الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
588 -
محمّد بن رمضان بن عبد الله الدّمشقيّ، شمس الدّين
.
قال في «الدّرر» : ولد سنة 6 أو سنة 667، وسمع على ابن أبي عمر، وابن عساكر، وابن القوّاس وغيرهم، وأجاز له ابن أبي الخير، وابن علّان، وابن شيبان والفخر، وابن المجاور وآخرون، وخرّج له محمّد بن سعد «مشيخة» سمعها منه الحسينيّ وشيخنا وآخرون، وقال ابن رافع: كان يشهد ويؤمّ بالمسجد [بالحويرة].
توفّي في مستهلّ ذي الحجّة سنة 758.
589 -
محمّد بن سالم بن سالم بن أحمد بن سالم، الشّمس المقدسيّ الأصل، القاهريّ، الصّالحيّ، الماضي أبوه، القاضي، مجد الدّين سالم
.
588 - ابن رمضان الدّمشقيّ؟!
أسقط المؤلّف- عفا الله عنه- هنا اسم والده؛ فهو محمّد بن أحمد بن رمضان لذا كرّره هنا في محمد بن رمضان وهو نفسه صاحب التّرجمة رقم (530) وهنا أودّ أن أصحح في نسبته «الجزيري» وقد رسمتها «الحريوي» في «المقصد» وهو خطأ ظاهر عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ، والجزيريّ أو الجزريّ في المصادر، وأظنّ أنّ صحتها:
«الحويريّ» نسبة إلى مسجد الحويرة.
قال الحافظ ابن رافع السّلامي في «وفياته» : (2/ 206): «وكان يؤمّ ويشهد بمسجد الحويرة» ، والحويرة: حارة بدمشق قبلي الجامع. «الذّيل على الرّوضتين» :
106، و «المشتبه في الرّجال»:(1/ 194) عن هامش الوفيات»، جزى الله محقّقه خيرا.
589 -
ابن القاضي مجد الدّين سالم، (819 - بعد سنة 888 هـ):
أخباره في «الضّوء اللامع» : (7/ 248)، ووالده تقدّم ذكره في موضعه.
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن سالم» ولد في رمضان سنة 819، ومات أبوه وهو صغير، ونشأ فحفظ القرآن، وكان والده في مرضه استناب تلميذه العلاء الكنانيّ في تدريس الجماليّة، والحسنيّة، والحاكم، وأمّ السّلطان، فلمّا مات استمرّ نائبا عن والده إلى أن مات مع تعاطيه معلوم النّيابة، ولم يمكّنه من مباشرتها لقصوره وعدم تأهّله، وإن ولّاه قاضيا، وبعده ساعده الشّمس الأمشاطيّ حتّى باشرها، مع إمامة الصّالحيّة وغيرها من الجهات، وحجّ في سنة 888، وجاور في الّتي بعدها وهو خيّر، متقلّل، قانع، عفيف، سليم الصّدر، منجمع عن النّاس، متواضع، له إلمام بالميقات، وشدّ المياكيب وعنده منها جملة.
590 -
محمّد بن سالم بن عبد الرّحمن بن عبد الجليل الدّمشقيّ، ثمّ المصريّ، شمس الدّين، الإمام، العالم، العامل، التّقيّ
.
590 - ابن عبد الجليل، (؟ - 777 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 417)، و «الجوهر المنضّد»:(122)، و «المنهج الأحمد»:(464)، و «مختصره»:(164)، و «التّسهيل»:(2/ 2).
وينظر: «الشّذرات» : (6/ 254).
وممّن أسقطهم المؤلّف- عفا الله عنه- عمدا من علماء الدّعوة:
- محمّد بن سلطان العوسجيّ (ت 1223 هـ).
من ذوي قرابة محمّد بن ربيعة الآنف الذّكر، ولا أعرف صلة القرابة بينهما إلّا أنهما معا من بلدة ثادق، ومن أسرة واحدة من آل عوسجة من البدارين من الدّواسر القبيلة القحطانية المشهورة.
ومحمّد بن سلطان هذا ممّن قدم الدّرعية، وقرأ على الإمام المجدّد شيخ الإسلام-
كان مقيما بالشّام فحصل له رمد ونزل بعينيه ماء فتوجّه إلى مصر للتّداوي، ونزل في مدارس الحنابلة، وحصل له تدريس مدرسة السّلطان حسن.
وتوفّي يوم السّبت سادس عشر شعبان سنة 777 بالقاهرة. قاله في «الشّذرات» .
591 -
محمّد بن طراد الدّوسريّ نسبا، من آل أبي الحسن
.
- محمّد بن عبد الوهّاب، ولمّا حصّل عيّنه الإمام عبد العزيز قاضيا في المحمل، وهو بلده، ثم قاضيا في الأحساء في زمن الإمام سعود حتى توفي فيها سنة 1224 هـ.
قال ابن بشر عند ذكره قضاة الإمام سعود: «
…
وقاضيه على الأحساء محمّد بن سلطان العوسجيّ، من أهل بلد ثادق، فلمّا توفي جعل مكانه عبد الرّحمن بن نامي من أهل العيينة»، وكان ابن بشر قد قال:«وفيها أعني سنة ثلاث وعشرين بعد عيد النّحر مات قاضي الأحساء محمّد ابن سلطان العوسجيّ» ومثله قال الفاخريّ.
يراجع: «عنوان المجد» : (1/ 192، 299، 363)، و «تاريخ الفاخري»:
136.
ولم يذكره شيخنا ابن بسّام فكان مستدركا عليه، وذكره ابن عثيمين في «التّسهيل»:(2/ 200) عن ابن بشر دون زيادة.
والقاضي عبد الرّحمن بن نامي هذا يراجع في موضعه من الاستدراك.
591 -
ابن طراد الدّوسريّ، (؟ - 1225 هـ):
العالم الرّحالة المفيد.
يكتنف أخباره كثير من الغموض شأن كثير من علماء نجد قبل وبعد دعوة الشّيخ محمّد بن عبد الوهّاب رحمه الله.
اسمه كاملا محمّد بن عبد الله بن حمد بن طراد الدّوسريّ، وأصله من آل سيف من-
ولد في سدير من نجد، وقرأ على مشايخها، ثمّ ارتحل إلى الشّام فقرأ على علمائها، ومنهم السّفّارينيّ- فيما أظنّ- ثمّ رجع إلى بلده فقرأ عليه جماعة منهم شيخنا الشّيخ عبد الله أبا بطين.
توفّي بعد المائتين والألف.
- أهل العيينة، وأسرته يقال لهم: آل أبا حسين (كذا؟)، وأصله من بلدة حرمة في سدير. «معجم اليمامة»:(1/ 309).
ومولد المترجم في حوطة سدير، قرأ على علماء بلده، ثم رحل إلى الشّام للتّزود بالعلم وذلك عام 1177 هـ وسجّل مشاهداته ورواياته في «رحلته» .
«علماء نجد» : (3/ 810)، نقلا عن الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمد بن سليمان بن عبد الرّحمن الشّيبانيّ النّهرماري البغدادي.
ذكره ابن ظهيرة في معجمه «إرشاد الطالبين .. » : (72)، وابن حجر في «الدّرر الكامنة:» (4/ 69).
- ومحمّد بن سويلم العريني القاضي في بلد الدّلم (ت؟).
يراجع: «علماء نجد» : (3/ 799).
- محمّد بن سعيد بن أبي المنى الحلبيّ الحنبليّ (ت 754 هـ).
أخباره في «المعجم المختص» : (231)، و «الدّرر الكامنة»:(4/ 66). وقد استدركه المؤلّف- رحمه الله على الحافظ ابن رجب من كتاب «المشتبه» للحافظ الذهبي الذي أورده ولم يذكر وفاته، والصحيح أنه يستدرك عليه هو هنا لمّا ظهرت سنة وفاته.
592 -
محمّد بن سيف العتيقيّ
.
رأيت له منظومة في الآداب الشّرعيّة لطيفة أوّلها:
أرى المجد صعبا غير سهل التّناول
…
أبيّا شديدا معجزا للمحاول
وهي طويلة، وسمعت بعض الصّلحاء يذكر له كرامة نقلها له بعضهم، وهي: أنّ المذكور حجّ ثمّ زار النّبيّ صلى الله عليه وسلم
(1)
فلمّا خرجتالقافلة خارج المدينة
592 - ابن سيف العتيقيّ النّجديّ ثمّ الزّبيريّ، (؟ - قبل 1200 هـ):
أخباره في «علماء نجد» : (3/ 800)، و «إمارة الزبير»:(3/ 88) عن المؤلّف.
وزاد شيخنا ابن بسّام- حفظه الله-: «ورأيت له قصيدة في فضل العلم والمتعلم
…
» وأورد منها أبياتا، ويا ليته نقلها كاملة.
وقال: «وانقطع عقبه» .
* وممّن يذكر هنا مستدركا على الشيخ- رحمه الله:
- محمّد بن عبّاد الدّوسريّ العوسجيّ (ت 1175 هـ).
هو أيضا من آل عوسجة أهل بلدة ثادق التي تقدّم ذكرها في ترجمة الشيخ «محمّد بن ربيعة» والشيخ «محمّد بن سلطان» ولا أعلم مدى صلته بهما ومولده في قرية اسمها «البير» من قرى ثادق في إقليم المحمل من الأقاليم اليماميّة ثم النّجدية شمال مدينة الرّياض. يراجع عن البير. «معجم اليمامة» : (1/ 192).
ألّف ابن عبّاد المذكور نبذة تاريخيّة في حوادث وأخبار نجد، قال شيخنا ابن بسّام:
«تقع في ثمان صفحات ابتدأ فيها من عام 1015 هـ إلى السنة التي توفي فيها وهي عام 1175 هـ» .-
(1)
انظر التعليق على الترجمة رقم 71.
وعزم المذكور على الذّهاب معهم إلى بلده رأى النّبيّ صلى الله عليه وسلم في النّوم وقال له: يا محمّد كيف تخرج من عندنا وأنت من جيراننا؟ فلمّا أصبح نأى عن السّفر ورجع إلى المدينة، فأقام فيها أيّاما قلائل، ثمّ توفّاه الله تعالى فيها، ولا أدري متى؟ ولكنّ غالب ظنّي أنّه قبل المائتين بقليل أو بعدها بقليل والعلم لله سبحانه.
- ذكر في هذه النّبذة تنقلاته ورحلاته بين قرى سدير والمحمل لطلب العلم، وكان من أبرز شيوخه الشّيخ فوزان بن نصر الله بن مشعاب العنيزيّ الأصل المقيم في روضة سدير وحدّد هذه القراءة في عام 1134 هـ كما ذكر أنه في هذا العام كتب «شرح منتهى الإرادات» عند الشّيخ عجلان بن منيع الحيدريّ، وعيّن سنة 1154 هـ قاضيا في ثرمداء البلد المعروفة في بلاد الوشم، وبقي فيها في منصب القضاء حتّى توفي في العام المذكور. قال الشّيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى في حوادث سنة 1175 هـ: «ووقع في بلدان سدير وباء مات فيه خلق منهم
…
والشّيخ محمّد بن عبّاد الدّوسريّ». أرسل إلى الشيخ المجدّد محمد ابن عبد الوهّاب أوراقا يشرح فيها تقرير التّوحيد طلب من الشّيخ أن يبين له إن كان فيها مخالفة لمذهب السّلف فأجابه الشّيخ إجابة شافية، أوضح فيها بعض الملاحظات وأثنى عليها ثناء جميلا، ثم حذره في كتابه إليه مما خاض به بعض علماء نجد من أهل الوشم وسدير من مخالفة في توحيد الألوهيّة ومناقضة ما ذهب إليه الشيخ من تصحيح العقيدة خاصّة ما كتبه وروّج له ابن عفالق وابن سحيم والمويس وأحمد بن يحيى مطوّع رغبة.
تجد هذه الرسالة مفصّلة في «تاريخ ابن غنّام» : (2/ 70 - 76).
يراجع: «تاريخ بعض الحوادث» : (11)، و «علماء نجد»:(3/ 812).
- والشيخ عجلان بن منيع الحيدري؟!
لم أجد له أخبارا، وهو مستدرك على علماء الحنابلة، وعلماء نجد، والله تعالى أعلم.
593 -
محمّد بن عبد الأحد بن محمّد بن عبد الواحد
(1)
بن عبد الرّحمن بن عبد الخالق بن مكّيّ بن يوسف بن محمّد، الشّمس، أبو الفضائل ابن القاضي الزّين أبي المحاسن، المخزوميّ، الخالدي
(2)
نسبا، العلويّ الحسينيّ سبطا، الحرّانيّ الأصل، ثمّ الحلبيّ، ثمّ المصريّ، ويعرف باسم أبيه «المخزوميّ» وب «ابن الشّريفة» .
593 - ابن عبد الأحد الحرّانيّ، (792 - 841 هـ):
أخباره في «المنهج الأحمد» : (485)، و «مختصره»:(180)، و «التّسهيل»: -
(1)
يلاحظ أنّ المؤلّف ذكر في ترجمة أبيه «عبد الأحد» أنّ جدّه «عبد الأحد بن عبد الأحد ابن عبد الخالق .. » لا عبد الواحد بن عبد الخالق كما جاء هنا فليصحح في أحد الموضعين.
(2)
جاء في هامش الأصل- بخطّ المصنّف عند قوله: «الخالديّ» -: «ظاهره أنه منسوب إلى خالد بن الوليد، وقد ذكر الحافظ الذّهبيّ وغيره أنه انقطع نسله، ولكن قال في «سبائك الذّهب» أنّهم من بني مخزوم ويكفيهم ذلك شرفا- انتهى- وكان في نجد منهم قبيلة كبيرة يقال لهم: بنو خالد منهم أمراء الأحساء آل حميد وأهل القرية المسمّاة ب «الجناح» شمالي عنيزة، وآل جناح- في الأصل- اسم فخذ من بني خالد سمّيت البلدة باسمهم، أخوال الفقير كاتب هذه الأحرف من بني خالد».
أقول: ذكرنا في المقدمة أنّ أخواله آل تركي، وهم من بني خالد كما ذكر. ولا أعتقد أنّ بني خالد القبيلة النّجدية الشهيرة هذه تنتسب إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه، ولا إلى بني مخزوم أصلا. بل هي- فيما يقال- قبيلة عقيليّة عامريّة قيسيّة معدّية عدنانيّة- والله تعالى أعلم.
وقد وجدت في كتب التراجم علماء رفع أصحابها أنسابهم إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه. وأغلبهم في عصور متأخرة. في تاريخ ابن قاضي شهبة ت 851 هـ وغيره.
قاله في «الضّوء» ، وقال: ولد- فيما قاله- ليلة الجمعة سادس شوّال سنة 792 بحلب، ونشأ بها، فقرأ القرآن، وتفقّه بأبيه، فبحث عليه نصف «المقنع» ثمّ أكمله إلّا قليلا في القاهرة على الشّمس الشّاميّ، وكذا أخذ «ألفيّة ابن معطي» بحثا من أبيه وكثيرا من «ألفيّة ابن مالك» عن يحيى العجيميّ، وبحث في أصول الدّين على الشّمس بن الشّمّاع الحلبيّ، وفضل، ونظم الشّعر، وكتب في توقيع الدّست بحلب، والقاهرة، وسافر مع امرأة نوروز الحافظيّ فماتت في اللّجون
(1)
فلمّا لقيه زوجها أحسن إليه، وضمّه إلى بعض أمراء حماة فمكث عنده، وانضمّ إلى بيت ابن السّفّاح، وتنقّل حتّى ولي كتابة سرّ إلبيرة
(2)
، ثمّ غزّة، وكذا نظر جيشها، وله أحوال في العشق مشهورة، وتهتّكات فيه وحظوة عند النّساء، وجمع كتابا في تراجم أحرار العشّاق سمّاه
- (2/ 50). وينظر: «الضّوء اللامع» : (7/ 278)، و «الشّذرات»:(7/ 216)، عن العليميّ.
قال العليميّ: «ومن قضاة الحنابلة بحلب الشيخ العلامة قاضي القضاة شمس الدّين أبو عبد الله محمد بن عبد الأحد، كان متوليا قبل تلميذه القاضي شهاب الدّين ابن خازوق المتقدم ذكره» وذكر تولي ابن خازوق سنة سبع وثلاثين وثمانمائة».
(1)
في الأصل: «البحوث» ، والتّصحيح من «الضّوء اللامع» ، وهو مصدر المؤلّف، وفي «معجم البلدان»:(5/ 13): «اللّجون بضمّ أوّله وتشديده وسكون الواو وآخره نون
…
بلد بالأردن، وبينه وبين طبريّة عشرون ميلا
…
».
(2)
إلبيرة هذه تعرف ب «إلبيرة الشّرق» فرقا بينها وبين إلبيرة الأندلس وهذه الأخيرة أشهر.
وهي التي ذكرها أصحاب معاجم البلدان، ولم يذكروا إلبيرة المشرق، ولعلها لم تكن متسعة إلّا في القرون المتأخرة، وهي الآن في سوريا. وهناك إلبيرة من قرى القدس.
«الإشارة إلى باب السّتارة» ونظم «العمدة» لابن قدامة في أرجوزة، وامتدح الكمال ابن البارزيّ، ولقيه البقاعي فكتب عنه ما أسلفته في ترجمة أبيه، ومات بصفد، وهو كاتب سرّها في شعبان سنة 841.
594 -
محمّد بن عبد الباقي، أبو المواهب
.
سبق في الكنى؛ لأنّه بكنيته أشهر.
594 - محمد أبو المواهب:
تراجع التّرجمة رقم: (207).
وآل أبي المواهب هذا من آل عبد الباقي بن عبد الباقي بن عبد القادر بن عبد الباقي ابن إبراهيم بن عمر بن محمد.
فجده الأعلى «إبراهيم» يعرف ب «ابن تيمية» وهو غير إبراهيم بن محمّد ابن عبد الغني ابن تيميّة؛ لأنّ هذا بعيد جدّا عن المذكور هنا ثم والده «عبد الباقي بن عبد الباقي» الفقيه المحدث المعروف ب «فقيه فصة» صاحب الثّبت المشهور ب «رياض الجنّة بآثار أهل السنة» ثم تسلسل العلم في إخوانه وأولادهم.
أما أبو المواهب هذا فعرف بيتهم ب «المواهبي» فولده عبد الجليل (ت 1119 هـ) من كبار العلماء ثم ابنه محمّد بن عبد الجليل بن أبي المواهب (ت 1148 هـ) وابن أخيه محمّد بن عبد اللطيف (ت 1163 هـ)، وأحمد بن محمّد بن عبد الجليل (ت 1172 هـ) وإبراهيم بن محمّد بن عبد الجليل (ت 1188 هـ)، ومحمّد بن محمّد ابن عبد الجليل كان حيّا سنة (1212 هـ)
…
إلى غير ذلك من الأولاد والحفدة.
فآل أبي المواهب ويسمون أيضا ب «المواهبي» وآل عبد الباقي ويسمون «الفصي» أسر علمية حنبلية كبيرة تتعلق ب «آل تيمية» رحمة الله عليهم أجمعين كما أسلفنا.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمّد بن عبد الرّحمن بن أحمد الحجّاوي مصلح الدّين (ت 1199 هـ).
يراجع: «النّعت الأكمل» : (319).
595 -
محمّد بن عبد الرّحمن بن أحمد بن حسن بن داود بن سالم بن معالي، محيي الدّين، أبو الفضل، بن موفّق الدّين أبي ذرّ العبّاسيّ، الحمويّ
الماضي أبوه وجدّه.
قال في «الضّوء» : ولي قضاء حماة حين انتقل أبوه إلى دمشق على نظر جيشها سنة 878.
ومات بدمشق حين رجوعه من القاهرة إلى بلده سنة 882.
596 -
محمّد بن عبد الجليل بن أبي المواهب
، تقدّم ذكر والده وجدّه. قاله في «سلك الدّرر» ، وكان هذا عالما، فاضلا، بارعا، مفتي الحنابلة بدمشق بعد جدّه.
ولد في سنة 1101، ونشأ في كنف والده وجدّه، وأخذ الحديث والفقه والفرائض عنهما، قرأ في علوم العربيّة على والده، وفي الفرائض على تلميذ جدّه الشّيخ عبد القادر التّغلبيّ، وأجاز له الأستاذ الشّيخ عبد الغني، والملّا إلياس الكرديّ، وغيرهما، وبرع وفضل، وصارت فيه البركة التّامّة، وجلس للتّدريس بالجامع الأمويّ، وقرأ عليه جماعة من الحنابلة وغيرهم، وانتفعوا به، وكان ديّنا، متواضعا، مواظبا على حضور الجماعات، والسّعي
595 - الحمويّ العبّاسيّ، (؟ - 882 هـ):
أخباره في «الضّوء اللامع» : (7/ 283).
596 -
حفيد أبي المواهب، (1101 - 1148 هـ):
أخباره في «مختصر طبقات الحنابلة» : (121)، و «التّسهيل»:(2/ 172).
وينظر: «سلك الدّرر» : (4/ 61)، و «الورد الأنسي»:(ورقة 66).
إلى أماكن القربات. وكانت وفاته في أوائل ذي الحجّة سنة 1148، ودفن بتربة سلفه بمرج الدّحداح.
597 -
محمّد بن عبد الرّحمن بن حسين بن محمّد بن عفالق، العفالقيّ نسبا الأحسائيّ بلدا، العلّامة، الفهّامة، الفلكيّ، المحرّر
.
ولد في بلد الأحساء سنة (
…
)، وبها نشأ، وأخذ عن علمائها القاطنين بها والواردين إليها، وأجازوه ومهر في الفقه والأصول والعربيّة وسائر الفنون،
597 - ابن عفالق الأحسائيّ، (1100 - 1164 هـ):
أخباره في «التّسهيل» : (2/ 177).
وينظر: «الأعلام» : (6/ 197)، و «علماء نجد»:(3/ 818)، وتاريخ الأحساء «تحفة المستفيد» ، «معجم المؤلفين»:(10/ 138). وهو من المتعصبين ضدّ دعوة الشيخ المجدّد محمّد بن عبد الوهّاب له ردّ على الشيخ في مكتبة برلين، وبعض أوراق في هذا الموضوع وردّ شيخ الإسلام عليه فيما يظهر في مكتبة خاصة في الأحساء نسخة رديئة الخط تقرأ بصعوبة بالغة، ولا أدري ما علاقته بقاضي العيينة ابن عفالق (كذا) دون ذكر اسمه أو اسم أبيه ذكره ابن بشر والفاخري وغيرهما وأنه توفي سنة 1019 تقدم ذكره.
- محمّد بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن أحمد بن إسماعيل الأشيقري النجدي (ت 1135 هـ).
يراجع: «علماء نجد» : (3/ 814).
- محمّد بن عبد الرّحمن بن علي البعلي يعرف ب «ابن الجزامي» .
يراجع: «معجم ابن ظهيرة» : (97).
- محمّد بن عبد الرّحمن بن قريج
…
يراجع: «إنباء الغمر» : (2/ 286).
وفاق في علم الحساب والهيئة وتوابعها، واشتهر بتحقيق علم الفلك وتدقيقه في عصره فما بعد، وألّف فيه التّآليف البديعة، منها «الجدول» المشهور الّذي اختصره تلميذه العلّامة السّيّد عبد الرّحمن الزّواويّ المالكيّ، وعليه عمل النّاس اليوم، ومنها «مدّ الشّبك لصيد علم الفلك» و «سلّم العروج في المنازل والبروج» وغير ذلك، وضبط هذا الفنّ ضبطا عجيبا، وجعل له أوضاعا غريبة، سهّل فيها مأخذه، وقرّب طريقه، واستدرك على من تقدّمه أشياء، فصار مرجعا في هذه الفنون، وعلى كتبه المعوّل، وأقرأ جميع الفنون جمعا من الفضلاء أنبلهم الشّيخ محمّد بن فيروز، وأخبر عنه بعجائب منها: أنّه قال:
قال لي عند موته: في صدري أربعة عشر علما لم أسأل عن مسألة منها قبلك والّذي ظهر لي أنّه يعني غير الفقه والحديث والعربيّة والفلك؛ لأنّ هذه العلوم قد أخذها عنه خلق كثير قبلي ومعي.
قال: وشرح «الغاية» في الفقه مبتدئا من كتاب البيع، فوصل فيه إلى الصّلح، حقّق فيه ودقّق، وكان شخص من أقاربه يقرأ عليه من رفقة له في «قواعد الإعراب» فلمّا خرج قال لبعض الطّلبة: لم يزدنا الشّيخ على ما في الشّرح؟ فنقلت هذه الكلمة إلى الشّيخ/ فلمّا كان من الغد، وحضر الطّلبة قال الشّيخ لذلك الشّخص: اقرأ الدّرس الماضي فقرأه وشرع الشّيخ في التّقرير بأبلغ عبارة، وأوسع نقل إلى الضّحوة، ثمّ قال لذلك التّلميذ: ما فهمت من هذا؟ فقال: لم أفهم شيئا منه، فقال: لهذا: لم أزدك على ما في الشّرح، وكان عالما، عاملا، فاضلا، كاملا، محقّقا، ماهرا.
توفّي في الأحساء سنة 1164.
598 -
محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن التّقيّ سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن الشّيخ أبي عمر، ناصر الدّين، ابن الزّين أبي الفرج، ابن الزّين ناصر الدّين، أبي عبد الله القرشيّ، العمريّ، المقدسيّ، ثمّ الدّمشقيّ، الصّالحيّ، أخو أبي بكر، والد محمّد الماضيين
.
قال في «الضّوء» : ويعرف كسلفه ب «ابن زريق» تصغير أزرق.- انتهى- والظّاهر أنّه تصغير زرق مصدرا، وأمّا تصغير أزرق فأزيرق
(1)
، ثمّ قال في «الضّوء»: وذكره شيخنا في «إنبائه» فقال: سمع الكثير من بقيّة أصحاب الفخر يعني كالصّلاح بن أبي عمر فمن بعدهم، وتخرّج بابن المحبّ، وتمهّر، وكان يقظا، عارفا بفنون الحديث، ذاكرا للأسماء والعلل، ولم يكن له اعتناء بصناعة الرّواية من تمييز العالي والنّازل، بل على طريقة المتقدّمين مع
598 - ناصر الدّين ابن زريق، (؟ - 803 هـ):
من آل قدامة المقادسة.
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 437)، و «الجوهر المنضّد»:(166)، و «المنهج الأحمد»:(478)، و «مختصره»:(174)، و «التّسهيل»:(2/ 24).
وينظر: «إنباء الغمر» : (1/ 186)، و «لحظ الألحاظ»:(169)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(219)، نسخة تركيا، و «الضّوء اللامع»:(7/ 300)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 444)، و «الشّذرات»:(7/ 36).
وله في الظّاهرية: «من تكلم فيه الدارقطني» ولم أقف عليها رأيتها مسجلة في الفهرس العام؟! لذا يحسن مراجعتها والتأكد من صحة نسبتها إليه.
(1)
هو تصغير أزرق تصغير ترخيم كتصغيرهم أحمد على حميد، وأمثاله كثير.
حظّ من الفقه والعربيّة، رتّب «المعجم الأوسط» للطّبرانيّ على الأبواب فكتبه بخطّ متقن حسن جدّا، وكذا رتّب «صحيح ابن حبّان» ورافقني كثيرا، وأفادني من الشّيوخ والأجزاء، وكان ديّنا، خيّرا، متينا، لم أر من يستحقّ أن يطلق عليه اسم الحافظ بالشّام غيره.
مات أسفا على ولده أحمد الّذي أسره اللّنكيّة وهو شابّ له نحو العشر في رمضان سنة 803 قبل إكمال الخمسين، وقال في «معجمه» إنّه مات في ذي القعدة، وأنّه سمع معه على الشّيوخ بالصّالحيّة وغيرها، وسمع العالي والنّازل، وخرّج، وهو في «عقود» المقريزيّ.
599 -
محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن عمر بن أبي عمر، شمس الدّين، الرّشيد
.
599 - شمس الدّين الرّشيد، (708 - 794 هـ):
من آل قدامة المقادسة.
أخباره في معجم ابن ظهيرة «إرشاد الطّالبين» : (99)، و «الدرر الكامنة»:(4/ 124)، و «إنباء الغمر»:(1/ 447)، و «ذيل التّقييد»:، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 408)، و «الشّذرات»:(6/ 336).
كلام الحافظ ابن حجر- رحمه الله مضطرب في هذه التّرجمة، ذكر في «الدّرر الكامنة» أن مولده سنة 807 هـ، وأن وفاته سنة 764 هـ وفي هامش بعض النسخ 774 هـ.
وذكر الحافظ أيضا في «إنباء الغمر» وفاته سنة 794 وحدّدها في شوال وقال عن أربع وثمانين سنة، وعلى هذا يكون مولده سنة 710 هـ بخلاف ما ذكر في «الدّرر» .-
سمع القاضي، والمطعّم، وابن سعد، وغيرهم، وحدّث.
وتوفّي في شوّال سنة 784 عن أربع وثمانين سنة، قاله في «الشّذرات» .
- وكتاب «الدّرر» لا يعتمد على ما جاء فيه اعتمادا كاملا لرداءة تحقيقه وكثرة ما فيه من الخلط والتّحريف والسّقط والتّشويه.
وبعد كتابة هذه الحروف وقفت على ترجمته في «معجم ابن ظهيرة» و «ذيل التّقييد» وفيهما من أخباره ما يشفي غلة الصّديان.
قال ابن ظهيرة: «
…
أبو عبد الله بن أبي الفرج، شمس الدين بن السّيف، ولد سنة ثمان وسبعمائة، وسمع من القاضي سليمان، ومن أبي محمد عيسى بن عبد الرّحمن المطعّم «مشيخته» تخريج الذّهبيّ، و «جزء بيني» ، و «البعث» لابن أبي داود، وأحاديث الترمذي من «ذمّ الكلام» وغير ذلك، ويحيى بن محمد بن سعد ومحمد بن يعقوب بن الجرائدي، سمع منه «التّوكل» لابن أبي الدّنيا، وسمع من أحمد بن أبي طالب الحجّار «البخاري» بفوت، و «جزء أبي جهم» ومن أبي بكر ابن عبد الدائم «مشيخته» تخريج البرزالي. وحدّث، سمع منه الفضلاء. وكانت وفاته بسفح قاسيون في ثامن شوال سنة أربع وتسعين وسبعمائة رحمه الله تعالى أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمّد بن عبد الرّحمن
…
إجازة كتبها لنا بخطّه من دمشق».
وزاد الفاسيّ في «ذيل التّقييد» : «وسمع من القاضي شرف الدّين ابن الحافظ «جزء أبي نجيد»
…
».
لم يذكره ابن مفلح ولا العليمي.
600 -
محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد، قاضي القضاة، شمس الدّين، أبو عبد الله، ابن الشّيخ زين الدّين أبي هريرة، ابن الشّيخ شمس الدّين أبي عبد الله العمريّ العليميّ
، الخطيب، الفقيه، المحدّث.
قال ولده العلّامة الشّيخ عبد الرّحمن في كتابه «الأنس الجليل» : ولد سنة 807 بالرّملة ونشأ بها، ثمّ توجّه إلى مدينة صفد فأقام بها، وقرأ القرآن وحفظه برواية عاصم فأتقنها، وأجيز بها من مشايخ القراءة، ثمّ عاد إلى مدينة الرّملة،
600 - القاضي العليميّ والد صاحب «المنهج
…
»، (807 - 873 هـ):
أخباره مفصلة في «المنهج الأحمد» : (500)، و «مختصره»:(189)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(66)، و «التّسهيل» .
ويراجع: «الأنس الجليل» : (2/ 589)، و «شذرات الذّهب»:(7/ 316)، و «الأعلام»:(6/ 193)، و «معجم المؤلّفين»:(10/ 154).
ورأيت تملّكا وإجازة باسم أحمد بن إبراهيم العليميّ المقدسيّ العمريّ لكتاب «القلائد السّمطية بتوشيح الدّريدية» للحسن بن محمّد الصّغاني والإجازة من محمّد ابن محمّد العاقولي يجيز المذكور بروايتها عنه بسنده إلى الصّغاني المؤلّف جاء في أولها «قرأ عليّ الشّيخ صالح شهاب الدّين أحمد بن إبراهيم العليميّ العمريّ المقدسيّ أوائل كتاب «القلائد السمطية
…
»
…
عام ستة وسبعين وسبعمائة.
والعمري هذا من أسرة الشيخ بلا شكّ لكنّني لم أعثر على أخباره، ولا أدري هل هو حنبليّ المذهب أو لا؟ لذا لم نستدركه في موضعه، ورأيت تسجيل هذه الفائدة هنا أليق وأنسب. وقارن بقول العليمي في «الأنس الجليل» عن والده إنه أول من تحول إلى مذهب أحمد
…
والذين ينسبون «العليمي» كثير، وإنما ذكرت هذا؛ لأنّه عليميّ مقدسيّ عمريّ وهكذا صاحبنا.
واشتغل بالعلم في مذهب الإمام أحمد، وحفظ «مختصر الخرقيّ» ، وكلّ أسلافه شافعيّة، ولم يكن فيهم على مذهب أحمد سواه، ولأسلافه مآثر وصدقات وكان يحترف بالشّهادة، ثمّ باشر الحكم بالرّملة على قاعدة مذهبه/ نيابة عن القضاة الشّافعيّة، ثمّ اجتهد في تحصيل العلم، وسافر إلى الشّام ومصر، وبيت المقدس، وأخذ عن علماء المذهب وأئمّة الحديث، وفضل في فنون من العلم، وتفقّه بالشّيخ شهاب الدّين، ويوسف المرداويّ، وبرع في المذهب، وأفتى، وناظر، وقرأ «البخاريّ» و «الشّفاء» مرارا، وكتب بخطّه الكثير، ونسخ «البخاريّ» كتابة جيّدة مضبوطة، قائمة الإعراب، وكان بارعا في العربيّة، خطيبا بليغا، وصنّف في الخطب، وولي قضاء الرّملة استقلالا سنة 838، ولم يعلم أنّ حنبليّا قبله وليها، ثمّ ولي قضاء القدس الشّريف في أواخر دولة الملك الأشرف برسباي في شهر رمضان سنة 41 بعد شغوره نحو تسع عشرة سنة عن شيخه قاضي القضاة عزّ الدّين البغداديّ المتقدّم ذكره، فهو ثاني حنبليّ حكم بالقدس، ثمّ لمّا توفّي الأشرف عزل عن قضاء القدس وولي قضاء الرّملة، ثمّ أعيد إلى قضاء القدس في دولة الملك الظّاهر جقمق، في إحدى الجماديين سنة 853، وأقام به عشرين سنة متوالية، وأضيف إليه قضاء الرّملة، ثمّ أضيف إليه قضاء بلد الخليل عليه السلام في المحرّم سنة 861، وهو أوّل حنبليّ ولي في بلد الخليل، وباشر الحكم نيابة بدمشق المحروسة، وولي قضاء صفد مضافا إلى قضاء الرّملة في دولة الملك الأشرف إنيال، وامتنع من مباشرتها، واختار الإقامة ببيت المقدس، وكان خيّرا، متواضعا، حسن الشّكل، متّبعا للسّنّة، كثير التّعظيم للأئمّة الأربعة، ليس
عنده تعصّب، وكان سخيّا مع قلّة ماله، مكرما لمن يرد عليه، ولا يحبّ الفخر ولا الخيلاء، ويدخل إلى المسجد الأقصى الشّريف في أوقات الصّلوات بمفرده، مع ما كان عليه من الهيئة والوقار، وله معرفة تامّة بالمصطلح في الأحكام، وكتابة المستندات، وباشر القضاء بالأعمال المذكورة، وأفتى نحو أربعين سنة، وكانت أحكامه مرضيّة، وأموره مسدّدة، ومات وهو باق على أبّهته ووقاره، لم يمتحن، ولم يهن، ومن أعظم محاسنه الّتي شكرت له في الدّنيا ويرجى له الخير بها في الآخرة: أنّ بالقدس الشّريف كنيسة للنّصارى مجاورة لكنيسة قمامة بلصق الصّومعة من جهة القبلة، وبناؤها محكم، ولها قبّة عالية، والنّصارى يجتمعون فيها ويقرءون كتابهم، ويرفعون أصواتهم، حتّى في بعض الأوقات يسمع ضجيجهم من قبّة الصّخرة الشّريفة، وينزعج المسلمون من ذلك، فقدّر الله تعالى وقوع زلزلة يوم الأحد خامس المحرّم سنة 863 فهدمت قبّة الكنيسة المذكورة، فتوجّه النّصارى لنائب السّلطنة، وللقاضي الحنفيّ بالقدس الشّريف، ودفعوا لهما مالا فأذن القاضي الحنفيّ في إعادتها بآلتها القديمة فحصل للقاضي المترجم غاية/ الانزعاج واشتدّ غضبه لذلك، فحضر إليه النّصارى وأحضروا له مالا على أن لا يعارضهم، فزجرهم زجرا بليغا، ثمّ بادر بالكتابة إلى الملك الأشرف إنيال، ورتّب قصّة أنهى فيها ما كان يقع من النّصارى بالكنيسة المذكورة، وأنّ الله تعالى قد غار لدينه وهدمهابالزّلزلة وسأل في مرسوم شريف بأن ينظر في ذلك على ما يقتضيه مذهب إمامه المبجّل الإمام أحمد بن حنبل، فبرز الأمر بذلك، فحضر قاصده إلى القدس الشّريف وقد شرع النّصارى في البناء حتّى كادت
العمارة تنتهي على ما كانت عليه أوّلا، فاجتمع الخاصّ والعامّ، ونائب السّلطنة، والقاضي الحنفيّ الآذن بالبناء، وبقيّة القضاة، وصدرت الدّعوى من الشّيخ تاج الدّين أبي الوفاء ابن أبي الوفاء عند القاضي المترجم، وسأله الحكم بما يقتضيه الشّرع فحكم بعدم إعادة الكنيسة المذكورة، وبهدم البناء الجديد، وبعض القديم، ولم يزل العوامّ يهدمون حتّى نهاهم القاضي، واستمرّت مهدومة إلى يومنا، وقد نقلت هذه الحادثة عن الشّيخ أبي الوفاء من لفظه.
ومنها: أنّ النّصارى ببيت لحم قد أحدثوا بناء في الكنيسة، وورد مرسوم شريف بالنّظر في ذلك فتوجّه نائب السّلطنة وشيخ الصّلاحية والقضاة والمشايخ والصّوفيّة إلى بيت لحم وسئل الحكم بما يقتضيه الشّرع الشّريف، فحكم بهدم ما استجدّ من البناء ولم يخف في الله لومة لائم، وكان ذلك يوم الثّلاثاء تاسع عشر صفر سنة 856، ثمّ توجّه جماعة من الفقراء والنّائب وهدم البناء في يوم الأحد رابع ربيع الأوّل، وكان يوما كثير المطر، وتوجّه القاضي المذكور إلى كنيسة قمامة وهدم الدّرابزين الخشب المتجدّد بها، ونقل أخشابه إلى المسجد الأقصى الشّريف بالتّكبير والتّهليل، وكان يوما مشهودا.
ومنها: أنّ نصرانيّا من طائفة الحبشة وقع في حقّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم فرفع إليه أمره اعترف عنده بما صدر منه فخذّله بعض النّاس وقال: إنّ هذه الطّائفة للدّولة بها اعتناء، ونخشى عاقبة هذا من جهة السّلطان، فلم يلتفت لذلك وحكم بسفك دمه فضربت عنقه، ثمّ أخذه العوامّ وأحرقوه في صحن كنيسة قمامة.
ومنها: أنّه كان يبادر إلى أطفال من يموت من أهل الذّمّة ويحكم بإسلامهم على قاعدة المذهب، فعارضه قاض شافعيّ بالقدس، وحكم للجماعة من أولاد أهل الذّمّة ببقائهم على دينهم، فتعارض الحكمان فرفع الأمر للظّاهر جقمق، واجتمع العلماء بالمدرسة الصّلاحيّة للنّظر في ذلك، اتّفق علماء ذلك العصر على صحّة الحكم بالإسلام، وأنّه هو المعمول به، وأنّ ما حكم به الشّافعيّ/ غير صحيح، وطلب الحاكم الشّافعيّ إلى مصر، ورتّب عليه التّعزير، ومنع من الحكم بالقدس الشّريف منعا مؤبّدا، وشرع أهل الذّمّة في الانتماء إلى من له شوكة من أهل الدّولة لينقذوهم من الحكم بإسلام أولاد من مات منهم فلم يلتفت إلى ذلك، ولم يزل مصمّما على الحكم بذلك كلّما رفع إليه، إلى أن لحق بالله تعالى. واستمر بالقدس الشّريف إلى أن عزل عن القضاء في جمادى الآخرة سنة 873، ثمّ ورد عليه توقيع السّلطان بقضاء الرّملة فتوجّه إليها يوم الأحد خامس رمضان وأقام بها تسعا وخمسين يوما.
توفّي بالطّاعون بعد أذان الظّهر يوم الثّلاثاء رابع عشر ذي الحجّة سنة 873، بالدّار الّتي داخل مسجد شيخه العلّامة ابن رسلان بحارة الباشقريّ، وصلّى عليه من يومه بعد العصر، ودفن على باب الجامع الأبيض ظاهر مدينة الرّملة من جهة الغرب، وصلّى عليه صلاة الغائب وكثر تأسّف النّاس عليه.
601 -
محمّد بن عبد الرّحمن بن الملّاح المرداويّ الأصل، الصّالحيّ
.
قال ابن طولون: الشّيخ، الصّالح، القدوة، شمس الدّين، أبو عبد الله.
ولد سنة 850 تقريبا بالصّالحيّة، وحفظ القرآن، واشتغل بعض اشتغال، وأخذ عن جماعة منهم بركة وقته صفيّ الدّين محمّد بن عبد الله بن الصّفيّ، أحد جماعة عائشة بنت عبد الهادي، ثمّ تسبّب بقراءة الأطفال في مسجد ابن الدّيوان بالقرب من حمّام الزّهر، ولازم شيخنا الجمال بن عبد الهادي، وحجّ سنة 880، وجاور، ثمّ عاد إلى الصّالحيّة وأمّ بمدرسة الشّيخ أبي عمر بها، ولازم سبعها، قرأت عليه «ثلاثيّات البخاريّ» وغيرها، وأنشدنا لغيره عدّة مقاطيع.
توفّي ليلة الجمعة سادس عشري جمادى الآخرة سنة 909، وصلّى عليه بالجامع المظفّريّ، ودفن بالسّفح.
601 - الملّاح المرداويّ، (؟ - 909 هـ):
لم أعثر على أخباره.
* وممّن يحسن ذكره هنا:
- الشّيخ محمّد بن عبد العزيز بن سليمان بن عبد الوهّاب بن سليمان بن علي بن مشرّف الوهيبيّ التّميميّ النّجديّ (ت 1263 هـ).
وقد ذكره المؤلّف في غير موضعه. تراجع ترجمة عبد الوهّاب بن سليمان.
والمذكور هنا حفيد الشّيخ سليمان بن علي أخي الإمام محمّد بن عبد الوهّاب رحمهم الله، وإنّما ذكرته هنا؛ لأنّ هذا هو مكانه اللائق. والله تعالى أعلم.
602 -
محمّد بن عبد الغني بن يحيى بن أبي بكر الحرّانيّ الأصل، بدر الدّين بن شرف الدّين
.
قال في «الدّرر» : ولد سنة 701 أو بعدها، وسمع من أبيه، وأبي الحسن ابن القيّم، وزينب بنت شكر وغيرهم، وحدّث.
مات في رجب سنة 778.
602 - بدر الدّين الحرّانيّ، (701 - 778 هـ):
أخباره في «التّسهيل» : (2/ 2).
وينظر: معجم ابن ظهيرة «إرشاد الطّالبين» : (101)، و «الدّرر الكامنة»:(4/ 138)، و «إنباء الغمر»:(1/ 144).
وزاد في «الإنباء» : «كان فاضلا في مذهبه، وولي بعض المدارس، وذكر للقضاء فلم يتّفق
…
ومات في رجب وله سبع وسبعون».
قال ابن ظهيرة في معجمه «إرشاد الطّالبين» : «محمد بن عبد الغني بن يحيى بن أبي بكر بن محمد الحرّاني الأصل، الحنبليّ، أبو عبد الله بن أبي محمد، بدر الدّين بن قاضي القضاة شرف الدّين. ولد سنة إحدى وسبعمائة- تقريبا-. وسمع من والده القاضي شرف الدّين، ومن أبي الحسن علي بن عيسى بن القيّم الأول من «عوالي سفيان بن عيينة» ومن زينب بنت شكر «جزء الغضائري» و «الرسالة المغنية» لابن البناء، وغير ذلك، ومن أبي بكر بن الصنهاجي، والشرف أحمد بن الرفعة.
وحدّث. لقيته بالقاهرة في الرّحلة الأولى، وقرأت عليه أجزاء من مروياته، وكانت وفاته بها ليلة الخميس الحادي عشر من شهر رجب سنة ثمان وسبعين وسبعمائة رحمه الله تعالى».
603 -
محمّد بن عبد القادر بن أبي بكر، سعد الدّين بن الزّين البكريّ، البلبيسيّ الأصل، القاهريّ، الماضي أبوه
.
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «كاتب العليق» ولد في المحرّم سنة 825 بحارة بهاء الدّين، ونشأ بها في كنف أبيه، فحفظ القرآن و «الخرقيّ» وكتب على الزّين بن الصّائغ، ومهر في الكتابة، وتدرّب بأبيه في المباشرة، ثمّ استقرّ بعده في كتابه العليق، ثمّ أضيف إليه كتابه المماليك خاصّة، حتّى صرف عنها بالتّاج/ المقسيّ، ثمّ استقرّ في استيفاء الخاصّ أمام صهره ابن الكويز إلى أن صرف بصرفه، ثمّ لمّا مات عبد الكريم بن جلود واستقرّ عنه ابن أبي الفتح المنوفي عوضه في كتابة المماليك، صار هذا ثاني قلم فيها، بل صرّح له السّلطان غير مرّة بأنّ المعوّل في الدّيوان عليه، وألزمه بديوان المفرد، وتقدّم في المباشرة جدّا، مع عقل وسكون وأدب وشكالة، وصاهر عدّة من الأعيان، وهو بأخرة في ديانته وتصوّنه أحسن منه قبل، وعلى كلّ حال فهو ناقص الحظّ عن كثير ممّن لم يبلغ مرتبته ولا كاد، وقد حجّ صحبة الزّين ابن عبد الباسط رجبيّا.
604 -
محمّد بن عبد القادر بن أبي البركات بن أبي الفضل البعليّ، ثمّ الصّالحيّ، أمين الدّين
.
603 - كاتب العليق، (825 - ؟):
أخباره في «الضّوء اللامع» : (8/ 65).
604 -
أمين الدّين البعليّ، (؟ - 765 هـ):
هو المعروف ب «القريشيّة» نسبة إلى جدّه لأمّه.-
قال في «الدّرر» : أسمع على يوسف الغسولي «منتقى من أجزاء المخلّص التّسعة» ، ومن عيسى المغاريّ، وفاطمة بنت جوهر وغيرهم، وحدّث، وكان قد اشتغل قليلا، [وسكن مصر] ثمّ رجع وولي مشيخة السّبكيّة
(1)
.
مات في رجب سنة 765.
605 -
محمّد بن عبد القادر بن عبد الله بن يعقوب الدّمشقيّ، الصّالحيّ المعروف ب «ابن إمام الزّاوية» أي: زاوية الشّيخ عبد الرّحمن بن داود الّتي بسفح قاسيون، الشّيخ، الصّالح، القدوة، أبو عبد الله
.
سمع
(2)
على ابن الشّريفة، كذا قال شيخنا الجمال بن المبرد، وكذا
- أخباره في «التّسهيل» : (1/ 338).
وينظر: «الوفيات» لابن رافع: (2/ 289)، و «الدّرر»:(4/ 138)، و «لحظ الألحاظ»:(147)، و «ذيل التّقييد»:(53)، و «ذيل العبر» لأبي زرعة:(164).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمّد بن عبد القادر الخليلي (ت 767 هـ).
يراجع: «الوفيات» لابن رافع: (2/ 308).
- ومحمّد بن عبد القادر بن راشد بن بريد بن محمّد بن بريد بن مشرّف النّجديّ.
من تلاميذ أحمد بن يحيى بن عطوة (ت 948 هـ).
(1)
كذا في أصل المؤلّف بخطه، وفي «الدّرر»:«الشّبليّة» ولعله هو الصواب، والمدرسة الشّبلية من مدارس دمشق معروفة.
605 -
ابن إمام الزّاوية، (842 - ؟):
(2)
في عبارة المؤلّف سقط هو: «قال ابن طولون
…
» أو نحو ذلك، وسمع على ابن شريفة كذا قال شيخنا الجمال بن المبرد
…
-
سمع على ابن جوارش كتاب «الكرم والجود» للبرجلانيّ، وما هو ملحق به، وسمعته عليه بإفادة شيخنا هذا. مولده بالصّالحيّة سنة 842.
وتوفّي سنة (
…
) قاله ابن طولون في «سكردانه» وبيّض لوفاته.
606 -
محمّد بن عبد القادر بن عثمان بن عبد الرّحمن بن عبد المنعم بن نعمة ابن سلطان بن سرور الجعفريّ النّابلسيّ، شمس الدّين، ابن محيي الدّين
.
قال في «الدّرر» : ولد بنابلس، وسمع بها من عبد الله بن محمّد بن يوسف كتاب «التّوكّل» و «جزء شعبان» بإجازته لهما من السّبط، ورحل إلى دمشق فسمع بها أيضا.
606 - شمس الدّين النّابلسيّ، (727 - 797 هـ):
هو ابن عبد القادر المعروف ب «الجنّة» مختصر طبقات الحنابلة.
أخباره في «الجوهر المنضّد» : (148)، و «المنهج الأحمد»:(491)، و «مختصره»:(169)، و «التّسهيل»:(2/ 12).
وينظر: معجم ابن ظهيرة «إرشاد الطّالبين» : (104)، و «إنباء الغمر»:(1/ 502)، و «الدّرر الكامنة»:(4/ 138)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 3/ 568)، و «الشّذرات»:(6/ 339)، و «الأعلام»:(6/ 211).
قال العليميّ: «وكان الشّيخ أوحد الزّهاد والعلماء، وكان يلقّب ب «الجنّة» لكثرة ما عنده من العلوم؛ لأنّ الجنّة فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وكان عنده ما تشتهي أنفس الطّلاب وانتهت إليه الرّحلة في زمانه».
- لأنّ المؤلّف ينقل تراجم أهل القرن العاشر عن ابن طولون في الغالب، وابن طولون تلميذ الجمال ابن المبرد يوسف بن عبد الهادي (ت 909 هـ).
ومات ببلده سنة 797، وكان فاضلا، وله إلمام بالحديث.
قال ابن الجزريّ في «مشيخة الجنيد البلبانيّ» : صحب ابن قيّم الجوزيّة وتفقّه به، وقرأ عليه أكثر تصانيفه، وتصدّر للتّدريس والإفتاء، وكان ديّنا خيّرا حسن البشر.- انتهى-.
وحدّث عنه أبو حامد بن ظهيرة في «معجمه» بالإجازة
(1)
.- انتهى-.
قال في «الشّذرات» : ولد بنابلس سنة 727 تقريبا، وسمع بها من الإمام شمس الدّين أبي محمّد عبد الله بن محمّد بن يوسف، وسمع على الحافظ صلاح الدّين العلائيّ، والشّيخ إبراهيم الزّويتاويّ، وغيرهم ما لا يحصى كثرة، ورحل إلى دمشق فسمع بها من الفضلاء الأكابر، وكان يلقّب ب «الجنّة» لكثرة ما عنده من العلوم فكان عنده ما تشتهيه أنفس الطّلبة، وانتهت إليه الرّحلة في زمانه، ولمّا مات ولده قاضي القضاة شرف الدّين عبد القادر المتقدّم ذكره حصل له اختلاط، وسلب عقله، واستمرّ على ذلك إلى أن مات ببلده.
وله مصنّفات حسنة منها «مختصر طبقات الحنابلة»
(2)
ومنها «تصحيح
(1)
قال ابن ظهيرة في «معجمه» : «ولد بنابلس، وسمع بها من الإمام شمس الدّين أبي محمد عبد الله بن محمد بن يوسف «التّوكل» لابن أبي الدّنيا، و «جزء سفيان ابن عيينة بإجازته من السبط
…
وغير ذلك ورحل إلى دمشق فسمع بها من محمد بن الخباز «جزء ابن عرفة» و «فوائد الأخميمي» . وحدّث سمع منه الفضلاء، وأجاز لي مروياته، وكتب خطه بذلك
…
وكان من الفضلاء وله إلمام بالحديث».
(2)
مختصره مطبوع. يراجع: مقدّمة «الجوهر المنضّد» .
الخلاف المطلق الّذي في المقنع» مطوّلا ومختصرا ومنها «مختصر/ كتاب العزلة» لأبي سليمان الخطّابيّ و «قطعة من تفسير القرآن العظيم» وشرع في شرح «الوجيز» ، وكان خطّه حسنا جدّا رحمه الله.
607 -
محمّد بن عبد القادر بن عليّ بن محمّد بن أحمد بن عبد الله اليونينيّ
.
قال في «الدّرر» : يكنّى أبا الحسن (
…
)
(1)
بإجازته منه، وسمع أيضا من عمّته أمة العزيز، وغيرهما، وحدّث.
ومات سنة 777.
607 - أبو الحسن اليونينيّ، (714 - 777 هـ):
أخباره في «الجوهر المنضّد» : (125)، و «التّسهيل»:(2/ 2).
وينظر: معجم ابن ظهيرة «إرشاد الطّالبين» : (105)، و «الدّرر الكامنة»:(4/ 139)، و «إنباء الغمر»:(1/ 123).
قال الحافظ ابن حجر: «ولد ببعلبكّ، وسمع بها من عمّ أبيه القطب موسى بن اليونيني «مشيخة أبي الحسن ابن الجميزي» بإجازته منه، وسمع أيضاف من عمّته أمة العزيز .. وغيرهما، وحدّث».
وفي «إنباء الغمر» للحافظ ابن حجر أيضا: «سمع من أبيه وعمه القطب موسى وغيرهما» فهل قطب الدين موسى عمه أو عم أبيه؟!
وقال الحافظ في «الإنباء» : «ولد ببعلبكّ سنة أربع عشرة
…
واشتغل بالفقه وبرع في الفتيا وأمّ بمسجد الحنابلة، وأنشأ بالقرب منه مدرسة الحنابلة، ودرّس بها، وأوقف عليهاأوقافا، وكان ليّن الجانب، وجيها متعبدا، وانقطع بأخرة فكان لا-
(1)
بياض في الأصل بمقدار أربع كلمات- تقريبا- وقد سبق النقل عن «الدّرر» ترجمته، وهو مصدر المؤلّف.
608 -
محمّد بن عبد القادر بن محمّد بن إبراهيم الأنصاريّ، الجزيريّ القاهريّ زين الدّين
، كاتب أمير الحجّ المصريّ، والد عبد القادر المتقدّم ذكره.
- يخرج إلا لشهود الجماعة، وحدّث» ذكره في وفيات سنة 777 هـ، وقال:«عن ثلاث وستين سنة وهو والد المعيّن القاضي» .
أقول:
- ولده: محمد بن محمد بن عبد القادر المعروف ب «شمس الدّين الجبليّ اليونيني البعليّ (ت 806 هـ).
ذكره ابن عبد الهادي في «الجوهر» : (124).
- وحفيده: محمد بن محمد بن محمد بن عبد القادر
…
(ت 853 هـ).
ذكره ابن الحمصيّ في «حوادث الزّمان» : (2/ 12). ولم يذكرهما المؤلّف.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمد بن عبد القادر بن أبي الفتح الفاسي الحسنيّ المكيّ.
يراجع: «إتحاف الورى» : (4/ 132).
608 -
الجزيريّ أمير الحاجّ المصريّ، (880 - 944 هـ):
هو والد صاحب «الدّرر الفرائد
…
».
وهذه التّرجمة عن «الدّرر الفرائد» : (3/ 1878) بتحقيق أستاذنا حمد الجاسر- حفظه الله- وهي هناك أوسع وأكثر فوائد، و «ريحانة الألباء»:(2/ 163).
وذكر هناك في ترجمته اثنين من شيوخه هما:
- محمد بن أحمد البدماصي الحنبليّ.
- وأحمد بن عليّ الحنبليّ.
وهما ممّن يستدرك على المؤلّف- رحمه الله.
أمّا الأوّل فمستدرك يقينا، وأمّا الثاني فيحتمل أنه أحد من ذكر في «أحمد بن علي» .
قال ولده المذكور في كتابه «درر الفرائد المنظّمة في طريق الحجّ وذكر مكّة المعظّمة» : إنّه ولد غرّة محرّم الحرام سنة 880 بالقاهرة، وبها نشأ، وقرأ، وتمهّر، وتنقّل في المراتب، حتّى صار كاتب ديوان إمرة الحجّ، وإليه فيه الصّدر والمورد، وعليه فيه المعوّل، وضبطه ضبطا جيّدا، ورتّبه ترتيبا حسنا إلى آخر ما ذكر في هذا المعنى، إلى أن قال: توفّي في ذي القعدة سنة 944، بعد انقطاعه متمرّضا بمرض الفالج.- انتهى-. وترجمه الشّهاب الخفاجيّ في «ريحانته» فقال: زين زمانه، وعين أعيانه، درّة تاجه، عقيلة نتاجه، بيت القصيدة، وعنوان الأدب وأوّل الجريدة، لم تعقد على مثله الخناصر، ولم تحمل بتوءم له بطون الدّفاتر، ولم يدر على نظيره نطاق نادي، ولم تحمل كتحف أخباره الرّكبان من حاضر وبادي، تفقّه على مذهب أحمد بن حنبل، فكان لطلّابه سهل المورد عذب المنهل «وللنّاس فيما يعشقون مذاهب»
(1)
وهم في كلّ عصر أقلّ من القليل، وهكذا الكرام كما قيل
(2)
:
(1)
هو عجز بيت صدره:
* تعشّقتها شمطاء شاب وليدها *
(2)
أقول: وقد ضمّنها بيتي السّموأل بن عاديا من قصيدته المشهورة التي أولها:
إذا المرء لم يدنس من اللّؤم عرضه
…
فكلّ رداء يرتديه جميل
وربما نسبت إلى عبد الملك بن عبد الرّحيم الحارثي.
يراجع: «ديوان السموأل» ، وديوان عبد الملك الحارثي.
والقصيدة في حماسة أبي تمام «رواية الجواليقي» : (42)، ويراجع:«الأغاني» : (19/ 98)، و «الشعر والشعراء»:(109)
…
وغيرهما. والقصيدة سائرة مشهورة حتى في مناهج التعليم.
يقولون لي قد قلّ مذهب أحمد
…
وكلّ قليل في الأنام ضئيل
فقلت لهم مهلا غلطتم بزعمكم
…
ألم تعلموا أنّ الكرام قليل
وما ضرّنا أنّا قليل وجارنا
…
عزيز وجار الأكثرين ذليل
هذه الأبيات لولد المترجم عبد القادر السّابق كما رأيتهما بخطّه في «مجموعه» ، وهو جواد لم يهب إن وهب، فالذّهب عنده كاسمه ذهب، وكان له بالقطب المكّي
(1)
صحبة واجتماع، وحتّى كأنّه نديم جذيمة
(2)
، وجار القعقاع
(3)
، ولم يزل كذلك حتّى أغار عليه الدّهر، وانتهب ورآه هبة نفيسة فرجع فيما وهب.
(1)
القطب المكيّ: محمّد بن أحمد بن محمّد النّهرواليّ الحنفيّ المتوفى سنة 988 هـ له كتاب «الإعلام بأعلام بيت الله الحرام» ، و «البرق اليماني في الفتح العثماني» طبعه شيخنا الفاضل حمد بن محمد الجاسر ونشر في دار اليمامة. وله «منتخب» في التاريخ و «تذكرة» مفيدة وغيرها.
أخباره في مقدمة «البرق اليماني» .
ويراجع: «البدر الطالع» : (2/ 57).
(2)
يقال: «نديما جذيمة» بالتّثنية، وذلك فيما يحكى أنّ جذيمة الأبرش كان لا ينادم إلا الفرقدين، وبه ضرب متمّيم بن نويرة المثل في قوله يرثي أخاه مالكا:
وكنا كندمانيّ جذيمة حقبة
…
من الدّهر حتّى قيل لن يتصدّعا
فلمّا تفرّقنا كأنّي ومالكا
…
لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
(3)
هو القعقاع بن عمرو التّميميّ.
فممّا كتبه للقطب المكّيّ:
يقبّل أرضا أشرقت شمس علمها
…
به شرفت أصلا وفرعا ومحتدا
محبّ يرى بذل الدّعاء فريضة
…
لمأوى العلا والشّوق قد زاد واعتدا/
ترنّحه ذكراكم كلّ ساعة
…
على ما به من حرّ وجد توقّدا
إلى آخرها.
609 -
محمّد بن عبد القادر بن محمّد بن عبد القادر بن عثمان بن عبد الرّحمن ابن عبد المنعم بن نعمة بن سلطان بن سرور، البدر، أبو عبد الله ابن الشّرف، ابن الشّمس أبي عبد الله، ابن الشّرف، ابن الفخر، ابن الإمام الجمال أبي الفرج، الجعفريّ المقدسيّ النّابلسيّ، والد الكما
ل محمّد الآتي، وحفيد الشّمس الماضي قريبا.
609 - ابن عبد القادر، (791 - 886 هـ):
حفيد سابقه «محمد بن عبد القادر» شمس الدّين.
أخباره في «المنهج الأحمد» : (505)، و «مختصره»:(91)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(67)، و «التّسهيل»:(2/ 90).
وينظر: «الأنس الجليل» : (2/ 267)، و «الضّوء اللامع»:(7/ 69)، و «الشّذرات»:(7/ 333).-
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن عبد القادر» من بيت كبير بيّنت منه في عمود نسبه من الأعيان في ترجمته من «معجمي» .
ولد سنة 791 بنابلس، ونشأ بها فحفظ «الخرقيّ» ، وأخذ عن بلديّة التّقيّ أبي بكر بن عليّ بن أبي بكر بن حكم، وسمع عليه، وعلى القبّاني، والتّدمريّ، وغيرهم ممّن كان يمكنه السّماع من أكبر منهم، بل لا أستبعد أن يكون أجيز له من جدّه وغيره، مع أنّي رأيت من قال: إنّه سمع من جدّه، وأبي الخير بن العلاء، والظّاهر بطلان قول من قال: بسماعه من جدّه، لمّا تقدّم في ترجمته أنّه اختلط وسلب عقله لمّا مات ولده، والد المترجم سنة 93 إلى أن مات سنة 97 ولكنّ قائله لا أعتمده، وقدم القاهرة مرارا فأخذ سنة 41 عن المحبّ بن نصر الله في الفقه وغيره، وناب عنه، ثمّ عن البدر البغداديّ بها، ثمّ ولّاه النّظام ابن مفلح سنة 43 قضاء نابلس حين كان آمرها لقضاة الشّام، مع كون قضاة الحنابلة ممّا تجدّد بها في أوائل هذا القرن أو أواخر الّذي قبله، واستمرّ على قضاء بلده دهرا، وانفصل في أثنائه قليلا، ثمّ أضيف إليه قضاء القدس وقتا، وقضاء الرّملة، وحجّ أربع مرار، ولقيته بنابلس سنة 59، فسمع بقراءتي على بعض الرّواة جزءا، وأجاز لي بعد، ثمّ لقيه العزّ بن فهد فأخذ عنه، ولمّا كبر أعرض عن القضاء لأولاده، وأقبل على ما يهمّه حتّى مات يوم الخميس سادس عشر رمضان سنة 886 وعمره تسعون سنة.- انتهى-.
- قال العليميّ: «وكان له عدة أولاد أمثلهم قاضي القضاة كمال الدّين أبو الفضل محمد
…
وذكر وفاته سنة 889 هـ».
أقول: وبقيّة هذا البيت إلى الآن في مدينة نابلس ويعرفون ب «دار هاشم» نسبة لجدّهم هاشم الآتي
(1)
وهم من أهل الثّروة والجاه، وينتسبون سادة، ونقابة الأشراف في بيتهم لا تخرج عنهم، ولمّا اجتمعت ببعضهم بيّنت لهم نسبهم من «الدّرر» و «الضّوء» وغيرهما أنّهم جعافرة، لا علويّون، والآن صارت السّيادة لا تطلق إلّا على العلويين، فأقرّوا بذلك، وقالوا: هذا الواقع، ولكن لنا نسب متّصل بالسّيادة من جهة الأمّهات، والشّرف يثبت بذلك عند بعض الأئمّة، فقلت: هذا قول ضعيف، وما كان ينبغي لكم أن تهجروا هذا النّسب الطّاهر الجعفريّ المتحقّق بالإجماع وتتمسّكوا بما فيه خلاف، والحال أنّ نسبكم فائق في الشّرف، فسكتوا وكلّهم حنابلة، لكنّ العلم فيهم الآن قليل، نعم عند كبارهم خزائن كتب عظيمة، أظنّها موروثة عن الآباء والأجداد، وكانت هي أنيستي في الغربة، طالما سامرتها ليلا ونهارا، ثمّ إنّ أولادهم الآن شرعوا في الانتقال لمذهب الحنفيّ لمقاصد، الله أعلم بحقيقتها، متعلّلين بأنّهم لا يجدون محقّقا في المذهب والله العالم بالسّرائر./
610 -
محمّد بن عبد القادر بن محمّد بن عبد القادر بن محمّد بن إبراهيم الأنصاريّ الجزيريّ نسبة إلى «جزيرة الفيل» كما سبق في ترجمة أبيه الماضي، وهو حفيد الزّين كاتب إمرة الحجّ المصريّ الّذي سبق قريبا
.
610 - ابن عبد القادر الجزيري، (؟ -؟):
هو ابن صاحب «الدّرر الفرائد
…
».-
(1)
ذكره المؤلّف باسم: «هاشم النّابلسي المعمّر
…
» في موضعه.
وهذا ولد بالقاهرة سنة (
…
)، ونشأ بها على خير وصلاح، وقرأ وحصّل واستفاد وأفاد، ورأيت له «مجموعة» بخطّه فيها فوائد وقصائد له ومقطّعات ومكاتبات وكتب على عرض للشّمس محمّد بن الرّئيس زين الدّين عبد الرّحمن ابن الشّريف الكحّال أبياتا من بحر الرّجز مدحه بها وقال في آخرها:
رقمه فقير عفو الباري
…
محمّد بن عبد القادر الأنصاري
ابن محمّد الجزيري الحنبلي
…
يسأل من مولاه محو الزّلل
يفزع لله العظيم المنّه
…
يدخلنا مع الكرام الجنّه
مصلّيا على الرّسول المصطفى
…
والحمد لله تعالى وكفى
- لم أعثر على أخباره.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمّد بن عبد اللّطيف بن محمد بن عبد الباقي بن عبد الباقي بن عبد القادر من آل ابن فقيه فصّة الذين مرّ ذكرهم في ترجمة «أبي المواهب» وأبو المواهب هو عمّ أبيه ويلقب: «مجير الدّين» إمام الرّابعة (ت 1163 هـ).
أخباره في «النّعت الأكمل» : (285).
611 -
محمّد بن عبد الله بن العماد إبراهيم بن النّجم أحمد بن محمّد بن خلف، فخر الدّين، الحاسب
.
قال في «الشّذرات» : سمع من التّقيّ سليمان، والحجّار وطبقتهما، واشتغل بالفقه والفرائض والعربيّة، وأفتى ودرّس، وكان حسن الخلق، تامّ الخلق، وفيه دين ومروءة، ولطف، وسلامة باطن، مهر في الفرائض والعربيّة، وكان عارفا بالحساب، وذكر لقضاء الحنابلة فلم يتمّ ذلك.
توفّي راجعا من القدس بدمشق سنة 783.
612 -
محمّد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الرّحمن بن إسماعيل بن منصور بن عبد الرّحمن المقدسيّ، ثمّ الصّالحيّ، شمس الدّين، أبو بكر، الحافظ، الصّامت، ابن المحبّ
.
611 - فخر الدّين الحاسب، (؟ - 783 هـ):
أخباره في «إنباء الغمر» : (1/ 250)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 408)، و «الشّذرات»:(6/ 281). وتوفي بعده بعام (784 هـ) ابنه محمد بن محمد بن عبد الله ذكره المؤلّف في موضعه.
612 -
ابن المحبّ الصّامت، (713 - 789 هـ):
من كبار الحفاظ والمسندين، من بيت علم ورواية وفقه.
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 429)، و «الجوهر المنضّد»:(120)، و «المنهج الأحمد»:(469)، و «مختصره»:(167)، و «التّسهيل»:(2/ 8).
وينظر: «المعجم المختصّ» : (235)، و «برنامج الوادي آشي»:(91)، و «درّة الأسلاك»:(268)، ومعجم ابن ظهيرة «إرشاد الطّالبين»:(75)، و «غاية النّهاية»:(2/ 174)، و «المنهج الجلي»:(191)، و «ذيل التّقييد»:(42)، و «الرّدّ الوافر»: -
قال في «الدّرر» : ولد سنة 712 وأحضره أبوه على التّقيّ سليمان، ومحمّد بن يوسف بن المهتار، وستّ الوزراء وغيرهم، وأسمعه الكثير من عيسى المطعّم، وأبي بكر بن عبد الدّائم، وأبي الفتح بن النّشو، والقاسم بن عساكر، وأبي نصر بن الشّيرازيّ، وأبي بكر بن مشرف، ويحيى بن سعد وإسحاق الآمديّ وآخرين، وأجاز له الرّضيّ الطبريّ، وزينب بنت شكر، والرّشيد بن المعلّم، وحسن الكرديّ، والشّريف الموسويّ وغيرهم، وكان مكثرا شيوخا وسماعا، وطلب بنفسه فقرأ الكثير فأجاد، وخرّج فأفاد، وكان عالما، مفنّنا، متقشّفا، منقطع القرين
(1)
وحدّث دهرا. ومات بالصّالحيّة سنة 789. وكان يلقّب بالصّامت لكثرة سكوته، وكان يكره أن يلقّب بها، وتفقّه إلى أن فاق الأقران، مع المروءة وحسن الهيئة، من رؤساء أهل دمشق- انتهى.
- (91)، و «الدّرر الكامنة»:(4/ 84)، و «إنباء الغمر»:(1/ 343)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 3/ 233)، و «طبقات الحفّاظ»:(535)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 420)، و «الشّذرات»:(6/ 309).
(1)
- أقول: قال الحافظ في «الدّرر» : «وكان عالما، متفننا متقشفا، منقطع القرين
…
ثم قال: وكان كثير المروءة، حسن الهيئة، من رؤساء أهل دمشق».
فالحافظ- رحمه الله في موضع واحد وصفه بالشّيء وضدّه فكيف يكون متقشّفا، ثم يكون حسن الهيئة؟! ويكون من رؤساء دمشق ويصفه في «الإنباء» بأنه كثير الانجماع
…
وما نقله المؤلّف عن «الشّذرات» عن الحافظ ابن حجر موجود في «الإنباء» .
ونقول إزاء هذا: لعلّ حسن الهيئة والرّئاسة في أول حياته، ثم كان بعد ذلك متقشّفا يلبس العمامة
…
أو أنّ حسن الهيئة نسبيّ، والله تعالى أعلم.-
وقال في «الشّذرات» : سمع منه خلق، منهم الشّيخ شمس الدّين ابن عبد الهادي.
قال ابن حجر: وكان كثير التّقشّف جدّا بحيث يلبس الثّوب والعمامة فتتقطّع قبل أن يبدّلها أو يغسلها، وربّما مشى إلى البيت بقبقاب عتيق، وإذا بعد عليه المكان أمسكه بيده ومشى حافيا، وكان يمشي إلى الحلق الّتي تحت القلعة فيتفرّج على أصحابها مع العامّة، ولم يتزوّج قطّ، وكانت إقامته بالضّيائيّة. وتوفّي في خامس ذي القعدة، وباع ابن أخيه كتبه بأبخس ثمن وبذّرها بسرعة؛ لأنّه كثير الإسراف.- انتهى-.
أقول: ذكر الحافظ ابن حجر في «تعجيل المنفعة في رجال الأئمّة الأربعة» أنّ للمترجم ترتيب «مسند الإمام أحمد» رحمه الله قلت: ما نقله صاحب «الشّذرات» عن الحافظ ابن حجر من تقشّفه وتبذّله ينافي ما وصفه به في «الدّرر» من حسن الهيئة والرّئاسة فليحرّر من «الإنباء» فإنّ النّسخة الّتي عندي مخرومة من هذا الموضع. ويحتمل أنّ ما في «الشّذرات» غيره من أقاربه، وتوفقا في الاسم واسم الأب والجدّ والكنية واللّقب، ولكنّ هذا بعيد، والعلم عند الله سبحانه/.
- وذكر الحافظ ابن حجر- رحمه الله: «أنّه نسخ «تهذيب الكمال» وكتب عليه حواش مفيدة، وبيّض من مصنفات ابن تيميّة كثيرا، وكان متعصّبا له، محبّا فيمن يحبّه، وكان له حظّ من قيام اللّيل والتّعبد، دقيق الخط جدّا مع كبره، وصنّف في الضّعفاء كتابا سماه:«التذكرة» عدم في الفتنة اللّنكيّة».
وأخباره كثيرة وروايته واسعة وأسانيده عالية.
613 -
محمّد بن عبد الله بن محمّد بن مانع التّميميّ، الشّيخ الفاضل، والسّابق إلى المكرمات والفضائل
.
613 - ابن مانع التّميميّ الأشيقريّ ثمّ العنيزيّ، (في حدود 1210 - 1291 هـ):
أخباره في «التّسهيل» : (2/ 238).
يراجع: «عقد الدّرر» ، و «مشاهير علماء نجد»:(240)، و «علماء نجد»:(2/ 887).
وهو جدّ آل مانع المقيمين في عنيزة أو الّذين أصلهم منها، وقد برز منهم علماء أفاضل وفقهاء وقضاة من أشهرهم: ابنا الشّيخ، منهم: عبد الرّحمن بن محمّد الذي تولّى قضاء الأحساء وتوفي قبل والده سنة 1287 هـ. وقد تقدم ذكره.
وعبد العزيز بن محمّد القاضي في عنيزة (ت 1307 هـ) وهو والد العلامة الشّيخ محمّد بن عبد العزيز.
ومنهم: الشّيخ عبد الله بن محمّد المانع القاضي في عنيزة أيضا (ت 1360 هـ).
ومن أحفاد المترجم: الشّيخ محمّد بن عبد الله بن محمّد بن مانع ابن سابقه توفي قبل أبيه بزمن سنة 1337 هـ.
ومن أحفاده أيضا: الشّيخ العلّامة محمّد بن عبد العزيز بن محمّد بن مانع (ت 1385 هـ) الذي كان له بعد الله تعالى فضل على التّعليم في هذه البلاد «المملكة العربية السعودية» في زمنه وهو والد الأستاذ العلّامة أحمد بن عبد العزيز بن مانع المقيم حاليا في الرّياض. والشّيخ المترجم علّامة في معرفة الأنساب لا سيما أنساب عشيرته الوهبة من تميم، أفاد منه النّسابة إبراهيم بن صالح بن عيسى
…
وغيره.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله المرداويّ.
يراجع: «المنهج الجلي» : (196).
ولد في بلدة شقراء أمّ قرى الوشم في حدود سنة 1210 أو بعدها بقليل، ونشأ نشأة حسنة في الدّيانة والصّيانة والنّزاهة والعفاف، وطلب العلم فقرأ على مشايخ بلده ومن يرد إليها، حتّى نزل عندهم العلّامة الضّابط المتقن الشّيخ عبد الله أبا بطين، فلازمه ملازمة تامّة وتزوّج ابنته، وصار لا يفارقه إلّا وقت النّوم، فقرأ عليه كتبا عديدة في التّفسير، والحديث، والفقه وأصوله، وأصول الدّين، والنّحو، وصار معتمد الشّيخ في جميع أموره دون أولاده، ولمّا ارتحل الشّيخ إلى عنيزة بطلبهم إيّاه للقضاء والتّدريس والخطابة ارتحل معه، وتديّر عنيزة وأحبّه أهلها وأكرموه إكراما لم يعهد لغيره من الغرباء، لحسن أخلاقه وملاطفته، وتحبّبه إلى الخاصّ والعامّ، ومسايرته للنّاس على اختلاف مآربهم، وتباين مشاربهم، فما كان يغضب إلّا نادرا، ولا يؤاخذ بالجفوة، ولا يعاتب على الهفوة، وكان ذكيّا، زكيّا، أريبا، أديبا، عاقلا، فاضلا، مكرما للغرباء، مؤنسا لهم، خصوصا طلبة العلم منهم، فقلّ أن يرد عنيزة غريب أريب إلّا ويستدعيه إلى بيته ويضيفه، ويتحفه بشيء ويجبر خاطره، فيصدرون شاكرين له مثنين عليه، وصار له بسبب هذا في غالب جزيرة العرب وما والاها ذكر حسن، وثناء شائع، وكان مطّلعا في علمي على التّاريخ والأنساب، القريبة والبعيدة، ومنه فيهما استفدت، وعلى نقله اعتمدت، وكان حسن الخطّ مضبوطة، كثير التّصحيح والتّحرير، والضّبط والتّهميش، غالب مقروءاته مهمّشة بخطّه محرّرة بضبطه.
ولم يزل على كماله واستقامة حاله، إلى أن نقله الله إلى رضوانه، ودعاه إلى كرمه وإحسانه ليلة الأحد تاسع عشر جمادى الآخرة سنة 1291 في عنيزة
ورثاه تلميذه الشّابّ الذّكيّ النّجيب، والفاضل والزّكيّ والأديب الشّيخ صالح ابن عبد الله بن بسّام
(1)
أدام الله تعالى توفيقه وثبّتنا وإيّاه على السّلوك في أعدل منهاج وأقوم طريقة، بهذه المرثية الّتي أنبأت منه على حسن السّليقة وهي: /
أيا قلب دع تذكار سعدى فما يجدي
…
وأيّام أنس سالفات بذي الرّند
فليس بذي الدّنيا مقام ترومه
…
ولكنّها كالحلم تمضي على العبد
وممّا شجاني أن قضى حتف أنفه
…
محمّد المحمود في العلم والزّهد
عنيت به الحبر الجليل ابن مانع
…
ومن هو في دنياه عاش على الحمد
سقى الله قبرا قد حواه ثرى له
…
سحائب فضل فاضح البرق والرّعد
لقد كان بحرا للعلوم وعارفا
…
وفي علمه يهدي إلى منهج الرّشد
وقد كان في أمر العبادة يحتذي
…
مسالك للأسلاف كانوا على قصد
وقد كان لي شيخا نصوحا بعلمه
…
صدوقا لفعل الخير يهدي ويستهدي
(1)
يراجع مبحث (تلاميذ المؤلف) في المقدمة.
ولازمته منذ سنين عديدة
…
فلم أره إلّا على سالف العهد
فيا عين لا تبقي دموعا ذخيرة
…
فما بعده أرجو شبيها له عندي
فيا قلب لا تبقي قليلا من الأسى
…
على عالم قد حلّ في غامق اللّحد
وأنشد ما يبرى من الصّدق بالوفا
…
مقالا صحيحا صادقا فيه من جدّ
ولست بناس ما حييت لصاحب
…
صفوح عن الزّلّات خال من الحقد
سأبكيه ما جاء الحديث بذكره
…
بكاء محبّ للحبيب على فقد
ويبكيه أهل العلم قاطبة لدى
…
مباحث علم عن غوامضها يبدي
جزاه إله العالمين برحمة
…
ينال بها المطلوب في جنّة الخلد
فجئت بنظم للوفاة مؤرّخ
…
مقيم بدار الحمد في منتهى القصد
190 207 83 586 225 سنة 1291/
614 -
محمّد بن عبد الله بن أحمد بن حسن، الجمال، أبو الخير
.
قال في «الضّوء» : سمع من ابن الجزريّ، وابن سلامة وجماعة، وأجاز له الشّمس الشّاويّ، والزّركشيّ، وابن الطّحّان، وابن ناظر الصّاحبة، وابن بردس، وعبد الرّحمن بن الأذرعيّ، وابنة ابن الشّرائحيّ وخلق، ودخل القاهرة ودمشق، وحلب، وحمص، وحماة، وتردّد إلى القاهرة مرارا حتّى أدركه أجله في المحرّم مطعونا سنة 848، ودفن بتربة سعيد السّعداء.
615 -
محمّد، أبو المكارم شقيق الّذي قبله
.
قال في «الضّوء» : سمع من جماعة منهم خديجة ابنة إبراهيم بن أحمد المرشديّ، وابن الجزريّ، والشّمس الشّاميّ، وجماعة. وأجاز له سنة 814 الزّين المراغيّ، ودخل القاهرة، ودمشق وأقام بها مدّة، وصحب الزّين عبد الرّحمن أبا شعر، ولازمه، وتفقّه عليه، وكذا صحب غيره من الأكابر.
ومات بطرابلس الشّام سنة 833.
614 - الجمال أبو الخير المكّيّ، (؟ - 848 هـ):
أخباره في «إتحاف الورى» : (4/ 240)، و «الضّوء اللامع»:(8/ 80)، و «التبر المسبوك»:(112).
615 -
أبو المكارم المكيّ، (؟ - 833 هـ):
أخباره في «إتحاف الورى» : (4/ 54)، و «الضّوء اللامع»:(7/ 80).
616 -
محمّد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عيّاش بن حامد ابن خليفة السّويديّ الأصل، ثمّ الصّالحيّ، شمس الدّين المعروف ب «ابن النّاصح»
(1)
ويعرف أيضا ب «قاضي اللّبن»
(2)
.
ولد سنة 711، وسمع من يحيى بن محمّد بن سعد كتاب «العلم» بسماعه من جعفر، سمعه منه الشّيخ جمال الدّين بن ظهيرة، ومات في سادس ذي الحجّة سنة 775. قاله في «الدّرر» وفي «الإنباء» أيضا وزاد فيه:
كان من رؤساء الدّمشقيّين أفتى، ودرّس، وحدّث، مع المروءة التّامّة، والهيئة الحسنة. وذكره أيضا في «شذرات الذّهب» ولكن سمّى والده أحمد بن محمّد، والظّاهر أنّ الصّواب ما في «الدّرر» و «الإنباء» لأنّ صاحب «الشّذرات» ذكر عبد الله بن أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عيّاش بن خلف
(3)
وأظنّه والده، وأحمد بن عبد الله بن أحمد وأظنّه أخاه والله تعالى أعلم.
616 - ابن النّاصح السّويديّ، (711 - 775 هـ):
أخباره في معجم ابن ظهيرة «إرشاد الطّالبين» : (7،)، و «الدّرر الكامنة»:(4/ 84)، و «إنباء الغمر»:(1/ 67)، و «الشّذرات»:(6/ 238).
(1)
في معجم ابن ظهيرة: «لقب جدّ أبيه، وقال: ولد بسفح قاسيون في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة وسبعمائة. وقال: أخبرنا
…
إجازة وكتب لنا بخطّه غير مرّة».
(2)
في «الإنباء» : (قاضي الليث)، وفي «الدّرر»:(قاضي الكفر)، وما ذكر هو الصّحيح إن شاء الله تعالى.
(3)
ذكر في نسب المترجم «خليفة» وهنا «خلف» كما ترى؟! والصّحيح أنه «خليف» كذا رأيته في «تكملة الإكمال» للحافظ أبي حامد ابن الصّابوني: (123). في رسم-
617 -
محمّد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن راجح بن بلال بن عيسى بن حذيفة المقدسيّ
.
قال في «الدّرر» : سمع من يحيى بن محمّد بن سعد، ومحمّد بن المحبّ، والذّهبي وغيرهم، وسمع منه المحدّث برهان الدّين الحلبيّ بدمشق في سنة 80، وأجاز في سنة 70 لعبد الله بن عمر بن عبد العزيز بن جماعة.
618 -
محمّد بن عبد الله بن أبي بكر بن محمود، الشّمس بن الجمال الإثميديّ، ثمّ القاهريّ
.
617 - ابن راجح المقدسيّ، (؟ - بعد 780 هـ):
أخباره في «الدّرر الكامنة» : (4/ 85).
618 -
ابن الجمال الإثميديّ، (؟ - 856 هـ):
أخباره في «التّسهيل» : (2/ 65). وينظر: «الضّوء اللامع» :؟ 7/ 83).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمّد بن عبد الله بن حسن بن منصور بن بريد بن مشرف التّميميّ الأشيقريّ النّجديّ، قاضي أشيقر (ت 1035 هـ):
يراجع: «علماء نجد» : (3/ 893).
- «خليف» قال: «وذكر في باب خليف- بالخاء المعجمة وفتح اللام رجلين، وفاته:
- أبو البركات محمد بن علي بن عبد الوهّاب بن خليف
…
- وأبو عبد الله محمد بن عيّاش بن حامد بن محمود بن خليف السّاحليّ الحنبليّ ..
وهذا الأخير هو- بلا شكّ- الجدّ الأعلى للمترجم هنا، وهو حنبليّ كما ترى، ولم يذكره الحافظ ابن رجب، ولا ذكره غيره ممن ترجم للحنابلة. وذكر الحافظ ابن الصّابوني طرفا من أخباره. فهو مستدرك على الجميع، ولله تعالى أعلم.
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «الإثميديّ» نشأ فحفظ القرآن وغيره، وتنزّل في الجهات ولازم في دروسهما، ولم يمهر، وتكسّب بالشّهادة، وناب في الفسوخ والعقود عن المحبّ بن نصر الله فمن بعده، وسمع بأخرة على الطّحّان، وابن ناظر الصّاحبة، وابن بردس، بحضرة البدر البغداديّ، وقبل ذلك سمع على صهره الشّمس الشّاميّ، والجمال عبد الله الكنانيّ «ذيل/ مشيخة القلانسيّ» للعزّ العراقيّ، وغير ذلك، وكذا سمع على الوليّ العراقيّ وغيره. مات في جمادى الآخرة سنة 856 وقد أسنّ.
619 -
محمّد بن عبد الله
(1)
بن داود بن أحمد بن يوسف المرداويّ، شهاب الدّين
.
619 - ابن عبيد المرداويّ، (؟ - 785 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 434)، و «الجوهر المنضّد»:(129)، و «المنهج الأحمد»:(455)، و «مختصره»:(157)، و «التّسهيل»:(2/ 6).
وينظر: «تاريخ ابن قاضي شهبة» : (1/ 3/ 125)، و «إنباء الغمر»:(1/ 285)، و «الشّذرات»:(6/ 89).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمد بن عبد الله الزّرعيّ (ت 799 هـ).
يراجع: «إنباء الغمر» : (1/ 540).
- محمد بن عبد الله بن سلطان الدّوسري النّجدي 1099 هـ قاضي المجمعة وخطيبها. يراجع: «علماء نجد» : (3/ 876).
(1)
كذا في الأصل، وفي المصادر:«ابن عبيد» أو «عبيد الله» وإذا كان كذلك يلزم تأخيره، لكن المؤلّف أخطأ في اسم أبيه ولذا قدمه.
قال في «الشّذرات» : كان ذا عناية بالفرائض، وقرأ الفقه، ولازم ابن مفلح حتّى فضل، ودرّس، وتفقّه أيضا بقاضي القضاة جمال الدّين المرداويّ. قال ابن حجّي: كان يحفظ فروعا كثيرة، وله ميل إلى الشّافعيّة، وكان بشع الشّكل جدّا.
توفّي في ذي القعدة سنة 785.
620 -
محمّد بن عبد الله بن عبد الله الشّمس، أبو عبد الله (
…
) ثمّ الدّمشقيّ، الفقيه، المقرئ
.
قال في «الضّوء» : ترجمه البرهان الحلبيّ فقال: إنسان حسن، حنبليّ أصلا وفرعا، من محبّي التّقيّ ابن تيميّة، قدم حلب في عاشر المحرّم سنة 839 فقرأ عليّ «سنن ابن ماجه» و «مشيخة الفخر» ثمّ عاد إلى دمشق في خامس عشريّة كتب الله سلامته.
621 -
محمّد بن عبد الله بن عثمان بن شكر البعليّ، شمس الدّين، الإمام
.
620 - شمس الدّين المقرئ، (؟ -؟):
أخباره في «الضّوء اللامع» : (7/ 98).
وأظنّه هو محمد بن عبد الله بن عبد الله اللؤلؤي المذكور في ثبت ابن زريق المقدسيّ ورقة: 60.
621 -
ابن شكر البعليّ، (؟ - 803 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 431)، و «الجوهر المنضّد»:(146)، و «المنهج الأحمد»:(476)، و «مختصره»:(172)، و «التّسهيل»:(2/ 24).
وينظر: «إنباء الغمر» : (2/ 188)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(219)، نسخة تركيا، و «الضّوء اللامع»:(8/ 239)، و «الشّذرات»:(7/ 146).
سمع الحديث من جماعة، وروى، وألّف، وجمع، وكانت كتابته حسنة، وعبارته في التّصنيف جيّدة، حدّث ب «معجم بن جميع» .
وتوفّي بغزّة سنة 803، قاله في «الشّذرات» وهو سهو؛ لأنّه محمّد بن عثمان بن عبد الله وسيجيء عن «الشّذرات» ولكن تقدّم اسم جدّه هنا سهوا من النّسّاخ فظنّه صاحب «الشّذرات» غيره، وهو هو والله أعلم
(1)
.
622 -
محمّد بن عبد الله بن عمر بن يوسف، الشّمس، المقدسيّ، الصّالحيّ، ويعرف ب «ابن المكّيّ»
.
قال في «الإنباء» : ولد سنة 751، وتفقّه قليلا، وتعانى الشّهادة، ولازم مجلس القاضي الشّمس بن التّقيّ، وولي رئاسة الموقّتين بالجامع الأمويّ، وكان جهوريّ الصّوت، من خيار العدول، حسن الشّكل، طلق الوجه، منوّر الشّيبة.
622 - ابن المكّي الصّالحيّ، (751 - 826 هـ):
أخباره في «التّسهيل» : (2/ 41).
وينظر: «إنباء الغمر» : (3/ 321)، و «الضّوء اللامع»:(8/ 101)، و «الشّذرات»:(7/ 176).
(1)
الصّحيح خلاف ما ذكر ابن حميد- رحمه الله أنه محمّد بن عبد الله بن عثمان لا غير، وكرّره ابن العماد في «الشّذرات» خطأ، وتبعه عمر رضا كحّالة في «معجم المؤلفين»:(10/ 225، 284).
واتّفقت المصادر على أنه «محمد بن عبد الله بن عثمان بن شكر البعلي الحنبلي» ما عداهما، والله تعالى أعلم.
مات في جمادى الأولى سنة 826 بعد أن أصيب بعدّة أولاد له كانوا أعيان عدول البلد، مع النّجابة والوسامة، فماتوا بالطّاعون.
623 -
محمّد بن عبد الله بن مالك بن مكنون بن نجم العجلونيّ، الدّمشقيّ شمس الدّين، «خطيب بيت لهيا» وابن خطيبها
.
623 - ابن مالك العجلونيّ، (722 - 772 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 426)، و «الجوهر المنضّد»:(166)، و «المنهج الأحمد»:(462)، و «مختصره»:(261)، و «التّسهيل»:(1/ 394).
وينظر: «الوفيات» لابن رافع: (2/ 370)، و «لحط الألحاظ»:(156)، و «الدّرر الكامنة»:(4/ 100)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 209)، و «ذيل العبر» لأبي زرعة:(317)، و «الشّذرات»:(6/ 225).
قول المؤلّف هنا: «خطيب بيت لهيا وابن خطيبها» .
أقول:
- والده: عبد الله بن مالك (ت 739 هـ):
ذكره الحافظ ابن حجر في «الدّرر الكامنة» : (3/ 387) وغيره.
- وأخوه أحمد بن عبد الله بن مالك (ت 780 هـ).
ذكره المؤلّف- رحمه الله في موضعه.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمّد بن عبد الله بن محمّد بن أحمد الحصيّن العمرويّ التّميميّ القرائنيّ النّجديّ، أخو الشيخ العلّامة عبد العزيز السابق ذكره في استدراكنا.
عيّنه الإمام سعود- رحمه الله قاضيا في بلده.
يراجع: «علماء نجد» : (3/ 761).
سمع وزيرة، وأجاز له جماعة منهم: القاسم بن عساكر، وابن القوّاس، وحدّث، فسمع منه شهاب الدّين بن حجّي «ثلاثيّات البخاريّ» عن وزيرة.
توفّي في جمادى الأولى سنة 772 ببيت لهيا، قاله في «الشّذرات» .
624 -
محمّد بن عبد الله بن محمّد بن خليل بن بكتوت بن بيرم بن بكتوت الشّمس، الكرديّ الأصل، العلميّ، القاهريّ، الحسينيّ سبط الشّمس الغزوليّ، الحنبليّ، نزيل البيبرسيّة الماضي، ويعرف ب «ابن بيرم» قاله في «الضّوء»
.
وقال: قدم بعض سلفه مع السّلطان/ صلاح الدّين، بل كان بيرم ممّن عمل ملك الأمراء بالبحيرة، وأمّا أبوه عبد الله فحفظ القرآن وشيئا من «القدوريّ» ولكن عمل ابنه هذا حنبليّا كجدّه، ومولده في حادي عشر شعبان سنة 842، ونشأ فحفظ القرآن و «المحرّر» وقرأ فيه على ابن الرّزّاز، ثمّ على العزّ الكنانيّ، وناب عنه، وكتب الخطّ الحسن، ونسخ به شيئا كثيرا ك «تفسير ابن كثير» ، وسمع الحديث بها عليّ، وعلى جماعة بقراءتي، وصحب ابن الشّيخ يوسف الصّفيّ، بل تردّد للمتبوليّ وغيره من الصّالحين، ولازم الاجتماع بي، ولا بأس به عقلا ودراية وتعفّفا، بل هو خير نوّاب الحنابلة الآن، وإن كان فيهم من هو أفضل، وقد حجّ موسميّا سنة 896 ونعم الرّجل.
624 - ابن بيرم الكرديّ، (842 - بعد 896 هـ):
أخباره في «الضّوء اللامع» : (8/ 107).
625 -
محمّد بن عبد الله بن محمّد الزّركشيّ
.
625 - الإمام الزّركشيّ، (؟ - 772 هـ):
صاحب «شرح مختصر الخرقي» .
أخباره في الكتب قليلة، لا تتناسب مع شهرته، ولعلّ لشهرة ابنه أثرا في ذلك، خاصة عند أهل عصره، جعلت سمعته تطغى على سمعة أبيه، فلم تسجّل له ترجمة آنذاك، وإذا لم يعرّف به أهل عصره يصعب على من بعدهم تتبّع أخباره، والإلمام بمناقبه وآثاره، فيبقي مجهولا لدى الأجيال اللاحقة، وهذا شأن كثير من العلماء.
وقد تتبّع أخباره شيخنا عبد الله بن عبد الرّحمن بن جبرين- حفظه الله- وأودعها في مقدمة «شرحه لمختصر الخرقي» الذي حقّقه الشيخ، وبذل في تحقيقه جهدا ظاهرا، أجزل الله له المثوبة.
وهذه الأخبار التي جمعها شيخنا لا تخرج عن ما ذكره ابن حميد هنا- في أغلبها- فهو أوسع من ترجم له على قلّة ما كتب عنه كما قلت.
أخباره في «المنهج الأحمد» : (462)، و «مختصره»:(162)، و «التّسهيل»:(1/ 393).
وينظر: «النّجوم الزّاهرة» : (11/ 117)، و «الشّذرات»:(6/ 224)، و «المدخل» لابن بدران:(211)، وأرخ وفاته سنة 774 هـ وهو خطأ، و «معجم المؤلّفين»:(10/ 239).
وشرحه لمختصر الخرقي طبع حتى الآن منه خمسة أجزاء بتحقيق شيخنا عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين- حفظه الله-، ولم يكمل بعد، أعانه الله على طبع بقيّته، وطبع في مطابع صديقنا فهد بن عبد الرّحمن بن ثنيان العبيكان في الرّياض.
وشرحه الآخر ل «مختصر الخرقي» أيضا لم نقف له على أثر.
وشرحه قطعة من «المحرر» نقل عنها عبد الوهّاب بن فيروز في حاشيته. وشرح قطعة-
نقلت من خطّ بعض الأفاضل ما صورته: هو الشّيخ، الإمام، العلّامة، شمس الدّين، ابن جمال الدّين، ابن شمس الدّين الزّركشيّ المصريّ، مؤلّف «شرح الخرقيّ» وهو والد المسند زين الدّين عبد الرّحمن أبي ذرّ المعروف ب «الزّركشيّ» كان إماما في المذهب، وله تصانيف مفيدة أشهرها «شرح الخرقيّ» لم يسبق إلى مثله
(1)
وكلامه فيه يدلّ على فقه نفس، وتصرّف في كلام الأصحاب، وله شرح ثان على «الخرقيّ» اختصره من الشّرح الكبير، لكنّه لم يكمله بقي منه قدر الرّبع، وصل فيه إلى أثناء باب الأضاحي، وشرح قطعة من «المحرّر» للشّيخ مجد الدّين، من النّكاح إلى أثناء باب الأضاحي قدر مجلّد وشرح قطعة من «الوجيز» من العتق إلى الصّداق استمدّ فيها من مسوّدة «شرح المحرّر» للشّيخ تقيّ الدّين، وزاده محاسن، أخذ الفقه من قاضي القضاة موفّق الدّين عبد الله قاضي الدّيار المصريّة، ورأيت بخطّ قاضي القضاة محبّ الدّين البغدادي- تغمّده الله تعالى برحمته- أنّ ولده
- من «الوجيز» اطلعت لها على نسختين خطيتين وأشرت على بعض إخواننا من طلبة العلم في الجامعة الإسلامية بتحقيقه ولا يزال يعمل فيه نفعه الله ونفع به.
وفي ذكر والدته هنا دلالة على أنها كانت من أهل العلم رحمها الله، وابنه زين الدين عبد الرّحمن له ذكر وأخبار ورئاسة ودراية بالحديث
…
تقدم ذكره في موضعه.
(1)
قول المؤلّف: (لم يسبق إليه .. ) غير مقبولة منه، فشرح الموفّق بن قدامة رحمه الله «المغني» في «شرح مختصر الخرقي» أجود منه وأسبق وأكثر فائدة لا يختلف في ذلك اثنان، وذلك زلة قلم من الشيخ عفا الله عنه، وقولي هذا لا يحط من قدر الشيخ الزّركشي ولا يقلّل من قيمة شرحه لكنّه الإنصاف، فاعلم ذلك.
الشّيخ زين الدّين عبد الرّحمن أخبره أنّ والده كان عمره- يعني عند وفاته- نحو خمسين سنة، وأنّ أصله من عرب بني مهنّا، الّذين هم من جند الشّام من ناحية الرّحبة.
وتوفّي رحمه الله تعالى ليلة السّبت رابع عشري جمادى الأولى سنة 772، ولم يبيّض أكثر «شرح الخرقيّ» ، ورأيت في نسخة منه أنّ الّذي بيّض بقيّته بعده: عمر بن عيسى بن محمّد نزيل جامع ابن طولون، وهذا الرّجل لا أعرف له ترجمة، وفرغ من تبييض بقيّة الشّرح في آخر يوم الأربعاء سادس عشر جمادى الأولى سنة 774.
وتوفّي الشّيخ شمس الدّين في حياة والدته الحاجّة فقهاء، ودفن بالقرافة الصّغرى/ بالقرب من مشهد يعرف الزّرّاديّ على يسرة الآخذ من بحر الشّافعيّ طالبا مشهد الشّيخ العريان.
وتوفّيت والدته في خامس ربيع الآخر سنة 776.
626 -
محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمّد بن قدامة، شمس الدّين
.
626 - ابن عبد الهادي، (688 - 769 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 425)، و «الجوهر المنضّد»:(137)، و «المنهج الأحمد»:(460)، و «مختصره»:(185)، و «التّسهيل»:(1/ 390).
وينظر: «الوفيات» لابن رافع: (2/ 337)، و «ذيل العبر» لأبي زرعة:(267)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(2/ 426)، و «الشّذرات»:(6/ 216).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله: -
روى عن الفخر بن البخاريّ وغيره، توفّي سنة 769، ذكره في «الدّرر» في ترجمة والده
(1)
.
627 -
محمّد بن عبد الله بن محمّد بن فيروز، التّميميّ، الأحسائيّ، العلّامة، الفهّامة، كاشف المعضلات، وموضح المشكلات، ومحرّر أنواع العلوم، ومقرّر المنقول والمعقول، بالمنطوق والمفهوم
.
- محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرّحمن بن إسماعيل الأشيقريّ النّجدي (ت 1090 هـ). يراجع: «علماء نجد» : (3/ 856).
(1)
«الدرر الكامنة» : (2/ 399).
627 -
ابن فيروز النّجديّ ثمّ الأحسائيّ، (1142 - 1216 هـ):
حامل لواء المعارضة ضدّ الشيخ المجدد الإمام محمد بن عبد الوهّاب رحمه الله وملجأ خصومها ومعارضيها احتفل به المؤلّف لموافقته هوى في نفسه من معاداة لهذه الدّعوة وإمامها ودعاتها.
أخباره في «مختصر طبقات الحنابلة» ، و «التّسهيل»:(2/ 198).
وينظر: «التّذكرة الكمالية» : (8/ 35، 36)، و «عنوان المجد»:(1/ 206، 218، 219)، و «تاريخ الفاخري»:(131)، و «الأعلام»:(6/ 242)، و «علماء نجد»:(3/ 882). وجاء في هامش بعض النسخ: «وقد ترجم العلّامة الشّيخ عثمان بن سند- رحمه الله تعالى- في كتابه «سبائك العسجد» في صحيفة 93 للعلامة محمد ابن فيروز رحم الله الجميع رحمة واسعة فتفطن. محمّد العسّافي».
وقد امتدت بابن فيروز الحياة، وشاهد انتصار الدّعوة وأهلها في نجد، ثم امتدادها إلى الأحساء محلّ إقامة ابن فيروز، ونعم أهلها بالأمن والأمان في ظل العقيدة الصّحيحة، وكان أكثر علمائها من آل مبارك وآل عبد القادر وآل عكّاس، وآل عرفج، -
ولد في مدينة الأحساء سنة 1142، ونشأ بها في كنف والده، وكفّ بصره بالجدريّ وهو ابن ثلاث سنين، وكان يقول: لا أعرف من الألوان إلّا الأحمر لأنّي كنت إذ ذاك لابسا أحمر، ووضع الله فيه من سرعة الفهم وقوّة الإدراك،
- وآل أبي العينين، وآل غنّام، وآل عبد اللّطيف، وآل موسى .. وغيرهم قد عرفوا الدّعوة، وانتقل كثير منهم إلى الدّرعية والتقوا بأئمة الدّعوة وقادتها، واطمأنت نفوسهم إلى مبادئها وأهدافها، فدافعوا عنها في الأحساء في وجه خصومها أمثال ابن فيروز وأتباعه وأنصاره، فكانوا قوة حقيقية للدعوة في تلك البلاد، وهم على مذاهبهم الفقهية المختلفة الحنبلي والحنفي والمالكي والشّافعي. وكلها موجود في الأحساء آنذاك.
قال ابن بشر في «عنوان المجد» : (1/ 206): «واستولى على الأحساء أميرا- من جهة عبد العزيز- برّاك بن عبد المحسن وبايعوه على السّمع والطّاعة، وكتب إليه عبد العزيز أن يجلى من الأحساء رؤساء الفنن، محمّد بن فيروز، وأحمد بن حبيل، ومحمّد بن سعدون فأخرجهم براك منه .. » .
فهنا يظهر أنه أخرج من الأحساء ولم يكن هو الخارج بنفسه كما قال المؤلّف.
وما زال ابن فيروز بعد إخراجه من الأحساء يتربّص بالدّعوة وأهلها الدّوائر فلما أراد باشا بغداد الإغارة على نجد وانتدب لهذا الأمر ثويني بن سعدون كان ابن فيروز أول المحرّضين له، وبذل كلّ ما في وسعه لإنجاح هذا الأمر، وعمل قصيدة مشهورة يحرّض فيها على قتال أئمّة الدّعوة وقادتها أولها:
أنامل كفّ السّعد قد أثبتت خطّا
…
بأقلام أحكام لنا حرّرت ضبطا
نقضها عليه الشّيخ حسين بن غنّام الأحسائي المالكي بقصيدة أجود منها قال:
على وجهها الموسوم بالشئوم قد خطّا
…
عروس هوّى ممقوتة زارت الشّطّا
تخطّت فأخطت في المساعي مرامها
…
ومرسلها عن نيل مقصودها أخطا
-
وبطء النّسيان، وشدّة الرّغبة، والحرص، والفتوح الباطنة والظّاهرة، ما يتعجّب منه، فحفظ كثيرا من الكتب منها «مختصر المقنع» في الفقه و «ألفيّة العراقيّ» في المصطلح و «ألفيّة ابن مالك» في النّحو، وألفيّة السّيوطيّ «عقود الجمان في المعاني والبيان» و «ألفيّة ابن الورديّ» في التّعبير، وشيئا كثيرا لم أتحقّق تعيينه بل سمعت من بعض صلحاء العوامّ أنّه كان يحضر درسه في البصرة وهو يملي «صحيح البخاري» بأسانيده من حفظه، وهذا في عصرنا مستغرب جدّا، فالله أعلم بصحّته، وبالجملة فقد كان في الحفظ آية باهرة، متوقّد الذّكاء، كأنّ العلوم نصب عينيه. أخذ الحديث عن علماء عصره، وكذا الفقه والنّحو والمعاني والبيان وسائر الفنون، وأجازوه بإجازات مطوّلة
-
وثارت لنار الشّرك تذكي ضرامها
…
وسارت فبارت والإله لها قطّا
لقد شوّهت ما زخرفته بزورها
…
كما أنّها بالمين قد أحكمت ربطا
لقد جاء منشيها بزور ومنكر
…
وفحش وبهتان يغطّ به غطّا
وحاد به داعي العناد لمهيع
…
تنكّب عن سبل الهداية واشتطّا
..... وهي طويلة تجدها في «عنوان المجد» : (1/ 218، 219). وقد أطلعني الأخ الكريم حمد بن غطيمل- حفظه الله- أحد طلبة العلم في عنيزة على نسخة من هذه القصيدة كاملة نقلها بخطّه من مجموع في المكتبة الوطنية بعنيزة جزاه الله خيرا.
وقتل ثويني غدرا من بعض المماليك ودبّ الخلاف في جنده، وانهزموا، ونظم الشّيخ حسين بن غنّام قصيدة جميلة طويلة من أجمل وأحسن شعره أولها:
تلالأ نور الحقّ وانصدع الفجر
…
وديجور ليل الشّرك مزّقه الظّهر
وشمس الأماني أشرقت في سعودها
…
ولاح بأفق السّعد أنجمه الزّهر
وهي طويلة تجدها في «عنوان المجد» أيضا، وهي مما ينصح بقراءته من الشّعر.
ومختصرة، وأثنوا عليه الثّناء البليغ، فممّن أخذ عنه الحديث حافظ عصره ومسند مصره الشّيخ أبو الحسن السّندي، نزيل المدينة المنوّرة، والشّيخ العلّامة محمّد سعيد سفر المدنيّ، والشّيخ سلطان الجبوريّ البغداديّ ثمّ المدنيّ، والشّيخ سعيد بن غردقة الأحسائي، والعلّامة الشّيخ عبد الله بن عبد اللّطيف الأنصاريّ الأحسائيّ الشّافعيّ، والشّيخ محمّد حياة السّنديّ ثمّ المدنيّ، وأخذ الفقه عن والده، وعن العلّامة المحقّق محمّد بن عبد الرّحمن ابن عفالق الأحسائيّ، ولازمه ملازمة كلّيّة، وأكثر تفقّهه به، وكذا أخذ عنهما الأصلين، وعن الثّاني الفرائض والحساب وتوابعهما، والهيئة، والهندسة، وأخذ النّحو والصّرف والمعاني عن شيخ الشّافعيّة في عصره ورئيسهم في مصره عبد الله بن عبد اللّطيف السّابق ذكره، ومهر في جميع هذه الفنون، وتصدّر للتّدريس في جميعها، وأفتى في حياة شيوخه، وكتبوا على أجوبته وفتاواه بالمدح والثّناء، وتأهّل للتّأليف، ونفع الله به نفعا جمّا/ وصار يرحل إليه من جميع الأقطار، حتّى إنّه يجتمع عنده من الطّلبة نحو الخمسين وأكثر، كلّهم يقوم بكفايتهم، وتفقّد أمورهم في جميع ما يلزم لهم، وكأنّهم أولاد صلبه بلا فرق، يمكّن أحدا ممّن يأتي عنده من الأجانب لطلب العلم أن ينفق من كيسه ولو كان غنيّا، ويقول من لمينتفع بطعامنا لا ينتفع بكلامنا، فوضع الله له القبول في أقطار الأرض، وكاتبه علماء الآفاق من البلاد الشّاسعة، بالأسئلة والمدائح، وطلب الإجازات والدّعاء، ونجب خلق ممّن قرأ عليه فكان أهل البلدان يأتون إليه ويطلبون منه أن يرسل معهم واحدا منهم يفقّههم في الدّين، ويعظهم، ويقضي، ويدرّس، ويصلّي بهم ويخطب، فيرسل معهم من
استحسن، فلا يخالفه التّلميذ في شيء أصلا، بل كان الطّلبة يمتثلون منه أدنى إشارة ويعدّونها أسنى بشارة، وتركوا أوطانهم وأهاليهم وعكفوا بناديه، فممّن برع منهم حتّى وصل إلى درجة التّأليف شيخ مشايخنا العلّامة فرضيّ زمانه الشّيخ محمّد بن سلّوم، والفقيه النّبيه الشّيخ عثمان بن جامع، وابنه الأديب اللّبيب الشّيخ عبد الله بن عثمان، والمحقّق النّجيب الشّيخ عبد العزيز بن عدوان بن رزين، والماهر الباهر الشّيخ أحمد بن حسن بن رشيد، والعلّامة الورع الزّاهد الشّيخ إبراهيم بن ناصر بن جديد، والمحقّق البارع الشّيخ ناصر ابن سليمان بن سحيم، والفاضل الشّيخ عبد الله ابن داود وغيرهم، ومن هو دونهم خلق لا يحصون من الفضلاء، من أهل الأحساء، والبحرين، والبصرة، وبلد سيّدنا الزّبير ونجد، بل لا يعرف في عصره لغيره من الشّهرة مثل ما له، بحيث إنّه يطلق عليه شيخ العصر، وكان قصير القامة، طويل الاستقامة، عليه أنوار زاهرة، وآثار للعلم والصّلاح ظاهرة، مهيبا معظّما عند الملوك فمن دونهم، مقبول الكلمة، نافذ الإشارة، بحيث كاتب السّلطان عبد الحميد خان كان يستنجده على قتال البغاة الخارجين بنجد، رأيت مسوّدته بخطّ ابنه النّجيب الشّيخ عبد الوهّاب، وافتتحه بقصيدة من نظمه، ونثر بليغ فتحرّك لذلك، ولكن اخترمته المنيّة قبل إتمام مرامه، وكان الشّيخ معهم في همّ وأذى، ونصبوا له الحبائل حتّى بذلوا على قتله خمسمائة أحمر ذهبا، فتسوّر عليه جماعة من الأشقياء ليلا وطلعوا إلى داره في سلّم فانكسر بهم وتعطّل بعضهم فحمله الباقون وهربوا، فعدّت/ هذه من الكرامات الّتي لا تنكر،
وكان الشّيخ يردّ عليهم
(1)
ويبيّن خطأهم وينصح النّاس عنهم، فلهذا اتّخذوه أكبر الأعداء، وكفّروه، وصار عندهم يضرب به المثل في عظيم الشّرك، وأنّه ممّن أضلّه الله على علم، فلمّا رأى هذا منهم وهم في شوكة، وصولة وفتك وسبي وأمرهم في ازدياد، وعرف أنّهم يأخذون الأحساء فلم يطب له المقام بها، وارتحل بأهله وأولاده ومن يعزّ عليه إلى البصرة وتبعه تلامذته فسافروا دفعات برّا وبحرا مع غاية الخوف والوجل فسلّمهم الله، ولمّا وصل البصرة تلقّاه واليها عبد الله آغا بالإكرام والتّعظيم، وهرع إليه الخلق على مراتبهم للسّلام عليه والتّبرّك برؤيته
(2)
، والتماس أدعيته، فكان يوما مشهودا، امتلأت منه قلوب أهل البصرة سرورا، وطلب منه الآغا المذكور أن يقرأ «صحيح البخاريّ» في جامعه الّذي بناه ب «سوق البصرة» فجلس الشّيخ للإقراء، وتكاثر الخلق حتّى ضاق المسجد عنهم، فوسّعه لأجل هذا الدّرس، وقد نقلنا قول من حضر ذلك الدّرس أنّ الشّيخ كان يملي «صحيح البخاريّ» بأسانيده من حفظه، ولكنّ المخبر رجل عامّيّ لا يعتمد نقله في مثل ذلك، بل أخبرني آخر مثله قال: كنّا عند الشّيخ إبراهيم بن جديد في بلد سيّدنا الزّبير فدخل عليه شخص بهيئة بدويّ فقام له الشّيخ واعتنقه وأكرمه، وأقبل إليه بكلّيّته، فاستغربنا ذلك فلمّا خرج قلنا للشّيخ عن ذلك، فقال: هذا من
(1)
رأيت في بعض المجاميع أنّ رده على الشّيخ محمد بن عبد الوهّاب موجود عند بعض الكتبيين في بيروت لا يتجاوز خمسين ورقة، ولم أطلع عليه لتوالي الأحداث في بيروت، ولعل هذا الرد هو:«الرسالة المرضية في الرد على الوهّابية» المطبوع.
(2)
انظر التعليق على الترجمتين رقم 5، 37.
تلامذة شيخنا، من آل حميد أمراء الأحساء، فلمّا أجلاهم سعود
(1)
خرج معهم وهو يحفظ «صحيح البخاريّ» وسألته عن حفظه الآن لعلّه باق فقال: نعم بحمد الله وهذا- إن صحّ- فهو عجيب والله الفتّاح سبحانه. ثمّ صار للشّيخ شهرة في البصرة ما هي دون شهرته في الأحساء، وهرع إليه الطّلبة من رحل إليه أوّلا ومن لم يرحل إليه، فاستجازوه فأجازهم بإجازات بليغة أغلبها نظما من الرّجز، ولكنّ نظمه نظم العلماء، وكتب إليه علّامة الشّام مفتي الشّافعيّة بها، كمال الدّين محمّد بن محمّد بن محمّد الغزّي
(2)
العامريّ قصيدة بليغة وكتابا يطلب منه الإجازة، فأجابه وأجازه نظما نحو ستّمائة بيت، فأرسل إليه قصيدة أخرى ضمن كتاب يتشكّر منه، ويطلب منه أن يرسل إليه تراجم
(1)
كان استيلاء سعود على الأحساء سنة 1208 هـ.
(2)
مكاتباته مع الكمال الغزّي موجودة في «تذكرة الكمال» المعروفة ب «التّذكرة الكماليّة» : (8/ ورقة 35، 36)، و «تذكرة الكمال» هذه هي مسوّدة المؤلّف تقع في حدود عشرين جزءا واسمها «الدّر المكنون والجمال المصون من فرائد العلوم وفوائد الفنون». توجد في المكتبة الظاهرية:(7602 - 7607)، (1925، 1926) وفي المكتبة التيمورية بمصر منها أجزاء، وفي مكتبة جامعة الإمام جزء
…
جاء في «التّذكرة الكماليّة» : «قطب دائرة المعارف، شمس أفق الفضائل والعوارف،
…
جامع أشتات المعارف والعلوم، ومحلّي جيد المنطوق بحلي المفهوم، حامل لواء المذهب الحنبلي على كاهله، ومطرّز أرديه بدائعه بأنامله، فهو للطالب «غاية المنتهى» ، و «إقناع» «مغينه» إليه الموفق انتهى
…
فهو الآية الكبرى في الفضائل، والمنية العظمى في هذا العصر على جميع القبائل
…
».
وأورد جملة من أشعاره ونظمه ومكاتباته إليه.
مشايخه ومشايخهم وأقرانه وتلامذته ليثبتهم في كتابه «النّعت الأكمل في طبقات أصحاب الإمام أحمد بن حنبل» فأرسل إليه جزءا ضمّنه ما طلب، رأيته مرّة في شبيبتي، ثمّ لمّا احتجت للنّقل منه في هذا جحده مالكه فتوسّلت إليه بكلّ طريق فلم/ ينجح فيه، وأصرّ على الجحود والإنكار، فحسبنا الله ونعم الوكيل، وكتب للشّيخ ناصر بن سليمان بن سحيم إجازة منظومة تنوف على مائتي بيت أوّلها:
الحمد لله الّذي قد رفعا
…
مقام من للهاشميّ اتّبعا
محمّد الهادي النّبيّ المرسل
…
بالحقّ والنّور المبين المنزل
إلى آخرها.
وأخبرني بعض كبار أقاربي الّذين أدركتهم في حال الشّيخوخة- وكان صالحا متعبّدا له مذاكرة، في أطراف من العلم- عن جدّي لأمّي الشّيخ عبد الله بن منصور بن تركي- وكان من أهل العلم- قال: مرّ بنا الشّيخ محمّد ابن عبد الرّحمن بن عفالق قاصدا الحجّ، ومعه تلامذة فضلاء منهم الشّيخ المترجم، وكان شيخه يعظّمه كثيرا ويقدّمه عليهم، فتعجّبنا وقلنا له: ما سبب تقديمك لهذا الأعمى؟ فقال: تفرّست فيه شيئا عظيما فإن صدقت فراستي فسينفع الله به هذا الجيل، قال: فما زلنا نسمع بصعوده وسموّه إلى أن رأيناه بلغ ذلك المبلغ الّذي لم يبلغه أحد في عصره.- انتهى-.
وله تصانيف ليست على قدر علمه وقدره، وأجاب على أسئلة عديدة في
الفقه بجوابات مسدّدة بديعة، لو جمعت لجاءت في مجلّد ضخم، ويا أسفى عليها فإنّ فيها من التّحقيق والتّدقيق ما لا يكاد يوجد، وكان له نهمة عظيمة في تحصيل الكتب واستنساخها، وكذلك ابنه الشّيخ عبد الوهّاب، فكان جماعة من طلبة العلم يكتبون لهم كتب العلم مدى أوقاتهم فكتبوا له شيئا كثيرا جدّا.
توفّي- رحمه الله تعالى- ليلة الجمعة غرّة محرّم الحرام افتتاح سنة 1216 هـ وعمره خمس وسبعون سنة وصلّى عليه بجامع البصرة، ولم يتخلّف من أهلها إلّا معذور، ثمّ حمل على أعناق الرّجال إلى بلد سيّدنا الزّبير مع بعدها وشيّعه خلق ركبانا ومشاة فصلّي عليه في جامع الزّبير، ثمّ دفن لصيق ضريح سيّدنا الزّبير بن العوّام رضي الله عنه وأرضاه، وصار للنّاس حزن وكآبة لفقده فلا تسمع إلّا باكيا أو باكية، ورثي بقصائد بليغة كثيرة من أهل الأمصار من سائر المذاهب، منهم الشّيخ صالح بن حسين آل موسى الأحسائيّ المالكيّ، وآخرها بيت التّاريخ وهو:
وخاطبه التّاريخ قال بقوله
…
تبوّأتم من عدن أجلّ المنازل
ومنهم الشّيخ صالح بن سيف العتيقيّ، وآخرها بيت التّاريخ وهو:
أعطاه ربّي ما حوى تاريخه
…
هنّئت في الفردوس أرفع مسكن
[قال الشّيخ محمّد بن فيروز عن جدّه: وقد أخذ العلم عن الشّيخ سيف ابن عزّاز، والشّيخ عبد الوهّاب بن عبد الله بن عبد الوهّاب التّميميّين العيينيّين وهنا مذكوران في سندي في الفقه وكذلك كلّ من أخذ عنه والدي وأخذ عن المجيد ابنه الوالد وابن أخيه إبراهيم بن عبد الرّحمن، والشّيخ سليمانبن ثاقب، وابن أخته أحمد بن سليمان بن عليّ، وسليمان بن عليّ هذا هو عالم
نجد في وقته على الإطلاق، وهو تميميّ أخي سليمان المذكور وكذلك الجدّ على ما ذكره نسّاب نجد، إلّا أنّ الشّيخ عبد الوهّاب بن عبد الله والشّيخ سليمان يقال في نسبة كلّ واحد منهما المشرفي؛ لأنّهما من ذرّيّة مشرف بن بريد، وأمّا الشّيخ سيف فيقال في نسبه: العزّازي لأنّه من ذريّة عزّاز، من بني حنظلة من تميم، وأمّا الفقير وأبوه وجدّه فيقال في نسب كلّ واحد منهم:
الفيروزيّ؛ لأنّه من ذرّيّة فيروز بن محمّد بن بسّام بن عقبة بن وهيب بن قاسم وإلى وهيب هذا تنسب قبيلتنا، وآل مشرف فيقال لهم: الوهبة.- انتهى-.
وترجمه تلميذه الشّيخ صالح بن سيف العتيقي
(1)
فقال: هو العلّامة أبو عبد الرّحمن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن فيروز، إمام فضل، عالم، ورع، تقيّ، زاهد ربّي في حجر والده صغيرا واجتهد في طلب العلم وفقدت عيناه وهو ابن تسع سنين وحفظ القرآن عن ظهر قلب وهو صغير، وبرع في العلم في حياة والده، وكان إليه التّدريس، وكان عمدة الحنابلة في الأحساء، قلّ علم في العلوم إلّا وله فيه سهم صائب من فقه وأصوله، وحديث وأصوله، وتفسير، ونحو وصرف، ومنطق، ومعاني، وبيان، وعروض، وحساب، وفلك، وفرائض، وطبّ، وتعبير وغير ذلك، أوحد دهره، وفريد عصره حسن الاعتقاد، مهذّب الأخلاق، لا يهاب الملوك، ولا يخاف في الله لومة لائم، كثير العبادة والذّكر، وله حظّ من قيام اللّيل، لا يرقد إلّا نصفه، وكان صاحب أوراد يبتدئ فيها بعد صلاة العصر ولا يفرغ منها إلّا بعد المغرب، ولا يأتيه أحد يشغله عن أوراده بعد العصر أبدا، وكان سخيّ النّفس، كثير الصّدقات
(1)
تقدم ذكره في موضعه.
والخير، ومهما رأى مسكينا وثب إليه ولم يردّه، وكان يدان على ذمّته، ويتصدّق، وعذل في ذلك فلم يلتفت لعاذله، ويأتيه رزقه من حيث لم يحتسب، وكان يوم الجمعة إذا خرج من المسجد تأتيه الفقراء ويتصدّق عليهم، ويقول: إنّي لأستحي من الله أن يسألني سائل وعندي شيء موجود فأردّه، ولا أطيق ذلك، سليم الصّدر، نصوح، قائم بأعباء الشّريعة، ذو مشرب من منهج الصّوفيّة، لم يكن في جهتنا له مثيل، بل ولا في غيرها، إليه تشدّ اليعملات، وتنزل الحاجات، ذو نفس مباركة على الطّلب، قلّ من قرأ عليه واجتهد إلّا أدرك العلم، لحسن نيّته ولا قرأ عليه أحد إلّا كان في بيته يعوله مع عياله ويقول: لا يدرك من جماعتي أحد العلم إلّا إذا كنت أعوله في بيتي، وكان كذلك، وكان يؤثر على نفسه ويعول في بيته نيّفا وسبعين نفسا ولا ضاقت به الأمور [إلّا] فرّجها ربّه، كثير الرّضا بالقضاء والتّسليم لأمر مولاه قام في نصر الدّين وقمع بدعة أهل العارض المارقين حتّى بذل عليه طاغيتهم
(1)
خمسمائة أحمر ذهبا لمن يقتله وتسوّروا عليه بيته ليلا فلم يمكّنهم الله منه، وزاد بعد ذلك في الرّدّ عليهم والإنكار، حفظه الله بلطفه، وله تآليف حسنة وأشعار رائقة فمن تآليفه في معرفة المنازل والبروج اسمها:«عجالة المستعجل» نحوا من ثلاثمائة بيت وتأليف في الحساب والجبر والمقابلة وكان يحفظ من المناظيم العلميّة شيئا كثيرا من ذلك «ألفيّة ابن مالك» و «ألفيّة
(1)
ما فتئ المؤلف يدور في فلك الموتور، وتكرير القدح الباطل المذموم المملول لأدنى مناسبة تمر به، ولم يذكر في أي موضوع حجة حتى نناقشها، لكنه هجوم الأعزل، فإلى الله المشتكى والله الموعد. وانظر: التعليق على الترجمة رقم 33.
السّيوطي» في المعاني والبيان و «ألفيّة ابن الورديّ» في التّعبير و «لاميّة الأفعال» في الصّرف و «الخزرجيّة في علم العروض» وغير ذلك، ومن أشعار العرب وأيّامهم وحكايات الأول شيئا كثيرا لا يحصر رحمه الله تعالى].
628 -
محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن يوسف، فتح الدّين بن المحبّ ابن الجمال، ابن هشام الأنصاريّ، القاهريّ، الماضي أبوه والآتي جدّه
.
قاله في «الضّوء» ، وقال: نشأ فحفظ القرآن واشتغل بالفرائض وغيرها عند البدر المادرانيّ، وأذن له، وكذا أقرأ قليلا/ عند العلاء البغداديّ الدّمشقي حين كان بالقاهرة، وحضر دروس القاضي الحنبليّ، وتنزّل في الجهات، وخطب بالزّينيّة، وتكسّب بالشّهادة.- انتهى-.
أقول: رأيت له «نظم قواعد الإعراب» .
629 -
محمّد المحبّ، أبو عبد الله، شقيق الّذي قبله، وهذا هو الأكبر
.
ولد سنة 840، ونشأ فحفظ القرآن و «المحرّر» ، وسمع مع أبيه «ختم البخاريّ» بالظّاهريّة، بل سمع معه قبل ذلك سنة 45 على ابن ناظر الصّاحبة، وابن الطّحّان، وابن بردس، بحضرة البدر البغداديّ شيئا، وتكسّب بالشّهادة، وكان منجمعا، ساكنا جيّد الكتابة، خطب بالزّينيّة بعد أبيه، فإنّها
628 - فتح الدّين ابن هشام، (؟ -؟):
أخباره في «الضّوء اللامع» : (8/ 108).
629 -
أبو عبد الله ابن هشام، (840 - 891 هـ):
أخباره في «الضّوء اللامع» : (8/ 108).
مع تدريس الفخريّة وغيرها من جهات أبيه، قرّرت بينه وبين أخيه، بل كان باسمه إدارة بالبيمارستان برغبة ابن القطّان له عنها.
توفّي في ربيع الثّاني سنة 891.
630 -
محمّد بن عبد الله بن محمّد بن عليّ الدّمشقيّ، النّابلسيّ الأصل
.
قال الكمال الغزّيّ في «الورود الأنسيّ» : هو الوليّ، الصّالح، المكاشف
(1)
، الأوحد الهمام، شيخنا، أبو شعر، تقيّ الدّين.
كان مولده بدمشق سنة 1128، ونشأ في حجر والده، وقرأ القرآن العظيم، وطلب العلم، ثمّ أحضره والده بين يدي الأستاذ واستجازه له، فأجازه بما يجوز له وصافحه، ثمّ سأله عن اسمه فقال له والده محمّد فقال: ألقّبه ب
630 - أبو شعر أو شعير، (1128 - 1207 هـ):
شيخ الكمال الغزّي، وبه ختم «النّعت الأكمل» .
أخباره في «النّعت الأكمل» : (340)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(141).
وينظر: «الورد الأنسي» : (720)، و «حلية البشر»:(1/ 423)، و «روض البشر»:
203.
وترجم له عمر رضا كحّالة في «معجم المؤلّفين» في موضعين: (10/ 210)، (2/ 91)، باسم «تقي الدّين» ويتكرر مثل ذلك كثيرا في المعجم المذكور مما يدلّ على عدم التّحقيق في النّقل، وعدم التّوثيق من المصادر، والعصمة لله وحده وهو الهادي إلى سواء الصّراط.
وزعم صاحب «روض البشر» أنه حنفيّ المذهب، وهو خطأ ظاهر فالغزّيّ تلميذه أعلم الناس به ذكره في «النّعت الأكمل» كما أسلفت.
رأيت له بعض الرسائل في مجامع الظّاهرية.
(1)
انظر التعليق الأول على الترجمة رقم 5.
«تقيّ الدّين» ، ثمّ أوصاه به، وقال له: احرص عليه فسيكون له شأن عظيم، ثمّ صار لشيخنا المترجم أحوال عجيبة، وأطوار غريبة، واعتقده الخاصّة والعامّة، حتّى الوزراء والحكّام
(1)
، ويهدون له الهدايا الجليلة، وينذرون له النّذور، لمآرب لهم فتقضى ويفون له، ويقبلون شفاعته.
وكانت وفاته عشيّة يوم الجمعة ثامن عشر شوّال سنة 1207 وصلّى عليه بجامع سنان باشا، ودفن بمقبرة الباب الصّغير.
631 -
محمّد بن عبد الله بن محمّد بن محمّد بن عيسى، الشّمس بن الجمال الكنانيّ، المتبوليّ، القاهريّ، ابن أخي عليّ بن محمّد بن محمّد الماضي، وقريب الشّيخ إبراهيم
(2)
المتبوليّ، ويعرف ب «ابن الرّزّاز»
.
قاله في «الضّوء» ، وقال: ولد- تقريبا- سنة 770 وسمع بالقاهرة، ونشأ بها فحفظ القرآن وتكسّب بالشّهادة، تنزّل في صوفيّة سعيد السّعداء وغيرها وسمع من ابن أبي المجد التّنوخيّ والعراقيّ والهيثميّ، وحدّث سمع منه الفضلاء، سمعت عليه يسيرا وكان خيّرا، مديما للتّلاوة، وتعلّل مدّة وأضرّ، ولزم بيته حتّى مات في ليلة الاثنين سابع عشر جمادى الآخرة سنة 878 وصلّى عليه من الغد.
631 - ابن الرّزّاز المتبوليّ، (790 تقريبا- 878 هـ):
أخباره في: «المنهج الأحمد» : (948)، و «مختصره»:(188)، و «التّسهيل»:(2/ 81). وينظر: «الضّوء اللامع» : (8/ 112).
(1)
انظر التعليق على الترجمتين رقم 5، 37.
(2)
الشيخ إبراهيم هذا لم يرد له ذكر في «السّحب» .
632 -
محمّد بن عبد الله بن محمّد بن الزّكيّ الغزّيّ، شمس الدّين، أبو عبد الله قاضي القضاة
.
قال في «الشّذرات» : ولي قضاء الحنابلة بغزّة في دولة/ الملك الظّاهر جقمق فباشره مباشرة حسنة، وكان شكلا حسنا، عليه هيبة ووقار، واستمرّ في الولاية إلى أن توفّي بغزّة في شوّال سنة 883.
633 -
محمّد بن عبد الله بن محمّد بن محمود بن أحمد بن عفّان المرداويّ القاضي، شمس الدّين، أبو عبد الله، ابن تقيّ الدّين
.
632 - ابن الزّكيّ الغزّيّ، (؟ - 883 هـ):
أخباره في «المنهج الأحمد» : (508)، و «مختصره»:(92)، و «التّسهيل»:(2/ 86).
وينظر: «الشّذرات» : (8/ 338).
ورفع العليميّ نسبه إلى عثمان بن عفّان رضي الله عنه.
633 -
ابن عفّان المرداويّ، (714 - 788 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 427)، و «المنهج الأحمد»:(469)، و «مختصره»:(167)، و «التّسهيل»:(2/).
وينظر: «درة الأسلاك» : (267)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 3/ 205)، و «إنباء الغمر»:(1/ 327)، و «الشّذرات»:(6/ 304).
قال ابن حبيب في «درّة الأسلاك» : «وكان قاضيا، عادلا، عالما، عاملا، عارفا بأمور دينه، واقفا عنه تصديق ظنّه بيقينه، حسن السّيرة، جميل الطّوية والسّريرة، رضيّ الأخلاق، كثير الخوف من الله عز وجل والإشفاق، مجتهدا في إقامة الحقّ، معتمدا على الله في إرشاد الخلق، حسن المعاملة مع الله للنّاس، جميل الملاطفة
قال في «الشّذرات» : ولد في سنة 714، وسمع الكثير من جماعات منهم الشّهاب ابن الصّرخديّ، وتفقّه، وناب في القضاء، ثمّ استقلّ به إلى أن مات.
[قال ابن حجّي: كان رجلا عالما، جيّد الفقه، عارفا بالأمور، وعنده تواضع، وكان يسارع إلى إثبات هلال رمضان، وخبّرني أنّه رأى بخطّ شمس الدّين بن أبي عمر ومحيي الدّين النّوويّ جواب استفتاء عن واقف وقف مدرسة وشرط حضورها كلّ يوم هل تجوز البطالة والتّخلّف في الأيّام الّتي جرت العادة بترك الحضور؟ فأجاب بالجواز. اهـ من «طبقات ابن مفلح»] وكان محمودا في ولايته إلّا أنّه في حال نيابته كان كثير التّصميم، بخلافه لمّا استقلّ، وكان يكتب على الفتاوى كتابة جيّدة، وكان كيّسا، متواضعا، قاضيا لحوائج من يقصده، خبيرا بالأحكام، ذاكرا للوقائع، صبورا على الخصوم، وعارفا بالإثباتات وغيرها، لا يلحق في ذلك، وكان يركب الحمارة على طريقة عمّه، وقد خرّج له ابن المحبّ الصّامت أحاديث متباينة، وحدّث ب «مشيخة ابن عبد الدائم» عن حفيده محمّد بن أبي بكر بسماعه من جدّه.
توفّي في رمضان سنة 788 عن 74 سنة.
- بهم والاستئناس، يوقر الكبير، ويلطف بالصّغير، ويراعي الأحوال في الجليل في كلّ شيء والحقير، باشر الوظائف الدّينية والتّداريس الجليلة في بلاد الشّام، ثم ولي القضاء بدمشق واستمرّ فيه إلى أن أدركه ما لا محيد عنه من السّام».
634 -
محمّد بن عبد الله بن محمّد بن مفلح، أكمل الدّين، ابن الشّرف الدّمشقيّ الصّالحيّ، والد إبراهيم الماضي، ويعرف كسلفه ب «ابن مفلح»
.
قال في «الضّوء» : مات في شوّال سنة 856، ودفن بالرّوضة عند أسلافه، وكانت جنازته حافلة، وهجاه البقاعيّ بقوله:
قالوا ابن مفلح أكمل فأجبتهم
…
في نقصه في كلّ أمر يصلح
كذبا وبهتانا وجهلا قد حوى
…
فهو الّذي لا يرتضيه مصلح
- انتهى-.
634 - أكمل الدّين ابن مفلح، (؟ - 856 هـ):
والد صاحب «المقصد الأرشد» .
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 432)، و «المنهج الأحمد»:(495)، و «مختصره»:(186)، و «التّسهيل»:(2/).
وينظر: «الضّوء اللامع» : (8/ 112)، و «حوادث الزمان»:(2/ 23)، و «الشّذرات»:(7/ 292).
قال ابنه في «المقصد» : «الشيخ الإمام العالم، المفتي، الأصولي، أكمل الدين، أبو عبد الله، اشتغل بعد الفتنة ولازم والده، ومهر على يديه، وكان له فهم صحيح، وقياس مستقيم، سمع من والده، والشيخ تاج الدين ابن بردس، درّس وأفتى في حياة والده وبعد وفاته، وناب في الحكم لشيخنا قاضي القضاة محب الدين ابن نصر الله، وعين لقضاء الشام ولم ينبرم ذلك، وكان له سلطة على الأتراك
…
».
قلت: قد أساء البقاعيّ، ولم يأت بلفظ لطيف، ولا معنى شريف.
* وما زالت الأشراف تهجى وتمدح
(1)
*
والبقاعيّ مشهور بالوقيعة في الأفاضل، وأكل لحوم العلماء الأماثل:
ومن يهج الكرام بلا احتشام
…
فذاك أخسّ من كلب بقاعي
(2)
635 -
محمّد بن عبد الله بن نجم، الصّفيّ، أبو عبد الله الدّمشقيّ
.
635 - ابن نجم الصّفيّ: (797 - 869 هـ):
أخباره في «الجوهر المنضّد» : (159)، و «التّسهيل»:(2/).
وينظر: «الضّوء اللامع» : (8/ 115).
قال ابن عبد الهادي: «وأجاز لنا غير ما مرّة، كان كثير العبادة، صاحب عبادة وزهد معظّما أحمد، متمسّكا بفروعه وأصوله، حسن الاعتقاد، معظّما لشيخ الإسلام ابن-
(1)
هذا شطر بيت للرّاعي النّميري، واسمه عبيد بن حصين، عاصر جريرا والفرزدق، وهجاء جرير له مشهور. وصدر البيت المذكور هكذا:
هجوت زهيرا ثمّ إنّي مدحته
…
وما زالت ..........
فلم أدر يمناه إذا ما مدحته
…
أبالمال أم بالمشرفيّة أنفح
وذي كلفة أغراه بي غير ناصح
…
فقلت له وجه المحرّش أقبح
وإنّي وإن كنت المسيء فإنّني
…
على كلّ حالاتي له منه أنصح
وهي قصيدة طويلة في مدح بشر بن مروان أوّلها:
أفي أثر الأضعان عينيك تلمح
…
نعم لات هنّا إنّ قلبك متيح
يراجع: «ديوانه» : (34 - 44).
(2)
يظهر أن هذا البيت من شعر المؤلّف.
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن الصّيفيّ» بالتّخفيف.
ولد سنة 797 ببيت لهيا من دمشق، ونشأ بها، وقرأ القرآن عند جماعة منهم الزّين عبد الرّحمن بن بوري، وقرأ «الخرقيّ» وتفقّه بأبي شعر وغيره، وسمع «جزء الجمعة» على عائشة ابنة ابن عبد الهادي، وكذا سمع على الطّوباسيّ وغيرهما، وحجّ، وكان عالما، ورعا، عفيفا، زاهدا، قدوة، لقيته بالصّالحيّة، وقرأت- عليه بمدرسة أبي عمر منها- «جزء الجمعة» .
ومات في سادس عشرى رمضان سنة 869، ودفن من يومه بالرّوضة بسفح قاسيون بعد أن صلّى عليه بالجامع المظفّريّ، وكانت جنازته حافلة.
636 -
محمّد بن عبد الله بن يوسف بن هشام العلّامة، محبّ الدّين، ابن الشّيخ جمال الدّين، النّحويّ، ابن النّحويّ
.
- تيميّة، مواجها لأعدائه، يمدحه. أبيض ليس بالطّويل ولا بالقصير، بل هو إلى الطّول أقرب، ليس بالغليظ ولا بالرّقيق، أثنى عليه النّاس حيّا وميّتا
…
».
636 -
محبّ الدّين ابن هشام، (750 - 799 هـ):
هو ابن صاحب «المغني في النحو» وآل ابن هشام شجرة علمية مباركة كثيرة العدد.
يراجع: هامش «الجوهر المنضّد» : (60).
أخبار المحب في «الجوهر المنضّد» : (160)، و «التّسهيل»:(2/).
وينظر: «إنباء الغمر» : (1/ 450)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 3/ 641)، و «بغية الوعاة»:(1/ 148)، و «حسن المحاضرة»:(1/ 531)، و «الشّذرات»:(6/ 361)، وله ذكر في «معجم الحافظ ابن فهد المكي الهاشمي»:(130).
وللمذكور عناية ظاهرة بالكتب واقتناء نفائسها يظهر ذلك من تملكه كثيرا منها فلقد رأيت خطه على كثير من المخطوطات ورأيت في آخر نسخة الظاهرية من شرح-
قال الجلال السّيوطيّ في «بغية الوعاة» : ولد سنة 750/ وكان أوحد عصره في تحقيق النّحو، سمعت شيخنا قاضي القضاة علم الدّين البلقينيّ يقول: كان والدي يقول: هو أنحى من أبيه، قرأ على والده وغيره، وسمع الحديث على الميدوميّ، والقلانسيّ، وأجاز له التّقيّ السّبكيّ، والبهاء بن عقيل، والعزّ ابن جماعة، والجمال الإسنويّ وغيرهم، روى عنه الحافظ ابن حجر.
- الألفية لابن جابر الضّرير الأندلسي (ت 780 هـ) ذات الرقم: (1638 عام) إجازة من الشّيخ زكريا بن محمد بن زاهد الأنصاري يجيز فيها الشّيخ محب الدّين هذا تدريس هذا الشّرح في 14 شعبان سنة 862، والشيخ زكريا المذكور غير شيخ الإسلام زكريا الأنصاري المشهور (ت 926 هـ) فتنبّه موفقا إن شاء الله.
صدق الشّيخ ابن حميد- رحمة الله عليه- فلا يمكن أن يكون أنحى من أبيه؛ لأنّ أباه- رحمه الله وصل إلى درجة التّحقيق والاجتهاد في النّحو تشهد بذلك مصنفاته التي أفادت الناس قرونا وما زالت كذلك، فهي مناهجنا التي تعلّمناها من شيوخنا، وما زلنا نعلمها لطلّابنا في مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا في مستوياتها المختلفة.
ف «القطر» للمبتدئين، و «شرحه» للمحصّلين، و «شذور الذّهب» ثم «شرحه» و «التّوضيح»
…
وغيره ثم «شرح التّسهيل» و «المغني» و «التّذكرة النّحوية»
…
للعلماء وذوي التّخصص الذين يريدون الاطلاع على خلافات العلماء وأقوالهم وشواهد النحويين وآراءهم نقلا عن مؤلفاتهم .. وقل ما شئت عن مؤلفاته الأخرى المختلفة. وهذهشهادة حقّ.
رحم الله ابن هشام وجزاه عن العلم وأهله خيرا فقد كان قلعة حصينة للدّفاع عن علوم العربيّة، بذل وقته وجهده في تقريبها إلى النّاس وتعريفهم بها على مستوياتهم-
مات في رجب سنة 799.- انتهى-.
أقول: أمّا قوله: «أنحى من أبيه» فهي مبالغة مردودة.
637 -
محمّد بن عبد الله بن يوسف الحجّاويّ الحنبليّ، وأخطأ من قال: الحنفيّ
.
قاله في «الضّوء» . وقال: ذكره التّقيّ ابن فهد في «معجمه» ، وقال: إنّه سمع من الصّلاح بن أبي عمر، والمحبّ الصّامت، وذكره شيخنا في «معجمه» ، وقال: أجاز لأولادي سنة 27. ومات سنة 837.
638 -
محمّد بن عبد الله الطّرابلسيّ الأصل، البعليّ الشّهرة، الدّمشقيّ
.
قال الكمال الغزّيّ: هو الشّيخ، الصّالح، الصّوفيّ، أبو السّعادات، نظام الدّين.
- المختلفة. ورحم الله ابنه محبّ الدّين هذا وجزاه عن العلم وطلابه خيرا.
ورحم الله ابن حميد الذي ردّ على هذه المقولة وتنبه لها. وليس في هذا غضاضة من شأن ابن حجر- رحمه الله بل لكلّ اجتهاده ورؤيته للأمور، ورحمنا الله ولطف بنا.
637 -
ابن يوسف الحجّاويّ، (؟ - 837 هـ):
أخباره في «الضّوء» : (8/ 117)، وفيه وفاته سنة 833 هـ.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمّد بن عبد الله السّويكت الأشيقريّ النّجديّ، (ت بعد 1124 هـ).
يراجع: «علماء نجد» : (3/ 871).
638 -
نظام الدّين الطّرابلسيّ، (1104 - 1177 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (296)، و «الورود الأنسيّ»:(72)، وفيهما: «محمّد ابن عبد الله بن أحمد
…
».
ولد بدمشق سنة 1104، وقرأ القرآن العظيم على الشّريف ذيب بن أصلان الصّالحي، وطلب العلم فأخذ عن الأستاذ ولازمه الملازمة الأكيدة وحضره في «تفسير البيضاويّ» وغيره، وأجاز له.
وتوفّي يوم السّبت ثاني شعبان سنة 1177، ودفن بالباب الصّغير.
639 - محمّد بن عبد الماجد بن عليّ، الشّمس القاهريّ، ابن أخت المحبّ ابن هشام ويعرف ب «العجيميّ»
.
قاله في «الضّوء» ، وقال: ذكره شيخنا في «إنبائه» ، وقال: أخذ عن خاله المحبّ ابن هشام، ومهر في الفقه والأصول والعربيّة، ولازم العلاء البخاريّ لمّا قدم القاهرة، وكذا لازم البدر الدّمامينيّ، وكان كثير الأدب، بالغا في معرفة العربيّة، ملازما للعبادة، وقورا، ساكنا.
مات في عشري شعبان سنة 822، ودفن بالصّوفيّة، وكانت جنازته حافلة.
640 -
محمّد بن عبد المجيد بن أبي الفضل بن عبد الرّحمن بن زيد البعليّ، بدر الدّين
.
640 - ابن العجيميّ «سبط ابن هشام» ، (؟ - 822 هـ):
أخباره في «إنباء الغمر» : (3/ 208)، و «الضّوء اللامع»:(8/ 122)، و «بغية الوعاة»:(1/ 162)، و «الشّذرات»:(7/ 157).
641 -
بدر الدّين البعليّ، (645 - 752 هـ):
أخباره في «الدّرر الكامنة» : (4/ 164).
قال في «الدّرر» : ولد سنة 645، وتعانى الشّروط فكان ماهرا فيها، وكان حسن الخطّ واللّفظ، وأفتى، ودرّس، ولم يكن له ببلده نظير.
مات في ربيع الأوّل سنة 752
(1)
.- انتهى-.
(1)
في «الدّرر» : «702» وهو الأقرب إلى الصّحة والنّسخة اليونينية المذكورة ورد ذكرها في كثير من الكتب الحديثية، واهتمّوا بها، وبالغوا في تحصيلها واستنساخها، وأثنوا عليها ثناء عظيما؛ لضبطها ودقّتها، واجتمع لديّ من كلام العلماء حول هذه النّسخة كلام كثير جدّا، وأمثلة للاهتمام بها تشحذ همم طلاب العلم للبحث والتّنقير، لكنّني أعلم أنّ أكثر شيوخ زماننا لا تتّسع صدورهم لذكرها بله الطّلاب، ولا تجد لديهم من الحرص ما يشجّع على إيرادها وذكرها، وقد أمضيت الأيّام واللّيالي في جمعها وترتيبها. لذا فإنّني أورد طرفا منها برّا بالبقية الباقية الّذين لا يخلوا منهم زمن ولله الحمد والمنّة.
أقول: ذكر الكتّاني- رحمه الله في «فهرس الفهارس» : (2/ 677، فما بعدها) ترجمة «ابن ناصر الدّرعيّ» فقال: «هو الإمام العارف السّنّي القدوة الحجّة المحدّث، أبو العبّاس أحمد بن الشّيخ أبي عبد الله محمّد بن ناصر الدّرعي التّمكروتيّ، ولد سنة 1057، وتوفي في 18 ربيع الثاني عام 1129 هـ» . وقال:
كان له تأكيد في اتباع العلم وتحكيمه
…
وكان قائما على «البخاري» وغيره من الكتب الحديثة استنساخا وقراءة وشراء من المشرق والمغرب بحيث يضرب المثل بمكتبة زاويته التي ب «درعة» وفي «الرّوض الزّاهر» إنّه كان معتنيا بشراء الكتب واقتنائها حتّى قيل: إنه اشترى بمصر في آخر حجّاته بمائة مثقال ذهبا من الكتب، ولا يمنعها من مستحقها، حتى إنه اشترى نسخة من «صحيح البخاري» بمكّة، بثلاثة وسبعين مثقال ذهبا. وهو أول من أدخل «اليونينيّة» للمغرب، ولم تر قبله ولا بعده.-
قلت: وهو الّذي كتب للحافظ أبي الحسين اليونيني نسخته من «صحيح البخاريّ» الّتي اعتنى الحافظ بتصحيحها وضبطها واشتهرت في الآفاق ب
- قلت: [القول للكتاني- رحمه الله] اشتهر في كتب المتأخرين أنّ الشّيخ المترجم أول من أدخل النسخة اليونينية للمغرب، وكنّا نفهم ونسمع من النّاس أنه أدخل الأصل اليونيني بنفسه، ثم تحقّق أنه أدخل بعض فروعه المقابلة على الأصل اليونيني، وقد وقفت على الفرع المذكور الذي جلبه الشيخ المترجم من المشرق، وهو في عشرة أسفار بخطّ مشرقيّ واضح نقيّ، كاتبه إبراهيم بن علي القيصري المكّيّ الحنفي فرغ منه سنة 1117 هـ تجاه الكعبة المعظمة، وذكر أنّ ناسخ الأصل اليونيني محمّد بن عبد المجيد أتمّه سنة 669 هـ، وعلى الفرع المذكور بخطّ المترجم:«ملك لله في يد أحمد بن محمّد بن ناصر، كان الله له، بمكّة المشرّفة بثمانين دينارا ذهبا-» انتهى من خطّه.
وفي مكتبة الزّاوية النّاصرية فرع من هذا الفرع في ثلاثين جزءا بخط محمد بن محمد ابن محمد بن حجّي الفاسي أتمّه نسخا عام 1128 هـ. على أوله: «هذا السفر الأول من اليونينية من أحباس الزّاوية النّاصرية مما أمر بنسخة الإمام
…
أحمد بن محمد ابن محمد بن أحمد بن حسين بن ناصر بن عمرو
…
».
ولابن عبد السّلام النّاصري في كتاب «المزايا» التّنصيص على أنّ النّسخة اليونينية يعني التي عندهم مقابلة على أصل صحيح مقابل من أصل اليونيني
…
ورواية اليونيني دخلت المغرب قبل ذلك ضمن «شرح القسطلّاني» المسمى ب «الإرشاد» فإنّه عليها اعتمد فيه.
هذا حديث واحد من كتاب واحد عن النّسخة المذكور، والحديث عنها شائق، ولكنّه طويل لا يتّسع له المقام، كما لا تتّسع له صدور الطّلاب أيضا والله المستعان.-
«اليونينيّة» وعليها الاعتماد إلى اليوم، كما ذكر ذلك الشّيخ عبد الله بن سالم البصريّ ثمّ المكّي
(1)
في آخر نسخته الّتي نقلها منها.
641 -
محمّد بن عبد المنعم بن داود بن سليمان، البدر، أبو عبد الله، ابن الشّرف أبي المكارم، البغداديّ الأصل، القاهريّ، الماضي أبوه، والآتي والده البدر محمّد
.
641 - والد البدر البغداديّ، (؟ -؟):
أخباره في «الضّوء اللامع» : (8/ 123).
مصريّ من أصل عراقي، تقدّم ذكر أبيه وسيأتي ذكر ولده محمد بن محمد، وحفيده محمد بن محمد بن محمد بن عبد المنعم.
- وأمّا أنا فأجد فيه المتعة واللّذة أسأل الله أن يرزقنا حلاوة الإيمان، ولذة النظر إلى وجهه الكريم، وأن يجعلنا من الذين آمنوا وأحسنوا وقال الله فيهم: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ.
(1)
عبد الله بن سالم بن محمّد بن سالم البصري المكّيّ فقيه شافعيّ (ت 1134 هـ) عالم بالحديث وطرقه وأسانيده، كثير العناية به والحرص عليه، له:«الإمداد بمعرفة علوّ الإسناد» مطبوع، وهو ثبت رواياته جمعه ابنه سالم بن عبد الله، وألّف:«الضّياء السّاري على صحيح البخاري» ثلاث مجلّدات
…
رأيته في مكتبة نور عثمانية، ومكتبة ولي الدّين
…
بتركيا .. وغيرهما، وهو كثير الفائدة وله «إشارات صحيح البخاري وأسانيده» رأيته في فهرس مكتبة جاريت، وأظنّها الآن في مكتبة برنستون الأمريكية. ورأيت له غير ذلك وآفة العلم قضت عليها من ذهني الآن.
أخباره في «سلك الدرر» : (2/ 219)، و «عقد الدرر» لابن عيسى:(56)، و «تاريخ الجبرتي»:(1/ 84)، و «معجم المطبوعات»:(1295).
خلف والده في تدريس الحسنيّة، وأمّ السّلطان وغيرهما، وفي إفتاء دار العدل، وقضاء العسكر، فلم تطل مدّته.
ومات سنة (
…
) قاله في «الضّوء» .
642 -
محمّد بن عبد الواحد بن يوسف الحرّانيّ، ثمّ الآمديّ أبو عبد الله بن الرّزيز
.
قال في «الدّرر» : قال ابن كثير: كان من الصّالحين الكبار، وذوي الزّهادة والعبادة والنّسك، والتّوجّه، وطيب الصّوت، وحسن السّمت، خطب بجامع كريم الدّين بالقبيبات. ومات سنة (
…
).
- * وممّن يترجّح أنّه من الحنابلة:
- محمد بن عبد المنعم بن حمد بن أبي الفتح، شمس الدين الحرّانيّ ثم الدمشقيّ البيّع التاجر المسند المعمّر، سمع حضورا- بقراءة ابن تيميّة [شيخ الإسلام]- من ست الوزراء بنت الشيخ مجد الدّين عمة شيخ الإسلام المذكور، «جزء البانياسي» وسمع أيضا مع ابن تيميّة قطعة من «المغازي» لابن إسحاق رواية يونس بن بكير، سنة بضع وثمانين على القاضي عبد الواسع الأبهريّ
…
وخرّج له ابن حجّي «جزءا» وحدّث به. وتوفي سنة 772 هـ، وقد جاوز التّسعين. في «تاريخ ابن قاضي شهبة»
…
وغيره. والصحيح أنه محمد بن حمد بن عبد المنعم المتقدم ذكره.
642 -
ابن الرّزيز الحرّانيّ الآمديّ، (؟ - 796 هـ):
أخباره في «الدّرر الكامنة» : (4/ 154).
وفي هامش «الدّرر» : «مات في رجب سنة 796 هـ» قراءة نسخة، ولم يرد في «الإنباء» في وفيات هذه السنة، والله أعلم. ولم أجده في مصدر آخر لذا لا نحسن ضبط «الرزيز» .-
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
- * وممّن أسقطهم المؤلّف عمدا وحسدا- عفا الله عنه-:
- الإمام المجدّد العلّامة الذي أعزّ الله تعالى به الدّين، ونصر به الإسلام والمسلمين، طهّر الله به أغلب جزيرة العرب من البدع والخرافات فأعادها إلى سابق عزّها ومجدها تدين بعقيدة السّلف الصّالح صافية نقية، وتحكّم كتاب الله وسنّة نبيّه محمّد صلى الله عليه وسلم الذي «ترك الأمة على المحجّة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك» . جاهد الشّيخ في سبيل نشر العقيدة الصّحيحة التي هي مضمون شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمّدا رسول الله، عقيدة الدّين الخالص.
وهو الشّيخ محمّد بن عبد الوهّاب بن سليمان بن علي بن مشرّف الوهيبي التّميميّ النّجديّ (ت 1206 هـ).
أهمله المؤلّف عمدا فلم يترجم له وهو إمام الحنابلة في وقته بلا منازع، وابن حميد وأمثاله ممن جاهر بمعاداة الدّعوة حسدا وحقدا يعلمون علم اليقين أنّه إمام الحنابلة، ولكنّهم أخفوا الحق ولم يفصحوا عن الصّدق، لأمر في نفوسهم صانعوا به الدّولة العثمانية التي كانت تخشى آنذاك على نفسها من قيام إمام مصلح يدعو إلى التّمسك الصّحيح الذي لا تشوبه الشوائب بالدين الإسلامي، ونبذ البدع والخرافات؛ لأنّ حكم المتأخرين من سلاطينهم قائم على هذه البدع التي يظنون أنّها هي مصدر بقاء الدّولة وتعظيم السّلاطين والخلفاء، وكان الأجدر بهم مناصرة أيّ مصلح يدعو إلى تحكيم كتاب الله والتّمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعلموا أنّ ما أصابهم من ضعف وتفرّق كلمة، وتسلّط أعدائهم عليهم لم يحصل لهم إلا بسبب بعدهم عن مناصرة الدّين، وتخلّيهم عن نبذ البدع والخرافات، وإبطالهم مصدر أمنهم ورخائهم وعزّتهم «الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر» لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ، كانُوا-
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
(- لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ [المائدة: 78]، وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي
…
[النور: 55].
وإهماله له دليل واضح على حمقه وجهله بكتابة التّاريخ وعلم الرّجال؛ لأنّ في ذلك دليلا ظاهرا على تعصّب سافر؛ فلا يختلف اثنان من العلماء أو العامّة على إمامة الشّيخ وتصدّره للعلم وإفادة النّاس، وأصحاب كتب التّراجم المنصفون لا يسقطون أحدا ممّن يجب ذكرهم إلا سهوا، فيذكرون من يخالفهم في الرّأي والمنهج والمعتقد والدّين، ثم بعد ذلك يذكرون مالهم وما عليهم اتباعا لقاعدة «الجرح والتّعديل» دون تجنّ ولا تسخّط، ويتركون الحكم للقارئ فهذا الحافظ الخطيب البغدادي (ت 463 هـ) ثم الحافظ السّمعاني (ت 562 هـ)، ثم الحافظ ابن عساكر (ت 571)، ثم الحافظ ابن النّجار (ت 643 هـ)، ثم الحافظ البرزاليّ (ت 739 هـ)، ثم الحافظ المزّي (ت 742 هـ)، ثم الحافظ الذّهبي (ت 748 هـ)، ثم الحافظ ابن كثير (ت 774 هـ)، ثم الحافظ ابن ناصر الدين (ت 842 هـ)، ثم الحافظ ابن قاضي شهبة (ت 851 هـ)، ثم الحافظ ابن حجر (ت 852 هـ)، ثم الحافظ السّخاوي (ت 902 هـ)، ثم الحافظ السّيوطي (ت 911 هـ)
…
وغيرهم.
وهم من أكثر من كتب في تراجم الرّجال لم يهملوا في كتاباتهم- عمدا- برّا ولا فاجرا، لا مسلما ولا نصرانيا ولا يهوديا ولا وثنيّا ممّن يلزم ذكره منهم.
إذا فإسقاطه لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهّاب وغيره من علماء الدّعوة سابقة تاريخية خطيرة تدلّ على ما وصل إليه ابن حميد من عصبية بغيضة وعدم أمانة؛ لأنّه أراد أن يخفي على الأجيال اللّاحقة جمهورا كبيرا من صفوة العلماء، أخفاهم وهو-
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
- لا يجهلهم فيعذر بجهلهم، وهو مع ذلك لم يضع لكتابه عنوانا يدلّ على عدم الاستيعاب والتّتبع فيكون له العذر عند من لا يعلم حقيقة الأمر.
وأخبار شيخ الإسلام كثيرة وبلاؤه وجهاده بالسّيف والسنان والقلم واللّسان مشهور مسطور، كتب عنهم أفاضل الرّجال جيلا بعد جيل كتابات جليلة نافعة، لو تتبعناها لأفضى ذكر ذلك إلى تطويل.
والعلم في أسرة الشّيخ قديم جدّا فآباؤه وأجداده من مشاهير علماء نجد وهم من آل مشرف يرجعون إلى «آل عبد القادر بن بريد» ومنهم «آل فيروز» وغيرهم من الأسر التي يرجع الشّيخ في نسبه إليها أبّا وخئولة وكلّها أسر وهيبيّة حنظلية تميمية أشيقرية الأصل، ثم تفرّقت في كثير من البلاد النجديّة.
ثم جعل الله تعالى البركة في عقبه فأولاده وأحفاده وأولاد أحفاده
…
أغلبهم من العلماء والفقهاء والمحدّثين مجاهدين في نصرة العقيدة الصّحيحة حتى وقتنا الحاضر ولله الحمد، وتعرف أسرة الشّيخ محمد بن عبد الوهّاب لصلبه: ب «آل الشّيخ» دون أولاد أخيه وأبناء عمه، ولا أعرف كتابا جامعا يترجم للعلماء من أسرة الشّيخ. وإن كان الشّيخ عبد الرّحمن بن عبد اللطيف- رحمه الله جمع في كتابه «مشاهير علماء نجد وغيرهم» بعضهم لكنّه اقتصر على مشاهيرهم، وضمّ إليهم غيرهم من العلماء لذا لم يشمل كل من اشتهر بعلم منهم، وهذه مسئولية الموجودين من فضلاء آل الشيخ الآن؛ لأنّ الرجل أدرى بأهله.
رحم الله الشّيخ محمّدا وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء. وأمّا الشّيخ ابن حميد فلا نقول إلا: عفا الله عنه وسامحه على هذه الزّلة الكبيرة.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمّد بن عثمان بن أحمد الفتوحيّ. يراجع: «النّعت الأكمل» : (255).
643 -
محمّد بن عثمان بن حسين، الشّمس الجزيريّ- بفتح الجيم، ثمّ زاي مكسورة- ثمّ القاهريّ الماضي أبوه
.
قال في «الضّوء» : ولد- تقريبا- سنة 852، ونشأ فحفظ القرآن و «الخرقيّ» واليسير من «المقنع» ولازم قاضي مذهبه البدر السّعديّ، ومن قبله/ حضر يسيرا عند العزّ، أخذ في الابتداء عن المحبّ بن جناق، وقرأ في الأصول وغيره على الزّين الأنباسيّ، وتردّد إليّ، وتزوّج سبطة خالتي، وجلس مع الشّهود، بل أذن له في العقود، وبرع في الفقه والصّناعة، وكان جيّد الفهم، حسن الإدراك، متين العقل، محبّبا للنّاس؛ لكثرة تواضعه وتودّده، وكتب «جزءا في الحيض» أجاده وأرسل به إلى العلاء المرداويّ فقرّظه وأذن له، وكذا شرع في ترتيب فروع «قواعد ابن رجب» .
مات يوم السّبت عاشر شعبان سنة 888 في الجسر، وحوّل منه إلى بيته بالدّرب الصّغير، فغسّل وكفّن وصلّى عليه في مشهد حسن، ودفن بجوار
643 - الشّمس الجزيريّ، (852 - 888 هـ):
أخباره في «المنهج الأحمد» : (514)، و «مختصره»:(194)، و «التّسهيل»:(2/ 90).
وينظر: «الضّوء اللامع» : (8/ 142)، و «الشّذرات»:(7/ 347).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمّد بن عثمان بن عبد الرّحمن بن عبد المنعم بن نعمة بن سرور الجعفريّ النّابلسيّ.
يراجع: «المنهج الأحمد» : (473)، و «مختصره»:(169).
البدرسيّة
(1)
عند أبيه، وتأسّف النّاس على فقده، وكان مترقّيا في الفضل، رحمه الله وعوّضه الجنّة. وخلّف ولدا مضياعا يلطف الله به وبنا.
644 -
محمّد بن عثمان عبد الله بن شكر- بضمّ المعجمة وسكون الكاف- البعليّ، ثمّ الدّمشقيّ النّبحانيّ- بفتح النّون وسكون الموحّدة بعدها مهملة
-.
قاله في «الإنباء» و «الشّذرات» ، وقالا: سمع من ابن الخبّاز وغيره، وأجاز له الميدوميّ وغيره، وكان خيّرا، صالحا، ديّنا، متواضعا، أفاد، وحدّث، وجمع مجاميع حسنة، منها كتاب في الجهاد، وكان خطّه حسنا، ومباشرته محمودة، وجمع وألّف بعبارة جيّدة.
توفّي في غرّة رمضان سنة 803 عن ثمان وسبعين سنة.
644 - ابن شكر النّبحانيّ، (؟ - 803 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 431)، و «الجوهر المنضّد»:(146)، و «المنهج الأحمد»:(476)، و «مختصره»:(173)، و «التّسهيل»:(2/ 24).
وينظر: «المنهج الجلي» : (196)، و «إنباء الغمر»:(2/ 188)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(219) نسخة تركيا، و «الضّوء اللامع»:(8/ 239)، و «الشّذرات»:(7/ 146).
والنّبحانيّ: بفتح النّون، وسكون الموحدة، بعدها مهملة.
وهو في بعض المصادر: «محمّد بن عبد الله بن عثمان
…
» بتقديم عبد الله علي عثمان.
(1)
في «الضّوء» : «البيبرسيّة» وهو الصّواب.
645 -
محمّد بن عثمان بن عيسى البرمي، الصّالحيّ، الكتبيّ
.
قال ابن طولون: الشّيخ، الإمام، الأوحد، العلّامة، مفيد الطّالبين، أبو عبد الله، حفظ القرآن، ثمّ اشتغل، وحصّل، وبرع، وأفتى، ودرّس، وصار إليه المرجع في علمي الفرائض والحساب في الحنابلة، ولازم درس العلّامة الزّين بن العينيّ سنين، وقرأ عليه عدّة من تصانيفه وأجازه بالتّدريس في عدّة فنون، واعتنى بعلم الحديث، فسمع على النّظام ابن مفلح الخامس من «حديث ابن السّمّاك» وغيره، وقرأ «الصّحيحين» على الشّهاب بن زيد، ورحل إلى القاهرة، وقرأ بها من أوّل «الصّحيح» إلى كتاب الإيمان على السّراج العبّاديّ، والنّور بن السّيّد عفيف الدّين متفرّقين، وبعضه على أبي العبّاس النّشاويّ، والشّمس السّخاويّ مجتمعين وغيرهم، وجمع مرويّاته في عدّة كراريس، وله اليد الطّولى في الأدبيّات، ووقع بينه وبين أهله مطارحات عديدة من الألغاز وغيرها، وأكثر من النّظم، وجمعه في ديوان، وقفت على بعضه بعد موته، وتسبّب ببيع الكتب، تولّى مشيخة سوقها سنين/ عديدة إلى أن
645 - البرمي الصّالحي، (؟ - 909 هـ):
لم أعثر على أخباره.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمّد بن عثمان بن موسى الأقرب (ت 774 هـ).
قال الحافظ ابن حجر في «إنباء الغمر» : (1/ 51): «الحنفي الحنبلي» ، وترجم له ابن حبيب في «درة الأسلاك» والحافظ ابن كثير، وابن قاضي شهبة
…
وغيرهم، وذكروا أخاه أحمد بن عثمان
…
ولم يذكر أحد منهم أنه حنبلي والله تعالى أعلم.
يراجع: «إنباء الغمر» : (1/ 51).
توفّي ووجد عنده منها أحمال كثيرة، وكانت معرفته بها تامّة، وكمّل كتبا كثيرة بخطّه، واشتهر بكراء الكتب الغزليّات، وكتب الحكايات كدلهمة، والبطّال، وكان المتفرّغون يقصدونه لذلك، ولازمته سنين عديدة، وسمعت منه بعض «الصّحيحين» وغيرهما، وكتبت عنه غالب نظمه، فمن ذلك تخميسه للبردة الشّريفة ومطلعه:
يا مجري الدّمع من عينيه كالدّيم
…
ومازجا ما جرى من دمعه بدم
بالله قل لي فقلبي منك في ألم
…
أمن تذكّر جيران بذي سلم
مزجت دمعا جرى من مقلتي بدم
إلخ، ومنه في أقسام التّنوين قوله:
أقسام تنوين علا بتمكّن
…
فعوّض ترنّم نكّر اصرف وقابلي
كمخترقن زيد جوار وذرّفا
…
صه مطر مع مسلمات فماثل
وغير ذلك من مقاطيع وقصائد وألغاز وجوابات جمّة.
توفّي يوم السّبت سادس جمادى الآخرة سنة 909، ودفن من الغد بالرّوضة بسفح قاسيون، وقد جاوز السّتّين.
646 -
محمّد بن عليّ بن أحمد بن محمّد بن محمّد اليونينيّ البعليّ، شمس الدّين، المعروف ب «ابن اليونانيّة»
.
ولد سنة 707، وسمع من الحجّار وتفقّه فصار شيخ الحنابلة على الإطلاق، وسمع الكثير، وتميّز، وولي قضاء بعلبكّ سنة 89 عوضا عن ابن النّجيب، وسمع عليه ببعلبك القاضي تقيّ الدّين بن الصّدر قاضي طرابلس، ولخّص «تفسير ابن كثير» أربع مجلّدات وانتفع به.
توفّي في شوّال سنة 793. قاله في «الشّذرات».
646 - شمس الدّين اليونينيّ، (707 - 793 هـ):
أخباره في «المنهج الأحمد» : (464)، و «مختصره»:(164)، و «التّسهيل»:(2/ 9).
وذكر ابن عبد الهادي في «الجوهر المنضّد» : (151): «محمد بن علي بن أحمد البعلي» ، وقال:«الحنبلي، الشيخ، الإمام، الفقيه» ، ولم يزد على ذلك شيئا فهل يقصده؟!
ثم ذكر ابن عبد الهادي في «الجوهر» أيضا: (154) بقية ترجمة قطع أولها، وقال:
«وكان الشيخ بهاء الدّين ابن اليونانية أعجوبة في الصّلاح والدّيانة والعلم والمعرفة .. » وذكر وفاته سنة 793 هـ فهل يقصده؟! ثم ذكر ابن عبد الهادي في «الجوهر» ثالثة: (155): محمد بن اليونانية، وقال: «الشيخ شمس الدّين
…
الشيخ الكبير الفقيه المتقن، اشتغل وبرع، وطلب بنفسه، توفي في أواخر القرن التّاسع
…
».
فهل هو صاحبنا أيضا؟! وإن كنت أستبعده، لكنّه محتمل، ويكون المؤلّف أخطأ التقدير في زمن وفاته.
647 -
محمّد بن عليّ بن أحمد الزّراتيتيّ، شمس الدّين، المقرئ، إمام الظّاهريّة البرقوقيّة
.
قال في «الشّذرات» : ولد سنة 747، وعني بالقراءات، ورحل فيها إلى دمشق وحلب، وأخذ عن المشايخ، واشتهر بالدّين والخير.
قال ابن حجر: سمع منّا الكثير، وسمعت منه شيئا يسيرا، ثمّ أقبل على الطّلبة بأخرة، فأخذوا عنه القراءات ولازموه، وأجاز لجماعة، وانتهت إليه الرّئاسة في الإقراء بمصر، ورحل إليه من الأقطار، ونعم الرّجل كان.
توفّي بعد أن أضرّ ليلة الخميس خامس جمادى الآخرة سنة 825.
- والعليميّ لم يعرف وفاته على جهة اليقين فذكره مع «من لم تؤرخ وفاته» ، وقال:
«مولده في أوائل سنة سبع وسبعمائة تقريبا، وكان موجودا سنة ثمان وسبعين وسبعمائة» .
أمّا صاحبنا- على جهة اليقين- فهو في معجم ابن ظهيرة «إرشاد الطالبين» :
120، و «الدّرر الكامنة»:(4/ 175)، و «إنباء الغمر»:(1/ 429)، و «الرّدّ الوافر»:(100)، و «الشّذرات»:(6/ 331). وكتب على هامش نسخة معجم ابن ظهيرة: «ح» بخط شيخ الإسلام ابن حجر الحافظ- رحمه الله مات في شوّال سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة».
647 -
شمس الدّين الزّراتيتيّ، (747 - 825 هـ):
أخباره في «إنباء الغمر» : (3/ 293)، و «الشّذرات»:(7/ 171).
والزّراتيتي: بالزّاي، ثم الرّاء بعد ألف المدّ، ثمّ تاءين بنقطتين من فوق بينهما ياء مثنّاة تحتيّة: منسوب إلى زراتيت؛ من ديار مصر المندرسة، كذا قال أستاذنا حسن حبشي في هامش الإنباء، وأحال على «القاموس الجغرافي»:(1/ 269).
648 -
محمّد بن عليّ بن أسعد بن عثمان بن أسعد بن المنجّى التّنوخيّ، صدر الدّين، أبو القاسم، ابن علاء الدّين ابن صدر الدّين ابن أبي الفتح، عزّ الدّين، ابن وجيه الدّين
.
قال في «الدّرر» : ولد سنة 684، وأحضر على زينب بنت مكّيّ، وأسمع على ابن عساكر، وابن القوّاس وغيرهم، وحدّث ذكره الذّهبيّ في «معجمه» ، وقال: سمع بقراءتي ومعنا الكثير، ومات أبوه شابا سنة 88، وصدر الدّين صغير، فمات في المحرّم سنة 754.- انتهى-.
وقال في «الشّذرات» : سمع منه الذّهبيّ، والحسينيّ، وابن رجب، وحجّ مرارا.
وتوفّي ليلة الاثنين ثاني عشر محرّم، ودفن بسفح قاسيون.
649 -
محمّد بن عليّ بن أبي بكر، الشّمس، ابن النّور البويطيّ الأصل، القاهريّ كاتب العليق، وابن كاتبه، وخال البدر السّعديّ القاضي
.
648 - صدر الدّين ابن المنجّى، (684 - 754 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 479)، و «المنهج الأحمد»:(452)، و «مختصره»:(155)، و «التّسهيل»:
وينظر: «المنتقى من مشيخة ابن رجب» : رقم: (157)، و «الوفيات» لابن رافع:(2/ 158)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 131)، و «الدّرر الكامنة»:(4/ 176)، و «الشّذرات»:(6/ 176).
649 -
ابن النور البويطيّ، (؟ - 877 هـ):
أخباره في «التّسهيل» :
ويراجع: «الضّوء اللامع» : (8/ 175).
قاله في «الضّوء» ، وقال: ومات وعمره أزيد من خمسين سنة في ربيع الأوّل سنة 877، وصلّى عليه، ثمّ دفن بتربته الّتي أنشأها بالقرب من مشهد السّتّ زينب، خارج باب النّصر، وكان قد برز للقاء العسكر، وزار بيت المقدس/ ثمّ رجع وهو متوعّك فأقام يسيرا ثمّ مات، وهو ممّن باشر كتابة العليق نيابة في الأوّل عن أخيه لأمّه سعد الدّين محمّد وغيره، ثمّ استقلالا واستهلك ما معه بسببها حتّى افتقر، وأقام مدّة قابعا خاملا مع احتشامه وتودّده وعقله.
650 -
محمّد كريم الدّين البويطيّ الأصل، القاهريّ، الزّينيّ نسبة لخال أمّه الزّين عبد القادر الماضي، وهو أخو الّذي قبله، وخال البدر السّعديّ، بل وابن عمّته أيضا، ويعرف بلقبه
.
ذكره في «الضّوء» ، وقال: ولد سنة 826، ونشأ فتعلّم المباشرة، وخدم بها في عدّة أماكن، ولازم خاله النّور البلبيسيّ، فتدرّب به في مطالعة التّواريخ وشبهها، وصار يحفظ كثيرا من الحكايات والأشعار والنّكت، واعتنى بأنواع الفروسيّة من الثّقاف والرّمي ونحو ذلك، وبرع وغزا غير مرّة، وكذا حجّ مرارا وجاور، وحفظ «الخرقيّ» بل و «منظومة العزّ المقدسيّ قاضي الشّام في «مفردات أحمد» وحضر دروس القاضي عزّ الدّين الكنانيّ، وسمع عليه في
650 - كريم الدّين البويطيّ، (826 - 888 هـ):
أخو سابقه.
أخباره في «التّسهيل» :
ويراجع: «الضّوء اللامع» : (8/ 175)، و «الشّذرات»:(7/ 347).
«المسند» وغيره، وكذا سمع على شيخنا وجماعة، وجلس بأخرة لمّا ولي ابن أخته القضاء مع الشّهود، ولم يحصل على طائل مع اشتماله على فضائل، وكذا لعبد الغنيّ بن الجيعان به مزيد اعتناء.
مات ليلة الاثنين خامس ربيع الآخر سنة 888، وصلّى عليه من الغد في رحبة مصلّى باب النّصر، ثمّ دفن بحوش سعيد السّعداء عند أمّه.
651 -
محمّد بن عليّ بن خليل بن عليّ بن أحمد بن عبد الله بن محمّد، البدر ابن النّور، الحكريّ، القاهريّ، الماضي أبوه
.
قال في «الإنباء» : نشأ نشأة حسنة، واشتغل كثيرا وبحث «المقنع» و «المستوعب» على القاضي الحنبليّ، وتميّز، وكتب بخطّه كثيرا، وناب في الحكم مدّة، وكان جميل الصّورة، حسن المعاشرة، متواضعا.
مات في ربيع الأوّل سنة 837 عن ثلاث وخمسين سنة، طلعت له حمرة في قفاه فمات بها.- انتهى-.
وفي الهامش بخطّ الشّيخ عبد البرّ بن الشّحنة ما نصّه: ممّا نقل من خطّ
651 - نور الدّين الحكريّ، (؟ - 837 هـ):
أخباره في «التّسهيل» : (2/ 47).
ويراجع: «إنباء الغمر» : (3/ 530)، و «الضّوء اللامع»:(8/ 181)، و «الشّذرات»:(7/ 224).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمّد بن عليّ بن زامل العنيزيّ الملقّب «أبو شامة» .
يراجع: «علماء نجد» : (3/ 908).
مبيّض الأصل: يقال: إنّ السّبب في طلوعها أنّه حكم في مسألة الطّلاق بقول ابن تيميّة لبعض أكابر الأمراء، وحمل بعد ذلك. قلت: هذا تكهّن-انتهى-.
قال في «الضّوء» : قلت: وقد سمعت عليه الحديث، ورأيت بخطّه بعض الأبيات للعزّ الكنانيّ وغيره، وكذا رأيت بخطّه «أصول ابن مفلح» فرغ منها سنة 32 وكان يجلس بمجلس الحلوانيّين.
652 -
محمّد بن عليّ بن سعيد، الشّمس، ابن الحاجّ البعليّ، القطّان، ابن عمّ عمر بن محمّد الماضي
.
قاله في «الضّوء» . ويعرف ب «ابن البقسماطيّ» ولد قبيل سنة 790 ببعلبكّ/ ونشأ بها فقرأ القرآن على ابن الجوف وغيره، وحفظ «العمدتين» وربع «المحرّر» وغيرها، وقرأ في الفقه على التّاج ابن بردس، بل قبل ذلك.
سمع منه الفضلاء، لقيته ببعلبكّ فقرأت عليه «الثّلاثيّات» منه وكان خيّرا، مشتغلا بشأنه.
مات بعد السّبعين، وله نحو السّتّين ظنّا.
653 -
محمّد بن عليّ بن سلّوم، التّميميّ، العلم المفرد، والهمام الأوحد
.
652 - ابن الحاج البعلي القطان، (قبل 790 - بعد 870 هـ):
أخباره في «الضّوء اللامع» : (8/ 184). الموجود في «الضّوء» : «مات بعد الستين ظنّا» فكيف يكون له نحو الستين؟! على هذا التقدير.
653 -
ابن سلّوم النّجديّ الزّبيريّ، (؟ 1161 - 1246 هـ):
أخباره في «سبائك العسجد» : (18)، و «الأعلام»:(6/ 297)، و «معجم المؤلفين»:(11/ 13)، و «علماء نجد»:(3/ 909)، و «إمارة الزبير» .-
ولد في قرية يقال لها: العطّار- بفتح العين وتشديد الطّاء- قرية من قرى سدير
(1)
من نّجد، وقرأ القرآن في صغره، ونشأ في طلب العلم فلم يجد من يشفي أوامه، فارتحل إلى الأحساء للأخذ عن علّامتها الشّيخ محمّد بن فيروز، لشهرته، فأكرم مثواه وقرّبه وأدناه، وصار كولده لصلبه، وقرأ عليه في التّفسير، والحديث، والفقه، والأصلين، فمهر في ذلك لا سيّما الفرائض وتوابعها من الحساب والجبر والمقابلة، فكان فيها فردا لا يلحق، واشتهر بها، وصار عليه فيها المعوّل في حياة شيخه
(2)
.
حتّى إنّ شيخه أمره أن يقرئ بعض طلبته هذه الفنون؛ لمهارته فيها، ولم يزل ملازما لشيخه في جميع دروسه، رفيقا في المطالعة لابنه النّجيب الشّيخ عبد الوهّاب، وحجّ، وزار، فاستجاز علماء الحرمين فأجازوه، وأجازه شيخه ومشايخ الأحساء وغيرهم بإجازات بليغة، ثمّ لمّا تحوّل شيخه إلى البصرة تحوّل معه ولم يفارقه حتّى مات، فسكن بلد الزّبير، ثمّ طلبه شيخ المنتفق لقضاء بلده «سوق الشّيوخ» وخطابتها فامتنع، فطلب ولده الشّيخ
- وهو مترجم في السابلة على السحب الوابلة، كذا نقل عنه مؤلفا «إمارة الزبير» .
أخباره كثيرة، ومؤلفاته جليلة، وعنايته بالمصادر جمعا واختصارا ونسخا ظاهرة، خلف مكتبة حافلة بعضها بخطّه.
(1)
العطار: هي الآن على تسميتها، يراجع «معجم اليمامة»:(2/ 161)، وهي بلدة عامرة، وذكر الأستاذ ابن خميس من علمائها محمد بن علي بن سلوم المذكور
…
وغيره، وحدد شيخنا ابن بسّام مولده في أول رمضان سنة 1161 هـ.
(2)
جاء في هامش بعض النّسخ: «وقد قال: قدمت على شيخنا
…
».
عبد اللّطيف فامتنع، كما سبق في ترجمته، ثمّ أجاب وقال لوالده: بشرط أن تسكن معي في «سوق الشّيوخ» لأراجعك فيما أشكل عليّ، فرأى الأمر متعيّنا عليه، فوافق وارتحل إليها بأهله وأولاده، وجلس فيها للتّدريس، فانتفع به خلق في المذهب، وخصوصا الفرائض والحساب والجبر والمقابلة والخطّائين والهيئة والهندسة، فقد تميّز أهل تلك البلدة في هذه الفنون ببركته، وكان تقيّا، نقيّا، ورعا، صالحا، عابدا، دائم المطالعة، سديد المباحثة والمراجعة، مكبّا على الاشتغال بالعلم والانهماك فيه، منذ نشأ إلى أن مات، ليّن الجانب، حسن العشرة، دمث الأخلاق، كريم السّجايا، متعفّفا، قانعا، ملازما للتّدريس، مرغّبا في العلم، معينا عليه، حسن الخطّ، جيّد الضّبط، وكتب شيئا كثيرا جدّا، رقيق القلب، سريع الدّمعة، كثير الخشوع، وألّف تآليف مفيدة، منها:«الشّرح الكبير للبرهانيّة» في الفرائض
(1)
حقّق فيه ودقّق، وجمع فيه زبدة الفنّ/ وقرّظ له عليه شيخه وغيره من العلماء نظما ونثرا، ومنها «الشّرح الصّغير» عليها
(2)
، أيضا، ومنها «مختصر صيد الخاطر» و «مختصر
(1)
اسمه: «الفواكه الشّهيّة» .
(2)
والمنظومة التي شرحها «البرهانية» قصيدة في الفرائض تقع في (102) بيتا، أوّلها:
قال محمّد هو البرهاني
…
حمدا لربّي منزل القرآن
الواحد الفرد القديم الوارث
…
وشارع الأحكام والموارث
ثم الصّلاة والسّلام أبدا
…
على الرّسول القرشيّ أحمدا
وآله وصحبه الأعيان
…
وتابعيهم على الإحسان
وبعد فالعلم بذي الفرائض
…
من أفضل العلم بلا معارض
إذ هو نصف العلم فيما وردا
…
في خبر عن النّبيّ مسندا
شرح عقيدة السّفّارينيّ» ومنها «مختصر مجموع المنقور» ومنها «مختصر تلبيس إبليس» و «مختصر عقود الدّرر واللآلي في وظائف الشّهور والأيّام واللّيالي» لابن الرّسّام، و «شرح أبيات الياسمينيّ» في الخطّائين [و «مختصر
-
وأنّه أول ما سيرفع
…
من العلوم في الورى وينزع
وفيه للصّحابة الأعلام
…
مذاهب مشهورة الأحكام
..... إلى آخرها.
وكتاب المؤلّف هذا موجود في المكتبة العبّاسية بالبصرة، كان الفراغ من تأليفه في 10 جمادى الآخرة سنة 1214 هـ، وهي بخط محمّد بن برّاك. وله نسخة أخرى في مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض آلت إليها من مكتبة الشّيخ سليمان ابن حمدان- رحمه الله بخط محمّد بن حمد العسّافيّ النّجدي الأصل البغدادي سنة 1331 هـ كتبها عن خط عبد الوهّاب بن منصور بن دليم الحنبلي مذهبا السّلفي اعتقادا رحمه الله. يراجع: رقم (4948) في المكتبة المذكورة.
ورأيت منها نسخة في المكتبة الوطنية التابعة للمسجد الجامع الكبير بعنيزة بخط سليمان بن عبد العزيز بن دامغ سنة 1275 هـ. وعليها التقريظات التي ذكرها شيخنا ابن بسّام. وله في المكتبة المذكورة وغيرها نسخ
…
كثيرة.
مناقب الإمام أحمد لابن الجوزيّ» رحمهما الله تعالى]
(1)
وغير ذلك، ورأيت في مكتوب له إلى بعض محبّيه أن له جزءا في «مناقب بني تميم» وغير ذلك، وكانت ترد عليه الأسئلة من أفاضل كلّ قطر نظما ونثرا، فيجيب عنها كذلك،
- وشرحه الصّغير على البرهانية اسمه: «وسيلة الرّاغبين» موجود في مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود بخط محمّد العسافي البغدادي النجدي المذكور. ورأيت منه نسخا في المكتبة الوطنية بعنيزة منها نسخة بخط تلميذه عبد الله بن ناصر بن محمد الحنبلي الجبري الزّبيري ثم النّجدي سنة 1232 هـ
…
وغيرها.
وذكر شيخنا ابن بسّام أن الأمير عبد الله بن فيصل بن فرحان- حفظه الله وأبقاه- طبعه، وصدر له الشّيخ عمر بن حسن آل الشّيخ- رحمه الله. وقال الشّيخ عمر عن مؤلّفه ابن سلوم:«إنه ممن شرّق بالدّعوة السّلفية لكنّه لا يدرى ما آل إليه أمره» .
أقول: أمّا الشّيخ عبد الرّحمن بن حسن فإنه لما أثنى على «شرح كتاب التّوحيد» لشارحه عثمان بن عبد العزيز بن منصور العمرويّ النّاصري التميمي قال: «نظرت في هذا الشرح فرأيته شرحا حسنا قد أجاد فيه مؤلّفه وأفاد، كان الله في عونه، لكنّه ذكر فيه شيخه محمد بن سلوم وحاله في الاعتقاد معلوم، فلو أعرض عن ذكره رأسا لحسن هذا الشرح عندنا، وفاق عند أمثالنا» .
(1)
قال شيخنا ابن بسّام عن مختصر عقيدة السّفّارينيّ: «وهو أحسن مختصر لهذا الشرح المطول» ، وقد فرغ من اختصاره عام 1227 هـ وقد طبع الآن. ومن مؤلّفاته:
- «بهجة النّاظر المنتخب من صيد الخاطر» في المكتبة الوطنية بعنيزة بخط تلميذه ناصر بن سليمان بن سحيم سنة 1228 هـ.
- و «المنح الإلهية اختصار شرح الدّرر المضيّة عقد الدّرة المرضية» مكتوب سنة 1227 هـ في المكتبة الوطنية بعنيزة أيضا، ولدى شيخنا ابن بسّام منه نسخة مهمة
…
وغير ذلك مما يطول ذكره.
منهم العلّامة السّيّد عبد الرّحمن الزّواويّ سأله عن ألغاز عديدة بنظم فأجابه عنها من بحره وقافيته
(1)
. وأصيب ببصره في آخر عمره. وتوفّي يوم الجمعة ثاني عشر رمضان بين الظّهر والعصر سنة 1246 في سوق الشّيوخ وأوصى أن يدفن قريب السّور على خلاف عادتهم من دفن الأكابر في الصّحراء بعيدا عن الأرض النّديّة، وقال: ادفنوني في مكان أسمع منه الأذان، ولا أدري ما مستنده في ذلك، ولعلّه اطّلع على شيء في ذلك، وقد ذكر الحافظ ابن حجر في «تخريج أحاديث الرّافعيّ» حديثا:«أنّه لا يزال الميّت يسمع الأذان ما لم يطيّن قبره» رواه الحاكم، ووهّاه الحافظ، فإن كان هذا مستنده فهذا كما ترى في التّطيين، لا في البعد، والعلم عند الله تعالى، وهو والد الشّيخ عبد اللّطيف والشّيخ عبد الرزاق الماضيين، وناصر وأحمد
(2)
والد صاحبنا الشّيخ عبد الله الّذي تولّى قضاء سوق الشّيوخ ومات فيها سنة 1279.
654 -
محمّد بن عليّ بن عبد الرّحمن بن عليّ بن غازي البعليّ
.
654 - ابن غازي البعليّ، (775 - بعد 860 هـ):
أخباره في «الضّوء اللامع» : (8/ 187).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
(1)
ذكر شيخنا عبد الله بن بسّام نماذج من هذا النظم.
وفي المكتبة الوطنية بعنيزة ضمن مجموع بعض ألغازه ومسجلاته مع الزواوي المذكور.
(2)
ابناه ناصر وأحمد لم يذكرهما المؤلّف فلعلهما لم يشتهرا بعلم وأمّا حفيده: عبد الله ابن أحمد فله ذكر وأخبار.
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن الجوف» بجيم مفتوحة، ثمّ واو ساكنة، وآخره فاء.
ولد سنة 775، وسمع من عبد الرّحمن بن الزّغبوب «الصّحيح» بل كان يذكر أنّه سمعه أيضا على الشّمس ابن اليونانيّة، والعماد ابن بردس، وابن يعقوب، والأمين بن المحبّ، وحدّث، أخذ عنه النّجم ابن فهد وغيره.
ومات قبل دخولي بعلبكّ.- انتهى-.
قال ابن فهد: مات قبل السّتّين وسبعمائة.
655 -
محمّد بن عليّ بن عبد الرّحمن بن محمّد بن سليمان بن حمزة بن أحمد ابن عمر، ابن الشّيخ أبي عمر، العلاء، ابن البهاء، ابنالعزّ، ابن التّقيّ العمريّ، المقدسيّ، ثمّ الدّمشقيّ، الصّالحيّ
.
- محمّد بن علي بن عبد الرّحمن بن عبد المنعم بن نعمة .. الجعفري النّابلسيّ.
يراجع: «المنهج الأحمد» : (473)، و «مختصره»:(169).
قال: (كان موجودا سنة أربعين وسبعمائة).
655 -
علاء الدّين المقدسيّ، (764 - 828 هـ):
من آل قدامة المقادسة. أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 479)، و «الجوهر المنضّد»:(114)، و «المنهج الأحمد»:(481)، و «مختصره»:(155).
وينظر: «إنباء الغمر» : (3/ 152)، و «الضّوء اللامع»:(8/ 187)، و «الدّارس في تاريخ المدارس»:(2/ 48)، و «قضاة دمشق»:(289)، و «الشّذرات»:(7/ 147)، ووفاته في المصادر سنة 820 هـ وهو الصّحيح.
رثاه شعبان بن محمّد الآثاري (ت 828 هـ) بقصيدة همزية طويلة ذكرها ابن عبد الهادي في «الجوهر المنضّد» .
قال في «الضّوء» : ولد سنة 764، وأحضر في الثّالثة على ستّ العرب حفيدة الفخر مجلسا من «أمالي نظام الملك» وغيره، وعني بالعلم، وحفظ «المقنع» وأخذ عن ابن رجب، وابن المحبّ، ومهر في الفقه والحديث، ودرّس بدار الحديث الأشرفيّة بالجبل، وناب في القضاء عن صهره الشّمس النّابلسيّ، لمّا استقلّ به، ثمّ عزل بابن عبادة، ثمّ أعيد بعد موته فلم تطل مدّته بل مات عن قريب في ذي القعدة سنة 828 بالصّالحيّة، ودفن بالسّفح، وكان فصيحا، ذكيّا، يذاكر بأشياء حسنة، وينظم الشّعر، ولمّا وقف على «عنوان الشّرف» لابن المقرئ
(1)
أعجبه فسلك على طريقته نظما حسبما اقترح عليه صاحبه مجد الدّين
(2)
فعمل عليه قطعة أوّلها:
أشار المجد مكتمل المعاني
…
بأن أحذو على حذو اليماني
وله المنظومة الفائقة في «مفردات الإمام أحمد» عن الثّلاثة، وقد أكثر المجاورة بمكّة وصار/ بآخر عمره عين الحنابلة، وحدّثنا عنه الموفّق الآبي، سمع عليه ابن موسى، وأجاز جماعة رحمه الله وإيّانا.
(1)
هو إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الله الشرجي اليمني (ت 837 هـ).
يراجع: «الضوء اللامع» : (2/ 292)، و «البدر الطالع»:(1/ 142).
(2)
هو إسماعيل بن إبراهيم الكنانيّ الحنفيّ البلبيسيّ (ت 802 هـ)، اختصر أنساب الرشاطي وزاد عليه، وشرح عقيدة الطحاوي، وله مؤلفات كثيرة في فنون مختلفة من العلم- رحمه الله.
أخباره في «الضوء اللامع» : (2/ 286)، وغيره.
656 -
محمّد بن عليّ بن عبد الكافي بن عليّ بن عبد الواحد بن صغير، الشّمس، أبو عبد الله، ابن العلاء بن الحسين، القاهريّ، الطّبيب، والد محمّد الكمال الآتي ويعرف كسلفه ب «ابن صغير» . قاله في «الضّوء»
.
وقال: ممّن تميّز في الطّبّ وعالج، وتدرّب به جماعة، بل له كتاب يسمّى «الزّبد» عرضه ابنه في جملة محافيظه على ابن جماعة في غيره سنة 816، وكان أحد الأطبّاء بالبيمارستان، وبخدمة السّلطان.
ومات سنة 839 عن أربع وثمانين سنة فيما قاله لي ولده الآخر العلاء عليّ، وقد وصفه العزّ بن جماعة في إجازة ولده ب: الشّيخ، القدوة، العمدة، الكامل، الفاضل، العلم، المتفنّن. وأبو الفتح الباهيّ ب: الشّيخ، الإمام، الرّئيس، البالغ من الكمالات النّفسانيّة مبلغا لا يحدّ، والحائز من الفضائل أنواعالا تعدّ.
657 -
محمّد بن عليّ بن عمر، الشّمس البغداديّ الزّعيم، نزيل دمشق
.
656 - ابن صغير، (؟ - 839 هـ):
أخباره في «الضّوء اللامع» : (8/ 190).
657 -
الزّعيم البغداديّ، (757 - 814 هـ):
أخباره في «الضّوء اللامع» : (8/ 201).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمد بن علي بن عمر المقدسي عرف ب «ابن المكي» (ت 826 هـ).
يراجع: «إنباء الغمر» : (3/ 321).
- محمد بن علي بن غازي البعلي الحنبلي.
يراجع: ثبت ابن زريق المقدسي: ورقة (73). وفيه: «سمعت على الشيخ الإمام-
قال في «الضّوء» : ولد سنة 757 ببغداد، وكفّ بصره، وجال في البلاد كاليمن والهند والحجاز والقاهرة. ومات بها في ذي الحجّة سنة 814 وكانت لديه فضائل. ذكره المقريزيّ في «عقوده» وحكى عنه حكاية.
658 -
محمّد بن عليّ بن محمّد بن الباسلار البعليّ، بدر الدّين، أبو عبد الله الشّيخ، الإمام، العلّامة، البارع، النّاقد، المحقّق، أحد مشايخ المذهب
.
- العالم شمس الدّين أبي عبد الله محمد
…
» ثم كتب بيده صحيح ذلك.
- ومحمّد بن علي بن غريب النّجديّ (ت 1208 هـ).
تقدم ذكره في ترجمة «عبد الوهّاب بن عبد الله» وهذا موضعه فليراجع هناك.
658 -
ابن أسباسلار البعليّ، (؟ - 778 هـ):
أخباره في «الجوهر المنضّد» : (144)، و «المنهج الأحمد»:(464)، و «مختصره»:(164)، و «التّسهيل»:(2/ 2).
وينظر: معجم ابن ظهيرة «إرشاد الطّالبين» : (138)، و «إنباء الغمر»:(1/ 145)، و «الدّرر الكامنة»:(4/ 203)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 242)، و «الشّذرات»:(6/ 254)، وفيه وفاته سنة 777 هـ.
وفي «الجوهر المنضّد» : «محمد بن حسن
…
»، وقال:«أسباسلار اسم أعجميّ ذكره الشيخ تقي الدين الجراعي في «شرح التّسهيل» مثل بهاء الدين ونحوه».
و «شرح التّسهيل» : لتقي الدّين الجراعي هو شرح «التّسهيل النحوي» لأبي عبد الله محمد بن مالك صاحب «الألفية» (ت 672 هـ)، وشرح الجراعيّ منسوب إليه في كثير من المصادر. ولم أقف عليه، مع وقوفي على أغلب شروح التّسهيل المذكور ولله المنّة.
جاء في معجم ابن ظهيرة «إرشاد الطّالبين» : (138): «
…
المعروف ب «ابن-
له مختصر في الفقه سمّاه «التّسهيل» عبارته وجيزة مفيدة، وفيه من الفوائد ما لم يوجد في غيره من المطوّلات، أثنى عليه العلماء.
توفّي سنة 777، قاله في «الشّذرات» وفي «الدّرر» سنة 78، وأنّه سمع من أبي الفتح اليونيني، وحدّث، سمع منه الفضلاء وكان إماما عالما عليه مدارالفتوى ببلده.
659 -
محمّد بن عليّ بن محمّد بن أحمد بن موسى بن إبراهيم بن طرخان الكمال، ابن النّور، ابن الشّمس، ابن الشّهاب، ابن الضّياء، القاهريّ، البحريّ، نسبة لباب البحر. قاله في «الضّوء» ، وقال: ويعرف كسلفه ب «ابن الضّياء» وأمّه أطس، سبطة النّور الرّشيدي، وزوجة البوشيّ عالم ا
لخانكاه، ثمّ قاضيها، تلميذة الوفائيّ.
- افهلار» الإمام العلّامة شيخ الحنابلة ببعلبك، ولد بها وسمع من أبي الفتح اليونيني «جزء مطين» عن ابن رواح و «جزءا من حديث ابن زبر» وغيرهما، وحدّث، وكان إماما عالما عليه مدار الفتوى ببلده وألّف مختصرا في الفقه على الفتوى. سمعت منه ببعلبك، وكانت وفاته في شهر ربيع الآخر من سنة ثمان وسبعين وسبعمائة».
وكتاب «التّسهيل» : للبعليّ المذكور هنا كان لي- ولله الحمد- فضل اكتشاف وجوده والتّعريف به في هامش ترجمة مؤلّفه في «الجوهر المنضّد» ، ويعمل على تحقيقه زميلنا الفاضل، وصديقنا الشّيخ الدّكتور سليمان بن وائل التّويجري أعانه الله على إتمامه.
659 -
ابن الضّياء الخانكيّ، (834 - 888 هـ):
أخباره في «المنهج الأحمد» : (514)، و «مختصره»:(194)، و «التّسهيل»:
وينظر: «الضّوء اللامع» : (8/ 204)، و «الشّذرات»:(7/ 348).
ولد سنة 834 بباب البحر، ونشأ هناك فقرأ القرآن و «مختصر الخرقيّ» ، واشتغل يسيرا في النّحو وغيره على الجمال عبد الله بن هشام، وكذا حضر عند القاضي عزّ الدّين الكنانيّ في الفقه وغيره، وفوّض إليه عقود الأنكحة وفسوخها، بل كان عزمه استنابته مطلقا، فما اتّفق، فولّاه بعده البدر، واختصّ به لعلوّ همّته، وكثرة درايته، وقال: إنّه كان يعرف طرفا من العربيّة، مع براعة/ الصّناعة، وانتفع به كأسلافه أهل خطّته.
ومات بعد مرض طويل ليلة السّبت تاسع رمضان سنة 888، وحمل من باب البحر لباب النّصر، وصلّى عليه بالرّحبة في مشهد حافل، ثمّ دفن بتربة سعيد السّعداء.
660 -
محمّد بن عليّ بن محمود، الشّمس ابن التّاج النّجم العمريّ الكيلانيّ
.
قال في «الضّوء» : ممّن سمع على شيخنا «المتباينات» بقراءة الفتحيّ، ووصفه بالعالم، وكذا سمع عليه في البحث كثيرا من «شرح ألفيّة الحديث» وشيخه في التّبليغ، بل قرأ عليه «الخلاصة» للطّيبي بحثا و «أربعي النّوويّ» .
661 -
محمّد بن عليّ بن موسى بن عيسى، الشّمس البغداديّ ثمّ القاهريّ، صهر موفّق الدّين بن المحبّ بن نصر الله، كان الموفّق زوج أخته، ذكره في «الضّوء»
.
660 - شمس الدّين الكيلانيّ، (؟ -؟):
أخباره في «الضّوء اللامع» : (8/ 218)، ولم يذكر وفاته.
661 -
شمس الدّين البغداديّ، (؟ - 857 هـ ظنا):
أخباره في «الضّوء اللامع» : (8/ 202) في «محمد بن علي بن عيسى» .-
وقال: كان خيّرا يسكن القراسنقريّة، ويقرأ في بيت المحبّ بن الأشقر، وهو أخو زينب وزليخا ابنتي إبراهيم الشّنويهيّ لأمّهما.
مات- ظنّا- سنة 857 ونعم الرّجل.- انتهى-.
قلت: رأيت له فتوى مع مفاتي مكّة المشرّفة الثّلاثة.
662 -
محمّد بن عمر بن سويد، أبو عبد الله البالسيّ، سبط محمّد بن يوسف ابن سلطان
.
قال في «الضّوء» : سمع عليه وعلى البرزاليّ «المنتقى من العلم» لأبي خيثمة بإجازة البرزاليّ من ابن عبد الدّائم، وحضور الجدّ على خطيب مردا وعلى الميدوميّ «جزء ابن عرفة» وأجاز له ابن الخبّاز، وحدّث، سمع منه التّقيّ أبو بكر القلقشنديّ «جزء ابن عرفة» وغيره.
مات في أوائل القرن بنابلس.
- * يستدرك على المؤلّف- رحمه الله في «محمّد بن عمر» قبل المذكور:
- محمّد بن عمر بن إسماعيل بن عبد الدائم.
يراجع: «ثبت ابن زريق» : ورقة (12)
…
وغيرها.
- محمّد بن عمر الحسيني البعلبكّيّ.
ذكره ابن عبد الهادي في «الجوهر» : (152) ولم يذكر وفاته.
662 -
ابن سويد البالسيّ، (؟ - 901 هـ):
أخباره في «الضّوء اللامع» : (8/ 245). ولعلّه هو المذكور في «المنهج الأحمد» :
473، و «مختصره»:(170) في ذكر من لم تؤرخ وفاته ممن كان في عصر الشيخ شمس الدّين ابن عبد القادر قال: «وشمس الدين محمد بن عمر بن سويد الشّرابي» ولم يزد على ذلك شيئا، لا في أصله ولا في «مختصره» .
663 -
محمّد بن عمر بن عليّ النّابلسيّ، شمس الدّين
.
قال في «الدّرر» : ولد سنة 724 بنابلس، وسمع بها من عبد الله بن محمّد بن يوسف المقدسيّ «العلم» لابن خيثمة، وحدّث به، قرأه عليه البرهان، سبط ابن العجميّ.
664 -
محمّد بن عمر العبّاسي الخلوتيّ، الدّمشقيّ، الصّالحيّ
.
663 - شمس الدّين النّابلسي، (724 - ؟):
أخباره في «الدّرر الكامنة» : (4/ 227).
664 -
العباسي الصالحي، (؟ - 1076 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (229)، و «خلاصة الأثر»:(4/ 103)، كلّ ما ورد في هذه التّرجمة لا يدل على أنّ صاحبها من أهل العلم، لا من أهل الفقه ومعرفة الفروع والخلاف والفتوى، ولا من أهل معرفة الأديان وعلم الكلام ومعرفة التّوحيد والعقيدة، ولا من المحدّثين وأصحاب الرّواية والدّراية في علم الرّجال نقدا ومعرفة بالصّحيح والسّقيم، ولا من أئمة التّفسير وعلم القراءات، وليس له بصر- فيما يظهر- في علوم الآلة كالنّحو والصّرف ومعرفة اللّغة والغريب والآداب والأشعار وأخبار النّاس وأيامهم وأحداثهم وأنسابهم. وكلّ ما في هذه التّرجمة أنه سيّد ووليّ من أولياء مخرّفي الصّوفيّة- على حدّ زعمهم-، وكلّ وليّ من أوليائهم ليصل إلى درجة الولاية يجب أن يصل إلى درجة عالية من الجهل بأبسط قواعد العلوم الشّرعيّة، لذا لم يذكر هذا وأمثاله في بعض كتب التّراجم إلا تبرّكا به- على حدّ زعمهم أيضا- لا أنّ له منزلة من العلم. ثم ما نقل المؤلّف- عفا الله عنه- عن المحبي في هذه التّرجمة أنّه انطلق ببعض المجاذيب- وقوله:«وكان يتحفني بإمداداته الباطنيّة» وغير ذلك من خرافات الصّوفية التي لا يقبلها عقل، ولا يرضاها جاهل فكيف بمن ينتسب إلى العلم.-
قال المحبّيّ: شيخنا وليّ الله، ومعتقد الشّام
(1)
، ينسب إلى سيّدنا العبّاس عمّ سيّدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم من جهة والده، وإلى الشّيخ أبي عمر بن قدامة من جهة والدته، وكان شيخا جليلا، من الأكابر العارفين، والأولياء المتمكّنين، أخذ الفقه عن الشّهاب أحمد الوفائيّ المفلحيّ، ومنشيوخه البرهان بن الأحدب الصّالحيّ، والنّجم الأستاذ
(2)
، وأخذ الطّريق عن الأستاذ العارف بالله تعالى أحمد العسّاليّ، لازمه بقرية عسّال، وتخرّج به حتّى صار
- وأما كونه يصلي الأوقات الخمس بمكة وهو بدمشق فهذا لا يستغرب على خوارقهم، وهذه آية جهلهم، ولا يصدّق مثل هذه التّرهات إلا السّذج منهم، أو البلهاء من غيرهم، وفي هذه الحكايات وأمثالها من كلام أدعياء الصّوفية يجد فيها أعداء الإسلام الحجّة على ضعف العقول وبساطة التّفكير، ويجدون منها بابا واسعا للطّعن على الإسلام؛ لأن مثل هذا القول لا يقوله إلا المشعوذة والدّجّالون في المجتمعات المتخلّفة.
أمّا كرامات الأولياء فإنّنا نؤمن بها إيمانا لا يخالطه شكّ في حدود ما نصّ عليه أئمّة سلف الأمّة رحمهم الله. وأولياء الله هم: الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ * لا مجاذيب الصّوفية، ومدّعي الزّعامة والسّيادة وزاعمي علم الغيب والمكاشفة، وأصحاب الظّاهر والباطن، الّذين ألبسوا على العامّة واستولوا على عقول الرعاع.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمد بن عمر بن محمد بن إبراهيم بن درع الحبراصي الحنبليّ.
تكرر ذكره في ثبت ابن زريق المقدسي. يراجع: ورقة: 9 وغيرها.
(1)
انظر: التعليق على الترجمتين رقم 5، 37.
(2)
كذا في الأصل، وفي «خلاصة الأثر»:«الغزّيّ» .
خليفته من بعده، وكان يؤثر الخمول عن الظّهور، إلى أن أراد الله سبحانه ظهوره لمّا حبس الغيث عن دمشق سنة 1070، واستسقى أهلها مرّات فلم يمطروا، وكان شيخنا- رحمه الله تعالى- لا يخرج معهم هضما لنفسه، فأنطق الله بعض المجاذيب بأنّكم إن أردتم الغيث فاستسقوا بالعبّاسيّ، فأمره نائب الشّام بالخروج إلى الاستسقاء بهم، فخرج- وهو في غاية الخجل- وقال:
اللهمّ إنّ هؤلاء عبادك قد أحسنوا الظّنّ بي فلا تفضحني بينهم، فأغيثوا من ساعتهم، وما رجعوا إلى البلد إلّا بمشقّة من كثرة المطر، واستمر المطر ثلاثة أيّام، فاشتهر عند ذلك، ولم يمكنه أن يكتم أمره، وأكبّ عليه المريدون وتسلّك به من أهل الطّريق الصّالحون، وانتفع به الجمّ الغفير الّذي لا يمكن حصره، وأعطاهم الله تعالى حسن السّمت والقبول، ونوّرها لهم ببركته ودعائه وقد وفّقني الله تعالى للأخذ عنه، والتّبرّك بدعواته، وكان يتحفني بإمداداته الباطنة، ثمّ انقطع عن النّاس، وكان لا يقبل من الحكّام هديّة، ولا يتردّد إليهم، وكراماته كثيرة مشهورة، منها: أنّ بعض المجاورين بمكّة من أهل دمشق رآه يصلّي الأوقات الخمسة بالمسجد الحرام بالمقام الحنبليّ وهو بالشّام
(1)
. وكانت وفاته سنة 1076 عن سنّ عالية، ودفن بباب الفراديس، وقبره معروف يزار.
(1)
انظر: التعليق على الترجمتين رقم 5، 37.
وهذه الكرامة- زعموا- تكثر دعواها، وهي خبال يلقيه الشيطان في نفوس بعض المسلمين ليضلهم عن السبيل، وقد اشتد نكير العلماء على مثل هذه الدعوى ومدعيها. والله المستعان.
665 -
محمّد بن عمر بن محمّد بن ثابت الدّروسيّ الصّالحيّ
.
665 - الدّروسيّ الصّالحيّ، (810 - 901 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (56).
وينظر: «الكواكب السّائرة» : (1/ 68)، و «الشّذرات»:(8/ 11).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمّد بن عمر بن محمّد بن حسن الفاخري النّجديّ (ت 1277 هـ).
مؤلّف التّاريخ «نبذة مختصرة» معروفة بالنّسبة إليه «تاريخ الفاخري» ذكر فيها أحداثا حتى عام 1277 هـ أتمه ابنه عبد الله بن محمد حتى سنة 1288 هـ. وطبع هذا التاريخ باسم «الأخبار النّجدية» بتحقيق الدّكتور عبد الله بن يوسف الشّبل جزاه الله خيرا بذل في سبيل إخراجه جهدا ظاهرا يشكر عليه، إلّا أنه اختار له عنوان «الأخبار النّجدية» والأجدر به أن يسمّى «تاريخ الفاخري» لأن العنوان الذي اختاره المحقق لم ينصّ عليه في عنوان المخطوط، ولا اشتهر به الكتاب في أوساط المؤرّخين، ولم يذكر المحقّق السّبب الذي من أجله اختار هذا العنوان الذي يجعل القارئ قد يوافقه على ذلك؟
كما أنّه لم يذكر في الهامش نهاية كتاب الفاخري وبداية تتمة ولده.
ولنا على تحقيقه ملاحظات ليس هذا موضع ذكرها.
- وابنه: عبد الله بن محمّد بن عمر الفاخري ممّن يستدرك على المؤلّفين في طبقات الحنابلة وعلماء نجد. وهو الذي أكمل تاريخ والده.
وله ابن آخر اسمه عمر بن محمّد بن عمر الفاخري.
قال شيخنا ابن بسّام: أمّا عمر فهو الّذي أكمل تاريخ والده حتّى سنة 1288 هـ والصّواب أنّ الذي أكمل تاريخ أبيه هو عبد الله كما سبق.
وعمل ابن الفاخري هذا كعمل ابن حبيب الحلبي الذي أكمل كتاب والده «درة الأسلاك في دولة الأتراك» فالأصل للحسن بن عمر بن الحسن بن عمر بن حبيب الحلبيّ (ت 779 هـ). ثم ذيّل عليه ابنه طاهر الحسن (ت 808 هـ).
قال ابن طولون: الشّيخ، الصّالح، المسند، الرّحلة، المفيد، البركة، شمس الدّين، أبو عبد الله، ميلاده سنة 810، قرأ القرآن وحفظ «الخرقيّ» و «الملحة» وتفقّه بالشّيخ زين الدّين بن قندس، وسمع «صحيح مسلم» على محمّد بن عمر بن عبد الدّائم، و «المسلسل بالأوّليّة» على ابن حجر بقراءة العلّامة ابن قمر بالبيبرسيّة بالقاهرة، وفي سنة 836، قرأ عليه الباب الأخير من «صحيح البخاريّ» وهو راحل من دمشق صحبة السّلطان الأشرف، وقد ركبوا على الدّوابّ بحضرة المحدّث نجم الدّين عمر بن فهد، وأجازه ما له روايته، ثمّ سمع في هذه السّنة- حين رجع السّلطان من حلب بوطاقة ببرزة- من قاضي القضاة
(1)
محبّ الدّين أحمد بن نصر الله البغداديّ الحنبليّ «المسلسل بالأوّليّة» وغيره مع جماعة وأجاز، وسمع على الشّهاب بن عبد الهادي، والشّيخ عبد الرّحمن المعروف بأبي شعر، والحافظ ابن ناصر الدّين، والمسند أبي الفرج ابن الطّحّان، وعائشة ابنة الشّرائحيّ وآخرين، وأجاز له الحافظ برهان الدّين الحلبيّ، وشيخ الإسلام صالح البلقينيّ، وسعد الدّين الدّيريّ، وقاضي القضاة
(1)
البدر محمود العينيّ، والعلّامة تغري برمش
- كذا ذكر الحافظ ابن حجر في «الدّرر» : (2/ 115)، و «إنباء الغمر»:(2/ 337)، قال:«ذيّل على تاريخ أبيه بطريقته» يعني بها السّجعة الملتزمة في تراجم الكتاب.
وهما من مصادرنا ولله المنّة.
(1)
ورد النهي عن التسمي بملك الأملاك. لا مالك إلّا الله، ومثله قال العلماء: قاضي القضاة، وأشد منه أقضى القضاة، فالسلامة هجر هذا الإطلاق، واستبداله بلفظ:
«رئيس القضاة» .
نائب القلعة بالقاهرة، وكان يحفظ «تهذيب الكمال» في ثلاث مجلّدات، والشّمس الياسوفيّ، وأمين الدّين محمّد الكركيّ، والشّمس النّاسخ، وخلق كثير سواهم، ولازم الشّيخ عليّ بن عروة مدّة، وسمع عليه، وأكثر من السّماع على أحمد بن ناظر الصّاحبة، وولي نقابة الحكم الحنبليّ، ثمّ فوّض إليه في آخر عمره النّجم بن مفلح فدخل فيه مدخلا لا يليق بدناءة، وهرع إليه الشّهود بالأشغال الكثيرة، وأشاعوا عنه أشياء، وسمعت منه «المسلسل بالأوّليّة» يوم السّبت ثالث جمادى الآخرة سنة 897، ثمّ سمعت عليه في هذا المجلس «جزء ابن عرفة» بسماعه له من ابن ناصر الدّين، ثمّ سمعت عليه بعد ذلك عدّة أشياء، وأنشدني من لفظه عدّة مقاطيع لغيره.
توفّي يوم الجمعة لعشر بقيت من جمادى الأولى سنة 901، وصلّى عليه بالجامع الجديد، ودفن تحت كهف جبريل بسفح قاسيون.
666 -
محمّد بن عيسى بن حسن بن كرّ
(1)
البغداديّ، ثمّ المصريّ، شمس الدّين/ المروانيّ، من ولد مروان بن محمّد آخر خلفاء بني مروان
.
666 - ابن كر البغدادي، (681 - 763 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 482)، و «المنهج الأحمد»:(456)، و «مختصره»:(159). وينظر: «الوافي بالوفيات» : (4/ 305)، و «ذيل التّقييد»:
64، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(وفيات سنة 763 هـ)، و «الدّرر الكامنة»:(4/ 245)، و «الدليل الشافي»:(2/ 671)، و «النّجوم الزاهرة»:(10/ 330)، -
(1)
في «المنهج الأحمد» و «مختصره» و «الشذرات»
…
«ابن كثير» : «والحسين» بدل «الحسن» .
ذكره في «الدّرر» ، وقال: قدم أبوه من بغداد حين غلب عليه هولاكو، وكان من الأمراء فولد له محمّد بالقاهرة في شهر ربيع الآخر
(1)
سنة 681، وحفظ القرآن
(2)
و «العمدة» وكتابا في مذهب أحمد و «ملحة الإعراب»
(3)
وسمع من الدّمياطيّ، وغازي الحلّاويّ، ومؤنسة خاتون بنت العادل وغيرهم، وولي مشيخة الزّاوية الّتي بجوار المشهد الحسينيّ، وأخرى بالقرب من الدّكة بشاطئ الخليج، وسمع منه شيخنا العراقيّ وغيره، وأخذ علم الموسيقى عن غير واحد
(3)
ففاق الأقران، وصنّف فيه تصنيفا بديعا
(4)
وصار فيه فردا
- و «الشّذرات» : (6/ 198).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمّد بن عيسى بن عبد الله بن سليمان البعليّ.
ذكره ابن عبد الهادي في «الجوهر المنضّد» : (147)، وقال:«توفي قريبا من رأس القرن الثامن فيما أظن» ، وقال: «شرح طرفة الشّيخ شمس الدّين ابن عبد الهادي-
(1)
في «الوافي بالوفيات» : «اجتمعت به غير مرة وسألته عن مولده فقال: في رابع عشر ربيع الأول سنة إحدى وثمانين بالقاهرة» .
(2)
في «الوافي بالوفيات» : «قرأ القرآن على الشيخ علي الشّطّنوفيّ
…
».
(3)
في «الوافي بالوفيات» : «عرض ذلك على القاضي علاء الدّين التّراكيشيّ الحنبليّ وسمع على أشياخ عصره مثل الدّمياطي والأبرقوهي وغيرهما، وقرأ فنّ الموسيقى على القاضي علاء الدّين ابن التّراكشي الحنبليّ» .
أقول: القاضي علاء الدين ابن التّراكيشيّ هذا لم يذكره المؤلّفون في طبقات الحنابلة؟!
(4)
اسم كتابه هذا: «غاية المطلوب في علم الأنغام والطّروب» وقد وقفت على نسخ-
لا يلحق، ونقل مذاهب القدماء وحرّرها، وأخذ نفسه بأن لا يمرّ به صوت ممّا ذكره أبو الفرج الأصبهاني إلّا ويغني به على وجهه، وكان عزيز النّفس، شهما، عفيفا، ولم يتكسّب بصناعة الموسيقى، ذكر ذلك ابن فضل الله قال: وكان يتردّد إليّ، ويتودّد، ولقد رأيته غنّى به يوما فأضحك، ثمّ غنّى فأبكى، ثمّ غنّى فنوّم، فرأيت بعيني ما كنت سمعت عن الفارابيّ، وقال ابن الصّائغ الحنفيّ: مرّ ابن كرّ على قوم يغنّون فحرّك بغلته حتّى مشت على إيقاعهم، وهذا من أعجب ما يحكى.
مات في سنة 763
(1)
.
667 -
محمّد بن عيسى بن محمود بن محمّد بن محمّد بن كنان الصّالحيّ، أحد العلماء الصّلحاء الأتقياء العاملين
.
- فأجاد وأفاد».
و «طرفة ابن عبد الهادي» : مختصر صغير في النّحو لا يتجاوز ملزمة واحدة لخّصها فيما يظهر من «الكافية» لابن الحاجب. رأيت نسخة منها ضمن مجموع في المكتبة الأزهريّة.
667 -
ابن كنان الدّمشقيّ، (1074 - 1153 هـ):
أخباره في «التّسهيل» : (2/ 172).-
- منه، ولم أهتم به لعدم ميلي إلى مثل هذا. قال الصّلاح الصّفديّ:«سمعت مقدمته منه بمنزله بالزّاوية المذكورة في شوّال سنة خمس وأربعين وسبعمائة، وقال لي: ظهر لي خطأ جماعة من المتقدمين في هذا الفنّ مثل الفارابي وغيره وقد برهنت ذلك» .
(1)
وفاته في أغلب المصادر سنة 759 هـ.
قال في «سلك الدّرر» : ولد سنة 1074، ونشأ في كنف والده، وأخذ عنه الطّريق، وأخذ عن جماعة كالشّيخ خليل الموصليّ، قرأ عليه حصّة من «جمع الجوامع» في الأصول و «رسالة الأندلسيّة» في العروض
(1)
وغيره من
- وينظر: «سلك الدّرر» : (4/ 85)، و «الورود الأنسي»:(75)، ولم يذكره في «النّعت الأكمل» ، وأدخله محققا «النّعت الأكمل» في صلب الكتاب:(279) على عادتهما في إدخال التّراجم التي أخلّ المؤلّف بعدم ذكرها وهذا منهج غير سويّ.-
(1)
«الرّسالة الأندلسيّة» في العروض مختصر جيد، وجد عناية من العلماء حفظوه ونظموه وشرحوه، ورووه بأسانيد إلى المؤلف، ومؤلفه: أبو محمد عبد الله بن محمد الأنصاري الخزرجي المغربي ثم الأندلسي المعروف بابن أبي الجيش الاسكندري المتوفى سنة 549 هـ، وقفت على نسخ كثيرة مختلفة من الأندلسية هذه، كما وقفت على شروح كثيرة لها، منها شرح محمد بن إبراهيم الحلبي الحنفيّ المعروف ب «ابن الحنبليّ» (ت 971 هـ) وشرحه يسمى:«الحدائق الأنسيّة» .
واعلم- رحمك الله- أنه قد يشتبه عليك ب «الأندلسية» في العروض أيضا، وتسمى «الرّامزة» ومؤلّفها أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأنصاريّ الأندلسيّ (ت 626 هـ) فهي تشاركها في الاسم، ومؤلفها يشارك مؤلفها في الاسم والكنية واللقب والنسبة ويخالفه في سنة الوفاة. وهذه الأخيرة قصيدة أولها:
* لك الحمد يا لله والشّكر والثّنا *
وشرحها أيضا عدد غير قليل من العلماء، من أشهر شروحها شرح الدماميني النحوي واسمه: «العيون الغامزة
…
» وهو مطبوع، وشرح الشريف السبتي (ت 760 هـ)
…
وغيرهما.
والرسالة الأندلسية تسمى أيضا: «مختصر علل الأعاريض» وقد طبعت.
الأجلّاء. وحجّ، واجتمع في المدينة المنوّرة بالأستاذ إبراهيم الكورانيّ، وأخذ عنه الحديث، ولمّا توفّي والده صار مكانه شيخا، واستقام إلى أن مات، ولازم الأذكار وألّف التّاريخ الّذي جمعه بالحوادث اليوميّة
(1)
وقد طالعته واستفدت منه وفيات، وبعض أشياء، لزمت لتاريخي هذا، وهو تاريخ يشتمل على الحوادث الصّائرة في الأيّام مع إيراد وفيات ومناسبات وفوائد، ودارت يوما من الأيّام مذاكرة بين الوالد وبينه في المعمّيات فقال: إنّ اسم هود في قوله
- وهو في «هدية العارفين» : (2/ 325)، و «الأعلام»:(6/ 323)، و «معجم المؤلّفين»:(10/ 108).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمّد بن عيسى بن المهاجر.
ذكره العليميّ في «المنهج الأحمد» : (480)، ذكره فيمن لم تذكر وفاته، وقال:
«قاضي مدينة صفد، كان متولّيا الحكم بها في سنة ستّ وثمانمائة» .
(1)
كتابه هذا الذي اطلع عليه المرادي وأفاد منه موجود في برلين في جزءين رقم (9479)، (9480) وحاولت تصويره ولم يتيسر لي ذلك أرجو أن تتاح لي الفرصة للاطلاع عليه والإفادة منه.
وقد وقفت على كثير من مؤلّفات ابن كنان هذا، وصححت نسبة بعضها، ومما نسب إليه خطأ «الدّرّ المنضّد» نسخة الأحمدية وقد ثبت لديّ بالدّليل القاطع من خلال مقدمة الكتاب أنّه مختصر «المنهج الأحمد» للعليميّ نفسه، وقد حققته وطبع هذا العام 1410 هـ في مكتبة الخانجي بمصر، وهذا من فضل الله وتوفيقه، وكتابه:
«المروج السّندسية» نشره الأستاذ محمد أحمد دهمان بدمشق سنة 1947 م واطلعت على نسخة برلين بخطّ مؤلّفه
…
تعالى
(1)
: ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها واسم شهاب في قوله تعالى
(2)
: وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها.
وكانت وفاته سنة 1153، ودفن بسفح قاسيون بالصّالحيّة.
ولي المشيخة بعده ولده الفاضل الشّيخ محمّد سعيد
(3)
.- انتهى-.
أقول: وجه استخراج المعمّى المذكور من الآية أنّ قوله تعالى: دَابَّةٍ يأخذ لفظ هُوَ، بِناصِيَتِها، أي: أولها، وهو الدّال، فيتحصّل اسم هود، وفي الثّانية: أن يراد من ليل مرادفه الفارسي وهو (شب) يغشاها لكن قال المحبّي: في «خلاصته» هذا وإن كان صحيحا الآن، إلّا أنّ استعمال الفارسيّ فيه بعد.- انتهى-.
وهو كما قال.
قلت: وليس من استخراج المترجم، بل من قبله ورأيت كثيرا من ذلك، ومنه استخراج اسم هاشم من قوله تعالى
(4)
: وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها ووجهه أنّ عدد قمر ثلاثمائة وأربعون، وهي عدد (شم) تلا لفظها، والله سبحانه وتعالى أعلم./
(1)
سورة هود، الآية:56.
(2)
سورة الشّمس، الآية:4.
(3)
ابنه هذا لم أعثر على أخباره.
(4)
سورة الشّمس، الآية:2.
668 -
محمّد بن غيث بن مبارك العجلونيّ، الصّالحيّ
.
قال ابن طولون: الشّيخ، القدوة، الصّالح، شمس الدّين الشّهير ب «أبودية» حفظ القرآن، وصلّى به، ثمّ حفظ «مختصر الخرقيّ» على مذهبه، وعرضه على جماعة منهم شيخ الحنابلة التّقيّ ابن قندس، وأخذ الحديث عن أبي العبّاس بن زيد، والنّظام بن مفلح، وأبي عبد الله بن جوارش، واعتنى بالوعظ، وانجمع عن النّاس، وبأخرة أقرأ الأطفال، سمعت منه غالب «الصّحيحين» بمسجد مسمار بحارتنا بالسّهم الأعلى بسفح قاسيون أجازني غير ما مرّة، وأنشدني لبعضهم
(1)
:
* كن ابن من شئت واكتسب أدبا
…
*
البيتين المشهورين.
توفّي يوم الجمعة ثامن عشر جمادى الآخرة سنة 911 وقد قارب السّبعين، ودفن بالسّفح.
668 - ابن غيث العجلوني، (؟ - 911 هـ):
لم أعثر على أخباره.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمّد بن قرناس بن عبد الرّحمن النجدي الرسي (ت 1274 هـ) تقدم استدراك والده.
يراجع: «علماء نجد» : (3/ 926).
(1)
عجزه: * يغنيك محموده عن النّسب *
669 -
محمّد بن كلي الأمير الفاضل، ناصر الدّين، أحد الأمراء الكبار بالدّيار المصريّة، ابن المقرّ الأشرف الأمير البدريّ، قاله في «الشّذرات»
.
669 - الأمير ناصر الدّين محمّد بن جنكليّ، (697 - 741 هـ):
في هذه التّرجمة إشكالان:
أحدهما: تحريف اسم أبي المترجم الذي تعسّر معه التّعرّف عليه.
والثّاني: تاريخ وفاته الذي أخطأ فيه المؤلّف- رحمه الله خطأ ظاهرا.
الإشكال الأول: لعل أول من حرف اسم أبيه هو العليميّ في «المنهج الأحمد» :
465، و «مختصره»:(166) حيث سمّاه: «حسن كلّي» ، تبعه على ذلك ابن العماد في «الشّذرات»:(6/ 264)، وعن «الشّذرات»: نقل المؤلّف «محمد كلي» ، والصّواب أنّه الأمير ناصر الدّين محمّد بن جنكليّ فتحرّفت «جنكلي» إلى «حسن كل» .
ووالده جنكليّ بن محمّد بن البابا بن خليل بن جنكلي بن عبد الله، أكبر أمراء الدّولة مترجم في «الوافي بالوفيات»:(11/ 199)، و «الدّرر الكامنة»:(2/ 76)، و «المنهل الصّافي»:(5/ 22)، و «النّجوم الزّاهرة»:(10/ 143)
…
وغيرها.
وهو من كبار المدافعين عن شيخ الإسلام ابن تيميّة- رحمهما الله- بمصر.
قال صلاح الدّين الصّفديّ: «قال لي ولده الأمير ناصر الدّين محمّد- رحمه الله تعالى- إن والدي يعرف ربع العبادات في الفقه من أحسن ما يكون في معرفة خلاف الفقهاء والأئمة
…
».
ومن شعر محمّد بن جنكليّ ما يؤيد هذه التّسمية قوله:
بك استجار الحنبليّ
…
محمّد بن جنكلي
فاغفر له ذنوبه
…
فأنت ذو التّفضّل
والإشكال الثاني: تاريخ وفاته الذي ذكره المؤلّف (سنة 779 هـ) خطأ ظاهر إنما هي-
قال: كان فقيها، حنبليّا، فاضلا، ذكيّا، له خطّ حسن إلى الغاية، وشعره في غاية الحسن، منه قوله:
قلب المتيّم كاد أن يتفتّتا
…
فإلى متى هذا الصّدود إلى متى
يا معرضين عن المشوق تلفّتوا
…
فعوائد الغزلان أن تتلفّتا
- (سنة 741 هـ) إحدى وأربعين وسبعمائة نصّ على ذلك الأئمّة، وكيف يصحّ هذا التاريخ (779 هـ) وقد ذكر وفاته الصّفدي (ت 764 هـ) رحمه الله، ورثاه بقصيدة أولها:
هي الأيّام ليس لها ذمام
…
وليس لها على عهد دوام
لذا فالمذكور غير داخل في فترة المؤلّف فلا يلزمه ذكره أصلا. وأمّا والده فحنفيّ المذهب. وقد ذكرت المترجم بشيء من التّفصيل في هامش ترجمته في «الدّر المنضّد» للعليميّ.
أخباره في «الوافي بالوفيات» : (2/ 310)، و «وفيات ابن رافع»:(1/ 369)، و «السّلوك»:(2/ 3/ 552)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 10)، و «الدّرر الكامنة»:(4/ 36)، و «طبقات المفسرين»:(2/ 115)
…
وغيرها.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمّد بن مانع بن شبرمة التّميميّ النّجديّ الأشيقريّ.
من متقدمي علماء نجد، أهل القرن العاشر، أخباره قليلة جدا.
يراجع: «علماء نجد» : (3/ 928).
- ومحمّد بن محمّد بن إبراهيم الكوجكي الحموي الحنفي ثم الحنبلي (ت 957 هـ).-
كنّا وكنتم والزّمان مساعد
…
عجبا لذاك الشّمل كيف تشتّتا
صدّ وبعد واشتياق دائم
…
ما كلّ هذا الحال يحمله الفتى
وتوفّي سنة 779.
670 -
محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن المظفّر بن عليّ بن محمّد بن محمّد بن أبي البركات البعليّ، ناصر الدّين
.
قال في «الدّرر» : سمع من ابن الشّحنة «الصّحيح» بفوت، وسمع من أبي بكر بن مشرّف «أربعي الآجرى» وأجاز له التّقيّ سليمان، والدّشتيّ، وجماعة، وحدّث ببعلبكّ، سمع منه بها الشّيخ جمال الدّين بن ظهيرة.
671 -
محمّد بن محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر، سعد الدّين ابن المسند صلاح الدّين
.
- ولي قضاء الحنابلة بطرابلس، وناب عن القاضي نظام الدين التاذفي الحنبلي الحلبي بحلب.
أخباره في «النّعت الأكمل» : (122)، و «الكواكب السائرة»:(2/ 10).
670 -
ابن المظفّر البعليّ، (؟ -؟):
أخباره في «المنهج الجلي» : (202)، و «الدّرر الكامنة»:(4/ 274).
671 -
ابن صلاح الدّين ابن أبي عمر، (؟ - 776 هـ):
أخباره في «الدّرر الكامنة» : (4/ 276)، و «إنباء الغمر»:(1/ 98).
وجعل وفاته في «الدّرر» سنة 672 هـ وفي «الإنباء» : «وعاش أبوه بعده خمس سنين» .-
قال في «الدّرر» : سمع الكثير، وحدّث. مات في محرّم سنة 776، وعاش أبوه بعده مدّة.
672 -
محمّد بن محمّد بن أحمد بن عبد الله، الشّمس، المرداويّ، الصّالحيّ
.
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن القباقبي» سمع في سنة 748 من العماد أحمد بن عبد الهادي أجزاء، ومن الجمال يوسف بن محمّد بن عبد الله المرداويّ جزءا، وحدّث، سمع منه الفضلاء كابن موسى ووصفه بالشّيخ، الصّالح، الإمام، العالم، ومعه الموفّق الآبي.
توفّي سنة 815، وذكره شيخنا في «معجمه» ، وقال: أجاز لأولادي- انتهى-.
- وقال أستاذنا حسن حبشي في هامش الترجمة في «إنباء الغمر» : «لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من مصادر» .
وفي هذا منتهى العجب من كلام الأستاذ فوالده أشهر منه، وهو المشهور ب «صلاح الدين ابن أبي عمر» (ت 780 هـ) مترجم في مصادر كثيرة جدّا كما سبق في تخريج ترجمته ومن بين مصادر ترجمته «إنباء الغمر»:(1/ 186)؟!
672 -
ابن القباقبيّ، (746 - 815 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 501)، و «الجوهر المنضد»:(143)، و «المنهج الأحمد»:(482)، و «مختصره»:(177).
وينظر: «المنهج الجلي» : (205)، و «معجم ابن حجر»:(369)، و «إنباء الغمر»:(3/ 322)، و «الضّوء اللامع»:(9/ 7)، و «حوادث الزمان»:(2/ 27)، و «الدّارس»:(2/ 98)، و «القلائد الجوهرية»:(1/ 137).
وقال ابن فهد: توفّي في ذي القعدة سنة 826، وقد قارب الثّمانين، ودخل بيت المقدس سنة 67 فسمع به من إبراهيم الزّويتاوي «سنن ابن ماجه» وكان من مشايخ الحنابلة وقدمائهم، ويتبذّل ويتكلّم بكلام العامّة، ويفتي بمسألة الطّلاق، وأنكرت عليه غير مرّة، ولم يكن ماهرا في الفقه.
673 -
محمّد بن محمّد بن أحمد بن عمر بن إسماعيل بن أحمد، ابن الفرد في زمنه الشّيخ محيي الدّين ينتهي نسبه إلى السّلطان إبراهيم بن أدهم قدّس الله سرّه/ وقدّمنا تتمّة نسبه في ترجمة ابنه عبد الحقّ المرزناتيّ الصّوفيّ الصّالحيّ، الشّيخ الصّالح الخيّر قاله المحبّي
.
وقال: كان من أمثل صوفيّة الشّام، وكان أخذ طريق القادريّة عن الأستاذ أحمد بن سليمان، وادّعى بعد موت شيخه أنّه خلفه وأراد أن يجلس مكانه على سجّادته فما مكّن
(1)
، وذكرنا ذلك في ترجمة عبد القادر بن أحمد المذكور، وكان المترجم كثير الرّحلة إلى الرّوم، وله مع علمائها اختلاط كثير، وكان له في ما يفعله مشايخ الصّوفيّة من النّشر والتّعويذات شهرة تامّة، وكان يروّج بذلك مقداره عند الأروام بسبب اعتقاد المتقدّمين منهم، ونال بسبب ذلك قبولا، وأخذ وظائف ومعاليم كثيرة، وكان عالما فاضلا
(1)
، وله في التّاريخ
673 - المرزناتيّ، (؟ - 1014 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (177)، و «التّسهيل»:(2/ 146).-
(1)
أقول: الفضل كل الفضل في متابعة النبي صلى الله عليه وسلم قولا وعملا ظاهرا وباطنا، لا في التّعويذات والنشر والشّعوذات، فاعلم ذلك هديت إلى كل خير. وانظر: التعليق على الترجمتين رقم: 5، 37.
معرفة، وقيّد كثيرا من أحوال معاصريه في «معاجيمه» ، وذكر وفيات بعض العلماء، وقد رأيت منقولا من خطّه كثيرا من الفوائد.
وكانت وفاته سنة 1014.
674 -
محمّد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد الفارسيّ الأصل، المقدسيّ، ثمّ الدّمشقيّ، المعروف ب «ابن المهندس»
.
قال في «الإنباء» : أخو شيخنا شهاب الدّين، وهذا الأصغر، نشأ صيّنا جيّدا، وصحب الشّيخ فخر الدّين السّيوفيّ بمكّة والشّيخ عبد الله بن أسعد اليافعيّ، وكانت له في شبابه أحوال صالحة، ثمّ باشر بعض الدّواوين، وحصّل أموالا ولم تحمد سيرته، وكان سمع من الميدوميّ وغيره.
ومات في شوّال سنة 808، ودفن بتربته الّتي أنشأها شرقيّ الشّاميّة البرّانيّة بدمشق.
- وينظر: «خلاصة الأثر» : (4/ 158)، ورأيت بخط يده على ظهر نسخة «الذّيل على طبقات الحنابلة» لابن رجب نسخة برلين:«الحمد لله نظر في هذا الكتاب الشّريف داعيا لمؤلّفه بارتقاء كلّ مقام منيف سيدنا ومولانا الفقير والجد المحقق الفهّامة الشيخ أبو بكر بن زيتون كتبه محمد بن محمد بن أحمد بن المرزنات الحنبلي عفي عنه» وأبو بكر بن زيتون مذكور في موضعه من الاستدراك.
674 -
ابن المهندس الأيليّ، (؟ - 808 هـ):
أخباره في «إنباء الغمر» : (2/ 346)، و «الضّوء اللامع»:(9/ 43).
675 -
محمّد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن المحبّ عبد الله السّعديّ، المقدسيّ، شمس الدّين، ابن شمس الدّين، ابن شهاب الدّين، ابن الشّيخ المحدّث محبّ الدّين المعروف ب «ابن المحبّ» الحافظ
.
قال في «الشّذرات» : ولد سنة 731 وسمع من ابن الرّضيّ، والجزريّ، وبنت الكمال وغيرهم، وأحضر على أسماء بنت صصرى، وعائشة بنتمسلم وغيرهما، وعني بالحديث، وكتب الأجزاء والطّباق، وعمل المواعيد وأخذ عن إبراهيم بن القيّم، وكتب بخطّه الحسن شيئا كثيرا، وكان شديد التّعصّب لابن تيميّة.
توفّي يوم الأربعاء سابع جمادى الأولى سنة 788 بالصّالحيّة، ودفن بالرّوضة.
676 -
محمّد بن محمّد بن آقوش بن عبد الله، الشّمس، أبو عبد الله الدّمشقيّ الصّالحيّ، العطّار أبوه
.
675 - ابن المحبّ، (731 - 788 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 511)، و «المنهج الأحمد»:(469)، و «مختصره»:(167)، و «التّسهيل»:
وينظر: «إنباء الغمر» : (1/ 328)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 3/ 207)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 750)، و «الشّذرات»:(6/ 304).
وفي المصادر: «محمّد بن محمّد بن أحمد بن أبي بكر
…
».
676 -
ابن جوارش العطّار، (780 تقريبا- 860 هـ):
أخباره في «التّسهيل» : (2/ 68).
وينظر: «الضّوء اللامع» : (9/ 71، 117).
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن جوارش» بجيم، ثمّ واو مفتوحتين، وراء مكسورة، ثمّ شين معجمة، وربّما جهل اسم جدّه، بل أكثر أصحابنا قالوا محمّد بن محمّد بن عبد الله.
ولد- تقريبا- سنة 780 بصالحيّة دمشق ونشأ بها، فسمع بها من المحبّ الصّامت، وكذا- فيما قيل- من رسلان الذّهبيّ، وحدّث، وسمع منه الفضلاء، وأكثرت عنه، كان خيّرا، نيّرا، عليّ الهمّة، صبورا على الإسماع، مديما للجماعة بجامع الحنابلة، وربّما اتّجر لسبب عياله.
مات في خامس عشري/ رمضان سنة 860 وصلّى عليه عقيب صلاة الجمعة، ودفن بسفح قاسيون.
677 -
محمّد بن محمّد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الدّائم الأنصاريّ، شمس الدّين
.
677 - ابن عبد الدّائم، (713 - 795 هـ):
أخباره في «المنهج الأحمد» : (5/ 10)، و «مختصره»:(155).
وينظر: «المعجم المختص» : (255)، ومعجم ابن ظهيرة «إرشاد الطّالبين
…
»:
195، و «ذيل التّقييد»:(73)، و «الدّرر الكامنة»:(5/ 10).
وجاء في «ذيل التّقييد» : «سمع على محمد بن أحمد بن أبي الهيجاء بن الزّرّاد «صحيح أبي حاتم ابن حبان» ، وحضر على جدّه أبي بكر «جزء أبي شعيب الحرّاني» ، وسماعه ل «صحيح ابن حبان» بقراءة عبد الله بن أحمد بن المحب المقدسي سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة» وذكر وفاته سنة أربع وسبعين وسبعمائة بصالحية دمشق قال:«وبها ولد سنة ست وعشرين وسبعمائة» وكلاهما خطأ، أما سنة وفاته فيظهر والله أعلم أن الخطأ من الناسخ، أخطأ في «تسعين» جعل مكانها-
قال في «الدّرر» : ولد سنة 713 وأحضر على جدّه «جزءا من حديث أبي شعيب» وسمع من أبيه، ومن ابن الزّرّاد «صحيح ابن حبّان» وحدّث، وعني بالحديث، وتفقّه، وكتب، ذكره الذّهبيّ في «المعجم المختصّ» .
مات بدمشق في شعبان سنة 4 وقيل: سنة 795.
678 -
محمّد بن محمّد بن أبي بكر بن إسماعيل بن عبد الله، الشّمس، أو العماد الجعبريّ، القاهريّ، القبّانيّ، الماضي أبوه
.
- «سبعين» .
أمّا المولد فلعلّ الصّواب ما ذكره المؤلّف نقلا عن الحافظ ابن حجر، والحافظ نقل عن الحافظ الذّهبي في «المعجم المختصّ» ، والحافظ الذّهبي من أقدم من ترجم له إذ ترجم له قبل وفاته بسبعة وأربعين عاما تقريبا. رحم الله الحافظ الذهبي ما أعدله وأنصفه لأهل عصره. وإن كان ابن ظهيرة قال:«وكانت وفاته في شعبان سنة أربع وسبعين وسبعمائة. وولد في شعبان سنة ست عشرة وسبعمائة» .
والزّعارة: سوء الخلق، جاء في «اللسان»:(زعر): «وزعارة بالتخفيف عن اللحياني أي: شراسة وسوء خلق، لا يتصرف منه فعل، وربما قالوا: زعر الخلق» .
678 -
الجعبريّ القبّانيّ، (بعد 780 - 851 هـ):
أخباره في «التّسهيل» : (2/ 60).
وينظر: «معجم» ابن حجر: (372)، و «الضّوء اللامع»:(9/ 56).
قال في «الضّوء» : ولد بعد سنة 780 - تقريبا- بالقاهرة، ونشأ بها، فقرأ القرآن، وحفظ «الخرقيّ» وعرضه على الكمال الدّميريّ، وأجاز له في آخرين، وسمع «البخاريّ» إلّا اليسير منه على ابن أبي المجد، وختمه على التّنوخيّ، والعراقيّ، والهيثميّ، واشتغل بالتّعبير على أبيه وغيره، وتعلّم أسباب الحرب، كالرّمي، وجرّ القوس الثّقيل، وعالج، وثاقف وفاق في غالبها، ونظم قطعة فأصبح وقد قلع من قلبه حبّ الشّعر، وعادت عليه بركة إسماعه الحديث، فتركه ونسي ما كان قاله إلّا النّادر، ومنه:
يا راثق القلب مهلا
…
أصبت فاكفف سهامك
ويا كثير التّجنّي
…
منعت حتّى سلامك
وكان- كأبيه- صوفي سعيد السّعداء، بل قبّاني الخبز بها، أجاز لي.
ومات في شوّال سنة 851.- انتهى-.
قال ابن فهد: وكان رأى في منامه أنّ في فمه شعرا- بفتح الشّين- فأخرجه، فتأوّله على الشّعر، وتركه حتّى نسي ما كان قاله.
679 -
محمّد بن محمّد بن أبي بكر بن يزيد بن خالد البدر، البدرشيّ الأصل القاهريّ، سبط القاضي نور الدّين البويطيّ، أمّه آمنة، ويعرف ب «السّعديّ» . قاله في «الضّوء»
.
679 - بدر الدّين السّعديّ، (832 - 902 هـ):
أخباره في «المنهج الأحمد» : (520)، و «مختصره»:(197)، وبه ختم كتابه.
وينظر: «ذيل رفع الإصر» : (309)، و «الضّوء اللامع»:(9/ 58)، و «الشّذرات»:(7/ 366)، و «الأعلام»:(7/ 52)، و «معجم المؤلفين»:(11/ 199).-
وقال: ولد في ثالث شوّال سنة 832 بجوار مدرسة البلقينيّ، ومات أبوه وهو ابن ثلاث، ونشأ في كفالة أمّه وأمّها، وحفظ القرآن و «الوجيز» و «ألفيّة النّحو» و «التّلخيص» ومعظم «جمع الجوامع» وجوّد في القرآن على الزّين جعفر الشّنهوري، وربّما قرأ عليه في غيره، وأخذ النّحو عن الأبذيّ، والرّاعي، وأبي القاسم النّويريّ، ومن ذلك جلّ «شرحه لمنظومته الّتي اختصر فيها الألفيّة» والشّمنّي ومنه «حاشيته على المغني» وكذا أخذه، والصّرف عن العزّ عبد السّلام البغداديّ، وقرأ عليه جزءا من تصانيفه، والبعض
(1)
من النّحو وغيره على أبي الفضل المغربيّ، ولازم التّقيّ الحصنيّ في الأصلين والمعاني والبيان وغيرها، وحضر عند الشّرواني/ دروسا في «المختصر» وغيره، وعند ابن الهمام، ممّا قرأ عليه قبيل موته من «تحريره في الأصول» وقرأ على الكافيجيّ مؤلّفه في «كلمة التّوحيد» وغيره، وعلى أبي الجود البيني «مجموع الكلائي» وكتب عنه «شرحه» ، بل كتب في الفرائض أيضا عن البوتنجيّ، وفي الحساب عن السّيّد عليّ؛ تلميذ ابن المجديّ والشّهاب السّجينيّ، وفي
- وكتب بخطّه كتبا كثيرة رأيت جملة منها، ومن بينها «الذّيل على طبقات الحنابلة» وتملكه للكتب كثير، ومنها على نسخة من «شرح مختصر الخرقي» للزركشي نصّه:
«ملكه من فضل الله تعالى محمد بن محمد بن أبي بكر البدرسي الحنبلي سنة 844 هـ» .
- وابنه: محمد بن محمد بن محمد (ت 867 هـ). ذكره المؤلّف في موضعه.
- وزوجته: زينب بنت علي البدرشي (ت 892 هـ) وله بنات مذكورات بالعلم.
(1)
الأصل عدم دخول الألف واللّام على بعض وكل.
الميقات عن النّور النّقّاش، وفي الأدب عن ابن صالح وغيره، وجوّد الخطّ عن البرهان الغزنويّ، وكتب اليسير على أبي الفتح الحجازيّ، بل كتب قبلهما يوما واحدا على الزّين بن الصّائغ، ولازم شيخنا في كثير من دروس الحديث وغيرها، وكتب عنه من «أماليه» وحمل عنه أشياء من تصانيفه وغيرها، وأخذ «شرح الألفية الحديثيّة» قراءة وسماعا على المناويّ، وسمع على السّيّد النّسّابة والعلاء القلقشنديّ، والعلم البلقينيّ، والأقصرائيّ، والقطب الجوجريّ، وابن يعقوب والأبيورديّ، وابني الفاقوس، وإمام الصّرغتمشية، وعبد الكافي بن الذّهبي، وعبد الرّحيم الأميوطيّ، والتّقيّ ابن فهد، وشعبان ابن عمّ شيخنا، وخال أمّه النّور البلبيسي، وخلق أعلاهم سارة بنت جماعة بالقاهرة ومصر مع بعض ضواحيها، بل وبعض ذلك بمكّة حين حجّ حجّة الإسلام، وتفقّه بالنّور ابن الرّزّاز، وكذا بالجمال بن هشام، لكن قليلا مع دروس في النّحو إلى غير هؤلاء ممّن تذاكر معهم، وتميّز بضمّ ما معهم لما عنده، ولازم شيخ المذهب العزّ الكنانيّ في الفقه وغيره، وقرأ عليه الكثير قبل القضاء وبعده في الدّروس وغيرها، واختصّ به، فتوجّه لتقديمه، وتوجّه بمزيد إرشاده وتفهيمه، وأعانه هو بنفسه بحيث حقّق منه ما كان في ظنّه وحدسه، وبمجرّد ترعرعه، وبدوّ صلاحه وحسن منزعه، ولّاه القضاء، وأولاه من الجميل ما يرتضى، فتدرّب فيه بمن يرد عليه من أعيان الموثّقين، وتقرّب لذلك بما حصّله من الفقه والفنون المشار إليها بالتّعيين، فذكر بالجميل، وشكر بما لا يقبل التّأويل، وأذن له في الإفتاء والتّدريس غير واحد، وأحسن في تأدية ما كمّله من المقاصد، فأفتى ودرّس، وأوضح بالتّقرير والتّقييد ما كان
التبس، ونظم ونثر، وبحث ونظر، واستقرّ في حياته في إفتاء دار العدل، وتدريس الفقه بالشّيخونيّة، ثمّ في قضاء الحنابلة بالدّيار المصريّة، لاتّفاقهم على تقدّمه على سائر حنابلتها، وسار فيه أحسن سيرة، وترقّى في سائر أوصافه علما، وفهما وخبرة بالأحكام/ التّامّة، وحسن نظر في المكاتيب، وعقلا، ومدارة، واحتمالا، وتواضعا، وعفّة، ومحاسن جمّة، حتّى خضع له شيخ حنابلة الشّام العلاء المرداويّ حين راسله يتعقّب عليه أشياء وقعت في تصانيفه، وأذعن لكونه مخطئا فيها، والتمس منه المزيد من بيان ما يكون من هذا القبيل، ليحصّل بذلك الأجر والثّواب، وقد كتب بخطّه جملة، وأجاب في عدّة وقائع بما استحسنت كتابته فيه، كلّ ذلك بحسن تصوّره، وجودة تدبّره، وعندي من فوائده القديمة والحديثة ما تطول التّرجمة ببسطه، ومع ذلك فكان قاضي الحنفيّة الشّمس الأمشاطيّ يناكده ويتحيّل عليه في الاستبدالات، ويروم؛ إمّا اختصاصه بها، أو اشتراكه معه فيها، مع مزيد إجلاله والتّنويه به، ومساعدته قبل الولاية وبعدها، وكونه السّبب في عزل ابن الشّحنة واستقراره، عقب توقّفه عن الموافقة له في بعض القضايا، ولم يزل يسترسل في المناكدة إلى أن اتّفقت قضيّة مشعرة بمعارضة للملك فانتهز الفرصة ودسّ من لبس بحيث صرفه، ثمّ أعاده بعد أيّام وللأتابك فيه اليد البيضاء، وتزايد السّرور بعوده، ولم يلبث أن مات الحنفيّ فتزايد في الارتقاء، ودعوت له بطول البقاء، وأثنى عليه السّلطان فمن دونه، واستقرّ في نقابته التّقيّ ابن الفزاريّ الحنفيّ سنة 90، ثمّ صهره الرّضي الإسحاقيّ، وكلاهما أجاد، وقرأ عليه غير واحد من الفضلاء في العربيّة وغيرها وحدّث ب «مسند
إمامه» بتمامه، وختم في مجمع حافل، ولخّص لإمامه ترجمة حسنة
(1)
التمس منّي المرور عليها إلى غير ذلك، وحرص على الازدياد من الفضائل- زاده الله من كلّ كمال وفضل- وبيننا من الودّ ما اشتهر وتجدّد، وله تدريس البرقوقيّة والمنصوريّة وغيرهما، وناب في تدريسالصّالح، وأكثر من زيارة الصّالحين أحياء وأمواتا، مع خشوع، وخضوع، وتلاوة للقرآن، وتوجّه والتجاء.- انتهى-
قال الشّيخ جار الله: أقول: وقد استمرّ على القضاء حتّى جاءه القضاء فجأة في عام وفاة المؤلّف ليلة الثّلاثاء ثالث عشر ذي القعدة سنة 902 كما ذكره مؤرّخ القدس وقاضيها شيخنا محيي الدّين العليميّ الحنبليّ في كتابه «غاية الأعلام» قال: وكانت جنازته حافلة، ومدّة ولايته القضاء مستقلا ستّ وعشرون سنة، وخمس وثلاثون يوما، فباشر القضاء نيابة واستقلالا أكثر من أربعين سنة، وكانت سيرته فيها محمودة، وصلّى عليه صلاة الغائب بالمسجد الأقصى عقيب صلاة الجمعة حادي عشري ذي القعدة واستقرّ بعده في منصب القضاء شهاب الدّين أحمد الشّيشينيّ.- انتهى-.
أقول: وله منسك مشهور ليس بمطوّل/.
(1)
هو الكتاب المشهور باسم: «الجوهر المحصل في مناقب الإمام أحمد بن حنبل» وهذا الكتاب في جملته منقول من «مناقب الإمام أحمد» لابن الجوزي مع زيادات قليلة، وطبع هذا الكتاب في مصر في مؤسسة هجر للطباعة والنشر سنة 1407 هـ بتحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، وفي العام نفسه طبع في مصر أيضا في مطبعة غريب، وهي طبعة لا تحمل تاريخا بتحقيق الدكتور محمد زينهم محمد عزب، وهي طبعة غير جيدة.
680 -
محمّد بن محمّد بن أبي الفتح بن أبي الفضل المقدسيّ
.
قال في «الضّوء» : ولد سنة 732، وسمع من زينب ابنة الكمال، وابن أبي اليسر، والصّرخديّ، وغيرهم، وأجاز له جماعة من مصر والشّام، ذكره شيخنا في «معجمه» وقال: أجاز لي سنة 794، وفي الّتي بعدها.
ومات بعد ذلك فكتبته هنا بالحدس.
681 -
محمّد بن محمّد بن جميل، الشّمس، البغداديّ الأصل، الدّمشقيّ، الصّالحيّ، نزيل القاهرة
.
قال في «الضّوء» : ولد- كما أخبر- سنة 769 بصالحيّة دمشق.
ومات في يوم الثّلاثاء ثالث عشر شعبان سنة 856 بالقاهرة.
682 -
محمّد بن محمّد بن جنيد، الشّمس، البعليّ، نزيل بيروت، وابن أخت الجمال بن الشّرائحيّ، ويعرف ب «ابن مليك» بالتّصغير، قاله في «الضّوء»
.
وقال: ولد سنة 773.
680 - ابن الشّيخ محمّد بن أبي الفتح المقدسيّ، (732 - بعد 795 هـ):
أخباره في «معجم» الحافظ ابن حجر: (264)، و «الضّوء اللامع»:(9/ 180).
681 -
ابن جميل البغداديّ، (769 - 856 هـ):
أخباره في «التّسهيل» : (2/ 64).
وينظر: «الضّوء اللامع» : (9/ 71).
682 -
ابن مليك البعليّ، (773 - ؟):
أخباره في «الضّوء اللامع» : (9/ 79)، وسماه السخاوي:«ابن حيد» .
واستظهرت في هامش «الدّر المنضّد» : ترجمة محمد بن محمد بن حبيب البعلي أن-
683 -
محمّد بن محمّد بن حازم بن عبد الغنيّ بن حازم المقدسيّ، صلاح الدّين
.
قال في «الدّرر» : ولد في شعبان سنة 708، وسمع من جدّ أبيه لأمّه التّقيّ سليمان بن حمزة، وابن سعد، وإسحاق الآمديّ وغيرهم، وحدّث.
- يكون هو المراد هنا. لا سيما أن «حيدر» و «حبيب» و «جنيد» يمكن أن يحرف بعضها إلى بعض وأنا حتى الآن لم أعرف وجه الصّواب في ذلك.
يراجع: «المنهج الأحمد» ، و «مختصره»:(185)، و «الجوهر المنضد»:(153)، وذكرت في هامش ترجمته في «الجوهر» أن ترجمته تداخلت مع ترجمة بعليّ آخر لم أستطع التعرف على بقية أخبار ابن حبيب.
683 -
ابن حازم المقدسيّ، (708 - ؟):
أخباره في معجم ابن ظهيرة «إرشاد الطّالبين» : (164)، و «الدّرر الكامنة»:(4/ 289).
وما ذكره المؤلّف هو ما جاء في «الدّرر» بلفظه، اختصره الحافظ ابن حجر من «معجم ابن ظهيرة» وفي «المعجم» المذكور:« .. أبو عبد الله صلاح الدين بن ناصر الدين، ولد بسفح قاسيون ظاهر دمشق في ثامن عشر شعبان سنة ثمان وسبعمائة، وسمع من جدّه لأمه القاضي أبي الفضل سليمان بن حمزة المقدسيّ «العلم» للمروزي وغيره، ومن يحيى بن محمد بن سعد، وإسحاق الآمدي، وحدّث، سمع من شيخنا أبي الحسن الفوي الآتي ذكره وكانت وفاته في
…
» ولم يذكرها.
ثم قال: «أخبرنا الشيخ أبو عبد الله
…
إجازة كتبها لنا بخطّه من دمشق
…
».
* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمّد بن محمّد بن حسن القصيّر الأشيقريّ النّجديّ (ت 1139 هـ).
يراجع: «علماء نجد» : (3/ 930).
684 -
محمّد بن محمّد بن حسن بن محمّد بن عبد القادر، الصّفيّ ابن الشّمس البغداديّ الأصل، القرافيّ الماضي أبوه
.
قال في «الضّوء» : ولد في ثاني المحرّم سنة 70 بالقرافة، ونشأ بها في كنف أبيه، فحفظ القرآن و «الخرقيّ» و «الحاجبيّة» وعرض عليّ في جملة الجماعة، وأجزت له، واشتغل قليلا عند البدر السّعديّ، والشّيشينيّ، وأخذ عن ملّا على في العربيّة، وتولّع بالرّماية وتخرّج فيها بابن أبي القاسم الإخميمي النّقيب، حتّى تميّز فيها بجودة الفهم، والصّلاح، بحيث كان هو المعوّل عليه عند أبيه، وحجّ مع أبيه سنة 885، في ركب أبي البقاء بن الجيعان.
685 -
محمّد العفيف أخو الّذي قبله، وذاك الأكبر
.
قال في «الضّوء» : ولد في رابع عشر جمادى الأولى سنة 875 بالقرافة، ونشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن و «الشّاطبيّة» و «الخرقيّ» و «ألفيّة ابن مالك» وعرض عليّ في جملة الجماعة، وأجزت له وحضر مع أخيه المشار إليه، وحجّ مع أبيه أيضا.
686 -
محمّد بن محمّد بن حسن بن يحيى بن أحمد بن أبي شامة، الشّمس المقدسيّ الصّالحيّ
.
684 - صفيّ الدّين القرافيّ، (870 - ؟):
أخباره في «الضّوء اللامع» : (9/ 76).
685 -
محمّد العفيف «أخو سابقه» ، (875 - ؟):
أخباره في «الضّوء اللامع» : (9/ 76).
686 -
ابن أبي شامة، (؟ -؟): -
قال في «الضّوء» : سمع بقراءة خطيب النّاصريّة على عائشة ابنة ابن عبد الهادي «جزء أبي الجهم» وأشياء، وحدّث، سمع منه الفضلاء.- انتهى.
قال ابن فهد: وكان خيّرا، ديّنا، يكتب الخطّ الحسن، كتب به كثيرا، من ذلك «تاريخ ابن كثير» مرّتين.
مات متوجّها إلى الحجّ.
687 -
محمّد بن محمّد بن حسين بن سليمان الملقّب ناصر الدّين الأسطوانيّ، أحد العدول بدمشق
.
قال المحبّي: كان من أعرف الكتّاب بمحكمة الباب، وكان يكتب بين يدي قاضي القضاة، وكان شيخ الإسلام الشّهاب العيثاوي يثني عليه ويعدّله/ ويقول: هو أحسن الشّهود كتابة، وأدينهم، وكان صامتا، قليل الكلام، لا يدخل فيما لا يعنيه.
وكانت وفاته في رجب سنة 1020 ودفن بمقبرة باب الفراديس المعروفة بتربة الغرباء.
- أخباره في «معجم ابن فهد» : (266)، و «الضّوء اللامع»:(9/ 76) مع زيادة في مسموعاته. ولم يذكرا مولده ولا وفاته.
687 -
ناصر الدّين الأسطوانيّ، (؟ - 1020 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (180)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(95)، و «التّسهيل»:(2/ 147).
وينظر: «لطف السّمر» : (1/ 65)، «خلاصة الأثر»:(4/ 162)، وفيها: «
…
ابن حسين».
688 -
محمّد بن محمّد بن خالد بن موسى الشّمس، ابن الشّمس، ابن الشّرف الحمصيّ، أخو عبد الرّحمن، ووالد أحمد الماضيين، وهذا أسنّ من أخيه، ويعرف ب «ابن زهرة» ، قاله في «الضّوء»
.
وقال: حضر في الخامسة في شعبان سنة 70 قطعة من آخر «الصّحيح» وحدّث بها، وولي قضاء الحنابلة بحمص، فكان أوّل حنبليّ ولي بها.
ومات سنة 830، وجدّه كان شافعيّا فتحنبل ولده لسبب ذكره، شيخنا في «إنبائه» .- انتهى-.
أقول: سها صاحب «الضّوء» ، فإنّ والده أوّل حنبليّ ولي قضاء حمص، لا هذا، وسبق وهمه في وفاته أيضا فإنّ والده توفّي سنة 829، وأمّا هو فتوفّي سنة 55 كما في «الشّذرات» نعم في «معجم ابن فهد» سنة 30، كما في «الضّوء» وبخطّ ولده عبد العزيز في الهامش لعلّه سنة 40، فظهر أنّ السّخاويّ متابع لابن فهد في الوهم، وهذه عادة السّخاويّ ينقل عبارة ابن فهد برمّتها، ولا ينبّه على ذلك، وهذا غير لائق وقد ترجم المذكور في
688 - شمس الدّين ابن زهرة الحمصيّ، (765 - 855 هـ):
أخباره في «المنهج الأحمد» : (494)، و «مختصره»:(185)، و «التّسهيل»:(2/ 64).
وينظر: «الضّوء اللامع» : (9/ 79)، ونقل عن الحافظ ابن حجر.
وكلام الحافظ ابن حجر في «الإنباء» : (3/ 394) في ترجمة أبيه محمد بن خالد لا في ترجمته هو محمد بن محمد بن خالد، وذكر تاريخ وفاته سنة 830 هـ وذكر أخباره أبيه لا أخباره هو.
«الشّذرات» ، وقال: قرأ «المقنع» و «شرحه» على والده، و «أصول ابن الحاجب» و «ألفيّة ابن مالك» على غيره، وأذن له القاضي علاء الدّين بن مغلي بالإفتاء، وولي القضاء بحمص بعد وفاة والده، واستمرّ قاضيا إلى أن توفّي بها سنة 855 ودفن بباب تدمر.- انتهى-.
والسّبب الّذي أشار إليه ذكرناه في ترجمة والده.
689 -
محمّد بن محمّد بن داود بن حمزة بن أحمد بن عمر بن الشّيخ أبي عمر المقدسيّ، الصّالحيّ، ناصر الدّين
.
689 - ابن عزّ الدّين المقدسيّ، (708 - 796 هـ):
من آل قدامة المقادسة.
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 512)، و «الجوهر المنضّد»:(127)، و «المنهج الأحمد»:(474)، و «مختصره»:(172)، و «التّسهيل»:(2/).
وينظر: معجم ابن ظهيرة «إرشاد الطّالبين» : (165)، و «الدّرر الكامنة»:(4/ 293)، و «إنباء الغمر»:(1/ 483)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 3/ 535)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 410)، و «الشّذرات»:(6/ 362).
وأخباره في معجم ابن ظهيرة أكثر تفصيلا فتراجع هناك.
قال ابن عبد الهادي: «مولده سنة ثمان وسبعمائة» وبيض لمكان وفاته وذكره ابن قاضي شهبة في وفيات سنة 796 هـ. وكذلك فعل الحافظ ابن حجر وغيرهما.
وتبعهما المؤلف.
وذكر ابن مفلح والعليميّ وابن طولون وفاته سنة 799 هـ، والله أعلم.
زاد ابن مفلح في ترجمته: «الشّيخ، المسند، الأصيل، المقرئ، ناصر الدّين
…
، أجاز له إسحاق النّحاس وجماعة
…
وكان إمام المسجد المعروف ب «ابن عزّ الدين» المنسوب إلى جده، كأبيه وجده وقد أضرّ في آخر عمره
…
».-
قال في «الدّرر» : ولد سنة 708، وأحضر على محمّد بن عليّ بن عبد الله النّحوي «جزء ابن ملاس» ومن عمّ أبيه التّقيّ سليمان شيئا كثيرا، ومن يحيى بن سعد، وإبراهيم بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الدّائم وآخرين، وأجاز له الرّضيّ الطّبريّ، وأخوه الصّفيّ، والفخر النّوريّ، والعلم ابن ورّادة، وإسماعيل بن المعلّم، وبيبرس القديميّ، والتّاج النّصيبيّ، وإسحاق النّحّاس وآخرون، وحدّث بالكثير، وتفرّد ببعض شيوخه ومسموعاته، وكان خيّرا، صالحا.
مات في رجب سنة 796.
- ومسجد عزّ الدّين المنسوب إلى جدّ المترجم وربما سمّي مسجد ناصر الدّين أيضا، مذكور في «ثمار المقاصد»:(151)، و «القلائد الجوهرية»:(132)، و «المروج السّندسية الفسيحة»:(27)
…
وغيرها.
ولا أدري هل ناصر الدّين هو المترجم هنا أو غيره؟!
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمّد بن محمد زيتون بن حسن بن هاشم الجعفري النّابلسي (ت 1228 هـ).
يراجع: «مختصر طبقات الحنابلة» : (147).
690 -
محمّد بن محمّد بن سالم بن عبد الرّحمن بن الأعمى الجيليّ، ثمّ المصريّ، صلاح الدّين، أبو عبد الله، الإمام، العالم
.
اشتغل، وأشغل، وحصّل، وأعاد، وأفتى، ودرّس بالظّاهريّة الجديدة، وبمدرسة السّلطان حسن. وتوفّي بالقاهرة ليلة الأربعاء سادس ربيع الأوّل سنة 795، ودفن بحوش الصّوفيّة من الغد، قاله في «الشّذرات» .
691 -
محمّد بن محمّد بن الشّرف سليمان، الشّمس، البعليّ، البرادعيّ من بني المرحّل
.
قال في «الضّوء» : ذكره شيخنا في «معجمه» ، وقال: أجاز لبنتي رابعة من بعلبكّ، ومن مسموعاته «المائة/ من الصّحيح لابن تيميّة» سمعها على كلثم ابنة محمّد بن معبد
(1)
.
قلت: ولقيه ابن موسى سنة 15 فسمع منه هو والموفّق الآبي، ورأيته بخطّه في موضع آخر.
690 - ابن الأعمى، (؟ - 795 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 512)، و «الجوهر المنضّد»:(125)، و «المنهج الأحمد»:(470)، و «مختصره»:(168)، و «التّسهيل»:(2/ 10).
وينظر: «إنباء الغمر» : (1/ 464)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 3/ 494)، و «النّجوم الزّاهرة»:(12/ 238)، و «الشّذرات»:(6/ 341).
691 -
البرادعيّ البعليّ، (؟ -؟):
أخباره في «الضّوء اللامع» : (9/ 84)، عن «معجم» ابن حجر:(371).
(1)
بعد: «
…
معبد» أنا الحجّار. في «معجم» ابن حجر.
692 -
محمّد بن محمّد بن طريف الصّالحيّ، قاضي العونيّة
.
قال المحبّيّ، كان من الفضلاء، والأخيار الأتقياء، عفيف النّفس، قانعا من الدّنيا باليسير، متجمّلا في كلّ أموره، تولّى نيابة القضاء بمحكمة قناة العونيّ مدّة تزيد عن أربعين سنة، ولم ينسب إليه مكروه، قرأت بخطّ عبد الحقّ المرزناتي أخبر أنّ مولده سنة 978.
وتوفّي نهار الخميس تاسع شوّال سنة 1057 بالصّالحيّة، وصلّى عليه بالجامع المظفّريّ، ودفن بالرّوضة من السّفح.
قلت: وهو والد القاضي عبد اللّطيف
(1)
بن طريف، رئيس الموقّعين بالعونيّة، وأمهر أهل عصرنا، الأخير. مات سنة 1098.
693 -
محمّد بن محمّد بن عبادة بن عبد الغنيّ بن منصور، الشّمس، الحرّانيّ الأصل، الدّمشقيّ، الصّالحيّ، والد شهاب الدّين أحمد الماضي
.
692 - قاضي العونيّة، (978 - 1057 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (214)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(106)، و «التّسهيل». وينظر:«خلاصة الأثر» : (4/ 184).
693 -
ابن عبادة، (765 - 820 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 491)، و «الجوهر المنضد»:(147)، و «المنهج الأحمد»:(481)، و «مختصره»:(176)، و «التّسهيل»:(2/).
وينظر: «إنباء الغمر» : (3/ 152)، و «الضّوء اللامع»:(9/ 88)، و «الدّارس»:(2/ 49)، و «قضاء دمشق»:(290)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 499).-
(1)
تقدّم ذكره في استدراكنا على «عبد اللطيف» . ويراجع: «النّعت الأكمل» : (254).
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن عبادة» - بضمّ العين- ذكره شيخنا في «إنبائه» ، فقال: اشتغل كثيرا، وأخذ عن الزّين ابن رجب، ثمّ عن صاحبه ابن اللّحّام، وكان ذهنه جيّدا، وخطّه حسنا، وكذا شكله، مع البشاشة، وحسن الملتقى، ثمّ تعانى الشّهادة، فمهر فيها، وصار عين أهل البلد في معرفة المكاتيب، مع حسن خطّه، ومعرفته، ثمّ آل أمره إلى أن ولي القضاء بعد اللّنك مرارا بغير أهليّة، فلم تحمد سيرته، وكثرت في أيّامه المناقلات للأوقاف، وتأثّل لذلك مالا وعقارا، وكان مع ذلك عريّا من تعصّب الحنابلة في العقيدة
(1)
. مات في رجب سنة 820 وله سبع وخمسون سنة.- انتهى-.
قال في «الشّذرات» : وكان القضاء دولا بينه وبين القاضي عزّ الدّين ناظم «المفردات» إلى أن لحق بالله تعالى ليلة الخميس خامس رجب، وله خمسون سنة.
- * ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمّد بن محمّد بن عبد الخالق (ت 793 هـ).
يراجع: «إنباء الغمر» : (1/ 430).
- ومحمّد بن محمد بن عبد الرّحيم بن عبد الوهّاب السّلمي، سبط الشيخ أبي الحسين اليونيني (ت 772 هـ).
يراجع: «المعجم المختص» : (258)، و «الوفيات» لابن رافع:(2/ 378)، و «الدّرر الكامنة»:(4/ 304، 305)، و «الشّذرات»:(6/ 225).
(1)
أي لم يكن ابن عبادة على عقيدة السلف الصالح في الأسماء والصفات- نسأل الله العفو والعافية-.
694 -
محمّد بن محمّد بن عبد الغنيّ بن عبد الله بن أبي نصر، بدر الدّين، أبو عبد الله المعروف ب «ابن البطائنيّ» الشّيخ، العدل، الأصيل
.
قال في «الشّذرات» : ولد في رمضان سنة 678، وسمع من ابن سنان، وابن البخاريّ، والشّرف ابن عساكر، وسمع منه جماعة منهم المقرئ، الحسينيّ، وابن رجب وباشر نيابة الحسبة بالشّام، وتولّى قضاء الرّكب الشّاميّ، وتكسّب بالشّهادة.
وتوفّي يوم الجمعة سابع رجب سنة 755
(1)
ودفن بسفح قاسيون.
694 - ابن البطائنيّ، (678 - 755 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 508)، و «المنهج الأحمد»:(453)، و «مختصره»:(156)، و «التّسهيل»:
وينظر: «الوفيات» لابن رافع: (2/ 187)، و «المنتقى من مشيخة ابن رجب»: رقم (128)، ومن «ذيول العبر»:(305)، و «ذيل تذكرة الحفاظ»:(40)، و «الدّرر الكامنة»:(4/ 306)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 138)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 570)، و «الشّذرات»:(6/ 181).
والبطائنيّ: نسبة إلى البطائن، جمع بطانة، وهو ما تبطن به الثّياب والفرش ونحوها.
(1)
وفاته في أغلب المصادر سنة 756 هـ؟!
695 -
محمّد بن محمّد بن عبد القادر، كمال الدّين، أبو الفضل، قاضي القضاة، ابن بدر الدّين أبي حاتم الجعفريّ النّابلسيّ المعروف ب «ابن قاضي نابلس»
.
قال في «الشّذرات» : ولد سنة 835، ودأب، وحصّل، وسافر البلاد،
695 - ابن عبد القادر النّابلسيّ، (835 - 889 هـ):
أخباره في «المنهج الأحمد» : (515)، و «مختصره»:(194)، و «التّسهيل»:(2/ 90). وينظر: «الضّوء اللامع» : (9/ 110)، و «الأنس الجليل»:(2/ 268)، و «الشّذرات»:(7/ 348).
له أخبار ذكرها العليميّ في «المنهج الأحمد» ، و «الأنس الجليل» منها أنه ولي القضاء وعزل عدة مرات، عزا ذلك السّخاوي- رحمه الله إلى «أنّه لم تحمد سيرته ونسب إليه مزيد الرّشا
…
وقال: مات بإسكندرية غريبا».
وذكر العليمي أنّه «توجّه إلى ثغر دمياط وباشر نيابة الحكم، ثم سافر من دمياط وانقطع خبره ولم يعلم مقرّه، ثم ورد إلى القاهرة خبر وفاته بالإسكندرية» رحمه الله وعفا عنه.
ورأيت خطّ يده على نسخة ليدن من مشيخة العاقولي «الدراية في معرفة الرّواية» وقد سمعها المذكور على الشيخ العلّامة تقي الدين أبي بكر عبد الله بن محمد بن إسماعيل القرقشندي الشافعي
…
سنة سبع وستين وثمانمائة على ما هو مفصّل في النّسخة.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمّد بن محمد بن عبد القادر الجعفريّ، كمال الدّين.
ذكره الغزّيّ في «النّعت الأكمل» : (116)، ولم يذكر وفاته، وقال: «ذكره جدّنا العلّامة شيخ الإسلام البدر الغزّي في قائمة تلاميذه
…
».-
وأخذ عن المشايخ، وأذن له الشّيخ علاء الدّين المرداويّ شيخ المذهب بالإفتاء والتّدريس ثمّ أذن له الشّيخ تقيّ الدّين بن قندس، وبرع في المذهب، وأفتى، وناظر، وباشر القضاء بنابلس/ نيابة عن والده، ثمّ باشره بالدّيار المصريّة نيابة عن العزّ الكنانيّ، ثمّ باشره ببيت المقدس عوضا عن الشّمس العليميّ، ثمّ أضيف إليه قضاء الرّملة ونابلس، ثمّ عزل وأعيد مرارا، وكان له معرفة ودراية بالأحكام، ثمّ قطن دمشق ثلاث سنين، ثمّ توجّه إلى ثغر دمياط، وباشر به نيابة الحكم، ثمّ سافر منه فورد خبر موته بإسكندريّة إلى القاهرة في سنة 889.- انتهى-.
وذكره العليميّ في «الطّبقات» و «الأنس الجليل» ، وقال: إنّه باشر نيابة الحكم أيضا عن شيخنا شيخ الإسلام بدر الدّين السّعديّ مدّة يسيرة، ثمّ عزله في شوّال سنة 82.
696 -
محمّد بن محمّد بن عبد الله بن إبراهيم، الحاسب، موفّق الدّين، الإمام، العلّامة
.
- أقول: هو من أسرة سابقة، وهي أسرة عريقة في العلم نابلسيّة جعفرية تنسب إلى جعفر الطّيار- رضي الله عنه.
696 -
موفّق الدّين الحاسب، (؟ - 784 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 516)، و «الجوهر المنضّد»:(128)، و «المنهج الأحمد»:(468)، و «مختصره»:(166)، و «التّسهيل»:(2/).
وينظر: «إنباء الغمر» : (1/ 269)، و «الدّارس»:(2/ 115)، و «القلائد الجوهرية»:(1/ 265)، و «الشّذرات»:(6/ 285).
قال في «الشّذرات» : تفقّه في المذهب وحفظ «المقنع» حفظا جيّدا، وكان يستحضره، وله فضيلة، وكان من النّجباء الأخيار، وعنده حياء وتواضع، وهو سبط الشّيخ صلاح الدّين بن أبي عمر، وكان يؤمّ بمدرسة جدّه المذكور.
وتوفّي يوم الأحد ثاني عشري صفر سنة 789، ولعلّه بلغ الثّمانين.
697 -
محمّد بن محمّد بن عبد الله بن عبد الحليم بن عبد السّلام، ناصر الدّين ابن الشّمس، ابن الجمال الدّمشقيّ، ويعرف كسلفه ب «ابن تيميّة»
.
697 - ناصر الدّين ابن تيميّة، (757 - 837 هـ):
هو حفيد عبد الله أخي شيخ الإسلام تقيّ الدّين.
لم يذكره ابن مفلح، ولا ابن عبد الهادي، ولا العليميّ.
أخباره في «التّسهيل» : (2/ 47). وينظر: «إنباء الغمر» : (3/ 532)، و «الضّوء اللامع»:(9/ 124)، و «الشّذرات»:(7/ 225).
ذكره ابن عثيمين في «التّسهيل» : وسمّاه: «محمّد بن عبد الله
…
» ثم نقل عن السّخاوي محمّد بن محمّد بن عبد الله ولم يعلّق عليه بشيء، ولا يصحّ بحال أن يكون محمد بن عبد الله؛ لأنّ مولده سنة 757 هـ وعبد الله بن عبد الحليم شرف الدّين توفي سنة 728 هـ، وهذا متّفق عليه، توفي قبل أخيه شيخ الإسلام تقي الدّين (ت 728 هـ) قال العلماء في ترجمة شيخ الإسلام:«ودفن إلى جانب أخيه شرف الدّين عبد الله» . فلا يصح على هذا أن يكون أباه؟!
ونقل شيخنا حسن حبشي في هامش تحقيقه «إنباء الغمر» عن خطّ البقاعي قوله:
«
…
المصريّ الشّافعيّ
…
» فهنا لا أدري هل هذا هو المنتقل إلى مذهب الشّافعي أو هو ابنه محمّد بن محمّد بن محمّد بن عبد الله (ت 876 هـ) الذي ذكره المؤلّف هنا نقلا عن «الضّوء» : (9/ 230). فلتحقق إن شاء الله؟!
ولم ينصّ الحافظ ابن حجر ولا السّخاوي على مذهبه.
قال في «الضّوء» : ولد سنة 757. قال شيخنا في «إنبائه»: وكان يتعانى التّجارة، ثمّ اتّصل بكاتب السّرّ ابن فتح الله، وبالشّمس بن الصّاحب، سافر في التّجارة لهما، وولي قضاء الإسكندريّة مدّة، وكان عارفا بالطّبّ، ودعاويه في الفنون أكثر من علمه.- انتهى-.
ورأيت من قال: إنّه كان ينوب عن قضاة الإسكندريّة في قضائها في الأيّام المؤيّديّة، وله مرتّب في الخاصّ، انتقل بعده لولده، ومات هو وابن النّيدي
(1)
وكانا متصادقين في يوم الأحد سابع رمضان سنة 837 بالقاهرة، وقد جاوز السّبعين، بل قيل: إنّه قارب الثّمانين.- انتهى-.
قلت: وله ولد اسمه محمّد أيضا انتقل شافعيّا ذكره في «الضّوء» .
698 -
محمّد بن محمّد بن عبد الله بن عمر بن عوض، شمس الدّين
.
698 - ابن عوض المصريّ، (704 - 793 هـ):
أخباره في معجم ابن ظهيرة «إرشاد الطّالبين» : (118)، و «ذيل التقييد» ، و «الدّرر الكامنة»:(4/ 311)، و «إنباء الغمر»:(1/)، و «القلائد الجوهريّة»:(2/ 410).
قال ابن طولون: «
…
الشّهير ب «المحتسب» وب «القطّان» وب «البقّال» الشّيخ، المسند، الصّالح، شمس الدّين، أبو عبد الله ابن المسند شرف الدّين
…
».
وذكر الحافظ تقي الدين الفاسي في «ذيل التّقييد» كثيرا من مروياته وأسانيده وشيوخه. وقال: المعروف ب «البيطار» .-
(1)
ابن النّيديّ هذا: ناصر الدّين محمد بن الفخر المصري.
له أخبار في «إنباء الغمر» : (8/ 325)، و «الضّوء اللامع»:(7/ 147)، و «الشّذرات»:(7/ 224).
قال في «الدّرر» : ولد سنة 704 وأحضر على ابن مشرّف وأسمع على التّقيّ سليمان «المروءة» للضراب و «مشيخة ابن الجوزيّ» وغير ذلك وأسمع على المطعّم، وأبي بكر بن أحمد بن عبد الدّائم وغيرهما، وأجاز له شرف الدّين الفزاريّ، وأبو جعفر بن الموازينيّ، وعبد الأحد ابن تيميّة، وإسحاق
- وفي معجم ابن ظهيرة تفصيل في ذكر شيوخه ومروياته، وذكر أنه أخبره بقراءته عليه بسفح قاسيون في رحلته الأولى. قال: «قال: أنا القاضي أبو الفضل سليمان بن حمزة بن أحمد المقدسيّ
…
وساق سندا إلى محمد بن السائب بن بركة عن أمّه قال: كنت مع عائشة رضي الله عنها في الطّواف فذكروا حسّان بن ثابت رضي الله عنه فوقعوا فيه فنهتهم عنه فقال: أليس هو الذي يقول:
هجوت محمّدا فأجبت عنه
…
وعند الله في ذاك الجزاء
أتهجوه ولست له بكفء
…
فشرّكما لخيركما الفداء
فإنّ أبي ووالده وعرضي
…
لعرض محمّد منكم فداء
قال: هذا حديث صحيح رواه مسلم في «صحيحه» عن عبد الملك بن شعيب
…
وفيه قصّة وشعر أكثر من هذا
…
».
* ويشاركه في اسمه محمد بن محمد بن عبد الله بن عمر بن عوض عالم آخر ذكره التقي الفاسي قبله في «ذيل التّقييد» ، ولم ينصّ على مذهبه، وهو بكلّ تأكيد غير سابقه، كذا نص الحافظ، قال:«سمع إسماعيل بن أحمد بن الحسين بن محمد العراقي في يوم الاثنين سادس عشر جمادى الأول سنة إحدى وخمسين وستمائة مع عمه محمد بن عبد الرّحمن بن محمد بن عوض. قلت: ليس بابن عوض المذكور في الأصل» .
أقول: ليس ثمة ما يمنع أن يكون هو إلا أن يكون الحافظ يعرف من أحواله وسيرته ما يدل على المخالفة، والله تعالى أعلم.
النّحّاس، والفخر إسماعيل بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، والدّمياطيّ، وابن الصّوّاف، وعليّ بن القيّم، وحسن سبط زيادة، وابن السّقطيّ، وابن السّنّيّ، وحدّث بالكثير، وتفرّد، وكان بيطارا بالصّالحيّة.
مات في المرستان في شعبان سنة 793.
699 -
محمّد بن محمّد بن عبد المنعم بن داود بن سليمان، البدر أبو المحاسن/ ابن البدر أبي عبد الله، ابن الشّرف أبي المكارم، البغداديّ الأصل، القاهريّ، الماضي أبوه وجدّه، والآتي ولده الشّرف محمّد
.
قال في «الضّوء» : ولد بالقاهرة في جمادى الأولى سنة 801، وأمّه هي ابنة أخي الفقيه برهان الدّين بن الصّوّاف الحنبليّ، فنشأ وحفظ القرآن، وتلاه كما أخبر لكلّ من أبي عمرو ونافع وحمزة على حبيبة، والشّمس الشّراريبي، وحفظ «الخرقيّ» وغيره، وعرض، ثمّ أخذ الفقه عن زوج أمّه أبي الفتح الباهي، والعلاء بن المغلي، ولكن جلّ انتفاعه إنّما كان بالمحبّ ابن نصر الله، وقال: إنّه اشتغل في النّحو على الشّموس الثّلاثة البوصيريّ والشّنطوفيّ وابن هشام العجيميّ، والبدر الدّمامينيّ، وكذا أخذ عن العزّ عبد السّلام
699 - ابن داود البغداديّ، (801 - 857 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 514)، و «المنهج الأحمد»:(495)، و «مختصره»:(185)، و «التّسهيل»:(2/ 65).
وينظر: «ذيل رفع الإصر» : (349)، و «الضّوء اللامع»:(1/ 131)، و «الشّذرات»:(7/ 292).
وهو من أسرة علمية بغدادية الأصل، مصرية الإقامة والاستيطان.
البغداديّ، وطلب الحديث فقرأ «صحيح البخاريّ» على شيخه المحبّ و «صحيح مسلم» و «الشّفا» معا على الشّرف ابن الكويك، وسمع عليه غير ذلك، وكان سمع على الجمال عبد الله، والشّمس الشّامي الحنبليين، والكال ابن خير، والشّمس الواسطيّ، والزّين الزّركشيّ، وابن الطّحّان، وابن ناظر الصّاحبة، وابن بردس، وأخذ عن شيخنا، ومن قبله عن الوليّ العراقيّ، وناب في القضاء عن ابن مغلي فمن بعده، وكذا ناب عن شيخنا، وجلس لذلك في بعض الحوانيت ببولاق وغيره، ويقال: إنّ سليمان بشّره بالقضاء الأكبر، ونحو صنيع خليفة حيث كان يخاطبه بذلك، بل هو رأى النّبيّ صلى الله عليه وسلم وبشّره بأشياء منها القضاء، وولي قضاء العسكر، وإفتاء دار العدل، وتدريس الفقه بالصّالح بعد أبيه، بعناية المحبّ شيخه، وكان ينوب عنه فيه، فلمّا ولي ابن مغلي انتزع منه الصّالح، وكلّم في ذلك فعوّضه عنه بقدر كلّ شهر، ثمّ رجع إليه بعد، وعرف بالدّيانة والأمانة والأوصاف الحميدة، وأشير إليه بالتّقدّم في معرفة الشّروط، مع البراعة في المذهب، ولمّا مات شيخه المحبّ اشتغل بالقضاء فسار فيه سيرة حسنة جدّا، بعفّة، ونزاهة، وصيانة، وأمانة، وتثبّت، وإمعان في نظر المكاتيب والشّهود، مع التّصميم على منع الاستبدالات، وأشياء كانت فاشية قبله، ولا زال مع ذلك يستجلب الخواطر باللّين والاحتمال والتّواضع والبذل، مع التّقلّل من الدّنيا، وعدم ادّخارها إذا وقعت بيده، ونصر المظلوم، وإغاثة اللهفان، والمداراة، مع الصّلابة عند الحاجة إليها، حتّى كان كما قيل: ليّنا من غير ضعف، شديدا بدون عنف، فصار إليه رئاسة ضخمة، وحرمة وافرة، وكلمة مقبولة، وأوامر مطاعة، وهرع النّاس لبابه،
وقصد في المهمّات الكبار، وترامى عليه أصحاب الحوائج من الفقهاء والقضاة والمباشرين وغيرهم، والأمراء ولم يتحاشى أحد عن الحضور عنده، بحيث كان/ إذا مرض أو حصل له أمر يتردّد إليه الخليفة فمن دونه، لا يتخلّف منهم عنه أحد لما ألفوه من كثرة موافاته لهم، وإعمال فكره في نصحهم، بما ينفعهم في الدّار الآخرة، وأمّا الجمال بن كاتب حكم ناظر الخاصّ فكان لا يعدو أمره، بحيث كان يتحرّى كثيرا من صدقاته على يديه، ولهذا تردّد إليه جمهور الفقهاء والطّلبة وغيرهم، بالغوا في الثّناء عليه، وأمّا الزّين عبد الباسط، فأسند وصيّته لجماعة هو منهم، وأوصى له بألف دينار يفرّقها بحسب رأيه، وثوقا منه بذلك، ففرّقها من غير تناول لدرهم منها فيما بلغني، بل سمعت أنّه أوصى له بألف أخرى فأعرض عنها، وكذا اتّفق له مع البدر بن التّنيسي، وابن السّلطان حسن، حيث أوصى كلّ منهما له بخمسمائة دينار فأعرض عنها، وكثيرا ما كان يفرّق ما يخصّه من الوصايا على الطّلبة ونحوهم، وكذا كان الظّاهر جقمق منقادا معه إلى الغاية، حتّى كان يأمر بما لا يسطيع أحد مراجعته فيه، فلا يزال يتلطّف به، ويتوسّل في حسن التّوسّل إلى أن يصغي لكلامه، ويرجع إليه، وكفّه عن أشياء كانت بادرته تلجئه إلى الوقوع فيها خصوصا مع الفقهاء ونحوهم كالقاضي علم الدّين في عدم تمكينه من إخراج الخشّابيّة عنه، والشّفاعة فيه، حتّى رجع به من الصّحراء حيث الأمر بنفيه، ولمّا تعيّنت الخشّابيّة في بعض توعّكاته للمناوي كان ساعيا في الباطن في عدم خروجها عن بيتهم والتّنصيص على استقرار البدر أبي السّعادات فيها، وترك مدافعته له عن شيخنا، مع كونه شيخه كما ينبغي، ولو قام معه
لكان أولى من جلّ قوماته، وكثيرا ما كان السّلطان ينعم عليه مع أخذه من رفقته، وقد حجّ مرارا أوّلها سنة 43 ثمّ سنة 49 ثمّ سنة 53 وفيها أقام بالمدينة النّبويّة نحو نصف شهر، وقرأ هناك «الشّفاء» ثمّ بمكّة دون شهرين، وكان السّلطان هو المجهّز له في الأخيرتين، ولم يرجع من واحدة منها إلّا مضاعف الحرمة، مع أنّه ما خلا من طاعن في علاه، مجتهد في خفضه، ولم يزد إلّا رفعة، ولا جاهر أحدا بسوء، كلّ هذا مع بعد الغور والمداومة على التّلاوة، والتّهجّد، والصّيام، والمراقبة، والحرص، على المحافظة على الطّهارة الكاملة، وضبط أقواله وأفعاله، واجتهاده في إخفاء أعماله الصّالحة، بحيث إنّه يركب في الغلس إلى من يعلم احتياجه فيبرّه، فربّما حمل هو الطّعام وشبهه لمن يكون عنده بالمدرسة، وأمره في هذا وراء الوصف، ومزيد حلمه واحتماله ومغالطته لمن يفهم عنه شيئا، ومقاهرته إيّاه بالإحسان والبذل والخبرة بالأمور، وكثرة الإفضال، وسعة الكرم، وكونه في غاية ما يكون من التّرفّه والتّنعّم بالأكل اللّذيذ والحلوى والرّغبة/ في دخول الحمّام في كلّ وقت، ومزيد موافاته بالتّعزية والتّهنئة والعيادة ونحو ذلك، بحيث لم يلحق فيه، ولقد بلغني أنّ الشّرف يحيى العطّار تعلّل مرّة ثمّ أشرف على الخلاص دخل الحمّام، وليم في تعجيله بذلك فقال: والله ما فعلته إلّا حياء من فلان، وأشار إليه، لكثرة مجيئه في كلّ يوم، فأحببت تعجيل الرّاحة له، بل بلغني عن بعض الرّؤساء أنّه كان يقول: ما كنت أعلم بكثير ممّن ينقطع من جماعتي وحاشيتي إلّا منه، وقيل لشيخنا في إمعانه من ذلك، فقال مشيرا لتفرّغه:«كلّ ميسّر لما خلق له» وأثكل ولده الشّرف فصبر واحتسب وتزايد ما كان يسلكه من
أفعال الخير حتّى إنّه فرّق ما كان باسم الولد من الوظائف على جماعة مذهبه فأعطى إفتاء دار العدل لابن الرّزّاز، وقضاء العسكر للخطيب، وكان رغب عنهما لولده، عند ولايته القضاء، وأكثر من ملازمة قبره والمبيت عنده، وإيصال البرّ إليه بالختمات المتوالية، والصّدقات الجزيلة، وقرّر جماعة يقرءون كلّ يوم عند قبره ختمة ويبيتون عند قبره في أوقات عيّنها، وحبس على ذلك رزقه
(1)
، انتفع هو بذلك بعد موته حيث استمرّ، ولم يلبث أن مات ليلة الخميس سابع جمادى الأولى سنة 857، بعد تعلّله أيّاما وصلّى عليه من الغد في مشهد حافل جدّا تقدّم أمير المؤمنين النّاس، ودفن بحوض سعيد السّعداء ظاهر باب النّصر جوار قبر ولده. وقد حدّث بأشياء وقرئ عليه «الشّفاء» بمحلّ الآثار النّبويّة وحملت عنه بعض مروّياته، وكان فريدا في معناه وفي «ذيل القضاة» و «المعجم» زيادة على ما هنا.- انتهى-.
قلت: واستقرّ بعده في القضاء عزّ الدّين أحمد بن إبراهيم بن نصر الله الكنانيّ.
(1)
مضى في التعليق على الترجمة رقم: 159 بيان بدعية القراءة للميت وعند قبره بدعة إضافية أخرى.
700 -
محمّد بن محمّد بن عثمان بن موسى الآمديّ
.
إمام مقام الحنابلة بمكّة، وليه بعد أبيه نحوا من ثلاثين سنة.
ومات سنة 759.
701 -
محمّد بن محمّد بن عليّ بن أحمد بن محمّد، الكمال، ابن البدر، البعليّ، ابن أخي الشّمس محمّد البعلي، ويعرف ب «ابن اليونانيّة»
.
قال في «الضّوء» : ولد في ثاني عشر ربيع الأوّل سنة 752، وأحضر في الرّابعة على بشر بن إبراهيم البعليّ «فضائل شعبان» لعبد العزيز الكنانيّ، وأجاز له سنة 57 العرضيّ، وابن نباتة، والعلائيّ، والبيّانيّ، وابن القيّم، وابن الجوخيّ وآخرون، حدّث، سمع منه الفضلاء كابن موسى، ومعهالموفّق الآبيّ
700 - شمس الدّين الآمديّ المكّيّ، (؟ - 759 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 508)، و «المنهج الأحمد»:(454)، و «مختصره»:(157).
وينظر: «العقد الثّمين» : (2/ 216)، و «الدّرر الكامنة»:(4/ 318)، و «الشّذرات»:(6/ 188).
701 -
ابن اليونانيّة البعليّ، (752 - 812 هـ):
سيأتي بزيادة «محمّد» ثالث.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمّد بن محمّد بن علي البارسلان السّلجوقيّ.
يراجع: «المنهج الجلي» : (216).
- محمّد بن محمّد بن علي السّلمي الفرضيّ.
يراجع: «الجوهر المنضّد» : (158).
سنة 815، وذكره شيخنا في «معجمه» وقال: أجاز لنا من بعلبكّ، وكذا ذكره في «الإنباء» ولكن بزيادة محمّد ثالث والصّواب إسقاطه، وقال: إنّه سمع وقرأ، ودرّس، وأفتى، وشارك في الفضائل، مع المشاركة بأخبار أهل بلده.
مات سنة 815.
702 -
محمّد بن محمّد بن عليّ بن عبد الحميد بن محمّد بن أحمد بن محمّد ابن عبد الله بن/ أحمد بن أبي بكر الحميديّ المقدسيّ السّدمي شمس الدّين
.
قال في «الدّرر» : سمع من يحيى بن سعد «السّنن للشّافعيّ» رواية ابن عبد الحكم، وحدّث، سمع منه جمال الدّين بن ظهيرة، وذكر شمس الدّين الجزريّ في «مشيخة الجنيد البلبانيّ» أنّه سمع من التّقيّ سليمان، وأبي بكر ابن أحمد بن عبد الدّائم، وعيسى المطعّم وغيرهم.
وأنّه مات بعد السّبعين وسبعمائة.
702 - الفندقيّ المقدسيّ، (؟ - 770 هـ):
أخباره في معجم ابن ظهيرة «إرشاد الطّالبين
…
»: (175)، و «ذيل التّقييد»:
77، و «الدّرر الكامنة»:(4/ 320).
قال ابن ظهيرة: «
…
وحدّث، سمعت منه بدمشق قال: أخبرني الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن عليّ الفندقي بقراءتي عليه بسفح قاسيون ظاهر دمشق في الرّحلة الأولى».
703 -
محمّد بن محمّد بن عليّ بن عبد الكافي بن عليّ بن عبد الواحد بن محمّد بن صغير، الكمال، ابن الشّمس، ابن العلاء، القاهريّ، الطّبيب، حفيد رئيس الأطبّاء، ويعرف ب «ابن صغير» ككبير، قاله في «الضّوء»
.
وقال: حفظ القرآن و «العمدة» و «الخرقيّ» و «ألفيّة النّحو» و «الموجز في الطّبّ» و «اللّمحة العفيفيّة» و «الأسباب والعلامات» أيضا، و «فصول أبقرط» ، و «تقدمة المعرفة» له، و «تشريح الأعضاء» و «الزّبد» في الطّبّ تصنيف جدّه وعرضها سنة 16 على العزّ بن جماعة وغيره، وأجاز له، بل عرض قبل ذلك سنة 11 وتعانى الطّبّ كسلفه، وأخذ فيه عن أبيه، والعزّ ابن جماعة، وتميّز فيه بحيث تدرّب به جماعة، وشارك في بعض الفضائل، وعالج المرضى دهرا، واستقرّ في نوبة بالبيمارستان، وتربة برقوق، وسافر مع الرّكاب السّلطانيّ إلى آمد رفيقا لغيره من الأطبّاء صحبة رئيسهم، وحجّ غير مرّة، وجاور، فعدى عليه فتى له فقتل زوجته واختلس بعض متاعه، فكان ذلك ابتداء ضعفه، بل كفّ، ولم ينقطع عن مباشرة نوبته ولا غيرها، إلى أن اشتدّ به الأمر وأقعد، وهو مع ذلك صابر، محتسب، كثير التّلاوة جدّا.
حتّى مات في صفر سنة 891 وهو ابن ستّ وتسعين سنة فيما قاله أخوه العلاء عليّ، وهو الّذي ورثه مع زوجته، وعرضه في سنة 11 يستأنس به لأنّه ولد قبل القرن، وكنت كالوالد ممّن يثق بعلاجه لمزيد درايته، وتؤدته،
703 - ابن صغير، (؟ - 891 هـ):
أخباره في «الضّوء اللامع» : (9/ 150). وتقدم ذكر والده.
ولطفه، وحسن خطابه، وبهائه، وخفّة وطأته، بل عالج شيخنا في مرض موته قليلا، ولكنّه كان- فيما قيل- ضنّينا بفوائده، واستقرّ بعده الشّمس التّفهني.
704 -
محمّد بن محمّد بن عليّ بن محمّد، الشّمس المصريّ، ثمّ المكّيّ، التّاجر سبط القاضي نور الدّين علي الحكريّ
.
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «زيت حار» ولد يوم الاثنين ثامن المحرّم سنة 824 بمصر، وتحوّل منها مع أبيه وهو ابن خمس سنين إلى مكّة، فأقام بها إلى أن قارب البلوغ، ثمّ رجع إلى القاهرة مع خاله البدر محمّد الحكريّ، واستمرّ معه حتّى حفظ القرآن وقرأ «الخرقيّ» وتنزّل في البرقوقيّة»، فلمّا مات خاله سنة 37 عاد إلى مكّة مع أبيه فقطنها تكسّب/ بالقبانة، ثمّ ارتقى فيها بفرضة جدّه، ولم يخرج من مكّة لغير جدّه والزّيارة إلّا سنة 90 مطلوبا، وأودع حبس أولي الجرائم حتّى بذل، ثمّ أطلق وعاد إلى بلده ولم يفته الحجّ طول المدّة إلّا فيها كما أخبرني، وقال أيضا: إنّه جوّد على ابن عيّاش والدّيروطيّ،
704 - شمس الدّين المصريّ، (824 - ؟):
أخباره في «الضّوء» : (9/ 163).
* ولعلّ من الحنابلة أيضا:
- محمّد بن محمّد بن علي بن فهد البعليّ الدّهان.
ذكره ابن ظهيرة في «معجمه» ، وقال:«ولد ببعلبك وسمع بها من القطب اليونيني «جزء البطاقة» وحدّث. سمعت منه ببعلبك وقال: أخبرني
…
بقراءتي عليه ببعلبك في الرحلة الأولى».
وارتقى في التّجارة، وصار له بمكّة وجدّة الدّور وبعضها من إنشائه، وهو ممّن يكثر الطّواف والتّلاوة، ويظهر الفاقة، وربّما كان قبل المصادرة يعطي اليسير لبعض الفقراء، ثمّ بطّله، وكذا كان يخلّط.
705 -
محمّد بن محمّد بن عمر الدّروسيّ، وليّ الدّين، ابن القاضي شمس الدّين، الصّالحيّ، الإمام، العالم
.
توفّي بصالحيّة دمشق يوم السّبت تاسع عشر، ذي الحجّة سنة 928، ودفن بها. قاله في «الشّذرات» .
706 -
محمّد بن محمّد بن قدامة المقدسيّ، ثمّ الصّالحيّ، ثمّ المصريّ، بهاء الدّين، قاضي القضاة
.
قال في «الشّذرات» : ولد في ربيع الأوّل سنة 830، واشتغل بالعلوم، وحصّل، وبرع، وأفتى، ودرّس، ثمّ ولي قضاء الحنابلة بالشّام فلم تحمد سيرته، لكن كان عنده حشمة. وتوفّي يوم الجمعة مستهلّ ربيع الثّاني سنة 910، وصلّى عليه بجامع الحنابلة بسفح قاسيون، ودفن بالرّوضة.
705 - الدّروسيّ، (؟ - 928 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (103).
وينظر: «الكواكب السّائرة» : (1/ 18)، و «الشّذرات»:(8/ 161).
وذكر المؤلّف- رحمه الله والده في موضعه.
706 -
بهاء الدّين ابن قدامة، (830 - 910 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (73)، و «التّسهيل»:(2/ 121). وينظر: «متعة الأذهان» : (99)، و «الكواكب السّائرة»:(1/ 19)، و «الشّذرات»:(8/ 48).
707 -
محمّد بن محمّد بن محمّد بن إبراهيم الياسوفيّ، الصّالحيّ
.
قال ابن فهد في «معجمه» : ذكر أنّه سمع من العماد الرّحبيّ «صحيح البخاريّ» بجامع بني أميّة، وأنشدني من نظمه في سنة 836 بسفح قاسيون وبأرض القبيبات ظاهر دمشق.
708 -
محمّد بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن المحبّ عبد الله بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الرّحمن بن إسماعيل بن منصور بن عبد الرّحمن، الشّمس، أبو عبد الله ابن الشّمس، السّعديّ، المقدسيّ، الصّالحيّ
.
قال في «الضّوء» : ويعرف كسلفه ب «ابن المحبّ» .
ولد في شوّال سنة 755 وأحضر في الثّالثة على أحمد بن عبد الرّحمن المرداويّ «مجالس المخلدي» الثّلاثة وغيرها، وفي الخامسة على ابن القيّم
707 - الياسوفيّ، (؟ -؟):
لم يرد في «معجم ابن فهد» المطبوع سنة 1402 هـ، ولم أجده في مصادري. وتكرر ذكره في «ثبت ابن زريق المقدسي». يراجع: ورقات: 6، 9
…
وذكر ابن زريق ابنيه عبد اللطيف وعثمان وبنتيه؛ عائشة ورحمة.
708 -
شمس الدّين ابن المحبّ، (755 - 828 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 525)، و «الجوهر المنضّد»:(140)، و «المنهج الأحمد»:(469)، و «مختصره»:(167)، و «التّسهيل»:(2/ 41).
وينظر: «ذيل التّقييد» : (82، 83)، و «معجم الحافظ ابن حجر»:(262)، و «إنباء الغمر»:(3/ 362)، و «الضّوء اللامع»:(9/ 194)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 571)، و «الشّذرات»:(7/ 186).
«ثلاثيّات أحمد» وغيرها، وسمع من البدر أبي العبّاس أحمد بن الجوخيّ «مسند أحمد» إلّا اليسير، ومن ستّ العرب حفيدة الفخر «الشّمائل النّبويّة» وغيرها، ومن ابن أميلة، والصّلاح ابن أبي عمر «مشيخة الفخر» و «ذيلها» ومن أولهما «التّرمذيّ» و «أبا داود» في آخرين، وحجّ وجاور بالحرمين، وحدّث بهما، وبدمشق وغيرها، سمع منه الفضلاء، روى لنا عنه غير واحد كالآبي، وفي الأحياء من يروي عنه بالسّماع فضلا عن الإجازة، وذكره شيخنا في «معجمه» وقال: أجاز لي غير مرّة ولأولادي، وكان من المكثرين بدمشق، ونظم ونثر، بل قال شيخنا في «إنبائه»: إنّه شرع في «شرح البخاريّ»
(1)
وتركه بعده مسوّدة، وكان يقرأ «الصّحيحين» على العامّة. ومات بطيبة المكرّمة في رمضان سنة 828، وكان يذكر/ عن نفسه أنّه رأى مناما من نحو عشرين سنة يدلّ على أنّه يموت بالمدينة، ثمّ سمعوه منه قبل خروجه لهذه السّفرة كذلك، قال، وهو بقيّة البيت من آل المحبّ بالصّالحيّة
(2)
.
- في «الجوهر المنضّد» و «الشّذرات» : محمّد بن محمّد بن أحمد، ويلائم ما ذكر المؤلّف وروده هكذا «ذيل التّقييد» ، وهو من أقدم من ترجم له، والحافظ ابن حجر وابن مفلح وهو شيخهما.
(1)
هو المعروف ب «التّحقيق والشّرح والتّوضيح إلى ألفاظ متوالية من الجامع الصّحيح» جزؤه الخامس في مكتبة جستربيتي بخطه.
(2)
قال ابن مفلح: «شيخنا الشّيخ، العالم، والمحدّث، المفيد، الأديب، أبو عبد الله
…
أحضره والده في السّنة الأولى من عمره مجالس الحديث وأسمعه كثيرا على عدّة شيوخ».
709 -
محمّد بن محمّد بن محمّد بن أبي بكر السّعديّ، صلاح الدّين بن قاضي الحنابلة البدر
.
قال في «الضّوء» : مات في طاعون سنة 867، وكان نجيبا حاذقا.
710 -
محمّد بن محمّد بن محمّد بن أبي طالب، أبو الحرم بن أبي الفتح القلانسيّ
.
قال في «الدّرر» : ولد ثالث عشر ذي الحجّة سنة 863، وحضر على غازي الحلّاويّ، وابن حمدان، وسيّدة بنت موسى المارانيّة، وابن خطيب المزّة، وابن الخيميّ، وابن الشّمعة، والأبرقوهيّ، والدّمياطيّ، وآخرين،
709 - ابن البدر السّعديّ، (؟ -؟):
أخباره في «التّسهيل» : (2/ 73) عن المؤلّف.
ولعلّه المترجم في «الضّوء اللامع» : (9/ 14).
وأحال إلى محمّد بن محمّد بن أبي بكر وهناك ذكر أنّه شافعيّ.
710 -
ابن أبي الفتح، (683 - 765 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 522)، و «الجوهر المنضّد»:(138)، و «المنهج الأحمد»:(457)، و «مختصره»:(159).
وينظر: «المعجم المختص» ، و «المنتقى من مشيخة ابن رجب»: رقم (243)، و «الوفيات» لابن رافع:(2/ 284)، و «الدّرر الكامنة»:(4/ 353)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 175)، و «لحظ الألحاظ»:(174)، و «ذيل العبر» لأبي زرعة، و «معجم القبابي»:(24)، و «السّلوك»:(3/ 94)، و «الشّذرات»:(6/ 206).
* ويستدرك على المؤلف- رحمه الله:
- محمد بن محمد بن محمد بن عبادة بن عبد الغني. «الضّوء اللامع» : (9/ 224).
وخرّج له تقيّ الدّين ابن رافع «مشيخة» وحدّث بها، وذيّل عليها شيخنا العراقيّ، وكان يلي عقود الأنكحة إلى أن مات، وولّاه تقيّ الدّين الحنبليّ سماع الدّعوى بين الزّوجين، وفي بيع أنقاض الأوقاف، ثمّ اقتصر على العقود، وكان خيّرا، ديّنا، متواضعا، وحدّث بالكثير، وصار مسند الدّيار المصريّة.
مات في ليلة الجمعة رابع جمادى الأولى سنة 765.
711 -
محمّد بن محمّد بن محمّد بن عبد الدّائم، نجم الدّين أبو عبد الله، ابن الشّمس، ابن النّجم، القرشيّ، الباهيّ، ثمّ القاهريّ، والد محمّد أبي الفتح الآتي
.
قال في «الضّوء» : اشتغل كثيرا، وسمع على أبي الحسن العرضي وجماعة، وطلب بنفسه، وقرأ الكثير، وشارك في العلوم، قال شيخنا في «إنبائه»: وسمع من شيوخنا ونحوهم، وعني بالتّحصيل، ودرّس وأفتى، وكان
711 - ابن عبد الدّائم الباهيّ، (؟ - 802 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (513)، و «الجوهر المنضّد»:(150)، و «المنهج الأحمد»:(476)، و «مختصره»:(172).
وينظر: «إنباء الغمر» : (2/ 182)، و «معجم ابن حجر»:(366)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(198) نسخة تركيا، و «الضّوء اللامع»:(9/ 225)، و «الشّذرات»:(7/ 20)، وفيات 801 هـ.
* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمّد بن محمّد بن محمّد بن عبد الرّحمن بن الفخر البعلبكّيّ.
يراجع: «المنهج الجلي» : (225).
له نظر في كلام ابن العربيّ فيما قيل.
مات في شعبان سنة 802 عن ستّين سنة، وقال في «معجمه»: إنّه أنجب ولده، وسمعت بقراءته ومن فوائده، وكان حسن السّمت، جميل العشرة، وقال ابن حجّي: كان أفضل الحنابلة بالدّيار المصريّة، وأحقّهم بولاية القضاء. قلت: وقد قرأ على البلقينيّ تصنيفه «محاسن الاصطلاح» وغيره وممّا كتبه النّجم بخطّه، ووصفه البلقينيّ بالشّيخ، العالم، المحقّق، مفتي المسلمين، جمال المدرّسين، وقال المقريزيّ في «عقوده»:
إنّه رافقه في قراءة «الجمل» للخونجيّ على الوليّ ابن خلدون، ثمّ لم نزل متصاحبين حتّى مات، وهو ممّن عرف بالخير ولين الجانب.
712 -
محمّد بن محمّد بن محمّد بن عبد القادر بن الحافظ الشّرف أبي الحسين علي بن التّقيّ أبي عبد الله محمّد بن أبي الخير أحمد بن عبد الله ابن أبي الرّجال عيسى الحسينيّ، الهاشميّ اليونينيّ البعليّ
.
قال في «الضّوء» : ولد في العشر الأخيرة من جمادى الأولى سنة 783، وسمع ابن الزّغبوب، ومحمّد بن عليّ بن اليونانيّة «الصّحيح» وتفقّه بالتّاج ابن بردس، / والعماد بن يعقوب البعليّين وغيرهما، وحدّث، سمع منه الفضلاء، ولي قضاء الحنابلة ببلده، وناب في القضاء بدمشق.
ومات ببلده في شعبان سنة 853.
712 - اليونينيّ، (783 - 853 هـ):
أخباره في «التّسهيل» .
وينظر: «الضّوء اللامع» : (9/ 228)، و «حوادث الزّمان»:(1/ 8).
713 -
محمّد بن محمّد بن محمّد بن عبد القادر بن محمّد بن عبد القادر، البهاء، أبو السّعد، ابن الكمال، ابن البدر، النّابلسيّ الماضي أبوه
.
هكذا في «الضّوء» ولم يزد.
714 -
محمّد بن محمّد بن محمّد بن عبد المنعم، الشّرف، ابن البدر، البغداديّ الأصل، القاهريّ، الماضي أبوه
.
قال في «الضّوء» : ولد بعد سنة 820 بالقاهرة، ونشأ بها في كنف أبيه، فحفظ القرآن و «المحرّر» ظنّا وغيره، وسمع مع والده على الوليّ العراقيّ في جمادى الآخرة سنة 826 كشيخنا، واشتغل على العزّ عبد السّلام البغداديّ وغيره، ولمّا استقلّ أبوه بالقضاء ناب عنه فيه، بل رغب له عن إفتاء دار العدل، وقضاء العسكر وغيرهما، ممّا كان باسمه، وكان تامّ العقل، وافر السّياسة، جيّد الأدب والفهم لطيف العشرة، محبّبا إلى النّاس، حجّ مع والده غير مرّة، وانتفع به أبوه المذكور في أموره كلّها، وكان نادرة في بني القضاة.
مات في رجب سنة 854 وصلّى عليه من الغد في محفل كبير، ثمّ دفن بتربة سعيد السّعداء، وعظم مصاب أبيه به لكنّه صبر عوّضه الله الجنّة.
713 - بهاء الدّين النّابلسيّ، (؟ -؟):
أخباره في «الضّوء» : (9/ 228)، وزاد:«كتب كأبيه «القول البديع» وقرأ بعضه».
714 -
شرف الدّين البغداديّ، (720 - 854 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 515) في ترجمة أبيه، و «الضّوء اللامع»:(9/ 235)، وهو في ترجمة والده في «ذيل رفع الإصر»:(349).
715 -
محمّد بن محمّد بن محمّد بن عليّ بن أمين الدّين المنصوريّ نسبة للمنصوريّة بالبيمارستان، ربيب الشّمس محمّد بن عبد الله الإثميديّ الماضي، ويعرف ب «أمين الدّين بن الحكّاك» ، قاله في «الضّوء»
.
وقال: ولد سنة 835 - تقريبا- وسمع وهو صغير مع الإثميديّ على ابن بردس، وابن الطّحّان بحضرة البدر البغداديّ، وكذا سمع على المحبّ بن نصر الله، وربّما كان يجلسه حال السّماع على فخذه أو نحوه، وحفظ «المقنع» في الفقه و «مختصر الطّوفيّ» في الأصول و «ألفيّة ابن مالك» وعرض على جماعة منهم شيخنا، وأخذ الفقه عن ابن الرّزّاز والبدر البغداديّ، وزوّجه بابنة الجمال ابن هشام، والعزّ الكنانيّ واستنابه، وذلك بعد أن تكسّب بالشّهادة، والتّوقيع وتميّز فيهما وتنزّل في الجهات، ورجّحه البدر قاضيهم غير مرّة في الفهم والفروع على سائر جماعته، مع استحضار كتابة، وتودّد، وهيبة، وأدب، وخبرة بالحسبة، وإسراف- فيما قيل- على نفسه، ولكن أخبرني بعضهم بتوبته قبيل موته، تعلّل مدّة. ثمّ مات في حياة أبويه في صفر سنة 896 بعد أن أنشأ دارا بالدّرب المواجه لحمّام ابن الكويك بالقرب من حارة زويلة، وصلّى عليه برحبة المصلّى بباب النّصر، ودفن بتربة قريب منها، تجاه تربة رأس الرّقاقيّة، وتأسّف كثيرون عليه.
715 - أمين الدّين المنصوريّ، (835 - 896 هـ):
أخباره في «المنهج الأحمد» : (517)، و «مختصره»:(195)، و «التّسهيل»:(2/ 96).
وينظر: «الضّوء اللامع» : (9/ 262)، و «الشّذرات»:(7/ 357).
716 -
محمّد بن محمّد بن محمّد بن عليّ البعلبكّيّ جمال الدّين المعروف ب «ابن اليونانيّة»
.
ذكره في «الشّذرات» / تبعا ل «الإنباء» ، والصّواب: بدون محمّد ثالث، وقد تقدّم. ونبّه عليه «الضّوء» هناك.
717 -
محمّد بن محمّد بن محمّد بن عبد الدّائم، فتح الدّين، أبو الفتح ابن النّجم، القرشيّ، الباهيّ، القاهريّ، الماضي أبوه
.
قال في «الضّوء» : ذكره شيخنا في «إنبائه» فقال: برع في الفنون، واستقرّ في تدريس الحنابلة بالجماليّة برحبة العيد، وكان عاقلا، صيّنا، كثير التّأدّب والصّيانة، تامّ الفضيلة. مات ليلة الجمعة رابع عشري ربيع الأوّل سنة 819 بالطّاعون، وعمره بضع وثلاثون سنة.
718 -
محمّد بن محمّد، المحبّ ابن الشّمس، القاهريّ، ويعرف ب «ابن الجليس» و «ابن أخت الشّريف» محمّد بن عبد الرّحمن الحسينيّ الحنفيّ «شيخ الجوهريّة» ذكره في «الضّوء» ، وقال:
716 - جمال الدّين ابن اليونانيّة، (؟ -؟):
تقدّم ذكره كما قال المؤلّف فلا حاجة إلى تكرار.
717 -
ابن عبد الدّائم الباهي، (؟ - 819 هـ):
أخباره في «إنباء الغمر» : (3/ 120)، و «الضّوء اللامع»:(9/ 284)، و «الشّذرات»:(7/ 142).
718 -
ابن الجليس، (819 - 894 هـ):
أخباره في «المنهج الأحمد» : (516)، و «مختصره»:(195).-
ولد سنة 819 ونشأ فحفظ القرآن و «الخرقيّ» ، ولازم دروس المحبّ بن نصر الله، بل قرأ عليه، وكذا قرأ على العزّ الكنانيّ- قبل ولايته- في الفقه وهو الّذي استنابه، وعلى البوتنجي «البخاري» وسمعه أو معظمه على البرهان الصّالحيّ، ثمّ سمعه- ومعه ابنه محمّد- على أمّ هاني الهورينيّة وغيرها، وتنزّل في الجهات وحرّك الخطيب ابن أبي عمر حتّى كاد أمره يتمّ بعزل شيخه العزّ الكنانيّ فما أسعدا، وحجّ.
ومات في جمادى الأولى سنة 894 عن سبع وسبعين سنة، وخلّف بنتا تحت أبي البركات الصّالحيّ.
- وينظر: «الضّوء اللامع» : (9/ 10)، و «الشّذرات»:(7/ 357).
قال العليميّ: «أحد خلفاء الحكم بالدّيار المصرية، وكان والده من أعيان الحنابلة، وكان هو من أخصّاء قاضي القضاة بدر الدّين البغداديّ رحمه الله
…
» وذكر طرفا من أخباره.
ونقص العليميّ في سلسلة نسبه «محمّدا» فأصبح «محمّد بن محمّد» وكان العليميّ قد ذكر أباه في «ذكر من لم تؤرّخ وفاته» قال: «وممّن كان موجودا في حدود السّتين والثمانمائة
…
والشّيخ الصّالح الزّاهد فتح الدّين أبو الفتح محمّد الجليس، أحد فقهاء الحنابلة بالقاهرة، أخبرني ولده القاضي محبّ الدّين أنه لمّا ولي القضاء قاضي القضاة عزّ الدين الكناني قضاء الدّيار المصرية سأله أن يستخلفه في الحكم فامتنع، وأخبرني أيضا أنه توفي فجأة».
المدرسة الجوهرية: منسوبة إلى جوهر القنقبائي الذي أنشأها سنة 884 هـ، وهو أمير من أمراء مصر، وموضعها الطرف البحري للديوان القديم بالجامع الأزهر تجاه زاوية العميان. «ذيل رفع الإصر»:(49).
719 -
محمّد بن محمّد بن محمّد بن محمود الصّالحيّ، المنبجيّ
.
قال في «الشّذرات» : قال الحافظ ابن حجر: كان من فضلاء الحنابلة.
سمع الحديث، وحفظ «المقنع» ، وأفتى ودرّس، وكان يكتسب من حانوت له، على طريقة السّلف، مع الدّين، والتّقشّف، والتّعبّد.
مات في رمضان سنة 885، وهو صاحب الجزء المشهور في الطّاعون، ذكر فيه فوائد كثيرة.
720 -
محمّد بن محمّد بن محمّد الصّالحيّ، عرف ب «المنبجيّ» أبو عبد الله شمس الدّين، الشّيخ، الإمام، العالم
.
له مصنّف في الطّاعون وأحكامه، وفيه فوائد غريبة.
توفّي سنة 774، قاله في «الشّذرات» .
وأقول: هو الّذي قبله- فيما يظهر-، ولعلّ في وفاته قولين فظنّهما صاحب «الشّذرات» اثنين، [أو أنّ أحدهما ابن للآخر ولكلّ منهما مصنّف في الطّاعون].
719 - المنبجيّ، (؟ - 785 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 524)، و «الجوهر المنضّد»:(56)، و «المنهج الأحمد»:(463)، و «مختصره»:(163)، و «التّسهيل» .
وينظر: «إنباء الغمر» : (1/ 286)، و «شذرات الذّهب»:(6/ 289).
وفي «الجوهر» : «ابن المنجّى» خطأ صوابه هنا ولم أنتبه له هناك فليستدرك.
720 -
المنبجيّ:
هو أيضا السّابق كما أشار المؤلّف.
721 -
محمّد بن محمّد بن الورّاق، صدر الدّين
.
قال في «الدّرر» : قال البدر النّابلسيّ: كان فاضلا عارفا باللّغة.
722 -
محمّد بن محمّد بن محمود بن سلمان بن فهد الحلبيّ الأصل، الدّمشقيّ، بدر الدّين، ابن شمس الدّين، ابن الشّهاب محمود
.
قال في «الدّرر» : ولد سنة 699، وسمع في سنة 10 من إبراهيم بن النّصر «جزء سفيان» (أنا) السّخاويّ، ومن الأمين النّحّاس «الأربعين
721 - صدر الدّين ابن الورّاق، (؟ -؟):
أخباره في «الدّرر الكامنة» : (4/ 355).
722 -
بدر الدّين ابن الشّهاب، (699 - 774 هـ):
أخباره في «درّة الأسلاك» : (237)، و «إنباء الغمر»:(1/ 53)، و «الدّرر الكامنة»:(4/ 356)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 216)، و «السّلوك»:(3/ 1/ 209)، و «النّجوم الزاهرة»:(11/ 126)، و «ذيل العبر لأبي زرعة»:
362، و «بدائع الزّهور»:(1/ 2/ 116)، و «الشّذرات»:(6/ 236).
قال ابن حبيب في «درّة الأسلاك» : «[سنة 774 هـ] وفيها الرّئيس بدر الدّين أبو المعالي محمّد بن الرئيس شمس الدّين أبي عبد الله محمّد بن الرّئيس شهاب الدّين أبي الثّناء محمود بن سلمان الدّمشقي الحلبيّ، ماجد أضاء في أفق العلياء بدره، وارتفع بين أرباب الدّولة قدره، وكاتب تجمّلت بقلمه المعارف وتشرّفت، وتقرّطت بدرر ألفاظه الآذان وتشنّفت، وتقدّم عند أصحاب التّخوت والعروش، وتشيّد بمباشرته كلّ من ديواني الإنشاء والجيوش، كان ذا إحسان وافر، وفضل سافر، وسحاب هامر، وبيت بالفضلاء عامر، أقام بحلب ممنوحا بالإسعاد والإسعاف، وباشر بها كتابة الإنشاء ونظر الجيش والأوقاف، واستمرّ فائحا عبير أنبائه إلى أن لحق بالسّلف الصّالح من آبائه
…
».
البلدانيّة» ومن الحجّار وغيرهم، وولي بدمشق نظر الجيش ونظر الأوقاف وغير ذلك، وحدّث، أخذ عنه شيخنا العراقي وغيره، ووصفوه بأنّه كان جوادا ممدّحا.
مات سنة 774.
723 -
محمّد بن محمّد بن محمود بن سلمان بن فهد الحلبيّ، ثمّ المصريّ، تقيّ الدّين/ أخو الّذي قبله
.
قال في «الدّرر» : كان موقّع الدّست بالقاهرة.
توفّي سنة 777.
724 -
محمّد بن محمّد بن محيي الدّين الرّجيحيّ، الدّمشقيّ، القاضي، شمس الدّين، أحد نوّاب الحكم بمحكمة الباب بدمشق
.
قال المحبّيّ: وليس هو ب «ابن الرّجيحيّ» ؛ وإنّما هو ابن بنت القاضي الرّجيحيّ، قيل: كان والده صفديّا، يعرف ب «ابن المحتسب» من أعيان
723 - تقيّ الدّين ابن الشّهاب، (؟ - 777 هـ):
أخباره في «الدّرر الكامنة» : (5/ 3)، و «إنباء الغمر»:(1/ 125).
724 -
شمس الدّين، سبط الرّجيحيّ، (919 - 1020 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (160)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(91)، و «التّسهيل»:
وينظر: «لطف السّمر» : (1/ 26)، و «الجواهر والدّرر»:(54)، و «خلاصة الأثر»:(4/ 143).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمّد بن محمّد بن منصور الحلبيّ.
صفد، فصاهر الرّجيحيّ المذكور ورأس بمصاهرته، وولد له هذا فولي نيابة القضاء نحو خمسين سنة، ومنها بالباب قريبا من أربعين، وكان حسن الأخلاق، منعّما، مثريا، ظاهر الوضاءة والنّباهة، وله محاضرة، جيّدة، وكان في مبدأ أمره يخدم قاضي القضاة
(1)
وليّ الدّين ابن الفرفور، ثمّ طلب العلم، وأخذ عن الرّضيّ الغزّي، وتفقّه بالشّيخ موسى الحجّاويّ، والشّيخ شهاب بن سالم، وولي قضاء الحنابلة بالكبرى سنة 963، ونقل إلى نيابة الباب، وسافر إلى مصر سنة 91، واجتمع بالأستاذ محمّد البكريّ وغيره، واستمرّ بها مدّة، ثمّ عاد إلى دمشق وولي مكانه إلى أن مات، وكان له حجرة بالمدرسة البادرائيّة
(2)
وسرق له منها أمتعة ثمينة فلم يتأثّر، وكان محبّبا في النّاس، جميل اللّقاء، كثير التّجمّل، يلبس الثّياب الواسعة، والعمامة الكبيرة، على طريقة أبناء العرب، بالأكمام الواسعة، والعمامة المدرجة، والشّدّ على الكتف، وإذا جلس في مجلس وكان بين جماعة أخذ يتكلّم في أخبار النّاس ووقائعهم القديمة الّتي وقعت في آخر أيّام الجراكسة وأوائل أيّام العثامنة حتّى ينصت له كلّ من حضر، وكان شهود الزّور يهابونه فلا يقدمون بحضرته على أداء الشّهادة، وكان يعرفهم، وبالجملة، فقد كان من الرّؤساء الكبار، قرأت بخطّ الطّارانيّ أنّ ولادته كانت سنة 919، وتوفّي نهار الجمعة ثاني عشر شوّال سنة 1002، ودفن في مقبرة باب الصّغير، بالقرب من بلال الحبشيّ رضي الله
(1)
انظر: التعليق على الترجمة رقم: 475.
(2)
هي في الأصل دار عبد الله بن محمّد بن الحسن البادرائيّ وإليه نسبت المدرسة، تفصيل ذلك في «الدّارس»:(1/ 205)، و «خطط الشّام»:(6/ 76).
عنه، وشهد جنازته خلق كثير وكتب وصيّته قبل موته بمدّة، وأبقاها على وسادته بخلوته بالبادرائيّة، ولمّا احتضر قال: وضعت وصيّتي تحت الوسادة، فإذا متّ فخذوها واعملوا بما تضمّنته، ثمّ لمّا قضى نحبه أخرجت فوجد فيها جميع ما يملك، وأنبأت بأشياء أجازها ورثته، وخلّف شيئا كثيرا من كتب وأمتعة وغيرها، وذكر الغزّي في «ذيله» أنّه رآه في النّوم بعد سنين من موته قال: فقلت له: ما فعل الله بك؟ فضحك إليّ، وقال: أما علمت أنّي متّ ليلة الجمعة؟
725 -
محمّد بن محمّد المنجّى بن محمّد بن عثمان بن أسعد بن المنجّى التّنوخيّ، صلاح الدّين، أبو البركات، ابن الشّيخ شرف الدّين، ابن العلّامة زين الدّين أبي البركات، ابن المنجّي
/.
قال في «الدّرر» : ولد سنة 717
(1)
، وسمع من ابن الشّحنة، وحفظ «المحرّر» واشتغل ودرّس بالمسماريّة والصّدريّة، وناب في الحكم، وكان
725 - أبو البركات ابن المنجّي، (717 - 770 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 53)، و «الجوهر المنضّد»:(138)، و «المنهج الأحمد»:(463)، و «مختصره»:(163)، و «التّسهيل»:(1/ 391). وينظر:
«الوفيات» لابن رافع: (2/ 343)، و «البداية والنّهاية» ، و «درّة الأسلاك»:(228).
قال ابن حبيب في «درّة الأسلاك» - بعد أن رفع نسبه-: «رئيس أصيل، وقدوة نبيل، ونعته جميل، وتدبيره جليّ جليل، كان حسن الخلق والخلق، واضح المناهج والطّرق
…
».
(1)
في الأصل: «617» من سهو من المؤلف ..
شكلا، حسنا، محتشما، رئيسا. وصفه ابن كثير بالسّنّة، والدّين، والصّيانة، وكان تزوّج بنت القاضي تقيّ الدّين السّبكيّ.
وتوفّي في شهر ربيع الآخر سنة 770، وقد جاوز الخمسين، وقرّر في وظائفه بعده ولده علاء الدّين، وهو ابن عشرين سنة.
726 -
محمّد بن محمّد بن موسى السّيليّ، شمس الدّين، الإمام، العلّامة، الفرضيّ، الحيسوب
.
قال في «الشّذرات» : قال العليميّ: قدم من السّيلة إلى دمشق سنة 817، فاشتغل، وقرأ «المقنع» وتفقّه على الشّيخ شمس الدّين القباقبيّ، وقرأ علمالفرائض والحساب على الشّيخ شمس الدّين الحوّاريّ، وصار أمّة فيه، وله اطّلاع على كلام المحدّثين والمؤرّخين، ويستحضر تاريخا كثيرا، وله معرفة تامّة بوقائع العرب، ويحفظ كثيرا من أشعارهم، أفتى ودرّس مدّة. ثمّ انقطع في آخر عمره في بيته.
توفّي يوم السّبت تاسع عشر شوّال سنة 879، ودفن بالرّوضة.
726 - ابن موسى السّيليّ، (؟ - 879 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 526)، و «المنهج الأحمد»:(505)، و «مختصره»:(191)، و «التّسهيل»:(2/). وينظر: «الشّذرات» : (7/ 328).
ذكره ابن زريق في «ثبته» : ورقة: 12، و 20.
- محمّد بن محمّد بن عليّ بن أحمد بن مفرج السيلي، وذكر مرة «راجح» بدل «مفرج» فهل له علاقة بالمذكور هنا؟ وقد نصّ في الموضع الثاني على أنه حنبلي، فإن لم يكن هو المذكور هنا فهو مستدرك عليه والله أعلم.
727 -
محمّد بن محمّد بن يوسف بن عليّ الكيّال، الدّمشقيّ الشّهير ب «ابن الذّهبيّ» ، وب «ابن الكيّال»
.
ذكره ابن فهد في «معجمه» ، وقال: ولد سنة 764، سمع من ابن أميلة، والمحبّ الصّامت، وغيرهما، وحدّث، سمع منه الفضلاء، وكان ينزل بالقبيبات، ومعه أذان الجامع الأمويّ.
ومات سنة 843.
728 -
محمّد بن محمّد الشّوبكيّ، شمس الدّين
.
قال في «الشّذرات» : قدم دمشق وتفقّه بها، وولي وظائف وخطابة.
وتوفّي في محرّم سنة 813.
727 - ابن الذّهبيّ الكيّال، (764 - 843 هـ):
أخباره في «معجم ابن فهد» : (286)، و «الضّوء اللامع»:(10/ 33).
728 -
شمس الدّين الشّوبكيّ، (؟ - 813 هـ):
أخباره في «إنباء الغمر» : (2/ 477)، و «الشّذرات»:(7/ 104).
الشّوبكيّ: بالباء الموحدة نسبة إلى حصن الشّوبك بين عمّان وإيلة من بلاد الشام قرب الكرك. يراجع: «معجم البلدان» : (3/ 370).
وهو غير «الشّويكيّ» بالياء المثناة التّحتية نسبة إلى قرية الشّويكة تصغير الشّوكة، تقدم ذكر كثير من المنسوبين إليها، وهم أكثر وأشهر فتنبه جزيت خيرا.
- ولعلّ- من ذوى قرابته: أحمد بن محمّد بن موسى الشّوبكيّ (ت 800 هـ).
«إنباء الغمر» : (2/ 24).
729 -
محمّد بن محمّد الكوم ريشيّ، تاج الدّين، ابن شمس الدّين، نقيب دروس الحنابلة
.
مات في ربيع الأوّل سنة 819 مطعونا، ولم يبلغ الخمسين، وكان موصوفا بحسن المعاملة. قاله في «الإنباء» .
730 -
محمّد بن محمّد اللّؤلؤيّ، شمس الدّين
.
قال في «الشّذرات» : ولد سنة 784، وكان من الصّالحين، وله سند عال في الحديث الشّريف. قاله العليميّ.
توفّي سنة 874.
731 -
محمّد بن محمّد النّابلسيّ
.
شمس الدّين، القاضي، الإمام. قال في «الشّذرات»: ولي قضاء نابلس في جمادى الآخرة.
توفّي ولده عبد المؤمن قبله سنة 870.
729 - الكوم ريشيّ، (؟ - 819 هـ):
أخباره في «إنباء الغمر» : (3/ 121)، و «الضّوء اللامع»:(10/ 36)، وفيه:
«محمّد بن محمّد، الشّمس الرّيشيّ» ؛ فعله نسبه إلى عجز المركب.
730 -
اللّؤلؤيّ، (784 - في حدود 874 هـ):
أخباره في «المنهج الأحمد» : (504)، و «مختصره»:(190).
وينظر: «الشّذرات» : (7/ 318)، عن العليميّ، قال:[سنة 874] وفي حدودها أيضا شمس الدّين محمّد بن محمّد اللّؤلؤيّ.
731 -
شمس الدّين النّابلسيّ، (؟ - 875 هـ):
أخباره في «الشّذرات» : (7/ 321)، ذكره في وفيات سنة 875 هـ.
732 -
محمّد بن محمود، نور الدّين، الإمام، الفقيه، المقرئ، البغداديّ
.
قال في «الشّذرات» : سمع، وخرّج، وقرأ، وأقرأ، وتميّز، وولي الحديث بمسجد يانس بعد القاضي جمال الدّين عبد الصّمد.
توفّي سنة 766 في بغداد، ودفن في مقبرة الإمام أحمد رضي الله عنه.
- انتهى-.
أقول: وذكره الحافظ ابن رجب في «طبقاته» استطرادا في ترجمة الزّريرانيّ، وقال: كان شيخنا الدّقوقيّ يقدّمه على المحبّ ابن الكوّاز وغيره من أصحابه، ويقول: هو أحفظ/ الجماعة وأضبطهم، وسمع، وخرّج، وقرأ، وأقرأ، وقرأ على شيخنا ابن مؤمن وتميّز.
733 -
محمّد بن مفلح بن محمّد بن مفرّج- بالجيم- كما رأيته بخطّ حفيد حفيده الأكمل في «تذكرته» : المقدسيّ، الرّامينيّ، ثمّ الصّالحيّ، الإمام، العلّامة، شيخ الإسلام، وزين الحفّاظ الأعلام
.
732 - نور الدّين البغداديّ، (؟ - 766 هـ):
أخباره في «ذيل طبقات الحنابلة» : (2/ 414)، و «المنهج الأحمد»:(464)، و «مختصره»:(159)، و «الشّذرات»:(6/ 207).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمّد مراد بن محمّد حسن الشّطّيّ.
733 -
ابن مفلح، الإمام صاحب «الفروع» ، (710؟ - 762 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 517)، و «الجوهر المنضّد»:(112)، و «المنهج الأحمد»:(456)، و «مختصره»:(158)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(62)، و «التّسهيل»:(1/ 385).
ترجمه الحافظ في «الدّرر» والعليميّ في «طبقاته الكبرى» وغيرهما فجمعت بين كلاميهما وبين ترجمة في ظهر كتابه «الفروع» مجموعها قالوا:
ولد سنة 7، وقيل: سنة 10، وقيل: سنة 712، وقرأ القرآن وهو صغير وسمع من عيسى المطعّم وغيره، ولازم القاضي شمس الدّين بن المسلّم، وقرأ عليه الفقه، وقرأ النّحو والأصول على القاضي برهان الدّين الزّرعيّ وسمع من الحجّار وطبقته، وكان يتردّد إلى ابن الفويرة والقحفازيّ النّحويّين وإلى المزّيّ
- وينظر: «المعجم المختص» ، و «البداية والنهاية»:(14/ 294)، و «ذيل العبر»:
352، و «الوفيات لابن رافع»:(2/ 252)، و «الدّرر الكامنة»:(5/ 30)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 166)، و «ذيل العبر» لأبي زرعة، و «النّجوم الزّاهرة»:(11/ 16)، و «الدّارس»:(2/ 43، 85)، و «قضاة دمشق»:(84)، و «القلائد الجوهرية»:(1/ 161)، و «الشّذرات»:(6/ 199)، و «جلاء العينين»:
25، و «المدخل»:(210).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمّد بن مفلح الكفل حارسيّ (ت 865 هـ):
يراجع: «المنهج الأحمد» : (498)، و «مختصره»:(187).
* وممّن أسقطهم المؤلّف عمدا- عفا الله عنه-:
- محمّد بن مقرن بن سند الودعانيّ المحمليّ النّجديّ (ت 1267 هـ).
مولده في المحمل، وانتقل إلى الدّرعية، وقرأ على أبناء الشّيخ وتلاميذه من علماء الدّرعية، عيّنه الإمام سعود قاضيا في بلده، ثم أرسله الإمام قاضيا في عسير عند عبد الوهّاب أبو نقطة، ثم أرسله إلى عمان. واختفى بعد خراب الدّرعيّة، ثم ظهر مع الإمام تركي فآزره وناصره، وكان مستشاره.
وقبض عليه خورشيد باشا، ثم صحبه في حروبه، وعرض عليه القضاء فأبى، ولما-
والذّهبيّ، ونقل عنهما كثيرا، وكانا يعظّمانه، وكذلك الشّيخ تقيّ الدّين السّبكيّ ويثني عليه، ويقول: ما رأيت أفقه منه، وتفقّه في المذهب حتّى برع فيه، ودرّس، وأفتى، وصنّف، وحدّث، وأفاد، وناب في الحكم عن قاضي القضاة
(1)
جمال الدّين المرداويّ، وتزوّج ابنته، ورزق منها سبعة أولاد، أربعة ذكور؛ وهم قاضي القضاة تقيّ الدّين إبراهيم، والشّيخ شرف الدّين عبد الله، والشّيخ زين الدّين عبد الرّحمن، والشّيخ شهاب الدّين أحمد، وكان بارعا، فاضلا، متقنا، ولا سيّما الفقه، فكان غاية في مذهب الإمام أحمد، وكان ذا
- ظهر الأمير عبد الله بن ثنيّان رافقه وأصبح مستشاره لا يقطع أمرا دونه، وبعد عودة الإمام فيصل بن تركي أكرم الشّيخ ابن مقرن وأرسله قاضيا في الأحساء فأصيب بحمّى لازمته وعاد من الأحساء والقطيف فمات في مطلع عام 1267 هـ.
أخباره هذه منثورة في «عنوان المجد» : (1/ 300، 424)، (2/ 32، 37، 37، 45، 123، 130، 132، 180، 193، 212، 231، 286، 288، 290).
ووصفه ابن بشر ب «الشّيخ العالم التّقيّ القاضي» وذكر أخباره مفصّلة في سنة وفاته (2/ 286)، فما بعدها، وبه ختم الجزء الثاني، وهي ترجمة حافلة جدّا.
وينظر: «التّسهيل» : (2/ 222)، و «علماء نجد»:(938).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمّد بن معالي
…
يراجع: «المنهج الجلي» : (236).
- ومحمد بن منصور بن علي السّعيد؟
يراجع: «المنهج الأحمد» : (473).
(1)
مضى التنبيه على هذا الإطلاق في مواضع برقم: 352، 475 وغيرهما.
زهد، وعبادة، وتعفّف، وصيانة، وورع، ودين متين، ولازم الشّيخ تقيّ الدّين ابن تيميّة إلى وفاته، ونقل عنه كثيرا، وكان أحفظ النّاس لمسائل الشّيخ ابن تيميّة، حتّى كان الشّمس ابن القيّم يراجعه في ذلك، وكان الشّيخ ابن تيميّة يقول له: ما أنت ابن مفلح، بل أنت مفلح، وقال ابن القيّم لقاضي القضاة موفّق الدّين الحجّاويّ سنة 31، وما تحت قبّة الفلك أعلم بمذهب الإمام أحمد من ابن مفلح هذا، وعمره نحو العشرين، وقال حفيدهالبرهان بن مفلح: رأيت بخطّ جدّي قاضي القضاة جمال الدّين المرداويّ على نسخة من كتاب «المقنع» بخطّه وهي محشّاة بخطّ جدّي الشّيخ شمس الدّين ما نصّه:
قرأ عليّ الشّيخ، الإمام، العالم، الحافظ، العلّامة، مجموع الفاضل، ذو العلم الوافر، والفضل الظّاهر، شمس الدّين، أبو عبد الله محمّد بن الشّيخ الصّالح العابد مفلح بن محمّد المقدسيّ جميع هذا الكتاب وهو كتاب «المقنع» في الفقه على مذهب الإمام المبجّل أبي عبد الله أحمد بن محمّد بن حنبل رضي الله عنه من أوّله إلى آخره، وكان قد قرأ عليّ هذا الكتاب من حفظه غير مرّة، وسألني عن مواضع منه فأجبته عن ذلك بما يسّره الله تعالى في ذلك الوقت، مع أنّه قرأ عليّ كتبا عديدة في علوم شتّى حفظا ومذاكرة، ولم أعلم أنّ أحدا في زماننا في المذاهب الأربعة له محفوظات/ أكثر منه، فمن محفوظاته «المنتقى في أحاديث الأحكام» قرأه وعرضه عليّ في قريب أربعة أشهر. وقد درّس بالصّاحبة، ومدرسة أبي عمر، والسّلاميّة
(1)
، وأعاد
(1)
السّلامية: يظهر أنها مدرسة القدس، واقفها الخواجا مجد الدّين أبو الفداء إسماعيل السّلامي، كذا قال العليميّ في «الأنس الجليل» ، والله أعلم.
بالصّدريّة، ومشيخة دار الحديث العادليّة
(1)
.- انتهى-.
وصنّف مصنّفات كثيرة نفيسة منها «الفروع» في الفقه قد اشتهر في الآفاق، وهو من أجلّ الكتب وأنفعها وأجمعها للفوائد، قال الحافظ في «الدّرر»: وأورد فيه من الفروع الغريبة ما بهر العلماء، وكان يسمّى: مكنسة المذهب، لكنّه لم يبيّضه كلّه، ولم يقرأ عليه، ومنها «الآداب الشّرعيّة الكبرى» ثلاث مجلّدات، والوسطى مجلّدان، والصّغرى مجلّد أبدع فيها وجمع، ومنها «حاشية على المقنع» مفيدة جدّا، ومنها «شرح المقنع» قال في «الدّرر»: في نحو ثلاثين مجلّدا، ومنها «النّكت على المحرّر» ومنها «كتاب في أصول الفقه» حذا فيه حذو ابن الحاجب في «مختصره» لكن فيه من النّقول والفوائد ما لا يوجد في غيره، وليس للحنابلة أحسن منه، ومنها «تعليقة» على- محفوظه- «منتقى أحكام مجد الدّين» مجلّدان.
توفّي- رحمه الله تعالى- ليلة الخميس بعد العشاء ثاني رجب سنة 762 وفي «المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد» لبرهان الدّين حفيد المترجم سنة 63، وكذا في «الدّرر» وصلّى عليه يوم الخميس بعد الظّهر بالجامع المظفّريّ، ودفن بسفح قاسيون بصالحيّة دمشق، قرب الشّيخ الموفّق، ولم يدفن هناك حاكم قبله، وله بضع وخمسون سنة.
(1)
أنشأها نور الدّين محمود زنكي، ومات قبل تمامها، ثم أعاد بناءها الملك العادل فنسبت إليه، ومات قبل تمامها، وأتمّها ابنه الملك المعظّم. «الدّارس»:(1/ 359).
734 -
محمّد بن موسى بن إبراهيم بن يحيى بن إبراهيم بن علوان بن محمّد الشّقراويّ، شمس الدّين، ابن نجم الدّين، الصّالحيّ
.
قال في «الدّرر» : ولد سنة 674، وأسمعه أبوه الكثير من ابن أبي عمر، والفخر عليّ، وبنت مكّيّ وغيرهم، وهو أحد شيوخ شيخنا العراقيّ، وأوّل من سمع منه في رحلته بدمشق وأرّخ وفاته في جمادى الآخرة سنة 754، وقال:
تكلّم في شهادته، وذكره ابن رافع في «معجمه» وأرّخه.
735 -
محمّد بن موسى بن فيّاض بن عبد العزيز بن فيّاض، شمس الدّين، ابن شرف الدّين المقدسيّ
.
734 - شمس الدّين الشّقراويّ، (674 - 754 هـ):
أخباره في «وفيات ابن رافع» : (1/ 159)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 131)، و «الدّرر الكامنة»:(5/ 37)، و «المنتقى من مشيخة ابن رجب»: رقم (159).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمّد بن موسى البصيري العيينيّ النّجديّ.
يراجع: «علماء نجد» : (492).
735 -
ابن فيّاض الحلبيّ، (؟ - 765 هـ):
أخباره في «درّة الأسلاك» : (217)، و «الدّرر الكامنة»:(5/ 38).
قال ابن حبيب: «[سنة 765]، وفيها توفي القاضي شمس الدّين أبو عبد الله محمّد ابن قاضي القضاة شرف الدّين أبي البركات موسى بن جمال الدّين أبي الجود فيّاض ابن عبد العزيز بن فيّاض المقدسيّ الحنبليّ، إمام سمته نيّرة، ونفسه خيّرة، ودينه متين، وصبح فضله مبين، كان حسن السّمت والسّيرة، مقبلا على الخير في-
قال في «الدّرر» : ذكره ابن حبيب فيمن مات سنة 765، وقال: كان حسن السّمت، مقبلا على الخير، ورعا، متقشّفا، ناب عن أبيه بحلب.
736 -
محمّد بن موسى بن محمّد بن أحمد بن عبد الله بن عيسى بن أحمد بن عليّ بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه
.
- العلانية والسّريرة، مطّرحا للتّكلّف، كائلا إلى الورع والتّقشّف، حكم بحلب نيابة عن والده، واستمرّ إلى أن قبضت الزّرع من عمره كفّ حاصده، وكانت وفاته بها عن [ .... ] سنة تغمّده الله برحمته». وتكرر ذكره في ثبت ابن جمعة الحلبي الحنبلي.
ولا أدري هل والده موسى بن فيّاض بن عبد العزيز (ت 778 هـ) فيكون المترجم قد توفي قبل أبيه؟!
وموسى المذكور مترجم في موضعه من الكتاب.
736 -
ابن القطب اليونينيّ، (؟ - 765 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 521)، و «المنهج الأحمد»:(458)، و «مختصره»:(159).
وينظر: «الدّرر الكامنة» : (5/ 38)، و «الشّذرات»:(6/ 206).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمّد بن موسى بن محمّد بن علي الحسني القادري، شمس الدّين القرافي الحنبليّ (ت 885 هـ).
- وأخوه وسميّه محمّد بن موسى بن علي (ت 888 هـ).
ذكرهما السّخاويّ في «الضّوء» : (10/ 62).
قال عن الأول: «شيخ الطائفة القادرية الآتي أبوه
…
».
وقال عن الثاني: «أخو الذي قبله، ووالد عبد العزيز الماضي
…
».-
هكذا نقل هذا النّسب والده المؤرّخ قطب الدّين، قاله في «الشّذرات» ، ولقّبه تقيّ الدّين، وقال: سمع من أولاد عمّه محمّد، وأمة العزيز، وفاطمة، وزينب أولاد الشّيخ شرف الدّين اليونينيّ، وكان رضيّ النّفس، قليل الكلام، حسن الأخلاق كثير الأدب/ يحمل حاجته بنفسه.
توفّي يوم الأحد ثالث ذي الحجّة سنة 765.
737 -
محمّد بن موسى بن محمّد بن محمود، بدر الدّين، ابن شرف الدّين، ابن شمس الدّين، ابن الشّهاب، الحلبيّ الأصل، الدّمشقيّ
.
- وذكر «موسى» والدهما في موضعه من «الضّوء» : (10/ 189)، وقال: والد المحمدين
…
الماضيين، مات بالطّاعون في سنة إحدى وأربعين بعد أبيه بيسير جدا.
و «موسى» هذا لم يذكره المؤلّف.
وجدهما: محمد بن علي بن الحسين، ذكره السّخاوي ولم يذكره المؤلّف.
وعمهما: حسن بن محمّد بن علي بن الحسين، ذكره السّخاوي ولم يذكره المؤلّف.
وعبد العزيز بن محمّد، ذكره السّخاوي، ولم يذكره المؤلّف.
وهم من «آل سرسيق» يرتفع نسبهم إلى أسرة الشّيخ عبد القادر الجيلاني رحمهم الله جميعا. وكلهم حنابلة.
737 -
حفيد الشهاب محمود، (770 - 811 هـ):
أخباره في «إنباء الغمر» : (2/ 443)، و «الضّوء اللامع»:(10/ 209).
ويظهر أن شيخنا حسن حبشي تحرفت في نسخته «محمّد» إلى «بركة» فأصبح «بركة ابن موسى» ، قال شيخنا الدكتور حسن حبشي في هامش موضع الترجمة:(2/ 416): «جاء بعد هذا ترجمة بركة بن موسى بن محمّد بن الشهاب الحلبي وقد نقلناها إلى موضعها في حرف الباء» . ونقلها إلى ص 407. وهذا خطأ من شيخنا-
قال في «الإنباء» : ولد سنة 770 - تقريبا-، وولي وكالة بيت المال، ثمّ كتابة السّرّ بدمشق يسيرا، ثمّ نظر الجيش، وكان كثير التّخليط والهجوم على المعضلات، مع كرم النّفس، ورقّة الدّين.
مات في صفر سنة 811 خنقا بأمر جمال الدّين الأستادار.- انتهى-.
ثمّ ذكره في «الإنباء» أيضا فيمن توفّي سنة 12، وقال: ولد في حدود الخمسين ونشأ بدمشق، واشتغل وتعانى الأدب، ونظم الشّعر، وولي كتابة السّرّ بدمشق وبطرابلس، وكان ولي توقيع الدّست بحلب، وكان رئيسا ذكيّا، كريما، له مروءة وعصبيّة، إلّا أنّه كان ينسب إلى أشياء غير مرضيّة، كتب عنه القاضي علاء الدّين في «ذيل تاريخ حلب» من نظمه.
ومات في السّجن بدمشق على يد جمال الدّين الأستادار.
738 -
محمّد بن موسى، الشّمس، السّيليّ، ثمّ الدّمشقيّ، الصّالحيّ، خازن كتب الضّيائيّة
.
قال في «الضّوء» : ممّن تقدّم في الفرائض والحساب، وأخذ عنه الفضلاء، وكان شيخا خيّرا، ساكنا، لقيته بالصّالحيّة.
- عفا الله عنه- فكان يلزمه أن يعلق عليها وهي في موضعها، وأن يقارن بينها وبين ما ورد في وفيات سنة 812 هـ ليعلم أن التّرجمتين لرجل واحد كما حررها الحافظ؛ إما لأنّه يظنّه آخر، وإمّا لشكّه في سنة وفاته، وهل هي سنة 811 أو سنة 812 فذكره فيهما وهو كثيرا ما يفعل ذلك. والله أعلم.
738 -
شمس الدّين السّيليّ، (؟ -؟):
أخباره في «الضّوء اللامع» : (10/ 65).
ومات سنة (
…
) وبيّض لوفاته، وتقدّم في ترجمة عليّ بن سليمان المرداويّ أنّه من مشايخه.
739 -
محمّد بن ناصر بن عبد الله العسكريّ الصّالحيّ
.
قال ابن طولون: الشّيخ، الصّالح، المفيد، شمس الدّين.
مولده في حدود سنة 830 وحفظ القرآن ثمّ «مختصر الخرقيّ» و «ملحة الإعراب» ، واشتغل، وحصّل، وأخذ عن ابن الكركيّ وغيره، ثمّ أقرأ الأطفال بمسجد الكوافيّ، ثمّ ولي مشيخة الإقراء بالحلقة الشّرقيّة بمدرسة أبي عمر، ثمّ حجّ وسمع بمكّة «صحيح البخاريّ» على قاضي قضاة الحنابلة محيي الدّين عبد القادر بن عبد اللّطيف الحسينيّ المكّيّ، ثمّ عاد وتسبّب بقراءة «البخاريّ» و «مسلم» في السّنة، وعنده ديانة، وخير، ومروءة، ثمّ تزوّج في آخر عمره بطفلة فتعب معها وكانت ساكنة بالمدينة، وولده عبد الرّحمن وأولاده بالصّالحيّة. قرأت عليه القرآن، وسمعت من لفظه غالب «صحيح البخاريّ» بالمدرسة المذكورة وأجاز غير مرّة، وأنشدني مقاطيع.
توفّي ليلة الاثنين ثاني عشر شوّال سنة 897، وصلّى عليه بالجامع المظفّريّ، ودفن في حوّاقة الشّيخ أبي عمر بسفح قاسيون.
739 - شمس الدّين العسكريّ، (في حدود 830 - 897 هـ):
لم أعثر على أخباره.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمّد بن ناصر بن محمّد بن عبد القادر بن مشرّف التّميميّ النّجديّ.
يراجع: «علماء نجد» : (3/ 943).
740 -
محمّد، شمس الدّين ابن القاضي نجم الدّين النّهرماريّ، شيخ الحنابلة في بغداد، ومدرّس المستنصريّة بها
.
توفّي في حدود سنة 770، ذكره في «الضّوء» في ترجمة أحمد بن نصر الله البغداديّ وأنّه من مشايخه.
741 -
محمّد بن ياسين البعلبكّيّ، شمس الدّين، المعروف ب «ابن الأقرع»
.
740 - نجم الدّين النّهرماريّ، (؟ - في حدود 770 هـ):
أخباره في «الضّوء اللامع» : (2/ 233).
وكان على المؤلّف- رحمه الله أن يقدم هذه الترجمة في مكانها الأساس فهو:
محمّد بن سليمان بن عبد الرّحمن بن علي بن عبد الرّحمن بن يحيى بن أبي نوح الشّيباني النّهرماري البغدادي، وهذا النّسب أفدته من ترجمة أبيه في «الذّيل على طبقات الحنابلة»:(2/ 241)، و «الدّرر الكامنة»:(2/ 153).
وذكر الحافظ ابن رجب أن الشيخ شهاب الدّين أحمد بن محمد الشيرجي أعاد بالمستنصرية بعد معيدها حمزة الضرير عند شمس الدين الشيباني. يقصد النّهرماريّ هذا.
ويراجع: «تاريخ علماء المستنصريّة» : (1/ 191، 192).
741 -
ابن الأقرع البعليّ، (؟ - 800 هـ):
هكذا أثبت المؤلّف- رحمه الله عن «إنباء الغمر» : (2/ 29)، وفيه:«ابن بشير» ، ويظهر أنها تحرفت في «الشّذرات»:(6/ 366) إلى «يسير» ومنه تحرفت هنا إلى «ياسين» فهو تحريف إثر تحريف؟!
ولا أدري من أين أتى «بشير» أو «يسير» ؟! وهو في أغلب المصادر: محمّد بن عبد الله فلعلّه لقب لم أتبيّن صحته ل «عبد الله» .
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 430)، و «الجوهر المنضّد»:(134)، -
قال في «الإنباء» : اشتغل كثيرا، وتمهّر، وكان جيّد الذّهن، قويّ الحفظ، يعمل المواعيد عن ظهر قلب، وله عند العامّة بدمشق قبول زائد، وكان طلق اللّسان، حلو الإيراد.
مات مطعونا في رمضان سنة 800.
742 -
محمّد بن يحيى بن محمّد بن سعد بن عبد الله بن سعد بن مفلح بن عبد الله بن نمير المقدسيّ، ثمّ الصّالحيّ
.
- و «المنهج الأحمد» : (475)، و «مختصره»:(172)، و «التّسهيل»:(2/ 14).
وينظر: «تاريخ ابن قاضي شهبة» : (1/ 3/ 687) ولم يذكر اسم والده البتّة.
وأثنى عليه ابن قاضي شهبة وابن عبد الهادي ثناء جميلا.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمّد بن يحيى بن فائز بن ظهيرة.
742 -
ابن سعد المقدسيّ «ابن مفلح» ، (703 - 759 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 541)، و «المنهج الأحمد»:(454)، و «مختصره»:(163)، و «التّسهيل»:(2/ 381).
وينظر: «المعجم المختص» : (266)، و «ذيل العبر»:(2/ 214)، و «البداية والنهاية»:(14/ 263)، و «الدّرر الكامنة»:(5/ 54)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 150)، و «الشّذرات»:(6/ 188).
رأيت له تخريج مشيخة عبد القادر اليونيني في الظّاهرية منقولة عن خطه، وله تخريج مشيخة السّبكي في مجلدين كلّها بخطّه.
وخرّج من المشيخات والمسلسلات لشيوخه وأقرانه الشّيء الكثير، ورأيت له «أربعين حديثا» و «عوال من الحديث»
…
وغيرهما كثير لا يسمح المقال بذكره.
قال في «الدّرر» : ولد سنة 703، وأحضر على ابن مشرّف وأسمع/ على سليمان بن حمزة، وفاطمة بنت جوهر، وهديّة بنت عسكر، وعثمان ابن إبراهيم الحمصيّ، وأبيه، وابن تمّام، والقاسم بن عساكر، وأبي بكر بن عبد الدّائم، وابن المطعّم وغيرهم، فأكثر جدّا، وأقبل على الطّلب، فسمع بدمشق، وبعلبكّ، ونابلس، وحلب، وغيرها، وحدّث هو، وأبوه، وجدّه، وجدّ والده، وكتب ما لا يحصى، ذكره الذّهبيّ في «المعجم المختصّ» فقال:
مفيد الطّلبة، الفاضل، البارع، طلب بنفسه سنة 21، ورحل، وخرّج للشّيوخ، قلت: وخطّه قويّ مليح إلى الغاية، وكان جيّد المعرفة بالأجزاء والطّباق وشيوخ الرّواية.
قال ابن رافع: خرّج المتباينات، والمشيخات، وأكثر جدّا، وكان حسن الخلق، كثير المروءة، متواضعا، وقال ابن كثير: شرع في عمل مشيخة للبرزاليّ فلم تتمّ.
ومات في ذي القعدة سنة 759.
743 -
محمّد بن يحيى بن محمّد بن عليّ بن عبد الله أبي الفتح بن هاشم بن إسماعيل بن إبراهيم بن نصر الله بن أحمد المحبّ ابن الأمين، الكنانيّ، العسقلانيّ، القاهريّ، قريب العزّ أحمد بن إبراهيم بن نصر الله الماضي، وزوج نشوان الآتية، قاله في «الضّوء»
.
743 - ابن نصر الله الكنانيّ، (773 - 850 هـ):
أخباره في «الضّوء اللامع» : (10/ 75).
وقال: ولد- تقريبا- سنة 773 بالقاهرة، ونشأ بها، فحفظ القرآن وغيره، واشتغل قليلا، وسمع على قريبه نصر الله بن أحمد بن محمّد القاضي، وابن عمّه [الجمال عبد الله بن عليّ، و] الجمال عبد الله الباجيّ، والنّجم ابن رزين، والحلّاويّ، والشّهاب الجوهريّ، وغيرهم، وأجاز له الصّلاح بن أبي عمر، وغيره، وحدّث، سمع منه الفضلاء، وتنزّل في كثير من الجهات، وكان يتكسّب بالشّهادة، وعقود الأنكحة، مرضيّا فهيما، بل ناب في القضاء عن العزّ البغداديّ، ثمّ أعرض عنه واقتصر على العقود، مع الانجماع بمنزله غالبا. مات في ربيع الأوّل سنة 850.
744 -
محمّد بن يحيى بن يوسف التّاذفيّ الحلبيّ
.
ذكر في «كشف الظّنون» أنّ له «قلائد الجواهر في مناقب الشّيخ
744 - التاذفي الحنبلي، (899 - 963 هـ):
أخباره في «شذرات الذهب» : (8/ 339)، و «إعلام النبلاء»:(6/ 25)، و «الأعلام»:(7/ 140)، و «معجم المؤلفين»:(12/ 113).
وما ذكره المؤلّف في «كشف الظنون» : (1365).
وهو ابن عمّ الشّيخ محمّد بن إبراهيم بن الحنبلي الحنفيّ الإمام المشهور، صاحب التّصانيف، وقد فصّلت في نسب هذه الأسرة وانتمائها إلى المذاهب في هامش ترجمة «إبراهيم بن يوسف» في أول الكتاب.
ومحمّد بن يحيى هذا حنبلي المذهب من قضاة حلب، مولده فيها في عاشر ربيع الأوّل سنة 899 هـ، وأخذ عن جماعة بحلب منهم أحمد بن عامر البارزي وأجاز له، وعن الشّمس السفيري، وأخذ عن الشّهاب ابن النّجار الحنبلي بالقاهرة، وولي نيابة قضاء الحنابلة بحلب عن أبيه، ثم ولي الجامع الأموي بدمشق عن والده، وضمّ إليه-
عبد القادر» وأنّه توفّي سنة 963.
قلت: وقفت على «قلائد الجواهر» المذكور، وطالعته وهو كتاب نفيس في مجلّد.
745 -
محمّد بن يوسف بن عبد القادر بن يوسف بن سعد الله بن مسعود الخليلي، ثمّ الصّالحيّ
.
قال في «الدّرر» : ولد سنة 695، وأسمع على التّقيّ سليمان، والمطعّم، وابن الشّيرازيّ وغيرهم فأكثر، وخرّج له الحسينيّ مشيخة، وحدّث بها، وكان فقيها، صيّنا، متعفّفا، أثنى عليه ابن رافع وغيره.
مات في شوّال سنة 769.
- نظر الحرمين الشّريفين، ثم سافر إلى القاهرة فناب للحنابلة بمحكمة الصّالحيّة النّجميّة، ثم بباب الشّعريّة، ثم ولي نظر وقف الأشراف بالقاهرة، فقضاء رشيد، فقضاء المنزلة مرّتين، فقضاء حوران من أعمال دمشق، وتوفي بحلب سنة 963 هـ.
وكتابه: «قلائد الجواهر في مناقب الشيخ عبد القادر» طبع في القاهرة سنة 1356 هـ. ذكر فيه تراجم أولاد الشّيخ وأحفاده وأحفاد أحفاده
…
وهو كثير الفائدة مع ما فيه من تجاوزات، رحمه الله وسامحه وعفا عنا وعنه.
وله شرح على الأندلسية في العروض؟ وكتاب: «القول المذهب في بيان ما في القرآن من الرّومي والمعرّب»
…
وغير ذلك.
745 -
ابن مسعود الخليليّ، (695 - 767 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 542)، و «المنهج الأحمد»:(459)، و «مختصره»:(160)، و «التّسهيل»:(1/ 389). وينظر: «الدّرر الكامنة» : (5/ 65)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 401)، و «الشّذرات»:(6/ 210).
746 -
محمّد بن يوسف بن عبد اللّطيف الحرّانيّ، شمس الدّين
.
قال في «الدّرر» : سمع من حسن الكرديّ، وابن الشّحنة، وستّ الوزراء، وحدّث.
ومات مطعونا في أواخر رمضان سنة 769.
747 -
محمّد بن يوسف بن محمّد بن عمر، ناصر الدّين بن أبي المحاسن جمال الدّين المرداويّ، ثمّ الدّمشقيّ، الصّالحيّ
.
ذكره ابن/ طولون في «سكردانه» وبيّض له.
748 -
محمّد بن يوسف بن محمّد النّابلسيّ، الصّالحيّ، الصّفديّ، المصريّ
.
قال ابن طولون: ميلاده سنة 860 - تقريبا- بالصّالحيّة، وحفظ القرآن
746 - حفيد النجيب الحرّانيّ، (؟ - 769 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 543)، و «الجوهر المنضّد»:(136)، و «المنهج الأحمد»:(460)، و «مختصره»:(160)، و «التّسهيل» .
وينظر: «الدّرر الكامنة» : (5/ 65)، و «الشّذرات»:(6/ 216).
من أسرة علميّة عريقة اشتهر فيها عدد من العلماء منهم جدّه الإمام الحافظ المحدّث عبد اللطيف (ت 672 هـ) وعمّ أبيه العزّ عبد العزيز الحرّاني (ت 686 هـ)، وعمّه هو عبد المنعم بن عبد اللطيف بن عبد المنعم (ت 691 هـ)
…
وغيرهم. تفصيلهم في ترجمة جدّه النّجيب عبد اللّطيف في «غاية العجب» .
747 -
المرداويّ، (؟ -؟):
لم أعثر على أخباره.
748 -
النّابلسيّ الصّفديّ، (860 - 907 هـ):
لم أقف على أخباره.
و «مختصر الخرقيّ» و «ملحة الإعراب» وأخذ الحديث عن الشّيخ صفيّ الدّين، ووالده، ثمّ ولي قضاء الحنابلة بصفد، ثمّ عزل عنها، فرجع إلى الصّالحيّة، ونزل بحارتنا تحت المدرسة الحاجبيّة، فقرأت عليه «ثلاثيّات البخاريّ» وأنشدني عدّة مقاطيع للحاجريّ وغيره، ثمّ ذهب إلى مصر وخدم ابن الصّابونيّ، فلمّا توفّي، ولي نظر الخواصّ الشّريفة، وحصل لمعارفه به ضرر، واستمرّ إلى أن توفّي في رابع ذي الحجّة سنة 907.
749 -
محمّد بن يوسف المرداويّ، شرف الدّين، سبط القاضي جمال الدّين
.
قال في «الشّذرات» : ولد قبل الأربعين، وأخذ عن جدّه، وتخرّج بابن مفلح، وسمع من جماعة، ولم يكن بالصّيّن.
توفّي في ربيع الآخر سنة 784، قاله ابن حجر.
750 -
محمّد البرقطيّ
.
ذكره ابن رجب في ترجمة الجمال أحمد البابصريّ، وأنّه ممّن أخذ عنه، وتولّي قضاء بغداد بعد ابن الأنباري، ودرّس بالبشيريّة بعد ابن الخضريّ.
749 - شرف الدّين المرداويّ، (؟ - 784 هـ):
أخباره في «إنباء الغمر» : (1/ 270)، و «الشّذرات»:(6/ 285)، وزاد فيه «محمدا» فأصبح:«محمّد بن محمد بن يوسف» .
والقاضي جمال الدّين: يوسف بن محمّد (ت 769 هـ) ذكره المؤلّف- رحمه الله في موضعه.
750 -
البرقطيّ، (؟ -؟):
أخباره في «الذّيل على طبقات الحنابلة» : (2/ 446).
751 -
محمّد الحضائريّ
.
ذكره ابن رجب في ترجمة التّقيّ الزّريرانيّ ممّن أخذ عنه، قال: وأخرج بعد دفنه بمدّة وكفنه باق، وهو طريّ، ودفن بمقبرة أحمد.
752 -
محمّد الشّمس ابن الحنبليّ، شاهد القيّمة
.
قال في «الضّوء» : كان من كبار الحنابلة وقدمائهم، مع الورع، وقلّة الكلام، وكونه على سمت السّلف.
مات في رابع ربيع الأوّل سنة 814، وقد بلغ السّبعين ذكره شيخنا في «إنبائه» .
753 -
محمّد الفارضيّ، شمس الدّين، القاهريّ، الشّاعر، المشهور، الإمام، العلّامة
.
قال في «الشّذرات» : قال في «الكواكب» : أخذ عن جماعة من علماء
751 - الحضائريّ، (؟ -؟):
أخباره في «الذّيل على طبقات الحنابلة» : (2/ 413).
752 -
ابن الحنبليّ، (؟ - 814 هـ):
أخباره في «إنباء الغمر» : (2/ 404)، و «الضّوء اللامع»:(10/ 104).
753 -
الإمام الفارضيّ، (؟ - 981 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (142)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(88)، و «التّسهيل» .
وينظر: «ريحانة الألباء» : (2/ 169)، و «الكواكب السائرة»:(3/ 83)، و «شذرات الذّهب»:(8/ 393)، و «الأعلام»:(6/ 325)، و «معجم المؤلّفين»:(11/ 114).
مصر، واجتمع بشيخ الإسلام الوالد حين كان بالقاهرة سنة 952، وكان بدينا سمينا فقال الوالد يداعبه:
الفارضيّ الحنبليّ الرّضا
…
في النّحو والشّعر عديم المثيل
قيل ومع ذا فهو ذو خفّة
…
فقلت كلّا بل رزين ثقيل
واستشهد الشّيخ شمس الدّين العلقمي
(1)
بكلامه في «شرح الجامع الصّغير» . فمن ذلك قوله- في معنى ما رواه الدّينوريّ في «المجالسة»
(2)
(1)
العلقميّ شارح «الجامع الصّغير» هذا من تلاميذ السّيوطي؛ واسمه محمد بن عبد الرّحمن بن علي بن أبي بكر (ت 969 هـ) وكتابه اسمه «الكوكب المنير شرح الجامع الصّغير» : ملكت منه نسخة أصليّة جيّدة، وأظنه مطبوع. ووقفت على نسخ كثيرة جدّا منه.
يراجع: «ريحانة الألباء» : (249)، و «الشّذرات»:(8/ 338).
(2)
الدّينوريّ صاحب «المجالسة» هو أحمد بن مروان المالكيّ، أبو بكر القاضي المصري، وفاته بالقاهرة سنة 333 هـ، واسم كتابه كاملا:«المجالسة وجواهر العلم» له نسخ خطيّة كثيرة لا تحضرني الآن، وقفت على بعضها. وهو كتاب نفيس مفيد أملاه إملاء.
وكان لأستاذنا وشيخنا المرحوم سيّد أحمد صقر به مزيد عناية، وكان كثيرا ما يسأل عن نسخه. وقد توافر منها عدد لا بأس به.
أخباره في «لسان الميزان» : (1/ 409)، و «حسن المحاضرة»:(1/ 208).
والسّلفي
(1)
في بعض «تخاريجه» عن سفيان الثّوريّ. قال: أوحى الله إلى موسى عليه السلام لأن تدخل يدك إلى المنكبين في فم التّنّين خير من أن ترفعها إلى ذي نعمة قد عالج الفقر .. فعقده الشّيخ المذكور نظما فقال:
إدخالك اليد في التّنّين تدخلها
…
لمرفق منك مستعد فيقصمها
خير من المرء يرجى في الغنى وله
…
خصاصة سبقت قد كان يسنمها
ومن بديع شعره:
إذا ما رأيت الله للكون فاعلا
…
رأيت جميع الكائنات ملاحا
(1)
الحافظ السّلفيّ: - بكسر السّين وفتح اللام- نسبة إلى جدّه «سلفة» واسمه أحمد بن محمّد بن سلفة السّلفي الأصبهاني، أبو طاهر، من كبار حفاظ الحديث وشيوخه الكبار، بنى له الأمير العادل وزير الظافر العبيدي مدرسة بالإسكندرية سنة 546 فأقام بها إلى أن توفي فيها سنة 576 هـ. ألّف في سيرته مؤلّفات وما زالت جوانب من حياته وثقافته بحاجة إلى كشف وإيضاح.
من أشهر مؤلفاته: معجميه: «معجم السّفر» أو «الشّعراء» و «المشيخة البغدادية» وغيرهما، ولكلّ واحد منهما نسخ مختلفة وفيهما من الفوائد شيء كثير. وطبع معجم السّفر ثلاث طبعات.
أخباره في «سير أعلام النبلاء» : (21/ 5، فما بعدها)، و «طبقات الشافعيّة»:(6/ 32)
…
وغيرهما.
وإن لم تر إلّا مظاهر صنعة
…
حجبت وصيّرت المساء صباحا
وله نظم كثير، ومقطعات عديدة، فمنها أبياته المشهورة في الرّدّ على جهلة الحنفيّة الّذين لا يطمئنّون
(1)
وغيرها، وأخذ عنه جماعة من الأجلّاء، منهم العلّامة شمس الدّين محمّد العلميّ/ المقدسيّ، مدرّس القصّاعيّة
(2)
بدمشق، وله أيضا:
الأخذ حكمة مني
…
وخلّ القيل والقالا
فساد الدّين والدّنيا
…
قبول الحاكم المالا
وله يرثي الشّيخ يغوش التونسي:
توفّي التّونسي فقلت بيتا
…
يهيّج كلّ ذي شغف ويونس
أتوحشنا وتونس بطن لحد
…
ولكن مثلما أوحشت تونس
- انتهى-.
(1)
جاء في هامش بعض نسخ «السّحب» : قلت: منها:
ما حرم العلم النعمان في سند
…
يوما طمأنينة أصلا ولا كرها
وكونها عنده ليست بواجبة
…
لا يوجب الترك فيما قرر الفقها
فيا مصرّا على تفويتها أبدا
…
عدو انتبه رحم الله الذي انتبها
فإن يكن في كتاب جاء أو أثر
…
أو سنة عن رسول الله فأت بها
(2)
المدرسة القصّاعيّة بدمشق هي المدرسة الخاتونيّة والقصّاعين: حيّ من أحياء دمشق.
ذكره الشّهاب في «الرّيحانة» فقال: فاضل جرت في مضمار الأدب سوابقه، وتألّق في سماع الفضل من ظلال سحائبها بوارقه، حتّى ترنّمت بمآثره ورق الحمائم، ومزّقت طربا لها جيوب الغمائم، وطال عمره حتّى لفّ الدّهر على هامته ثلاث عمائم، وصفا ماؤه فتلوّن بلون إنائه، ونفض الزّمان عليه صبغ صباحه ومسائه، وله سهم عائل في العربيّة والفرائض، وبديهة تسبق في ارتجالها ما يعجز عنه ألف رائض، فإذا خاطب بالخطابة تهتزّ له أعواد المنابر، ويورق بفضل فضائله روضها النّاضر، إذا ارتجز فلا يشقّ رؤبة غباره العجّاج، وإذا أحمض بهزله ذهبت مجّانا لطائف ابن حجّاج، وربّما مال إلى جعله مقراض الأعراض منهجا، سالكا بحروف الهجاء مسلك من هجا، وشعره بديارنا يتلو فم الدّهر، وتتفكّه الأسماع منه بغضّ الثّمر والزّهر، فمنه قوله:
في مصر قاض من القضاة وله
…
في كلّ أموال اليتامى وله
إن رمت عدالة فقم عدله
…
من عدّله دراهما عدله
ومنه:
ألا يا أيّها القاضي تيقّظ
…
لأمرك واحترز من ترجمانك
ألم تنظر يديه كلّ حين
…
بمكروه وسوء ترجمانك
ومنه:
كونوا على الحقّ لكي تسلموا
…
من مغرم يذهب بالمال
لو سلك النّاس سبيل التّقى
…
ما استفتح القاضي ولا الوالي
ومنه- مضمّنا وموريا-:
لي جوخة مجرورة يا طالما
…
قد كنت ألبسها بغير تكلّف
كم رمت أقلبها فقالت سيّدي
…
قلبي يحدّثني بأنّك متلفي
فأجبتها لا بدّ من هذا إذا
…
جاء الشّتاء عرفت أم لم تعرفي
وله مقصورة عارض بها مقصورة ابن دريد، وذكر الشّهاب منها قطعة
(1)
.
قلت: / وله تعليقة
(2)
على «صحيح البخاري» وتعاليق في الفقه،
(1)
أول هذه المقصورة:
اقصد إذا خفت كلالا ووجا
…
بعيسجور ألفت جذب البري
وسربها الوخذ إذا عللتها
…
أو الذميل ما تحريت الوحا
عدها ظلالا بشعاب المنحنى
…
ورد بها الماء نميرا بالنقا
خض في طلاب المجد كل مكره
…
ولو تجرعت له مرّ الحسا
(2)
تعليقته على البخاري اطلع عليها الأستاذ الزركلي، قال: وهي في مكتبة أحمد عبيد-
وتعاليق في النّحو، ينقل عنها محشّوا الأشموني، تدلّ على تبحّره فيه، ونظم «سبعة ممّن يظلّهم الله تحت ظلّ عرشه» مذيّلا على نظم الحافظ ابن حجر، وله- في ظنّي- منظومة في الفرائض
(1)
رائيّة بديعة، ومن نّظمه أيضا:
يحجّون بالمال الّذي يجمعونه
…
حراما إلى البيت العتيق المحرّم
- بدمشق.
واطلعت أنا الفقير إلى الله تعالى عبد الرّحمن بن سليمان بن عثيمين على ست نسخ خطية من «شرحه على ألفية ابن مالك» ، وهو شرح جيد مفيد إلى الغاية من أجود شروح الألفية وأحسنها ولا أعلم أنه طبع. وهذا الشرح هو الذي ينقل عنه محشو الأشموي
…
وغيرهم.
(1)
هذه المنظومة هي المشهورة المنسوبة إليه «الفارضيّة» لا أدري هل هي منسوبة إليه، أو هو منسوب إليها أو إلى الفنّ «الفرائض» ، وشرحها الشّنشوري سمّاه:«الدّرر المضيّة في شرح الفارضيّة» .
والشّنشوري المذكور يظهر أنّه من تلاميذ الفارضيّ، وهو: عبد الله بن محمد بن عبد الله بن علي العجمي الشنشوري منسوب إلى شنشور: قرية من قرى المنوفية، من فقهاء الشّافعية، كان خطيب الجامع الأزهر. وهو فرضيّ مكثر من التّأليف فيه.
وأغلب مؤلفاته وشروحاته وتعليقاته موجودة بنسخ متعددة. (ت 999 هـ)
…
لا مجال لذكرها هنا؛ لأنّها لا تعنينا.
وكان والده فرضيّا مثله، وكان عالما فاضلا (ت 983 هـ) له مؤلفات في الفرائض.
أخبارهما معا في «الشّذرات» ، و «الكواكب السّائرة»
…
وغيرهما.
وللفارضي مؤلفات وأخبار وأشعار يطول بذكرها المقام. رحمه الله رحمة واسعة.
ويأمل كلّ أن تحطّ ذنوبه
…
تحطّ ولكن فوقهم في جهنّم
وتوفّي سنة 981، ودفن بجوار الحافظ شمس الدّين الدّيميّ، بقرافة مصر، ورثاه تلميذه الشّيخ أيّوب الخلوتيّ بقوله:
سقيا لقبر يضمّ الفارضيّ لقد
…
حوى إماما كريما طاهر الشّيم
ما زال يطلب سحب الغيث هامية
…
حتّى أغيث من الرّحمن بالدّيم
754 -
محمّد القناويّ، الشّيخ، شمس الدّين، الصّالحيّ
.
قال في «الإنباء» : كان من قدماء الحنابلة ومشايخهم، ويتبذّل ويتكلّم
754 - القناوي؟، (؟ - 826 هـ):
أخباره في «إنباء الغمر» : (3/ 322)، وعنه في «الضّوء اللامع»:(10/ 111) وضبطها شيخنا حسن حبشيّ في تحقيقه «الإنباء» : «القباري» قراءة نسخة الأصل، وفي قراءة نسخة أخرى «القباقيبي» وهو ما استظهره المؤلّف هنا وما أكده السّخاوي، والقباقيبي «القباقبي» تقدم ذكره، وما ذكر في أخباره هنا هو ما ذكر هناك، وإذا كان القناوي هنا خطأ من الناسخ فهناك قناوي حنبلي لم يذكره المؤلّف هو:
- محمّد بن علي القناوي الحنبلي العدل، ذكره ابن عبد الهادي في «الجوهر المنضد»:(157)، وقال:«والد شهاب الدين أبي العباس أحمد. أحد العدول ببعلبك المحروسة توفي سنة .... » . ولم يذكرها، ولم أجده في مصدر آخر، وينبغي أن يستدرك هذا في «محمد بن علي» وإنما استدركته هنا؛ لأنه قناوي والشيء بالشيء يذكر. وأمّا ولده شهاب الدين أحمد فلم أعثر على أخباره.
بكلام العامّة، ويفتي بمسألة الطّلاق، وقد أنكرت عليه غير مرّة ولم يكن ماهرا في الفقه. مات في ذي القعدة سنة 826.- انتهى-.
أقول: تقدّمت هذه العبارة بحروفها في محمّد بن محمّد القبّاني عن النّجم بن فهد فلعلّه ناقل لها عن شيخه الحافظ، وأنّه هو، وأسقط في «الإنباء» اسم أبيه، والقناوي غلط من النّاسخ.
755 -
محمّد الماتانيّ، نجم الدّين الصّالحيّ، الإمام، العالم، الفقيه، المحدّث
.
أخذ الحديث عن أبي الفتح المزّي وغيره، وتفقّه بفقهاء الشّاميّين وكان ينسخ بخطّه كثيرا، وكتب نسخا كثيرة من «الإقناع» تأليف الشّيخ موسى الحجّاويّ. توفّي سنة (
…
)، قاله في «الشّذرات» .
756 -
محمّد المعروف ب «ابن المصريّ» شمس الدّين
.
قال في «الإنباء» : كان من نبهاء الحنابلة، يحفظ «المقنع» وهو آخر طلبة القاضي موفّق الدّين موتا، وكان قد ترك، وصار يكتسب في حانوت في الصّاغة. توفّي سنة 808.
755 - نجم الدّين الماتانيّ، (؟ - في حدود 960 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (123).
عن «الكواكب السائرة» ، و «الشّذرات»:(8/ 327).
756 -
محمّد المصريّ، (؟ - 808 هـ):
أخباره في «إنباء الغمر» : (2/ 349)، و «الضّوء اللامع»:(10/ 107)، و «الشّذرات»:(7/ 80).-
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
- * ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- محمود بن خليفة بن محمد بن خلف المنبجيّ، الإمام، المحدّث، الكبير، أبو الثناء، التّاجر، السّفار، الدّمشقيّ (ت 767 هـ) ثناء العلماء عليه في جودة ضبطه وإتقانه وجودة حفظه واقتنائه الأصول وكثرة أسفاره ورحلاته في طلب الحديث وعلوّ الإسناد شيء يفوق الوصف، ولولا خشية الإطالة لأتحفت القارئ الكريم بشيء من ذلك. وممن أخذ عنه وأثنى عليه الحافظ البرزاليّ، وذكره في «معجمه» وتوفي قبله بدهر. وكذلك الحافظ الذّهبيّ، أخذ عنه وتوفي قبله. وقال الحافظ ابن حجر:
وعاش بعد الذّهبي نحوا من ثلاثين سنة.
وكنت قد استدركت هذا العالم على المؤلّف فيمن يغلب على ظني أنه من الحنابلة؛ نظرا إلى أنّ أغلب شيوخه منهم، ثم رأيت في مشيخة العاقولي:«الدراية في معرفة الرّواية» قوله في ترجمته: هو الشّيخ، العالم، المسند، العدل، الثقة، شمس الدين، أبو الثناء محمود بن خليفة بن محمّد بن خلف المنبجيّ الشافعيّ، فسقط الاحتمال السابق، وتيقنت أنه ليس منهم، وضربت بالقلم على موضع الترجمة، ثم رأيت في المعجم المختص للحافظ الذّهبي، وتاريخ ابن قاضي شهبة النّصّ على أنه حنبليّ، وأغلب كتب التراجم لا تنصّ على مذهبه، ولكن كفى بهما ثقة وأمانة وصحة نقل.
أخباره في: «معجم الشيوخ» للذهبي: (2/ 327)، و «المعجم المختص»:
276، و «الدّراية» للعاقولي:(244)، و «الوفيات لابن رافع»:(2/ 309)، و «ذيل العبر» لأبي زرعة
…
، و «ذيل التّقييد»:(2/ 274)، و «الدّرر الكامنة»:(5/ 91)، و «المشيخة الباسمة» للقبابي وفاطمة تخريج الحافظ ابن حجر، و «السلوك»:(3/ 1/ 125)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 181)، والنجوم الزاهرة:(11/ 92)
…
وغيرها.
757 -
محمود بن عبد الحميد المنعوت ب «نور الدّين» الحميديّ الصّالحيّ
.
قال المحبّيّ: وهو سبط شيخ الحنابلة الشّيخ موسى الحجّاويّ صاحب «الإقناع» كان فاضلا، فقيها متمكّنا، اشتغل بالعلم، وسافر إلى القاهرة لطلب العلم مع التّجارة، فأكرم مثواه خاله الشّيخ يحيى الحجّاويّ، واشتغل عنده في العلوم، وقرأ عليه وعلى غيره، وبرع، ثمّ رجع إلى دمشق ولازم الشّمس ابن المنقار، وانتسب إليه، فسعى له بالنّيابة في القضاء فوليه بالصّالحيّة الكبرى، وفضّل على ابن الشّويكيّ لديانته، ثمّ لمّا مات القاضي شمس الدّين سبط الرّجيحيّ نقل إلى مكانه بالباب، فتغيّرت أطواره، وتناول، وتوسّع في الدّنيا، وأنشأ عقارات، وعظم أمره، وتقدّم على النّوّاب لسنّه ومدّ/ أياديه وتصرّفه، مع استحضاره لمسائل القضاء، حتّى كان يؤاخذ على غيره من النّوّاب من غير أهل مذهبه، وحصل عليه محنة أيّام الحافظ أحمد باشا فأخذ منه مبلغا له صورة، ثمّ جرت له محنة أخرى في أيّام محمّد باشا وأخذ منه مالا أيضا غير أنّه تلافى خاطره، ووقع في آخر الأمر بينه وبين القاضي يوسف ابن كريم الدّين، ثمّ مرض وطال مرضه.
وكانت وفاته يوم الجمعة سابع عشري جمادى الأولى سنة 1030 ودفن بمقبرة باب الصّغير.
757 - نور الدّين الحميديّ، (؟ - 1030 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (186)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(97).
وينظر: «لطف السمر» : (2/ 640)، و «خلاصة الأثر»:(4/ 318).
وفي «النعت» و «مختصر طبقات الحنابلة» : «محمود بن محمد» .
758 -
محمود بن محمّد بن محمود بن أحمد، الشّرف، أو الزّين، بن التّاجر الشّمس، الجيلانيّ، الفومنيّ الأصل، البحريّ، الرّابغيّ، ثمّ المكّيّ
.
قال في «الضّوء» : شابّ فهم، أخذ عنّي دروسا من «شرحي لألفيّة الحديث» و «التّقريب» وكتبهما بخطّه، وسمع عليّ «الشّمائل» والنّصف الأوّل من «البخاريّ» وغير ذلك، وكان سمع عليّ في أواخر سنة 867 «القول البديع» وكتبت له إجازة في كرّاسة، وهو من ملازمي قاضي الحنابلة هناك وغيره من الفضلاء، وقد سافر فغرق في أحد الرّبيعين ظنّا سنة 872 في البحر، وهو راجع من اليمن، وذهب معه ماله أو أكثره.- انتهى-.
قلت: عندي «شرح مناسك المقنع» نسخ برسم المترجم في القاهرة مؤرّخ سنة 900 فلينظر في ما في «الضّوء» ؟!
759 -
محمود بن محمّد بن محمود بن سلمان بن فهد الحلبيّ، عزّ الدّين، ابن الشّمس، ابن الشّهاب
.
قال في «الدّرر» : ولد سنة 701، وسمع من إبراهيم بن غالية «جزء ابن
758 - الفومنيّ الرّابغيّ، (؟ - 872 هـ):
أخباره في «الضّوء اللامع» : (10/ 147).
759 -
حفيد الشّهاب محمود، (701 - بعد 780 هـ):
أخباره في «الدّرر الكامنة» : (5/ 107)، ومعجم ابن ظهيرة «إرشاد الطّالبين»:
528، و «الشّذرات» .
قال ابن ظهيرة في «معجمه» : «لقيته بحلب في الرّحلة الأولى، وقال: أخبرني
…
فيما قرأت عليه بحلب».
عيينة» (أنا) السّخاويّ، ومن محمّد بن إبراهيم بن النّحّاس «الأربعين البلدانيّات» ، وحدّث، سمع منه أبو حامد بن ظهيرة بعد السّبعين بحلب، والبرهان الحلبيّ بعد الثّمانين.
760 -
مرعيّ بن يوسف بن أبي بكر بن أحمد بن أبي بكر بن يوسف الكرميّ- نسبة لطور كرم، قرية بقرب نابلس- ثمّ المقدسيّ، العالم، العلّامة، البحر الفهّامة، المدقّق المحقّق، المفسّر المحدّث، الفقيه، الأصوليّ، النّحويّ، أحد أكابر علماء الحنابلة بمصر
.
760 - مرعيّ بن يوسف، (؟ - 1033 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (189)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(99)، و «التّسهيل» .
وينظر: «خلاصة الأثر» : (4/ 358)، و «نفحة الريحانة»:(2/ 244)، و «عنوان المجد»:(2/ 308)، و «هدية العارفين»:(2/ 426)، و «روض البشر»:(244)، و «الأعلام»:(7/ 203)، و «معجم المؤلّفين»:(12/ 218).
من كبار أئمة المذهب المحقّقين، أسهم في التّأليف والتّعليم معا فكان من تلامذته كبار علماء المذهب في مصر والشّام ونجد، ومؤلفاته شغلت الطّلبة جيلا بعد جيل، فيعتبر الشّيخ مرعي مدرسة في المذهب، وأغلب مؤلّفاته سلم من الضّياع وهو موجود بنسخ متعددة اطّلعت- ولله الحمد- على أغلبها، ذكر المؤلّف- رحمه الله هنا جملة منها وذكر بروكلمان في «تاريخ الأدب العربي»:(2/ 496 - 497)، (الملحق) الطّبعة الألمانية جزءا منها، وأبان عن أماكن وجودها. وذكرت في مذكّراتي أشياء لم يذكرها بروكلمان في مكتبات خاصّة أو عامة لم تفهرس فشارفت مائة كتاب من أشهرها «غاية المنتهى
…
» و «دليل الطالب» . وللعلماء عليهما شروح.
قال المحبّيّ: كان فقيها، محدّثا، إماما، ذا اطّلاع واسع على نقول الفقه ودقائقه، ومعرفة تامّة بالعلوم النّقليّة والعقليّة، وجميع العلوم المتداولة.
له فيها اليد الطّولى أخذ عن الشّيخ محمّد المرداويّ والقاضي يحيى الحجّاويّ، ودخل مصر واستوطنها، وأخذ بها عن الشّيخ محمّد حجازيّ الواعظ، والمحقّق أحمد الغنيميّ، وكثير من مشايخ المصريّين، وأجازه شيوخه، وتصدّر للإقراء والتّدريس بجامع الأزهر، ثمّ تولّى المشيخة بجامع السّلطان حسن، ثمّ أخذها عنه عصريه إبراهيم الميموني، ووقع بينهما من المفاوضات ما يقع بين الأقران، وألّف كلّ منهما في الآخر رسائل، وكان منهمكا على تحصيل العلوم انهماكا كلّيا، فقطع زمانه بالإفتاء والتّدريس، والتّحقيق والتّصنيف، فسارت بتآليفه الرّكبان، ومع كثرة أعدائه وأضداده ما أمكن أحد أن يطعن فيها، ولا أن ينظر بعين الازدراء إليها، فمنها كتاب «غاية المنتهى» في الفقه، قريب من أربعين كرّاسا وهو متن جمع فيه من المسائل/ أقصاها وأدناها، مشى فيه بسنن المجتهدين في الصّحيح والاختيار والتّرجيح، و «دليل الطّالب» في الفقه أيضا عشرة كراريس.
قلت: قرّض له على «الغاية» و «الدّليل» نظما ونثرا علماء عصره من جميع المذاهب، منهم شيخه الشّيخ يحيى الحجّاويّ، وشيخ الإسلام أبو المواهب البكريّ، والشّيخ أحمد بن عبد الوارث الصّدّيقيّ، والشّيخ عبد الله الدّنوشريّ، والعلّامة الفرضيّ الشّيخ عبد الله الشّنشوريّ وغيرهم.- انتهى-.
و «دليل الطّالبين لمعرفة كلام النّحويّين» «إرشاد من كان قصده في إعراب لا إله إلّا الله وحده» «مقدّمة الخائض في علم الفرائض» «القول البديع في علم
البديع» «أقاويل الثّقات في الأسماء والصّفات» «الآيات المحكمات والمتشابهات» «قرّة عين المودود بمعرفة المقصور والممدود» «الموائدالموضوعة في الأحاديث الموضوعة» «بديع الإنشاء والصّفات في المكاتبات والمراسلات» «بهجة النّاظرين في آيات المستدلّين» نحو عشرين كرّاسا تشتمل العجائب والغرائب «البرهان في تفسير القرآن» لم يتمّ «تنويه بصائر المقلّدين في مناقب الأئمّة المجتهدين» «الكواكب الدّرّيّة في مناقب الشّيخ ابن تيميّة» «الأدلّة الوفيّة بتصويب قول الفقهاء والصّوفيّة» «سلوك الطّريقة في الجمع بين كلام أهل الشّريعة والحقيقة» «روض العارفين وتسليك المريدين» «إيقاف العارفين على حكم أوقاف السّلاطين» «تهذيب الكلام في حكم أرض مصر والشّام» «تشويق الأنام إلى حجّ بيت الله الحرام» «قلائد المرجان في النّاسخ والمنسوخ من القرآن» «أرواح الأشباح في الكلام على الأرواح» «قلائد الفكر في المهدي المنتظر» «محرّك سواكن الغرام إلى حجّ بيت الله الحرام» «إرشاد ذوي الأفهام لنزول عيسى عليه السلام» «الرّوض النّضر في الكلام على الخضر» «تحقيق الظّنون بأخبار الطّاعون» «ما يفعله الأطبّاء والدّاعون لدفع شرّ الطّاعون» «تلخيص أوصاف المصطفى وذكر من بعده من الخلفاء» «إتحاف ذوي الألباب في قوله تعالى: يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ» «إحكام الأساس في قوله تعالى: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ» «تنبيه الماهر على غير ما هو المتبادر» يعني: من أحاديث الصّفات «فتح المنّان بتفسير آية الامتنان» «الكلمات البيّنات في قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ *» «أزهار الفلاة في آية قصر الصّلاة» «تحقيق
الخلاف في أهل الأعراف» «تحقيق البرهان في إثبات حقيقة الميزان» «توقيف الفريقين على خلود أهل الدّارين» «توضيح البرهان في الفرق بين الإسلام والإيمان» «إرشاد ذوي العرفان لما في العمر من الزّيادة والنّقصان» «اللّفظ الموطّا في بيان/ الصّلاة الوسطى» «قلائد العقيان في آية: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ» «مسبوك الذّهب في فضل العرب» «شرف العلم على شرف النّسب» «شفاء الصّدور في زيارة المشاهد والقبور» «رياض الأزهار في حكم السّماع والأوتار والغناء والأشعار» «تحقيق الرّجحان في صوم يوم الغيم من رمضان» «تحقيق البرهان في شأن الدّخان الّذي يشربه النّاس الآن» «رفع التّلبيس عمّن توقّف فيما كفّر به إبليس» «تحقيق المقالة هل الأفضل في حقّ النّبيّ النّبوّة أم الولاية أم الرّسالة» «الحجج البيّنة في إبطال اليمين مع البيّنة» «المسائل اللّطيفة في فسخ الحجّ إلى العمرة الشّريفة» «السّراج المنير في استعمال الذّهب والحرير» «دليل الحكّام في الوصول إلى دار السّلام» «نزهة النّاظرين في فضل الغزاة والمجاهدين» «بشرى من استبصر وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر» «بشرى ذوي الإحسان فيمن يقضي حوائج الإخوان» «الحكم الملكيّة والكلم الأزهريّة» «إخلاص الوداد في صدق الميعاد» «سلوان المصاب بفرقة الأحباب» «تسكين الأشواق بأخبار العشّاق» «منية المحبّين وبغية العاشقين» «نزهة المتفكّر» «لطائف المعارف» «المعرّة والبشارة في فضل السّلطنة والوزارة» «نزهة النّاظرين فيمن ولي مصر من الخلفاء والسّلاطين» «قلائد العقيان في فضائل سلاطين آل عثمان» وغير ذلك من الفتاوى والرّسائل النّافعة الّتي تداولها النّاس، وله الرّسالة الّتي سمّاها «النّادرة الغريبة والواقعة
العجيبة» مضمونها الشّكوى من الميمونيّ والحطّ عليه، وله ديوان شعر ظريف فمن شعره- عفا الله عنه- قوله:
يا ساحر الطّرف يا من مهجتي سحرا
…
كم ذا تنام وكم أسهرتني سحرا
لو كنت تعلم ما ألقاه منك لما
…
أتعبت يا منيتي قلبا إليك شرا
هذا المحبّ لقد شاعت صبابته
…
بالرّوح والنّفس يوما بالوصال شرا
يا ناظري ناظري بالدّمع جاد وما
…
أبقيت يا مقلتي في مقلتي نظرا
يا مالكي قصّتي جاءت ملطّخة
…
بالدّمع يا شافعيّ كدّرتها نظرا
عساك بالحنفي تسعى على عجل
…
بالوصل للحنبلي يا من بدا قمرا
يا من جفا ووفّى للغير موعده
…
يا من رمانا ويا من عقلنا قمرا/
بالله كن منصفا بالوصل منك على
…
غيظ الرّقيب بمن قد حجّ واعتمرا
يا غامرا لكثيب بالصّدور كما
…
أنّ السّقام لمن يهواك قد غمرا
قلّ الصّدود فكم أسقيت أنفسنا
…
كأس الحمام بلا ذنب بدا وجرا
وكم جرحت فؤادي كم ضنا جسدي
…
أليس دمعي حبيبي مذ هجرت جرا
فالشّوق أقلقني والوجد أحرقني
…
والجسم ذاب لما قد حلّ بي وطرا
والهجر أضعفني والبعد أتلفني
…
والصّبر قلّ وما أدركت لي وطرا
أشكوك للمصطفى زين الوجود ومن
…
أرجوه ينقذني من هجر من هجرا
(1)
وقوله:
بروحي من لي في لقاه ولائم
…
وكم في هواه لي عذول ولائم
على وجنتيه وردتان وخالة
…
كمسك لطيف الوصف والثّغر باسم
ذوائبه ليل وطلعة وجهه
…
نهار تبدّى والثّنايا بواسم
(1)
هذا فيه سوء أدب مع النّبيّ صلى الله عليه وسلم وتعلّق بغير الله، هذا إذا لم تكن من الغزل الصّوفي المقيت والشعر الإشاريّ (الرّمزي) وفيه من الانحراف ما لا يخفى.
بديع التّثنّي مرسل فوق خدّه
…
عذارا هوى العذري لديه ملازم
ومن عجب أنّي حفظت وداده
…
وذلك عندي في المحبّة لازم
وبيني وبين الوصل منه تباين
…
وبيني وبين الفصل منه تلازم
وقوله:
ليت في الدّهر لو حظيت بيوم
…
فيه أخلو من الهوى والغرام
خالي القلب من تباريح وجد
…
وصدود وحرقة وهيام
كي يراح الفؤاد من طول شوق
…
قد سقاه الهوى بكأس الحمام
وقوله:
يعاتب من في النّاس يدعى بعبده
…
ويقتل من بالقتل يرضى بعمده
ويشهر لي سيفا ويمرح ضاحكا
…
فيا ليت سيف اللّحظ تمّ بغمده
فلله من ظبي شرود ونافر
…
يجازي جميلا قد قنعت بضدّه
يبالغ في ذمّي وأمدح فعله
…
فشكرا لمن ما جار يوما بصدّه
وقوله مضمنا:
لئن قلّد النّاس الأئمّة إنّني
…
لفي مذهب الحبر ابن حنبل راغب
أقلّد فتواه وأعشق قوله
…
وكانت وفاته بمصر في شهر ربيع الأوّل سنة 1033.- انتهى-.
قلت: رأيت في ظهر «الغاية» بخطّ شيخ مشايخنا العمدة الضّابط الشّيخ محمّد بن سلّوم نقلا أنّ وفاته ضحوة يوم الأربعاء لخمس بقيت من ذي القعدة سنة 32، وكان له/ مشهد عظيم وجلالة تليق به.- انتهى-. وقد ترجمه المحبّي أيضا في كتابه «نفحة الرّيحانة» .
761 -
مرعيّ بن
…
المرداويّ
.
761 - مرعيّ المرداويّ، (؟ -؟):
لم أعثر على أخباره.
ورأيت في نسخة خطيّة من «كشاف القناع» ما يلي:
«بلغ الشيخ العمدة مرعي المرداويّ المقدسيّ الحنبليّ سماعا من جامع هذا الشرح سماعا له بطرفيه مع الفهم والتحقيق والبحث والتدقيق مع مشاركة الشيخ العمدة ياسين، والشيخ عبد الحق ولد عمه، والشيخ محمد بن الشيخ أبي السّرور الحنبليّ وآخرين في مجالس آخرها يوم الخميس سابع جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين-
رأيت له إجازة من العلّامة الشّيخ منصور البهوتي وأرّخها سنة 1045، وذكر أنّه قرأ عليه بعض مصنّفاته، ولا يتوهّم أنّه السّابق؛ لأنّ تاريخ الإجازة بعد موته.
762 -
مصطفى بن سعد بن عبده- بفتح العين وإسكان الباء وضمّ الدّال المهملة وآخره هاء ساكنة وصلا- هكذا ضبطه بالشّكل تلميذه المحقّق الشّيخ حسن الشّطّيّ ويعرف ب «الرّحيبانيّ» ورأيت ختمه: (مصطفى السّيوطيّ) فإنّ أصل والده من أسيوط
.
قدم دمشق، وصاهر بعض رؤسائها، فولد له صاحب التّرجمة، ونشأ فقرأ القرآن، ثمّ طلب العلم فقرأ على مشايخ عصره، ولازم علّامة المذهب إذ ذاك بدمشق الورع الزّاهد الشّيخ أحمد البعليّ، وقد أدرك زمن الشّيخ السّفّارينيّ ولكن لا أعلم هل أخذ عنه أم لا؟ لأنّ الشّيخ السّفّارينيّ انتقل في آخر عمره إلى نابلس، وفتح الله على صاحب التّرجمة خصوصا في الفقه فإنّه صار فيه علما مفردا يرحل إليه من الآفاق، وانتصب للتّدريس والإفتاء
- وألف وأجزتهم جميعا بروايته وبما يجوز لي وعني بشرطه المعتبر عند أهل الخبر والأثر والله ينفع بهم.
جامعه: منصور بن إدريس البهوتي الحنبلي عفي عنه».
762 -
مصطفى الرّحيبانيّ السّيوطيّ، (؟ - 1240 هـ):
أخباره في «مختصر طبقات الحنابلة» : (148)، و «التّسهيل»:(2/ 209).
وينظر: «روض البشر» : (243)، و «الأعلام»:(7/ 234)، و «معجم المؤلّفين»:(12/ 254).
والرحيباني: منسوب إلى رحبة دمشق «معجم البلدان» : (3/ 33).
والتّصنيف، وصنّف «شرح الغاية»
(1)
في الفقه حقّق فيه ودقّق، وفتح به هذا الكتاب المغلق، ولم يتمّ شرح غير شرح هذا المترجم، فكانت كرامة له حيث إنّه قد كتب عليه عدّة من العلماء فلم يقدّر الله تمام واحد منهم غيره، فعمّ نفعه وعظم وقعه، وانتفع به وبمؤلّفه أهل المذهب، تولّى المترجم مشيخة الجامع الأمويّ ونظارته لحسن نظره، وسداد فطنته، ونباهته، وإدارته، وديانته، وصيانته، وأمانته، فصارت تعليقات الجامع جميعها تحت يده، فضبطها أتمّ ضبط، وعمّر الجامع أحسن تعمير، بحيث أخبرني جمّ غفير من أهل دمشق أنّهم لم يروا الجامع في حسن العمارة والرّونق والضّبط لمصالحه الجليلة والدّقيقة مثلما رأوه في أيّام المذكور، بحيث صار مشهورا في ذلك، ومشى على سنّته ولده الشّيخ سعدي أفندي لمّا تولّى بعد وفاة والده، وكان المترجم صدرا، نبيلا، رئيسا، محتشما، ذا همّة عالية، ومروءة كاملة، ورئاسة جليلة، مرجعا للخاصّ والعامّ، ملجأ في الأمور المهمّة، والخطوب المدلهمّة. وكتب على الفتاوى كتابات حسنة، وكان له جاه عريض عند الملوك والأمراء فمن دونهم، ونفع الله هذا المذهب بعلمه وماله وجاهه، وقرأ عليه جميع حنابلة الشّام وغيرهم من بقيّة المذاهب، ومن ورد إلى دمشق لطلب العلم/ فانتفع به خلق كثير منهم الشّيخ حسن الشّطّي السّابق الّذي شرح «زوائد الغاية» وغيره. توفّي سنة 1240
(2)
.
(1)
اسمه: «مطالب أولى النهى في شرح غاية المنتهى» مطبوع في ستّ مجلّدات وفي جمعيّة التّراث في الكويت نسخة خطية أصليّة من الكتاب المذكور.
(2)
في «مختصر طبقات الحنابلة» جعل وفاته سنة 1243 هـ.
763 -
مصطفى بن صلاح الدّين الجعفريّ النّابلسيّ، نقيب الأشراف بالدّيار النّابلسيّة، وعالم هاتيك المعالم السّنيّة، جمع بينسيادة العلم والنّسب، وبلغ من الرّئاسة كوالده أعلى الرّتب
.
ولد بنابلس، ونشأ بها، وتلا القرآن العظيم، وطلب العلم فقرأ على والده، وتفقّه على عمّه السّيّد أحمد، وأخذ الحديث عن الشّيخ أبي بكر الأحزمي شارح «الجامع الصّغير» وعن غيره، ونبل قدره، واشتهر بالفضل بين العلماء أمره، ودرّس، وأفاد، وهرعت إليه الطّالبون والورّاد، وكان رحمه الله كثير التّهجّد، رحيب النّاد، كريم السّجايا والأياد.
وكانت وفاته في أواخر رمضان سنة 1115، ودفن بتربتهم. قاله في «سلك الدّرر» .
764 -
مصطفى بن عبد الحقّ النّابلسيّ، ثمّ الدّمشقيّ، الشّيخ، الفاضل، البارع، الفقيه، الفرضيّ، الحيسوب
.
قال في «سلك الدّرر» : قدم من بلده نابلس في سنة 1111 وسكن في
763 - مصطفى الجعفريّ النّابلسيّ، (؟ - 1115 هـ):
أخباره في «مختصر طبقات الحنابلة» : (116)، و «التّسهيل»:(2/ 166).
وينظر: «سلك الدّرر» : (4/ 183).
764 -
ابن عبد الحقّ النّابلسيّ اللّبديّ، (؟ - 1153 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (277)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(122)، و «التّسهيل»:(2/ 173).
وينظر: «سلك الدّرر» : (4/ 184).
مدرسة جدّي الشّيخ مراد، ولازم الشّيخ أبا المواهب، وتلميذه الشّيخ عبد القادر التّغلبيّ، وقرأ عليهما كتبا عديدة في فقه مذهبه، منها «الإقناع» و «المنتهى» وفي الفرائض والحساب شيئا كثيرا، ولازم دروس أبي المواهب في الجامع الأمويّ بين العشائين، وسمع منه عدّة من كتب الحديث، منها «الجامع الكبير» للسّيوطيّ، ثمّ بعد وفاته لازم دروس التّغلبيّ لمّا جلس مكان أبي المواهب إلى أن مات، ثمّ دروس حفيده الشّيخ محمّد المواهبيّ لمّا جلس مكان جدّه، وأعاد له إلى أن توفّي، وكان المترجم بارعا في الفقه، كثير الاستحضار لفروعه، ماهرا في الفرائض وعلم الغبار، حتّى كاد ينفرد بمعرفة هذين الفنّين بدمشق، وكان ديّنا، صالحا، ورعا، متواضعا، ومناقبه جمّة وقد تمرّض بمرض طويل إلى أن توفّي في غرّة رمضان سنة 1153.- انتهى-.
قلت: وهو من مشايخ العلّامة السّفّارينيّ.
قال في «ثبته» : ومن مشايخي: الشّيخ، الإمام، الفقيه، الفرضيّ، الحيسوب، الهمام، العلّامة، المحقّق، والفهّامة، المدقّق، الشّيخ مصطفى ابن الشّيخ عبد الحقّ اللّبديّ الحنبليّ فإنّي صحبته وقرأت عليه غالب مشاهير كتب المذهب، وباحثته وراجعته في كلّ مأخذ منها ومأرب، وقال- في موضع آخر- ونسبته إلى كفر اللبد من قرى جبل نابلس، وارتحل منها شيخنا المذكور إلى دمشق الشّام فاستوطنها، ومات بها، وله بدمشق الشّام نسل وذريّة طلبة علم، والحمد لله./
765 -
مصطفى بن عليّ المعروف ب «ابن ميّاس» البعليّ، الدّمشقيّ
.
قال في «سلك الدّرر» : الشّيخ، الإمام، الفقيه، النّحويّ، النّاسك، الورع، أخذ الفقه عن الشّيخ محمّد بن بلبان الصّالحيّ الدّمشقيّ، وقرأ العلوم على الشّيخ علاء الدّين الحصكفيّ مفتي الحنفيّة بدمشق وغيرهما، وصارت له بعض وظائف بدمشق منها خطابة جامع التّوبة الكائن في العقيبة
(1)
.
وتوفّي في صفر سنة 1141، ودفن بمرج الدّحداح.
765 - ابن ميّاس البعليّ، (؟ - 1141 هـ):
أخباره في «التّسهيل» : (2/ 172). وينظر: «سلك الدّرر» : (4/ 190).
- منصور بن محمّد بن إبراهيم بن عبد الله أبا الخيل العنيزيّ النّجديّ الحنبليّ (ت 1196 هـ).
يظهر أنّ المؤلّف حذفه عمدا. فقد نقل ابن بشر وغيره أنّ الإمام عبد العزيز بن محمد آل سعود عيّنه إماما وقاضيا وأميرا في بلد الخبراء من بلدان القصيم، فلمّا خرج أهل القصيم عن طاعة الإمام قتلوا من عندهم من المرشدين، قتلوه- رحمه الله وهو خارج لصلاة الجمعة.
يراجع: و «عنوان المجد» : (1/ 146)، و «تاريخ بعض الحوادث»:(119)، و «علماء نجد»:(3/ 954). وتراجع ترجمة حفيدة عبد الله بن فايز ابن منصور في موضعها. وله ذكر في تاريخ ابن غنّام.
- ومنصور بن مصبّح الباهلي. من قضاة أجود بن زامل. يراجع: «عنوان المجد» : (2/ 303).
(1)
جامع التّوبة في «ثمار المقاصد» : (100)، و «الدّارس»:(2/ 426).
العقيبة بالتّصغير من أحياء دمشق.
766 -
منصور بن يونس بن صلاح الدّين بن حسن بن أحمد بن عليّ بن إدريس، أبو السّعادات البهوتيّ
.
قال المحبّيّ: شيخ الحنابلة بمصر، وخاتمة علمائهم بها، الذّائع الصّيت، البالغ الشّهرة، وكان عالما، عاملا، ورعا، متبحّرا في العلوم الدّينيّة، صارفا أوقاته في تحرير المسائل الفقهيّة، ورحل النّاس إليه من الآفاق؛ لأجل أخذ مذهب الإمام أحمد رضي الله عنه، فإنّه انفرد في عصره بالفقه، وأخذ عن كثير من المتأخّرين من الحنابلة منهم الجمال يوسف البهوتيّ، والشّيخ عبد الرّحمن البهوتيّ، والشّيخ محمّد الشّاميّ المرداويّ، وأكثر أخذه عنه، وأخذ عنه الشّيخ محمّد، ومحمّد بن أبي السّرور البهوتيّان، وإبراهيم بن أبي بكر الصّالحيّ، وغيرهم، ومن مؤلّفاته
(1)
«شرح الإقناع» ثلاثة
766 - منصور البهوتيّ، (1000 - 1051 هـ):
أحد كبار أئمة المذهب، شيخ الحنابلة وإمامهم في مصر دون مدافع، شارح «الإقناع» و «المنتهى» وصاحب «عمدة الطّالب» ، شيخ شيوخ الحنابلة في مصر والشّام ونجد. أخباره في «النّعت الأكمل»:(210)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:
104، و «التّسهيل» ، وينظر:«خلاصة الأثر» : (4/ 426)، و «عنوان المجد»:(2/ 323) ترجمة حافلة، و «هدية العارفين»:(2/ 476)، و «الأعلام»:(7/ 307)، و «معجم المؤلّفين»:(13/ 23).
(1)
مؤلّفاته كلّها موجودة لم يفقد منها شيء، وهي من أصول مراجع الفقه في مذهب أحمد، وعليها المعتمد والمعوّل لدى علمائه، وهي من أوائل الكتب التي عرفت طريقها إلى النّشر وأفاد منها الطّلبة جيلا بعد جيل.
أجزاء
(1)
(2)
للتّقيّ الفتوحيّ و «حاشية على المنتهى» و «حاشية على الإقناع» و «شرح على زاد المستقنع» للحجّاوي
(3)
و «شرح المفردات»
(4)
للشّيخ محمّد بن عبد الهادي
(5)
وكان ممّن انتهى إليه
- ولا زال كتابه «الرّوض المربع» بيد جميع طلبة العلم في كلّية الشّريعة بمكة الآن، عمدة الفقهاء، ومنهج الدّارسين، ومرجع الشّيوخ. وفي المكتبة الوطنية بعنيزة منه نسخة خطيّة ثمينة؛ صحّحها شيخ شيوخنا الشّيخ الفقيه عبد الرّحمن بن ناصر السّعدي- رحمه الله على سبع نسخ، نسختين مطبوعتين، وخمس نسخ خطيّة معتبرة مصححة بعضها على خطّ المؤلّف كذا قال رحمه الله. وكتب سنة 1340 هـ.
وفي المكتبة المذكورة نسخة أخرى عليها تعليقات الشيخ عبد الرّحمن ابن سعدي وتلميذه شيخنا ابن العمّ الشيخ محمّد بن صالح العثيمين وفّقه الله تعالى وجزاه عني خيرا. وكذلك كتبه الأخرى جعل الله فيها من البركة والنّفع الشّيء الكثير. وهذه- إن شاء الله- آية توفيقه، ونبل مقصده، وحسن مراده، وصحة نيّته، رحمه الله رحمة واسعة.
(1)
اسمه: «كشّاف القناع» وهو مطبوع.
(2)
شرحه على «المنتهى» اسمه: «دقائق أولي النّهى
…
».
(3)
هو: «الروض المربع
…
» الآنف الذكر.
(4)
اسمه: «المنح الشّافيات
…
» وهو مطبوع. وقوله: «للشيخ محمد بن عبد الهادي» وهم صوابه: «محمد بن علي بن عبد الرّحمن المقدسي الصالحي المتوفى سنة 820 هـ.
(5)
ومن مؤلفاته: «عمدة الطّالب» شرحه الشيخ عثمان بن أحمد بن قائد النّجدي.
ينظر ترجمته. ويراجع «معجم المطبوعات العربية والمعربة» : (599).
يستثنى من مؤلّفاته «المنسك» فإنّي لم أقف عليه.
الإفتاء والتّدريس، وكان سخيّا له مكارم دارّة، وكان في كلّ ليلة جمعة يجعل ضيافة ويدعو جماعته المقادسة، وإذا مرض أحد منهم عاده، وأخذه إلى بيته ومرّضه إلى أن يشفى، وكانت النّاس تأتيه بالصّدقات فيفرّقها على طلبته في المجلس، ولا يأخذ منها شيئا، وكانت وفاته ضحى يوم الجمعة عاشر شهر ربيع الثّاني سنة 1051 بمصر، دفن في تربة المجاورين رحمه الله تعالى.- انتهى-.
أقول: ومن تصانيفه أيضا «العمدة» في الفقه و «منسك» مختصر، وذكر تلميذه الشّيخ محمّد بن أحمد الخلوتيّ ما نصّه على هامش «المنتهى» بلغت قراءة على شيخنا العلّامة من طنّت حصاة فضله في الأقطار، ومن لم تكتحل عين الزّمان بثانيه ولا اكتحلت فيما مضى من الأعصار، وهو أستاذي وخالي الرّاجي لطف ربّه العليّ منصور بن يونس البهوتيّ الحنبليّ، مرض من يوم الأحد/ خامس شهر ربيع الثّاني، ومات يوم الجمعة عاشره من سنة 1051، وكانت ولادته على رأس الألف فعمره إحدى وخمسون سنة، كسنة وفاته، رحمه الله ورفعه من الفردوس أعلى غرفاته.- انتهى-.
وبالجملة فهو مؤيّد المذهب ومحرّره، وموطّد قواعده ومقرّره، والمعوّل عليه فيه، والمتكفّل بإيضاح خافيه، جزاه الله أحسن الجزاء.
767 -
موسى بن أحمد بن موسى بن سالم بن أحمد بن عيسى بن سالم، شرف الدّين، أبو النّجا الحجّاويّ، المقدسيّ، ثمّ الصّالحيّ
.
ولد بقرية حجّة- بفتح الحاء المهملة وبعدها جيم مشدّدة وآخرها هاء تأنيث- من قرى نابلس في سنة (
…
) وبها نشأ، وقرأ القرآن وأوائل الفنون، وأقبل على الفقه إقبالا كلّيّا، ثمّ ارتحل إلى دمشق فسكن في مدرسة شيخ الإسلام أبي عمر، وقرأ على مشايخ عصره، ولازم العلّامة الشّويكيّ في الفقه إلى أن تمكّن فيه تمكّنا تامّا، وانفرد في عصره بتحقيق مذهب الإمام أحمد، وصار إليه المرجع، وأمّ بالجامع المظفّريّ عدّة سنين، واشتغل عليه جمع من الفضلاء ففاقوا
(1)
.
767 - موسى الحجّاويّ، (895 - 968 هـ):
أحد أركان المذهب، مرسي قواعده ومشيّد بنيانه المدافع عنه، المحتجّ له في القرن العاشر شيخ المتأخّرين من علمائه، وأستاذ المتقدّمين من رافعي لوائه في الدّيار النّجديّة، مؤلّف «الزّاد» و «الإقناع» و «حاشية التّنقيح»
…
أخباره في «النّعت الأكمل» : (124)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(84).
وينظر: «ذخائر القصر» : (105)، و «الكواكب السّائرة»:(3/ 215)، و «شذرات الذّهب»:(8/ 327)، و «عنوان المجد»:(2/ 304)، و «الأعلام»:(8/ 267)، و «معجم المؤلفين»:(13/ 34). ذكر ابن طولون مولده في «ذخائر القصر» سنة 895 هـ، قرأ عليه المسلسل بالمحمدين واستجازه يوم الثلاثاء تاسع عشر ذي الحجّة سنة 944، ومات ابن طولون قبله سنة 953.
(1)
ممّن أخذ عنه من علماء نجد أحمد بن محمّد بن مشرّف، وزامل بن سلطان قاضي الرّياض، وأبو النّور عثمان بن محمّد بن إبراهيم بن أبي جدّه ويعرف ب «ابن أبي-
قال في «الشّذرات» : هو الشّيخ، الإمام، العلّامة، مفتي الحنابلة بدمشق، وشيخ الإسلام بها، كان إماما، بارعا، محدّثا، فقيها، أصوليّا، ورعا، ومن تآليفه كتاب «الإقناع» جرّد فيه الصّحيح من مذهب الإمام أحمد، لم يؤلّف مثله في تحرير النّقول وكثرة المسائل، ومنها «مختصر المقنع» عمّ النّفع به مع وجازة لفظه، ومنها «حاشية التّنقيح» وتعقّبه في مواضع كثيرة، ومنها «منظومة الآداب الشّرعيّة» في ألف بيت و «شرحها» ، ومنها «منظومة
- حميدان»، ومحمد بن إبراهيم بن أبي حميدان. النجديّون
…
وغيرهم.
وفي ترجمة ابن أبي حميدان المذكور في «علماء نجد» : (3/ 769)، قال شيخنا ابن بسّام: «
…
رحل إلى الشّام للتّزود من العلم فقرأ على علمائها، وأشهر مشايخه فيها العلّامة شيخ المذهب موسى بن أحمد الحجّاوي مؤلّف «الإقناع» وغيره فلازمه أكثر من سبع سنين ملازمة تامة حتى استفاد منه فائدة تامّة، وأجازه إجازة مطوّلة، أثنى عليه فيها، وجاء في إجازته ما يلي:«وبعد فقد قرأ وسمع عليّ الإمام العالم العلّامة محمد أبو عبد الله شمس الدّين بن الشّيخ برهان الدّين إبراهيم ابن محمّد بن أبي حميدان الشّهير بنسبه الكريم ب «أبي جده»
…
قراءة وسماعا ببحث وتحقيق وتدقيق كتابي «الإقناع»
…
فقد قرأ وسمع الكتاب المذكور مرّتين دروسا مشروحة بقراءته وقراءة غيره
…
قراءة جميع ذلك في مدّة لا تزيد على سبع سنين
…
» وفيها إذنه له بالإفتاء والتّدريس.
أقول: رأيت على ظهر نسخة قديمة من «مجموع المنقور» إجازة لإبراهيم بن محمّد ابن أبي حميدان وهو والد محمّد المذكور في الإجازة السّابقة يقول فيها: «قرأ عليّ وسمع العبد الفقير إلى الله المرحوم الشّيخ برهان الدّين إبراهيم بن محمد بن أبي حميدان الشّهير بنسبه الكريم ب «أبي جده»
…
كتاب «الإقناع» في مدّة تزيد على سبع سنين
…
».-
الكبائر» كلاهما على روي منظومة ابن عبد القويّ.
توفّي يوم الخميس ثاني عشر ربيع الأوّل سنة 968، ودفن بأسفل الرّوضة، تجاه قبر المنقّح من جهة الغرب، ويفصل بينهنا الطّريق.- انتهى-.
- ورأيت أيضا بنسخة من مختصر مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي تملّك بخطّ الحجّاوي، رسمه:«من فيض ربّه العلي أحمد الحجّاوي الحنبلي» .
وعليها تملّك محمّد بن إبراهيم بن أبي حميدان.
ومن طلبته من غير النجديين:
إبراهيم بن محمد الأحدب الصّالحي، وأحمد الوفائي المفلحي
…
وغيرهما.
فائدة في مؤلّفاته: «الإقناع لطالب الانتفاع» مطبوع في مجلدين وللعلماء عليه شروح وحواش وتعليقات مفيدة نافعة. و «زاد المستقنع في اختصار المقنع» .
وهو مشهور عند العلماء وطلبة العلم ب «الزّاد» وهو متن فقهيّ نافع صالح للحفظ حفظناه زمن الطلب، انتفع به النّاس أجيالا وتدارسوه قرونا وانتفعوا به لشرف فنّه وحسن نيّة مؤلّفه وصلاح مقصده، وعلّق عليه وشرحه كثير من العلماء ووضعوا عليه حواشي نافعة مفيدة، ولا تلتفت أخي الكريم إلى ما نشر في الصّحف في أيامنا هذه من كلام حول هذا الكتاب فيكفي هذا الكلام رداءة أنه خبر صحيفة، وأن الذين عابوه كانوا هم أنفسهم من المنتفعين به لكنّهم جعلوه كخبز الشّعير يأكل ويذمّ، وهم بكلّ تأكيد لم يعوه ولم يدركوا حقيقته، وهم معذورون؛ لأنّهم ليسوا من أهله ولا يعرف الخيل إلا فرسانها. وأنصح أمثال هؤلاء أن يجثوا على ركبهم في حلقات الفقهاء، ويخلصوا في الطّلب ويواظبوا على حضور هذه الحلقات ويصغوا بآذان المشفق على العلم، وينظروا إلى «الزّاد» بعين الرّضا أثناء تقرير الشيخ، ويغمضوا عين السّخط بعد انصرافهم من الحلقة، فإنّهم إن فعلوا ذلك وجدوا حلاوة علم الفقه وتمتّعوا بذخائر الزّاد، وبعد ذلك لهم أن يقولوا فيه ما أرادوا، وأنا على يقين أنّهم-
768 -
موسى بن أحمد بن موسى بن عبد الله بن أيّوب، الشّرف الكنانيّ، المقدسيّ، الجمّاعيليّ، ثمّ الدّمشقيّ، الصّالحيّ
.
قال في «الضّوء» : ولد بجمّاعيل بعد الخمسين، ونشأ بمردا، فقرأ بها القرآن، ثمّ تحوّل منها مع أبيه إلى دمشق سنة 60، فحفظ «المقنع» و «ألفيّة النّحو» و «جمع الجوامع» وغيرها، وعرض على جماعة، وأخذ عن البرهان بن مفلح الفقه وأصوله، والزّين عبد الرّحمن الطّرابلسيّ نقيب ابن الحبّال، والشّهاب بن زيد، وقرأ عليه «الصّحيحين» و «سيرة ابن هشام» / وغيرها، ولازم العلاء المرداويّ، والتّقيّ الجراعيّ، وتنزّل في الزّاويةلأبي عمر، وتكسّب بالتّجارة، وتميّز، وقدم القاهرة في ربيع الأوّل سنة 96، واجتمع بي في أواخر جمادى الثّانية، فقرأ عليّ في «الصّحيحين» وسمع «المسلسل» و «حديث زهير العشاريّ» وحديثا من «مسند أحمد» وكتبت له إجازة، وسمع معه التّقيّ البسطيّ الحنبليّ وتناولا ذلك.- انتهى-.
768 - الكنانيّ الجمّاعيليّ، (848 - 926 هـ):
أخباره في «الضّوء اللامع» : (10/ 176).
- سيجدون ما وجده العلماء من الفوائد، ويوفّروا أقلامهم للرّدّ على أهل العبث والإلحاد من أهل فنّهم فينصرفوا عن قلّة الأدب إلى الأدب ويصحّحوا مسار ما يقال في الصّحف من الأشعار، ويثأروا لأنفسهم من استسلام أكثر زملائهم الشعراء والأدباء إلى الثّقافات الدّخيلة والتّخلّي عن تراث أمتنا، وفتح السّاحات والحلقات والمهرجانات والندوات ل «شاعر لا تستحي أن تصفعه» .
وإذا أتتك مذمّتي من ناقص
…
فهي الشّهادة لي بأنّي كامل
ولا أقول: يتركوا الفقه للفقهاء، لكن ليفهموا أولا ثم ليحكموا.
قال الشّيخ جار الله: أقول: وقد عاش بعد المؤلّف نحو عشرين سنة، فكان أحد مشايخه الحنابلة في مدرسة الشّيخ أبي عمر، واجتمعت به فيها، وأخذت عنه بعض مرويّاته سنة 922، وهو طارح للتّكلّف، مع الأصل والتّقشّف، ومحبّة الغرباء وإكرامهم، وأنا ممّن أكرمني منهم، ثمّ عدت لبلدي، وبلغني أنّه مات بعدي يوم الأحد ثامن ربيع الأوّل سنة 926 بالصّالحيّة، ودفن بها في مقبرة الشّيخ أبي عمر خارج الحوّاقة.- انتهى-.
وقال ابن طولون: هو شرف الدّين أبو عمران الشّهير ب «ابن الفقيه أيّوب» ميلاده بقرية مردا من أعمال نابلس سنة 848 - تقريبا- وحفظ القرآن و «المقنع» و «ألفيّة ابن مالك» ، وذكر لي أنّه قرأ الكتب السّتّة على أبي العبّاس ابن زيد، وكذا «سيرة ابن هشام» وسمع على أخيه الشّيخ عليّ، والنّظام ابن مفلح، والبرهان بن مفلح، وأنّه أخذ عن البرهان الباعونيّ، وأبي الفرج بن الشّيخ خليل، والبرهان بن جماعة المقدسيّ، والكمال بن أبي شريف، وسمع من الشّمس السّخاويّ المسلسل بالأوّليّة وأشياء، وكتب لي إجازة بذلك، وقال فيها إنّ مؤلّفاته إلى غاية سنة 926 بلغت مائة وستّين، وقرأ على أبي عبد الله محمّد بن أحمد بن أبي عمر بمنزله بالبرقوقيّة الباب الأوّل والأخير من «الصّحيحين» ، وقرأ على غير من ذكر وأجازوه، وتفقّه بالشّيخ علاء الدّين المرداويّ صاحب «التّنقيح» وأجازه، وقرأ «العمدة» الفقهيّة للموفّق على الشّهاب بن زيد حلّا ورواية، ولم يستوعبها، وسمعت منه المسلسل بالأوّليّة والقطع المذكورة من «الصّحيحين» وعدّة أشياء، ولازمته كثيرا وهو الّذي صحّحت عليه «ألفيّة ابن مالك» بل حفظي لها بمنزله، وكثيرا ما كان يجيء
معي إلى منزلي، ونذهب معه إلى البرّيّة، وحصل لي منه النّفع التّامّ، ونقلت عنه فوائد عديدة، إلى أن قال: ثمّ تسبّب بالكتابة، وكان خطّه حسنا، فكتب الكتب الكبار، وأكثر من المصاحف، ودولب الحباكة من تحت يده.
- انتهى-.
قلت: رأيت نسختين من «التّنقيح» بخطّه وهو في غاية الحسن والنّورانيّة.
769 -
موسى بن الحسين بن محمّد بن عليّ بن محمّد بن أبي الرّجال أحمد بن عبد الله بن عيسى بن أحمد بن عليّ بن محمّد بن محمّد، القطب الحسينيّ، اليونينيّ، البعليّ
.
قال في «الضّوء» : ولد في ربيع الأوّل سنة 762، واشتغل في الفقه والفرائض والنّحو على الشّمس بن اليونانيّة، وفي الفرائض على أبيه، وسمع «صحيح مسلم» على أحمد بن عبد الكريم البعليّ، و «التّوكّل» لابن أبي الدّنيا على أحمد بن محمّد بن راشد بن خطليشا، و «الصّحيح» على محمّد بن عليّ ابن أحمد اليونيني، ومحمّد بن محمّد بن إبراهيم الحسنيّ، ومحمّد بن محمّد الحرديّ، وقرأ «السّيرة» لابن إسحاق على النّجم بن الكشك، وحدّث، وسمع منه الفضلاء.
مات قريب الأربعين.- انتهى-.
قلت: رأيت جزءا من «الفروع» بخطّه وهو خطّ حسن.
769 - القطب اليونينيّ البعليّ، (762 - قريب 840 هـ):
أخباره في «الضّوء اللامع» : (10/ 181)، و «معجم ابن فهد»:(298).
- ووالده لم أظفر له بترجمة
(1)
، ورأيت جزءا من «الآداب الكبرى» بخطّه بتاريخ سنة 786، وهو خطّ متوسّط.
770 -
موسى بن فيّاض بن موسى بن فيّاض، أبو البركات، شرف الدّين، المقدسيّ، الصّالحيّ
.
770 - ابن فيّاض الفندقيّ، (قبل سنة 700 - 778 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (3/ 8)، و «الجوهر المنضّد»:(168)، و «المنهج الأحمد»:(465)، و «مختصره»:(165).
وينظر: «درّة الأسلاك» : (245)، ومعجم ابن ظهيرة «إرشاد الطّالبين»:(533)، وثبت الحلبيّ (ابن الحنبلي)، و «إنباء الغمر»:(1/ 466)، و «الدّرر الكامنة»:(5/ 150)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 243)، و «الدّليل الشّافي»:(2/ 752)، و «الدّارس»:(2/ 124)، و «الشّذرات»:(6/ 259).
قال طاهر بن حبيب في تكملة درّة الأسلاك لوالد الحسن بن عمر بن حبيب- رحمهما الله-: ([778 هـ] وفيها توفي قاضي القضاة شرف الدّين، أبو البركات موسى بن جمال الدّين أبي الجود فيّاض عبد العزيز بن فيّاض المقدسيّ الصّالحيّ-
(1)
ترجمة والده في «الجوهر المنضّد» : (33)، قال:«الحسين بن محمّد بن علي بن أبي الحسين اليونيني الحنبلي، الشّيخ، الإمام، العالم، البارع، العلّامة أفتى، ودرّس، حفظ «المقنع» و «الخلاصة» عرف ذكاؤه، واشتهر دينه، وهو والد الشّيخ القطب موسى المذكور في حرف الميم، وكانت وفاته ببعلبكّ المحروسة في حدود التّسعين والسّبعمائة».
ولكنّه لم يذكر ابنه موسى في حرف الميم كما وعد فلعلّه سها عنه.
والقطب اليونينيّ هذا غير سميّه القطب اليونيني المؤرّخ المتقدّم (ت 726 هـ).
فليعلم.
قال في «الدّرر» : تقدّم إلى حلب ودرّس، وكان سمع من الحجّار فحدّث عنه، وسمع/ عليه ابن عساكر، وبرهان الدّين
(1)
المحدّث، وهو أوّل من ولي قضاء الحنابلة بحلب سنة 748، واستمرّ خمسا وعشرين سنة.
وقال: وكان صالحا، ورعا، مطّرحا للتّكلّف، معظّما للشّرع.
مات سنة 778 عن ثلاث وتسعين سنة، قاله ابن حبيب، وقال البرهان صاحبه: كان مولده سنة 93، فعلى هذا ما جاوز التّسعين، وكان ترك القضاء لولده
(2)
أحمد قبل موته بخمس سنين.
- الحنبليّ، عالم عامل، ذو وجود وافر، وفضل كامل، كثير الخير والتّواضع، والمصادقة للإخوان والتّواضع، حسن الأخلاق والطّريقة، متين الدّين في المجاز من أموره والحقيقة، لطيف المزاح مطّرح للكلفة، ظريف المنطق، جميل المخالطة والألفة، قليل الرّغبة في الدّنيا كثير العمل للإخوة، حسن المعاملة مع الله بقلب يقظ وعين ساهرة لا يفتر عن ذكر الله تعالى في السّكون والحركة، لا يملّ من الاستكثار من الخير والازدياد من البركة، مثابر على إقامة الحقّ والرّكون إليه، مجتهد فيما يرضي الله ورسوله حريص في العمل عليه، يأمر بالمعروف الخاصّ والعامّ، وينهى عن المنكر على الاستمرار والدّوام، قدم حلب وسكنها وثبّت بها قواعد الخير ومكّنها، وباشر التّدريس والتّدبير، وأجمل في إلقاء المسائل والتّقرير. ثم ولي الحكم، وهو أوّل حنبليّ باشره بحلب، واستمرّ نيفا وعشرين سنة، مجتهدا في الخير مجدّا في الطّلب، ثم تركه ونزل عنه لولده وانقطع موجّها إلى العبادة مشتغلا فيما هو بصدده، وأقام على هذه الحالة المباركة والشأن السّعيد إلى أن نزل به-
(1)
يقصد به: برهان الدّين الحلبيّ.
(2)
ابنه هذا ذكره المؤلّف في موضعه.
قرأت بخطّ محمّد بن يحيى بن سعد في ذكر شيوخ حلب سنة 48 أنّ شرف الدّين هذا سمع «الصّحيح» من الحجّار وأبي بكر بن أحمد بن عبد الدّائم، وعيسى المطعّم سنة 712، سمع على التّقيّ سليمان «جزء ابن مخلد» وعلى أبي بكر، والحجّار.
771 -
موسى البيت لبديّ، شرف الدّين الصّالحيّ
.
قال ابن طولون: كان يسمع معنا على أبي الفتح المزّيّ والمحدّث جمال الدّين بن المبرد، ولبس خرقة التّصوّف من شيخنا أبي عراقيّة
(1)
، وقرأ عليه «محنة الإمام أحمد» رضي الله عنه جمع ابن الجوزيّ، وأشياء أخر.
توفّي يوم الجمعة سلخ شهر ربيع الأوّل سنة 945. قاله في «الشّذرات».
- حادث الموت الذي ليس عنه محيد، وكانت وفاته بحلب عن نيّف وتسعين سنة تغمّده الله تعالى برحمته».
ولابن فيّاض هذا رواية في الحديث وأسانيد ذكرها ابن جمعة الحلبي المعروف ب «ابن الحنبلي في «ثبته» تركتها خشية الإطالة. وهذا الثبت عندي في مجلّد ضخم وفيه فوائد لا تحصى فسبحان الذي أحاط بكل شيء علما.
771 -
البيت لبدى، (؟ - 946 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (108)، و «التّسهيل»:(2/ 132).
وينظر: «الكواكب السّائرة» : (2/ 253)، و «الشّذرات»:(8/ 267).
(1)
انظر: التعليق على الترجمتين رقم 5، 37.
772 -
موسى الكفيريّ النّابلسيّ، الشّيخ، الصّالح، المبارك
.
أصله من «طوباس» - بضمّ الطّاء المهملة- من قرى نابلس، قرأ القرآن فحفظه، ثمّ طلب العلم تلقينا، فارتحل إلى دمشق فحفظ جملة مختصرات في الفقه تلقينا، وفتح الله عليه فصار يدرّس من غير نسخة كالعميان، وجعل الله في تعليمه بركة وفتوحا، لتقواه، وخشوعه، وزهده، وصار للنّاس فيه اعتقاد تامّ
(1)
يتلمّسون دعاءه وبركته، ومن مشايخه الشّيخ مصطفى الرّحيبانيّ شارح «الغاية» وغيره، وكان رفقته في الطّلب يثنون عليه بكلّ جميل، وتزوّج ابنة الشّيخ عبد القادر السّفّارينيّ حفيد العلّامة المشهور.
توفّي في حدود الخمسين والمائتين ظنّا وخلّف ولده الشّيخ صالح وهو كاسمه، يقصده النّاس للاستخارة فقلّ أن تخطئ.
772 - الكفيريّ، (ت 1250 هـ ظنّا):
لم أعثر على أخباره.
(1)
انظر: التعليق على الترجمتين رقم 5، 37.
«حرف النّون»
773 -
ناصر بن سليمان بن محمّد بن أحمد بن عليّ بن سحيم- بضمّ السّين وفتح الحاء المهملتين، ثمّ ياء تحتيّة ساكنة
-.
ولد في بلد سيّدنا الزّبير من أعمال البصرة، وقرأ على مشايخها، وارتحل إلى الأحساء للأخذ عن علّامتها الشّيخ محمّد بن فيروز، فقرأ عليه في أنواع العلوم حتّى أدرك ما أمّل، وقرأ على غيره أيضا وأجازوه منهم قاموس البلاغة
773 - ابن سحيم الزّبيريّ النّجديّ، (؟ - 1226 هـ):
أخباره في «التّسهيل» : (2/ 201).
ويراجع: «سبائك العسجد» : (56)، و «علماء نجد»:(3/ 960)، و «إمارة الزّبير»:(3/ 70).
ونقلوا عن «السّحب» ما عدا صاحب سبائك العسجد لتقدّمه على المؤلّف، وقد صرّحوا بذلك ما عدا شيخنا ابن بسّام فإنّ ترجمته كلّها منقولة عن «السّحب» باختصار دون إشارة إليه؟! وزاد شيخنا حديثا مقتضبا عن قبيلته وتحديد سنة مولده 1177 هـ.
ورأيت بخطّه «بهجة النّاظر المنتخب من صيد الخاطر» لشيخه محمد بن سلّوم كتبها سنة 1228 هـ؟! وقارن بوفاته.
ورضيّ العربيّة
(1)
الشّيخ عبد الله بن محمّد الكردي، ناظم «حروف المعاني»
(1)
يقصد ب «رضيّ العربيّة» الذي كالرّضي في العربيّة، والرّضيّ: هو رضيّ الدّين ونجم الدّين أيضا. الحسن بن محمّد الاسترآباذي النّحوي (ت 688 هـ) صاحب الشّرح على الكافية المشهور عند العلماء ب «شرح الرّضي» والمقصود: هو عبد الله ابن محمّد البيتوشيّ العراقيّ الأصل الكرديّ مولده ببيتوش، وانتقل إلى بغداد ثم انتقل إلى الأحساء هو وعمّه محمود، وطاب له المقام في كنف الشّيخ أحمد بن عبد الله بن محمّد بن عبد القادر الأحسائي- رحمه الله فكان يواصلهما ويحتفي بهما ويبالغ في إكرامهما، فألّف برسمه كتابه «كفاية المعاني في حروف المعاني» وهي منظومة جيّدة اقتنيتها وهي مخطوطة وكنت حريصا على حفظها، وحفظت منها شيئا وأنا في الرّياض قبل مجيئي إلى مكة أي: قبل عام 1391 هـ، ثم وجدتها مطبوعة في اسطانبول في رحلتي إليها، وهي مطبوعة سنة 1289 هـ نظمها المؤلّف سنة 1191 هـ، ثمّ رأيت لها ثلاثة شروح أحدها مطول، والثّاني مختصر إلى حدّ ما، وهو لا يبعد عن المطول كثيرا، والثالث صغير كلها من تأليفه، وللأخير نسخ كثيرة جدّا وقفت على أغلبها ولله الحمد.
وكتابه «الزّواجر» الذي ذكره المؤلّف يظهر لي- والله أعلم- أنّه منظومته التي تسمى «حديقة السّرائر في نظم الكبائر» وشرحها اسمه «المبشّرات بشرح المكفّرات» .
وعاد الشّيخ البيتوشيّ من الأحساء إلى بلده «بيتوش» من قرى الأكراد في شمال العراق مما يلي إيران ثم عاد إلى بغداد فالبصرة فالأحساء، واختلف في وفاته فقيل في الأحساء، وقيل في البصرة وهو الصّحيح سنة 1211 هـ.
وله مؤلّفات كثيرة جدّا وأغلبها موجود رأيت أغلبها في نسخ متعدّدة في مكتبات البصرة وبغداد والسّليمانية والموصل والأحساء والمدينة، وتوجد لمؤلّفاته نسخ في مكتبات مختلفة في العالم.
وقد عرّفت به وبآثاره تعريفا مطوّلا في مذكراتي الخاصّة.
و «الزّواجر» وشارحها فرجع إلى بلده، وشرع يدرّس ويفيد، وكان عالما، عاملا، ورعا، صالحا، له شهرة، وذكر عال، لما جمع من العلم والتّقوى، ومدحه الأفاضل بالنّظم والنّثر، ومنهم لسان الزّمان، ونابغة الأوان الشّيخ عثمان ابن سند البصريّ المالكيّ، فقد كتب من نّسخة من «منظومته» في أصول الفقه بخطّه المنمّق البديع، وأهداها إلى المذكور، وكتب عليها ما نصّه:
الحمد لله الكريم المفضل
…
مصلّيا على ختام الرّسل
وآله العزّ الثّقات السّاده
…
وصحبه اليمن التّقاة القاده
ما نسجت أنامل الأقلام
…
مطارف الإبداع للأنظام
هذا وإنّي قد قضيت نظما
…
من هذه البكر العروب العصما
نمّقتها بالرّقم والكتابه
…
مزفوفة لباهر النّجابه/
المنتهى في سائر الفنون
…
حتّى شأى مؤلّف الفنون
كما إليه المنتهى والغايه
…
في صحّة الإسناد والرّوايه
مغني اللّبيب غنية الألباب
…
بل بهجة الخلّان والأصحاب
ومقنع الطّلّاب في العلوم
…
ونزهة الأفكار والفهوم
ناصر النّاصر دين الباري
…
بعضب علم مصلت بتّار
زففت هذه الغادة الغريده
…
بل هذه اليتيمة الفريده
إلى جنابه التّليد المجد
…
وفهمه الماضي الحديد الحدّ
إذ طالما تشرف بالزّفاف
…
شريفة زفّت إلى أشراف
فأسأل الله الّذي يسّرها
…
بأن يفيح في حماه نشرها
والحمد لله مع الصّلاة
…
على النّبيّ خاتم الهداة
وكان خطّ المترجم مضبوطا، نيّرا، وهو من بيت علم وفضل، ولجدّه محمّد ردّ على ابن عبد الوهّاب
(1)
، أجاد فيه، وإيّاه عنى الشّيخ محمّد بن
(1)
أقول: لأبيه سليمان رسالة ردّ بها على الشّيخ محمّد بن عبد الوهّاب أيضا. ذكرها ابن غنّام في «تاريخه» : (2/ 89)، وينظر:(112، 279، 342). وقبله ردّ لجدّه-
فيروز بقوله- من إجازته للشّيخ ناصر المنظومة-:
وجدّه الأجلّ ممّن قمعا
…
مبتدع العارض فيما ابتدعا
وبيته الرّفيع في العلوم
…
أرفع بيت شيد في القديم
إلى آخره.
وتوفّي المترجم سنة 1226 في بلد سيّدنا الزّبير رضي الله عنه.- وتوفّي والده سنة 1181، وكان من أهل العلم والفضل، وكذلك والده أحمد.
- ومن أقاربه عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن سحيم
(1)
كتب كتبا كثيرة، منها «منظومة ابن عبد القويّ» في الفقه مؤرّخ سنة 1177 وخطّه حسن.
- محمد المذكور.
قال الشّيخ محمّد بن عبد الوهّاب- رحمه الله: «يعلم من يقف عليه إنّي وقفت على أوراق بخطّ ولد ابن سحيم، يريد أن يصدّ بها النّاس عن دين الإسلام وشهادة أن لا إله إلا الله فأردت أن أنبّه على ما فيها من الكفر الصّريح، وسبّ دين الإسلام، وما فيها أيضا من الجهالة التي يعرفها العامّة فأمّا تناقض كلامه فمن وجوه
…
».
تراجع في «تاريخ ابن غنّام» .
(1)
لعل هذا هو الذي يكاتب الشّيخ محمّد بن عبد الوهّاب- رحمه الله ويسميه الشّيخ أو ابن غنام «مطوّع أهل المجمعة» ، يراجع:«تاريخ ابن غنّام» : (2/ 51، 57، 89، 93). ويظهر أنّه يوافق الشّيخ محمّد بن عبد الوهّاب- رحمه الله فقد أرسل إلى الشّيخ رسالتين يستفسر فيهما عن كتاب «المويس» وكتاب «سليمان بن سحيم» وأجابه الشّيخ الإمام- رحمه الله عليهما إجابة شافية جاء في أولها: «من محمّد بن عبد الوهّاب إلى عبد الله بن سحيم حفظه الله تعالى
…
»، والشّيخ إذا كتب إلى المخالفين أو المعاندين كتب: هدانا الله وإياه، وما أشبه ذلك.
وانظر: التعليق على الترجمة رقم: 33.
774 -
ابن النّبّاش:
ذكره ابن رجب في ترجمة صفيّ الدّين عبد المؤمن البغداديّ أنّه من أصحابه، وقال: كان آية في الحفظ، غاص في البحر ولم يعرف خبره، قرأت عليه «مختصر الخرقيّ» وسمعت عليه أجزاء، وكثيرا من مصنّفاته، وصحبته إلى الممات، ورأى عند وفاته طيورا بيضا نازلة- رحمه الله تعالى-.
أقول: انظر قوله: «ورأى عند وفاته .. إلى آخر» مع قوله: «لم يعلم خبره» بماذا يجمع بينهما؟!
775 -
نصر الله بن أحمد بن محمّد بن عمر، الجلال، أبو الفتح، التّستريّ، البغداديّ، نزيل القاهرة، والد المحبّ أحمد وإخوته
.
774 - ابن النّبّاش، (؟ -؟):
أخباره في «ذيل طبقات الحنابلة» : (2/ 432).
775 -
نصر الله التّستريّ البغداديّ، (733 - 812 هـ):
هذا هو أصل «آل نصر الله» الأسرة العلميّة البغداديّة الأصل الحنبليّة المصريّة، فآل نصر الله الذين تكاثروا في مصر من نسله، وهم غير آل نصر الله بن هاشم الكنانيين المصريّين العسقلانيّين، الحنابلة القضاة في مصر.
والتّستريّ، بضمّ التّاء المثناة الفوقية المشدّدة، وسكون السّين وفتح التّاء المثنّاة الفوقيّة أيضا الخفيفة، ثمّ راء وياء نسبة منسوب إلى مدينة تستر، قال البكريّ في «معجم ما استعجم»:(312)، «تستر: بالعراق معلومة بضمّ أولها
…
»، وقال ياقوت في «معجم البلدان»:(2/ 29): «بالضّمّ ثم السّكون وفتح التّاء الأخرى وياء: أعظم مدينة بخوزستان» ، وينظر:«الرّوض المعطار» : (140)، و «الأنساب»:(3/ 51).-
قال في «الضّوء» : ولد سنة 733 ببغداد، ومات أبوه وهو صغير فربّاه الشّيخ الصّالح أحمد السّقّا، وأقرأه القرآن، واشتغل بالفقه على والده الشّمس محمّد بن السّقّا، وقرأ الأصول على البدر الإربليّ، والشّمس الكرمانيّ، أخذ عنه «شرح العضد» ، والعربيّة عن الشّمس بن بكتاش، وسمع من الجمال الخضريّ، والكمال الأنباريّ، وأبي بكر بن قاسم السّنجاريّ، والنّور الغوريّ، وحسين ابن سالار وغيرهم، واشتهر بالاشتغال بالحديث، وولي غالب تدريسه الحديث بها كالمستنصريّة والمجاهديّة، ومسجد يانس وكان يذكّر النّاس فيها مدّة، وانتفعوا بذلك، ثمّ خرج منها سنة 89 لمّا شاع أنّ اللّنك/ قصدها فوصل إلى دمشق، فبالغوا في إكرامه، ثمّ قدم القاهرة سنة 90 باستدعاء ابنه، وكان قد دخلها قبله، فاستقرّ في تدريس الحديث بها في مدرسة الظّاهر برقوق بعد موت مولانا زاده في المحرّم سنة 801، ومدح واقفها بقصيدة جيّدة، وعمل في مدرسة مقامه، وكذا وليّ بها تدريس
- أخباره في «الجوهر المنضّد» : (171)، و «المنهج الأحمد» ، و «مختصره»:
177.
وينظر: «معجم ابن حجر» : (310، 391)، و «إنباء الغمر»:(2/ 444)، و «المنهج الجليّ»:(251)، و «الضّوء اللامع»:(10/ 198)، و «حسن المحاضرة»:(1/ 482)، و «الشّذرات»:(7/ 99)، و «البدر الطّالع»:(2/ 316)، و «هدية العارفين»:(2/ 493)، و «الأعلام»:(8/ 30)، و «معجم المؤلّفين»:(13/ 94)، و «تاريخ علماء المستنصرية»:(1/ 373). وترجمته في معجم الحافظ ابن حجر- رحمه الله حلّت إشكالات في تراجم أخرى رحم الله ابن حجر وأثابه.
الحنابلة بعد موت الصّلاح محمّد بن الأعمى سنة 795، وتصدّى للتّدريس والإفتاء، وكان مقتدرا على النّظم والنّثر، وله منظومة في الفقه تزيد على سبعة آلاف بيت، ذكره شيخنا في «معجمه» فقال: اجتمعت به فاستفدت منه، وسمعت من إنشائه، وقد حدّث ب «جامع المسانيد»
(1)
لابن الجوزيّ بإسناد نازل، وقرأت من نّظمه مدحا في بعض القضاة وهو:
شريح ويحيى لو قضاياه شاهدا
…
لكانا له بالفضل أعدل شاهد
ولو شاهد الحبر ابن إدريس درسه
…
لاثنى وأولاه جميل المحامد
وقال في «إنبائه» : إنّه صنّف في الفقه وأصوله، واختصر ابن الحاجب، ونظم في الفقه كتابا، وفي الفرائض أرجوزة في مائة بيت جيّدة في بابها، ومدائح نبويّة.
(1)
كتاب مشهور للإمام عبد الرّحمن بن عليّ بن الجوزيّ وقفت على بعض نسخه ولعلّ أهمها نسخة في الفاتكان في هوامشها إعراب المشكل منه لأبي البقاء العكبريّ (ت 616 هـ) وإعراب العكبريّ مطبوع. قال الحافظ ابن حجر: «وقد حدّث ب «جامع المسانيد» لابن الجوزي بإسناد نازل، وقال:«أنا» زكيّ الدّين أبو بكر عبد الله بن محمّد بن قاسم السّنجاري بقراءتي عليه ببغداد سنة خمس وستين، قال:«أنا» نجيب الدّين علي، وكمال الدّين عمر ولدا محمد بن محمد بن الحسن سبطا ابن فارس الزّجّاج سماعا عليهما، قالا:«أنا» أبو عبد الله محمّد بن يعقوب بن أبي الفرج ابن الدّيّنة قال الأول: سماعا عليه بقراءة جدّي عليه. وقال الثّاني: إجازة منه، قال:
«أنا» أبو الفرج ابن الجوزيّ».
مات في عشري صفر سنة 812 بعد أن مرض طويلا.
قلت: حدّثنا عنه الرّشيديّ وغيره، وقال التّقيّ الكرمانيّ- فيما قرأته بخطّه-: قرأ على والدي «شرح المختصر» للعضد، وأجازه والدي، وانتفعت أنا منه فوائد جمّة وله تآليف مفيدة
(1)
، منها:«مختصر» في الأصول، ونظم «غريب القرآن» وغير ذلك، وكانت محاضرته حسنة، وحصلت له جائحة ببغداد مع الشّهاب أحمد الأبياريّ أوجبت انتقاله إلى ديار مصر فأقام بها إلى أن مات وأثنى على والده بما أوردته في الكبير، وهو في «عقود» المقريزيّ.
(1)
ومن مؤلّفاته الّتي لم يذكرها المؤلّف:
- «أنيس الغريب وجليس الأديب» : في مكتبة الأستاذ عبّاس العزّاويّ- رحمه الله في بغداد نسخة كتبت سنة 816 هـ بقلم يوسف بن يحيى الكرماني. ورأيت في مكتبة وليّ الدّين في «بايزيد» في تركيا نسخة أخرى من هذا الكتاب.
- ومنها «منظومة العوامل المائة للجرجاني» في برلين رقم (6496) أولها:
الحمد لله ربّ العزّة الصّمد
…
علا عن الكفوء والأنداد والولد
ثمّ الصّلاة على المبعوث من مضر
…
محمّد خير مبعوث إلى أحد
وآله السّادة الأطهار ثمّ على
…
مجاهد من صحابيّ ومجتهد
وبعد لا شكّ أنّ النّحو مدخله
…
في كلّ علم دخول الرّوح في الجسد
وقد نظمت إذا منه عوامله
…
لكونها لقوام النّحو كالعمد
والله أسأل منه أن يعمّ بها
…
نفعا وإن كنت خصّصت بها ولدي
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
وفي آخرها: فرغ من تعليقه محمّد بن سيد يوم الجمعة
…
من جمادى الآخر (؟) سنة ستّ وثلاثين وثمانمائة.
776 -
نصر الله بن أحمد بن محمّد بن أبي الفتح بن هاشم بن إسماعيل بن إبراهيم الكنانيّ، العسقلانيّ، الحجّاويّ، الأصل، ناصر الدّين
.
قال في «الدّرر» : ولد سنة 718، وسمع من عبد الله بن محمّد بن يوسف بنابلس، ومن أحمد بن عليّ الجزريّ بدمشق، ومن الحسن بن السّديد بمصر، وغيرهم، وتفقّه فمهر، وناب في الحكم عن صهره موفّق الدّين نحو عشرين سنة، ثمّ اشتغل بالقضاء بعده قريبا من ثلاثين سنة، وكان صارما، مهيبا، متعفّفا عفيفا متصوّنا.
ومات في شعبان سنة 795، قرأت عليه شيئا.
777 -
نصر الله بن عمر بن محمّد بن أحمد بن نصر البغداديّ، جلال الدّين/ أبو الفتح
.
776 - نصر الله الكنانيّ المصريّ، (718 - 795 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (3/ 60)، و «الجوهر المنضّد»:(169)، و «المنهج الأحمد»:(470)، و «مختصره»:(168)، و «التّسهيل»:(2/ 11).
وينظر: معجم ابن ظهيرة «إرشاد الطّالبين» : (536)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 3/ 499)، و «الدّرر الكامنة»:(5/ 163)، و «إنباء الغمر»:(1/ 466)، و «المنهج الجلي»:(251)، و «النّجوم الزّاهرة»:(12/ 138)، و «الدّليل الشّافي»:(2/ 757)، و «الشّذرات»:(6/ 343).
وما ذكره المؤلّف في أخباره عن الحافظ ابن حجر، هو اختصار ما جاء في معجم ابن ظهيرة.
777 -
جلال الدّين البغداديّ، (؟ -؟):
أخباره في «الدّرر الكامنة» : (5/ 163).
قال في «الدّرر» : ولد سنة 704، وكان يدّعي أنّه من ذرّيّة الشّيخ عبد القادر، وآل بيت عبد القادر ينكرون ذلك، وكان يعرف ب «ابن السّمين» ، سمع منه الشّيخ برهان الدّين فضائل نبويّة.
778 -
نعمان بن أحمد الدّمشقيّ القاضي الحنبليّ، قاضي الحنابلة بمحكمة الباب بدمشق
.
قال المحبّيّ: كان من فضلاء الحنابلة ووجهائهم، تفقّه على جماعة، ولزم من أوّل عمره هو وأخوه الشّيخ الفاضل عبد السّلام أديب الزّمان أحمد بن شاهين وتخرّجا عليه، وانتفعا به، علما، وجاها، وولي القاضي نعمان النّيابات بوسيلته والتّقرّب إليه، إلى أن استقرّ آخرا بالباب، وكان أمثل القضاة في عصره، وجيها، مهابا، نقيّ العرض عمّا يدنّس، ملازما خويصّة نفسه، ودرّس بالمدرسة الحجاريّة، وكان له بها خلوة يقيم بها أكثر أوقاته.
وكانت وفاته سنة 1091.
778 - نعمان الدّمشقيّ، (؟ - 1091 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (222)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(109)، و «التّسهيل»:(2/ 155).
وينظر: «خلاصة الأثر» : (4/ 453). وفي المصادر (ت 1071 هـ).
«حرف الواو»
خال
«حرف الهاء»
779 -
هاشم النّابلسيّ المعمّر
.
من مشايخ العلّامة السّفّارينيّ، ويعرف بالسّيّد، وله نسل كثير إلى الآن في نابلس ويعرفون ب «دار هاشم» وينسبون للسّيادة، ونقابة الأشراف في بيتهم، وهم من آل عبد القادر الجعفريّين المشهورين في نابلس، ومنهم قضاة الحنابلة في نابلس، والقدس، والشّام، وقد مرّ منهم جملة.
779 - هاشم النّابلسيّ، (؟ -؟):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (214)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(106).
وينظر: «خلاصة الأثر» : (4/ 492).
«حرف الياء»
780 -
ياسين بن عليّ بن أحمد بن محمّد اللّبديّ، الفقيه الفاضل
.
قال المحبّيّ: رحل إلى مصر- لطلب العلم- سنة 1043، ومكث إلى سنة 1051، وأخذ عن الشّيخ منصور البهوتيّ الحديث، والفقه، والنّحو، وقرأ على الشّيخ عامر الشّبراويّ «شرح ألفيّة العراقيّ» للقاضي زكريّا، وأجازه بها وبما تجوز له روايته، وكان يفتي على مذهب الإمام أحمد ببلاد نابلس، وكان ديّنا، صالحا، تقيّا، حافظا لكتاب الله تعالى.
وكانت وفاته سنة 1058 تقريبا.- انتهى-.
قلت: له تحريرات على «المنتهى» نفيسة.
780 - ياسين اللّبديّ، (؟ - 1058 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (214)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(106)، و «التّسهيل» .
وينظر: «خلاصة الأثر» : (4/ 492).
هذا هو المذكور في إجازة الشّيخ منصور بن يونس البهوتي في رواية «كشاف القناع» : التي ذكرها في هامش ترجمة مرعي المرداوي فلتراجع.
781 -
يحيى بن عبد الكريم بن عبد الرّحمن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة المكّيّ الماضي أبوه وجدّه
.
قال في «الضّوء» : ولد في صفر سنة 871، بمكّة، ونشأ فحفظ القرآن و «أربعي النّوويّ» و «الوجيز» في فرعهم و «أصول ابن اللّحّام» و «ألفيّة النّحو» وعرض، واشتغل على أبيه، وهو ممّن سمع منّي بمكّة سنة 86، ثمّ سنة 93، وسنة 94، وأظنّه عرض عليّ بعض المحفوظات، وسافر بعد أبيه في أثناء سنة 99 بحرا إلى القاهرة، كتب الله سلامته.
782 -
يحيى بن محمّد بن عليّ الكنانيّ العسقلانيّ، أمين الدّين
.
قال في «الشّذرات» : قال ابن حجر: عمّ شيخنا عبد الله بن علاء الدّين، سمع الميدوميّ وغيره، / وحدّث، رأيته ولم يتّفق لي أن أسمع منه.
مات سنة 795.
783 -
يحيى بن محمّد الفومنيّ المكيّ
.
رأيت له فتاوات كثيرة، تدلّ على تمكّنه في الفقه، والظّاهر أنّه تولّى الإفتاء بمكّة المشرّفة في القرن العاشر.
781 - ابن ظهيرة المكّيّ، (871 - ؟):
أخباره في «الضّوء اللامع» : (10/ 235).
782 -
أمين الدّين الكناني، (؟ - 796 هـ):
أخباره في «إنباء الغمر» : (1/ 485)، و «الشّذرات»:(6/ 347).
783 -
الفومني، (؟ -؟):
لم أعثر على أخباره.
784 -
يحيى بن يوسف بن عبد الرّحمن الحلبيّ التّاذفيّ القادريّ، قاضي القضاة نظام الدّين، أبو المكارم، سبط الأثير ابن الشّحنة، وهو عمّ ابن الحنبليّ، شقيق والده
.
ولد سنة 871، وتفقّه على أبيه وأخيه وجماعة من المصريّين، منهم المحبّ بن الشّحنة، والقاضي زكريّا، والبرهان القلقشنديّ، والدّيميّ، والخضيريّ، وغيرهم، وقرأ بمصر على المحبّ بن الشّحنة، والجمال بن شاهين، سبط ابن حجر جميع «مجلس البطاقة» سنة 87، ثمّ لمّا عاد والده إلىحلب متولّيا قضاء الحنابلة ناب عنه فيه، وسنّة دون العشرين، فلمّا توفّي والده أوائل سنة 900، اشتغل بالقضاء بعده، وبقي إلى أن انصرمت دولة الجراكسة، وكان آخر قاض حنبليّ بها، ثمّ ذهب إلى دمشق وبقي بها مدّة، ثمّ استوطن مصر، وولي بها نيابة قضاء الحنابلة بالصّالحيّة النّجميّة وغيرها، وحجّ منها وجاور، ثمّ عاد إلى حكمه، وكان لطيف المعاشرة، حلو الملتقى، حسن العبارة، جميل المذاكرة، يتلو القرآن بصوت حسن، ونغم طيّب.
توفّي بالقاهرة سنة 959. قاله في «الشّذرات».
784 - يحيى التّاذفيّ، (877 - 959 هـ):
أخباره في «النّعت الأكمل» : (122)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(83)، و «التّسهيل»:(2/ 135). وينظر: «درّ الحبب» : (رقم 601) و «الكواكب السّائرة» : (2/ 260)، و «الشّذرات»:(8/ 324)، و «أعلام النبلاء»:(6/ 7 - 9)، و «الأعلام» (8/ 178). له «ثبت» بمروياته بخطّه اطلع عليه الأستاذ الزّركلي، وهذه المرويات سمعها على شيخه يوسف بن شاهين، سبط الحافظ ابن حجر رحمهم الله.
785 -
يمان بن مسعود بن يمان المقدسيّ
.
قال في «الدّرر» : ولد سنة (
…
)، وأسمع على الفخر بن البخاري من «أمالي القطيعيّ» وحدّث، مات سنة (
…
).
785 - يمان بن مسعود، (668 - 720 هـ):
أخباره في «الدّرر» : (5/ 218). ومولده ووفاته أفدتها من قراءة نسخة خطّية من «الدّرر» ذكرهما المحقّق في الهامش.
تحقيق وتصحيح: ذكره الحافظ الذّهبيّ في «المشتبه» له؛ وقال: «أبو اليمن- بفتحتين- الفقيه يمن الحنبليّ؛ حمو المحدّث محبّ الدّين، قرأ «صحيح البخاري» على أصحاب الزّبيدي». ويراجع: «تبصير المنتبه» : (4/ 1499)، وفي «توضيح ابن ناصر الدّين»:(3/ ورقة: 198). نقل كلام الحافظ الذّهبيّ وقال:
أقول: ذكر الحافظ البرزاليّ- رحمه الله في «المقتفى» : (2/ ورقة: 319)، في وفيات سنة 720 هـ. فقال:«وفي يوم الاثنين سابع المحرّم [720] توفي الفقيه تقي الدين يمان بن مسعود بن يمان الزّيتاوي النّابلسيّ الحنبليّ، ودفن بسفح قاسيون، وكان فقيها، واشتغل وحصّل، وصاهر الشيخ شمس الدين ابن عبد القوي؟ وسمع الحديث على جماعة وقرأ «صحيح البخاري» .. ».
وما قاله العلّامة البرزالي هو الصّحيح الذي يعتمد عليه، وما ورد في هامش «الدّرر» لا يعتمد عليه ولا يوثق بنسخة «الدّرر» المطبوعة.
وعلى هذا لا يعتبر من شرط المؤلّف، فذكر المؤلّف غير جيّد، وقد استدركه المؤلّف على ابن رجب في مؤلّف له خاص، وذلك جيّد. فليراجع هناك.
786 -
يوسف بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن الشّيخ أبي عمر، أبو المحاسن، جمال الدّين، ابن تقيّ الدّين، ابن عزّ الدّين، ابن الخطيب، ابن شرف الدّين، المقدسيّ، ثمّ الصّالحيّ
.
إمام مدرسة جدّه الشّيخ أبي عمر، وهو أخو مسند عصره صلاح الدّين، سمع من الحجّار وغيره، ومهر في مذهبه، وكان فاضلا، جيّد الذّهن، صحيح الفهم، معروفا بذلك، أثنى عليه به ابن حجّي، وقال ابن حجر: مهر في مذهبه، وكان يعاب بفتواه في مسألة الطّلاق البتّة، أجاز لي.- انتهى-.
توفّي يوم الأحد ثاني عشر رمضان سنة 798، وصلّى عليه من الغد، ودفن بمقبرة جدّه أبي عمر. قاله في «الشّذرات» .
قال في «الدّرر» : مولده سنة 761، وسمع من الحجّار، وابن الزّرّاد وغيرهما، وأجاز له جماعة، ودرّس، وأفتى، وحدّث.
786 - ابن أبي عمر، (بعد 720 - 798 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 129)، و «الجوهر المنضد»:(173)، و «المنهج الأحمد»:(342) نسخة برلين، و «مختصره»:(72).
وينظر: معجم ابن ظهيرة «إرشاد الطالبين» : (546)، و «معجم ابن حجر»:
294، و «الدرر الكامنة»:(5/ 221)، و «إنباء الغمر»:(1/ 521)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 355)، و «المنهج الجلي»:(254)، و «الشذرات»:(6/ 355).
قال ابن ظهيرة: «أخو شيخنا صلاح الدين بن أبي عمر المبتدأ بذكره في أول هذا الكتاب، ولد بسفح قاسيون في شهور سنة إحدى وعشرين وسبعمائة
…
».
وقال: «أخبرنا الشّيخ
…
بإجازة كتبها لنا بخطّه من دمشق».
787 -
يوسف بن أحمد بن سليمان المعروف ب «الطّحّان» جمال الدّين، الشّيخ، الإمام، الأوحد، ذو الفنون
.
قال شيخ الإسلام ابن مفلح: كان بارعا في الأصول، أخذه عن الشّهاب الإخميميّ، والعربيّة عن العنّابي
(1)
، والفقه عن ابن مفلح صاحب «الفروع»
787 - ابن الطّحّان المعروف ب «ابن قريج» ، (738 - 778 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (2/ 128)، و «الجوهر المنضد»:(181)، و «المنهج الأحمد»:(464)، و «مختصره»:(165)، و «التّسهيل»:(2/ 3).
وينظر: «إنباء الغمر» : (1/ 149)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 244)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 396)، و «الشّذرات»:(6/ 259، 260).
(1)
العنّابيّ هذا هو أحمد بن محمّد بن محمّد بن علي الأصبحيّ العنّابيّ الأندلسيّ الأصل، ثم المصريّ النّحويّ، أخذ النّحو عن أئمة بلاده، ثمّ لما قدم مصر لازم أبا حيّان فتميّز، وتصدّر بمصر، ثم انتقل إلى الشّام فكان شيخ نحاتها، وصفه مؤرّخ الشّام ابن حبيب في «درّة الأسلاك» بأنه:«عالم حاز أفنان الفنون الأدبيّة، وفاضل ملك زمام العربيّة» .
عرّفت به في «مذكّراتي» وكتبت مقدّمات مصنّفاته هناك، وصحّحت نسبة كتبه، ومنها شرحه العظيم على «التّسهيل»: الذي يكشف النّقاب عنه لأوّل مرّة ولله الحمد، ومنها كتابه «نزهة الأبصار في محاسن الأشعار» وكتابه في الجمل الّتي لها محلّ من الإعراب، والجمل التي لا محلّ لها من الإعراب واسمه «الحلل» وكتابه في القوافي واسمه «الوافي» وكتابه العظيم «الاشتقاق» وغيرها، كلّها قد اطّلعت عليها ووصفتها في المذكّرات نفع الله به.
وممّا أفدته من كتابه الوافي في العروض والقوافي أنّ ناسخه عبد العزيز بن علي بن رضوان الحنبلي سنة 753 هـ، وهو وأبوه ممّن يستدرك على كتابنا هذا؟! -
وغيره، وكان بارعا في المعاني والبيان، صحيح الذّهن، حسن الفهم، جيّد العبارة، إماما، نظّارا، مفتيا، مدرّسا، حسن السّيرة، عنده أدب وتواضع، وله ثروة/.
توفّي بالصّالحيّة يوم السّبت سادس عشر شوّال سنة 778، وله نحو أربعين سنة، قاله في «الشّذرات» .
788 -
يوسف بن أحمد بن نصر الله بن أحمد بن محمّد بن عمر، الجمال، أبو المحاسن ابن المحبّ البغداديّ الأصل، القاهريّ، الماضي أبوه وجدّه
.
788 - جمال الدّين ابن نصر الله، (819 - 889 هـ):
أخباره في «التّسهيل» : (2/ 91).
وينظر: «الضّوء اللامع» : (10/ 299)، و «الشّذرات»:(7/ 349).
- ولا أدري من عبد العزيز بن علي بن رضوان؟! هل هو عبد العزيز بن رضوان الحنبلي مؤلّف «مطلع النّيرين في الجمع بين الصّحيحين» المنسوخ سنة 717 هـ أمور تحتاج إلى مزيد بحث وتحقيق.
وممّا أفدته من الكتاب المذكور أيضا أن في خاتمته إجازة من المؤلّف لأحمد بن علي بن رضوان الحنبلي، أخو عبد العزيز السّابق وصفه فيها ب «الشّيخ الفقيه الإمام العالم الفاضل
…
» وغير ذلك من الفوائد.
والعنّابيّ: محرّف في كثير من المصادر، وهو منسوب إلى العنّاب بضمّ العين المهملة وتشديد النّون، ثم ألف وباء موحّدة تحتيّة، وياء نسبة، قال الحافظ ابن حجر في «التّبصير»:(3/ 992): «أبو العبّاس العنّابيّ النّحويّ المغربي، من بلدة العنّاب، قدم القاهرة ولازم أبا حيّان، ثم سكن دمشق، وأخذ عنه قدماء أصحابنا» .
قال في «الضّوء» : ولد في رابع شوّال سنة 819 بالمدرسة المنصوريّة من القاهرة، ونشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن و «عمدة الأحكام» و «الخرقيّ» و «ألفيّة النّحو» ، وعرض على جماعة كشيخنا، وقرأ عليه أشياء وكذا قرأ على أبيه «مسند إمامه» وغيره، وأخذ عنه الفقه غير مرّة، بل و «مختصر الطوفيّ» في الأصول و «الجرجانيّة» في النّحو، وعن العزّ عبد السّلام البغداديّ، في الصّرف وغيره، وعن أبي الجود في الفرائض والحساب وغيره، وسمع أيضا على الزّين الزّركشيّ «صحيح مسلم» وعلى أبي عبد الله ابن المصريّ «سنن ابن ماجه» ، وعلى الشّمس الشّاميّ سنة 29 الأوّل من «حديث الزّهريّ» وغير ذلك، وعلى ابن ناظر الصّاحبة، وابن الطّحّان، والعلاء ابن بردس، بالقاهرة ومن البرهان الحلبيّ بها حين كان مع أبيه سنة 26 أخذ المسلسل بالأوّليّة في آخرين، ودخل بعد موته الشّام غير مرّة، وأخذ بها سنة 63 عن ابن قندس، وابن زيد، واللّؤلؤيّ، والباعونيّ، وابن السّيّد عفيف الدّين، وأجاز له خلق، بل أذن له والده في التّدريس والإفتاء، وأذن له شيخنا وغيره في الإقراء، واستقرّ بعد أبيه في تدريس الفقه في المنصوريّة والبرقوقيّة، وحضر عنده فيهما القضاة والأعيان، وكذا استقرّ بعد العزّ الحنبليّ في المؤيّديّة، وفي غيرها من الجهات، ومع ذلك فاحتاج لقلّة تدبيره، وسوء تصرّفه وتبذيره إلى المباشرة بديوان الأمير ليرتفق بمعلومها، وأكثر من التّشكّي وامتهان نفسه، ومخالطته قبل ذلك وبعده لذوي السّفه، بحيث طمع فيه ناصر الدّين الإخميميّ الإمام شيخ البرقوقيّة، وانتقص من معلومه فيها، محتجّا بزيادت فيه على بقيّة المدرّسين، ومع ذلك فما صرف له شيئا، وهذا مع توسّله بأميره وبغيره، وله
شهادة عليه بالرّضا بمشاركة رفقته وسافر في غضون ذلك لمكّة بعد رغبته عن المؤيّديّة واستنابه قاضي مذهبه فيما عداها فحجّ، وزار المدينة النّبويّة، وأقام بكلّ منهما أشهرا، ولقيته بكليهما، أنشدني أبياتا قال إنّها من نّظمه، وكنت ربّما سايرته في الرّجوع، وهو في غاية الفاقة، وقد درّس، وأفتى/ وحدّث باليسير، أخذ عنه بعض صغار الطّلبة، وكان يستحضر كثيرا من الفروع، وفي تصوّره توقّف، ومع ذلك فلو كان متصوّنا ما تقدّم عليه بعد العزّ غيره.
مات ليلة رابع المحرّم سنة 889 بمنزله من المنصوريّة، ودفن عند أبيه.
789 -
يوسف بن حسن بن أحمد بن حسن بن عبد الهادي الدّمشقيّ، الصّالحيّ، الماضي أبوه وجدّه، ويعرف ب «ابن المبرد»
.
قال في «الضّوء» : ولد سنة 847 بدمشق، وناب في القضاء، وحجّ سنة 98 ولم أره، بلغني أنّه خرّج لخديجة ابنة عبد الكريم «أربعين» ، وكذا لغيرها،
789 - ابن المبرد يوسف بن عبد الهادي، (840 - 909 هـ):
هو صاحب «الجوهر المنضّد» .
أخباره في «النّعت الأكمل» : (57)، و «مختصر طبقات الحنابلة»:(74).
وينظر: «الضّوء اللامع» : (10/ 308)، و «متعة الأذهان»:(108)، و «معجم ابن طولون» ، مخطوط، و «مشيخة نجم الدّين الغيطي، مخطوط، و «الكواكب السّائرة» : (1/ 316)، و «الشّذرات»:(8/ 43)، و «فهرس الفهارس»:(74)، و «خطط الشّام»:(8/ 17).
تراجع: مقدّمة «الجوهر المنضّد» ومقالة الأستاذ صلاح الدّين الخيميّ في مجلة معهد المخطوطات العربيّة بالكويت في رمضان سنة 1402 هـ المجلّد السّادس والعشرون ج 2 (ص 775 - 812).
ولنفسه، وعرف بالحديث في بلده، مع كثرة التّخريج فيه.- انتهى-.
قال الشّيخ جار الله: أقول: ذكره شيخنا مؤرّخ دمشق القاضي محي الدّين النّعيميّ في تاريخه «العنوان» وقال: الشّيخ، العالم، المصنّف، المحدّث، جمال الدّين يوسف بن القاضي بدر الدّين حسن بن أحمد بن عبد الهادي الشّهير ب «ابن المبرد» .
ميلاده سنة 840.
وتوفّي في سادس المحرّم سنة 909، وقد صنّف كثيرا من غير تحرير.
- انتهى-.
قلت: بل له تصانيفه في غاية التّحرير، منها «مغني ذوي الأفهام عن الكتب الكثيرة في الأحكام» في مجلّد في الفقه، ويشير إلى الإجماع والوفاق والخلاف بنفس الألفاظ على طريقة «مجمع البحرين» و «درر البحار» للحنفيّة بديع الوصف في ذكر الرّاجح عند أهل المذاهب، ونظم اصطلاحه فيه في أبيات فقال:
نون المضارع نعمان وهمزته
…
للشّافعيّ وفاقا فاستمع خبري
واليا وفاق الثّلاث والخلاف أتى
…
من بين أصحابنا بالتّاء على خطري
وإن بدأت بماض فهو منفرد
…
وإن بدأت باسم غير منحصر
ومن تصانيفه «جمع الجوامع» في الفقه أيضا جمع فيه الكتب الكبار الجامعة لأشتات المسائل ك «المغني» و «الشّرح الكبير» و «الفروع» وغيرها، وزاد نقولات غريبة بديعة، ويرمز فيه للخلاف بحمرة على طريقة «الفروع» ووسّع الكلام فيه بحيث أنّه ينقل الرّسائل والفتاوى الطّويلة بتمامها، ورأيت الجزء الأوّل منه بخطّه بيده بتاريخ سنة 62، وآخر من أثناء البيوع بخطّه أيضا سنة 68.
وترجمه تلميذه الشّمس محمّد بن طولون الحنفيّ في كتابه «سكردان الأخبار» بترجمة مطوّلة فلنلخّص منها هنا ما نحتاج إليه، قال- بعد أن ساق نسبه إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: هو الشّيخ، الإمام، علم الأعلام، المحدّث، الرّحلة، العلّامة، الفهّامة، العالم، والعامل، المتقن، الفاضل، جمال الدّين، أبو المحاسن، وأبو عمر، ابن أقضى القضاة بدر الدّين حسن، ابن الشّيخ المعمّر المسند/ الرّحلة شهاب الدّين الشّهير ب «ابن المبرد» - بفتح الميم وسكون الباء الموحّدة- كذا أملاني هذا النّسب من لفظه، وأنشدني فيه من لفظه لنفسه:
من يطلب التّعريف عنّي قد هدي
…
فاسمي يوسف وابن نجل المبرد
وأبي يعرف باسم سبط المصطفى
…
والجدّ جدّي قد حذاه بأحمد
إلى آخرها، وهي طويلة نظم فيها نسبه إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب ومدحه، ثمّ مدح بقيّة العشرة، وقد سردها ابن طولون، ثمّ قال:
مولده بالسّهم الأعلى بصالحيّة دمشق سلخ سنة 840، وحفظ القرآن و «المقنع» و «الطّوفيّ» في الأصول، و «ألفيّة ابن مالك» وسمع على والده وجدّه، والنّظّام ابن مفلح، وأبي عبد الله بن جوارش، والبرهان الباعوني، وأبي الفرج بن خليل، وأبي العبّاس بن الشّريفة، وأبي العبّاس الفولاذيّ، وأبي العبّاس بن هلال، وفاطمة بنت الحرستانيّ، ورحل إلى بعلبكّ فقرأ بها على أبي حفص بن السّليمي، وخلق من أصحاب ابن الرّغبوب، وقرأ ثمّت «صحيح البخاريّ» و «مسند الحميدي» و «المنتخب» لعبد بن حميد و «مسند الدّارميّ» وتفقّه بالشّيخ تقيّ الدّين بن قندس، ثمّ صرف همّته إلى علم الحديث فأخذ عن غالب مشايخ الشّاميّين، وأجاز له خلق ذكر ابن طولون منهم خلقا ثمّ قال: وأقبل على التّصنيف في عدّة فنون حتّى بلغت أسماؤها مجلّدا، رتّبها على حروف المعجم، منها «المعجم» لمشايخه، و «المعجم» للبلدان، و «معجم الصّنائع» و «معجم الكتب» و «مناقب الأئمّة الأربعة» وفي ضمنها طبقات أتباعهم، ومناقب العشرة لكلّ واحد تصنيف مفرد، وشرح «ألفيّة ابن مالك» و «ألفيّة العراقيّ» ، و «تجريد العناية» وجمع «الأربعين» المتباينة، وأكثر من تخريج الأربعينيّات حتّى قال لي- في وقت-: إنّها بلغت أربعمائة، وألّف في الفقه مختصرا سمّاه «المغني لذوي الأفهام عن الكتب الكثيرة في الأحكام» وشرحه، ولخّص ذلك من كتابه «جمع الجوامع» ولو تمّ هذا الكتاب لبلغ ثلاثمائة مجلّدا، عمل منه مائة وعشرين مجلّدا، وخرّج «الأربعين النّوويّة» بالأسانيد، وصنّف «الدّرة المضيّة في فضائل الصّالحيّة» ، وعمل تاريخا من أيّام النّبوّة إلى زمنه، وأفرد تاريخ كلّ قرن في مجلّد،
وبعضهم في أكثر، وأطال في الأوّل وسمّاه ب «المطوّل» ، وأفرد أعيان كلّ قرن في آخر، وسمّاه باسم ك «الرياض اليانعة في أعيان المائة التّاسعة» ، وشرع في العاشر وسمّاه ب «النّجوم الزّاهرة في أعيان المائة العاشرة» ، ورتّب «مفردات ابن البيطار» على العلل، ولخّص «توضيح المشتبه» / للحافظ ابن ناصر الدّين في ثلاث مجلّدات، إلى غير ذلك، وسمعت منه المسلسل بالأوّليّة وعليه «ثلاثيّات الإمام أحمد» و «الأربعين للآجرّيّ» وشيئا كثيرا ذكره ابن طولون، ثمّ قال: وأنشدني مقاطيع جمّة لنفسه، ثمّ ذكر منها جملة، ثمّ قال: وشطّر «الملحة» وضمّنها مدح أخيه الجمال يوسف وسمّاها «المنحة في تضمين «الملحة» وذكره لكن حذفنا ذلك اختصارا.- انتهى-.
قلت: وقوله: في مدح أخيه الجمال يوسف، هكذا بخطّ ابن طولون، وكأنّه سبق قلم، فإنّ هذا اسم المترجم ولقبه.
790 -
يوسف بن عبد الرّحمن بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد، الجمال بن الزّين، وأبي الفرج، وأبي هريرة، ابن الشّهاب، الموفّق، الذّهبي، الصّالحي، أخو أحمد الماضي
.
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «ابن ناظر الصّاحبة» مدرسة هناك.
ولد- تقريبا- سنة 781، وسمع على والده، وناصر الدّين محمّد بن محمّد بن داود بن حمزة، ومحمّد بن أحمد بن غشم المرداويّ، وعمر بن
790 - جمال الدّين ابن الذّهبيّ «ابن ناظر الصّاحبة» ، (781 تقريبا- 859 هـ):
أخباره في «معجم ابن فهد» : (300)، و «الضّوء اللامع»:(10/ 320)، و «التّسهيل»:(2/ 67).
محمّد بن محمّد بن عبد الهادي، وفاطمة وعائشة ابنتي ابن عبد الهادي، في آخرين، وحدّث، سمع منه الفضلاء، وقدم القاهرة فأخذت عنه بها، ثم ببلده أشياء، وكان أصيلا، فاضلا، أديبا، كتب التّوقيع للنّظام بن مفلح وقتا.
ومات يوم الأربعاء ثاني رجب سنة 859، ودفن بسفح قاسيون.
791 -
يوسف بن عبد الرّحمن بن الحسن، الجمال، التّاذفيّ، ثمّ الحلبيّ
.
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «التّاذفيّ» ، ولد بتاذف من أعمال الباب سنة 826، ونشأ بحلب، فتعانى الغزل والقراءة على القبور
(1)
، إلى أن اختصّ بسالم بن سلامة الحمويّ قاضي الحنابلة بحلب فحنبله، ووقّع بين يديه، بل ناب عنه، وكان جميلا، وتزوّج بامرأة يقال لها: الصّفيرا، ثمّ فارقها، وتزوّج بابنة الشّمس الدّيلي الأنصاري، وهي سمراء اللّون، أمّها أمة سوداء، فقال قاضي الباب الشّهاب بن السّراج:
ولربّ قاض أحمر من كعبه
…
ما كان قطّ له يد بيضاء
لعبت به الصّفراء أوّل عمره
…
والآن قد لعبت به السّوداء
791 - يوسف التّاذفيّ، (826 - 900 هـ):
أخباره في «التّسهيل» : (2/ 103)، وينظر:«الضّوء اللامع» : (10/ 320)، و «درّ الحبب» رقم (626)، و «أعلام النبلاء»:(5/ 348)، و «الأعلام»:(8/ 237)، و «معجم المؤلّفين»:(13/ 307).
(1)
انظر: التعليق على الترجمة رقم: 159.
وامتحن بالضّرب والإشهار من الشّهاب الزّهري لشهادة شهدها للمحبّ ابن الشّحنة، ثمّ لمّا قتل مخدومه سالم رام من العلاء بن مفلح الاستنابة، فامتنع لقرب عهده بما تقدّم، فانتمى للزّين عمر بن السّفّاح فساعده عند الجمال ناظر الخاصّ بحيث إنّ العلاء لمّا انتقل لقضاء دمشق استقرّ عوضهفي حلب سنة ستّين ببذل معجّل، وتقرير سنويّ، وتكرّر صرفه عنه إلى أن ولّاه الأشرف قايتباي كتابه سرّها ونظر الجيش أيضا عوضا عن الكمال المعرّي حين حبسه بالقلعة، مضافا للقضاء، ثمّ صرف عن الثّلاثة بالسّيّد ابن أبي منصور/ بسفارة الخيضريّ، مع مال بذله وتقرير أيضا، وطلب هذا إلى القاهرة بعد أن أودع قلعة حلب أشهرا، فنقم عليه بأنّه باطن في قتل ابن الصّوه، وسلم للدوادار الكبير ثمّ للوالي ثمّ أودع سنة 92 المقشرة بحجّة ما تأخّر عليه من المال الملتزم به، الّذي قيل إنّه أزيد من عشرين ألف دينار، وبالجملة فقد دام بها نحو خمس سنين إلى أن أطلق بعناية يشبك الجمالي، وأعيد للقضاء في مستهل صفر سنة 95، وكذا ولي نظر القلعة، والجوالي، وذكر بفضل ومشاركة في الجملة، بل قيل: إنّه صنّف، وقرّظ له السّعديّ قاضي مصر، قال: وهو حسن الشّكالة والكتابة، فصيح العبارة، مصاهر لبيت ابن الشّحنة، تزوّج ابنة أثير الدّين، واستمرّ على قضائه حتّى مات في سابع عشري المحرّم سنة 900 بحلب.- انتهى-.
قلت: ذكر في «كشف الظّنون» أنّ له من المؤلّفات: «مفاتيح الكنوز المشتملة على الأدعية المرويّة» مجلّد فرغ منه سنة 96، ونقلت من خطّ الأكمل في مجموعه ما نصّه: ومدحه العلاء الموصليّ ثمّ الحلبيّ الشّافعيّ
بأبيات عارية عن النّقط وهي:
دم مدى الدّهر حاكما وإماما
…
وكّل الحكم أمره لحماكم
لكم السّعد والعلا كلّ عام
…
حرس الله سعدكم وحماكم
وقال: من نظمه ما كتبه على رفرف بيته وهو:
علوت بإذن الله جل جلاله
…
مكانا عليّا صرت فيه مشرّفا
متى رام شخص أن يرى حسن منظري
…
ترفرف عيناه وينظر رفرفا
فبالله يا من حلّ في ظلّ ساحتي
…
سل الله غفرانا لمن بي أتحفا
مجدّد رسمي مرّة بعد مرّة
…
هو التّادفيّ الأصل مورده صفا
وله أيضا:
بروحي من الأتراك ظبيا مهفهفا
…
إذا ما رنى كنت المصاب بعينه
أتى زائرا ليلا فأشرق وجهه
…
كأنّ الثّريّا علّقت في جبينه
وله أحجية في العسقلانيّ:
يا من له حسن لفظ
…
تثني عليه المثاني
ما مثل قولي المحاجي
…
أحوى الشّفاه قلاني
ومن نظمه ما كتبه عنه العزّ بن فهد، يقرأ على قافيتين:
ولي قمر ما زلت أهوى مديحه
…
عسى أن يبيح الوصل منه فما أباح
وكم قلت إنّ الصّبح يحكي جبينه
…
ليصبو فما حاكاه بدر ولا صباح
ومن إنشائه قصّة كتب بها إلى المقرّ الزّينيّ أبي بكر بن خالية عن حرف الألف أوّلها:
بسم ربّ عمّ كلّ حيّ برفده
…
وسبّح كل شيء بحمده
…
إلى آخرها.- انتهى-./
792 -
يوسف بن عبد الله بن حاتم بن محمّد بن يوسف الشّهير ب «ابن الحبّال» جمال الدّين
.
قال في «الشّذرات» : قال العليميّ: هو المسند، المعمّر، سمع من القاضي تاج الدّين بن عبد الخالق، وابن عبد السّلام، وغيرهما، وقال الشّهاب ابن حجر سمعنا عليه مرارا «مسند الشّافعيّ» رضي الله عنه.
792 - ابن الحبّال، (680 - 778 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (3/ 141)، و «الجوهر المنضد»:(180)، و «المنهج الأحمد»:(464)، و «مختصره»:(165).-
توفّي ببعلبكّ عشيّة يوم الخميس سابع رجب سنة 778، وصلّى عليه من الغد عقب صلاة الجمعة، ودفن بباب سطحا.
793 -
يوسف بن عبد الله بن العفيف محمّد بن يوسف بن عبد المنعم بن نعمة ابن سلطان بن سرور المقدسيّ، ثمّ الدّمشقيّ، جمال الدّين، الشّيخ، الإمام، العابد، الخيّر
.
ولد سنة 691، وسمع «سنن ابن ماجه» من الحافظ ابن بدران النّابلسيّ وسمع من التّقيّ سليمان، وأبي بكر بن أحمد بن عبد الدّائم وغيرهم، وسمع منه ابن كثير، والحسينيّ، وابن رجب، وكان من العلماء العبّاد الورعين، كثير التّلاوة، وقيام اللّيل، والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، ومحبّة الحديث
- وينظر: معجم ابن ظهيرة «إرشاد الطّالبين» : (547)، و «ذيل التّقييد»:(294)، و «إنباء الغمر»:(1/ 149)، و «الدّرر الكامنة»:(5/ 238)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 244)، و «الشّذرات»:(6/ 260).
قال ابن ظهيرة: (
…
وحدّث وتفرّد ورحل إليه، لقيته ببعلبك وقرأت عليه جملة من مرويّاته).
وذكر ابن زريق في «ثبته» : ورقة: (14)، وذكر ابنيه أحمد وعمر، وهما ابنا خالة صاحب الثبت.
793 -
أبو الحجّاج ابن سرور المقدسيّ، (691 - 754 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (3/ 141)، و «المنهج الأحمد»:(452)، و «مختصره»:(155)، و «التّسهيل»:(1/ 378).
وينظر: «المنتقى من مشيخة ابن رجب» : رقم (161)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة» و «الدّرر الكامنة»:(5/ 239)، و «الشّذرات»:(6/ 176).
والسّنّة. توفّي في العشر الأوسط من جمادى الآخرة سنة 784، ودفن بقاسيون. قاله في «الشّذرات» و «الدّرر» إلّا أن في «الدّرر» ذكر وفاته سنة 54، والله أعلم.
794 -
يوسف المدعو عليّ بن عبد الله، الصّالحيّ
.
قال ابن طولون: علاء الدّين، مؤدّب الأطفال، جمال الدّين، سمع بإفادة شيخنا المحدّث جمال الدّين بن اللّبّوديّ على أبي العبّاس بن الشّريفة وغيره، ثمّ سافر إلى الرّوم، وعاد إلى الصّالحيّة، وتسبّب فيها ببيع الخضر، وكان عنده ديانة، قرأت عليه «الشّمائل» للتّرمذيّ وغيره.
توفّي سادس عشر محرّم سنة 926، ودفن بالرّوضة عن سبعين سنة.
795 -
يوسف بن عليّ بن محمّد بن ضوء الصّفديّ أصلا، المقدسيّ، الشّهير ب «ابن النّقيب» أخو أحمد، جمال الدّين، الحافظ
.
قال ابن فهد: سمع من الحافظ أبي محمود المقدسيّ، وسمع منه شيخنا ابن موسى، والآبي سنة 15
(1)
، وأظنّه أجاز لنا باستدعاء الأوّل فيحرّر.
- انتهى-.
794 - علاء الدّين الصّالحيّ، (؟ - 926 هـ):
لم أعثر على أخباره.
795 -
ابن النّقيب، (؟ -؟):
أخباره في «معجم ابن حجر» : (394)، وفيه: «يوسف بن علي بن صقر الصّفديّ الأصل الحنفيّ
…
؟». ويراجع: «الضّوء اللامع» : (10/ 325).-
(1)
في «معجم الحافظ ابن حجر» : (سنة خمس وعشرين).
قلت: وأخوه المذكور حنفيّ ذكره النّجم ابن فهد في «معجمه» .
796 -
يوسف بن عليّ بن موسى بن أبي الغيث، صلاح الدّين البعليّ البزّاز
.
قال في «الضّوء» : سمع سنة 759 من أبي الطّاهر محمّد بن أحمد القزوينيّ، وعمر بن إبراهيم بن بشر، الأوّل، من «أمالي القاضي أبي بكر الأنصاريّ» ، وحدّث به سمعه منه الفضلاء كابن موسى، والموفّق الآبي سنة 815، ووصفه بالفضل وذكره شيخنا في «معجمه» وقال أجاز لابني محمّد في استدعاء.
797 -
يوسف بن ماجد بن أبي المجد بن عبد الخالق المرداويّ، المقدسيّ، الفقيه، المفتي، جمال الدّين، أبو العبّاس
(1)
.
- ولم أجده في «معجم ابن فهد» : وذكره فيه استطرادا: (193، 224)، يقول:
…
أحمد بن علي بن صودين؟ النّقيب وأخوه يوسف.
796 -
ابن أبي الغيث، (؟ -؟):
أخباره في «معجم الحافظ ابن حجر» : (295)، و «الضّوء اللامع»:(10/ 325).
797 -
ابن أبي المجد، (؟ - 783 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (3/ 147)، و «الجوهر المنضّد»:(179)، و «المنهج الأحمد»:(467)، و «مختصره»:(166)، و «التّسهيل»:(2/ 5).
وينظر: معجم ابن ظهيرة «إرشاد الطّالبين» : (551)، و «الدّرر الكامنة»:(5/ 243)، و «إنباء الغمر»:(1/ 252)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 3/ 78)، و «الشّذرات»:(6/ 282).
(1)
يبدو أنه أخو صاحب «المختصر» .
قال في «الدّرر» : من أصحاب ابن تيميّة «شرح المحرّر»
(1)
سمع من الحجّار وغيره، وحدّث. مات سنة 783.- انتهى-.
قال في «الشّذرات» : امتحن مرارا بسبب فتياه بمسألة ابن تيميّة في الطّلاق، وكذا في عدّة من مسائله، وحدّث عن الحجّار، وابن الرّضيّ، والشّرف بن الحافظ وغيرهم، وكان شديد التّعصّب لمسائل ابن تيميّة، ويسجن بسبب ذلك ولا يرجع، حتّى بلغه أنّ الشّيخ شهاب الدّين بن المصريّ يحطّ في درسه بالجامع على ابن تيميّة فجاء إليه وضربه بيده وأهانه.
- انتهى-.
قلت: ورأيت على «الفروع» بخطّ القاضي علاء الدّين المرداويّ المنقّح اعتراضات عليه لابن أبي المجد وأظنّه هذا وأجاب عن بعضها المنقّح، وسكت عن البعض
(2)
./
798 -
يوسف بن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن محمود المرداويّ، جمال الدّين القاضي
.
798 - القاضي جمال الدّين المرداويّ، (700 - 769 هـ):
أخباره في «المقصد الأرشد» : (3/ 145)، و «الجوهر المنضّد»:(176)، و «المنهج الأحمد»:(459)، و «مختصره»:(160)، و «التّسهيل»:(1/ 390).
وينظر: «المعجم المختص» ، و «المنتقى من مشيخة ابن رجب»: رقم (242)، -
(1)
من كتابه: «المقرّر على أبواب المحرّر» نسخة في دار الكتب المصرية بالقاهرة رقم: (25922 ب).
(2)
الأجود عدم دخول الألف واللام على لفظ (بعض) ..
قال في «الدّرر» : ولد سنة 700 - تقريبا- وسمع من ابن عبد الدّائم، وفاطمة بنت العزّ، وستّ الوزراء، وهدية بنت عسكر، والتّقيّ سليمان، وولي قضاء الحنابلة في رمضان بعد وفاة علاء الدّين بن منجّى سنة 750، بعد تمنّع فاستمرّ إلى أن عزل سنة 68، وكان نزها، عفيفا، وقورا، خاشعا، ناسكا، وكان يركب الحمار، ولا يحضر مع النّائب إلّا في دار العدل، ولا يركب في المحمل ولا العيد، وكان ماهرا في مذهبه، مشاركا في الأصول والعربيّة، حسن الفهم، جيّد الإدراك، مواظبا للجلوس بالجامع، وقد ذكره الذّهبيّ في «المعجم المختصّ» فقال: أبو الفضل، شابّ خيّر، إمام في المذهب نسخ «الميزان»
(1)
وله عناية بالمتن والإسناد.
قال ابن حجّي: «شرح المقنع» وجمع كتابا في الأحكام وكان ابن مفلح عين تلامذته وكانت وفاته في ثامن شهر ربيع الأوّل سنة 769، وقد جاوز السّبعين.- انتهى-.
أقول: بل لم يجاوزها على تاريخ ولادته السّابق، وقال في «الشّذرات»:
- و «الوفيات» لابن رافع: (2/ 325)، و «درّة الأسلاك»:(186)، و «الدّرر الكامنة»:(5/ 245)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 196)، و «ذيل العبر» لأبي زرعة:
244، و «السّلوك»:(3/ 1/ 167)، و «النّجوم الزّاهرة»:(11/ 100)، و «الدّارس»:(2/ 42)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 364)، و «قضاة دمشق»:
282، و «شذرات الذّهب»:(6/ 217).
(1)
هو «ميزان الاعتدال في نقد الرّجال» للحافظ الذّهبي مشهور.
أنّه ألّف مؤلّفا سمّاه «الانتصار»
(1)
ومؤلّفا سمّاه: «الواضح الجليّ في نقص حكم ابن قاضي الجبل الحنبليّ» وذلك أنّه اختار جواز بيع الوقف للمصلحة وحكم به، وقال ابن حبيب في «تاريخه»: عالم علمه زاهر، وبرهان ورعه ظاهر، وإمام تتبع طرائقه، وتغتنم ساعاته ودقائقه، كان ليّن الجانب، متلطّفا بالطّالب، رضيّ الأخلاق، شديد الخوف والإشفاق، عفيف اللّسان، كثير التّواضع والإحسان، لا يسلك في ملبسه سبيل أبناء الزّمان، ولا يركب إلى دار الإمارة غير الأتان.- انتهى-.
أقول: مسألة الوقف ومصنّفه المذكور فيها تقدّم ذكرها في حمزة بن موسى بن أحمد، والظّاهر أنّ ما حكم به ابن قاضي الجبل في بيع الوقف لزيادة الرّغبة أو نحو ذلك، بدون خراب، فردّ عليه القاضي المذكور وغيره، وإلّا فمع الخراب بيعه هو المذهب المنصوص، ويفهم ذلك من قول صاحب «الشّذرات» بيع الوقف للمصلحة والله سبحانه تعالى أعلم.
(1)
كتابه «الانتصار» وهو المعروف ب «مختصر أحاديث الأحكام» ، وسمّي في بعض نسخه «كفاية المستقنع لأدلّة المقنع» ، هما كتاب واحد يعمل على تحقيقه طالبان فاضلان من طلبة الدّراسات العليا بكلية الشّريعة والدّراسات الإسلاميّة بجامعة أمّ القرى بمكّة المكرمة، وهما من طلبتي وجّهتهما إليه أرجو الله أن ينفعهما وينفع بهما.
وكنت أظن أن «كفاية المستقنع» كتاب آخر غير «الانتصار» أو «مختصر أحاديث الأحكام» وبمقارنتهما تبيّن أنّهما كتاب واحد لذا يصحّح ما جاء في هامش «المقصد
…
».
799 -
يوسف بن محمّد بن عمر، الجمال، أبو المحاسن المرداويّ، ثمّ الدّمشقيّ، الصّالحيّ، والد ناصر الدّين محمّد
.
قال في «الضّوء» : ويعرف ب «المرداويّ» أحد الرّءوس بدمشق من الحنابلة، ممّن أخذ عن التّقيّ ابن قندس، ورأيت له مصنّفا في الفرائض سمّاه «الكفاية» بل عمل آخر في الحساب، وجرّد «الفروع» لابن مفلح، وأقرأ الطّلبة وناب في القضاء عن ابن عبادة، / وحجّ سنة 75، وجاور الّتي تليها، ورأيته أجاز بعض من عرض عليه من الحنابلة سنة 878. ومات قريبا منها.- انتهى-.
قال في «الشّذرات» : حفظ «الفروع» و «جمع الجوامع» وغيرهما.
799 - جمال الدّين المرداويّ، يعرف ب «التّنباليّ» ، «غير سابقه» ، (؟ - 882 هـ):
أخباره في «الجوهر المنضّد» : (182)، و «المنهج الأحمد»:(507)، و «مختصره»:(192). وينظر: «الضّوء اللّامع» : (10/ 332)، و «الشّذرات»:(7/ 336)، و «المنهج الأحمد» و «مختصره» .
وهو من معاصري ابن عبد الهادي صاحب «الجوهر المنضّد» : قال في ترجمته:
«يوسف بن محمّد المرداويّ، صاحبنا، الشّيخ، العلّامة، جمال الدّين، أبو المحاسن، يوسف، اشتغل، وحصّل، وبرع، وأفتى، ودرّس، ولد ب «مردا» من قرى الأرض المقدّسة، ورحل إلى الصّالحية، واشتغل بها، حفظ «الخرقي» و «غاية المطلب» و «الخلاصة» وغير ذلك
…
ورحل إلى مصر وحجّ مرتين، وكان أبيض اللّون ليس بالطّويل ولا بالقصير، حسن الصّورة، حلو الكلام، اختصر «الفروع» في كتاب سمّاه «الحلوى» وصنّف مولدا، وكتابا على «الفروع» وشرح قطعة من «تجريد» الحنابلة، ولما حجّ ركبه دين كثير، ثم أعانه الله على قضائه. توفّي سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة».
800 -
يوسف بن محمّد بن مسعود بن محمّد بن عليّ بن إبراهيم العبّادي، جمال الدّين، السّرّمرّيّ، ثمّ الدّمشقيّ العقيليّ، نزيل دمشق
.
قال في «الدّرر» : سمع ببغداد من الصّفيّ عبد المؤمن، والدّقّوقيّ، وغيرهما، وبدمشق من أصحاب ابن عبد الدّائم فمن بعدهم، فأكثر وبرع في العربيّة والفرائض، ونظم عدّة أراجيز في عدّة فنون، وخرّج لغير واحد، وحدّث بالإجازة عن الحجّار، وقد أخذ عنه ابن رافع مع من تقدّمه، وذكره في «معجمه» وكان يذكر أنّ تصانيفه بلغت مائة وزادت
(1)
، في بضعة وعشرين
800 - جمال الدّين السّرّمرّيّ، (696 - 776 هـ):
من المكثرين في التّأليف والأئمة الكبار.-
(1)
يراجع ثبت مؤلّفاته في مقدمة «اللّؤلؤة» ، ومن مؤلّفاته الموجودة:«شرح اللّؤلؤة في النّحو» و «الفوائد السّرمرية من المشيخة البدرية» و «الحميّة الإسلامية في الانتصار لمذهب ابن تيميّة» ويظهر لي أنّها القصيدة التي ردّ بها علي ابن السّبكي أولها:
الحمد لله حمدا أستعين به
…
في كلّ أمر أعاني في تطلّبه
لا سيّما في انتصاف من أخي إحن
…
طغى علينا وأبد من تعصّبه
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ويجوز أن تكون قصيدة أخرى. قال الشّيخ زهير الشّاويش في تعليقة له في «الرّدّ الوافر» في ترجمة السّرّمرّيّ هذا عند ذكر هذا الكتاب: «وهي عندي بخطّ جميل جدّا، أرجو أن أنشرها قريبا إن شاء الله، و «عمدة الدّين في فضل الخلفاء الرّاشدين» و «الأرجوزة الجليلة في الفوائد الحنبليّة» و «الخصائص والمفاخر لمعرفة الأوائل والأواخر» و «نهج الرّشاد في نظم الاعتقاد» و «شفاء الآلام في طبّ أهل الإسلام» و «الخصائص النّبوية»
…
وغيرها».-
علما، وتفقّه على سراج الدّين الحسين بن يوسف التّبريزيّ وغيره، ومن تواليفه كتاب «الأربعين الصّحيحة فيما دون أجر المنيحة» و «بشرى القلب الميّت بفضائل أهل البيت» و «غيث السّحابة في فضائل الصّحابة» و «عقود اللآلي في الأمالي» و «عجائب الاتّفاق» و «الثّمانيّات» وغير ذلك.
ومات في حادي عشر جمادى الأولى سنة 776، وقد جاوز الثّمانين، لأنّ مولده كان في رجب سنة 696.- انتهى-.
- قال ابن قاضي شهبة: «رأيت بخطّه ما صورته: مؤلّفاتي تنيف على مائة مصنّف، كبار وصغار في بضعة وعشرين علما ذكرتها على حروف المعجم في «الرّوضة المونقة في التّرجمة المونقة» .
أخباره في «المنهج الأحمد» : (463)، و «مختصره»:(164).
وينظر: «إنباء الغمر» : (1/ 102)، و «الدّرر الكامنة»:(5/ 249)، و «المشيخة الباسمة»:(27)، و «ذيل تذكرة الحفّاظ»:(160، 161)، و «الرّدّ الوافر»:
216، و «التّبيان»:(157)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 228)، و «بغية الوعاة»:(2/ 360)، و «شذرات الذّهب»:(6/ 249)، و «فهرس الفهارس»: -
- ورأيت نماذج من خطّ السّرمري وهو في غاية الإتقان والضّبط منه سماع قراءة ورواية ل «القلادة السّمطيّة» للصّغاني نسخة لاله لي رقم 1891/ 1 وهي كلّها بخطّه جاء في آخرها: «تمّت بحمد الله تعالى ومنّه وكرمه وحسن توفيقه يوم الأربعاء خامس عشرين جمادى الآخرة من سنة 29 وسبعمائة على يد مالكها يوسف بن مسعود بن محمّد السّرمري
…
».
وخطّه أيضا على «ثبت النذرومي» في مكتبة الأستاذ الزّركلي وهو الآن في جامعة الملك سعود في الرّياض. وغيرها.
أقول: رأيت له كتابا عجيبا في الطّبّ سمّاه: «شفاء السّقام في طبّ أهل الإسلام» جمع فيه بين الطّبّ النّبويّ والطّبّ المتعارف مجلّد، و «الأحاديث القدسيّة» جزء و «شفاء القلوب في دواء الذّنوب» و «نتيجة الفكر في الجهر بالذّكر» و «رفع الباس في حياة الخضر وإلياس» وغير ذلك، وذكره الصّلاح الصّفديّ في كتابه «ألحان السّواجع في المبادئ والمراجع» وأنّه كتب إليه قصيدة يستجيزه فيها أوّلها:
يا ناقلي شرع النّبيّ محمّد
…
وأولي الرّواية والحديث والمسند
وأئمّة الإسلام والقوم الألى
…
نقلوا الشّريعة سيّدا عن سيّد
فلأنتم بين الأئمّة قدوة
…
فبكم إلى طرق الهداية نقتدي
لكم تراث الأنبياء جميعه
…
بالفرض والتّعصيب دون تردّد
لا زالت الدّنيا بكم مأهولة
…
وبقيتم فيها بقاء الفرقد
- (2/ 925، 926)، و «الأعلام»:(8/ 251).
وتراجع مقدمة قصيدته «اللّؤلؤة في النّحو» نشرتها في مكتبة الخانجي سنة 1410 هـ.
هل أنتم تتصدّقون ليوسف
…
السّرّمرّي وهو العقيلي المحتد
ولعرسه أمة العزيز وولده
…
منها الألى شرفوا بمذهب أحمد/
البرّ إبراهيم يتبع فاطما
…
وكذلك أسما والفقيه محمّد
وكذا ابن عمّهم الشّقيق تفضّلا
…
بإجازة المرويّ عند النّقّد
إلى آخرها: قال فكتبت إليه الجواب:
لبّيك يا حلف النّهى والسّؤدد
…
ومن امتطى بالعلم فوق الفرقد
ومن اغتدى فينا وثغر علومه
…
عذب مقبّله شهيّ المورد
وإذا أفاض الطّالبين مسائلا
…
يسقى بريّا ريقه العطش الصّدي
وإذا جلى نظما رأينا عقده
…
من لؤلؤ متتابع متسرّد
شرّفت ربع دمشق حين سكنته
…
بفضائل بين الورى لم تجحد
لمّا أتت أبياتك الغرّ الّتي
…
تزري على الغيد الحسان الخرّد
تجلو معاني حبرها في حبرها
…
بردا أسف لثاثه بالإثمد
قابلت أمرك بالقبول لأنّه
…
عذب متى فارقته قلت ازدد
أنت الإمام الحبر أمرك طاعة
…
بك أقتفي سبل البيان وأقتدي
إلى آخرها، قال: وقد كنت كتبت إليه وهو في بلده سرّ من رأى بقولي:
أيا فاضلا في سرّ من را حوى العلا
…
فكان له بدر الدّياجي مسامرا
سألتك خبّرني فمثلك من غدى
…
لجملة أسماء الصّحابة حاصرا
عن امرأة أمّ لسبع صحابة
…
وكلّهم في بدر قد كان حاضرا
وأخرى لها عمّان والاخوة أربع
…
وكلّ إلى بدر أتاها مبادرا
ولكن مع الإسلام نصف لصنفهم
…
وباقيهم للشّرك قد كان ناصرا
وآخر بدريّ أبوه وأمّه
…
على ملّة الإسلام ما كان كافرا
فلا زلت تولينا الفوائد جمّة
…
تخال من التّحقيق فيه جواهرا
فأجاب بقوله:
أتاني كتاب منك تحكي سطوره
…
رياضا إذا ما الرّوض أصبح ناضرا
ولكنّه أربى على الرّوض إذ حوى
…
معاني أظنّ الرّوض عنهنّ قاصرا
يحدّث عن سحر البلاغة ذاكرا
…
يخبر عن حبر البلاغة آمرا
فأنشأ لي من لذّة الوجد نشوة
…
لها زمن لم تلق فيه مذاكرا
وكان صلاح الدّين مفتاح قفلها
…
وللميت منها بعد ما رمّ ناشرا
وحرّك منّي ساكنا بندائه
…
وأعمل تمييزي ضميرا وظاهرا/
يسائلني عن أمّ سبع صحابة
…
وكلّهم في بدر قد كان حاضرا
فهاك جوابي والإله موفّقي
…
فما راح من يستوفق الله حائرا
هي امرأة الحارث بن رفاعة
…
بعفراء تدعى من أناس أكابرا
أتت بمعاذ منه ثمّ معوّذ
…
وطلّقها والبين ما زال جائرا
فجاء بكير خاطبا فتزوّجت
…
به إذ رأته ماهرا جاء ماهرا
فأولد رهطا إياسا وخالدا
…
ومن بعد هذا عاقلا ثمّ عامرا
وعادت إلى زوج الصّبا ابن رفاعة
…
فجاءت بعوف سابع القوم آخرا
وكلّهم كانوا ببدر فيا لها
…
مآثر حازوا فضلها ومفاخرا
وأمّا الّتي في بدر أربع إخوة
…
وعمّان كلّ كان فيها مباشرا
وقد كان نصف القوم بالله مؤمنا
…
ونصفهم الثّاني بذي العرش كافرا
فأمّ أبان بنت عتبة عمّها الرّ
…
ضا معمر بن الحارث اعرفه شاكرا
وقل أخواها المؤمنان أبو حذي
…
فة لأبيها عتبة كان صابرا
وآخر يدعى مصعب بن عمير ال
…
ذي كان شهما في الحروب مثابرا
وقل أخواها المشركان أبو عزي
…
ز بن عمير والوليد بلا مرا
وصنو أبيها شيبة بن ربيعة ال
…
ذي كان في بغض النّبيّ مجاهرا
ثلاثتهم ممّن دعا المصطفى علي
…
هم الله إذ عقّوا فألفوه عاقرا
وفيهم وفي أقرانهم نزل القر
…
آن هذان خصمان أتل وابل المغادرا
وأمّا الّذي مع أمّه وأبيه كل
…
لّهم كان يوم بدر للحرب حاضرا
فذلك عمّار وتلك سميّة أمّه
…
وأبوه الشّهم أعنيه ياسرا
ولم يتّفق هذا ببدر لغيرهم
…
وكم قد أفادوا غير هذا مآثرا
فهذا جواب السّرّمريّ يوسف ال
…
عقيليّ لا ينفكّ يطلب عاذرا
801 -
يوسف بن محمّد بن ناصر العسكريّ، الصّالحيّ
.
قال ابن طولون: هو الشّيخ، الصّالح، جمال الدّين أبو المحاسن، مؤدّب الأطفال شقيق عبد الرّحمن المتقدّم، ميلاده في حدود سنة 850 بالصّالحيّة وحفظ القرآن و «مختصر الخرقيّ» و «الملحة» ، ثمّ تسبّب بدقّ الذّهب، ثمّ تضاعف فتسبّب بقراءة الأطفال وسمع من ابن الكركيّ، والشّيخ/ صفيّ الدّين وغيرهما، قرأت عليه القرآن بداءة، وصلّى بي به في مسجد الكوافي المعروف الآن بمسجد العساكرة تحت المدرسة الحاجبيّة سنة 888 وحضر الختم معي ومعه زين الدّين العيني شيخ الحنفيّة مرّات، وسمعت عليه غالب «الصّحيح» وربّما كمل لي عليه وكان كثيرا ما ينشد لبعضهم:
لا أختشي من ظلوم
…
إذا طغى وتجبّر
لا عملتي تحت إبطي
…
ولا قتيلي مصبّر
توفّي في تاسع رجب سنة 889 ودفن شرقيّ حوّاقة الشّيخ أبي عمر بسفح قاسيون.
801 - يوسف العسكريّ، (في حدود 850 هـ-؟):
لم أعثر على أخباره.
802 -
يوسف بن محمّد الكفرسبيّ، جمال الدّين، الفقيه، الصّالحيّ
.
قال في «الشّذرات» : كان من أهل الفضل ومن أخصّاء الشّيخ علاء الدّين المرداويّ، وقد أسند وصيّته عند موته إليه. توفّي بدمشق سنة 892.
803 -
يوسف المرداويّ
.
قال في «الشّذرات» : أخذ عن ابن اللّحّام، وباشر القضاء بمردا مدّة طويلة، وكان يقصد بالفتاوى من كلّ إقليم، ومن أعيان تلامذته الشّمس العليميّ وغيره، وعرض عليه قضاء حلب فامتنع، واختار قضاء مردا. وكان يكتب على الفتاوى بخطّ حسن وعبارة جيّدة تدلّ على تبحّره وسعة علمه، وكان إماما في النّحو، ويحفظ «محرّر الحنابلة» و «محرّر الشّافعيّة» وإذا سئل عن مسألة أجاب عنها على مذهبه ومذهب غيره.
توفّي بمراد في صفر سنة 860 وقد جاوز السّبعين.
802 - الكفرسبيّ، (؟ - 892 هـ):
أخباره في «المنهج الأحمد» : (516)، و «مختصره»:(195). وينظر:
«الشّذرات» : (7/ 354). قال العليميّ: «يوسف بن محمّد الكفريّ، الشّيخ جمال الدّين، الفقيه الصّالح. كان من أهل الفضل، ومن أخصّاء الشّيخ علاء الدّين المرداويّ، وقد أسند وصيّته إليه عند موته» .
وقد رأيت نسخة من كتاب ابن تميم في الفقه عليه خطّهما معا تملّكا للنّسخة الموجودة الآن في الظّاهرية.
توفي بدمشق وصلّى عليه صلاة الغائب بالمسجد الأقصى الشّريف سنة 892 هـ.
803 -
يوسف المرداويّ، (؟ - 860 هـ):
يظهر لي أنه هو المرداويّ المذكور قبل ترجمة السّرمريّ المتوفى سنة 882 هـ.
804 -
يوسف بن يحيى بن عبد الرّحمن النّاصح بن نجم الدّين الشّيرازيّ الأصل، الدّمشقيّ، أبو المحاسن، شمس الدّين بن سيف الدّين
.
804 - ابن النّاصح، (665 - 751 هـ):
بيتهم الكبير يعرف ب «آل الحنبليّ» وهذا من «آل ناصح الدّين» منهم، وناصح الدّين هو عبد الرّحمن بن نجم بن الحنبليّ أسرة أنصارية دمشقية شيرازيّة الأصل. هو وأبوه وجدّه وجدّ جدّه من العلماء لهم تراجم مذكورة، وهكذا أعمامه وأعمام أبيه وأعمام جدّه
…
فهي أسرة كبيرة العدد من العلماء والعالمات رحمهم الله أجمعين.
أخبار أبي المحاسن المذكور في «المقصد الأرشد» : (3/ 134)، و «المنهج الأحمد»:(451)، و «مختصره»:(154)، و «التّسهيل»:(2/ 375).
وينظر: «معجم السّبكي» : (2/ 176)، و «المنتقى من مشيخة ابن رجب»: رقم (39)، ومن «ذيول العبر»:(283)، و «البداية والنّهاية»:(14/ 235)، و «وفيات ابن رافع»:(2/ 135)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 84)، و «الدّرر الكامنة»:(5/ 256)، و «الدّارس»:(2/ 84، 113)، و «القلائد الجوهرية»:(1/ 84، 85، 161).
جاء في «معجم» السّبكي: «سمع منه البرزاليّ، وذكره في «معجمه» ، وقال: هو من بيت معروف بالعلم والصّلاح والرّواية. وفيه عقل وسكينة
…
وقال: درّس بالصّاحبة والعالمة، وخرّج له «مشيخة» ثم قال: سمعت عليه أحاديث من مشيخته تخريج ابن سعد».
وذكره الحافظ الذّهبي في «معجمه» إلّا أنّه لم يرد في المطبوع من المعجم؟!
ومشيخته ذكرها الكتّاني في «فهرس الفهارس» : (2/ 646)، قال:««مشيخة ابن الحنبليّ» هو أبو المحاسن يوسف بن يحيى بن نجم الدّين ابن الحنبليّ. به إلى الحافظ عن الزّين عبد الرّحمن بن أحمد بن ناصر قيّم الصّالحيّة عنه».
قال في «الدّرر» : ولد سنة 665، وأحضر على أبيه، وأبوه سمع على الخشوعيّ وهو خاتمة أصحابه، وسمع من ابن أبي عمر، وابن شيبان، وابن البخاريّ، وابن المجاور، والتّقيّ الواسطيّ، وغيرهم، وولي تدريس الصّالحيّة ونظرها، ودرّس بغيرها، وولي مشيخة الكامليّة، سمع منه ابن رافع، والحسينيّ، وأثنى عليه وآخرون.
وتوفّي في شعبان سنة 751.
805 -
يوسف بن يحيى بن مرعي بن يوسف الطّور كرميّ
.
قال المحبّيّ: رحل إلى مصر لطلب العلم سنة 1044 فأخذ بها عن الشّيخ منصور البهوتيّ وعن عمّه الشّيخ أحمد بن الشّيخ مرعي وغيرهما، وعاد سنة 1049، وكان يفتي ببلاد نابلس، وكان يميل إلى القول بعدم وقوع الطّلاق في كلمة موافقة لابن تيميّة، وكانت وفاته نهار الاثنين عاشر صفر سنة 1078.- انتهى-.
يقول جامعه الحقير القاصر هذا آخر ما منّ به الله القويّ القادر من جمع تراجم الحنابلة، أفاض الله عليهم طلّ العفو ووابله، وقد تتبّعت ذلك غاية جهدي، وبذلت فيه وسعي وكدّي، وتطلّبت كلّ ما هو مظنّة لذكر/ شيء من ذلك في الحرمين، والشّام، واليمن، ومصر، والعراق، وما وصلته من
805 - يوسف الطّور كرميّ، (؟ - 1078 هـ):
حفيد الشّيخ مرعيّ بن يوسف.
أخباره في «النّعت الأكمل» : (230)، و «التّسهيل»:(2/ 157).
وينظر: «خلاصة الأثر» : (4/ 508).
الممالك، وجمعته من متفرّقات الكتب الّتي وجدتها في تلك الأقطار، ولم أظفر بغيرها مع الاستقصاء والاستخبار، فليعذر الواقف عليها، وأرجو الدّعاء من كلّ ناظر إليها، وبقيت جماعات لم أظفر لهم بتراجم، مع مجيء ذكرهم في الكتب، سقتهم الغيوث السّواجم، وها أنا أذكر غالب أسمائهم لعلّ من يطّلع على شيء من ذلك أن يطرّز هذا الكتاب بأنبائهم؛ لتتمّ الفائدة للطّالبين، ويفوز بصالح دعائهم.
فمنهم الفاضل الشّيخ إبراهيم العتيليّ
(1)
رفيق العلّامة السّفّارينيّ.
- والشّيخ أحمد بن العلّامة الشّيخ مرعيّ صاحب «الغاية» وغيرها.
- وقاضي القضاة أبو بكر بن قاسم الشّيشينيّ
(2)
.
(1)
إبراهيم العتيليّ هذا هو إبراهيم بن يحيى بن أحمد بن محمّد العتيليّ الشّهرة والمولد الحسيني، النّابلسيّ (ت 1102 هـ). ذكره الغزّيّ في «النّعت الأكمل»:(297) عن جدّه- محمد بن عبد الرّحمن الغزّي- في «تذكرته» وأورد له أخبارا وأشعارا وأجازه إجازة منظومة جاء فيها:
وبعد قد قرأ الشّيخ الذّكيّ ومن
…
فاق الشّيوخ بفضل والذّكيينا
أعني به الشّيخ إبراهيم والده
…
يحيى لنابلس إن أنسبه تعيينا
أكرم به سيّدا قد طاب محتده
…
وكيف لا وهو فرع الهاشميّينا
عل الفقير أسير الذّنب من قعدت
…
به خطاياه عن شأو المنيبينا
محمّد العامري الغزّيّ كنيته
…
أبو المعالي وقي شرّ الخبيثينا
شرحا لألفيّة ..........
…
............ الأبيات
(2)
استظهرت أن يكون المذكور في «المنهج الأحمد» : (473)، ويراجع:«الدّر المنضّد» .
- والشّيخ أحمد بن يحيى
(1)
بن العماد مؤلّف «التّذكرة» في الفقه.
- وقاضي الحنابلة بمكّة المشرّفة أبو حامد بن عطيّة بن ظهيرة بعد التّسعمائة.
- والفقيه الجليل الشّيخ زامل
(2)
بن سلطان تلميذ الفتوحيّ والحجّاويّ.
- وسراج الدّين ابن يحيى المصريّ الّذي قرأ «المنتهى» على الشّمس محمّد الشّاميّ سنة (
…
) وقال: إنّها قراءة بحث وتدقيق.
- وشيخه الشّيخ محمّد الشّاميّ المذكور.
- وتاج الدّين بن شهاب الدّين بن عليّ البهوتيّ له كتابات على «المنتهى» .
(1)
وقفت على تملّك لكتاب «التّنقيح المشبع» للعلّامة العلاء المرداويّ صاحب «الإنصاف» نسخة المتحف العراقي عليها تملكات من بينها أحمد بن يحيى الحنبليّ سنة 858 هـ فلعله هذا.
(2)
زامل بن سلطان هذا ذكره شيخنا ابن بسّام في «علماء نجد» : (1/ 262)، مقتبسا من كلام المؤلّف، وكلام ابن بشر في «عنوان المجد»:(2/ 304)، مع ديباجة جيدة عن نسبه تربطه بآل يزيد من بني حنيفة دون سند متّصل بالآباء والأجداد؟! ونعته ب «الخطيب» وهو من تلاميذ الفتوحيّ والحجّاويّ، وذكر ابن بشر أنّه ولي قضاء الرّياض. ووقف شيخنا على وثيقة شرعيّة محررة منه ومن معاصره الشيخ ناصر ابن محمد بن عبد القادر وتاريخ هذه الوثيقة عام 969 هـ. ووصفه ابن حميد هنا ب «الفقيه الجليل» .
قلت: ويدلّ على فقهه نقول الشّيخ عبد الوهّاب بن فيروز عنه في حاشيتيه وكذا قبله المنقور في مجموعه
…
وغيرهما.
- والشّيخ الفرضيّ صالح بن حسن الأزهريّ ناظم «ألفيّة الفرائض»
(1)
.
- والشّيخ الفقيه محمّد بن عبد الله بن محمّد بن إسماعيل
(2)
، تلميذ الشّيخ سليمان بن عليّ صاحب
(3)
«المنسك» وجدّه فقيه الدّيار النّجديّة وشيخ الشّيخ سليمان المذكور.
- والعلّامة الشّيخ عبد الله بن محمّد بن ذهلان
(4)
المتوفّى سنة 1099.
(1)
صالح بن حسن الأزهري هذا هو البهوتي الأصل، القاهريّ الأزهري (ت 1121 هـ) ذكره المؤلّف في موضعه من الكتاب، وقال:«الفقيه الفرضيّ» كذا في نسخته التي بخط يده في الأصل غير ملحق في الهامش كما يفعل في بعض التراجم التي ذكرها بعد فراغه من تأليف الكتاب فاستدركها على الهوامش فيعتذر له بأنّه لم يعرفه إلا بعد أن كتب الكتاب، ونسي أن يلغي ما ورد في هذا الموضع، فالذي يغلب على الظّن أنه يظنّه غيره. فليراجع ما ذكره المؤلّف في ترجمته، وما منّ الله تعالى به علينا من إضافات في هوامش الترجمة هناك والله تعالى المستعان.
(2)
المذكور في تلاميذ الشيخ سليمان بن علي- رحمه الله إنما هو محمد بن عبد الله ابن إسماعيل، إلّا أن يكون المذكور هنا تلميذ له غيره فالله تعالى أعلم.
ومحمد بن عبد الله بن إسماعيل ذكره شيخنا ابن بسّام في «علماء نجد» : (3/ 854) وذكر وفاته سنة 1109 هـ في بلده أشيقر، وقال:«من أشهر مشايخه الذين أخذ عنهم العلّامة الشيخسليمان بن علي بن مشرف، جدّ الشيخ محمد بن عبد الوهّاب .. » .
(3)
تقدّم ذكره في موضعه من الكتاب، وقد كتب المؤلّف- رحمه الله ترجمته بخط يده على هامش النّسخة مما يدلّ على أنه كتبها بعد فراغه من الكتاب ولم يرجع إلى هذا الموضع لإلغاء ما كتب أولا.
(4)
ابن ذهلان هذا يجب الوقوف عنده وقفة تأمّل فيظهر لي أنّ عبد الرّحمن بن ذهلان اسم لرجلين عالمين فاضلين؛ أحدهما عبد الرّحمن بن محمد بن ذهلان أخو-
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
- عبد الله المذكور؛ وهو الذي ذكر ابن بشر وغيره أنه مات سنة 1099 مع أخيه في وباء عامّ ذكره مؤرخو نجد، وكذا ذكره شيخنا ابن بسّام في «علماء نجد»:(2/ 408).
والآخر: عبد الرّحمن بن ذهلان بن عبد الله بن محمد بن ذهلان (ت 1202 هـ) ذكره ابن بشر في حوادث سنة 1202 هـ ونقل ابن عثيمين في «تسهيل السّابلة» (2/ 189) عن ابن بشر، وزاد كلاما نسبه إلى ابن بشر- رحمه الله وهو لم يقله، قال ابن بشر في «عنوان المجد»:«[سنة 1202 هـ] وفي هذه السنة توفي العالم الفقيه الورع حسن بن عبد الله بن عيدان قاضي بلد حريملاء، وحمد الوهيبي، وحمد بن قاسم، وعبد الرّحمن بن ذهلان القضاة المشهورون في العارض» .
هذا نصّ كلام ابن بشر بحروفه.
وقال ابن عثيمن في «التّسهيل» : «الشّيخ عبد الرّحمن بن ذهلان النّجدي الحنبليّ ذكره ابن بشر في «تاريخه، وقال: الشيخ الفقيه العالم المشهور، ولد في نجد ونشأ بها، وأخذ عن علمائها، وكان من بيت علم وفضل، وحصّل واشتهر ونبل قدره، وغزر فضله، وتولى القضاء في بلد العارض. توفي سنة اثنتين ومائتين وألف- اه» .
فسبحان الله انظر كيف حافظ على نهاية نصّ ابن بشر بإشارته إلى (انتهى) وليس لديه إلّا تاريخ ابن بشر هذا المطبوع؟! فمن أين نقل عن ابن بشر؟! وعبد الرّحمن هذا غير سابقه بكلّ تأكيد فهو ابن ذهلان لا ابن محمد، ولا يقال: إنّه منسوب إلى جده الأعلى؛ لأنّ المذكور ابن لذهلان بن عبد الله بن محمد
…
كما أن تاريخ وفاة الأول سنة 1099 هـ وتاريخ وفاة الثاني 1202 هـ. والأول عمّ والد الثاني. وعبد الرّحمن بن ذهلان بن عبد الله بن محمد هذا هو أخو أحمد بن ذهلان ابن عبد الله بن محمد (ت 1169 هـ) الذي ذكره الغزّيّ في «النّعت الأكمل» :
288.
-
- وأخوه الشّيخ عبد الرّحمن المتوفّى فيها أيضا، وهو ابن عمّه الشّيخ عثمان ابن أحمد ابن قائد شارح «العمدة» وأحدهما قد أخذ عن العلّامة البلبانيّ، وأخذ عنه الشّيخ عثمان بن قائد ولد خاله.
- وعبد الله بن أبي بكر المكّيّ قاضي الحنابلة بها، له ذكر في «تاريخ مكّة» للسّنجاري
(1)
سنة 1040، وأنّه تولّى أيضا قسمة الصّرّ.
- وعبد الله بن شفيع بن سعيد بن عمران بن مالك التّميميّ رأيت بخطّه كتاب «التّوّابين» للموفّق بن قدامة بتاريخ سنة 799.
- والشّيخ عبد القادر الدّنوشري
(2)
المصريّ له تعليقات نفيسة على «شرح المنتهى» أكثرها على شرح الخطبة تدل على براعته، ورأيت بخطّه «حاشية
- ووالدهما: ذهلان من أهل العلم فوالده عبد الله قاضي الرّياض، وعمه عبد الرّحمن إمام علامة فهو من بيت علم، وقد قال الغزّيّ في ترجمة ابنه أحمد: «نشأ في حجر والده وتلا عليه القرآن العظيم، وأخذ عنه الفقه وغيره
…
».
- وفي بيتهم من أهل العلم: - عبد العزيز بن أحمد بن ذهلان بن عبد الله بن محمّد ابن ذهلان. قال الغزّيّ في ترجمة أحمد: «كذا أملاه علينا ولده صاحبنا عزّ الدين عبد العزيز من لفظه بدمشق رحمه الله تعالى» .
(1)
في الأصل «السّخاويّ» والصّواب أنّه السّنجاري، وقدم تقدم التعريف به وبتاريخه لمكة.
(2)
عبد القادر الدّنوشري هذا فقيه له ترجمة في «النّعت الأكمل» : (205).
وقد أطال في ترجمته، وهو من تلاميذ البهوتي، وأخذ عنه ابن فقيه فصّة عبد الباقي بن عبد الباقي بن عبد القادر مفتي الحنابلة بدمشق. وذكر وفاته بعد الثلاثين والألف ظنّا.
شيخ زاده على تفسير البيضاويّ» وأرّخها سنة 1040.
- وعمر بن أبي بكر التّلعفريّ.
- والشّيخ عبد الرّحمن بن أحمد بن النّجّار، أخو مؤلّف «المنتهى» .
- والقاضي عبد الله بن أحمد بن عطيّة بن ظهيرة المكّيّ، تولّى قضاء الحنابلة بها سنة 942.
- والعلّامة عليّ البهوتي المصريّ جدّ العلّامة الشّيخ عبد الرّحمن المشهور وشيخه.
- والشّيخ عبد الغنيّ العتيليّ محشي «مختصر المقنع» .
- ومحمّد بن محمّد العبّاديّ.
- ومحمّد بن أبي بكر بن قاسم الشّيشينيّ.
- ومحمّد سعيد بن الشّيخ محمّد الكنانيّ الخلوتيّ، تولّى مشيخة الطّريقة بعد والده سنة 1153.
- ومصطفى بن الشّيخ يوسف الكرميّ من مشايخ العلّامة السّفّارينيّ.
- والسّيّد موسى بن محمّد بن محمّد الحسنيّ الفاسيّ المكّيّ، إمام المقام ونائب عمّه السّراج عبد اللّطيف في قضاء مكّة المشرّفة.
- وموفّق الدّين، ابن مؤلّف «المنتهى» تولّى القضاء في مصر/ بعد أخيه وليّ الدّين.
- وموسى بن محمّد العبّاديّ بعد سنة 981.
- والشّيخ وليّ الدّين ابن صاحب «المنتهى» تولّى القضاء بعد والده.
- والسّيّد المعمّر هاشم النّابلسيّ
(1)
من مشايخ خاتمة المتأخّرين السّفّارينيّ.
- والشّيخ يحيى
(2)
بن العلّامة الشّيخ موسى الحجّاويّ مؤلّف «الإقناع» .
(1)
هاشم النّابلسي هذا ذكره المؤلّف في موضعه ذكرا مقتضبا ملحقا في الهامش بخط المصنف، وليس في ذكره له ما يلقي الضّوء على حياته فما زالت حياته مجهولة وأخباره غير مسطورة.
(2)
يحيى بن الشيخ العلّامة موسى الحجّاويّ. أخباره مسطورة في «النّعت الأكمل» :
182، و «الجوهر والدّرر»: ورقة (74)، و «مختصر طبقات الحنابلة» للشطي:
95.
قال الكمال الغزي في «النّعت الأكمل» : «الشيخ، الإمام، البارع، المسند، المحدّث، الفرضيّ، الفقيه الشهير ب «ابن الحجّاويّ» المقدسيّ الأصل الدمشقي المولد والمنشأ، ثم الصّالحي، ثم القاهريّ
…
وذكر شيوخه وقال: وممن أجاز صاحب الترجمة جدّنا العلّامة المفسّر شيخ الإسلام البدر الغزي العامري منظومة، رأيتها بخط العلامة البدر ومنه نقلت قال رضي الله عنه:
الحمد لله على تواتر
…
نعمائه في باطن وظاهر
ثم الصّلاة والسّلام أبدا
…
على النبي الهاشمي أحمدا
وآله وصحبه والتابعين
…
وعلماء الدين طرّا أجمعين
وبعد فالطفل اللّبيب الألمعي
…
الحاذق النجل الأديب اللوذعي
الشيخ يحيى بن الإمام المتقن
…
العالم العلامة المفنن
الشرفي موسى هو الحجاوي
…
نزهه الله عن المساوي
حضر عندي وعليّ عرضا
…
مواضعا عرضا مجيدا مرتضى
من المصنف الذي للخرقي
…
العالم العلّامة المحقّق
-
- والشّيخ يحيى بن المحقّق الشّيخ مرعيّ صاحب «الغاية» .
- والعلّامة يحيى بن محمّد الفومنيّ المكّيّ.
- والشّيخ يوسف بن عليّ البهوتيّ، والد العلّامة الشّيخ عبد الرّحمن وشيخه.
- المدقق يوسف الفتوحي
(1)
سبط مؤلّف «المنتهى» ومحشيه بالحاشية
-
أبرزها سردا بحسن لفظه
…
بلا تكلّف لها من حفظه
دلّت على حفظ الكتاب كلّه
…
قرت به عيون كل أهله
وقد أجزته وقاه الله
…
سبحانه من كل ما يخشاه
لكل ما يجوز لي روايته
…
أو حلّ لي بين الورى درايته
وفقه الله لخير العمل
…
وصانه من الخطا والخطل
قد قال ذا محمد الغزيّ
…
العامري والده الرّضيّ
عام ثمانين وتسعمائة
…
من السنين قد مضت للهجره
والحمد لله تمام النظم
…
يعطر المبدا بحسن الختم
وأجازه منصور بن إبراهيم الشّافعي الدمشقي سنة 973 هـ.
وبعد وفاة والده رحل إلى مصر وتصدر بالجامع الأزهر، وأدرك هناك تقي الدين محمدا الفتوحي وغيره. وأخذ عنه محمد بن النقيب البيروتي، والشيخ سلطان ابن أحمد المزاجي، والشيخ مرعي المقدسي، والقاضي محمود بن محمد بن عبد الحميد وهو ابن أخته، والشيخ منصور البهوتي
…
وغيرهم وتوفي بالقاهرة؟» ولم يذكر سنة وفاته.
(1)
هناك يوسف بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن علي بن عبد العزيز بن رشيد الفتوحي ابن صاحب «المنتهى» لا سبطه فإن يكن هو المراد هنا فذاك، وإن لم يكن مرادا فإنه ممن يستدرك على المؤلّف. ذكره الغزيّ في «النّعت الأكمل»:(209)، -
النّفيسة وغير/ هؤلاء من علماء الأعلام، الّذين سبقونا بالإيمان والانتقال لدار السّلام، عليهم رحمة الملك العلّام، وكثير من أهل هذه المائة الثّالثة عشرة، لعدم الوقوف على شيء من أحوالهم، وإن كان فضلهم قد انتشر، لكن عدم المفيد، والمستفيد والمذاكر والمعيد، ولم يبق إلّا كلّ فدم بليد، يحتقر هذه الأمور ويعيبها، ويهزأ بمن يعزّ عليه بعيدها وقريبها، فلو سألته عن تاريخ والده أو من ادّعى أنّه شيخه لتلعثم، ولا يخجل من الجهل بأقرب الأشياء فيا ليته أبكم.
كلّ أهل العصر غمر وأنا
…
منهم فاترك تفاصيل الجمل
والله- سبحانه وتعالى أسأل وبجاه نبيّه المصطفى أتوسّل
(1)
أن يلطف بنا في الدّور الثّلاث، وأن يصلح أحوالنا الباطنة والظّاهرة إلى موارة الأجداث
- فقال: «الشيخ، الإمام، جمال الدين، الشهير ب «الفتوحيّ» المصري، القاهريّ، الشيخ، العلّامة، النحرير، حائز قصبات السّبق في التقرير والتحرير، عالم الآفاق بالاتفاق، وبحر الفضائل بين أولي الخلاف والوفاق، صاحب قدم راسخ، وشرف باذخ، وقدر في المعارف شامخ، فهو البركة، والقدوة، العالم، العامل، الفقيه، والإمام الذي ليس له في حلبة السباق في الفضل نظير ولا شبيه.
ولد بمصر، ونشأ بها، وقرأ على فضلائها، فأخذ عن والده الشيخ الإمام تقي الدين الفتوحي، وعن الشيخ العلّامة منصور البهوتي. وعنه أخذ الشهاب أحمد الكرمي الأزهري»، ولم يذكر وفاته.
(1)
هذا توسل بدعي. وقد مرّ التنبيه على مثله، ويأتي في آخر الكتاب- إن شاء الله تعالى- زيادة إيضاح.
وأن يسلك بنا مسالك العلماء العاملين، ويجعلنا من عباده الصّالحين، وحزبه المفلحين، وأن يرزقنا العلم والعمل واليقين، وأن يصلّي ويسلّم في كلّ وقت وحين على سيّد النّبيّين وإمام المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، والتّابعين لهم بإحسان إلى يوم الدّين، والحمد لله ربّ العالمين.
قرأناه نقلا عن المسوّدة الثّانية، جامعه الأحقر الرّاجي لطف ربّه العليّ عبده محمّد بن عبد الله بن حميد الحنبليّ، مفتي الحنابلة بمكّة المشرّفة ذات الفضل المعتلي، عامله الله بلطفه الخفيّ والجليّ، وأفاض عليه فيض برّه وجوده المليّ، وكان له ولوالديه ومشايخه وأحبابه وجميع المسلمين وليّا، فنعم الوليّ، ووافق ذلك بعد صلاة الظّهر من يوم الأحد ثاني عشر جمادى الآخرة من شهور سنة 1288 ختمها الله على جميع المسلمين بخير، وذلك في خلوتي بمدرسة الوزير المرحوم محمّد باشا في جانب باب الزّيادة شاميّ مكّة المشرّفة أدام الله أمنها وصحّتها ورخاءها، وبرود الفضل بها محفوفة، والحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله وصحبه أجمعين.
«ذكر النّساء»
806 -
آسية بنت محمّد بن إبراهيم الدّمشقيّة، أخت إبراهيم الماضي
.
قال في «الضّوء» : ويعرف كسلفه ب «ابن المعتمد» .
ولدت سنة 852، وسمعت معنا بدمشق- مع أخيها- على جدّتها ستّ القضاة ابنة زريق، وتزوّجها صاحبنا البهاء ابن المشهديّ بكرا فأولدها كلّ أولاده ولم يتخلّف بعده من ذكورهم سوى الفاضل محمّد، وحجّت، وجاورت، وأجاز لها جماعة، وهي خيّرة صالحة.
806 - آسية بنت ابن المعتمد، (؟ - بعد 896 هـ):
أخبارها في «الضّوء اللامع» : (12/ 3).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- آمنة بنت أحمد بن محمّد بن زيد، ذكرها الحافظ السّخاويّ في «الضّوء»:(12/ 3)، وقال: «خالة قاضي الحنابلة ببعلبك
…
وكانت أصيلة، خيّرة. ماتت بعيد السّتّين تقريبا».
أقول: «هي أخت أمة الله الآتية» .
807 -
آمنة بنت عليّ بن أبي بكر البويطيّ القاهريّ، كاتب العليق [أبوها] وأخت المحمّدين كريم الدّين شقيقها، وشمس الدّين لأبيها، ووالدة البدر محمّد بن محمّد السّعديّ
.
قاله في «الضّوء» . وقال: ماتت ليلة الجمعة سنة 880 عن ستّين سنة وصلّى عليها من الغد بعد صلاة الجمعة في جامع الحاكم في مشهد جليل جميل، ثمّ دفنت بحوش سعيد السّعداء عند أمّها، وكانت قد حجّت وزارت بيت المقدس، وتزوّجت عدّة أزواج، منهم المعين الطّرابلسيّ الحنفيّ، ولم تكن محظوظة في ذلك، مع قنعها، ورياستها، وإتقانها وكونها تقرأ وتكتب.
808 -
آمنة بنت ناصر الدّين أبي الفتح نصر الله بن أحمد بن محمّد بن أبي الفتح ابن هاشم بن إسماعيل بن إبراهيم بن نصر الله بن أحمد الكنانيّة، العسقلانيّة، القاهريّة، عمّة العزّ أحمد بن إبراهيم الماضي
.
قال في «الضّوء» : ولدت- تقريبا- سنة 770، وأجاز لها في استدعاء مؤرّخ سنة 93 جماعة منهم أبو بكر بن محمّد بن الزّكيّ وعبد الرّحمن المزّي ومحمّد بن محمّد بن داود بن حمزة، وإبراهيم بن أبي بكر بن عمر ابن السّلّار، والشّهاب أحمد بن عبد الوهّاب، وحدّثت باليسير، قرأت عليها بعضالأجزاء، وكانت أصيلة، جليلة، ماتت في رمضان سنة 853.
807 - آمنة بنت البويطيّ، (؟ - 880 هـ):
أخبارها في «الضّوء اللامع» : (12/ 4).
808 -
آمنة بنت نصر الله الكنانيّة، (770 تقريبا- 853 هـ):
أخبارها في «الضّوء اللامع» : (12/ 5).
809 -
ألف بنت عبد الله بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن أبي الفتح بن هاشم، أمّ أبي سهل، ابنة الجمال بن العلاء الكنانيّ العسقلانيّ الأصل، القاهريّ، أخت أحمد الماضي
.
قال في «الضّوء» : ولدت- تقريبا- سنة 802 ونشأت في خير وصيانة، وأسمعت على أبيها وغيره، وأجاز لها جماعة، وتزوّجت بابن عمّ لها، ثمّ بابن عمّار، وأنجب ولده أبا سهل منها، وحجّت مع ولدها مرّتين، جاورت في الثّانية منهما، وكذا زارت معه بيت المقدس، وحدّثت، سمع منها الفضلاء، قرأت عليها «ثلاثيّات مسند الإمام أحمد» وكانت خيّرة، متعبّدة. ماتت في ربيع الثّاني سنة 879 ودفنت/ بجوار قبر ابن عمّتها العزّ الكنانيّ بحوش الحنابلة قريبا من تربة كوكاي.
810 -
أمة اللّطيف ابنة الشّمس الإمام محمّد بن محمّد بن أحمد بن أحمد بن المحبّ عبد الله بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن أحمد السّعديّ، المقدسيّ، الصّالحيّ، أخت الشّمس محمّد، ووالدة الشّهاب أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان بن حمزة المعروف ب «ابن زريق» ، ويعرف أبو
ها «بابن المحبّ» .
809 - ألف بنت الجمال العسقلانيّ، (802 تقريبا- 879 هـ):
أخبارها في «الضّوء اللامع» : (12/ 8). وهي من ذوي قرابة سابقتها.
810 -
أمة اللطيف المقدسيّة، (؟ - 840 هـ):
من آل المحبّ السّعديّ.
أخبارها في «معجم ابن فهد» : (303)، و «الضّوء اللامع»:(12/ 10).
قاله في «الضّوء» ، وقال: سمعت من والدها سنة 787 «الدّعاء» للمحامليّ ومن محمّد بن الرّشيد عبد الرّحمن المقدسيّ، وأجاز لها أبو الهول، والمحبّ الصّامت وناصر الدّين بن داود، والكمال بن النّحّاس، وغيرهم. وحدّثت وكانت خيّرة، أصيلة. ماتت في جمادى الآخرة سنة 840، ودفنت بالرّوضة بسفح قاسيون بالقرب من الشّيخ الموفّق.
811 -
أمة الله بنت الصّدر أحمد بن البدر محمّد بن زيد البعليّة، أمّ قاضي الحنابلة ببعلبكّ
.
قال في «الضّوء» : سمعت في جمادى الثّانية سنة 795 على أبي الفرج عبد الرّحمن بن محمّد بن الزّعبوب بعض «صحيح البخاري» ، قال:(أنا) به الحجّار، وأجازت لنا، وكانت أصيلة، خيّرة. ماتت بعد السّبعين تقريبا.
811 - أمة الله بنت أحمد بن محمّد بن زيد، (؟ - بعد 870 هـ):
لم أجدها في «الضّوء اللامع» : فلعلها هي آمنة السّالفة الذّكر.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- أمّ الخير بنت القاضي موفّق الدّين (ت 790 هـ).
ذكرها الحافظ ابن حجر في «إنباء الغمر» : (1/ 363). قال: «آخر من مات من أولاده» ووالدها عبد الله بن محمّد بن عبد الملك بن عبد الباقي الحجّاويّ المقدسيّ، موفّق الدّين أبو محمّد (ت 769 هـ) ذكره المؤلّف في موضعه.
- وأمّ الهدى، أخت السّراج عبد اللطيف الفاسي، قاضي الحرمين الحنبلي (ت 835 هـ) مذكورة في «المنهج الأحمد»:
812 -
أمة الله ابنة العلاء عليّ بن الشّهاب أحمد الكرديّ البعليّة
.
قال في «الضّوء» : سمعت بأفوات على أبي الفرج بن الزّعبوب (أنا) الحجّار ولقيتها ببعلبكّ قريب السّتّين وأجازت لي. وماتت بعد
…
813 -
آي ملك ابنة إبراهيم بن خليل بن عبد الله بن محمود بن يوسف بن تمّام، أمّ الخير ابنة البرهان البعليّ ثمّ الدّمشقيّ، أخت الجمال عبد الله الحافظ، وعائشة، وتعرف ب «ابنة الشّرائحيّ»
.
قاله في «الضّوء» . وقال: سمعت بإفادة أخيها ومعه الكثير من ابن أميلة ومن بعده، بحيث سمعت من شيخنا، ومن مسموعها من المحبّ الصّامت، والجمال يوسف بن محمّد بن الصّيرفي «المسلسل» ومن يوسف بن الحبّال «جزء المناديلي» مع ما بآخره، وأجاز لها ابن الجوخيّ، وابن الشّيرجيّ، وأحمد بن عبد الكريم البعليّ، وابن الهبل، والصّلاح بن أبي عمر، وزينب ابنة القاسم، وآخرون. وحدّثت مع أخيها، وبمفردها، سمع منها الفضلاء كالحافظ ابن موسى ومعه الآبيّ، وكذا سمع منها شيخنا وذكرها في «إنبائه»
812 - أمة الله بنت عليّ البعليّة، (؟ - 860 تقريبا):
أخبارها في «الضّوء اللامع» : (12/ 10).
813 -
آي ملك ابنة الشّرائحيّ، (؟ - 815 هـ):
أخبارها في «معجم الحافظ ابن حجر» : (333، 361)، و «إنباء الغمر»:(2/ 526).
أوردها الحافظ ابن حجر في (آي ملك) وقال: «وكان يقال لها: عائشة، وستأتي في باب العين إن شاء الله» .
وأرّخ وفاتها فيه في ربيع الآخر، وأرّخها غيره في جمادى الأولى سنة 815.- انتهى-.
قلت: يجمع بينهما بما قال ابن فهد في مستهلّ جمادى الأولى، فخلافهما بحسب الرّؤية والله أعلم/.
814 -
بركة ابنة أبي بكر بن أحمد بن عليّ، أمّ محمّد، وأمّ البركات، الصّالحيّة الدّمشقيّة، أخت إبراهيم الماضي وزوج الصّدر الياسوفيّ الحافظ، وخالة ناصر الدّين ابن زريق، ويعرف أبوها ب «ابن البيطار» و «الدّقاق»
.
قاله في «الضّوء» . وقال: سمعت مع زوجها سنة 802 من عائشة ابنة أبي بكر بن قواليج «حلم معاوية» لابن أبي الدّنيا وحدّثت به، سمع منها الفضلاء، وماتت في ربيع الأوّل سنة 840، ودفنت بسفح قاسيون.
(1)
814 - بركة بنت ابن البيطار، (؟ - 840 هـ):
أخبارها في «الضّوء اللامع» : (12/ 13).
(1)
لم يذكره المؤلّف في موضعه، وهذه هي عبارة السّخاوي في «الضّوء اللامع» ؛ نقلها المؤلّف وسها أنّه لم يذكره، قال السّخاوي:«إبراهيم بن أبي بكر بن أحمد بن عليّ الصّالحيّ الدّمشقيّ ويعرف ب «ابن البيطار» أخو بركة الآتية في النّساء، لقيته بصالحيّة دمشق وهو متوعّك
…
».
فهل والدها حنبلي المذهب فيستدرك على المؤلّف؟!
815 -
تتر ابنة أحمد بن محمّد بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن عمر بن شيخ الإسلام أبي عمر، أمّ محمّد، ابنة الشّهاب، ابن الصّلاح، ابن النّجم القرشيّة، العمريّة، الصّالحيّة
.
قال في «الضّوء» : ولدت سنة 792 - تقريبا- وأحضرت على قريبها محمّد بن محمّد بن داود بن حمزة المقدسيّ في الثّانية سنة 94 «مشيخة فليح»
(1)
مع ما بآخرها، وحدّثت، سمع منها الفضلاء، وماتت سنة (
…
).
816 -
تتر ابنة العزّ محمّد بن أحمد بن محمّد بن عثمان بن المنجّى، أمّ بكر التّنوخيّة، أخت فاطمة الآتية
.
815 - تتر ابنة أحمد الصّالحيّة، (792 تقريبا-؟):
من آل قدامة المقادسة. أخبارها في «معجم ابن فهد» : (310)، و «الضّوء اللامع»:(12/ 15). ولم يذكرا وفاتها.
816 -
تتر بنت ابن المنجّى، (734 تقريبا- 803 هـ):
أخبارها في «المنهج الجليّ» : (269)، و «معجم الحافظ ابن حجر»:(101)، و «الضّوء اللامع»:(12/ 15).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- تفّاحة الحبشيّة، أمّ عليّ، مستولدة الشّريف عبد اللطيف بن أحمد بن أبي عبد الله الفاسيّ (توفيت سنة 826 هـ).
- تفّاحة الحبشيّة- أخرى- أمّ قاضي الحرمين المحيويّ «محيي الدّين عبد القادر» الحنبليّ.-
(1)
لعلها: نسخة فليح، وهو فليح بن سليمان المدني (ت 168 هـ)، ونسخته ضمن مجموع في الظاهرية رقم:(125/ 8).
قال في «الضّوء» : ولدت سنة 734 - تقريبا- فإنّها أحضرت في الرّابعة سنة 38 على الحافظين المزّيّ، والبرزاليّ، ومحمّد بن أحمد بن عليّ الرّضيّ، وعليّ بن إبراهيم بن فلاح، وعبد الرّحمن بن إبراهيم بن أبي اليسر، وداود بن إبراهيم العطّار ومحمّد بن طاهر البغداديّ في آخرين، وسمعت من زينب ابنة الكمال، والشّهاب الجزريّ، وآقش الشّبلي
(1)
، وحدّثت، سمع منها الفضلاء، أجازت لشيخنا، ولم يتّفق له لقاؤها، وذكرها في «معجمه» وتبعه المقريزيّ في «عقوده» ، وماتت في شعبان سنة 803.- انتهى-.
قلت: وذكرها أيضا في «الإنباء» وسمّاها ططر بالطّاءين وأوردها في حرف الطّاء.
817 -
جويريّة بنت عبد اللّطيف بن عبد الغنيّ بن تيميّة
.
- ذكرهما معا السّخاويّ في «الضّوء اللامع» : (12/ 16).
817 -
جويرية بنت ابن تيميّة، (؟ - 780 هـ):
أخبارها في «الدّرر الكامنة» : (2/ 82).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- حبيبة بنت محمّد بن عثمان.-
(1)
لعلها: «ابن آقش» فيكون عمر بن آقش الشّبلي الذّهلي (ت 749 هـ). ووالده:
آقش بن عبد الله الشّبلي (ت 729 هـ) محدّثان لهما أخبار وذكر في أسانيد الشّيوخ ولا يمكن أن تكون قد سمعت على آقش نفسه وقد توفي قبل ميلادها بزمن. والله تعالى أعلم. أخباره في: «الدّرر الكامنة» : (1/ 426) وجعل وفاته: (739 هـ) وابنه عمر في «الدّرر» أيضا: (3/ 231).
قال في «الدّرر» : تكنّى أمّ خلف، زين النّساء، زوج أبي بكر الرّحبيّ، ذكرها أبو جعفر بن الكويك في «مشيخته» توفّيت بعد الثّمانين وسبعمائة.
818 -
خديجة بنت العماد أبي بكر بن يوسف بن عبد القادر بن يوسف/ الخليليّة الأصل، الدّمشقيّة
.
- وحفصة بنت عليّ بن عيسى بن مفرّج.
- وخاصّ ترك ابنة حبيبة المذكورة.
ذكرهنّ العليميّ في «المنهج الأحمد» : (473)، و «مختصره»:(170).
قال: «وكان في عصر الشيخ شمس الدّين ابن عبد القادر جماعة من الحنابلة بنابلس من الرّجال والنّساء الأخيار رواة الحديث الشّريف فالرّجال
…
والنّساء منهنّ: .... » وأورد من بينهن المذكورات ثمّ قال: «كانوا أحياء في سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة أجاز لهؤلاء الجماعة
…
».
- خديجة بنت أبي بكر بن علي بن أبي بكر الكوريّ (ت 803 هـ):
أخبارها في «إنباء الغمر» : (2/ 163)، و «معجم ابن حجر»:(107)، و «الضّوء اللامع»:(12/ 26).
818 -
خديجة بنت أبي بكر بن يوسف، (؟ - 802 هـ):
أخبارها في «معجم الحافظ ابن حجر» : (109)، و «إنباء الغمر» ، في موضعين في وفيات سنة 801، 802 هـ:(70، 120)، وفي الموضع الأول قال:«ماتت في أواخر سنة إحدى وثمانمائة» ، وفيه:«الحلبيّة» ، و «الضّوء اللامع»:(12/ 27)، و «الشّذرات»:(7/ 17).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- خديجة بنت عبد الله بن محمّد بن عمر البيانيّ الحمويّ الحنبليّ.
يراجع: «معجم الحافظ ابن حجر» : (301).-
ذكرها في «الإنباء» فيمن مات سنة 801 ثمّ ذكرها أيضا فيمن توفّي سنة 802، وقال: روت عن عبد الله بن قيّم الضّيائيّة. وماتت في أواخر السّنة، ولي منها إجازة.
819 -
دنيا ابنة محمّد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي، أخت عائشة وفاطمة الآتيتين
.
- خديجة بنت محمّد بن أبي الحسين اليونينيّ (ت قبل 800 هـ).
يراجع: «المنهج الأحمد» : (272)، و «معجم الحافظ ابن حجر»:(109).
- خديجة بنت محمّد بن عبد القوي بن بدران (ت 764 هـ).
يراجع: «الوفيات» لابن رافع: (2/ 256).
- خديجة بنت محمّد بن عليّ
…
يراجع: «المنهج الجلي» : (272).
- خديجة بنت نصر الله بن أحمد الكنانيّ (ت 946 هـ).
يراجع: «النّعت الأكمل» : (109).
819 -
دنيا بنت محمّد بن عبد الهادي، (؟ -؟):
لم أعثر على أخبارها.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- رحمة بنت عبد الله البعليّة (ت 1197 هـ).
يراجع: «النّعت الأكمل» : (318).
وهي شقيقة أحمد بن عبد الله البعليّ، الإمام المشهور (ت 1189 هـ) صاحب «الرّوض النّديّ» ذكره المؤلّف في موضعه، وهي والدة الشّيخ محمّد أبو شعر أو «شعير» (ت 1207 هـ) ذكرته في موضعه من الاستدراك.
820 -
رقيّة بنت العفيف عبد السّلام بن محمّد بن مزروع، المدنيّة
.
820 - رقيّة بنت ابن مزروع، (827 - 815 هـ):
أخطأ المؤلّف- رحمه الله في إسقاط والدها فهي: رقية بنت يحيى بن عبد السلام
…
ومثله فعل الحافظ ابن حجر في «الإنباء» فأضاف «يحيى» أستاذنا الدّكتور حسن حبشيّ في طبعته من «الإنباء» عن «الضّوء اللامع» وهذا هو الصّحيح؛ لأنّ عبد السلام بن مزروع توفي سنة 696 هـ وولدت رقيّة المذكورة سنة 827 هـ؟!
إلّا أنّ أستاذنا- حفظه الله- أبقى «العفيف» قبل «يحيى» فصارت العبارة هكذا: ابنة العفيف يحيى بن عبد السّلام؟! والصّواب أن يقال: ابنة يحيى بن العفيف عبد السّلام؛ لأنّ عبد السّلام هو الملقّب عفيف الدّين فليتأمّل.
ويظهر أن «يحيى» سقط من النّساخ في «الإنباء» أو من سهو الحافظ ابن حجر، زلّة قلم؛ لأنّه ذكرها في معجمه على الوجه الصّحيح بخطّ يده رحمه الله رحمة واسعة وغفر لنا وله ولجميع المسلمين.
أخبارها في «المنهج الجلي» : (274)، و «معجم الحافظ ابن حجر»:(109)، و «إنباء الغمر»:(2/ 528)، و «شذرات الذّهب»:(7/ 110)، و «الضّوء اللامع»:(12/ 36).
وهي أخت فاطمة الآتية، ووالدها يحيى لم أقف على أخباره، وجدّها عبد السّلام ابن محمد بن مزروع بن أحمد بن عزّاز المضريّ البصريّ المدنيّ (ت 696 هـ).
كما أسلفت. أخباره في «ذيل طبقات الحنابلة» : (2/ 334)، و «المقصد الأرشد»:(2/ 190)، وتخريجه هناك.
* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- زينب بنت إبراهيم الشّنويهيّ.
يراجع ترجمة أبيها في موضعه من الأصل.
قال في «الإنباء» : حدّثت بالإجازة عن شيوخ مصر والشّام كالختنيّ وابن المصريّ وابن سيدان من المصريّين والبندنيجيّ والمزّيّ من الشّاميّين. ماتت سنة 815 عن سبع وثمانين سنة.
821 -
زينب ابنة أحمد بن محمّد بن عثمان بن المنجّى التّنوخيّة
.
قال في «الدّرر» : سمعت على زينب بنت مكّيّ والأبرقوهيّ وغيرهما، وحدّثت. ماتت سنة نيّف وخمسين وسبعمائة.
822 -
زينب ابنة النّجم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن الشّيخ أبي عمر
.
821 - زينب بنت أحمد بن المنجّى، (؟ - 756 هـ):
أخبارها في «الدّرر الكامنة» : (2/ 211)، و «الوفيات» لابن رافع:(2/ 189).
في «الوفيات» لابن رافع: «[ذو الحجّة سنة 756 هـ] وفي آخرها توفيت زينب بنت أحمد
…
».
* يستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- زينب بنت أحمد بن محمّد بن موسى الشّوبكي الدّمشقي المكّيّ (ت 886 هـ).
يراجع: «الضّوء اللامع» : (12/ 39).
ووالدها مستدرك في موضعه من الكتاب، وأختها سعيدة تذكر في موضعها إن شاء الله.
- زينب بنت إسماعيل بن إبراهيم بن الخبّاز (ت؟).
يراجع: «المنهج الجلي» : (148).
822 -
زينب بنت إسماعيل
…
ابن أبي عمر، (؟ -؟):
من آل قدامة المقدسيّة.
أخبارها في «الدّرر الكامنة» : (2/ 212).-
قال في «الدّرر» : ولدت سنة ( .... ) وأسمعت على ابن هبة الله والقبّيطيّ، وأحضرت على ابن البخاريّ وأجاز لها إبراهيم بن عثمان الكاشغري وغيره وحدّثت. ماتت سنة (
…
).
823 -
زينب ابنة النور عليّ، ابن الشّهاب أحمد بن أبي بكر بن خالد البدرشي الأصل، القاهريّ
.
ويعرف أبوها ب «ابن الإمام» وأمّها سبطة الشّيخ الطّوخيّ تزوّجها ابن عمّها
- * ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- زينب ابنة عبد الله بن عبد الحليم بن تيميّة (ت 799 هـ).
ابنة أخي شيخ الإسلام تقيّ الدّين أحمد بن تيميّة- رحمهم الله.
يراجع: «المنهج الجلي» : (277)، و «إنباء الغمر»:(1/ 534)، و «معجم ابن حجر»:(111).
قال الحافظ ابن حجر: «وأجازت لي مروياتها غير مرّة منها «مسند عمر بن الخطّاب» للنّجّاد
…
».
وفي «المنهج الجليّ» : «وأجازتنا الشّيخة زينب ابنة عبد الله بن عبد الحليم بن عبد السّلام بن تيميّة الحرّانيّ، قالت: «أنا» أبو العبّاس أحمد بن أبي طالب الحجّار، قال:«أنا» أبو المنجّي عبد الله بن عمر بن علي الحريميّ
…
».
823 -
زينب بنت عليّ البدرشيّ، (؟ - 892 هـ):
زوجة البدر السّعديّ، قاضي الحنابلة بمصر.
أخبارها في «الضّوء اللامع» : (12/ 43).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- زينب بنت محمّد بن عبد الرّحمن البجّديّ. يراجع: «المنهج الجلي» : (148).
والبجّديّ: بالباء ثاني الحروف مفتوحة ومكسورة، وبالجيم مفتوحة مشدّدة ومخفّفة.
البدر السّعديّ قاضي الحنابلة بمصر واستولدها أولادا تأخّر منهم بعدها صلاح الدّين محمّد وفاطمة، وحجّت مع أبيها، ومعه موسميّا، وماتت تحته في ذي الحجّة سنة 892 عن أزيد من خمسين سنة، وكان لها مشهد حافل، ودفنت بتربة أبيها بسوق الدريس خارج باب النّصر وأسفنا عليها فقد كانت مدبّرة، عاقلة، صابرة، قانعة، عفيفة.- انتهى-.
أقول: سبق له أنّ وفاة ابنها صلاح الدّين محمّد المذكور سنة 63 وذلك قبل وفاتها بنحو عشرين سنة فلعلّه أخ له سمّي باسمه ولقبه، والله تعالى أعلم.
824 -
زينب ابنة يوسف بن التّقيّ أحمد بن العزّ إبراهيم بن عبد الله بن شيخ الإسلام أبي عمر العمريّة، المقدسيّة، الصّالحيّة، أمّ محمّد، ابنة أخي الصّلاح بن أبي عمر
.
824 - زينب بنت يوسف المقدسيّة، (؟ - قرب 850 هـ):
أخبارها في «معجم ابن فهد» : (318)، و «الضّوء اللامع»:(12/ 50).
وجاء في هامش نسخة من «معجم ابن فهد» : «يقول يوسف بن عبد الهادي هذه جدّتي أمّ أبي، توفيت قرب الخميس وثمانمائة، ودفنت عند والدها في مقابر الشّيخ أبي عمر تحت الحائط الشّمالي» .
تقدّم ذكر والدها، وقال يوسف بن عبد الهادي في «الجوهر المنضّد»:(173) في ترجمته: «وهو جدّي أبو والدي أبو أمّه» .
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- زينب بنت الشّيخ يوسف بن عبد الله (ت بعد 752 هـ).
يراجع: «المنهج الأحمد» : (473)، و «مختصره»:(170).-
قاله في «الضّوء» . وقال: سمعت على فاطمة ابنة محمّد بن أحمد بن عمر بن أبي عمر «جزء أيوب السّختياني» وحدّثت، سمع منها الفضلاء.
- انتهى-.
قلت: ولم يؤرّخ «الضّوء» وفاتها كابن فهد./
825 -
سارة ابنة الصّدر أحمد بن البدر محمّد بن زيد البعليّ، أخت أمة الله الماضية
.
قال في «الضّوء» : أحضرت في الثّانية سنة 795 على ابن الزّغبوب «الصّحيح» ، وأجاز لها، وأجازت لنا. وماتت قريب السّتّين وثمانمائة.
826 -
ستّ العرب
(1)
بنت محمّد بن الفخر عليّ بن البخاريّ، الشّيخة، الصّالحة، المسندة، المكثرة
.
825 - سارة بنت أحمد بن زيد، (؟ - قريب 860 هـ):
أخبارها في «الضّوء اللامع» : (12/ 51).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله تعالى-:
- سارة بنت عليّ بن أبي بكر البويطيّ؟
826 -
ستّ العرب حفيدة ابن البخاريّ، (؟ - 767 هـ):
أخبارها في «المقصد الأرشد» : (1/ 433)، و «المنهج الأحمد»:(458)، و «مختصره»:(158). وينظر: «المنتقى من مشيخة ابن رجب» : (236)، و «الوفيات» لابن رافع السّلامي:(2/ 304)، و «ذيل العبر» لأبي زرعة:(199)، و «تاريخ ابن قاضي شهبة»:(1/ 182)، و «الدّرر الكامنة»:(2/ 220)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 307)، و «الشّذرات»:(6/ 208).
(1)
في «المنهج الأحمد» : «ستّ العزيز» .
حضرت على جدّها كثيرا وعلى عبد الرّحمن بن الزّين وغيرهما، وحدّثت، وانتشر عنها حديث كثير، وسمع منها الحافظان ابن العراقيّ والهيثميّ، والمقرئ ابن رجب وذكرها في «معجمه» قال ابن قانع: طال عمرها وانتفع بها. توفّيت بدمشق ليلة الأربعاء أوّل جمادى الأولى سنة 767 ودفنت بالسّفح، وتقدّم ذكر والدها شمس الدّين محمّد، قاله في «الشّذرات» .- انتهى-.
أقول: وممّن روى عنها ابن الجزريّ في كتابه «النّشر» وغيره.
827 -
ستّ القضاة ابنة أبي بكر بن عبد الرّحمن بن أحمد بن سليمان بن حمزة، أمّ محمّد، ابنة العماد القرشيّ، العمريّ، الصّالحيّ، أخت ناصر الدّين محمّد وإخوته، ويعرف أبوهم ب «ابن زريق»
.
827 - ستّ القضاة، (؟ - 864 هـ):
من آل زريق، من آل قدامة المقادسة.
أخبارها في «معجم ابن فهد» : (403)، و «الضّوء اللامع»:(12/ 56).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- ستيت، أم الشّريف عبد اللطيف الفاسي، سراج الدّين، قاضي الحرمين الحنبليّ (ت 827 هـ).
يراجع: «الضّوء اللامع» : (12/ 61).
- وسعادة بنت السّراج المذكور (ت 882 هـ).
يراجع: «الضّوء اللامع» : (12/ 64).
- وسعيدة بنت أحمد بن محمّد بن موسى الشّوبكي المكّي (ت 882 هـ).
وهي أخت زينب الماضية، ووالدهما تقدّم في موضعه من الاستدراك.-
قاله في «الضّوء» . وقال: ولدت في ربيع الأوّل سنة 797، وأحضرت على فرج الشّرفيّ، وأسمعت على أبي حفص البالسيّ، وفاطمة ابنة محمّد بن أحمد بن السّيف وغيرها، وأجاز لها أبو هريرة بن الذّهبيّ، وأبو الخير بن العلائيّ، وفاطمة ابنة ابن عبد الهادي، وعبد الله الحرستانيّ وآخرون.
وحدّثت، سمع منها الفضلاء، ولقيتها بصالحيّة دمشق فحملت عنها أشياء، وكانت صالحة، خيّرة، محبّة في الحديث وأهله، من بيت رواية وعلم.
ماتت في ربيع الأوّل سنة 864 وصلّى عليها من الغد بالجامع المظفّريّ ودفنت بمقبرة جدّها الشّيخ أبي عمر بسفح قاسيون، وهي جدّة البرهان إبراهيم ابن محمّد بن إبراهيم بن المعتمد لأبيه.
- يراجع: «الضّوء اللامع» : (12/ 65).
- وسناء بنت أحمد بن محمّد بن محمود بن عبد القادر النّابلسيّ.
يراجع: «المنهج الأحمد» : (473)، و «مختصره»:(170).
- وشريفة بنت السّراج عبد اللطيف قاضي الحرمين المذكور (ت 882 هـ).
يراجع: «الضّوء اللامع» : (12/ 67).
- وشهود بنت أحمد بن محمد بن أحمد بن محمود بن عبد القادر النّابلسي.
يراجع: «المنهج الأحمد» : (473)، و «مختصره»:(170).
- وصفية بنت عبد الحليم؟
هكذا ذكر المؤلّف في ترجمة ابن العفيف «علي بن محمد بن إبراهيم» .
قال المؤلّف في ترجمة المذكور نقلا عن الحافظ السّخاوي: «
…
وعلى صفيّة ابنة عبد الحليم الحنبليّة سنة 75 جزء ابن الطّلّاية». فهل هي عمّة شيخ الإسلام ابن تيمية؟! يظهر ذلك، والله أعلم.
828 -
عائشة ابنة عليّ بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن أبي الفتح بن هاشم، أمّ عبد الله، وأمّ الفضل، المدعوّة ستّ العيش، ابنة العلاء أبي الحسن الكنانيّ القاهريّة، أمّ القاضي العزّ أحمد، وشقيقة عبد الله الماضي، وهما سبطا أبي الحرم القلانسيّ، وأمّهما سودة
.
قاله في «الضّوء» . وقال: ولدت سنة 761 بالقاهرة وأحضرت على جدّها لأمّها أبي الحرم خمسة مجالس من ثمانية من «الفوائد الغيلانيّات» وعلى العزّ أبي عمر بن جماعة، والموفّق الحنبليّ الأوّلين من «فوائد ابن بشران» وعلى أوّلهما فقط قطعة من «مسند الشّافعيّ» وعلى/ الحراوي المجلّد الأوّل من «فضل الخيل» للدّمياطيّ في آخرين، وأجاز لها ابن قاضي الجبل، والخلاطي وجماعة من الشّاميّين والمصريّين، وقرأت عليها بعض القرآن، وتعلّمت الخطّ، وحدّثت سمع عليها الأئمّة وخرّج لها الزّين رضوان جزءا فيه «عشاريات» و «تساعيّات» مبتدءا ب «المسلسل» وذكرها شيخنا في «معجمه» وبيّن بعض مرويّاتها، وقال في «إنبائه»: أكثر عنها الطّلبة بأخرة، وكانت
828 - عائشة الكنانيّة، (761 - 480 هـ):
أخبارها في «المنهج الجلي» : (285)، و «إنباء الغمر»:(8/ 437)، و «معجم الحافظ ابن حجر»:(362)، و «معجم ابن فهد»:(322)، و «الضّوء اللامع»:(12/ 77).
قال الحافظ ابن حجر: «أخت شيخنا جمال الدّين عبد الله
…
سمعت على القاضيين عزّ الدّين ابن جماعة، وموفّق الدّين الحنبليّ الأول والثاني من «فوائد أبي الحسين بن بشران»
…
».
خيّرة، وتكتب خطّا جيّدا، وكذا ذكرها المقريزي في «عقوده» وقال: كانت امرأة خيّرة، صالحة، تكتب كتابة حسنة، ولها فهم مليح.- انتهى-.
وكانت خيّرة، فاضلة، صالحة، كاتبة للمنسوب، حسبما رأيت ورقة من خطّها، فهمة، مستحضرة للسّيرة النّبويّة، تكاد أن تذكر الغزوة بتمامها، ذاكرة لأكثر «الغيلانيّات» راوية لكثير من الأشعار، سيّما «ديوان البهاء زهير» تحفظ غالبه، سريعة الحفظ، تحكي أنّها حفظت خمس أبيات موشّح بعشرين قرينة من مرّة واحدة، من بيت علم ورواية، كلّ ذلك مع متانة الدّيانة، وكثرة التّعبّد، والمحاسن الجمّة، قلّ أن ترى العيون في النّساء مثلها، وقد حجّت وزارت مع ولدها بيت المقدس والخليل غير مرّة، وحدّثت أيضا هناك، وأخذ عنها غير واحد من الأعيان.
قال البقاعيّ: كتبت الكتابة الحسنة، وكانت من الذّكاء على جانب كبير، تطالع الفقه فتحفظ وتفهم، وتحفظ شعرا كثيرا، مرّت على «ديوان البهاء زهير» و «مصارع العشّاق» و «السّيرة النّبويّة لابن الفرات» و «سلوان المطاع لابن ظفر» وكانت تحفظ غالبها وتذاكر به، وكانت خيّرة من صباها إلى أن توفّيت، على سمت واحد في ملازمة الصّلاة والعبادة والأذكار، ولم تتزوّج بعد القاضي برهان الدّين، ورأت في صغرها أنّ جميع النّجاسات تغسل سبعا فرسخ ذلك عندها فكانت تتشدّد في أمر التّطهير. ماتت بعد عصر يوم الأربعاء سادس عشر ذي القعدة سنة 840 ودفنت من الغد وهي خاتمة أصحاب جدّها والّذي بعده بالسّماع.- انتهى-.
أقول: قوله: ورأت في صغرها .. إلخ غير مناسب؛ لأنّ غسل جميع
النّجاسات سبعا. هو المذهب المرجّح المنصوص عند الحنابلة فكأنّه لم يطّلع على ذلك. فقال ما قال. والعلم لله سبحانه.
829 -
عائشة ابنة محمّد بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي/ ابن يوسف بن محمّد بن قدامة، مسندة الدّنيا، أمّ محمّد، القرشيّة، العمريّة، المقدسيّة، الصّالحيّة
.
قال في «الضّوء» : ولدت في رمضان سنة 723، وسمعت على الحجّار والشّرف عبد الله بن الحسن وعبد القادر بن الملوك وخلق، فممّا سمعته على الأوّل «الصّحيح» وعلى الثّاني «صحيح مسلم» وعلى الثّالث «سيرة ابن هشام» وأجاز لها ابن الزّرّاد، وإسماعيل بن عمر بن الحموي، وستّ الفقهاءابنة الواسطيّ، ويحيى بن فضل الله، والبرهان الجعبريّ، والبرهان ابن الفركاح، وأبو الحسن البندنيجيّ وآخرون، وعمّرت حتّى تفرّدت عن جلّ شيوخها بالسّماع والإجازة في سائر الآفاق، وروت الكثير، وأخذ عنها الأئمّة سيّما الرّحّالة. فأكثروا، وكانت سهلة في الأسماع، ليّنة الجانب، حدّثنا عنها خلق،
829 - عائشة بنت عبد الهادي، (724 - 816 هـ):
من كبار المسندات، أخت فاطمة.
أخبارها في «الجوهر المنضّد» : (110)، و «المنهج الأحمد»:(481)، و «مختصره»:(177).
وينظر: «المنهج الجلي» : (288)، و «معجم الحافظ ابن حجر»:(226 - 229)، و «إنباء الغمر»:(3/ 25)، و «الضّوء اللامع»:(12/ 81)، و «القلائد الجوهرية»:(2/ 399)، و «الشّذرات»:(7/ 120).
والرّواة عنها الآن بالإجازة كثيرون، وأمّا بالسّماع ففي الشّام، بل والخطيب ابن أبي عمر الحنبلي، سمع منها بعض «ذمّ الكلام» للهرويّ، وممّن أكثر عنها شيخنا في «معجمه» وقال: إنّها ماتت في ربيع الأوّل سنة 816 بصالحيّة دمشق بعد أن أجازت لزين خاتون ورابعة ومحمّد أولادي وهي آخر من حدّث عن الحجّار عاليا بالسّماع، ومن الاتّفاق أنّ ستّ الوزراء ابنة عمر بن المنجّى كانت آخر من حدّث من النّساء عن الزّبيدي في الدّنيا، وماتت سنة 716، وعائشة هذه آخر من حدّث عن صاحبه الحجّار بالسّماع، وزادت عليها أيضا بأنّه لم يبق من الرّجال من سمع على الحجّار رفيق ستّ الوزراء في الدّنيا غيرها وبين وفاتيهما مائة سنة وهي في «عقود المقريزيّ» .- انتهى-.
أقول: ربّما أنّ في هذه العبارة بعض غموض يوجب عدم فهم القاصرين مثلي لها وتوضيحها يظهر بنصّ عبارة الحافظ ابن حجر في «الإنباء» ، وهي:
من العجائب أنّ ستّ الوزراء كانت آخر من حدّث عن الزّبيديّ بالسّماع ثمّ كانت عائشة هذه آخر من حدّث عن صاحبه الحجّار بالسّماع، وبين وفاتيهما مائة سنة. قال ابن فهد في «معجمه»: وكانت في آخر عمرها أسند أهل الأرض، إلّا أنّه لم ينتفع بها لخلوّ دمشق من طلبة الحديث، وحدّثت بالكثير من مسموعاتها، سمع منها الرّحّالة فأكثروا.
ماتت قبل العصر من يوم الأربعاء رابع جمادى الأولى وصلّى عليها صبح يوم الخميس بالجامع المظفّريّ بسفح قاسيون ودفنت بتربة العفيف إسحاق الآمديّ فوق الرّوضة وكانت جنازتها حافلة، ونزل النّاس بموتها درجة، في جميع الآفاق رحمة الله ورضوانه عليها.
830 -
عائشة ابنة محمّد بن أحمد بن أبي عمر
.
قال ابن طولون: الشّيخة، المسندة، المعمّرة، الخيّرة، أمّ أبي بكر، ابنة شمس الدّين بن فخر الدّين، زوجة القاضي شيخنا ناصر الدّين بن زريق، سمعت على جماعة كثير، منهم الحافظ أبو بكر بن ناصر الدّين، سمعت عليه المجلس الأوّل من «أماليه» وهو مشتمل على المسلسل بالأوّلية، والكلام عليه، سمعته/ عليها بشرطه، وأنشدتنا ما في آخره يوم السّبت تاسع عشري رمضان سنة 906. قالت: أنشدنا الحافظ شمس الدّين محمّد بن أبي بكر بن عبد الله بن أبي بكر بن ناصر الدّين من لفظه لنفسه وهو أوّل شعر سمعته منه فقال:
خير العلوم كتاب الله فاغن به
…
وبعده سنّة المختار إنسانا
خذها بنقل ثقاة واعملنّ بها
…
وابدأ بأوّلها في السّمع تبيانا
830 - عائشة بنت محمّد بن أحمد بن أبي عمر، (؟ - 906 هـ):
من آل قدامة المقادسة. لم أعثر على أخبارها.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- عابدة بنت ذيب السّبسبيّة (ت 1151 هـ):
ذكرها الغزّيّ في «النّعت الأكمل» : (276)، وقال: «والدة شيخنا الشّهاب أحمد ابن عبد الله البعليّ
…
» وسبق أن ذكرنا ابنتها «رحمة» أخت الشيخ أحمد في موضعها من الاستدراك.
مسلسلا برواة أوّلا سمعوا
…
هذا الحديث الّذي معناه أحيانا
الرّاحمون عباد الله يرحمهم
…
بفضله ربّنا الرّحمن إحسانا
وخالصا فارحموا أهل الأرض يرحمكم
…
من في السّماء تعالى الله رحمانا
صلّى وسلّم الله ربّ العالمين على
…
نبيّ رحمته المخصوص قرآنا
كذا على آله والصّحب أجمعهم
…
والتّابعين لهم عقدا وإيمانا
ما درّست سنّة المختار في ملأ
…
لا خيّب الله سعيا منهم كانا
توفّيت في سلخ السّنة المذكورة، ودفنت بالرّوضة بالسّفح تغمّدها الله برحمته.
831 -
فاطمة بنت أحمد بن عبد الدّائم، أمّ عائشة، زوج العلّامة تقيّ الدّين الجراعيّ
.
831 - فاطمة بنت عبد الدّائم، (؟ - 898 هـ):
لم أعثر على أخبارها.
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- فاطمة بنت أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمود النّابلسيّ.
قال ابن طولون: سمعت على النّظام بن مفلح، وأجاز لها المسند شمس الدّين محمّد بن مقبل الحلبيّ، ومحمّد بن أحمد بن السّفّاح، ومحمّد بن محمّد بن أمين الدّولة الحنفيّ، وعبد الوهّاب بن صدقة الحرّانيّ، وأحمد بن محمّد الموقّت، وإبراهيم بن أحمد بن الضّعيف، ومحمّد بن حسن التّاذفيّ وخلق، ومن النّساء الشّيخة الأصيلة خديجة بنت القاضي زين الدّين عمر العجميّ، والأصيلة عائشة بنت القاضي شهاب الدّين أبي جعفر محمّد بن أحمد بن الضّياء، والصّالحة المتعقدة أمة الله ابنة علاء الدّين عليّ بن أحمد الكرديّ، والأصيلة آمنة بنت الشّيخ صدر الدّين أحمد بن محمّد بن زيد، وسارة أختها، وسارة ابنة إبراهيم بن المعتمد في آخرين، أجازت لنا شفاها، وسمعتها تنشد لبعضهم.
توفّيت في المحرّم سنة 898، ودفنت بالخميسيّات رحمة الله عليها.
- يراجع: «المنهج الأحمد» : (473)، و «مختصره»:(170).
* وممّا يترجح أنّ فاطمة بنت إسماعيل بن محمد النّبحاني البعليّة المذكورة في «معجم الحافظ ابن حجر» : (213)، من النّساء الحنبليات، ذكر الحافظ مولدها سنة عشرين؟ كذا لعلها وسبعمائة، ولم يذكر وفاتها، وقال: «وأسمعت على القطب اليونيني
…
».
832 -
(1)
فاطمة ابنة حمد الفضيليّ الزّبيريّة، وتعرف بالشّيخة الفضيليّة- بضمّ الفاء وفتح الضّاد المعجمة وإسكان الياء التّحتيّة وبعدها لام مكسورة فياء تحتيّة مشدّدة- الشّيخة، الصّالحة، العالمة، العابدة، الزّاهدة
.
ولدت في بلد سيّدنا الزبير قبيل المائتين، ونشأت بها وقرأت على شيوخها وأكثرت عن الشّيخ إبراهيم بن جديد فأخذت عنه التّفسير، والحديث والأصلين، والفقه، والتّصوّف، وقرأت على غيره كثيرا، وتوجّهت إلى العلم توجّها تامّا، وتعلّمت الخطّ من صغرها فأتقنته، وكتبت كتبا كثيرة في فنون شتّى، وخطّها حسن منوّر مضبوط، وصار لها همّة في جمع الكتب، فجمعت كتبا جليلة في سائر الفنون، ولها محبّة في الحديث وأهله، فسمعت كثيرا من المسلسلات، وقرأت شيئا كثيرا من كتب الحديث، وأجازها جمع من العلماء، واشتهرت في مصرها، بل وفي عصرها، وكاتبهاالأفاضل من الآفاق، وكاتبتهم بأبلغ عبارات وأعظم مدح، ثمّ حجّت، وزارت، ورجعت إلى مكّة المشرّفة وأقامت بها فهي باب الزّيادة في بيت ملاصق للمسجد الحرام ترى منه الكعبة المشرّفة، وعزمت على الإقامة فيها إلى الممات، فتردّد إليها غالب علماء مكّة المشرّفة وسمعوا منها، وأسمعوها، وأجازتهم
832 - فاطمة بنت حمد الفضيليّ النّجديّة الأصل الزّبيريّة، (؟ - 1247 هـ):
أخبارها في «المختصر من نشر النّور والزّهر» : (378)، و «إمارة الزّبير» .
عن المؤلّف. ولم يذكرها شيخنا ابن بسّام في «علماء نجد» .
(1)
تكرر ذكره في «نشر النّور والزّهر» ولم يترجم له.
وأجازوها، / خصوصا قمريها النّيّرين، العلّامة، الورع، الزّاهد، الثّبت، القدوة، شيخ الإسلام الشّيخ عمر عبد [ربّ] الرّسول الحنفيّ، والعلّامة، الحجّة، الورع، العمدة، الشّيخ محمّد صالح الرّيس مفتي الشّافعيّة فإنّهما كانا كثيري التّردّد إليها، والسّماع منها من وراء ستارة، ويريان أنّهما يستفيدان منها، وهي ترى كذلك، كما أخبرني بذلك تلامذتهما منهم الشّيخ محمّد بن خضر البصري
(1)
.
(1)
محمد بن خضر البصري أصلا المكي الشافعي (ت 1260 هـ)، قال الشيخ عبد الله مرداد: «أخذ عن جماعة من العلماء الأعلام فضلاء البلد الحرام منهم العالمان الجليلان الفقيهان المحدثان الشيخ محمد صالح ريس مفتي الشافعية وبه تفقه، والشيخ عمر بن عبد الكريم بن عبد رب الرّسول الحنفي
…
».
«مختصر نشر النّور والزّهر» : (427).
ولا تلتفت إلى ما ذكره المؤلّف من منامات الصّوفية وحكاياتهم فهي إلى الدّجل والافتراء أقرب، والمؤلّف نفسه يقول:«إنّ له من الرّموز والأسرار ما لا يعرفه إلّا من له أعلى كعب فيه» . والإسلام دين الفطرة والوضوح لا دين أسرار وغموض ورموز والتواء، وتحايل وإيجاد عبارات كفريّة تهب للمخلوق ما لا يقدر عليه إلّا الخالق، ويأولون ذلك تأويلا لا يقبله عقل ولا منطق ولا لغة، ومعلوم أن أغلب زعماء الصوفية إمّا معتوه ساقط الدين أو العقل أو المروءة. وإمّا عالم أضلّه الله على علم ويدّعون أنهم أهل الطريقة والحقيقة، والطريقة القويمة والحقيقة التي لا مراء فيها التمسك بالعروة الوثقى كما جاء في كتاب الله تعالى، وما ورد في الصحيح الثابت من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وتصديق مثل هذه المنامات المزعومة والولاية المدعاة زيغ عن منهج السّلف الذي عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه والأئمة من بعدهم الذين اتبعوهم بإحسان.
قال: وكانت هذه حالها مع بعضهما؛ فإنّ الشّيخ عمر كان يسابقني إلى حمل مداس الشّيخ محمّد صالح وتقديمها له من غير أن يعلم، والشّيخ محمّد صالح يقول: يا ليتني شعرة في جسد الشّيخ عمر فصار للشّيخة المذكورة شهرة عظيمة وصيت بالغ وأسندت كثيرا من المسلسلات وأخذت الطّريقة النّقشبنديّة والقادريّة، وكان لها أوراد وأحزاب، ومشرب رويّ في التّصوّف، وأرشدت خلقا من النّاس سيّما النّساء: فقد لازمنها ملازمة كلّيّة، وانتفعن بها انتفاعا ظاهرا، وصلحت أحوال كثير منهنّ، وصار من يتردّد إليها منهنّ يعرف من بين النّساء بالدّين والتّقوى والورع والمواظبة على فرائض الدّين، والقناعة والصّبر وحسن السّلوك، واتّفق لها كرامة ظاهرة باهرة لا يمكن ادّعاؤها، وهي أنّه كفّ بصرها في آخر عمرها فبقيت على ذلك نحو سنتين أو أكثر وكانت بعض النّساء الصّالحات تخدمها محبّة فيها، وتبرّكا بها، فعرض لها شغل في بعض اللّيالي عند زوجها وأولادها فاستأذنت الشّيخة في المبيت عندهم تلك اللّيلة، فأذنت لها فقامت الشّيخة تلك اللّيلة للتّهجّد على العادة، ولم يكن لها خبر بالدّرجة، فتوضّأت وزلقت رجلها فسقطت وانكسر ضلعان من أضلاعها، فعصبتهما وصلّت راتبها بغاية التّكلّف والمشقّة، ثمّ غفت فرأت النّبيّ صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما مقبلين من نحو الكعبة، قالت فأخذ النّبيّ صلى الله عليه وسلم من ريقه الشّريف بطرف ردائه وقال: امسحي عينيك فمسحتهما فأبصرت في الحال، ثمّ مسحت على الكسر فبرأ في الحال، فقال: يا فاطمة من غير استئذان، فقلت: يا سيّدي يا رسول الله إنّ الحدث الأصغر يندرج في الأكبر وأنت قد أذنت في البصر وهو أعظم، فتبسّم
صلّى الله عليه وسلم وقال: عمر عبد [ربّ] الرّسول ومحمّد صالح الرّيّس في مكانهما كأبي بكر وعمر في زمانهما وفلان وفلان عند النّاس من العلماء، هما عند الله من الفسّاق/ فلمّا أصبحت وأتى النّساء إليها على العادة وجدنها مبصرة، وقصّت عليهم الرّؤيا وأتى إليها الشّيخان المذكوران فأخبرتهما فبكيا وبكت، وسألاها أن لا تخبر بأسمائهما، فقالت لا أكتم ذلك وهو بإشارة النّبيّ صلى الله عليه وسلم فناشداها الله في ذلك فقالت لكما عليّ ذلك إلى قرب وفاتي أو موتكما قبلي، فقدّر الله وفاتهما قبلها، فأخبرت بأنّهما الممدوحان، وأمّا المذمومان فلم تخبر بهما أحدا أبدا، ويقال إنّها أرسلت إليهما وأخبرتهما ونصحتهما ولم يعلم من هما إلى الآن، إلّا بالظّنّ والتّخمين، والله العالم بالسّرائر والضّمائر، واشتهرت هذه الرّؤيا، وتناقلتها الرّكبان وكاتبها علماء الشّام والمغرب بأن تكتب لهم هذه الواقعة بخطّها، ورأيت كتبهم البليغة بطلب ذلك، وفيها من الرّموز إلى أسرار الصّوفيّة ما لا يعرفه إلّا من له أعلى كعب فيه، وقد أدركت خادمتها المذكورة، وهي امرأة متفقّهة، ديّنة، صالحة، تقيّة، فأخبرتني عن أحوالها بالعجائب، وكان لها شهرة عظيمة، ولم نسمع في هذا العصر ولا فيما قبله بأعصار بمثلها، ولا من يدانيها في علمها، وصلاحها، وزهدها، وورعها، وجمعها للفضائل، بحيث يصدق عليها قول المتنبّي
(1)
:
ولو كان النّساء كمن فقدنا
…
لفضّلت النّساء على الرّجال
وأخذ عنها جمّ غفير كما سلف، وأمّا النّساء فاعتقادهنّ فيها فوق الحدّ، وانتفاعهنّ بها لا يحصى بالعدّ، حتّى إنّ من صحبها من النّساء
(1)
ديوان المتنبي «شرح العكبري» : (3/ 18).
إلى اليوم يعرفن بالتّفقّه، والصّلاح، والعبادة، والحرص على الخير، والقناعة، والورع، وبالجملة فقد كانت من عجائب الزّمان، جمالا للوقت، وفخرا للنّساء، ووقفت كتبها جميعها على طلبة العلم من الحنابلة، وجعلت النّاظر عليها بلديّها التّقيّ الصّالح شيخنا الشّيخ محمّدا الهديبيّ، فكانت عنده إلى أن أراد النّقلة إلى المدينة فتورّع عن إخراجها من مكّة، فجعلها عند خادمتها شائعة بنت النّجّار وأولادها، ثمّ أرادت التّحوّل إلى المدينة أيضا فأشرت عليها بأن تبقيها في مكّة كما فعل شيخنا، فغلب عليها أولادها وقالوا:
إنّ الشّيخة الواقفة لم تشترط ذلك، وذهبوا بها معهم فتوفّاهم الله تعالى، وذهبت شذر مذر إلّا أقلّها كان عندي فأبيت من إخراجه عن مكّة. فبقي- والحمد لله- توفّيت يوم (
…
) سنة 1247، ودفنت في المعلاة في شعبة النّور في حوطة المرحوم العلّامة الشّيخ محمّد صالح الرّيّس، لصيقة لقبره بوصيّة منها رحمهم الله تعالى.
833 -
فاطمة بنت خليل بن أحمد بن محمّد بن أبي الفتح بن هاشم/ بن إسماعيل ابن نصر الله، أمّ الحسن، ابنة الصّلاح الكنانيّ، المقدسيّ، العسقلانيّ القاهريّ، زوج الشّهاب غازي الحنبليّ، وابنة أخي القاضي ناصر الدّين نصر الله
.
833 - فاطمة بنت خليل، (قبل 750 - 837 هـ):
من آل نصر الله الكنانيّين المصريّين العسقلانيّين.
أخبارها في «المنهج الجلي» : (292)، و «إنباء الغمر»:(3/ 560)، و «معجم ابن فهد»:(406)، و «الضّوء اللامع»:(12/ 91).-
قاله في «الضّوء» . وقال: ولدت قبل الخمسين وسبعمائة- تقريبا- وأجاز لها سنة 54 فما بعدها الشّرف ابن قاضي الجبل، والصّلاح العلائيّ، والعزّ أبو عمر بن جماعة، والتّقيّ السّبكيّ، وابن الخبّاز، والعرضيّ، ومحمّد ابن إسماعيل بن الملوك، ومحمّد بن أزبك الخازنداري، والميدوميّ وابن نباتة، ومحمّد بن عبد الله بن أبي البركات بن الأكرم، وأحمد بن المظفر النّابلسيّ، وأحمد بن محمّد بن أبي الزّهر، وابن القيّم، والصّلاح بن أبي عمر، وخلق، تفرّدت بالرّواية عن الكثير منهم، وكانت أصيلة، خرّج لها مع القبابيّ شيخنا مشيخة، وحدّثت، ولم يكثروا عنها كسلا، وذكرها شيخنا في «معجمه» باختصار.
ماتت يوم الجمعة مستهلّ جمادى الأولى سنة 838 بالقاهرة، ودفنت من الغد.
834 -
فاطمة ابنة محمّد بن أحمد بن السّيف محمّد بن أحمد بن عمر بن الشّيخ أبي عمر المقدسيّة، الصّالحيّة
.
- * ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- فاطمة بنت عبد الحيّ القيّوم.
يراجع: «الضّوء اللامع» : (12/ 93).
- وفاطمة بنت عبد اللطيف، سراج الدّين الفاسيّ المكّي (ت 877 هـ).
834 -
فاطمة بنت محمّد بن أحمد بن السّيف، (723 - 801 هـ):
من آل قدامة المقادسة.
أخبارها في «المنهج الجليّ» : (297)، و «إنباء الغمر»:(2/ 80)، و «معجم ابن-
قال في «الضّوء» : ولدت سنة 723، وأسمعت على جدّها أحمد بن السّيف، ومحمّد بن أبي بكر بن عبد الدّائم، وفاطمة ابنة العزّ، وأجاز لها الحجّار، وزينب بنت الكمال وطائفة، ذكرها شيخنا في «معجمه» ، وقال:
أجازت لي.
ماتت في رمضان سنة 801، وتبعه المقريزيّ في «عقوده» .
- حجر»: (232).
جاء في «المنهج الجليّ» : (297)، و «إنباء الغمر»:(2/ 80)، و «معجم ابن حجر»:(232).
جاء في «المنهج الجليّ» : «أخبرتنا فاطمة بنت محمد بن أحمد بن السّيف محمد ابن أحمد بن عمر بن أبي عمر المقدسية ثم الصّالحية في كتابها عن فاطمة ابنة العزّ إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر إن لم يكن سماعا
…
».
أقول: فاطمة ابنة العزّ هذه توفيت سنة 747 هـ فلا تدخل في شرط الكتاب، وهي مستدركة على الحافظ ابن رجب، ترجم لها الذّهبيّ في «معجمه»:(2/ 102)، وابن رافع في «وفياته»:(2/ 36)، والحافظ ابن حجر في «الدّرر الكامنة»:(3/ 300)
…
وغيرهم.
قال الحافظ ابن حجر في «معجمه» عن ابنة السّيف: «وأسمعت على جدّها، وأجاز لها الحجّار وزينب بنت الكمال وطائفة، وسمعت على جدّها أحمد بن السّيف أربعي أسعد القشيريّ بسماع جدّها من أبي الفتوح التّكريتيّ
…
وأجازت لي، ومن مرويّاتها:«جزء أيّوب» سمعته على محمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الدّائم، وفاطمة بنت العزّ بسماعهم على أحمد بن عبد الدائم بسندهم المشهور».
835 -
فاطمة ابنة محمّد بن أحمد بن محمّد بن عثمان بن أسعد بن المنجّى التّنوخيّ، الشّيخة، المسندة
.
835 - فاطمة بنت ابن المنجّى، (812 - 803 هـ):
أخبارها في «معجم ابن حجر» : (239 - 253)، و «إنباء الغمر» ، و «الضّوء اللامع»:(12/ 110)، و «الشّذرات»:(6/ 257).
يقول الفقير إلى الله تعالى عبد الرّحمن بن سليمان بن عثيمين: قول المؤلّف هنا:
«توفّيت سنة 778 هـ» خطأ ظاهر وفهم خاطئ لكلام ابن العماد- رحمه الله إلّا أن يكون المؤلّف وقع على نسخة من «الشّذرات» : محرّفة، فصاحب «الشّذرات» لم يذكر وفاتهاالبتّة، وذكرها في ترجمة أخيها علاء الدّين عليّ بن محمّد كما ذكر المؤلّف، ولكنّه ذكره في وفياته سنة 778 هـ وهو الصّحيح فالمتوفى في هذه السّنة هو أخوها لا هي؟! وهذا واضح جليّ في كلام ابن العماد.
وإليك نصّه في وفيات سنة 778 هـ: قال: «وفيها علاء الدّين عليّ بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن عثمان بن أسعد بن المنجّى. ثمّ قال: وهو أخو الشّيخة فاطمة بنت المنجّى- شيخة ابن حجر العسقلانيّ التي أكثر عنها- عاشت بعده بضعا وعشرين سنة، حتّى كانت خاتمة المسندين بدمشق.
توفي [علاء الدّين علي بن المنجّى] في ربيع الآخر عن ثمان وستّين سنة».
هذا كلام صاحب «الشّذرات» وهو صحيح لا إشكال فيه، إلّا قوله: «عاشت بعده
…
) ولعلّ هذا هو الذي جعل ابن حميد يظنّ أنّ الضّمير في «بعده» يعود على الحافظ. وإنما هو يعود على أخيها وهو مشكل؛ لأنّ الضمير يرجع إلى أقرب مذكور ولكن إذا فهم أن قوله: «شيخة ابن حجر
…
» كالمعترض بين قوله (وهو أخو الشيخة فاطمة
…
عاشت بعده
…
».
وقول صاحب «الشّذرات» : «التي أكثر عنها» نعم: أكثر عنها الحافظ، وذكرها في-
كانت خاتمة المسندين بدمشق، وممّن أخذ وأكثر عنها الحافظ ابن حجر. توفّيت في ربيع الآخر سنة 778 عن 68 سنة، ذكرها في «الشّذرات» في ترجمة أخيها علاء الدّين علي المتقدّم، ووفاته سنة 754، وقال: إنّها عاشت بعده بضعا وعشرين سنة.- انتهى-.
قلت: لكن في قوله: أكثر عنها الحافظ ابن حجر عندي نظر فإنّ مولده سنة 773 فلم يدرك من حياتها إلّا يسيرا وهو في مصر وهي في الشّام، وأخشى أن يكون صاحب «الشّذرات» وهم في وفاتها وعمرها، وأنّها هي الّتي بعدها المكنّاة أمّ الحسن، وأنّ صاحب «الضّوء» وهم في جدّ أبيها فسمّاه يوسف، وأنّ الصّواب من «الشّذرات» تبعا ل «الدّرر» من أن اسمه محمّد والعلم عند الله سبحانه.
- «معجمه» ، وهي من أكثر شيوخه الّذين أسند عنهم الرّواية، جاء في معجم الحافظ المذكور- بعد أن ذكر مرويّاته عنها في أربع عشرة صفحة من المخطوط:«هذا آخر ما وجدته عندي، وما أظنّني استوعبت والله تعالى أعلم» .
وذكر الحافظ مولدها سنة اثنتي عشرة تقريبا، وقال:«ماتت في حصار دمشق في ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانمائة» .
وأكّد ذلك الحافظ ابن حجر في «الإنباء» ، فقال:«قرأت عليها الكثير من الكتب الكبار والأجزاء وماتت وقد قاربت التّسعين» .
وأوردها الأستاذ الزّركلي في «الأعلام» : (5/ 132) نقلا عن «السّحب» وتبعه في وفاتها سنة 778 هـ.
والله أسأل أن يكون ما ذكرته هو الصحيح وأن يثيب المؤلّف على اجتهاده رحمه الله.
836 -
فاطمة ابنة محمّد بن أحمد بن يوسف بن عثمان بن المنجّى، أمّ الحسن، ابنة العزّ، التّنوخيّة، الدّمشقيّة
.
قال في «الضّوء» : ولدت سنة 712 - تقريبا- وأسمعت على عبد الله بن الحسين بن أبي التّائب الثّالث عشر من «حديث الخراساني» و «جزء حنبل» وثاني «حديث عليّ بن حرب» وغيرها، وعلى غيره، وأجاز لها التّقيّ سليمان، وأبو بكر الدّشتي، وابن المطعّم، وابن عساكر، وابن الشّيرازيّ، وأبو بكر بن أحمد بن عبد الدّائم، وإسماعيل بن يوسف بن مكتوم، وستّ الوزراء ابنة عمر بن المنجّى، وجمع، وتفرّدت بالرّواية عنهم في الدّنيا، وحدّثت بالكثير، سمع منها الأئمّة، ووصل عليها شيخنا بالإجازة جملة، وقال: ماتت في حصار دمشق في ربيع الآخر أو جمادى الأولى سنة 803 وتبعه المقريزيّ في «عقوده» جازما بربيع الآخر، وما علمت مستنده.
- انتهى-.
قال الحافظ في «الإنباء» : قرأت عليها الكثير من الكتب الكبار والأجزاء، وماتت وقد قاربت التّسعين.- انتهى-.
قلت: على كون ولادتها سنة 712 تكون جاوزت التّسعين.
836 - فاطمة بنت المنجّى «هي السّابقة عينها» :
وإنّما أبقيت التّرجمتين معا وإن كنت على يقين أنهما ترجمة واحدة محافظة على وضع المؤلّف للكتاب، وفي تعليقنا السّابق ما يوضح الأمر ولله الحمد والمنّة.
837 -
فاطمة ابنة محمّد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي، أمّ يو/ سف المقدسيّة، ثمّ الصّالحيّة، أخت عائشة
.
قال في «الضّوء» : ولدت سنة 719 وأسمعت الكثير على الحجّار، وابن أبي التّائب وجماعة، وأجاز لها- من دمشق، ومصر، وحلب، وحمص، وحماة وغيرها- أبو نصر الشّيرازيّ، وأبو محمّد بن عساكر، ويحيى بن محمّد ابن سعد، وحسن بن عمر الكرديّ، وعبد الرّحيم المنشاويّ، وإبراهيم بن صالح العجميّ، والشّرف بن البارزيّ، وأحمد بن إدريس بن مزيز، وعلى عبد الله بن يوسف بن مكتوم في آخرين، وحدّثت بالكثير، وأكثر عنها شيخنا، وذكرها في «معجمه» وغيره. وقال: كان أبوها محتسب الصّالحيّة، وهو عمّ الحافظ الشّمس محمّد بن عبد الهادي، ونعم الشّيخة. ماتت في شعبان سنة 803 بالصّالحيّة أيّام حصر تيمور، أو بعد رحيله عنها.
837 - فاطمة بنت عبد الهادي، (719 - 803 هـ):
أخبارها في «المقصد الأرشد» : (2/ 318)، و «المنهج الأحمد»:(477)، و «مختصره»:(183).
وينظر: «المنهج الجليّ» : (288)، و «إنباء الغمر»:(2/ 180)، و «معجم ابن حجر»:(232)، و «الضّوء اللامع»:(12/ 103)، و «الشّذرات»:(7/ 33).
قال الحافظ ابن حجر: «قرأت عليها مع أختها عائشة ما تقدّم ذكره في ترجمة عائشة، وقرأت عليها وحدها كتاب «الإيمان» لأبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمّد بن يحيى بن منده في مجلّد ضخم بروايتها
…
».
وذكرت في هامش ترجمتها في «المقصد الأرشد» مجموعة من النّساء المسميات ب «فاطمة» من الحنبليات فراجعها إن شئت.
838 -
فاطمة ابنة البدر محمّد بن محمّد بن أبي بكر السّعديّ قاضي الحنابلة بمصر
.
قال في «الضّوء» : ولدت في صفر سنة 872 وتعلّمت الكتابة، وقرأت ما تيسّر، وتزوّجها سبط العزّ الحنبليّ عزّ الدّين محمّد بن الشّهاب الجوجريّ أبوه أخو ابن هشام لأمّه، فلم يحصل التئام ففارقها بعد بذل له وإبراء، وذلك سنة 89، ثمّ تزوّجها بعد مدّة الرّضا الإسحاقيّ المالكيّ وولدت له.
839 -
فاطمة بنت يوسف التّاذفيّ الحلبيّ
.
838 - فاطمة بنت القاضي بدر الدّين السّعديّ، (872 - ؟):
أخبارها في «الضّوء اللامع» : (12/ 104).
839 -
فاطمة التّاذفيّة، (؟ - 925 هـ):
هي عمّة الإمام اللّغويّ المشهور ب «رضيّ الدّين الحنبليّ» .
أخبارها في «النّعت الأكمل» : (98)، و «التّسهيل»:(2/ 126).
وينظر: «الكواكب السّائرة» : (1/ 293)، و «در الحبب»:(2/ 1/ 22)، و «الشّذرات»:(8/ 138).
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- فاطمة بنت يحيى بن عبد السلام بن مزروع البصريّة المدنيّة (ت 798 هـ).
يراجع: «إنباء الغمر» : (1/ 519).
- وفاطمة بنت محمود بن عمر الشّيشينيّ، (ت 871 هـ).
«الضّوء اللامع» : (12/ 112، 147).
- فقهاء والدة شمس الدّين الزّركشيّ.
مذكورة في ترجمة ابنها محمد بن عبد الله الزّركشي.
قال في «الشّذرات» : قال ابن أخيها المعروف ب «ابن الحنبليّ» كانت من الصّالحات الخيّرات، وكان لها سماع من الشّيخ المحدّث برهان الدّين، وحجّت مرّتين، ثمّ عادت إلى حلب، وأقلعت عن ملابس نساء الدّنيا بل عن الدّنيا بالكلّيّة، ولبست الحياء، وزارت بيت المقدس، ثمّ حجّت ثالثة، وتوفّيت بمكّة المشرّفة سنة 925.
840 -
مريم، وتدعى قضاة بنت الشّيخ عبد الرّحمن بن أحمد بن عبد الرّحمن/ الحنبليّة، الشّيخة، الصّالحة، المسندة، من أصحاب الشّيخ، المسند، أبي الفضل أحمد بن هبة الله بن عساكر
.
ولدت سنة 691 وروت عن خلق، وحدّثت، وأجازت لولدها شمس الدّين بن عبد القادر النّابلسيّ، وتوفّيت في المحرّم سنة 758. قاله في «الشّذرات».
841 -
مغل ابنة الخطيب عزّ الدّين محمّد بن الخطيب شمس الدّين عبد الرّحمن ابن العزّ محمّد بن سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن الشّيخ أبي عمر، المقدسيّة، الصّالحيّة
.
840 - مريم بنت عبد الرّحمن بن أحمد، (691 - 758 هـ):
أخبارها في «المنهج الأحمد» : (453)، و «مختصره»:(156)، و «الدّرر الكامنة»:(5/ 115)، و «الشّذرات»:(6/ 186).
841 -
مغل بنت محمّد بن الخطيب، (771 تقريبا- 880 هـ):
من آل قدامة المقادسة.
أخبارها في «معجم ابن فهد» : (328)، و «الضّوء اللامع»:(12/ 121)، وهي-
قال ابن فهد: ولدت- تقريبا- سنة 771، وأحضرت في الثّانية على محمّد بن محمّد بن داود بن حمزة، ومن بعدها على غيره، وقدمت في آخر عمرها القاهرة، وانقطعت بها إلى أن ماتت، وحدّثت بها وأجازت في الاستدعاءات، وما عرفت تاريخ موتها- رحمها الله- وإيّانا سمعت عليها.
842 -
ملكة ابنة الشّرف عبد الله بن العزّ إبراهيم بن عبد الله بن الشّيخ أبي عمر المقدسيّة، الصّالحيّة
.
قال في «الضّوء» : ولدت سنة 723، وأحضرت عند الحجّار، ومحمّد ابن الفخر بن البخاريّ، وأسمعت على ابن الرّضيّ، وزينب ابنة الكمال، وممّا سمعت عليها موافقاتها وأجاز لها أبو محمّد ابن عساكر، ويحيى بن سعد، وإسحاق الآمديّ، وابن الشّيرازيّ وآخرون، وحدّثت بالكثير، سمع منها
- مترجمة في «الدّرّ الكمين» .
* ويستدرك على المؤلّف- رحمه الله:
- نفيسة بنت إبراهيم بن الخبّاز.
يراجع: «المنهج الجليّ» : (148).
- ومستولدة الحنبلي؟ (كذا؟).
يراجع: «الضّوء اللامع» : (12/ 168).
842 -
ملكة بنت عبد الله بن إبراهيم، (723 - ؟):
من آله قدامة المقادسة.
أخبارها في «معجم ابن حجر» : (293)، و «الضّوء اللامع»:(12/ 126).
قال الحافظ ابن حجر: «أجازت لي، ولم يتّفق لي لقاؤها، وماتت في جمادى الأولى قبل أن أدخل دمشق بأربعة أشهر» .
الفضلاء وذكرها شيخنا في «معجمه» فقال: أجازت لي، وماتت قبل دخولي دمشق بأربعة أشهر في جمادى الأولى سنة 802، وقد جاوزت الثّمانين، وقد ذكرها المقريزيّ في «عقوده» .
843 -
نشوان وتسمّى أيضا سودة لكنّه هجر حتّى صارت لا تعرف إلّا بهذا، ابنة الجمال عبد الله بن العلاء علي بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن أبي الفتح الكنانيّ، العسقلانيّ، القاهريّ، أخت ألف وأحمد الماضيين
.
قاله في «الضّوء» . وقال: أجاز لها في استدعاء مؤرّخ بذي الحجّة سنة 93 جماعة منهم إبراهيم بن أبي بكر بن السّلّار، الرّاوي بالإجازة عن الدّمياطيّ، ورسلان بن أحمد الذّهبي وناصر الدّين محمّد بن داود بن حمزة المقدسيّ، وعبد الرّحمن بن أحمد بن المقداد القيسيّ، وسمعت بعد ذلك على أبيها، وحدّثت لا سيّما بأخرة؛ لتفرّدها بالتّوصّل إلى الدّمياطي بواسطة واحدة، وسمع منها الأكابر، حملت عنها أشياء، وكانت قد تعلّمت الخطّ في صغرها، وتزوّجها ابن عمّها أمين الدّين بن يحيى، وحجّت معه بعد العشرين وجاورت، ثمّ حجّت بعد موته مع خوند البارزية، وكان لها مزيد اختصاص بها، ولها عندها وعند غيرها من الرّؤساء وجاهة، لما اشتملت عليه من الدّين والتّدبير، والعقل، وعلوّ الهمّة، والكرم، والمحاسن الجمّة، مع الأصل بحيث إنّ قريبها قاضي الحنابلة لم يكن يقوم لمن يدخل عليه في بيته من
843 - نشوان بنت الجمال عبد الله الكنانيّة، (؟ - 800 هـ):
أخبارها في «معجم ابن فهد» : (407)، و «الضّوء اللامع»:(12/ 129).
النّساء غيرها وحمد الطّلبة محبّتها فيهم، وصبرها عليهم، واستمرّت على جلالتها حتّى ماتت في ليلة الثّلاثاء تاسع عشر رجب سنة 800 وصلّى عليها من الغد ودفنت بحوش الحنابلة، وأثنى النّاس عليها خيرا رحمها الله تعالى وجميع المسلمين والمسلمات آمين والحمد لله ربّ العالمين وصلواته وسلامه على إمام النّبيّين وختام المرسلين سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين، والتّابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدّين.
تمّت بخطّ مؤلّفها رحمه الله رحمة الأبرار، وأسكنه فردوس جنّته وأبعده عن النّار بجاه النّبيّ المختار
(1)
، وآله وأصحابه الأطهار آمين. وصلّى الله عليه وآله وصحبه الأبرار.
(1)
لا يثبت في التوسل بالجاه حديث، والعبادات مبنية على ثبوت النص، فيكون الدعاء بالجاه بدعة، ولمحققي العلماء في ذلك أبحاث ورسائل مفردة، منها:
«قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة» لشيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى-.
والله أعلم.