، مما جعل الإمام تركي يجعل من الرياض عاصمة لحكمه ومستقرا للأئمة من آل سعود، وتنطلق منها جحافل الغزو لتوحيد البلاد على التوحيد

-

(1)

هكذا في الأصل، وكتب الشيخ سليمان بن صنيع- رحمه الله في هامش الأصل:

صوابه 871 كما في «الضّوء» . وما ذكر صحيح.

ص: 582

891 بمكّة، ونشأ بها في كنف أبيه، فحفظ القرآن و «المنهاج» للنّوويّ، وسمع عليّ، وعلى غيري، وهو ذكيّ، فطن، ثمّ ارتحل وزوّجه الجمال أبو السّعود ابنته سعاد مراغما في ذلك لكثيرين، واستولدها بنتا إلى أن مقتته أمّها وطردته وصار بعد ذلك العزّ في هوان، وعدم التّوفيق مزيل للنّعم.- انتهى-.

قال الشّيخ جار الله: أقول: وبعد موت المؤلّف وقاضي الحنابلة المحيويّ الفاسيّ دخل القاهرة في أوّل القرن العاشر وعمل حنبليّا رغبة في

- الخالص، فكما أنّ الإمام محمد بن عبد الوهّاب- رحمه الله قضى على البدع والخرافات السائدة بمعاونه الإمام محمد بن سعود ومؤازرته فإنّ الشيخ المصلح المجدّد عبد الرحمن بن حسن- والد المترجم- قد قام بالدّعوة إلى الله لمحاربة ما قام به أعداء الدّعوة من تشويه لها، ومذمّة لأهلها، ومحاولة إقناع خصومها، أو إفحامهم بالحجة والبرهان، وأيده على ذلك وناصره وساعده، وقام بالأمر معه الإمام المجاهد المصلح الشّهيد تركي بن عبد الله آل سعود- رحمهم الله لذلك صح أن يسمى الشيخ عبد الرحمن ب «المجدّد الثاني» للدّعوة الإصلاحية السّلفية، وصحّ أن يسمى الإمام تركي ب «المؤسس الثاني» للدّولة السّعودية القائمة على أساس تحقيق العقيدة الصّحيحة المأخوذة من الكتاب والسّنّة «مذهب السّلف» .

ولحق الشيخ عبد اللطيف بأبيه مؤتسيا به، ماشيا على منهجه في الدّفاع عن عقيدة السّلف، والنصح والإرشاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والحرص على العلم تعلّما وتعليما، حتى نفع الله بعلمه البلاد والعباد فأفاد منه جمع من طلبة العلم أصبحوا أئمة أعلاما. وما زال الشيخ عبد اللطيف في جهاد حتى توفاه الله في الرياض في يوم 14 ذي القعدة سنة 1293 هـ- رحمه الله وغفر له-.

أخباره في «التّسهيل» : (2/)، و «مشاهير علماء نجد»:(93)، و «علماء نجد»:(1/ 63). وغيرها.

ص: 583

القضاء لشغوره سنين فحفظ بعض المتون، وتردّد لبعض شيوخها، فسعى في نصف الإمامة بالمسجد الحرام شريكا للبدر حسن بن الزّين سنة 909، ثمّ لازم كاتب السّرّ المحيي أبراجا في ولاية القضاء فولّاه ببذل سنة تاريخه، وكان ذلك من أعظم النّوازل بمكّة فقدمها بحرا سنة 910، فباشرها بعنف، وعدم معرفة، فعزل منها مرّة بعد أخرى للشّكوى فيه، وعاد بعده خصما له وتردّد للقاهرة والرّوم وتقرّر في الصرّ، وحصّل الأملاك، وتزوّج ورزق الأولاد، وتوسّل بصاحب مكّة السّيّد بركات في ولاية قضاء الحرمين لمّا كان بالقاهرة سنة 921، واستمرّ على ذلك نحو سنة ثمّ عزل عن المدينة، واستقلّ بمكّة، وهو متلاعب بالأحكام الشّرعيّة، وينسب إليه أمور غير مرضية، ثمّ زوّج ابنته الكبرى وخاصم صهره لأجلها، فرمى بثلم عرضه وكتب محضرا بسوءاته، وتعجّب العقلاء من فعله، ثمّ قيّض الله من عزله من القضاء بقريبه أبي حامد ابن الشّيخ عطيّة بن ظهيرة سنة 29 بعد مكثه فيها نحو عشرين سنة، فخاصمه عند أمير الحاجّ في الولاية، فلم تساعده العناية، وعدّ ذلك من الانتقام بعد المهلة والخصام، فسافر مع الحاجّ إلى القاهرة للسّعي في وظيفته فأخذه الله من سوء طريقته، لكنّه ختم له بالشّهادة لصفاء باطنه.

ومات مطعونا في عشرين جمادى الأولى سنة 930 ودفن بها، وجاء نعيه لمكّة في جمادى الثّانية، وخلّف ولدين صغيرين نجم الدّين، وعبد الله، وثلاث بنات من أمّهات شتّى.

ص: 584

360 -

‌ عبد القادر بن مصطفى بن محمّد بن أحمد

المشهور بالسّفّارينيّ حفيد العلّامة خاتمة العلماء الرّاسخين الشّيخ محمّد السّفّارينيّ الآتي، نسبة إلى سفّارين، من قرى/ نابلس.

ولد بها بعد المائتين والألف، وبها نشأ فقرأ على مشايخها ومشايخ جبل نابلس ومدينتها، وحفظ متونا في الفقه والعربيّة، ثمّ ارتحل إلى دمشق فقرأ على مشايخها، ولازم العلّامة المحقّق الشّيخ مصطفى الرّحيبانيّ شارح «الغاية» وتخرّج عليه في الفقه، وانتفع به، وقرأ عليه وعلى غيره في بقيّة الفنون، فمهر، وبرع، وفاق أقرانه، بل ومن هو أكبر منه، لما فيه من شدّة الذّكاء، وسرعة الفهم، وجودة الحفظ، وأقرّ له أهل عصره، وصار عين تلامذة شيخه المذكور، والمنظور إليه من بينهم، وتأهّل للتّدريس والإفتاء، بل وللتّصنيف، فدرّس في الفقه وأصوله، وفي النّحو والصّرف وغير ذلك، وكتب على «شرح المنتهى» حال الدّرس كتابة مسدّدة فأصابته عين الكمال، فتعاطى علم الحرف والأوفاق، فحصل له تغيّر واختلال عقل، فذهب إلى بلدهم سفّارين ومكث كذلك نحو سنة.

ومات سنة 1257 في سنّ الكهولة رحمه الله تعالى.

361 -

‌ عبد القادر النّبراويّ القاضي، محيي الدّين

.

360 - السّفّارينيّ الحفيد، (1200 - 1257 هـ):

تفرد المؤلّف- رحمه الله بذكر أخباره.

361 -

النّبراويّ، (؟ - 928 هـ):

أخباره في «النّعت الأكمل» : (102)، و «التّسهيل»:(2/ 128).

ص: 585

قال في «الشّذرات» : كان أقدم الحنابلة بمصر وأعرفهم بصناعة التّوريق والقضاء والفقاهة، مع سماع له ورواية، وكان أسود اللّون وله مع ذلك تمتّع بحسان النّساء، للطف عشرته ودماثة أخلاقه، وكان يصبغ بالسّواد مع كبر سنّه. مات ليلة الأربعاء نصف جمادى الآخرة سنة 928 عن نيّف وتسعين سنة.

362 -

‌ عبد الكريم بن إبراهيم بن أحمد بن كريم الدّين

، المصريّ الكتبيّ، والد عليّ الآتي.

- وينظر: «الكواكب السّائرة» : (1/ 253)، و «شذرات الذّهب»:(8/ 159).

362 -

كريم الدّين المصريّ، (؟ - 819 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 37).

وينظر: «إنباء الغمر» : (3/ 109)، و «الضّوء اللامع»:(4/ 305).

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد الكريم بن إبراهيم بن عمر بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله

ابن مفلح، توفي فجأة سنة 965 هـ.

أخباره في «الكواكب السّائرة» : (2/ 171)، و «الشّذرات»:(8/ 344)، و «النّعت الأكمل»:(127).

- والشيخ عبد الكريم بن صالح بن عثمان بن صالح بن شبل النّجديّ العنيزيّ المتوفى بعد سنة 1275 هـ.

ولا أدري لماذا أغفله المؤلّف، مع أنّه من بلده، ومن حيّه أيضا، كما أنّه مقيم في مكّة المشرّفة مكان إقامة المؤلّف؟! فلعلها تأخرت وفاته بعده بزمن.

قال شيخنا ابن بسّام في ترجمة حفيده عبد الكريم المذكور هنا: «وجده عثمان من علماء عنيزة، ومن تلاميذ الشيخ حميدان بن تركي عالم عنيزة في تلك الفترة، وقد

-

ص: 586

قال في «الضّوء» : قال شيخنا في «إنبائه» : كان من خيار النّاس في فنّه، للطّلبة به نفع، فإنّه كان يشتري الكتب الكثيرة وخصوصا العتيقة، ويبيع لمن رام منه الشّراء من الطّلبة برأس ماله مع فائدة يعيّنها، ويشترط له أنّه متى رام بيع ذلك الكتاب يدفع له رأس ماله خاصّة، فكان الطّالب ينتفع بذلك الكتاب دهرا ثمّ يأتي إلى السّوق فينادي عليه فإن تجاوز الثّمن الّذي اشتراه به باعه، وإن قصر عنه أحضره إليه فدفع له رأس ماله، ولا يخرم معهم في ذلك، وكان النّاصر فرج ولّاه الحسبة على الصّلاة فكان يلزم النّاس بالصّلاة، وتعليم الفاتحة، وجرت له في ذلك خطوب يطول ذكرها، وكان مأذونا له في الحكم ولكن لا يتصدّى إلّا في النّادر، وله ورد، وقيام ليل، وأثنى عليه في ترجمة ولده فقال: وما رأيت مثله في الإحسان إلى الطّلبة وهو آخر من بقي بسوق الكتب. قلت: وبلغني أنّ البدر الزّركشيّ كان يكثر الجلوس بحانوت من حوانيته الّتي بها ما لا يحتاج لبيعه غالبا طول النّهار للمطالعة والكتابة ونحو ذلك. مات في حادي عشري ذي القعدة سنة 819.

- توفي جدّه الشّيخ عثمان بن صالح بن شبل في عنيزة سنة 1199 هـ كما ذكر ذلك الشيخ عبد الوهّاب بن محمد بن حميدان بن تركي في تاريخه المخطوط .. »

أقول: لم يترجم المؤلّف لجدّه أيضا كما أن شيخنا ابن بسّام لم يخصّ عثمان بترجمة مستقلة. ويا ليته فعل.

وقال عن وفاة عبد الكريم: «ولم أقف على تاريخ وفاته، ولكن وقفت على حاشية العطّار بقلمه عام 1275 هـ» .

أقول: ومن فضلاء أحفاده الآن صديقنا الأستاذ عبد الرّحمن بن صالح الشّبل المقيم في المدينة النّبوية على ساكنها أفضل الصّلاة والسّلام.

ص: 587

363 -

‌ عبد الكريم بن عبد الرّحمن بن أبي بكر بن عبد الله

بن ظهيرة بن أحمد/ ابن عطيّة بن ظهيرة، كريم الدّين بن الوجيه أبي الفرج، القرشيّ، المكّيّ، الماضي أبوه، والآتي ولده يحيى

(1)

وأمّه زبيديّة. قاله في «الضّوء» .

وقال: ولد بزبيد

(2)

في ربيع الأوّل سنة 885

(3)

وحفظ القرآن و «الأربعين» و «الخرقيّ» . ودخل القاهرة مرارا أوّلها سنة 49 ورأى شيخنا، والقاياني ولكن

363 - ابن ظهيرة المكّيّ، (835 - 899 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 100)، عن «الضّوء اللامع»:(4/ 310).

(1)

لم يذكره المؤلّف في موضعه كما وعد، ولعلّه لم يكن حنبليا كابنه، والمؤلّف هنا قد نقل عبارة السّخاوي في «الضّوء اللامع» ، والسّخاوي ذكر والده في موضعه.

يراجع: «الضّوء اللامع» : (4/ 64)، ولم يذكر ما يدل على حنبليته، لذلك لم أستدركه، لا في موضعه، ولا هنا، وقال:«والد عبد الكريم وأبي بكر الآتيين» .

وذكر أخوه أبو بكر في «الضّوء» : (11/ 43)، ولم يذكر له أخبارا تستحق الوقوف عندنا، وإنما قال:«درج صغيرا، وقد مضى أخوه عبد الكريم، وأبوهما» وأمّا ولده يحيى الذي وعد المؤلّف بذكره فهو حنبلي كأبيه، ذكره المؤلّف كما سيأتي في موضعه إن شاء الله.

(2)

زبيد: من بلاد اليمن مشهورة معروفة- «معجم البلدان» : (3/ 131).

(3)

هكذا بخط المؤلّف، وجاء في هامش الأصل بخط الشيخ سليمان الصّنيع- رحمه الله «قوله: ولد سنة 885 هذا سبق قلم من المؤلّف، وصوابه 835 كما في «الضّوء» وكما هو مفهوم من الترجمة».

لم يذكره ابن مفلح ولا العليمي.

ص: 588

لم يسمع منهما، وأخذ في بعض قدماته عن العزّ الكنانيّ وابن الرّزّاز والبدر البغداديّ في الفقه والحديث وغيرهما، وتكرّر لقيه في عدّة نوب لغالب من ذكر، وسمع على السّيّد النّسّابة، والبوتنجيّ، والجلال بن الملقّن، والصّلاح الحكريّ، وهاجر القدسيّة، والمصنّف وكان قد سمع في بلدهعلى أبي الفتح المراغي، والزّين الأميوطي، وأبي السّعادات بن ظهيرة، والتّقيّ بن فهد، وتفقّه فيها بالشّمس بن سعيد القاضي، والشّهاب بن زيد، حين جاور عندهم، وانتفع به كثيرا، وعرض عليه من كتابه إلى العدد، وكذا أخذ عن التّقيّ بن قندس بمكّة، ثمّ عن العلاء المرداويّ، وقرأ عليه تصنفه «التّنقيح» والتّقيّ الجراعيّ، وقرأ عليه «المحرّر» للمجد بن تيميّة، وأذن له بالإفتاء والتّدريس، وكثرت مخالطتي له بمكّة والقاهرة، ونعم الرّجل خيرا، وفضلا، وتودّدا، وكثرة انجماع، وعيال، وتقنّع، وذكر للنّاس بالجميل، وممّا أنشدنيه سنة 95 بالقاهرة من نّظمه:

أنزّه نفسي عن أذى القول والخنا

وإنّي إلى الإسلام والسّلم أجنح

وأغضي احتسابا إن تجاهل عاقل

وإنّي كريم قد أضرّ وأنجح

وعقلي وديني والحياء يردّني

عن الجهل لكنّي عن الذّنب أصفح

فشتّان ما بيني وبينك في الهوى

وكلّ إناء بالّذي فيه ينضح

ص: 589

وأنشدني من نظمه غير ذلك كقصيدة خاطب بها أبا البقاء البدر بن الجيعان، ولمّا توفّي قاضي الحرمين السّيّد المحيويّ عيّن لذلك، وذكر له بالقاهرة، فما كان بأسرع من تعلّله واستمر حتّى مات ليلة الأربعاء خامس عشري صفر سنة 899 وصلّى عليه عقب الصّبح، ودفن بالمعلاة عند أقربائه.

364 -

‌ عبد الكريم بن عليّ البويطيّ

، كريم الدّين أبو المكارم العدل.

قال في «الشّذرات» : قال العليميّ: كان رجلا خيّرا، وكان في ابتداء أمره يباشر عند الأمراء بالقاهرة، ثمّ احترف بالشّهادة، ولمّا ولي ابن أخته بدر الدّين

364 - ابن البويطيّ، (؟ - 888 هـ):

أخباره في «المنهج الأحمد» : (514)، و «مختصره»:(194)، و «التّسهيل»:(2/ 89).

قال العليميّ: «خال شيخنا قاضي القضاة بدر الدّين السّعدي، وأحد عقّاد الأنكحة بالدّيار المصرية والعدول بها» .

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد الكريم بن محمد بن إبراهيم الحيريّ الحلبيّ (ت 1207 هـ).

ذكره الغزّي في «النّعت الأكمل» : (337)، وقال: «ولد في حلب في ثالث ربيع الثاني سنة ثلاث وعشرين ومائة وألف

ثم ذكر تنقلاته وشيوخه وذكر أنه اجتمع به وأخذ عنه وأجازه وقال: «وسمعت فوائده ولطائفه

».

ويراجع: «مختصر طبقات الحنابلة» : (140).

- وعبد الكريم بن محمد بن عبادة الصّالحيّ (ت 966 هـ).

أخباره في «الكواكب السّائرة» : (2/ 177)، و «النّعت الأكمل»:(128).

قال الغزّيّ: «

ولم يعقب ذكرا وانقرضت به ذكور بني عبادة ولهم جهات وأوقاف كثيرة».

ص: 590

السّعديّ قضاء الدّيار المصريّة ولّاه العقود والفسوخ، وكان يجلس لتحمّل الشّهادة بباب المدرسة الصّالحيّة في حانوت الحكم المنسوب للحنابلة.

وتوفّي بالقاهرة سنة 888.

365 -

‌ عبد الكريم بن محيي الدّين بن سليمان الدّمشقي

، الشّهير ب «الجراعيّ» والد إسماعيل/ السّابق شارح «الغاية» .

قال كمال الدّين محمّد بن محمّد بن محمّد الغزّيّ في كتابه «الورد الأنسيّ» ، وهو الشّيخ، الفاضل، البركة، الصّالح، الهمام، أبو العزّ، عزّ الدّين. ولد بدمشق سنة 1098، وأخذ عن الأستاذ، وأجازه وكانت وفاته بدمشق سنة 1161 وقد ترجمته في كتابي «النّعت الأكمل بتراجم أصحاب الإمام أحمد بن حنبل» - انتهى-.

أقول: لم أظفر به مع شدّة التّفحّص خصوصا في بلده دمشق، وعسى الله أن يوجدني إيّاه بمنّه وكرمه.

366 -

‌ عبد الكريم بن يوسف بن أحمد بن عبد الرّحمن

بن أحمد بن إسماعيل الذّهبيّ، الصّالحيّ، الشّهير ب «ابن ناظر الصّاحبة» .

قال ابن طولون في «سكردانه» : الشّيخ، العالم، المفيد، الأصيل،

365 - ابن محيي الدّين الجراعيّ، (1098 - 1161 هـ):

أخباره في «النّعت الأكمل» : (284)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(123)، و «التّسهيل»:(2/ 175). ويراجع: «الورد الأنسي» : (130).

366 -

ابن ناظر الصّاحبة، (؟ - 897 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 97) عن «السّحب» .

ص: 591

الموقّر، زين الدّين، أبو الفضل ابن جمال الدّين ابن شهاب الدّين ابن الإمام زين الدّين، حفظ القرآن، ثم «المقنع» وغيره، وأخذ عن جماعة منهم والده، والنّظام ابن مفلح، والشّهاب ابن زيد، واشتغل وحصّل، أخذني معه شيخنا الجمال بن المبرد إلى منزله شرقيّ المدرسة الصّاحبة بسفح قاسيون، وقرأ عليه في الصّفّة الّتي على باب داره «جزء حديث» واستجازه وكتب اسمي في الطّبقة غير أنّي لصغري لا أعرف ذلك الجزء وإلى الآن لم أظفر به يسّر الله تعالى معرفته. توفّي في ربيع الأوّل سنة 897 ودفن بحوّاقة الشّيخ أبي عمر بالسّفح.

367 -

‌ عبد اللّطيف بن أحمد بن أبي الوفاء المفلحيّ

، الأنصاريّ، الدّمشقيّ، تقدّم أبوه أحمد.

367 - ابن أبي الوفاء المفلحيّ، (؟ - 1036 هـ):

أخباره في «النّعت الأكمل» : (196)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(101)، و «التّسهيل»:(2/ 150).

ويراجع: «خلاصة الأثر» : (3/ 14)، و «تراجم الأعيان»:(2/ 340).

* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد اللّطيف بن خضر الشّطّي، (ت 1252 هـ).

لم يذكره المؤلّف مع أنّ آل الشّطّي أصحابه وأحبابه، ونزل عليهم في دمشق لما قدمها. فلعله لم يكن نابها حينئذ مع كثرة العلماء فيهم.

ومن خلال ترجمته في «النّعت الأكمل» يظهر أنّه كان خطّاطا ماهرا، فلا يلزم من ذلك أن يكون عالما متميّزا. والله تعالى أعلم.

أخباره في «النّعت الأكمل» : (359)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(152)، و «التّسهيل»:(2/ 215).

ص: 592

قال المحبّي: وكان عبد اللّطيف هذا فقيها مشتغلا، مشهور السّمعة، جريا في فصل الأمور، ورحل إلى مصر سنة 1015 وأخذ بها الحديث عن النّور الزّياديّ، وتفقّه بالشّيخ يحيى بن موسى الحجّاويّ، والشّيخ عبد الرّحمن ابن يوسف البهوتيّ، وأجازاه بالفتوى والتّدريس، وذكر له الحجّاوي في إجازته أنّه أفتى بالجامع الأزهر مرارا، وأفادا واستفاد ثمّ رجع سنة 17، وولي قضاء الحنابلة بمحكمة الكبرى أوّلا، ثمّ صار قاضي قضاة الحنابلة بمحكمة الباب

(1)

، وكانت وفاته سادس عشر شعبان سنة 1036.- انتهى-.

أقول: قول المحبّي في نسبه: «الأنصاريّ» محلّ نظر فإنّ المذكور من بني مفلح مؤلّف «الفروع» ولم يذكر أحد أنّهم من الأنصار، مع كثرتهم وكثرة ذكرهم في كتب التّواريخ، والله تعالى أعلم.

(1)

كذا قال الغزّيّ في «النّعت الأكمل» ، والصّواب هو ما ذكر المؤلّف أنّه ليس من الأنصار؛ و «آل مفلح» الّذين يرجعون إلى جدّهم شمس الدّين صاحب «الفروع» أسرة عمريّة عدويّة قرشيّة، يراجع مقدمة «المقصد الأرشد» والمذكور هنا من أحفاد صاحب «الفروع» فهو: عبد اللطيف بن أحمد بن أبي الوفاء عليّ بن إبراهيم بن محمّد بن عبد الله بن الشيخ شمس الدّين محمد مفلح. وسبب نسبتهم إلى الأنصار أنّ هناك أسرة حنبلية مقدسية تسمى «آل مفلح» هم من الأنصار، وتعرف هذه الأسرة أيضا ب «آل سعد» فربما اختلطت النّسبة على من لم يدقق في رفع نسب المترجم والله وحده أعلم.

ص: 593

368 -

‌ عبد اللّطيف بن عبد الرّحمن بن أبي بكر

بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد ابن عطيّة بن ظهيرة، السّراج، أبو السّعادات، القرشيّ، المخزوميّ، الماضي أخوه عبد الكريم.

قال في «الضّوء» : ولد سنة 826 باليمن وأمّه زبيديّة، ونشأ بها، ثمّ قدم مع أبيه لمكّة، وسمع من المقريزيّ، وأبي شعر، وأبي الفتح المراغي.

وغيرهم، وأجاز له جماعة في سنة 36.

ومات سنة 850 بمكّة ذكره ابن فهد في الظّهيريّين

(1)

./

369 -

‌ عبد اللّطيف بن عبد القادر بن عبد اللّطيف بن محمّد

بن أحمد بن محمّد ابن محمّد بن عبد الرّحمن المولّد السّراج بن قاضي الحرمين المحيويّ الحسنيّ الفاسيّ المكّيّ، الماضي أبوه الآتي جدّه.

368 - سراج الدّين ابن ظهيرة، (826 - 850 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 59) عن «الضّوء اللامع» : (4/ 328) والمؤلّف.

369 -

ابن قاضي الحرمين، (؟ - 891 هـ):

ذكره السّخاوي في «الضّوء اللامع» : (4/ 329)، وعنه في «التّسهيل»:(2/ 92)،

-

(1)

الظّهيريّون: هم آل ظهيرة الّذين منهم المترجم، وهي أسرة علميّة كبيرة سكنت مكّة المشرّفة، ومصر، والشّام، واليمن، ولكن أغلبهم في مكة، وهي بلدهم الأصل، ومنها تفرقوا، وهم- في الغالب- من الشافعيّة وينتمي لمذهب أحمد منهم عدد غير قليل. ترجم الشّيخ عمر بن محمّد بن محمّد بن فهد لعلماء وعالمات هذه الأسرة في كتاب هو الذي يشير إليه المؤلّف واسمه:«المشارق المنيرة في ذكر بني ظهيرة» كذا ذكره السّخاوي في «الضّوء» : (6/ 128)«ترجمة ابن فهد المذكور» ، ويراجع:

«إيضاح المكنون» : (2/ 485)، ولا أعلم له وجودا.

ص: 594

قاله في «الضّوء» : وقال: أمّه أمّ ولد، وهو ممّن سمع منّي بالمدينة، ومات وهو ابن تسع في شوّال سنة 891، وتأسّف عليه أبوه جدّا عوّضه الله خيرا.

370 -

‌ عبد اللّطيف بن محمّد بن أحمد بن محمّد

بن محمّد بن عليّ بن عبد الرّحمن السّراج، أبو المكارم، ابن اللؤلؤي أبي الفتح بن أبي المكارم ابن أبي عبد الله الحسني الفاسيّ الأصل، المكّيّ، والد المحيويّ عبد القادري الماضي وحفيد عمّ والد التّقيّ الفاسي مؤرّخ مكّة المشرّفة وقاضي المالكيّة بها.

- وابن تسع لا يعدّ في العلماء.

وقد قال السّخاوي في «الضّوء اللامع» : (6/ 128) عن بعض تآليف عمر بن محمد ابن فهد (ت 885 هـ): «وقد أكثر فيه من ذكر المهملين والأبناء ممّن لم يعش إلا أشهرا، ونحو ذلك مما لا فائدة فيه» .

أقول: أيّ فائدة في ذكر غلام لم يتجاوز التاسعة من عمره أيضا؟!

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد اللطيف بن محمّد بن طريف (ت 1098 هـ).

أخباره في «النّعت الأكمل» : (254)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(116)، و «خلاصة الأثر»:(4/ 184)«ترجمة أبيه» ، و «التّسهيل»:(2/ 162). وسأذكر أبيه في موضعه إن شاء الله.

370 -

قاضي الحرمين سراج الدّين الفاسيّ الحنبليّ، (779 - 835 هـ):

أخباره في «المنهج الأحمد» : (493)، و «مختصره»:(183).

وينظر: «معجم ابن فهد» : (144)، و «العنوان» للبقاعي:(160)، و «إتحاف

-

ص: 595

قال في «الضّوء» : ولد في شعبان سنة 779 بمكّة ونشأ بها، فحفظ القرآن وتفقّه وسمع من النّشاوريّ، والجمال الأميوطيّ، وأبي العبّاس بن عبد الله المعطي، والشّهاب ابن ظهيرة، وأحمد بن حسن بن الزّين، والفخر القاياني، وابن صدّيق، والأنباسيّ، وابن النّاصح، في آخرين، وممّا سمعه على الأوّل «البلدانيّات للسّلفيّ» و «جزء ابن نجيد» وأجاز له البلقينيّ، والتّنوخيّ، وابن الملقّن، وأبو الخير بن العلائيّ، وأبو هريرة بن الذّهبيّ، وابن أبي المجد، والعراقيّ، والهيثميّ، وأحمد بن أقبرص، والسّويدائيّ، والحلّاويّ، وعبد الله بن خليل الحرستانيّ، ومريم الأذرعيّة، وخلق وخرّج له التّقيّ ابن فهد «مشيخة»

(1)

وكان أبوه مالكيّا فتحوّل هو حنبليّا، وولي إمامة

- الورى»: (4/ 291)، و «الضّوء اللامع»:(4/ 333)، و «التّبر المسبوك»:(281)، و «الدّرر الكمين، وحوادث الزّمان» : (2/ 13)، و «الشّذرات» . وخرّج له الإمام المحدث المؤرّخ تقيّ الدين محمد بن محمد بن فهد الهاشمي القرشي (ت 871 هـ) مشيخة حافلة سمّاها «المنهج الجليّ إلى شيوخ قاضي الحرمين سراج الدّين الحنبليّ» ذكرها في عداد مؤلّفاته في كتابه «عمدة المنتحل وبغية المرتحل» ، وقد منّ الله تعالى عليّ بنسخة منها أفدت منها إفادات كثيرة.

وقد عرّفت ببعض أفراد أسرة الشّيخ سراج الدّين من العلماء الأفاضل والعالمات الفضليات في هامش ترجمته في «الدّر المنضّد» ، وهو مختصر «المنهج الأحمد» فليراجع من شاء ذلك مشكورا مأجورا غير مأمور.

-

(1)

هذه المشيخة اسمها «المنهج الجلي إلى شيوخ قاضي الحرمين السراج الحنبلي» وهي من مصادري عرفت بها في غير ما موضع في «الجوهر المنضّد» و «المقصد الأرشد» و «الدّر المنضّد» ، وقد أفدت منها كثيرا رحم الله جامعها والمجموعة له.

ص: 596

مقام الحنابلة بعد موت ابن عمّه النّور عليّ الآتي، ثمّ في قضائها سنة 9 فكان أوّل حنبليّ ولي قضاء مكّة

(1)

واستمرّ فيه حتّى مات، مع كثرة أسفاره وغيبته عن مكّة، بل كان يستخلف من يختاره من أقربائه، غير أنّه عزل سنة، ولكن لم يولّ فيها عوضه، ثمّ أعيد، وأضيف إليه سنة 47 قضاء المدينة النّبويّة، فصار قاضي الحرمين، وسافر بلاد الشّرق غير مرّة، واجتمع بالقان

(2)

معين الدّين ابن شاه رخ بن تيمورلنك فيها. وكان يكرمه غاية الإكرام، ويسعفه بالعطايا والإنعام؛ لحسن اعتقاده فيه، ومزيد محبّته له، واقتفى ولده ألوغ بيك وغيره من أمراء تلك النّواحي وقضاتها وكبرائها طريقه في الإكرام والاعتقاد، فكان يرجع منه بالعطاء الوافر، فيسمح في إنفاقه في جهات الخير، بحيث سمعت وصفه بمزيد الإكرام والإطعام من غير واحد من ثقات شيوخنا فمن دونهم، ويقال: إنّه رجع من بعض سفراته بنحو عشرين ألف دينار فما استوفى

- * ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد اللطيف بن أبي المكارم أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن الفاسيّ الحنبليّ (ت 772 هـ) ذكره التّقي الفاسي في «العقد الثّمين» : (5/ 487)، وقال:

«إمام الحنابلة، أخو الشّريف أبو الفتح السّابق

ولي الإمامة بعد صهره الجمال ابن محمد القاضي جمال الدّين الحنبلي في سنة تسع وخمسين وسبعمائة».

وصهره المذكور محمد بن محمد بن عثمان الآمدي الحنبلي ذكره المؤلف في موضعه.

(1)

الصّحيح أنّه تولى قضاء مكة من الحنابلة قبله كثير من الفقهاء إلّا إن كان قصده رئاسة قضاتها وهو ما يسمّونه- ولا أسميه- قاضي القضاة.

(2)

هكذا في الأصل، ولعلها مختصر:«الخاقان» أو محرفة عنها.

ص: 597

سنة حتّى أنفذها، وكان خيّرا، ديّنا، محمود السّيرة، ذا شيبة نيّرة، ووقار، ضخما، محبّبا للخاصّة والعامّة، مفيدا من أحوال ملوك الشّرق ونحوهم/ ما امتاز على غيره فيه بمشاهدته، حدّث باليسير، أجاز لي، وتزوّج بأخرة ابنة للعلاء حفيد الجلال البلقينيّ واستولدها، لكن انقطع نسله منها، وله حكاية في (عبد العزيز بن عليّ)، وذكره المقريزيّ في «عقوده» .

ومات بعد تعلّله بالإسهال، ورمي الدّم ضحى يوم الاثنين سابع شوّال سنة 853 بمكّة، وصلّى عليه بعد صلاة الظّهر، ودفن بالمعلاة عند أسلافه.

- انتهى-.

قال النّجم ابن فهد في ترجمته من «معجمه» وكان القضاء باسمه في غيبته، وكان نائبا عنه أخوه محيي الدّين عبد القادر، ثمّ ابنه أبو الفتح محمّد ابن عبد القادر، ثمّ ابن أخيه أيضا موسى بن محمّد.- انتهى-.

قلت: أمّا محيي الدّين عبد القادر وابنه أبو الفتح فقد تقدّما، وأمّا موسى ابن محمّد فلم أظفر له بترجمة، واستقرّ بعده في القضاء عزّ الدّين محمّد ابن أحمد بن سعيد المقدسيّ كما سيأتي في ترجمته، وفي الإمامة في المقام الحنبليّ ولده المحيويّ عبد القادر وعمره إذ ذاك إحدى عشرة سنة، وباشرها بالنّيابة عنه إلى بلوغه القاضي المذكور، وانظر ما مرّ في ترجمة ابنه عبد القادر أن أباه لم يخلّف له شيئا مع هذا المحصول الجزيل، فكأنّه ما كان يمسك شيئا رحمه الله.

ص: 598

371 -

‌ عبد اللّطيف بن محمّد بن عليّ بن سلّوم التّميميّ [النّجديّ]

.

ولد في بلد سيّدنا الزّبير على رأس القرن ظنّا، ونشأ بها، فقرأ القرآن والعلم، وحفظ مختصرات، ودأب في الطّلب، وأكثر اشتغاله بالفقه حتّى مهر فيه، وقرأ على والده في الفقه والفرائض، وعلى شيخ ذلك العصر الشّيخ إبراهيم ابن جديد وغيرهما، ثمّ تحوّل مع والده إلى سوق الشّيوخ، وهي على شاطئ الفرات، وحكّامها مع تلك الجهات بنو المنتفق المشهورون، فطلبوا من والده أن يعينهم على المذكور ليتولّى قضاءها وخطابتها، فامتنعا، ولم يزالوا بهما حتّى حلف شيخ المنتفق إن لم يتولّ عبد اللّطيف لأوّلينّ فلانا، لرجل غير صالح للقضاء، ولا للإمامة، فرأى أنّ الأمر متعيّن عليه، لئلا تضيع الأحكام بتولية أهل الجهل والظّلم، فرضي وباشره بعفّة، وديانة، وصيانة، وتثبّت، وتأنّ في الأحكام، ومراجعة والده فيما أشكل عليه، وباشر الإمامة والخطابة والتّدريس والوعظ على الوجه الأحسن، وكان محبّبا إلى النّاس الخاصّ والعامّ، مكرّما عند الحكّام، لا يردّ له شفاعة، ولا يثلم له جاه، لحسن أخلاقه، وورعه، وعفافه، وعبادته، وجريه على نهج السّلف الصّالح في اتّباع السنن النّبويّة، وحجّ مرارا آخرها سنة 46 فوقع في مكّة ذلك الوباء العظيم، وخرج من مكّة على طريق الشّرق والوباء مع الحجّاج لم يكفّ عنهم فلمّا وصلوا إلى البرود خارج مكّة جمعهم الشّيخ وصلّى بهم ركعتين، ووعظهم

371 - ابن سلّوم النّجدي الزّبيريّ، (1200 ظنّا- 1247 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 211)، و «علماء نجد»:(2/ 498)، و «إمارة الزبير»:(3/ 60)، ونقل جميعهم عن «السّحب» .

ص: 599

وبكى وأبكى، ودعا الله برفعه، فرفعه الله من ساعته، ثمّ وصل بلده سالما فوقع فيها الوباء فأصيب ومات شهيدا بالطّاعون سنة 1247، ودفن خارج سوق الشّيوخ عند والده./

372 -

‌ عبد الله بن إبراهيم بن أحمد، الجمال

الحرّانيّ الأصل الحلبيّ.

372 - الجمال الحرّانيّ، (765 تقريبا- 821 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 38).

ويراجع: «إنباء الغمر» : (3/ 181)، و «الضّوء اللامع»:(5/ 2)، و «الشّذرات»:(7/ 151).

* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد الله بن إبراهيم بن سيف الشّمّريّ المجمعيّ (ت 1140 هـ).

يراجع ترجمة ولده رقم (14).

- وعبد الله بن إبراهيم بن عبد الله

حفيد سابقه.

يراجع: «علماء نجد» : (2/ 505)، ذكره شيخنا ابن بسّام نقلا عن إجازة الشّيخ أحمد بن رشيد الأحسائيّ النّجديّ المدنيّ له، ويراجع ترجمة جدّه أيضا رقم (14).

- وعبد الله بن إبراهيم بن ناصر السكري «الخواجا» .

يراجع: ثبت ابن زريق في عدة مواضع منها ورقة: 11 فما بعدها.

- وعبد الله بن أحمد بن إسماعيل (ت 1196 هـ).

يراجع: «تاريخ بعض الحوادث» : (120، 240)، و «علماء نجد»:(2/ 507) نقلا عن تاريخ عبد الوهاب بن تركي.

- وعبد الله بن أحمد بن إسماعيل «غير سابقه» (ت 1067 هـ).

«علماء نجد» : (2/ 509)، وهل هو عبد الله بن حمد المذكور في:«تاريخ بعض الحوادث» : (240) سقطت همزته؟!

-

ص: 600

قال في «الضّوء» : كان يذكر أنّه من ذريّة الشّرف بن عصرون، وأنّه شافعيّ الأصل، ثمّ تحوّل حنبليا، وولي قضاء الحنابلة بحلب مرّة بعد أخرى كأنظاره.

قال العلاء بن خطيب النّاصريّة: وكان حسن السّيرة، ديّنا، عاقلا، ولي القضاء، ثمّ صرف، ثمّ أعيد مرارا، ثمّ صرف قبل موته بعشرة أشهر.

ومات في شعبان سنة 821 عن نحو 66 سنة، ودفن بتربة الباريني والأذرعيني خارج باب المقام من حلب. ذكره شيخنا.

373 -

‌ عبد الله بن أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد

بن عيّاش بن حامد بن خلف [(خليف؟)]، جمال الدّين المعروف ب «ابن النّاصح» وهو لقب عبد الرّحمن. قاله في «الشّذرات» .

- وعبد الله بن أحمد بن سحيم (ت 1175 هـ).

يراجع: «عنوان المجد» : (1/ 88)، وينظر:«التّسهيل» : (2/ 179) و «علماء نجد» : (2/ 512) ونقلا عن «السّحب الوابلة» ؟

373 -

ابن النّاصح، (681 - 757 هـ):

أخباره في «المنهج الأحمد» : (453)، و «مختصره»:(157)، و «التّسهيل»:(1/ 380).

وينظر: «الوفيات» لابن رافع: (2/ 195)، ومن «ذيول العبر»:(314)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»: وفيات سنة 757 هـ، و «الدّرر الكامنة»:(2/ 375)، و «الشّذرات»:(6/ 183).

وكرّره المؤلّف في «عبد الله بن عبد الرّحمن» كما سيأتي، والصّواب أنه عبد الله بن أحمد. قال ابن رافع: «أبو أحمد عبد الله بن أحمد بن النّاصح عبد الرّحمن بن

-

ص: 601

وقال: سمع على الفخر ابن البخاريّ، وحدّث، وكان رجلا صالحا، مباركا، يتعانى التّجارة، ثمّ ترك، ولازم الجامع نحو السّتين سنة.

توفّي سنة 757.

374 -

‌ عبد الله بن أحمد بن عبد الله العسكريّ

- بضمّ العين- الصّالحيّ.

قال ابن طولون في «سكردانه» : الشّيخ، الفاضل، جمال الدّين، أبو محمّد بن الشيخ الصّالح أبي حفص، حفظ القرآن واشتغل يسيرا، ورغب في

- أحمد بن عيّاش

وكان ملازما للجماعة، خيّرا ناظرا على الضّيائيّة، ورزق عدّة أولاد، ولحقه صمم. سمعت منه حديثا من «الشّمائل» للتّرمذي

».

374 -

جمال الدّين العسكريّ، (؟ - 908 هـ):

لم أقف على أخباره.

* وذكر ابن طولون في «نبلاء العصر» .

- عبد القادر بن أحمد العسكريّ. فيظهر أنه أخوه. يراجع: عبد القادر بن أحمد السّالف الذكر.

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد الله بن أحمد بن عطيّة بن عبد الحيّ القيّوم

بن ظهيرة.

قال المؤلّف- ابن حميد- في ترجمة والده: «وولده عبد الله تولى قضاء الحنابلة بعد عمه أبي حامد بثلاث سنين من الرّوم [العثمانيين] سنة 942 هـ» .

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد الله بن أحمد بن علي بن محمد بن سليمان بن حمزة بن أبي عمر

المقدسي الصّالحيّ الحنبلي الخطيب، جمال الدين، وولده عليّ وهو ابن عم ناصر الدين ابن زريق صاحب «الثّبت» . تكرر ذكره في «الثّبت» ويصفه فيه ب «سيدي» ومرة ب «سيدي وابن عمّي» .

ص: 602

فنّ الحديث فسمع على الشّهاب ابن زيد، والبدر محمّد بن محمّد بن نبهان، وأكثر من غالب مشايخي، وخصوصا شيخي القاضي ناصر الدّين ابن زريق، وأجاز له أبو العبّاس بن الشّريفة، وأبو عبد الله بن جوارش، وأبو الحسن الدّويليبيّ، وأبو عبد الله بن الصّفيّ، وأبو العبّاس الإصطنبوليّ وغيرهم، ثمّ تصدّر لإقراء القرآن بمدرسة الشّيخ أبي عمر، ثمّ دخل في مباشرة أوقافها، ثمّ في مباشرة جهات القاضي ناصر الدّين الصّفديّ ناظر الخواصّ الشّريفة، وسلك مسالك الأداء، وأقبل على طلب الدّنيا، ولذلك أشغل ولده شمس الدّين محمّدا على مذهب أبي حنيفة، وعدل عن مذهبه، ونسب إلى محبّة الشّباب له، وعليه قرأت جانبا من القرآن، وأجاز غير ما مرّة، وأنشدنا مقاطيع لغيره.

وتوفّي بقريته عساكر يوم الجمعة ثامن عشر ذي الحجّة سنة 908، ونقل إلى الصّالحيّة يوم السّبت وغسّل وصلّى عليه بها، ودفن بمقبرة الشّيخ أبي عمر خارج الحوّاقة بالسّفح.

375 -

‌ عبد الله بن أحمد بن محمّد بن عضيب النّاصريّ

التّميميّ نسبا، النّجديّ مولدا وموطنا.

375 - ابن عضيب النّاصريّ النّجديّ العنيزيّ، (1070 تقريبا- 1161 هـ):

أخباره في «متأخري الحنابلة» : (37)، و «التّسهيل»:(2/ 175).

وينظر: «عنوان المجد» : (2/ 352)، و «تاريخ بعض الحوادث»:(108، 239)، و «علماء نجد»:(2/ 517).

-

ص: 603

ولد سنة (

)

(1)

في قرية من قرى وادي سدير من بلدان نجد، ونشأ بها، وقرأ على علّامة نجد والمشار إليه في ذلك الوقت أحمد بن محمّد القصيّر، وعلى غيره، فمهر في الفقه والفرائض مهارة كلّيّة، وشارك في بقيّة الفنون لعدم من يحقّقها في تلك الجهات، فصار يتتبّع الغرباء من سائر الأجناس، ويقرأ على من وجد أيّ فنّ عنده حتّى يستفيده منه، حتّى إنّي رأيته كتب «شرح التّهذيب في المنطق» وكتب/ عليه هوامش تدلّ على أنّه قرأ فيه، ولكن كان جلّ اهتمامه وقراءته وإقرائه للفقه، لقلّة رغبة أهل تلك الجهة في غيره ثمّ ارتحل إلى قرية من قرى القصيم تسمّى المذنب

(2)

بوزن منبر فبنى فيها

- ويظهر أنّ آل عضيب أسرة ذات عدد في «الدّاخلة» من بلدان سدير في نجد فقد ذكر ابن بشر في «عنوان المجد» : (1/ 76) محمد بن عضيب قاضي بلد الدّاخلة في حوادث سنة 1170 هـ. وهذا ممن يستدرك على المؤلّف وغيره ممن ألّف في «طبقات الحنابلة» و «علماء نجد» .

وذكر قبل ذلك دخولهم الفرعة [من بلاد الوشم معروفة] سنة 1140 هـ ومقتل عثمان ابن عضيب، واختلافهم قبل ذلك في الفرعة أيضا، ومقتل عيبان بن حمد بن محمد ابن عضيب في المذنب من بلاد القصيم، وهي بلاد أغلب سكانها من النواصر أسرة الشيخ، وهي مهاجره أولا، فلا يبعد أن يكون عيبان المذكور أخو الشيخ ويكون «حمد» محرفة عن أحمد، وكان مقتله سنة 1121 هـ.

يراجع: «عنوان المجد» : (2/ 357، 371).

(1)

بياض في الأصل، وقال الشّيخ عبد الله البسّام:«ولد في أحد بلدتي الرّوضة أو الدّاخلة من بلدان سدير، وذلك في حدود عام 1070 هـ» .

(2)

المذنب: بلدة عامرة في الجزء الجنوبي من منطقة القصيم مشهورة.

ص: 604

مسجدا، وحفر فيها بئرا أوقفها، فصادف أنّ ماءها أعذب ماء في البلدة، ببركة نيّته، فصارت مورد أهل البلد للشّرب إلى الآن، وكان يحفرها بنفسه لقلّة ذات يده، ويشارط الصّبيان يرفعون التّراب كلّ زنبيل بتمرة، فكان يضع التّمر عنده في أسفل البئر وكلّما ملأ زنبيلا ترابا وضع عليه تمرة، فجذبه الصّبيان وأخذوا التّمرة، وهكذا، فاتّفق أنّ التّمرة سقطت من الزّنبيل ولم يدر، فحين رآه الصّبيان لا تمرة فيه كبّوه

(1)

عليه في البئر. والحاصل: أنّه قاسى فقرا وشدّة إلى

- والضّبط: بضمّ الضّاد بضمّة خفيفة تميل إلى الكسرة وفتح الباء الموحّدة التّحتيّة- بوزن الثّعل كذا تنطقها العامة كانت قرية منفصلة عن عنيزة إلّا إنّ العمران امتدّ إليها فأصبحت من أحياء المدينة منذ زمن، ولا تزال على تسميتها.

قال الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى: ««1160 هـ» وفي هذه السنة توفي الشيخ عبد الله بن أحمد بن عضيب النّاصريّ العمرويّ التّميميّ ودفن في مقبرة الضّبط في عنيزة رحمه الله تعالى، وقيل: إن وفاته سنة إحدى وستين ومائة وألف. ومات بعده الشيخ علي ابن زامل بشهرين- رحمه الله تعالى».

قلت: الشيخ علي بن زامل المذكور هنا لم يترجم له، ولم تذكر له سيرة، ويظهر لي أنه والد الشيخ محمد بن علي بن زامل تلميذ الشّيخ ابن عضيب هذا. وقد تولّى محمد المذكور قضاء عنيزة، وهو الملقب «أبو شامة» والقاضي المذكور لم يترجم أيضا، وقد ذكرته في استدراكنا على سليمان في ذكر القاضي سليمان بن عبد الله بن زامل (ت 1161 هـ) الذي لم يذكره المؤلّف أيضا فليراجع هناك.

(1)

قوله: «كبّوه عليه» لغة عاميّة نجدية، ذات أصل فصيح، جاء في «اللّسان»:(كبب):

«كبّ الشيء يكبّه وكبكبه: قلبه، وكبّ الرجل إناءه يكبه كبّا

»، وفي القرآن الكريم: فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ.

ص: 605

هذا الحدّ، ولم يمنعه ذلك عن التّعلّم والتّعليم والنّسخ وفعل الخير، ثمّ إنّ أمير عنيزة وكبار أهلها رغبوا في استجلابه إلى بلدهم فركبوا إليه وأتوا به فأوقف بعض النّاس الرّاغبين في الخير بيته ليدرّس فيه الشّيخ، فنشر العلم في عنيزة وحثّ النّاس على التّعلّم، ورغّبهم فيه، وأعان الطّلبة بماله وبكتبه وبما يقدر عليه من ورق وورق، وصار يشير على كلّ منهم بكتابة كتاب في الفقه- غالبا- ويبتدئ له، ويساعده عليه، كما رأيت جملة من الكتب كذلك، واشتغل عليه خلق من أهل عنيزة منهم الشّيخ صالح بن عبد الله الصّائغ، ومنهم الشّيخ عبد الله بن أحمد بن إسماعيل، والشّيخ حميدان بن تركي، وأخوه الشّيخ منصور، والشّيخ محمّد بن إبراهيم أبا الخيل، والشّيخ سليمان بن عبد الله بن زامل، قاضي عنيزة وخطيبها، والشّيخ محمّد بن عليّ بن زامل المسمّى «أبو شامة» وخلق سواهم، فانتفعوا به وراج للفقه سوق نافعة وكثرت كتبه وتواجد منها غريبها، ونفع الله به نفعا ظاهرا، واتّفق عقيب وصوله إلى عنيزة أن حدثت فتنة بين الأمير

(1)

وبين بعض عشيرته فغضب الشّيخ من ذلك، وأراد الخروج منها، وقال للأمير: أجئت بي للفتن؟ فترضّاه الأمير وأكابر بلده بكلّ ممكن وقالوا: كنّا أمواتا فأحيانا الله بك ونحن محتاجون لعلمك وتعليمك فكيف تفارقنا؟! فرأى أنّ الأمر متعيّن عليه، فانتقل إلى قرية متّصلة بها تسمّى الضّبط

(1)

يظهر أنها في زمن إمرة حسن بن مشعاب، من آل جرّاح من سبيع الذي كان أميرا على عنيزة حتّى سنة 1155 هـ.

وهذه الفترة فترة فتن وتنازع على السّلطة في عنيزة بين آل جرّاح من سبيع وآل جناح من بني خالد، وأحيانا بين آل جرّاح أنفسهم. نعوذ بالله من الفتن.

ص: 606

- بالتّحريك- فبنى له فيها مسجدا ودارا، وأعانه عليهما أهل القرية واشترى بها أرضا وصار يتعيّش من زراعتها مواظبا على التّدريس من بكرة النّهار إلى ضحوة، وبعد الظّهر إلى قرب العصر، وبعد العصر، وبين العشائين، يقرأ- غالبا- إما تفسير البغويّ أو ابن كثير، أو حديثا، أو وعظا، وبعد العشاء في ليالي الشّتاء يقرأ درس فرائض، أو السّيرة النّبويّة

(1)

./ 139/

(1)

جاء في هامش الأصل: «أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا عبده ورسوله: قلت: لم يذكر المؤلّف بعض كراماته وبشارات شواهد للمترجم، فمنها: أنه بعد موت الشّيخ المذكور حضرت الوفاة تلميذا له فأوصى أن يدفن عند قبر الشيخ فحفروا له قبرا محاذيا لقبر المترجم فانشق على لحد قبر الشيخ فشمّ رائحة طيبة لم يوجد لها نظير، وشاهد ذلك جمّ غفير فلله دره.

ومن كراماته ما نقله الثّقات أنّ الجراد أكل كل ما في بساتين عنيزة من زراعة فجعل الشيخ المترجم يقرأ ويطوف على بستانه ويخطّ في الأرض فلم يأكل الجراد من بستانه شيئا. ثم إنّ أمير البلد احتاج برسيما لخيله فلم يجد في البلد شيئا إلا ما كان عند الشيخ فطلبوا منه بقيمة المثل أو أزيد فقال لهم: ما عندي إلا بقدره وأبى، فعند ذلك أخذوا منه قهرا فأطعموها لخيلهم فماتت من ليلتها، فذكر الأمير ذلك وما وقع لخيله التي أكلت من برسيم الشيخ خاصة للناس، فقالوا له: رجل حفظ الله ببركته وكرامته وصلاحه بستانه من بين سائر بساتين البلد مما لا يعقل- يعني الجراد- وأنت تتجاسر عليه، ولم تحترمه، ولم تعتبر بذلك وتعرفه حقه حتى وقع لخيلك ما وقع، وغير ذلك من الكرامة التي يطول ذكرها ويضيق بها المحل. حرره عبد الله بن عليّ ابن محمد- المؤلف- بن حميد في 12 رجب سنة 1329 هـ».

ص: 607

وأخبرني بعض الطّلبة الّذين أدركتهم عن بعض تلامذته. قال: كنت إذا خرجت من بيتي للدّرس أشرع في قراءة بعض محفوظاتي فكنت أقرأ «الرّحبيّة» أو «الجزريّة» في طريقي إلى أن أصل إلى قرية الشّيخ، وكان ذا همّة في العلم عليّة، وقوّة عليه قويّة، تزداد رغبته في العلم كلّما طعن في السّنّ، ولا يضجر من كثرة الدّروس والمباحثة والمذاكرة والمراجعة، كثير الإدمان على النّسخ، فكتب بخطّه المتوسّط في الحسن الفائق في الضّبط ما لا يحصى كثرة من كتب التّفسير والحديث وكتب الفقه الكبار وغيرها بحيث إنّي لم أر ولم أسمع منذ أعصار بمن يضاهيه أو يقاربه في كثرة ما كتب، فممّا رأيته بخطّه بعد تفرّق كتبه وتشتّتها في البلدان القريبة والبعيدة «تفسير البغويّ» و «الإتقان» و «القاموس» و «قواعد ابن رجب» و «الغاية» و «شرح الإقناع» و «متنه» و «شرح المنتهى» للشّيخ منصور و «متنه» عدّة نسخ، و «حاشية الإقناع» و «حاشية المنتهى» وغير ذلك سوى الرّسائل، والمجاميع، والتّآليف الصّغار، هذا الّذي رأيته وهو قليل من كثير، وأوّل ما رأيته بخطّه سنة 1093، ولعلّ له شيئا قبله فأظنّ ولادته فيحدود سنة 1075، وتوفّي سنة 1161 في القرية المذكورة وقبره يزار إلى الآن في مقبرتها لشهرته هناك، وبركة آثاره وعلومه، وكان قد أوصى اثنين من أخصّاء تلامذته بأبيات منها في حفظي قوله:

أقيما على قبري إذا دفنتما

ورشّيتما بالماء تربا مسنّما

ونادى على رأسي بتلقين حجّتي

ولا تنسيا ذكري إذا ما ختمتما

ص: 608

وعند فراق الرّوح للجسم لقّنا

شهادة «أن لا» لا تلحّا فأسأما

وفي اللّيلة الغرّاء اقرآ لي فإنّني

أفاخر جيراني بما قد قرأتما

وأوصيكما بالقبر خوف انطماسه

وباللّحد عن ضيق وأن يتهدّما

إلخ، وتفرّقت كتبه شذر مذر

(1)

على كثرتها وضبطها، فإنّه كان شديد الحرص على الكتب، كثير الشّراء والنّسخ لها، والإرسال في طلبها من البلدان، وإن كان الطّريق مخوفا أرسل فارسا من فرسان الأمير يأتي بها له، فينسخ الكتاب ويرسله إلى صاحبه، هكذا همّته ورغبته لا يصرفه عن ذلك صارف، ويبذل فيها الأثمان الجليلة مع فقره، وصار المسافرون من أهل البلد إلى الشّام وبغداد وغيرهما يتقصّدون شراء الكتب له ويهدونها إليه، فلا يكون عنده تحفة أعظم منها حتّى جمع من الكتب الجليلة العزيزة شيئا عظيما، وكان له/ كتابات على كلّ كتبه، وأجاب على مسائل عديدة بأجوبة سديدة، وألّف رسالة في تحريم الدّخان، ووقع بينه وبين الشّيخ عبد الوهّاب بن الشّيخ سليمان بن عليّ منازعة في حديث «البركة في ثلاث» خلط البرّ بالشّعير، فقال: أحدهما: للبيت لا للبيع، وطال بينهما النّزاع، وزاد الشّيخ

(1)

رأيت منها في المكتبة الوطنية بعنيزة: «كشّاف القناع» ، و «إرشاد أولي النّهى» .

وغيرهما ورأى شيخنا الأستاذ حمد الجاسر بمكة المشرفة بعد سنة 1346 هـ «شرح منتهى الإرادات» بخطّه. كذا قال لي حفظه الله.

ص: 609

عبد الوهّاب

(1)

على المترجم في الكلام فأرسلا سؤالا إلى مفتي الحنابلة بدمشق وعلّامتهم الشّيخ محمّد أبي المواهب

(2)

وارتضيا ما يقول، فأجاب بتصويب الشّيخ المترجم وتأييد قوله، فعند ذلك أنشأ أبياتا يذكر فيها ما سبق للشّيخ عبد الوهّاب من الحدّة في الكلام، لا تحضرني الآن

(3)

.

(1)

هو والد الشّيخ محمد بن عبد الوهاب- رحمهما الله- ذكره المؤلّف في موضعه.

(2)

تقدم ذكره في «أبو المواهب» .

(3)

قال حفيد المؤلّف في هامش نسخة الأصل:

«هذه الأبيات التي قال جدّي المؤلّف المرحوم: لا تحضرني نقلتها من خطّ عثمان ابن مزيد بن عمرو الحنبليّ» :

هجم علينا جواب موحش الطّلل

من عبد وهّاب من يسأل بلا ملل

يقول فينا كلاما لا دليل له

جزاه مولاه بالغفران من قبلي

إنّ الصّواب إذا بانت دلائله

مثل الحيا ينبت الأزهار في القلل

والرّدّ بالنّصّ ركن لا يقابله

قد قال شيخي كذا نهلا بلا علل

والله ما قلت ذا فخرا ولا طمعا

بل طالبا لمقال واضح السبل

حلّت سحائبكم تسقي خمائلنا

فأمطرت حجرا صرفا بلا بلل

وغصت في بحركم أبغي جواهره

فما وجدت سوى التّمساح والوحل

إنّي وإن كنت غصنا قد ذوى وتغيّر

لي قدرة بانحطاط الشّمس عن زحل»؟

ونقلها الشّيخ سليمان بن حمدان في تراجم متأخري الحنابلة: (29) في ترجمة المؤلّف وقال: «الأبيات التي أشار إليها وجدتها منقولة من خطّ نقل من خطّ عثمان ابن مزيد بن عمرو الحنبليّ، وفيها تحريف فاحش وهي:

».

أقول: إنّما نقلها من هامش نسختنا من «السّحب» .

ولا أدري هل عثمان بن مزيد بن عمرو من العلماء الذين طوي ذكرهم، أو هو من-

ص: 610

قلت: ويؤيّد قول القائل بالتّقييد حديث قبيصة عند ابن ماجه

(1)

، وإن كان إسناده ضعيفا كما في «بلوغ المرام» فإنّ فيه التّقييد بكونه للبيع.

- انتهى-.

376 -

‌ عبد الله بن أحمد بن محمّد بن عيسى

،

جمال الدّين الشّهاب السّنباطيّ الأصل القاهريّ. الماضي أبوه.

376 - (ابن عيسى) جمال الدّين السّنباطيّ، (؟ - 882 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 84).

وينظر: «الضّوء اللامع» : (5/ 11).

- محبي العلم ومجالسي العلماء؟ ولعل الثانية أرجح.

رأيت خطّه على نسخة من «رسالة في السّواك» لتقيّ الدّين الجراعي الحنبلي المتقدم ذكره في المكتبة الوطنية في عنيزة، وكتب ثلاثة أبيات في الثناء على نونيّة العلّامة الإمام ابن القيّم لا يستقيم لها وزن وكتب قبلها: لكاتبه عثمان بن مزيد الحنبلي سنة 1250.

ثم رأيت في المكتبة المذكورة الجزء الثامن من «صحيح الإمام البخاري- رحمه الله» وهي نسخة خزائنيّة جيّدة كتب عليها: «الحمد لله من منّ الله تعالى على عبده عثمان بن مزيد الحنبليّ سنة 1258 هـ» .

ورأيت له تملكات وإفادات وفوائد يطول ذكرها.

وآل مزيد بن عمرو أسرة مشهورة في عنيزة، ولا شكّ أنّ المذكور منها؛ لأنّه يجمعه بصاحب الكتاب وحفيده جامع البلديّة فكلهم من عنيزة، والله أعلم.

(1)

حديث رقم: (2289).

ص: 611

قال في «الضّوء» ويعرف ب «ابن عيسى» كان صامتا، حسنا، منجمعا عن النّاس، باشر في تربة يلبغا

(6)

وغيرها، وعرض عليه العزّ الحنبليّ النّيابة غير مرّة فامتنع واعتذر بعدم الأهليّة، ولذا كان يرجّحه في العقل على أبيه.

مات في صفر سنة 882.

377 -

‌ عبد الله بن أحمد بن عيسى المرداويّ، المقدسيّ

.

قال في «كشف الظّنون» : له «شرح الملحة» ألّفه سنة 847.- انتهى-.

أقول: أظنّه السّنباطيّ المتقدّم، وقوله: المرداويّ سهو والله أعلم.

377 - ابن عيسى المرداويّ، (؟ -؟):

«كشف الظّنون» : (2/ 1818)، و «معجم المؤلفين»:(6/ 29).

و «الملحة» : هي ملحة الإعراب للقاسم بن علي الحريريّ (ت 516 هـ) صاحب «المقامات» المشهورة المنسوبة إليه.

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد الله بن أحمد بن محمّد بن مشرّف النّجديّ (ت 1053 تقريبا).

يراجع: «علماء نجد» : (2/ 523).

ولعلّ والده: أحمد بن محمّد بن مشرّف المذكور في تلاميذ أحمد بن عطوة النّجدي (ت 948 هـ) في «عنوان المجد» : (2/ 303)، و «تاريخ بعض الحوادث»:(47، 59) الأخير في ترجمة تلميذه أحمد بن محمد بن إسماعيل (ت 1059 هـ).-

(6)

في الأصل: «بلبغا» بالباءين الموحدتين، وصوابه- إن شاء الله- يلبغا بالياء المثنّاة التّحتية ثم الباء الموحدة. وصاحب التربة المذكور يلبغا بن عبد الله الناصري الأمير سيف الدين من مماليك الظاهر برقوق.

يراجع: «الضّوء اللامع» : (10/ 290).

ص: 612

378 -

‌ عبد الله بن أحمد المعروف كأسلافه ب «الجعفريّ»

والنّابلسيّ، السّيّد، الفاضل الأديب، الفرضيّ، الكامل، نقيب الأشراف بنابلس.

أخذ العلم عن أفاضل كرام، وكان له قدم راسخ في العبادة، واجتهاد في الإفادة. وكانت وفاته آخر سنة 1120 قاله في «سلك الدّرر» .

-- وعبد الله بن أحمد الوهيبيّ النّجديّ (ت 1263 هـ).

«عنوان المجد» : (1/ 300، 423)، قال فيه: (ابن القاضي أحمد الوهيبي

) 415، (2/ 75، 123) وفيها ذكر وفاته.

- وأبوه من القضاة كما ترى ولكن أين ترجمته وأخباره؟! لعلّه هو المذكور في حوادث سنة 1203 هـ «حمد الوهيبيّ» فتكون سقطت منه الهمزة، أو زيدت في الأول الهمزة فيكون: عبد الله بن حمد، وهذا كثير الوقوع في كتاب ابن بشر، هذا احتمال والله تعالى أعلم؟! ويراجع في ترجمة عبد الله:«علماء نجد» : (2/ 525)، وذكر ابن بشر طرفا صالحا من أخباره.

- وولده عبد الله بن عبد الله ولي القضاء بعد أبيه. وحفيده عبد الرّحمن بن عبد الله ابن عبد الله

والحديث يطول والهامش لا يستوعب؟!

وأظنّ أنّ المؤلّف أسقط ترجمة الشّيخ عبد الله بن أحمد عمدا؛ لأنّه صاحب مواقف وجهاد وبلاء في الدّعوة السّلفيّة في دوريها الأول والثّاني.

378 -

الجعفريّ نقيب الأشراف بنابلس، (؟ - 1220 هـ):

أخباره في «مختصر طبقات الحنابلة» : (118).

وينظر: «سلك الدّرر» : (226)، وأدخله محقّقا «النّعت الأكمل»:(266) في صلب الكتاب عن «سلك الدّرر» .

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد الله بن أحمد المقدسيّ (ت؟).

-

ص: 613

379 -

‌ عبد الله بن أبي بكر بن خالد بن زهرة

- بفتح الزّاي وآخره هاء- الحمصيّ، جمال الدّين، الإمام العلّامة.

قال في «الشّذرات» : قرأ «الفروع» على ابن مفلح وله عليه «حاشية» لطيفة، وقرأ «تجريد العناية» على مؤلّفه القاضي علاء الدّين ابن اللّحّام، و «الأصول» له أيضا وأخذ عن عمّه القاضي شمس الدّين، وعلماء دمشق، وكان من أكابر الفضلاء. وتوفّي سنة 868 وقد ناف على المائة.- انتهى-.

وقال النّجم ابن فهد في «معجمه» : ولد قبيل الثّمانين وسبعمائة بحمص

- ذكره الغزّيّ في «النّعت الأكمل» بقوله: «عبد الله بن أحمد المقدسي، الشيخ الفاضل، ومفتي الحنابلة في عصره ورئيسهم» . ولم يزد على ذلك، وهل هو المذكور في «هدية العارفين»:(1/ 479)؟ أو هل هو عبد الله المقدسيّ شارح «الدّليل» .

- وعبد الله بن إسماعيل بن محمّد بن بردس البعليّ.

كذا ذكره السّخاوي في «الضّوء اللامع» : (5/ 14) ولم يزد.

وأبوه وجده من كبار علماء الحنابلة، وأخواه علي بن إسماعيل ومحمد بن إسماعيل لهما ذكر وأخبار، وابنه عمر بن عبد الله بن بردس ورد في ترجمة عمر بن أحمد الجراعي في «الضّوء اللامع» .

أمّا عبد الله المذكور فلم أقف على أخباره في مصدر آخر.

379 -

ابن زهرة الحمصيّ، (؟ - 868 هـ):

أخباره في «المنهج الأحمد» : (498)، و «مختصره»:(188)، و «التّسهيل»:(2/ 73)، ولم يذكره ابن مفلح.

وينظر: «معجم ابن فهد» : (148)، و «الضّوء اللامع»:(5/ 15)، و «الشّذرات»:(7/ 307).

ص: 614

ونشأ وبها سمع من إبراهيم بن فرعون سنة 85 قطعة

(1)

من آخر «صحيح البخاري» وحدّث بها، قرأتها عليه. مات- لعلّه- قبل السّتّين- انتهى-.

فعلى هذا لم يتجاوز الثّمانين، والله تعالى أعلم.

380 -

‌ عبد الله بن أيّوب بن يوسف بن محمّد بن عبد الملك

بن يوسف بن محمّد ابن قدامة المقدسيّ، أبو محمّد، تقيّ الدّين.

380 - تقيّ الدّين ابن أيّوب، (؟ - 735 هـ):

أخطأ المؤلّف- رحمه الله في إيراد هذه التّرجمة فهي لا تدخل في فترته؛ وذلك أنّه أخطأ في سنة وفاته إذ جعلها (755 هـ) وصوابها (735 هـ) لذا لا يلزمه ذكره، وتبعه الشّيخ صالح بن عثيمين فنقل هذا الخطأ عنه، ولم يشر إليه، وعزا ذلك إلى «الدّرر» فأخطأ مرّتين، أخطأ أولا بمتابعته صاحب «السّحب» ، وأخطأ ثانيا في عدم عزو النّقل إليه، فأوهم أنّه رجع إلى «الدّرر» ، وهو لم يفعل سامحه الله.

أمّا صاحب «السّحب» فقد تكون نسخته من «الدّرر» محرّفة، وأمّا ابن عثيمين فلا عذر له وبين يديه النّسخة المطبوعة، وفيها سنة الوفاة على الوجه الصحيح.

يراجع: «الدّرر الكامنة» : (2/ 355).

وذكر تقيّ الدّين الفاسيّ في «ذيل التّقييد» : (193)، قال: «عبد الله بن أيّوب بن يوسف

سمع على الشّيخ عبد الرّحمن بن أبي عمر، والفخر ابن البخاري «سنن أبي داود» وسمع منهما، ومن الكمال عبد الرحيم بن عبد الملك «جزء الأنصاري» ، وحدّث. مات يوم الاثنين ثامن شعبان سنة خمس وثلاثين وسبعمائة».

ومع هذا لم ينصّ الحافظ الفاسي وابن حجر على حنبليته، وإن كانت هي الغالبة

-

(1)

حدد هذه القطعة ابن فهد في «معجمه» فقال: «من باب قوله تعالى: وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ [الصافات: 96].» .

ص: 615

قال في «الدّرر» : ذكره ابن رافع في «معجمه» ، وقال: سمع من أبي الفرج بن أبي عمر، وعبد الرّحمن بن الزّين، والفخر بن البخاريّ وغيرهم، وكان يشتغل بالعلم، وينسخ، ويشهد، ويحضر المدارس، وفيه خير ودين وحدّث. توفّي سنة 755.

381 -

‌ عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرّحمن بن محمّد

بن أحمد بن القاضي التّقيّ أبي الفضل سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن الشّيخ أبي عمر، الجمال بن العماد المقدسيّ، الصّالحيّ، أخو ناصر الدّين محمّد، وستّ الفقهاء، ويعرف كسلفه ب «ابن زريق» بتقديم الزّاي، مصغّرا./ قاله في «الضّوء» .

- على الظنّ، فهو من آل قدامة من فرع غير فرعي أبي عمر والموفّق ولا من أخيهما عبيد الله ومن أسرته علماء، منهم الكمال عبد الرحيم المذكور وغيره كثير، والله تعالى أعلم. و (عبد الملك) في نسبه تكرر مرتين في كثير من المصادر، وهو الصّحيح.

381 -

ابن زريق، (788 - 848 هـ):

من آل قدامة المقادسة.

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 58). وينظر: «معجم ابن فهد» : (148)، و «الضّوء اللامع»:(5/ 15)، و «التّبر المسبوك»:(108)، و «عنوان الزّمان»:(150).

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد الله بن جبر النّجديّ (ت 1268 هـ).

وقد أسقطه المؤلّف- عفا الله عنه- عمدا؛ فالمذكور من كبار علماء نجد له بلاء حسن في الدّعوة ومناصرتها. وأخباره تدلّ على مكانته عالية إلا أنّها قليلة جدا، ويظهر أن بين عبد الله وجبر آباء وأجداد لا نعرفهم؛ لافتقارنا إلى أخباره المفصّلة،

-

ص: 616

وقال: ولد في ذي القعدة سنة 728

(1)

بصالحيّة دمشق، واعتنى به عمّه الحافظ ناصر الدّين فأحضره على خليل بن إبراهيم المحافظي، والعلاء عليّ ابن عبد الرّحمن بن محمّد بن سليمان المقدسيّ، وإبراهيم بن أبي بكر بن السّلار، والشّمس محمّد بن محمّد بن عبد الله بن عوض وغيرهم، وأسمعه على أحمد بن إبراهيم بن يونس العدويّ، وعبد الرّحمن بن مجلّي، وناصر الدّين محمّد بن محمّد بن داود بن حمزة، ومحمّد بن الرّشيد عبد الرّحمن

- وكلّ ما لدينا نتف متفرقة ذكرها ابن بشر في «عنوان المجد» : (2/ 45، 256، 257، 260).

قال في ترجمة عبد الرّحمن بن حسن: «وأخذ عنه الشّيخ العالم الحبر، عبد الله بن جبر، القاضي في بلد منفوحة» . وفي ترجمة الإمام فيصل بن تركي قال ابن بشر:

«

وركب معه أيضا الشّيخ القاضي عبد الله بن جبر إماما لابنه عبد الله

»، وقال ابن بشر أيضا عن نفسه- في مقابلة للإمام فيصل-: «ثم سلّمت على الإمام

ثم سلّمت على الشّيخين عبد اللطيف، وعبد الله بن جبر فقمنا جميعا، ودخلنا مع الإمام في خيمته، وجلسنا عنده، فابتدأ الشّيخ عبد الله يقرأ على الإمام في كتاب «سراج الملوك» والشّيخ عبد اللطيف يسمع، ولكنّ الإمام هو الذي يتكلّم على القراءة ويحقق المعنى

».

أخباره في: «عقد الدّرر» ، و «متأخري الحنابلة»:(49)، و «التسهيل»:(2/ 222)، و «علماء نجد»:(2/ 527)، ولم يذكره الشّيخ عبد اللطيف في «مشاهير علماء نجد» ، وكلّ ما ذكروه نبذة مختصرة جدا.

-

(1)

صوابها 788 كذا في مصادر التّرجمة، وكذا صحّحها الشّيخ سليمان بن صنيع رحمه الله في هامش نسخة الأصل.

ص: 617

المقدسيّين، ورسلان الذّهبيّ، والشّهاب بن العزّ، وفرج الشّرفيّ، وأبي هريرة ابن الذّهبيّ وخلق، وأجاز له جماعة، وحدّث، سمع منه الفضلاء، وناب في الحسبة بدمشق.

مات في مستهلّ جمادى الآخرة سنة 848.- انتهى-.

قال ابن فهد: وناب في القضاء ومشايخه كثيرون يجمعهم مشيخته ومشيخة أخيه زين الدّين عبد الرّحمن تخريجي، وله نظم.

382 -

‌ عبد الله بن خليل بن أبي الحسن بن ظاهر

- بالمعجمة- بن محمّد بن خليل ابن عبد الرّحمن التّقيّ، أبو عبد الرّحمن الحرستانيّ، ثمّ الدّمشقيّ الصّالحيّ.

قال في «الضّوء» : ولد سنة 17 أو سنة 18، وأسمع الكثير من الشّرف

- وكتاب «سراج الملوك» من تأليف محمد بن الوليد بن محمد بن خلف الأندلسي، أبو بكر الطرطوشي (ت 520 هـ)، والكتاب مطبوع عدة طبعات.

- وعبد الله بن خزام النّجديّ (ت بعد 1255 هـ).

أخباره في «زهر الخمائل» ، و «التّسهيل»:(2/ 216).

382 -

أبو عبد الرّحمن الحرستانيّ، (827 - 805 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 29).

ويراجع: «إنباء الغمر» : (2/ 244)، و «الضّوء اللامع»:(5/ 18)، و «الشّذرات»:(7/ 50).

ونسبته إلى «حرستا» بفتح الحاء والراء وسكون السّين من قرى دمشق، قال ياقوت في «معجم البلدان»:(2/ 241): «قرية كبيرة عامرة وسط بساتين دمشق على طريق حمص» .

ص: 618

الحافظ، وأبي بكر بن الرّضيّ، والمزّيّ، ومحمّد بن كامل، وابن تمّام، وابن طرخان، ومحمّد بن أبي بكر بن عبد الدّائم، وزينب ابنة الكمال وآخرين، وممّا سمعه على الأوّل: الأوّل والثّاني من «فوائد ابن سختام» و «جزء ابن فيل» وأجاز له الحجّار، وأبو بكر بن عنتر، وعبد الله بن أبي التّائب، والبندنيجي، وفارس بن أبي فارس، والبرزاليّ، والذّهبيّ، وعمر بن عبد العزيز بن هلال، والبرهان بن عمر الجعبريّ، وأحمد بن محمّد بن جبارة، وعبد الله بن محمّد ابن يوسف بن عبد المنعم بن نعمة، وأبناء ابن القريشة، وأحمد بن شيبان بن حمزة، وزينب ابنة يحيى بن العزّ عبد السّلام، وأسماء بنت صصرى، وعائشة ابنة المسلم، وشرف خاتون ابنة الفاضليّ، وفاطمة ابنة عبد الرّحمن الدّبهيّ وطائفة، وحدّث، قرأ عليه شيخنا، وروى لنا عنه غير واحد منهم سبطته فاطمة ابنة خليل روت لنا عنه «الشّمائل النّبويّة» سماعا بسماعه لها على ثلاثين شيخا. مات سنة 805 وتأخّرت سبطته إلى بعد السّبعين، وذكره المقريزيّ في «عقوده» .

383 -

‌ عبد الله بن داود الزّبيريّ

.

ولد في بلد سيّدنا الزّبير بقرب البصرة، وبها نشأ، فقرأ القرآن والعلم، ثمّ ارتحل إلى الأحساء للأخذ عن علّامتها الشّيخ محمّد بن فيروز، فلازمه

383 - ابن داود الزبيريّ، (؟ - 1225 هـ):

أخباره في «متأخري الحنابلة» : (30)، و «التّسهيل»:(2/ 201)، ويراجع:

«الأعلام» : (4/ 85)، و «معجم المؤلفين»:(6/ 53)، و «علماء نجد»:(2/ 539) و «إمارة الزبير» : (3/ 70)، ومصدرهم جميعا «السّحب الوابلة» .

-

ص: 619

وأخذ عنه، وعن ولده الشّيخ عبد الوهّاب وغيرهما، حتّى تمهّر في الفقه والأصول والفرائض، والعربيّة، ثمّ رجع إلى بلده فدرّس فيها، وأفتى، وصنّف تصانيف منها «الصّواعق والرّعود في الرّدّ على ابن سعود» في مجلّد حافل

(1)

أجاد فيه/، و «مناسك الحجّ» مجلّد لطيف

(2)

ورسالة في الرّبا والصّرف، وغير ذلك.

توفّي سنة 1225 في بلد الزّبير.

- * ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد الله بن رحمة النّجديّ، لم يذكره أحد ممن ألّف في تراجم الحنابلة، ولا علماء نجد، وانفرد بذكره ابن بشر في «عنوان المجد»:(2/ 303) في ترجمة أحمد ابن يحيى بن عطوة النّجدي (ت 948 هـ) قال: «ووقع بينه وبين عبد الله بن رحمة شيء من ذلك فردّ الشّيخ ابن عطوة، وكلاهما من آل ابن حمد بن عطوة، وسجّل على درّه في ذلك القاضي بن القاضي علي زيد قاضي أجود بن زامل صاحب

-

(1)

قول المؤلف هنا: «في مجلد حافل أجاد فيه» ، وصف الكتاب بالإجادة؛ لأنه موافق لهواه في معاداة الدّعوة وأنصارها كما هو موضوع الكتاب فيما يظهر، وقد كتب الله تعالى لهذهالدّعوة الظهور واختفت هذه الردود وغيرها، وذهبت هباء؛ لأنّ دعوة الشّيخ محمد بن عبد الوهّاب- رحمه الله إنّما هي تجديد وتأكيد للعمل بالكتاب والسّنّة، ولا أعتقد أنّ الدّعوة إلى التّمسّك بهما محلّ نزاع أو مجال نقاش. وانظر التعليق على الترجمة رقم 33.

(2)

كتابه المناسك اسمه «تحفة السّالك» منه نسخة في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض رقم (2220) وهو من مكتبة الشيخ سليمان بن عبد الرّحمن الحمدان.

ص: 620

384 -

‌ عبد الله بن زيد بن أبي بكر بن عمر

بن محمود الحسنيّ الجراعيّ الصّالحيّ.

- الأحساء والقاضي عبد القادر بن بريد المشرّفيّ، والقاضي منصور بن مصبّح الباهليّ، وعبد الرّحمن بن مصبّح الباهليّ، والقاضي أحمد بن فيروز بن بسّام، وسلطان بن ريّس بن مغامس، وكلّ هؤلاء في زمن أجود بن زامل العامريّ العقيليّ ملك الأحساء ونواحيه».

أقول: أغلب هؤلاء العلماء لم نقف على أخبارهم، وهم- في الغالب- من متقدمي الحنابلة في نجد، والله المستعان.

وقد استظهرت في «الجوهر المنضد» : (40) أن يكون المذكور باسم: «رحمة النّجدي» هو عبد الله بن رحمة هذا، قال ابن عبد الهادي:«وصف لي بعلم ببلاد نجد، وأنّه قاض هناك» ولا أزال على هذا الاستظهار إذ لم يثبت لي خلافه والله أعلم.

384 -

ابن زيد الجراعيّ، (؟ - 896 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 96)، ونقل عن المؤلّف فقط ولم يشر إليه، وفي «الكواكب السّائرة»:(2/ 155)، ذكر: عبد الله بن عبد الله بن زيد الجراعي، فلعلّه ابن المذكور.

* وممّن أسقطهم المؤلف عمدا- عفا الله عنه-:

- عبد الله بن سليمان بن محمد بن عبيد الجلاجليّ (ت 1241 هـ).

من علماء الدّعوة وقضاتها، ممّن أخذ عن تلامذة الشّيخ وأبناؤه من أهمهم الشّيخ عبد الله بن محمد، وحمد بن ناصر بن معمر، وعبد العزيز الحصين

وغيرهم، ولاه الإمام سعود بن عبد العزيز قضاء حائل .. ثم ولّاه الإمام تركي بن عبد الله قضاء سدير، وتوفي فيها في المجمعة عاصمة سدير.

-

ص: 621

قال ابن طولون في «سكردانه» : الشّيخ، الإمام، العالم، المفيد، البارع، الفصيح، جمال الدّين، أبو محمّد، وأبو موفّق ابن شهاب الدّين، وهو أخو العلّامة تقيّ الدّين أبي بكر، والشّيخ شهاب الدّين أحمد، المتقدّم ذكرهما، حفظ القرآن، واشتغل، وحصّل، وبرع، وتصدّر للإقراء بمدرسة الشّيخ أبي عمر، ثمّ تسبّب بالشّهادة مع ذلك ومهر فيها، حتّى صار أحد عدول دمشق المشار إليهم، وسمع على الشّهاب ابن زيد وغيره، وأجاز له خلق منهم صالح بن عمر البلقينيّ الشّافعيّ، ولازم المحلّيّ الشّافعيّ، ويحيى بن محمّد الأقصرائيّ الحنفيّ، ومحمّد بن محمّد البقسماطيّ، ومحمّد بن أبي بكر بن محبوب، ويوسف بن عبد الرّحمن الذّهبيّ الشّهير ب «ابن ناظر الصّاحبة» وأسعد بن عليّ ابن منجّى، وستّ القضاة بنت أبي بكر وخلقا سواهم، قرأت عليه غالب القرآن، وكتبت عنه ما قاله الشّهاب أبو العبّاس أحمد بن محمّد الحجازيّ ثمّ المصريّ الشّافعيّ. كان قاضي القضاة

(1)

صدر الدّين المناويّ

-- وعبد الله بن سيف (ت بعد سنة 1225 هـ).

ولا شك أنّ بين عبد الله وسيف آباء. ولاه الإمام سعود بن عبد العزيز قضاء عنيزة بعد أخيه غنيم بن سيف، وهما أخوا الشيخ إبراهيم بن سيف شيخ ابن بشر المتقدم ذكره في موضعه كذا قال في «عنوان المجد»:(1/ 364، 466)، وذكرهم جميعا من تلاميذ الشّيخ عبد العزيز بن عبد الله الحصيّن (ت 1225 هـ) ويراجع:«تاريخ بعض الحوادث» .

-

(1)

التلقيب بهذا منهي عنه؛ لنهي النبي- صلى الله عليه وسلم عن التسمي بملك الأملاك.

ص: 622

الشّافعي

(1)

بالقاهرة وكانت بضاعته في العربيّة مزجاة فجاءه يوما قاضي القضاة شمس الدّين الرّكراكي

(2)

لأمر ما فتذاكرا إلى أن أتيا على ذكر شيء من النّحو، وكان الرّكراكيّ كثير الدّهاء، وبينهما في الباطن شيء، فكان ممّا قاله المناويّ ما زلت أسمع أنّ الباء لا تدخل على الفعل المضارع حتّى وجدت لدخولها شاهدا من كلام العرب، وهو قول الخنساء في أخيها صخر

(3)

:

وما بيكون مثل أخي ولكن

أسلّي النّفس عنه بالتّأسّي

- * وممّن عاصر المؤلّف- رحمه الله:

- الشّيخ عبد الله بن سليمان بن نفيسة (ت 1299 هـ).

يراجع: «علماء نجد» : (2/ 551).

-

(1)

المناوي: محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرّحمن السّلميّ المناويّ، صدر الدّين الشّافعيّ المتوفى سنة 803 هـ.

«الضّوء اللامع» : (6/ 249)، و «الشّذرات»:(7/ 34).

(2)

محمّد بن يوسف، أبو عبد الله، شمس الدّين الرّكراكيّ المالكيّ (ت 793 هـ).

«إنباء الغمر» : (2/ 430). وتقدم له ذكر فيما سبق.

(3)

«ديوان الخنساء» : (327)، و «أنيس الجلساء»:(80)، وروايته:«وما يبكون» وأشار محقّقه في الهامش إلى رواية: «وما يبكين» من قصيدة أولها:

يؤرّقني التّذكّر حين أمسي

فيردعني مع الأحزان نكسي

على صخر وأيّ فتى كصخر

ليوم كريهة وطعان خلس

فلم أسمع به رزءا لجنّ

ولم أسمع به رزءا لإنس

أشدّ على صروف الدّهر إدّا

وأفضل في الخطوب بغير لبس

ص: 623

وأنشده بتقديم الباء على الياء، فقال له الرّكراكيّ: والله حسن يا سيّدي قاضي القضاة

(1)

كثّر الله فوائدكم، ثمّ دخل عليه جماعة من القضاة وطلبة العلم وغيرهم فقال له الرّكراكيّ: يا سيّدي قاضي القضاة

(1)

لا بأس بذكر تلك الفائدة للسّادة المخاديم- وقصد بذلك افتضاحه وهو لا يشعر- فتكلّم ابن المناويّ في المسألة وأنشد البيت كما تقدّم فأطرق القوم، فقال له الرّكراكيّ: يا سيّدي قاضي القضاة

(1)

لعلّه: «وما يبكون» من البكاء فتصحّف عليكم، فخجل لذلك خجلا شديدا، وحفظت عنه وسطّرت في الدّفاتر. تزوّج

- * ويستدرك عليه- رحمه الله أيضا:

- الشّيخ عبد الله بن صالح بن شبل العنيزيّ (ت 1193 هـ).

يراجع: «علماء نجد» : (2/ 557).

- والشّيخ عبد الله بن صقية التّميمي البريديّ نسبة إلى بريدة المدينة المشهورة، والمذكور قاضيها (ت 1256 هـ).

يراجع: «علماء نجد» : (2/ 559).

أخباره في «عنوان المجد» : (1/ 364، 424)، (2/ 41، 123)، و «مشاهير علماء نجد»:(216)، و «التّسهيل»:(2/ 208)، و «علماء نجد»:(2/ 550).

- وعبد الله بن سويلم؟ هكذا. ويظهر أن بين عبد الله وسويلم آباء. ولي قضاء عنيزة للإمام سعود بن عبد العزيز سنة 1220 هـ- فيما يظهر- بعد الشّيخ صالح الصّائغ وقبل الشّيخ غنيم بن سيف.

يراجع: «تاريخ بعض الحوادث» : (240).

(1)

التلقيب بهذا منهي عنه؛ لنهي النبي- صلى الله عليه وسلم عن التسمي بملك الأملاك.

ص: 624

المترجم ابنة لقريب له اسمه زكريّا، ثمّ بعد أن دخل بها تنافرا ففرّق بينهما فنزل عليه ليلا فقتله سنة 896، ودفن بمقبرة الشّيخ أبي عمر بالسّفح.- انتهى-.

أقول: حكيت هذه الحكاية يوما للشّريف عون بن أمير مكّة المشرّفة المرحوم الشّريف محمّد بن عون، وكان له تعلّق بعلم النّحو فلمّا أتممت الحكاية دخل عليه شخص يدّعي معرفة النّحو فغمزني الشّريف وسأل الشّخص عن هذا السّؤال فقال لعلّه مؤوّل مثل:

* والله ما ليلى بنام صاحبه

(1)

*

فضحكنا منه وخجل.

385 -

‌ عبد الله بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عيّاش النّاصح

،

الصّالحيّ.

قال في «الدّرر» : ولد سنة 681 وسمع من الفخر بن البخاريّ، والرّضيّ الطّبريّ، وحدّث، وكان يباشر أوقاف الحنابلة وكان به صمم.

مات في ذي القعدة سنة 757.

385 - ابن النّاصح، (؟ - 757 هـ):

تقدّم ذكره في «عبد الله بن أحمد» .

(1)

هذا بيت من الرّجز وبعده:

* ولا مخالط اللّيان جانبه *

ذكره النّحويون في مسألة ما إذا دخل حرف الجرّ على الفعل فإنه يكون مؤول بمقول قول مقدر، أنشده ابن جني في «الخصائص»:(2/ 366)، وابن الشّجري في «أماليه»:(2/ 148)، والعكبري في «التّبيين»:(279)، وابن يعيش في «شرح المفصّل»:(3/ 62)، ولم ينسبوهما إلى قائل معيّن.

ص: 625

386 -

‌ عبد الله بن عبد الرّحمن الملقّب- كأسلافه- (أبا بطين)

بضمّ الباء بصيغة التّصغير.

386 - أبا بطين مفتي الدّيار النّجديّة، (1194 - 1282 هـ):

الإمام، العلّامة، المجاهد، شيخ المتأخرين من الحنابلة في نجد ومفتيهم، وحامل لواء الدّعوة الإصلاحية السّلفية في دور الدّولة السعودية الثاني.

أخباره في «تراجم المتأخرين» : (30)، و «التّسهيل»:(2/ 231).

وينظر: «عنوان المجد» : (1/ 364، 424، 466)، (2/ 37، 57، 123)، و «عقد الدّرر»:(18، 60) و «هدية العارفين» : (1/ 491)، و «الأعلام»:(4/ 97)، و «معجم المؤلفين»:(6/ 72)، و «مشاهير علماء نجد»:(235)، و «علماء نجد»:(2/ 567).

أخباره كثيرة، وسيرته عطرة، وآثاره مسطرة باقية ينتفع بها ولله الحمد، وهذا الشيخ لم يجد عليه المؤلّف- ابن حميد- مطعنا، ولا شكّك في موالاته للدّعوة وإمامها- رحمه الله واحتفى به كما ترى، وأثنى عليه، وهو أحد شيوخه، وهو من أعرف النّاس به، ولم يجد سبيلا إلى الغمز به، والحط من شأنه، أو التشكيك في إخلاصه وتحقيقه في العقيدة، والدّعوة إليها، ومصارعة خصومها وإفحامهم، كما شكّ في إخلاص بعض دعاتها أمثال أحمد بن رشيد الأحسائي، وعبد العزيز بن حمد بن عبد الوهاب بن عبد الله

وغيرهما، وهما بلا شكّ من أكثر النّاس إخلاصا لهذه الدّعوة السّلفية، وهذه الترجمة كلّها ثناء ومدح للشيخ، وإعجاب بعلمه وخلقه وفضله، ولكنّ الشّيخ سليمان بن عبد الرّحمن بن حمدان- رحمه الله قال في كتابه «تراجم متأخري الحنابلة»: الورقة: 91 - في ترجمة ابن حميد المؤلّف-: «ولد في عنيزة سنة «

» وأخذ عن قاضيها إذ ذاك الشّيخ عبد الله بن عبد الرّحمن أبا بطين، ثم حصلت بينهما نفرة وعداوة بسبب ردّ الشّيخ على داود بن جرجيس

-

ص: 626

فقيه الدّيار النّجديّة في القرن الثّالث عشر بلا منازغ- ولوالد جدّه

(1)

مجموع في الفقه- شيخنا العلّامة الفهّامة. ولد في الرّوضة

(2)

من قرى سدير

- ودحلان فيما أجازاه من دعاء الأموات والغائبين، فألّف ابن حميد المذكور مؤلّفا ردّ به عليه سمّاه:«قرّة العين في الرّدّ على أبا بطين» فردّ عليه الشّيخ عبد الرّحمن بن حسن بكتابه المسمّى ب «المحجّة في الرّدّ على اللجة» واللّجة: قال الشّيخ منصور في «شرح المنتهى» اللّجّة- بفتح اللّام وتشديد الجيم-: اختلاط الأصوات. لقب لمحمد بن حميد؛ لقب به لكثرة كلامه ولغطه».

أقول: لم أجد من نقل مثل هذا غير الشّيخ ابن حمدان، وقوله غير بعيد، وقد نقل ابن حمدان ترجمة الشيخ عبد الله أبا بطين كاملة عن «السّحب الوابلة» ، ولم يشر إليه، وهذا غير مستنكر، فكثير من العلماء ينقل ولا يعزو، وإن كانت الأمانة في النّقل تقتضي عزو النّصوص. والمستنكر على الشّيخ- رحمه الله أنّه لما أهمل العزو أصبح كأنّه هو المتحدّث لا ابن حميد، فأبقى قوله:«شيخنا» كأنّه شيخه هو- وهو لم يدركه- وقول ابن حميد: «وقرأت مع كبارهم

وقرأت وحدي

» وأمثالها مما يظنّ أنه هو القارئ، وقوله:«تلك الأيام التي استأسدت فيها الثّعالب» أبقاها الشّيخ وكأنّها من كلامه، وهي همز ولمز من صاحب «السّحب» بأئمّة الدّعوة، وهذا منهج خطير، ولو مضى عليه زمن لنسب إلى الشّيخ ابن حمدان- رحمه الله وهو منه براء؛ لأنّه لم يعزه إلى قائله، ولم يعلّق عليه بما يلزم دفعه.

-

(1)

تقدمت ترجمته، وهو جد أبيه كما أوضحنا هناك.

(2)

«معجم اليمامة» : (1/ 485، فما بعدها)، قال: «وقد أنجبت الرّوضة علماء منهم محمد بن غنّام تولى قضاء الرّوضة في زمن الشّيخ محمد بن عبد الوهاب

» ولم يذكر الشّيخ أبا بطين؛ وكان حقه أن يذكر وإن كان أصله من شقراء، ولم يذكره الأستاذ ابن خميس في رسم «شقراء» فكان مستدركا عليه في الحالين.

ص: 627

سنة 1194 وبها نشأ وقرأ على عالمها الشّيخ محمّد بن طراد الدّوسري

(1)

وكان قد ارتحل إلى الشّام، فقرأ فيه وأظنّه على السّفّاريني

(2)

وطبقته، فلازمه شيخنا

- ومع هذا فإن الشّيخ ابن حمدان- رحمه الله جاوز الحدّ في الانتقاص من شأن كتاب «السّحب الوابلة» حيث قال ورقة: 91 (في ترجمة ابن حميد): «وإنما ذكر أناسا يعدّون بالأصابع جديرون بالذكر، وباقي الذين ذكرهم وتكثر بهم أناس ترجم لهم ابن رجب، وابن عبد الهادي، والغزّي وغيرهم، تراجمهم معروفة» . والكتاب من حيث الجمع والاستيعاب من أحسن الكتب وأنفعها وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى [المائدة:]. وهذا ما أوضحناه في مقدمة الكتاب، فليراجع هناك والله المستعان.

وقوله: «لقب لمحمّد بن حميد

» الصّحيح أنّه لقب لأبيه ثم سرى هذا اللّقب

-

(1)

ذكره المؤلّف في موضعه.

(2)

علّق الشيخ ابن حمدان في هامش الورقة بخطه أيضا على هذا الموضع في كتابه تراجم المتأخرين بقوله: «قوله: «وأظنّه على السّفّاريني» أقول: بل قد جزم بذلك في إجازته للشيخ مصطفى بن خليل التّونسي لما ذكر سند التّفقه في المذهب الحنبلي، وقال: عن الشيخ عبد الله أبا بطين، أخذ عن الشيخ عبد الله بن طراد، والشيخ عبد الله بن طراد أخذ عن محققي الشّام كالبعلي والسّفّاريني وأشباههما».

وما جاء من تعليق على بعض نسخ «السّحب الوابلة» : «قوله: «السّفّارينيّ» قلت:

يظهر لك بعده، أي: هذا الظّن من ترجمة السفاريني، وقوله: توفي سنة 1189 هـ أو 1199 هـ فيكون عمر المترجم أربع أو خمس سنوات».

يقول الفقير إلى الله عبد الرّحمن بن سليمان العثيمين عفا الله عنه: وقد وهم صاحب هذه التّعليقة أنّ الآخذ عن السفاريني هو الشيخ أبا بطين، وبذلك يكون الظّنّ في محله، وارتفع هذا الظن إلى اليقين بنقل الشّيخ ابن حمدان رحمهم الله تعالى.

ص: 628

المترجم ملازمة تامّة، مع ما جعل الله فيه من الفهم والذّكاء وبطء النّسيان، فمهر في الفقه، وفاق أهل عصره في إبّان شبيبته، ثمّ ارتحل إلى شقراء من

- على المذكور واللّجة- بالفتح-: الأصوات المتداخلة، أنشد النحويّون قول أبي النّجم العجليّ الرّاجز:

* في لجّة أمسك فلانا عن فل *

يراجع: ديوانه: 199

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- الشّيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل (ت 1119 هـ).

يراجع: «عنوان المجد» : (2/ 356)، و «علماء نجد»:(2/ 576).

- والشيخ عبد الله بن عبد الرّحمن الميقاتيّ (ت 1223 هـ).

يراجع: «أعلام النبلاء» : (7/ 178)، و «الأعلام»:(4/ 232).

- والشيخ عبد الله بن عبد الله بن أحمد الجراعيّ.

يراجع: «ذخائر القصر» ، و «الكواكب السّائرة»:(2/ 155)، و «النّعت الأكمل»:

116.

- والشيخ عبد الله بن عبد الملك الحنبلي، أبو محمد.

يراجع: «المنهج الجلي» : ورقة: (48).

- والشيخ عبد الله بن عبد الوهّاب بن مشرف النّجدي (ت 1056).

أخباره في «عنوان المجد» : (2/ 324)، و «تاريخ بعض الحوادث»:(206) في ترجمة أحمد بن محمد البسّام، «التّسهيل»:(2/ 153)، و «علماء نجد»:(2/ 592). وسأذكره بالتفصيل في هامش ترجمة ابنه الشيخ «عبد الوهاب بن عبد الله» مع أهل بيته وحفدته إن شاء الله.

- والشيخ عبد الله بن عثمان بن بسام (ت 1160 هـ).

يراجع: «علماء نجد» : (2/ 594).

ص: 629

بلدان الوشم وقرأ على قاضيها الشّيخ عبد العزيز الحصيّن بالضّمّ- تصغير حصان- وهو أعلم منه بكثير، فصار القاضي يحيل عليه في كثير من القضايا، ثمّ أرسله أمير نجد تركي بن سعود

(1)

في سنة 1248 إلى بلدنا عنيزة قاضيا عليها وعلى جميع بلدان القصيم على عادته في إرسال القضاة من عنده تشبّها بالسّلطان في إرساله القضاة من اصطنبول وبئست البدعة

(2)

لعن الله من ابتدعها فإنّها في ممالك الدّولة مشتملة على قواصم جمّة نسأل الله رفعها فإنّه لا يعجزه شيء ولا يؤده، وكان أهل البلد كارهين لذلك ظنّا منهم أنّه كالقضاة السّابقين فلمّا رأوا علمه وعدله وسمته وعبادته أحبّوه، وقرأ عليه طلبتهم وكنت إذ ذاك صغيرا عن القراءة عليه عمري اثني عشر سنة، فأحضر مع بعض أقاربي للاستماع خلف الحلقة، ثمّ إنّه رجع إلى بلده، فلمّا قتل تركي وتولّى ولده فيصل وانجلت شدّتهم صار لأهل عنيزة نوع اختيار فرغبوا في المذكور أن يكون لهم قاضيا ومفتيا ومدرّسا وخطيبا وإماما، فركب أميرهم وجماعة معه

(1)

هو الإمام الشّجاع المقدام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود ولي الحكم بعد خراب الدّرعيّة وطرد فلول الأتراك ومعاونيهم من نجد بفترة، وحصّنها وأعاد إليها قوتها ومنعتها، وضمّ إليها الأحساء ودانت له بالطاعة؛ لحكمته وشجاعته ومروءته وكرمه وديانته، وأقام العدل والشرع، وكبت الأعداء ونشر عقيدة السّلف وأحيا ما اندثر من المآثر، وبقي في الحكم دون منازع حتى قتل غيلة سنة 1249 هـ رحمه الله رحمة واسعة.

(2)

لا أعتقد أنّ هناك بدعة فالحاكم الشّرعيّ وهو رئيس القضاة في الدّولة، هو الذي يعين القضاة الذين يعتقد فيهم الصّلاح والكفاءة وليس في هذا محذور ولا مخالفة نصّ شرعيّ، ورئيس القضاة هذا هو نائب السّلطان في هذا الأمر.

ص: 630

وجاءوا به وبعياله وتبعه كثير من أصهاره، فلمّا قدم عنيزة هرع أهلها للسّلام عليه وأقاموا له الضّيافة نحو شهر، وشرعوا في القراءة عليه فشرعت مع صغارهم في ذلك إلى أن أنعم الله وتفضّل فقرأت مع كبارهم «شرح المنتهى» مرارا، وفي صحيحيّ البخاريّ ومسلم، و «المنتقى» وقرأت وحدي «شرح مختصر التّحرير» في أصول الفقه و «شرح عقيدة السّفّارينيّ» الكبير، ومع الغير

(1)

في رسائل عقائد ك «الحمويّة» و «الواسطيّة» و «التّدمريّة» وكان يقرّر تقريرا حسنا، ويستحضر استحضارا عجيبا، فإذا قرّر مسألة يقول: هذي

(2)

عبارة «المقنع» مثلا وزاد عليها «المنقّح» كذا ونقص منها كذا، وأبدل لفظة كذا بهذه، مع شدّة التّثبّت والتّأمّل إذا سئل عن مسألة واضحة لا تخفى على أدنى طلبته تأنّى في الجواب حتّى يظنّ الجاهل أنّه لا يعرفها، والحال أنّه يعرف من نقلها ومن رجّحها، ومن ضعّفها، ودليلها، وأمّا اطّلاعه على خلاف الأئمة الأربعة بل وغيرهم من السّلف والرّوايات والأقوال المذهبيّة فأمر عجيب، ما أعلم أنّي رأيت في خصوص هذا من يضاهيه، بل ولا من يقاربه. وكان جلدا على التّدريس، لا يملّ ولا يضجر، ولا يردّ طالبا في أيّ كتاب، كريما، سخيّا، يأتيه كثير من أهل سدير والوشم برسم القراءة عليه فيقوم بكفايتهم سنة أو أكثر أو أقلّ، ساكنا، وقورا، دائم الصّمت، قليل الكلام في كلّ شيء، كثير العبادة والتّهجّد، مواظبا على درسي وعظ، بعد العصر وبين العشائين في المسجد الجامع، قليل المجيء إلى النّاس، وكان في أيّام سعود وأخذه

(1)

الأصل عدم دخول الألف واللام على لفظ (غير).

(2)

كذا جاء في الأصل ولها وجه صحيح.

ص: 631

الحرمين فيما بعد العشرين ولّاه قضاء الطّائف، فسمعت منهم الثّناء التّامّ عليه بحسن السّيرة ولطف المعاملة والإعراض عن أمورهم جملة، مع اقتداره على القتل فما دونه، ومع ذلك فلم يؤذ أحدا في نفس ولا عرض، ولا مال، وهكذا العفاف المحض في تلك الأيّام الّتي استأسدت فيها الثّعالب

(1)

، وقرأ عليه جماعة منهم في الحديث والتّفسير وعقائد السّلف، وقرأ هو على السّيّد حسين الجفري

(2)

في النّحو، حتّى صار يقرأ ابن عقيل بلا توقّف، وكان حسن الصّوت بالقراءة، على قراءته هيبة، مرتّلة مجوّدة، يختار حتّى في الصّلاة ما كانت أكثر حروفا من القراءات السّبع، حسن الخطّ مضبوطة، كتب كتبا كثيرة، واختصر «بدائع الفوائد» في نحو نصفه

(3)

.

(1)

قوله: «وهكذا العفاف المحض في تلك الأيام التي استأسدت فيها الثّعالب» هذا غمز ظاهر، وصريح في الطّعن على أئمة الدعوة، إلا أن التّرهات من القول واللغو والعبث لا يثبت أمام الحق الواضح الأبلج، وكلّ كلام لا يعضده الدّليل ولا يقوم على إثباته البرهان يذهب هباء أدراج الرّياح وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا.

(2)

حسين الجفري: هو حسين بن عبد الرّحمن الجفري الشّافعيّ المكيّ العالم النّحويّ الأديب المتوفى بمكة سنة 1258 هـ.

يراجع: «المختصر من نشر النور والزهر» : (176).

(3)

ومن مؤلفاته- رحمه الله: «الانتصار للحنابلة» ، و «حاشية على المنتهى» ، و «تعليقات على الرّوض المربع» ، و «تأسيس التّقديس في كشف شبهات ابن جرجيس» ، و «تعليقات على شرح الدّرة المضيئة في شرح عقيدة السّفاريني» ، و «رسالة في التّجويد» ، و «مختصر إغاثة اللهفان

» لابن القيم، ورأيت مختصرا-

ص: 632

وتوفّي رحمه الله تعالى في 7 جمادى الأولى سنة 1282 وبموته فقد التّحقيق في مذهب الإمام أحمد، فقد كان فيه آية، وإلى تحقيقه النّهاية، فقد وصل فيه إلى الغاية./

387 -

‌ عبد الله بن عثمان بن جامع الزّبيريّ ثمّ البصريّ

.

ترجمه الشّرواني

(1)

في كتابه «نزهة الأفراح» فقال: جليل القدر والمحلّ،

387 - ابن جامع النّجديّ الزّبيريّ، (؟ -؟):

أخباره في «متأخري الحنابلة» : (31)، و «علماء نجد»:(2/ 595)، و «إمارة الزّبير»:(3/ 65). ونقلوا جميعا عن «السّحب» لا غير.

ويراجع: «سبائك العسجد» : (58).

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- الشّيخ عبد الله بن عفالق النّجديّ (ت 1019 هـ).

أخباره في «عنوان المجد» : (2/ 306)، و «تاريخ الفاخري»:(65)، و «تاريخ ابن ربيعة» ، و «تاريخ المنقور» المخطوط، وفيه وفاته سنة 1015 هـ، و «التّسهيل»:(2/ 146)، و «علماء نجد»:(2/ 597). ولا أدري ما صلته بمحمد بن عفالق الأحسائي الإمام المشهور.

- بديعا ل «قواعد ابن رجب» من اختصاره- رحمه الله بخطّ متقن جميل نجديّ، وله مجموعة من الرّسائل والفتاوى المطبوعة.

وأوقفني أحد الأخوة الكرام على مجموعات من الرّسائل والرّدود والفتاوى مخطوطة يذكر أنه صورها من مكتبة مدينة شقراء وبعضها بخطّه- رحمه الله.

(1)

الشّرواني أحمد بن محمد بن علي بن إبراهيم الهمدانيّ اليمني، أديب، مؤرخ، سكن الهند توفي سنة 1256، وله كتاب «نفحة اليمن»

و «شرح بانت سعاد» -

ص: 633

سارت بدائعه في سائر الأقطار سير المثل، فضله الجليّ اللّامع أنور من البدر السّاطع، لسانه ينبوع البلاغة، وبنانه يقطف من خمائله نور البراعة، نظمه الغزير الفائق، أرقّ من فؤاد العاشق، ونثره الباهر للنّهى، أفتن من نّواظر المها:

أوصافنا لم تزده معرفة

وإنّما لذّة ذكرناها

تشرّفت بلقياه عام ألف ومائتين وخمس وعشرين في بندر كلكتّه

-

وغيرهما. أخباره في «نيل الوطر» : (1/ 212)، و «الأعلام»:(1/ 246)، و «معجم المطبوعات»:(1120)، والكتاب اسمه:«حديقة الأفراح لإزالة الأتراح» وهو مطبوع، ولكنّني لم أتمكّن حتّى الآن من الاطلاع عليه والتّوثيق منه. قال الأستاذ الزّركليّ في «الأعلام»:«فيه لطائف اليمنيين والحجازيين وأدباء مصر والشام والعراق وغيرهم» .

ووقفت بعد كتابة هذه السّطور على تعليقه على بعض نسخ «السحب» مفادها:

«تنبيه: ذكر صاحب «نفحة اليمن في صحيفة: 140 من النّفحة مساجلات شعرية بينه وبين صاحب التّرجمة عبد الله بن عثمان بن جامع، ومؤلّف النّفحة هو أحمد بن محرز الأنصاري اليمني الشّرواني، وهو صاحب كتاب «حديقة الأفراح لإزالة الأتراح» ؟ وقد ترجم الشّيخ عبد الله بن عثمان بن جامع صاحب الحديقة في صحيفة 104 من حديقته فافهم». يراجع ما قلناه ص 633 في ترجمته.

يقول الفقير إلى الله عبد الرّحمن بن سليمان بن عثيمين رأيت خطّ يد الشّيخ عبد الله ابن جامع سنة 1258 متملكا لكتاب «التّنقيح المشبع» للمرداوي نسخة المتحف العراقي، وأسرة آل جامع لا تزال موجودة في البحرين، ومنهم الآن فضلاء ولله الحمد والمنّة، نسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياهم على الإسلام والسّنة.

ص: 634

المحروس، بعد أن فاز بالنّجاة من فوادح اليمّ العبوس، فأطلعني على قصيدة من كلامه الحرّ، أعرب فيها عمّا نابه من الدّهر الخئون وشوائب الضّرّ، وهي:

هو الرّزق لا يأتي بجدّ لطالب

ولا باحتيال أو بطول التّجارب

ولكنّ بالمقسوم يأتي ومن غدا

بتدبيره مغرى فأوّل خائب

ترى المرء يسعى والبوار بسعيه

منوط ويأتيه القضا بالعجائب

ويبدو له الرّأي الّذي في بدوّه

صلاح وفي عقباه شرّ المصائب

تيمّمت أرض الهند أبغي تجارة

وأرتاد إنجاح الأماني الخوالب

وخلّفت أصحابا وأهلا ببلدة

سقاها من الوسميّ صوب السّواكب

هي البصرة الفيحاء لا زال ربعها

خصيبا وأهلوها بأعلى المراتب

فلمّا علوت اليمّ في الفلك ارتمت

تسير بنا في لجّة كالغياهب

أحاطت بنا الأمواج من كلّ وجهة

وكشّرن عن أنياب أسود سالب

ص: 635

وأقبل ريح صرصر ثمّ قاصف

ترى البرق في أرجائه كالقواضب

ومزن ثخان كالجداول ملؤها

ورعد مهيب ضارب أيّ ضارب

فلمّا رأينا ما رأينا تطايرت

قلوب لنا نحو المليك المراقب

نعجّ إلى المولى بإنجا نفوسنا

ونسأله كشف الملمّ المواثب

فلم يك إلّا كالفواق إذا بنا

ومركبنا مثل النّجوم الغوارب

فأمسكت لوحا طافيا فركبته

وصحبي صرعى بين طاف وراسب

أقمت ثلاثا مع ثلاث بلجّة

تسير بي الأمواج في كلّ جانب

فأنجاني الرّحمن من كلّ شدّة

تجرّعتها والله مولي الرّغائب

فأنشدت بيتا قاله بعض من مضى

(1)

أصيب كمثلي والأسى خير صاحب

(1)

ينسب إلى معاوية بن أبي سفيان- رضي الله عنه يراجع: «شرح الشواهد الكبريى» للعيني: (3/ 478).

ص: 636

نجوت وقد بلّ المراديّ سيفه

من ابن أبي شيخ الأباطح طالب

فلله حمدا دائما ما ترنّمت

ثغور الأقاحي عند لقيا الحبائب

وكتب إليّ هذه الأبيات طالبا ما فيها فعين الله على موشّيها:

انعم صباحا كفيت الشّرّ قاطبة

وفزت في كلّ ما ترجوه من رشد

يا فاضلا قد سمى شأو المكارم من

علم وحلم وآداب وفيض يد

ابعث لنا كرما شرح الرّضيّ كذا ال

شرح المطوّل يا خلّي ويا سندي

ومتن تلخيصك الحاوي لمطلبنا

يجلو صدى القلب من همّ ومن كمد

فأنت عين لأعيان بها طلعت

شمس الهدى وأضاء النّور في البلد/

لا زلت في الرّتبة العلياء ما نطقت

بالحمد لسن الورى للواحد الصّمد

- انتهى-

أقول: وهو ممّن أخذ عن العلّامة الشّيخ محمّد بن فيروز هو ووالده الشّيخ عثمان الآتي قاضي البحرين وشارح «أخصر المختصرات» .

387 -

(مكرر) عبد الله بن علّام السّامرّيّ:

ذكره ابن رجب في ترجمة صفيّ الدّين عبد المؤمن أنّه من أصحابه.

حفظ «المحرّر» وقرأ عليه شرح تصنيفه، وكان ذكيّا. وتوفّي بدمشق بالطّاعون.

387 - (مكرر) عبد الله بن علّام السّامرّيّ:

«الذّيل على طبقات الحنابلة» : (2/ 432).

ص: 637

388 -

‌ عبد الله بن عليّ بن محمّد بن عليّ

بن عبد الله بن أبي الفتح بن هاشم بن إسماعيل بن إبراهيم بن نصر الله، الجمال بن العلاء الكنانيّ العسقلانيّ القاهريّ، سبط أبي الحرم القلانسيّ، وأخو عائشة الآتية، ووالد أحمد الماضي، ونشوان وألف الآتيتين.

قاله في «الضّوء» : ويعرف ب «الجنديّ» لكونه كان بزيّ الجند مع ولاية أبيه لقضاء دمشق.

ولد في مستهلّ المحرّم سنة 751، ونشأ فحضر دروس الموفّق عبد الله ابن محمّد بن عبد الملك القاضي، بل قرأ عليه «المسلسل» وغيره. وكذا حضر دروس صهره القاضي نصر الله بن أحمد ووالده القاضي علاء الدّين، وسمع على جدّه لأمّه كثيرا ك «صحيح مسلم» و «المعجم الصّغير» للطّبرانيّ، و «الغيلانيات» ، وعلى محمّد بن إسماعيل الأيّوبيّ، والميدوميّ، والعرضيّ، والجمال بن نباتة، وناصر الدّين بن الفاروقيّ، والموفّق الحنبليّ في آخرين، منهم البرهان بن عبد الرّحمن بن جماعة، والشّرف الحسن بن عبد الله بن أبي عمر، ومن لفظ التّاج السّبكيّ، تصنيفه «جمع الجوامع» والعزّ بن جماعة، وناصر الدّين الحراوي، وحمزة السّبكي وخديجة ابنة الشّمس محمّد بن أحمد المقدسيّ، وأجاز له جماعة، وممّا حضره في الثّانية على الميدوميّ «ثمانيّات

388 - جمال الدّين العسقلانيّ المعروف ب «الجنديّ» ، (751 - 817 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 47)، و «المنهج الأحمد»:(481).

وينظر: «المنهج الجلي» : (114)، و «إنباء الغمر»:(3/ 44)، و «معجم ابن حجر»:(121)، و «الضّوء اللامع»:(5/ 34)، و «الشّذرات»:(7/ 125).

ص: 638

النّجيب»

(1)

بل ألبسه خرقة التّصوّف

(2)

القطب القسطلّانيّ، وكذا لبسها الجمال من شيخه حمزة، وحدّث بالكثير في أواخر عمره، وأحبّ الرّواية وأكثروا عنه خصوصا لمّا نزل بالتّربة الظّاهريّة برقوق من الصّحراء، وحدّث ب «المسند» لإمامه غير مرّة، وروى لنا عنه خلق منهم شيخنا، والموفّق الآبي، سمع منه رفيقا للحافظ ابن موسى، وابنه وابن أخته، وفي الأحياء سنة 95 من يروي عنه، وكان ذا سمت حسن، وديانة، وعبادة، وعلى ذهنه/ فقهيّات ونوادر حسنة، ووصفه ابن موسى بالشّيخ، الفقيه، الإمام، العلّامة، الأوحد، المحدّث، المسند، الرّحلة.

مات في سحر يوم السّبت منتصف جمادى الآخرة، وقيل: في رجب، والأوّل أثبت سنة 817 ذكره المقريزيّ في «عقوده» .

389 -

‌ عبد الله بن عمر بن إبراهيم بن محمّد الأكمل بن مفلح

.

نقلت من «تذكرة ابن أخيه محمّد بن إبراهيم الأكمل» ما نصّه: من خطّ شيخنا يعني ابن طولون في كتابه «التّمتّع بالأقران» في ترجمة عمّي قاضي

389 - شرف الدّين ابن مفلح، (؟ - 955 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 134)، عن المؤلّف دون إشارة.

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد الله بن عيسى المويسيّ «المويس» ، (ت 1175 هـ).

-

(1)

يقصد به نجيب الدّين عبد اللطيف الحرّاني (ت 672 هـ) وثمانياته المذكورة من مصادري، ولله المنّة.

(2)

لبس الخرقة من البدع المحدثة في الدّين. وانظر التعليق على الترجمة رقم: (5).

ص: 639

القضاة شرف الدّين أن مولده سنة 893 وأنّ والده فوّض إليه النّيابة في يوم الجمعة عاشر المحرّم سنة 911، وتولّى القضاء استقلالا بعد والده في نصف ذي الحجّة سنة 919. قلت أنا: واستمرّ قاضيا حنبليّا إلى أن انقرضت دولة الجراكسة سنة 922 وولي القضاء مفردا من غزّة إلى سلميّة

(1)

سنة 926 بأمر السّلطان سليم خان، وعزل في أوائل سنة 927 واستمرّ إلى أن مات في قسطنطينيّة سنة 955.

- أخباره في «عنوان المجد» : (1/ 88، 139)، و «تاريخ الفاخري»:(112)، و «تاريخ بعض الحوادث»:(111)، و «التّسهيل»:(2/ 178)، و «علماء نجد»:(2/ 604).

وهو أحد المعارضين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله والمتعصّبين ضدّه. وقد رحل المذكور إلى الشّام وأخذ عن علمائها ومن أشهرهم السّفاريني، وهو المتهم بسرقة مجموعة من أوقاف مكتبة مدرسة ابن أبي عمر الذي ألمح له الشّيخ عبد القادر بن بدران في «منادمة الأطلال»:(244)، قال:«وقد كان بها خزانة كتب لا نظير لها فلعبت بها أيدي المختلسين إلى أن أتى بعض الطّلبة النّجديين فسرق منها خمسة أحمال جمل من الكتب وفرّ بها» . فإذا كان هذا خلقه وسلوكه فحسده للشّيخ محمد بن عبد الوهّاب وردّه غير مستنكر أيضا، ويغلب على الظّنّ أنه هو المترجم في «النّعت الأكمل» باسم عبد الله بن عيسى النّجدي الأحسائي وذكر أنه توفي في عشرين شوال سنة 1175 هـ. والله أعلم.

وتكرر ذكره في رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب في تاريخ ابن غنّام يردّ عليه، ويحذر من نهج مسلكه.

(1)

بلدة في الشّام قرب حماة، «معجم البلدان»:(3/ 240).

ص: 640

390 -

‌ عبد الله بن فائز بن منصور الوائليّ

يلقّب كعشيرته (أبا الخيل) من بني وائل المشهورين الآن بعنيزة.

ولد في بلد الخبراء

(1)

من قرى القصيم في حدود المائتين والألف، وكان أبوه أميرها، ثمّ تحوّل مع أبيه إلى عنيزة فقرأ فيها القرآن ثم انبعثت همّته لطلب العلم بعد بلوغه ثلاثين سنة، فلم يجد من يشفي أوامه فجاور في مكّة سنين يتعيّش من النّساخة، وقليل من بيع وشراء على غاية التّحرّي، وتصحيح

390 - ابن فائز أبا الخيل، (1200 تقريبا- 1251 هـ):

أخباره في «متأخري الحنابلة» : (33)، و «التّسهيل»:(2/ 214).

وينظر: «تاريخ بعض الحوادث 4» : (240)، و «علماء نجد»:(2/ 607).

ورأيت الجزء الثالث من كتاب «الإنصاف» للإمام المرداوي- رحمه الله في المكتبة الوطنية بعنيزة بخطّه كما رأيت أجزاء كثيرا منه بخطه أيضا، ووقفت على كتب أخرى عليها تملكه- رحمه الله. 6

- وجدّه منصور بن محمّد من العلماء (ت 1196 هـ) كان قاضي قرية «الخبرا» وأميرها، من قرى القصيم مشهورة.

قال ابن عيسى- رحمه الله في «تاريخ بعض الحوادث» : (119):

«وفي سنة 1169 أجمع أهل القصيم على نقض البيعة والحرب سوى أهل بريدة والرّسّ والتّنّومة وأجمعوا على قتل من كان عندهم من المعلمين

».

ثم قال:

«فقتل أهل الخبرا إمامهم منصور أبا الخيل وثنيان أبا الخيل

وعبد الله».

ويراجع: «عنوان المجد» : (1/ 146).

(1)

الخبراء: في غرب منطقة القصيم معروفة.

ص: 641

العقود، وكان تعلّم الخطّ في كبره، ولا زال خطّه يحسن إلى أن فاق وطرّز الأوراق، فكتب شيئا كثيرا لنفسه وللنّاس، وقرأ في مدّة مجاورته الفقه على شيخنا محمّد الهديبيّ، وعلى الشّيخ عيسى بن محمّد الزّبيريّين

(1)

، واجتهد في البحث والمراجعة وكان عمّي عثمان من رفقائه، ولكن شتّان ما بينهما، فأخبر عنه أنّه كان يقول: شيخنا الشّيخ محمّد الهديبيّ كما في الحديث

(2)

«فليحدّ شفرته وليرح ذبيحته» وشيخنا الشّيخ عيسى كجمّالة

(3)

حرب أعطوها وقيفة، يعني أنّ الشّيخ محمّد سريع التّقرير، والشّيخ عيسى متأنّ، وبعد أن يقرأ المقرئ يسكت هنيهة، فقال لي بعض الطّلبة ممازحا: أتدري لم يسكت؟! فقلت: لا. قال: يشاور الشّيخ منصور أيش يقرّر، وقرأ المترجم على غيرهما نحوا، وصرفا، وفرائض، فمن مشايخه في ذلك الورع التّقيّ الزّاهد الشّيخ محمّد المرزوقي

(4)

مفتي المالكيّة، - وكتب له إجازة- وغيره، ثمّ

(1)

لهما ترجمتان في هذا الكتاب في موضعيهما.

(2)

حديث صحيح رواه بأطول مما هنا مسلم- رحمه الله: (1955)، وأبو داود، والترمذي، والنّسائي، وابن ماجه، وغيرهم.

(3)

الجمّالة: أصحاب الجمال، وحرب: اسم قبيلة مشهورة، ويظهر أنّه مثل عاميّ كتبه الشّيخ بلفظ فصيح. ولم أجده في الأمثال الشعبية في نجد بهذا اللفظ لا في مؤلّف الشيخ العبودي ولا في مؤلّف الأستاذ عبد الكريم الجهيمان. وهما مستوعبان.

(4)

هو محمد بن رمضان بن منصور المرزوقي المالكي المكي (ت 1261 هـ).

«المختصر من نشر النور والزهر» : (481).

ص: 642

رجع إلى بلده عنيزة بعلم جمّ فنصّبوه إماما في الجامع وخطيبا وواعظا

(1)

ثمّ ناكده أتباع الأمير تركي ابن سعود، ووشوا به عنده وعند قضاته بأنّه ينكر عليهم، ولا يعتقد فيهم العلم وأنّه لمّا احتاج إلى تحرير مزولة أرسل إلى الشّيخ محمّد بن سلّوم يطلب منه كيفيّة صنعها وزعم أن آل الشّيخ لا يحسنون ذلك كما هو الحقّ، و «أين الثّرى من الثّريا»

(2)

فعزلوه ووبّخوه فرجع إلى مكّة المشرّفة وابتدأ فيه السّلّ، ونظم في أثناء مجاورته منسكا لطيفا فرغ منه في ذي القعدة سنة 1247، ثمّ رجع ومعه السّل يتزايد إلى أن مات تركي واستقلّ أهل عنيزة، فنصّبوه في الإمامة والخطابة فلم يقدر على المباشرة، ومكث كذلك

(1)

في «تاريخ بعض الحوادث» : (240) أنّه ولي قضاء عنيزة.

(2)

هذه دعوى من الشّيخ ابن حميد من دعاواه الفاسدة الباطلة فلا يمكن أن ينصّبوه قاضيا وإماما وخطيبا ومدرسا إلا إذا وثقوا من دينه وعلمه وعقله، وإذا كان كذلك فلا يسعه إلا موافقة آل الشّيخ وغيرهم من علماء السّلف في كلّ مكان، ولا يليق بمنتسب إلى العلم أن ينتقص إخوانه من العلماء فإنّ في كلّ خيرا، وممّن عاصره من آل الشّيخ عبد الرّحمن بن حسن «المجدّد الثاني» وابنه عبد اللّطيف ..

وغيرهما وقد وصلا في العلم والتّحقيق والفقه والعبادة إلى درجة لا يمكن أن تمس، ولا يؤثّر فيها كلام ابن حميد ولا غيره، ومؤلفاتهما وردودهما وفتاواهما موجودة ماثلة مطبوعة هي أكبر دليل على وصولهما في التّحقيق والتّدقيق والعلم والفضل إلى رتبة عالية ولله الحمد، كما أنها أكبر دليل على دحض دعوى ابن حميد عفا الله عنه.

ولن نقول له كما قال: (أين الثّرى من الثّريا)؟ بل نقول: (في كلّ خير) ويظهر- والله أعلم- أن سبب تركه القضاء هو ضعفه بسبب المرض الذي ذكره المؤلّف.

ص: 643

نحو سنة ثمّ توفّي في ربيع الثّاني سنة 1251

(1)

ودفن في مقبرة الضّبط شمالي عنيزة وتأسّف النّاس عليه؛ لأنّه لم يخلف مثله وكان جلدا في العبادة، وله مدارسة في القرآن العظيم مع جماعة في جميع ليالي السّنة، ويقرءون إلى نحو نصف اللّيل عشرة أجزاء وأكثر، وأعرف مرّة أنّهم شرعوا من سورة الفرقان بعد العشاء وختموا وكنت أحضر وأنا ابن عشر مع بعض أقاربي فيغلبني النّوم فإذا فرغوا حملني إلى بيتنا وأنا لا أشعر، وكان مع القراءة يراجع «تفسير البغويّ» والبيضاويّ كلّ ليلة رحمه الله تعالى والله أعلم.

391 -

‌ عبد الله بن محمّد بن إبراهيم بن نصر بن فهد الدّمشقيّ

، ثمّ الصّالحيّ البزوريّ العطّار، أبو محمّد، تقيّ الدّين المعروف ب «ابن قيّم الضّيائيّة» مسند الوقت.

391 - ابن قيّم الضّيائيّة، (669 - 761 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 58)، و «المنهج الأحمد»:(445)، و «مختصره»:(156)، و «التّسهيل»:(1/ 383).

وينظر: «معجم الذّهبي» ، ومن «ذيول العبر»:(335)، و «المنتقى من معجم ابن رجب»: رقم (208)، و «الوفيات» لابن رافع:(2/ 388)، و «تاريخ ابن قاضي شهبه»:(1/ 156)، و «الدّرر الكامنة»:(2/ 388)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 394)، و «الشّذرات»:(6/ 191).

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

-

(1)

نقل الشيخ عبد الله البسّام عن تاريخ عبد الوهّاب بن تركي أنّ وفاته في أول ربيع الأول سنة 1250 هـ.

ص: 644

قال في «الدّرر» : ولد في أواخر رجب سنة 669 وأسمع من الفخر شيئا كثيرا، ومن ابن أبي عمر، وابن الزّين، وابن طرخان، وابن الكمال، وأحمد ابن شيبان، وغيرهم سمع منه الذّهبيّ، وابن رافع، والحسينيّ، وابن رجب، وذكروه في معاجمهم، وتفرّد بكثير من مسموعاته وذكره البرزالي في «الشّيوخ» فقال: رجل جيّد، ملازم للصّلاة بالجامع، وحدّث بالكثير، وطال عمره، وانتفع به، وأكثر عن شيخنا العراقيّ.

ومات ليلة الثّلاثاء لخمس بقين من المحرّم سنة 761 بالصّالحيّة، وصلّى عليه بالجامع المظفّريّ، ودفن بالسّفح، وله إحدى وتسعون سنة وزيادة.- انتهى-.

قال في «الشّذرات» : وأجاز للشّيخ شهاب الدّين ابن حجّي وللشّيخ شرف الدّين بن مفلح، وكان مسندا، مكثرا، فقيها، وله حانوت بالصّالحيّة يبيع فيه العطر.

-- عبد الله بن محمّد بن أحمد بن عبد الباري (ت 879 هـ).

يراجع: «الجوهر المنضّد» : (799).

- عبد الله بن محمّد بن أحمد بن إسماعيل.

يراجع: «علماء نجد» : (2/ 612).

- وعبد الله بن محمد بن أحمد «ابن قاضي الجبل» ، (ت 791 هـ).

يراجع: «الجوهر المنضّد» : (76).

ص: 645

392 -

‌ عبد الله بن محمّد بن أحمد بن عبيد الله

بن أحمد بن محمّد بن قدامة التّقيّ، أبو محمّد المقدسيّ ثمّ الصّالحيّ.

قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن عبيد الله» ممّن أسمع على الحجّار، وأيّوب بن نعمة الكحّال، وأبي بكر بن الرّضيّ، والشّهاب ابن الجزريّ، وزينب ابنة الكمال، وحبيبة ابنة عبد الرّحمن، ومحمّد بن يوسف الحرّاني في آخرين، وحدّث، سمع منه الفضلاء، وأكثر عنه شيخنا وقال في «معجمه» كان شيخا حسن الهيئة، طويل القامة، وذكره المقريزيّ في «عقوده» .

مات في الكائنة العظمى سنة 803.

392 - ابن عبيد الله، (؟ - 803 هـ):

من آل قدامة المقادسة.

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 62)، و «الجوهر المنضّد»:(78)، و «المنهج الأحمد»:(478)، و «مختصره»:(174)، و «التّسهيل»:(2/ 22).

وينظر: «مشيخة المراغي» : (28)، و «معجم ابن حجر»:(143)، و «إنباء الغمر»:(2/ 165)، و «تاريخ ابن قاضي شهبه»:(1/ 187)، و «المنهج الجلي»:

119، و «الضّوء اللامع»:(5/ 45)، و «الشّذرات»:(7/ 29).

قال الحافظ السّخاوي: «أكثر عنه شيخنا» يعني ابن حجر.

وقال ابن حجر في «معجمه» : «هو شيخ حسن الهيئة، طويل القامة، سمعت من لفظه، ذكر مسموعاته منه، وهي مجموعة من الكتب والأجزاء الحديثية رواها عنه بأسانيدها، وقرأهاعليه، ومنها: «الآداب» للبيهقي، و «الإرشاد» للخليلي، و «فضائل العبّاس» لأبي الحسين بن المظفر، و «المعجم الصغير» للطبراني، و «المنتقى من مسند أبي عوانة» و «علوم الحديث» للحاكم، وأجزاء من «مسند أبي يعلى» .. » إلى غير ذلك، وقال الحافظ أيضا في «الإنباء»:«قرأت عليه الكثير بالصّالحية» .

ص: 646

393 -

‌ عبد الله بن محمّد بن أحمد بن يوسف

بن أحمد المقدسيّ، الصّالحيّ، المعروف ب «ابن الحاجّ» تقيّ الدّين.

قال ابن فهد في «معجمه» : ولد في شوّال سنة 776، وسمع من عبد الرّحمن بن أحمد الذّهبي، ومحمّد بن أحمد بن عبد الحميد بن غشم، وعمر بن محمّد بن أحمد بن عبد الهادي «موافقات زينب [بنت] الكمال» سمعتها عليه وسمع من الجمال بن الشّرائحيّ، وكتب التّوقيع عند ابن مفلح.

مات سنة [

].

394 -

‌ عبد الله بن محمّد بن أبي بكر بن إسماعيل

بن أبي البركات بن مكّي بن أحمد الزّريرانيّ المولد البغداديّ المنشأ، تقيّ الدّين، مدرّس المستنصريّة.

393 - ابن الحاجّ المقدسيّ، (776 - 841 هـ):

أخباره في «معجم ابن فهد» : (152)، و «الضّوء اللامع»:(5/ 46)، و «عنوان الزّمان»:(158).

394 -

تقي الدّين الزّريراني، (668 - 729 هـ):

إيراد هذه التّرجمة من سهو المؤلّف- رحمه الله فقد أخطأ في سنة وفاته حيث جعلها (769 هـ) وصوابها (729 هـ). لذا لا يلزم المؤلّف ذكره؛ لأنّه داخل في فترة ابن رجب- رحمه الله، وقد ترجم له الحافظ ابن رجب في «ذيل طبقات الحنابلة»:(2/ 410)، و «مختصره»:(111)، وهو في «المنهج الأحمد»:(433)، و «مختصره»:(143)، ونقل المؤلّف أخباره عن «الدّرر الكامنة»:(2/ 294)، وفيه وفاته (729 هـ) فلا أدري من أين أتى المؤلّف، فلعلّها محرّفة في نسخته من «الدّرر» ، وتخريج هذه الترجمة في هامش «المقصد الأرشد»:(2/ 55)، وذكرت

-

ص: 647

قال في «الدّرر» : ولد في جمادى الآخرة سنة 668 وحفظ القرآن وهو ابن سبع وتفقّه، ومهر، وصنّف، ودرّس، وسمع من إسماعيل الطّبّال/، ومحمّد بن ناصر بن حلاوة، وتفقّه بالشّيخ معين الدّين ببغداد، وزين الدّين ابن المنجّى، والمجد الحرّانيّ بدمشق، وبرع في العلوم، وانتهت إليه رئاسة الفقه ببغداد، وكان يذكر أنّه طالع «المغني» للموفّق ثلاثا وعشرين مرّة حتّى كان يكاد يستحضره، ومن محفوظه «الهداية لأبي الخطّاب» و «الخرقيّ» وناب في الحكم ببغداد، وكان قد قدم دمشق في حدود سنة 90 وتفقّه بها، قال الذّهبيّ: محاسنه جمّة. وقال ابن رافع في «معجمه» : كان إماما، فاضلا، كثير النّقل للفروع، ديّنا، فصيحا، صحيح الاعتقاد، حسن الشّكل، متواضعا، خيّرا، وله معرفة بالفرائض واللّغة. وقال ابن رجب: كان فقيه العراق، ومفتي الآفاق، وكان المخالفون لمذهبه يعترفون له بالتّقدّم في معرفة مذاهبهم حتّى ابن المطهّر الشّيعيّ، وكان في أوّل أمره متزهّدا قبل القضاء،

- في هامشها هناك ابنه عبد الرّحيم بن عبد الله (ت 741 هـ) ومصادر ترجمته فليطلبهما من شاء ذلك مأجورا غير مأمور. والله تعالى أعلم.

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد الله بن محمد بن أبي بكر، بن قيّم الجوزية، (ت 756 هـ).

والده الإمام الكبير المشهور العلّامة. وأخوه إبراهيم سبق أن ذكره المؤلّف. وغفل عن هذا.

قال ابن قاضي شهبة: «خطيب جامع الشّاغور. قال ابن كثير: كان لديه علوم جيّدة، وذهن حاضر حاذق، أفتى ودرس وأعاد وتاجر، وحجّ مرات، وتوفي في شعبان» .

ص: 648

وكان ذا جلالة ومهابة، وحسن شكل ولباس حسن، وذكاء مفرط، وعفّة وصيانة، متودّد، ديّن في آخر عمره. ومات في جمادى الأولى سنة 769.

395 -

‌ عبد الله بن محمّد بن ذهلان

، نزيل الرّياض وقاضيها، علّامة الدّيار النّجديّة.

كتب إليّ بعض فضلاء نجد ممّن يعتني بالأنساب والتّواريخ

(1)

في الجملة أنّه رأى في بعض التّواريخ أنّه من آل سحوب من بني خالد ملوك

395 - ابن ذهلان النّجديّ المقرنيّ، (؟ - 1099 هـ):

من كبار علماء نجد قبل دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهّاب، وشيخ قضاتها ومفتيها. أكثروا من النّقل عنه في مؤلفاتهم. مثل «مجموع المنقور» و «حاشية ابن فيروز»

وغيرهما، نسبته إلى مقرن حي من أحياء مدينة الرّياض. يراجع ترجمة حفيده أحمد بن ذهلان بن عبد الله في موضعها «الحاشية» وذكرت هناك بعض أفراد أسرته من العلماء. أخباره في «عنوان المجد»:(2/ 341، 342).، و «تاريخ الفاخري»:(83)، و «تاريخ بعض الحوادث»:(73)، و «تاريخ المنقور» - وهو شيخه-:(65)، و «تاريخ ابن ربيعة»:(75)، وهو شيخه أيضا، و «متأخري الحنابلة»:(34)، و «التّسهيل»:(2/ 162)، و «علماء نجد»:(2/ 620).

احتفل الشّيخ المنقور بالأخذ عنه، وذكر الرّحلة إليه والقراءة عليه خمس مرات يشدّ الرّحال للأخذ عنه، وأكثر من الإسناد إليه والعزو له في «مجموعه» ، ولما ذكر وفاته مرّ عليها مرور الكرام فلم يفصّل في ذكر مناقبه وأخباره كعادة المترجمين. فلم يزد عن قوله:«ومات الشيخ عبد الله وأخوه عبد الرّحمن» . ومثله فعل ابن ربيعة العوسجيّ إلّا أنه قال: «وفي آخر ليالي الحجّ مات الشيخان الفاضلان عبد الله وعبد الرحمن ابنا محمد بن ذهلان» ولم يزد.

(1)

يظهر أنّ الذي كتب إليه هو ابن بشر، يراجع:«عنوان المجد» : (2/ 342).

ص: 649

الأحساء في السّابق، وهو ابن خال الشّيخ عثمان بن أحمد صاحب «حاشية المنتهى» المشهورة، وعليه قرأ الشّيخ عثمان لمّا كان في نجد، وبه انتفع، وأخذ عنه كثير غيره منهم المنقور، ونقل عنه في «مجموعه» شيئا جمّا من فتواه وتقريراته وهو المراد بقوله: شيخنا.

وتوفّي سنة 1099.

- وفيها أيضا توفّي أخوه الشّيخ عبد الرّحمن

(1)

وهو أيضا من أهل العلم والفضل والدّين، وارتحل إلى الشّام وقرأ على مشايخها، منهم بل أجلّهم بدر الدّين محمّد البلبانيّ رحمهم الله تعالى. آمين.

396 -

‌ عبد الله

(2)

بن محمّد بن عبد الله بن محمّد

بن عبد الله المحبّ، ابن النّور الحسينيّ الإيجيّ، أخو الصّفيّ عبد الرّحمن، والعفيف محمّد، والد العلاء محمّد وأسنّهما.

396 - الإيجي، (؟ - بعد سنة 820 هـ):

لم أجده في موضعه من «الضّوء اللامع» ، ولم يذكره القسطلاني في «مختصر الضّوء» .

* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد الله بن محمد بن بسام (ت 1044 هـ).

يراجع: «علماء نجد» : (616).

(1)

ذكر المؤلّف عبد الرّحمن بن ذهلان فيمن لم يقف على أخبارهم وسأفصل القول في ذلك عند ذكره إن شاء الله بما تسعف به المصادر.

(2)

كذا في الأصل، وفي مصدره «الضوء اللامع»:(عبيد الله).

ص: 650

قاله في «الضّوء» . وقال: أجاز له جماعة منهم العماد ابن كثير، ومن أثبته في ترجمته من «تاريخه الكبير» أجاز لأخويه المذكورين، وولد ثانيهما العلاء وجماعة في سنة 821، وكان زائد الحفظ لمتون الأحاديث صحيحها وسقيمها، وهو ممّن أخذ عن أبيه وغيره، وتحوّل حنبليّا، ويقال: إنّ والده هجره لذلك، ثمّ رضي عنه، وبلغني أنّ ابن الجزريّ لمّا رآه بالبرّ، قال: إنّه لم ير مثله.

ومات بها سنة بضع وعشرين وثمانمائة.

أقول: المشهور عند أهل نجد أنّه سكن الوشم، ومات فيها، وله فيها نسل يقال لهم بنو صفيّ الدّين ولا أدري هل هم موجودون إلى الآن أم قد انقرضوا، وهو غير حسن الدّين بن صفيّ الدّين الشّافعيّ مؤلّف التّفسير المشهور ب «جامع البيان» وصاحب التّحقيقات الفائقة والأبحاث الرّائقة السّيّد عيسى الصّفويّ المشهور، إمام المعقول في عصره شيخ ابن قاسم وطبقته.

397 -

‌ عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن محمّد

بن عبد الله المرداويّ الشّهير ب «ابن التّقيّ» القاضي جمال الدّين، ابن القاضي شمس الدّين.

397 - ابن التّقيّ، (؟ - 815 هـ):

أخباره في «الجوهر المنضّد» : (75).

وينظر: «إنباء الغمر» : (2/ 350)، و «الضّوء اللامع»:(5/ 68)، و «الدّارس»:(2/ 77).

قال السّخاويّ: «حدّث، سمع منه الفضلاء كابن موسى الحافظ ومعه شيخنا الموفق الآبي في سنة 15، وذكره التّقي الفاسي في معجمه» .

ص: 651

حضر في الأولى سابع صفر سنة 57 على القاضي جمال الدّين يوسف ابن عبد الله المرداويّ، وسمع من الصّلاح بن أبي عمر، وغيرهما.

مات سنة [

]. قاله في «الشّذرات»

(1)

.

398 -

‌ عبد الله بن محمّد بن عبد الله

، أبو عبد الوهّاب بن فيروز التّميميّ النّجديّ ثمّ الأحسائيّ.

398 - ابن فيروز النّجديّ الأحسائيّ التّميميّ، (1105 هـ- 1175 هـ):

أخباره في «النّعت الأكمل» : (192)، و «التّسهيل»:(2/ 178). وينظر: «علماء نجد» : (2/ 627). ولعلّه هو المترجم في «تاريخ بعض الحوادث» : (110)، قال: عبد الله بن محمد ابن فيروز بن بسّام في وفيات سنة 1165 هـ.

وابن فيروز هذا ابن عمّة شيخ الإسلام محمّد بن عبد الوهّاب لقيه الشّيخ محمد في الأحساء

فسرّ به وأثنى عليه بمعرفته عقيدة الإمام أحمد ولقّبه الغزّي في «النّعت الأكمل» : «الجمال» ، أي: جمال الدّين، وسيأتي ذكر ولده محمّد وحفيده عبد الوهاب، وولده محمد هو الذي ناصب العداء لشيخ الإسلام وردّ عليه: لظروف سياسية فيما يظهر.

ونقل شيخنا ابن بسّام عن ولده قوله: «وأمّا الوالد فولد في اليوم السادس من شهر شعبان سنة خمس ومائة وألف» .

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن يوسف بن عبد المنعم النّابلسيّ، رفيق الشّيخ شمس الدّين ابن عبد القادر.

يراجع: «المنهج الأحمد» : (473).

(1)

أقول: لم أجده في «الشّذرات» لا في الأصل، ولا في «المنتخب» ولعلها سبق قلم من الشّيخ رحمه الله.

ص: 652

ولد سنة (

) في الأحساء وأخذ عن جمّ غفير من علماء نجد والأحساء وغيرهما منهم والده، والشّيخ فوزان بن نصر الله النّجدي، تلميذ الأستاذ عبد القادر التّغلبيّ الدّمشقيّ، ومنهم خاله الشّيخ عبد الوهّاب بن سليمان بن عليّ صاحب «المنسك» ومنهم عبد الوهّاب بن عبد الله النّجديّ، ابن تلميذ الشّيخ محرّر المذهب منصور البهوتي وغيرهم وأجازوه، ومهر في الفقه وأصوله، وأصول الدّين وغيرهما، ودرّس، وأفتى، وأجاب على أسئلة عديدة بأجوبة سديدة، وكان ديّنا، صيّنا، تقيّا، نقيّا، ذا أوراد وتألّه وعبادة توفّي سنة 1175، وهو والد الشّيخ محمّد المشهور.

- ووالد المترجم من أهل العلم والفضل ذكر حفيده الشّيخ محمّد في إجازته لكمال الدّين الغزّي أنّه أخذ عن مشايخ نجد منهم الشّيخ سيف ابن عزّاز.

399 -

‌ عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن يوسف

بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله/ ابن هشام الجمال أبو محمّد بن المحبّ بن الجمال أبي محمّد القاهريّ.

قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن هشام» ولد بعد سنة 760 بالقاهرة ومات أبوه وهو صغير فنشأ يتيما، وحفظ القرآن و «الخرقيّ» و «الطّوفيّ» و «ألفيّة النّحو» وأخذ الفقه عن المحبّ بن نصر الله، قرأ عليه «المقنع» أو معظمه

399 - ابن هشام الحفيد، (760 - 855 هـ):

أخباره في «الضّوء اللامع» : (5/ 65)، و «التّبر المسبوك» ، و «نظم العقيان»:

121، و «الشّذرات»:(7/ 285)، وأسرة ابن هشام أسرة علمية حنبلية ذكرتها في «الجوهر المنضّد»:(160).

ص: 653

ولازمه ملازمة تامّة في الفقه وأصوله، والحديث وغيرهما، وأخذ النّحو عن البرهان بن حجّاج الأنباسيّ وغيره، وقرأ عليه في «الرّضيّ» وغيره، بل كان انتفاعه فيه أوّلا بالشّمس البوصيري، وحضر دروس القاياتي في «العضد» وغيره، وكذا لازم الوفائيّ وابن الدّيريّ وشيخنا وقرأ «صحيح مسلم» على الزّين الزّركشيّ وتنزّل في صوفيّة الحنابلة في المؤيّديّة أوّل ما فتحت بتعيين شيخهم العزّ البغداديّ، وسئل حين عرض الجماعة بين يدي واقفها عن كتابه فقال:

«الخرقيّ» ، ويقال: إنّه لمّا امتحن بحضرة الواقف بقراءة باب الخيار وقف فقال الواقف: إنّه لا يعرف الخيار ولا الفقّوس، ولمّا تنبّه استنابه شيخه المحبّ في القضاء، ثمّ استقرّ في تدريس الحنابلة بالفخريّة بين السّورين، عوضا عن العزّ المذكور وفي إفتاء دار العدل بعد الشّرف بن البدر قاضي الحنابلة بتعيين والده، وفي الخطابة الزّينيّة أوّل ما فتحت، وصار أحد أعيان مذهبه وتصدّى بعد شيخه للتّدريس والإفتاء والأحكام، وأخذ عنه الفضلاء، خصوصا في العربيّة، وكنت ممّن حضر عنده فيها دروسا، وسمعته يقول: إنّما تمهّرت في العربيّة بقراءة البخاري، وتنزيل ما أقرأه على الاصطلاح، وفي الفقه بمطالعة الرّافعي، وسمعت منه فوائده ومباحثه، وسمع هو بقراءتي على شيخنا وغيره، وكذا أسمع ومعه أكبر بنيه على ابن ناظر الصّاحبة، وابن الطّحّان، وابن بردس، وكان خيّرا، حريصا على الجماعات، مديما للمطالعة، بارعا في العربيّة والفقه، مشاركا في غيرهما، مفوّها، فصيحا، مقداما، محمودا في قضائه وديانته، مع علوّ الهمّة والقيام مع من يقصده، وسلامة الصّدر، وقد حجّ مرّتين، وزار بيت المقدس، ودخل الشّام وغيرها،

ص: 654

ومات في صفر، - وأخطأ من قال في المحرّم- سنة 855، ودفن عند أبيه وجدّه بتربة سعيد السّعداء.

400 -

‌ عبد الله بن محمّد بن عبد الملك بن عبد الباقي

الحجّاويّ المقدسيّ أبو محمّد، موفّق الدّين، قاضي القضاة بالدّيار المصريّة.

400 - موفّق الدّين الحجّاويّ، (691 - 769 هـ):

من مشاهير فقهاء المذهب، كان له أثر واضح في انتشار المذهب في الدّيار المصرية إذ كان رئيس قضاتها.

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 58)، و «الجوهر المنضّد»:(74)، و «المنهج الأحمد»:(459)، و «مختصره»:(160)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(63).

وينظر: «المعجم المختص» : (128)، و «تذكرة النّبيه»:(315)، و «درة الأسلاك»:(167)، و «الوافي بالوفيات»:(17/ 596)، و «إرشاد الطالبين»:

410، و «رفع الإصر»:(2/ 298)، و «الدّرر الكامنة»:(3/ 165)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 193)، و «السّلوك»:(3/ 165)، و «النّجوم الزّاهرة»:(11/ 99)، و «الشّذرات»:(6/ 215).

* وابن عمّه عبد الباقي بن محمد بن عبد الباقي الحجّاوي المقدسي (ت 716 هـ) قال البرزالي في «المقتفى» : (2/ 242): «وكان فقيها صالحا من أعيان الحنابلة، وكان إماما في المدرسة الصّالحية» ، وهذا غير مترجم في كتب طبقات الحنابلة.

قال الحافظ ابن حجر عن المترجم: «وكان واسع المعرفة بالفقه، وفي زمنه انتشر مذهب الحنابلة بالدّيار المصرية، وكان يتعبّد ويتهجّد ويحبّ الصّلحاء، ويصمّم في الأمور الشرعيّة، وكان محبّبا في الناس، معظّما عند العامض والخاصّ» .

وقال الحافظ الذّهبي: «الإمام المفتي الكبير، قاضي القضاة، موفق الدّين، أبو محمد المقدسي ثم المصري الحنبلي، عالم، ذكيّ، خير، صاحب مروءة وديانة، -

ص: 655

قال في «الدّرر» : ولد في أوائل سنة 691، أو في أواخر الّتي قبلها، كذا كتب بخطّه وولي قضاء الدّيار المصريّة للحنابلة في سنة 38 في جمادى

- وأوصاف حميدة،

قدم علينا طالب حديث سنة سبع عشرة فسمع من أبي بكر ابن عبد الدائم، وعيسى المطعّم، وعدّة، وسمع بمصر وقرأ، وعني بالرّواية وسمع معي، وهو ممّن أحبّه في الله، ولي القضاء سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة بعد عزل تقيّ الدين ابن عويس فحمدت سيرته فالله تعالى يسدده».

وابن عويس هذا يظهر أنه حنبليّ؛ ولم أوفّق في معرفة أخباره.

* وممّن أسقطهم المؤلّف عمدا من أئمّة الدّعوة:

- الشّيخ عبد الله بن محمّد بن عبد الوهّاب (ت 1242 هـ).

قال ابن بشر في «عنوان المجد» : «وأمّا عبد الله بن الشّيخ فهو عالم جليل، صنف المصنفات في الأصول والفروع» .

أقول: هو خليفة والده في الدّعوة والإفتاء والقضاء، واستمر في مؤازرة الإمام عبد العزيز بن محمد، ثم ابنه سعود، ثم ابن سعود عبد الله- رحمهم الله ومولده في الدّرعية سنة 1165 هـ وقرأ على والده وغيره من علماء نجد، وله مجالس علم وصفها ابن بشر في «عنوان المجد»:(1/ 186)، وهو صاحب السّيرة النّبوية المشهورة، وألّف «جواب أهل السّنّة» و «رسالة على اعتراضات بعض الرّافضة» ومجموعة من الرّسائل والفتاوى

ولمّا دخل مكّة مع الإمام سعود بن عبد العزيز سنة 1218 هـ سأله بعض الناس عن عقيدته فكتب رسالة في ذلك.

ولمّا اجتاحت جيوش محمد علي نجد سنة 1233 هـ ثبت الشّيخ في ملاقاتهم على باب الدّرعية شاهرا سيفه قائلا: «بطن الأرض على عزّ خير من ظهرها على ذلّ» ولكنّه سلم وسلّم للقضاء والقدر، وتوجّه إلى مصر مع كثير من أسرة آل سعود وآل-

ص: 656

الآخرة، واستمرّ إلى أن مات، وسمع بالقاهرة من أبي الحسن بن الصّوّاف، وسعد الدّين الحارثيّ، وموسى بن عليّ بن أبي طالب، والشّريف الزّينبيّ، وحسن الكرديّ، وموفّقيّة بنت وردان، وزينب بنت/ شكر، وستّ الوزراء، والحجّار، وبدمشق من عيسى المطعّم، وأبي بكر بن أحمد بن عبد الدّائم، وغيرهما، وبمكّة من الرّضيّ الطّبريّ، وغيره، وتفقّه وحدّث عنه جماعة من الأئمّة.

قال الذّهبيّ: عالم، ذكيّ، خيّر، صاحب مروءة وديانة وأوصاف جميلة، قدم علينا طالب حديث، وسمع من أبي بكر بن عبد الدّائم، وعيسى المطعّم وغيرهما، وعني بالرّواية، وسمع معي، وهو ممّن أحبّه في الله، وولي القضاء فحمدت سيرته، والله يسدّده، وكان واسع المعرفة بالفقه، وفي زمنه انتشر مذهب الحنابلة بالدّيار المصريّة، وكان يتعبّد ويتهجّد، ويحبّ العلماء الصّلحاء، ويصمّم في الأمور الشّرعيّة، وكان محبّبا في النّاس محبّبا عند الخاصّ والعامّ.

مات في سابع عشري المحرّم سنة 769 واستقرّ بعده في القضاء صهره أبو الفتح نصر الله بن أحمد، وفي تدريس الحديث بالقبّة المنصوريّة بدر الدّين بن أبي البقاء.- انتهى-.

قال في «الشّذرات» : سمع منه الحافظان الزّين العراقيّ، والهيثميّ،

- الشّيخ وغيرهما من زعماء نجد وغيرها وعلمائهم، وكانت وفاته هناك سنة 1242 هـ- رحمه الله رحمة واسعة، وغفر له-.

ص: 657

وأثنى عليه الأئمة، منهم: أبو زرعة العراقيّ وابن حبيب، وكان له يد طولى في المذهب. توفّي يوم الخميس ودفن بتربته الّتي أنشأها خارج باب النّصر.

- انتهى-.

قلت: وفي قريته حجّة من بلاد نابلس جامع عظيم البناء يقولون إنّه من خيراته. وقال لي بعض الطّلبة: إنّ الشّيخ موسى الحجّاويّ من ذرّيّته، والظّاهر أنّه من ذريّة ابن عمّه المجد سالم المتقدّم، والله تعالى أعلم.

401 -

‌ عبد الله بن محمّد بن مفلح بن محمّد

بن مفرّج بن عبد الله، الشّرف أبو محمّد بن شيخ المذهب الشّمس أبي عبد الله المقدسيّ ثمّ الصّالحيّ، أخو التّقيّ إبراهيم الماضي، وسبط الجمال المرداويّ، ويعرف كأبيه ب «ابن مفلح» .

قال في «الضّوء» : ولد في ربيع الأوّل سنة 757، وقيل: في الّتي تليها،

401 - شرف الدّين ابن مفلح، (757 - 834 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 60)، و «الجوهر المنضّد»:(72)، و «المنهج الأحمد»:(485)، و «مختصره»:(179)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(65)، و «التّسهيل»:(2/ 45). وينظر: «إنباء الغمر» : (3/ 463)، و «معجم ابن حجر»:

149، و «الضّوء اللامع»:(5/ 65)، و «القلائد الجوهريّة»:(2/ 395)، و «شذرات الذّهب»:(7/ 208).

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد الله بن محمد بن يوسف بن القطلا.

يراجع: «المنهج الأحمد» : (473).

- وعبد الله بن محمود بن معروف الشّطّي (ت 1198).-

ص: 658

أو قبلها، ومات أبوه وهو صغير فنشأ يتيما، فحفظ «المقنع» و «مختصر الخرقيّ» و «ابن الحاجب» وأخذ عن بعض مشايخ أخيه، وسمع من جدّه لأبيه، ومن الشّرف بن قاضي الجبل وغيرهما، وأجاز له العزّ ابن جماعة، والجمال ابن هشام، والموفّق الحنبليّ، والقلانسيّ، ومحمود المنبجيّ، وابن كثير، وابن أميلة، والصّفديّ، بل أجاز له قديما أبو العبّاس المرداويّ خاتمة أصحاب ابن عبد الدّائم بالحضور، وسمع على أبي محمّد بن القيّم، وستّ العرب حفيدة الفخر وغيرهما، وأفتى، ودرّس، واشتغل، وناظر، وناب في القضاء دهرا طويلا، وصار كثير المحفوظ جدّا، وأمّا استحضاره فروع المذهب فكان فيه عجبا، مع استحضار كثير من العلوم بحيث انتهت إليه رئاسة الحنابلة في زمانه، لكنّه كان ينسب إلى المجازفة في النّقل أحيانا، وعليه مآخذ دينيّة، وعيّن للقضاء غير مرّة فلم يتّفق، بل ولي النّظام عمر ابن أخيه في حياته، وقدّم عليه.

مات في صبح يوم الجمعة ثاني ذي القعدة سنة 834 بالصّالحيّة، وصلّى عليه بعد صلاة الجمعة بالجامع المظفّريّ، ودفن عند والده بالرّوضة.

قال شيخنا في «معجمه» : أجاز لنا، وذكره المقريزيّ أيضا.- انتهى-./

- «مختصر طبقات الحنابلة» : (184).

- وعبد الله بن نصير المطرفي النّجدي.

يراجع: «علماء نجد» : (2/ 646).

وذكر ابن بشر- رحمه الله في «عنوان المجد» : (1/ 213):

- سبيل بن نصير المطرفي هل هو أخو سابقه؟!

ص: 659

وذكر في «الشّذرات» من محفوظاته «المقنع» في الفقه و «مختصر ابن الحاجب» في الأصول و «ألفيّة ابن مالك» و «ألفيّة الجوينيّ» في علوم الحديث و «الانتصار» في الحديث مؤلّف جدّه المرداويّ.

402 -

‌ عبد الله بن محمّد بن أبي بكر الدّمشقيّ

، شرف الدّين

(1)

بن الشّيخ شمس الدّين بن القيّم.

قال في «الدّرر» : ولد سنة 723 وصلّى بالقرآن سنة 31، واشتغل على أبيه وغيره، وكان مفرط الذّكاء، حفظ سورة الأعراف في يومين ثمّ درس «المحرّر» في الفقه ثمّ «المحرّر» في الحديث و «الكافية» و «الشّافية» وسمع الحديث فأكثر على أصحاب ابن عبد الدّائم وغيرهم، وسمع من «الصّحيح» على الحجّار، ومهر في العلوم، ودرّس، وأفتى، وحجّ مرارا، ووصفه العماد ابن كثير بالذّهن الحاذق. وقال ابن رجب: كان أعجوبة زمانه.

مات في سنة 756.

402 - شرف الدّين ابن القيّم، (؟ - 756 هـ):

هو ابن الشّيخ شمس الدّين ابن القيّم تلميذ شيخ الإسلام ابن تيميّة- رحمهم الله.

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 57).

وينظر: «المنتقى من مشيخة ابن رجب» : رقم (137)، و «البداية والنهاية»:(41/ 234)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 137)، و «الدّرر الكامنة»:(2/ 396)، و «الدّارس»:(2/ 90)، و «الشّذرات»:(6/ 180)، ويراجع:«ابن القيّم، حياته وآثاره» للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد.

(1)

في «المقصد» : «جمال الدين» .

ص: 660

403 -

‌ عبد الله بن محمّد الأخصاصيّ

.

نقلت من خطّ الأكمل محمّد بن إبراهيم بن مفلح في «تذكرته» ما نصّه:

قال شيخنا؛ يعني ابن طولون: إنّه فاضل قرأ على ابن قندس والمرداويّ وكتب لغزا عن شيخنا- في ثيّب ضدّ بكر- وهو:

ما اسم إذا كرّرت تصحيفه

يحول معناه إلى ضدّه

وإن يزل عن عكسه نقطة

كان هو التّصحيف من طرده

مات سنة 931 وكان جابي ابن مزلّق.

404 -

‌ عبد الله بن محمّد بن التّقي

، تقيّ الدّين ابن قاضي الشّام العزّ الدّمشقيّ.

قال في «الضّوء» : درّس بعد أبيه فلم ينجب، ثمّ ولي القضاء بعد الفتنة بطرابلس.

ومات في رمضان سنة 815.

403 - الأخصاصي، (؟ -؟):

لم أعثر على أخباره.

404 -

ابن التّقيّ، (؟ - 815 هـ):

أخباره في «الجوهر المنضّد» : (75)، و «التّسهيل»:(2/ 32).

وينظر: «إنباء الغمر» : (3/)، و «الضّوء اللامع»:(5/ 68)، و «الدّارس»:(2/ 77).

ص: 661

405 -

‌ عبد الله بن يوسف بن عبد الله

بن يوسف بن أحمد بن عبد الله بن هشام، جمال الدّين، أبو محمّد، النّحويّ، الفاضل، المشهور.

405 - ابن هشام الأنصاري صاحب «المغني في النحو» : (708 تقريبا- 761 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 66)، و «الجوهر المنضّد»:(77)، و «المنهج الأحمد»:(455)، و «مختصره»:(157)، و «التّسهيل» .

وينظر: «أعيان العصر» : (5/ 68)، ومن «ذيول العبر»:(336)، و «وفيات ابن رافع»:(2/ 234)، و «وفيات ابن قنفذ»:(361)، و «طبقات الشافعية»:(6/ 33، 296)، و «معجم القبابي»:(10)، و «الدّرر الكامنة»:(2/ 415)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 156)، و «النّجوم الزاهرة»:(10/ 336)، و «بغية الوعاة»:(2/ 68)، و «حسن المحاضرة»:(1/ 536)، و «مفتاح السعادة»:(1/ 198)، و «شذرات الذهب»:(6/ 191)، و «البدر الطالع»:(1/ 400).

وعن أسرة «ابن هشام» يراجع «الجوهر المنضد» : (160)، هامش.

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- الشّيخ عبد الله بن يوسف الفرخاويّ (ت 818 هـ).

ذكره العليميّ في «المنهج الأحمد» : (487)، و «مختصره»:(181).

قال العليميّ- رحمه الله: «عبد الله بن يوسف الفرخاوي، كان موجودا في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة» .

وذكره الحافظ ابن حجر- رحمه الله في «إنباء الغمر» : (3/ 81)، وقال:«عبد الله ابن أبي عبد الله الفرخاويّ، جمال الدّين الدّمشقيّ، عني بالفقه والعربية والحديث، ودرّس وأفاد، وكان قد أخذ عن العنّابيّ [شارح «التّسهيل» من تلاميذ أبي حيان] فمهر في النّحو وكان يعتني ب «صحيح مسلم» ويكتب منه نسخا، وقد سمع من جماعة من شيوخنا بدمشق».-

ص: 662

هكذا ساق نسبه في «الدّرر» وكتب عليه السّخاويّ صاحب «الضّوء» في الهامش ما نصّه: عبد الله بن يوسف الثّاني زيادة في نسبه وقد ذكره المصنّف في «مشيخة القبابيّ» له على الصّواب.- انتهى-.

ثمّ قال في «الدّرر» : ولد في ذي القعدة سنة 708، ولزم الشّيخ شهاب الدّين بن المرجّل، وتلا على ابن السّراج وسمع من أبي حيّان «ديوان زهير بن أبي سلمى» ولم يلازمه، ولا قرأ عليه، وحضر دروس الشّيخ تاج الدّين التّبريزيّ، وقرأ على الشّيخ تاج الدّين الفاكهاني

(1)

جميع «شرح الإشارة» له إلّا الورقة الأخيرة، وتفقّه للشّافعي

(2)

، ثمّ تحنبل فحفظ «مختصر الخرقيّ»

- و «فرخا» - بالفاء والخاء المعجمتين بينهما راء ساكنة-: «قرية من عمل نابلس، مات في عمل الرّملة» . ذكره في حوادث سنة 818 هـ.

وعنه نقل السّخاوي في «الضّوء اللامع» : (29).

- وعبد الله بن الإمام، أبو محمّد، ذكره العليمي في «المنهج الأحمد»:(487)، و «مختصره»:(181).

(1)

هو عمر بن علي بن سالم بن صدقة النّحوي الفاكهيّ اللّخميّ الاسكندريّ، تاج الدّين قال السّيوطي:«وصنّف وشرح «العمدة» و «شرح الأربعين النّووية» و «الإشارة في النّحو» وغير ذلك. مات بالثّغر [الاسكندرية] سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة».

أخباره في «الدرر الكامنة» :، و «بغية الوعاة»:(2/ 221).

وكتابه «الإشارة في النحو» مع شرح مختصر مفيد للمؤلّف نفسه رأيته في مكتبة شهيد علي في تركيا رقم (2322) بخطّ جميل جدّا في 83 ورقة، وهو جدير بالنّشر.

(2)

كان يقرئ «الحاوي الصّغير» للشّافعية تأليف عبد الغافر بن عبد الكريم نجم الدّين الرافعي القزويني (ت 665 هـ).

ص: 663

فيما دون أربعة أشهر، وذلك قبل موته بخمس سنين، وأتقن العربيّة فقاق الأقران، بل والشّيوخ، حدّث عن ابن جماعة ب «الشّاطبيّة» وتخرّج به جماعة من أهل مصر وغيرهم، وله تعليق على «ألفيّة ابن مالك» و «مغني اللّبيب عن كتب الأعاريب» اشتهر في حياته، وأقبل النّاس عليه، وكان كثير المخالفة لأبي حيّان، شديد الانحراف عنه، وتصدّى الشّيخ جمال الدّين لنفع الطّالبين، وانفرد بالفوائد الغريبة، والمباحث الدّقيقة، والاستدراكات/ العجيبة، والتّحقيق البالغ، والاطّلاع المفرط، والاقتدار على التّصرّف في الكلام، والملكة الّتي كان يتمكّن بها من التّعبير عن مقصوده بما يريد، مسهبا وموجزا، مع التّواضع، والبرّ، والشّفقة، ودماثة الأخلاق، ورقّة القلب. قال لنا ابن خلدون: ما زلنا ونحن بالمغرب نسمع أنّه ظهر بمصر عالم في العربيّة يقال له: ابن هشام أنحى من سيبويه. ومن تصانيفه: «عمدة الطّالب في تحقيق تصريف ابن الحاجب» مجلّدان و «رفع الخصاصة عن قرّاء الخلاصة» أربع مجلّدات- «التّحصيل والتّفصيل لكتاب التّذييل والتّكميل» عدّة مجلّدات- «شرح الشّواهد الصّغرى والكبرى» ، «قواعد الإعراب» ، «شذور الذّهب» - «قطر النّدى» وشروحها، «الكواكب الدّرّيّة في شرح اللّمحة البدريّة لأبي حيّان» «شرح بانت سعاد»

(1)

، شرح البردة، «إقامة الدّليل على صحّة

(1)

شرحه ل «بانت سعاد» مطبوع، وعليه حاشية للإمام عبد القادر البغدادي كبير، طبع الجزء الأول منها في دار صادر ببيروت سنة 1400 هـ بإشراف المعهد الألماني للأبحاث الشرقية. وقد اعتنى بمؤلفاته ونشر بعضها صديقنا الدّكتور علي فودة نيل الأستاذ بكلية الآداب بجامعة الملك سعود بالرياض.-

ص: 664

التّحيل»

(1)

«التّذكرة» في خمسة عشر مجلّدا «شرح التّسهيل» مسوّدة، ومن شعره:

ومن يصطبر للعلم يظفر بنيله

ومن يخطب الحسناء يصبر على البذل

ومن لم يذلّ النّفس في طلب العلا

يسيرا يعش دهرا طويلا أخا ذلّ

توفّي ليلة الجمعة لخمس مضين من ذي القعدة سنة 761 ورثاه جمال الدّين بن نباتة بقوله:

سقى ابن هشام في الثّرى نوء رحمة

يجرّ على مثواه ذيل غمام

سأروي له من مسند المدح سيرة

فما زلت أروي سيرة ابن هشام

ورثاه أيضا بدر الدّين ابن الصّاحب بقوله:

تهنّ جمال الدّين بالخلد إنّني

لفقدك عيشي ترحة ونكال

- ورأيت في بعض المكتبات التّركية نسخة من «المغني» بخطّ يد المؤلّف، ولعلّها هي مسودته. كما رأيت هناك عدة نسخ من شرحه لابن وحيي زاده وهو شرح حافل كثير الأجزاء يعتبر أوسع شروحه، بل أوسع الكتب النّحويّة.

(1)

هكذا في الأصل وجاء في هامش الأصل: «كذا بخط المؤلّف، وقال في الحاشية:

كذا بخط السّخاوي، ولعلّه: التّحليل».

ص: 665

فما لدروس غبت عنها طلاوة

ولا لزمان لست فيه جمال

- انتهى-.

أقول: ومن تصانيفه أيضا «أوضح المسالك» و «الجامع الصّغير» ، و «الجامع الكبير» في النّحو، و «نزهة الطّرف في علم الصّرف» ، و «موقد الأذهان وموقظ الوسنان» في الألغاز النّحويّة، ومن الرّسائل والضّوابط والفوائد شيء كثير حتّى إن مراسلاته إلى أصحابه لا يخليها من فوائد نحويّة غريبة، وله أجوبة في العربيّة لا تحصى.

406 -

‌ عبد الله السّفّارينيّ الشّهير ب «ابن الحطّاب»

.

قال في «سلك الدّرر» : قرأ على شيخه الشّيخ محمّد السّفّارينيّ مدّة وافرة، ثمّ رحل لدمشق واشتغل على الشّيخ أحمد المنيني، وعادت بركته عليه، ثمّ رجع وما زال منقطعا في خدمة شيخه وملازمته حتّى اخترمته المنيّة، وكان رحمه الله نحيف الجسم، ومع ذلك كانت له قوّة زائدة على قيام اللّيل وتلاوة القرآن، وله فهم رائق، وشعر فائق، ومحاضرة لطيفة، تؤذن برتبة بالفضل منيفة.

وكانت وفاته سنة 1187، ودفن بنابلس.

406 - السّفّارينيّ ابن الحطّاب (؟ - 1187 هـ):

أخباره في «النّعت الأكمل» : (300)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(127).

وينظر: «سلك الدّرر» : (3/ 117).

واسمه عبد الله بن شحادة النابلسي.

ص: 666

407 -

‌ عبيد الله- بالتّصغير- بن محمّد بن عبد الله بن أبي عمر المقدسيّ

،

شمس القرّاء، أبو محمّد.

قال في «الإنباء» : قرأ بالرّوايات، وسمع التّقيّ سليمان وطبقته وكان ينظم ويدرّس، وأفتى. ومات في جمادى الآخرة سنة 773، وكانت جنازته حافلة.

407 - عبيد الله المقدسي، (؟ - 773 هـ):

من آل قدامة.

لم يذكره المؤلفون المتقدمون في طبقات الحنابلة.

أخباره في «إنباء الغمر» : (26).

* وفي الحنابلة:

- أبو عبد الله المرداويّ.

كذا ذكره العليميّ في «المنهج الأحمد» : (478)، و «مختصره»:(174).

قال: «ممّن كان في عصر الشيخ شهاب الدين ابن المهندس من الحنابلة بالقدس الشريف» .

* ويستدرك على المؤلف- رحمه الله قبل «عبد المحسن بن شارخ» :

- الشيخ عبد المحسن بن سعودي بن عبد الباقي بن عبد الباقي البعلي (ت؟).

من أسرة علمية حنبلية يظن أنها ترتقي إلى آل تيمية أسرة الشيخ الإمام شيخ الإسلام علم الأعلام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام (ت 728 هـ) وجده يعرف ب «قاضي فصة» لذا يعرف الشيخ عبد المحسن ب «وفيّ الدّين الفصّيّ» ، والأسرة المنحدرة من عمه تعرف ب «آل أبي المواهب» .

ذكره الغزّي في «النعت الأكمل» : (283)، ولم يذكر وفاته، وقال: «وأخذ عن مشايخ عدة كابن عمه الشيخ محمد بن أبي المواهب، وأبي التقي عبد القادر بن عمر التغلبي

».

ص: 667

408 -

‌ عبد المحسن بن عليّ بن شارخ الأشيقريّ

، نسبة إلى أشيقر من قرى الوشم.

408 - ابن شارخ النّجديّ الأشيقريّ الأصل ثمّ الزّبيريّ، (؟ - 1187 هـ):

أخباره في «تراجم المتأخرين» : (34)، و «التّسهيل»:(2/ 181).

وينظر: «الأعلام» : (4/ 151)، و «معجم المؤلفين»:(6/ 172)، و «علماء نجد»:(3/ 667).

وذكره ابن بشر- رحمه الله في «عنوان المجد» : (2/ 56) في ذكر شيوخ الشّيخ عثمان بن عبد الجبّار بن شبانة (ت 1242 هـ)، وله ذكر في «تاريخ بعض الحوادث»:(209، 212).

قال ابن عثيمين في «التّسهيل» : (2/ 181): «وذكر ابن رشيد في تاريخ الكويت أنه ولي قضاء بلد الكويت، وأنه أوّل قاض حنبليّ تولى القضاء بها» . ونقل ابن عثيمين في «التّسهيل» : (2/ 172) عن تاريخ الكويت أيضا.

وفي ترجمة محمد بن عبد الله بن فيروز (ت 1135 هـ) ذكروا أنّه أوّل حنبلي ولي قضاء الكويت. وتوليته لقضاء الكويت قاله ابن بشر في «عنوان المجد» : (2/ 56)، في ترجمة عثمان بن عبد الجبار بن شبانة. قال: «وأخذ أيضا عن العالم عبد المحسن بن نشوان بن شارخ القاضي في الكويت والزّبير

».

وابن شارخ المذكور معدود في علماء النّسب، وأهل المعرفة في نسب الوهبة من بني حنظلة من تميم، وهم سكّان أشيقر

وغيرها من المدن والقرى النّجديّة على وجه الخصوص.

قال الشّيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى في «تاريخ بعض الحوادث» : (208، 209)، في ذكر نسب الشّيخ أحمد بن عثمان بن عثمان

الحصينيّ الأشيقريّ (ت 1139 هـ): «وهذا ما نقلت من خطّ الشّيخ علي بن عبد الله بن عيسى، قال: -

ص: 668

قال الشّيخ محمّد بن فيروز: هي بلد آبائنا أوّلا. قدم علينا فقرأ على الوالد «مختصر المقنع» إلى أثناء الفرائض ثمّ توفّى الله الوالد فابتدأ على الفقير من أوّل «المنتهى» حتّى أكمله، وكان فقيها، تقيّا، صالحا، دمث الأخلاق، وله

- هذا ما نقلت من خطّ الشّيخ عثمان بن عبد العزيز بن منصور، قال: هذا ما نقلت من خطّ الشّيخ عبد المحسن بن علي بن نشوان الشّارخي الملقب ب «التّاجر» من التجار المشارفة أهل الفرعة، نزيل أشيقر، ثم الزّبير كان قاضيا فيه

».

والفرعة المذكورة: من بلاد الوشم، قرب أشيقر جنوبيّها، أغلب سكانها من النواصر من بني عمرو بن تميم. ذكر الفرعة الأستاذ عبد الله بن خميس في «معجم اليمامة»:(2/ 250)، ولم يذكر الشّيخ من مشاهير علمائها على عادته في ذلك، ولصديقنا الفاضل الشّيخ عبد الله بن سعد السّعد مزيد اهتمام بتاريخ هذه البلدة ورجالاتها ضمن اهتماماته بتاريخ نجد بعامة، والاعتماد على الوثائق والمكاتبات باعتبارها من أوثق المصادر أسأل الله تعالى لنا وله التّوفيق والسّداد. وأنا أعتبر الشّيخ عبد الله من شيوخي في هذا المجال فقد أفادني كثيرا جزاه الله عني خيرا.

أمّا ردّه على شيخ الإسلام محمّد بن عبد الوهاب فإنّك تلمح منه العصبيّة الظّاهرية ضد الشيخ من عنوان الرّدّ، هذا إذا لم تكن هذه الكلمة من المؤلّف- ابن حميد- فليست هذه العبارة عنه- عفا الله عنه- ببعيدة فاللائق بالمنتسب إلى العلم أن ينصاع إلى الحقّ إذا ظهر له، فإذا لم يظهر له الحق والتبس عليه الأمر فعليه أن يحسن الظّنّ بإخوانه من العلماء، ولا يجازف في السّبّ والثّلب والتّجريح، وقد أظهر الله الحقّ، وانتشرت دعوة الشيخ، ونفع الله بها أمما جيلا بعد جيل، وماذا عسى أن يقول الرّادّ المنصف على دعوة أساسها تحقيق كلمة التّوحيد «لا إله إلا الله محمد رسول الله» قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ ....

ص: 669

ملكة تامّة في علم الفقه، والفرائض، والحساب، ومن العربيّة ما يحتاج له، وله تأليف ردّ به على طاغية العارض

(1)

وانتقاه من كلام شيخ الإسلام ابن تيميّة وتلميذه ابن القيّم، ثمّ طلب منّي أهل بلد الزّبير أن آذن له أن يكون لهم إماما وخطيبا، ومفتيا، فأذنت له، فسار إليهم وكان عندهم مكرّما، معظّما في تلك الجهات، مقبول القول، حتّى توفّاه الله تعالى شهيدا بالطّاعون آخر ذي الحجّة الحرام سنة 1187.

409 -

‌ عبد المغيث بن الأمير ناصر الدّين محمّد بن عبد المغيث

.

توفّي سنة 682. ذكره في «الشّذرات».

410 -

‌ عبد المنعم بن داود بن سليمان

، الشّرف، أبو المكارم البغداديّ، ثمّ القاهريّ، الآتي ولده وحفيده وولده.

409 - ابن الأمير ناصر الدّين، (؟ - 862 هـ):

أخباره في «المنهج الأحمد» : (498)، و «مختصره»:(187).

وينظر: «شذرات الذهب» : (7/ 302)، وجعل وفاته سنة 863 هـ).

410 -

ابن داود البغداديّ، (؟ - 807 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 138)، و «الجوهر المنضّد»:(71)، و «المنهج الأحمد»:(479)، و «مختصره»:(175).

وينظر: «إنباء الغمر» : (2/ 307)، و «الضّوء اللامع»:(5/ 88)، و «حسن المحاضرة»:(482)، و «الشّذرات»:(7/ 68).

وهو عبد المنعم بن سليمان بن داود في أغلب المصادر.-

(1)

هكذا تبتلى الأشراف بالأطراف، ويعالجون غيظ قلوبهم بمثل هذا الضّباح. وهو أبدا حيلة العاجزين المفلسين.

ص: 670

قال في «الضّوء» : ولد ببغداد واشتغل بها في الفقه وغيره، وتفقّه، ومهر./ وقدم دمشق فأقام بها مدّة، وصحب التّاج السّبكيّ وغيره، ثمّ قدم القاهرة فاستوطنها، وصحب البرهان بن جماعة، وكان يحكي عنه كثيرا في آخرين، وأخذ الفقه أيضا عن الموفّق الحنبليّ، ودرّس، وأفتى، وولي إفتاء دار العدل، والتّدريس بالمستنصريّة، وبأمّ السّلطان، وبالحسنيّة، وبالصّالح، بل عيّن للقضاء غير مرّة فلم يتّفق ذلك، وكان منقطعا عن النّاس، مشتغلا بأحوال نفسه، صاحب نوادر وحكايات، مع كياسة وحشمة، ومروءة، وحسن شكل، وزيّ، وتواضع، وسكون، ووقار، أخذ عنه جماعة ممّن لقيناهم كالبرهان الصّالحيّ والنّور بن الرّزّاز وأذن لهما. ومات يوم السّبت ثامن عشر شوّال سنة 807، وقد ذكره شيخنا في «إنبائه» .

411 -

‌ عبد المنعم بن عليّ بن أبي بكر بن إبراهيم

بن محمّد، الصّدر ابن العلاء ابن مفلح الدّمشقيّ الآتي أبوه.

- وجاء في بعض نسخ «السّحب» إعادة ترجمته باسم: «عبد المنعم بن سليمان بن داود» ونقل النّاسخ التّرجمة كاملة عن «المقصد الأرشد» جاء فيها:

قلت: وقد أفادني ولد ولده قاضي القضاة بدر الدّين أن له نظما أوقفني على أبيات بخطّ والده أنّ الشيخ عبد المنعم أنشدها قبل وفاته وهي:

قرب الرّحيل إلى ديار الآخره

فاجعل بفضلك خير عمري آخره

إلى آخرها.

411 -

صدر الدّين ابن مفلح، (؟ - 898 هـ):

أخباره في «المنهج الأحمد» : (517)، و «مختصره»:(195).-

ص: 671

قال في «الضّوء» : ممّن قدم القاهرة فسمع منّي دروسا في الاصطلاح وغيره، بل قرأ عليّ «القول البديع» أو جلّه، من نسخة حصّلها، ثم رجع، وبلغني أنّه أخذ بدمشق عن البقاعيّ، ونعم الرّجل فضلا، وعقلا، وتفنّنا، وهو في ازدياد من الفضائل، زائد النّفرة عن أحوال القضاء، وسمعت الثّناء عليه من غير واحد من الوافدين، ثمّ ورد عليّ كتابه لي سنة 96، وفيه بلاغة زائدة، وتعظيم جليل، ورأيت من ثبت الولد والصّدر أحمد بن العلاء على ممّن سمع على جويرية ابنة العراقي سنة 63 وكأنّه هذا حصل الغلط في اسمه فيسأل.

412 -

‌ عبد الواحد بن عليّ بن أحمد بن محمّد

بن عبد الواحد بن شمس الدّين القرشيّ.

- وهو في ترجمة أبيه في «الجوهر المنضّد» : (106).

ويراجع: «الضّوء اللامع» : (5/ 89)، و «الشّذرات»:(7/ 359)، وجعل وفاته سنة 897 هـ.

412 -

شمس الدّين القرشيّ، (؟ -؟):

أخباره في «الدّرر الكامنة» : (3/ 36). ولم يذكر وفاته. ونقل الحافظ ابن حجر- رحمه الله عن أبي حيّان قوله: (سمعنا منه بالحكر) وأبو حيّان توفي سنة 745 هـ عن سنّ عالية فلعل المترجم هنا لم يدرك فترة ابن حميد، إذ يغلب على الظّنّ أن وفاته قبل وفاة أبي حيّان؛ لأنّ أبا حيّان كان معمرا. فلا يدخل في شرطه.

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد الوهّاب بن إبراهيم بن محمّد بن المنجّى التّنوخيّ (ت بعد 807 هـ).

يراجع: «المنهج الأحمد» : (480)، و «مختصره»:(175).

قال: (كان موجودا سنة 807 هـ).-

ص: 672

قال في «الدّرر» : كان صالحا فاضلا. له نظم منه:

لعلّك يا نسيم صبا زرود

تعود فقد ذوى بالسّنّ عودي

ويا نفحات أنفاس الخزامى

على المشتاق من لبنان عودي

قال أبو حيّان: سمعنا منه بالحكر، وكانت إقامته فيه، مات سنة

413 -

‌ عبد الوهّاب بن أحمد بن محمّد بن عبد القادر الجعفريّ

النّابلسيّ، تاج الدّين.

قال في «الشّذرات» : قال العليميّ: الشّيخ، الإمام، العالم، الفاضل، القاضي، كان من أهل الفضل، وهو من بيت علم ورئاسة، وكان يكتب على الفتوى عبارة حسنة تدلّ على فضله. وصنّف «مناسك الحجّ» وهو حسن، وله رواية في الحديث، وخطّه حسن، وولي قضاء الحنابلة بنابلس، وباشره مدّة

-- وعبد الوهّاب بن أحمد بن عبد الوهّاب الطّرابلسيّ (ت 921).

أخباره في «متعة الأذهان» : (25)، و «الكواكب السائرة»:(1/ 107)، و «شذرات الذّهب»:(8/ 90)، و «النّعت الأكمل»:(95)، و «التّسهيل»:(2/).

- وعبد الوهّاب بن محمّد العسكريّ (ت 1000 هـ تقريبا).

أخباره في «الكواكب السائرة» : (3/ 175)، و «النّعت الأكمل»:(157).

413 -

تاج الدّين النّابلسيّ، (؟ - 842 هـ):

أخباره في «المنهج الأحمد» : (487)، و «مختصره»:(181).

ونقله المؤلّف- رحمه الله عن «الشّذرات» : (7/ 245) عن العليميّ التّرجمة بتمامها دون زيادة.

ص: 673

طويلة. وتوفّي بها سنة 842.

- وولده زين الدّين جعفر توفّي سنة 844./

- وولده الثّاني القاضي غرق في سنة 846.

414 -

‌ عبد الوهّاب بن أبي بكر بن عبد الرّحمن بن محمّد

بن أحمد بن سليمان ابن حمزة بن أحمد بن عمر بن الشّيخ أبي عمر بن قدامة، التّاج، أبو بكر ابن العماد بن الزّين، القرشيّ، العمريّ، المقدسيّ، الصّالحيّ، أخو المحدّث ناصر الدّين، ويعرف كسلفه ب «ابن زريق» .

414 - تاج الدّين ابن زريق، (824 - 845 هـ):

من آل قدامة المقادسة.

أخباره في «الضّوء اللامع» : (5/ 99)، وأجاز له ابن فهد المكي وذكره في «بغية المرتحل»:

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عبد الوهّاب بن حسن بن عبد العزيز البغداديّ المعروف ب «ابن غزال» الحنبليّ.

ذكره الفاسيّ في «العقد الثّمين» : (5/ 532)، وقال:«كان فقيها خيّرا جاور بمكّة مدة سنين، وولي بها تدريس الفقه للأشرف صاحب مصر، وبها مات في عشر التّسعين وسبعمائة، فيما أظنّ» .

* ولعلّ من الحنابلة أيضا:

- عبد الوهّاب بن سليمان بن محمّد بن أحمد بن محمد بن عبد الوهّاب الأنصاريّ الدّمشقيّ المعروف ب «ابن الشّيرجي» (683 - 761 هـ).

يراجع: «وفيات ابن رافع» : (2/ 230)، و «الدّرر الكامنة»:(3/ 38).

ص: 674

قال في «الضّوء» : ولد في رابع رمضان سنة 824 بصالحيّة دمشق ونشأ بها فحفظ القرآن و «الخرقيّ» وسمع كثيرا بدمشق وببعلبكّ وحلب والقاهرة، ومن شيوخه ابن ناصر الدّين، وابن الطّحّان، وابنة ابن الشّرائحيّ، وابن بردس، والبرهان الحلبيّ، وشيخنا، وما أظنه حدّث.

مات في ربيع الأوّل سنة 845، ودفن بتربة المعتمد بالصّالحيّة.

415 -

‌ عبد الوهّاب بن سليمان بن عليّ بن مشرّف

- بوزن محمّد- التّميميّ النّجديّ.

قرأ في الفقه على أبيه صاحب «المنسك» المشهور، وعلى غيره، وحصّل وتفقّه، ودرّس، وكتب على بعض المسائل الفقهيّة كتابة حسنة.

توفّي سنة 1153 وهو والد محمّد صاحب الدّعوة الّتي انتشر شررها في

415 - عبد الوهّاب بن سليمان بن علي بن مشرّف، (؟ - 1153 هـ):

هو الإمام الفقيه القاضي النّجديّ العيينيّ، والد الإمام المجدّد شيخ الإسلام محمد ابن عبد الوهّاب إمام الدّعوة الإصلاحيّة- رحمهما الله تعالى-.

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 173).

ويراجع: «عنوان المجد» : (2/ 329، 370)، و «تاريخ الفاخري»:(101)، و «تاريخ بعض الحوادث»:(101، 105)، و «عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد»:(239)، و «الأعلام»:(4/ 333)، و «علماء نجد»:(3/ 669).

وهي أخبار مكرورة، وأغلب أخباره مفقود شأن كثير من العلماء في هذه الفترة، لعدم وجود من يهتمّ بهذا الشّأن في هذه البلاد خلال القرون الثلاثة الماضية، ولا قوة إلا بالله. لذا يجد الباحث المحقّق صعوبة بالغة في توثيق النّصوص، ولا يستطيع الحكم على صحّة أخبارها إلا حدسا وظنّا.

ص: 675

الآفاق

(1)

، لكن بينهما تباين مع أنّ محمّدا لم يتظاهر بالدّعوة إلّا بعد موت

(1)

لا أجد لهذا العداء الظّاهر، والتّحدي السّافر، من قبل المؤلّف- عفا الله عنه- لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهّاب إلا الحسد والحقد عليه؛ لما آتاه الله من العلم والعمل، ولماكتب الله تعالى على يديه من التّوفيق، وحسن القصد؛ بسبب جهره بمحاربة البدع الظّاهرة، والضّلالات المنتشرة السّافرة، في بلاد نجد وما جاورها من البلدان، بل ما بلي به المسلمون في أغلب البلاد في زمنه من بعد عن جوهر الدّين، كاعتقاد بالأولياء، ومناجاة لأصحاب القبور، ودعوتهم لكشف الكرب، واعتقادات كثيرة ظاهرة الفساد، وإلحاد في الله وأسمائه وصفاته، وتعطيل الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، وتفشّ للفساد والإفساد في الأرض، من قطع طريق وسرقة، وربا، وأكل أموال بالباطل، وقتال على أتفه الأسباب، وحكم قبليّ لا يدين بكتاب ولا بسنة. وهذا كلّه- وغيره- كان منتشرا بشكل ملحوظ وواضح في عهد الشّيخ محمد بن عبد الوهّاب، وابن حميد وغيره من العلماء قبله وبعده، وقبل ظهور دعوة الشّيخ وبعد ظهورها يدركون هذا الأمر، ولا شكّ أنّ كثيرا منهم مثله يسعون- جاهدين- لتحقيق العمل بالكتاب والسّنة، ومحاربة هذه البدع والخرافات التي انتشرت في عالمنا الإسلامي بعامة، وفي بلاد نجد على وجه الخصوص، لكن لم يستطع أحد منهم أن يصل إلى ما وصل إليه الشّيخ من جهر بمحاربة هذه البدع، وحمل الناس على تركها، وتصحيح عقيدتهم تمسّكا بحبل الله المتين، وصراطه المستقيم، كتاب الله والصّحيح الثّابت من سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصّبر على ما يواجهه بسبب ذلك من أذى، من خاصة الناس وعامتهم، وكان لجهاد الشيخ في تصحيح العقيدة في نفوس النّاس، ثم تضامن الأمير المجاهد الإمام محمد بن سعود معه للقيام بهذه المهمّة كان لهذا أثر واضح جعل حسّاده كثيرا وأعداؤه أكثر فالحسّاد هم الذين يعتقدون اعتقاده، ولكنهم يخالفونه لا لشيء ظاهر واضح ملموس، لكنهم حسدوه لما وصل إليه من التّوفيق والتّسديد، ولما وجدت دعوته من نجاح ظاهر، ولله-

ص: 676

والده، وأخبرني بعض من لقيته عن بعض أهل العلم عن من عاصر الشّيخ عبد الوهّاب هذا أنّه كان غضبانا على ولده محمّد؛ لكونه لم يرض أن يشتغل بالفقه كأسلافه وأهل جهته، ويتفرّس فيه أن يحدث منه أمر فكان يقول للنّاس: ياما ترون من محمّد من الشّرّ، فقدّر الله أن صار ما صار، وكذلك ابنه سليمان أخو الشّيخ محمّد

(1)

كان منافيا له في دعوته وردّ عليه ردّا جيّدا بالآيات

- الحمد والمنّة، وكأنهم تمنوا ذلك لأنفسهم:

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه

فالقوم أعداء له وخصوم

ويظهرون هذا الحسد والحقد على شكل قصص وحكايات زائفة؛ لأنّهم لا يجدون مطعنا في معتقده، فيلجئون إلى مثل هذه التّرهات، وتزييف مثل هذه الأكاذيب والقصص المختلقة، ولقد نقل الشّيخ حسين ابن غنّام- وهو مؤرخ سيرة الشّيخ- عكس ما يقول ابن حميد فقال: «وكان والده يتوسّم فيه الخير، ويحدّث بذلك ويبديه ويؤمّل منه ذلك ويرجوه، وكان يتعجّب من فهمه وإدراكه قبل بلوغه ويقول:

لقد استفدت من ولدي محمّد فوائد من الأحكام». وهذا هو المبادر إلى الذّهن.

وآية صدق دعوته، وسلامة نيّته، ونبل مقصده، أنّ بلادنا منذ قيام دعوته وظهورها حتى اليوم تنعم بالتّمسّك الصّحيح بمنهج السّلف قولا وعملا واعتقادا حكّاما وعلماء وطلبة علم، وعامّة، نسأل الله جلّت قدرته أن تكون الفرقة النّاجية التي على الحقّ ظاهرين كما أخبر الصّادق المصدوق صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم، وأن يحفظ لنا هذه النّعمة.

(1)

الشّيخ سليمان بن عبد الوهّاب هو أخو الشيخ محمد بن عبد الوهّاب لأبويه «شقيقه» ، ولا يعلم أيّهما الأكبر، وكان الشيخ سليمان هو الذي خلف أباه على قضاء حريملاء سنة 1153 هـ.

ومعلوم أنّ الشّيخ محمد- رحمه الله لم يبدأ بنشر دعوته إلا بعد وفاة والده وقبل-

ص: 677

والآثار، لكون المردود عليه لا يقبل سواهما، ولا يلتفت إلى كلام عالم متقدّما أو متأخّرا كائنا من كان غير الشّيخ تقيّ الدّين ابن تيميّة، وتلميذه ابن القيّم، فإنّه يرى كلامهما نصّا لا يقبل التّأويل، ويصول به على النّاس،

- ذلك، كان الشّيخ في رحلاته لطلب العلم، استقرّ بعدها عند أبيه.

ونظرا إلى أنّ سليمان هو الذي خلف أباه في منصب القضاء فلعلّه الأكبر؟ ولعله شعر بعد هذا المنصب أنه الذي يؤخذ عنه ويقبل قوله، لذا حسد أخاه ولم يسارع إلى مناصرته، ولعل لحب المنصب دخل في ذلك. ثم نتابع الرحلة في سيرتيهما.

قال ابن بشر في «عنوان المجد» - في حوادث سنة 1165 هـ-: «وفيها قام ناس من رؤساء بلدة حريملاء- وقاضيهم سليمان بن عبد الوهّاب على نقض عهد المسلمين ومحاربتهم، وأجمعوا على ذلك- وقد أحسّ من أخيه سليمان إلقاء الشّبه على النّاس، فكتب إليه الشّيخ، ونصحه، وحذّره من شؤم العاقبة، فكتب إلى الشّيخ وتعذّر له، وأنّه ما وقع منه مكروه، وأنّه وإن وقع من أهل حريملاء مخالفة لا يقيم فيها، ولا يدخل فيما دخلوا فيه» .-

وقول ابن بشر هنا: «ونقض عهد المسلمين .... » ولا عهد إلا باتباع دعوة الشّيخ- رحمه الله فمعناه: أنّ الشّيخ سليمان كان موافقا لأخيه في بادئ الأمر.

وذكر ابن بشر- رحمه الله في «عنوان المجد» ، في حوادث سنة 1168 هـ غزو الإمام لأهل حريملاء وهروب الشّيخ سليمان إلى سدير.

ونقل شيخنا ابن بسّام حفظه الله- عن «تاريخ ابن لعبون» ، حوادث سنة 1190:

«وفد أهل الزّلفي ومنيخ على الشّيخ محمد بن عبد الوهّاب و [الإمام] عبد العزيز بن محمد ومعهم سليمان بن عبد الوهّاب، وقد استقدمه أخوه محمد و [الإمام] عبد العزيز كرها وألزموه السّكن في الدّرعيّة وقاموا بما ينوبه من النّفقة حتى توفاه الله فيها» .-

ص: 678

وإن كان كلامهما على غير ما يفهم، وسمّى الشّيخ سليمان ردّه على أخيه «فصل الخطاب في الرّدّ على محمّد بن عبد الوهّاب» وسلّمه الله من شرّه

- وبعد سكنه في الدّرعية وبعد وفاة أخيه الشّيخ محمد، أي: ما بين عامين 1206 - 1208 هـ لم نجد للشّيخ سليمان نشاطا يذكر إلا ما نقل الشيخ عبد الرّحمن بن عبد اللطيف عن الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرّحمن أنه اطلع على رسالة من الشّيخ سليمان إلى الشّيخ تدلّ على رجوع الشيخ عن معارضة أخيه، اطلع عليها شيخنا ابن بسّام- حفظه الله- وشكّك في صحتها ورجّح شيخنا عدم رجوع الشّيخ سليمان بأدلة ذكرها في كتابه، لكن كلّ أدلته ظنّية احتمالية لا يثبت فيها نصّ صريح في ذلك.

قال ابن غنّام في «تاريخه» : (1/ 142): «وفي هذه السنة قدم أهل منيخ وأهل الزلفي على الشيخ محمد بن عبد الوهّاب والأمير عبد العزيز في الدّرعيّة لأداء السلام وتجديد العهد، ووفد معهم سليمان بن عبد الوهّاب أخو الشيخ فأقام في الدّرعية، ولاقاه الشيخ بالقبول والإكرام، وأحسن إليه، ووسع عليه قوته ومعاشه، وكان هذا شأن الشيخ مع كل من يفد عليه، فكان ذلك سببا لإنقاذ سليمان، وصدق إيمانه وتوبته، وإقراره على نفسه بما تقدم منه فوفى بما عاهد فلم يوافه الموت إلا وهو في حالة رضية» .

والأمر الذي يجب الأخذ به أنه لم يثبت أي نص واضح صريح يدلّ على رجوعه عن معتقده في أخيه ودعوته، وإن كان الأصل فيه أن يظلّ على ما كان منه، لكن نظرا إلى تقدمه في السن، وعدم قدرته على مزاولة أي نشاط ظاهر، لا في مناصرة الدّعوة ولا في معاداتها فإننا لا ننفي رجوعه؛ نظرا لإحسان الشّيخ إليه، ولا نثبت مواصلة المجاهرة بعداء الدّعوة لعدم ظهور ما يثبت ذلك فنتوقف عن الحكم في ذلك ونسأل الله تعالى أن يشمل الجميع بعفوه وغفرانه إنه جواد كريم برّ رحيم.

وللشيخ سليمان أولاد وأحفاد من أهل العلم.

ص: 679

ومكره مع تلك الصّولة الهائلة الّتي أرعبت الأباعد فإنّه كان إذا باينه أحد ورد عليه ولم يقدر على قتله مجاهرة يرسل إليه من يغتاله في فراشه أو في السّوق ليلا، لقوله بتكفير من خالفه، واستحلاله قتله، وقيل: إنّ مجنونا/ كان في بلده ومن عادته أن يضرب من واجهه ولو بالسّلاح، فأمر محمّد أن يعطى سيفا ويدخل على أخيه الشّيخ سليمان وهو في المسجد وحده، فأدخل عليه فلمّا رآه الشّيخ سليمان خاف منه، فرمى المجنون السّيف من يده وصار يقول: يا سليمان لا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ ويكرّرها مرارا، ولا شكّ أن هذه من الكرامات، وخلّف سليمان المذكور:

- عبد العزيز من الفضلاء الأتقياء النّجباء وأهل الورع البالغ في زمنه إلى الغاية، بحيث صار يطلق عليه إنّه أورع أهل العصر. وأخبرني عمّي عثمان- وهو من طلبة العلم، وله اعتقاد عظيم في الشّيخ المذكور؛ لعبادته وزهده وصلاحه وورعه وتقواه- قال: رأيت النّبيّ صلى الله عليه وسلم في النّوم كأنّه في مسجدنا مسجد الجوز غربيّ عنيزة وكان الشّيخ عبد العزيز المذكور يصلّي قدّامه فجئت إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم وسلّمت عليه وجلست عنده، وقال: هذا- وأشار إلى عبد العزيز- أورع أهل وقته، أو من أورع أهل وقته- الشّكّ من عمّي- فقلت: يا رسول الله كابن عمر في زمانه؟! قال: نعم.

فكتبت للشّيخ أبشّره بذلك فكتب إليّ ما معناه: إنّي لست من أهل هذا القبيل، ولكن حسن ظنّك في الفقير أراك هذا، وإن كانت رؤيا النّبيّ صلى الله عليه وسلم حقّا فالرّؤيا تسرّ المؤمن ولا تضرّه، ونحوا من هذا الكلام، وقد رأيت مكتوبه هذا عند عمّي، وخطّه في غاية الحسن والنّورانيّة، وأصيب بولده النّجيب الأديب

ص: 680

الأريب الفاضل الذّكيّ:

- الشّيخ محمّد، وكان قد قرأ، وفهم، وتميّز، وفاق أهل عصره بالحفظ فمن محفوظاته «مختصر المقنع» و «ألفيّة الآداب» وأظنّ و «ألفيّة المفردات» و «الشّذور» و «ألفيّة ابن مالك» و «منظومة حروف المعاني للبيتوشيّ» و «جمع الجوامع النّحويّ» وغير ذلك، ولا أعرف مقاربه في كثرة المحفوظات. وتوفّي سنة 1263 في الأحساء وعمره نحو سبع وعشرين سنة، ثمّ توفّي والده بعده بقليل رحمة الله عليهما وعلى جميع المسلمين، وكان بعد واقعة إبراهيم باشا المصريّ في نجد سنة 33 رحل إلى بلدان شتّى فناسبته الأحساء، فسكن فيها إلى أن مات رحمه الله تعالى.

416 -

‌ عبد الوهّاب بن محمّد بن عبد الله بن فيروز التّميميّ الأحسائيّ

.

ولد قبيل الظّهر يوم الثّلاثاء غرّة جمادى الآخرة سنة 1172، وأخذ عن والده من صغره فقرأ عليه الحديث ومصطلحه والأصلين، والنّحو، والمعاني والبيان، والمنطق، والفقه، والفرائض، والحساب، والجبر، والمقابلة، والهيئة، وغير ذلك، وأخذ أيضا الحساب عن العلّامة السّيّد عبد الرّحمن الزّواويّ المالكيّ وأخذ النّحو عن الشّيخ عيسى بن مطلق، وكان عنده أعزّ من

416 - عبد الوهّاب بن فيروز النّجديّ ثم الأحسائيّ، (1172 - 1205 هـ):

أخباره في «النّعت الأكمل» : (331)، و «التّسهيل»:(2/).

وينظر: «عنوان المجد» : (1/ 169)، في وفات (1203 هـ)، و «سبائك العسجد»:

96، و «الأعلام»:(4/ 186)، و «معجم المؤلفين»:(6/ 228)، و «تاريخ الأحساء» ، و «علماء نجد»:(3/ 676).

ص: 681

أبنائه ومهر في جميع ما قرأ، وبهر في الفهم حتّى فاق أقرانه، بل ومن فوقه، فصار كثير من رفقائه تلامذة والده يقرءون عليه، وكان ذا حرص واجتهاد إلى الغاية، قليل الخروج من المدرسة حتّى إنّه اتّفق له سبع سنين لم يخرج منها إلّا لصلاة الجمعة وأمّا الجماعة ففي مسجدها، والأكل يأتي له من بيت والده مع الطّلبة، وأكبّ على تحصيل العلم وإدمان المطالعة والمراجعة والمذاكرة والمباحثة ليلا ونهارا، لم تنصرف همّته إلى غيره أصلا، حتّى إنّه لمّا تزوّج بأمر والده وإلزامه أخذ ليلة الدّخول معه المحفظة فلمّا انصرف عنه النّاس نزّل السّراج وقعد يطالع الدّروس الّتي يريد أن يقرأها في غد، ويقدّر في نفسه أنّه بعد إتمام المطالعة يباشر أهله فاستغرق في المطالعة إلى أن أذّن الصّبح، فتوضّأ وخرج للصّلاة، وحضر دروس والده من أوّلها، ولم يعلم والده بذلك لكونه لا يبصر، ولمّا فرغ من الدّروس أتى إليه ولده وسلّم عليه فبارك له وبارك له الحاضرون، وفي الليلة الثّانية فعل كفعله بالأمس ولم يقرب أهله من غير قصد للتّرك، لكن لاشتغاله بالمطالعة فيقول في نفسه: أطالع الدّرس ثمّ ألتفت إلى الأهل، فيستغرق إلى أن يصبح، فأخبرت المرأة وليّها بذلك، فذهب وأخبر والده بالقصّة، فدعاه والده وعاتبه وأخذ منه المحفظة، وأكّد عليه بالإقبال عليها، وكان رحمه الله كثير التّحرير، بديع التّقرير، سديد الكتابة، قلّ أن يقرأ كتابا أو يطالعه إلّا ويكتب عليه أبحاثا عجيبة/ واستدراكات غريبة، وفوائد لطيفة، فمنها القليل ومنها الكثير، فمن أكثر ما رأيته كتب عليه «شرح المنتهى» للشّيخ منصور ملأ حواشيه بخطّه الضّعيف المنوّر، فلم يدع فيه محلا فارغا بحيث إنّي جرّدتها في مجلّد، وضممت إليها

ص: 682

ما تيسّر من غيرها، وفيها فوائد بديعة، لا توجد في كتاب، وكذا رأيت «شرح الإقناع» و «التّصريح» و «شرح عقود الجمان» للمرشدي و «شرح جمع الجوامع» الأصوليّ وغيرها وصنّف تصانيف عديدة، منها ما كمل، ومنها ما لم يكمل، لاخترام المنيّة له في سنّ الشّبيبة، فمنها «حاشية على شرح المقنع»

(1)

وصل فيها إلى الشّركة، وهي مفيدة جدّا، وممّا كمل «شرح الجوهر المكنون»

(2)

للأخضريّ في المعاني والبيان والبديع، ومنها «إبداء المجهود في جواب سؤال ابن داود»

(3)

وذلك أنّ تلميذه الشّيخ عبد الله بن داود سأله عن القول المرجوح وعن المقلّد المذهبيّ، وعن النّاقل المجرّد، ومنها «القول السّديد في جواز التّقليد»

(4)

، ومنها «زوال اللّبس عمّن أراد بيان ما يمكن أن يطلع الله عليه أحدا من خلقه من الخمس» وله قصائد بليغة ومقطّعات عديدة، منها قصيدة غزليّة أوّلها:

هام قلبي بكامل في الجمال

ناقص الخصر جيده كالغزال

(1)

جاء في هامش بعض نسخ «السّحب الوابلة» نقلا عن عبد الله بن غملاس أنّه رآها خطّ يده، ونقل منها فوائد. أقول: وهي موجودة الآن.

(2)

وجاء أيضا: «أخبرني ملّا عبد الله الغملاس أنه موجود عنده بخطّ بعض الفضلاء» ، وابن داود الزّبيري (ت 1325 هـ) تقدم ذكر المؤلّف له في موضعه.

(3)

جاء فيها أيضا: «كذلك أخبرني أنّها موجودة عنده» .

(4)

وجاء فيها: «وأخبرني ملا عبد الله الغملاس أنّ عنده للشّيخ عبد الوهّاب بن فيروز رسائل خطّية فقهية بخطّ بعض العلماء عن خطّ المؤلّف، منها مسائل في الزّيادة في الفاتحة في المانع للهلال .. ثم قال: وهذه لم يذكرها ابن حميد رحمه الله تعالى» .

ص: 683

وأخرى أوّلها:

هجر المنام جفون صبّ ناحل

يرعى النّجوم بغيث دمع هاطل

وأخرى مقصورة أوّلها:

آه لجسم ما له غير الضّنا

مضاجع ومهجة من الهوى

وأخرى قالها في مرض موته أوّلها:

دع ذكر زينب عنك واهجر واصدد

واقطع حبال الوصل عنها واجدد

وأخرى ترسّل فيها أوّلها:

يا واحدا عمّ الورى بصلاتي

وله عنت في سائر الصّلوات

وأرسل إلى والده بهذه الأبيات وهو في بلد الزّبارة وقد ابتدأ فيه المرض يهنّيه بشهر رمضان المبارك:

هنّيت يا درّة تاج الكرام

بغاية الخير بشهر الصّيام

وفزت بالأجر العظيم الّذي

يناله من صام صدقا وقام

في غزّة قعساء وفي رفعة

مسلّما من موجبات السّقام

ص: 684

أرجوك تدعو لي يا سيّدي

بواسع الرّزق وحسن الختام

وحين قرئت على والده أملى جوابها في الحال فقال: /

جزاك مولاي جزاء به

تبلغ من تقواه أعلى مقام

في كلّ شهر وزمان وفي

كلّ مكان فاضل ذي احترام

معظّما بين الورى مكرما

يصغي إليك الكلّ عند الكلام

وأسأل الله بأسمائه

يشفيك من أنواع كلّ السّقام

وأن يديم السّكب من فضله

عليك موصولا بغير انحسام

ثمّ صلاة الله موصولة

على النّبيّ المصطفى بالسّلام

وتوفّاه الله في مرضه ذلك في شهر رمضان سنة 1205

(1)

في بلد الزّبارة

(1)

اختلفوا في سنة وفاته فقال المؤرّخ ابن بشر في «عنوان المجد» سنة 1203 هـ وجعلها عثمان بن سند في «سبائك العسجد» سنة 1200 هـ وإن كان لم يجزم بذلك، حيث قال:«بعد عزلة ثويني من البصرة ذهب عبد الوهّاب إلى الأحساء فمات هناك» .-

ص: 685

من ساحل بحر عمان، ودفن بها، ورثي بقصائد شتّى من غير أهل مذهبه وبلده فضلا عنهم، وعظمت مصيبة أبيه به، لكنّه صبر واحتسب، وأتته التّعازي والمراثي من علماء الشّام وبغداد وغيرهما.

417 -

‌ عبد الوهّاب بن عبد الله بن عبد الوهّاب بن مشرّف التّميميّ

.

417 - عبد الوهّاب بن عبد الله، (؟ - 1125 هـ):

من آل مشرف، وهيبيّ تميميّ، أشيقريّ الأصل، حريملاويّ، من أبناء عمّ الشّيخ الإمام المجدّد محمد بن عبد الوهاب «من فوق» .

وأسرة «آل مشرّف» أسرة عريقة في العلم جدّا قبل وبعد دعوة الشّيخ محمد بن عبد الوهّاب، ومنها كبار علماء نجد. وعلى رأسهم «آل الشيخ» و «آل فيروز»

وغيرهم.

و «آل عبد الوهّاب بن عبد الله» أسرة علميّة كبيرة، ولكن لعدم اهتمام العلماء في جميع التراجم في القرون الثلاثة الماضية خسرنا الشيء الكثير من سير علمائنا، ومنهم آل عبد الوهّاب هذا، وهم يحتفظون بلقب العائلة الأساس:«آل مشرّف» :

منهم والده:

- عبد الله بن عبد الوهّاب (ت 1056 هـ) معاصر لجد شيخ الإسلام الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهّاب، سليمان بن علي (ت 1079 هـ) صاحب المنسك المشهور. ولم يذكر لعبد الله هذا إلا نتف من أخبار لا توضح معالم شخصيّته، ذكرها ابن بشر في «عنوان المجد»:(2/ 323، 324).

رحل عبد الله بن عبد الوهّاب إلى مصر، واجتمع بالشّيخ منصور بن يونس البهوتي-

-[وثويني المذكور هنا، أبو قريحة، من شيوخ المنتفق بالعراق (ت 1212 هـ)].

وجعلها صاحب «النّعت الأكمل» : (331) سنة أربع ومائتين وألف.

والزّبارة بلدة معروفة على ساحل الخليج. يراجع: «التّحفة النّبهانية» : (82).

ص: 686

قرأ على أبيه، وقرأ أبوه في مصر على محرّر المذهب الشّيخ منصور البهوتيّ وحصّل كلّ منهما وأفاد واستفاد، وأفتى في مسائل عديدة، بأجوبة محرّرة سديدة لكنّها لم تجمع فتشتّتت إلّا يسيرا في «مجموع المنقور» توفّي المترجم سنة 1125، وكان قاضي بلدهم العيينة، أمّ قرى نجد إذ ذاك، ومقرّ أمورها كافّة وهو من بيت علم وفضل، وتسلسل العلم في ذرّيّته طبقات.

- عمدة المتأخرين من الحنابلة، قال ابن بشر- في ترجمة البهوتيّ لما ذكر الآخذين عنه-: «

ومن أهل نجد عبد الله بن عبد الوهّاب»، ولي عبد الله قضاء العيينة، وهي إذ ذاك أكبر البلاد النّجدية فهو أكبر منصب قضائيّ في نجد قال ابن بشر:

«وفي سنة ستّ وخمسين وألف مات الشّيخ عبد الله بن عبد الوهّاب، قاضي العيينة، أخذ الفقه عن الشّيخ منصور البهوتي- صاحب التّصانيف- والشيخ أحمد ابن محمد البسّام

وغيرهم (؟)، وأخذ عنه ابنه عبد الوهّاب وغيره».

هذا هو والده، وهذه هي أخباره، لا نعرف شيئا عن حياته أكثر من هذا.

وعرفت للشّيخ عبد الوهّاب من الولد- من أهل العلم-:

- حمد بن عبد الوهّاب بن عبد الله، ما أظنّه إلا المذكور في «عنوان المجد»:(1/ 37): (أحمد بن عبد الوهّاب

) وذكر أنّه ولي قضاء العيينة بدلا من الشّيخ عبد الوهّاب بن سليمان- والد إمام الدّعوة الشيخ محمد بن عبد الوهّاب- الذي عزله أمير العيينة وعيّنه مكانه، وهذا أيضا لم يذكره أحد ممّن ترجم للحنابلة أو لعلماء نجد، ولعلّ هذه أول إشارة إليه- رحم الله ابن بشر-.

- وأخوه: إبراهيم بن عبد الوهّاب بن عبد الله (ت 1168 هـ).

قال ابن بشر: «وفي هذه السنة فتحت حريملاء عنوة، وذلك أن عبد العزيز بن محمد [الإمام] سار إليها

ثم قال: وممّن قتل من أعيان البلدة

وإبراهيم ابن عبد الوهّاب بن عبد الله» وهذا أيضا لم يذكر إلّا في هذه الإشارة.-

ص: 687

418 -

‌ فكان حفيد ابنه حمد بن إبراهيم بن حمد بن عبد الوهّاب

قاضي بلد مرات فاضلا وتوفّي سنة 1194.

419 -

‌ وابنه عبد العزيز بن حمد باقعة الزّمان

، ولسان ذلك الأوان، عجبا في الحفظ والاستحضار، داهية في محاولات الملوك والأمراء.

- ومنهم: محمد بن عبد الوهّاب بن عبد الله (ت 1126 هـ).

ذكره ابن بشر في «عنوان المجد» : (2/ 361)، والفاخري في «تاريخه»:(96)، و «تاريخ بعض الحوادث»:(91)، و «التّسهيل»:(2/ 169)، و «علماء نجد»:(3/ 896).

وجعل الفاخري وفاته سنة 1127 هـ. وهي ترجمة مقتضبة مكرورة يقتصر فيها على سنة وفاته وتحليته ب «الشيخ» ولا نعرف من أخباره شيئا.

هؤلاء هم أولاد الشيخ، وذكر المؤلف بعض أحفاده أثناء هذه الترجمة كما ترى.

أخبار الشيخ عبد الوهّاب بن عبد الله- رحمه الله في: «عنوان المجد» : (2/ 360)، و «التّسهيل»:(2/ 196)، ونقل وفاته عن ابن بشر سنة 1124؟!، و «علماء نجد»:(3/ 670).

وللشّيخ عبد الوهّاب بن عبد الله بعض إجابات وفتاوى في جامعة الإمام رقم:

841 وأكثر ابن فيروز في «حاشيتيه» من النّقل عنه.

418 -

ابن حفيد الشّيخ المذكور قبله، (؟ - 1194 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 186).

وينظر: «عنوان المجد» : (1/ 142)، و «علماء نجد»:(1/ 222).

وحمد المذكور هنا هو زوج ابنة الشيخ محمد بن عبد الوهّاب رحمه الله.

419 -

سبط شيخ الإسلام «محمّد بن عبد الوهّاب» ، (قبل سنة 1190 - 1241 هـ):

هو ابن سابقه.

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 208).-

ص: 688

ولد في العيينة أو الدّرعيّة قبل سنة 1190 وقرأ ففاق، ولم تدخل في قلبه دعوة الشّيخ محمّد بن عبد الوهّاب مع أنّه جدّه لأمّه، وزاده نفورا عنهم أنّ

- وينظر: «تاريخ الجبرتي» : (244)، حوادث سنة 1230 هـ، و «مشاهير علماء نجد»:(212)، و «الأعلام»:(4/ 16)، و «علماء نجد»:(2/ 343).

قول المؤلّف- عفا الله عنه-: «ولم تدخل في قلبه دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهّاب

» هذا كلام في غاية السّقوط فهل شقّ عن قلبه ليعلم أنّه دخلته دعوة الشّيخ أو لم تدخله؟! ولا يرد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهّاب إلا مريض قلب، لأن دعوته هي تحقيق معنى الشهادتين والرجوع في فهم ذلك إلى الكتاب والسنة، وأقوال سلف الأمة الصالح فهل يتردد مؤمن بالله واليوم الآخر في قبول هذا؟! ومحمد ابن عبد الوهّاب رحمه الله لم يدع الناس إلى اتباع أقواله وآرائه هو، بل دعوته لتحقيق العقيدة، وعودة الأمة إلى دينها الصحيح: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ [آل عمران: 85] لذا لا يرضى هو أن ينسب أيّ إصلاح وتجديد لنفسه، كما أنّ أنصاره وأتباعه لا يرضوا أن ينسبوا إليه وكأنّهم أصحاب طريقة، أو ابتداع، لأنهم ينتسبون إلى منهج سلف الأمة من الصّحابة والتّابعين والّذين اتبعوهم بإحسان إلى يوم الدّين، متمسكين بقول الله جل جلاله:

وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا

[المائدة: 92]، وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر: 7]، هذا منهج أتباع الشّيخ محمد بن عبد الوهّاب رحمه الله في الأصول، وهم في الفروع حنابلة يقلّدون مذهب الإمام أحمد، وهو أحد المذاهب الأربعة رضي الله عنهم أجمعين، وهم في تقليدهم المذهب المذكور غير متعصّبين، ولا مغالين في التقليد فإذا ثبت الدّليل الواضح على مخالفة المذهب أخذوا بما يعضده الدّليل، مقتفين أثر شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية الحراني رحمه الله، وتلميذه ابن القيم في الأصول والفروع معا وأمثالهما من علماء السّلف.-

ص: 689

والدته تزوّجت بعد وفاة أبيه بالشّيخ الفاضل، عبد الله بن غريب

(1)

وكان مصانعا لهم في الظّاهر، مخالفا لهم في الباطن، وردّ على مخالفيهم وأجاب

- وكيف لا تدخل قلبه دعوة الشيخ وهو يتعرض بسببها إلى المخاطر والأهوال في سفارات إلى اليمن ومصر، ولماذا يبقى معهم مصانعا «منافقا» .

* وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى *

لو كان الأمر كما يزعم ابن حميد لم يبق لدعوة الشيخ مناصر إذا كان أكبر أنصارها لم تدخل قلبه دعوة الشيخ، وقد ظهرت الدّعوة وانتشرت واختفى خصومها، ودليلنا على أن معارضي دعوة الشّيخ من النجديين بخاصة معارضتهم إنما- هي في غالبها- حقد وحسد وعصبيّة عمياء لا تتجاوز ذلك، غالبا أنه بعد انتهاء فترة الشّيخ وتلاميذه لم يبق للدّعوة أيّ معارض نجدي يذكر إلا نادرا. وفي فترة الإمام عبد العزيز بن عبد الرّحمن آل سعود وهو بداية نهضتنا الحديثة المباركة لم نسمع أن أحدا من النّجديين لا في داخل نجد ولا في خارجها عارض هذه الدّعوة، وحتى في فترة حكم آل الرّشيد؛ كانوا لا يعارضون هذه الدّعوة، بل الجميع متفقون على أنّ دعوة الشيخ دعوة حقّ وإصلاح، وإعادة للأمة الإسلامية إلى مجدها الزّاهر وقرونها المفضلة الأولى عهد الصّحابة والتابعين وتابع التابعين بعثنا الله تعالى في زمرتهم وجمعنا بهم في جنات النعيم، صلّى الله على محمد وعلى آله وصحبه.

(1)

محمد بن علي بن غريب، (؟ - 1208 هـ):

لم يذكره المؤلّف في موضعه، فكان مستدركا عليه.

ذكره ابن بشر في «عنوان المجد» : (1/ 201)، حوادث سنة 1208 هـ، قال:«وفي ربيع قتل محمد بن غريب في الدّرعيّة صبرا؛ لأجل أمور قيلت عنه» .

ولم يفصح ابن بشر- رحمه الله على عادته في اختصار الأحداث والتراجم عن هذه الأمور؛ لذلك لا يمكن أن يقبل قول ابن حميد في هذا؛ لأنّه خصم ظاهر المعاداة لهذه الدّعوة؛ لذا يبقى الغموض يكتنف سبب مقتل ابن غريب. وما أورده شيخنا-

ص: 690

عن عدّة أسئلة في عدّة فنون أرسلت إليهم من بغداد بعد أن عجزوا عنها، وكان عندهم مقبولا معظّما، ثمّ إنّ شخصا غريبا من الأعاجم مقيما في الدّرعيّة استحسانا لدعوتهم تملّق للشّيخ عبد الله المذكور استحلفه وسأله عن حقيقة حالهم وأجابه بالاستحسان، وأنّها الحقّ، فقال أنا في ذمّتك ترشدني ويسألك الله عن ذلك إن كتمت عنّي الحقّ، فظنّه صادقا وباح له بما كان يكتم في نفسه من تخطئتهم، ومجاوزتهم الحدّ في التّكفير والقتل والنّهب،

- ابن بسّام في «علماء نجد» : (3/ 915) هو من كلام المؤلّف ابن حميد في جملته.

وابن غريب هذا ليس لدينا أي معلومة تثبت انتماءه إلى إحدى القبائل العربية؛ وله انتماء بكلّ تأكيد؛ لأنه صاهر الشّيخ على ابنته. ولا نستطيع ضبط لقبه «غريب» مخففا مكبرا أو «غريّب» مشدّدا مصغرا؟! وهل هو نجدي الأصل أو من الوافدين إليها؟! لأنه لم تشتهر له أسرة تذكر في تاريخ البلاد أو معرفة أنسابها وأسرها.

وأما ما أطلق المؤلّف به لسانه من سب وثلب، واختلاق على أئمة الدّعوة، واتهام لهم بالتقتيل والنّهب فشيء لا يثبته دليل، ولا تعضده حجة؛ والمنصف يعلم علم اليقين أن علماء الدّعوة وأئمتها جاهدوا وناضلوا لرفع الظلم والجهل والفرقة، وإيجاد مجتمع تسوده المحبة والعدل وصحة الاعتقاد والحكم بما أنزل الله وتحقيق العقيدة الصحيحة، وتم لهم ذلك بحمد الله، أما أعداؤها فلهم أن يقولوا ما شاءوا وعليهم أن يتذكروا: ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق: 18]، قد شهد الأعداء قبل الأصدقاء بما حصل في جزيرة العرب كلها في زمن الإمامين عبد العزيز وابنه سعود من وحدة كلمة وأمن وأمان، وتحكيم لشرع الله في أرضه، وقضاء على البدع والخرافات، وعيش رغد، وكثرة العلم والعلماء، وهذا كله لا يتصور حدوثه إلا في مجتمع تسوده الفضيلة وتعلو به كلمة الله، ولا ينكر ذلك إلا حاقد حاسد يريد أن يخفي الحقيقة ويزور التاريخ، ويقلب المفاهيم يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ [التوبة: 32].

ص: 691

فوشى به إليهم فمسكوه، وعرفوا أنّه إذا كان كذلك ينقض عليهم أكثر من غيره؛ لحذقه وفهمه، وقوّة تصرّفه في الرّدّ، مع اطّلاعه على خباياهم، فقتلوه، فنفر ربيبه المذكور عنهم نفرة عظيمة، ولكن لم يمكنه إلّا المصانعة خوفا من القتل، واستسلم لتيّار الأقدار، وأرسله سعود سفيرا إلى إمام صنعاء فكفى ما أرسل فيه، وسمعت مشايخ صنعاء يثنون عليه بالفضل، والفهم، والعقل، والذّكاء التّامّ، وحسن المحاضرة، ثمّ أرسله عبد الله بن سعود إلى والي مصر محمّد علي باشا في الصّلح فلم يتمّ، لتشدّده عليهم بسبب تأكيد السّلطان محمود عليه في قتالهم، ولمقاصد له باطنة دنيويّة، وذكر مؤرّخ مصر العلّامة الشّيخ عبد الرّحمن بن مفتي الدّيار المصريّة الشّيخ حسن الجبرتيّ في «تاريخه الكبير»

(1)

أنّه اجتمع به في هذه الرّسالة، وأنّه بحث معه فوجده

(1)

«تاريخ الجبرتي» : (244)، قال: «وفيه وصلت هجّانة وأخبار ومكاتبات من الدّيار الحجازية بوقوع الصّلح بين طوسون باشا وعبد الله بن سعود

ووصل اثنان منهم إلى مصر فكأن الباشا لم يعجبه هذا الصلح، ولم يظهر عليه علامات الرّضى بذلك، ولم يحسن نزل الواصلين، ولما اجتمعا به وخاطبهما على المخالفة فاعتذرا.

ثم قال: وانقضى المجلس، وانصرفا إلى المحل الذي أمرا بالنزول فيه ومعهما أتراك ملازمون لصحبتهما مع اتباعهما في الركوب والذهاب والإياب فإنه أطلق لهما الإذن إلى أي محل أراده، فكانا يركبان ويمران بالشوارع بأتباعهما ومن يصحبها ويتفرجان على البلدة وأهلها، ودخلها إلى الجامع الأزهر في وقت لم يكن به أحد من المتصدرين للإقراء والتدريس وسألوا عن مذهب أحمد بن حنبل رضي الله عنه وعن الكتب الفقهية المصنفة في مذهبه فقيل: انقرضوا من أرض مصر بالكلية، واشتريا نسخا من كتب التفسير والحديث مثل «الخازن» و «الكشاف» و «البغوي» ، والكتب الستة المجمع على صحتها

وغير ذلك، وقد اجتمعت بهما مرتين فوجدت-

ص: 692

فاضلا، نبيلا، ورأى منه ما أعجبه سمتا، وخلقا، وأدبا، وحسن إفادة واستفادة، وأنّه نقلت إليه مخاطبته مع الباشا فأعجبته جدّا، وكذا ذكر لي عمّي عثمان

(1)

وخالي عبد العزيز بن عبد الله بن تركي

(2)

وكانا من طلبة العلم

- منهما أنسا وطلاقة لسان واطلاعا وتضلعا ومعرفة بالأخبار والنوادر، ولهما من التواضع وتهذيب الأخلاق، وحسن الأدب في الخطاب والتفقه في الدين واستحضار الفروع الفقهية واختلاف المذاهب فيها ما يفوق الوصف. واسم أحدهما عبد الله، والآخر عبد العزيز وهو الأكبر حسّا ومعنى».

أقول: عبد العزيز هو ابن حمد بن إبراهيم بن حمد بن عبد الوهّاب بن عبد الله المذكور هنا وأما عبد الله: فهو عبد الله بن محمد بن بنيان، كذا قال ابن بشر، ووصف عبد الله ب «صاحب الدّرعية» ، وقال الأستاذ الزركلي في «الأعلام»:(4/ 17): «بعث عبد الله بكتاب الصلح مع عبد العزيز وأمير الدرعية

» فهل ابن بنيان هذا كان أمير الدرعية؟! وهل كلمة صاحب الدرعية تعني أميرها؟ أظن أن كلمة صاحب الدّرعية تعني: من أهل الدرعية فحسب.

وابن بنيان هذا من العلماء، ولم تذكر له سيرة إلّا بهذه الإشارة.

وآل بنيان: أسرة مشهورة في نجد، قال شيخنا الأستاذ حمد الجاسر- حفظه الله- في كتابه «جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد»:(1/ 60): «البنيان: بفتح الموحدة وإسكان النون وفتح المثناة التحتية بعدها ألف فنون في الأحساء والرّياض من سبيع» ، ولم يذكر أحدا من مشاهيرها. وها هو ذا من فضلائهم بلا شك.

(1)

عمه عثمان هذا هو جد الأسرة المعروفة في عنيزة الآن ب «آل عثمان» ، آخر أحفاد عثمان المذكور موتا هو إبراهيم بن محمد بن عثمان توفي هذا العام 1410 هـ وقد عمّر رحمه الله.

(2)

أسرة معروفة مشهورة من بني خالد كثيرة العدد في عنيزة وبريدة والهلالية والمدينة الشريفة. منهم الشيخ حميدان بن تركي، وحفيده عبد الوهّاب [ذكرهما المؤلف]، -

ص: 693

ومجالسيه كثيرا فإنّه بعد أن زالت دولة آل سعود سنة 1231 ارتحل إلى عنيزة فولي قضاءها

(1)

فسمعت من أهلها وصفه بكلّ جميل، منها الاجتهاد في العبادة والمداومة على تلاوة القرآن في كلّ حال، حتّى في حضور الخصمين، يقصّون دعواهم وهو يتلو القرآن وكان فيصلا في الأحكام، ويميل إلى ما يرجّحه الدّليل ممّا خالف المذهب ولا يبالي بأحد، ثمّ تحوّل إلى سوق الشّيوخ

(2)

فولّاه شيخ المنتفق قضاءها إلى أن توفّي فيها بعد الأربعين، رحمه الله تعالى. وقد طالت هذه التّرجمة لما في ضمنها من تراجم أخرى فأغناني ذلك عن إفراد كلّ واحد منهم بترجمة، وإن أفردها من أراد وضعها في موضعها فلا بأس، وقد أذنت في ذلك وبالله التّوفيق.

- والشيخ القاضي محمد بن علي التركي (ت 1380 هـ) رحمهم الله. ورأيت خطّ يد عثمان المذكور على نسخة من قواعد ابن رجب.

(1)

استدركه الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع- رحمه الله على ثبت قضاة عنيزة المنشور في آخر كتاب: «تاريخ بعض الحوادث» : (243) عن المؤلف.

(2)

سوق الشيوخ: بلدة في جنوب العراق، سميت بالشيوخ من آل السعدون شيوخ المنتفق وهم- في الغالب- من الحنابلة، قضاتهم نجديون من الزبير والأحساء، وربما من أواسط نجد ممن يرحل إليهم، أو يطلبون منه الوفود إليهم لتولي القضاء.

* ويذكر هنا:

- عبد الوهّاب بن محمد بن حميدان بن تركي العنيزيّ، (ت 1237 هـ).

تراجع ترجمة جدّه الشيخ حميدان.

ص: 694

420 -

‌ عبد الوهّاب بن محمّد الدّمشقيّ

، القاضي، تاج الدّين، أبو محمّد.

قال ابن طولون في «سكردانه» : إنّه اشتغل، وحصّل، وقرأ على القاضي علاء الدّين المرداويّ، وسمع على الشّهاب ابن زيد وغيرهما، وناب في الحكم للقاضي نجم الدّين بن مفلح، ثمّ ولي قضاء طرابلس، ثمّ عزل ورجع إلى دمشق، أجاز غير ما مرّة، وكتبت عنه قصيدة وجدها على «الرّوض الأنف» للسّهيليّ في مدحه منسوبة إليه، أوّلها:

من سرّه أن يسيم الطّرف من شرف

في روضة جمّة الأزهار والطّرف

فناظر القلب أولى أن ينزّهه

من المعارف وسط الرّوضة الأنف

إلى آخرها. ووقعت له محنة بسبب دراهم كانت معه في مرض موته ففقدت، وحمل إلى دار السّعادة وأحضر من اتّهم بها، فلم يوجد لكلامه حقيقة، وظهر كذبه وأنّ بينه وبين من اتّهمه عداوة باطنيّة، ثمّ توفّي يوم الجمعة عاشر جمادى الأولى سنة 921، ودفن بباب الصّغير.

421 -

‌ عثمان بن إبراهيم بن عبد المنعم المقدسيّ

.

420 - تاج الدّين الدّمشقيّ، (؟ - 921 هـ):

لم أعثر على أخباره.

421 -

عثمان المقدسيّ، (؟ -؟):

أخباره في «الدّرر الكامنة» : (3/ 48)، ولم يذكر الحافظ ابن حجر وفاته.

ولا أدري هل المذكور من وفيات ما بعد سنة 750 هـ حتى يدخل في شرط المؤلّف-

ص: 695

قال في «الدّرر» : ولد في وقعة حمص، واشتغل، وله نظم وسط، كتب عنه البدر النّابلسيّ في «معجم شيوخه» شيئا مدح به القاضي ابن مسلّم الحنبليّ لمّا تولّى الحكم./

-رحمه الله؟

والبدر النابلسي هو الحسن بن محمد بن صالح المعروف ب «ابن المجاور» القرشي النابلسي ثم المصري (701 - 772 هـ) تقدم ذكره.

والقاضي ابن مسلم: هو محمد بن مسلم بن مالك بن مزروع الزيني (662 - 726 هـ) أما عن توليه القضاء فقال ابن طولون في «قضاة دمشق» : (378): «فلما مات القاضي سليمان «715 هـ» ذكر للقضاء، والنظر في أوقافهم، فتوقف عن القبول، ثم استخار الله تعالى

» قال صلاح الدين الصفدي في «الوافي بالوفيات» : (5/ 28)

وغيره: «فلما توفي القاضي سليمان عيّن للقضاء وأثني عليه عند السلطان بالعلم والنسك والسكينة فولاه القضاء، فتوقف، فطلع إليه الشيخ تقي الدين بن تيمية إلى بيته وقوّى عزمه ولامه فأجاب بشرط أن لا يركب بغلة، ولا يلبس خلعة حرير ولا يركب في المواكب

». قال ابن طولون: «فقرئ تقليده في سادس عشر صفر سنة عشر وسبعمائة» فهل بقي صاحبنا عثمان المذكور من سنة عشر إلى ما بعد الخمسين؟! يحتمل ذلك، ولكني أستبعده. والله أعلم.

وقول ابن طولون: «سنة عشر» يتعارض مع قول الصّفدي: فلما توفي القاضي سليمان عيّن للقضاء. ومعلوم أنّ وفاة القاضي سليمان كانت سنة 715 هـ؟! فليحقق.

ترجمة القاضي ابن مسلم في «المقصد الأرشد» : (2/ 509)، وتخريجها هناك.

ص: 696

422 -

‌ عثمان بن أحمد بن سعيد بن عثمان بن قائد

- بالقاف- النّجديّ مولدا الدّمشقيّ رحلة القاهريّ مسكنا ومدفنا.

422 - ابن قائد النّجديّ، (؟ - 1097 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 162).

وينظر: «عنوان المجد» : (2/ 340)، و «الأعلام»:(4/ 363)، و «علماء نجد»:(3/ 683). وترجم له في «معجم المؤلفين» في مواضع مختلفة في وفيات مختلفة تبعا ل «هدية العارفين» .

واحتفى به تلميذه أحمد بن عوض المقدسي في ثبته المسمّى «الكواكب الزاهرة في آثار أهل الآخرة» يقول تلميذ أحمد بن عوض المذكور الذي كتب هذا الثّبت أحمد الدّمنهوري: «طلبت منه أن يجيزني بما أخذ عن شيخه شيخ الإسلام، كاشف عن مخدّرات العلوم اللّثام، الجامع بين المعقول والمنقول المتبحر في الفروع والأصول الشيخ عثمان بن أحمد النّجدي- رحمه الله تعالى-» .

قال ابن عوض: «هذا ولما كان من جملتهم الشّيخ، الإمام، السابق إلى كلّ فضيلة بالقدم والإقدام، المفارق للقيا المشايخ مسقط رأسه من البلاد، طالبا لزيادة نور نبراسه بعلو الإسناد، المتهم من نجد، والمصعد، والهاجر للأحبّة في ذلك والمبعد، أعني الشّيخ عثمان بن أحمد بن عثمان بن سعيد الشهير ب «ابن قايد» بلّغه الله من خيراته أسنى الفوائد، من رفعت له من العلوم الأعلام ونطق بمصداق ما فيه لسان النّظام:

وإنّي إذا ما رمت بثّ صفاته

يزاحمني فكري بها فأحير

كذا قلمي إن قلت صفه يقول لي

لساني بالتّقصير عنه قصير»

واستمرّ في مدحه والثّناء عليه. ثم ذكر سنده في الرّواية.

وذكره شيخنا ابن بسّام ب «عثمان بن عثمان أيضا بن أحمد

» فسألته عن ذلك في المسجد الحرام سنة 1393 هـ- لا سيما أنّني لم أجدها في أيّ مصدر- قال: -

ص: 697

ولد في بلد العيينة من قرى نجد سنة (

) ونشأ بها وقرأ على لامتها الفقيه النّبيه العلّامة الشّيخ عبد الله بن محمّد بن ذهلان، وهو ابن عمّته، فأخذ عنه الفقه وعن غيره، ثمّ ارتحل إلى دمشق فأخذ عن علمائها الفقه والأصول، والنّحو وغيرها، وحضر دروس شيخ الحنابلة بها ومفتيهم الشّيخ محمّد أبي المواهب، فوقع بينه وبين المترجم نزاع في مسألة: إذا تساوى الحرير وغيره في الظّهور أو زاد الحرير، إذا كان مسدّى بالحرير وملحما بغيره وأخرجته الصّناعة فظهر السّداء وخفيت اللّحمة وهو الخزّ كالقر مسود والقطن، فقال أبو المواهب بالحلّ، وقال المترجم بالحرمة، وطالت بينهنا المنازعة والمناظرة، فاحتدّ الشّيخ أبو المواهب على المترجم فخرج من الشّام إلى مصر وأخذ عن علمائها، واختصّ بشيخ المذهب فيها ومحرّر الفنون العلّامة الشّيخ محمّد بن أحمد الخلوتي، فأخذ عنه دقائق الفقه وعدّة فنون، وزاد انتفاعه به جدّا حتّى تمهّر، وحقّق، ودقّق، واشتهر في مصر ونواحيها، وقصد بالأسئلة والاستفتاء سنين، وكتب على «المنتهى» «حاشية» نفيسة مفيدة جرّدها من هوامش نسخته تلميذه ابن عوض النّابلسيّ فجاءت في مجلّد ضخم

(1)

، وصنّف

- «هكذا كتبها الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى بخطّ يده وعلى عثمان الثانية كلمة «صح» .».

(1)

ذكرت- فيما سبق- تلميذه ابن عوض وتحدثت في هامش ترجمته عن «حاشية الشيخ» فلتراجع هنالك.

وكتابه: «هداية الراغب» مطبوع مشهور. وكذلك كتابه: «نجاة الخلف

» واختصاره «درة الغوّاص» يوجد في مكتبة برلين، وأظنّها بخطه.-

ص: 698

«هداية الرّاغب شرح عمدة الطّالب» حرّره تحريرا نفيسا، فصار من أنفس كتب المذهب، واختصر «درّة الغوّاص» مع تعقّبات يسيرة، وله «شرح البسملة» و «رسالة في الرّضاع» و «نجاة الخلف في اعتقاد السّلف» وغير ذلك، وكان خطّه فائقا مضبوطا إلى الغاية، بديع التّقرير، سديد الأبحاث والتّحرير.

توفّي بمصر مساء يوم الاثنين رابع عشر جمادى الأولى سنة 1097.

- ولابن قائد- رحمه الله مجموعة من الرسائل والفتاوى ضمن مجموع في مكتبة برنستون، وكذلك له رسائل أخرى منها رسالة في «أي» المشدّدة الياء، وذكر أقوال علماء النحو فيها، توجد في برلين، ودمشق، والقاهرة، وتطوان بالمغرب، ورأيت في تركيا نسخا منها، وفي حوزتي نسخة خطية منها، جلبت نسخها وأزمعت العمل على نشرها، ونشرها بعض الفضلاء فأخرت نشرتي حتى يأذن الله بذلك، وله رسالة في «لو» حرف الشرط سماها «كشف الضوء عن معنى لو» نسختها في الظاهرية، ولها نسخة أخرى أظنها ضمن مجموع في مركز الملك فيصل بالرياض فليراجع؟! الشك مني.

ومن شيوخ ابن قائد ابن العماد الحنبلي صاحب «الشّذرات» .

وخط يده على نسخة الأزهر من كتاب «منتهى الإرادات

» ذات الرقم (19 فقه حنبلي 5402) ونصه: «دخل في نوبة الفقير عثمان بن أحمد النّجدي الحنبلي عفي عنه» ثم دخل في نوبة تلميذه أحمد بن عوض المقدسي الحنبلي الذي أوقفه على عامة طلبة العلم.

ص: 699

423 -

‌ عثمان بن أحمد بن عثمان، القاضي

، فخر الدّين أبو عمر، ابن الشّيخ الإمام العالم شهاب الدّين أبي العبّاس، ابن الشّيخ، الإمام، الأوحد، فخر الدّين أبي عمر عثمان.

قاله العليميّ في كتابه «الأنس الجليل» ، ثمّ قال: باشر الحكم بالقدس الشّريف سنة 807 والظّاهر أنّه كان نائبا عن قاضي القضاة

(1)

عزّ الدّين البغداديّ، وبقي إلى بعد العشر وثمانمائة، ولم أطّلع على تاريخ وفاته.

424 -

‌ عثمان بن أحمد بن القاضي تقيّ الدّين محمّد بن أحمد

بن النّجّار، الفتوحيّ، القاهريّ.

قال المحبّيّ: أحد أجلّاء علماء الحنابلة بمصر، كان قاضيا بالمحكمة الكبرى بمصر، فاضلا، مجللا، ذا وجاهة ومهابة عند عامّة النّاس وخاصّتهم، حسن السّمت والسّيرة والخلق، قليل الكلام، له في الفقه مهارة كلّيّة، وإحاطة بالعلوم العقليّة.

423 - القاضي فخر الدّين، (؟ - بعد 820 هـ):

أخباره في «المنهج الأحمد» : (480)، و «مختصره»:(175)، ويراجع:«الأنس الجليل» : (2/).

424 -

ابن النّجار الفتوحيّ، (؟ - 1064 هـ):

أخباره في «النّعت الأكمل» : (216)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(107)، و «التّسهيل»:(2/ 154). ويراجع: «خلاصة الأثر» : (3/ 109)، و «هدية العارفين»:(1/ 657)، و «معجم المؤلفين»:(6/ 250).

(1)

مضى التعليق على مثل هذا اللفظ في الترجمة رقم: 384.

ص: 700

ولد بمصر وبها نشأ، وأخذ الفقه عن والده، وعن محمّد المرداويّ الشّاميّ، وعبد الرّحمن البهوتيّ، وأخذ العلوم/ العقليّة عن كثير كإبراهيم اللّقاني، ومن عاصره، ومن والده القاضي محمّد، والقاضي محمّد الحواويشيّ، وعبد الله بن أحمد المقدسيّ وكثير. ومن مؤلّفاته «حاشية على المنتهى» في الفقه، وكانت وفاته بمصر في شهر ربيع الأوّل سنة 1064، ودفن بتربة المجاورين، بتربة أبيه وجدّه، قريبا من شيخ الحنفيّة السّراج الهنديّ.

انتهى-. وذكر في «كشف الظّنون»

(1)

له رسالة سمّاها «بشرى الكريم الأمجد بعدم تعذيب من يسمّى أحمد ومحمّد» .

425 -

‌ عثمان بن أحمد بن منصور الطّرابلسيّ

، أخو محمّد الآتي.

قال في «الضّوء» : سمع على جماعة منهم كاتبه بالقاهرة وغيرهم.

426 -

‌ عثمان بن جامع النّجديّ

ثمّ الزّبيريّ، الفقيه، النّبيه، الورع، الصّالح.

425 - ابن منصور الطرابلسي، (؟ -؟):

أخباره في «الضّوء اللامع» : (5/ 126)، وهو من تلاميذ السّخاوي.

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عثمان بن [ .... ] الباقاني. وتوفي سنة خمس وسبعين ومائتين.

كذا ذكر الغزّي في «النّعت الأكمل» : (292) ولم يزد.

426 -

ابن جامع الزّبيري النّجديّ ثم البحريني، (؟ - 1240 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 207).

وينظر: «علماء نجد» : (3/ 704)، و «إمارة الزبير»:(3/ 68).

ونقل شيخنا ابن بسّام في حاشية ترجمته عن الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى-

(1)

«كشف الظنون» : (1/ 245).

ص: 701

قرأ على شيخ وقته الشّيخ محمّد بن فيروز في الفقه وغيره، فأدرك في الفقه إدراكا تامّا، ثمّ طلبه أهل البحرين من شيخه المذكور ليكون قاضيا لهم ومفتيا ومدرّسا فأرسله إليهم، فباشرها سنين عديدة بحسن السّيرة، والورع، والعفّة، والدّيانة، والصّيانة، وأحبّه عامّتهم وخاصّتهم، وصنّف «شرح أخصر المختصرات»

(1)

شرحا مبسوطا نحو ستّين كرّاسا، جمع فيه جمعا غريبا، ولم يزل على حسن الاستقامة، والإعزاز التّامّ، ونفوذ الكلمة عند الأمير فمن دونه إلى أن توفّاه الله تعالى سنة 1240.

427 -

‌ عثمان بن حسين الجزيريّ

- بجيم مفتوحة ثمّ زاي مكسورة- نسبة للجزيرة ثمّ القاهريّ المؤذّن بالبيبرسيّة

(2)

، الخيّاط على بابها والد محمّد الآتي.

- والشيخ عبد الستار الدّهلوي- رحمهما الله- أن أصل ابن جامع هذا من المدينة وانتقلت أسرته إلى نجد، وأن نسبتهم إلى الأنصار، وإلى الخزرج منهم. فلتراجع.

427 -

الجزيريّ القاهريّ، (؟ - في حدود 880 هـ):

أخباره عن «الضّوء اللامع» : (5/ 128).

* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عثمان بن صالح بن شبل العنيزيّ، (ت 1199 هـ).

ذكره شيخنا ابن بسّام في ترجمة حفيده عبد الكريم بن صالح بن عثمان، وقال: -

(1)

شرحه ل «مختصر المختصرات» موجود في مكتبة الشيخ عبد الله بن خلف الدّحيّان وهي الآن في مكتبة وزارة الأوقاف الكويتية. لم أطلع عليه.

(2)

المدرسة البيبرسية بالقاهرة، بناها الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكيري سنة 707.

ينظر: «حسن المحاضرة» : (2/ 265).

ص: 702

هكذا في «الضّوء» . ثمّ قال: وكان خيّرا، محبّا في العلم وأهله، متودّدا مقبلا على شأنه، سمع عليّ في «مسلم» مجالس.

مات قريب الثّمانين بعد أن أقعد بالفالج مدّة، وأظنّه جاوز السّتّين.

- «وجده عثمان من علماء عنيزة، ومن تلاميذ الشّيخ حميدان بن تركي، عالم عنيزة في تلك الفترة، وقد توفي جدّه الشيخ عثمان بن صالح بن شبل في عنيزة عام 1199 هـ كما ذكر ذلك الشيخ عبد الوهّاب بن محمّد بن حميدان بن تركي في تاريخه المخطوط» .

«علماء نجد» : (2/ 493)، ولم يخصّه الشّيخ بترجمة، ولو فعل لكان أصوب.

- والشيخ عثمان بن عبد الجبار بن شبانة الوهيبي التّميميّ المجمعيّ (1242 هـ).

ولعلّه أخلّ به عمدا فهو من علماء الدّعوة عينه الإمام عبد العزيز بن محمد قاضيا في منيخ، ثم في عسير ورجال ألمع عند عبد الوهّاب أبو نقطة ثم عند ابن حرملة وعشيرته. ثم عينه الإمام سعود قاضيا في عمان. وعيّنه الإمام تركي بن عبد الله قاضيا في بلدان سدير

وغير ذلك.

يراجع: «عنوان المجد» : (1/ 142، 364، 424)، و (2/ 32، 44، 55 - 57)، وفيها أخباره 123، و «تاريخ بعض الحوادث»:(155)، و «التّسهيل»:(2/ 209)، و «علماء نجد»:(3/ 690).

قال ابن بشر: «وفي شعبان لثلاث بقين منه توفي العالم الفقيه، والشيخ المبجل النبيه، مفيد الطالبين وبقية العلماء الزاهدين، وارث العلم كابرا عن كابر؛ آباؤه وجدوده وأعمامه وإخوانه عثمان بن عبد الجبار ابن الشيخ حمد بن شبانة الوهيبي رحمه الله تعالى وعفا عنه» .

واستمرّ ابن بشر- رحمه الله في تعداد العلماء من أسرة الشيخ المذكور وذكر مناقبهم فقال: «كان أهله من بيت علم فأبوه عبد الجبار فقيه، أخذ العلم عن أبيه حمد، وحمد عالم بلد المجمعة في زمانه، وله المعرفة التّامّة في الفقه

».-

ص: 703

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

- ثم عاد إلى الشيخ واستمر في ذكر أخباره ومناقبه وفصّل القول في ذلك، ثم ذكر ابنه: عبد العزيز بن عثمان بن عبد الجبار بن شبانة وأثنى عليه وذكر مناقبه. وأنه تولى القضاء بعد أبيه، ثم ذكر عددا من أفاضل العلماء الآخذين عنه. وقال: «وكان رحمه الله تعالى عالم زمانه في المذهب ليس أحد يدانيه فيه، وكان معظما عند علماء زمانه من أهل الدّرعية وغيرهم، وهو في الغاية من العبادة والورع والعفاف والخوف من الله تعالى

».

* وممّن أسقطهم المؤلّف عمدا- عفا الله عنه-:

- الشيخ عثمان بن عبد العزيز بن منصور النّاصري العمروي التّميميّ (ت 1282 هـ).

أخباره كثيرة وعلمه غزير، له رواية واسعة تنقل في طلب العلم وتحصيله، ورحل إليه، وقيّد مسموعاته ورواياته، وألّف مؤلفات جيّدة مستحسنة، له دفاع عن عقيدة السلف ومصارعة لخصومها، ألف شرحا لكتاب «التوحيد» لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهّاب يعتبر- بحقّ- من أجلّ شروحاته واسمه «فتح الحميد

» يدلّ على غزارة علم، وفهم لأقوال العلماء، وتمسّك بعقيدة السلف، اتساع في الرّواية.

قال الشيخ عبد الرّحمن بن حسن: «نظرت في هذا الشّرح فرأيته شرحا حسنا، قد أجاد فيه مؤلّفه وأفاد، كان الله في عونه، ولكنّه ذكر فيه شيخه محمّد بن سلّوم

».

وفيه من أسانيده عن شيوخه شيء كثير، وفي مقدمتهم الشيخ عبد الرّحمن بن حسن.

ألّفه بإشارة من الإمام فيصل بن تركي رحمه الله.

وسافر إلى العراق واجتمع ببعض خصوم الدّعوة السّلفيّة هنالك، منهم محمّد بن سلّوم، وداود بن جرجيس

وغيرهما، ولعلّه تأثر بهم تأثرا خفيّا غير ظاهر، أجازه الأول منهما إجازة مؤرّخة في شعبان عام 1241 هـ.-

ص: 704

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

- فشكّك بعض علماء الدّعوة في صحّة معتقده وإخلاص انتمائه للدّعوة وإمامها، لذا ظلّ مترددا بين موالاتها وموالات خصومها أيضا، لذا لمّا قدم داود بن جرجيس نجدا استقبله واحتفى به، وامتدحه بقصيدة مشهورة، مع أنّ داود بن جرجيس يقرر استحباب التّوسل بالصّالحين من الأموات، والاستغاثة بهم

ونحو ذلك مما ينافي كمال العقيدة، ويخالف هدي النّبي صلى الله عليه وسلم وهو مخالفة صريحة لمنهج سلف الأمة، وأئمة الدّعوة، والقصيدة التي امتدحه بها منها:

عسى تقتضي الحاجات منّي رسالة

إلى الجسر من بغداد بالودّ واليسر

وهذا ما جعل أئمة الدّعوة وشعراءها والمنافحين عنها يجمعون على الرّدّ عليه في هذه القصيدة على وزنها وقافيتها عن قوس واحد، منهم الشّيخ عبد الرّحمن بن حسن، القصيدة علىوزنها وقافيتها عن قوس واحد، منهم الشّيخ عبد الرّحمن بن حسن، وابنه الشّيخ عبد اللطيف، والشّاعر أحمد بن مشرف، والشّيخ حمد بن عتيق، والشّيخ عبد الرّحمن بن مانع، والشّيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى، والشّيخ عبد العزيز بن حسن، قاضي ملهم

وغيرهم، وإن كان مثل هذه القصيدة التي نظمها المترجم لا تكفي لتحديد موقفه من الدّعوة وإمامها، لكنّها تشكّك في صحّة انتمائه، لكنّ الذي جعل علماء الدّعوة ينفرون منه ويثبتون عدم صدقه في موالات الدّعوة أنه ظهر بعد وفاته كتاب اسمه:«كشف الغمّة في الرّدّ على من كفّر الأمّة» وهو ردّ على شيخ الإسلام محمّد بن عبد الوهّاب رحمه الله.

وقد أثبت شيخنا ابن بسّام روايتين في العثور على هذا الكتاب

ونسبته إليه، إحداهما تؤكّد شهادة العدلين العالمين علي بن عيسى، وأحمد بن عيسى أنّ الكتاب مكتوب بخطّ عثمان.

والرّواية الثّانية أضعف من الأولى؛ إذ تدلّ على أنّ من وجد عنده الكتاب في بريدة يزعم أنّه تأليف الشّيخ عثمان

أقول: - لا تبرئة للشّيخ، وإنّما إحقاقا للحقّ- إن كلتا الرّوايتين لا تنهضان-

ص: 705

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

- بالاستدلال القاطع على أنه من تأليفه؛ لأنّه قد يكون بخطّه وهو من تأليف غيره، واقتناؤه للكتاب ونسخه إيّاه واهتمامه به لا يدلّ- أبدا- على قبول لما جاء فيه. وإن كان مؤشّرا خطيرا يؤيّد تشككهم في صحّة انتمائه لعقيدة السّلف وإخلاصه في الدّفاع عنها، لذا رد عليه الشّيخ عبد اللطيف بن عبد الرّحمن بن حسن بكتاب سمّاه:«مصباح الظّلام في الرّدّ على من كذب على الشّيخ الإمام» ، وهو مطبوع مشهور.

لكن لما تعرّض الشّيخ عثمان بن سند البصريّ النّجديّ للإمام تقي الدّين ابن تيميّة وعرّض بإمام الدّعوة الشيخ محمد بن عبد الوهّاب رحمه الله ردّ عليه ابن منصور هذا ردّا موجعا مؤلما مفحما بقصيدة عرفت ب «الرّدّ الدّامغ

». جاء فيها: قال العبد الفقير، المقرّ بالذّنب والتّقصير، عثمان بن عبد العزيز بن منصور النّاصريّ العمرويّ التّميميّ الحنبليّ ستر الله عيوبه، وغفر له ذنوبه ردّا على عثمان بن سند الفيلكيّ ثم البصريّ- قتله الله تعالى- لما سبّ شيخ الإسلام، وقدوة الأعلام أحمد ابن تيميّة قدّس الله روحه، ونوّر ضريحه، ونسبه مع ذلك للتّجسيم والتّضليل، في محاورة صدرت بيني وبينه فأتى به فيها معترضا بسبه وأنا أسمع بحضرة تلميذ له يقال له: محمد بن تريك، فأبذى في الكلام بذلك السّبّ واقذع، وسبّ مع ذلك نجدا وأهلها، فحينئذ لم أتمالك عند سبّ شيخ الإسلام المذكور أن قلت منشدا ما يأتي منتصرا له ولسلفه الصالح من أهل السّنّة والجماعة، ومبيّنا لعقيدته

وكان عثمان بن سند المذكور- قتله الله تعالى- مالكيّا ثم تحنبل حتّى تولى مدرسة الحنابلة في البصرة، فلما استقرّت به ولايته تملّك فصار مالكيّا والله أعلم بالمقاصد.

والقصيدة المذكورة أولها:

ألا هل لحي في النّزال فإنّني

أرى الحرب دارت بيننا فهي توضع

-

ص: 706

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

- فنبئت أنّ البوم يطلب جمعنا

وهل يستطيع البوم نورا يشعشع

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تنقّص يا لمغرور حبرا وأنّه

لشمس على عين الخفاشات تشرع

فلهو تقيّ الدّين وانت بضدّه

ولهو سراج الملّة المتشعشع

ولهو إمام المقتدين يقودهم

إلى كلّ قول للمضلّين يقمع

أقرّت له الأحبار بالعلم والتّقى

وزهد به أخزيت ما دام لعلع

ويكفيه فضلا عاليا أن علمه

لكالشّمس يغشى عين من يتبدّع

وأنت فلم نعلم لك اليوم ذاكرا

بذكر يراه عالم القوم يرفع

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وأنت فمجوال على كلّ مذهب

كما جال في فضل البساتين ضفدع

وإنّي لعفّ القوم والزّجر فيكم

ولكنّ فار الدّار في الشّرع تردع

تروم حصى نجد ترقّى جبالها

وهيهات نجد حيدها شلع؟

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تقول عن أحمد بن تيميّة الذي

ملا علمه الآفاق بل هو أوسع

جهول يرى التّجسيم في حقّ ربّه

عبلت بل نقل صفا لك يسمع

كذبت وربّ البيت ما قال ذا الذي

نحلت إليه الشّيخ ما لك تقذع

وقولك عنه في القبور مجازف

لتثبت أنواعا من الشّرك أفظع

فلم ينكر الشّيخ الكبير زيارة

على وجهها المشروع بالمتتبع؟

نقضت لردّ الشّيخ حيث جعلته

شنيعا على من صار للرّفض يشرع

ألا تستحي من نقض قولك بالهوى

وتسلك دينا كان لله أجمع

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فنعلم أنّ الله فوق عباده

كما جاء في الفرقان للخلق يسمع

-

ص: 707

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

- على خلقه الرّحمن ربّي مسافة

وبالعلم أدنى من وريد وأبدع

وتنكر ذا تبّا لك اليوم منكرا

كذبت لأنت بالغواية توضع

وإنّ إله الخلق عال لعرشه

عليه استوى الرّحمن بالنّصّ أقطع

وإنّ كلام الله يتلى حقيقة

على ذاك أهل الخوف لله أجمع

وفي قولنا الإيمان قول ونيّة

وفعل به الأركان لله تخشع

يدور على بضع وسبعين شعبة

ومنكر هذا القول بالنّصّ يقمع

يزيد على الطّاعات فينا كقولنا

بنقص من العصيان والحقّ مقطع

وفي منزل الأبرار ينظر وجهه

ويحجب عنه الملحدون ويمنعوا

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

نقرّ بأنّ الله جل جلاله

عليم قدير كامل الوصف يسمع

بصير ير مخّ البعوض بعضوها

ويحصي حساب الخلق علما ويجمع

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

فهذا اعتقادي والّذي قلت إنّه

يرى مذهب التّجسيم هل أنت تسمع

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وقولك في معرض الذّمّ شيخكم

يضلّ الورى جهلا وفيكم تنطّع

ابن لي ضلال الشيخ حتى أجيبكم

أفي هدمه الأوثان فالحق يتبع

ابن لي ابن لي لا أبا لك وانتبه

أفي سدّه طرق الضّلالات مشنع

ابن لي ابن لي ما الضّلالات عندكم

أكفّ دعاة السّوء فينا فنسمع

كففناهم عن ديننا ودمائنا

وأنت لسعد آخر الليل تضبع

ومن مؤلفاته: «منهج المعارج في أخبار الخواج» يعتبر من أجمع الكتب المؤلفة في أخبارهم. في دار الكتب المصرية. ووقفت على نسخ من كتابه في شرح كتاب التوحيد.-

ص: 708

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

- * وممّن أسقطهم المؤلّف- عفا الله عنه- عمدا:

- الشّيخ المؤرّخ عثمان بن عبد الله بن بشر النّجديّ الشّقراويّ (ت 1290 هـ).

صاحب «عنوان المجد في تاريخ نجد» .

لم يدرك الشّيخ محمد بن عبد الوهاب فقرأ على بعض أولاده، ووصف تصدرهم للعلم إبان ازدهار «الدّرعيّة» عاصمة الأئمة من آل سعود، ومستقر حلق العلم من أئمة الدّعوة؛ أولاد الشّيخ وتلاميذه. وأخذ العلم عن جلّة العلماء من بينهم الشّيخ إبراهيم بن محمد بن عبد الوهاب، والشّيخ علي بن يحيى بن ساعد قاضي سدير، والشّيخ إبراهيم بن سيف قاضي الوشم، وأخوه الشّيخ غنيم قاضي عنيزة، والشّيخ عثمان بن منصور السّالف الذكر «المستدرك قبله»

وغيرهم كثير.

من أشهر مؤلفاته: «تاريخه» المذكور و «مختصره» وكتابه «سهيل في الخيل» من أنفس الكتب ذكر فيه خيل آل سعود وانتمائها إلى خيل العرب المشهورة وخاصة خيل الإمام فيصل بن تركي- وللخيل أنساب كأنساب الرّجال-، ويوجد هذا الكتاب في مكتبة خاصة عند بعض المهتمين بالتّراث في مدينة الطّائف، ذكر ذلك في جلسة علمية في صيف عام 1393 هـ ولم أتابع ذلك لعدم اهتمامي به آنذاك فلا حول ولا قوة إلّا بالله. وله مؤلفات أخرى.

أخباره في «عقد الدّرر» : (101)، و «التّسهيل»:(2/ 237)، و «علماء نجد»:(3/ 700)، ولشيخنا الأستاذ حمد الجاسر- حفظه الله- محاضرة قيمة نافعة عن سيرته وتاريخه، وللدّكتور عبد العزيز بن عبد الله الخويطر- حفظه الله- مؤلّف عن ابن بشر هذا أجادا فيهما وأفادا جزاهما الله خيرا.

- والشّيخ عثمان بن عبد الله بن شبانة النّجديّ المجمعيّ التّميميّ.

والد الشّيخ حمد بن عثمان، ولي قضاء المجمعة

أخباره في: «علماء نجد» : (3/ 706).-

ص: 709

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

- والشّيخ عثمان بن عبد المحسن أبا حسين الأشيقريّ النّجديّ التّميميّ.

يراجع: «عنوان المجد» : (1/ 288، 468).

ذكره مرة عند ما أرسله الإمام سعود- رحمه الله معلما ومرشدا لآل مضيان رؤساء قبيلة حرب، وذلك لما وفدوا إلى الدّرعية من المدينة يبايعون على السّمع والطّاعة أرسل المذكور معهم مرشدا وواعظا ومعلّما وقاضيا

ثم ذكره ثانية في عداد تلاميذ الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الحصيّن وقال: «وأخذ عنه أيضا عثمان بن عبد المحسن أبا حسين قاضي بلد أشيقر» ، وأشيقر في ذلك الزّمن من حواضر نجد

ولم يذكر وفاته. ولا ذكره شيخنا ابن بسّام فكان مستدركا عليه. وهو أخو الشيخ القاضي عبد الرّحمن بن عبد المحسن السّالف الذّكر في استدراكنا والله تعالى أعلم.

- وعثمان بن عقيل بن إسماعيل السّحيمي الأشيقريّ العنيزيّ الأصل السّبيعيّ الثّوريّ (ت في حدود 1182 هـ) بعد عودته من الدّرعيّة مسلّما على الإمام عبد العزيز والشيخ محمد بن عبد الوهّاب- رحمهم الله.

يراجع: «علماء نجد» : (3/ 707).

- وعثمان بن علي بن بشارة، سابق الدين، أبو عمرو. ذكره ابن قاضي شهبة في «تاريخه» وفيات سنة 755 هـ قال: «السّبكيّ الصالحيّ الحنبليّ

سمع من ابن البخاري وغيره

وسمع منه الحسيني وابن رافع وابن رجب».

يراجع: «الوفيات» لابن رافع: (2/ 169)، و «المنتقى من مشيخة ابن رجب» ، الشيخ السّابع والسّتّون بعد المائة. قال:(الصالحيّ الدّمشقي الحنفي).

أقول: هو مترجم في «الجواهر المضيّة»

وغيره على أنه حنفي وذكروا أخاه

فليراجع؟!

ص: 710

428 -

‌ عثمان بن عليّ بن إبراهيم بن الفخر التّليليّ

، نسبة ل «تليل» قرية من البقاع من جملة أوقاف مدرسة الشّيخ أبي عمر، الدّمشقيّ، الصّالحيّ ويعرف بالتّليليّ.

قاله في «الضّوء» ، وقال: ولد على رأس القرن، وسمع على عبد القادر الأرمويّ «النّسائيّ» بفوت المجلس الأوّل بروايته عن ابنة الكمال، عن السّبط، وحدّث، وسمع منه بعض الطّلبة، وأمّ بجامع الحنابلة بالسّفح، وعلّم، وخطب به، وهو ممّن لازم أبا شعر واختصّ به، ثمّ بابن قندس وغيرهما، وحجّ وجاور، وكان فقيها، غاية في الورع، والزّهد. درّس، وأفاد، مع التّجرّد والعبادة، من تلاوة وقيام، وفاق في ذلك، وله تجلّد مع كبر سنّه حتّى مات في سنة 893، إمّا في رجبها أو غيره

(1)

، وصلّى عليه بالجامع

428 - ابن الفخر التّليليّ، (800 - 893 هـ):

أخباره في «الجوهر المنضّد» :، و «المنهج الأحمد»:(516)، و «مختصره»:

195، و «التّسهيل»:(2/ 93). وينظر: «الضّوء اللامع» : (5/ 133)، و «الشّذرات»:(7/ 352). وذكره ابن زريق في ثبته؛ وذكر ابنيه عبد الله ومحمد.

زاد في «الجوهر المنضّد» : «وكان يقيم بالجامع ويخطب، وكانت القلوب ترقّ عند سماع خطبه، وتبكي الخلق طقا، ويحصل منها للخلق ما لا يحصل من غيره، أبيض اللون، ليس بالطّويل ولا بالقصير، ليس بالرّقيق ولا بالغليظ، صاحب دين وورع وزهد ولين في كلامه، ساكن في مشيته وهيئته، لم يسمع منه أحد كلاما-

(1)

قوله: «إما في رجبها أو في غيره» .

أقول: حدّد العليمي وفاته بقوله: «توفي يوم الجمعة سابع عشري شعبان سنة اثنتين وتسعين وثمانمائة، ودفن بالرّوضة، وله سبع وتسعون سنة رحمه الله» .

ص: 711

الجديد، ثمّ بالجامع المظفّريّ، وكان له مشهد عظيم، والثّناء عليه مستفيض رحمه الله تعالى./

429 -

‌ عثمان بن فضل الله بن نصر الله الفخر

بن الزّين البغداديّ الأصل، شيخ الخرّوبيّة

(1)

بالجيزة.

- ساقطا

وكان يقرئ بالجامع، قرأت عليه جزء «المنتقى من مسند الإمام أحمد» ومواضع من كتاب «المقنع» وكان معظّما عند المشايخ مهابا».

ثم ذكر وفاته سنة 892 وقال: «توفي بالصّالحية، ودفن في الرّوضة

».

وقال العليميّ في «المنهج الأحمد» : «كان من أهل الفضل، ومن أخصّاء الشّيخ علاء الدّين المرداويّ، وقد أسند وصيّته إليه عند موته» .

والجامع الجديد المذكور هنا يراجع في تحديده: «الدّارس» : (2/ 244).

وأما الجامع المظفري فهو مشهور تكرر ذكره، وهو جامع الحنابلة بالصّالحية.

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عثمان بن علي بن عيسى النّجدي.

ذكره ابن بشر- رحمه الله في «عنوان المجد» : (2/ 57) في ترجمة عثمان بن عبد الجبّار بن شبانه فقال: «وأخذ عنه أيضا العالم الفقيه الشيخ عثمان بن علي بن عيسى قاضي بلد الغاط والزّلفي ثم كان قاضيا لبلدان سدير» . ولم يذكره شيخنا ابن بسّام فكان مستدركا عليه.

429 -

عثمان بن نصر الله، (813 - 894 هـ):

من آل نصر الله البغداديين التّستريّين. والمذكور هنا مصريّ الولادة والمنشأ.

أخباره في «الضّوء اللامع» : (5/ 135)، وفي «الضّوء» مولده سنة ثلاث عشرة-

(1)

هي المدرسة التي بناها محمد بن أحمد بن محمد بن علي، تاج الدّين الخرّوبيّ تاجر مصريّ توفي سنة 785 هـ مجاورا مكّة المكرمة- رحمه الله.-

ص: 712

قال في «الضّوء» : ولد في صفر سنة 823، وأجاز له جماعة، واستقرّ في المشيخة بعد أبيه، وسمع بها على ابن ناظر الصّاحبة، والعلاء بن بردس، وابن الطّحّان بحضرة البدر البغداديّ القاضي شيئا من مرويّهم، ولم تزل المشيخة معه حتّى رغب عنها بأخرة شركة بين ابن طه وغيره، واستناباهفيها، وجلس شاهدا بحانوت الحلوانيّين، وسيرته غريبة، وأصوله سادات أئمّة.

مات في ذي الحجّة سنة 894.

- وثمانمائة وفيه أيضا: وسيرته غير مرضيّة. واستظهرت أن يكون هو المقصود ب «عثمان الخطيب» المذكور في «الجوهر المنضّد» : (79).

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عثمان بن محمّد الحنبليّ، فخر الدّين؟

ذكره العليمي في «المنهج الأحمد» : (473)، و «مختصره»:(70).

قال: «كان حيّا في سنة سبعين وسبعمائة» .

أقول: لا أعرفه إلا أن يكون هو عثمان بن محمد بن أبي بكر بن حسين الحرّانيّ ثم الدّمشقيّ، فخر الدين «ابن المغيزل» ، ويقال له أيضا:«ابن سينا» و «ابن القمّاح» مولده سنة 698، ووفاته سنة 773 هـ.

ذكره الحافظ ابن حجر في «الدّرر» : (2/ 62)، و «إنباء الغمر»:(1/ 26).

وله أخبار كثيرة، وذكر في الكتب مستفيض، ولم أجد من نصّ على حنبليّته، لذا لا أجزم أنه المذكور في «المنهج» ، ولا أجزم بحنبليته، إن لم يكن هو، فيبقى احتمال.

أو لعله هو ابن الحافظ عبد الغني الآتي؟!

- عثمان بن محمّد الشّعري الحنبلي (ت قبل 820 هـ).

يراجع: «الضّوء اللامع» : (5/ 143).

- يراجع: «رفع الإصر» : (491).

ص: 713

430 -

‌ عثمان بن محمّد بن محمّد بن الحسن

بن الحافظ عبد الغنيّ.

قال في «الشّذرات» : سمع من الحجّار، واشتغل في الفقه، وقرأ على التّاج المراكشيّ، وسمع من ابن الرّضيّ، وبنت الكمال، وحفظ «التّسهيل» وحدّث وأفاد. توفّي في رجب سنة 785.

431 -

‌ عثمان بن محمّد بن وجيه الشّيشيني

بمعجمتين مكسورتين بعد كلّ منهما تحتانيّة ساكنة ثمّ نون قبل ياء النّسبة. قاله في «الشّذرات» .

وقال: سمع «جامع التّرمذيّ» من العرضيّ ومظفّر الدّين العسقلانيّ بسندهما المعروف، وكان يباشر في الشّهادات، وينوب في الحكم ببعض البلاد، وكان ذا مروءة ومواساة لأصحابه، وأجاز للحافظ ابن حجر.

توفّي في نصف ربيع الآخر سنة 798.

430 - فخر الدّين ابن الحافظ، (؟ - 785 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 6).

وينظر: «إنباء الغمر» : (1/ 284)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 3/ 123)، و «الشّذرات»:(6/ 288).

ولم يذكره الحافظ ابن حجر في «الدّرر» .

431 -

ابن وجيه الشّيشينيّ، (قبل 720 - 798 هـ):

أخباره في «ذيل التقييد» :، و «إنباء الغمر»:(1/ 537)، ولم يذكره في «الدّرر» ، و «معجم ابن حجر»:(194)، و «الشّذرات»:(6/ 360).

قال الحافظ ابن حجر- رحمه الله: «بمعجمتين مكسورتين بينهما نونان ساكنتان، فخر الدّين الشّاهد، ولد بعد العشرين، وسمع وهو كبير على العرضي، ومظفر الدّين «جامعالتّرمذي»

».-

ص: 714

432 -

‌ عزّ الدّين الحنبليّ

.

نقلت من خطّ الأكمل بن مفلح: مات سنة 802، وهو محدّث، فاضل، نبيل، نبيه، ومن شعره ملغّزا:

وما اسم إذا صحّفته عون كاتب

وفيه لنا عيش وأمن من الكسر

ونور مكان ثمّ علم مغيّب

وعالم عصر ثمّ أمن من الشّرّ

وله ملغّزا أيضا:

وما شيء له في الحائط اسم

رباعيّ ويطلع في الرّءوس

إذا صحّفت آخره بقلب

يطيب بذاك من طيب النّفوس

- وفي «معجم ابن حجر» : «بينهما نونان ساكنتان» فلعله يقصد ياءان.

وجاء في «الإنباء» له: «بعد كل منهما تحتانية ساكنة ثم نون قبل ياء النّسب» .

وهو منسوب إلي شيشين الكوم من قرى المحلّة هكذا قال المؤلّف في ترجمة علي ابن أحمد بن محمّد

الآتي نقلا عن «الضّوء اللامع» : (5/ 178).

وزاد في «الإنباء» : «ومظفر الدّين العسقلانيّ بسندهما المعروف

».

وقال: «قرأت بخطّ القاضي تقي الدّين الزّبيري: كانت له مروءة وموافاة لأصحابه لا ينقطع عنهم ويتفقّدهم، ويهدي إليهم ويقرضهم» .

432 -

عزّ الدّين بن مفلح، (؟ -؟):

لم أقف على أخباره.

ص: 715

وله أيضا:

عجبت لأبيض يعلوه ثوب

كزنجار وذا شيء عجاب

إذا جرّدت ذاك الثّوب عنه

تطيب به القلوب أو الثّياب

433 -

‌ عليّ بن إبراهيم بن عبد الوهّاب بن عبد السّلام

، نور الدّين بن البرهان، البغداديّ الأصل، القاهريّ الماضي أبوه.

قال في «الضّوء» : وهو سبط الشّمس محمّد بن معروف التّاجر، نشأ في كنف أبويه فقرأ القرآن، وسمع الحديث، وجلس بعده للتّجارة في حانوته، وما قنع بل تعاطى السّكّر وغيره، ولم يحصل على طائل.

433 - نور الدّين البغداديّ، (؟ - 886 هـ):

أخباره في «الضّوء اللامع» : (5/ 153).

* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عليّ بن أحمد بن أبي بكر بن طرخان (ت 770 هـ).

أخباره في «الجوهر المنضّد» : (93)، و «الدّرر الكامنة»:(3/ 91)، و «ذيل التّقييد» .

وهو من أسرة علمية حنبليّة حافلة بالعلم والعلماء، ذكرت جملة منهم في هامش ترجمة أبي بكر بن طرخان» في «الدّرر المنضّد» .

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- علي بن أحمد بن عبد الله بن الناصح عبد الرّحمن بن محمد بن عياش السوادي الصّالحي.

يراجع: «الضّوء اللامع» : (5/ 168).

ص: 716

مات في ربيع الأوّل سنة 886 بعد وفاة أخته بأيّام، وأظنّه جاوز الثّلاثين.

434 -

‌ عليّ بن أحمد بن محمّد بن سليمان بن حمزة المقدسيّ

، ثمّ الصّالحيّ، فخر الدّين.

قال في «الشّذرات» : ولد سنة 40 وسمع الكثير، ولازم ابن مفلح، وتفقّه عنده، وخطب بالجامع المظفّريّ، وكان أديبا، ناظما، ناثرا، منشئا، له خطب حسان، ونظم كثير، وتعاليق في فنون، وكان لطيف الشّمائل.

434 - الخطيب محبّ الدّين المقدسيّ، (740 - 791 هـ):

أخباره في «الجوهر المنضّد» : (78، 95)، ذكره مرتين، و «التّسهيل»:(2/ 9).

وينظر: «إنباء الغمر» : (1/ 387)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 3/ 387)، و «الضّوء اللامع»:(5/ 214)، و «الشّذرات»:(6/ 318).

من آل قدامة المقادسة، من ولد القاضي تقيّ الدّين سليمان بن حمزة.

قال الحافظ ابن حجر: «

ولد سنة أربعين، وسمع الكثير، ولازم ابن مفلح، وتفقّه عنده وخطب بالجامع المظفري، وكان أديبا، ناظما ناثرا، منشئا، له خطب حسان، ونظم كثير، وتعاليق في فنون، وكان حسن المعاشرة، لطيف الشمائل؛ وهو القائل:

حماة حماها الله من كلّ آفة

وحيّا بها قوما هموا بغية القاضي

لقد لطفت ذاتا ووصفا ألا ترى

دواليبها خشبا وتبكي على العاصي»

العاصي: كثير الذّنوب لعصيانه. والعاصي: نهر يمرّ بحماة، مشهور.

وقد ترجم له ابن عبد الهادي في «الجوهر المنضّد» مرتين، وفاتني التّنبيه على ذلك، لم يذكر وفاته في الأولى، وقال:«خطيب جامع الحنابلة» ، وقال في الثّانية:

«خطيب جامع المظفّريّ بالصّالحية» والمعنى واحد. ولقّبه في الأولى: «محبّ الدّين» ، وفي الثّانية:«فخر الدّين» .-

ص: 717

توفّي في جمادى الآخرة سنة 791.

435 -

‌ عليّ بن أحمد بن محمّد بن عبد الله بن محمّد

بن محمود، العلاء المرداويّ، ثمّ الصّالحيّ، سبط أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن المحبّ قاله في «الضّوء» .

وقال: ولد سنة 730، وأحضر في صغره على جدّه، بل أسمع عليه، وعلى زينب ابنة الكمال، وحبيبة ابنة الزّين، والعماد أبي بكر بن محمّد بن

- * ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عليّ بن أحمد بن عليّ البغداديّ (ت 975 هـ).

أخباره في «الكواكب السّائرة» : (3/ 181)، و «النّعت الأكمل»:(136).

435 -

علاء الدّين المرداويّ، (730 - 803 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 214)، و «الجوهر المنضّد»:(86)، و «المنهج الأحمد»:(477)، و «مختصره»:(173). وينظر: «ذيل التّقييد» : (246)، «معجم ابن حجر»:(194)، و «إنباء الغمر»:(2/ 171)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(217)، و «لحظ الألحاظ» ، و «الضّوء اللامع»:(5/ 187)، و «الشّذرات»:(7/ 31)، احتفل به الحافظان تقيّ الدّين الفاسي، وابن حجر العسقلاني.

قال الأول: «

نقيب الحكم العزيز بدمشق. سمع في الرّابعة من عمره على أحمد بن علي بن حسن الحريري، وأبي بكر بن محمد بن الرّضي المقدسيّ، والحافظ أبي الحجّاج يوسفبن عبد الرّحمن المزّي

وسمع من جده لأمه أحمد بن المحب وابن أبي التّائب وغيرهما، وحدّث، ومات في رمضان

».

وقال الآخر: «كان حسن الأخلاق،

وأثنى عليه ابن حجّي في «تاريخه» وقال:

كان أقدم من بقي من شهود الحكم.

وقرأت عليه: «عوالي أبي العبّاس ابن المحبّ» وهو جدّه لأمّه بسماعه منه

) وذكر كتبا كثيرة وأجزاء حديثية بأسانيدها عنه- رحمهما الله-.

ص: 718

الرّضيّ، وأبي عبد الله محمد بن أحمد بن المحبّ، وأخيه/ محمّد، والبدر أبي المعالي، وابن أبي التّائب، وسليمان بن محمّد بن أحمد بن منصور، والشّهاب أحمد بن عليّ الجزريّ، وعائشة ابنة محمّد بن مسلم الحرّانيّة، والحافظ المزّيّ، وخلق، روى عنه شيخنا فأكثر، ومن مرويّاته «الشّمائل النّبويّة» للتّرمذيّ حضرها في الرّابعة على شيوخ عبد الله بن خليل الحرستانيّ الماضي.

قال شيخنا: وكان حسن الأخلاق.

مات في رمضان سنة 803، بعد الكائنة، وذكره المقريزيّ في «عقوده» ، وفي الأحياء آخر سنة 89 من له منه إجازة.- انتهى-.

قال في «الإنباء» : قال ابن حجّي: كان أقدم من بقي من شهود الحكم، شهد على المرداويّ الكبير، وكان خيّرا، جيّدا.

436 -

‌ عليّ بن أحمد بن محمّد بن جلال الدّين، المعروف ب «البرادعيّ»

البعليّ، ثمّ الدّمشقيّ، الصّالحيّ.

قال في «سلك الدّرر» : الشّيخ، العالم، الفاضل، العلّامة، كان من أفراد الوعّاظ.

436 - البرادعيّ البعليّ، (1092 - 1155 هـ):

أخباره في «النّعت الأكمل» : (281)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(123)، و «التّسهيل»:(2/ 174)، وينظر:«سلك الدّرر» : (3/ 203).

وهو في المصادر: (علي بن أحمد بن عبد الجليل بن إبراهيم).

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله: -

ص: 719

ولد ببعلبكّ سنة 1092، وبعد ثلاث سنين جاء والده وجدّه إلى الصّالحيّة بدمشق وسكنا بها، وأخذ لهما دارا بالشّراء، وكان والده وجدّه من الحفظة، وجدّه الأعلى جلال الدّين من العلماء الأجلّاء بمدينة بعلبكّ، وهم طائفة كبيرة يقال لهم: بيت جلال الدّين. والمترجم قرأ القرآن وحفظ بالسّبع، وكان يختمه في كلّ يوم وليلة، وفي رمضان ليلا ونهارا أربعا وستّين ختمة، وفي صلاة التّراويح ختمة، تفقّه بشيخه الشّيخ أبي المواهب الحنبليّ الدّمشقيّ، وقرأ عليه كثيرا، وكان لا يفارق دروسه في غالب أوقاته، وانتفع به، وقرأ على السّيّد إبراهيم بن حمزة النّقيب في الحديث والمعقولات، والمعاني والبيان، وانتفع به كثيرا، وقرأ أيضا على الشّيخ إلياس الكرديّ نزيل دمشق في المعاني، والبيان، والتّصريف، والمعقول، والمنقول، وقرأ «البخاري» و «الجامع الصّغير» على الشّيخ يونس المصريّ مدرّس قبّة النّسر، وأخذ عنه الحديث، وقرأ عليه كثيرا، ولازم دروسه حتّى مات، وكان يحبّه كثيرا، وقرأ على الشّيخ إسماعيل اليازجيّ الدّمشقيّ، وأخذ عنه علم الفرائض، وكذلك على الشّيخ عبد القادر التّغلبيّ الدّمشقيّ، واجتمع بعلماء كثيرين، وأخذ سائر الفنون عن الأستاذ الشّيخ عبد الغنيّ النّابلسيّ، فإنّه كان يحبّه ويسرّ للقائه، ويقرئ ولدي ابنه الشّيخ إسماعيل، وهما الشّيخ طاهر والشّيخ مصطفى بأمر منه، ولمّا توفّي الأستاذ غسّله الشّيخ عليّ بيده وكفّنه وألحده بوصيّة منه، وأقرأ الشّيخ عليّ المترجم في المدرسة العمريّة، وفي داره، وبالجامع الجديد،

-- علي بن أحمد بن محمد بن عثمان بن المنجّى التّنوخيّ الدّمشقيّ.

يراجع: «ذيل التّقييد» : (360).

ص: 720

وأخذ عنه ناس كثير، وقرءوا عليه، وكان له مجلس وعظ تحت القبّة على باب المقصورة بعد صلاة الجمعة صيفا، وشتاء، وخريفا، وربيعا، وكان يخطب في جامع السّنانيّة

(1)

، ويؤمّ بالمدرسة العمريّة، وكان إذا وعظ يجتمع عنده خلق كثير من أهالي دمشق، ومن الغوطة، والضّياع، يقصدون الحضور للسّماع، وكان صوته عاليا، إذا وعظ يسمعه غالب من في الجامع، ويعظ من غير كتاب ولا يخطئ، ولا يغيب ذهنه عن شيء؛ لشدة حفظه، وإذا قرأ العبارة مرّة واحدة يحفظها، ولا تغيب عن حفظه، ولم يزل على حالته هذه إلى أن مات سابع عشر ذي الحجّة سنة 1155، ودفن بسفح قاسيون في جانب الدّاوديّة، تجاه مرقد الشّيخ مسعود بوصيّة منه رحمه الله.

(1)

جامع السّنانيّة: منسوب إلى مجدّده سنان باشا سنة 999 هـ.

يراجع: «حاشية النّعت الأكمل» : (283)، و «خطط دمشق»:(520).

ص: 721

437 -

‌ عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمر

بن محمّد بن وجيه بن مخلوف بن صالح بن جبريل بن عبد الله، نور الدّين، ابن الشّهاب، ابن القطب أبي البركات الشّيشينيّ- نسبة لشيشين الكوم من قرى المحلّة- المحلّيّ الأصل القاهريّ، الشّافعيّ، ثمّ الحنبليّ، والد الشّهاب أحمد الماضي، ويعرف ب «ابن القطب» والشّيشينيّ. قاله في «الضّوء» .

وقال: ولد مستهلّ رمضان سنة 807 بالقاهرة، ونشأ بها، فحفظ القرآن وشرع في حفظ «التّنبيه» ليكون شافعيّا كأسلافه، فأشار عبد الكريم الكتبيّ على أبيه أن يحوّله حنبليّا ففعل، وحفظ «الخرقيّ» و «المحرّر» وتفقّه بالمحبّ ابن نصر الله، والنّور بن الرّزاز المتبوليّ وبه انتفع، والبدر البغداديّ، والزّين الزّركشيّ، وسمع عليه «صحيح مسلم» والتّقيّ ابن قندس لقيه بالشّام وغيرها، وأذن له هو وغيره بالإفتاء والتّدريس، وأخذ عن ابن المفضّل البجائيّ [المغربيّ]

(1)

، وسمع بالقاهرة على ابن ناظر الصّاحبة، وابن بردس، وابن

437 - ابن القطب الشّيشينيّ، (807 - 870 هـ):

أخباره في «المنهج الأحمد» : (499)، و «مختصره»:(188)، و «التّسهيل»:(2/ 74). وينظر: «الضّوء اللامع» : (5/ 187)، و «الشّذرات»:(7/ 310).

قال العليميّ: «الشيخ، الإمام، والعلّامة، الفقيه، المفتي، القاضي نور الدّين أبو الحسن، ابن الشّيخ شهاب الدّين أبي حامد، أحد خلفاء الحكم بالدّيار المصريّة وعلمائها

».

(1)

عن «الضّوء» ، وبعدها فيه: «في أصول الفقه والعربيّة، وسمع على شيخنا أشياء، بل كتب عنه في الإملاء، وكذا سمع على الشرف أبي الفتح المراغي والشهاب الزّفتاوي بمكة، وسمع بالقاهرة

».

ص: 722

الطّحّان في صفر سنة 845 بحضرة البدر البغداديّ، بل كان يخبر أنّه سمع في صغره على الجمال الحنبلي

(1)

، وحجّ مرّتين الثّانية في سنة 50، وجاور الّتي بعدها، وكذا دخل الشّام، وحماة وغيرهما، وناب في العقود والفسوخ عن العزّ المقدسيّ، ثمّ في الأحكام عن البغداديّ، بل استنابه شيخنا في ناحية شيشين الكوم، وساسهما وعملهما، وجلس في بعض الحوانيت منتدبا للأحكام، ونزل في صوفيّة الأشرفيّة برسباي أوّل ما فتحت، واستقرّ في تدريس الحنابلة بالصّالح بعد موت شيخه ابن الرّزّاز، ثمّ انتزع منه بعنف بالتّرسيم والإهانة بقيام قاضي مذهبه العزّ الكناني، والشّمس الأمشاطيّ، متحجّجين بوجود حفيدين للمتوفّى ليست فيهما أهليّة، وما كان بأسرع من موتهما واستقرّ الدّرس باسم العزّ، وكان صاحب/ التّرجمة مستحضرا للمسائل الفقهيّة، وأدمن مطالعة «الفروع» لابن مفلح بحيث كان يأتي على أكثره عن ظهر قلب، وصار بأخرة من أجلّ النّوّاب، مع جفاء قاضيه له، ممّا لم أكن أحمده منه، واتّفق له قديما- ممّا أرّخه شيخنا- أنّه انفرد برؤية هلال رمضان سنة 37، مع إجماع أهل الميقات علىأنّه يغيب مع غيبوبة الشّمس فأرسل به شيخنا إلى السّلطان ليعلمه بذلك فسأل عنه فأثنوا عليه لكونه كان قريب جليسه اللّؤلؤيّ ابن قاسم، فأمر بعمل ما يقتضيه الشّرع، فأقام الشّهادة عند قاضي الحنابلة، وحكم به بمقتضى شهادته، ثمّ إنّ النّاس ما عدا شيخنا وبقيّة رفقته تراءوا هلال شوّال بعد استكمال رمضان ثلاثين استظهارا فلم يروه، ولكن اتّفق أن غالب الجهات المتباعدة وكثيرا من المتقاربة عيّدوا كذلك،

(1)

بعدها في «الضّوء» : (فالله أعلم).

ص: 723

وكأنّهم رأوه، إمّا أوّلا أو آخرا، وبالجملة فنعم صاحب التّرجمة كان.

مات فجأة في صفر سنة 870، وصلّى عليه برحبة باب النّصر، تقدّم النّاس ولده مع كون الشّافعيّ ممّن حضر فتألّم لذلك ظنّا أنّ الحنبليّ هو المقدّم، فخفّفت عنه.- انتهى-.

قال في «الشّذرات» : وكان يكتب على الفتاوى كتابة جيّدة، وأفتى في خلع الحيلة بأنّ العمل على صحّة وقوعه، ورأيت خطّه بذلك.- انتهى-.

أقول: هو متابع في ذلك لشيخه المحبّ بن نصر الله البغداديّ فيما نقل عنه، والرّاجح خلافه.

438 -

‌ عليّ بن أحمد بن محمّد القطّان

.

قال في «الضّوء» : رجل فقير، يتكسّب، ويشتغل يسيرا، وسمع في الحديث، وهو ممّن أخذ عنّي.

439 -

‌ عليّ بن إسماعيل بن محمّد بن بردس بن نصر

بن بردس بن رسلان، العلاء، ابن الحافظ العماد، البعليّ، أخو التّاج محمّد.

438 - ابن القطّان، (؟ -؟):

أخباره عن «الضّوء اللامع» : (5/ 190) فحسب.

439 -

العلاء ابن بردس، (762 - 846 هـ):

من أسرة علمية حنبلية بعلية، تقدم ذكر والده في موضعه حيث ذكره المؤلف، وعمه عبد الله في موضعه من استدراكنا، وذكر المؤلّف جدّه في موضعه. كما ذكر أخوه محمّد بن إسماعيل في موضعه أيضا، ولم يذكره ابن مفلح، ولا ابن عبد الهادي.

أخباره في «المنهج الأحمد» : (491)، و «مختصره»:(182)، و «التّسهيل»:(2/ 56).

ص: 724

قال في «الضّوء» : ويعرف كسلفه ب «ابن بردس» ولد سنة 762 ببعلبكّ، ونشأ بها ورحل به والده إلى دمشق، فسمع من جماعة من أصحاب الفخر كابن أميلة، والصّلاح بن أبي عمر، سمع عليهما «مشيخة الفخر» مع «الذّيل» ، وعلى أوّلهما فقط «سنن أبي داود» و «التّرمذيّ» وعلى ثانيهما «الشّمائل» للتّرمذيّ ومسند ابن عبّاس من «مسند الإمام أحمد» وكأبي عليّ ابن الهبل، سمع عليه ثاني «الجزائيات»

(1)

وكأبي عبد الله محمّد بن المحبّ المقدسيّ سمع عليه «جزء ابن بخيت» و «جزء بقرة بني إسرائيل» في آخرين، وحدّث ببلده وبدمشق، واستقدم القاهرة فحدّث بها أيضا، وأخذ عنه الأعيان، وفي الرّواة عنه كثرة، وسافر منها فمات بدمشق في العشر الأخير من ذي الحجّة سنة 846، ودفن بتربة الشّيخ رسلان، وكان شيخا نحيفا، سخيّا، ديّنا

- وينظر: «معجم ابن حجر» : (354)، و «إنباء الغمر»:(9/ 196)، و «الضّوء اللامع»:(5/ 193)، و «الشّذرات»:(7/ 257).

قال الحافظ ابن حجر- رحمه الله في «الإنباء» : «وهو شيخ صالح خير، مؤذّن جامع بعلبك» .

وقال في «معجمه» : «عليّ بن إسماعيل بن محمّد بن بردس بن نصر بن بردس بن رسلان البعلبكّيّ، أخو المحدث إسماعيل، أجاز لابني محمّد في استدعاء سنة خمس وعشرين، وله سماع من

».

(1)

هكذا بخطّ المؤلّف، وفي «الضّوء اللامع»:«الحربيّات» ، وهو الصّحيح؛ وهو جزء حديثي من جمع أبي الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسين بن شاذان السّكريّ الحربيّ (ت 386 هـ) رأيته في مجموع في المكتبة الظاهرية بدمشق، ولم أتمكن من تصويره قدّر الله ذلك. وفيها منه عدة نسخ.

ص: 725

خيّرا، يتعانى الأذان ببلده، مع خفّة روح، وحلاوة لفظ، ذكره شيخنا في «معجمه» وقال: أجاز لابني سنة 25./

440 -

‌ عليّ بن أبي بكر بن إبراهيم بن محمّد بن مفلح

بن محمّد بن مفرّج، العلاء، حفيد التّقيّ أبي عبد الله، ابن الشّمس صاحب «الفروع» المقدسيّ، الدّمشقيّ، ثمّ الصّالحيّ، والد الصّدر عبد المنعم، وقريب إبراهيم بن محمّد، والشّرف عبد الله الماضيين، وابن أخي النّظام عمر الآتي. قاله في «الضّوء» .

وقال: يعرف كسلفه ب «ابن مفلح» ولد سنة 815 بصالحيّة دمشق، ونشأ بها، فقرأ القرآن عند الشّمس ابن كاتب الغيبة، وسالم وغيرهما، وحفظ «المقنع» و «الملحة» وغيرهما، وعرض على عمّ والده الشّرف عبد الله بن مفلح والعزّ البغداديّ المقدسيّ، وعن الشّرف المذكور، وغيره أخذ الفقه، بل وسمع عليه في الحديث، وأجاز له ابن المحبّ الأعرج، والتّاج ابن بردس

440 - العلاء ابن مفلح، (815 - 882 هـ):

أخباره في «الجوهر المنضّد» : (102)، و «المنهج الأحمد»:(506)، و «مختصره»:(191)، و «التّسهيل»:(2/ 84).

وينظر: «الضّوء اللامع» : (5/ 198)، و «قضاة دمشق»:(301)، و «حوادث الزّمان»:(2/ 65)، و «الشّذرات»:(7/ 235).

- وابنه عبد المنعم بن علي.

ذكره السّخاوي وابن عبد الهادي وأثنيا عليه. ورأيت لعليّ هذا «ثبوت الشّهادة على الخطّ» في الظّاهريّة، ونسخ تفسير الحدّادي اليمنيّ سنة 859 هـ نسخة التّيمورية رقم 279

وغير ذلك.

ص: 726

وغيرهما، وناب في القضاء عن عمّه، وبالقاهرة عن البدر البغداديّ، ثمّ استقلّ بقضاء حلب، وتكرّر له ولايتها، وكذا ولي كتابة السّرّ بالشّام في أوّل سنة 63، عوضا عن الخيضريّ، ثمّ انفصل عنها بعد سنتين، وولي قضاءها مرّة بعد أخرى، ثمّ نظر الجيش بحلب، وحجّ، وزار بيت المقدس مرارا، ولقيته بحلب وغيرها، وحمدت لقيه واحتشامه، وكان إنسانا، حسنا، متواضعا، كريما، متودّدا، خبيرا بالأحكام، ذا إلمام بطريق الوعظ، وكذا بالعلم في الجملة، وأقام بحلب منفصلا عن القضاء وغيره ثلاث سنين حتّى مات شهيدا بالبطن، بل وبالطّاعون بعد إقامته نحو خمسين يوما متعلّلا في عشيّة ليلة السّبت عاشر صفر سنة 882، وصلّى عليه من الغد بالجامع الكبير في محفل تقدّمهم أبو ذرّ بن البرهان بوصيّة منه، ودفن ظاهر باب المقام.

441 -

‌ عليّ بن أبي بكر بن محمّد بن محمود بن سلمان الحلبيّ

، علاء الدّين، ابن شرف الدّين، ابن شمس الدّين، ابن الشّهاب.

441 - العلاء ابن الشّهاب محمود، (730 - 764 هـ):

من أحفاد أبي الثّناء محمود الحلبيّ الكاتب المترسّل المشهور.

أخباره في «التّسهيل» : (1/ 386).

وينظر: «الدّرر الكامنة» : (3/ 102)، «درّة الأسلاك»:(215)، «ذيل العبر» للحسيني:(370)، و «ذيله» لأبي زرعة:(1/ 147)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 170).

قال ابن حبيب في «درّة الأسلاك في دولة الأتراك» (مخطوط)، [حوادث سنة 764 هـ]: «وفيها توفي المولى علاء الدّين أبو الحسن عليّ بن الرّئيس شرف الدّين-

ص: 727

قال في «الدّرر» : كان كاتب الإنشاء بدمشق، ومات بها سنة 764.

أرّخه ابن حبيب- انتهى- وقال الصّلاح الصّفديّ في «عنوان النّصر» : كان قد شدا طرفا من الأدب، ونظم، ونثر، وكتب، وتنبّل، وكان يتودّد إلى النّاس، ويخدمهم بما يقدر عليه.

ومولده- فيما أظنّ- سنة 730 وكان قد دخل إلى الدّيوان، ودخل- هو بدل أخيه- ووقّع في الدّست بدمشق المحروسة، وحجّ سنة 763، وكان- رحمه الله كثير الأسقام ضعيف البنية.

442 -

‌ عليّ بن أمين الدّين بن محمّد بن علي بن عبّاس

بن فتيان البعليّ الشّهير ب «ابن اللّحّام» .

- أبي بكر، بن الرّئيس شمس الدّين أبي عبد الله محمّد، بن الرّئيس شهاب الدّين أبي الثّناء محمود بن سلمان الحلبيّ الدّمشقيّ»، ثم سجع له فقال:«كاتب بيته مقصود، وطرّه مطرود، ولواء فضله معقود، وجدّه على الحقيقة محمود، كان ذا نفس عفيفة، وذات لطيفة، وقلم يرقم خلل الطّروس، باشر كتابة الإنشاء بدمشق، حافظا سرّ أنبائه، متقدّما على التّرسل، وحسن التّوسّل بمن سلف من آبائه وكانت وفاته بها عن نحو أربعين سنة تغمّده الله برحمته» .

442 -

ابن اللّحّام البعليّ، (752 - 803 هـ):

كرّر المؤلّف ترجمة المذكور- كما سيأتي- ظانّا أنه غيره، ولا أدري كيف خفي على المؤلّف ذلك، وهو من كبار علماء المذهب ومشهوريه هو صاحب «المختصر» في أصول الفقه، وبه اشتهر وعرف. وهو جامع اختيارات شيخ الإسلام ابن تيميّة.

ذكره هنا «علي بن أمير

» وهناك على الحقيقة «علي بن محمّد بن عبّاس» وتخريج ترجمته في الموضع الثّاني؛ لأنّه الأليق به.

ص: 728

قال في «الضّوء» : ولد في صفر سنة 752، واشتغل ببلاده على الشّمس ابن اليونانيّة، وسمع بها جماعة، وكذا اشتغل بدمشق بالفقه وأصوله.

ومات بالقاهرة يوم الجمعة عيد الأضحى سنة 803.

443 -

‌ عليّ بن آي دغدي التّركيّ الأصل، الدّمشقيّ

.

قال في «الشّذرات» : كان يلقّب (حنبل) سمع الكثير، وطلب بنفسه، وجمع «معجم شيوخه» وترجم لهم.

قال ابن حجّي: علّقت من «معجمه» تراجم وفوائد. قال: ولا يعتمد على نقله.

مات في رجب سنة 795.

444 -

‌ عليّ بن جمعة بن أبي بكر البغداديّ

، خادم مقام الإمام أحمد كآبائه والخريزاتي هو. قاله في «الضّوء» .

443 - ابن آي دغدي التّركيّ، (؟ - 795 هـ):

أخباره في «الجوهر المنضّد» : (95).

وينظر: «إنباء الغمر» : (1/ 461)،. و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 3/ 489)، وفيه النقل عن ابن حجّي، و «الشّذرات»:(6/ 340).

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- علي بن جعفر الفضليّ النّجديّ الأشيقريّ (ت 1015 هـ).

أخباره في «علماء نجد» : (3/ 709)، عن الشيخ إبراهيم بن عيسى.

444 -

ابن جمعة البغداديّ، (750 - 868 هـ):

أخباره عن «الضّوء اللامع» : (5/ 209)، ولم أجده في مصدر آخر، وكذا أثبت السّخاوي في «الضّوء» تاريخ مولده ووفاته، ومعنى هذا أنّه تجاوز المائة بثمان عشرة-

ص: 729

وقال: ولد سنة 750 أو بعدها ببغداد، ونشأ بها، وتعلّم صنائع، ثمّ ساح في البلاد، وطاف العراق، والبحرين، والهند، وأرض العجم، وما وراء النّهر، ثمّ حجّ، وطوّف البلاد الشّاميّة، ثمّ قدم القدس، وسكن به، وبنابلس، وبالخليل، ثمّ قدم القاهرة وسكنها، وطوّف بريفها، وارتزق من صنعة الشّريط، وجلس لصنعته بحانوت تجاه الظّاهريّة القديمة، وشاع عنه ممّا شاهده الثّقات سنة 44 أنّ السّباع إذا مرّ عليه بها تأتيه وتتلمّس به، هيئة المسلّمين عليه، بحيث يعجز قائده عن مرور السّبع/ بدون مجيئه إليه، بل وعن أخذه عنه سريعا، إلى أن أذن له هو، وتكرّر ذلك مدّة إلى أن ملّ الشّيخ، فصار إذا سمع بالسّبع من بعد يقوم ويفرّ إلى المدرسة وغيرها، رجاء زوال اعتقاد من لعلّه يعتقده بسبب ذلك، كلّ ذلك مع سكينته، ونوره، وتواضعه، وهضمه لنفسه، وإظهاره لمن يجتمع به أنّه في بركة العلماء

(1)

ونحو هذا، ولا

- سنة، وهذا أمر غريب، ولم ينصّ السّخاوي على أنّه من المعمرين، لذا يغلب عليّ الظّنّ أن في سنة وفاته تحريفا فلعلّها (28) أو (38) والله تعالى أعلم.

(1)

لو كان ذلك من بركة العلماء لكانت السّباع تخضع وتذلّ لكلّ عالم ذي دين وورع متّق لله تعالى، لذا يجب الوقوف عند مثل هذه الحكايات ولا يسلّم بالقبول بها؛ لا سيما أن لدى الصّوفية ومدّعي الولاية كثير من أمثال هذه الحكايات والخوارق التي لا يقبلها إلا البلهاء، فإذا كان شيء من ذلك حدث للمذكور فقد يكون مردّه إلى أنه كان مروّضا للسّباع، وهو قد ساح البلاد ودخل الهند وبلاد العجم وغيرهما مما شاع فيه ترويض الحيوانات وتدريبها، ثم بالغوا في النّقل عنه في ذلك حتى وصلوا به إلى درجة الاستحالة. والله أعلم.

ص: 730

يخلو عن قليل بله، وبلغني عنه أنّه أخبر أنّ عمّ والده واسمه عبد الملك كان يركب السّباع.

مات في يوم الأربعاء عاشر رمضان سنة 868 بالقاهرة، وكنت ممّن تكرّرت رؤيتي له، والتمست أدعيته، بل أظنّ أنّني شاهدت صنيع السّبع معه.

445 -

‌ عليّ بن الحسن بن عليّ بن عبد الله الكلائيّ

البغداديّ المقرئ، سبط الكمال عبد الحق

(1)

.

قال في «الشّذرات» : ولد سنة 698، وأجاز له الدّمياطيّ، ومسعود الحارثيّ، وعليّ بن عيسى بن القيّم، وابن الصّوّاف وغيرهم، قال ابن حبيب، وكان كثير التّلاوة، وحجّ مرارا، وجاور وخرّج له ابن حبيب مشيخة.

توفّي سنة 775

(2)

.- انتهى-.

وفي «الإنباء» : كذلك بالحرف إلّا أنّه قال: ولد سنة 93

(3)

.

445 - الكلائيّ البغداديّ، (698 - 775 هـ):

أخباره في «الجوهر المنضّد» : (84).

وينظر: «المنتقى من مشيخة المقرئ شهاب الدّين ابن رجب» ، «إنباء الغمر»:(1/ 67)، و «الشّذرات»:(6/ 238)، وفيه: علي بن الحسن.

(1)

كمال الدّين عبد الحقّ، هو والد الإمام المشهور صفيّ الدّين عبد المؤمن بن عبد الحقّ البغداديّ الحنبليّ (ت 739 هـ)، أخباره في «المقصد الأرشد»:(2/ 167).

(2)

قال المقرئ شهاب الدّين ابن رجب في «مشيخته» : «رجل صالح، كثير الخير والتّلاوة والذّكر، حجّ مرارا أو جاور

».

(3)

جعل ابن عبد الهادي وفاته في ذي القعدة سنة أربع وسبعين.

ص: 731

446 -

‌ عليّ بن حسين بن عروة، العلاء

، أبو الحسن المشرقيّ، ثمّ الدّمشقيّ.

قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن زكنون» بفتح أوّله.

ولد قبل سنة 760، ونشأ في ابتدائه جمّالا، ثمّ أعرض عن ذلك، وحفظ القرآن، وتفقّه، وسمع من الكمال ابن النّحّاس، والمحيوي يحيى بن عمر الرّحبيّ، وعمر بن أحمد الجرهميّ، والشّمسين محمّد بن أحمد بن أبي الزّهر الطّرائفيّ، وابن الشّرف محمّد بن السّكندريّ، وابن صدّيق، ومن مسموعه على الثّلاثة «مسند عبد» (أنا) الحجّار في آخرين منهم الشّمس محمّد بن خليل المنصفيّ، وقرأ عليه «مسند إمامهما» . (أنا) به الصّلاح بن أبي عمر، والتّاج أحمد بن محمّد بن محبوب، سمع عليه «الزّهد» لإمامه. قال: أخبرتنا به ستّ الأهل ابنة علوان، وخديجة ابنة محمّد بن أبي بكر بن عبد الدّائم، سمع عليها ابن جبارة، قالت:(أنا) ابن الزّرّاد حضورا في الرّابعة وإجازة، وكذا سمع على أبي المحاسن يوسف بن الصّيرفيّ، ومحمّد بن محمّد بن داود بن حمزة وجماعة، منهم- فيما أخبر- ابن المحبّ، وانقطع إلى الله تعالى في

446 - ابن عروة المشرقيّ «ابن زكنون» ، (760 - 837 هـ):

من كبار الزّهاد والعبّاد والمحدّثين.

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 237)، و «الجوهر المنضّد»:(95)، و «المنهج الأحمد»:(486)، و «مختصره»:(180)، و «التّسهيل»:(2/ 46).

وينظر: «إنباء الغمر» : (3/ 527)، و «معجم ابن فهد»:(372)، و «الضّوء اللامع»:(5/ 214)، و «الشّذرات»:(7/ 222).

ص: 732

مسجد القدم

(1)

بآخر أرض القبيبات ظاهر دمشق، يؤدّب الأطفال احتسابا مع اعتنائه بتحصيل نفائس الكتب، وبالجمع حتّى إنّه رتّب «المسند» على أبواب «البخاري» وسمّاه «الكواكب الدّراريّ في ترتيب مسند الإمام أحمد على أبواب البخاري» وشرحه في مائة وعشرين مجلّدا

(2)

طريقته فيه أنّه إذا جاء لحديث الإفك مثلا يأخذ نسخة من شرحه للقاضي عياض مثلا فيضعها بتمامها، وإذا مرّت به مسألة فيها تصنيف مفرد لابن القيّم أو شيخه ابن تيميّة أو غيرهما وضعه بتمامه، ويستوفي ذلك الباب من «المغني» لابن قدامة ونحوه، كلّ ذلك مع الزّهد والورع اللّذين صار فيهما منقطع القرين، والتّبتّل للعبادة، ومزيد الإقبال عليها، والتّقلّل من الدّنيا بما يسدّ رمقه ممّا تكسبه يداه في نسج العبيّ، والاقتصار على عباءة يلبسها، والإقبال على ما يعينه/ حتّى صار قدوة، وحدّث، وسمع منه الفضلاء، وقرأ عليه شرحه المشار إليه في أيّام الجمع بعد الصّلاة بجامع بني أميّة، ولم يسلم مع هذا كلّه من طاعن في علاه، ظاعن عن حماة، بل حصلت له شدائد ومحن كثيرة، كلّها في الله، وهو صابر محتسب، حتّى مات، وقد ذكره شيخنا في «إنبائه». فقال: إنّه كان زاهدا، عابدا، قانتا، خيّرا، لا يقبل لأحد شيئا، ولا يأكل إلّا من كسب يده،

(1)

«ثمار المقاصد» : (129)، قال: «الخامس والسّتون مسجد القدم بقرب عاليه وعويله، قديم جدّده أبو البركات محمد بن الحسن بن طاهر

».

ويراجع: «الدّارس» : (2/ 362).

(2)

أغلب أجزائه موجود وهي مفرقة في مكتبات كثيرة أغلبها في الظّاهرية، وما ذكر له من المؤلّفات هي في الغالب- منتزعة منه.

ص: 733

وثار بينه وبين الشّافعيّة شرّ كبير بسبب الاعتقاد.

مات في يوم الأحد ثاني عشر جمادى الآخرة سنة 837 بمنزله في مسجد القدم، وصلّى عليه هناك قبل الظّهر ودفن ثمّ، وكانت جنازته حافلة، حمل نعشه على الرّءوس، وكثر الأسف عليه، ورئيت له منامات صالحة كثيرة قبل موته وبعده، وهو في «عقود» المقريزيّ.- انتهى-.

وقال النّجم بن فهد في ترجمته في «معجمه» : وكان أوصى أن يدفن في الرّوضة من سفح قاسيون عند الشّيخ موفّق الدّين بن قدامة، فلمّا علم أهل القبيبات ذلك لبسوا السّلاح وقالوا: نقاتل من يخرج به من عندنا، نحن رضينا به حيّا كيف نخرجه بعد موته من أرضنا؟! وقامت فتنة كبيرة، فلمّارأى شيخنا الشّيخ عبد الرّحمن بن سليمان ذلك أمر بدفنه في القبيبات

(1)

، حضرت جنازته والصّلاة عليه ودفنه، وكان يدعو لي كثيرا، وزرته في مرضه يوم الخميس خامس جمادى الأولى مع جماعة من أصحابه الحنابلة وكنت انقطعت عنه مدّة وأنشدني:

وليس خليلي بالملول ولا الّذي

إذا غبت عنه باعني بخليل

ولكن خليلي من يدوم وصاله

ويحفظ سرّي عند كلّ خليل

ورئيت له منامات صالحة كثيرة قبل موته وبعده، منها ما رأيته بعد خمسة أيّام من موته ليلة الجمعة كأنّي في موضع بهول عال إذا بشخص ممّن أعرفه-

(1)

«معجم البلدان» : (4/ 308).

ص: 734

وأنسيته الآن- جاء إليه وقال: هذا الشّيخ أبو عمر والشّيخ موفّق الدّين ذاهبين إلى زيارة الشّيخ عليّ أو السّلام على الشّيخ- الشّكّ منّي- فأردت القيام لأمضي معهما فلم أستطع القيام، ونظرت إلى أسفل فرأيت شخصا جميل الوجه عليه ثياب طرح وعمامة صغيرة، ولم يقل لي أحد عنه شيئا، فقلت للّذي جاء إليه: الشّيخ عليّ مات من أيّام ولأيّ شيء ما ذهبوا للسّلام عليه إلّا اليوم؟ فقال لي: كان الشّيخ عليّ في هذه الأيّام في ضيافة الله تعالى، ثمّ إنّ العلماء بعد هذا مضوا للسّلام عليه أو لزيارته- الشّكّ منّي- فانتبهت. وكان قد حصّل كتبا نفائس كثيرة/ أوقفها بعد موته.- انتهى-.

قلت: قد رأيت في رحلتي سنة 1281 في مدرسة شيخ الإسلام الشّيخ أبي عمر منها الكثير الطّيّب، منها «شرحه» المذكور للمسند في مائة وسبع وعشرين مجلّدا مكتوب عليه: وقف شيخنا المؤلّف في مدرسة شيخ الإسلام أبي عمر رحمهما الله تعالى. آمين.

447 -

‌ عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي بكر بن محمّد

بن أبي الخير، العلّامة، عزّ الدّين الموصليّ، الشّاعر المشهور، نزيل دمشق.

قال في «الدّرر» : مهر في النّظم، وجلس مع الشّهود بدمشق مدّة تحت السّاعات، وأقام بحلب مدّة، وجمع ديوان شعره المشهور في مجلّد،

447 - عزّ الدّين الموصلي، (؟ - 789 هـ):

صاحب «البديعيّة» و «شرحها» .

أخباره في: «التّسهيل» : (2/ 9)، و «الدّرر الكامنة»:(3/ 112)، و «إنباء الغمر»:(2/ 268).

-

ص: 735

وله «البديعيّة» المشهورة؛ قصيدة نبويّة عارض بها «بديعيّة الصّفيّ الحلّيّ» وزاد عليه أن التزم أن يودع في كلّ بيت اسم النّوع البديعيّ بطريق التّورية والاستخدام، وشرحها في مجلّد، وله أخرى لاميّة على وزن بانت سعاد.

مات سنة 789. أنشدنا الشّمس محمّد بن بركة المزيّن يرثي العزّ الموصليّ:

- ووالده الحسين بن علي

مذكور في موضعه من هذا الكتاب.

وبديعيّته معارضة لبديعية صفيّ الدّين الحلّي، وسمّاها «التّوصّل بالبديع إلى التّوسّل بالشّفيع» رأيتها، ورأيت شرحها ولله الحمد والمنّة.

* وممّن أسقطهم المؤلّف عمدا- عفا الله عنه-:

- عليّ بن حسين بن الإمام محمّد بن عبد الوهّاب النّجديّ التّميميّ (ت بعد سنة 1257 هـ).

مولده في الدّرعية غير معروف على التّعيين، قرأ على علماء الدّرعية، من أولاد الشّيخ وتلامذته، فالظّاهر أنه لم يدرك الشيخ، وأهمهم عمّاه عبد الله وعلي ابنا الشيخ محمد بن عبد الوهّاب، والشّيخ حمد بن ناصر بن معمر

ثم لما تصدر للتدريس والإفادة عيّنه الإمام سعود في قضاء الدّرعية بوجود أعمامه، وكان خليفتهم فيها إذا غابوا، كذا قال ابن بشر- رحمه الله، واستولى إبراهيم باشا على الدّرعية وهو قاض فيها، ففر إلى عمان وقطر، ثم عاد زمن الإمام تركي بن عبد الله- رحمه الله فعيّنه قاضيا على حوطة بني تميم، ثم الرّياض. له فتاوى في «مجموعة الرسائل والمسائل النجدية» .

قال الشيخ عبد الرّحمن بن عبد اللطيف- رحمه الله: وسمعت أنّ له قصيدة في رثاء الدّرعيّة مطلعها: -

ص: 736

يقولون عزّ الدّين وافى لقبره

فهل هو فيه طيّب أو يعذّب

فقلت لهم قد كان منه نباته

«وكلّ مكان ينبت العزّ طيّب»

(1)

-

خليليّ عوجا عن طريق العواذل

بمهجر ليلى وابكيا في المنازل

ولا يعرف تاريخ وفاته على التّعيين إلا أنّه بعد سنة 1257 هـ.

أخباره في «عنوان المجد» : (1/ 187، 300، 363، 423، 432، 451)، (2/ 44، 123، 129، 149، 180، 192)، و «مشاهير علماء نجد»:(73)، و «علماء نجد»:(712).

- وعليّ بن حمد بن راشد بن ناصر بن علي العرينيّ، قاضي الخرج (ت 1233 هـ).

عيّنه الإمام عبد الله بن سعود قاضيا في الخرج «مدينة جنوب الرّياض» ثم لما حاصر إبراهيم باشا الدّرعيّة كان الشيخ من كبار المدافعين عنها، لذا لمّا تمّ الصّلح انتقم منه إبراهيم المذكور.

قال ابن بشر- رحمه الله: «فمنهم من قتل صبرا بالقرابين والبنادق، ومنهم من جعل في ملفظ القنبر والقبس، وصار رصاصة بالبرود وطاح من الجوّ قطعا فممن جعل في ملفظ القبس والقنبر: عليّ بن حمد بن راشد العرينيّ قاضي ناحية الخرج» .

ويراجع: «تاريخ بعض الحوادث» : (148).

- ووالده: حمد بن راشد ممّن أدرك الشّيخ محمّد بن عبد الوهّاب- رحمه الله، وله بلاء وجهاد في نصرة الدّعوة.-

(1)

مأخوذ من قول أبي الطيب المتنبي «ديوانه شرح العكبري» : (1/ 183):

وكلّ امرئ يولى الجميل محبّب

وكلّ مكان ........

ص: 737

448 -

‌ عليّ بن خليل بن أحمد بن عبد الله

بن محمّد، نور الدّين، أبو الحسن القاهريّ الحكريّ، والد البدر محمّد الآتي ويعرف ب «الحكريّ» .

- قال ابن بشر في «عنوان المجد» : (1/ 129)، حوادث سنة 1190 هـ: «وفيها وفد أهل اليمامة ورئيسهم حسن البجادي على الشّيخ محمّد و [الإمام] عبد العزيز وبايعه على دين الله ورسوله والسّمع والطّاعة، ورجعوا إلى بلدهم وأرسل معهم الشّيخ حمد ابن راشد العرينيّ معلّما

».

وذكر ابن بشر في «عنوان المجد» : (1/ 192) أنّه ممّن أخذ عن الشّيخ محمّد ابن عبد الوهّاب وقال- في ذكر الآخذين عنه-: «والقاضي في ناحية سدير زمن عبد العزيز» وقرّر ذلك ص 279.

- وأخوه: عبد الله بن حمد بن راشد العرينيّ.

ذكره ابن بشر في «عنوان المجد» : (1/ 498) في تحصينات الدّرعية قبل حصارها، قال:«وأهل سدير رئيسهم عبد الله بن القاضي «أحمد؟» حمد بن راشد العرينيّ» لا أدري هل اشتهر بعلم؟

- وابنه- فيما أظنّ- ناصر بن علي بعثه الإمام فيصل بن تركي قاضيا في عمان، قال ابن بشر في «عنوان المجد»:(2/ 230): «وفيها [1260 هـ] بعث الإمام فيصل سريّة إلى عمان مع المطيريّ وأرسل معهم قاضيا ناصر بن علي العرينيّ» .

448 -

ابن خليل الحكريّ، (729 - 806 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 223)، و «الجوهر المنضّد»:(86)، و «المنهج الأحمد»:(379)، و «مختصره»:(175)، و «التّسهيل»:(2/ 30).

وينظر: «رفع الإصر» : (399)، و «إنباء الغمر»:(2/ 280)، و «النّجوم الزّاهرة»:(13/ 36)، و «الضّوء اللامع»:(5/ 216)، و «حسن المحاضرة»:(1/ 284)، و (2/ 192)، و «شذرات الذهب»:(7/ 59).

والحكريّ: منسوب إلى الحكر: موضع قرب القاهرة.

ص: 738

قاله في «الضّوء» . وقال: ولد سنة 829 بالحكر خارج القاهرة، واشتغل بالفقه وعدّة فنون، وتكلّم على النّاس بالأزهر، وكان له قبول وزبون، وناب في الحكم، ثمّ استقلّ بالقضاء في جمادى الآخرة سنة 802 بعد صرف الموفّق أحمد بن نصر الله بسعي شديد، بعد سعيه فيه أيضا بعد موت أخيه بدر الدّين، بل بعد موت والدهما ناصر الدّين نصر الله، ولم يتمّ له أمر إلى الآن، ثمّ صرف بعد في ذي الحجّة منها بموفّق الدّين، وعاد الحكريّ إلى حالته الأولى، بل حصل له مزيد إملاق وركبته ديون، فكان أكثر أيّامه إمّا في التّرسيم وإمّا في الاعتقال، وقاسى أنواعا من الشّدّة، وأرفده من كان يعرفه من الرّؤساء فما استدت خلّته، وصار يستمنح بعض النّاس ليحصل له ما يسدّ به الرّمق، إلى أن مات وهو كذلك، في المحرّم سنة 6. قاله شيخنا في «رفع الإصر» وقال في «الإنباء»: إنّه أكثر من النّوّاب وسافر مع/ العسكر في وقعة تنم، يعني مع النّاصر فرج، وزاد غيره: ولم يعرف حنبليّ قبله زاد على ثلاثة نوّاب، ومع هذا لم تشكر سيرته، وذكره المقريزيّ في «عقوده» ورأيت خطّه بالشّهادة على بعض القرّاء في إجازة الجمال الزّيتونيّ سنة 791.

449 -

‌ عليّ بن سليمان بن أحمد بن محمّد، العلاء المرداويّ

، ثمّ الدّمشقيّ الصّالحيّ، ويعرف ب «المرداويّ» شيخ المذهب.

449 - العلاء المرداويّ، (820 - 885 هـ):

إمام المذهب ومنقّحه وجامع الكتب والرّوايات فيه، صاحب «الإنصاف» .

أخباره في «الجوهر المنضّد» : (99)، و «المنهج الأحمد»:(509)، و «مختصره» (193)، و «مختصر طبقات الحنابلة» للشطي:(68)، و «التّسهيل»:(2/ 87).-

ص: 739

قال في «الضّوء» : ولد سنة 820 - تقريبا- بمردا، ونشأ بها وحفظ القرآن، وأخذ الفقه بها عن فقيهها الشّهاب أحمد بن يوسف، ثمّ تحوّل منها وهو كبير إلى دمشق، فنزل في مدرسة الشّيخ أبي عمر وذلك- فيما أظنّ- سنة 38، فجوّد القرآن، بل يقال: إنّه قرأه بالرّوايات، وقرأ «المقنع» تصحيحا على أبي الفرج عبد الرّحمن بن إبراهيم الطّرابلسيّ، وحفظه وغيره ك «الألفيّة» ، وأدمن الاشتغال، وتجرّع فاقة وتقلّلا، ولازم التّقيّ ابن قندس في الفقه وأصوله والعربيّة وغيرها حتّى كان جلّ انتفاعه به، وكان ممّا قرأه عليه بحثا وتحقيقا «المقنع» في الفقه، و «مختصر الطّوفيّ» في الأصول، و «ألفيّة ابن مالك» ، وكذا أخذ الفقه والنّحو عن الزّين عبد الرّحمن أبي شعر، بل سمع منه «التّفسير للبغويّ» مرارا، وقرأ عليه سنة 38 من «شرح ألفيّة العراقيّ» إلى الشّاذّ، وأخذ علوم الحديث أيضا عن ابن ناصر الدّين؛ سمع عليه «منظومته» و «شرحها»

(1)

- وينظر: «الضّوء اللامع» : (5/ 225)، و «الدّارس»:(2/ 108، 126)، و «حوادث الزمان»:(2/ 81)، و «شذرات الذهب»:(7/ 340)، و «البدر الطالع»:(1/ 446).

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عليّ بن شهاب الدّين المقدسي كذا في «الجوهر المنضّد» : (88).

- وعلي بن عبادة بن أبي بكر بن زيد ت 882 هـ.

يراجع: «الجوهر المنضّد» : (105).-

(1)

منظومة ابن ناصر الدّين اسمها: «عقود الدّرر في علوم الأثر» وقد شرحها مؤلّفها شرحين مطولا ومختصرا كذا ذكر السّخاوي في ترجمته في «الضّوء» وذكر أنّ الحافظ ابن حجر يثني على مصنفه هذا «الشرح» .

ص: 740

بقراءة شيخه التّقيّ، والأصول أيضا عن أبي القاسم النّويريّ حين لقيه بمكّة سنة 57 فقرأ عليه قطعة من كتاب ابن مفلح فيه، بل وسمع في «العضد» عليه، والفرائض والحساب والوصايا عن الشّمس محمّد السّيليّ، خازن الضّيائيّة، وانتفع به في ذلك جدّا، ولازمه في ذلك أكثر من عشر سنين، بل وقرأ عليه «المقنع» في الفقه بتمامه بحثا، والعربيّة والصّرف وغيرهما عن أبي الرّوح عيسى البغداديّ الحنفيّ نزيل دمشق، والحسن بن إبراهيم الصّفديّ، ثمّ الدّمشقيّ، الحنبليّ، الخيّاط، وغيرهما، وقرأ «البخاري» وغيره على أبي عبد الله محمّد بن أحمد الكركيّ الحنبليّ، وسمع الزّين ابن الطّحّان، والشّهاب ابن عبد الهادي وغيرهما، وحجّ مرّتين، وجاور فيهما، وسمع هناك على أبي الفتح المراغيّ، وحضر دروس البرهان بن مفلح، وناب عنه، وكذا قدم بأخرة القاهرة، وأذن له قاضيها العزّ الكنانيّ في سماع الدّعوى وأكرمه، وأخذ عنه فضلاء أصحابه بإشارته، بل وحضّهم على تحصيل «الإنصاف» وغيره من تصانيفه، وأذن لمن شاء الله منهم، وقرأ هو حينئذ على الشّمس الحصنيّ «المختصر الأصوليّ» بتمامه، والفرائض، والحساب، يسيرا على الشّهاب السّجينيّ/ وحضر دروس القاضي، ونقل عنه في بعض تصانيفه، واصفا له ب «شيخنا» ، وتصدّى قبل ذلك وبعده للإقراء والإفتاء والتّأليف ببلده وغيرها، فانتفع به الطّلبة، وصار في جماعته في الشّام فضلاء، وممّن أخذ عنه في مجاورته الثّانية بمكّة قاضي الحرمين المحيويّ الحسنيّ الفاسيّ.

- وأظنّ كلمة «ابن عبادة» زائدة لقوله: (أخو شيخنا شهاب الدّين المتقدّم ذكره).

وشهاب الدّين ابن زيد؛ أحمد بن أبي بكر ..

ص: 741

ومن تصانيفه «الإنصاف في معرفة الرّاجح من الخلاف» عمله تصحيحا ل «المقنع» وتوسّع فيه حتّى صار أربع مجلّدات كبار، تعب فيه، واختصره في مجلّد سمّاه «التّنقيح المشبع في تحرير أحكام المقنع» و «الدّرر المنتقى والجوهر المجموع في معرفة الرّاجح من الخلاف المطلق في الفروع» لابن مفلح، في مجلّد ضخم، بل اختصر «الفروع» مع زيادة عليها في مجلّد كبير، و «تحرير المنقول في تهذيب أو تمهيد علم الأصول» ، أي: أصول الفقه في مجلّد لطيف، وشرحه سمّاه «التّحبير في شرح التّحرير» في مجلّدين، وشرح قطعة من «مختصر الطّوفيّ» فيه أيضا، وكذا له «فهرسة القواعد الأصوليّة» في كرّاسة و «الكنوز أو الحصون المعدّة الواقية في كلّ شدّة» في عمل اليوم واللّيلة، قال: إنّه جمع منها فوق مائة حديث، و «المنهل العذب الغزير في مولد الهادي البشير النّذير» وأعانه على تصانيفه في المذهب ما اجتمع عنده من الكتب ممّا لعلّه انفرد به، ملكا ووقفا. وكان فقيها حافظا لفروع المذهب مشاركا في الأصول بارعا في الكتابة بالنّسبة لغيرها، متأخّرا في المناظرة والمباحثة، ووفور الذّكاء والتّفنّن عن رفيقه الجراعيّ، مديما للاشتغال والأشغال، مذكورا بتعفّف وورع وإيثار في الأحيان للطّلبة، متنزّها عن الكثير من الدّخول في القضايا، بل ربّما يروم التّرك أصلا فلا يمكّنه القاضي، متواضعا، متعفّفا، لا يأنف ممّن يبيّن له الصّواب كما بسطته في محلّ آخر، وقد تزحزح عن بلده قاصدا الدّيار المصريّة، إجابة لمن حسّنه له، إمّا ليكون قاضيا، أو مناكدا للقاضي في الجملة، أو لنشر المذهب وإحيائه، فعاق عنه المقدور، فإنّه حصل له مرض وهو بجبّ يوسف، وعرّج من أجله إلى صفد

ص: 742

فتعلّل بها يسيرا وعاد إلى بلده ففصل منه. وأعرض حينئذ عن النّيابة بالكلّية، وذلك قبل موت البرهان ابن مفلح بيسير، إمّا لتعلّق أمله بأرفع منها، أو لغير ذلك، وعلى كلّ حال فقد استعمل بعد موته من لعلّه فهم عنه رغبة، حتّى كتب بالثّناء على النّجم ولد البرهان بحيث استقرّ بعد أبيه، ولعلّ قصده كان صالحا، وعلى كلّ حال فقد حاز رئاسة المذهب وراج أمره مدّة مديدة، وذكر بالانفراد خصوصا بعد موت الجراعيّ/ ثمّ القاضي، واستمرّ على ذلك حتّى مات في جمادى الأولى سنة 885 بالصّالحيّة، ودفن بالرّوضة- انتهى كلام «الضّوء» ، ولا يخفى ما فيه من قوله:«مشاركا في الأصول» وقوله «متأخّرا في المناظرة إلخ» . وكأنّ في نفسه منه شيئا خفيّا، وإلّا فالمترجم مؤلّف في علم الأصول، محقّق، وافر الذّكاء، مشهوربذلك.

قال العليميّ: إنّه ولد سنة 17، وزاد في نسبه:(السّعدي) وأنّ من تصانيفه «شرح الآداب» وأنّه توفّي يوم الجمعة سادس جمادى الأولى وصلّى عليه بالجامع المظفّريّ، ودفن في السّفح في أرض اشتراها بماله رحمه الله.

450 -

‌ عليّ بن عبد الرّحمن بن محمّد بن سليمان

بن حمزة بن أحمد بن عمر، ابن الشّيخ أبي عمر المقدسيّ، علاء الدّين، ابن بهاء الدّين، ابن عزّ الدّين بن القاضي تقيّ الدّين.

450 - ابن شهاب المقدسيّ، (724 - 794 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 236)، و «الجوهر المنضّد»:(94)، و «المنهج الأحمد»:(470)، و «مختصره»:(168)، و «التّسهيل»:(2/ 10).

وينظر: «المنهج الجليّ» : (135)، و «الدّرر الكامنة»:(3/ 130)، و «إنباء-

ص: 743

ولد سنة 714، وأحضر على جدّ أبيه، وأسمع على يحيى بن سعد، وابن الشّحنة وجماعة، وتفقّه، وكان نبيها، رئيسا، جوادا، ولي مشيخة دار الحديث النّفيسيّة.

مات في ثاني عشر شعبان، وقيل: في رمضان 794 هـ. قاله في «الدّرر» .

451 -

‌ عليّ بن عبد الكريم بن إبراهيم بن أحمد

، نور الدّين بن كريم الدّين الكتبيّ، المصريّ الماضي أبوه.

قاله في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن عبد الكريم» سمع على التّنوخيّ، والأنباسيّ، وابن حاتم، وابن الخشّاب، وابن الشّيخة، والمجد إسماعيل الحنفيّ، والشّهاب الجوهريّ، في آخرين، وذكره شيخنا في «إنبائه» وقال:

إنّه كان عارفا بالكتب وأثمانها، ولكنّه كان يتشاغل عن التّكسّب بها بغيرها، بل ناب في الحكم مدّة، ثمّ ترك.

ومات بعد أن تعلّل عدّة سنين سنة 842، وقد قارب السّبعين أو جاوزها.

- الغمر»: (1/ 445)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 3/ 446)، و «الشّذرات»:(6/ 334).

ولعلّه هو المقصود ب «عليّ بن شهاب المقدسي» الذي سبق ذكره في الاستدراك قبله. عن «الجوهر المنضّد» .

451 -

ابن عبد الكريم الكتبيّ، (؟ - 842 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 10).

وينظر: «إنباء الغمر» : (9/ 81)، و «الضّوء اللامع»:(5/ 243).

ص: 744

452 -

‌ عليّ بن عبد اللّطيف بن أحمد بن محمّد

بن محمّد بن عبد الرّحمن، نور الدّين الحسنيّ، الفاسيّ، المكّيّ، إمام مقام الحنابلة بمكّة.

قال في «الضّوء» : ولد في شوّال سنة 772 قبل موت أبيه بيسير، واستقرّ عوضه في الإمامة المشار إليها، وناب فيها عنه عمّه الشّريف أبو الفتح الفاسيّ سنين، إلى أن تأهّل فباشر حتّى مات في زبيد في جمادى الآخرة سنة 806، وكان قد سمع على النّشاوريّ، وابن صدّيق وغيرهما، واشتغل بالعلم مع صلاح وخير.- انتهى-.

قلت: وتقرّر في وظيفة الإمامة بعده ابن عمّه السّراج عبد اللّطيف بن أبي الفتح قاضي مكّة الماضي.

453 -

‌ عليّ بن عبد الله بن أحمد بن عليّ بن أحمد

بن أبي عمر العمريّ الدّمشقيّ، المؤذّن بالجامع الأمويّ.

452 - نور الدّين الفاسيّ، (772 - 806 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 30).

وينظر: «العقد الثّمين» : (6/ 187)، و «الضّوء اللامع»:(5/ 224)، و «إتحاف الورى»:(3/ 439).

453 -

عليق العمري، (841 - 906 هـ):

أخباره في «النّعت الأكمل» : (65)، و «التّسهيل»:(2/ 116).

وينظر: «الشّذرات» : (8/ 29)، و «الكواكب السّائرة»:(1/ 270).

* وممّن أسقطهم المؤلّف عمدا- عفا الله عنه-:

- الشّيخ عليّ بن عبد الله بن محمّد بن عبد الوهّاب النّجديّ التّميميّ (ت 1234 هـ).

-

ص: 745

قال ابن طولون في «السّكردان» : الشّيخ علاء الدّين، أبو الحسن بن الخطيب/ جمال الدّين المشهور ب «علّيق»

(1)

بتشديد اللام، مولده بدمشق سنة 831، كذا أفادنيه المحيويّ النّعيميّ، حضر في أواخر الخامسة «صحيح مسلم» على الحافظ محمّد بن ناصر الدّين، والمسند شمس الدّين محمّد بن سليمان الدّمشقيّ الأذرعيّ الشّافعيّين، وأجاز له خلائق منهم أبو الوفا إبراهيم ابن محمّد الحلبيّ، والحافظ أحمد بن حجر، وأبو بكر بن محمّد بن الصّدر، وزينب ابنة عبد الله اليافعيّ المكّيّ، وعائشة ابنة إبراهيم بن الشّرائحيّ، وعبد الرّحيم بن محمّد بن الفرات، وعليّ بن إسماعيل بن بردس، وعبد الرّحمن بن سليمان الصّالحيّ، ومحمّد بن محمّد بن محمّد بن فهد، ومحمّد بن أبي بكر المراغيّ، ومحمّد بن المطيريّ.

قرأت عليه قصيدة الحافظ أبي بكر محمّد بن ناصر الدّين المسمّاة ب «بواعث الفكرة في حوادث الهجرة»

(2)

وسمعت عليه- بحضور شيخنا

- ذكره ابن بشر في «عنوان المجد» : (1/ 188، 438).

قال في الموضع الأول- في ترجمة الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهّاب-:

«ومعرفتي من بنيه بسليمان وعلي وعبد الرّحمن

وأمّا عليّ فله اليد الطّولى في معرفة الحديث ورجاله والتّفسير وغير ذلك، وذكر لي أنّه علق شرحا على كتاب «التّوحيد» تأليف جدّه محمد بن عبد الوهّاب، ولم نر هذا الشّرح [ولا] ذكر لنا في مكان، ولكن على هذا لم تطل مدّته ووقع في مخالب التّرك عسكر إبراهيم باشا فقتلوه عند الدّرعية».-

(1)

يراجع: «الدّارس» : (2/ 203).

(2)

«بواعث الفكرة» .. هذا منه نسخة في مكتبة الحرم المكي.

ص: 746

الجمال ابن المرد- جزءا لم يحضرني الآن ما هو بقراءة أخينا الزّين رمضان الجمّاعيلي يوم الجمعة رابع عشري جمادى الأولى سنة 897 بجامع دمشق، بسماعه له على شيخه هذا، ثمّ قرأت عليه المجلس العشرين من «الصّحيح» المذكور، وكنت إذ ذاك أقرأ على الشّيخ سراج الدّين الصّيرفيّ فحضر عنده، وأوّل المجلس. (ثنا) قتيبة (ثنا) يزيد- يعني- ابن زريع، عن عمر بن محمّد، عن حفص بن عاصم قال: مرضت مرضا فجاء ابن عمر يعودني. قال:

- وذكر ابن بشر في الموضع الثاني وفاته وأنّهم قتلوه عند الدّرعية وأن له معرفة بالحديث- رحمه الله تعالى-.

وهذا العالم الفاضل لم يترجم له الشيخ عبد الرّحمن بن عبد اللطيف في «مشاهير علماء نجد» ولا شيخنا ابن بسّام في «علماء نجد» ، ولا الشيخ ابن حمدان في «تراجم المتأخرين» ، وهو مترجم في «التّسهيل»:(2/ 205)، ونقل عن ابن بشر والفاخري.

قال الفخري في «تاريخه» : حوادث سنة 1234: «وأيضا قتل علي بن عبد الله بن الشيخ- رحمه الله تعالى- بعد ما وصل المدينة ورجع؛ لأمر نقموه عليه أو تخيّلوه فيه» .

وزاد ابن عثيمين- رحمه الله: «إنّه تولى القضاء في بلد العيينة، ثم تولى القضاء في الأحساء في زمن سعود وابنه عبد الله» .

* وممّن يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- علي بن عبد الله نشوان النّجديّ الأشيقريّ (ت 1231 هـ):

من آل شارخ التّجّار المشارفة من الوهبة من بني حنظلة من تميم وهو قريب الشيخ عبد المحسن السّالف الذكر.

يراجع: «علماء نجد» : (3/ 724).

ص: 747

وسألته عن السّبحة في السّفر فقال: صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأيته يسبّح وأخّره، حدّثني يحيى بن يحيى (أنا) هشيم عن خالد، عن عبد الله بن شقيق:

قال سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن تطوّعه فقالت: كان يصلّي في بيته

» الحديث. وذلك في حادي عشر صفر سنة 901 بالمدرسة السّراجيّة داخل دمشق.

توفّي وقت العصر بحارة البقّارة سادس المحرّم سنة 906، ودفن من الغد بمقبرة باب الصّغير، خارج دمشق.

454 -

‌ عليّ بن عبد المحسن بن عبد الدّائم

بن عبد المحسن بن أبي المحاسن عبد المحسن بن أبي الحسن بن عبد الغفّار، العفيف، أبو المعالي، ابن الجمال أبي المحاسن، ابن النّجم أبي السّعادات بن محمّد بن محيي الدّين أبي المحاسن بن العفيف أبي عبد الله بن أبي محمّد البغداديّ، القطيعيّ، ثمّ الصّالحيّ، ويعرف كسلفه ب «ابن الدّواليبيّ» وبعض سلفه ب «ابن الخرّاط» وهما صنعة جدّه الأعلى عبد الغفّار من بيت جليل.

454 - ابن عبد الدّائم الدّواليبي، (779 - 862 هـ):

ويعرف ب «ابن الخراط» من أسرة علمية.

أخباره في «الجوهر المنضّد» : (101)، و «المنهج الأحمد»:(469)، و «مختصره»:(186).

وينظر: «معجم ابن فهد» : (174)، و «الضّوء اللامع»:(5/ 55)، و «عنوان الزمان»:(2/ 35)، و «حوادث الزمان»:(2/ 35).

وخرجت هذه الترجمة بأوسع من هذا في «الدّر المنضّد» ، وهو «مختصر المنهج الأحمد» ، طبع في مكتبة الخانجي بمصر فليرجع إليه من شاء مأجورا غير مأمورا.-

ص: 748

هكذا ساق نسبه في «الضّوء» ، وقال ابن فهد في «معجمه»: عليّ بن عبد المحسن بن عبد الله وذكر في أجداده اختلافا وقال: هكذا أملاني نسبه، ورأيت بخطّ ولدي عبد العزيز عن خطّ صاحبنا أبي ذرّ أنّ والده عبد المحسن بن نجم الدّين عبد الدّائم بن عبد المحسن بن محمّد بن حسن ابن عبد المحسن بن عبد الغفّار.- انتهى-.

- * ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- علي بن عبد المنعم الرّومي الشيخ الفاضل.

ذكره الغزّي في «النّعت الأكمل» : (138)، ولم يذكر وفاته.

وقال: «أحد تلاميذ جدّنا العلّامة شيخ الإسلام البدر الغزّيّ، وقفت له على إجازة من شيخ الإسلام البدر المذكور ضاعف الله له الأجور، منظومة بخطه الشريف، وصورتها: بسم اللهالرحمن الرحيم:

الحمد لله العلي المنعم

معلم الإنسان ما لم يعلم

ثم قال:

وبعد فالشاب الذكي الألمعي

الحاذق النّجل الأديب اللوذعي

وهو العلاء علي وسمي

والده بالحاجّ عبد المنعم

يعرف بين النّاس بابن الرّومي

في حادث الدّهر وفي القديم

حضر عندي وعليّ عرضا

مواضعا عرضا مليحا مرتضى

تعد من مختصر المحقق

أعني أبا القاسم وهو الخرقي

في مذهب المجتهد المبجل

وهو الإمام أحمد بن حنبل

ثم قال الغزّي الناظم- رحمه الله في تاريخ هذه الإجازة والعرض:

وكان هذا العرض حادي عشرا

بذا الكتاب كله قد أخبرا

أشهر عام لثمان قد أتم

من بعد أربعين بالخير انحتم

ثلاث لتسع مائة هجرية

ونسأل الله خلوص النية»

ص: 749

ثمّ قال في «الضّوء» : ولد في المحرّم سنة 779 ببغداد، ونشأ بها فقرأ القرآن/ واشتغل، وكان يذكر أنّه أخذ عن الكرمانيّ أشياء منها «الصّحيح» في سنة 85، وأنّه سمعه أيضا قبل ذلك سنة 82 على القاضي شهاب الدّين أحمد العبدلي البغداديّ، أحد من أخذه عن الحجّار، وأنّه سمع على أبيه «المسلسل بالأوّليّة» (أنا) به أبو حفص عمر بن عليّ القزوينيّ، ولم نقف على هذا، بل ذكر شيخنا عن المحبّ ابن نصر الله البغداديّ الحنبليّ ما يدلّ على اتّهامه وبطلان مقاله، بعد أن سمع من لفظه أحاديث من البخاري عن شيخه الثّاني، وقال شيخنا أيضا: إنّه سمع من لفظه قصيدة زعم أنّها له، ثمّ ظهرت لغيره من العصريّين، وإنّه سمع من لفظه قبلها وبعدها قصائد ما يدرى أمرها، قال: ولكنّه ليس عاجزا عن النّظم خصوصا، وله استعداد واستحضار لكثير من الأدبيّات والتّأريخ والمجون، وقد أقام بالقاهرة مدّة، ثمّ سكن دمشق، ثمّ رجع إلى القاهرة.- انتهى-.

وكان ينسب إليه أنّه يفتي بقول ابن تيميّة في الطّلاق حتّى امتحن بسببها على يد الجمال الباعوني، قاضي الشّافعيّة بدمشق، وصفع وأركب على حمار وطيف به في شوارع دمشق، وسجن على أنّه قد ولي- فيما بلغني- مدرسة الشّيخ أبي عمر بصالحيّة دمشق، ثمّ رغب عنها لعبد الرّحمن بن داود الماضي، وقد لقيته بالقاهرة، والصّالحيّة وكتبت عنه.

ومات ليلة السّبت سادس عشر رجب سنة 862 بدمشق.

ص: 750

455 -

‌ عليّ بن عبيد بن داود بن أحمد بن يوسف

بن مجلّي المرداويّ، ثمّ الصّالحيّ، أخو الفقيه الشّمس محمّد.

قال في «الضّوء» : ولد سنة 739، واشتغل، وسمع على أبي العبّاس أحمد بن عبد الرّحمن المرداويّ، وروى عنه، أخذ عنه شيخنا وذكره في «معجمه». وقال: إنّه كتب الخطّ الحسن وكان معتمدا في الشّهادة.

توفّي في جمادى الآخرة سنة 804 وهو في «عقود المقريزيّ» .

456 -

‌ عليّ بن عمر بن أحمد [بن عبد الرّحمن] بن عبد المؤمن

، الصّوريّ الأصل، الصّالحيّ، علاء الدّين.

455 - ابن عبيد المرداويّ، (739 - 804 هـ):

أخباره في «الجوهر المنضّد» : (85)، و «التّسهيل»:(2/ 28).

وينظر: «إنباء الغمر» : (2/ 216)، و «الضّوء اللامع»:(5/ 258).

456 -

ابن عبد المؤمن الصّوريّ، (692 - 772 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 244)، و «المنهج الأحمد»:(463)، و «مختصره»:(163)، و «التّسهيل»:(1/ 393).

وينظر: «الوفيات» لابن رافع: (2/ 373)، و «إرشاد الطالبين .. »:(476)، و «ذيل العبر» لأبي زرعة:، و «الدّرر الكامنة»:(3/ 160)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 208)، و «لحظ الألحاظ»:(155)، و «الشّذرات»:(6/ 224).

يقول الفقير إلى الله تعالى عبد الرّحمن بن سليمان بن عثيمين:

- والده عمر بن أحمد بن عبد الرّحمن بن عبد المؤمن الصّوريّ (ت 720 هـ).

أخباره في «المقتفى» للبرزالي: (2/ 325).

- وجدّه أحمد بن عبد الرّحمن بن عبد المؤمن الصّوريّ (ت 701).

أخباره في «المقتفى» للبرزالي: (2/ 53) أيضا.-

ص: 751

قال في «الشّذرات» : الشّيخ، المسند، الخيّر، الصّالح.

ولد سنة 652

(1)

وسمع من جدّه أحمد، والتّقيّ سليمان وغيرهما، وأجاز له أبو الفضل بن عساكر، وابن القوّاس، ولحقه صمم، وكان يتلو القرآن كثيرا، وسمع منه الشّهاب بن حجّي.

وتوفّي في العشر الأواخر من جمادى الآخرة سنة 772، ودفن بسفح قاسيون.

457 -

‌ عليّ بن عمر بن عليّ الصّالحيّ

.

قال ابن طولون: الشّيخ، الصّالح، القدوة، علاء الدّين، أبو الحسن الشّهير ب «ابن البانياسيّ» شيخ زاوية الشّيخ عبد الرّحمن بن داود بسفح قاسيون، وهو ابن بنته اشتغل وحصّل، وأخذ الحديث عن جماعة كثيرة منهم

- ولم يذكرهما الحافظ ابن رجب- رحمه الله.

قال ابن ظهيرة عن المترجم: «أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مؤمن الصّوري إجازة كتبها لنا بخطه» .

و «مؤمن» في نسبه يكتب في بعض المصادر «عبد المؤمن» .

457 -

ابن البانياسيّ، (؟ - 918 هـ):

أخباره في «القلائد الجوهرية» : (1/ 300).

* وممّن يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- علي بن عمر بن مغامس النجدي الأشيقريّ قاضيها (ت 1050 هـ).

يراجع: «علماء نجد» : (3/ 737).

(1)

المثبت في «الشّذرات» وغيره سنة 692، وهو الصحيح فلعلّه سبق قلم المؤلّف- رحمه الله.-

ص: 752

أبو العبّاس بن الشّريفة، والنّظام بن مفلح، والجمال بن الحرستانيّ، ثمّ تصوّف وولي النّظر على الزّاوية المذكورة، ثمّ باشر في مشيختها على أتمّ الوجوه من ملازمة قراءة الأوراد المرتّبة لجدّه لأمّه في جميع الأسبوع، حتّى في يوميّ العيدين/ يقرؤها على عادة جدّه في الجامع المظفّريّ بكرة النّهار، 168/ ولبس خرقة التّصوّف القادريّة

(1)

من جماعة منهم الشّيخ قاسم شيخ الزّاوية المذكورة قبله، ولديه تواضع زائد، وتودّد للنّاس، ومحبّة لطلب العلم، أجاز لي شفاها بسؤالي، وسمعت منه هذه الأوراد مرارا، وكتبت عنه عدّة مقاطيع لزين الدّين بن الورديّ، وسردها ثمّ قال: توجّه صاحب التّرجمة لطرابلس بسبب بنت له في سنة 918 ثمّ بلغنا أنّه توفّي فيها رحمه الله تعالى.

458 -

‌ عليّ بن فضل الله الصّالحيّ

.

قال ابن طولون: الشّيخ نور الدّين، دلّال الكتب والجواري، حفظ القرآن وسمع على القاضي نظام الدّين بن مفلح، وأبي عبد الله بن الصّفيّ، وأكثر على شيخنا القاضي ناصر الدّين بن زريق، أجازني غير ما مرّة، وأنشدني عدّة مقاطيع لغيره وذكرها ثمّ قال: توفّي يوم الثّلاثاء مستهلّ رمضان سنة 904، ودفن بالرّوضة بسفح قاسيون.

458 - ابن فضل الله الصّالحيّ، (؟ - 904 هـ):

لم أقف على أخباره.

(1)

انظر التعليق رقم 1 في الترجمة رقم 5، 37.

ص: 753

459 -

‌ عليّ بن محمّد بن إبراهيم، العلاء

أبو الحسن الجعفريّ، النّابلسيّ، أخو إبراهيم الماضي.

قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن العفيف» ، ولد- كما كتبه بخطّه- سنة 752، وسمع على الميدوميّ «المسلسل» وعلى صفيّة ابنة عبد الحليم الحنبليّة سنة 75 «جزء ابن الطّلّاية». قال:(أنا) به الأبرقوهي، وعلى أبي الحسن عليّ بن إسماعيل الفويّ سنة 79 جزء فيه «منتقى أحاديث مسلسلات بحرف العين من مسند الدّارميّ» وعلى أبي حفص بن أميلة «أمالي ابن سمعون» وغيرها، وكذا سمع عليه من شيوخنا التّقيّ القلقشندي، وحدّثنا عنه في بيت المقدس بأشياء، وآخر ما وقفت عليه ممّا سمعه منه ما أرّخه بجمادى الآخرة سنة 809

(1)

، ووقفت له على تصنيفين أحدهما في وصف الحمام سمّاه «رشف المدام» نقل فيه عن ابن رجب ووصفه ب «شيخنا» فكأنّه أخذ عنه الفقه وقال: إنّه اجتمع سنة 99 بالقابون بشخص هنديّ وذكر له أنّ عمره نحو مائة وثلاثين سنة، وأنّه سأله أببلاد الهند باقلاء؟ فقال: لا، وقال: إنّ

459 - علاء الدّين الجعفريّ، (752 - 818 هـ):

أخباره في «المنهج الأحمد» : (481)، و «مختصره»:(176)، و «التّسهيل»:(2/ 36). وينظر: «الضّوء اللامع» : (5/ 279)، و «الشّذرات»:(7/ 133).

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عليّ بن محمّد بن إبراهيم الخازن المغربيّ (ت 839 هـ).

يراجع: «الجوهر المنضّد» : (103).

(1)

في الأصل: (813) والتّصحيح من «المنهج الأحمد» و «مختصره» و «الشّذرات» ، وهي أصول المؤلّف.

ص: 754

سبب تصنيفه أنّه تذاكر هو والغياث أبو الفرج عبد الهادي بن عبد الله البسطاميّ ما عندهما من ذلك فاقتضى جمعه وأورد فيه من نظمه:

عجبت لأصوات الحمائم إذ غدت

غناء لمسرور ونوحا لمحزون

وندبا لمفقود وشجوا لعاشق

وشوقا لمشتاق وتنهيد مفتون

وقوله مواليا:

حمامة الدّوح نوحي واظهري ما بك

وعدّدي واندبي من فرقة أحبابك

لا تكتمي واشرحي لي بعض أوصابك

أظنّ ما نابني في الحبّ قد نابك

وثانيهما في الوداع سمّاه: «كشف القناع في وصف الوداع» أو «ترويع المكروب في توديع المحبوب» جمع فيه ما وقف عليه من الأشعار الّتي في الوداع يكون في نصف مجلّد عند وداع البسطاميّ المذكور وأخويه عبد اللّطيف وعبد الحميد، والشّمس أبي عبد الله محمّد النّاصريّ/ وأورد فيه من نظمه قصيدة أوّلها:

إنسان عيني بالمدامع يرعف

وأظنّها كبدي تذوب فتذرف

والقلب في جمر الغضا متقلّب

إذ هدّدوه بالفراق وأرجفوا

ص: 755

وأخرى أوّلها:

صبّ جرت مذ جرى التّوديع أدمعه

وأحرقت بلهيب الشّوق أضلعه

وفارق الصّبر والسّلوان حين نأى

وأوحشت عنده والله أربعه

(انتهى)

وفي «الشّذرات» أنّه ولد سنة 762 فلينظر. قال: وولي قضاء نابلس.

قال العليميّ: وهو من أئمّة الحديث، ومن مشايخ شيخنا شيخ الإسلام القرقشندي. توفّي بنابلس سنة 813.

460 -

‌ عليّ بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عثمان

بن أسعد بن المنجّى التّنوخيّ، علاء الدّين بن زين الدّين ذكره في «الدّرر» .

460 - علاء الدّين ابن منجّى (؟ - 778 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 262)، و «الجوهر المنضّد»:(84)، و «المنهج الأحمد»:(464)، و «مختصره»:(164)، و «التّسهيل»:(2/. وينظر: «إنباء الغمر»: (1/ 142)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة» ، و «الشّذرات»:(6/ 257).

في وفاة المترجم اضطراب كبير كما ترى فبين عامي 754، 778 فرق كبير، وآل المنجى أسرة علمية كبيرة العدد، ويكثر فيهم اسم علي ومحمد لعلّ هناك ترجمتان تداخلتا؟! فما زالت هذه الترجمة تحتاج إلى مزيد مراجعة؟!

* وهناك:

- علي بن محمد بن أحمد بن منجى التنوخي (ت 800 هـ).

يراجع: «المقصد الأرشد» : (2/ 263).

ص: 756

وقال: ولد سنة 677 وتوفّي سنة 755.

وقال في «الشّذرات» : سمع «صحيح البخاري» من وزيرة

(2)

، وسمع من عيسى المطعّم وغيره، وحدّث، فسمع منه الشّهاب ابن حجّي، وقال: هو رجل جيّد من بيت كبير، وهو أخو الشّيخة فاطمة بنت المنجّى شيخة الحافظ ابن حجر، أكثر عنها، عاشت بعده بضعا وعشرين سنة حتّى كانت خاتمة المسندين بدمشق، توفّيت في ربيع الآخر سنة 778 عن ثمان وستّين سنة.

461 -

‌ عليّ بن محمّد بن أبي بكر بن زيد، العلاء

الموصليّ، ثمّ الدّمشقيّ، أخو الشّهاب أحمد الماضي

(3)

.

461 - العلاء ابن زيد الموصليّ، (؟ - 882 هـ):

أخباره في «الضّوء اللامع» : (5/ 280).

(2)

وزيرة المذكورة هنا، هي: ستّ الوزراء بنت عمر بن أسعد بن المنجّى التّنوخيّة الدّمشقيّة الحنبليّة (ت 716 هـ).

«ذيل العبر» : (88)، و «ذيل الطبقات»:(2/ 469).

(3)

هذه هي عبارة السّخاوي في «الضّوء» .

أقول: أمّا السّخاوي فذكره في موضعه في «الضّوء اللامع» : (1/ 71)، وأمّا المؤلّف فقد غفل عنه وسها فلم يذكره واستدركته عليه في موضعه ولله المنّة. وهو مترجم في «المقصد الأرشد»:(1/ 82)، وذكر وفاته سنة 870 هـ. وخرّجت ترجمته هناك، أما أخوه العلاء هذا فلم أقف على من ذكره سوى المؤلّف عن «الضّوء». وعنهما معا في «التّسهيل»:(2/ 83)، وقال مؤلفه- عفا الله عنه-:«ذكره ابن عبد الهادي» والصّحيح إن عبد الهادي لم يذكره. وذكر علي الجراعي أخو الشيخ زيد فلعلّه اشتبه عليه فيه. والله تعالى أعلم.

ص: 757

قال في «الضّوء» : ويعرف

(1)

كهو ب «ابن زيد» سمع «ثلاثيّات مسند عليّ» ، وحدّث بها، سمعها عليه بعض الطّلبة ممّن أخذ عنّي، وقال: إنّه مات في رجب سنة 882. قال: وكان صالحا، زاهدا، ورعا.

462 -

‌ عليّ بن محمّد بن عبد الحميد بن محمّد بن إبراهيم

بن عبد الصّمد بن عليّ الهيتيّ، الزّاهد، البغداديّ، ثمّ الدّمشقيّ الصّالحيّ.

قال ابن طولون في «سكردان الأخبار» : الإمام، الفقيه، العالم، العلّامة، المفيد، الفهّامة، مفتي المسلمين، علاء الدّين، أبو الحسن، حفظ القرآن و «الوجيز»

(2)

في فقه الحنابلة، واشتغل، فتفقّه على التّقيّ بن قندس، والشّيخ

462 - ابن البهاء البغداديّ، (12.- 900 هـ):

أخباره في «الجوهر المنضّد» : (104)، و «المنهج الأحمد»:(519)، و «مختصره»:(197)، و «التّسهيل»:(2/ 101).

وينظر: «الضّوء اللامع» : (5/ 208)، و «حوادث الزمان»:(2/ 184) معلق بهامش الورقة مصحح، و «القلائد الجوهرية»:(1/ 129)، و «الشّذرات»:(7/ 365).

(1)

كذا في مصادر ترجمة أخيه شهاب الدّين، وهي ساقطة من «الضّوء اللامع» في ترجمة المذكور أيضا، ثابتة في ترجمة أخيه في «الضّوء» لذا تيقّنا أنها إمّا من سهو صاحب «الضّوء» تبعه عليه المؤلّف، أو من سهو النّساخ.

(2)

قال ابن عبد الهادي: «وحفظ «الوجيز» وشرح قطعة منه».

أقول: أولا: «الوجيز» كتاب مختصر بديع جيّد متقن في الفقه الحنبليّ يصلح للحفظ والمذاكرة للمبتدئين ألفه الحسين بن يوسف بن محمد بن السّريّ الدّجيليّ (ت 732 هـ) شرحه عدد كبير من العلماء، وكان مما يحفظ ويعارض به بين يدي الشيوخ.-

ص: 758

حسن الخيّاط، جدّ ولده شهاب الدّين أحمد لأمّه، والشّيخ عبد الرّحمن الشّهير ب «أبي شعر» والبرهان ابن مفلح، وأخذ عن بني زريق الثّلاثة، وأختهم، وأبي الفرج بن الطّحّان، وأبي الحسن الدّويليبيّ والنّظام ابن مفلح والشّمس بن جوارش وجماعات.

قال شيخنا الجمال بن المبرّد: سمع نحن وإيّاه حين قدم المصريّون في حياة شيخنا للأخذ عن مشايخ دمشق.- انتهى-. ولازم الشّيخ عبد الرّحمن بن داود صاحب الزّاوية بسفح قاسيون وقرأ عليه الكثير من تصانيفه ك «الأوراد» و «شرحها» ولبس منه خرقة التّصوّف القادريّة

(1)

، وتلقّن منه الذّكر العظيم نفيا وإثباتا، ورحل إلى مصر، وأخذ عن العلّامة/ محيي الدّين الكافيجيّ وجماعات، وناب في الحكم للقاضي شهاب الدّين بن عبادة، وبعده

- ثانيا: قول ابن عبد الهادي: (شرح قطعة منه) يفهم منه أنه جزء يسير، والصحيح أنّ هذه القطعة المشروحة في خمس مجلدات كبار، كما قال العليمي وغيره والعليمي من معاصريه ولعلّه من تلاميذه؟!

ورأيت الجزء الرّابع من شرح ابن البهاء المترجم هنا مصور في مكتبة جامعة الإمام رقم: (2455 ف) أظنّه من الظّاهرية مكتوب سنة 887 هـ في حياة المؤلّف ولعلّه بخطّه في 241 ورقة.

* ولابن البهاء ابن من أهل العلم والفضل اسمه أحمد بن عليّ (ت 929 هـ) له أخبار في «متعة الأذهان» : (9)، و «الكواكب السّائرة»:(1/ 140)، و «الشّذرات»:(8/ 149)، و «النّعت الأكمل»:(100).

ورأيت لأحمد هذا مجموع في الظاهرية رقمه (4508).

(1)

انظر التعليق على الترجمتين رقم 5، 37.

ص: 759

للقاضي نجم الدين بن مفلح:

قال شيخنا الجمال المذكور: ونفسه تحبّ الحكم، قرأت عليه «ثلاثيّات الصّحيح» يوم الخميس ثالث عشر ربيع الآخر سنة 898، وسمعت عليه عدّة أشياء منها كتاب الجمعة من «الصّحيح» المشار إليه يوم السّبت ثاني عشر رجب سنة 897 كلاهما بمدرسة الشّيخ أبي عمر، قال: أخبرنا بجميعه العلّامة أبو عبد الله أمين الدّين محمّد بن أحمد بن معتوق الكركيّ الحنبليّ سماعا (أنا) أبو عبد الله البهاء رسلان بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد الذّهبيّ، والمحبّ محمّد بن أبي بكر بن يوسف بن عبد القادر الخليليّ، والشّهاب أحمد بن العزّ المقدسيّ الحنبليّون، بحقّ روايتهم الثّابتة المتّصلة بالشّيخ شهاب الدّين أحمد بن أبي طالب الصّالحي الحجّار المعروف ب «ابن الشّحنة» بسنده، ثمّ أوقفت شيخنا القاضي ناصر الدّين بن زريق، على هذا السّند فتوقّف فيه، وقال: ما أظنّ الكركيّ سمع «الصّحيح» على هؤلاء الثّلاثة، ثمّ تطلّب ذلك، وأفاد أنّه سمعه على شيخه الأوّل رسلان، بقراءة والده أحمد بن معتوق عليه في أربعين مجلسا أوّلها خامس عشر شعبان، وآخرها سابع عشري رمضان سنة 788 بالجامع المظفّريّ، وأن رسلان سمعه على الحجّار بقراءة الإمام أبي محمّد عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن المحبّ في أحد عشر مجلسا آخرها يوم الثّلاثاء سادس عشر جمادى الآخرة سنة 722 بالجامع المظفّريّ بسفح قاسيون.

توفّي ثالث عشري جمادى الآخرة سنة 900 ودفن بالرّوضة عند قبر الشّيخ أبي شعر.- انتهى-.

ص: 760

وقال في «الشّذرات» : ولد سنة 812 تقريبا، وقدم من بلده إلى مدرسة شيخ الإسلام أبي عمر سنة 37، وصار من أعيان الحنابلة، فأفتى، ودرّس، وصنّف كتاب «فتح الملك العزيز بشرح الوجيز» في خمس مجلّدات، وتوجّه إلى القاهرة فاجتمع عليه حنابلتها فقرءوا عليه، وأجاز بعضهم بالإفتاء والتّدريس، وزار بيت المقدس، والخليل عليه السلام، وباشر نيابة القضاء بدمشق، وكان معتقدا عند أهلها وأكابرها، ورعا، متواضعا، على طريقة السّلف.

توفّي يوم السّبت ثالث عشر جمادى الآخرة.- انتهى-.

وقال في «الضّوء» : ويعرف ب «العلاء بن البهاء» وزاد في نسبه:

الزّريرانيّ وقال: ولد سنة 818 إلى أن قال: وحجّ، وزار بيت المقدس مرارا، ولقيته بصالحيّة دمشق، فسمع معنا على كثيرين، إلى أن قال: وقدم القاهرة سنة 77، وتنزّل في صوفيّة الخانقاه الشّيخونيّة، واستوحش من قاضي مذهبه البدر السّعديّ ومن غيره، ثمّ قال: و «شرح العمدة» في مذهبه، وكان مجاورا بمكّة سنة 90، وأقرأ هناك الفقه.

463 -

‌ عليّ بن محمّد بن عبد القادر بن عليّ بن محمّد الأكحل

بن شرشيق بن محمّد بن عبد العزيز بن القطب عبد القادر، الجيليّ، نور الدّين، الكيلانيّ الأصل، القاهريّ.

463 - نور الدّين الجيليّ «الأكحل» ، (؟ - 853 هـ):

أخباره في «الضّوء اللامع» : (5/ 313).

ولبس الخرقة: من البدع الصوفية التي لا تستند على نص شرعي.

ص: 761

والد عبد القادر الماضي، وشيخ القادريّة، لبس الخرقة القادريّة

(1)

من آبائه، وألبسها جماعة منهم صاحبنا أبو إسحاق إبراهيم القادري، وقال لي:

إنّه كان عين القادريّة بالدّيار المصريّة، حسن الخلق والخلق، ذا هيبة ووقار وسكينة.

مات في صفر سنة 853 ودفن بمحلّ سكنه بالتّربة المعروفة بعديّ بن مسافر من القرافة الصّغرى./

464 -

‌ عليّ بن محمّد بن عبد الله، نور الدّين، المناويّ

، ثمّ القاهريّ.

قال في «الضّوء» : ويعرف ب «باهو» .

مات في صفر سنة 888، عن بضع وستّين سنة، وأسند وصيّته للشّهاب الشّيشينيّ، وكان ساكنا، خيّرا، عاقلا، يتّجر في السّكّر وغيره، وينتمي لبني الجيعان، وباسمه أطلاب ووظائف منها التّصوّف بالأشرفيّة

(1)

، وحجّ، وباشر عقود الأنكحة، مع المحافظة على الجماعة، وطيب الكلام، رحمه الله.

وله ولد ذكر، تركه صغيرا فحفّظه وصيّة الخرقيّ وعرضه بعد ثمان سنين.

- انتهى-.

قال في «الشّذرات» : ولّاه القاضي بدر الدّين البغداديّ العقود والفسوخ بالدّيار المصريّة ولم يزل إلى أيّام القاضي بدر الدّين السّعديّ حتّى توفّي.

464 - نور الدّين المناويّ «باهو» ، (؟ - 888 هـ):

«الضّوء اللامع» : (5/ 315).

(1)

انظر التعليق رقم 1 على الترجمة رقم 5.

ص: 762

465 -

‌ عليّ بن محمّد بن عبد الله بن الزّكي

، الغزّيّ القاضي، علاء الدّين، الإمام، العالم.

توفّي بنابلس في جمادى الآخرة سنة 882. قاله في «الشّذرات».

465 - ابن الزّكيّ الغزّيّ، (؟ - 882 هـ):

أخباره في «المنهج الأحمد» : (506)، و «مختصره»:(191).

وينظر: «الشّذرات» : (7/ 335)، حوادث سنة 883.

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- الشيخ علي بن محمد بن عبد المؤمن بن عبد الرّحيم «سبط ابن صومع» (ت 785 هـ).

يراجع: «المقصد الأرشد» : (2/ 263).

* وممّن أخلّ المؤلّف بعدم ذكره عمدا- عفا الله عنه-:

- الشّيخ عليّ بن شيخ الإسلام محمّد بن عبد الوهّاب النّجدي التّميميّ (ت 1245 هـ). مولده في الدّرعية غير معروف على التّعيين، وهو أكبر أولاد الشيخ وبه يكنى، وأخذ العلم عن والده وغيره من علماء الدّرعيّة، ثم حصّل وتصدّر للتّعليم وطلب للقضاء فامتنع زهدا وورعا.

قال ابن بشر في «عنوان المجد» : (1/ 189): «أما علي بن الشيخ فكان عالما جليلا، ورعا، كثير الخوف من الله، وكان يضرب به المثل في بلد الدّرعيّة بالدّيانة والورع، وله معرفة في الفقه والحديث والتّفسير وغير ذلك

».

وذكر حجّه في عام 1213 هـ، وكان يصحب الإمام في حروبه، وهو الذي أخبر بوفاة الإمام سعود في الجيش وخطب الناس في ذلك خطبة بليغة.

وخرج إلى الباشا في حصار الدّرعيّة فلم يتمّ ذلك.

وبعد سقوط الدّرعية نقل الشّيخ علي مع من نقل من أسرته إلى مصر وتوفي هناك سنة 1245 هـ.-

ص: 763

466 -

‌ عليّ بن محمّد بن عثمان بن إسماعيل

، علاء الدّين، البابيّ، الحلبيّ المعروف ب «ابن الدّغيّم» .

قال ابن الحنبليّ: ولي تدريس الحنابلة بجامع حلب، وكان هيّنا، ليّنا، صبورا على الأذى، مزوحا.

توفّي يوم الجمعة ثاني عشر رمضان سنة 948 ودفن بجوار مقابر الصّالحين بوصيّة منه. قاله في «الشّذرات» .

- أخباره في «عنوان المجد» : (1/ 186، 189، 255، 367، 368، 416)، و «مشاهير علماء نجد»:(70)، و «علماء نجد»:(3/ 735).

وابنه محمّد بن عليّ بن محمّد بن عبد الوهّاب كتب خطّه متملّكا نسخة الشّيخ عبد العزيز بن مرشد- حفظه الله- من شرح الزركشي على «مختصر الخرقي هكذا:

«الحمد لله، في يد محمّد بن علي بن الشيخ محمد بن عبد الوهّاب [ممن بيده] ملك السموات والأرض وفي آخر النّسخة: صيّرته المقادير الإلهيّة في يد محمّد بن علي بن محمد بن عبد الوهّاب» .

وذكر العلّامة ابن بشر في «عنوان المجد» : (1/ 190) محمدا هذا لما ذكر أخبار والده قال: «وأبناؤه صغار ماتوا قبل التّحصيل إلا محمّدا فإنّه طالب علم، وله معرفة ودراية وكرم نفس لأخوته وأضيافه ولمحمد هذا ابن هو عليّ بن محمّد بن علي بن محمّد بن عبد الوهّاب. ذكره ابن بشر في «تاريخه» : (2/ 44) ممن أخذ عن الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرّحمن بن حسن.

466 -

ابن الدّغيّم الحلبيّ، (؟ - 948 هـ):

أخباره في «النّعت الأكمل» : (113)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(82)، و «التّسهيل»:(2/ 132). وينظر: «الكواكب السّائرة» : (2/ 193)، و «درّ الحببب» ، و «تاريخ حلب» للطّباخ.

ص: 764

467 -

‌ عليّ بن التّاج محمّد بن عليّ بن أحمد الكيلانيّ القادريّ

.

قال في «الضّوء» : إنّه سمع على عبد الرّحيم بن عبد الكريم، ونصر الله الشّيرازي الجرهي، وساق سنده إلى البغويّ وأنّه يروي «ألفيّة ابن مالك» قراءة وسماعا عن النّور أبي الفضل عليّ بن الصّالح بن أحمد الكيلاني الشّافعيّ القاضي، وساق سنده للنّاظم كما أثبت ذلك في «التّاريخ الكبير» أجاز لابن أبي اليمن حين عرض عليه سنة 830.

468 -

‌ عليّ بن محمّد بن عليّ بن عبّاس بن فتيان البعليّ

، ثمّ الدّمشقيّ، ويعرف ب «ابن اللّحّام» وهي حرفة أبيه. قاله في «الضّوء» .

467 - ابن التّاج الكيلانيّ القادريّ، (؟ - بعد 830 هـ):

أخباره في «الضّوء اللامع» : (5/ 319).

* وممن عاصر المؤلف- رحمه الله وجاوره في بلده:

- قاضي عنيزة الشّيخ عليّ بن محمّد بن علي بن حمد الراشد، (ت 1303 هـ).

وهو من شيوخ المؤلّف. تراجع: «المقدمة» ، و «علماء نجد»:(3/ 726).

468 -

ابن اللّحّام البعليّ، (بعد 750 - 803 هـ):

تقدم ذكر المؤلف له في «علي بن أمين» والصواب أنه علي بن محمد كما أثبت المؤلف هنا، وهذا التكرار تابع المؤلف عليه السخاوي؛ لأنه كرره في «الضّوء» كذلك وواعدنا هناك أن نخرج ترجمته هنا، وهذا أوان الوفاء بالوعد.

أخباره في: «المقصد الأرشد» : (2/ 237)، و «الجوهر المنضد»:(81)، و «المنهج الأحمد»:(477)، و «مختصره»:(174)، و «التّسهيل»:(2/ 23).

وينظر: «الرد الوافر» : (185)، و «إنباء الغمر»:(2/ 174)، و «الضّوء اللامع»:(5/ 320)، و «قضاة دمشق»:(288)، و «الدّارس»:(2/ 124)، و «الشّذرات»:(7/ 31)، و «المدخل»:(238).

ص: 765

وقال: ولد بعد الخمسين وسبعمائة ببعلبكّ، ونشأ بها في كفالة خاله لكون أبيه مات وهو رضيع فعلّمه صنعة الكبابي، ثمّ حبّب إليه الطّلب، فطلب بنفسه وتفقّه على الشّمس بن اليونانيّة، ثمّ انتقل لدمشق وتتلمذ لابن رجب وغيره، وبرع في مذهبه ودرّس، وأفتى وشارك في الفنون، وناب في الحكم، ووعظ في الجامع الأمويّ في حلقة ابن رجب بعده، فكانت مواعيده حافلة، ينقل فيها مذاهب المخالفين محرّرة من كتبهم، مع حسن المجالسة، وكثرة التّواضع، ثمّ ترك الحكم بأخرة وانجمع عن الأشغال، ويقال: إنّه عرض عليه قضاء دمشق استقلالا فأبى، وصار شيخ الحنابلة بالشّام مع ابن مفلح فانتفع النّاس به، وقد قدم القاهرة بعد الكائنة العظمى بدمشق فسكنها وولي تدريس المنصوريّة، ثمّ نزل عنها وعيّن للقضاء بعد موت الموفّق ابن نصر الله فامتنع، ومات بعد ذلك بيسير في يوم عيد الأضحى وقال المقريزيّ: عيد الفطر سنة 803، وقد جاوز الخمسين ذكره شيخنا في «إنبائه» .- انتهى-.

أقول: وله مصنّفات مفيدة/ منها «القواعد الأصوليّة» في الفقه، بنى فيها المسائل الفقهيّة على القواعد الأصوليّة، وهي بديعة جدّا، وهو الّذي جمع اختيارات الشّيخ تقيّ الدّين ابن تيميّة ورتّبها وحرّرها، وخطّه متوسّط، لكنّه منوّر، عندي منه «جلاء الأفهام» لشمس الدّين ابن القيّم.

ص: 766

469 -

‌ عليّ بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن أبي الفتح

بن هاشم الكنانيّ، العسقلانيّ، علاء الدّين، قاضي دمشق.

469 - العلاء ابن نصر الله الكنانيّ، (بعد 710 - 787 هـ):

أخباره في «الجوهر المنضّد» : (92)، و «المنهج الأحمد»:(464)، و «مختصره»:

164.

وينظر: «درّة الأسلاك» : (240)، و «إنباء الغمر»:(1/ 88)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 225)، و «السّلوك»:(3/ 1/ 245)، و «الدّليل الشّافي»:(1/ 477)، و «الشّذرات»:(6/ 243).

- وابنه أحمد بن علي، وابنه الآخر عبد الله بن علي «الجندي» وابنتيه نشوان، وألف مذكورون في مواضعهم ما عدا «أحمد» فإنه مستدرك وهم من «آل نصر الله» المصريين الكنانيين العسقلانيين المذكورين في صدر الكتاب في تعليقنا على «أحمد بن إبراهيم نصر الله

».

لم يذكره ابن مفلح في طبقاته، ولم يذكره الحافظ ابن حجر في «الدّرر الكامنة» ، ولا في ذيلها وهو من رجال القرن الثامن، ولم يذكره ابن طولون الصّالحي في قضاة دمشق وهو منهم.

قال البرهان ابن مفلح في «المقصد الأرشد» : (2/ 47) - في ترجمة ابنه عبد الله:

«ابن قاضي القضاة علاء الدّين

».

قال ابن حبيب- رحمه الله في درّة الأسلاك: «[سنة 776 هـ] وفيها توفي قاضي القضاة علاء الدّين أبو الحسن علي بن شمس الدّين أبي عبد الله محمد بن علي بن عبد الله ابن أبي الفتح بن هاشم الكنانيّ العسقلانيّ الحنبليّ الحاكم بدمشق.

وسجع له بقوله: قاض دينه وافر، وعلم علمه سافر، وعفّته مقرونة بالفضيلة، وسيرته كأخلاقه جميلة، وسمته حسن، وهديه واضح السّنن، عليه وقار وسكون، وله إلى جهات الخيرأيّ ركون، ولي دمشق وافدا إليها من القاهرة واستمر إلى أن غابت-

ص: 767

قال في «الشّذرات» : ولد سنة بضع عشرة وسبعمائة، وسمع من أحمد ابن عليّ الجزيريّ، وأجاز له ابن الشّحنة، وناب أوّلا في الحكم بالقاهرة عن موفّق الدّين، ثمّ ولي قضاء دمشق بعد موت ابن قاضي الجبل، وكان فاضلا، متواضعا، ديّنا، عفيفا، وكان أعرج، وهو والد جمال الدّين الجنديّ عبد الله شيخ الحافظ ابن حجر.

توفّي المترجم في نصف شوّال سنة 787، وقد نيّف على السّبعين.

- انتهى-.

وفي «الإنباء» سنة 76 وقد نيّف عن السّتّين، ولعلّه أصحّ قال: وكان كثير الانجماع، حتّى يقال: إنّه لم يسجّل عليه حكم، وإنّما كان نائبه يتصدّى لذلك.

470 -

‌ عليّ بن محمّد الطّيّاريّ القاهريّ

.

قال في «الضّوء» : رجل صالح، معتقد، ساكن، سمع الحديث على

- بعد خمس سنين- أنواره الباهرة، وكانت وفاته بها عن بضع وستين سنة تغمّده الله برحمته».

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عليّ بن محمّد بن علي بن محمّد

القاضي الأشيقريّ (ت 1090 هـ).

يراجع: «علماء نجد» : (3/ 725).

- وعليّ بن محمّد بن علي بن منجّى التّنوخيّ (؟).

يراجع: «الجوهر المنضّد» : (88).

470 -

الطّيّاريّ القاهريّ، (؟ - بعد 863 هـ):

أخباره في «الضّوء اللامع» : (5/ 330).

ص: 768

شيخنا وغيره، وممّا سمعه «البخاري» في الظّاهريّة، وتنزّل في الجهات، وصاهر القاضي المحبّ بن نصر الله البغداديّ على ابنته، وكان ينسب لثروة وآخر عهدي به سنة 863، وفي الظّنّ أنّه قارب السّبعين.

471 -

‌ عليّ بن محمّد بن عمر بن أحمد بن محمّد

بن أحمد البطائحيّ، القاهريّ المدير، الشّهير ب «البطائحيّ» .

قال في «الضّوء» : كان جدّه السّراج عمر خادم البيبرسيّة قبل الجنيد، ووالده الشّهاب أحمد شيخ الرّباط بها قبل التّلوانيّ.

وولده هذا بالقرب من جامع الحاكم قريبا من سنة 820، وحفظ القرآن عند ناصر الدّين القاصديّ، نسبة للقاصديّة عند جامع الحاكم، وحفظ «الشّاطبيّة» و «ألفيّة النّحو» و «المنهاج الأصليّ» و «المختصر الخرقيّ» وعرض على شيخنا، والمحبّ بن نصر الله، والزّين الزّركشيّ، وسمع عليه في آخرين، وحضر دروس المحبّ فمن بعده، وتنزّل بالشّيخونيّة من زمن باكير وفي غيرها من الجهات، وتكسّب من الإدارة بالإعلام بالموتى، فبرع في ذلك مع نصحه فيه، بحيث يزور الأماكن البعيدة، ويعرف من يوافي أصحاب الميّت غالبا، وقلّ أن يمضي يوم بغير شغل بحيث تموّل جدّا فيما قيل، وحجّ مرارا، وقال لي: إنّ والده حجّ نحو ستّين حجّة.- انتهى.

قلت: وهذا في غير المكّيّين بعيد والله أعلم.

471 - البطائحيّ القاهريّ، (820 - ؟):

أخباره في «الضّوء اللامع» :؟ 6/ 2).

ص: 769

472 -

‌ عليّ بن محمّد بن محمّد بن عيسى

، نور الدّين، أبو الحسن بن الشّمس ابن الشّرف المتبوليّ، ثمّ القاهريّ، ويعرف ب «ابن الرّزّاز» ، قاله في «الضّوء» .

وقال: ولد قبل حجّة أمّ السّلطان شعبان بالقاهرة، ونشأ بها، فحفظ القرآن، و «عمدة الأحكام» و «المقنع» في الفقه و «الطّوفيّ» في أصوله، وعرضها سنة 89 على ابن الملقّن، والغماري، والعزّ بن جماعة، والشّمس بن المكين البكري المالكيّ/ وأجاز له في آخرين.

وأخذ الفقه عن الشّرف عبد المنعم البغداديّ، ولازمه حتّى أذن له في الإفتاء والتّدريس سنة 96، بل أفتى بحضرته، وكتب بخطّه تحت جوابه كذلك يقول فلان، وكذا أخذ عن النّجم الباهي، والصّلاح بن الأعمى، ثمّ عن المحبّ بن نصر الله، وكان يجلّه كثيرا بحيث إنّه قال له مرّة عقب استحضاره لشيء لم يستحضره غيره من جماعته: أحسنت يا فقيه الحنابلة. واشتغل في النّحو عند الشّمس البوصيريّ، وابن هشام العجيميّ، وبعد ذلك على شيخنا الحنّاويّ، والعزّ عبد السّلام البغداديّ، وسمع الحديث على التّنوخيّ، والعراقيّ، والهيثميّ، والدّجويّ، وابن الشّحنة، والسّويدائيّ، والشّرف بن الكويك، والجمالين الحنبليّ والكازرونيّ، وخلق سواهم، وحجّ مرارا أوّلها سند 807، وجاور غير مرّة، وناب في القضاء عن المجد سالم فمن بعده،

472 - ابن الرّزّاز المتبوليّ، (؟ - 861 هـ):

أخباره في «المنهج الأحمد» : (497)، و «مختصره»:(186).

وينظر: «الضّوء اللامع» : (6/ 15)، و «الشّذرات»:(7/ 301).

ص: 770

ولكنّه تقلّل منه بعد موت والده البدر محمّد في طاعون سنة 41 لشدّة تأسّفه على فقده، وصار بأخرة أجلّ النّوّاب، ودرّس الفقه بالمنصوريّة والمنكوتمريّة والقراسنقريّة، وولي إفتاء دار العدل، وتصدّى للإفتاء والإقراء فانتفع به جماعة، وسمع منه الفضلاء، أخذت عنه أشياء، وكان إنسانا حسنا مستحضرا للفقه ولا سيّما كتابه، ذا ملكة في تقريره، مع مشاركة في العربيّة، متواضعا، ثقة، سليم الفطرة، طارحا للتّكلّف.

توفّي ليلة الخميس ثاني عشر ربيع الأوّل سند 861 ودفن بتربة الشّيخ نصر خارج باب النّصر.

473 -

‌ عليّ بن محمّد بن محمّد بن المنجّى

بن محمّد بن عثمان التّنوخي، قاضي الشّام، علاء الدّين، ابن صلاح الدّين، ابن زين الدّين.

473 - علاء الدّين ابن المنجّى، (750 - 800 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 263)، و «الجوهر المنضد»:(89)، و «المنهج الأحمد»:(464)، و «مختصره»:(173).

وينظر: «ذيل التّقييد» : (361)، و «إنباء الغمر»:(2/ 27)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 3/ 679)، و «الدّارس»:(2/ 46)، و «قضاة دمشق»:(281)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 497)، و «الشّذرات»:(6/ 365).

قال ابن مفلح في «المقصد» : «مولده سنة خمسين بعد وفاة عمّ أبيه قاضي القضاة علاء الدّين بسبعة أيّام

» وترجمته هنالك تكمّل ترجمته هنا فليراجع من شاء ذلك.

وابن عمّ أبيه: علي بن المنجّى بن عثمان بن أسعد (ت 750 هـ).

ترجمه الحافظ ابن رجب في «ذيل الطّبقات» : (2/ 447)، و «مختصره»:(114)، ووفاته في شعبان من السّنة المذكورة.

ص: 771

تقدّم في العلم إلى أن صار أمثل فقهاء الحنابلة في عصره، مع الفضل والصّيانة، والدّيانة، والأمانة، وناب عن ابن قاضي الجبل، ثمّ استقلّ بالقضاء سنة 88 بعد موت ابن التّقيّ، ثمّ صرف مرارا وأعيد، إلى أن مات بالطّاعون في رجب سنة 800 بمنزله بالصّالحيّة، قاله في «الشّذرات» .

474 -

‌ عليّ بن محمود بن أبي بكر

، العلاء، أبو الحسن بن النّور بن النّور أبي الثّناء، ابن التّقيّ أو البدر أبي الثّناء أو أبي الجود السّلميّ- بالفتح- نسبة لسلميّة، وربّما كتب السّلمانيّ، - ثمّ الحمويّ، نزيل القاهرة، ويعرف ب «ابن المغليّ» .

474 - ابن المغلي السّلمانيّ، (771 - 828 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 264)، و «الجوهر المنضّد»:(91)، و «المنهج الأحمد»:(482)، و «مختصره»:(187)، و «التّسهيل»:(2/ 14).

وينظر: «إنباء الغمر» : (8/ 86)، و «النّجوم الزّاهرة»:(14/ 123)، و «الدّليل الشافي»:(1/ 481)، و «الضّوء اللامع»:(6/ 34)، و «ذيل رفع الإصر»:(189)، و «حسن المحاضرة»:(1/ 48)، و «الشّذرات»:(7/ 185).

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عليّ بن موسى اللّبّودي؟

كذا ذكره ابن عبد الهادي في «الجوهر المنضّد» : (87)، ولم يذكر وفاته، وقال:

«الشّيخ المحدّث النّبيل، المتقن، برع وصنّف، وله كتاب «المغيث في شرح غريب الحديث» في مجلّدين، لم أطّلع على وقت وفاته رحمه الله تعالى».

أقول: المغيث هذا غير كتاب: «المجموع المغيث

» لأبي موسى المدينيّ.

* وممّن أسقطهم المؤلّف عمدا- عفا الله عنه-:

- عليّ بن يحيى بن ساعد النّجديّ، قاضي سدير (ت 1229 هـ).-

ص: 772

قاله في «الضّوء» . وقال: كان أبوه تاجرا من العراق، وسكن سلميّة، فعرف بذلك نسبة إلى المغل وولد له قبل ذلك ولد ونشأ على طريقته، ثمّ ولد له هذا سنة 771 بحماة، فحفظ القرآن وله تسع سنين، وأذهب عليه أخوه ما خلّفه أبوهما له من المال، وكان غاية في الذّكاء، وسرعة الحفظ، وجودة الفهم، فطلب العلم وتفقّه ببلاده ثمّ بدمشق، ومن شيوخه فيها الزّين ابن رجب، ولم يدخلها إلّا بعد انقطاع الإسناد العالي بموت أصحاب الفخر، فسمع من طبقة تليها ولكنّه لم يمعن، وسمع- كما أثبته ابن موسى المراكشيّ- سنة 82 على قاضي بلده الشّهاب المرداويّ «عوالي الذّهبيّ» تخريجه لنفسه

- و «ساعد» بدون ميم في أوله.

من علماء الدّعوة وقضاتها ودعاتها، أخذ العلم عن علماء الدّرعية من أبناء الشّيخ محمّد بن عبد الوهّاب وغيرهم، ولا أعلم أنّه اجتمع بالشّيخ أو قرأ عليه- وإن كان ذلك ممكنا- وعيّنه الإمام سعود بن عبد العزيز- رحمه الله قاضيا في سدير، قال ابن بشر- لمّا عدّد قضاة الإمام:«وعلى ناحية سدير شيخنا علي بن يحيى بن ساعد» وفي أول ولاية الإمام عبد الله بن سعود سنة 1229 هـ توفي الشّيخ المذكور، قال ابن بشر أيضا:«وفي هذه السّنة في اثني عشر رجب توفي شيخنا القاضي في ناحية سدير عليّ بن يحيى بن ساعد، كان- رحمه الله تعالى- له معرفة في أصل التّوحيد والفقه، ورأيت عنده حلقة يقرءون عليه في الفقه، وفي نسخ الشّيخ محمد بن عبد الوهّاب، وكان له رواية ودراية، أخذ العلم عن الشّيخ عبد العزيز بن عبد الله الحصيّن وغيره» .

أخباره في «عنوان المجد» : (1/ 364، 367)، و «تاريخ بعض الحوادث»:

140، و «تراجم المتأخرين»:(65)، و «التّسهيل»:(2/ 203)، و «علماء نجد»:(3/ 740)، وكلّهم عن ابن بشر لا غير، فرحم الله ابن بشر.

ص: 773

بسماعه منه، وسمع/ «مسند الإمام أحمد» على بعض الشّيوخ، ورأيته حدّث ب «البخاري» على السّراج البلقيني سماعا إلّا اليسير فإجازة، وعنالعزيز المليحي سماعا من قوله في الأطعمة (باب القديد) إلى آخر الكتاب سنة 91 ومن محافيظه في الحديث «المحرّر» لابن عبد الهادي، وفي فروعهم أكثر «الفروع» لابن مفلح، وفي فروع الحنفيّة «مجمع البحرين» ، وفي فروع الشّافعيّة «التّمييز» للبارزيّ، وفي الأصول «مختصر ابن الحاجب» وفي العربيّة «التّسهيل» لابن مالك، وفي المعاني والبيان «تلخيص المفتاح» وغير ذلك من الشّروح والقصائد الطّوال الّتي كان يكرّر عليها حتّى مات، ويسردها سردا مع استحضار كثير من العلوم خارجا عن هذه الكتب، بحيث لا يدانيه أحد من أهل عصره في كثرة ذلك، وإن كان يوجد فيهم من هو أصحّ ذهنا منه، وكان المحبّ بن نصر الله يعتمده، وينقل عنه في حواشيه من أبحاثه وغيرها، وأمّا العزّ الكنانيّ فكان يعظّم فهمه أيضا وينكر على من لم يرفعه فيه، لكنّه مع ذلك يقول- عن شيخه المجد سالم-: إنّه أقعد في الفقه منه، كلّ هذا مع النّظم والنّثر والكتابة الحسنة والتّأنّي في المباحثة، ومزيد الاحتمال بحيث لا يغضب إلّا نادرا، ويكظم غيظه ولا يشفي صدره، وإكرام الطّلبة وإرفادهم بماله، وعدم المكابرة، لكن وصفه شيخنا بالزّهوّ الشّديد والبأو الزّائد، والإعجاب البالغ، بحيث إنّه سمعه يقول للشّمس بن الدّيريّ وقد قال له هذا عالم بمذهب الحنفيّة فقال: قل شيخ المذاهب.- انتهى-.

ووصفه بعضهم- فيما قيل- إنّه يحيط علما بالمذاهب الأربعة فردّ عليه، وقال: قل: بجميع المذاهب واتّفق أنّه بحث مع النّظام السّيراميّ- وناهيك به-

ص: 774

بحضرة المؤيّد. فقال العلاء: يا شيخ نظام الدّين اسمع مذهبك منّي وسرد المسألة من حفظه فمشى معه فيها، ولا زال ينقله حتّى دخل به إلى علم المعقول، فتورّط العلاء فاستظهر النّظام وصاح في الملإ، طاح الحفظ، هذا مقام التّحقيق، فلم يردّ عليه، ومع ذلك فاتّفق له مع الشّمس البرماوي أنّه قال له: هل في مذهب أحمد رواية غير هذا؟ فقال: لا. فقال الشّمس: بل عنه كيت وكيت، فعدّ ذلك من الغرائب. وأوّل ما ولي قضاء بلده بعد التّسعين وهو ابن نيّف وعشرين، ثمّ قضاء حلب سنة 804، واستمرّ بها إلى أثناء الّتي تليها، ثمّ تركها ورجع إلى بلده عن قضائها، وعرف بالعلم والدّين والتّعفّف والعدل في قضائه، مع التّصدّي للاشتغال، والإفتاء، والإفادة، والتّحديث، حتّى إنّه قد كتب عنه الجمال بن موسى قديما، وسمع معه عليه من شيوخنا الآبيّ واستجازه لجمع ممّن أخذت عنهم فولّاه المؤيّد قضاء الحنابلة بالدّيار المصريّة، مضافا لبلده بعناية ناصر الدّين بن البارزيّ حيث نوّه عنده بذكره، وأشار عليه بولايته، وذلك في ثاني عشر صفر سنة 818 بعد صرف المجد سالم، فتوجّه إلى القاهرة وكان يستنيب في قضاء بلده، وسافر بعد ذلك سنة 20 صحبة المؤيّد إلى الرّوم./ وعاد معه، ولم يزل على قضائه وجلالته إلى أن ابتدأ في التّوعّك، إذ سقط من سلّم وذلك بعد أن عزم على الحجّ في هيئة جميلة وتأنّق زائد، فانقطع وفاسخ الجمال واستمرّ متمرّضا إلى أن عرض له قولنج، فتمادى به إلى أن أعقبه الصّرع، ومات منه، في يوم الخميس عشرى صفر سنة 828، ولم يخلف بعده في مجموعته مثله، فقد كان في الحفظ آية من آيات الله تعالى قلّ أن ترى العيون فيه مثله، رحمه الله تعالى وإيّانا، وخلّف

ص: 775

مالا جمّا ورثه ابن أخيه محمود. وممّن ترجمه ابن خطيب النّاصريّة، والتّقيّ المقريزيّ، وتردّد في مولده هل هو بحماة أو سلميّة، وكان شديد الميل إلى التّجارة والزّراعة ووجوه تحصيل الأموال كما قال شيخنا. قال: ومع طول ملازمته للاشتغال، ومناظرة الأقران، والتّقدّم في العلوم، لم يشتغل بالتّصنيف وكنت أحرّضه على ذلك لما فيه من بقاء الذّكر، فلم يوفّق لذلك، وممّن أخذ عنه من أئمّة الشّافعيّة في الأصول والعربيّة وغيرهما النّور القهميّ شيخ المحدّثين بالبرقوقيّة، والبرهان الكركيّ، والبرهان بن خضر، وكان يقرأ عليه في رمضان وغيره، والعلاء القلقشنديّ، والشّمس النّواجيّ في آخرين، وقد ترجمته في «ذيل رفع الإصر» وذكرت من نّظمه شيئا، وفي ترجمة البلقيني من نثره وكذا ذكره المقريزيّ في «عقوده» .- انتهى-.

أقول: رأيت له تعليقات على «فروع الشّمس بن مفلح» تدلّ على قوّة نفسه في العلم وفقهه وأكثرها اعتراض عليه في نقله عن الكتب، وتجاسر فيها على مقام الشّمس بما لا ينبغي سامحنا الله وإيّاه بمنّه وكرمه.

475 -

‌ عمر بن إبراهيم بن محمّد بن عبد الله بن محمّد

بن مفلح الرّامينيّ الأصل، الدّمشقيّ، الصّالحيّ.

475 - نجم الدّين ابن مفلح، (848 - 919 هـ):

ابن صاحب «المقصد الأرشد» .

أخباره في «النّعت الأكمل» : (92)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(80)، و «التّسهيل»:(2/).-

ص: 776

قال ابن طولون: الشّيخ، الأصيل، العالم، النّبيل، المفيد، المجيد، بقيّة السّلف الصّالحين، مفتي المسلمين، الإمام، العلّامة، القدوة، الفهّامة، قاضي القضاة

(1)

، نجم الدّين، أبو حفص الشّهير بجدّه الأعلى، ابن قاضي القضاة برهان الدّين بن القاضي أكمل الدّين، ابن شرف الدّين، ابن العلّامة شمس الدّين محمّد بن مفلح صاحب «الفروع» .

ولد سنة 848، وحفظ القرآن، قال شيخنا الجمال ابن المبرد: اشتغل قليلا، وسمع على ابن عبادة، وابن الشّحّام، وقريبه النّظام ابن مفلح، ثمّ توقّف فيه، وناب لوالده من غير أهليّة، ثمّ ولي القضاء بعد والده بالمال، وفعل أمورا، وارتكب أشياء نعوذ بالله منها.- انتهى-.

وأجاز له خلق منهم عمر بن صالح البلقينيّ، ومحمّد بن المحلّي الشّافعيّ، ويحيى الأقصرائي الحنفيّ، وأحمد بن محمّد الشّمنّي، ومحمّد بن عبد العزيز البلقينيّ، وأحمد بن محمّد بن زيد، ومحمّد بن عليّ الجوارقيّ، وعمر بن محمّد البقسماطيّ، ومحمّد بن محمّد بن عثمان، ومحمّد بن محمّد ابن أبي بكر بن محبوب، ويوسف بن عبد الرّحمن بن ناظر الصّاحبة، وأسعد ابن عليّ بن المنجّى، وأحمد بن محمّد الفولاذيّ، ومحمّد اللّؤلؤيّ، وعمر ابن إبراهيم/ بن مفلح، وستّ القضاة ابنة أبي بكر بن زريق. ودرّس بمدرسة

- وينظر: «متعة الأذهان» : (76)، و «الكواكب السّائرة»:(1/ 284)، و «شذرات الذّهب»:(8/ 92).

(1)

هذا اللقب منهي عنه لحديث النهي عن التسمي بملك الأملاك.

ص: 777

الشّيخ أبي عمر، وجامع بني أميّة، وبعد صيته، وتمهّر في صناعة القضاء، وفي آخر عمره صار له عطف على طلبة العلم باللّسان، سمعت عليه بقراءة شيخنا الجمال بن المبرد «مشيخة أبي محمّد بن المطعّم»

(1)

يوم السّبت ثالث جمادى الآخرة سنة 897 بمنزله بدار الحديث الأشرفيّة بسفح قاسيون، ثمّ تبيّن لي بعد ذلك أنّ القراءة المذكورة كانت بقراءة أخينا الزّين رمضان، وكتبت عنه عدّة فوائد.

توفّي في سادس عشر ربيع الأوّل سنة 919، داخل دمشق ودفن بالرّوضة بسفح قاسيون.

476 -

‌ عمر بن إبراهيم بن محمّد بن مفلح بن محمّد

بن مفرّج بن عبد الله النّظام، أبو حفص بن التّقيّ أبي إسماعيل، ابن شيخ المذهب الشّمس أبي عبد الله الرّامينيّ، المقدسيّ، الصّالحيّ، أخو الصّدر أبي بكر الماضي ويعرف كسلفه ب «ابن مفلح» .

476 - نظام الدّين ابن مفلح، (781 - 872 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 292)، و «الجوهر المنضّد»:(106)، و «المنهج الأحمد»:(499)، و «مختصره»:(188)، و «التّسهيل». وينظر:

«معجم ابن فهد: (187)، و «الضّوء اللامع» : (9/ 66)، و «الدّارس»:(2/ 55)، و «قضاة دمشق»:(296)، و «حوادث الزّمان»:(2/ 51، 52)، و «القلائد الجوهرية»:(1/ 145)، و «الشّذرات»:(7/ 311)، وجعل وفاته سنة 780 هـ.

(1)

مشيخة المطعّم واسمه عيسى بن عبد الرّحمن الدّلال المتوفى سنة 717 هـ؟ من تخريج الحافظ الذّهبي لديّ منها نسخا وهي جزء صغير.

ص: 778

قاله في «الضّوء» ، وقال: ولد سنة 781

(1)

بصالحيّة دمشق، ونشأ بها فقرأ القرآن عند الشّمس ابن الأستاذ، وأحمد البقعيّ، وحفظ «الزّواهر» و «الجواهر» كلاهما من تصنيف أبيه و «الحاجبيّة»

(2)

وغيرها وتفقّه بوالده وعمّه الشّرف عبد الله وغيرهما، وعنهما أخذ الأصول، وقرأ في العربيّة على الشّرف الأنطاكيّ، والشّمس الهرويّ، والشّهاب الفندقيّ، ودخل القاهرة قديما فحضر بها عند السّراج البلقينيّ، والصّدر المناويّ، والوليّ ابن خلدون وطائفة، وسمع الحديث على المحبّ الصّامت، والشّهاب المرداويّ، وناصر الدّين محمّد بن داود بن حمزة وغيرهم

(3)

، وناب في القضاء عن أبيه سنة 801 وعن المجد سالم بالقاهرة، ثمّ استقلّ بقضاء غزّة سنة 805 فكان أوّل حنبليّ ولي بها، كما بلغني عنه، ثمّ استقلّ به أيضا بالشّام في شعبان سنة 33 في حياة عمّه مع حرصه عليه، فما تمّ له، وعزل مرارا بالعزّ عبد العزيز بن عليّ البغداديّ الماضي، ثمّ زهد فيه حين صرفه بحفيد عمّه البرهان الماضي، وأذن لابن أخيه العلاء الماضي في السّعي عليه فأراحه الله منه، وقد حجّ قريب الخمسين، وزار بيت المقدس، وابتنى بجوار منزله من الصّالحيّة مدرسة

(1)

في «الجوهر المنضّد» : «ولد سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة» .

(2)

لعلّه يقصد مختصر ابن الحاجب الأصلي، أو هو كافيته النّحويّة؟!

(3)

له مشيخة جمع بها شيوخه موجودة بخطّه في مكتبة مغنيسيا رأيتها حين زيارتي للمكتبة ضمن مجموع كله بخطّه فيه «مشيخة المطعّم عيسى» الآنفة الذّكر

وغيرهما قيّدت عنها فوائد في مذكراتي، ولم أتمكن من تصويرها آنذاك.

وفي مذاكراتي أنّ خطّه على جزء من «فوائد أبي يعلى» في معهد المخطوطات العربية بالقاهرة رقم (3059) مصوّر من مكتبة رضا رامبور بالهند

وغير ذلك.

ص: 779

لطيفة، ورزق في ميراثه من النّساء حظّا، وباشر عدّة تداريس ومشيخات وغير ذلك، وعقد مجلس الوعظ في كثير من البلاد كمصر والشّام، بل وحدّث بهما، وببيت المقدس وغيره، أخذ عنه الفضلاء والأئمّة أكثرت عنه حين لقيته بالقاهرة والصّالحيّة، وكان خيّرا، ساكنا، واعظا، مستحضرا لما يلائم الوعظ، مع مشاركة في الفقه وغيره، وحرص على العبادة والتّهجّد، وصبر على الطّلبة، وهو ممّن كان لشيخنا به مزيد عناية بحيث أنزله في جواره في بعض قدماته.

مات في ربيع الآخر سنة 872، ودفن في الرّوضة بسفح قاسيون عند أسلافه، مع والده، وهو خاتمة أصحاب المحبّ الصّامت بالسّماع.

477 -

‌ عمر بن إبراهيم بن محمود بن بشر البعلبكّيّ

.

477 - ابن بشر البعلبكّيّ، (؟ -؟):

أخباره في «المنهج الأحمد» : (455)، و «مختصره»:(157).

ويراجع: «الدّرر الكامنة» : (3/ 222)، ولم يذكرا وفاته.

وعمر هذا أخو ثلاثة من العلماء الحنابلة هو رابعهم، وهم:

- بشر بن إبراهيم بن محمود بن بشر (ت 761 هـ).

ذكره المؤلّف في موضعه.

- ومحمود بن إبراهيم بن محمود بن بشر (ت 740 هـ).

يراجع: «وفيات ابن رافع» : (1/ 308).

- وموسى بن إبراهيم بن محمود بن بشر (ت 738 هـ).

يراجع: «المنهج الأحمد» : (441).

ولهم أولاد وأحفاد من أهل العلم، ليس هذا موضع ذكرهم.-

ص: 780

قال في «الدّرر» : سمع من أبي الحسين اليونيني وغيره، سمع منه الشّهاب بن حجّي وقال: كان شيخا صالحا.

مات سنة ( .... ) وهو أخو بشر بن إبراهيم الماضي.

478 -

‌ عمر بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله

بن عبد المؤمن بن أمين الدّولة، / زين الدّين، أبو حفص.

قال في «الدّرر» : ولد سنة 710، وباشر ديوان الإنشاء مدّة، ثمّ أعرض عنه وقال ابن حبيب: تعلّق بمذهب أحمد، ولازم التّواضع، واشتغل بالكتابة والأدب والحديث، وقدم دمشق ومصر، ورجع إلى حلب فمات بها سنة 777، وله سبع وستّون سنة.

479 -

‌ عمر بن أحمد بن زيد بن أبي بكر بن زيد الجراعيّ

مولدا، النّويريّ قبيلة، الصّالحيّ مسكنا.

- * ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عمر بن إبراهيم بن نصر بن إبراهيم بن عبد الله الكناني الدّمشقيّ الصالحيّ الحنبلي (ت 774 هـ).

يراجع: «إرشاد الطّالبين» : (492).

قال ابن ظهيرة: «المعروف ب «النّقبيّ»

أجاز لي مروياته غير مرّة وكتب لي خطه بذلك».

478 -

ابن أمين الدّولة، (710 - 777 هـ):

أخباره في «الدّرر الكامنة» : (3/ 223)، و «إنباء الغمر»:(1/ 176).

479 -

ابن زيد الجراعيّ، (؟ - 942 هـ):

لم أقف على أخباره.

ص: 781

قال ابن طولون: القاضي الميمون، والجوهر المكنون، خلاصة أبناء الأعيان، ونخبة أنداده بالتّحقيق والعيان، سليل العلم ورضيعه، ونزيل الفضل ووضيعه، قرّة العيون، وحبّة سويداء القلب المكنون، ذو الهمّة العليّة، والحافظة الباهرة الزّكيّة، زين الدّين، وربّما لقّب سراج الدّين، أبو حفص بن الشّيخ، الإمام، العالم، المدرّس، القدوة، بركة المسلمين، أبي العبّاس، شهاب الدّين بن زيد المتقدّم ذكره، وذكر عمّه العلّامة تقيّ الدّين، حفظ القرآن، واشتغل بعض اشتغال، وسمع المسلسل بالأوّليّة على الزّين محمّد المدعو عمر بن محمّد بن فهد بشرطه في يوم الأربعاء تاسع ربيع الأوّل سنة 875 بزيادة دار النّدوة من المسجد الحرام، ثمّ عليه بقراءة عمّه جميع «مسند الإمام أحمد» ، ثمّ «المصعد الأحمد في ختم مسند أحمد» تأليف أبي الخير بن الجزريّ، ثمّ «خصائص المسند» المذكور وإملاء الحافظ أبي موسى المدينيّ، ثمّ كتاب «النّشر في القراءات العشر» لابن الجزريّ، ثمّ كتاب «الثّبات عند الممات» تأليف ابن الجوزيّ، ثمّ «الأدب المفرد» لأبي عبد الله البخاري ثمّ الجزء الأوّل من «سنن النّسائيّ الصّغرى» وسمع «ثلاثيّات الصّحيح» على القاضي كمال الدّين محمّد بن محمّد المرجانيّ في هذا التّاريخ بمكّة، ثمّ قرأ عليه من أوّل «الصّحيح» إلى كتاب الإيمان، ومن قوله:

وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ إلى آخر «الصّحيح» في العشرين من ذي القعدة سنة 888 بها، وسمع من لفظ الحافظ شمس الدّين محمّد بن عبد الرّحمن السّخاويّ المسلسل بالأوّليّة، وقرأ عليه النّصف الأوّل من «الصّحيح» ولازمه في سماع غير ذلك، ومنه «البردة» للبوصيريّ، والكثير من كتاب «دلائل

ص: 782

النّبوّة» للبيهقيّ، وجملة من تصانيفه منها الكثير من كتابه «المقاصد الحسنة في كثير من الأحاديث المشهورة على الألسنة» و «رفع الشّكوك في مفاخر الملوك» و «تحرير الجواب عن ضرب الدّواب» و «الإيضاح والتّبيين في مسئلة التّلقين» و «الاتّعاظ بالجواب عن مسائل الوعّاظ» و «الجوابعن الحزم سوء الظّنّ» وعن «أنّ الله يكره الحبر السّمين» وعن «كلّ الصّيد في جوف الفراء» و «ترجمة القاضي العضد» وجلّ كتاب «عمدة المحتجّ في حكم الشّطرنج» وقطعة من أوّل «القول البديع في الصّلاة على الحبيب الشّفيع صلى الله عليه وسلم» ومن غير تصانيفه شيئا كثيرا، وكان ذلك جميعه في شهور آخرها/ ذو القعدة سنة 887، وقرأ على أبي المحاسن يوسف بن أحمد بن نصر الله البغداديّ الحنبليّ جميع «الصّحيح» في مجالس آخرها التّاسع والعشرون من رمضان من هذه السّنة بتلك البقعة الشّريفة، وأجاز له خلق باعتناء عمّه، منهم عمر بن عبد الله ابن بردس، وحسن بن محمّد بن العجيميّ، وعبد الرّحمن بن مفتاح البعليّ، وموسى بن خليل بن غزالة، وعبد الغنيّ بن الحسن اليونيني، وأحمد بن عليّ القطّان، ومحمّد بن عليّ البقسماطيّ، ومحمّد بن العبّاس العلّاف، وخلق سواهم، ثمّ إنّه تسبّب بالعطارة بالصّالحيّة، ثمّ بباب الجابية، ثمّ انكسر وتوجّه إلى مكّة وتأهّل بها، وصالح والده عنه أرباب الدّيون، ثمّ عاد إلى الصّالحيّة وولي قضاء بعلبكّ، ثمّ قضاء صفد، وعزل مرّات بسبب ما ينسب إليه من كثرة أخذ الرّشا، ثمّ إرسالها إلى كاتب السّرّ ابن أجا، وباع كتبا كثيرة موقوفة. وبضاعته في العلم مزجاة، سمعت منه المسلسل بالأوّليّة وغالب «الصّحيح» وأجاز، وكتبت عنه فوائد عديدة. توفّي يوم الجمعة مستهلّ جمادى

ص: 783

الآخرة سنة 942، ودفن بباب الفراديس عفا الله عنّا وعنه.

480 -

‌ عمر بن أحمد بن عمر بن عبد الله بن عمر

بن عوض المقدسيّ، عزّ الدّين بن تقيّ الدّين، المعروف ب «ابن عوض» .

قال في «الدّرر» : ولد بقرية كوم الرّيش في صفر سنة 716، وأحضر على الوانيّ، وأسمع على ابن الشّحنة، والدّبّوسيّ، وسمع أيضا من محمّد بن الفخر البخاريّ، وحدّث. مات سنة 888.

480 - ابن عوض المقدسيّ، (716 - بعد 790 هـ):

أخباره في «ذيل التّقييد» : (264)، و «إرشاد الطّالبين»:(494)، و «الدّرر الكامنة»:(3/ 228).

لم يذكر المؤلّف وفاته تبعا للدّرر، وكذلك لم يذكر وفاته ابن ظهيرة مصدر الحافظ ابن حجر. وفي هامش «الدّرر» سنة 764 قراءة نسخة. وفي «ذيل التّقييد» ، قال:

«ومات

وتسعين وسبعمائة». قال ابن ظهيرة في «إرشاد الطالبين» : «سمع من أحمد بن الشّحنة «صحيح البخاري» ومن يونس الدّبوسي مسموعه في «القناعة» ومن محمد بن الفخر بن البخاري وغيرهم. ولم يقدر لي السماع منه مع كثرة اجتماعي به، لكنّه أجاز لي مروياته، وكتب لي خطه بذلك

».

وابن عوض هذا من أسرة مشهورة بالعلم والقضاء والفتوى في مصر. يراجع هامش ترجمة أحمد بن عمر بن عوض في كتاب «غاية العجب» لابن حميد مؤلّف «السّحب» .

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عمر بن أحمد بن عمر بن مسلّم، المؤذّن بجامع الحنابلة «المظفري» بالصّالحيّة (ت 777 هـ).

يراجع: «إرشاد الطّالبين» : (495)، و «الدّرر»:(228).

ص: 784

481 -

‌ عمر بن إدريس الأنباريّ، ثمّ البغداديّ

.

ذكره في «الدّرر» هنا وفيما سيأتي، وأرّخه هنا سنة 65، وفيما يأتي سنة 66، وسيأتي تحقيقه.

482 -

‌ عمر بن إسماعيل المؤدّب، زين الدّين

.

قال في «الشّذرات» : قال العليميّ: كان رجلا مباركا، يحفظ القرآن، ويقرئ الأطفال بالمسجد الأقصى، وبالجامع المجاور لجامع المغاربة من جهة القبلة، والنّاس سالمون من لسانه ويده.

توفّي بالقدس الشّريف في رجب سنة 880.

481 - جمال الدّين الأنباري، (؟ - 766 هـ):

هذه الترجمة- وإن كانت داخلة في فترة المؤلّف وشرطه- لا يلزم المؤلّف ذكره؛ حيث إن الحافظ ابن رجب قد ذكره في «الذّيل على طبقات الحنابلة» : (2/ 446)، و «مختصره»:(114)، وخرجت الترجمة تخريجا حسنا في «المقصد الأرشد»:(2/ 294). كما ذكره والد الحافظ ابن رجب في مشيخته «المنتقى» خرجته أيضا هناك.

وقد كرر المؤلّف التّرجمة ثانية في «عمر بن عبد المحسن بن إدريس» .

482 -

زين الدّين المؤدّب، (؟ - 880 هـ):

أخباره في «المنهج الأحمد» : (505)، و «مختصره»:(191).

وينظر: «الأنس الجليل» : (2/ 267)، و «الشذرات»:(7/ 330).

واللّفظ- هنا وفي «الشذرات» - للعليمي.

ص: 785

483 -

‌ عمر بن برّاق الدّمشقيّ

.

قال في «الضّوء» : ولد سنة 751 ذكره شيخنا في «معجمه» فقال:

اشتغل كثيرا، وكان بزيّ الجند، سريع الحفظ، جيّد الفهم، قائما بطريقة ابن تيميّة، وله ملك وأقطاع، لقيته بالصّالحيّة واستفدت منه.

مات بعد الكائنة العظمى في شوّال سنة 803، بعد أن أصيب في ماله وأهله وولده، فصبر واحتسب، عوّضه الله الجنّة في دار كرامته، وذكره شيخنا أيضا في «إنبائه» والمقريزيّ في «عقوده» ./

484 -

‌ عمر بن خليل بن أحمد بن إبراهيم بن أبي بكر

بن محمّد بن عبد الله بن أبي بكر بن محمّد الدّمشقيّ، الصّالحيّ.

قال ابن طولون: الشّيخ، الفاضل، الأوحد، الكامل، فريد أوانه، المقدّم على أقرانه، عين المفيدين، زين الدّين، أبو حفص الشّهير ب «ابن اللبّودي» قديما وب «ابن البطائنيّ» حديثا، أخو الشّيخ شهاب الدّين

483 - ابن براق الدّمشقي، (751 - 808 هـ):

أخباره في «إنباء الغمر» : (2/ 178)، و «الضّوء اللامع»:(6/ 75)، و «الشّذرات»:(7/ 32). وهو في «تاريخ ابن قاضي شهبة»

وغيره.

484 -

ابن اللّبّوديّ، (؟ - 912 هـ):

لم أقف على أخباره. وذكر ابن طولون في «ذخائر القصر» ابنه أبا بكر بن عمر، وقال:«الصّالحيّ الحنبليّ» .

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عمر السّجاعيّ

الفقيه المفتي.

يراجع: «الجوهر المنضّد» : (107)، ولم يذكر وفاته.

ص: 786

الشّافعيّ، اشتغل بعض اشتغال، وأسمعه أخوه على جماعات منهم النّظام بن مفلح، والشّمس محمّد بن عثمان بن داود، وجمّ سواهم ذكرهم ابن طولون، ثمّ قال: إنّه تسبّب في بعض الأوقات بالشّهادة، وكان بهيّ المنظر، حسن الملتقى، محبّا لطلبة العلم، وقرأت عليه الجزء الأوّل من «فوائد أبي عثمان سعيد بن أحمد العيّار» تخريج أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقيّ والثّاني من «حديث أبي حفص عمر بن محمّد الزّيّات» وغير ذلك، ولازمتهأشهرا بمنزله بحارة حمام العلاء في سفح قاسيون، وكتبت عنه فوائد كثيرة منها نسخته «تاريخ أبي الفضل ابن حجر»

(1)

.

قال فيه: وفي سنة 835 ثارت فتنة عظيمة بين الحنابلة والأشاعرة بدمشق وتعصّب الشّيخ علاء الدّين بن البخاريّ نزيل دمشق على الحنابلة وبالغ في الحطّ من ابن تيميّة وصرّح بتكفيره، فتعصّب جماعة من الدّماشقة لابن تيميّة، وصنّف صاحبنا الحافظ شمس الدّين بن ناصر جزءا في فضل ابن تيميّة

(2)

وسرد أسماء من أثنى عليه وعظّمه من أهل عصره فمن بعدهم على حروف المعجم، مبيّنا لكلامهم، ثمّ أرسله إلى القاهرة فكتب له عليه غالب المصريّين بالتّصويب، وخالفوا علاء الدّين البخاري في إطلاق القول بتكفيره، وتكفير من أطلق [عليه أنّه شيخ الإسلام]

(3)

، وقال فيه أيضا: وفي سنة 836 في رجب كائنة الشّيخ سراج الدّين الحمصيّ الشّافعيّ بطرابلس، مع

(1)

«إنباء الغمر» : (3/ 476).

(2)

هذا الجزء هو «الرد الوافر

» طبع في المكتب الإسلامي ببيروت.

(3)

«إنباء الغمر» : (3/ 491).

ص: 787

الشّيخ شمس الدّين بن زهرة شيخ الشّافعيّة بطرابلس، وذلك أنّه بلغه ما وقع بين علاء الدّين البخاري وبين الحنابلة في أمر الشّيخ تقيّ الدّين ابن تيميّة وأنّ البخاري أفتى بأنّ ابن تيميّة كافر وأنّ من سمّاه شيخ الإسلام يكفر، فاستفتى عليه بعض من عمل لابن تيميّة [من] المصريّين فاتّفقوا على تخطئته في ذلك وكتبوا خطوطهم، فبلغ ذلك الحمصيّ فنظم في ذلك قصيدة تزيد على مائة بيت بوفاق المصريّين، وفيها أنّ من كفّر ابن تيميّة هو الّذي يكفر، فبلغ ذلك ابن زهرة، فقام عليه، فقال: كفر القاضي، فقام أهل طرابلس على القاضي، وأكثرهم يحبّ ابن زهرة، ويتعصّب له، ففرّ الحمصيّ إلى بعلبكّ، وكاتب أحد [أرباب] الدّولة فأرسلوا له مرسوما بالكفّ عنه، فاستمرّ الأمر على حاله وسكن.- انتهى-.

وفي آخر عمره عدل عن سكنى الصّالحيّة، وقطن بحارة بني الأكراد بظاهر دمشق، وبها توفّي في جمادى الآخرة سنة 912، ودفن بمقبرة باب الفراديس.

485 -

‌ عمر بن عبد الرّحمن بن الحسين بن يحيى

بن عبد المحسن اللّخميّ القبابيّ، المصريّ، سراج الدّين بن زين الدّين.

485 - سراج الدّين القبابيّ، (بعد 700 - 755 هـ):

هذه التّرجمة كان على المؤلّف- رحمه الله أن لا يوردها؛ لأنّ الحافظ ابن رجب قد ذكرها في «الذّيل على طبقات الحنابلة» : (2/ 425)، و «مختصره»:(109) في سياق ترجمة والده إلا أنّ الحافظ لم يتوسع في التّرجمة، فلعلّ هذا ما جعل المؤلّف يذكره.-

ص: 788

قال في «الدّرر» : ولد بعد السّبعمائة، وأسمع على عيسى المطعّم، وستّ الوزراء وغيرهما، واشتغل بالفقه، ولازم الشّيخ تقيّ الدّين بن تيميّة، وتمهّر به، وسلك طريق الزّهد والعفاف، أثنى عليه ابن حبيب/ وابن رجب وغيرهما، وخرّج له الحسينيّ «مشيخة» وأقام بالقدس وكان ملجأ للواردين، كثير الإيثار والمعروف، وأفتى، وحدّث، وأسمع، ودرّس.

مات بالقدس الشّريف سنة 755.

486 -

‌ عمر بن عبد الله بن محمّد بن المحبّ المقدسيّ

، أحد الإخوة.

قال في «الدّرر» : ولد سنة 728، واعتنى به أبوه فأسمعه الكثير من شيوخ عصره، وجمع له «ثبتا» وقد حدّث عن ابن الرّضيّ، وحبيبة بنت الزّين، وزينب بنت الكمال، والجزري وغيرهم. مات في رجب سنة 781.

- أخباره في «المنهج الأحمد» : (453)، و «مختصره»:(156)، و «التّسهيل» ، و «المنتقى من مشيخة ابن رجب»:(رقم 174)، و «درّة الأسلاك»:(387)، و «تذكرة النبيه»:(3/ 178)، و «الأنس الجليل»:(2/ 257)، و «الدّرر الكامنة»:(3/ 244)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 134)، و «النّجوم الزاهرة»:(1/ 297)، و «الشّذرات»:(6/ 178).

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عمر بن عبد الله العسكريّ، (ت 881 هـ).

يراجع: «الجوهر المنضّد» : (109)، و «القلائد الجوهريّة»:(594).

486 -

ابن المحبّ، (728 - 781 هـ):

أخباره في «الجوهر المنضّد» : (108)، و «التّسهيل»:

وينظر: «الدّرر الكامنة» : (3/ 249)، و «إنباء الغمر»:(1/ 205)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 3/ 17).

ص: 789

487 -

‌ عمر بن عبد الله بن محمّد بن بردس

بن نصر بن بردس بن رسلان، الزّين البعليّ، الدّهّان، ابن عمّ التّاج محمّد، والعلاء عليّ ابني إسماعيل بن محمّد المذكورين.

قال في «الضّوء» : ولد ببعلبكّ سنة 779، ونشأ بها فقرأ القرآن عند الشّيخ طلحة، وحضر عند ابن عمّه التّاج وغيره في الفقه وغيره، وسمع «البخاري» على عبد الرّحمن بن الرّعبوب (أنا) به الحجّار، وحجّ، وحدّث، لقيته ببعلبكّ، وقرأت عليه المائة منه على ختمة، وكان يتكسّب من صناعة الدّهن. ومات قريب السّتّين.

488 -

‌ عمر بن عبد المحسن بن إدريس

جمال الدّين الأنباريّ، ثمّ البغداديّ.

قال في «الدّرر» : محتسب بغداد قاضي الحنابلة بها.

توفّي سنة 766 وكان من قضاة العدل، كثير الأمر بالمعروف، تعصّب عليه الرّوافض وأغروا به الوزير فضربه ضربا مبرّحا فمات في صفر من السّنة.

- انتهى-.

أقول: هو عمر بن إدريس المتقدّم نسبه هناك لجدّه، وهنا إلى أبيه، وظنّه غيره، وهو هو، وتاريخه سنة 65 هو الصّواب. قال الحافظ ابن رجب- استطرادا في ترجمة البابصريّ- وممّن اشتغل عليه وانتفع به القاضي جمال

487 - ابن بردس البعليّ، (779 - قريب 860 هـ):

أخباره في «الضّوء اللامع» : (6/ 97).

488 -

جمال الدّين الأنباريّ:

تقدم ذكره ترجمة رقم: (481).

ص: 790

الدّين بن الأنباريّ الشّهيد، الإمام في التّرسّل والنّظم، له نظم في مسائل في الفرائض، وبينه وبين القاضي شرف الدّين مراسلات بأشعار حسنة، وكذلك المرداويّ راسله في مدّة حكمه، وأشغل، واشتغل على صفيّ الدّين، وحفّظه «مختصر الهداية» له، وكتب شرحه، وعلا ببغداد قدره، واشتغل عليه جماعة منهم القاضي شمس الدّين محمّد بن الشّيخ أحمد السّقّا مربّي الطّائفة، ومدرّس المجاهديّة، وشمس الدّين محمّد البرقطيّ القاضيببغداد الآن بعده، ومدرّس البشيريّة بعد ابن الخضريّ، والقاضي سعد الحصيني، ونصر الله المحدّث وغيرهم، ونصر المذهب وأقام السّنّة، وقمع البدعة ببغداد، وأزال المنكرات، وارتفع حتّى لم يكن في المذهب أجمل منه في زمانه، ثمّ وزر بعض الرّافضة لوالي بغداد فظفروا به، وعاقبوه مدّة، فصبر حتّى استشهد سنة 765، ودفن بمقبرة الإمام أحمد عند المدرسة الّتي عمرها بها، وعملت له الختمات، ورثي، وتردّد أهل بغداد إلى المقبرة، وانتقم الله من أعدائه سريعا، فأهلكهم الله عاجلا في سنة استشهاده، وفرح أهل بغداد بهلاكهم، وقد جمعت بينه وبين قضاة مصر؛ الموفّق الحنبليّ وابن جماعة بمنى يوم القرّ، عام ثلاث وستّين.

489 -

‌ عمر بن عثمان بن سالم بن خلف

بن فضل الله المقدسي، البدّيّ./

489 - ابن فضل الله المقدسيّ، (678 - 760 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 303)، و «المنهج الأحمد»:(454)، و «مختصره»:(158).

وينظر: «من ذيول العبر» : (330)، و «وفيات ابن رافع»:(2/ 222)، و «الدّرر-

ص: 791

قال في «الدّرر» : مولده سنة 678. وقال في «الشّذرات»: وهو زين الدّين المقدسيّ، المؤدّب، الصّالحي.

سمع من ابن البخاري «سنن أبي داود» وغيرها، ومن التّقي الواسطيّ خطيب بعلبكّ، وحدّث، سمع منه الحسين، وابن آي دغدي وجماعة، وكان من أهل الذّكاء والخير، يعامل جميع النّاس بالتّودّد، كثير التّحصيل لكتب الحديث.

توفّي ليلة الخميس سادس عشر ذي الحجّة سنة 760.

490 -

‌ عمر بن عليّ بن عمر بن أحمد بن عمر

بن أحمد بن عمر بن الشّيخ أبي عمر المقدسيّ.

قال في «الدّرر» : ولد سنة [706] وأحضر على أحمد بن عبد الدّائم، وحدّث.

مات سنة [789].

- الكامنة»: (3/ 251)، والقلائد الجوهريّة»:(2/ 398)، و «الشّذرات»:(6/ 189).

- ووالده عثمان ترجم له ابن مفلح في «المقصد الأرشد» : (2/ 304) في ترجمة ابنه المذكور، وله ذكر وأخبار.

490 -

ابن أبي عمر، (706 - 789 هـ):

أخباره في «الدّرر الكامنة» : (3/ 256)، أخذنا سنة مولده من «الدّرر الكامنة» ، وسنة وفاته من هامش «الدّرر» فلتراجع؟!

ص: 792

491 -

‌ عمر بن عليّ، سراج الدّين أبو الحسن بن عادل

.

مؤلّف التّفسير العظيم، العديم النّظير، وله حاشية على «المحرّر» في الفقه. لم أجد له ترجمة في «الدّرر الكامنة» ، ولا في «الضّوء اللامع» وهو من رجال أحدهما بلا شكّ، وأظنّه ينقل عن أبي حيّان في «التّفسير»

(1)

«قال شيخنا» . وروى عنه التّقيّ المكّيّ بعض المرويّات، وكذا نور الدّين الهيثميّ في كتابه «مجمع الزّوائد» وكنّاه أبا حفص.

491 - ابن عادل المفسّر، (؟ -؟):

شهرته كبيرة، وأخباره قليلة، وكتابه «اللّباب» في التّفسير مشهور.

ولعلّ المتتبّع لنسخ التّفسير الخطيّة، ثم بعد ذلك يقرأ في التّفسير نفسه، لعلّ ذلك يتيح الفرصة لأخذ معلومات مفيدة عن حياة المؤلّف وعصره، ولعلّ المؤلّف هنا- رحمه الله يكون حتّى الآن أجود من كتب عنه. وتفسيره مشهور، ونسخه الخطّية كثيرة جدّا في دار الكتب المصريّة والأزهريّة، وفي المغرب وإسبانيا وتركيا وألمانيا-

(1)

وكتب على بعض نسخه أنّه فرغ من تأليفه سنة 879 هـ، وبهذا يبطل كلام المؤلّف وقوله:«ولم أجد له ترجمة في «الدّرر الكامنة» ولا في «الضّوء اللامع» ، وهو من رجال أحدهما» لأنّه يمكن أن تمتدّ به الحياة حتّى يدرك القرن العاشر، وإذا ثبت أنّه فرغ منه في التّأريخ المذكور فإنه يبطل احتمال أن يكون من أهل القرن السابع.

وذكر المؤلّف- ابن حميد- في هامش آخر نسخته من «الذّيل على طبقات الحنابلة» بمثل ما ذكر هنا، وزاد هناك:«ونقل الشّيخ عثمان بن أحمد النّجدي ثم الأزهري [ابن قائد] في «حاشيته على المنتهى» عن ابن عادل. ورأيت بخط بعضهم قال:

قال ابن عادل في «حاشيته على المحرّر» فلتحرر ترجمته فإني لم أظفر بها بعد كمال التّتبّع».

ص: 793

492 -

‌ عمر بن محمّد بن إبراهيم بن عبّاس

- بالباء الموحّدة- المرداويّ المقدسيّ، الصّالحيّ، زين الدّين بن شمس الدّين.

قال النّجم بن فهد في «معجمه» : سمع من عبد الرّحمن بن محمّد بن الرّشيد، وعبد الله بن خليل الحرستانيّ، وحدّث، سمع منه الفضلاء، وكان (

). مات سنة (

) وبيّض له.

493 -

‌ عمر بن محمّد بن أحمد بن عبد الهادي

بن عبد الحميد، الزّين، ابن الحافظ الشّمس المقدسيّ، ثمّ الصّالحيّ، ابن أخت المسندة فاطمة بنت محمّد بن عبد الهادي.

- وغيرها، ولم أر في كتب التّفاسير الكبيرة أكثر نسخا منه.

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عمر بن عمران بن صدقة البلاليّ (ت 754 هـ).

يراجع: «المنتقى من معجم ابن رجب» .

- وعمر الغبساوي؟

كذا ذكر ابن عبد الهادي في «الجوهر» : (107).

492 -

زين الدّين المرداويّ، (؟ -؟):

أخباره في «معجم ابن فهد» : (190)، و «الضّوء اللامع»:(6/ 115).

وذكر السّخاوي في «الضّوء اللامع» أنّه أجاز له سنة 852 هـ ومات بعد ذلك.

493 -

زين الدّين ابن عبد الهادي، (737 - 803 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 308)، و «المنهج الأحمد»:(476)، و «مختصره»:(172). وينظر: «إنباء الغمر» : (2/ 179)، و «معجم ابن حجر»:

216، و «الضّوء اللامع»:(6/ 115)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 398)، و «الشّذرات»:(7/ 32).

ص: 794

قال في «الضّوء» : ولد في ذي القعدة سنة 737، وأحضر على زينب ابنة الكمال «مجلس الرّويانيّ» وغيره، وأسمع على أحمد بن عليّ الجزريّ وعبد الرّحيم بن أبي اليسر، وحدّث، قرأ عليه شيخنا وغيره، وذكره المقريزيّ في «عقوده» . ومات بدمشق في الكائنة العظمى سنة 803.- انتهى-.

قال في «الإنباء» : وقد ناهز السّبعين.

494 -

‌ عمر بن محمّد بن أحمد بن عجيمة

، زين الدّين، الإمام، العالم، الفقيه، الصّالح.

توفّي بمردا سنة 874، قاله في «الشّذرات» .

495 -

‌ عمر بن محمّد بن أحمد بن عمر بن سلمان

بن عليّ بن سالم، الزّين أبو حفص البالسيّ، ثمّ الدّمشقيّ، الصّالحيّ، الملقّن، أخو عائشة الآتية

(1)

، ويعرف ب «البالسيّ» .

494 - ابن عجيمة، (؟ - 874 هـ):

أخباره في «الجوهر المنضّد» : (108)، و «المنهج الأحمد»:(504)، و «مختصره»:(190)، و «الشّذرات»:(7/ 318).

495 -

أبو حفص البالسيّ، (732 - 803 هـ):

أخباره في «معجم ابن حجر» : (217 - 226)، و «إنباء الغمر»:(3/ 178)، و «الضّوء اللامع»:(6/ 116)، و «الشّذرات»:(7/ 33).

قال الحافظ ابن حجر: «وكان مكثرا جدّاف، كثير البرّ للطلبة، شديد العناية بأمرهم، يقوم بأحوالهم، ويؤويهم، ويدور بهم على المشايخ، ويفيدهم، وكان لا-

(1)

هذه هي عبارة السّخاوي في «الضّوء» أمّا المؤلّف- رحمه الله فلم يذكرها في موضعها كما وعد وذكرها السّخاوي في «الضّوء» : (12/ 79).

ص: 795

قاله في «الضّوء» ، وقال: ولد في ذي الحجّة سنة 732، وأحضره أبوه الكثير من أبي محمّد بن أبي التّائب وغيره، وأسمعه على الحفّاظ المزّيّ والبرزاليّ، والذّهبيّ، وزينب ابنة الكمال، والطّبقة فأكثر جدّا، فأجاز له أبو الحسن البندنيجيّ وآخرون، وكان منزلا في الجهات، يلقّن القرآن بالجامع الأمويّ، ويمشي بين الطّلبة في النّزول عن الوظائف، ديّنا، خيّرا، متواضعا، محبّا في الرّواية والطّلبة، يقوم بأودهم، ويوادهم، ويدلّهم على المشايخ، ويفيدهم جهده، حدّث بالكثير، قرأ عليه شيخنا فأكثر جدّا، بل كان يسمع معه على الشّيوخ، ولم يكن يضجر من التّسميع، ترجمه بذلك شيخنا في «معجمه» و «إنبائه» وحدّثنا عنه خلق كثير ممّن تأخّر عن شيخنا، وذكره المقريزيّ في «عقوده» .

مات في الكائنة العظمى بدمشق في شعبان سنة 803.

496 -

‌ عمر بن محمّد المدعو مظفّر الدّين أبي بكر

، التّركمانيّ الأصل، القاهريّ، / المقرئ، أخو أحمد الماضي

(1)

، والآتي والدهما،

- يضجر من التّسميع، قرأت عليه الكثير، وسمعت عليه ومعه

».

وقال في «معجمه» نحو ذلك أو أزيد. ثم ذكر الحافظ ابن حجر الكتب الّتي قرأها عليه بأسانيدها فيما يقرب من عشر صفحات.

496 -

مظفّر الدّين التّركمانيّ، (؟ - قريب 860 هـ):

أخباره في «الضّوء اللامع» : (6/ 118).

(1)

هي عبارة «الضّوء اللامع» ، ولم يذكره المؤلّف، وذكره السّخاوي في «الضّوء»:(2/ 107)، وقال: «أحمد بن محمد المدعو مظفر بن أبي بكر بن مظفر بن-

ص: 796

ويعرف ب «ابن المظفّر» ، قاله في «الضّوء» .

وقال: سمع على أبيه وغيره غالب الرّوايات، وكانت بيده وظائف، فتنزّل في صوفيّة الأشرفيّة للحنابلة من الواقف، وفي خانقاه يشبك وغيرها، وأخذ عنه التّاج عبد الوهّاب بن شرف، ورام أخذ الأشرفيّة بعده فلم يتمكّن لكونه شافعيّا.

مات قريب السّتين.

497 -

‌ عمر بن محمّد بن سعيد، الزّين، البعليّ، القطّان

.

قال في «الضّوء» ويعرف ب «ابن البقسماطيّ» .

497 - ابن القطّان البعليّ، (788 - ؟):

أخباره في «الضّوء» : (6/ 119) عن «معجم ابن فهد» ، ولم أجده في «معجم ابن فهد» المطبوع.

- إبراهيم، الشّهاب التّركماني الأصل القاهريّ الشّافعيّ، شقيق عمر الآتي

»

فعلم بذلك أنّه غير حنبليّ، فمتابعة المؤلّف للسّخاوي بقوله: «أخو أحمد الماضي

» خطأ ظاهر منه رحمه الله وعفا عنا وعنه.

قال السّخاوي: «وأمهما تونسية أقامت في صحبة والدهما خمسين سنة لم يختلفا» ، ولم يذكر المؤلّف- أيضا- أباه لا في محمد بن أبي بكر، ولا في مظفر بن أبي بكر وتابع السخاوي في قوله:«الآتي والدهما» ، وذكره السّخاوي في «الضّوء»:(10/ 161)، وقال:«والد أحمد الماضي ويسمى محمّدا أيضا، وقال: ذكره ابن الجزري في «طبقات القرّاء» فقال: الشّيخ الصّالح الولي من خيار خلق الله

».

يراجع: «غاية النّهاية» : (3/ 301)، وقال:«بلغني أنه توفي سنة ثلاث وثمانمائة» ولم ينصّ لا هو ولا السّخاوي على مذهبه.

ص: 797

ولد سنة 788 ببعلبكّ، ونشأ بها، فقرأ القرآن عند طلحة العنبريّ

(1)

الحنبليّ، وحفظ «الخرقيّ» وعرضه على ابن الأقرب

(2)

، والتّقيّ إبراهيم ابن مفلح وغيرهما، واشتغل في الفقه على الأوّل، وسمع على أبي الفرج عبد الرّحمن بن محمّد بن الرّغبوب «ختم الصّحيح» ، وحدّث به، قرأته عليه ببعلبكّ، وكان إنسانا حسنا يكتسب ببيع القطن فيها.

ومات سنة (

) وكذا في «معجم ابن فهد» .

498 -

‌ عمر بن محمّد بن عمر بن محمود

.

498 - أبو حفص ابن زباطر الحرّانيّ، (؟ - 764 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 307)، و «المنهج الأحمد»:(457)، و «مختصره»:(158).

وينظر: «المنتقى من مشيخة ابن رجب» : (رقم: 221)، و «الوفيات» لابن رافع:(2/ 272)، وأعاده:(275)، و «الدّرر الكامنة»:(3/ 267)، و «ذيل العبر» لأبي زرعة:(1/ 137)، و «الشّذرات»:(6/ 202).

هناك اختلاف في اسم أبيه وجدّه، فالأب عمر، وقيل: عمرو، والجدّ محمود، وقيل: عبد الحميد، وفي بقيّة نسبه: زباطر بالزّاي في أوله، وفي نسبه: الفاميّ نسبة إلى فامة.-

(1)

طلحة العنبريّ الحنبلي هذا لا أعرفه إلا أن يكون هو طلحة بن محمد البعلي الحنبلي المذكور في «الجوهر المنضد» : (46)، قال:«أحد العدول ببعلبك، الشّيخ الصّالح الورع، المؤدّب، أثني عليه بخير، وتوفي ببعلبك» . ولم يذكر سنة وفاته. وهو احتمال قويّ جدّا.

(2)

ابن الأقرب لم يتبيّن لي منه حتّى الآن.

ص: 798

قال في «الدّرر» : ويقال: ابن عبد الحميد بن أبي بكر الحرّانيّ ثمّ الدّمشقيّ، القاضي المعروف ب «ابن زباطر» أسمعه أبوه الفقيه أبو عبد الله من الشّرف بن عساكر، وابن القوّاس، والفرّاء، وغيرهم وأسمعه «البخاري» من اليونينيّ، وحدّث، سمع منه الحسينيّ وغيره.

ومات في شوّال سنة 764.- انتهى-.

وفي «الشّذرات» : هو زين الدّين أبو حفص، وقال: سمع من جماعة وعدّ منهم عيسى المطعّم، وسمع منه الحسينيّ وابن رجب وذكراه في «معجميهما» إلى أن قال: ودفن بمقبرة السّالف ظاهر دمشق.

499 -

‌ عمر بن يوسف بن محمّد بن أحمد بن نائل

بن عزّاز المقدسيّ المرداويّ، زين الدّين.

- * ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عمر بن مصطفى الطّورانيّ البغداديّ (ت 1284 هـ).

يراجع: «النّعت الأكمل» : (299).

- وعمر بن يوسف البعليّ (ت 975 هـ).

يراجع: «النّعت الأكمل» : (137).

499 -

زين الدّين ابن عزاز المرداويّ، (721 - ؟):

أخباره في «الدّرر الكامنة» : (3/ 275)، عن «معجم ابن ظهيرة، «إرشاد الطّالبين» : (512)، ولم يذكر وفاته وفيه:«حضر على القاضي شرف الدّين ابن الحافظ «جزء إسحاق بن راهوية» رواية ابن شاذان، وسمع من زينب بنت الكمال وحدّث. سمع منه شيخنا أبو الحسن الفوي وغيره أخبرنا

في إجازة كتبها لنا بخطه».

ص: 799

قال في «الدّرر» ولد بمردا سنة 721، وسمع من أبي عبد الله محمّد بن الزّرّاد، وزينب بنت الكمال، وأحضر على الشّرف ابن الحافظ، سمع منه البرهان الحلبيّ المحدّث، وحدّث عنه أبو حامد بن ظهيرة في «معجمه» بالإجازة، ومات سنة (

).

500 -

‌ عمر بن زين الدّين الدّمشقيّ

نقيب الرّسل، وخادم قضاة الحنابلة.

قال في «الضّوء» : كتب عنه البدريّ في «مجموعه» قوله:

إنّ إدريس حبيب

قد ألفناه زمانا

وخفضنا الضّدّ فيه

ورفعناه مكانا

501 -

‌ عمر بن الشّرف الغزوليّ

.

قال في «الإنباء» : مات سادس عشر ذي القعدة سنة 804 بحلب.

502 -

‌ عمر بن اللّؤلؤيّ، الدّمشقيّ الصّالحيّ

.

- * وذكر العليمي في «المنهج الأحمد» : (487)، و «مختصره»:(181):

- عمر المرداويّ، قال:«الخطيب الفاضل، توفي سنة إحدى وأربعين وثمانمائة» .

500 -

نقيب الرّسل، (؟ -؟):

أخباره في «الضّوء اللامع» : (6/ 145).

501 -

الشّرف الغزوليّ، (؟ - 804 هـ):

أخباره في «إنباء الغمر» : (2/ 216)، و «الضّوء اللامع»:(6/ 90).

502 -

اللّؤلؤيّ، (؟ - 873 هـ):

أخباره في «الجوهر المنضّد» : (105)، و «الضّوء اللامع»:(6/ 147).

قال ابن عبد الهادي: «الصّالح المقرئ، المفيد، المجوّد، الدّيّن، الورع، زين الدّين، عن عائشة بنت عبد الهادي، وابن عروة وغيرهما» .

ص: 800

قال في «الضّوء» : كان خيّرا، يقرئ الأبناء مع فضيلة وخير، وممّن قرأ عنده المحبّ ابن جناق.

503 -

‌ عوّاد بن عبيد بن عابد الكوريّ النّابلسيّ

.

قدم دمشق فقرأ على مشايخها، وأخذ الفقه عن الشّيخ عبد القادر

- لم يعرف المؤلّف اسمه كاملا، وكذلك السّخاوي مصدر المؤلّف ولم يورد اسمه أيضا ابن عبد الهادي لشهرته عنده.

وفي «ثبت ابن زريق» : (ورقة: 6) وغيرها قال: شيخي عمر بن عليّ بن عبد الله اللؤلؤي وذكر ولديه محمد وعبد الرّحمن وذكر معهم في الورقة: 44 ابن أخته أحمد ابن محمد بن علي بن عبد الله اللؤلؤي. كما ذكر ابن زريق في «ثبته» : (ورقة: 6):

- محمد بن عبد الله بن عبد الله اللؤلؤي، واستظهرت أن يكون هذا هو المذكور في «السّحب» «محمد بن عبد الله بن عبد الله الشمس أبو عبد الله

» وبيض لنسبته فلتراجع.

قرأت عليه «ثلاثيّات البخاري» و «الزّهد» للإمام أحمد، و «مسند عبد بن حميد»

وغير ذلك

وذكر أنّه كان أولا على طريقة الصّوفية، ثم رجع عن ذلك، وكان محبّا لشيخ الإسلام ابن تيميّة معظّما له مبالغا فيه

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عمر بن يحيى بن عبد الله بن عمرون البعليّ الحلبيّ الحنبليّ ذكره الحافظ السّخاوي في «الضّوء اللامع» : (6/ 142) ولم ينسبه «الحنبليّ» وقال: ذكره التّقيّ ابن فهد في «معجمه» بدون زيادة.

أقول: ذكره ابن زريق المقدسيّ في «ثبته» وبخط يده قال: «الحنبلي» .

503 -

عوّاد الكوريّ، (؟ - 1168 هـ):

أخباره في «النّعت الأكمل» ، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(124)، و «التّسهيل»:(2/ 177).-

ص: 801

التّغلبيّ، ومحمّد أبي المواهب، وولده الشّيخ عبد الجليل، وغيرهم/ فبرع في الفقه والأصول والفرائض والحساب.

قال السّفّارينيّ: وكان فيه نهاية، وشارك في علوم العربيّة، وأخذ عنه جمع من الأفاضل أجلّهم العلّامة السّفّاريني وقال في «ثبته»: أجازني وكتب لي إجازة مطوّلة فيها فوائد مبجّلة. قال: والكوريّ نسبة إلى قرية كور من قرى جبل نابلس، ثمّ سكن دمشق الشّام واستوطنها ومات بها.

504 -

‌ عيسى بن أحمد العسكريّ، الصّالحيّ

.

قال الأكمل في «تذكرته» : قال شيخنا- يعني ابن طولون- في «التّمتّع بالأقران» : هو الشّيخ شرف الدّين، سمع على النّظام بن مفلح، والشّهاب بن زيد، وغيرهما، قرأت عليه القرآن، وأجاز لي، ولأولاد شيخنا الجمال بن المبرد بسؤاله لي ولهم، وأنشدنا بسنده إلى أبي حيّان

(1)

.

لا خير في لذّة من دونها حذر

ولا صفا عيشة في ضمنها كدر

إلى آخرها وهي ثمانية عشر بيتا.

- قال الغزّيّ: «عواد بن عبيد الله بن عابد بن الدّمشقي الشّهير ب «الكوري» الشّيخ، الفقيه، الواعظ، الصّالح، النّاسك، العمدة، القدوة، البركة، الأوحد، بقيّة السّلف الصّالح، أبو الفضائل، عماد الدّين، ولد بالكورة وقدم دمشق

ثم قال: وكانت وفاته بدمشق في صفر سنة ثمان وستّين ومائة وألف ودفن بتربة

».

504 -

عيسى العسكريّ، (؟ -؟):

لم أعثر على أخباره.

(1)

لم أجدها في ديوان أبي حيّان المطبوع في بغداد سنة 1969 م.

ص: 802

505 -

‌ عيسى بن حجّاج بن عيسى بن شدّاد

، الشّرف، السّعديّ، القاهريّ، الشّاعر الشّطرنجيّ، العالية.

505 - عويس العالية، (730 - 807):

أخباره في «الجوهر المنضّد» : (109)، و «المنهج الأحمد»:(479)، و «مختصره»:(175)، و «التّسهيل»:(2/).

وينظر: «معجم ابن حجر» : (361)، و «إنباء الغمر»:(2/ 310)، و «تأريخ ابن قاضي شهبة»:(261)، و «شذرات الذّهب»:(7/ 73).

ولعويس هذا أخبار وطرائف وأشعار ومطارحات مع بعض أدباء عصره، وله حكايات ونوادر ونكات.

قال الحافظ ابن حجر في «معجمه» : «اشتغل بفنون الأدب، ومهر في الشّعر ومعرفة اللّغة، ونظم بديعيّة على طريقة الحلّي، لكنها على قافية الرّاء سمعت منه فوائد ونوادر، ومدحني بعدة قصائد، وسمعت من نظمه الكثير، وكان يذكر أنه سمع من صفيّ الدّين الحلّي من شعره، ومن صلاح الصّفدي بدمشق، ومات سنة سبع وثمانمائة، وكان يذكر أنّه من ذرية شاور بن مجير السّعدي، صاحب الدّيار المصرية» .

وأمّا قصيدته البديعيّة فقد ذكر العليميّ مطلعها، قال: «كان فاضلا في النّحو واللّغة، وله النّظم الرّائق، وله قصيدة بديعيّة مدح بها النّبي صلى الله عليه وسلم مطلعها:

سل ما حوى القلب من سلمى من العبر

فكلّما خطرت أمسى على خطر

وله أشياء كثيرة

».

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- عيسى بن عليّ الكفل حارسي (ت؟).

يراجع: «المنهج الأحمد» : (497).

- وعيسى بن عبد الله سرحان (ت 1253 هـ).-

ص: 803

قال في «الضّوء» : ويلقّب عويسا تصغير اسمه، ولد سنة 730 بالقاهرة، وكان يذكر أنّه من ذريّة شاور وزير ملك مصر، تعانى الأدب فمهر، وقال الشّعر الجيّد، ومدح الأعيان، وترقّى، ولعب بالشّطرنج

(1)

حتّى لقّب ب «العالية» بل كان يستحضر اللّغة وارتحل إلى الشّام فلقي الصّفديّ وغيره، بل كان يقول: إنّه سمع الصّفيّ الحلّيّ، وعمل «بديعيّته» على طريقة الحلّيّ، لكنّها على الرّاء، قرّظها له المجد إسماعيل الحنفيّ وغيره، ومن نظمه قوله:

تهنّ بشهر كم به من حلاوة

وجد لي ببرّ لا يضيع ثوابه

فإنّ لساني صارم وفمي له

قراب فأرجو أن يحلّ قرابه

وذكره شيخنا في «معجمه» ، وقال: إنّه مهر في الشّعر ومعرفة اللّغة، سمعت منه فوائد ونوادر، سمعت من نّظمه الكثير، ومدحني بعدّة قصائد، وقال المقريزيّ: إنّه قال المواليا فمهر فيه واشتهر بذلك، فقيل له: الأديب ثمّ نظم الشّعر ومهر في فنونه، وعرف طرفا من اللّغة، وشارك في غيرها، ومدح الأعيان، حدّثنا عن الصّفيّ الحلّيّ، وقد أخذ عنه شعره، وعن الصّفديّ، وقد روى عنه كثيرا، وجمع شيخنا المجد إسماعيل الحنفيّ شعره، وكان يجلّه، بل

- يراجع: «التّسهيل» : (2/ 215).

- وعيسى بن عيسى الكفل حارسي (ت؟).

يراجع: «المنهج الأحمد» : (508).

(1)

سبق التعليق على مثل ذلك.

ص: 804

شرح بديعيّته الّتي عارض بها الحلّي، وكان مستحضرا لكثير من اللّغة، عاليا في الشّطرنج، يعرف اللّسان التّركيّ ويجيد تعليمه لمن يشارطه عليه، وكان يتمذهب للشّافعيّ فلمّا أنشأ الظّاهر برقوق مدرسته سأل في وظيفة فقيل: إنّ عدّة الشّافعيّة تكمّلت، فتحوّل حنبليّا لعدم تكملة الحنابلة، وكان يقنع ممّن يمدحه بما تيسّر، وكان يمدح بالقصيدة رجلا/ ثمّ يمدح بها غيره، فإذا عوتب على ذلك قال: هنّ أبكار أفكاري، أزوّجهنّ بمن شئت، ولمّا مات المجد الحنفيّ وبيعت تركته وأخرج «ديوان عويس» الّذي جمعه قال بعض من حضر للدّلّال: قل ديوان عويس، فقال: اشتريته بمائة، وأخذه.

مات في شعبان سنة 807 وفيه يقول الشّهاب أحمد بن العطّار مورّيا:

عيسى ومن مدحوه

ما شمت فيهم رئيسا

وما رأيت أناسا

إلّا حميرا وعيسا

- انتهى-.

قلت: أذكرتني واقعته هذه في تحوّله حنبليّا لأجل الوظيفة ما رأيته عنه أو عن غيره أنّه لمّا أراد التّنزّل في المدرسة قيل له: ما مذهبك؟ فقال: مذهبي الخبز.

ص: 805

506 -

‌ عيسى بن محمود بن محمّد بن كنان الدّمشقيّ

، الصّالحيّ، الخلوتيّ.

قال المحبّيّ: كان من صلحاء الزّمان وفضلائه، ورعا، عابدا، زاهدا في الدّنيا، قانعا بما قدّر له، ساكنا، عليه سيما الصّلاح، ولد بصالحيّة دمشق، ونشأ بها وحفظ القرآن لسبع سنين من عمره، ولمّا بلغ العشر سافر مع والده إلى مصر، وعاد إلى دمشق، ثمّ سافر إليها ثانيا وحده، وطلب العلم على مشايخ أجلّاء، منهم الشّيخ مرعي البهوتيّ، والغزّيّ، والنّور الشّبراملسيّ، والشّيخ محمّد الخلوتيّ، والشّمس البابليّ، والشّهاب أحمد الشّوبريّ، والشّيخ سلطان وغيرهم، وكان مغرما بزيارة الأولياء والصّالحين، سيّما الإمام الشّافعي كان إذا جلس يقرأ عنده بين القرّاء يتعجّبون منه لحسن تأديته وفصاحته، مع كمال لطفه، وجميل سيرته، وحكى أنّه تردّد مرّة في آية وهو يقرأ عنده وسكت ففتح عليه الإمام الشّافعيّ من داخل القبر

(1)

. ثمّ رجع إلى دمشق سنة 1055، واجتمع بالشّيخ الوليّ منصور الصّابوني، وقطن عنده

506 - عيسى بن كنان، (1042 - 1093 هـ):

أخباره في «النّعت الأكمل» : (250)، و «التّسهيل»:(2/ 161).

وينظر: «خلاصة الأثر» : (3/ 243).

نقل ابن عثيمين في «التّسهيل» ترجمة المذكور من خلاصة الأثر، ثم قال:«انتهى من ترجمة طويلة كعادته في تراجم الصّوفية تركت ذلك عمدا كعادتي في مثل ذلك» .

* وابنه محمّد بن عيسى بن كنان ذكره المؤلّف في موضعه.

(1)

انظر التعليق على الترجمة رقم 5، 71.

ص: 806

بجامع الصّابونيّة

(1)

يقرأ القرآن استظهارا، وكان الشّيخ منصور يحبّه محبّة كليّة، وكان في بعض الأوقات يطرقه الحال والشّوق فيخرج هائما على وجهه يدور في البراري والقفار، يدخل بيروت وصيدا، ويزور جبل لبنان، ومعه ركوته وعكّازه ومرقّعته، ويأكل من الحشيش ويشرب من عيون الأرض، وربّما كلّمه بعض الوحوش

(2)

، ثمّ يعود إلى الزّاوية، وحجّ مرارا على التّجريد، ماشيا أمام الحجّاج، لا يعوّل على مركوب، ولا خيمة، ولا يطلب من أحد شيئا، إن حصل له شيء أكل وإلّا طوى، وكان كثيرا ما يرى النّبيّ صلى الله عليه وسلم وقال له مرّة:

مرحبا مرحبا بفلان باسمه، ولم يزل على هذه الحال بعد موت الشّيخ منصور إلى أن وصل إلى شيخنا العارف بالله تعالى السّيّد محمّد العبّاسي فأخذ عليه الطّريق، ولم يزل عنده في أعلى مكانة حتّى برع في طريق القوم، وأشار إليه بالخلافة بعده فوليها، وكانت تظهر له كرامات وأحوال، وبالجملة فإنّه كان بركة الوجود

(3)

، وكانت ولادته سنة 1042. ومات ليلة الاثنين سنة 1093 بالصّالحيّة، وكان قد أوصى أن يدفن لصيق شيخه العبّاسيّ/ بمقبرة باب الفراديس، وهيّأ له قبرا ثمّة، قبل موته بمدّة يسيرة، فدفن به، وكانت جنازته حافلة، وأسف النّاس عليه كثيرا، رحمه الله.

قلت: وخلفه في مشيخة الخلوتيّة ولده الشّيخ محمّد وسيأتي.

(1)

جامع الصّابونية أنشأه أحمد بن سليمان الصّابوني سنة 868 هـ، وجعله دار قرآن قبلي باب الجابية. «الدّارس»:(1/ 13)، و «خطط دمشق»:(68).

(2)

هذه من المعجزات وهي لا تكون إلا للنبي- صلى الله عليه وسلم.

(3)

انظر التعليق على الترجمة رقم 5، 37.

ص: 807

507 -

‌ عيسى بن محمّد الزّبيريّ

.

قرأ على الشّيخ إبراهيم بن جديد، والشّيخ عبد الله بن حمود

(1)

وغيرهما، وأدرك وقت الشّيخ محمّد بن فيروز في البصرة ولكن لا أدري هل أخذ عنه أم لا؟ وتمهّر في الفقه وألزموه بقضاء الزّبير فباشره بلا معلوم، ثمّ رغب عنه فألحّوا عليه في الاستمرار بكلّ سبيل فأبى وقال: وإنّما يطلب القضاء لإحدى ثلاث، إمّا للثّواب أو للجاه أو للمال، فأمّا الثّواب فأبعد شيء، وليتنا ننجو رأسا برأس، وأمّا الجاه فإنّ فلانا لمّا حكمت عليه بغير مطلوبه، قال: قطع الله هذه الوجيه، حتّى لم يقل هذا الوجه، وأمّا المال فإنّ عباءتي هذه الّتي صيّفت بها شتّيت بها بلا زيادة، ولم أحجّ حجّة الإسلام من قلّة ذات اليد، فأيّ داع إلى ارتكاب الخطر؟ فقالوا: نعيّن لك كفاية السّنة، ونفعل ونفعل فأبى، وعرف أنّهم لا يتركون مراجعته فتكلّف وحجّ، وجاور مدّة، ثمّ رجع إلى بلده، وسكن فيها يدرّس ويفتي إلى أن توفّي سنة 1248 ظنّا، وكان خطّه حسنا، وكتب شيئا كثيرا، رحمه الله تعالى.

507 - عيسى الزّبيريّ، (؟ - 1248 هـ):

أخباره في «علماء نجد» : (3/ 749)، و «إمارة الزّبير» .

(1)

لم يترجم المؤلّف- رحمه الله لعبد الله بن حمود المذكور هنا.

ص: 808

508 -

‌ عيسى القدّوميّ

(1)

، العالم، العامل، الفاضل، الكامل

.

508 - القدّوميّ، (؟ -؟):

أخباره في «سلك الدّرر» : (3/ 274).

- وعبد الله صوفان القدومي المذكور هو: - عبد الله عودة بن عبد الله صوفان بن عيسى القدومي (1246 - 1331 هـ).

ومن مؤلّفاته: «الرّحلة الحجازية» و «المنهج الأحمد في درء المثالب التي تنمى لمذهب الإمام أحمد»

وغيرهما.

أخباره في «فهرس الفهارس» : (339)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(181)، و «التّسهيل»:(2/ 296).

وأما عبيد المذكور فلعلّه:

- عبيد بن عبيد الله؟ القدومي (ت 1298 هـ).

يراجع: «مختصر طبقات الحنابلة» : (197).

وذكر الشطي- رحمه الله في «مختصر طبقات الحنابلة» : (202، 210) ابنيه:

- أحمد بن عبيد القدومي (ت 1314 هـ).

- محمّد بن عبيد القدومي (ت 1318 هـ).

* ومن ولد عيسى القدومي المترجم:

- موسى بن عيسى بن عبد الله صوفان بن عيسى القدومي، الإمام الفقيه (ت 1336 هـ).

يراجع: «مختصر طبقات الحنابلة» : (215).

وهو ابن عمّ الشّيخ عبد الله عودة بن عبد الله الصّوفان المذكور.

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله: -

(1)

انظر التعليق الأول على الترجمة رقم 5.

ص: 809

اشتغل بتحصيل العلوم بدمشق واستفاد وأفاد، وبلغ المنى والمراد، وأخذ الطّريقة الخلوتيّة

(1)

عن الأستاذ البكريّ، وانقطع للعبادة والأوراد، وتلاوة القرآن فعادت بركته على الإخوان، حتّى نقله الله لأعلى فراديس الجنان، قاله في «سلك الدّرر» .

قلت: وهو من تلامذة العلّامة السّفّارينيّ، وله تحقيقات في الفقه نفيسة، وله شهرة في جبل نابلس، وسمعتهم يقولون: إنّه نشر العلم هناك خصوصا في قريتهم كفر قدّوم، فإنّه غرس العلم فيها، وأدركت من ذرّيّته طلبة علم فضلاء منهم الشّيخ عبيد، والشّيخ عبد الله صوفان

(1)

أطال الله بقاءهما في خير وعافية.

ص: 810

«حرف الغين المعجمة»

509 -

‌ غنّام بن محمّد النّجديّ الزّبيريّ، ثمّ الدّمشقيّ

.

ولد في بلد سيّدنا الزّبير، وأخذ عن علمائها، ثمّ عن علّامة العصر الشّيخ محمّد بن فيروز لمّا تحوّل إلى البصرة، ودأب وحصّل، ثمّ رحل إلى بغداد، فقرأ فيها مدّة، ثمّ ارتحل إلى الشّام، وقطن فيها إلى أن مات، وتصدّى في دمشق لنشر الفقه، وجلس يدرّس في الجامع الأمويّ، بأمر شيخه علّامة الشّام أحمد بن عبيد العطّار، وحضر أوّل ما فتح الدّرس مع جملة من مشايخ دمشق من مذهب المترجم ومن غيره، فأخذ عن جمع من الفضلاء من أهل دمشق والنّابلسيّين القادمين والنّجديين وغيرهم، ومنهم شيخنا التّقيّ النّقيّ

509 - غنّام النّجديّ الزّبيريّ، (؟ - 1240 هـ):

أخباره في «مختصر طبقات الحنابلة» : (148)، و «التّسهيل»:(2/).

وينظر: «روض البشر» (193)، و «الأعلام»:(5/ 121)، و «معجم المؤلّفين»:(8/ 41).

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله: - غنيم بن سيف القاضي في عنيزة (ت 1225 هـ).

يراجع: «علماء نجد» : (3/ 753)، ويراجع ترجمة «إبراهيم بن سيف» في أول الكتاب.

ص: 811

الشّيخ عبد الجبّار النّقشبنديّ البصريّ، والشّيخ الصّالح أحمد اللّبديّ، وانتفعوا به، ولم يزل ملازما على الدّروس والمطالعة، مع تعاطيه التّجارة بالتّحرّي والصّدق والورع، وكان في أيّام طلبه في بلده قد كتب كتبا نفيسة بخطّه الحسن النّيّر منها «شرح المنتهى» وملأ حواشيه بالفوائد والأبحاث حتّى لم يترك فيه موضعا خاليا فكانت هذه النّسخة مشهورة بين الطّلبة بدمشق يحضرونها وقت مطالعتهم، ويستفيدون ممّا عليها، وحصّل كتبا نفيسة منها «شرح الإقناع» بخطّ مؤلّفه، وكان له أفضال على الطّلبة، وله شهرة عند أهل دمشق.

وتوفّي بدمشق سنة 1240

(1)

.

- وخلّف ولده الفاضل الشّيخ عبد الرّحمن

(2)

، طلب العلم مع الصّلاح والخير، والسّكون، وحسن المعاشرة، والملازمة الكلّيّة على الجماعة بالجامع الأمويّ بالصّفّ الأوّل والإمام الأوّل، وسماحة النّفس في إعارة الكتب.

توفّي رحمه الله سنة 1282.

(1)

في «روض البشر» و «مختصر طبقات الحنابلة» : «سنة 1237 هـ» .

(2)

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 231)، و «علماء نجد»:(2/ 404).

ص: 812

«حرف الفاء»

510 -

‌ فرّاج الكفل حارسيّ

.

قال في «الشّذرات» : قال العليميّ: هو الشّيخ، الإمام، العالم، الفقيه.

توفّي رحمه الله سنة 820.

511 -

‌ فرّاج بن سابق الزّبيريّ

.

510 - الكفل حارسيّ، (؟ - 820 هـ):

أخباره في «المنهج الأحمد» : (482)، و «مختصره»:(177).

وينظر: «الشّذرات» : (7/ 146).

511 -

ابن سابق الزّبيريّ، (؟ - في حدود 1246 هـ):

أخباره في «علماء نجد» : (3/ 758) عن المؤلّف.

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- فرج الشّرفيّ (ت 798 هـ).

يراجع: «الدّرر الكامنة» : (3/ 312)، و «الجوهر»:(111).

- فضل بن علي بن خليفة بن محمود بن ربيعة الحنبلي.

يراجع: «المنهج الأحمد» : (478).

- وفضل بن عيسى النّجديّ (ت 882 هـ).

يراجع: «الجوهر المنضّد» : (112).

ص: 813

ولد في الزّبير، وقرأ على عالمه الشّيخ إبراهيم بن ناصر بن جديد

(1)

وغيره، ثمّ حجّ، وجاور بمكّة فقرأ على زاهدها الشّيخ عمر عبد [ربّ] الرّسول الحنفي

(2)

التّفسير والحديث، وكذا على محدّثها السّيّد يوسف البطّاح الزّبيدي

(3)

، وعلم القراءات والعربيّة على الشّيخ أحمد المرزوقي الضّرير

(4)

، وأجازه، وخطّه حسن، وغالب كلامه بسجع، وله نظم.

توفّي سنة 1246 ظنّا.

512 -

‌ فضل الله بن نصر الله بن أحمد بن محمّد

بن عمر التّستريّ الأصل، البغداديّ، أخو المحبّ أحمد وعبد الرّحمن ووالد عثمان المذكورين.

وقال في «الضّوء» : ذكره شيخنا في «إنبائه» فقال: خرج من بلاده مع أبيه

512 - فضل الله التّستريّ، (؟ - 828 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/).

وينظر: «إنباء الغمر» : (3/ 359)، و «الضّوء اللامع»:(6/ 173).

والمذكور هنا أخو الشّيخ محبّ الدّين أحمد بن نصر الله التّستريّ البغداديّ من آل نصر الله البغداديين رحمهم الله رحمة واسعة.

(1)

ذكره المؤلّف في موضعه.

(2)

ابن عبد [ربّ] الرّسول هذا مترجم في «مختصر نشر النّور والزّهر» : (378). وقد تقدّم التعريف به.

(3)

هو يوسف بن محمّد الأهدل الزّبيديّ، من تلاميذ عمر عبد [ربّ] الرّسول، ذكر الشّيخ عبد الله مرداد ولم يذكر وفاته. «مختصر نشر النّور والزّهر»:(518).

(4)

أحمد المرزوقي الضّرير، مفتي المالكية بمكة (ت 1262 هـ) أحمد بن رمضان بن منصور بن محمد. «نشر النّور والزّهر»:(113).

ص: 814

وإخوته وطاف البلاد ودخل اليمن، ثمّ الهند، ثمّ الحبشة، وأقام بها دهرا طويلا، ثمّ رجع إلى مكّة وصحب فيها الأمير يشبك السّاقيّ الأعرج، حين كان هناك منفيّا من المؤيّد، وجاور بها صحبته فلمّا عاد الأمير إلى القاهرة وتأمّر حضر إليه فأكرمه، واتّفق موت الشّمس محمّد الحبتّيّ شيخ الخرّوبيّة الجيزيّة فقرّر- بعنايته- في المشيخة عوضه، بعد أن كان تقرّر فيها غيره، واستمرّت بيده حتّى مات في ربيع الأوّل سنة 828 وهو ابن ستّين أو جاوزها، وقد روى عنه التّقيّ ابن فهد في «معجمه» .

513 -

‌ فوزان بن نصر الله بن محمّد بن عيسى

بن صقر بن مشعاب، نزيل الحوطة من قرى سدير، عالم، فاضل، مشهور.

قرأ، وأقرأ، واستفاد، وأفاد، كتب إليّ بعض فضلاء نجد أنّه رأى إجازة شيخه الشّيخ أحمد بن محمّد القصيّر له، ونصّها- بعد الصّدر-: وبعد فقد قرأ عليّ الأخ في الله، الذّكيّ، الفاضل، التّقيّ، والحبر، الكامل، الألمعيّ، الشّيخ فوزان ابن نصر الله الحنبليّ، بلّغه الله من قصبات العلم مقاصده،

513 - ابن نصر الله النّجديّ، (؟ - 1149 هـ):

أخباره في «علماء نجد» : (3/ 761) عن المؤلّف وابن عيسى، وهو الذي ذكر وفاته.

قال شيخنا ابن بسّام- حفظه الله-: «والذين نعرفه من ذريته هم أبناء حفيده وهما الشيخ صالح بن أحمد بن نصر الله بن فوزان وله ترجمة في هذا الكتاب والكاتب المشهور محمّد بن أحمد بن نصر الله بن فوزان، وكلاهما في بلدة الحوطة حياة ووفاة» .

أقول: لم يذكره الشّيخ- عفا الله عنه- كما وعد، ولا ذكر محمّدا أيضا.

ص: 815

ورحمه ورحم والده- غالب كتاب «المنتهى» قراءة بحث وتحرير، وتروّ، في مواضعه المشكلة وتدقيق في أماكنه المقفلة، قراءة كافية، بلغ فيها الغاية، وانتهى فيها إلى أقصى النّهاية، وأجزت له أن يروي عنّي/ ما يجوز لي روايته بشرطه المعتبر عند أهله، جعلني الله وإيّاه ووالدينا من المتجاوز عن فرطاتهم يوم التّناد، ولا فضحنا الله وإيّاه بما اجترحنا يوم يقوم الأشهاد، ونسأله أن يزوّدنا تقواه فلنعم الزّاد، وحضر القراءة المباركة أحمد بن محمّد بن شبانة، والشّيخ حسن بن عبد الله بن أبا حسين، وعبد القادر بن عبد الله العديليّ سنة 1099.

لأهل العلم بالإجماع فوز

ولأكرم بن نصر الله فوزان

ومن مشايخه: العلّامة الورع التّقيّ الشّيخ عبد القادر التّغلبيّ، وأخذ عنه جماعة من علماء نجد والأحساء، منهم الشّيخ عبد الله بن الشّيخ محمّد ابن فيروز، والد الشّيخ محمّد المشهور.

ص: 816

«حرف القاف»

514 -

‌ قاسم بن أحمد بن أحمد بن عليّ بن الجذر

، ابن عمّ أخي الشّمس محمّد ابن أحمد الآتي.

514 - ابن الجذر (؟ - 899 هـ):

أخباره في «الضّوء اللامع» :

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- قاسم النّجديّ (؟).

كذا قال ابن عبد الهادي في «الجوهر المنضّد» : (112).

- وقرناس بن عبد الرّحمن بن قرناس الرّسّيّ النّجديّ القاضي (ت 1262 هـ).

بلغني أنّ له نبذة في «تاريخ نجد» لم أطلع عليها.

ولعلّه ممّن أسقطهم المؤلّف- عفا الله عنه- عمدا: فإنّ الشّيخ قرناس من أئمة الدّعوة وعلمائها، ثبت مع أهل بلده في مقاومة الجيوش الغازية بقيادة إبراهيم باشا عام 1232 هـ واختفى بعد الفتنة فلم يظفر به إبراهيم باشا، وعيّنه الإمام تركي بن عبد الله قاضيا على عموم القصيم، قال ابن بشر- رحمه الله في «عنوان المجد»:(2/ 123) لمّا عدّد قضاة الإمام تركي- رحمه الله: «

وعلى القصيم قرناس، صاحب بلد الرّسّ».

أخباره في «تراجم المتأخرين: (89)، و «علماء نجد» : (3/ 764)، وما أظنّ المؤلّف يجهله.-

ص: 817

قال في «الضّوء» : مات في رجب سنة 899 بغزّة في رجوعه من القاهرة لبلاده، وكان قدومه في أوائلها فاشتغل بضعفه عن الاجتماع بي، وهو ممّن جاوز الثّلاثين.

-- وابنه محمّد بن قرناس (ت 1274) نذكره في موضعه إن شاء الله تعالى.

ص: 818

«حرف الميم»

515 -

‌ محمّد بن إبراهيم، ابن قاضي القضاة شهاب الدّين

أحمد بن الشّرف حسن المقدسيّ.

هكذا نقلت من خطّه في آخر «لطائف ابن رجب» مؤرّخ في سنة 809 وهو خطّ حسن نيّر.

516 -

‌ محمّد بن إبراهيم بن إسماعيل

، شمس الدّين المعروف ب «الحفّة» - بمهملة وفاء- وقد يصغّر فيقال:«الحفيفة» ، قاله في «الشّذرات» .

515 - المقدسيّ، (؟ -؟):

لم أعثر على أخباره، وأمّا جده فالذي يخيل إليّ أنه أحمد بن الحسن بن عبد الله بن عبد الغني المقدسي، المتوفى سنة 710 هـ.

أخباره وتخريج ترجمته في «المقصد الأرشد» : (1/ 100، رقم 38).

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- محمد بن إبراهيم بن أحمد الحيري الحلبي، أبو النصح، ناصح الدين (ت 1164 هـ).

يراجع: «النّعت الأكمل» : (286).

516 -

شمس الدين «الحفة» ، (؟ - 759 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 336)، و «المنهج الأحمد»:(454)، -

ص: 819

وقال الشّيخ: الصّالح، المقرئ، الملقّن، المعمّر.

سمع من ابن البخاري

(1)

، «مشيخته» وحدّث، وسمع منه ابن رجب والعراقيّ وطائفة، وكان يقرئ بالجامع المظفّريّ، وقرأ عليه جماعة مستكثرة.

وتوفّي في عاشر ربيع الأوّل سنة 758 بالصّالحيّة، ودفن بسفح قاسيون.

517 -

‌ محمّد بن إبراهيم الجربانيّ، ثمّ الدّمشقيّ

.

- و «مختصره» : (153).

يراجع: «من ذيول العبر» : (323)، و «ذيل التقييد»:(28)، و «وفيات ابن رافع»:(2/ 209)، و «الدّرر الكامنة»:(3/ 294)، و «الشّذرات»:(6/ 176).

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- محمد بن إبراهيم بن بلبان البعلي، (871 - بعد سنة 963 هـ):

يراجع: «الكواكب السّائرة» : (2/ 21)، و «النّعت الأكمل»:(126).

517 -

الجرباني الدّمشقي، (قبل 740 - 784 هـ):

أخباره في «إنباء الغمر» : (1/ 268)، و «الشّذرات»:(6/ 284)، وفي «الشّذرات»:«الجرماني» وهو فيهما منسوب إلى قرية في بلاد الشام.

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله: -

(1)

في الأصل: «ابن النجار» ، والصواب أنه ابن البخاري، وابن البخاري: علي بن أحمد ابن عبد الواحد المقدسي الحنبلي (ت 690 هـ).

ومشيخته من أهم المشيخات وأجودها وأنفسها، لها نسخ كثيرة في غاية الجودة والإتقان، وعلى كثير منها قراءات وطباق مهمة، اطلعت على كثير من نسخها وأفدت منها فوائد كثيرة، أرجو نفعها في الدنيا والآخرة إن شاء الله.

أخبار ابن البخاري ومشيخته في «المقصد الأرشد» : (2/ 210) وتخريجها هناك.

ص: 820

قال في «الشّذرات» : ولد قبل الأربعين وسمع الحديث من جماعة، وتفقّه بابن مفلح وغيره حتّى برع وأفتى، وكان إماما في العربيّة، مع العفّة والصّيانة والذّكاء وحسن الإقراء.

مات بدمشق سنة 784 قاله ابن حجر في «إنبائه» .

-- محمد بن إبراهيم أبا الخيل العنيزيّ قاضيها (ت في حدود 1175 هـ).

يراجع: «تاريخ بعض الحوادث» : (240)، و «علماء نجد»:(3/ 771).

- محمد بن إبراهيم بن سيف الثّادقيّ المحمليّ (ت 1265 هـ).

منسوب إلى ثادق؛ عاصمة بلدان المحمل في منطقة نجد.

يراجع: «معجم اليمامة» : (1/ 222)، ولم يذكر المترجم هنا ولا أسرته، ووالده وعمّاه عبد الله وغنيم من العلماء والفقهاء استدركتهم في مواضعهم وتحدثت عن المذكور أيضا في ترجمة أبيه إبراهيم بن سيف فلتراجع.

وله أخبار ونوادر ورحلات يحسن ذكرها لولا خشية الإطالة، وهو صاحب ابن بشر مؤلّف «عنوان المجد» كان بينهما مراسلات، ذكر ابن بشر شيئا منها.

يراجع: «عنوان المجد» : (2/ 45، 104، 105، 106، 109، 236)، و (2/ 86)، و «التّسهيل»:(2/ 221)، و «زهر الخمائل» ، و «علماء نجد»:(3/ 777).

وله أخبار وذكر سافر إلى مصر في حدود سنة 1254 هـ، وعاد إلى نجد وعيّنه الإمام فيصل في قضاء حائل وتوفي فيها سنة 1265 هـ.

قال شيخنا عليّ بن محمّد الهنديّ- حفظه الله-: «توفي في حائل، وقبره في المقبرة الشمالية،

وذريته يقال لهم: آل سيف يقيمون الآن في بلدة «بقعاء» إحدى قرى حائل الشّمالية الشّرقيّة».

وذكر شيخنا ابن بسّام أن الإمام فيصل عيّنه في قضاء حائل سنة 1268 هـ ونقل عن شيخنا ابن هندي أنّ وفاته سنة 1365 هـ؟! -

ص: 821

518 -

‌ محمّد بن إبراهيم بن عليّ

، الشّمس بن البرهان، القاهريّ، ويعرف ب «ابن الصّوّاف» .

قال في «الضّوء» : ممّن اشتغل قليلا، وتكسّب بالشّهادة بحانوت باب الفتوح، رفيقا لعبد الغني الأعمى الماضي وغيره، وولي العقود.

مات قريبا من سنة 850 بعد أن أسند وصيّته للبدر البغداديّ، ووجد له من النّقد نحو مائتي ألف، مع كونه نائما على قشّ القصب.

519 -

‌ محمّد بن إبراهيم بن عمر بن إبراهيم بن محمّد

الأكمل بن عبد الله بن محمّد بن مفلح القاضي، أكمل الدّين، ابن برهان الدّين، ابن قاضي القضاة نجم الدّين بن مفلح الرّامينيّ، المحدّث، الرّحلة، المؤرّخ.

- فلعلّ الأولى خطأ طباعة صحته سنة 1258 هـ.

وهذا غير:

- محمّد بن سيف الثّرمديّ- محمّد بن أحمد بن سيف.

518 -

ابن الصّوّاف، (؟ - في حدود 850 هـ):

أخباره في «الضّوء اللامع» : (6/ 272).

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- محمّد بن إبراهيم بن عليّ بن غشم بن عطّاف البعليّ (ت تقريبا 765؟).

يراجع: «إرشاد الطّالبين» : (48)، و «الدّرر الكامنة»:(3/ 376).

519 -

أكمل الدّين ابن مفلح، (930 - 1011 هـ):

من «آل مفلح» الأسرة العلمية الحنبلية الدمشقية الرامينية الأصل المقدسية العمرية النسب، ومن ذرية شمس الدين محمد بن مفلح (ت 761 هـ) مؤلّف «الفروع» ثم المذكور من أحفاد البرهان إبراهيم بن محمّد بن مفلح (ت 884 هـ) صاحب «المقصد الأرشد» فالمذكور هنا هو: محمد بن إبراهيم بن عمر بن برهان الدين-

ص: 822

قاله المحبّيّ.

وقال: أخذ عن مشايخ عصره، واستجاز له أبوه من شيخ الإسلام السّيّد كمال الدّين محمّد بن حمزة مفتي دار العدل، وتعانى في مبدإ أمره الشّهادة بالمحكمة، ثمّ سافر إلى الرّوم فأقام بها مدّة، وقرأ على العلّامة فخر الدّين الحلبيّ المعروف ب «ابن النّقيب» نزيل قسطنطينيّة، وولي قضاء بعلبكّ وصيداء، ثمّ استقرّ في دمشق، وكان أكثر مقامه بقصره الشّامخ بصالحيّة دمشق قبّالة دار الحديث الأشرفيّة المعروف الآن بقصر بني كريم الدّين،

- إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن شمس الدين محمد بن مفلح الراميني المقدسي الدمشقي الصالحي، وهو أبرز المتأخرين من علماء هذا البيت الكريم وأكثرهم تأليفا وتعليما وشهرة.

أخباره في «النّعت الأكمل» : (170)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(93)، و «التّسهيل»:(2/ 145).

وينظر: «لطف السمر» : (1/ 83)، و «خلاصة الأثر»:(3/ 314)، و «الأعلام»:(5/ 145).

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- محمد بن إبراهيم بن عمر بن يوسف بن علي المرداوي الصّالحيّ البرزي المعروف ب «ابن أخي الشاعر» (ت 841 هـ).

أخباره في «الضّوء اللامع» : (6/ 273)، ولم ينصّ على حنبليته.

وتكرر ذكره في ثبت ابن زريق المقدسي. يراجع: ورقة: 21

وغيرها. ونص على أنه حنبلي.

- ومحمّد بن إبراهيم بن فلاح النّابلسي (ت 899 هـ):

يراجع: «المنهج الأحمد» : (492)، و «مختصره»:(183).

ص: 823

وكانت له يد طولى في علم التّاريخ، وكتب تاريخا ترجم فيه معاصريه، وكان يكتب الخطّ الحسن المنسوب وفيه يقول الحسن البورينيّ:

لأكمل مولانا خطوط كأنّها

خطوط عذار زيّنت نسخة الخدّ

إذا ما امتطى عنه اليراع أناملا

أراك سطور المجد في ذلك السّعد/

فهذا لعمري مفلح وابن مفلح

فناهيك مولى فاق بالجدّ والجدّ

وكان مع كثرة أدبه واطّلاعه لم ينظم شعرا سوى ما رأيته في بعض المجاميع أنّه روي له هذا البيت، ولم يتّفق له غيره وهو:

أليس عجيبا أنّ حظّي ناقص

وغيري له حظّ وإنّي لأكمل

وكان كثير الفوائد، ورأيت بخطّه مجاميع كثيرة، ونقلت منها أشياء مستطرفة، منها هذا الفائدة فيما تقول العرب: إنّه أحد شيئين؛ حسن شعر المرأة أحد الوجهين، القلم أحد اللّسانين، حسن المرافقة أحد النّفقتين، منشد الهجاء أحد الهجّائين، العزل أحد الوأدين، الأدب أحد الحسنين، الجنوب أحد المطرين، السّؤال عن الصّديق أحد اللّقاءين، التّثبّت أحد العزمين، القرض أحد الهبتين، التّلطّف في الحاجة أحد الشّافعين، اللّطافة أحد الحظّين، حسن الخط أحد البلاغتين، اليأس أحد الرّاحتين، الطّمع أحد

ص: 824

المعرّتين، سوء الخلق أحد المصيبتين

(1)

.- انتهى-.

أقول: قد وقفت على «تذكرته»

(2)

، الّتي جمها بخطّه الحسن البديع فنقلت منها في ترجمته لنفسه ما نصّه: ذكر مشايخي الحلبيّين الّذين قرأت عليهم وأخذت العلم عنهم في سنة 940 والّتي بعدها وأجازوني بما يجوز لهم وعنهم إجازة كاملة شاملة حسنة، كتب بعضهم في عرضي عليه محفوظاتي في زمن الصّبا، وهي «مختصر الخرقي» في فقه الإمام المبجّل والحبر البحر المكمّل أبي عبد الله أحمد بن محمّد بن حنبل، والقصيدة الموسومة «بحرز الأماني» ، و «البردة» و «التّصريف العزّي» و «إيساغوجي» في المنطق، إلى أن قال: فمنهم محمّد بن محمّد بن بلال الحنفيّ، ومنهم إبراهيم بن حمارة الحنفيّ، وأبو ذرّ أحمد بن أبي بكر الشّافعيّ، وعبد الوهّاب العرضي الشّافعيّ، إلى أن قال: ثمّ إنّ الله فتح على الفقير بقضاء كرك نوح عليه السلام في خامس جمادى الأولى سنة 992، وبقضاء بيروت في 16 رمضان منها، وبقضاء صيداء في رابع محرّم سنة 993، وبإكمال التّرقّي إلى المائة والخمسين في أوّل تطاول الرّبيعي سنة 93، ثمّ ورد الخبر بالانفصال عن صيدا في أوّل الرّبيعين سنة 94.- انتهى-.

(1)

لهم على هذا النّسق أشياء كثيرة منها قولهم: (إملاك العجين أحد الريعين)، و (خفّة العيال أحد اليسارين).

(2)

يوجد جزء من هذه التّذكرة في الجامعة الأمريكيّة ببيروت.

ص: 825

520 -

‌ محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم

بن عبد الله بن الشّيخ أبي عمر المقدسيّ الصّالحيّ، ناصر الدّين المعروف ب «ابن الفرائضيّ» .

قال في «الدّرر» : سمع من عيسى المطعّم «مشيخته» ومن الحجّار، وأبي الحسن السّكاكري، وهو أخو شيخنا العماد أبي بكر بن الفرضيّ، سمع منه أبو حامد/ بن ظهيرة، وأجاز لعبد الله بن عمر بن عبد العزيز بن جماعة.

520 - ابن الفرائضيّ، (؟ - 783 هـ):

أخباره في «المنهج الأحمد» : (477)، و «مختصره»:(174).

وينظر: «الدّرر الكامنة» : (3/ 379)، ولم يذكر وفاته.

وقول الحافظ: «وهو أخو شيخنا العماد أبي بكر

» أبو بكر هذا ذكره المؤلّف في موضعه، ويراجع «معجم الحافظ ابن حجر- رحمه الله»:(83)، ووفاته سنة 803 هـ. يراجع: معجم أبي حامد بن ظهيرة «إرشاد الطّالبين

»: (ص 49، 50)، بنحو ذلك. وجاء في هامش النسخة: «مات بدمشق سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة [كذا]

» صوابها: «وسبعمائة» .

* وممّن يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن أبي حميدان النّجديّ (ت قبل سنة 1000 هـ).

ذكره شيخنا عبد الله البسّام في «علماء نجد» : (3/ 771) من إجازة الشّيخ موسى بن أحمد الحجّاوي مؤلّف «الإقناع» للمذكور.

ووقفت أنا على إجازة من أحمد الحجّاويّ يجيز والده إبراهيم بن محمّد بن أبي حميدان ويلقّبه ب «برهان الدّين» ويقول: «الشّهير نسبه الكريم ب «أبي جدة» أعزه الله بعزه، وجعله في كنفه وحرزه، قراءة وسماعا وبحث وتقرير وتحقيق وتحرير وتدقيق «كذا؟!» [رفع بعد نصب] كتاب «الإقناع»

في مدّة تزيد على سبع-

ص: 826

521 -

‌ محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن عليّ

، الشّمس بن الظّهير بن المطهّر- على ما تحرّر- الجزريّ، ثمّ الدّمشقيّ.

- سنين

وقد استخرت الله- وما خاب مستخير- وأذنت له أن يفتي ويدرس على مذهب إمامنا المذكور

».

ثم وقفت على مختصر ل «مناقب الإمام أحمد» لابن الجوزي، اختصره الشيخ الصالح زكي الدين عبد الله بن محمّد بن عبد الله الخزرجيّ المالكيّ رحمه الله تعالى.

كتب عليه: «من فيض ربه العلي لأحمد الحجّاويّ الحنبليّ» ثم تحتها: «من ممتلكات الفقير محمد بن إبراهيم بن محمّد بن أبي حميدان النّجدي الحنبلي غفر الله له ولوالديه وللمسلمين وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله وصحبه» .

ومن تتميم الفائدة: أقول: مختصر المناقب هذا في دار الكتب المصرية رقم (5174) نسخة قديمة كتبت سنة 834 هـ بخط عمر بن أبي بكر الدّريبي الحنبلي في 172 ورقة، ثم وقفت على نسخة أخرى في مكتبة المتحف العراقي مكتوب على عنوان النّسخة اسم المؤلّف وبعده:

الحنبلي بدل المالكي، ولم أقف على أخباره والله تعالى أعلم. ثم ووقفت على نسخة ثالثة في مكتبة خاصة في بلدنا عنيزة وكتب عليها

الحنبليّ أيضا، وهي نسخة جيدة قديمة.

521 -

ابن المطهّر الجزريّ، (743 - 803 هـ):

أخباره في «إنباء الغمر» : (2/ 182)، و «الضّوء اللامع»:(4/ 315)، و «الشّذرات»:(7/ 34).

* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- الشّيخ محمّد بن إبراهيم بن محمّد السّنانيّ السّبيعيّ العنيزيّ قاضيها (ت 1269 هـ).-

ص: 827

ذكره في «الضّوء» ، وقال: سمع من ابن الخبّاز وغيره، وأكثر عن أصحاب الفخر بطلبه. وكان خيّرا، فاضلا، متغاليا في مقالات ابن تيميّة، متعصّبا لأهل مذهبه الحنابلة، مات سنة 803 عن ستّين سنة. ذكره شيخنا.

- ولعلّه ممّن أسقطهم المؤلّف عمدا، فهو لا يجهله؛ لأنّه بلديه وفي زمنه. وقد ذكر شيخنا ابن بسّام- حفظه الله-: «أن المذكور لم يقرأ كتب شيخ الإسلام محمّد بن عبد الوهّاب في بادي الأمر، وكان بعض النّاس يحذّره منها، فسافر إلى الأقطار الشّامية والعراقية ورأى من البدع والشّرك الأمور الفظيعة فعلم ما لفضل دعوة الشّيخ محمد في نجد من الأثر الطيب، ورجع إلى كتبه فقرأها وأولع بها، وشغف باتباعها وقال كلمة وقصيدة في هذه الحال التي مرت به

».

وذكر الشّيخ المقدمة وبعض القصيدة فلتراجع هناك.

وهو نظم- في جملته- ردئ السّبك، شريف المقصد، جزاه الله خيرا ورحمه.

- واشتهر ابنه الشّيخ علي بن محمد بن إبراهيم السّناني رحمه الله بالعلم، عرض عليه القضاء مرّات فامتنع، وآثر العافية والسّلامية منه، وتصدّر للوعظ في مسجد أمّ حمار، أحد مساجد عنيزة المشهورة القديمة.

وحمار بالحاء المهملة. ويعجمها بعضهم لاستهجان لفظ الحمار، وهذا خطأ وتحريف للألفاظ عن مدلولاتها. وفي القرآن الكريم: وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً. وحمار: اسم رجل، منهم: معقّر بن حمار البارقي الشّاعر، وحمار العزيز من علماء الشّيعة، ومروان الحمار معروف، والسّرقسطي صاحب كتاب «الأفعال» يلقب ب «الحمار»

وغيرهم كثير أسماء وألقابا للرّجال، والرّجال أشرف من المواضع.

وفي المواضع قال ياقوت الحموي في «معجمه» : (2/ 298): «حمار بلفظ الحمار من الدّواب واد باليمن»

ولا معرّة في ذلك، ولا مشاحّة في الاصطلاح. وأم حمار حيّ في أسفل بلد الحوطة من سدير كذا ذكر ابن بشر في «عنوان المجد»: -

ص: 828

522 -

‌ محمّد بن إبراهيم بن محمّد، الشّمس، المرداويّ

، ثمّ الصّالحيّ، نزيل الجامع المظفّريّ.

قال في «الضّوء» : ولد سنة 782، وسمع المحبّ الصّامت، وأحمد بن إبراهيم بن يونس، وموسى بن عبد الله المرداوي، وعبد الله بن خليل الحرستانيّ وآخرين، وحدّث، سمع منه الفضلاء كابن فهد، وكان يخالط الأكابر. مات في جمادى الآخرة سنة 850 ودفن بأعلى الرّوضة من سفح قاسيون.

523 -

‌ محمّد بن إبراهيم بن محمود بن سلمان بن فهد

، كمال الدّين، أبو الفضل، ابن كمال الدّين، ابن الشّهاب الحلبيّ.

- (2/ 322) وهو أيضا حيّ في بلدة أشيقر وغيرهما ..

وآل السّناني ذكرهم شيخنا حمد الجاسر- حفظه الله في «الجمهرة» له: (1/ 411)، وذكر الشّيخ محمد وابنه عليّ رحمهما الله وقال:«من آل عامر من سبيع» .

522 -

شمس الدّين المرداويّ، (782 - 850 هـ):

أخباره في «الضّوء اللامع» : (6/ 279).

523 -

حفيد الشّهاب محمود، (؟ - 769 هـ):

أخباره في «درّة الأسلاك» : (228)، و «الدّرر الكامنة»:(3/ 384)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 194)، و «ذيل العبر» لأبي زرعة:(1/ 258)، و «السّلوك»:(3/ 1/ 167).

ونقل المؤلّف أخباره عن الحافظ ابن حجر في «الدّرر الكامنة» ، ونقل الحافظ عن ابن حبيب في «درّة الأسلاك في دولة الأتراك» ، ولما كان كتاب «درّة الأسلاك» من مراجعي ولدي منه نسخة بخطّ مؤلّفه ولله الحمد والمنّة ثم حصلت على نسخة متقنة فائقة في آخرها تتمّة الكتاب لابن المصنّف رأيت أن أتحف القارئ الكريم بما-

ص: 829

قال في «الدّرر» : كتب الإنشاء بحلب والقاهرة، وأثنى عليه ابن حبيب، وأنشد له شعرا وسطا، وكانت وفاته بالقاهرة في رمضان سنة 769 مطعونا، وله ثلاث وأربعون سنة.

- سجع له به ابن حبيب حيث قال: «[سنة 769 هـ] وفيها توفي المولى كمال الدّين أبو الفضل محمّد بن الرّئيس جمال الدّين أبي إسحاق إبراهيم بن الرّئيس شهاب الدّين أبي الثّناء محمود بن سليمان الحلبيّ كاتب أنار بدر كماله، وأشرقت شمس جماله، وظهر نجم حذقه، وتألّق ضوء برقه، كان ماجدا زكيّا، فاضلا ذكيّا، ماهرا في صناعة التّرسّل، سالكا طريق جدّه في «حسن التّوسّل» حصّل ودأب، واشتغل بالفقه والأدب، وطرّز المهارق بخطّه، ونظم عقد الدّيوان بضبطه، وسمع من والده وغيره واقتفى آثاره الجميلة في سراءه وسيره، وكتب الإنشاء بحلب ثم بالقاهرة، واستمرّ إلى أن طارت عليه من المنية عقابها الكاسرة، وهو القائل:

سأترك فضل الخلّ من أجل منّه

ولو بلغت في حاجتي غاية البلوى

فمن منّ يوما بالعطاء على امرئ

فإنّ بذاك المنّ يستوجب السّلوى

....

وقوله:

لا تفكّر في هموم سلفا

وتفكّر في ذنوب سلفت

واترك الآمال واطلب توبة

أدرك النّفس وإلّا تلفت

وكانت وفاته بالقاهرة عن ثلاث وأربعين سنة تغمّده الله برحمته».

وقال أبو زرعة ابن العراقي الحافظ: «أحد موقعي الدّست، سمع من والده وغيره، وله نظم حسن منه:

لا تفكّر في هموم ....

وحدث

».

ص: 830

524 -

‌ محمّد بن إبراهيم، الشّمس

، أبو عبد الله المقدسيّ، ثمّ الدّمشقيّ الصّالحيّ، ويعرف ب «السّيليّ» بكسر المهملة، ثمّ تحتانيّة بعدها لام.

قاله في «الضّوء» ، وقال: كان إماما في الفرائض والحساب والوصايا انتفع به في ذلك، وأخذ عنه الأئمّة، بل وأقرأ الفقه أيضا، وممّن أخذهما عنه العلاء المرداويّ، وكان خازن كتب الضّيائيّة، لقيته بالصّالحيّة، ونعم الرّجل كان. مات قريب السّتّين.

525 -

‌ محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله

بن أبي عمر محمّد بن أحمد بن قدامة المقدسيّ، الصّالحيّ، أبو عبد الله، صلاح الدّين.

524 - شمس الدّين السّيليّ، (؟ - قريب 860 هـ):

أخباره في «الضّوء اللامع» : (6/ 283).

525 -

صلاح الدّين ابن قدامة، (684 - 780 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 363)، و «الجوهر المنضّد»:(130)، و «المنهج الأحمد»:(465)، و «مختصره»:(165).

وينظر: «ذيل التّقييد» : (4، 5)، و «إنباء الغمر»:(1/ 188)، و «الدّرر الكامنة»:(3/ 392)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 256)، و «النّجوم الزاهرة»:(11/ 195)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 407)، و «الشّذرات»:(6/ 267).

ذكره أبو حامد ابن ظهيرة في معجمه «إرشاد الطّالبين

» ورقة: 1، وهو أول شيخ ذكره، ولم يذكر في معجم الحافظ الذّهبي «المطبوع» .

واحتفل به الفاسيّ في «ذيل التّقييد» ، وابن ظهيرة في «معجمه» .

قال ابن ظهيرة: «قرأت عليه جملة من مسموعاته ك «مسند الإمام أحمد» و «كتاب الشمائل» و «مشيخة الفخر ابن البخاري» وكانت وفاته يوم السّبت رابع عشرين شوّال سنة ثمانين وسبعمائة».-

ص: 831

قال في «الدّرر» : ولد سنة 684، وسمع من الفخر بن البخاريّ «مشيخته» تخريج الظّاهريّ و «مسند الإمام أحمد» بفوت يسير و «الشّمائل» للتّرمذيّ والسّادس والسّابع من «أمالي الجوهريّ» و «مشيخة الجوهريّ» الصّغرى، وسمع من التّقيّ إبراهيم بن عليّ الواسطيّ، ومن أخيه محمّد، ومن شمس الدّين محمّد بن الكمال عبد الرّحيم، ومن العزّ إسماعيل بن الفرّاء ومن التّقيّ أحمد بن عبد المؤمن الصّوريّ، ومن عيسى المغاري في آخرين، وأجاز له أبو الفتح بن المجاور، وزينب بنت مكّيّ، وعبد الرّحمن بن الزّين، وأحمد بن عبد الملك، وزينب بنت العلم وغيرهم، وولي الإمامة بمدرسة جدّه أبي عمر، وحدّث بأكثر مسموعاته، سمع منه القدماء وذكره الذّهبيّ في «معجمه» الكبير وعمّر دهرا طويلا حتّى صار مسند عصره، وتفرّد بأكثر مسموعاته ومشايخه، وكان صبورا على التّحديث، محبّا في الحديث وأهله.

مات في رابع عشري شوّال سنة 785، ونزل النّاس في الحديث بموته

- قال العاقولي في مشيخته «الدّراية في معرفة الرواية» (الشيخ الرّابع والثلاثون):

«أخبرنا الشيخ الزّاهد شمس الدّين محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أبي عمر المقدسيّ- فيما كتبه إلينا من دمشق المحروسة إجازة- قال:

» وذكر سند روايته ثم قال:

هو الشّيخ الإمام الزّاهد شمس الدّين محمّد، إمام مدرسة جدّه أبي عمر رحمه الله تعالى، بلغنا أنه كان مشتهرا بالصّلاح، والزّهد وكثرة تلاوة القرآن المجيد. سمع على الشيخ فخر الدّين علي البخاري جمع كتاب «مشيخته» التي خرجها أبو العباس أحمد بن محمد الظاهري

وأورد مجموعة كبيرة من مسموعاته عليه.

ص: 832

درجة وهو آخر من حدّث عن الفخر بالسّماع والإجازة الخاصّة/، وآخر من 189/ كان بينه وبين النّبيّ صلى الله عليه وسلم تسعة أنفس بالسّماع المتّصل بشرط الصّحيح

(1)

، وقد أجاز لمن أدرك حياته خصوصا المصريّين، فدخلت في ذلك، ولم أظفر بالإجازة لي منه خاصّة، مع إمكان ذلك، وخرّج له الصّدر الياسوفيّ «مشيخة» وحدّث بها، وآخر من سمعها منه البرهان سبط ابن العجميّ.

526 -

‌ محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن عريكان

- بضمّ العين بصيغة التّصغير- من آل وطبان من بني وائل.

ولد قبل الثّلاثين والمائتين في بلد الخبراء، من بلدان القصيم، وتربّى عند خاله الشّيخ عبد الله بن فايز، الماضي

(2)

، وقرأ عليه القرآن والفقه ويسيرا

526 - ابن عريكان الخبراويّ، (قبل 1230 - بعد 1270 هـ):

الرّحالة الجوّال، الخبراوي نسبة إلى الخبراء بلد معروف في القصيم.

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 225)، و «علماء نجد»:(3/ 781).

وفي المكتبة الوطنية بعنيزة نسخة من «منتهى الإرادات» بخط إبراهيم بن محمد بن عريكان سنة 1258 فلعله والد المذكور هنا.

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن قدامة (ت 780 هـ).

- محمّد بن أحمد بن إسماعيل النّجديّ الأشيقريّ (ت 1059 هـ).

أخباره في «عنوان المجد» : (2/ 310، 324، 326، ترجمته، 342، 348، 352)، و «التّسهيل»:(2/ 154)، و «علماء نجد»:(3/ 788).

(1)

ذكر العليمي في «المنهج الأحمد» هذا السّند.

(2)

تقدم ذكره في موضعه.

ص: 833

من العربيّة، ثمّ سافر إلى سوق الشّيوخ فقرأ على علّامة زمانه الشّيخ محمّد بن سلّوم، وولديه

(1)

الفاضلين عبد اللّطيف وعبد الرّزّاق، وهو قد بلغ أو لم، وكان يتوقّد ذكاء، وله همّة عالية، في تحليل أنواع العلوم، ثمّ رجع إلى عنيزة ولم يقنع من التّعلّم، فسافر إلى مكّة المشرّفة، وتتلمذ لمشهورها ذلك الزّمن الشّيخ عبد الله سراج

(2)

الحنفيّ في الفنون فوجد الشّيخ قد استروح وأخلد إلى الرّئاسة، فضاق صدره لعدم مطلوبه، وهمّ بالتّوجّه إلى مصر أو الشّام أو المغرب، فسمع شخصا يمدح السّيّد محمّدا السّنوسي

(3)

بالعلم الواسع. قال لي: فاستشرت أعلم تلامذة شيخنا في ذلك وسألته عن المذكور وهل تعرف حقيقته؟ قال: نعم، قلت: خبّرني. قال: أجمل لك أم أفصّل؟ قلت: بل أجمل، قال: حضرته يقرئ في المطوّل للسّعد بحاشية السّيّد، وهو ثالثهما

(1)

ذكره المؤلّف في موضعه، وولداه تقدّم ذكرهما.

(2)

هو عبد الله بن عبد الرحمن سراج، بكسر السين وتخفيف الراء الحنفي المكي، ذكره الشيخ عبد الله مرداد في «نشر النّور والزّهر» ، مختصر:(297)، ولم يذكر وفاته، وقيّد سراج طلبا للفرق بينه وبين شيخه عبد الله سرّاج بفتح السين والراء المشددة المذكور ص 301 من الكتاب المذكور.

(3)

هو محمّد بن السّنوسيّ المغربيّ الأصل، ثمّ المكّيّ المالكيّ (ت 1276 هـ).

«مختصر نشر النّور والزّهر» : (443).

وهو من شيوخ المؤلّف، وذكر المؤلّف في هامش نسخته من «الذّيل على طبقات الحنابلة» أنّ لدى السّنوسي هذا نسخة من «الذّيل» بخطّ مؤلّفها ابن رجب فلعلّ الله تعالى جلّ ذكره أن يوقفنا عليها إنّه على ما يشاء قدير، فقد تأكد العزم إن شاء الله على إعادة نشره محققا فقد توافر لديّ من نسخه ما فيه الكفاية. وهي أكثر من عشر نسخ، ولله المنّة. لكن نسخة السنوسي هذه أن وجدت فلا حاجة بنا لغيرها.

ص: 834

فوقعت في قلبي موقعا عظيما فذهبت إليه والتمست منه القراءة فأقرأني في فنون عديدة. قلت: ولازمه المذكور سنين حضرا وسفرا حتّى مهر في الحساب والفلك بأنواعه من هيئة وربع واصطرلاب وغير ذلك، ونظم في ذلك عدّة مناظيم، ونظم «دليل الطّالب» في ثلاثة آلاف بيت نظما لا بأس به، إلّا أن نطمه بعده حسن، وفاق حتّى تراسل هو وأدباء اليمن بالقصائد الطّنّانة، منها قصيدة للبليغ الكامل السّيّد أحمد صائم الدّهر أوّلها:

* هو الجود حتّى لا تخيّب آمال *

وأخرى مطلعها:

بدت فأقرّت كلّ قلب وناظر

فإن تحكها يا بدر وجها فناظر

وكان عجيب الذّكاء مع ما فيه من الخفّة والاسترواح، وانفرد بتدقيق علم الجبر والمقابلة والخطّائين والهندسة والهيئة حتّى كان كبار تلامذة شيخه الشّيخ عبد الله سراج يقرءون عليه، ورأيته لا يرتضيهم تلامذة، وأرسله شيخه السّيّد السّنوسيّ إلى السّودان في شغل فلمّا رجع وجد شيخه قد سافر إلى المغرب، فلم تطب له الإقامة بعده، وأراد اللّحاق به، فأرسله والي جدّة عثمان باشا إلى الحبشة فطاب له المقام هناك وسكن من سنة 1257، وجاء منه مكاتبة سنة 1271، أنّ مراده المجيء ولكن له ولد لا يطيق الرّكوب على الدّابة فلعلّه يكبر قليلا وسحبه معه؛ لأنّه وإن تركه لا يجتمع به إلّا في المحشر، ثمّ انقطع خبره بعده.

ص: 835

527 -

‌ محمّد بن أحمد بن أبي بكر

بن عبد الصّمد بن مرجان الصّالحيّ المقرئ، أبو عبد الله.

قال في «الدّرر» : ولد سنة 705، وسمع من التّقيّ سليمان «جزء أبي الجهم» و «المنتقى من الرّابع من حديث سعدان» ومن المطعّم «مشيخته» ومن ابن سعد وغيرهم، وسمع منه أبو الحسن الفوّي وآخرون.

مات سنة 774.- انتهى-.

قال في «الشّذرات» عاشر شعبان، وقال: إنّه شيخ التّلقين بمدرسة شيخ الإسلام أبي عمر وأنّ ممّن سمع منه الحافظ ابن حجر.- انتهى-.

قلت: هذا وهم؛ لأنّ مولد الحافظ سنة 73 فلم يدرك من حياته إلّا سنة واحدة.

528 -

‌ محمّد بن أحمد بن أحمد الموصليّ

.

527 - ابن مرجان، (705 - 774 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 365)، و «الجوهر المنضد»:(166)، و «المنهج الأحمد»:(471)، و «مختصره»:(163)، و «التّسهيل»:(1/).

وينظر: «إنباء الغمر» : (1/ 47)، و «الدّرر الكامنة»:(3/ 364)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 215)، و «ذيل العبر» لأبي زرعة:(358)، و «الدّارس»:(2/ 109)، و «القلائد الجوهرية»:(1/ 265)، و «الشّذرات»:(6/ 223).

528 -

الموصليّ، (؟ -؟):

أخباره نقلها المؤلّف من «كشف الظّنون» : (25/ 1190)، ولم أعثر عليه في مصدر آخر، ونصّ صاحب «الكشف» هكذا: «غاية الاختصار في مناقب الأربعة أئمّة الأمصار؛ أبي حنيفة ومالك والشّافعي وأحمد، أوله: أحمد الله على ما علّمني، -

ص: 836

ذكره في «كشف الظّنون» وأنّ له تأليفا سمّاه «غاية الاختصار في مناقب الأربعة أئمّة الأمصار» وبيّض لوفاته.

529 -

‌ محمّد بن أحمد بن الحسن بن عبد الله

بن عبد الواحد، شمس الدّين المقدسيّ، ثمّ الدّمشقيّ.

- وأشكره على ما فهّمني

إلخ لمحمّد بن أحمد بن أحمد الحنبليّ، الموصليّ المتوفى سنة 656 هـ قال: جمعته من كتب النّاقلين أهل الأثر، ورتبت ذكرهم على ترتيب الأقدم فالأقدم لا على منزلة الأعلم فالأعلم؛ إذ يحتاج ذلك إلى من هو أعلى منهم منزلة ليعلم الأعلم منهم

إلخ».

هذا نصّ صاحب «الكشف» ، وفيه سنة الوفاة 656 هـ وهي سنة الكائنة العظمى سقوط بغداد، وكثير من وفياتها لم تدون لكثرة الوفيات فيها مع عدم شهرة كثير منهم. وإذا ثبت أنّ وفاته هذه السّنة فهو غير داخل في شرط المؤلّف؛ وذكره إخلال ظاهر؛ وكثير من ذكر سنيّ الوفيات في الكشف دخله التّحريف فلعلّها سنة 956 مثلا. ولم أجده في مصدر آخر.

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- محمد بن جامع الزّبيريّ النّجديّ البحرينيّ (ت 1285 هـ).

ذكره المؤلّف في ترجمة أبيه «أحمد بن عثمان» فلتراجع هناك. وهنا موضعه اللائق به.

529 -

شمس الدّين ابن عبد الغنيّ، (؟ - 758 هـ):

من أولاد الحافظ الكبير عبد الغني المقدسيّ.

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 362)، و «المنهج الأحمد»:(456)، و «مختصره»:(158).

وينظر: «المنتقى من مشيخة ابن رجب» : (رقم 199)، و «ذيل التّقييد»:(6، 7)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة» ، و «الدّرر الكامنة»:(2/ 347)، و «الدّارس»: -

ص: 837

قال في «الشّذرات» : الشّيخ، الإمام، كان إماما بمحراب الحنابلة بدمشق، وحضر على ابن البخاري «المسند» سمع من جدّه لأمّه الشّيخ تقيّ الدّين الواسطيّ، وابن عساكر وغيرهما، وحدّث، سمع منه الحسينيّ، وابن رجب. توفّي سابع عشر شعبان سنة 758

(1)

ودفن بسفح قاسيون.

530 -

‌ محمّد بن أحمد بن رمضان

، تاج الدّين، الجزيريّ، ثمّ الدّمشقيّ.

قال في «الشّذرات» : سمع من الشّيخ شمس الدّين بن أبي عمر، وابن عساكر، وابن الفرّاء، وأجاز له الصّيرفيّ، وابن الصّابونيّ، وابن البخاريّ وخلق، وخرّج له ابن سعد «مشيخة»

(2)

سمعها عليه جماعة منهم الحسينيّ، وابن رجب. توفّي في مستهلّ رمضان سنة 758 وصلّى عليه بالجامع الأمويّ ودفن بسفح قاسيون.

- (2/ 123)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 428)، و «الشّذرات»:(6/ 187).

قال ابن قاضي شهبة: «إمام محراب الحنابلة بجامع دمشق حضر على ابن البخاري وغيره، وسمع من جدّه لأمه تقيّ الدّين الواسطي

وحدّث».

530 -

تاج الدّين الجزيريّ، (666 - 758 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 361)، و «المنهج الأحمد»:(453)، و «مختصره»:(169).

وينظر: «المنتقى من مشيخة ابن رجب» : (رقم: 195)، و «الوفيات» لابن رافع:(2/ 206)، و «من ذيول العبر»:(317)، و «الدّرر الكامنة»:(3/ 405)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 146)، و «الشّذرات»:(6/ 86).

(1)

وفاته في أغلب المصادر سنة 759 هـ.

(2)

لم يذكرها الكتّاني في «فهرس الفهارس» .

ص: 838

531 -

‌ محمّد بن أحمد بن سالم بن سليمان

السّفّارينيّ، أبو العون كما قاله تلميذه الكمال الغزّيّ، مفتي الشّافعيّة بدمشق، وأبو عبد الله- على ما قاله تلميذه العلّامة البارع السّيّد محمّد مرتضى الحنفيّ في «شرح القاموس» شمس الدّين العلّامة الفهّامة، المسند، الحافظ، المتقن.

531 - العلّامة السّفّارينيّ، (1114 - 1189 هـ):

أخباره في «النّعت الأكمل» : (301)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(127)، و «التّسهيل»:(2/ 181).

وينظر: «معجم الزّبيدي (غير مرقم)، و «سلك الدّرر» : (4/ 31)، و «تاريخ الجبرتي»:(1/ 409)، و «فهرس الفهارس»:(2/ 1002)، و «الأعلام»:(6/ 14)، و «معجم المؤلّفين»:(591)، «المستدرك» ، وهو مترجم في «النّقش اليماني»:(130)، و «ثبت عابدين»:(62)، و «معجم المطبوعات»:(1028).

من كبار علماء الحنابلة المتأخّرين ورؤسائهم، كثير التّأليف، جيّد التّصنيف، محدّث، حافظ، مؤلّفاته من فواكه الكتب اطّلعت على كثير منها، منتشرة في مكتبات العالم جملة منها في الظّاهرية، ودار الكتب المصرية، وثبته في خزانة الكتّانيّ في المغرب رقم 1374 في مجموع، أوله: «الحمد لله الذي رفع قدر من وقف ببابه، ووصل من انقطع لعزّة جنابه

» وذكرخطبة ومقدمة طويلة ثم قال:

«فاعلم أن الحامل على تسطير هذا المرقوم، وتحرير ما ذكر من الرّسوم، ورود كتاب من حباب الأحباب، ولب الألباب، الجامع لشتات الفضائل، والحاوي لمهمات الفواضل، الفاضل الأديب .... أبي محمد عبد القادر بن خليل خطيب الرّوضة المشرفة النّبويّة

فورد كتاب الخطيب المذكور، واللّبيب المشهور، يتضمن التماس الإجازة بما لنا من المرويّات، عن جادّة السّلف الصّالح وقولهم: العالم لا يكمل في علمه حتّى يأخذ عمّن هو أعلى منه، ومن هو مساو له، ومن هو أدنى منه، وكان اللّائق بنا نقيض القضيّة بأن نكون نحن الملتمسين من الهمام المذكور-

ص: 839

نقلت من خطّ شيخ مشايخي الشّيخ محمّد بن سلّوم ما نصّه: ولد سنة 1114 بقريته سفّارين، فقرأ القرآن صغيرا وحفظه وأتقنه، ثمّ قدم دمشق فقرأ العلم في الجامع الأمويّ، على مشايخ فضلاء، وأئمّة نبلاء، ما بين مكّيّين، ومدنيّين وشاميّين، ومصريّين، وذكرهم في إجازته الكبرى للسّيّد محمّد مرتضى، فمنهم في الحديث والفقه، والفرائض، والأصلين، العلّامة خاتمة

- الإجازة لعلوّ قدره، وشرف منبته

».

وعلى غلاف النّسخة بخطّ الكتّاني- رحمه الله: «ثبت علّامة الحنابلة بالدّيار الشّاميّة

الشّمس محمد بن أحمد السّفّاريني النّابلسي نقلناها في مكّة المكرمة عن خطه عام 1351 هـ». وله ثابتان آخران موجودان.

ونقش ختم العلّامة السّفاريني- رحمه الله مكتوب عليه-: «راجي لطف ربّه العلي محمد السّفاريني الحنبليّ» .

وأثنى عليه الأئمة منهم تلميذه الزّبيديّ صاحب «شرح القاموس» واستجازه له ولغيره فأجازه مرّتين وكتب إليه فيهما إجازتين حافلتين في كراريس محشّاة بالفوائد والنوادر، ووصفه الأهدل: ب «مسند الشّام الحافظ الكبير» ، وقال الزّبيديّ: «شيخنا، الإمام المحدّث، البارّ، الزّاهد، الصّوفي

»، وقال: «كان ناصرا للسّنّة، قامعا للبدعة، قوّالا بالحقّ، مقبلا على شأنه، ملازما لنشر علوم الحديث محبّا في أهله

».

* وحفيده عبد الرّحمن بن يوسف بن محمّد، من أهل العلم أجازه الزّبيديّ وقال فيها:

وجدّه محمّد بن أحمدا

شيخ الحديث قد هدى وسدّدا

* وحفيده الآخر: عبد القادر؟

ذكره المؤلّف في ترجمة الشيخ موسى الكفيري النّابلسي قال: «وتزوج ابنته الشّيخ عبد القادر السّفاريني ابن العلّامة المشهور» . والصحيح أنّه حفيده.

ص: 840

المحقّقين شيخ المذهب في عصره ومصره الشّيخ عبد القادر التّغلبيّ، والشّيخ مصطفى بن عبد الحقّ اللّبديّ، والشّيخ عوّاد بن عبيد الكوري، والشّيخ طه بن أحمد اللّبديّ، والشّيخ مصطفى بن الشّيخ يوسف الكرميّ، والشّيخ عبد الرّحيم الكرميّ، والمعمّر السّيّد هاشم الحنبليّون، وفي أنواع الفنون العلّامة الفهّامة الشّيخ عبد الغنيّ النّابلسيّ، صاحب البديعيّات المشهورة/ التّآليف الجليلة، والعلّامة الشّيخ أحمد المنينيّ، وشيخ الطّريقة السّيّد مصطفى البكريّ، والعلّامة حامد أفندي مفتي الشّام، والحافظ محمّد حياة السّنديّ ثمّ المدنيّ، والمعمّر الشّيخ عبد الرّحمن المجلّد الحنفيّ، والملّا إلياس الكرديّ، والعلّامة إسماعيل جرّاح العجلونيّ، والعلّامة الشّيخ أحمد الغزّيّ مفتي الشّافعيّة، وقريبه الشّيخ محمّد الغزّيّ الّذي تولّى الإفتاء بعده، والشّيخ عبد الله البصرويّ، والشّيخ سلطان المحاسنيّ خطيب الجامع الأمويّ وغيرهم، وأجازوه بإجازات مطوّلة ومختصرة، وبرع في فنون العلم، وجمع بين الأمانة، والفقه والدّيانة والصّيانة، وفنون العلم، والصّدق، وحسن السّمت، والخلق، والتّعبّد، وطول الصّمت عن ما لا يعني، وكان محمود السّيرة، نافذ الكلمة، رفيع المنزلة عند الخاصّ والعامّ، سخيّ النّفس، كريما بما يملك، مهابا، معظّما، عليه أنوار العلم بادية وصنّف تصانيف جليلة في كلّ فنّ، فمنها «العقيدة الفريدة» وشرحها الحافل، العظيم الفوائد، الجمّ العوائد، مجلّد ضخم، شرح «فضائل الأعمال» للضّياء المقدسيّ، «نفاث الصّدر المكمد بشرح ثلاثيّات المسند» وعددها 363، مجلّدان، «شرح عمدة الأحكام» مجلّدان، «شرح نونيّة الصّرصريّ» في السّيرة مجلّدان،

ص: 841

«الملح الغراميّة شرح منظومة ابن فرح اللاميّة» ، «شرح الدّليل» في الفقه وصل فيه إلى الحدود، «البحور الزّاخرة في علوم الآخرة» مجلّدان، «تحبير الوفا في سيرة المصطفى» ، «غذاء الألباب بشرح منظومة الآداب» مجلّدان أودع فيه من غرائب الفوائد ما لا يوجد في كتاب «دراري الذّخائر شرح منظومة الكبائر» ، «قرع السّياط في قمع أهل اللّواط» ، «الجواب المحرّر في كشف حال الخضر والاسكندر» ، «تحفة النّسّاك في فضل السّواك» ، «التّحقيق في بطلان التّلفيق» ردّ بها جواز التّلفيق في العبادات وغيرها للشّيخ مرعي، «الدّرّ المنثور في فضل يوم عاشور المأثور» ، «اللّمعة في فضل يوم الجمعة» ، «القول العليّ شرح أثر سيّدنا الإمام عليّ» ، «نتائج الأفكار شرح حديث سيّد الاستغفار» أودع فيه غرائب، نحو سبع كراريس، رسالة في بيان كفر تارك الصّلاة، رسالة في ذمّ الوسواس، رسالة في شرح حديث الإيمان بضع وسبعون شعبة، رسالة في فضل الفقير الصّابر، «منتخب الزّهد للإمام أحمد» حذف منه المكرّر والأسانيد، «تعزية اللّبيب» قصيدة في الخصائص النّبويّة، وغير ذلك من التّحريرات والفتاوى الحديثيّة والفقهيّة، والأجوبة على المسائل العديدة، والتّراجم لبعض أصحاب المذهب، وبالجملة فتآليفه نافعة مفيدة مقبولة، سارت بها الرّكبان/ وانتشرت في البلدان؛ لأنّه كان إماما متقنا، جليل القدر، وظهرت له كرامات عظيمة، وكان حسن التّقرير والتّحرير، لطيف الإشارة، بليغ العبارة، حسن الجمع والتّأليف، لطيف التّرتيب والتّرصيف، زينة أهل عصره، ونقاوة أهل مصره، صوّاما، قوّاما، ورده كلّ ليلة ستّون ركعة، وكان متين الدّيانة، لا تأخذه في الله لومة لائم، محبّا للسّلف وآثارهم، بحيث إنّه

ص: 842

إذا ذكرهم أو ذكروا عنده لم يملك عينيه من البكاء، وتخرّج به وانتفع خلق كثير من النّجديّين والشّاميّين وغيرهم، وكانت وفاته سنة 8، أو سنة 1189.

- انتهى-.

قال في «سلك الدّرر» : بنابلس، ودفن بتربتها الشّماليّة، ثمّ قال:

وبالجملة فقد كان غرة عصره، وشامة مصره، ولم يظهر بعده في بلاده، وكان يدعى للملمّات، ويقصد لتفريج المهمّات، ذا رأي صائب، وفهم ثاقب، جسورا على ردع الظّالمين، وزجر المعتدين، إذا رأى منكرا أخذته رعدة وعلا صوته من شدّة الحدّة، وإذا سكن غيظه وبرد قيظه يقطر رقّة ولطافة، وحلاوة وظرافة، وله الباع الطّويل في علم التّاريخ، وحفظ وقائع الملوك والعلماء والأمراء والأدباء وما وقع في الأزمان السّالفة، ويحفظ من أشعار العرب العرباء، والمولّدين شيئا كثيرا، وله شعر لطيف منه قوله:

من لي بأن انظر إلى

خشف بليل معتكر

وأخمّه من غير شفّ

كالضّمير المستتر

ومنه:

الصّبر عيل من القلا

والنّفس أمست في بلا

والجفن جفّ من البكا

والقلب في الشّجو غلا

ص: 843

وشكى اللّسان فقال في ش

كواه لا حول ولا

ومنه قوله:

أحبّة قلبي تزعموا أنّ حبّكم

صحيح فإن كنتم كما تزعموا زوروا

وأحيوا فتى فتّ الغرام فؤاده

وإلّا فدعوى حبّكم كلّها زور

- انتهى-

وذكره تلميذه الكمال محمّد العامريّ الغزّيّ في كتابه «الورود الأنسيّ بترجمة الشّيخ عبد الغني النّابلسيّ» قال: وقد ترجمته في معجمي المسمّى ب «إتحاف ذوي الرّسوخ» وفي طبقات الحنابلة المسمّاة ب «النّعت الأكمل في ترجمة أصحاب الإمام أحمد بن حنبل» بترجمة طويلة.

قلت: وأخبرني بعض العلماء الصّلحاء النّابلسيّين أنّه لمّا أراد الرّحلة إلى دمشق أتى به والده إلى الشّيخ زيد المشهور في بلاد نابلس المنتسب إلى الشّيخ عبد القادر الجيلانيّ ليدعو له- وكان معتقدا في تلك الجهات- فلمّا أخبراه بمطلوبهما دعا له وأوصاه وقال له: إذا وصلت دمشق تجد فيالجامع الأمويّ على يمينك من الباب الفلاني شخصا صفته كيت وكيت فبلّغه منّي السّلام قل له: يقول لك أخوك زيد: ادع لي فحين وصل رأى الشّخص وعرفه بالصّفة، وقال له ما وصّى به الشّيخ زيد، فقال الشّخص: / الشّيخ زيد لاحقني بتوصيّاته في كلّ بلد أجيها، ودعا له كثيرا وبشّره بالفتوح العظيم، وممّا ذكره المترجم في إجازته للسّيّد محمّد مرتضى أنّ شيخه الشّيخ سلطان

ص: 844

المحاسنيّ وشى إليه بعض الوشاة بأنّي سئلت من أفضل الشّيخ المحاسنيّ أو الشّيخ المنينيّ؟ فزعم الواشي أنّي فضّلت الشّيخ المنينيّ عليه، فكتب لي بهذه الأبيات هي:

لا تزدري العلماء بالأشعار

وتحطّ قدرا من أولي المقدار

أتظنّ سفّارين تخرج عالما

ينشي القريض بدقّة الأنظار

هلّا أخذت على الشّيوخ تأدّبا

كي ترتقي درج العلا بفخّار

واللّين منك لاح في مرآته

لا زلت تكشف مشكل الأخبار

فأجبته بقولي:

قل للإمام مهذّب الأشعار

منشي القريض ومسند الأخبار

تفديك نفسي يا أريب زماننا

يا ذا الحجى يا عالي المقدار

من قال عنّي يا همام بأنّني

أزري بأهل الفضل والآثار

عجبا لمن أضحى فريدا في الورى

يصغي لقول مفنّد مكّار

ص: 845

مقصوده وشي الحديث ووضعه

فقبلته من غير ما إنكار

وغدوت مفتخرا على صبّ إذا

جنّ الظّلام بكامن الأكدار

ورشقته بسهام نظم مزدر

للنّاس بالتّحقير والإصغار

هب أنّ سفّارين لم تخرج فتى

ذا فطنة بنتائج الأفكار

أيباح عجب المرء يا مولاي في

شرع النّبيّ المصطفى المختار

لا زلت في أوج المكارم راقيا

تنشي القريض بهيبة ووقار

ما حرّك الشّوق التّليد صبابة

صدح الحمام ونغمة الهزّار

فجاء واعتذر وظنّ أنّي لم أقبل عذره، فجاء يوما بابنه وقال له: قم قبّل يد عمّك يسمح لأبيك عن ما بدر منه، فقلت: أنا أرجو منك السّماح. فقال:

سبحان الله قد استجزت علماء الشّام وأهملتني مع مزيد الصّحبة، فطلبت منه إجازة فاحتفل في إجازة مطوّلة، فاخترمته المنيّة قبل وصولها إلينا، رحمه الله تعالى ورضي عنه.

ص: 846

532 -

‌ محمّد بن أحمد بن سعيد، العزّ

المقدسيّ الأصل، النّابلسيّ، ثمّ الدّمشقيّ، الحلبيّ، المكّيّ قاضيها.

قال في «الضّوء» : ولد- كما كتبه لي بخطّه- سنة 771 بكفر لبد- بفتح اللام والموحّدة- من جبل نابلس، ونشأ به فحفظ القرآن، ثمّ انتقل سنة 89 لصالحيّة دمشق فتفقّه بها على التّقيّ ابن مفلح، وأخيه الجمال عبد الله، والعلاء بن اللّحّام، والشّهاب الفندقيّ، ثمّ لحلب سنة 91، فحفظ بها «عمدة الأحكام» و «مختصر/ الخرقيّ» وعرضها، وتفقّه فيها أيضا بالشّرف ابن فيّاض، وسمع بها على ابن صدّيق، وناب بها في القضاء والخطابة بجامعها الكبير، ثمّ لبيت المقدس سنة 812، وأقام بها إلى أثناء سنة 18، ثمّ لدمشق أيضا، وحجّ، وجاور مرارا، وسمع من الجمال بن ظهيرة، وكتب له بخطّه جزءا بمرويّاته، ثمّ قطن مكّة سنة 52، وناب في إمامة المقام الحنبليّ بها، بل ولي قضاء الحنابلة بها، بعد موت السّراج عبد اللّطيف الفاسيّ، وكان إماما، عالما، كثير الاستحضار لفروع مذهبه، مليح الخطّ، ساكنا، منجمعا عن النّاس، مديما للمطالعة مع كبر سنّه، متواضعا، حسن الخلق، نزها، محمود السّيرة في قضائه، وله تصانيف منها «الشّافي والكافي» مجلّد،

532 - ابن سعيد المقدسيّ، (771 - 855 هـ):

أخباره في «الجوهر المنضّد» : (145)، و «المنهج الأحمد»:(494)، و «مختصره»:(184)، و «التّسهيل»:(2/ 63).

وينظر: «معجم ابن فهد» : (204)، و «إتحاف الورى»:(308)، و «الدّر الكمين» ، و «الضّوء اللامع»:(6/ 309)، و «التّبر المسبوك»:(363)، و «حوادث الزّمان»:(2/ 16)، و «الشّذرات»:(7/ 286).

ص: 847

و «كشف الغمّة بتيسير الخلع لهذه الأمّة» مجلّد لطيف، و «المسائل المهمّة فيما يحتاج إليه العاقد في الخطوب المدلهمّة» و «سفينة الأبرار الجامعة للآثار والأخبار» في المواعظ والآداب في ثلاث مجلّدات

(1)

وزعم بعضهم أنّه حدّث بالرّوضة النّبويّة، وأخذ فيها عنه الوفائيّ، والبدر البغداديّ، وهو السّاعي له في قضاء مكّة، وأنّه سمع من الحافظ ابن رجب بحيث كان آخر من روى عنه بالسّماع، فالله أعلم بذلك، أجاز لي. ومات بمكّة ليلة الخميس رابع عشر صفر سنة 855، وصلّى عليه من الغد، ودفن بالمعلّاة وعمره 84 سنة.

533 -

‌ محمّد بن أحمد بن سليمان بن عيسى

، تقيّ الدّين، البدماصيّ، ثمّ القاهريّ الحنفيّ أبوه، الحنبليّ هو، البسطيّ، ويعرف ب «تقيّ الدّين البسطيّ.

533 - تقيّ الدّين البسطيّ، (735 - ؟):

أخباره في «الضّوء اللامع» : (6/ 312).

والبسطيّ: لم يضبطها السّخاوي- رحمه الله ولم يقيّدها ولا أدري هل هذه النّسبة إلى بسطة: البلدة الأندلسيّة التي ذكرها الرّشاطي وغيره وذكر المنسوبين إليها. وذكر الحافظ ابن حجر في «الدّرر الكامنة» : (3/ 284) عيسى بن علي بن عيسى-

(1)

وتحققت أنه هو صاحب «شرح ملحة الإعراب» الموجود في دار الكتب المصرية بالقاهرة رقم (1530).

وكتابه «المسائل المهمّة

» في جستربيتي مجموع رقم 3292 وحقّقه أحد الفضلاء في الجامعة الإسلامية بالمدينة النّبوية على ساكنها أفضل الصّلاة والسّلام.

وكتابه: «كشف الغمّة .. » في بعض المكتبات التركيّة.

ص: 848

قال في «الضّوء» ، وقال: ولد سنة 735 بخوخة أيد غمش من القاهرة، ونشأ بها، فقرأ القرآن على أبيه، وجوّده على ناصر الدّين الحمصي إمام المحموديّة

(1)

، العلاء الغزّي إمام الأنياليّة، وحفظ «الخرقيّ» و «ألفيّة النّحو» وأخذ عن الشّهاب الأبشيطيّ، بل قرأ اليسير على التّقيّ بن قندس حين قدم

- البسطيّ، وقال الأندلسيّ ثم الدّمشقيّ فقوله: الأندلسي يدلّ على نسبته إلى بسطة الأندلسية، فهل صاحبنا كذلك؟ أو هو البسطيّ- نسبة إلى البسط جمع بساط نسبة على غير قياس، قال الحافظ ابن حجر في «التّبصير»:(1/ 154): «وبالضّم نسبة إلى بيع البسط جماعة، وبالفتح عبد الله بن محمد بن عبد الرّحمن

».

وأرجح أنه منسوب إلى البلدة الأندلسية التي ذكر منها الحافظ ابن حجر عيسى المذكور، فلعل هذا من ذوي قرابته لا سيّما أن في أجداده «عيسى» . والله أعلم.

لم يذكره ابن مفلح، ولا العليمي.

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- محمّد بن أحمد بن سيف الثّرمديّ النّجديّ (ت؟).

ذكره ابن بشر- رحمه الله في «عنوان المجد» : (1/ 468) في عداد تلاميذ الشيخ عبد العزيز الحصين، وذكره الغزّيّ في «النّعت الأكمل»:(314)، وقال:«الشيخ الفاضل، الفقيه، الفرضي، الشاعر، الماهر، الأوحد، أبو المعالي، بدر الدين، ولد في قرية أشيقر من الأعمال النّجديّة، وبها نشأ، ثم رحل إلى ثرمدة [ثرمداء] وبها قرأ القرآن العظيم على الشهاب أحمد بن سليمان المقرئ، وأخذ الفقه عن الجمال عبد الله بن فيروز الأحسائي، وأخذ التّفسير والمعقولات عن المحقق صبغة الله البغداديّ» . ولم يذكر سنة وفاته. وهو ممن يستدرك على شيخنا ابن بسّام.

(1)

المحمودية: مدرسة أنشأها الأمير جمال الدين محمود بن علي الاستدار سنة 797 هـ. يراجع: «ذيل رفع الإصر» : (494).

ص: 849

القاهرة، وكذا على العلاء المرداوي، وأكثر عنه، والجمال يوسف بن المحبّ ابن نصر الله، بل حضر- فيما زعم- عند أبيه المحبّ، وقرأ على العلاء عليّ ابن البهاء البغداديّ حين قدومه القاهرة، وكذا أخذ الكثير عن التّقيّ الجراعيّ، وسمع بقراءته على العلم البلقينيّ «جزء الجمعة» وتنزّل في الجهات، وحضر عند العزّ الكنانيّ، وقرأ عليه في دروسه أوقاتا، وسمع مع الولد، ثمّ استقرّ في تدريس الحنابلة بالسّويديّة برغبة الجمال المذكور عند سفره، كلّ هذا مع تكسّبه بسوق الفاضل، حتّى صار كهف جماعته، واختصّ بالطّائفة القادريّة بحيث لازم تغري بردي الّذي صار أستادارا، بل وأمير المؤمنين المتوكّل على الله بحيث تكلّم عنه في المشهد النّفيسيّ

(1)

بتؤدة وعقل، وحجّ، وجاور سنة 66، وسمع التّقيّ بن فهد، بل أخذ عن القاضي عبد القادر في العربيّة، وحضر دروس الخطيب أبي الفضل، والبرهان بن ظهيرة./

534 -

‌ محمّد بن أحمد بن عبد الحميد بن محمّد

بن غشم، الشّمس، المرداويّ، المقدسيّ، ثمّ الصّالحيّ.

534 - ابن غشم، (؟ - 801 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 19).

وينظر: «إنباء الغمر» : (2/ 83)، و «الضّوء اللامع»:(6/ 316)، و «ثبت» ابن-

(1)

المشهد النّفيسيّ هو ما يعرف بمصر الآن بمشهد السّيدة نفيسة، مشهور هناك، وهو مسجد مقام على قبر نفيسة زوجة إسحاق بن جعفر الصّادق بن محمد الباقر. وبناء المساجد على القبور وتعظيمها في مصر من بدع الفاطميّة «العبيدية» بمصر والله المستعان.

ص: 850

قال في «الضّوء» سمع من أبي العبّاس المرداويّ، وعبد الرّحمن بن إبراهيم الملقّن، وزينب بنت الكمال، وحدّث، سمع منه بعض الفضلاء، روى لنا عنه بعض شيوخنا، بل أجاز لشيخنا، أورده في «معجمه» وغيره.

مات في شوّال سنة 801 وتبعه المقريزيّ في «عقوده» .

535 -

‌ محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن بن عليّ

بن أبي بكر بن أحمد، نزيل الكرام الرّيميّ الأصل، المكّيّ الماضي أبوه.

قال في «الضّوء» : سمع منّي ومن غيري، وقرأ عليّ «القصيدة المنفرجة» وغيرها، وكان يحضر عند حنبليّ مكّة، وله ذوق وبعض خبرة بالتّجليد

- زريق: (ورقة: 64)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 481). في ثبت ابن زريق:

«

بن عبد الحميد

»، وفي «معجم» الحافظ الذّهبي: «عبد الحميد بن غشم بن محمد المقدسيّ، رجل صالح من أهل القرآن، سمع من ابن عبد الدائم وجماعة

». فهل هو جدّ المذكور هنا انقلب فيه غشم بن محمد إلى محمد بن غشم؟! في أحد الكتابين.

و (غشم): بفتح الغين وسكون الشين المعجمتين، كذا ضبطها الحافظ ابن حجر- رحمه الله.

وهذه التّرجمة متقدمة على ما بعدها من التراجم. ويراجع: محمد بن إبراهيم بن غشم البعليّ في استدراكنا السابق.

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- محمد بن أحمد بن عبد الدّائم البعليّ، ويعرف ب «الفويميّ». «إرشاد الطّالبين .. »:(13).

535 -

نزيل الكرام الرّيميّ، (؟ - 918 هـ):

أخباره في «الضّوء اللامع» : (6/ 318).

ص: 851

ونحوه، وزار المدينة مع أبويه سنة 94، وقبلها بانفراده.- انتهى-.

قال الشّيخ جار الله: وله نظم ونثر، وتزوّج بالشّريفة زيلعة بنت محمّد السّطبي، ورزق منها أولادا، مات غالبهم في حياته، وهو كثير الأمراض إلى أن قدّرت وفاته ليلة السّبت رابع ربيع الأوّل سنة 18 بمكّة، وصلّى عليه في صبيحتها عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة على أبيه.

536 -

‌ محمّد بن أحمد بن عبد العزيز المرداويّ

، شمس الدّين، ابن شهاب الدّين، ابن عزّ الدّين، الأصيل، العريف، سليل الأعلام.

كان من فضلاء الحنابلة، بارعا في الفرائض، مستحضرا في الفقه وأصوله، والحديث، والنّحو، حافظا لكتاب الله تعالى، أذن له التّقيّ ابن قندس، والعلاء المرداويّ، والبرهان بن مفلح بالإفتاء والتّدريس، وولي القضاء ببلدة مردا مدّة.

توفّي بصالحيّة دمشق يوم الخميس ثالث عشر ذي القعدة سنة 894، ودفن بالرّوضة إلى جانب القاضي علاء الدّين من جهة القبلة. قاله في «الشّذرات» .

536 - شمس الدّين المرداويّ، (؟ - 894 هـ):

أخباره في «المنهج الأحمد» : (516)، و «مختصره»:(195)، و «التّسهيل»:(2/ 94).

وينظر: «الشّذرات» : (7/ 356).

ص: 852

537 -

‌ محمّد بن أحمد بن عبد العزيز

بن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر، العزّ، ابن الشّهاب الجوجريّ الأصل، القاهريّ، سبط العزّ الحنبليّ، والماضي أبوه

(1)

المعروف بأخي ابن هشام لأمّه.

قاله في «الضّوء» ، قال: ولد سنة (

)

(2)

ونشأ واستقرّ في جملة من جهات جدّه كتدريس الصّالح، ولم يجتهد أهله في إقرائه مع تردّد غير واحد من الفقهاء له بحيث لم يتكامل حفظ القرآن، وربّما قرأ عند القاضي البدر السّعديّ، وحضر دروسه، وزوّجه ابنته فما أظنّه أزال بكارتها، وكانت محاربات حتّى فارقها بعد سنين، وتزوّج بابنة الشّمس الغزنويّ، وحجّ مع أبويه، وجاور سنة

ورجع في أوّل سنة 894 فجلس مع الشّهود عند الصّالحيّة، وله فهم وتمهّر.- انتهى-.

قال الشّيخ جار الله: أقول: ثمّ بعده فوّض إليه الشّهاب الشّيشينيّ نيابة الحكم صورة، فكان لا يتعاطى شيئا، وكان متروّحا، كثير الحفظ، مهملا/ 195/ لنفسه اجتمع على الأمير يزبك الخازندار وانتمى إليه، وكفاه مؤونة السّعي في المعيشة وزوّجه أمّ أولاده حر نفيسة، واستمرّت معه، واستولدها ذكرا وأنثى سمّي الذّكر المسيح عيسى، والبنت عتّابة.

537 - عزّ الدّين الجوجريّ، (؟ - 902 هـ):

أخباره في «الضّوء اللامع» : (6/ 321).

(1)

لم يذكره المؤلّف في موضعه، وهو في «الضّوء»:(1/ 349)، يراجع الاستدراك:

«أحمد بن عبد العزيز» .

(2)

كذا في «الضّوء» .

ص: 853

توفّي عنهما سنة 902 فكفلتهما والدتهما إلى أن توفّيت وهما موجودان يلطف الله بهما.

538 -

‌ محمّد بن أحمد بن عبد العزيز بن عليّ

بن إبراهيم بن رشيد- بضمّ الرّاء- الفتوحيّ، تقيّ الدّين، أبو بكر بن شهاب الدّين الشّهير ب «ابن النّجّار» قاضي القضاة، ابن شيخ الإسلام قاضي القضاة الماضي.

نقلت من خطّ منقول من خطّ العلّامة عبد القادر الجزيريّ ترجمته ونصّها

(1)

: أخذ الفقه والأصول عن والده، وحفظ كتاب «المقنع» للموفّق وغيره من المتون، ولازم والده مع الشّيخ العلّامة شهاب الدّين أحمد البهوتيّ الحنبليّ، والشّيخ العلّامة شهاب الدّين أحمد المقدسيّ الحنبليّ، وكاتب هذه الحروف، وأجاد واستفاد، وانتهى إليه بعد والده معرفة فقه الإمام أحمد رضي الله عنه، وسافر إلى الشّام وأقام بها مدّة من الزّمان، وعاد وقد ألّف مصنّفه

538 - ابن رشيد الفتوحيّ «ابن النّجار» ، (؟ - 972 هـ):

أخباره في «النّعت الأكمل» : (141)، و «التّسهيل»:(2/ 140)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(87).

وينظر: «الدّرر الفرائد المنتظمة» : (1852)، و «الشّذرات»:(8/ 390) عن «ذيل طبقات الشعراني» ، و «المدخل» لابن بدران:(440)، و «الأعلام»:(6/ 233)، و «معجم المؤلّفين»:(8/ 26).

(1)

قبل هذه العبارة في «الدّرر الفرائد» : «الشّيخ، الإمام، العلّامة، تقيّ الدّين، محمّد ابن شيخنا أقضى القضاة، بقيّة السّلف، شيخ الإسلام، شهاب الدّين، أحمد بن عبد العزيز بن علي بن إبراهيم الفتوحي الحنبلي الشّهير ب «ابن النّجّار» والده فقيه الحنابلة ومدرّسهم ومفتيهم في عصره، أخذ علم الفقه

».

ص: 854

المشهور المنعوت «منتهى الإرادات»

(1)

حرّر مسائله على الرّاجح من المذهب، فاشتغل به عامّة طلبة الحنابلة في عصره، واقتصروا عليه وقرئ على والده مرّات بحضرته، فأثنى على المؤلّف، وشرحه المصنّف شرحا مفيدا في ثلاث مجلّدات أحسن فيه ما شاء، وألّف مختصرا في الأصول، وشرحه ومؤلّفا في علم الحديث، وانفرد بعد والده بالإفتاء والتّدريس بالأقطار المصريّة، ثمّ بعد وفاة شيخنا الشّهاب الشّويكيّ بالمدينة المنوّرة، وتلميذه العلّامة الشّيخ موسى الحجّاويّ بالشّام انفرد- فيما أعلم- في سائر أقطار الأرض، وقصد بالأسئلة من البلاد الشّاسعة كاليمن وغيره، وتصدّى لنفع المسلمين بالمدرسة الصّالحيّة بخطّ بين القصرين، مكان مسكنه بخلوة الحنابلة، وكانت أيّامه جميعا اشتغالا بالفتيا، أو بالتّدريس، أو بالتّصنيف، مع جلوسه في إيوان الحنابلة للقضاء، وفصل الأحكام، وربّما لمته في ذلك فيعتذر بفقره وكثرة العيلة، واستنابه والده في وظيفة أقضى القضاة حين توجّه السّلطان الغوري إلى مرج دابق، وحجّ قبل بلوغه صحبة والدته، وجاور بمكّة، ثمّ حجّ لقضاء الفرض في عام خمس وخمسين على غاية من التّقشّف والتّقلّل من زينة الدّنيا، وعاد مكبّا على ما هو بصدده من الفتيا والتّدريس، لانفراده بذلك، وبالجملة فلم يكن من يضاهيه في مذهبه، ولا من يماثله في

(1)

بعدها في «الدرر الفرائد» : «ثم أشرت عليه بشرحه فكتب عليه شرحا مفيدا في ثلاث مجلدات أحسن فيه ما شاء ورسمته بعد وفاته ب «منهل الإفادات» .».

أقول: شرحه الذي وقفت عليه اسمه: «معونة أولي النّهى شرح المنتهى» وهو موجود في المكتبة الأزهرية: 574 (47812) وغيرها.

ص: 855

منصبه، وكان قلمه أحسن من لفظه، وله في تحرير الفتاوى اليد الطّولى، والكتابة المقبولة/ على الوجه الصّحيح الأولى، وكان ربع فوائده بفضائله وفواضله مأهولا، ولطالما سمعت على والده بقراءته كتبا عديدة، جليلة مدّة سنوات مديدة، منها «المقنع» للشّيخ الموفّق ابن قدامة و «المحرّر» للمجد ابن تيميّة، وسمعت أنا وهو والشّهاب المقدسيّ غالب كتاب «الفروع» لابن مفلح بقراءة الشّهاب البهوتيّ، مع الملازمة لمنزل والده بحارة برجوان، وبدروس المدارس وغير ذلك من كتب الفقه والأصول وآلات ذلك، ولم يزل مكبّا بعد والده على تقرير مذهب الإمام أحمد، وتحريره على الوجه الأنبل الأحمد، إلى أن تمرّض خمسة عشر يوما بمرض الزّحير، وكانت وفاته عصر يوم الجمعة ثامن عشر صفر سنة 972 فتأسّف عامّة النّاس والفقهاء على وفاته، وأكثروا من التّرحّم عليه، ولم يخلف بعده مثله في مذهبه وخرج نعشه من المدرسة الصّالحيّة يوم السّبت تاسع عشر، وصلّى عليه ولده موفّق الدّين بالجامع الأزهر، ودفن بتربة المجاورين، بجوار قبر العلّامة الشّمس العلقميّ الشّافعيّ بوصيّة منه، قريبا من قبر الحافظ عبد الرّحيم العراقيّ صاحب «الألفيّة» في مصطلح الحديث، وكان قبل وفاته نزل عن تدريس المدارس لولده موفّق الدّين، وأجازه بالفتيا والتّدريس، وأجلسه بالجامع الأزهر، لإفادة الطّلبة، ولابنه الشّيخ وليّ الدّين، فاستمرّا على ذلك بعد وفاته، ثمّ سأل قاضي مصر وهو مريض بمكاتبة أن يفوّض لولده الكبير المدعو وليّ الدّين قضاء الصّالحيّة فأجابه إلى ذلك، ثمّ عزل بأخيه موفّق الدّين بعد أيّام يسيرة، ولهما أخ ثالث

ص: 856

بالغ لم تنبت لحيته

(1)

.

وقلت أرثي الشّيخ المترجم:

لمّا ثوى الشّيخ الإمام دفينا

أضحى الوجود بأسره محزونا

فقد التّقيّ الحنبليّ وقد غدا

بمصابه الإسلام يلطم عينا

واغبرّ وجه الحقّ عند وفاته

والدّين مصدوع يطيل غبونا

وغدت ربوع الفقه وهي دوارس

ومجالس التّدريس تندب حينا

يا قبره ما أنت إلّا روضة

حازت إماما زاكيا وفنونا

قد ضمّ هذا اللّحد نورا باهرا

وعلوم فقه حرّرت وسكونا

فسقى الإله عهاده صوب الرّضا

وأثابه عفوا وعلّيّينا

ص: 857

وقال في «الشّذرات»

(1)

: قال الشّعراويّ في «ذيله على طبقاته» : ومنهم سيّدنا مولانا الشّيخ، الإمام، العلّامة، الشّيخ تقيّ الدّين، ولد شيخنا شيخ الإسلام شهاب الدّين الشّهير ب «ابن النّجّار» صحبته أربعين سنة فما رأيت عليه ما يشينه في دينه، بل نشأ في عفّة، وصيانة، وعلم، ودين، وأدب، وديانة، أخذ العلم عن والده شيخ الإسلام، وعن جماعة من أرباب المذاهب المخالفة وتبحّر في العلوم حتّى انتهت إليه الرّئاسة/ في مذهبه، وأجمع النّاس أنّه إذا انتقل إلى رحمة الله مات بذلك فقه الإمام أحمد في مصر، وسمعت القول مرارا من شيخنا الشّيخ شهاب الدّين الرّمليّ، وما سمعته قطّ يستغيب أحدا من أقرانه ولا غيرهم، ولا حسد أحدا على شيء من أمور الدّنيا، ولا زاحم عليها، وولي القضاء بسؤال جميع أهل مصر، فأشار عليه بعض العلماء بالولاية، وقال: يتعيّن عليك ذلك، فأجاب مصلحة للمسلمين، وما رأيت أحدا أحلى منطقا، ولا أكثر أدبا مع جليسه منه، حتّى يودّ أنّه لا يفارقه ليلا ولا نهارا. وبالجملة فأوصافه الجميلة تجلّ عن تصنيفي، فأسأل الله تعالى أن يزيده من فضله علما وعملا وورعا، إلى أن يلقاه وهو عنه راض.

(1)

«شذرات الذّهب» : (8/ 390)، وفيات سنة 979 هـ قال:«أحمد بن شهاب الدين الفتوحي صاحب «المنتهى»

وهو خطأ ظاهر وهو- بلا شك- من أخطاء النساخ؛ لأن ابن العماد لا يجهله، وابن العماد نفسه من شراح «غاية المنتهى» كما سبق في ترجمته».

ص: 858

539 -

‌ محمّد بن أحمد بن عبد القادر

بن حسن بن محمّد، المحبّ، أبو الفضل الموصليّ، ثمّ الدّمشقيّ الأصل، القاهريّ.

قال في «الضّوء» ، ويعرف ب «ابن جناق» - بضمّ الجيم- وكان يزعم عن شيخنا أنّ الفتح أصوب، ثمّ نون خفيفة، وأخره قاف.

ولد ليلة النّصف من شعبان سنة 837 بالقاهرة ورام أهله أن يكون عقّادا فأقام عند بعض أربابها يسيرا، ثمّ تحوّل، وحفظ بعض القرآن، وجميع «العمدة» وكان يقول: إنّه حفظها في أربعين يوما، وأنّه عرضها على جماعة

539 - ابن جناق الموصليّ، (837 - 872 هـ):

هذه الترجمة كتبت على ورقة طيارة في نسخة المؤلّف لذا قال في موضعها: «في الورقة الملصقة» ويظهر أنها سقطت من الأصل، أو أن المصور لم يصوّرها ظنا منه أنها لا علاقة لها بأصل الكتاب، لكنّها مثبتة في كثير من النّسخ المنقولة عن الأصل فاستدركتها منها.

أخباره في «المنهج الأحمد» : (500)، و «مختصره»:(189)، و «التّسهيل»:(2/ 77).

وينظر: «الضّوء اللّامع» : (7/ 72)، «الشّذرات»:(7/ 316).

قال العليميّ: «كان من أهل الفضل، اشتغل ودأب، وقرأ على الشيخ تقي الدين ابن قندس- فيما بلغني- ثم على الشيخ علاء الدين المرداوي، وأذن له في الإفتاء وولاه قاضي القضاة عزّ الدين الكناني نيابة الحكم بالديار المصرية فباشر بعفة، وكان يلقى الدروس الحافلة، ويشتغل عليه الطلبة، ولما استخلفه القاضي عزّ الدين في سنة ست وستين وثمانمائة أنشد لنفسه- ورأيت بخطه-:

إلهي ظلمت النفس إذ صرت قاضيا

وأبدلتها بالضيق من سعة الفضا

وحملتها ما لا تكاد تطيقه

فأسألك التوفيق واللطف في القضا

ص: 859

منهم شيخنا، وأجاز له، وانتقل إلى الشّام في صفر سنة 853، فأقام بها سنة وأشهرا، وأكمل بها حفظ القرآن عند الفقيه عمر اللّؤلؤيّ الحنبليّ.

قال: وكنت أقرأ عليه كلّ يوم ربع حزب بداية، وانتفعت بملازمته حضّني على التّحنبل فحضرت دروس البرهان ابن مفلح، وكذا التّقيّ ابن قندس، ولزمته حتّى سمعت عليه «المقنع» و «المحرّر» و «الخرقيّ» إلّا يسيرا منه، وأنّه قرأ على الشّمس السّيليّ الحنبليّ في الحساب، ثمّ عاد إلى القاهرة في آخر سنة 54 فحفظ بها أيضا «التّسهيل» في الفقه لابن البارسلار البعليّ و «الهداية» في علوم الحديث لابن الجزريّ، وبحث فيها على الزّين قاسم الحنفيّ، وأخذ الفقه يسيرا على الرّزّاز المتبوليّ، والعزّ الكنانيّ، ولازمه واشتغل بغيره يسيرا، فحفظ دروسا في العربيّة عند التّقيّين الشّمنيّ والحصنيّ، وفي الأصول عند ابن الهمام، والجلال المحلّيّ، وأبي الفضل المغربيّ، وقرأ في الفرائض على السّيّد عليّ .. «الفصول» و «النّزهة» في الحساب كلاهما لابن الهائم، وجالس الشّهاب الحجازيّ في الآداب، وانتفع بيحيى الطّشلاقي في فنون كثيرة، وطلب الحديث وقتا، ودار على متأخّري الشّيوخ فسمع جملة، وأجاز له غير واحد، وكتب بخطّه الطّباق، ورام محاكاة ابن ناصر الدّين في خطّه كالخيضريّ، وأذن له المرداويّ والجراعيّ في التّدريس والإفتاء بل كتب قاسم الحنفيّ تحت خطّه في بعض الفتاوي، وكذا أذن له العزّ الكنانيّ حيث علم من نّفسه التّأهّل لذلك، وتنزّل في صوفيّة الشّيخونيّة، وهي أوّل وظائفه، ثمّ الأشرفيّة والبيبرسيّة وغيرهما، وولي إعادة المنصوريّة والحاكم وبعد حفيد ابن الرّزّاز إفتاء دار العدل، وتدريس الفقه بالقراسنقريّة،

ص: 860

والمنكوتمريّة، وناب في القضاء عن شيخه العزّ، وامتنع عن التّعاطي على الأحكام، وأقرأ الطّلبة، وكذا أفتى خصوصا بعد وفاة النّور الشّيشينيّ، وكان فاضلا، ذكيّا، مستحضرا لكثير من فروع المذهب، ذائقا للأدب، حريصا على التّصميم في الأحكام، وإظهار الصّلابة، وتحرير العدل، مع قوّة نفس، وإقدام، وإظهار تجمّل، مع تقلّل واحتشام، ولطف عشرة، وتواضع، وميل للمماجنة مع من يختاره، وقد حجّ، وجاور بمكّة بعض سنة، وكتب عنه صاحبنا ابن فهد من نظمه يسيرا.

مات في عاشر شوّال سنة 872، وصلّى عليه في مشهد حسن، ودفن بحوش البغاددة بتربة السّلامي بالقرب من ضريح المحبّ بن نصر الله، وأثنى النّاس عليه جميلا، وأظهروا العزاء والتّأسّف على فقده، وممّا أنشدني من نّظمه محبوك الطّرفين.

ووصل الّذي أهواه من بعد بعده

وساقي مع ساقيه لمّا أن التووا

ووجنته مع ثغره وعذاره

وطرّته مع مقلتيه وما حووا

وودّي ولهفي لا سلوت ولا سلا

فؤادي ولبّي والحشا عامدا شووا

ص: 861

540 -

‌ محمّد بن أحمد بن الفقيه عثمان

بن عمر بن عثمان الدّمشقيّ الصّالحيّ ويعرف ب «شقير» .

قال في «الضّوء» : ولد سنة 775 - تقريبا- وذكر أنّه سمع بجامع بني أميّة من المحبّ الصّامت، وابن السّراج واستجازه صاحبنا ابن فهد.

مات في سنة ( .... ).

541 -

‌ محمّد بن أحمد بن عليّ بن محمّد

بن التّقيّ أبي الفضل سليمان بن حمزة ابن أحمد بن عمر بن الشّيخ الإمام أبي عمر، الشّمس أبو عبد الله، ابن النّجم، ابن الفخر، ابن النّجم، ابن العزّ المقدسيّ الصّالحيّ، نزيل القاهرة، ويعرف ب «الخطيب بن أبي عمر» .

قال في «الضّوء» : ولد في عشيّة عيد الفطر سنة 805 بصالحيّة دمشق،

540 - شقير، (775 - ؟):

أخباره في «الضّوء اللامع» : (7/ 3).

بضم الشين المعجمة، وفتح القاف، وسكون الياء التحتية. «معجم ابن فهد»:

376.

* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- محمد بن أحمد بن علي بن إبراهيم المهمازي (ت 926 هـ):

يراجع: «النّعت الأكمل» : (100).

541 -

ابن الخطيب، (805 - 899 هـ):

من آل قدامة.

أخباره في «المنهج الأحمد» : (518)، و «مختصره»:(196).

وينظر: «الضّوء اللامع» : (7/ 9)، و «الشّذرات»:(7/ 362).

ص: 862

ونشأ بها، فقرأ القرآن على إبراهيم الخفّاف الحنبليّ، أحد الصّلحاء، وحفظ «الخرقيّ» وغيره، وقال: إنّه قرأ الفقه على زوج أمّه أبي شعر وغيره بدمشق، وعلى المحبّ بن نصر الله بالقاهرة، وأنّه سمع على عائشة ابنة ابن عبد الهادي في «السّيرة» بقراءة ابن موسى، زاد غيره من الطّلبة أنّه وقف على سماعه عليها بقطعة من «ذمّ الكلام» للهرويّ بقراءة ابن موسى أيضا، وأنّه سمع على الجمال بن الشّرائحيّ، والشّهاب بن حجّيّ، وممّا سمعه على الأوّل الجزء الأوّل من «مشيخة الفخر» وقدم القاهرة مرارا، أوّلها سنة 27، وسمع بها في صفر سنة 45 بحضرة البدر البغداديّ على ابن ناظر الصّاحبة، وابن الطّحّان، وابن بردس، وكذا حجّ، وجاور غير مرّة، وأقام سنة 20 مع زوج أمّه، ثمّ في سنة 28، وسمع على الجزريّ في «مسند أحمد» ومن ذلك «الختم» ، وعلى عائشة الكنانيّة «عارية الكتب» لليزديّ، وناب في القضاء ببلده عن ابن الحبّال، ثمّ بالقاهرة عن العزّ البغداديّ فمن بعده، وجلس بحانوت القصر وقتا، وأضيف إليه بعد موت الشّرف بن البدر البغداديّ قضاء العسكر، ثمّ بعد موت البدر نفسه تصدّر بجامع عمرو، وجهة يقال له: بلاطة بنابلس، وولي خطابة الجامع الجديد بمصر والإمامة به، وإعادة بالمنصوريّة، واستيفاء جامع طولون، وصار يكثر الخلطة بأهل المناوأة لذلك، والإقامة عندهم، وابتنى هناك مكانا، والتّصوّف بالبرقوقيّة/ بل تحدّث باستقراره في القضاء عقب موت البدر المشار إليه، ثمّ ترشّح لها أيضا في أيّام العزّ الكنانيّ، فكفّ الجمالي ناظر الخاصّ السّلطان من ولايته، وعرّفه بمكانته، وكذا بعد موته لذلك فما تهيّأ، وتألّم جدّا، وقد كتب بخطّه الكثير ك «تاريخ ابن كثير»

ص: 863

و «طبقات الحفّاظ للذّهبي» و «المغني لابن قدامة» و «الفروع لابن مفلح» وربّما أفتى بأخرة، وهشّ وانجمع، ورغب عن الاستيفاء وغيره، وتردّد إليه صغار الطّلبة للسّماع بحيث حدّث بمسموعه «ذمّ الكلام» وغير ذلك، وكتب على الاستدعاءات، وكنت ممّن حدّث بحضرته بأشياء من جملتها مسموعه «ذمّ الكلام» .- انتهى-.

قال الشّيخ جار الله: أقول: وقد عمّر حتّى قارب المائة كما ذكره شيخنا المؤلّف في تاريخه «وجيز الكلام»

(1)

.

ومات بعد أن عجز وانقطع في خامس عشر ذي القعدة سنة 899 بالقاهرة.- انتهى-.

قال ابن طولون: ونزل النّاس بموته درجة؛ لأنّه تفرّد في آخر عمره بالرّواية عن عائشة بنت محمّد بن عبد الهادي. وكانت له جنازة عظيمة.

542 -

‌ محمّد بن أحمد بن عليّ بن أحمد البعليّ

ويعرف ب «ابن حبيب» .

542 - ابن حبيب البعليّ، (824 - في حدود 870 هـ):

أخباره في «الجوهر المنضّد» : (153)، و «المنهج الأحمد»:(487)، و «مختصره»:(181) وهو فيه «محمد بن حبيب» .

ويراجع: «الضّوء اللامع» : (7/ 10) عن البقاعي.-

(1)

يراجع: وجيز الكلام نسخة دار الكتب المصرية.

وحدثني شيخنا حمد الجاسر- حفظه الله- أن في مكتبة الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله الخاصة في الرّياض نسخة جيّدة منه. (ط) الجزء الأول منه.

ص: 864

قال في «الضّوء» وهو لقب أبيه، ولد في مستهلّ شعبان سنة 824 ببعلبكّ، ونشأ بها.

مات في حدود سنة 870. قاله البقاعيّ.

543 -

‌ محمّد بن أحمد بن عليّ بن عبد الله

بن أبي الفتح بن هاشم بن إسماعيل ابن إبراهيم بن نصر الله بن أحمد، الشّمس، أبو عبد الله، ابن الشّهاب أبي العبّاس، ابن العلاء، الكنانيّ، الرّمليّ، العسقلانيّ، القاهريّ، ويعرف أوّلا ب «الرّمليّ» ثمّ ب «الدّمشقيّ» .

قاله في «الضّوء» . وقال: ولد في صفر سنة 744 بالرّملة، وانتقل وهو صغير إلى مصر فحفظ القرآن و «المقنع» وحضر دروس القاضي موفّق الدّين،

- وما زال الاضطراب يكتنف هذه الترجمة في هذه المصادر؟! وهي بحاجة إلى مزيد من التثبت.

543 -

ابن نصر الله الكنانيّ الرّمليّ المعروف ب «الشّاميّ» ، (744 - 831 هـ):

من آل نصر الله الكنانيين العسقلانيين المصريين.

أخباره في «المنهج الجلي» : (114، 165)، و «إنباء الغمر»:(3/ 412)، و «معجم ابن حجر»:(272)، و «الضّوء اللامع»:(7/ 14).

قال الحافظ ابن حجر: «وكان جلدا قويا، يمشي- وقد جاوز الثمانين- من بين القصرين إلى الشيخونية ليحضر وظيفة التّصوف والدرس، ويلازم دروسه في الطلب يمشي علىرجليه، ويقضي حوائجه وحوائج الناس بنفسه، ولم يكن ماهرا في العلم، ولا متصونا في الدين، ولا متثبّتا في الحكم، وكان على ذهنه ماجرايات طريفة، وتعصب على مجد الدين سالم لما عزل من الحكم، وقام مع ابن المغلي قياما عظيما، حتى كان يخدمه بنفسه في جميع ما يحتاج إليه، حتى في شراء زيت القنديل يتعاطاه بنفسه. مات في ثاني عشري شعبان سامحه الله تعالى» .

ص: 865

ولازم ابن عمّه القاضي ناصر الدّين نصر الله بن أحمد بن محمّد بن أبي الفتح وخدمه، ثمّ أولاده، وسمع على العروضيّ «مسند أحمد» إلّا اليسير منه و «مشيخة الفخر بن البخاريّ» و «رباعيّات التّرمذيّ» ، وعلى أبي الحرم القلانسيّ «ذيل مشيخته» تخريج العراقيّ و «الحربيّات» الخمسة ما عدا أوّلها و «جزء الآثار» وهو الأوّل من حديث الزّهريّ، وعلى العزّ بن جماعة «الأدب المفرد» للبخاريّ، وعلى الجمال بن نباتة «السّيرة لابن هشام» وعلى المحبّ الخلاطيّ «سنن الدّارقطنيّ» بفوت، وسمع من آخرين، وأجاز له خلق، واجتمع بابن شيخ الجبل حين قدم القاهرة، وسمع كلامه، وحدّث بالكثير بالقاهرة ومكّة وغيرهما، وسمع منه خلق كشيخنا، وابن موسى، والآبيّ، وفي الأحياء سنة 95 بعض من سمع منه، وتفرّد في الدّنيا بسماعه من العروضيّ، وناب في القضاء مدّة، وصار عين النّوّاب وأكبرهم، وحجّ، وجاور، وكان شيخا، مفيدا، حافظا ل «المقنع» ، مذاكرا به.

قال شيخنا: قرأت عليه، وأجاز لأولادي.

مات في شعبان سنة 831.

544 -

‌ محمّد بن أحمد بن عليّ بن محمود

بن نجم بن ظاعن بن دغير، الهلاليّ، الشّيخيّ/- نسبة لشيخ الحديد

(1)

من معاملات حلب-

544 - ابن نجم الشيخي المعروف ب «ابن الجذر» ، (810 - 893 هـ):

أخباره في «الضّوء اللامع» : (7/ 21)، وعنه في «التّسهيل»:(2/ 94).

(1)

«معجم البلدان» : (3/ 379).

ص: 866

الحمويّ، ثمّ الدّمشقي، أخو عليّ وعمر الماضيين

(1)

. ويعرف ب «ابن الجذر» ، وب «إمام قائم» .

قاله في «الضّوء» ، وقال: ولد سنة 810 بالشّيخ، وانتقل إلى حماة، فحفظ القرآن وكتبا، وأخذ عن البرهان بن البحلاق، وناصر الدّين اليونيني البعليّين، وغيرهما، واعتنى بالقراءات فأخذها من غير واحد بعدّة أماكن، وقال: إنّه تلا الفاتحة فقط على ابن الجزريّ، وسمع الحديث على العلاء بن بردس والشّمس بن الأشقر الحمويّ، وجماعة، وحجّ، وجاور، وزار بيت المقدس، ودخل الرّوم، وكذا القاهرة مرارا، ثمّ استوطنها، وأمّ فيها قانما التّاجر وعرثم

(2)

خير بيك الظّاهري خشقدم. وتصدّر، وأقرأ فأخذ عنه جماعة منهم الشّمس النّوبيّ، وقصدني غير مرّة، وأخبرني أنّه ولي بعض التّدريس بجامع بني أميّة، وأنّه ناب في القضاء عن البرهان ابن مفلح، ثمّ انفصل عن القاهرة، وبلغني الآن أنّه ينوب عن النّجم والد البرهان، وأنّه توجّه في بعض السّنين قاضيا، على الرّكب الشّاميّ، وهو مستحضر للقراءات، مشارك في غيرها في الجملة، خبير بعشرة الرّؤساء، في سمعه ثقل، وفي ثقله تزيّد، وقال لي: إنّه رأى أخاه عليّا الماضي بعد موته وسأله: ما فعل الله بك؟ فقال:

عاملني بحلمه وكرمه، وغفر لي بحرف من القرآن من رواية ابن عامر، وأنّ

(1)

هذا كلام السخاوي في «الضّوء اللامع» ، وكان على المؤلّف- رحمه الله أن لا ينقل هذا؛ لأنه لم يترجم لهما؛ لأنهما شافعيان. الأول في «الضّوء»:(5/ 175)، والثاني فيه أيضا:(6/ 69).

(2)

كذا في الأصل.

ص: 867

التّقيّ ابن قاضي شهبة كتب هذا المنام عنه.

مات في رمضان سنة 893 بدمشق.- انتهى-.

وذكره ابن طولون في «سكردانه» ، وقال: إنّ ميلاده سنة 840 وبينه وبين ما في «الضّوء» تفاوت كثير فالله أعلم.

545 -

‌ محمّد بن أحمد بن عليّ، الشّمس القاهريّ

الحسينيّ، ويعرف ب «الغزوليّ» .

قال في «الضّوء» : ولد سنة 778، بالقاهرة ونشأ بها، فحفظ القرآن وجوّده على الشّمس ابن الأعمى، قال: وكان تاجرا، متقدّما في القراءات، والفخر البلبيسيّ الإمام، وحفظ كتبا منها «ألفيّة ابن مالك» وقرأ في النّحو على عبد الحقّ، ولم ينسبه، وفيه وفي المنطق والمعاني والبيان والحكمة على المجد إسماعيل الرّومي، نزيل البيبرسيّة وفي الفقه على البرهان الصّوّاف، ولازم ابن زقاعة في أشياء، وعرض عليه «الألفيّة» وكتب له الإجازة نظما، رواه لي عنه، وكان أحد صوفيّة البيبرسيّة ممّن ينسب لعلم الحرف، ولذا لم يكن بالرّضيّ وكأنّه لذلك اختصّ بالشّيخ محمّد بن سلطان القادريّ، فقد كان أيضا يذكر به، وحجّ، ودخل الشّام لأجل تركة أبيه، وزار بيت المقدس، واقتنى كتبا في فنون، مع مشاركته في الجملة وسكون.

مات بعد تعلّله نحو ثلاث سنين في ربيع الأوّل سنة 858، وهو جدّ الشّمس محمّد بن بيرم الحنبليّ لأمّه.

545 - شمس الدّين الغزولي، (778 - 858 هـ):

أخباره في «الضّوء اللامع» : (7/ 23).

ص: 868

546 -

‌ محمّد بن أحمد بن عليّ البهوتيّ

، الشّهير بالخلوتيّ، المصريّ.

قال المحبّيّ: العالم، العلم، إمام المنقول والمعقول، المفتي، المدرّس، ولد بمصر وبها نشأ، وأخذ الفقه/ عن العلّامة عبد الرّحمن 199/ البهوتي، تلميذ الشّمس محمّد الشّاميّ، ولازم خاله العلّامة منصور البهوتيّ، وأخذ العلوم العقليّة من الشّهاب الغنيميّ الشّافعيّ، وبه تخرّج وانتفع، واختصّ بعده بالنّور الشّبراملسيّ الشّافعيّ، ولازمه فكان لا يفارقه في دروسه من العلوم النّظريّة، وكان يجري بينهما في الدّرس محاورات ونكات دقيقة، لا يعرفها من الحاضرين إلّا من كان من أكابر المحقّقين، وكان الشّبراملسيّ يجلّه، ويثني عليه، ويعظّمه، ويحترمه، ولا يخاطبه إلّا بغاية التّعظيم، لما هو عليه من الفضل، ولكونه رفيقه في الطّلب، ولم يزل ملازما له حتّى مات، وكتب كثيرا من التّحريرات، منها تحريراته على «المنتهى» وجرّدت بعد موته من هوامش نسخته فبلغت «حاشية الإقناع» اثني عشر كرّاسا و «حاشية المنتهى» أربعين كرّاسا. وله شعر منه قوله:

كأنّ الدّهر في خفض الأعالي

ورفع للأسافلة اللّئام

546 - البهوتي الخلوتيّ، (؟ - 1088 هـ):

أخباره في «النّعت الأكمل» : (238)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(112)، و «التّسهيل»:(2/ 159).

وينظر: «مشيخة أبي المواهب» : (49)، و «خلاصة الأثر»:(3/ 390)، و «الأعلام»:(6/ 12).

ص: 869

فقيه عنده الأخبار صحّت

بتفضيل السّجود على القيام

يشير إلى أنّ كثرة السّجود أفضل من القيام بناء على مذهب الحنابلة.

وقوله:

سمحت بعد قولها لفؤادي

ذب أسى يا فؤاده وتفتّت

ونجا القلب من حبائل هجر

نصبتها لصيده ثمّ حلّت

وكانت وفاته بمصر بعد نصف ليلة الجمعة تاسع عشر ذي الحجّة سنة 1088.- انتهى-.

وكان- رحمه الله سديد البحث، مديد التّقرير، أكيد التّحرير، بديع التّدقيق والتّحقيق، أبدى غرائب الأبحاث، وحرّر «المنتهى» قراءة وإقراء، واعتنى به اعتناء بليغا، وجلس للإقراء، فانتفع به الحنابلة خصوصا بعد خاله المذكور، فإنّه تصدّر للتّدريس والإفتاء في مكانه، وله تحقيق في غير الفقه، وكتب هوامش جليلة على «شرح الألفيّة للأشمونيّ» جرّدت في مجلّد، وينقل عنها محشّو الأشموني كالصّبّان وغيره، وله نظم رسالة الوضع وشرحها، سمّاه «لذّة السّمع» ونظم كثيرا من القواعد الفقهيّة وغيرها، وجرّد هوامش شيخه الغنيميّ على «شرح إيساغوجي» في المنطق في سبع كراريس.

ص: 870

547 -

‌ محمّد بن أحمد بن عليّ الفاكهيّ

، المكّيّ، أبو السّعادات، الإمام العلّامة.

قال في «الشّذرات» : ولد سنة 923 وقرأ في المذاهب الأربعة فكانت له اليد الطّولى، وتفنّن في العلوم، ومن شيوخه الشّيخ أبو الحسن البكريّ، والشّيخ ابن حجر الهيثميّ، والشّيخ محمّد الحطّاب في آخرين من أهل مكّة المشرّفة، وحضرموت، وزبيد يكثر عددهم بحيث يزيدون على التّسعين، وأجازوه، وحفظ «الأربعين النّوويّة» و «العقائد النّسفيّة» و «المقنع» في فقه الحنابلة و «جمع الجوامع» الأصوليّ و «ألفيّة ابن مالك» و «تلخيص المفتاح» وغير ذلك، وقرأ للسّبعة، ونظم، ونثر/ وألّف تآليف مفيدة، فمنها «نور الأبصار شرح مختصر الأنوار» في فقه الشّافعيّ، ورسالة في اللّغة، وغير ذلك. ورزق الحظوة في زمنه. وكان جوادا، سخيّا، ولذلك كان كثير الاستقراض، وكانت تغلب عليه الحدّة، ودخل الهند، وأقام بها مدّة مديدة،

547 - أبو السّعادات الفاكهيّ المكّيّ، (923 - 982 هـ):

أخباره في «النّعت الأكمل» : (154)، و «التّسهيل»:(2/ 142).

وينظر: «شذرات الذّهب» : (8/ 427)، و «النّور السّافر»:(407)، و «مختصر نشر النّور والزّهر»:(471)، و «الأعلام»:(6/ 7)، و «معجم المؤلّفين»:(8/ 298).

وله أخوان من أهل العلم والفضل هما: عبد الله، وعبد القادر ذكرهما العيدروس وذكر أنّ كلّ واحد منهم مات قبل الآخر بعشر سنين فكان أولهم موتا عبد الله وآخرهم محمّد.

ولا أدري هل هما حنبليان كأخيهما؟! لذا لم أستدركهما.

ص: 871

ثمّ رجع إلى وطنه مكّة سنة 957، وفي ذلك العام زار النّبيّ صلى الله عليه وسلم

(1)

ثمّ حجّ في السّنة الّتي تليها، ثمّ عاد إلى الهند فمات بها ليلة الجمعة حادي عشر جمادى الآخرة سنة 982.

548 -

‌ محمّد بن أحمد بن عمر بن عبد الله بن عمر

بن عوض، صدر الدّين بن القاضي تقيّ الدّين، ابن القاضي عزّ الدّين، المقدسيّ، ثمّ المصريّ.

قال في «الدّرر» : سمع من العماد محمّد بن إبراهيم بن عبد الواحد المقدسيّ، وتقيّ الدّين عبد الله بن أحمد بن تمّام، وغيرهما، ودرّس للحنابلة بالمنصوريّة وغيرها، وكان حسن الشّكل، متواضعا، وكان يعتني بالخيل لمّا كان أبوه قاضيا حتّى اجتمع له ستّون رأسا، وله عدّة خدم، حتّى يقال: إن ذلك كان سبب عزل أبيه. مات في خامس عشر ذي القعدة سنة 761.

548 - ابن عوض المصريّ، (؟ - 761 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 363)، و «المنهج الأحمد»:(456)، و «مختصره»:(151).

وينظر: «تاريخ ابن قاضي شهبة» ؛ وفيات سنة 761 هـ. و «الدّرر الكامنة» : (3/ 434)، و «الشّذرات»:(6/ 196).

قال ابن قاضي شهبة: «سمع الحديث من العماد شمس الدّين ابن العماد، والتقيّ ابن تمام وغيرهما، ودرس بالمنصورية، وبجامع الحاكم، ودرّس الحديث

وكان حسن الشّكل مع تواضع وحسن كتابة، ولما كان والده بمصر رأى من الجاه ما لم يره غيره من أولاد القضاة، وبسببه كان عزل والده

».

(1)

انظر التعليق على الترجمة رقم 71.

ص: 872

549 -

‌ محمّد بن أحمد بن عمر بن أبي عمر

، عزّ الدّين بن عزّ الدّين بن عزّ الدّين.

قال في «الإنباء» : سمع «مشيخة الكاشغري» على الحجّار، وحدّث.

ومات سنة 776.

550 -

‌ محمّد بن أحمد بن محمّد بن الشّيخ أحمد

بن المحبّ عبد الله، المقدسيّ، ثمّ الصّالحيّ.

549 - ابن أبي عمر، (؟ - 776 هـ):

من آل قدامة المقادسة.

أخباره في «إنباء الغمر» : (1/ 90)، و «الدّرر الكامنة»:(3/ 435).

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- محمد بن أحمد العروفي «العويرفي» .

يراجع: «المنهج الأحمد» : (480)، و «مختصره»:(176).

- ومحمد بن أحمد بن محمّد بن حسن القصيّر الأشيقريّ النّجديّ التّميميّ (1139 هـ).

يراجع: «علماء نجد» : (1139).

550 -

ابن المحبّ، (751 - 803 هـ):

أخباره في «ذيل التقييد» : (20)، و «إنباء الغمر»:(2/ 184)، و «الضّوء اللامع»:(7/ 45).

قال الفاسيّ: «محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن المحبّ عبد الله بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم المقدسيّ الصّالحيّ، محبّ الدّين، ويقال: شمس الدّين المعروف ب «ابن المحبّ» الواعظ. سمع على عمر بن أميلة «جامع التّرمذي» سنة ستّ وستين وسبعمائة و «مشيخة الفخر بن البخاري» تخريج ابن الظّاهري في السّنة-

ص: 873

قال في «الإنباء» : سمع- بعناية أبيه- من ابن الخبّاز وغيره، وكان يعمل المواعيد.

مات في سلخ رمضان سنة 803 عن ثلاث وخمسين سنة.

551 -

‌ محمّد بن أحمد بن محمود النّابلسيّ، ثمّ الصّالحيّ

.

- المذكورة، وسمع قبل ذلك بعناية أبيه جزء «الحسن بن عرفة» على محمّد بن إسماعيل بن الخبّاز الأنصاري. وكان يعمل المواعيد، وله شهرة عند الناس، وكان جيّدا [ولد] في سنة إحدى وخمسين وسبعمائة. مات في سلخ رمضان سنة ثلاث وثمانمائة بصالحيّة دمشق».

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- محمّد بن أحمد بن محمّد بن منيف القاضي الأشيقري النّجديّ (ت بعد 976 هـ).

يراجع: «علماء نجد» : (3/ 791).

551 -

النّابلسيّ الصّالحيّ، (في حدود 740 - 805 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 366)، و «الجوهر المنضّد»:(152)، و «المنهج الأحمد»:(473)، و «مختصره»:(170)، و «التّسهيل»:(2/).

ذكره العليميّ مع مجموعة من العلماء ثم قال: (سمعوا جميعا على الشّيخ شمس الدّين بن عبد القادر وأجازهم في شهر ربيع الأول سنة سبع وستين وسبعمائة بالجامع الغربي بنابلس).

وينظر: «إنباء الغمر» : (2/ 250)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(235)، و «الدّليل الشّافي»:(2/ 593)، و «الضّوء اللامع»:(7/ 107)، و «الدّارس»:(2/ 46)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 498)، و «قضاة دمشق»:(287)، و «الشّذرات»:(7/ 52).

قال الحافظ ابن حجر- رحمه الله: «ثم دخل مع التّمرية في أذى الناس-

ص: 874

قال في «الضّوء» : ولد في حدود الأربعين وسبعمائة بنابلس، ونشأ بها، فتعانى الخياطة، ثمّ اشتغل فيها على الشّمس ابن عبد القادر، وقدم دمشق بعد السّبعين، وحضر دروس أبي البقاء، واشتغل بالفقه والعربيّة وغيرها، وشهد عند القضاة، واشتهر فصار يقصد بالاشتغال، بحيث استقرّ كبير الشّهود، ثمّ وقع بينه وبين العلاء بن المنجّى فسعى عليه في القضاء فولي سنة 96، واستمرّ القضاء نوبا بينهما، ثمّ دخل مع التّمرية في أذى النّاس، ونسبت إليه أمور منكرة حكم بفسقه من أجلها، وقدّر أخذهم له أسيرا معهم إلى أن نجا من بغداد، ورجع إلى دمشق في غرّة محرّم سنة 4 فلم يبال بالحكم، بل سعى في العود إلى القضاء فأجيب بعد صرف تقيّ الدّين أحمد بن المنجّى، ولم يلبث إلّا أيّاما يسيرة حتّى مات في المحرّم سنة 805.

ولم يكن مرضيّا في الشّهادة ولا في القضاء، وهو أوّل من أفسد أوقاف دمشق، / وباع أكثرها بالطّرق الواهية، ذكره شيخنا في «إنبائه» والمقريزيّ في «عقوده» .- انتهى-.

- ونسب إليه أمور كثيرة، وأخذ أسيرا معهم، فهرب من بغداد، وكانوا قد حكموا بفسقه لما تعاطاه مع التّمرية من الأمور المنكرة فعاد في المحرّم سنة أربع فلم يبال بذلك، وسعى في القضاء فعزل به تقيّ الدّين ابن المنجّى، ومات بعده بأيام يسيرة، ولم يكن مرضيا بالشّهادة ولا في القضاء، وهو أول من أفسد قضاء دمشق وباع [أوقافها] أكثرها بالطّرق الواهية».

ونقل ابن عبد الهادي عن ابن حجّي مثل ذلك، وفي «الدّارس»:«ونسب إليه السّعي في أذى النّاس، وأخذ أموالهم» عفا الله عنه.

التّمريّة: المقصود بهم جيش تيمور لنك وأعوانه ودخولهم دمشق سنة 803 هـ.

ص: 875

أقول: ذكر مؤلّف «خروج تيمور» وهو القاضي العلّامة البليغ شهاب الدّين أحمد بن محمّد المعروف بابن عربشاه الأنصاريّ الدّمشقيّ أنّ ممّن خرج إلى تيمور في منازلته دمشق لتقرير الصّلح القاضي شمس الدّين محمّد النّابلسيّ الحنبليّ، وأنّ تيمور سألهم عن مسائل منها: هل درجة العلم أعلى أو درجة النّسب؟ فأحجموا عن الجواب خوفا فأجاب القاضي شمس الدّين النّابلسيّ وهو متهيّئ للشّهادة بأن قال: شرف العلم أعلى من شرف النّسب، والدّليل في هذا جليّ وهو إجماع الصّحابة على تقديم أبي بكر على عليّ في كلام طويل.

552 -

‌ محمّد بن أحمد بن مسلم الشّمس الباهيّ

.

هكذا في «الإنباء» فيمن توفّي سنة 801، وبيّض له وتبعه في «الضّوء» ولم يزد حرفا.

553 -

‌ محمّد بن أحمد بن معالي

، الشّمس الحبتّيّ- بمهملة ثمّ موحّدة مفتوحتين ثمّ مثنّاة مشدّدة- ورأيت من أبدل الموحّدة ميما وقال: إنّه الصّواب.

552 - ابن مسلّم الباهيّ، (؟ - 801 هـ):

أخباره في «إنباء الغمر» : (2/ 83)، وفيه:«النّاهي» ، و «الضّوء اللامع»:(7/ 107).

553 -

شمس الدّين الحبتّيّ، (745 - 825 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 367)، و «المنهج الأحمد»:(482)، و «مختصره»:(177)، و «التّسهيل»:(2/).

وينظر: «معجم ابن حجر» : (374)، و «إنباء الغمر»:(3/ 291)، و «النّجوم-

ص: 876

كذا في «الضّوء» وقال في «الشّذرات» : إنّه بإسكان الباء الموحّدة: نسبة إلى حبتة بنت مالك بن عمرو بن عوف، وزاد في نسبته الزّراتبتيّ الدّمشقيّ.

ثمّ قال في «الضّوء» : ولد في ربيع الأوّل سنة 745 بدمشق، وسمع بها من متأخّري أصحاب الفخر كابن أميلة، وكذا أسمع من العماد ابن كثير وغيره، وتفقّه بابن قاضي الجبل، وابن رجب وغيرهما، وتعانى الأدب فمهر به، وكان فاضلا، مستحضرا، مشاركا في الفنون، وقدم القاهرة في رمضان سنة 804 فقطنها حتّى مات، وناب بها في الحكم، وجلس في بعض المجالس، وقصّ على النّاس في عدّة أماكن، بل حدّث ببعض مسموعاته، كلّ ذلك مع محبّته في جمع المال، ومكارم الأخلاق، وحسن الخلق، وطلاقة الوجه، وجميل المحاضرة، والخشوع التّامّ، سيّما عند قراءة الحديث، بل كان حسن القراءة يطرب إذا قرأ؛ لطراوة صوته، وحسن نغمته، عارفا بقراءة الصّحيحين، مجيدا عمل المواعيد. قاله شيخنا في «إنبائه» .

- الزّاهرة»: (15/ 113)، و «الدّليل الشّافي»:(2/ 595)، و «السّلوك»:(4/ 2/ 226)، و «الضّوء اللامع»:(7/ 107)، و «الشّذرات»:(7/ 171)، وأرخ السّخاوي وفاته سنة 824 هـ.

قال الحافظ ابن حجر: «سمع بدمشق من متأخري أصحاب الفخر، ومهر في الفنون وقرأ البخاري مرارا، ودخل القاهرة سنة ثلاث مات في المحرّم سنة خمس وعشرين.

سمعت بقراءته من «الصّحيح» مرارا، واستفدت منه أشياء كثيرة، وقد ناب في الحكم مدة، وتكلّم على النّاس، وأجاز في استدعاء ابني محمّد».

ص: 877

قال: وسمعنا بقراءته «الصّحيح» في القلعة في عدّة سنين، وكان قد اتّصل بالمؤيّد حتّى صار ممّن يحضر مجلسه من الفقهاء، واستقرّ به في قراءة «الصّحيح» في رمضان، وسمعنا من مباحثه وفوائده ونوادره وما جرياته، وكان ينقل عن شيخه ابن كثير الفوائد الجليلة، وولي بالقاهرة مشيخة الغرابية بجوار جامع بشتك، والخرّوبية بالجيزة، ولّاه إيّاها المؤيّد حين استجدّها، وبها مات فجأة؛ فإنّه اجتمع بي في يوم الثّلاثاء سادس عشر المحرّم فهنّأني بالقدوم من الحجّ ثمّ رجع إليها في آخر يوم الأربعاء، فمات بها وقت العشاء/ ليلة الخميس ثامن عشر سنة 824، وقد أكمل السّبعين، وحمل إلى القرافة فدفن بها، وكان لا يتصوّن بحيث قرأت في حوادث سنة 802 من تاريخ ابن حجّي ما نصّه: وقع في ذي القعدة حريق بدمشق فانتهى إلى طبقة بالبرّاقية هي بيد صاحب التّرجمة ولم يكن سكنها فوجدوا بها جرارا ملأى خمرا فكثرت الشّناعة عليه عند تنم النّائب، قال شيخنا: وكنت تلك الأيّام بدمشق، وبلغني أنّه شنّعوا عليه، وأنّه بريء من ذلك، وبعضهم كان ينكر عليه ويتّهمه، وأمرهم إلى الله، وذكره شيخنا في «معجمه» وقال: أجاز لابني محمّد، وكذا ذكره المقريزيّ في «عقوده» وغيرها. وابن فهد في «معجمه» وكان يقرأ عند التّلوانيّ الحديث مع كونه أفضل منه.

ص: 878

554 -

‌ محمّد بن أحمد بن معتوق بن موسى

بن عبد العزيز، أمين الدّين الكركيّ الأصل، الدّمشقيّ، الصّالحيّ.

قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن الكركيّ» ولد- تقريبا- سنة 777، وذكر أنّه سمع على الشّهاب بن العزّ، والبهاء رسلان الذّهبيّ، والزّين ابن ناظر الصّاحبة، وفرج الشّرفيّ، والشّمس النّابلسيّ الملقّب ب «الدّبس والطّحينة» والعماد أبي بكر بن يوسف الخليلي الحنبليّ، وحدّث، وسمع عليه ابن فهد وغيره كالعلاء المرداويّ، وقال: إنّه كانت له مسموعات كثيرة، وكان محدّثا متقنا وأجاز لي سنة 50 - انتهى-.

وكان محدّثا فاضلا ثقة.

مات في جمادى الأولى سنة 851، ودفن بسفح قاسيون.

555 -

‌ محمّد بن أحمد بن منصور

، محيي الدّين الطّرابلسيّ، أخو عثمان الماضي.

قال في «الضّوء» حفظ القرآن وكتبا جمّة، وقدم القاهرة فاشتغل بالفقه وغيره، ولازمني في «الألفيّة الحديثيّة» وغيرها، ثمّ رجع إلى بلده.

554 - ابن معتوق الكركيّ، (777 - 851 هـ):

أخباره في «الجوهر المنضّد» : (131)، و «المنهج الأحمد»:(492)، و «مختصره»:(184)، و «التّسهيل»:(2/). وينظر: «معجم ابن فهد» : (380)، و «الضّوء اللامع»:(7/ 108)، و «حوادث الزّمان»:(2/ 6).

555 -

محيي الدّين الطّرابلسيّ، (؟ -؟):

أخباره في «الضّوء اللامع» : (7/ 109)، ولم يذكر وفاته.

تقدّم ذكر أخيه عثمان في موضعه.

ص: 879

556 -

‌ محمّد بن أحمد بن موسى بن إبراهيم

بن طرخان، الشّمس بن الشّهاب ابن الضّياء القاهريّ البحريّ.

قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن الضّياء» ولد- كما كتبه بخطّه- في سابع صفر سنة 777 بالقاهرة، ونشأ بها، وتكسّب بالشّهادة في حانوت السّويقة ظاهر باب البحر، وكان نيّر الشّيبة، حسن الهيئة، كثير القيام بخدمة شيخنا، لقيته مع بعض طلبة الحديث بناء على ما وجد في بعض الطّباق المسموعة على الحراويّ، لكن قيل: إنّ السّماع لأخ له كان أكبر منه شاركه في اسمه، وهو محتمل وإن جزم البقاعيّ أنّه لأخيه، وحطّ على ابن قمر، وقال: وقد اغترّ بعض المتهافتين بما رأوه في الطّبقة بدون بحث.

مات في رجب سنة 852/.

557 -

‌ محمّد بن أحمد بن نصر الله بن أحمد

بن محمّد بن عمر، موفّق الدّين بن المحبّ البغداديّ الأصل، القاهريّ، أخو يوسف، وهذا الأكبر.

قال في «الضّوء» : نشأ فحفظ القرآن وغيره، وأخذ عن أبيه، بل سمع معه على الشّرف ابن الكويك في «مسلم» بقراءة شيخنا، وكذا سمع بعده على ابن ناظر الصّاحبة، وابن بردس، وابن الطّحّان بحضرة البدر البغداديّ في صفر

556 - ابن الضّياء البحريّ، (777 - 852 هـ):

أخباره في «الضّوء اللامع» : (7/ 110).

557 -

موفّق الدّين ابن نصر الله، (؟ - بعد سنة 854 هـ):

من آل نصر التستريين البغداديين.

أخباره في «الضّوء اللامع» : (7/ 114).

ص: 880

سنة 845، وصاهر الشّمس محمّد بن عليّ بن عيسى البغداديّ على أخته، وتعانى التّجارة. ومات في إسكندريّة بعد سنة 854.

558 -

‌ محمّد بن أحمد بن نعمة بن أحمد

بن جعفر النّابلسيّ، ثمّ الدّمشقيّ، ناصر الدّين، خطيب الشّام.

ولد سنة 680، سمع على الفخر بن البخاريّ «مشيخته» ومن «جامع التّرمذيّ» وكان أحد العدول بدمشق، توفّي في مستهلّ ربيع الآخر سنة 755 قاله في «الشّذرات» .

559 -

‌ محمّد بن أحمد بن البانياسيّ، الدّمشقيّ، الصّالحيّ

.

قال ابن طولون: الشّيخ شمس الدّين بن الشّيخ شهاب الدّين، وهو ابن بنت الشّيخ عبد الرّحمن بن داود منشئ الزّاوية بسفح قاسيون، اشتغل بعض

558 - ابن نعمة النّابلسيّ، (؟ - 755 هـ):

أخباره في «المنهج الأحمد» : (452)، و «مختصره»:(155)، و «التّسهيل» .

وينظر: «وفيات ابن رافع» : (2/ 168)، و «ذيل التّقييد»:(2)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 134)، و «الدّرر الكامنة»:(3/ 397)، و «الشّذرات»:(6/ 179).

قال ابن قاضي شهبة- رحمه الله: «العدل، ناصر الدّين، أبو عبد الله بن العلّامة الخطيب، شرف الدّين أبي العباس، النّابلسي، المقدسيّ الأصل، الدّمشقيّ

سمع من أبي الحسن بن البخاريّ «مشيخته» وحدّث، ذكره الذّهبي في «معجمه» ».

أقول: لم يرد في «معجم» الذّهبي المطبوع بتحقيق محمّد الحبيب الهيلة سنة 1408 هـ؟

559 -

البانياسيّ، (؟ - 921 هـ):

لم أعثر على أخباره.

ص: 881

شيء، وسمع على البدر حسن بن ناصر الدّين محمّد بن نبهان باب «الجلوس كيف تيسّر» من «الصّحيح» إلى آخره، وذكر لي صاحبنا الشّهابيّ البغداديّ أنّه قرأه عليه كاملا بعد ذلك، وأكثر عن شيخنا أبي البقاء بن أبي عمر، وأجاز له البرهان إبراهيم بن أحمد بن حسن بن خليل التّنوخيّ الطّائيّ العجلونيّ ثمّ الدّمشقيّ الشّافعيّ الشّهير ب «ابن الفرس» ، وجماعة، ثمّ اشتغل بجمع الدّنيا والاعتناء بها، أجازني شفاها، وحضر عندي في قراءة «الصّحيح» عليّ بالمدرسة الحاجبيّة، في خمسة مجالس بعضها، وكتبت عنه عدّة فوائد نظما ونثرا، وفي آخر عمره تولّى مشيخة زاوية جدّه لأمّه بعد موت شيخنا علاء الدّين المتقدّم ابن خالته، وشكرت سيرته فيها فنزل عليه ناس بعد فراغ الوقت ليلة الثّلاثاء عشري شوّال سنة 921 فقتلوه، ولم يعلم من هم، ودفن في تربة البواعية شمالي الزّاوية المذكورة عند والده رحمهما الله.

560 -

‌ محمّد بن أحمد، الجمال الكيلانيّ

، المكّيّ، الإمام بالمقام الحنبليّ، والد عبد الرّحمن الماضي

(1)

.

قال في «الضّوء» : إنسان خيّر، ساكن، قدم القاهرة، وسمع بمكّة وغيرها، وسافر في أثناء سنة 94 إلى الهند للاسترزاق، وعاد مجبورا، ثمّ دخل أيضا القاهرة ودمشق، ثمّ سافر أيضا إلى الهند سنة 899.

560 - الجمال الكيلانيّ، (؟ - 899 هـ):

أخباره في «الضّوء اللامع» : (7/ 125).

(1)

ذكره المؤلّف في موضعه.

ص: 882

561 -

‌ محمّد بن أحمد التّدمريّ المصريّ

.

قال ابن طولون: الشّيخ، شمس الدّين، أجاز لي في استدعاء مؤرخ في نهار السّبت سابع جمادى الآخرة سنة 898.

562 -

‌ محمّد بن أحمد الخريشيّ، المقدسيّ

.

قال المحبّيّ: ترجمه الشّيخ الدّاودي/ قال في ترجمته: كان والده إماما وربّما ناب عن والده في الإمامة، ورحل هو إلى القاهرة، واشتغل بالجامع الأزهر، وأقام بها مدّة طويلة حتّى برع وتميّز، وتأهّل للتّدريس والفتوى، وأجيز بذلك من شيوخه المصريّين، ثمّ قدم القدس وأقام ملازما على الدّروس، وكان عالما، عاملا، خاضعا ناسكا، متقلّلا من الدّنيا قانعا باليسير، طويل التّعبّد، كثير التّهجّد، ملازما على تلاوة القرآن وتعليم العلم، وانتفع به أهل القدس انتفاعا ظاهرا، وكثير من أهل نابلس وخصوصا في العربيّة وكان لا يجتمع بالأمراء والقضاة مع حرصهم على الاجتماع به، وكان إمام الحنابلة بالمجمع الّذي تحت المدرسة القايتبائيّة

(1)

ومفتيهم، وكان يعظ النّاس

561 - التّدمريّ المصريّ، (؟ - بعد سنة 898 هـ):

لم أعثر على أخباره.

562 -

الخريشيّ المقدسيّ، (؟ - 1001 هـ):

أخباره في «النّعت الأكمل» : (159)، «مختصر طبقات الحنابلة»:(89)، و «التّسهيل»:(2/). وينظر: «خلاصة الأثر» : (3/ 340).

(1)

مدرسة أنشأها الملك الأشرف قايتباي المحمودي الجركسي سنة 901 هـ في بيت المقدس، وبنى مدارس في مصر والشّام وغزّة والمدينة عرفت باسمه أيضا.

«الخطط التّوفيقية» : (5/ 161).

ص: 883

ويذكّرهم. وتوفّي ليلة الأحد ثالث عشر ربيع الثّاني سنة 1011 - والخريشيّ بضمّ الخاء المعجمة وبالشّين المعجمة مصغّرا- نسبة إلى قرية في جبل نابلس.- انتهى-.

أقول: سبق في ترجمة ولده إسحاق عن المحبّي أنّ والده هذا صاحب المؤلّفات العديدة.- انتهى-.

وقد ذكر الشّيخ سليمان بن علي

(1)

في خطبة «منسكه» المشهور أنّ الخريشيّ سأله بعض تلامذته أن يؤلّف كتابا فقال: التّأليف في زماننا هذا هو تسويد الورق، والتّحلّي بحلية السّرق- انتهى- وأظنّه يعني هذا.

563 -

‌ محمّد بن أحمد بن الشّويكيّ، الصّالحيّ، شمس الدّين العلّامة

.

قال في «الشّذرات» : كان إماما فقيها علّامة وأفتى مدّة، ثمّ امتنع من الإفتاء في الدّولة الرّوميّة، وكان إماما بالحاجبيّة، وكان أستاذا في الفرائض والحساب، وله يد في غير ذلك.

563 - الشّويكيّ، (؟ - 947 هـ):

أخباره في «النّعت الأكمل» : (110)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(82)، و «التّسهيل»:(2/ 132).

وينظر: «الكواكب السّائرة» : (2/ 26)، و «الشّذرات»:(8/ 369).

وذكر في «النّعت الأكمل»

وغيره: «محمد بن أحمد بن عبد الرحمن

» وأرّخ الغزّيّ في «الكواكب» وفاته في يوم الاثنين يوم عاشوراء سنة 949 هـ.

(1)

هو سليمان بن عليّ بن مشرّف الوهيبي التّميميّ النّجديّ، جدّ شيخ الإسلام محمد ابن عبد الوهّاب رحمهما الله. ذكره المؤلّف في موضعه.

ص: 884

توفّي يوم الاثنين عاشر محرّم سنة 947، ودفن بالرّوضة إلى جانب قبر علاء الدّين المرداوي

(1)

.

564 -

‌ محمّد بن أحمد الكوكاجيّ

، عزّ الدّين بن شهاب الدّين الحمويّ، ثمّ الدّمشقيّ، أقضى القضاة.

ولد بعد سنة 840.

توفّي بدمشق عشيّة الثّلاثاء تاسع عشر ذي القعدة سنة 917 وصلّى عليه في الجامع الأمويّ، ودفن في الرّوضة. قاله في «الشّذرات» .

565 -

‌ محمّد بن أحمد المرداويّ

، نزيل مصر، وشيخ الحنابلة بها، ذكره المحبّيّ.

وقال: أخذ عن التّقيّ الفتوحيّ، وعن عبد الله الشّنشوريّ الفرضيّ.

وعنه أخذ مرعيّ المقدسيّ، ومنصور البهوتيّ، وعثمان الفتوحيّ الحنبليّون،

564 - الكوكاجيّ، (840 - 917 هـ):

أخباره في «النّعت الأكمل» : (90)، و «التّسهيل»:(2/ 124).

وينظر: «متعة الأذهان» : (77)، و «الكواكب السّائرة»:(1/ 31)، و «الشّذرات»:(8/ 84).

565 -

المرداويّ القاهريّ، (؟ - 1026 هـ):

أخباره في «النّعت الأكمل» : (185؛، و «مختصر طبقات الحنابلة»: (96)، و «التّسهيل»:(2/ 147).

وينظر: «خلاصة الأثر» : (3/ 356)

(1)

هو الإمام المشهور صاحب «الإنصاف

» وغيره.

ص: 885

والشّمس محمّد الشّوبري، وأخوه الشّهاب أحمد، والشّيخ سلطان المزاجيّ وكثير.

وكانت وفاته بمصر سنة 1026، ودفن بتربة المجاورين بالقرب من السّراج الهنديّ.

566 -

‌ محمّد بن أحمد

.

ذكره في «كشف الظّنون» ، وقال: إنّ له كتاب «غمز العين إلى كنز العين» وهو شرح على منظومته في المعمّى، قال: وتوفّي سنة 971.

566 - محمّد بن أحمد، (؟ - 971 هـ):

لم أعثر عليه، ولعلّي لم أهتد إلى موضعه. وجاء في «الكشف»:(1210): «الغمز على الكنز» لابن الصّائغ محمد بن عبد الرّحمن الزّمرّديّ الحنبليّ المتوفى سنة 777 هـ سبع وسبعين وسبعمائة (776 هـ).

هكذا قال: «الحنبليّ»

والمشهور المعروف أنّ ابن الصّائغ هذا حنفيّ، وهو أديب نحويّ لغويّ فقيه مشهور، من أقدم شرّاح «المغني» في النّحو لابن هشام، وهو صاحب تصانيف جياد، اطّلعت على جملة منها، لا يسمح المقام بذكرها.

قال الحافظ ابن حجر وغيره: «محمّد بن عبد الرّحمن بن علي

ابن الصّائغ الحنفيّ

» وقال: «ودرّس بجامع ابن طولون للحنفيّة

».

يراجع: «الدّرر الكامنة» : (4/ 119)، و «إنباء الغمر»:(1/ 95)، و «بغية الوعاة»:(1/ 155).

* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- محمد بن إسحاق بن أحمد بن إسحاق الأبرقوهي، أبو المعالي، غياث الدّين.

يراجع: «المنهج الجلي» : (178).

ص: 886

567 -

‌ محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم

بن سالم بن بركات بن سعد بن بركات بن سعد بن كامل بن عبد الله بن عمر من ذرّية عبادة بن الصّامت رضي الله عنه، شمس الدّين، الشّيخ الكبير، المسند، المعمّر، المكثر، المعروف ب «ابن «الخبّاز» .

قاله في «الشّذرات» ، وقال: ولد في رجب سنة 665، وحضر الكثير على ابن عبد الدائم وغيره، وسمع من المسلم بن علان «المسند» بكماله، وأجازه عمر الكرمانيّ، والشّيخ محي الدّين النّوويّ، وخرّج له البرزاليّ «مشيخة» وذكر له أكثر من خمسين شيخا وسمع منه المزّيّ، والذّهبيّ، وابن جماعة، والسّبكيّ، وابن رافع، وابن كثير، والحسينيّ، والمقرئ ابن رجب، وابن العراقيّ، وغيرهم، وكان رجلا جيّدا، صدوقا، صبورا، مأمونا على الإسماع محبّا للحديث وأهله، مع كونه يكتب بيده في حال السّماع، وحدّث

567 - ابن الخبّاز الأنصاريّ، (665 - 756 هـ):

من كبار المحدثين، من بيت علم ورواية في أصله وفرعه.

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 381)، و «المنهج الأحمد»:(453)، و «مختصره»:(156)، و «التّسهيل»:(1/ 379).

وينظر: «معجم الذهبي» : (2/ 171)، و «المنتقى من مشيخة ابن رجب»: (رقم:

180)، و «معجم السبكي»:(2/ 37)، و «ذيل تذكرة الحفاظ»:(40)، و «ذيل العبر»:(306)، و «الوفيات»:(2/ 188)، و «ذيل التقييد»:(1/ 29)، و «الدّرر الكامنة»:(4/ 4)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 138)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 290)، و «الشّذرات»:(6/ 181)، و «فهرس الفهارس»:(2/ 647).

ص: 887

مع أبيه وعمره عشرون سنة. توفّي يوم الجمعة ثالث رمضان سنة 755 عن تسع وثمانين سنة، ودفن بالباب الصّغير.- انتهى-.

قلت: وفي «الدّرر» : إنّ ولادته سنة 67

(1)

ووفاته سنة 756 قال: عن تسعين سنة. وهو الحقّ، وهو قريب ممّا في «الشّذرات» .

568 -

‌ محمّد بن إسماعيل بن عليّ البغداديّ الأصل، القاهريّ

.

نزيل القراسنقريّة، ومؤدّب ابن الأشقر كذا في «الضّوء» وبيّض له.

569 -

‌ محمّد بن إسماعيل بن محمّد بن بردس

بن نصر بن بردس بن رسلان التّاج، أبو عبد الله، بن العماد البعليّ، أخو عليّ الماضي.

قال في «الضّوء» : ويعرف كسلفه ب «ابن بردس» ولد في ثامن عشر جمادى الأولى سنة 745 ببعلبكّ، وسمع من أبيه، بل أسمعه/ الكثير من ابن الخبّاز ك «صحيح مسلم» و «الشّمائل» للتّرمذيّ و «جزء ابن عرفة» .

568 - البغداديّ، (؟ -؟):

أخباره في «الضّوء اللامع» : (7/ 137).

569 -

تاج الدّين ابن بردس البعليّ، (754 - 832 هـ):

من أسرة علمية شهيرة تقدم ذكرها.

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 379)، و «الجوهر المنضّد»:(132)، و «المنهج الأحمد»:(483)، و «مختصره»:(178)، و «التّسهيل»:(2/؟؟؟).

وينظر: «ذيل التّقييد» : (1/ 31)، و «إنباء الغمر»:(3/ 393)، و «الضّوء اللامع»:(7/ 343)، و «الرّدّ الوافر»:(82)، و «المنهج الجلي»:(178)، و «الشّذرات»:(7/ 194).

(1)

في «الدّرر الكامنة» : سنة 669 هـ.

ص: 888

وقال شيخنا في «إنبائه» : إنّه تفرّد بالسّماع منه، وسمع أيضا «مسند أحمد» بكماله على البدر محمّد بن يحيى بن عثمان بن الشّقير و «سيرة ابن إسحاق» على أبي طالب عبد الكريم بن المخلّص، ويوسف بن الحبّال، وكذا سمع الكثير على البدر أبي العبّاس بن الجوخيّ، وأحمد بن عبد الكريم البعليّ، وعبد الله بن محمّد بن القيّم، ومحمود المنبجيّ، وابن أميلة، وآخرين، وأجاز له العرضيّ، وابن نباتة، والبيّاني، والصّلاح العلائيّ، والصّفديّ، ومحمّد بن أبي بكر السّوقي، وغيرهم، وحدّث، وسمع منه الفضلاء، وممّن سمع عنه ابن موسى، والحافظ الآبيّ، وانتفع به الرّحّالة، وكان بارعا في المذهب، محبّا لنشر العلم والرّواية، طلق الوجه، حسن الملتقى، كثير البشاشة، مع الدّين والعبادة وملازمة الأوراد، والصّلابة في الدّين، وله نظم وتأليف في صدقة السّر

(1)

.

مات في شوّال سنة 832. ذكره شيخنا في «إنبائه» و «معجمه» وقال:

أجاز لي من بعلبكّ غير مرّة، وابن فهد في «معجمه» والمقريزيّ في «عقوده» .- انتهى-.

قال في «الشّذرات» : ومن شعره على إجازة:

أجزت للإخوان ما قد سألوا

مدّ لهم ربّ العلا في الأثر

وذلك بالشّرط الّذي قرّره

أئمّة النّقل رواة الأثر

(1)

وله كتاب في الوعظ اسمه «المجالس» .

ص: 889

وكان مغاليا في حبّ الشّيخ ابن تيميّة

(1)

.

570 -

‌ محمّد بن أبي بكر بن إسماعيل بن عبد الله

، الشّمس، الجعبريّ، القبّانيّ، العابر، والد العماد محمّد الآتي.

قال في «الإنباء» : - وسمّي جدّه إبراهيم- وكان يتعانى صناعة القبّان، وتنزّل في دروس الحنابلة، وفي صوفيّة سعيد السّعداء، وفاق في تعبير الرّؤيا.

مات في جمادى الآخرة سنة 808.

571 -

‌ محمّد بن أبي بكر بن عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد

بن التّقيّ أبي الفضل سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن الشّيخ أبي عمر محمّد بن أحمد بن قدامة بن مقدام بن نصر بن فتح بن حديثة بن محمّد بن يعقوب ابن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن محمّد بن سالم بن عبد الله بن أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب رضي الله عنه.

570 - القبّانيّ العابر، (؟ - 808 هـ):

أخباره في «إنباء الغمر» : (2/ 343)، و «الضّوء اللامع»:(7/ 157)، و «الشّذرات» (7/ 78). ونقل محقّق «الأنباء» عن هامش نسخة:«وهو والد شيخنا» ؟!

وولده «محمد بن محمد بن أبي بكر» ذكره المؤلّف في موضعه.

571 -

ناصر الدّين ابن زريق، (812 - 900 هـ):

من آل قدامة المقادسة، ومن كبار المحدّثين، وهو خاتمة كبار علماء آل قدامة، جمع وألّف، واختار وصنّف، وفاق أقرانه بعلوّ الإسناد، له رحلات علمية جمع فيها-

(1)

هذه في مناقبه رحمه الله، ومعنى كونه مغاليا: أنّه يقف في وجه خصومه ويردّ عليهم، وكلّ من ردّ على أهل البدع وانتصر لشيخ الإسلام ودافع عن آرائه وأقواله فهو عندهم مغاليا؟! فسبحان الله.

ص: 890

قال ابن طولون في «سكردان الأخبار» : - ومن خطّه نقلت- هكذا وجدت هذا النّسب من سليمان فصاعدا بخطّ الحافظين [محمّد بن] أبي بكر بن ناصر الدّين، وأبي الفضل ابن حجر، لكن ذكر ذا أنّه نقل من قدامة فصاعدا من خطّ الصّلاح الأقفهسيّ ولم يذكر من أين نقله؟ - انتهى-.

وقد تقدّم في إبراهيم بن محمّد بن موسى هذا النّسب عن ابن فهد في «معجمه» ولكنّه قال: فتح بن محمّد بن حدثة بن محمّد فزاد محمّدا بين فتح وحدثه، وقال: هناك حدثة بدون ياء، وهنا حديثة بالياء، وذكر ابن فهد أيضا بعد إسماعيل (حسن) بدل (يحيى) هنا وباقي النّسب سواء. ناصر الدّين أبو عبد الله بن العماد بن الزّين بن أبي الفرج بن ناصر الدّين أبي عبد الله القرشيّ العمريّ، العدويّ، / المقدسيّ، الدّمشقيّ، الصّالحيّ أخو عبد الله وعبد الرّحمن الماضيين ويعرف كأبيه ب «ابن زريق» بضمّ الزّاي، وآخره قاف مصغّر قاله في «الضّوء» وقال ابن طولون: أبو عبد الله وأبو البقاء وأبو بكر.

- انتهى-.

- مسموعاته في ثبت حافل.

أخباره في «الجوهر المنضّد» : (126)، و «المنهج الأحمد»:(419)، و «مختصره»:(197)، و «التّسهيل». وينظر:«الضّوء اللامع» : (7/ 169)، و «حوادث الزّمان»:(2/ 185)، في هامش الورقة، و «الشّذرات»:(7/ 366).

أثنى على السّخاوي وابن عبد الهادي، كما أثنى عليه الحافظان الكبيران ابن حجر وابن ناصر الدّين، وهما من متقدّمي شيوخه.

خطّه موجود بكثرة على كتب ومجموعات ورسائل من تأليفه وتأليف غيره، ومن مؤلّفاته «ثبته» المذكور.

ص: 891

ثمّ قال في «الضّوء» : ولد في شوّال، وقال ابن طولون: في ذي القعدة، أو ذي الحجّة، ثمّ قال في «الضّوء»: سنة 812 بصالحيّة دمشق، ونشأ بها فحفظ القرآن عند زيد بن غيث العجلونيّ الحنبلي

(1)

، و «الخرقيّ» وعرضه على الشّرف بن مفلح، والشّهاب بن الحبّال، وقال ابن طولون: وحفظ «المقنع» و «ألفيّة الزّين العراقيّ» و «ملحة الإعراب» للحريريّ.- انتهى-.

ثمّ قال في «الضّوء» : وأخذ الفقه عن أبي شعر وغيره، وطلب الحديث، وكتب الطّباق والأجزاء، وتدرّب بابن ناصر الدّين، وسمع عليه، وعلى أخويه

(2)

، وابن الطّحّان وابن ناظر الصّاحبة، والعلاء بن بردس، والزّين بن الفخر المصريّ، والشّموس المحمّدين، ابن سليمان، والأذرعيّ، وابن يوسف اليثربيّ، والمرداويّ، وابن أخ الشّاعر، والمحبّ عبد الرّحيم بن أحمد ابن المحبّ، في آخرين من أهل دمشق والواردين إليها، وقرأ سنة 37 بجامع قارا على خطيبها النّجم ابن صفيّ الدّين وغيره، وبمسجد الحاجّ بدر خارج حماة على الشّمس محمّد بن أحمد بن الأشقر، وكذا بزاوية العبيسيّ خارجها أيضا على العلاء بن مكتوم، وبحمص على الشّمس محمّد بن أحمد السّلميّ القادريّ، وبحلب على حافظها البرهان الكثير ك «سنن النّسائيّ» و «ابن ماجه» و «المحدّث الفاصل» و «مشيخة الفخر» و «عشرة الحدّاد» وغيرها قراءة وسماعا وصفه بالشّيخ الفاضل، المحدّث، الرّحّال، سليل السّادة الأخيار، العلماء الأحبار، وأنّه إنسان حسن، ذو أخلاق جميلة، ويقرأ سريعا، لكنّ نحوه

(1)

زيد العجلوني هذا ذكره المؤلّف في موضعه.

(2)

أخو المترجم لا أخو ابن ناصر الدين.

ص: 892

ضعيف، ووصفه ابن ناصر الدّين بالعالم الفاضل، وفي آخرين سمع عليهم بحلب كالعلاء بن خطيب النّاصريّة، وأبي جعفر بن الضّياء، وأبي إسحاق إبراهيم بن العلاء عليّ بن ناصر، والقاضي أبي العبّاس أحمد بن إبراهيم بن العديم، والشّرف الحسن بن أبي بكر بن سلامة الشّاهد بها، وبالقاهرة سنة 38 على شيخنا، والمحبّ بن نصر الله الحنبليّ، والجمال عبد الله الهيثميّ، وفاطمة ابنة الصّلاح خليل الكنانيّة، وآخرين، ولكنّه لم يمعن، وكان أخذ عن شيخنا قبل ذلك بدمشق، وحجّ مرارا أوّلها سنة 22، وزار بيت المقدس، وناب في القضاء عن النّظام ابن مفلح فمن بعده، ورغب عنه أيّام البرهان بن مفلح، واستقرّ في مدرسة جدّه بعد ابن داود ودرّس بها، واجتمعت به بدمشق وبالقاهرة غير مرّة، وحدّثني من لفظه في الزّبدانيّ/ بأحاديث من «مشيخة الفخر» ثمّ حدّث بعد ذلك بكثير من الكتب بقراءة التّقيّ الجراعيّ وغيره، وممّن سمع منه العلاء البغداديّ، وكذا حدّث بأشياء في القاهرة حين طلبه إليها الأشرف قايتباي سنة 89 بسبب مرافعة بعض مستحقّي المدرسة، وأقام في التّرسيم مدّة على مال قرر عليه شبه المصادرة، وقاسى شدّة، وهدّد غير مرّة بالنّفي وغيره، وتألّمنا له، ثمّ رجع إلى بلاده. وهو إنسان حسن، فاضل، متواضع، ذو أنسة بالفنون، واستحضار للمتون والرّجال، من بيت كبير.

قال شيخنا النّعيميّ: أقضى القضاة الرّحلة، ناصر الدّين، أبو البقاء محمّد بن العماد الشّهير ب «ابن زريق» سمع عليه أولادي كثيرا.

وتوفّي يوم السّبت ثالث جمادى الآخرة سنة 900، ودفن في الرّوضة في صالحيّة دمشق في تربة أسلافه.- انتهى-.

ص: 893

وذكره تلميذه ابن طولون في «سكردانه» وأطال في ترجمته وقال: قال شيخنا الجمال بن المبرد: طلب الحديث بنفسه فسمع على خلائق من أصحاب الصّلاح بن أبي عمر، وأصحاب أبي بكر بن المحبّ، وأصحاب أبي حفص بن أميلة، وأصحاب عائشة بنت عبد الهادي، ووضع لنفسه «ثبتا» في مجلّدين

(1)

، وولي نيابة القضاء، وله اعتناء عظيم بعلم الحديث ومعرفة تامّة في أسماء الرّجال، وأخذ عن أكثر من مائتي شيخ.- انتهى-.

وحصّل كتبا كثيرة في هذا الفنّ، غالبها أصول، وأجزاء شتّى غالبها وقف المدرسة الضّيائيّة بسفح قاسيون، بواسطة والده فإنّه كان له اعتناء بهذا الشّأن، وأجازه أبو الفضل ابن حجر سنة 829، وهو أخو الحافظ ناصر الدّين كذا قال، والحافظ ناصر الدّين هذا قال ابن حجر في ترجمته: هو محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن سليمان بن حمزة المقدسيّ ناصر الدّين بن زريق، وذكر ترجمته إلى أن قال: توفّي في ذي القعدة سنة 803.- انتهى-.

وسمع بدمشق على حافظها أبي بكر بن ناصر الدّين «الصّحيحين» ومن لفظه «الثّقفيّات» و «جزء أبي الجهم» وغير ذلك ممّا يعسر استيعابه الآن، وبه تخرّج، وحكى لنا عنه شيخنا أنّه كان ساكنا بمحلّة مسجد القصب خارج دمشق، وكانت له زوجتان إحداهما شابّة والأخرى كبيرة، وكان يأتي إلى منزلنا بالصّالحيّة للقراءة عليه فإذا كانت تلك اللّيلة ليلة الشّابّة مكّنّاه من الذّهاب، وإلّا بيّتناه عندنا لنقرأ عليه تلك اللّيلة ويومها. وكتب عنه جلّ تصانيفه

(1)

وثبت ناصر الدّين هذا لم يذكره الكتّاني في «فهرس الفهارس» . ولديّ نسخة منه بخطّه- ولله المنّة- تفضّل بها عليّ الأخ الشيخ نظام اليعقوبي أحسن الله إليه.

ص: 894

ك «الإعلام بما في مشتبه الذّهبيّ من الأعلام» وهو ملخّص المشتبه في ثلاث مجلّدات، ومنظومته المسمّاة «عقود الدّرر في علوم الأثر» و «شرحها الكبير» و «الصّغير» / وكتاب «رجال الموطّأ» و «السّراج الوهّاج في ازدواج المعراج» و «الرّدّ الوافر على من زعم أنّ من سمّى ابن تيميّة شيخ الإسلام كافر» وسرد ابن طولون مصنّفاته ثمّ قال: وربّما تكرّر عنده نسخ بعض هذه التّصانيف بخطّ غيره، وعلى مسندها أبي الفرج ابن الطّحّان كتاب «المحبّين والمحبوبين» للحافظ أبي نعيم، وأجزاء كثيرة سردها ابن طولون أيضا ثمّ قال: وعلى الشّمس الأذرعيّ «صحيح مسلم» وشيئا كثيرا وعدّده ابن طولون ثمّ قال: وعلى مسندتها عائشة بنت الشّرائحيّ «سنن أبي داود» و «جامع التّرمذيّ» وشيئا كثيرا عدّده ابن طولون ثمّ قال: وشيئا كثيرا غير ما ذكر على غير من ذكر، وسمع على كلّ من ذكرنا منهم غير ما عيّنّاه من المسموع لكن تركنا بيانه اختصارا، ورحل إلى حلب سنة 37 فقرأ على حافظها البرهان أبي الوفاء سبط ابن العجميّ «المسلسل بالأوّليّة» سابع عشري شوّال منها بالمدرسة السّيوفيّة بها، و «سنن النّسائي» و «ابن ماجه» وأشياء كثيرة عدّها ابن طولون، ثمّ قال: وما كان يفتخر إلّا به ويحقّ له ذلك، فإنّه حافظ متقن، مسند، وحصّل غالبتصانيفه، وكتب بعضها بخطّه، ك «تذكرة الطّالب المعلم بمن يقال إنّه مخضرم» و «التّبيين لأسماء الأندلسيّين»

(1)

و «الاغتباط بمن رمي بالاختلاط» وكتاب «السّول في رواية السّتّة والأصول» و «مختصر مبهمات ابن بشكوال» و «التّعليقة على البخاريّ» في ثلاث مجلّدات، وحكي لنا عنه أنّه قال: رأيت في آخر

(1)

كذا في الأصل وصوابها: «المدلّسين» .

ص: 895

نسخة من «الفصوص» لابن عربي ما صورته: الحمد لله وسلام على عباده الّذين اصطفى يقول كاتبه يوسف المزّي هو أبو الحجّاج الحافظ المشهور إن قول المصنّف في قول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ

(1)

. هذا كفر صريح لا يحتمل التّأويل.- انتهى-.

وأطال ابن طولون جدّا في ذكر مشايخه ومرويّاته ومسموعاته غير ما تقدّم، ثمّ قال: هو الّذي أرشدني إلى التّخريج، ومعرفة العالي والنّازل، والجرح والتّعديل والحكم على الحديث بالصّحّة والحسن والضّعف، بعد معرفة شواهده ومتابعاته إلى غير ذلك، ولم ألازم أحدا ممّن يستحق اسم الحافظ غيره، ولو اشتغل بالتّصنيف لكانت تصانيفه في غاية الجودة لكثرة اطّلاعه، وما أشغله عن ذلك إلّا تولّي النّظر في مدرسة جدّه الشّيخ أبي عمر، مع مباينته لفقرائها ومشايخها ومباشريها، ومن ثمّ أغرى ملك الأمراء قجماس على كبسها مع مساعدة القاضي نجم الدّين عمر

(2)

الحنبليّ المارّ ذكره له على ذلك، فكبسها، ونزل معه جماعات في جنازير على وجه فظيع، ثمّ ضربهم بالمقارع، ثمّ بلغ الخبر إلى السّلطان الملك الأشرف قايتباي بالقاهرة فطلبهما/ إليه وعمل عليهما مالا، ثمّ عاد إلى صالحيّة دمشق، ومن ثمّ رهن غالب كتبه، واستمرّت مرهونة إلى وفاته، وقد كنت شرعت في تخريج «مشيخة» له في حال حياته سمّيتها ب «قطف الثّمر من مرويّات الشّيخ ناصر الدّين بن أبي عمر» رتّبتها على ترتيب مشيخة شيخه الحافظ برهان الدّين

(1)

سورة البقرة، الآية:6.

(2)

هو القاضي عمر بن إبراهيم بن محمد بن مفلح.

ص: 896

الحلبي المسمّاة ب «المورد العذب الظّمي في مرويّات أبي الوفا سبط ابن العجميّ» تخريج الحافظ نجم الدّين محمّد المدعو عمر بن محمّد بن فهد، لكن أدركته المنيّة قبل إكمالي لها، وبعده طلبت من ولده التّقويّ أبي بكر المتقدّم ذكره عارية بعض مسموعاته ما ليس عندي فأبى ذلك وأسأل الله أن ييسّر ذلك.

572 -

‌ محمّد بن أبي بكر بن عليّ بن أبي بكر

بن محمّد بن عثمان بن أبي الفتح نصر الله بن محمّد بن عبد الله عبد الغني بن محمّد بن أبي بكر بن يوسف ابن أحمد بن عليّ بن أبي بكر بن عبد الغني بن القاسم بن عبد الرّحمن ابن القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصّديق رضي الله عنه.

هكذا ساق نسبه في «الضّوء» : ثمّ قال: إمام الدّين بن الزّين البكريّ البلبيسيّ المحلّيّ، ثمّ القاهريّ.

ولد سنة 764، ونشأ فحفظ القرآن، وسمع مع أبيه على العسقلانيّ في «الشّاطبيّة» في مستهلّ ربيع الأوّل سنة 85 ووصف بالفقيه، الفاضل، فكأنّه اشتغل، وكذا سمع على البلقينيّ، والعراقيّ ولازمه في كثير من مجالس أماليه، والهيثميّ، والأنباسيّ، والغماريّ، والصّلاح التّنوخيّ، وابن أبي المجد، وابن الشّيخة، والمراغيّ، والحلّاوي، والسّويداويّ في آخرين، وتنزّل في صوفيّة الحنابلة بالبرقوقيّة أوّل ما فتحت، وكان بشّره بذلك بعض

572 - البكريّ المحلّيّ، (764 - 846 هـ):

أخباره في «الضّوء اللامع» : (7/ 177)، وفي الأصل»:«البلنسيّ» والتّصحيح من «الضّوء» وهو مصدر المؤلّف.

ص: 897

الأولياء قبل وقوعه فإنّه كان يحكى عنه أنّه اجتاز حين عمارتها وهم يكلّفون من يمرّ بحمل شيء من آلات العمارة، فتوقّف وتقاعد عنه، فقال له شخص:

احمل يا فقير، ولك منها نصيب، أو كما قال، وتنزّل في بعض الجهات، ولزم المسجد الّذي بحارة بهاء الدّين بجانب الحوض والبئر يكتب المصاحف وغيرها، ويطالع، مع اشتغاله بالعبادة وصلة رحمه، حتّى مات في شعبان سنة 846، ودفن بحوض سعيد السّعداء، وكان خيّرا، ربعة، نيّر الشّيبة، منعزلا عن النّاس، رأيته كثيرا، ولم يكن خطّه في الصّحة بذاك.

573 -

‌ محمّد بن أبي بكر بن عليّ بن صالح الطّرابلسيّ

.

قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن سلاته» بالمهملة، رأيته كتب في بعض الاستدعاءات سنة 854، بل رأيت بعض المكّيّين قرأ عليه «البخاري» سنة 69 وأجاز، وكان- فيما بلغني- يستحضر «قواعد ابن رجب» مع ذكاء وفهم.- انتهى-. قلت: رأيت قطعة من «طبقات ابن رجب» بخطّه وأرّخه سنة/ 837، وهو خطّ ضعيف

(1)

.

573 - ابن سلاتة الطّرابلسيّ، (؟ - بعد 869 هـ):

أخباره في «الضّوء اللامع» : (7/ 179)، و «المنهج الأحمد»:(504)، و «مختصره»:(189).

(1)

أقول: هي النسخة المحفوظة الآن في المكتبة الوطنية بعنيزة وهي نسخة المؤلّف- ابن حميد- التي صحهها وعلّق عليها بتعليقات نافعة مفيدة، وذيل عليها بعض التراجم التي أخل بعدم ذكرها ابن رجب.

ص: 898

574 -

‌ محمّد بن أبي بكر بن قاسم الشّيشينيّ

، شمس الدّين، ابن الشّيخ العلّامة، قاضي القضاة.

ولد بالقاهرة سنة (

) وقرأ، واشتغل، وحفظ متونا عديدة، وعرضها على جماعة منهم العلّامة عبد القادر بن محمّد بن عبد القادر الأنصاريّ الجزيريّ الحنبليّ، وأجازه، ورأيت إجازته له بخطّه وصورتها- بعد الحمدلة والصّلاة- وبعد فقد عرض عليّ الولد العزيز والذّهب الإبريز، من برح في برج التّوفيق فحمد المقبل والمراح، وأيّد بالعناية الرّبانيّة فلاح عليه علم الفلاح، شمس الدّين محمّد بن الشّيخ العلّامة قاضي القضاة أبي بكر بن المرحوم قاسم الشّيشينيّ- رقّاه الله ووقّاه- مواضع متعدّدة من مختصر «التّسهيل» في الفقه للإمام العلّامة بدر الدّين محمّد بن عبد الله بن عليّ بن أسباسلار البعليّ الحنبليّ رضي الله عنه ومن «الألفيّة» في النّحو للعلّامة جمال الدّين محمّد بن مالك الطّائيّ الجيّانيّ ومن مختصر «الرّحبيّة» في الفرائض عرضا حسنا جيّدا متقنا، دلّني على ذلك حفظه للكتب المذكورة، وقد أجزت له، شكر الله في سبيل الخيرات مسعاه، وبلّغه من خير الدّارين سؤله ومناه، أن يروي عنّي الكتب المذكورة، وجميع ما يجوز لي وعنّي رواياته بشرطه عند أهله، وكان ذلك في يوم الخميس التّاسع من جمادى الأولى سنة 949.

574 - شمس الدّين الشّيشينيّ، (؟ - بعد 949 هـ):

لم أقف على أخباره.

ص: 899

575 -

‌ محمّد بن أبي بكر بن محمّد

بن الشّهاب محمود بن سلمان بن فهد الحلبيّ الأصل، الدّمشقيّ، شمس الدّين ابن شرف الدّين.

قال في «الإنباء» : ولد في شعبان سنة 34 وحضر في الخامسة «المنتقى من معجم ابن جميع» على البرزاليّ، وأبي بكر بن قوام، وشمس الدّين السّراج، والعلم سليمان المشدّ بطريق الحجاز سنة 39، وسمع في سنة 43 من عبد الرّحيم بن أبي اليسر، والشّرف عمر بن محمّد بن خواجا إمام، ويعقوب بن يعقوب الحريريّ وغيرهم، الأوّلين من «مشيخة الفخر» وحدّث، وكان شكلا حسنا، كامل النّفس، مفرط السّمن، ثمّ ضعف بعد الكائنة العظمى، وتضعضع حاله بعد أن كان مثريا، وكان كثير الانجماع عن النّاس، مكبّا على الاشتغال بالعلم، ودرّس بالبادرائيّة نيابة، وكان كثير من النّاس يعتمد عليه لأمانته وعقله، مات في خامس عشري/ جمادى الأولى سنة 808، وله أربع وسبعون سنة ونصف، وكان أبوه موقع الدّست بدمشق، وولي قبل ذلك كتابة السّرّ.

575 - شمس الدّين ابن الشّهاب، (734 - 808 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 32).

وينظر: «المنهج الجلي» : (247)، و «إنباء الغمر»:(2/ 345)، و «معجم ابن حجر:(155)، و «الضّوء اللامع»:(7/ 201)، و «الشّذرات»:(7/ 78).

وفي «الضّوء» : «

الحلبيّ الأصل الدّمشقي الشّافعي

»، ولا أظن أن له عليها دليل، فأهل بيته كلهم من الحنابلة آباؤه وأجداده أعمامه أعمام أبيه، وليس هناك دليل على تحوله إن كان قد انتقل إلى مذهب الشافعي رحمه الله.

ص: 900

576 -

‌ محمّد بن أبي بكر بن معالي بن إبراهيم

بن زيد الأنصاريّ الخزرجيّ الدّمشقيّ المعروف ب «ابن المهينيّ» أبو عبد الله شمس الدّين.

ذكره في «الشّذرات» وقال: سمع من ابن البخاريّ، ومن التّقيّ سليمان وحدّث، وكان بشوش الوجه، حسن الشّكل كثير التّودّد للنّاس، وفيه تساهل للدّنيا، وصحب الشّيخ ابن تيميّة.

توفّي في رابع شوال سنة 755، ودفن بالباب الصّغير. قاله العليميّ.

577 -

‌ محمّد بن أبي السّرور بن محمّد بن سلطان البهوتيّ

، المصريّ، الفاضل، الأوحد.

قال المحبّيّ: كان من أجلّاء فضلاء الحنابلة بمصر، له اليد الطّولى في

576 - ابن المهينيّ، (776 تقريبا- 755 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 383)، و «المنهج الأحمد»:(455)، و «مختصره»:(156)، و «التّسهيل»:(1/ 379).

وينظر: «الوفيات» لابن رافع: (2/ 166)، و «المنتقى من مشيخة ابن رجب»: رقم (165)، و «الدّرر الكامنة»:(4/ 29)، و «الشّذرات»:(6/ 179).

والمهيني، نسبة إلى مهين قرية قرب حلب قاله ابن رجب، وقال: «مولده في سنة ستّ وسبعين وستّمائة تقريبا.

577 -

ابن أبي السّرور البهوتيّ، (؟ - 1100 هـ):

أخباره في «النّعت الأكمل» : (254)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(116)، و «التّسهيل»:(2/ 163).

وينظر: «خلاصة الأثر» : (4/ 338)، وله إجازة من الشيخ منصور بن إدريس البهوتي سنة 1049 هـ في آخر «كشاف القناع» . تراجع ترجمة «مرعي المرداويّ» .

ص: 901

الفقه والعلوم المتداولة، وقرأ على الإمامين عبد الرّحمن ومنصور البهوتيّين الحنبليّين، وعلى غيرهما، وشيوخه كثيرون درّس وأفاد، وانتفع به خلق من أهل العصر.

وكانت وفاته بمصر يوم الخميس خامس عشر رجب سنة 1100.

- انتهى-.

أقول: رأيت له كتابات على «شرح المغني النّحويّ للدّمامينيّ»

(1)

نفيسة تدلّ على قوّة نفسه في العربيّة.

578 -

‌ محمّد بن بدر الدّين بن بلبان البعليّ

الأصل، ثمّ الدّمشقيّ الشّهير ب «البلبانيّ» الخزرجيّ الصّالحيّ.

578 - بدر الدّين البلبانيّ، (1006 - 1083 هـ):

صاحب «أخصر المختصرات» من كبار أئمّة المذهب.

أخباره في «النّعت الأكمل» : (231)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(111)، و «التّسهيل»:(2/ 158). وينظر: «مشيخة أبي المواهب» : (50)، و «خلاصة الأثر»:(3/ 401)، و «المدخل»:(445)، و «الأعلام»:(6/ 51)، و «معجم المؤلفين»:(9/ 100).

قال أبو المواهب في «مشيخته» : «ومنهم محمّد بن بدر الدّين بن بلبان البعليّ

» ثم قال: في آخر التّرجمة: «ولد سنة 1006 هـ ألف وستّ

هذا وقد-

(1)

للدّماميني- رحمه الله تعالى- ثلاثة شروح للمغني أهمها وأجلها هو «تحفة الغريب

» وهو المشهور بين أيدي العلماء. فعلّ هذه الحواشي عليه وقد راجعت كثيرا من نسخه فلم أظفر بحواشي أبي السّرور المذكور هنا. وما زال البحث بحاجة إلى المزيد من التّقصّي.

ص: 902

قال المحبّي: الفقيه، المحدّث، المعمّر، أحد الأئمّة الزّهّاد، من كبار أصحاب الشّهاب الوفائيّ الحنبليّ المقدّم ذكره في الحديث والفقه، ثمّ زاد عليه في معرفة فقه المذاهب زيادة على فقه مذهبه، وكان يقرئ في المذاهب الأربعة، وسمع ببعلبكّ ودمشق على الشّهاب العيثاويّ، والشّمس الميدانيّ، وأفتى مدّة عمره، وانتهت إليه رئاسة العلم بالصّالحيّة بعد وفاة الشّيخ علي

- حضرته في الدّروس الفرادية، وأجازني لفظا وكتابة بما تجوز روايته رحمه الله تعالى».

فائدة في مؤلّفاته: - كتابه «أخصر المختصرات» رسالة صغيرة مفيدة جدّا للمبتدئين في الفقه الحنبلي وقفت على نسخ كثيرة منها، طبعت مع شرحها «كشف المخدّرات» لعبد الرّحمن ابن عبد الله البعليّ (ت 1192 هـ) وقد ذكرته في موضعه.

وشرحه أيضا الشيخ عثمان بن عبد الله بن جامع النّجديّ الزّبيريّ (ت 1240 هـ) شرحا حسنا، وهذا الشرح موجود في مكتبة الأوقاف الكويتية.

وللشيخ عبد القادر بن بدران الدّمشقي (ت 1346 هـ) حاشية عليه مطبوعة.

- وأمّا كتابه «مختصر الإفادات» فقد عرّف به ابن بدران في «المدخل» : (445)، وقال:«ولقد كنت قرأت هذا الكتاب على شيخنا العلّامة الشيخ محمد بن عثمان المشهور بخطيب دوما وعلّقت على هوامشه تعليقات انتخبتها أيّام بدايتي في الطلب» .

[هل محمّد بن عثمان هذا حنبلي؟! وعلى كلّ حال لا يدخل في شرط الكتاب لتأخّر زمانه].

- وكتابه: «كافي المبتدئ» له نسخ مخطوطة ولا أعلم أنّه طبع، وهو في دار الكتب المصريّة:(61) فقه حنبلي وغيرها، وشرحه أحمد بن عبد الله البعليّ الفرضيّ (ت 1189 هـ)، وسمّى شرحه «الرّوض النّديّ» وهو مشهور.-

ص: 903

القبودي، وكان عالما ورعا، عابدا، قطع أوقاته بالعلم والعبادة والكتابة والدّروس والطّلب، حتّى مكّن الله تعالى منزلته من القلوب، وأحبّه الخاصّ والعامّ، وكان ديّنا، صالحا، حسن الخلق والصّحبة، متواضعا، حلو العبارة، كثير التّحرّي في أمر الدّين والدّنيا، منقطعا إلى الله تعالى، وكان كثيرا ما يورد كلام الحافظ أبي الحسن عليّ بن أحمد الزّيديّ- نسبة لزيد بن عليّ؛ لأنّه من ذرّيّته- ويستحسنه، وهو قوله:«اجعلوا النّوافل كالفرائض، والمعاصي كالكفر، والشّهوات كالسّمّ، ومخالطة النّاس كالنّار، والغذاء كالدّواء» ، وكان في أحواله مستقيما على أسلوب واحد منذ عرف، فكان يأتي من بيته إلى المدرسة/ العمريّة في الصّباح فيجلس فيها، وأوقاته مقسّمة إلى أقسام؛ إمّا صلاة، أو قراءة قرآن، أو كتابة، أو إقراء، وانتفع به خلق كثير وأخذ عنه الحديث جمع من أعيان العلماء منهم الإمام المحقّق محمّد بن محمّد بن سليمان المغربي، والوزير الكبير مصطفى باشا بن محمّد باشا الكوبري، وابن عمّه حسين الفاضل، وأشياخنا الثّلاثة أبو المواهب الحنبلي، وعبد القادر بن عبد الهادي، وعبد الحيّ العكريّ الحنبليّ وغيرهم، وحضرته أنا، وقرأت عليه في الحديث، واتّفق أهل عصرنا على تفضيله وتقديمه، وله لطائف ومحاسن مع العلماء، وولي خطابة الجامع المظفريّ المعروف بجامع الحنابلة، وكان

-- وكتابه «بغية المستفيد في التّجويد» ، وعقيدة لخّصها من عقيدة ابن حمدان وسمّاها:«قلائد العقيان» ، والرّسالة في أجوبة أسئلة الزّيدية. ذكر الأستاذ الزّركلي في «الأعلام» هذه الثّلاثة وأنّها موجودة وأحال على «تاريخ الأدب العربي» لبروكلمان، الملحق:(2/ 448).

ص: 904

النّاس يقصدون الجامع المذكور للصّلاة خلفه، والتّبرّك به

(1)

، وبالجملة فقد كان بقيّة السّلف، وبركة الخلف.

وكانت وفاته سنة 1083، ودفن بالسّفح وكانت جنازته حافلة جدّا.

- انتهى-.

أقول: لم يذكر مصنّفاته لأنّها لم تكن على قدره فمنها «مختصر في الفقه سمّاه «أخصر المختصرات» وآخر أكبر منه قليلا سمّاه «كافي المبتدي» و «ربع العبادات في الصّلاة والصّيام والحجّ» و «الآداب الشّرعيّة» و «رسالة في قراءة عاصم» و «بغية المستفيد في أحكام التّجويد» و «قلائد العقيان في اختصار عقيدة ابن حمدان» وغير ذلك، وممّن أخذ عنه وانتفع به الشّيخ المعمّر أبو التّقى عبد القادر التّغلبيّ، والفقيه النّبيه الشّيخ عبد الرّحمن بن ذهلان النّجديّ وخلق.

579 -

‌ محمّد بن جعفر بن عليّ اليونيني، البعليّ

.

579 - ابن الشّويخ البعليّ، (؟ -؟):

أخباره في «معجم ابن حجر» : (382)، و «الضّوء اللامع»:(7/ 210).

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- محمد بن حجّي بن محمد بن عبد الرّحمن السّلّومي الحنبليّ.

ذكره ابن زريق المقدسيّ في «ثبته» : ورقة (12، فما بعدها)، وأثبت سماعه في مواضع، وسماع ربيبه محمد بن حسن بن محمد بن علي البقاعي الشهير ب «ابن عكاش» ويظهر أن ابن عكاش هذا كان صغيرا أثناء السّماع.

(1)

انظر التعليق على الترجمتين رقم 5، 37.

ص: 905

قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن الشّويخ» سمع على بشر وعمر ابني إبراهيم البعليّ، وأبي الطّاهر محمّد بن عبد الغنيّ الدّريبيّ، وحدّث، سمع منه الفضلاء كابن موسى، وشيخنا الآبيّ، وكان سماعهما سنة 815.

وقال شيخنا في «معجمه» أجاز في استدعاء ابنتي رابعة، وكان شيخ زاوية عبد الله اليونيني ببعلبكّ.

580 -

‌ محمّد بن حسب الله بن خليل الخثعميّ، بدر الدّين

.

قال في «الدّرر» : ولد سنة 699، وسمع من أبي الحسين بن هارون، والسّراج القوصيّ، وغيرهما، وحدّث، سمع منه الفضلاء.

مات قبل السّبعين وسبعمائة.

581 -

‌ محمّد بن حسن بن أحمد بن عبد الهادي

بن عبد الحميد بن عبد الهادي الشّمس المقدسيّ الأصل، البقاعيّ، الصّالحيّ، أخو أحمد الماضي،

580 - بدر الدّين الخثعميّ، (699 - قبل 790 هـ):

أخباره في «الدّرر الكامنة» : (4/ 38)، وفيه: «سمع منه القاضي جمال الدّين ابن ظهيرة، والمحدّث برهان الدّين الحلبيّ، وابن الفاقوسي

وغيرهم».

أقول: ذكره ابن ظهيرة في معجمه «إرشاد الطالبين

»: (57)، قال:«محمّد بن حسب الله بن خليل بن حمزة الخثعميّ الحنبليّ، أبو عبد الله بن أبي محمد، بدر الدين بن الإمام جمال الدّين. ولد سنة تسع وتسعين وستمائة. وسمع من أبي الحسن بن هارون، والسراج عمر بن النّصير القوصيّ المعروف ب «الزّاهد» والحسن ابن عمر الكردي».

581 -

ابن عبد الهادي البقاعيّ، (778 - 843 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 52).-

ص: 906

ويعرف ب «ابن عبد الهادي» .

قاله في «الضّوء» ، وقال: أحضر في الثّانية سنة 780 على أبيه وجدّه وعمّه إبراهيم بن/ أحمد، وموسى بن عبد الله المرداويّ، ثمّ سمع على عمّه وغيره، وممّا سمعه على أبيه ثاني «الحربيّات» وحدّث، وسمع منه الفضلاء كابن فهد، وكان خيّرا، ساكنا، ماهرا في التّجليد، من بيت حديث ورواية.

مات بدمشق سنة 843 أرّخه ابن اللّبّوديّ.

582 -

‌ محمّد بن حسن بن غيث الحمصيّ

.

قال في «الضّوء» : ذكره النّجم عمر بن فهد في «معجمه» ، وقال: إنّه إمام، عالم، فقيه، له يد في النّحو بحيث يقرئ «ألفيّة ابن مالك» إقراء جيّدا، ويفيد فيه فوائد نفيسة، ذو إلمام بعلل الحديث، ونظم بالطّبع، مع عقل ومدارة، وعرض عليه قضاء بلده فأبى.

- وينظر: «الضّوء اللامع» : (7/ 218).

* وممّن عاصر المؤلّف- رحمه الله:

- محمّد بن حسن بن عمر الشّطّيّ البغداديّ الأصل الدّمشقيّ، (ت 1307 هـ).

يراجع: «حلية البشر» :؟ 3/ 1623).

582 -

ابن غيث الحمصيّ، (؟ -؟):

أخباره في «الضّوء اللامع» : (8/ 278)، «محمد بن غيث» .

ولم أجده في «معجم ابن فهد» .

ويراجع: هل له صلة ب «زيد بن غيث العجلوني» هل هذا ابن أخيه مثلا؟ ذكره المؤلّف في موضعه، وهما متعاصران كلاهما من شيوخ ابن فهد.

ص: 907

583 -

‌ محمّد بن حسن بن محمّد بن عبد القادر

، شمس الدّين بن البدر الحسنيّ، البغداديّ، ثمّ القاهريّ، القرافيّ، القادريّ، شيخ طائفته.

قاله في «الضّوء» ، وقال: ولد سنة 840 - تقريبا- بالخاتونيّة من بغداد، وتحوّل منها مع أبيه فقطن القاهرة، وحفظ القرآن عند فقيهنا ابن أسد وغيره، واشتغل قليلا، وسمع على شيخنا، والعزّ بن الفرات، وحضر عند العزّ الحنبليّ وغيره دروسا بالشّيخونيّة، لكونه من صوفيّتها، واستقرّ في مشيخة الطّائفة القادريّة بعد ابن عمّه زين العابدين

(1)

، وحجّ غير مرّة منها في سنة 89

583 - شمس الدّين القادريّ، (840 - 899 هـ):

ولم أجده في موضعه في «الضّوء» . ولم أعثر على أخباره.

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- محمّد بن حسن الأسطواني (983 هـ).

يراجع: «النّعت الأكمل» : (149).

- محمّد بن حسين الأسطواني أيضا (ت 987 هـ).

يراجع: «النّعت الأكمل» : (153).

* ولعلّ من الحنابلة أيضا:

- محمّد بن حمد بن عبد المنعم بن حمد بن المنيع الحرّاني المعروف ب «ابن البيّع» (ت 772 هـ) ذكره ابن ظهيرة في «إرشاد الطالبين .. » (60)، والحافظ ابن حجر-

(1)

زين العابدين هذا لم أهتد إلي ترجمته، وقد لا يكون من أهل العلم أصلا فطوائف الصّوفية تقاد بالجهلة والمجاذيب، لذا ليس غريبا أن لا توجد أخباره. وحتى صاحبنا المترجم ليس في أخباره ما يدلّ على علم وفقه، لذا لم يهتم به المؤرخون والمترجمون، ولو أنّ المؤلّف أغفله كان أليق به وأجدر.

ص: 908

في ركب ابن البقاء ابن الجيعان، وفي سنة 97 صحبة ابن الزّمن، ودخل الشّام، وزار بيت المقدس سنة 98، وهو خيّر، عاقل، متودّد كثير التّحرّي في الطّهارة والنّيّة، متقلّل من الاجتماع ببني الدّنيا، كثير المحاسن، عادت عليه بركة قريبه زوج أخته البرهان القادريّ، وهو في زيادة ونموّ.

مات ليلة الخميس سابع ذي الحجّة سنة 899، ودفن من الغد بزاويتهم وتأسّفنا على فقده.

584 -

‌ محمّد بن حمد- بالتّحريك- الهديبيّ

-

بضمّ الهاء وإسكان الياء التّحتيّة، بصيغة التّصغير- نسبة إلى جدّ له يسمّى هديبا- التّميميّ، الزّبيريّ مولدا ومنشأ، المكّيّ المدنيّ جوارا، المدنيّ جوارا، المدنيّ مدفنا، شيخنا، الصّالح، العابد، الورع، الزّاهد، الفقيه، النّبيه، التّقيّ، النّقيّ.

ولد في بلد سيّدنا الزّبير من أعمال البصرة في حدود سنة 1180 وبها نشأ، فقرأ القرآن ثمّ العلم تفسيرا، وحديثا، وفقها، وفرائض، ونحوا على الشّيخ إبراهيم بن جديد وغيره، ولكنّه اختصّ به، ولازمه ملازمة كلّيّة، وانتفع ببركته، وأحبّه الشّيخ محبّة أكيدة، وأخبرني أنّه قال: خطب إليّ شيخي بنتي

- في «الدّرر» : (4/ 51)، وقال:«سمع «جزء البانياسيّ» بقراءة الشيخ تقي الدّين ابن تيميّة على عمته ستّ الدار بنت مجد الدين ابن تيميّة حاضرا في سنة 683

».

584 -

الهديبيّ التّميميّ النّجديّ الأصل الزّبيريّ ثم المدنيّ، (في حدود 1180 - 1261 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 218)، و «علماء نجد»:(3/ 796)، و «إمارة الزّبير»:(3/ 74). ونقلوا جميعا عن «السّحب» دون زيادة تذكر.

ص: 909

فأجبته فقال لي: لا، أخاف عليك من كلام النّاس، لأنّك قبيليّ وأنا لست بقبيليّ

(1)

، وهذا عند النّاس مستنكر، فقلت: لا أسأل عن كلام النّاس، فقال 216/ لا أرضى أن يتكلّم فيك أحد/ وقال: لمّا عزمت على الرّحلة لسكنى الحرمين الشّريفين عذلني وقال لي: أين تفارق أصحابك تستوحش لهم ويستوحشون لك؟ ولا تجد من يذاكرك بالفقه، وكلاما من هذا القبيل، فلم ألتفت، فلمّا رآني مصمّما بكى، وقال: يا ليتني شعرة في جسدك، فكاد ينخلع قلبي لفراقه، وكدت أرجع عن عزمي، ولكن سبق في علم الله مجاورتي، فخرجت ومررت في طريقي بسوق الشّيوخ، فعرض عليّ شيخ المنتفق الإقامة عندهم، ورغّبني بكلّ طريق، فلم أمل إلى ذلك، فألحّ عليّ وقال: إذا مات قاضينا نولّيك قضاء بلادنا فجاريته على مقدار عقله، وقلت له: اكتب لي صكّا أنّي أعيش بعده، فعرف غفلته، وسرت إلى أن وصلت المدينة المنوّرة وأخذت عن علمائها كالشّيخ مصطفى الرّحمتي وغيره، وفي الحديث وفي الفقه عن الشّيخ أحمد ابن رشيد الحنبليّ، وقد أخذت عن شيخه علّامة الزّمن الشّيخ محمّد بن فيروز حين قدم علينا البصرةلسكناها، وأجازني فقد شاركت الشّيخ أحمد في بعض مشايخه، فصرت أنا مقرئ دروسه مدّة، ثمّ هجم علينا سعود فصانعهم الشّيخ أحمد

(2)

، وسلك معهم، وقطعت حضور دروسه من يومئذ

(1)

القبيليّ- عند أهل نجد-: هو الذي ينتمي إلى أرومة عربيّة، فينسب إلى قبيلة عربيّة معروفة. وغير القبيلي: هو الذي إمّا لا ينتمي إلى قبيلة عربيّة، وإمّا لم يحفظ انتماؤه إليها.

(2)

ذكرنا في ترجمة «أحمد بن رشيد الأحسائي» زيف كلام المؤلّف- عفا الله عنه--

ص: 910

فعاتبني، فقلت له، لا بدّ أنّهم يأمرونك بقراءة رسائلهم الّتي فيها تكفير المسلمين، فكيف أقرؤها أو أسمعها؟ ثمّ قلت له: أما تذكر حين أجازك شيخنا المرحوم الشّيخ محمّد بن فيروز وأوصاك بوصيّة منها:

احذر تصب بعارض

من محق أهل العارض

فقد ظهرت إشارته وتحقّقت مكاشفته فقال: الله يعلم أنّي معهم بالظّاهر لا بالباطن، فقلت: ولم؟ قال: لأدافع عن نفسي وعن أصحابي مثلك، ولقد صدق فإنّه دافع ونفع. وقال: كنت سألت الله تعالى: أن يرزقني أربع خلال؛ أن يرزقني الإقامة بالمدينة أوّلا عشرين سنة، والإقامة بمكّة عشرين، وأن يجعل موتي بالمدينة، وأن لا أقطع الدّروس إلّا لمرض الموت، وأن يرزقني ولدا يقرأ القرآن ويطلب العلم ثمّ يموت حتّى أحتسبه عند الله، وقد استجاب الله له فيهنّ جميعا، فجاء ولده عبد الله قرأ القرآن حفظا، وقرأ في العلم فتوفّاه الله وجاور بالمدينة عشرين سنة، ثمّ تحوّل إلى مكّة فجاور بها عشرين، فلمّا تمّت سنة 1257 عزم على التّوجّه للمدينة والإقامة بها إلى الممات، فبلّغه الله ذلك، وما قطع الدّرس إلّا لمرض موته.

- وتحامله على دعوة الشّيخ ومهاجمة أتباعها وإغفالهم بالكلّية، ومن أحبّه منهم وذكره اتّهمه بالمصانعة والمجاملة والنّفاق والرّياء، وهذا خلق ذميم، وتجنّ ظاهر على الدّعوة وعلمائها.

ورأيت خطّ يد المترجم ناسخا لكتاب في الفرائض لعلّه من تأليفه في المكتبة الوطنية بعنيزة التابعة للجامع الكبير. ومكتبته حافلة بالكتب، رأيت بعض الكتب عليها خطّه وقراءته في بعض المكتبات في عنيزة، ويظهر أنّ له بعلمائها صلة ما، وربما أنه أقام بها مدّة، أوقف كتبه بها كما يظهر مما كتب على أغلبها.

ص: 911

قال تلميذه وصهره على ابنتيه الرّجل الخيّر صالح بن محمّد بن جوعان

(1)

: ما وضعنا الكراريس في كتبها إلّا بعد موته، / يعني أنّه لم ينو ترك الدّروس فقد استجاب الله دعاءه، وحقّق رجاءه، وكان قويّ الرّجاء بربّه، كثير الثّناء عليه سبحانه، دائما يعدّد نعمه عليه، وكان في أوّل مجاورته بمكّة تسبّب بالتّجارة، مع غاية التّحرّي، وتصحيح العقود، والقناعة بالرّبح اليسير، مع ملازمته على الدّروس والعبادة، ثمّ ترك التّجارة، وانقطع لا يخرج من المسجد إلّا لبيته، لما لا بدّ له منه، مواظبا على الصّلاة مع الإمام الأوّل، خلف الإمام، كان كثير الخشوع، دائم السّجود والرّكوع، عابدا، ورعا، لا يأكل شيئا من مال السّلاطين، بل يقبضه ويعطيه لبعض تلامذته، كثير القراءة لكتب التّفسير والحديث، إذا قرأها لا يملك عينيه من البكاء، خصوصا الغزوات، ولا يخلّ بوظائفه اللّيليّة والنّهاريّة إلّا من عذر شرعيّ، ولا يكاد يرى في طريق إلّا لزيارة القبور، أو لعيادة مريض، ويعتكف العشر الأواخر من رمضان كلّ سنة، ولا يخرج من معتكفه إلّا بعد صلاة العيد كما هو السّنّة في مذهبه بثياب اعتكافه، وأوّل ما يخرج يذهب لزيارة المعلاة قبل أن يدخل بيته، ولا يذهب إلى أحد، ولا يشتهي أن يجيء عنده أحد، ومن تطلّبه ففي الدّرس، أو خلف الإمام.

(1)

هو صالح بن محمّد بن جوعان العنيزيّ الأصل ثم المدنيّ، صهر الشّيخ على ابنتيه الاثنتين كذا قال شيخنا ابن بسّام وقال:«من أهل عنيزة، سكن المدينة وأوقف فيها وقفا جعل عليه العالم الحنبليّ الّذي يدرّس في المسجد النّبويّ الشّريف، ولا يزال وقفه موجودا عامرا جاريا على مصرفه حسب نصّ الواقف» .

ص: 912

توفّي في المدينة المنوّرة ثالث عشري ذي القعدة سنة 1261، ودفن بالبقيع.

585 -

‌ محمّد بن خالد بن موسى الحمصيّ

، القاضي، شمس الدّين، الحلبيّ المعروف ب «ابن زهرة» بفتح الزّاي، أوّل حنبليّ، ولي قضاء حمص.

كان أبوه خالد شافعيّا، يقال: إنّ شخصا رأى النّبيّ صلى الله عليه وسلم في النّوم وقال له: إنّ خالدا، ولد له ولد حنبليّ فاتّفق أنّه كان ولد له هذا، فشغله لمّا كبر بمذهب الحنابلة، وقرأ على ابن قاضي الجبل، وزين الدّين بن رجب وغيرهما، وولي قضاء حمص، وتوفّي سنة 829. قاله في «الشّذرات».

586 -

‌ محمّد بن خليل بن محمّد بن طوغان الدّمشقيّ

الحريريّ، شمس الدّين المعروف ب «ابن المنصفيّ» .

585 - ابن زهرة الحمصيّ، (؟ - 829 هـ):

أخباره في «المنهج الأحمد» : (483)، و «مختصره»:(187).

وينظر: «إنباء الغمر» : (3/ 493)، و «الشّذرات»:(7/ 195)، وفيات سنة 830 هـ. وتقدم ذكر جملة من أهل بيته.

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- محمّد بن خليل بن قيصر القبيباتيّ (ت 975 هـ).

يراجع: «النّعت الأكمل» : (133).

586 -

المنصفيّ الحريريّ، (746 - 803 هـ):

أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 409)، و «الجوهر المنضّد»:(163)، و «المنهج الأحمد»:(476)، و «مختصره»:(172)، و «التّسهيل»:(2/ 23).

وينظر: «ذيل التّقييد» : (39)، و «الرّدّ الوافر»:(84)، و «شرح بديعية الزّمان»: -

ص: 913

قال في «الإنباء» : ولد سنة 746، واشتغل في الفقه، وشارك في العربيّة والأصول، وسمع الكثير من أصحاب ابن البخاري، وسمع أيضا بمصر، وحصلت له محنة بسبب مسألة الطّلاق المنسوبة إلى ابن تيميّة، ولم يرجع عن اعتقاده، وكان ديّنا، خيّرا، صيّنا، سمعت منه شيئا.

ومات في شعبان سنة 803 بعد أن عوقب، واستمرّ متألّما، وقال ابن حجّي

(1)

كان فقيها، محدّثا، حافظا، قرأ الكتب، وضبط وحرّر، وأتقن، وألّف، وجمع مع المعرفة التّامّة، وتخرّج بابن المحبّ، وابن رجب، وكان يفتي ويتقشّف، مع الانجماع، ولم يكن الحنابلة ينصفونه، وكان في حال طلبه يعمل الأزرار في حانوت، ثمّ ترك وأقام بالضّيائيّة، ثمّ بالجوزيّة.

- (159)، و «لحظ الألحاظ»:(185)، و «إنباء الغمر»:(2/ 185)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 219)، نسخة تركيا، و «معجم ابن فهد»:(103)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 443).

قال ابن ناصر الدّين- رحمه الله في «بديعيته» :

محمد ذا المنصفي الحنبلي

ضم الحديث جهده فأجمل

قال في الشرح: «

وكان حافظا، متقنا، نبيها، ناقدا، علامة، فقيها».

* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:

- محمد بن خليل بن هلال بن حسن الحنبلي.

يراجع: «المنهج الجلي» : (84).

(1)

كلام ابن حجي نقله عنه تلميذه ابن قاضي شهبة في «تاريخه» .

ص: 914

587 -

‌ محمّد بن ربيعة العوسجيّ، النّجديّ

.

قرأ على مشايخ نجد، منهم الشّيخ أحمد بن محمّد القصيّر، ومنهم الشّيخ عبد الله بن ذهلان، واشترى كتبه بعد موته، وفيها كتب بديعة، وكتب بخطّهالحسن جملة، ومهر في الفقه، وكان قاضي بلد ثادق، من وادي سدير. توفّي سنة 1158/.

587 - ابن ربيعة العوسجيّ الثّادقيّ النّجديّ، (؟ - 1158 هـ):

أخباره في «التّسهيل» : (2/ 175). وينظر: «عنوان المجد» : (1/ 47)، و (2/ 332، 337، 342)، و «تاريخ الفاخري»:(105)، و «تاريخ بعض الحوادث»:(107)، و «علماء نجد»:(3/ 797).

من متقدّمي علماء نجد، ومن أمثل تلاميذ شيخها وعلّامتها عبد الله بن ذهلان- رحمه الله ينتهي نسب المذكور إلى الدّواسر، وهي قبيلة مشهورة في نجد ينتهي نسبها إلى قحطان.

وثادق: البلدة التي ولي قضاءها واشتهر فيها هي عاصمة بلدان المحمل، إحدى مناطق بلاد اليمامة في إقليم نجد إلى الشمال من مدينة الرياض. وليست من وادي سدير.

قال الأستاذ عبد الله بن خميس في «معجم اليمامة» : (1/ 221): «

بلد واقع في إقليم المحمل من اليمامة، وهي قاعدة الإقليم

» ونقل عن شيخنا حمد الجاسر- حفظه الله- أنّ ثادق المذكورة في الأشعار والنّصوص المتقدّمة واد يقع في أعلى القصيم، وهو من روافد وادي الرّمة.

أقول: ثادق القصيم الّتي ذكرها شيخنا هي التي تعرف اليوم بثادج- بالجيم في آخرها بدل القاف-، وأقيمت فيه بلدة تعرف باسمه «ثادج» - بالجيم- هي الآن هجرة للبيضان من حرب فيها نخيل ومزارع.

نعود إلى ثادق المحمل اليماميّة فنقول: -

ص: 915

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

- هذه البلدة لها ارتباط وثيق بصاحب التّرجمة فقد ذكر الشّيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى في «تاريخ بعض الحوادث» : (62): «[سنة 1079 هـ] قال: وفي هذه السّنة عمرت بلد ثادق، عمروها آل عوسجة، من الدّواسر وغرسوها «كذا» عمروها والصّواب: غرسها عمرها».

وذكر ابن بشر في «عنوان المجد» : في حوادث سنة 1104 هـ، قال:«سطا آل عوسجة على أحمد بن حسن بن حنيحن في «البير» [اسم بلدة من بلدان المحمل] وقتلوه».

وذكر الأستاذ عبد الله بن خميس جملة ممّن اشتهر بها وعلى رأسهم المترجم، وذكر جملة منهم، ثمّ قال:«وذرّيّة الشّيخ محمّد بن ربيعة» .

وذكر شيخنا الأستاذ حمد بن محمّد الجاسر- حفظه الله- في «جمهرة الأسر

» آل عوسجة في ثادق، وذكر الشّيخ وابنه عبد الرّحمن، والشّيخ محمد بن سلطان، ومحمد ابن عبّاد، ومنيع بن محمّد، وسنذكر كلّ واحد منهم في موضعه إن شاء الله وذكر قبلهم الشّيخ حمد بن عبد العزيز بن محمد

العوسجيّ (ت 1330 هـ).

وهذا لا يدخل في شرطنا لتأخّر زمانه. وذكر أنّهم من البدارين من الدّواسر.

أمّا ابن المترجم عبد الرّحمن بن محمّد بن ربيعة العوسجيّ فذكره شيخنا ابن بسّام في ترجمة أبيه وقال: «رأيت له فتاوى وأجوبة على أسئلة» .

ويا ليت الشّيخ ترجم له وطرّز التّرجمة بجملة من فتاواه وأجوبته؛ لأنّ هذه الفوائد تعطي التّرجمة رواء، وطالب العلم فائدة.

ويظهر أنّه هو الذي كاتبه شيخ الإسلام محمّد بن عبد الوهّاب رحمه الله وسمّاه ابن غنّام في «تاريخه» : (2/ 190) عبد الرّحمن بن ربيعة مطوّع ثادق، وكان موافقا للشّيخ في دعوته وورد في رسالة الشّيخ في مخاطبته إيّاه:« .. فأنت أخونا وحبيبنا» .

ص: 916