المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم مع اليهود لتأليف قلوبهم - السيرة النبوية - راغب السرجاني - جـ ١٨

[راغب السرجاني]

فهرس الكتاب

- ‌اليهود والدولة الإسلامية

- ‌كيفية تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود داخل المدينة وخارجها

- ‌طبيعة اليهود وكيفية تعاملهم مع المسلمين

- ‌ذكر ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم مع اليهود لتأليف قلوبهم

- ‌قصة إسلام عبد الله بن سلام وموقف يهود بني قينقاع من إسلامه

- ‌موقف بني النضير وبني قريظة من رسالة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌المعاهدة النبوية مع اليهود وأسبابها

- ‌بنود المعاهدة النبوية مع اليهود

- ‌الفوائد التي نتعلمها من المعاهدة النبوية مع اليهود

- ‌الفرق بين المعاهدة النبوية مع اليهود والمعاهدات الحديثة معهم

- ‌أسباب موافقة اليهود على المعاهدة التي عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم

- ‌موقف اليهود بعد عقد النبي صلى الله عليه وسلم المعاهدة معهم

- ‌تأثير اليهود فكرياً على المسلمين والمشركين في المدينة

- ‌تأثير اليهود الاقتصادي على أهل المدينة

- ‌محاولة اليهود التفرقة بين المسلمين من الأنصار في المدينة

- ‌اتهام فنحاص ربنا عز وجل بالفقر ورد ابي بكر الصديق عليه

الفصل: ‌ذكر ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم مع اليهود لتأليف قلوبهم

‌ذكر ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم مع اليهود لتأليف قلوبهم

عندما دخل الرسول عليه الصلاة والسلام المدينة حاول أن يرقق قلوب اليهود، وأراد إشعارهم بأنهم فريق واحد من المؤمنين، فعمل شيئين بوحي من رب العالمين سبحانه وتعالى.

الأمر الأول: هو اتجاه القبلة ناحية بيت المقدس، ثبت في البخاري ومسلم أن الرسول عليه السلام توجه إلى بيت المقدس سبعة عشر شهراً من بداية دخوله المدينة حتى قبيل بدر بقليل كما سنرى إن شاء الله في الأحداث.

وهذه القبلة الواحدة تعطيهم انطباعاً واضحاً أنهم فريق واحد يتجهون إلى قبلة واحدة، فنحن وهم نعبد إلهاً واحداً، ونؤمن بالأنبياء السابقين جميعاً.

بقيت جزئية واحدة فقط، وهي أن اليهود يؤمنون برسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي هو مذكور عندهم في الكتب المقدسة لاسيما التوراة والإنجيل، وعندهم علامات وبشارات كثيرة تؤكد أنه هو النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم.

الأمر الثاني: صيام يوم عاشوراً.

لما دخل الرسول عليه الصلاة والسلام المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ قالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه، فقال صلى الله عليه وسلم: فنحن أحق وأولى بموسى منكم، فصامه صلى الله عليه وسلم، وأمر المسلمين بصيامه).

فالمسلمون واليهود يصومون يوماً واحداً في السنة، وهذا اليوم فيه تعظيم لموسى عليه السلام، بل وتقليد له، فالرسول صلى الله عليه وسلم وهو النبي الخاتم وأتباعه المؤمنون يقلدون موسى عليه السلام في صيامه لهذا اليوم الذي نجاه الله عز وجل فيه، فكل هذا تقريب للقلوب، ومحاولة لاكتساب قلوب اليهود، فنحن لسنا أعداء لليهود، فكلنا نعبد إلهاً واحداً.

ص: 4