الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة التحقيق
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد، فهذا كتاب من أروع ما وصل إلينا من مؤلفات الإمام ابن القيم رحمه الله، جمع فيه ألوانًا من الفوائد واللطائف والعبر والمواعظ والنكت والدقائق والملاحظات والأفكار في فنون مختلفة، ولم يُرتِّبه على الموضوعات والأبواب، ويبدو أنه خصَّص كُنّاشًا أو دفترًا لتسجيل هذه الخواطر والفوائد المتفرقة، وأدرج فيه ما استحسن منها في فترات مختلفة من حياته. وطريقته فيه أنه يبدأ كل فائدة وبحث بكلمة: فصل أو قاعدة أو فائدة أو تنبيه، ويورد تحتها من بنات فكره أو من الكلمات المأثورة عن السلف أو من الأبيات والحكم المنثورة ما يعتبرها خير معين لمن يريد طريق النجاة والفلاح في الدنيا والآخرة.
ويحتوي الكتاب على موضوعات عديدة في التوحيد والعقيدة، فيذكر أن معرفة الله تحصل بالنظر في مفعولاته والتفكر في آياته وتدبرها (ص 28)، وأتمّ الناس معرفةً به من عرفه بكماله وجلاله وجماله (ص 264)، ومعرفة الله نوعان: معرفة إقرار يشترك فيها المطيع والعاصي، ومعرفة توجب الحياء منه والمحبة له والإنابة إليه، وهي المعرفة الخاصة (ص 248). وبيَّن المؤلف تفاوت الناس في التوحيد (ص 282) وفوائد التوحيد في الدنيا والآخرة (ص 72) وأن راحة القلب والبدن في طاعة الله (ص 293)، وذكر
معنى العبودية (ص 31) ومراتبها (ص 163) وثمرة الإيمان بالصفات الإلهية (ص 98) والتوسل بأسماء الله الحسنى (ص 36)، وحقيقة التوكل وأنواعه (ص 124، 165)، وتعرض لموضوع القضاء والقدر (ص 33) والرزق والأجل (ص 79) وأن النعم كلها من الله والذنوب من الشيطان (ص 296) وأن شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم تُنال بطاعته (ص 226). إلى غير ذلك من الموضوعات التي تتعلق بالتوحيد.
وهناك أبحاث جليلة في التفسير وعلوم القرآن، منها بيان شروط الانتفاع بالقرآن (ص 3) وأنواع هجر القرآن (ص 118) وتأملات في سورة الفاتحة (ص 26) وسورة ق (ص 5) وسورة التكاثر (ص 43) وتفسير آيات عديدة (ص 23، 33، 114، 115، 127، 130، 146، 199، 237، 246، 259، 273، وغيرها).
وهو يشرح أحيانًا بعض الأحاديث، مثل حديث ابن مسعود في الهم والحزن (ص 30)، وقوله صلى الله عليه وسلم:"الإسلام علانية والإيمان في القلب"(ص 207) وقول الله تعالى لأهل بدر: "اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم"(ص 20)، وقوله صلى الله عليه وسلم:"فاتقوا الله وأجملوا في الطلب"(ص 81)، وقوله صلى الله عليه وسلم:"إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفِّر اللسان"(ص 81).
وتكلم على مسألة أصولية كلامًا طويلًا، وهي أن ترك الأوامر أعظم عند الله من ارتكاب المناهي، وقرر ذلك من وجوه كثيرة (ص 171).
وفي الكتاب فصول مهمة عن فضائل العلم (ص 151) وأنواعه وآفاته (ص 122) ومراتب العلوم (ص 84)، وصفات علماء السوء (ص 85) وتحذير العالم من الدنيا والركون إليها (ص 145).
أما الحديث عن أعمال القلوب وأسباب الذنوب والمعاصي وآثارها والأخلاق المحمودة والمذمومة والنصائح والمواعظ والعبر واللطائف والإشارات والرقائق والزهد فهي تحتلُّ مكانًا بارزًا في الكتاب.
وبالجملة فالكتاب مليء بالفوائد، وسُمِّي حقًّا بكتاب "الفوائد". وهو يختلف في موضوعاته وأبحاثه عن "بدائع الفوائد"، فكتاب "الفوائد" كما رأينا: أكثره تأملات وخواطر، وعبر ومواعظ، ولطائف ورقائق، ويقل فيه النقل عن المصادر الأخرى، بينما كتاب "البدائع" يحتوي على مسائل علمية من فنون مختلفة مع تحقيق وإطالة نفس، ويكثر فيه النقل عن العلماء ومصنفاتهم مع التعليق عليها. ويوجد موضع واحد وقع فيه الاتفاق بين الكتابين في النقل عن "المدهش" لابن الجوزي بدون عزو
(1)
.
•
تحقيق عنوان الكتاب ونسبته إلى المؤلف:
طبع هذا الكتاب لأول مرة في المطبعة المنيرية بالقاهرة سنة 1344 بعناية الشيخ محمد منير الدمشقي، وسماه الناشر كتاب "الفوائد". ولم يذكره المترجمون لابن القيم في القديم، ولم يشيروا إلى تأليف له بهذا العنوان في مصادر ترجمته، وإنما اشتهر الكتاب بعد طباعته، ثم ذكره مَن ترجم له من المحدثين.
ويوجد الأصل الوحيد للكتاب ضمن "الكواكب الدراري في ترتيب مسند الإمام أحمد على أبواب البخاري" لابن عروة الحنبلي (المتوفى سنة
(1)
تكلم أخونا البحاثة المحقق علي العمران عن العلاقة بين الكتابين في مقدمة تحقيقه لـ "بدائع الفوائد"(1/ 24 - 25)، فأغنانا عن الإعادة.
837) المخطوط في دار الكتب الظاهرية بدمشق برقم [567](المجلد 39، الورقة 145 أ - 200 ب)، وقد عنون له ابن عروة بقوله:"فوائد شتى ونكت حسان من تفسير آية أو حديث أو أثر سلفي، تتعلق بعلم التوحيد القولي العلمي والعملي الإرادي". ثم قال: "وهي من كلام الشيخ الإمام العالم العلامة مفتي المسلمين بحر العلوم أبي عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الزُّرعي الشهير بابن قيم الجوزية". ثم قال: "وهي غير بدائع الفوائد له، وهي إما فائدة تعود إلى معرفة أو سلوك، أو تحذير من قاطع، أو تنبيه على مقصود".
ومعنى ذلك أن هذا الكتاب لم يكن له عنوانٌ محدَّد، وإلا ذكره ابن عروة، ولم يقل: "فوائد شتى ونكت حسان
…
".
وقد نقل عنه السيوطي في موضعين من "قوت المغتذي على جامع الترمذي"(2/ 610، 817)، وسماه في الموضع الأول:"نكت شتى وفوائد حسان"، وفي الموضع الثاني:"فوائد شتى ونكت حسان"، فكأنه اعتمد على نسخة ابن عروة.
ولما نشره محمد منير الدمشقي اختصر عنوان ابن عروة وسمَّى الكتاب "الفوائد"، ولا غبار عليه فإنه مطابق لمحتوياته، ولذا أبقيناه نظرًا لشهرته لدى القراء والباحثين.
ثم إن ذكره الصريح للإمام ابن القيم يقطع الشك في صحة نسبته إليه، وابنُ عروة من أعرف الناس بآثار شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم، وقد احتفظ لنا بنصوصٍ كثيرة منها وفرَّقها في مواضع مختلفة من موسوعته "الكواكب الدراري" لأدنى مناسبة، وبعض هذه الآثار لم تصل إلينا إلّا من
طريقه. وهو على دراية تامة بمحتويات الكتاب، والفرق بينه وبين بدائع الفوائد، كما يظهر ذلك من وصفه للكتاب. ولهذا فنحن مطمئنون إلى صحة نسبته لابن القيم.
وإذا نظرنا في الكتاب وجدنا فيه أمورًا أخرى تؤكِّد صحة نسبته إليه
(1)
، فالمؤلف يذكر في أثنائه ثلاثةً من مؤلفاته:"اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية"(ص 4)، و"المعالم"(ص 10) والمقصود به "أعلام الموقعين عن رب العالمين"، و"كتابنا الكبير في القضاء والقدر"(ص 36) ويقصد به "شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل".
ثم إنه يذكر شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع عديدة منه بقوله: "شيخنا"(ص 12، 136، 153)، وينقل عنه نصوصًا من كلامه، وهي معروفة له في كتبه التي وصلت إلينا، وقد أشرنا إليها في الهوامش.
وقد سبق أن هناك اتفاقًا بين هذا الكتاب و"بدائع الفوائد" في النقل عن "المدهش" لابن الجوزي، وهذا أيضًا من القرائن على كون مؤلفهما واحدًا.
ونجد في أثناء الكتاب تصريحًا باسم ابن القيم في مواضع مختلفة (ص 4، 136، 152)، وهذا إما أن يكون من المؤلف نفسه كما يفعل ذلك كثير من المؤلفين، وإما أن يكون من تلاميذه والناسخين لكتابه أو من ابن عروة الذي أدرج هذا الكتاب ضمن "الكواكب". وهذه إحدى القرائن القوية لنسبته إلى ابن القيم.
(1)
ذكر العلامة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد بعض وجوه التوثيق في كتابه "ابن القيم الجوزية: حياته وآثاره"(ص 284).
وأخيرًا فإن أسلوب الكتاب هو أسلوب ابن القيم في سائر كتبه، ولا يخفى ذلك على مَن قرأ مؤلفاته باهتمام، وخاصةً تلك المؤلفات التي تتعلق بالسلوك والزهد والتربية. وكثير من الموضوعات التي أوجزها هنا فصَّلها في كتبه الأخرى، وكأن ما في الكتاب خلاصة هذا النوع من مؤلفاته، اقتصر فيه على النكت المستحسنة والفوائد الغالية، وزاد عليها لطائف ودقائق وعبرًا ومواعظ لا توجد في غيره.
•
موارده:
ذكرنا فيما سبق أن أغلب ما في الكتاب تأملات وخواطر وفوائد اهتدى إليها المؤلف بفكره وتأمله، ولم ينقل إلا القليل من مصادر أخرى، وقد صرَّح أحيانًا باسم المؤلف أو المصدر الذي ينقل عنه، وأغفل أحيانًا أخرى ذكره. ومن المصادر التي نقل عنها:
- ابن قتيبة: ص 3، 116 من "تفسير غريب القرآن"، وص 14، 16، 129، 149 من "تأويل مشكل القرآن".
- الزجاج: ص 19، 116 من "معاني القرآن وإعرابه".
- الواحدي: ص 128، 131 من "الوسيط".
- ابن الجوزي: ص 21 "كشف مشكل الصحيحين". ونقل من كتابه "المدهش" كثيرًا بلا نسبة، فأغلب النصوص في الصفحات 52 - 69 مأخوذة منه، وكذا في مواضع أخرى.
- ابن تيمية: ص 12، 136، 153.
- وعزا بعض النصوص إلى "كتاب الزهد" للإمام أحمد (ص 75) وإلى
كتاب الترمذي (ص 39)، ولا توجد فيهما، ويبدو أنه عزا إليهما من حفظه.
- وأغلب النصوص في فصل من كلام عبد الله بن مسعود (ص 211 - 218) منقولة من كتاب الزهد للإمام أحمد و"حلية الأولياء" لأبي نعيم، كما يظهر من هوامش التخريج.
هذه بعض المصادر التي استقى منها، ولكن الطابع العام للكتاب كونه تأملاتٍ وخواطرَ وتصيُّدًا للفوائد والنكت. وهذا ما يُميِّز الكتاب عن الكتب الأخرى للمؤلف، ومن هنا تأتي أهميته.
•
وصف النسخة الخطية:
ذكرنا فيما مضى أنه لا يوجد من الكتاب إلا نسخة فريدة ضمن "الكواكب الدراري"(مج 39) من الورقة 145 إلى الورقة 200، في دار الكتب الظاهرية بدمشق برقم [567]، وناسخ هذا المجلد هو إبراهيم بن محمد بن محمود بن بدر الحنبلي، كتبه بخط نسخي سنة 827. والنسخة واضحة الخط، نادرة الأخطاء، وعدد الأسطر في كل صفحة منها 28 سطرًا، وهي مقابلة ومصححة، كما يظهر ذلك بالاستدراكات على هوامش النسخة وبالدوائر المنقوطة في أثناء الأسطر، وعلى النسخة بلاغات يقول فيها: بلغ مقابلة بأصله، أو نحو هذه العبارة. وعليها ختم مجاميع المدرسة العمرية.
وفي هذا المجلد عدة رسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية، نُشر بعضها ضمن "مجموع الفتاوى" وبعضها في مجاميع أخرى. ويبدأ كتاب "الفوائد" لابن القيم بقول ابن عروة: "فوائد شتى ونكت حسان
…
وهي من كلام الشيخ الإمام
…
ابن قيم الجوزية
…
"، وقد سبق نقل العبارة بتمامها فيما
مضى. ثم بدأ كلام المؤلف بقوله: "قاعدة جليلة" دون أن يسبقه البسملة والحمد والمقدمة. وكأن المؤلف لم يفرغ من جمعه وترتيبه والتقديم له، ولذلك لم يرد له ذكرٌ في مصادر ترجمته، ولو لم يُدرِجه ابن عروة في موسوعته لضاع فيما ضاع من تراث ابن القيم.
•
الطبعات السابقة للكتاب:
صدرت أول طبعة للكتاب في المطبعة المنيرية بالقاهرة سنة 1344 بعناية الشيخ محمد منير الدمشقي رحمه الله، وقد صرَّح فيها أنه اعتمد على نسخة "الكواكب". وعلى الرغم مما بذل الناشر من جهد مشكور في قراءة النص وتقديمه، فقد وقعت في هذه الطبعة أخطاء وتحريفات، وسقطت كلمات وأسطر في مواضع كثيرة، وزيدت على النص زيادات دون التنبيه عليها مع عدم الحاجة إليها. وأُلحق به نصٌّ لشيخ الإسلام ابن تيمية في تفسير أول العنكبوت (ص 207 - 212) دون الإشارة إلى أنه زيادة على كتاب ابن القيم. والواقع أنه نصٌّ خارج عن الكتاب، ولكنه موجود في مكان آخر من "الكواكب الدراري"[الورقة 205 أ- 207 أ] من النسخة السابقة. ولشدة حرص الناشر على طبع آثار شيخ الإسلام وغيره من علماء السلف ضمن "مجموعة الرسائل المنيرية" وغيرها، استنسخ هذه الرسالة وطبعها ملحقةً بكتاب "الفوائد" من باب الحفظ والإفادة، دون تمييزها عن أصل الكتاب، حتى توهَّم القراء والباحثون أنها جزء منه.
ولا أحبّ الخوض في ذكر الأخطاء والتحريفات والأسقاط والزيادات الموجودة في تلك الطبعة، ومن أراد معرفة ذلك فليقم بالمقابلة بينها وبين الطبعة التي بين يديه، أو بينها وبين الأصل ليعرف مدى الفرق بينهما.
والناشر على كل حال مشكور لسبقه إلى نشر هذا الكتاب النفيس وتقديمه إلى المتعطشين للعلم لأول مرة، فجزاه الله أحسن الجزاء على ما قام به من خدمة للعلم وأهله.
ثم توالت طبعات الكتاب بالاعتماد على تلك الطبعة، وتسرَّبت إليها جميعًا -بل زادت- تلك العيوب التي ذكرناها، لعدم رجوع القائمين عليها إلى الأصل المخطوط، ومن الغريب حقًّا أن يقوم المحققون بتحقيق الكتاب وتصحيحه وضبطه وتخريجه وخدمته وتقديمه بالاعتماد على الطبعات المتداولة، وهي أكثر خطأ وتحريفًا وسقطًا من الطبعة الأولى، مع أن الحصول على الأصل كان أسهل لهم من معاناة المقابلة بين الطبعات المختلفة والوصول إلى نص سليم في ضوئها! وتوجد مصورة "الكواكب" الآن في كثير من المراكز العلمية والجامعات الإسلامية، فكان الواجب الرجوع إليها عند إعادة طبع الكتاب.
•
هذه الطبعة:
كان الاعتماد في إخراج هذه الطبعة على الأصل المخطوط الوحيد الذي سبق وصفه، وبمقابلة الطبعة الأولى على هذا الأصل صححتُ كثيرًا من الأخطاء والتحريفات الواقعة فيها واستدركتُ السقط الذي قد يتجاوز أكثر من سطر، وحذفتُ الزيادات التي زيدت على الأصل. وهكذا أصبح النصُّ مطابقًا للأصل دون زيادة أو نقص. وحذفتُ "تفسير أول العنكبوت" لشيخ الإسلام
(1)
، لأنه ليس من كتاب "الفوائد" كما ذكرتُ.
(1)
أعدتُ نشره في "جامع المسائل"(3/ 251 - 261).
ثم رجعت إلى النصّ، وقمتُ بضبطه وتقسيمه إلى فقرات، مع الاهتمام بعلامات الترقيم، ليكون واضحًا مفهومًا لدى القراء.
ثم خدمتُ النصَّ بعزو الآيات القرآنية، وتخريج الأحاديث والآثار والنقول من المصادر، وتخريج الأشعار ونسبتها إلى قائليها. أما ترجمة الأعلام وشرح الكلمات والعبارات والتعريف بالأماكن فلم أهتمَّ بها، لأني أعتبرها من لوازم الشرح لا من متطلبات تحقيق النصّ.
وقمتُ بوضع فهارس متنوعة للكتاب، ليصل القارئ إلى ما يبحث عنه في أسرع وقت.
فدونك أيها القارئ كتابًا كلُّه درر وفوائد، وتبصرة وتذكرة، وإرشاد وتوجيه، ولعلك لا تجد له نظيرًا بين الكتب التي قرأتَها. أدعو الله أن يوفقني وإياك للتأمل فيه والاستفادة منه، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
محمد عزير شمس