المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌مقدمة المصنف بسم الله الرحمن الرحيم (حسبنا الله ونعم الوكيل) (1) وصلى - القناعة في ما يحسن الإحاطة من أشراط الساعة - جـ ١

[السخاوي]

فهرس الكتاب

‌مقدمة المصنف

بسم الله الرحمن الرحيم (حسبنا الله ونعم الوكيل)

(1)

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. الحمد لله العالم بما كان وما يكون والدائم الإحسان في الحركة والسكون المخلِّصِ المخلِصَ له من الموحدين المجتهدين من المحن وسائر الفتن ما ظهر منها وما بطن والمخصص من اصطفاه منهم بالإرشاد والإستناد لكل حسن مع ابتلائه لمن شاء بالإختبار لا بخفاء الحقائق عنه في الإسرار فضلًا عن الإظهار في الليل والنهار من الماضي والحال والآتي في الإستقبال من الأعمار بل لإقامة الحجة عليه بالإختبار ولكنا نتوجه إليه أن لا يهتك منا الأستار فإنه لا طاقة لنا إلا بالعفو واستصحاب قبول الإستغفار ونقتفي أثره صلى الله عليه وسلم مقتدين به في استعاذته من شر الفتن مع تناهيه وعلو رتبته حيث قال من جملة ما أوضح فيه المشكل

(2)

وبيَّن منه المشتبه: "اللهم إذا أردت بقوم فتنة فاقبضني إليك غير مفتون"

(3)

.

نعوذ بالله من الفتن [ما ظهر منها]،

(4)

وما بطن وما ظهر للعيون، ونعوذ بالله الكبير المتعال من شر فتنة المسيخ الدجال، إلى غيرها من الدعوات الجليلة الإحتفال. اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وصحبه وتابعيهم إلى يوم المآل وبعد:

(1)

ما بين القوسين زيادة من "أ".

(2)

في "الأصل": (المسلك)، وما أثبته من "أ" وهو المناسب لما بعده.

(3)

رواه الإمام أحمد في "مسنده": (1/ 368)، والترمذي:(5/ 366)، وغيرهم وإسناده صحيح.

(4)

سقطت من "أ".

ص: 3

فهذه عجالة يومية، ودلالة شهية، في الإشارة لشيء من الفتن الآتية، ليكون المراد بها على بصيرة منها بالأذن الواعية، والفكرة الساعية، وإن كان المعول في الإستقامة على تثبيت المولى لعبده، وإلهامه لما يكون سببًا لسعده. ولذا نسأله أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ويصرف قلوبنا التي هي في قبضة قهره وملكه

(1)

إلى ما يرتضيه من الخيرات المتظاهرة بادرت

(1)

يشير هنا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء"، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك".

رواه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما في كتاب القدر: (4/ 2045).

وفي الباب عن أنس، والنواس بن سمعان، وعائشة، وأم سلمة، وجابر، وسبرة بن فاتك.

انظر: "مسند أحمد" بتحقيق الأرناؤوط: (11/ 130).

وفي الحديث دليل على إثبات صفة الأصابع لله عز وجل على ما يليق بجلال الله وعظمته، قال البغوي رحمه الله: (والإصبع المذكورة في الحديث صفة من صفات الله، وكذلك كل ما جاء في الكتاب والسنة من هذا القبيل في صفات الله تعالى كالنفس، والوجه، والعين، والرجل، والإتيان، والمجيء، والنزول إلى السماء الدنيا، والإستواء على العرش، والضحك، والفرح

ثم ذكر الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة، ثم قال: فهذه ونظائرها صفات لله تعالى ورد بها السمع، يجب الإيمان بها، وإمرارها على ظاهرها، معرضًا فيها عن التأويل، مجتنبًا عن التشبيه، معتقدًا أن الباري سبحانه وتعالى لا يشبه شيء في صفاته صفاتِ الخلق، كما لا تشبه ذاته ذوات الخلق، قال الله سبحانه وتعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} .

وعلى هذا مضى سلف الأُمة وعلماء السنة، تلقوها جميعًا بالإيمان والقبول، وتجنبوا فيها عن التمثيل والتأويل، ووكلوا فيها العلم إلى الله عز وجل كما أخبر الله سبحانه وتعالى عن الراسخين في العلم فقال عز وجل:{يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} [آل عمران: 7])، ثم ذكر رحمه الله أقوال السلف في ذلك. "شرح السنة":(1/ 168 - 171) باختصار.

والإيمان بأسماء الله وصفاته يتضمن عدة معان:

1 -

إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات من دون تمثيل ولا تكييف، وهذا الإثبات ليس لمجرد الألفاظ الواردة، بل هو يتضمن إثبات معانيها اللائقة بالله عز وجل، وهذا هو مذهب السلف رحمهم الله، لا كما يزعمه مفوضة الأشاعرة بأن مذهب السلف هو مجرد إثبات ألفاظ لا معاني لها، فهذا جهل منهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وجهل كذلك بمذهب السلف وكذب عليهم، فإن من ينسب ذلك لهم فإنه يزعم أن الله أخبرنا عن أعظم أمر في القرآن - وهو أسمائه الحسنى -

ص: 4

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وصفاته العلى - بكلام لا يفهم، ككلام الأعاجم يثبت لفظه ولا يفهم معناه، وهذا عين الضلال والعياذ بالله.

2 -

أن ينفى عن الله عز وجل ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، من دون تعطيل، وهذا النفي نفي غير محض بل هو يتضمن إثبات كمال ضده، فإذا قلت {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} فمعناه نفي الظلم عنه وإثبات كمال ضده وهو عدله سبحانه وتعالى وهكذا.

3 -

اليأس وقطع الطمع عن إدراك كيفية هذه الصفات، ومعناه أن العقول البشرية محدودة المعرفة، وقد حجب الله عز وجل عنها علم كيفية صفاته سبحانه وتعالى؛ لأن الكيفية لا تعلم إلا بأمور:

أ - مشاهدة الشيء.

ب - مشاهدة نظيره.

ج - أو الخبر الصادق عنه.

ولما لم نتعرف على كيفية صفات الله بجميع حواسنا، ولم نعلم كيفية صفات نظيره؛ لأنه سبحانه وتعالى لا نظير له ولا ند ولا كفؤ.

لم يبق إلا الخبر الصادق عنه أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم، ولم يأت الخبر عن الكيفية فوجب الوقوف عند النصوص في ذلك والسكوت عما سكت عنه السلف الصالح رحمهم الله.

أما القبضة، فهي ثابتة لله عز وجل كما قال سبحانه:{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67)} [الزمر: 67].

وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله يقبض يوم القيامةَ الأرض وتكون السماوات بيمينه ثم يقول أنا الملك" رواه البخاري في التوحيد: (136)، ومسلم:(4/ 2148)، واللفظ للبخاري، وفي الباب عن أبي هريرة وابن عباس وابن مسعود.

انظر: "التوحيد" لابن خزيمة: (1/ 166 - 173).

والقبض هنا دليل على إثبات صفة اليدين لله عز وجل؛ لأن القبض صفة لهما. قال ابن القيم رحمه الله: (ورد لفظ اليد في القرآن والسنة وكلام الصحابة والتابعين في أكثر من مائة موضع، وورد متنوعًا متصرفًا فيه مقرونًا على أنها يد حقيقية من الإمساك، والطي، والقبض، والبسط، والمصافحة، والحثيات، والنضح باليد، والخلق باليدين) إلى آخر ما ذكر. "مختصر الصواعق": (ص 348).

وبعد هذا يتبين لك أن ما ذهب إليه السخاوي رحمه الله من تأويل الأصابع والقبضة بل واليد إلى الملك والقهر خطأ عظيم خالف فيه الكتاب والسنة واللغة وسلف الأُمة والذي حمله على هذا ظنه أن في تأويله لصفة اليد والأصابع تنزيه لله عز وجل عن مشابهة المخلوقين، والجواب أن يقال: قال تعالى: {أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ} [البقرة: 140]، وقال:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7].

ص: 5

بها امتثالًا لمن شارك في الفضائل من المتوجهين للإستقامة وكرم الشمائل حتى سبق بها كثيرًا من أقرانه السابحين في بحار الغفلة والغوائل، بل ربما يلتحق بكثير من أهل الطبقة الذين قبلهم من الأوائل، مع اشتغاله بالتجارة المستغنى بها عن الرذائل، وإن كان في تعب وكد غني شرحه عن إقامة الدلائل، فالجنة محفوفة بالمكاره وثقيل الوسائل ونعم المال الصالح مع العبد الصالح، لتمكنه فيه من الخير الطائل.

وما أحسن قول سفيان الثوري

(1)

رحمه الله: (لولا هذه البضاعة الذي بأيدينا لتمندل

(2)

بنا أرباب الولايات في المدائن والقبائل).

وكان عبد الله بن المبارك

(3)

إمام الأئمة، والمقدم عند كل قائل، يتجر بقصد

(4)

القيام بكفاية جماعة من العلماء، ليفرغهم للإشتغال بشريف

=وقد ذكر الله ذلك عن نفسه وذكره عنه رسوله صلى الله عليه وسلم والله ورسوله أعلم من السخاوي وقول الله وقول رسوله أولى بأن يعتمد من قول السخاوي.

ويقال أيضًا: إن صفة اليد كصفة السمع والبصر، فإن السخاوي يثبت لله السمع والبصر بلا تشبيه، ونحتج بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ونرد على السخاوي وأمثاله بجميع ما يرد به على المعتزلة في إنكارهم بقية صفات الله، والله أعلم.

وصدق الإمام مالك رحمه الله: (كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر) يعني: رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورحم الله السخاوي ما كان أغناه بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عن تأويلات المتكلمين.

(1)

سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، أبو عبد الله، أمير المؤمنين في الحديث، كان سيد أهل زمانه في علوم الدين والتقوى، من رؤوس الطبقة السابعة، مات سنة (161 هـ) وله أربع وستون سنة، من رجال الجماعة. "تاريخ بغداد":(9/ 151)، "التقريب":(ص 394).

(2)

أي: جعلونا منديلًا يمسحون بنا وسخهم. "القاموس": (ص 1372). وانظر القصة في: "السير": (7/ 341)، و"الحلية":(5/ 381).

(3)

عبد الله بن المبارك المروزي الحنظلي مولاهم، أبو عبد الرحمن، التميمي، الحافظ، شيخ الإسلام، المجاهد، صاحب التصانيف والرحلات، وُلد سنة (118 هـ) وتوفي سنة (181 هـ). "تذكرة الحفاظ":(1/ 253)، "التقريب":(ص 540).

(4)

في "الأصل" و"ط": (لتخبر بفضل)، وما أثبته من "أ" وهو الصواب إن شاء الله.

ص: 6

الخصائل. وفقنا الله تعالى وإياه وبني عمه، وصرف عنا كل مكروه زائل، وجمع شملهم على ممر الليالي والأيام، مبلغين كل فضل نائل [فهم]

(1)

جواهر في هذا الوقت المائل.

‌وهذا حين الشروع في المقصود مستعينًا

(2)

بربنا المحمود فأقول:

حكى البيهقي

(3)

عن شيخه الحاكم

(4)

أنه قال

(5)

: (أول الآيات ظهورًا خروج الدجال، ثم نزول عيسى عليه الصلاة والسلام، ثم فتح يأجوج ومأجوج، ثم خروج الدابة، ثم طلوع الشمس من مغربها)

(6)

. وسيأتي في كلام الحاكم أيضًا أن خروج الدابة بعد طلوع الشمس مع توجيهه

(7)

.

وكلها ذكرت في القرآن إما صريحًا أو إيماءًا بحيث انتقد القائل كيف لم يذكر الدجال فيه مع ما ذكر عنه من الشر وعظيم الفتنة به وتحذير الأنبياء منه والأمر بالإستعاذة منه حتى في الصلاة بأنه ذكر في قوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا [لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ]

(8)

}

(9)

.

(1)

سقطت من "ط".

(2)

في "ط": (مسنتيرين).

(3)

أحمد بن الحسين بن علي بن موسى البيهقي النيسابوري، حافظ علامة ثبت فقيه، مات سنة ثمان وخمسين وأربعمائة. انظر:"تذكرة الحفاظ": (3/ 1132)، و"سير أعلام النبلاء":(18/ 163).

(4)

محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم الضبي، الطهماني النيسابوري، الشهير بالحاكم ويعرف بابن البيع، أبو عبد الله، من أكابر حفاظ الحديث، والمصنفين فيه، صاحب "المستدرك على الصحيحين"، توفي سنة (405 هـ). "طبقات الشافعية":(3/ 64)، "تاريخ بغداد":(5/ 473).

(5)

في "ط": (على أول).

(6)

انظر: "فتح الباري". (13/ 82 - 89).

(7)

سيأتي إن شاء الله من كلام المصنف الجمع بين النصوص الواردة في ذلك.

(8)

ما بين المعكوفتين ساقط من "أ".

(9)

سورة الأنعام، الآية:158.

ص: 7

[فقد أخرج الترمذي وصححه عن أبي هريرة: "ثلاث إذا خرجن لم ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل]

(1)

الدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها"

(2)

.

وأيضًا فقد وقعت الإشارة في القرآن إلى نزول عيسى عليه السلام في قوله: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ}

(3)

، وفي قوله:{وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ للِسَّاعَةِ}

(4)

مع ما صح أنه هو الذي يقتله

(5)

، فاكتفى بذكر [أحد]

(6)

الضدين عن الآخر.

ولكونه يلقب بالمسيح كعيسى لكن الدجال مسيح الضلالة، وعيسى عليه الصلاة والسلام مسيح الهدى

(7)

.

بل قال البغوي

(8)

في "تفسيره": (إن الدجال هو المراد بالناس في قوله تعالى: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ}

(9)

من إطلاق الكل على البعض).

(1)

ما بين المعكوفتين ساقط من "الأصل" ومن "ط"، وأكملته من "أ"، وكأن الناسخ انتقل بصره بسبب تماثل الكلمتين.

(2)

رواه مسلم في الإيمان: (1/ 138)، وهو في الترمذي في أبواب التفسير:(4/ 319، رقم 5067).

(3)

سورة النساء، الآية:159.

(4)

سورة الزخرف، الآية:61.

(5)

سيورد المصنف الأحاديث الدالة على ذلك فيما يأتي.

(6)

سقط من "الأصل" ومن "ط"، وأكملته من "أ".

(7)

انظر: "النهاية" لابن كثير: (1/ 167).

(8)

أبو محمد، الحسين بن مسعود بن محمد البغوي، الفقيه، الشافعي، المحدث، المفسر، كان بحرًا في العلوم، من مصنفاته "معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم"، و"التهذيب"، و"شرح السنة"، وغير ذلك، توفي سنة (510 هـ).

"الوفيات": (2/ 136 - 137)، "طبقات السبكي":(4/ 214).

(9)

سورة غافر، الآية:57.

ص: 8

وهذا كما [قال]

(1)

شيخنا

(2)

إن ثبت أحسن الأجوبة، فيكون من جملة من تكفل النبي صلى الله عليه وسلم ببيانه.

على أن البلقيني

(3)

قال: إنه اعتبر

(4)

كل من ذكر في القرآن من المفسدين

(5)

فوجد كل من ذكر إنما هم ممن مضى وانقضى أمره وأما من لم يجئ فلم يذكر منهم

(6)

أحد.

لكنه منتقض بيأجوج ومأجوج

(7)

.

فلنتكلم على هذه الخمسة:

(1)

سقط من "الأصل"، وأثبته من "أ" و"ط".

(2)

شيخنا يعني: (ابن حجر رحمه الله، وهذا في كل ما يأتي، وهذا الكلام في "الفتح": (13/ 92).

(3)

عمر بن رسلان بن نصير، أبو حفص، البلقيني، سراج الدين، الشافعي، العسقلاني الأصل، محدث، حافظ، فقيه، مفسر، له حاشية على "الكشاف" للزمخشري، وشرح على "جامع الترمذي"، توفي سنة (805 هـ). "الضوء اللامع":(6/ 85)، "شذرات الذهب":(7/ 51).

(4)

هكذا في جميع النسخ وكذلك في "الفتح"، وكأن الكلمة مأخوذة من عَبَّرَ الكتاب إذا تدبره، يعني: أن البلقيني تدبر ونظر إلى من ذكر في القرآن من المفسدين. "القاموس": (ص 558).

(5)

في "ط": (المفسرين) وهو تصحيف.

(6)

في "الأصل": (منه)، والتصويب من "أ" و"ط" و"فتح الباري".

(7)

اختلف العلماء في عدم ذكر الدجال في القرآن مع ما ذكر عنه من الشر العظيم وعظم الفتنة به وتحذير الأنبياء منه، وقد ذكر المصنف هنا عدة أجوبة ألخصها فيما يلي:

أ - أن الإشارة وقعت إليه في القرآن وقد بينته السنة.

ب - اكتفى بذكر عيسى عليه السلام لأنه هو الذي يقتله وهو ضده.

ج - أن القرآن أشار إليه إيماءً.

د - أن من ذكر في القرآن من المفسدين منهم قد مضوا.

وزاد ابن كثير رحمه الله أنه لم يذكره لحقارته والإستهانة به قال: (فإن قلت فقد ذكر فرعون في القرآن وقد ادعى ما ادعاه من الكذب والبهتان؛ فالجواب أن أمر فرعون قد انقضى وتبين كذبه لكل مؤمن وعاقل، فهذا أمر سيأتي وكائن في المستقبل فتنة واختبارًا فترك ذكره في القرآن احتقارًا له وامتحانًا به). "النهاية": (1/ 106). وقد أجيب كذلك بأنه ليس كل شيء فصله الله في القرآن، فقد ذكر الله الساعة وبعض علاماتها في القرآن، والسنة شارحة للقرآن وموضحة له فوضحت ذلك السنة والله أعلم.

ص: 9

* فأما الدجال وأخباره تحتمل مجلدًا بحيث أفردها غير واحد من الأئمة بالتأليف

(1)

.

* ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: "ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أو أمر أكبر من الدجال"

(2)

.

* ومن الوارد فيه مما قاله فيه أحد رواته الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن محمد المحاربي

(3)

أحد أتباع التابعين المتوفي سنة خمس وتسعين ومائة: (أنه ينبغي أن يدفع إلى مؤدب الأبناء ليعلمه الصبيان في الكتَّاب)

(4)

.

* وكذا قال النووي

(5)

وغيره: كان السلف يستحبون أن يلقن الصبيان أحاديث الدجال ليحفظوها

(6)

وترسخ في قلوبهم ويتوارثها الناس.

* قول

(7)

أبي أمامة الباهلي

(8)

رضي الله عنه: "خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، وكان أكثر خطبته عن الدجال والتحرز منه، وكان من قوله: يا أيها الناس إنه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم عليه السلام أعظم

(1)

ممن ألف في الدجال: عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي له كتاب "أخبار الدجال". انظر: "فهرس الخزانة التيمورية": (2/ 173).

(2)

رواه مسلم في "صحيحه" من حديث عمران بن حصين رضي الله عنهما: (4/ 2266).

(3)

عبد الرحمن بن محمد بن زياد المحاربي، أبو محمد الكوفي، لا بأس به، وكان يدلس، قاله أحمد، من التاسعة، مات سنة (195 هـ)، من رجال الجماعة. "التقريب":(ص 598).

(4)

رواه ابن ماجه في "سننه": (2/ 1363).

(5)

يحيى بن شرف بن مرِّي بن حسن الحزامي، الحوراني، النووي الشافعي، أبو زكريا، علامة بالفقه والحديث، من أشهر مصنفاته شرحه على "صحيح مسلم" و"المجموع شرح المهذب"، توفي سنة (676 هـ). "تذكرة الحفاظ":(4/ 1470)، "طبقات الشافعية":(8/ 385).

(6)

في "أ": (فيحفظوها).

(7)

أي: من الوارد في الدجال قول أبي أُمامة.

(8)

صدي بن عجلان بن وهب، أبو أُمامة، الباهلي، صحابي جليل. روى علمًا كثيرًا. سكن الشام ومات بها سنة (86 هـ). "الإصابة":(2/ 182)، "السير":(3/ 359).

ص: 10

فتنة من فتنة الدجال، وإن الله تعالى لم يبعث نبيًّا بعد نوح عليه السلام

(1)

إلا حذره أُمته، وأنا آخر الأنبياء وأنتم آخر الأُمم وهو خارج فيكم لا محالة، فإن يخرج وأنا بين أظهركم فأنا حجيج لكل مسلم، وإن يخرج من بعدي فكل امرئ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم، وإنه يخرج من خلة بين العراق والشام، فيعيث يمينًا ويعيث شمالًا. ألا يا عباد الله فاثبتوا، فإنه يبدأ فيقول: أنا نبي وإنه لا نبي بعدي، ثم يثني فيقول: أنا ربكم ولن ترو ربكم حتى تموتوا، إنه أعور (يعني)

(2)

العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية"

(3)

.

* وفي رواية: "أعور العين

(4)

اليمنى".

* وفي أخرى: "ممسوح العين عليها ظفرة غليظة

(5)

، وإن ربكم ليس بأعور وأنه مكتوب بين عينه كافر (يعني مفرقة ك اف ر)

(6)

يقرأه كل مؤمن كاتب وغير كاتب".

* زاد في رواية: "جفال الشعر

(7)

، وإن من فتنته أن معه جنةً ونارًا، فناره جنة وجنته نار، فمن ابتلي بناره (فليستعن)

(8)

بالله وليقرأ (فواتح)

(9)

(1)

التصريح باسم نوح عليه السلام لم أجده في جميع الصادر التي بين يدي التي أخرجت الحديث، لكن روى مسلم:(4/ 2245) من حديث عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لقد أنذره نوح قومه".

(2)

في "الأصل": (يعيره)، والتصحيح من "أ" و"السنن".

(3)

غير موجودة فيما بين يدي من المصادر التي أخرجت الحديث عن أبي أُمامة، وهي عند البخاري:(13/ 90)، ومسلم:(4/ 2247) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.

(4)

تقدمت قريبًا.

(5)

مسلم: (4/ 2249) من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.

(6)

مسلم: (4/ 2248) من حديث أنس بن مالك (ك ف ر) بدون ألف وهي بدون ألف كذلك في نسخة "أ".

(7)

مسلم: (4/ 2248) من حديث حذيفة بن اليمان.

(8)

في جميع المصادر التي بين يدي: (فليستغث).

(9)

زيادة من "أ".

ص: 11

سورة الكهف فيكون عليه بردًا وسلامًا كما كانت النار على إبراهيم عليه السلام".

* وفي رواية أخرى: "لأنا بما مع الدجال أعلم منه، معه نهران يجريان، أحدهما رأي العين ماء أبيض، والآخر رأي العين نار تأجج، فإما أدركن أحدًا فليأت النهر الذي يراه نارًا وليغمض ثم ليطأطأ رأسه فيشرب فإنه ماء بارد"

(1)

.

* وفي (رواية)

(2)

: "فلا تهلكوا"

(3)

.

* "ومن لقيه منكم فليتفل في وجهه"

(4)

.

* وإن من فتنته أن يقول لأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وبعثت لك أُمَّك أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم، فيتمثل له شيطانان على صورة أبيه وعلى صورة أُمه، فيقولان له: يا بني اتبعه فإنه ربك، وإن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة

(5)

فينشرها بالمنشار (وحين)

(6)

يلقيها شقين.

* زاد في رواية: "ويمشي الدجال

(7)

بينهما ثم يقول: انظروا إلى عبدي هذا فإني أبعثه الآن ثم يزعم أن له ربًّا غيري، ثم يبعثه الله فيقول له الخبيث: من ربك؟ فيقول: ربي الله وأنت عدو الله الدجال، والله ما كنت قط أشد بصيرة فيك مني (الآن)

(8)

".

* زاد في رواية: "فيريد أن يقتله ثانيًا فلا يسلط عليه"

(9)

.

(1)

مسلم: (4/ 2248) من حديث حذيفة بن اليمان.

(2)

زيادة من "أ" و"ط".

(3)

مسلم: (4/ 2248) من حديث حذيفة بن اليمان.

(4)

الحاكم: (4/ 536)، والطبراني في "الكبير":(8/ 171، رقم 7644).

(5)

في "المصادر": (واحدة فيقتلها وينشرها بالمنشار).

(6)

في "أ": (حتى).

(7)

مسلم: (4/ 2256) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

(8)

في "المصادر": (اليوم).

(9)

البخاري: (13/ 101 - مع الفتح)، ومسلم:(4/ 2256) من حديث أبي سعيد الخدري.

ص: 12

* وفي رواية: "ثم يدعو (رجلًا)

(1)

ممتليًا شبابًا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه ويضحك

(2)

. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك الرجل أرفع أُمتي في الجنة، وكان بعض الصحابة يظن أنه عمر بن الخطاب

(3)

رضي الله عنه فلما مات علموا أنه غيره"

(4)

.

* "وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه، فلا تبقى لهم سائمة إلا هلكت، وأن يمر بالحي فيصدقونه، فيأمر السماء أن تمطر، ويأمر الأرض أن تنبت، حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت وأعظمه وأمده خواصر وأدره ضروعًا".

* وفي رواية: "أنه يأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت [ذرًا]

(5)

وأسبغه ضروعًا وأمده خواصر، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله، فينصرف عنه

(6)

، فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخربة فيقول لها أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل"

(7)

.

(1)

في "ط": (واحدًا).

(2)

مسلم: (4/ 2253) من حديث النواس بن سمعان.

(3)

عمر بن الخطاب بن عبد العزى بن رياح، القرشي، العدوي، يقال له: الفاروق أمير المؤمنين، مشهور، جمّ المناقب، استشهد في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، وولي الخلافة عشر سنين ونصفًا. "الإصابة":(رقم 5738).

(4)

انظر: "سنن ابن ماجه": (2/ 1360).

(5)

ساقطة من "ط".

(6)

في "المصادر": (عنهم).

(7)

"صحيح مسم": (4/ 2250، رقم 2937) عن النواس بن سمعان.

ص: 13

* "وإن من فتنته أن يركب حمارًا ما بين أذنيه أربعون ذراعًا

(1)

(2)

، وأنه يصيح ثلاث صيحات يسمعهن أهل المشرق وأهل المغرب"

(3)

.

* وأنه لا يبقى شيء

(4)

إلا وطئه، وظهر عليه إلا مكة والمدينة، فإنه لا يأتيهما من نقب من نقابها

(5)

إلا لقيته الملائكة صلتًا بالسيوف، حتى ينزل عند الظريب الأحمر عند منقطع السبخة.

* وفي رواية: "وهو محرم عليه أن يدخل نقاب

(6)

المدينة فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة

(7)

فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من

(1)

عند الإمام أحمد: (3/ 367) من حديث جابر بن عبد الله. ورواه كذلك الحاكم: (4/ 530)، وقال:(صحيح الإسناد ولم يخرجاه). وقال الذهبي: (على شرط مسلم).

(2)

أشكل على كثير من الناس حمل هذا الحديث على ظاهره، فمنهم من رده ومنهم من حمله على ما ظهر من مركوبات كالطائرات ونحوها، وقد أجاب عن ذلك الشيخ حمود التويجري رحمه الله عدة أجوبة منها:

أن يقال: إن الدجال يأتي بأمور هائلة من خوارق العادات، فيكون معه جنة ونار، ويقتل رجلًا ويحييه، ويأمر السماء أن تمطر ويأمر الأرض فتنبت، ويمر بِالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النخل، وتكون ثلاثة أيام من أيامه طوالًا جدًّا الأول منها كسنة، والثاني كشهر، والثالث كجمعة، أي: أسبوع، ومن كانت معه هذه الخوارق العظيمة فغير مستنكر أن يجعل الله له حمارًا عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعًا والله على كل شيء قدير.

قال: ويرد هذا التأويل الفاسد - أي: القول بأن حمار الدجال من الآلات الحديثة للركوب - قوله في حديث حذيفة: "ولا يسخر له من الدواب إلا الحمار فهو رجس على رجس"، قال الحاكم (4/ 530):(صحيح الإسناد ولم يخرجاه)، وقال الذهبي:(على شرط الشيخين). انظر: "إتحاف الجماعة" للتويجري: (3/ 12 - 17).

(3)

رواه الحاكم في "المستدرك": (4/ 538) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي وقال: منكر، ثم ذكر رجاله.

(4)

في "السنن": (شيء من الأرض إلا وطئه).

(5)

في "الأصل": (ثقب من ثقابها)، والتصويب من المصادر.

(6)

في "الأصل": (ثقات) والتصويب من "المصادر".

(7)

دلت الأحاديث الكثيرة على تحريم مكة والمدينة على الدجال، من ذلك حديث تميم الداري وفيه: يقول المسيح الدجال: "إني أنا المسيح الدجال، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها =

ص: 14

خير الناس فيقول له: أشهد إنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر ما تقدم في قتله

(1)

.

* فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات

(2)

فلا يبقى فيها منافق ولا منافقة إلا خرج إليه تنفي المدينة يومئذ الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد يدعى ذلك اليوم يوم الخلاص

(3)

.

* فقالت أُم شريك بنت أبي العكر

(4)

: يا رسول الله، فأين الناس

(5)

؟ قال: هم يومئذ قليل وجلهم يومئذ ببيت المقدس وإمامهم رجل صالح فيسير

= في أربعين ليلة غير مكة وطيبة، فهما محرمتان عليَّ كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدة - أو واحدًا - منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتًا يصدني عنها، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها". مسلم:(4/ 2261، رقم 2942).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال". رواه البخاري: (2/ 665، رقم 1781)، ومسلم:(2/ 1005، رقم 1379).

(1)

البخاري: (13/ 101)، ومسلم:(4/ 2256) من حديث أبي سعيد.

(2)

الرجفات الثلاث وردت في عدة أحاديث منها حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فيخرج إليه كل كافر ومنافق". رواه البخاري: (17/ 90، رقم 7124 - الفتح)، ومسلم:(رقم 2943).

(3)

جاء تسمية هذا اليوم بيوم الخلاص في أحاديث منها حديث محجن بن الأدرع - رضى الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال: "يوم الخلاص وما يوم الخلاص - ثلاثًا - فقيل له: وما يوم الخلاص قال: يجيء الدجال فيصعد أُحدًا فينظر إلى المدينة فيقول لأصحابه: أترون هذا القصر الأبيض؟ هذا مسجد أحمد، ثم يأتي المدينة فيجد بكل نقب منها ملكًا مصلتًا فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقه ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات فلا يبقى منافق ولا منافقة ولا فاسق ولا فاسقة إلا خرج إليه فذلك يوم الخلاص".

رواه الإمام أحمد في "مسنده": (4/ 338)، والحاكم في "المستدرك":(4/ 543) وقال: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وأقره الذهبي، وذكره الهيثمي في "المجمع":(3/ 308)، وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.

(4)

أُم شريك بنت أبي العكر بن سمي، الأنصارية، قيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها ولم يدخل بها. "الإصابة": (4/ 465).

(5)

في "صحيح مسلم": (4/ 2266) عن جابر بن عبد الله عن أُم شريك أنها قالت: "يا رسول الله، فأين العرب يومئذ؟ قال: هم قليل"، وكذلك جاء في "سنن ابن ماجه":(2/ 1361)، وفي "فوائد تمام":"فأين المسلمون".

ص: 15

الدجال حتى ينزل فيها فيحاصرهم

(1)

فبينما هو محاصرهم

(2)

إذ نزل عيسى عليه السلام [حين يدخل ذلك الإمام في صلاة الغداة فإذا رأى الإمام عيسى عليه السلام]

(3)

عرفه فيرجع القهقرى ليتقدم عيسى عليه السلام فيضع عيسى عليه السلام يده بين كتفيه ثم يقول له: تقدم فصل فإنها لك أقيمت فيصلي عيسى عليه السلام وراءه

(4)

فإذا سلم ذلك الإمام قال عيسى عليه السلام: افتحوا وأقيموا الباب فيفتح ووراؤه الدجال معه سبعون ألف يهودي

(5)

كلهم ذو سيف مُحَلَّى وساج

(6)

فإذا نظر إليه ذاب كما يذوب الملح في الماء وانماع

(7)

ثم ولى هاربًا فيقول عيسى عليه السلام: إن لي فيك لضربة لن تفتني

(8)

بها فيدركه عيسى

(1)

في "مسند أحمد: (3/ 367) من حديث جابر بن عبد الله قال: "فيفر المسلمون إلى جبل الدخان بالشام فيأتيهم فيحاصرهم فيشتد حصارهم ويجهدهم جهدًا شديدًا". ورواه الحاكم في "المستدرك": (4/ 530) مختصرًا بدون ذكر محل الشاهد، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال الذهبي: على شرط مسلم.

(2)

في "ط": (يحاصرهم).

(3)

ما بين المعكوفتين ساقط من "ط".

(4)

في صلاة عيسى عليه السلام خلف إمام من هذه الأُمة فضيلة عظيمة لهذه الأُمة ولتلك العصابة المجتمعة في الشام أو في بيت المقدس لقتال الدجال.

وقد دل على ذلك أحاديث منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم" رواه البخاري: (6/ 491 - الفتح)، ورواه مسلم:(2/ 193 - النووي).

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تزال طائفة من أُمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة قال: فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم: صل لنا، فيقول: لا إن بعضكم على بعض أُمَراء تكرمة الله هذه الأُمة". رواه مسلم: (2/ 193 - النووي).

(5)

في ذلك دليل على أن أكثر أتباع المسيح الدجال من اليهود، وفي الباب عدة أحاديث منها حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفًا عليهم الطيالسة" رواه مسلم: (رقم 2944).

(6)

في "الأصل" و"ط": (وصلاح)، وما أثبته من "أ" وجميع المصادر.

(7)

في "أ": (وانساخ)، ولعلها هي الصواب لذكر المصنف لها في غريب الحديث لاحقًا.

(8)

في "ط": (تسبقني)، وكذلك هي عند ابن ماجه:(2/ 1361).

ص: 16

عَلَيْهِ السَّلَام عند بادب لُدٍّ

(1)

الشرقي فيقتله ويهزم الله عز وجل يهوده ويقتلون أشد القتل فلا يبقى شيء مما خلق الله دابة ولا شجر ولا حجر يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء فيقول: يا عبد الله المسلم هذا يهودي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه لا ينطق، ويقال: إنه من شجرهم

(2)

.

* وفي رواية: "فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعًا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر فإذا رفعه تحدر منه مثل الجمان كاللؤلؤ فلا يحل لكافر يجد

(3)

ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله"

(4)

.

* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فيكون عيسى عليه السلام في أُمتي حكمًا عدلًا

(5)

وإمامًا مقسطًا يدق الصليب ويذبح الخنزير ويضع الجزية ويترك الصدقة فلا يسعى على شاة ولا بعير وترفع الشحناء والتباغض وتنزع حمة كل ذات حمة حتى يدخل الوليد يده في الحنش فلا يضره وتُفِرُّ

(6)

الوليدة الأسد فلا يضرها ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها يملأ الأرض من السلم كما

(1)

لُدّ: بالضم، والتشديد، قرية قرب بيت المقدس من نواحي فلسطين ببابها يدرك عيسى ابن مريم الدجال فيقتله. "معجم البلدان":(5/ 15).

(2)

في الباب أحاديث كثيرة منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود" رواه مسلم: (4/ 2239، رقم 2922).

(3)

في "الأصل": (فعجله)، والتصحيح من "المصادر" و"أ" و"ط".

(4)

مسلم: (4/ 2253) من حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه.

(5)

في "ط": (عادلًا).

(6)

تُفِرُّ: أي تحمله على الفرار.

ص: 17

يملأ الإناء من الماء وتكون الكلمة واحدة فلا يعبد غير الله وتضع الحرب أوزارها وتسلب قريش ملكها وتكون الأرض كفاثور الفضة تنبت نبتها كعهد آدم عليه السلام حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم [ويجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم]

(1)

ويكون الفرس بالدريهمات ويكون الثور بكذا وكذا من المال فقيل: يا رسول الله، ما يرخص الفرس؟ قال: لا يركب لحرب أبدًا، قيل: فما يغلي الثور؟ قال: تحرث الأرض كلها وإن أيامه أربعون

(2)

سنة فسنة كنصف سنة وسنة كثلث سنة والسنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم وآخر أيامه كالشررة فيصبح أحدكم على باب المدينة فلا يبلغ بابها الآخر حتى يمسي

(3)

، قيل: يا رسول الله، فكيف نصلي في هذه الآيام القصار؟ قال: تقدرون فيها الصلاة كما تقدرون في هذه الأيام الطوال ثم تصلون، وفي رواية: "قلنا: يا رسول الله، وما لبثه في الأرض؟ قال: أربعون يومًا يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم، قلنا: يا رسول الله، فذلك اليوم الذي كسنة أيكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا،

(1)

ما بين المعكوفتين ساقط من "ط".

(2)

في جميع النسخ: (أربعين)، والصواب ما أثبته، وكذلك هو في جميع المصادر.

(3)

وردت في مدة مكث المسيح الدجال ثلاثة أنواع من الأحاديث:

النوع الأول: أحاديث أفادت أن مكثه في الأرض أربعون سنة.

النوع الثاني: أحاديث أفادت أن مكثه في الأرض أربعون يومًا، وفي بعضًا أربعون ليلة، وفي بعضها أربعون صباحًا. ومنها حديث النواس بن سمعان عند مسلم وقد تقدم.

النوع الثالث: حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يخرج الدجال في أُمتي فيمكث أربعين لا أدري أربعين يومًا، أو أربعين شهرًا، أو أربعين عامًا "الحديث رواه مسلم: (رقم 2940). قال الشيخ التويجري رحمه الله: (والعمدة في هذا على ما في حديث النواس بن سمعان وما وافقه من الأحاديث الصحيحة أنها أربعون يومًا يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كسائر الأيام قبله وبعده). "إتحاف الجماعة": (3/ 75).

ومحصل مجموع هذه المدة سنة وشهران وأسبوعان، والله أعلم.

ص: 18

اقدروا له قدره، قلنا: يا رسول الله، وما إسراعه في الأرض؟ قال: كالغيث استدبرته الريح

(1)

.

* وإن قبل خروجه سنوات شدائد

(2)

يصيب الناس فيها جوع شديد يأمر الله السماء أن تحبس ثلث مطرها ويأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها ثم يأمر الله السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها ويأمر الأرض [فتحبس ثلثي نباتها ثم يأمر الله في السنة الثالثة فلا تمطر قطرة ويأمر الأرض]

(3)

فلا تنبت خضراء فلا تبقى ذات ظلف إلا هلكت إلا ما شاء الله. قيل: يا رسول الله، فما يعيش الناس إذا كان ذلك؟ قال: التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير يجري ذلك مجرى الطعام".

* وكان أبو أمامة رضي الله عنه إذا حدث بهذا الحديث يقول: (وما نسيته أكثر)

(4)

.

(1)

مسلم: (4/ 2252) من حديث النواس بن سمعان.

(2)

في "سنن ابن ماجه"(2/ 1363): "وإن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد يأمر الله السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها".

(3)

ما بين المعكوفتين ساقط من "ط".

(4)

حديث أبي أُمامة السابق الذي جعله المصنف أصلًا في الباب، رواه ابن ماجه:(2/ 1359، رقم 4077)، وأبو داود:(4/ 497، رقم 4322)، والطبراني في "الكبير":(8/ 172، رقم 7645)، والطوال:(رقم 48)، والحاكم في "المستدرك":(4/ 536) وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي. ورواه البيهقي في "البعث والنشور": (رقم 160)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق":(1/ 293 - 294)، وغيرهم. انظر:"إتحاف المهرة": (6/ 240).

والحديث مداره عل عمرو بن عبد الله الحضرمي، وقد قال العجلي فيه:(شامي تابعي ثقة). "الثقات": (2/ 179). وقال الفسوي في "المعرفة والتاريخ": (2/ 437): (شامي ثقة). وذكره ابن حبان في "الثقات": (5/ 179). وقال ابن حجر في "التقريب"(2/ 74): (مقبول).

والحديث صححه الألباني في "صحيح الجامع": (رقم 7875).

وانظر: "حياة الألباني وثناء العلماء عليه": (2/ 614 - 617).

ص: 19

* قلت: وقد أدخلت في تضاعيفه أشياء صحيحة من حديث غيره أشرت إليها بقولي: وفي رواية

(1)

.

* ولا بأس بالإشارة لشيء من غريبه وفوائده:

* فذُرا

(2)

بالمعجمة وخَلة

(3)

بالفتح والمعجمة، أي: أخذ في طريق بين الشام والعراق، وزعم بعضهم أنه يروى بالحاء المهملة وضم اللام قال: وكأنه يريد حلوله وليس بجيد.

* ويعيث بالمثلثة، أي: يفسد فأصل العيث الفساد.

* واثبتوا هو أمر من الثبات وتحريض على عدم التزلزل ومفارقة هذا الدين القيم والإعراض عن هذه التمويهات والتوهمات وفي التنزيل {وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ}

(4)

، وفي الرواية الأخرى:"ولا تهلكوا" يعني: إن لم تثبتوا

(5)

.

(1)

وفي بعضها لم يشر إليها كما مر، ولعل ذلك سهو من الناسخ، والله أعلم.

التعليق: بدأ المصنف رحمه الله كتابه هذا بما ورد عن المسيح الدجال وكأنه يرى أنه أول الآيات ظهورًا، وقد ذكر في ذلك حديث أبي أمامة رضي الله عنه المشتمل على أكثر أخبار الدجال، وقد أكمل المصنف ما نقص في حديث أبي أُمامة بذكر بعض الأحاديث، وعامة ما ذكره صحيح كما قال إلا موضعًا أو موضعين أشرت إليهما عند تخريج هذه الرواية، والحديث بمجموعه دليل على ثبوت خروج الدجال آخر الزمان، وأن خروجه علامة من علامات الساعة الكبرى، فالواجب على المسلم أن يؤمن بذلك ويصدق ويسأل الله أن يعيذه من شر فتنته.

(2)

الذُّرى: جمع ذِروة وهي أعلى سنام البعير وذِروة كل شيء أعلاه، والمعنى أنها سمان. "النهاية":(2/ 159).

(3)

قال القرطبي في "المفهم"(7/ 278): (رويته وقيدته بفتح الحاء المهملة، وتشديد اللام، وهي رواية السجزي، وقيل: معنى ذلك قبالة وسمت

وروي عن ابن الحذاء: حَلُّه بضم اللام وهاء الضمير، أي: نزوله وحلوله، وكذا في كتاب التميمي، وهكذا ذكره الحميدي، ورواه الهروي في "غريبه": خَلَّه بالخاء المعجمة مفتوحة، وتشديد اللام، وفسره بأنه ما بين البلدتين).

وانظر: "شرح مسلم" للنووي: (18/ 65)، و"النهاية في غريب الحديث":(2/ 73).

(4)

سورة البقرة، الآية:60.

(5)

تقدم.

ص: 20

*والطافئة بالهمزة وغيرها (1) فالمهموزة التي ذهب نورها، وغير المهموزة التي نتأت وطفئت

(2)

ثم إنه لا تنافي بين اختلاف الروايتين

(3)

في محل العور؛ إذ العور في اللغة العيب

(4)

، وعيناه طافية بلا همزة ظاهرة ناتئة.

* والجُفَال الكثير، أي: الكثير الشعر

(5)

.

* والجَزلتان: القطعتان [بالفتح وحكي الكسر

(6)

، ومعنى رمية الغرض: أن يجعل بين الجزلتين]

(7)

مقدار رمية الغرض

(8)

، ولذا جاء أنه يمشي بينهما

(9)

.

* والسارحة: الماشية التي تسرح، أي: تذهب أول النهار إلى المرعى، ومعنى تروح، أي: ترجع.

* والذُّرى: بضم المعجمة الأعالي والأسنمة وهو جمع ذروة

(10)

بضم الذال وكسرها.

أي: طافئة وطافية.

(2)

في "ط": (طغيت).

(3)

الرواية الأولى: "أعور العين اليمنى" وقد تقدمت.

والرواية الثانية: "أعور العين اليسرى". مسلم: (4/ 2249) من حديث حذيفة رضي الله عنه.

(4)

في "الأصل": (العين)، والتصحيح من "أ". وانظر:"المفهم": (7/ 275)، وفي "المطبوع":(إذ الغور في اللغة العين).

(5)

انظر: "النهاية": (1/ 280).

(6)

الِجزلة: بالكسر القطعة، وبالفتح المصدر. "النهاية":(1/ 269)، وقال في "القاموس" (1262): ) (وجَزَلَهُ بالسيف يَجْزِلُهُ قطعه جزْلَتَيْن).

(7)

ما بين المعكوفتين ساقط من "ط".

(8)

قال القرطبي: (رمية الغرض، منصوب نصب الصدر، أي: كرمية الغرض في السرعة والإصابة، وقيل: جعل بين القطعتين مثل رمية الغرض، وفيه بعد، والأول أشبه). "المفهم": (7/ 282).

(9)

تقدم.

(10)

في "الأصل": (ذورة)، والتصحيح من "المصادر".

ص: 21

* وأسبغه: بالمهملة ثم المعجمة، أي: أطوله لكثرة اللبن، وكذا وأمده

(1)

خواصر

(2)

: جمع خصر، وذلك لكثرة اقتلابها من الشبع.

* ويعاسيب النحل: هي ذكورها، والمراد جماعتها لا ذكورها خاصة ولكنه كنى عن الجماعة باليعسوب وهو أميرها؛ لأنه متى طار تبعته جماعته

(3)

.

* والظُّرَيب: بالعجمة تصغير ظرب، ككتف واحد الظراب الجبال الصغار.

* والسبخة: الأرض التي تعلوها اللوحة ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر.

* والساج: الطيلسان

(4)

، وقيل: بخصوص المقور ينسج كذلك، وفي "الصحيح"

(5)

: "يتبع الدجال من يهود أصبهان

(6)

سبعون ألف عليهم الطيالسة".

* وانساخ

(7)

: قريب من معنى ذاب.

* وباب لُدٍّ: هي بلد قريب من بيت القدس.

* والغرقد: ضرب من شجر العضاه شجر أُم غيلان، وكل شجر عظيم له شوك.

(1)

في "الأصل": (وملؤه)، والتصحيح من "المصادر".

(2)

أمدها خواصر: أي: أوسعها وأتمها. "النهاية": (4/ 309).

(3)

انظر: "النووي على مسلم": (18/ 66 - 67).

(4)

السيجان: جمع ساج وهو الطيلسان الأخضر، وقيل: هو الطيلسان المقور ينسج كذلك. "النهاية": (2/ 432).

(5)

تقدم.

(6)

أصبهان: مدينة عظيمة مشهورة، ومن أعلام المدن وأعيانها في بلاد فارس، وربما تطلق على إقليم بأسره. ولما خرّب بخت نصر بيت المقدس ساق معه اليهود إليها فأصبحت مدينة يهودية بمرور الزمان، ثم فتحت سنة (19 هـ) في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعرفت بكثرة الفتن بها والتعصب بين الشافعية والحنفية حتى خربت مرات. "معجم البلدان":(1/ 206 - 210)، وهي تقع في جمهورية إيران حاليًا.

(7)

في "الأصل": (انماع)، وما أثبته من "المصادر" ومن "أ".

ص: 22

* والمنارة: بفتح الميم موجودة اليوم كما قال النووي

(1)

شرقي دمشق بكسر المهملة وفتح الميم على المشهور، وقيل: بكسر الميم.

* وهذا الحديث من جملة فضائل دمشق ونزوله عليه السلام عندها في عدة أحاديث.

* منها عن أوس بن أوس الثقفي

(2)

بلفظ: "عليه مُمَصرتَان

(3)

كأنما يقطر رأسه ماء"

(4)

.

(1)

"شرح النووي": (18/ 67).

ولا أظنها تعرف اليوم، فدمشق فيها اليوم مئات المنابر البيض.

قال ابن كثير: (هذا هو الأشهر في موضع نزوله أنه على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق، وقد رأيت في بعض الكتب أنه ينزل على المنارة البيضاء شرقي جامع دمشق، فلعل هذا هو المحفوظ، وتكون الرواية فينزل على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق، فتصرف الراوي في التعبير بحسب ما فهم.

وليس بدمشق منارة تعرف بالشرقية سوى التي إلى شرق الجامع الأموي، وهذا هو الأنسب والأليق؛ لأنه ينزل وقد أقيمت الصلاة فيقول له إمام المسلمين: يا روح الله تقدم، فيقول: تقدم أنت فإنها أقيمت لك. وفي رواية بعضكم على بعض أمراء، يكرم الله هذه الأُمة.

وقد جدد بناء المنارة في زماننا في سنة إحدى وأربعين وسبعمائة من حجارة بيض، وكان بناؤها من أموال النصارى الذين حرقوا المنارة التي كانت مكانها، ولعل هذا يكون من دلائل النبوة الظاهرة حيث قيض الله بناء هذه المنارة البيضاء من أموال النصارى حتى ينزل عيسى بن مريم عليها فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ولا يقبل منهم جزية، ولكن من أسلم قبل منه إسلامه وإلا قتل.

وكذلك حكم سائر كفار الأرض يومئذ، وهذا من باب الإخبار عن المسيح بذلك والتشريع له بذلك فإنه إنما يحكم بمقتضى هذه الشريعة المطهرة.

وقد ورد في بعض الأحاديث كما تقدم أنه ينزل ببيت المقدس، وفي رواية بالأردن، وفي رواية بمعسكر المسلمين. وهذا في بعض روايات مسلم كما تقدم والله أعلم). "النهاية في الفتن والملاحم":(1/ 192 - 193).

(2)

أوس بن أوس، واسم أبي أوس حذيفة الثقفي، صحابي. "الإصابة":(1/ 315).

(3)

"النهاية في غريب الحديث"(4/ 336).

(4)

رواه الربعي في "فضائل الشام": (ص 59) بتخريج الألباني وصححه، ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق":(1/ 227)، والإمام أحمد:(2/ 406)، وأبو داود:(4/ 118)، وابن حبان:(8/ 287)، والحاكم في "المستدرك":(2/ 595)، وقال:(هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي.

وصححه الألباني في "الصحيحة": (رقم 2182) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

ص: 23

* وفي لفظ: "ينزل بين ممصرتين".

* والمُمَصرة من الثياب: التي فيها صفرة خفيفة.

* ولا ينافيه ما عند الطبراني

(1)

عن حذيفة

(2)

رفعه أنه ينزل بإيلياء

(3)

فذاك أول

(4)

.

* ويروى عن ابن عائش

(5)

الحضرمي

(6)

أنه يخرج عند المنارة البيضاء عن الباب الشرقي ثم يأتي مسجد دمشق حتى يقعد على المنبر فيدخل المسلمون المسجد وكذا النصارى واليهود كلهم يرجونه حتى لو ألقيت شيئًا لم يصب إلا رأس إنسان من كثرتهم ويأتي مؤذن المسلمين وصاحب بوق اليهود وناقوس النصارى فيقترعون فلا يخرج إلا سهم المسلمين

(7)

وحينئذ يؤذن مؤذنهم وتخرج اليهود والنصارى من المسجد ثم يخرج عيسى عليه السلام بمن

(1)

سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير، أبو القاسم اللخمي الشامي، الحافظ، صاحب المعاجم الثلاثة، توفي سنة (360 هـ). "السير":(16/ 119)، "تهذيب ابن عساكر":(6/ 240).

(2)

حذيفة بن اليمان العبسي، حليف الأنصار، صحابي جليل، من السابقين، ابن صحابي، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، مات في أول خلافة علي رضي الله عنه سنة (36 هـ). "الإصابة":(2/ 223)، "السير":(2/ 312).

(3)

إيلياء: بكسر أوله واللام، وياء وألف ممدودة، اسم مدينة بيت المقدس، قيل: معناه بيت الله، وقيل: سميت باسم بانيها إيلياء بن إرم بن سام بن نوح. "معجم البلدان": (1/ 293).

(4)

يعني: أنه ينزل أولًا في دمشق ثم يتوجه إلى بيت المقدس، وقد سبق قول ابن كثير رحمه الله في ذلك.

(5)

في "ط": (عايد الحضرمي).

(6)

في "الأصل": (عابس الحضرمي)، وكذلك في "أ". ولم أجد في التراجم مَن اسمه عابس الحضرمي، وفي "تاريخ دمشق" و"مختصره" لابن منظور:(ابن عياش الحضرمي)، وفي "فضائل الشام" للربعي بتحقيق الألباني:(ابن عائش الحضرمي).

وقد وجدت له ترجمة في "الإصابة"، بهذا الإسم، ولذلك أثبته، وهو عبد الرحمن بن عائش الحضرمي، قال ابن حبان:(له صحبة)، وقال البخاري:(له حديث واحد إلا أنهم مضطربون فيه). انظر: "الإصابة": (2/ 405).

(7)

في العبارة اختصار. انظر: "تاريخ ابن عساكر": (1/ 228).

ص: 24

معه من أهل دمشق يتبع الدجال إلى أن يأتي بيت المقدس فيجده مغلقًا قد حصره الدجال قال: فيأمر عيسى عليه السلام بفتح الأبواب ويتبعه حتى يدركه بباب لُدٍّ ويذوب كما يذوب الشمع ويقول عيسى: إن لي فيك ضربة فيضربه فيقتله الله على يديه ثم يمكث في المسلمين ثلاثين سنة أو أربعين

(1)

ويهلك الله على يديه يأجوج ومأجوج فلا يبقى منهم عين تطرف وترد الأرض إلى بركاتها حتى أن العصابة يجتمعون على العنقود وعلى الرمانة وينزع (من كل ذات حُمَةٍ حُمَتها يعني سمها)

(2)

حتى أن الحية تكون مع الصبي، والأسد مع البقرة فلا يضران شيئًا ثم يبعث الله ريحًا طيبة تقبض روح كل مؤمن ويبقى شرار الناس تقوم عليهم الساعة

(3)

.

* والمهرودتان: بالدال المهملة في الأكثر والمعنى ثوبان مصبوغان بالورس ثم بالزعفران، وقيل: هما شقتان والشقة نصف

(4)

الملاءة.

* والجُمان: بضم الجيم وتخفيف الميم حبات من فضة تصنع على هيئة اللؤلؤ الكبار

(5)

، والمراد: يتحدر منه الماء على هيئة اللؤلؤ في صفاته فسمى الماء جمانًا لشبهه به في الصفاء والحسن.

* ولا يحل: بكسر الحاء، أي: لا يمكن ولا يقع.

* ونفسه: بفتح الفاء، أي: لا يجد ريح نفسه إلا مات.

(1)

في "تاريخ ابن عساكر": (والله أعلم أي العددين، فيخرج على أثره يأجوج ومأجوج).

(2)

ما بين القوسين زيادة من ابن عساكر.

(3)

رواه ابن عساكر: (1/ 228 - 229).

وهو في "مختصر ابن منظور": (1/ 94).

(4)

المَهرُودَتان: أي في شقتين أو حُلّتين، وقيل: الثوب المهرود الذي يصبغ بالورس ثم الزعفران فيجيء لونه مثل لون زهرة الحوذانة. "النهاية": (5/ 258)، وانظر:"شرح النووي على مسلم": (18/ 66).

(5)

في "ط": (الصبار).

ص: 25

* ويدق الصليب ويقتل الخنزير، أي: يبطل دين النصرانية، ويكون الدين واحدًا، فلا يعبد غير اللَّه، زاد في رواية أخرى: مع الخنزير القرد

(1)

.

* ووضع الجزية، أي: لعدم بقاء أحد يؤديها فإنه عليه السلام لا يقبل إلا الإسلام

(2)

.

* وترك الصدقة لكثرة إفاضة المال بحيث يدعى [إليه]

(3)

فلا يوجد من يقبله؛ وذلك لنزول البركات وتوالي الخيرات بسبب العدل وعدم الظلم؛ وحينئذ تخرج الأرض كنوزها وتقيء أفلاذ كبدها

(4)

، وتقل الرغبات في اقتناء المال لعلمهم بقرب الساعة

(5)

، ولا يتقرب إلى اللَّه حينئذ إلا بالعبادة من صلاة وصوم وغيرهما من شرائع الدين لا بالتصدق بالمال للإستغناء، بحيث كما صح تكون السجدة

(6)

الواحدة خيرًا من الدنيا وما فيها

(7)

.

(1)

دق الصليب أو كسر الصليب وقتل الخنزير ثابت في عدة أحاديث منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند البخاري: (6/ 491)، ومسلم:(1/ 135، رقم 155). قال ابن حجر: (قوله فيكسر الصليب ويقتل الخنزير، أي: يبطل دين النصرانية بأن يكسر الصليب حقيقة ويبطل ما تزعمه النصارى من تعظيمه، ويستفاد منه تحريم اقتناء الخنزير وتحريم أكله وأنه نجس لأن الشيء المنتفع به لا يشرع إتلافه

).

ووقع للطبراني في "الأوسط" من طريق أبي صالح عن أبي هريرة: "فيكسر الصليب ويقتل الخنزير والقرد" زاد فيه: "القرد" وإسناده لا بأس به. "فتح الباري": (6/ 491). ولفظ يقتل ويذبح يدل على أنه قتل وذبح حقيقي لهذا الحيوان الذي هو شعار النصارى الآن ولا سيما في البلاد العربية كالشام.

(2)

انظر: "فتح الباري": (13/ 567).

(3)

ساقط من "ط".

(4)

وتَقِيءُ أَفْلَاذَ كَبدهَا: أيَ تخرج كنوزها المدفونة فيها.

والأفلاذ: جمع فِلَذِ، والفِلَذُ: جمع فِلْذَة وهي القطعة المقطوعة طولًا، وخَصَّ الكبد؛ لأنها من أطايب الجزور، واستعار القيء للإخراج. "النهاية". (3/ 470).

وقد تحرفت العبارة في "ط" إلى: (وتفيء أفلاد كبدها).

(5)

انظر: "فتح الباري": (13/ 568)، و"شرح مسلم" للنووي:(2/ 190 - 191).

(6)

تحرفت في جميع النسخ والمطبوع إلى: (الشجرة).

(7)

روى البخاري: (6/ 491 - الفتح)، ومسلم:(1/ 135 - 136) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه =

ص: 26

* ورَفْعُ الشحناءِ والتباغضِ؛ لفقد أسبابهما غالبًا.

* والحُمَةُ: بالتخفيف السم، أي: ينزع سم كل دابة.

* ووضعت الحرب أوزارها، أي: انقضى أمرها وخفت أثقالها حيث لم يبق قتال.

* والمعنى في سلب قريش ملكها، أي: لا يصير لها مع نبي الله عيسى اختصاص بشيء دون مراجعته فلا يكون حينئذ معارضًا لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي في الناس اثنان"

(1)

.

* وفاثور: هو بالفاء، الخوان

(2)

يتخذ من الرخام ونحوه، قال الأغلب العجلي

(3)

: إذا انجلى فاثور عين الشمس.

* يقال: هم على فاثور واحد، أي: على مائدة واحدة ومنزلة واحدة، والفاثور

(4)

أيضًا موقع

(5)

، قال الجوهري

(6)

: ) (وأضافه للفضة لصفائها وقبولها لما يلقى فيها).

= مرفوعًا: "والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم - الحديث - وفيه حتى تكون السجدة الواحدة خيرًا من الدنيا وما فيها".

(1)

رواه البخاري في الأحكام: (6/ 2612، رقم 6721).

(2)

الفَاثُورُ: الخوان وهو ما يوضع عليه الطعام عند الأكل (السفرة)، وقيل: هو طست أو جامٌ - زجاج - من فضة أو ذهب. "النهاية": (2/ 89، 373)، (2/ 412).

(3)

الأغلب بن عمرو بن عبيدة العجلي، شاعر مخضرم معمِر، أدرك الجاهلية والإسلام، واستشهد في نهاوند سنة (21 هـ). "خزانة الأدب" للبغدادي:(1/ 333)، "الأعلام":(1/ 335).

(4)

"الفاثور": بعد الألف ثاء مثلثة وواو ساكنة وآخره راء، اسم موضع أو واد بنجد. "معجم البلدان":(4/ 224).

(5)

في"أ": (موضع).

(6)

إسماعيل بن حمَّاد التركي، الأثراري، أبو نصر الجوهري، إمام اللغة، مصنف كتاب "الصحاح". مات سنة (393 هـ). "إنباه الرواة":(1/ 194)، "السير":(17/ 80).

ص: 27

* ومن فوائده الرد على الحرالي المغربي

(1)

الزاعم أنه استخرج من علم الحرف) (وقت)

(2)

خروج الدجال ووقت طلوع الشمس من مغربها مع أن هذه تحديدات وعلوم استأثر الله بها عن سائر أنبيائه ورسله فضلًا عن من دونهم

(3)

.

(1)

لم أجد له ترجمة وقد جاء اسمه في "ط": (الغزالي المغربي).

(2)

في "الأصل": (وفق)، وكذلك في "أ" و"ط"، والصواب:(وقت) لتناسبها مع ما بعدها.

(3)

نبه السخاوي رحمه الله هنا إلى قضية مهمة وهي ادعاء علم الغيب بحيل وأمور يلبسون فيها على الناس كهذه الطريقة التي يزعمون أنهم يعلمون ما في غد بواسطة حساب الجمل وهذا كذب واضح بل إن ادعاء علم الغيب كفر بالله عز وجل.

والأمر الآخر المهم الذي نبه عليه السخاوي رحمه الله هو أن الله عز وجل قد استأثر بعلم الغيب ولا سيما مفاتحه الخمسة كما قال تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [الأنعام: 59].

وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34].

وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله: لا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله" رواه البخاري: (13/ 361 - الفتح).

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "ومن حدثك أنه - الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب فقد كذب وهو يقول: لا يعلم الغيب إلا الله" رواه البخاري: (13/ 361 - الفتح).

راجع مسلم: (177).

فهذه الأدلة تؤيد ما ذهب إليه السخاوي رحمه الله من إخفاء الله عز وجل علم هذه الأمور حتى عن أنبيائه ورسله، وفيها الرد على من ادعى أن نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب كما هو حال أهل البدع في هذا الزمان، والرد على الصوفية الذين يزعمون أن أولياءهم يعلمون الغيب، وكذلك الرد على الرافضة الذين يزعمون أن الأئمة يعلمون الغيب.

وتضمنت كذلك الرد على الكهان والمنجمين الذين يدعون علم الغيب وكلهم كذبة أكالون لأموال الناس بالباطل.

ص: 28

* ومنها أن الرجل الذي يأمر الدجال بقتله وينشر بالمنشار - بالياء فيهما

(1)

، وقيل: بالنون - أو يقطع بالسيف جزلتين على اختلاف الروايتين.

* قال أبو إسحاق ابن سفيان

(2)

راوي "صحيح مسلم"

(3)

عنه: "يقال: إنه الخضر"، وكذا قال معمر

(4)

في "جامعه" وهذا مشي منهما على أنه حي، وذهب إليه جماعة كثيرون، ومنهم ابن الصلاح

(5)

والنووي

(6)

.

(1)

أي: يؤشر بالمئشار: المئشار بالهمز: المنشار بالنون، وقد يترك الهمز يقال: أشرت الخشبة أشرًا ووشرتها وشرًا إذا شققتها مثل نشرتها نشرًا ويجمع على مآشير ومواشير. "النهاية": (1/ 51)، وانظر:"شرح النووي عل مسلم": (18/ 73 - 74).

(2)

إبراهيم بن محمد بن سفيان، أبو إسحاق، النيسابوري، الإمام القدوة، الفقيه، العلامة، المحدث، الثقة، من تلامذ الإمام مسلم، وكان من أئمة الحديث. توفي سنة (308 هـ).

"السير": (14/ 311)، "شذرات الذهب":(2/ 252).

(3)

مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري، أبو الحسين، النيسابوري، حافظ، من أئمة المحدثين، صاحب "الصحيح" المشهور، توفي بنيسابور سنة (261 هـ).

"تذكرة الحفاظ": (2/ 150)، "تهذيب التهذيب":(10/ 126).

(4)

معمر بن راشد، الأزدي مولاهم، أبو عروة، البصري، نزيل اليمن، ثقة، فاضل، من كبار السابعة. مات سنة (154 هـ) وهو ابن ثمان وخمسين سنة.

"السير": (7/ 5)، "التقريب":(961).

(5)

عثمان بن صلاح الدين عبد الرحمن بن عثمان بن موسى الكردي، الشهرزوري، أبو عمرو الموصلي، الشافعي، وُلد سنة (577 هـ)، الإمام الحافظ، العلامة، شيخ الإسلام، صاحب التصانيف البديعة، ومنها "علوم الحديث"، توفي سنة (643 هـ).

"طبقات الشافعية": (8/ 326)، "السير":(23/ 140).

(6)

التعليق: (الخضر عليه الصلاة والسلام من الشخصيات التي تباينت أقوال الناس فيها بحسب أصولهم الإعتقادية. وأعظم الناس خوضًا فيه الصوفية على اختلاف فرقهم، فإنك لا تقرأ كتابًا لهم إلا وجدت المؤلف ينقل أثرًا أو وردًا أو سلوكًا عن الخضر ويتحدث عن أقوام لقوا الخضر واجتمعوا فيه.

وقد يظن الإنسان لأول وهلة أن هذا الخلاف لا ثمرة فيه ولا مضرة منه فالعلماء اختلفوا فمنهم من قال بحياته ومنهم من قال بموته وليس ثم مشكلة من ذلك، لكنه لو تدبر ماذا يمكن أن يحصل بعد تقرير حياته لوجد عجبًا ولعلم أن الدعوة لحياة الخضر في الحقيقة نسخ لجل تعاليم الإسلام - ولست مبالغًا في ذلك - ومن تدبر كتب الصوفية عرف هذا حقًّا وأنا لا أتهم من ذهب إلى حياة الخضر من العلماء بهذا ولكني أقول: =

ص: 29

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= إن طوائف البدع استغلت هذا الأمر فأدخلت البدع الشنيعة في الإسلام تحت قولهم رأيت الخضر، وسمعت من الخضر.

وللناس في حققة الخضر ثلاثة أقوال:

1 -

أنه ملك من الملائكة، ذكر هذا القول النووي رحمه الله في "شرحه على مسلم":(15/ 136)، ولم ينسبه لأحد بل قال أنه غريب وباطل.

2 -

أنه ولي - أي: رجل صالح - وإليه ذهب عامة الصوفية ومنهم القشيري.

3 -

أنه نبي وإليه ذهب كثير من العلماء كالقرطبي وابن حجر ونسب الألوسي في "رُوح المعاني": (15/ 19) القول بنبوة الخضر إلى الجمهور.

وهذا هو القول الراجح إن شاء الله وإليك بعض الأدلة على ذلك:

1 -

قال تعالى: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا} [الكهف: 65]. وهذا العلم اللدني المعطى للخضر عليه السلام وإن لم يبين هنا فهو ولا شك واضح وأن الله أوحى إليه وجعله نبيًّا. وقد قال الله عز وجل: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} [الشورى: 51]. فالخضر كذلك أوحى الله عز وجل إليه بوحي.

قال الألوسي رحمه الله: (والجمهور على أنها الوحي والنبوة): (15/ 19).

قال تعالى: {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي} [الكهف: 82] ففي هذه الآية دليل على أن الله عز وجل أمر الخضر عليه السلام أن يفعل ما فعل من خرق السفينة وقتل الغلام وأن الخضر إنما عمله بوحي من الله، فهذه الآيات تدل دلالة واضحة على أن الله عز وجل قد أوحى للخضر عليه السلام. وموسى عليه السلام لا يعلم الغيب فلما رأى هذه الأعمال أنكرها - وحق له - لكنه لما أخبر أنها من أمر الله سكت وسلم.

ولذلك أيضًا سلم إسماعيل عليه السلام نفسه لأبيه إبراهيم لما قال له: {يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصافات: 102].

فإسماعيل عرف أن هذه الرؤية أمر من الله فلذلك قال: يا أبت افعل ما تؤمر. ولو لم يكن إبراهيم نبيًّا لما قال إسماعيل: افعل ما تؤمر، وتخيل أن عابدًا من العباد في هذا الزمان قد ظهر صلاحه وقبض على طفل وأراد قتله بحجة أنه طبع كافرًا فما موقف الناس منه لا شك أنهم سيقودونه به ويقتلونه، بخلاف الأنبياء عليهم السلام فإن جميع ما يأتونه من أمر الله عز وجل.

وقد تمسك بقضية الخضر عامة الصوفية حتى شرعوا لأنفسهم دينًا جديدًا بعيدًا عن الكتاب والسُّنة.

قال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله: (وأما من يتعلق بقصة موسى مع الخضر عليهما السلام في تجويز الإستغناء عن الوحي بالعلم اللدني الذي يدعيه بعضِ من عدم التوفيق فهو ملحد زنديق. فإن موسى عليه السلام لم يكن مبعوثًا إلى الخضر ولم يكن الخضر مأمورًا بمتابعته؛ ولهذا قال: أنت موسى بني إسرائيل؟ =

ص: 30

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قال: نعم. ومحمد صلى الله عليه وسلم مبعوث إلى جميع الثقلين ولو كان موسى وعيسى حيَّين لكانا من أتباعه وإذا نزل عيسى عليه السلام إلى الأرض إنما يحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم. "شرح العقيدة الطحاوية": (ص 606).

وقال ابن حجر رحمه الله بعد ترجيحه لنبوة الخضر: وكان بعض أكابر العلماء يقول: أول عقدة تحل من الزندقة اعتقاد كون الخضر نبيًّا؛ لأن الزنادقة يتذرعون بكونه غير نبي إلى أن الولي أفضل من النبي كما قال قائلهم (ابن عربي):

مقام النبوة في برزخ

فويق الرسول دون الولي

ولابن حجر رحمه الله رسالة في ذلك اسمها: "الزهر النضر في نبأ الخضر". "مجموعة الرسائل المنبرية": (2/ 195).

فتبين بهذا أن الراجح هو القول بنبوة الحضر وخطورة قول من زعم أنه ولي. انظر: "البداية والنهاية": (1/ 205).

المسألة الثانية: حياة الخضر:

القول الأول: أنه حي وذكروا حكايات كثيرة في سبب حياته لا دليل عليها بل هي من مخترعات عقل من ذكرها لمخالفتها القرآن والسنة. انظر: "البداية والنهاية": (4/ 326).

وذكروا كذلك حكايات كثيرة عن حياته ومن ذلك ما ذكره النووي رحمه الله حيث قال: (جمهور العلماء على أنه حي موجود بين أظهرنا وذلك متفق عليه عند الصوفية وأهل الصلاح والمعرفة وحكاياتهم في رؤيته والإجتماع به والأخذ عنه وسؤاله وجوابه ووجوده في المواضع الشريفة ومواطن الخير أكثر من أن يحصر وأشهر من أن يستر.

وقال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح: هو حي عند جمهور العلماء والصالحين والعامة معهم في ذلك. "شرح النووي": (5/ 136)، "فتاوى ابن الصلاح":(ص 28).

وكل ما ذكره النووي هنا ومعه ابن الصلاح كلام لا تقوم بمثله حجة ولو كانت حكايات الصوفية تفيد عقيدة لبطل دين الإسلام، فقد تواتر عت الصوفية رؤيتهم لله عز وجل، وتواتر عنهم نزول الملائكة عليهم، وتواتر عنهم اجتماع أقطابهم بإلياس عليه السلام، وتواتر عنهم رؤيتهم للنبي صلى الله عليه وسلم يقظة لا منامًا، وتواتر عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم أخرج يده لأحمد الرفاعي فقبلها، إلى غير ذلك من خرافاتهم.

فهل يقبل هذا التواتر في هذه العقائد الباطلة ومتى كان للصوفية الضلال مكان في كلام العلماء وخلافهم لكن تعجب من النووي رحمه الله هذا التساهل وقبول مثل هذا الكلام، ثم إن قوله:(الأخذ عنه وسؤاله وجوابه) فما الذي يؤخذ عن الخضر أدين جديد غير دين النبي صلى الله عليه وسلم. وما حاجتنا بما مع الخضر لو كان حيًّا وقد أغنانا الله بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم عن علم الأقدمين والآخرين وقد قال صلى الله عليه وسلم: "والله لو أن موسى بن عمران حيًّا لما وسعه إلا اتباعي". "مسند الإمام أحمد": (3/ 387).

ولكن النووي رحمه الله خدع بهؤلاء الصوفية وظنهم يميزون بين الحق والباطل، فهم إنما كانوا يرون شيطانًا =

ص: 31

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= يلبس عليهم دينهم ويزعمون أنه الخضر، وهم جهال ليس عندهم علم؛ ولذلك تلاعب بهم الشيطان.

أما قول ابن الصلاح رحمه الله: (هو حي عند جماهير العلماء) فغير مسلم، بل إن جماهير العلماء على خلافه كما أذكره لك بعد قليل إن شاء الله.

وقوله: (والعامة معهم في ذلك)، فهذا والله من العجائب، فلم نسمع بمسألة في كتب العقائد أو كتب الفقه اعتبر فيها قول العامة دليلًا، وأنا أظن أن العبارة مقلوبة إذ القول بحياة الخضر هو قول العامة من جهلة الصوفية، وقد قلدهم بذلك بعض العلماء ولا حول ولا قوة إلا بالله.

القول الثاني: القول بموت الخضر عليه السلام قبل النبي صلى الله عليه وسلم قطعًا.

قال ابن الجوزي: (والدليل على أن الخضر ليس بباق في الدنيا أربعة أشياء: القرآن، السنة، إجماع المحققين من العلماء)(وليس الصوفية)، والمعقول.

أما القرآن: فقوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ} [الأنبياء: 34]، فلو دام الخضر كان خالدًا.

وأما السنة: قوله صلى الله عليه وسلم: "أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى على ظهر الأرض ممن هو عليها أحد" رواه البخاري: (1/ 211 - مع الفتح)، ومسلم:(رقم 2537) من حديث ابن عمر.

وفي "صحيح مسلم" عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بقليل -: "ما من نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة وهي يومئذ حية". "مسلم": (رقم 2538).

وأما إجماع المسلمين: فهو قول البخاري وعلي بن موسى الرضا وإبراهيم بن إسحاق الحربي وأبي الحسين بن المنادي والقاضي أبي يعلى وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن الجوزي وابن كثير رحمهم الله جميعًا.

قال - أي: ابن الجوزي -: (وأما الدليل من المعقول فمن عشرة أوجه فذكرها ومنها:

1 -

أن غاية ما يتمسك به من ذهب إلى حياته حكايات منقولة يخبر بها: أنه رأى الخضر - فيا للعجب - هل للخضر علامة يعرفه بها من رآه؟ وكثير من هؤلاء يغتر بقوله: أنا الخضر، ومعلوم أنه لا يجوز تصديق قائل ذلك بلا برهان من الله، فأين للرآئي أن الخبر له صادق.

2 -

أن الخضر فارق موسى بن عمران كليم الرحمن فكيف يرضى لنفسه بمفارقته لموسى ثم يجتمع بجهله العباد الخارجين عن الشريعة الذين لا يحضرون جمعة ولا جماعة ولا مجلس علم ولا يعرفون شيئًا، وكل منهم يقول قال الخضر.

3 -

أنه لو كان حيًّا لكان جهاده الكفار ورباطه في سبيل الله ومقامه في الصف ساعة وحضوره الجمعة والجماعة وتعليمه العلم أفضل بكثير من سياحته بين الوحوش في القفار والفلوات وهل هذا إلا من أعظم الطعن عليه والعيب له. اهـ. من كتاب "المنار المنيف" لابن القيم: (ص 68 - 74) باختصار.

وقال ابن كثير رحمه الله: (قال القاضي أبو يعلى محمد بن الحسن الفراء الحنبلي: سئل بعض أصحابنا عن الخضر هل مات؟ فقال: نعم

واحتج بأنه لو كان حيًّا لجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 32

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= فإن قيل: إنه كان حاضرًا في هذه المواطن كلها لكن لم يكن أحد يراه، فالجواب: أن الأصل عدم هذا الإحتمال البعيد الذي يلزم منه تخصيص لعمومات بمجرد التوهمات ثم ما الحامل له على هذا الإختفاء وظهوره أعظم لأجره وأعلى في مرتبته وأظهر لمعجزته ثم لو كان باقيًا بعده لكان تبليغه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأحاديث النبوية والآيات القرآنية وإنكاره لما وقع من الأحاديث المكذوبة والروايات المقلوبة والآراء البدعية والأهواء العصبية وقتاله مع المسلمين في غزواتهم وشهوده جمعهم وجماعتهم

أفضل مما يقال عنه من كونه في الأمصار وجوبه الفيافي والأقطار، قال: وهذا الذي ذكرناه لا يتوقف أحد فيه بعد التفهيم والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. "البداية والنهاية": (1/ 212).

وقال ابن القيم رحمه الله: (ومنها - أي: الأحاديث التي لا تصح - الأحاديث التي يذكر فيها الخضر وحياته كلها كذب ولا يصح في حياته حديث واحد). وقال: (سئل إبراهيم الحربي عن تعمير الخضر وأنه باق؟ فقال: من أحال على غائب لم ينصف منه وما ألقى هذا بين الناس إلا الشيطان).

وسئل البخاري عن الخضر واليأس هل هما أحياء؟ فقال: كيف يكون هذا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يبقى على رأس مائة سنة ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد".

وسئل عن ذلك كثير غيرهم من الأئمة فقالوا: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} [الأنبياء: 34].

وسئل عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقال: (لو كان الخضر حيًّا لوجب عليه أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ويجاهد بين يديه ويتعلم منه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر:"اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض".

وكانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلًا معروفين بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم فأين كان الخضر حينئذ). "المنار المنيف": (ص 66 - 68).

وفي نقل ابن القيم رَحِمَهُ اللهُ تعالى القول بموت الخضر عن شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية دليل على أن ما نسب إلى شيخ الإسلام ابن تيمية من القول بحياته واجتماعه بالنبي صلى الله عليه وسلم غير صحيح بل إن في نسبة ذلك له جهل بأصول منهج شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ولذلك أشار جامع "فتاوى شيخ الإسلام":(4/ 338) بقوله متعجبًا: (هكذا وجدت هذه الرسالة) وهي في الحقيقة تحتاج لدراسة وفحص يسر الله لهذا المجموع القيم من يدرسه ويحققه إنه ولي ذلك والقادر عليه.

فإن قيل: ما خطورة القول بحياة الخضر على الإسلام.

فالجواب - مع ما تقدم - من قول ابن الجوزي رحمه الله حيث يقول: وما أبعد فهم من يثبت وجود الخضر وينسى ما في طي إثباته من الإعراض عن هذه الشريعة. "المنار المنيف": (ص 70).

هذا ملخص لأقوال العلماء رحمهم الله في مسألة الخضر، وقد تبين أن الراجح في ذلك أنه نبي كسائر الأنبياء عليهم السلام وأنه مات قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

ص: 33

* ولا مانع من الجمع بين [الروايتين]

(1)

النشر والقتل وجوز بعضهم أن يكونا رجلين

(2)

.

* ومنها إلحاق بيت المقدس بمكة والمدينة في عدم دخول الدجال لظاهر قوله: افتحوا الباب الذي الدجال من ورائه، ثم وجدت ذلك صريحًا في كتاب "باعث النفوس على زيارة القدس المحروس" للإمام شيخ الإسلام البرهان إبراهيم الفزاري ابن الفركاني

(3)

فحكى في أثناء فضائله قوله: (ويمنع الله عز وجل عدو الله الدجال الدخول إلى بيت المقدس ويغلب على الأرضين كلها إلا بيت المقدس ومكة والمدينة) انتهى.

* بل عند أبي جعفر الطبري

(4)

من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص

(5)

= وما عدا ذلك فهو أوهام وحكايات تلقاها الناس بسلامة صدر، غافلين عن خطورتها على الإسلام والمسلمين، والله أعلم.

(1)

ساقط من "أ".

(2)

قال ابن حجر رحمه الله: (والأصل عدم التعدد، ورواية المنشار تفسر رواية الضرب بالسيف، فلعل السيف كان فيه فلول فصار كالمنشار، وأراد المبالغة في تعذيبه بالقتلة المذكورة، ويكون قوله: فضربه بالسيف مفسرًا لقوله: أنه نشره بالمنشار، وقوله: فيقطعه جزلتين إشارة إلى آخر أمره لما ينتهي نشره). "الفتح": (13/ 102).

(3)

إبراهيم بن عبد الرحمن بن إبراهيم، الفزاري، أبو إسحاق، الدمشقي، برهان الدين، الشافعي، المعروف بابن الفركاني، وُلد سنة (660 هـ). من تآليفه:"الإعلام بفضائل الشام". تُوفي سنة (729 هـ). "الوافي بالوفيات": (5/ 43)، "شذرات الذهب":(6/ 88).

(4)

محمد بن جرير الطبري، المؤرخ، المفسر، الإمام، كان مولده سنة أربع وعشرين ومائتين، روى الكثير عن الجم الغفير، صنف التاريخ الحافل، وله التفسير الكامل الذي لا يوجد له نظير، تُوفي سنة عشر وثلاثمائة للهجرة. انظر:"البداية والنهاية": (11/ 145 - 147)، "السير":(14/ 267).

(5)

عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل، السهمي، أبو محمد، وقيل: أبو عبد الرحمن، القرشي، أحد السابقين المكثرين من الصحابة، وأحد العبادلة الفقهاء. مات في ذي الحجة ليال الحرَّة على الأصح بالطائف على الراجح. "الإصابة":(رقم 4847).

ص: 34

استثناء الكعبة وبيت المقدس من دخوله لهما

(1)

. زاد الطحاوي

(2)

: "ومسجد الطور"

(3)

رواه من حديث جنادة بن أبي أُمية

(4)

عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي بعض الروايات:"فلا يبقى موضع إلا يأخذه غير مكة والمدينة وبيت المقدس وجبل الطور فإن الملائكة تطرده عنها"

(5)

.

* ولأبي بكر بن أبي شيبة

(6)

من حديث سمرة بن جندب

(7)

مرفوعًا: "وأنه سيظهر على الأرض كلها إلا مكة والمدينة ثم يحاصر بيت المقدس وينزل عيسى عليه السلام فيقتله"

(8)

.

(1)

قال الهيثمي في "المجمع"(7/ 350): (رواه الطبراني وغيره وفيه من لم أعرفهم) وأخرجه الضياء المقدسي في "فضائل المقدس": (رقم 59) عن الطبراني.

(2)

أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن عبد الملك الأزدي الطحاوي الحجري، وُلد سنة (239 هـ)، وكان رحمه الله عالمًا بالفقه والحديث، توفي سنة (321 هـ). "البداية":(11/ 174)، "السير":(15/ 27).

(3)

طور سيناء: بكسر السين ويروى بفتحها، اسم الجبل الذي كلم الله عليه موسى بن عمران عليه السلام ونودي فيه. "معجم البلدان":(3/ 300).

(4)

جنادة بن أبي أمية، الأزدي، الدوسي، أبو عبد الله، الشامي، تابعي، ثقة. تُوفي سنة ثمانين، وقيل غير ذلك. "السير":(4/ 62)، "التقريب":(ص 203).

(5)

رواه الإمام أحمد في "المسند": (5/ 364، 434 - 435)، وقال الهيثمي: أخرجه أحمد ورجاله رجال الصحيح. "المجمع": (7/ 343)، ولا أعرف مسجد الطور، ولعله يريد جبل الطور؛ لأن عيسى عليه السلام يحرز المسلمين فيه عن يأجوج ومأجوج كما جاء في حديث النواس بن سمعان عند مسلم:(رقم 2137).

(6)

عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، إبراهيم بن عثمان الواسطي الأصل، ثقة، حافظ، صاحب تصانيف، توفي سنة (235 هـ)، أخرج له الجماعة إلا الترمذي. "تهذيب التهذيب":(6/ 2)، "السير":(11/ 122).

(7)

سمرة بن جندب بن هلال، الفزاري، من علماء الصحابة، نزل البصرة ومات بها سنة (58 هـ). "الإصابة":(2/ 78)، "السير":(3/ 183).

(8)

"مصنف بن أبي شيبة": (7/ 496، رقم 37513)، والحديث كذلك رواه أحمد في "مسنده":(5/ 16 - 17)، والحاكم في "المستدرك":(1/ 329 - 331)، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي في "المجمع" (7/ 341 - 342): رواه أحمد وغيره ورجال أحمد رجال الصحيح غير ثعلبة بن عباد وثقه ابن حبان.

ص: 35

* وعلى كل حال فالمقيم بواحد منها عصمته من الله عز وجل وإلا فقد ثبت أنه يخرج إليه كل منافق ومنافقة

(1)

.

* بل يروى أن أكثر أتباعه النساء نسأل الله التوفيق وإصلاح فساد القلب

(2)

.

* وأما ما يروى عن معاوية

(3)

بن حيدة

(4)

رفعه: "إذا كان آخر الزمان فعليكم بالشام فإنه من مات بالشام فكأنما مات ببيت المقدس"

(5)

، وعن أبي هريرة

(6)

رفعه: "إذا وقعت الفتنة في مشارق الأرض ومغاربها فعليكم بعسقلان

(7)

"

(8)

فنعم للرباط وهو في أشباه لهما فلا يثبت.

(1)

تقدم تخريجه.

(2)

ورد في ذلك عدة أحاديث منها حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: أشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم على فلق من أفلاق الحرة - الفَلَق بالتحريك المطمئن من الأرض - ونحن معه فقال: "نعمت الأرض المدينة إذا خرج الدجال على كل نقب من أنقابها ملك لا يدخلها فإذا كان كذلك رجفت المدينة بأهلها ثلاث رجفات لا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج وأكثر يعني من يخرج إليه النساء وذلك يوم التخليص وذلك يوم تنفي المدينة الخبث كما ينفي الكير خبث الحديد" الحديث رواه الإمام أحمد في "المسند": (3/ 292).

(3)

معاوية بن حيدة بن معاوية بن قشيرة جد بهز بن حكيم قال البغوي نزل البصرة، وقال ابن سعد: له وفادة وصحبة. "الإصابة": (3/ 432).

(4)

في جميع النسخ: (حيدرة)، والتصحيح من هامش "أ"، ولا يوجد في الصحابة من اسم أبيه حيدرة.

(5)

لم أجده بهذا اللفظ.

(6)

أبو هريرة، الدوسي الصحابي الجليل، حافظ الصحابة، اختلف في اسمه واسم أبيه، والأشهر أنه عبد الرحمن ابن صخر، أسلم عام خيبر، ولزم النبي صلى الله عليه وسلم ملازمة تامة، فكان أكثر الصحابة حفظًا للحديث ورواية له، توفي في المدينة سنة (59 هـ) وهو ابن ثمان وسبعين سنة.

"الإصابة": الكنى ترجمة (رقم 1179).

(7)

عسقلان: بفتح أوله وسكون ثانيه ثم قاف وآخره نون، مدينة بالشام من أعمال فلسطين على ساحل البحر بين غزة وبيت جبرين، ويقال لها: عروس الشام.

"معجم البلدان": (4/ 122).

(8)

لم أجده بهذا اللفظ.

ص: 36

* نعم ثبت: "إن الله قد تكفل لي بالشام وأهله"

(1)

.

* وكذا جاء "معقل المسلمين من الملاحم دمشق

(2)

ومن الدجال ببيت المقدس

(3)

ومن يأجوج ومأجوج الطور

(4)

" ومع هذا كله فالمحفوظ من حفظه الله وثبته.

* ومنها تعيين الإعلام باختفاء اليهود بأيام عيسى عليه السلام، فالحديث في "الصحيحين"

(5)

اجتماعًا وانفرادًا عن جماعة من الصحابة بدون تعيين فليقيد بما هنا

(6)

.

(1)

أحاديث فضائل الشام كثيرة وما يهمنا هنا هو قوله: "تكفل لي بالشام"، وقد وردت هذه اللفظة في حديث عبد الله بن حوالة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"سيكون جند بالشام وجند باليمن فقال: رجل فخر لي يا رسول الله إذا كان ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليك بالشام - ثلاثًا - فمن أبي فليلحق بيمنه وليسق من غدره، فإن الله تبارك وتعالى قد تكفل لي بالشام وأهله" رواه الإمام أحمد رحمه الله: (4/ 110)، (5/ 33 - 288)، ورواه أبو داود:(1/ 388)، وابن حبان في "صحيحه":(9/ 206 - 207)، ورواه الحاكم في "المستدرك"؛ (4/ 510)، وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

انظر: "فضائل الشام" للربعي: (ص 13) بتحقيق الألباني.

(2)

جاء ذلك في عدة أحاديث منها:

حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوم الملحمة الكبرى فسطاط المسلمين بأرض يقال لها الغوطة فيها مدينة يقال لها دمشق خير منازل المسلمين يومئذ"، رواه الإمام أحمد في "مسنده":(5/ 197)، وأبو داود:(2/ 210)، والحاكم في "المستدرك":(4/ 486) واللفظ له، وقال: حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.

انظر: "صحيح الجامع": (رقم 2117)، "فضائل الشام" للربعي:(ص 38).

(3)

ورد ذلك في حديث سمرة بن جندب وقد تقدم.

(4)

ورد ذلك في أحاديث منها حديث النواس بن سمعان عند مسلم وقد تقدم، والشاهد فيه:"فاحرز عبادي إلى الطور". مسلم: (رقم 2137).

(5)

الأحاديث الواردة في قتل اليهود آخر الزمان كثيرة وقد تقدم شيئًا منها.

انظر: "صحيح البخاري": (6/ 604 - مع الفتح)، مسلم:(رقم 2921 - 2922).

(6)

مراد السخاوي رحمه الله أن ما أطلق من أحاديث في وقت قتال المسلمين لليهود يقيد ويعين بالأحاديث الأخرى التي نصت على أن ذلك سيكون وقت نزول عيسى عليه السلام، والله أعلم.

ص: 37

* ومنها كون السنين الخداعات قبله، ويمكن أن تكون هي الوارد أنه يكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب، ويخون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، ويتكلم فيها الرويبضة، أي: الرجل التافه في أمر العامة

(1)

، وهو المشار إليه بكون زعيم القوم أرذلهم وفاسقهم وبذم إمرة السفهاء سيما وقد ثبت "إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة"

(2)

.

* فلا مانع من كون [سببها]

(3)

الجدب، وقد فسر خداعها

(4)

بكثرة الأمطار فيها وقلة الريع

(5)

؛ لأنها تطمعهم في الخصب بالمطر ثم تخلف، ويشهد له ما ثبت "ليست السنة ألا تمطروا، ولكن السنة أن تمطروا ثم لا تنبت الأرض شيئًا"

(6)

.

(1)

السنين الخداعات:

فسرت في بعض الأحاديث من ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سيأتي على الناس سنوات خداعات، يكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة".

رواه الإمام أحمد في "مسنده": (25/ 291)، وابن ماجه:(2/ 1339، رقم 1887)، والحاكم في "المستدرك":(4/ 465)، وقال: حديث صحيح ووافقه الذهبي، وذكره الألباني في "السلسلة الصحيحة":(رقم 2253) وصححه.

(2)

رواه البخاري في "صحيحه": (1/ 143) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(3)

ساقط من "أ".

(4)

خداع السنين:

فسر في الأحاديث الماضية بفساد أهلها، والسخاوي هنا يرى أن الجدب مع كثرة الأمطار من خداع السنين وهذا الذي ذهب إليه صحيح والله أعلم، فإن الناس إذا فسدوا عاقبهم الله عز وجل بعدم الريع وعدم الإنبات في الأرض.

(5)

الريع: الزيادة والنماء. "النهاية": (2/ 289)، أي: أن الأرض لا تنبت مع وجود سبب الإنبات وهو المطر.

(6)

رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (رقم 2904).

ص: 38

* وعن أنس

(1)

قال: "كنا نتحدث ألا تقوم الساعة حتى تمطر السماء ولا تنبت الأرض"

(2)

.

* ومنها عد عيسى عليه السلام في الصحابة

(3)

، وهو وإن اشترك مع غيره من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه وعليهم في رؤيته صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء

(4)

فقد اختص بإتمامه بواحد من الأُمة المحمدية وحكمه بشريعته صلى الله عليه وسلم ونزوله في الأرض

(5)

وكونه على أحد القولين رفع وهو حي

(6)

، بل قال بعضهم: إنه لما وجد في الإنجيل فضل الأُمة المحمدية إذ قال: {ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ}

(7)

دعى الله أن يجعله من أُمة محمد صلى الله عليه وسلم فاستجيب دعاؤه ورفع إلى السماء إلى أن ينزل آخر الزمان مجددًا لما درس من دين الإسلام ودين محمد عليه الصلاة والسلام. انتهى

(8)

.

(1)

أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم خدمه عشر سنين، صحابي مشهور، مات سنة اثنتين، وقيل: ثلاث وتسعين، وقد جاوز المائة. "الإصابة":(رقم 277)، "التقريب":(ص 154).

(2)

رواه الإمام أحمد في "مسنده": (3/ 286)، والحاكم في "مستدركه":(4/ 495)، وقال: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه وسكت عليه الذهبي.

(3)

ممن عد عيسى عليه السلام في الصحابة من العلماء النووي في "تهذيب الأسماء واللغات": (2/ 357)، والذهبي في "تجريد أسماء الصحابة"، والحافظ ابن حجر في "الإصابة":(3/ 51 - 54).

(4)

رؤية النبي صلى الله عليه وسلم للأنبياء عليه السلام في ليلة الإسراء إنما هي رؤية لأرواحهم وإلا فأجسادهم عليهم السلام في قبورهم ما خرجت منها حاشا عيسى عليه السلام فإنه رآه بجسده وروحه، فأصبحت الرؤية مختلفة وغير متساوية، وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن هذه الرؤية فقال:(إن هذه الرؤية للأرواح مصورة في صورة الأبدان لأن أبدانهم مدفونة في الأرض إلا عيسى بن مريم فإنه رآه بجسده وروحه. اهـ "مجموع الفتاوى": (4/ 329) باختصار.

(5)

وقد تقدم ما يدل على هذا كله.

(6)

وهذا هو الصحيح والذي تدل عليه النصوص من الكتاب والسنة أن الله عز وجل رفعه حيًّا إلى السماء وهو فيها الآن حي بذاته وقد رآه النبي صلى الله عليه وسلم وسينزل آخر الزمان كما تقدم وكما سيأتي في هذه الرسالة.

(7)

سورة الفتح، الآية:29.

(8)

لم أجد هذا القول ولم أعرف قائله ومثله لا تقوم به حجة ورفعه عليه السلام من آيات الله ونزوله من =

ص: 39

* ولذا ذكره في الصحابة الذهبي

(1)

ثم شيخنا

(2)

، وحين إذٍ فهو أفضل الصحابة مطلقًا وآخرهم موتًا.

* وقد ألغز التاج السبكي

(3)

حيث قال في قصيدته التي بآخر القواعد:

من باتفاق جميع الخلق أفضل من

خير الصحاب

(4)

أبي بكر ومن عمر

ومن علي ومن عثمان وهو فتى

من أمة المصطفى المختار من مضر

(5)

* قال النووي رحمه الله: (إذا نزل عيسى عليه السلام كان مقررًا للشريعة المحمدية لا رسولًا إلى هذه الأمة)

(6)

.

* زاد غيره: (ويكون قد علم بأمر الله تعالى في السماء قبل أن ينزل ما يحتاج إليه من علم هذه الشريعة للحكم بين الناس والعمل به في نفسه).

* ثم قال النووي: (يصلي وراء إمام هذه الأُمة تكرمة من الله تعالى لها من أجل نبيها).

* وفي "الصحيح": "كيف بكم إذا نزل عيسى بن مريم وإمامكم منكم"

(7)

.

= علامات الساعة، وكل أمره عليه السلام بأمر الله، والله أعلم.

(1)

محمد بن أحمد بن عثمان بن قيماز، التركماني، أبو عبد الله، الذهبي، الدمشقي، الإمام، الحافظ، المحدث، الناقد، مؤرخ الإسلام، أحد الثقات الأعلام، صاحب التصانيف، وُلد سنة (673 هـ)، وتوفي سنة (748 هـ). "معجم الشيوخ":(1/ 21)، ترجم لنفسه، "الوافي بالوفيات":(2/ 163)، "الدرر الكامنة":(3/ 426).

(2)

تقدمت ترجمته في القسم الدراسي، وهو يعن ابن حجر رحمه الله.

(3)

عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي الأنصاري، أبو نصر، تاج الدين، السبكي، الشافعي، وُلد سنة (727 هـ)، فقيه، أصولي، مؤرخ، من كبار تلاميذ الذهبي، والمخالفين له، صاحب طبقات الشافعية الكبرى. توفي سنة (771 هـ). "الدرر الكامنة":(2/ 425)، "شذرات الذهب":(6/ 221).

(4)

في "الأصل": (الصحابة)، والتصحيح من "أ" و"الإصابة".

(5)

نقل ذلك عنه ابن حجر في "الإصابة": (3/ 52).

(6)

"تهذيب الأسماء واللغات": (2/ 360).

(7)

تقدم.

ص: 40

* قال

(1)

: (وقد جاء أنه يتزوج بعد نزوله ويولد له ويدفن عند النبي صلى الله عليه وسلم) اهـ.

* يعني: في الحجرة النبوية مع النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلاة المسلمين عليه، ويروى عن عبد الله بن عمر

(2)

ورفعه: "ينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيتزوج ويولد له ويمكث خمسًا وأربعين سنة ويُدفن معي في قبري فأقوم أنا وهو من قبر واحد بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما"

(3)

، فاختلف في مدة إقامته في الأرض بعد نزوله آخر الزمان.

* فقيل: سبع سنين

(4)

، وقيل: أربعين.

(1)

أي: النووي "تهذيب الأسماء واللغات": (2/ 360).

(2)

عبد الله بن عمر بن الخطاب، وُلد بعد البعثة بثلاث سنوات، وهاجر وهو ابن عشر سنين، وقد كان من أشد الصحابة تتبعًا للسنن، ومن أكثرهم عبادة مع زهد وورع، توفي سنة (84 هـ). "الإصابة":(2/ 338 - 341).

(3)

ذكره ابن الجوزي في "الوفا": (2/ 574) عن عبد الله بن عمرو.

وذكره السمهودي في "وفاء الوفاء": (1/ 397) عن عبد الله بن عمر.

وذكره في "المشكاة": (3/ 1524، رقم 5508) عن عبد الله بن عمرو.

وما في المخطوط يحتمل الوجهين والله أعلم.

ولم أعرف إسناد هذا الحديث ولم أجد من تكلم عليه من العلماء ومدة بقائه في هذا الحديث معارضة لما جاء في حديث أبي هريرة، وفيه أن مدة بقائه أربعون سنة وسيأتي.

(4)

وردت إشارة لذلك لكنها غير صريحة والله أعلم في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يخرج الدجال في أُمتي فيمكث أربعين، لا أدري أربعين يومًا أو أربعين شهرًا أو أربعين عامًا، فيبعث الله عيسى بن مريم كأنه عروة بن مسعود فيطلبه فيهلكه ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة". مسلم: (رقم 2940).

وفي الترمذي من حديث النواس بن سمعان وفيه: "ويستوقد المسلمون من قسيهم - يأجوج ومأجوج - ونشابهم وجعابهم سبع سنين".

الترمذي: (3/ 348، رقم 2341)، وقال: حديث غريب حسن صحيح.

ص: 41

* ووقع عند أحمد

(1)

بسند صحيح عن أبي هريرة رفعه: "أنه يمكث في الأرض أربعين سنة"

(2)

، وهو عند أبي داود والطبراني في "الأوسط"، وقد لا ينافيه حديث ابن عمر

(3)

إن ثبت بحمله على إلغاء الكسر، وقيل غير ذلك

(4)

.

* ومنها أنه يستدل بقوله: "تقدرون له" على مشروعية تعلم الميقات ليعلم به دخول وقت الظهر مثلًا والأيام الطويلة والقصيرة بالنسبة لغير أيام الدجال بحيث يصلى صلوات السنة أو الشهر في ذلك اليوم.

* ومنها أنه ثبت أن الدجال يخرج من غضبة يغضبها

(5)

.

(1)

أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني، أبو عبد الله، المروزي، الإمام المشهور في الفقه والحديث ونصرة الإسلام، إمام أهل السنة والجماعة، أعز الله به السنة وقمع به البدعة. وفضائله أكثر من أن تحصر، توفي سنة (241 هـ). "تاريخ بغداد":(4/ 412)، "طبقات الحنابلة":(1/ 4، وما بعدها).

(2)

تقدم.

(3)

في "الأصل": (عمرو)، وفي "أ":(عمر) وكذلك في "ط".

(4)

أي: في مدة إقامته في الأرض بعد نزوله. انظر: "لوامع الأنوار": (2/ 98).

(5)

جاء ذلك في "صحيح مسلم": (4/ 2246): "أن ابن عمر لقي ابن صائد في بعض طرق المدينة فقال له قولًا أغضبه؛ فانتفخ حتى ملأ السكة، فدخل ابن عمر على حفصة وقد بلغها فقالت له: رحمك الله ما أردت من ابن الصائد؟ أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنما يخرج من غضبة يغضبها".

وابن صائد أو صياد يهودي كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان في أول أمره ينزل عليه شيطان، وفيه أوصاف توافق بعض أوصاف الدجال؛ ولذلك كان بعض الصحابة يقسم على ذلك، أي: أنه الدجال، وشخصيته تدل على أنه دجال من الدجاجلة، بل ويحب أن يثار حوله الخلاف وإن ادعى في الظاهر أنه غضبان ثم أسلم، والله أعلم بحقيقة ذلك، ثم فقد في وقعة الحرة، وقد اختلف العلماء بعد ذلك في حقيقته.

قال النووي رحمه الله: قال العلماء قصة ابن صياد مشكلة وأمره مشتبه في أنه هل هو المسيح الدجال المشهور أم غيره ولا شك في أنه دجال من الدجاجلة، وظاهر الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوح إليه بأنه المسيح الدجال أو غيره، وإنما أوحي إليه بصفات الدجال، وكان في ابن صائد قرائن محتملة؛ فلذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقطع بأنه الدجال ولا غيره؛ ولهذا قال لعمر رضي الله عنه:"إن يكن هو فلن تستطيع قتله". "شرح النووي": (18/ 46).

وقد أطال ابن حجر رحمه الله البحث في المسألة وخلص إلى أن ابن صائد ليس الدجال. انظر: "الفتح": (13/ 323 - 329).

ص: 42

* وإنه يخرج عند فتح المسلمين القسطنطينية

(1)

.

* وأنه يخرج من قبل المشرق جزمًا

(2)

، ثم جاء أنه يخرج من خرسان

(3)

(4)

(1)

القسطنطينية: ويقال قسطنطينة، بإسقاط ياء النسبة، كانت رومية، دار ملك الروم، واسمها استنبول، بعضها في البر وبعضها في البحر، وافتتحها السلطان الأعظم محمد الفاتح العثماني سنة (857 هـ). "معجم البلدان":(4/ 347)، "تاريخ الدولة العثمانية":(ص 31).

وقد ورد في خروج الدجال عند فتح القسطنطينية عدة أحاديث، وهذا الفتح والله أعلم فتح آخر وليس هو الفتح الأول، ومما يدل على ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق - موضعان بالشام - فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سَبَوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدًا ويقتل ثلثهم، أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث لا يفتنون أبدًا فيفتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح قد خرج فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم عليه السلام فأمهم فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله بيده فيريهم دمه في حربته". مسلم: (4/ 2221، رقم 2897).

وفيه منقبة عظيمة للمدينة وأهلها حيث أن العصابة التي تخرج لفتح القسطنطينية منهم، ولما كانوا أنصار النبي صلى الله عليه وسلم في أول الإسلام كافأهم الله وجعل ذريتهم أنصار عيسى عليه السلام آخر الزمان، وفيه أن الطائفة المنصورة في آخر الزمان في المدينة ثم ينتقلون إلى الشام كما جاء في أحاديث أُخر والله أعلم.

(2)

ورد ذلك في عدة أحاديث تفيد أن خروجه من جهة المشرق بدون تحديد لبلد، فمن ذلك حديث فاطمة بنت قيس المشهور بحديث الجساسة، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم:"ألا إنه في بحر الشام أو في بحر اليمن، لا بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق - ثلاثًا - أومأ بيده إلى المشرق". مسلم: (رقم 2942).

وقوله "ما هو": لفظة "ما هو" زائدة صلة للكلام ليست بنافية، والمراد إثبات أنه في جهة المشرق. "النووي":(18/ 83).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يأتي المسيح من قبل المشرق همته المدينة حتى ينزل دُبُرَ أُحد ثم تصرف الملائكة وجهه قبل الشام وهناك يهلك". "مسلم": (رقم 1380).

(3)

خراسان: بلاد واسعة، أول حدودها مما يلي العراق وآخر حدودها مما يلي الهند، تشمل على أُمهات من البلاد، منها نيسابور وهراة ومرو وبلخ وغيرها، افتتحت في عهد عثمان رضي الله عنه سنة (31 هـ). "معجم البلدان":(2/ 350)، وهي تقع الآن في جمهورية إيران.

(4)

أما ذكر خرسان فقد ورد في عدة أحاديث منها حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إن الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها: خرسان، يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان =

ص: 43

ومن أصبهان

(1)

.

* وأول شيء يدعيه الإيمان والصلاح.

* فعند ابن السكن

(2)

من حديث غيلان

(3)

مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يخرج الدجال فيدعو الناس إلى العدل وإلى الحق فيما يرونه فلا يبقى مؤمن ولا كافر إلا اتبعه وهم لا يعرفونه فبينما المؤمنون في همٍّ من ذلك إذ خسفت عيناه وظهر بين عينيه كافر يقرأه كل مؤمن فعند ذلك فارقه المؤمنون واتبعه الكافرون"

(4)

اهـ.

* ثم يدعي النبوة ثم الإلهية

(5)

.

* وكان موجودًا في العهد النبوي وأنه محبوس في بعض الجزائر

(6)

.

= المطرقة". رواه الإمام أحمد في "مسنده": (1/ 4 - 7)، والترمذي: (رقم 2237)، وقال: حسن غريب، وابن ماجه: (رقم 4072)، وصححه أحمد شاكر في "المسند": (1/ 159) بتحقيقه.

(1)

أما خروجه من أصبهان فقد ورد في ذلك عدة أحاديث، منها حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يخرج الدجال من يهودية أصبهان معه سبعون ألفًا من اليهود عليهم السيجان".

رواه الإمام أحمد: (3/ 224)، وهو في مسلم بلفظ:"يتبع الدجال" وقد تقدم.

وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن يخرج الدجال وأنا حي كفيتكموه، وإن يخرج الدجال بعدي فإن ربكم ليس بأعور إنه يخرج في يهودية أصبهان حتى يأتي المدينة".

رواه أحمد في "مسنده": (6/ 75)، وابن حبان في "صحيحه":(8/ 290، رقم 6783 - الإحسان)، وذكره الهيثمي في "المجمع"(7/ 338)، وقال: رجاله رجال الصحيح غير الحضرمي بن لاحق وهو ثقة.

ولا تعارض بحمد الله بين هذه الأحاديث فهذه المدن كلها في جهة المشرق وخراسان أول حدودها العراق وآخر حدودها الهند كما جاء في "معجم البلدان".

(2)

سعد بن عثمان بن سعيد السكن، أبو علي، المصري، البزاز، الإمام، الحافظ، المجوّد الكبير، صاحب "الصحيح المنتقى". توفي سنة (353 هـ). "السير". (16/ 117)، "شذرات الذهب":(3/ 12).

(3)

غيلان، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى حديثًا واحدًا وهو الذي هنا. "الإصابة":(3/ 192، رقم 6927).

(4)

الحديث مخرج في "الإصابة": (3/ 192).

(5)

سبق ذلك في حديث أبي أُمامة المتقدم.

(6)

أي: في أحد الجزر في بحر من البحور، وقد تقدم ذلك في حديث الجساسة وهو عند مسلم.

ص: 44

* قال كعب الأحبار

(1)

: (يتوجه الدجال فينزل عند باب دمشق الشرقي ثم يلتمس فلا يقدر عليه، ثم يرى عند المياه التي عند نهر الكسوة

(2)

، ثم يطلب فلا يدرى أين توجه ثم يظهر بالمشرق فيعطى الخلافة ثم يظهر السحر ثم يدعي النبوة فيتفرق عنه

(3)

الناس فيأتي النهر فيأمره أن يسيل إليه فيسيل ثم يأمره أن يرجع فيرجع ثم يأمره أن ييبس فييبس ويأمر جبل طور سيناء وجبل ذي قا

(4)

أن ينتطحا فينتطحا ويأمر الريح أن تثير سحابًا من البحر فتمطر الأرض ويخوض البحر في اليوم ثلاث خوضات لا تبلغ حقويه وإحدى يديه أطول من الأخرى فيمد الطويلة في البحر فتبلغ قعره فيخرج من الحيتان ما يريد إلى غير ذلك مما في بسطه طول)

(5)

.

وأما نزول عيسى عليه السلام فقد تقدم ما يحصل منه غرض السائل.

(1)

كعب بن مانع الحميري، أبو إسحاق، أسلم في خلافة الصديق رضي الله عنه، ومات في خلافة عثمان رضي الله عنه، وقد جاوز المائة. انظر:"الكاشف": (3/ 9)، "التقريب":(ص 812).

(2)

في "الأصل": (الكوة)، وما أثبته من "أ"، والكسوة الآن: قرية صغيرة بالشام بجوار دمشق، وقد ورد ذكر نهر الكسوة في "البداية والنهاية":(10/ 48).

(3)

في "الأصل": (عن)، وما أثبته من "أ".

(4)

هكذا في "الأصل"، وفي "أ":(زيتا) وكذلك في "فتح الباري"، وفي "ط":(زيقا) ولم أعرفه.

(5)

لم أجده، وفيما مضى من أحاديث صحيحة غنية عنه، وقال ابن حجر: أخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن. "فتح الباري": (13/ 92).

قال ابن حجر رحمه الله: (قال الخطابي: إنما أجراه الله عز وجل على يد هذا الدجال الكافر فهو على سبيل الفتنة للعباد؛ إذ كان عندهم ما يدل على أنه مبطل غير محق في دعواه، وهو أنه أعور مكتوب على جبهته كافر يقرؤه كل مسلم، فدعواه داحضة مع وسم الكفر ونقص الذات؛ إذ لو كان إلهًا لأزال ذلك عن وجهه). "فتح الباري": (13/ 103) بتصرف.

وقد ذكر المصنف رحمه الله فيما مضى النصوص الدالة على خروج المسيح الدجال، وكأنه يرى أن خروجه أول الآيات الأرضية العظام، وما ذهب إليه له وجه، وقد دلت النصوص السابقة على زمان خروجه ومكانه وبعض صفاته ومدة لبثه ومكان قتله وزمانه ومن يقتله أعاذنا الله من فتنته.

ص: 45

* ومما لم يتقدم قوله في "الصحيح": "ثم يأتي عيسى قوم قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم"

(1)

.

* فذلك إما حقيقة على ظاهره تبريكًا وبرًّا أو أشار به إلى كشف ما يكونون فيه من الشدة والخوف ويحدثهم عليه السلام بدرجاتهم في الجنة.

* تتمة: صح عن حسان بن عطية

(2)

أحد ثقات التابعين أنه قال: "لا ينجو من فتنة الدجال إلا اثنا عشر ألف رجل وسبعة آلاف امرأة"

(3)

فيحتمل رفعه، فإن مثله لا يقال رأيًا، ويحتمل أنه أخذه عن بعض أهل الكتاب.

(1)

جزء حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه عند مسلم: (رقم 2937)، وقد تقدم بعضه.

(2)

حسَّان بن عطية المحاربي مولاهم، أبو بكر الدمشقي، ثقة فقيه، عابد، من أئمة التابعين. مات بعد العشرين ومائة. "السير:(5/ 466)، "التقريب":(ص 233).

(3)

رواه أبو نعيم في "الحلية": (6/ 77). وقال الحافظ ابن حجر: وسنده حسن صحيح، وقال: هذا لا يقال من قبل الرأي، فيحتمل أن يكون مرفوعًا أرسله، ويحتمل أن يكون أخذه عن بعض أهل الكتاب "فتح الباري":(13/ 92).

تعليق: ونزول عيسى آخر الزمان ثابت في الكتاب والسنة ونص عليه العلماء في عقائدهم، فيجب الإيمان بذلك واعتقاده. وقد ذكر المصنف رحمه الله الأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة على نزول عليه السلام آخر الزمان، وأن نزوله أمارة من أمارات الساعة الكبرى، وقد دلت النصوص السابقة على أمور كثيرة منها:

1 -

أن عيسى عليه السلام حي الآن، وهو موجود في السماء بذاته.

2 -

أن النبي صلى الله عليه وسلم التقى به في معراجه إلى السماء.

3 -

أنه سينزل آخر الزمان، والراجح أنه ينزل على المنارة شرقي دمشق، ثم يسير إلى بيت المقدس.

4 -

إيمان أهل الكتاب به إذا نزل.

5 -

صلاته إذا نزل خلف إمام الناس في ذلك الزمان، وهي كرامة من الله لهذه الأُمة.

6 -

أنه يكسر الصليب، ويبطل دين النصرانية، ويقتل الخنزير، ولا يقبل إلا الإسلام.

7 -

أنه يقتل الدجال، فيضربه بسيفه حتى يرى عليه أثر دم الدجال.

8 -

أنه يعيش إذا نزل أربعين سنة على الصحيح.

9 -

أن العصابة التي تنصره وينزل عليها من أهل المدينة عندما يخرجون لفتح الشام وقسطنطينية والروم ويحصرهم الدجال في بيت المقدس فيأتي إليه عيسى عليه السلام فيقتل الدجال.

10 -

خروج بركة الأرض في زمانه.

11 -

خروج ريح في آخر زمانه فتقبض أرواح المؤمنين فلا يبقى إلا حثالة من أشرار الناس تقوم عليهم الساعة، والله أعلم.

ص: 46

وأما خروج يأجوج ومأجوج وهم كما قال الله: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ}

(1)

.

* وهم من بني آدم عليه السلام

(2)

ثم من بني يافث بن نوح

(3)

.

(1)

قال تعالى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} [الأنبياء: 96].

وقال تعالى: {قَالُوا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا} [الكهف: 94].

(2)

يأجوج ومأجوج من بني آدم قطعًا هكذا دل القرآن، وإنما عوقبوا بحجزهم وراء السد لفسادهم، وقد

خاض المؤرخون في أصلهم بكلام فاسد لا دليل عليه، ومما يرد كل شبهة في خلقهم ما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا آدم، يقول: لبيك ربنا وسعديك، فينادى بصوت إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثًا إلى النار، قال: يا رب، وما بعث النار؟ قال: من كل ألف - أراه قال - تسعمائة وتسعة وتسعين، فحينئذ تضع الحامل حملها ويشيب الوليد وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد، فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعين ومنكم واحد، ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود، وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة فكبرنا، ثم قال: ثلث أهل الجنة فكبرنا، ثم قال: شطر أهل الجنة فكبرنا" رواه البخاري: (4/ 1768) واللفظ له، ورواه مسلم:(1/ 201، رقم 379).

فهذا الحديث دليل على أن يأجوج ومأجوج من ذرية آدم ولا ذرية لآدم من غير حواء، وكل ما ذكره المصنف رحمه الله بعده من خلق يأجوج ومأجوج فهو من كلام المؤرخين، وهو مما يخالف الكتاب والسنة؛ فالواجب الوقوف على ما دل عليه الكتاب والسنة وترك ما سواه.

(3)

ورد في ذلك حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولد نوح سام، وحام، ويافث، فولد سام العرب وفارس والروم والخير فيهم، وولد ليافث يأجوج ومأجوج والترك والصقالبة

، وولد لحام القبط والبربر والسودان". رواه البزار كما في "كشف الأستار":(1/ 118).

وقال الهيثمي في "المجمع"(1/ 193): رواه البزار، وفيه محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي عن أبيه، فمحمد وثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم: صدوق، وضعفه يحيى بن معين والبخاري، ويزيد بن سنان وثقه أبو حاتم فقال: محله الصدق، وقال البخاري: مقارب الحديث، وضعفه يحيى وجماعة.

وقد رواه الحاكم في "المستدرك": (4/ 463) من كلام سعيد بن المسيب.

وذكره ابن كثير في "البداية والنهاية": (1/ 108)، وقال: محفوظ من قول سعيد بن المسيب وأطال البحث فيه.

ص: 47

* ثم قيل: يأجوج من الترك، ومأجوج من الديلم، وقيل: من ولد آدم من غير حوى، وذلك أن آدم نام فاحتلم فامتزجت نطفته بالتراب فخلقوا منها

(1)

.

* ورُدَّ بأن الأنبياء لا يحتلمون، وأجيب بأن المنفي أن يرى النبي في المنام أنه يجامع فيحتلم لا دفق الماء فقط، والأول المعتمد.

* وفي "فتاوى النووي" أنهم من ولد آدم لا من حوى عند جماهير العلماء فيكونون إخواننا لأب قال شيخنا

(2)

: (ولم نر هذا عن أحد من السلف إلا عن كعب الأحبار ويرده الحديث المرفوع أنهم من ذرية نوح

(3)

، ونوح من ذرية حوى قطعًا)

(4)

.

* ويروى في المرفوع: "يأجوج أمة، ومأجوج أمة، كل أمة أربعمائة ألف

(5)

أمة، لا يموت الرجل منهم حتى ينظر إلى ألف ذكر من صلبه كلهم قد حملوا السلاح"

(6)

.

(1)

قال ابن كثير رحمه الله: (ومن زعم أن يأجوج ومأجوج خلقوا من نطقة آدم حين احتلم فاختلط بالتراب فخلقوا من ذلك، وأنهم ليسوا من حواء، فهو قول حكاه الشيخ أبو زكريا النووي في "شرح مسلم" وغيره، وضعفوه، وهو جدير بذلك؛ إذ لا دليل عليه بل هو مخالف لما ذكرناه من أن جميع الناس اليوم من ذرية نوح بنص القرآن {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ} [الصافات: 77].

وهكذا من زعم أنهم أشكال مختلفة وأطوال متابينة جدًّا فمنهم من هو كالنخلة السحوق، ومنهم من هو غاية في القصر، ومنهم من يفترش أُذنًا من أُذنيه ويتغطى بالأخرى فكل هذه أقوال بلا دليل ورجم بالغيب بغير برهان، والصحيح أنهم من بني آدم وعلى أشكالهم". "البداية والنهاية":(2/ 101).

(2)

يعني: ابن حجر.

(3)

يشير إلى حديث أبي هريرة المتقدم.

(4)

"فتح الباري": (13/ 114 - 115).

(5)

زيادة من "أ" و"المصادر".

(6)

رواه الطبراني في "الأوسط": (4/ 155) من حديث حذيفة. وقال الهيثمي في "المجمع"(8/ 6): رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه يحيى بن سعيد العطار وهو ضعيف.

ص: 48

* ومن وجه آخر: "يأجوج ومأجوج أقل ما يترك أحدهم لصلبه ألفًا من الذرية"

(1)

.

* ومن وجه آخر: (أنهم يجامعون ما شاؤوا ولا يموت الرجل منهم حتى يترك من ذريته ألفًا فصاعدًا"

(2)

.

* ويروى في طولهم: "شبرًا شبرًا فأكبرهم وأطولهم ثلاثة"

(3)

.

* ويروى من الموقوف: "ذهب الناس وبقي النسناس"

(4)

، فقيل: هم يأجوج ومأجوج

(5)

.

* وفي حديث للنواس بن سمعان

(6)

مرفوع: "سيوقد المسلمون من قسي يأجوج ومأجوج ونشابهم وأترستهم سبع سنين"

(7)

.

* ففي "الصحيح"

(8)

أن عيسى عليه السلام "بينما هو كذلك" فيما تقدم "إذ أوحى الله عز وجل إليه إني قد أخرجت عبادًا لا يدان لأحد بقتالهم" بل

(1)

رواه ابن حبان في "صحيحه" كما في "الموارد": (470، رقم 1907) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

(2)

رواه النسائي في "الكبرى": (6/ 408) من حديث أوس بن أوس.

(3)

رواه الحاكم في "المستدرك": (4/ 527) عن ابن عباس موقوفًا.

(4)

رواه الخطابي في "العزلة": (ص 182) من طريق أبي داود موقوفًا على أبي هريرة رضي الله عنه.

(5)

قال ابن الأثير رحمه الله: (في حديث أبي هريرة "ذهب الناس وبقي النسناس" قيل: هم يأجوج ومأجوج، وقيل: خلق على صورة الناس أشبهوهم في شيء وخالفوهم في شيء وليسوا من بني آدم). "النهاية": (5/ 50)، وانظر:"المقاصد الحسنة" للمصنف: (رقم 505)، وقد عزاه فيه لأبي داود ولم أجده.

(6)

النواس بن سمعان، ويقال: ابن شمعان بن خالد الكلابي أو الأنصاري صحابي مشهور سكن الشام. "الإصابة": (رقم 8822).

(7)

حديث النواس بن سمعان في "صحيح مسلم" وغيره، وقد تقدم تخريجه، وهذه الجملة عند ابن ماجه:(2/ 1359، رقم 4076)، والترمذي:(3/ 348، رقم 2341).

(8)

"صحيح مسلم" وقد تقدم، وما بين القوسين من الحديث، وأما الشرح فهو من كلام المصنف رحمه الله.

ص: 49

هم عاجزون عن دفعهم وطردهم "فحرز عبادي إلى الطور" أي: ضمهم فيه واجعله لهم حرزًا "ويبعث الله عز وجل يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون"، "فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية

(1)

فيشربوا ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذا مرة ماء"

(2)

، "ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر"

(3)

بمعجمة وميم مفتوحتين وهو جبل بيت المقدس يعني: لكثرة شجره فالخمر الشجر الملتف"

(4)

، "فيقولون لقد قتلنا من في الأرض هلم فلنقتل من في السماء فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم وهو مخضوب دمًا، ويُحْصُر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور"، أي: الحيوان المعروف والثور أيضًا القطعة من الأقط اللبن الجامد

(5)

المستحجر "لأحدهم خير من مائة دينار لأحدكم اليوم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى [الله]

(6)

فيرسل الله [عليهم]

(7)

النغف"

(8)

بنون ثم معجمة مفتوحة وآخره فاء وهو دود يخرج من أُنوف الإبل والغنم واحدتها نغفة "في

(1)

طبرية: بليدة مطلة على البحيرة المعروفة ببحيرة طبرية وهي في طرف جبل، وجبل الطور مطل عليها وهي من أعمال الأردن.

"معجم البلدان": (4/ 17).

(2)

"صحيح مسلم" من حديث النواس بن سمعان المتقدم.

(3)

في "الأصل": (الجمز) بالجيم والزاي، والصواب ما أثبته بالخاء المعجمة فميم فراء مهملة.

انظر: "النهاية": (2/ 77)، وهو كذلك في "أ" وجميع المصادر.

(4)

رواية عند مسلم من حديث النواس بن سمعان المتقدم، والذي عند الترمذي:"ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل بيت المقدس".

(5)

ثور: بالفتح القطعة من الأقط جمعها أثوار. "النهاية": (1/ 228).

(6)

سقطت من "الأصل"، وأكملتها من "المصادر".

(7)

سقطت من "أ".

(8)

انظر: "النهاية": (5/ 87).

ص: 50

رقابهم فيصبحون فرسى"

(1)

بفاء وسين مهملة مفتوحتين، أي: قتلى الواحد فريس

(2)

وفرس الذئب الشاة وافترسها إذا قتلها "كموت نفس واحدة ثم يهبط نبي الله وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلى ملأه زهمهم ونتنهم يعني: أن الأرض تنتن من جيفهم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله عز وجل فيرسل الله إليهم طيرًا كأعناق البخت" جمال طوال الأعناق "فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ثم يرسل الله مطرًا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر، أي: بيت مدينة وقرية أو بادية فأهل البوادي يتخذون بيوتهم من وبر الإبل، وأهل القرى والأمصار يبنونها بالمدر الطين ونحوه "فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة" أي: كالمرآة - بكسر الميم - لصفائها ونظافتها أو الصفحة

(3)

أو كالروضة أو غير ذلك

(4)

"ثم يقال للأرض انبتي ثمرتك وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بِقِحْفِهَا" بكسر القاف شبهها بقحف الرأس وهو ما فوق

(5)

الدماغ، وقيل: ما انفلق من جمجمته وانفصل "ويبارك في الرسل" بكسر الراء وسكون المهملة، أي:

(1)

انظر: "النهاية": (3/ 428).

(2)

في "الأصل": (فري)، والتصحيح من "النهاية".

(3)

في "الأصل": (الصحفة)، والتصحيح من "ط" و"المصادر".

(4)

روي: كالزَّلَقَة بالقاف، وروي: الزُّلْفة بضم الزاي وسكون اللام، وروي: الزَّلَفَة بزاي مفتوحة مشددة ولام وفاء مفتوحتين.

قال القاضي: وكلها صحيحة، واختلفوا في معناه، فقال ثعلب وأبو زيد وآخرون: معناه كالمرآة، وحكى صاحب "المشارف" هذا عن ابن عباس أيضًا شبهها بالمرآة في صفائها ونظافتها، وقيل: كمصانع الماء، أي: أن الماء يستنقع فيها حتى تصير كالمصنع الذي يجتمع فيه الماء، وقال أبو عبيد: معناه كالإجانة الخضراء، وقيل: كالصفحة، وقيل: كالروضة. "شرح النووي على مسلم": (18/ 69).

(5)

في "الأصل": (قانون)، وما أثبته من "المصادر".

ص: 51

اللبن "حتى إن اللقحة الواحدة" أي: القريبة العهد بالولادة، "لتكفي الفئام" يعني: الجماعة الكثيرة من الناس "واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ" أي: الجماعة من الأقارب "وبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحًا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة".

* واختلف في المراد بقوله يتهارجون، فقيل: يتسافدون، وقيل: يتشاورون، والظاهر ما قال شيخنا

(1)

أنه بمعنى يتقاتلون، أو أعم من ذلك، ويؤيد حمله على التقاتل تفسير الهرج في الحديث الآخر بالقتل

(2)

، والله المستعان

(3)

.

(1)

أي: ابن حجر رحمه الله. انظر قوله هذا في: "فتح الباري": (13/ 14).

(2)

ورد ذلك في عدة أحاديث في ذلك، منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يتقارب الزمان وينقص العلم ويلقى الشح وتظهر الفتن ويكثر الهرج، قالوا: يا رسول الله، أيما هو؟ قال: القتل القتل".

رواه البخاري: (6/ 2590، رقم 6652)، ومسلم في العلم، باب رفع العلم وقبضه:(رقم 157).

(3)

التعليق: تحدث المصنف رحمه الله فيما مضى عن يأجوج ومأجوج ووقت خروجهم، وهذا ثابت في الكتاب والسنة كما سبق بيانه، ولا نعلم زمان خروجهم وعدم معرفتنا بمكانهم الآن على كثرتهم لا يمنع من وجودهم فالأرض واسعة وفيها من البلاد ما لا يعلمها إلا الله ولا تغتر بزعم بعضهم أن المكتشفين جابوا الأرض وعرفوها قطعة قطعة فهذا كذب محض وربما وجدوا سدهم وعرفوا مكانهم لكنهم كتموا ذلك، وعلى كل حال فقد أخبر الله بوجودهم وأنهم خارجون آخر الزمان فالواجب تصديق ذلك واعتقاده والإستعاذة بالله من شرهم، والله أعلم.

ص: 52

* وأما خروج الدابة وخروجها في آخر الزمان من مكة إما من صدع الصفا

(1)

، وبه جزم غير واحد، أو من المروة

(2)

، أو من شعب أجياد

(3)

، أو من بعض أودية تهامة

(4)

من وراء مكة، أو من مدينة قوم لوط

(5)

(6)

.

(1)

أي: جبل الصفا.

(2)

جبل المروة.

(3)

أجياد: موضع بمكة يلي الصفا، قيل: هو موضع خروج دابة الأرض. "معجم البلدان": (1/ 104).

(4)

تهِامة: بالكسر، اختلف في تحديدها، وهي في طرف الحجاز وأولها من قبل نجد ذات عرق ومنها مكة، ويقال: إنها من اليمن إلى عسفان بين مكة والمدينة. "معجم البلدان": (2/ 93).

(5)

يقصد قرى سدوم من مدائن قوم لوط. "معجم البلدان": (3/ 200).

(6)

ثبت خروج الدابة بالكتاب والسنة، قال تعالى:{وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} [النمل: 82].

قال ابن كثير رحمه الله: (هذه دابة تخرج في آخر الزمان عند فساد الناس وتركهم أوامر الله وتبديلهم الدين الحق، يخرج الله لهم دابة من الأرض، قيل: مكة، وقيل غيرها، فتكلم الناس على ذلك). "تفسير ابن كثير": (3/ 374).

وقال البغوي رحمه الله: (اختلفوا في كلامها، فقال السدي: تكلمهم ببطلان الأديان سوى دين الإسلام، وقال بعضهم: كلامها أن تقول لواحد: هذا مؤمن، وتقول لآخر: هذا كافر.

وقال مقاتل: تكلمهم بالعربية، وقرأ سعيد بن جبير وعاصم الجحدري وأبو رجاء العطاردي تَكْلِمُ بفتح التاء وتخفيف اللام من الكَلْمِ وهو الجرح.

قال أبو الجوزاء: سألت ابن عباس رضي الله عنهما عن هذه الآية تُكَلِّم أو تَكْلِم؟ قال: كل ذلك تفعل تُكَلِّمُ المؤمن، وتَكْلِمُ الكافر). "تفسير البغوي":(3/ 428) باختصار.

وقال ابن جرير الطبري رحمه الله في "تفسيره"(20/ 16): قرأ عامة قراء الأمصار {تُكَلِّمُهُمْ} بضم التاء وتشديد اللام بمعنى: تخبرهم وتحدثهم.

وقرأه أبو زرعة بن عمرو: {تُكَلِّمُهُمْ} بفتح التاء وتخفيف اللام بمعنى تسم.

والقراءة التي لا أستجيز غيرها في ذلك ما عليه قراء الأمصار {تُكَلِّمُهُمْ} اهـ.

والأحاديث الدالة على خروج الدابة كثيرة، منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض". رواه مسلم في كتاب الإيمان: (1/ 138، رقم 249).

وعن أبي أُمامة رضي الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تخرج الدابة فتسم الناس على خراطيمهم ثم يغمرون فيكم حتى يشتري الرجل البعير فيقول: ممن اشتريته؟ فيقول: اشتريته من أحد المخطمين". رواه =

ص: 53

* وتخرج كما في بعض المرفوعات أو الموقوفات ثلاث خرجات من الدهر، فمرة من أقصى البادية، ولا يدخل ذكرها القرية، يعني: مكة.

* ثم تكمن

(1)

زمانًا طويلًا ثم تخرج مرة أخرى دون تلك فيعلو ذكرها في أهل البادية، ويدخل ذكرها القرية يعني: مكة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينما الناس في أعظم المساجد على الله حرمة وأكرمها المسجد الحرام، لم يرعهم إلا وهي تربو

(2)

بين الركن والمقام تنفض عن رأسها التراب فارفض الناس عنها شتى ومعًا وثبتت عصابة من المؤمنين وعرفوا أنهم لن

(3)

يعجزوا الله فبدأت بهم فجلت وجوههم حتى جعلتها كأنها الكوكب الدري، وولت في الأرض لا يدركها طالب ولا ينجو منها هارب حتى أن الرجل ليعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه فتقول: يا فلان الآن تصلي فيقبل عليها فتسمه في وجهه ثم تنطلق ويشترك الناس في الأموال ويصطحبون

(4)

في الأمصار يعرف المؤمن من الكافر حتى أن المؤمن ليقول

(5)

: يا كافر اقض حقي، وحتى أن الكافر ليقول: يا مؤمن اقض حقي"

(6)

.

= الإمام أحمد في "مسنده": (5/ 268)، وذكره الهيثمي في "المجمع" وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير عمر بن عبد الرحمن بن عطية وهو ثقة.

(1)

في "الأصل": (تمكن)، وفي "ط":(تمكث)، والتصحيح من "أ" و"المصادر".

(2)

في "مسند الطيالسي": (ترغو).

(3)

في "الأصل" غير واضحة، وفي بقية النسخ:(لم)، وفي "مسند أبي داود":(لن).

(4)

في "أ": (يصطلحون).

(5)

في "أ": (فيقول).

(6)

رواه أبو داود الطيالسي في "مسنده" كما في "المنحة": (2/ 221) عن حذيفة بن أسيد مرفوعًا.

ورواه الطبراني في "الكبير": (3/ 193، رقم 3035)، والحاكم في "المستدرك":(4/ 484)، وقال: هذا =

ص: 54

* وفي رواية عند أحمد: "تخرج دابة الأرض ومعها عصى موسى وخاتم سليمان فتخطم أنف الكافر بالخاتم وتجلوا وجه المؤمن بالعصى حتى أن أهل الخوان الواحد ليجتمعون فيقول هذا: يا مؤمن، ويقول هذا: يا كافر"

(1)

.

* وعن علي

(2)

رضي الله عنه "أنها دابة لها

(3)

ريش وزغب وحافر وما لها ذنب ولها لحية وأنها تخرج حُضر

(4)

[الفرس]

(5)

- بمهملة مضمومة ثم معجمة، أي: عدو الفرس الجواد، أي: السابق الجيِّد - وما خرج ثلثها"

(6)

.

* وفي "النهاية" قيل: طولها ستون ذراعًا ذات قوائم ووبر، وقيل: هي مختلفة الخلقة تشبه عدة من الحيوانات، ينصدع جبل الصَّفا فتخرج منه ليلة جَمْع

(7)

والناس سائرون إلى منى.

= حديث صحيح الإسناد، وهو أبين حديث في ذكر دابة الأرض ولم يخرجاه.

وقال الذهبي: طلحة بن عمرو الحضرمي ضعفوه وتركه أحمد.

وقال الهيثمي في "المجمع"(718): رواه الطبراني وفيه طلحة بن عمرو وهو متروك.

وقد روي كذلك موقوفًا على حذيفة بن أسيد نحوه، رواه الحاكم في "مستدركه" (4/ 484) وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

(1)

"مسند الإمام أحمد": (2/ 295) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ورواه الترمذي:(5/ 21)، وقال: حديث حسن، وابن ماجه:(2/ 1351، رقم 4066)، وضعفه الألباني في "السلسلة الضعيفة":(رقم 108)، والحاكم في "المستدرك":(4/ 485) وسكت عليه، وكذلك الذهبي وأبو داود الطيالسي كما في "المنحة":(2/ 221).

(2)

علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي (حيدرة، أبو تراب أبو الحسنين)، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزوج ابنته، من السابقين الأولين، وهو أحد العشرة، مات سنة (40 هـ) وله ثلاث وستون سنة على الأرجح. "الإصابة":(رقم 5690).

(3)

في "ط": (ليس لها ريش) وهو غلط.

(4)

حُضْر الفرس: الحضر بالضم العدو وأحْضَر يُحْضِر فهو مُحْضِرٌ إذا عدا. "النهاية": (1/ 398).

(5)

ساقطة من جميع النسخ، وزدتها من "الدر المنثور".

(6)

ذكره السيوطي في "الدر المنثور": (6/ 382)، ، عزاه لابن أبي حاتم.

(7)

أي: ليلة مزدلفة.

ص: 55

* وقيل: من أرض

(1)

الطائف، ومعها عصى موسى وخاتم سليمان عليهما السلام لا يدركها طالب، ولا يعجزها هارب، تضرب المؤمن بالعصى وتكتب في وجهه مؤمن، وتطبع الكافر بالخاتم وتكتب في وجهه كافر

(2)

. وعن بعض المفسرين لها خلق عظيم تخرج من صدع في

(3)

الصفا لا يفوتها

(4)

أحد، تسم المؤمن فينير وجهه وتكتب بين عينيه مؤمن وتسم الكافر فيسود وجهه وتكتب بين عينيه كافر

(5)

.

* وقيل: عن عبد الله بن عمرو بن العاص

(6)

: "إنها الجساسة المذكورة في الحديث"

(7)

.

(1)

في جميع النسخ: (والأرض الطائف)، والتصحيح من "النهاية".

(2)

"النهاية" لابن كثير: (2/ 96).

(3)

زيادة من "أ".

(4)

في "الأصل" وجميع النسخ: (لا يقربها)، وما أثبته من "التذكرة".

(5)

قاله القرطبي رحمه الله في "التذكرة": (819)، وما ذكره من الكتابة بين عيني المؤمن والكافر فإنه لا دليل عليه، وإنما دلت النصوص على ثلاثة أمور:

الأمر الأول: أن الدابة تكلم الناس.

الأمر الثاني: أنها تسم المؤمن بعلامة وتجلوا وجهه حتى ينير.

الأمر الثالث: أنها تسم الكافر بعلامة، قيل: هي خطم الأنف، أي: تجعل على أنفه علامة سوداء كأثر الخطم، والخطم الكي من خطمت البعير إذا كويته خطًّا من الأنف إلى أحد خديه، وتسمى تلك السمة الخطام.

وانظر: "النهاية": (2/ 50).

(6)

تقدمت ترجمته.

(7)

حديث الجساسة في مسلم: (رقم 2942)، وقد تقدم وهو يشير إلى قول تميم الداري في الحديث "فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أهلب - أي: كثيرة الشعر - لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقالوا: ويلك من أنت؟ قالت: أنا الجساسة".

نقل هذا القول عن عبد الله بن عمرو أبو العباس القرطبي في "المفهم": (7/ 240)، وأبو عبد الله القرطبي في "تفسيره":(3/ 235).

ص: 56

* وعن ابن عباس

(1)

رضي الله عنهما "أنها الثعبان الذي كان في بئر الكعبة فاختطفته العُقاب"

(2)

.

* وعن بعض المتأخرين الأقرب أن يكون إنسانًا متكلمًا يناظر أهل البدع والكفر ويجادلهم فينقطعوا فيهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيى عن بينة لقوله تعالى: {تُكَلِّمُهُمْ}

(3)

.

(1)

عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وُلد قبل الهجرة بثلاث سنوات في الشعب، أثناء الحصار، وكان رضي الله عنه ترجمان القرآن وحبر الأُمة لعلمه وفهمه، تُوفي سنة (84 هـ). "الإصابة":(رقم 4781).

(2)

ذكره القرطبي في "التذكرة": (819)، وفي "تفسيره":(13/ 236)، وقال: حكاه النقاش عن ابن عباس رضي الله عنهما.

(3)

ذكره أبو العباس القرطبي في "المفهم": (7/ 230)، وأبو عبد الله القرطبي في "تفسيره":(13/ 236)، وفي "التذكرة":(818). قال أبو العباس القرطبي: (وعلى هذا - أي: إذا كانت رجلًا يناظر أهل البدع - فلا يكون في هذه الدابة آية خاصة خارقة للعادة ولا تكون من جملة العشر الآيات المذكورة في الحديث؛ لأن وجود المناظرين والمحتجين على أهل البدع كثير، فلا آية خاصة بها فلا ينبغي أن تذكر مع العشر.

ثم إن تسمية الإنسان المناظر الفاضل العالم باسم الدابة خروج عن عادة الفصحاء وعن تعظيم العلماء وليس ذلك من دأب العقلاء، فالأولى ما قاله أهل التفسير، والله أعلم بحقائق الأمور). "المفهم" بتصرف.

ولكل قوم وارث، فقد كثر في هذا الزمان من يحاول أن يعمل عقله في هذه النصوص الثابتة، وذلك بتأويل هذه الأمور الغيبية وهو يظن أنه قد جاء بما لم تأت به الأوائل، وما علم أن هذه الشبه قد قالها قبله أُناس كثيرون ورد العلماء عليهم، فمن أقوال بعض المخالفين: إن الدابة نوع من الحشرات الموجودة الآن وأنها تكثر في المستقبل لأي سبب من الأسباب. "دائرة معارف القرن العشرين": (4/ 14).

قال التويجري رحمه الله: (والجواب على هذا من وجوه:

1 -

أن هذا القول مخالف لما ثبت في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والتي يجب التسليم لها وعدم إعمال العقول في ردها وتأويلها.

2 -

أن خروجها من أشراط الساعة ولا ينفع الإيمان بعدها، فإذا كانت هي هذه الجراثيم وهي موجودة ولا ينفع إيمان أحد بعدها لزم منه نفي إيمان أهل الأرض كلهم.

3 -

أن النصوص دلت على أنها حيوان واحد وليست ألوف الجراثيم.

4 -

أنها من خوارق العادات التي تعجز العقول عن تصورها بخلاف الجراثيم).

"إتحاف الجماعة": (3/ 186 - 187) بتصرف واختصار.

ص: 57

* وأما طلوع الشمس من مغربها الذي قيل في حكمته: إن إبراهيم عليه السلام قال لنمروذ: {فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ}

(1)

، وأن الملحدة والمنجمة عن آخرهم ينكرون ذلك، ويقولون: هو غير كائن؛ فيطلعها الله تعالى من المغرب لِيُرِيَ المنكرين

(2)

قدرته أن الشمس في ملكه إن شاء أطلعها من المشرق، وإن شَاء أطلعها من المغرب

(3)

، وإليه الإشارة بقوله:{يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا}

(4)

(5)

.

كما صح في حديث مرفوع جاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص - وكان يقرأ الكتب - أنه قال: "إنها كلما غربت أتت تحت العرش فسجدت

(1)

سورة البقرة، الآية:258.

(2)

في "ط": (المشركين).

(3)

ذكره القرطبي في "التفسير": (7/ 148)، وفي "التذكرة":(826).

(4)

سورة الأنعام، الآية:158.

(5)

ومما يدل على ذلك:

حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يومًا: "أتدرون أين تذهب هذه الشمس؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها: ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة ولا تزال كذلك حتى يقال لها: ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئًا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش فيقال لها: ارتفعي أصبحي طالعة من مغربك فتصبح طالعة من مغربها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتدرون متى ذاك؟ ذاك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا".

رواه البخاري: (8/ 541) مختصرًا، ورواه مسلم في الإيمان:(1/ 138، رقم 250)، واللفظ له.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت من مغربها آمن الناس كلهم أجمعون فيومئذ لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا".

رواه مسلم في الإيمان: (1/ 137، رقم 248).

ص: 58

واستأذنت في الرجوع فيؤذن لها حتى إذا بدا لله

(1)

أن تطلع من مغربها وفعلت كما كانت تفعل لم يرد عليها مرة بعد أخرى ثلاثًا حتى إذا ذهب من الليل ما شاء الله أن يذهب وعرفت أنه وإن أذن لها في الرجوع لم تدرك المشرق قالت: يا رب ما أبعد المشرق من لي بالناس حتى إذا صار الأفق كأنه طوق استأذنت في الرجوع فيقال لها من مكانك فاطلعي فتطلع على الناس من مغربها

(2)

.

(1)

قوله: "بدا لله" هي عند الإمام أحمد، وعند ابن أبي شيبة:"حتى إذا شاء الله"، وعند عبد بن حميد "فإذا أراد الله".

وهاتان الروايتان تفسران الرواية الأولى وأن المعنى فإذا أراد الله أن تطلع الشمس من المغرب وذلك علامة على قرب الساعة وانقطاع باب التوبة، أمرها الله عز وجل أن ترجع فتطلع من المغرب وكل ذلك في سابق علمه سبحانه وتعالى.

(2)

رواه الإمام أحمد في "مسنده": (2/ 201)، والبزار كما في "كشف الأستار":(4/ 145)، وابن أبي شيبة في "المصنف":(15/ 67)، وعبد بن حميد كما في "المنتخب":(رقم 326)، والحاكم في "المستدرك":(4/ 547)، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

وذكره الهيثمي في "المجمع": (8/ 8 - 9)، وقال: في "الصحيح" طرف من أوله.

ورواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير" ورجاله رجال الصحيح. وأوله في "الصحيح" كما قال الهيثمي يعني: "صحيح مسلم": (رقم 2941).

والحديث صحيح كما قاله السخاوي رحمه الله وشواهده المذكورة سابقًا تدل عليه وأنه ليس مما أخذه عبد الله ابن عمرو رضي الله عنه من أهل الكتاب وإنما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك قال كما في رواية مسلم: "حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا لم أنسه أبدًا"، والمصنف رحمه الله اختصر الحديث فأشعر فعله أن سجود الشمس ليس مما سمعه عبد الله من النبي صلى الله عليه وسلم وهذا ليس بصحيح، والذي في "مسند أحمد" عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أول الآيات خروجًا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة ضحى فأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها".

ثم قال عبد الله - وكان يقرأ الكتب -: وأظن أولها خروجًا طلوع الشمس من مغربها، وذلك أنها كلما غربت أتت تحت العرش فسجدت. الحديث.

فيكون الذي من كلام عبد الله بن عمرو في هذا الحديث هو قوله: وأظن أولها خروجًا طلوع الشمس. ولم ينقل الأولية عن النبي صلى الله عليه وسلم أما ما عدا ذلك فهو من كلام النبي صلى الله عليه وسلم كما يشهد له حديث أبي ذر المتقدم عند =

ص: 59

* وفي حديث مرفوع: "ليأتين على الناس ليلة تعدل ثلاث ليال من لياليكم هذه فإذا كان ذلك يعرفها المتنفلون فإن أحدهم يقوم فيقرأ حزبه ثم ينام ثم يقوم فيقرأ حزبه ثم ينام فبينما هم كذلك ماج

(1)

الناس بعضهم في بعض فقالوا: ما هذا فيفزعون إلى المساجد فإذا هم بالشمس قد طلعت [من مغربها فضج الناس ضجة واحدة]

(2)

حتى إذا صارت في وسط السماء رجعت وطلعت من مطلعها قال: وحينئذ لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل"

(3)

يعني: إذا أنشأ الكافر إيمانًا يومئذ لا يقبل منه، فإنه من كان مؤمنًا قبل، فإن كان مصلحًا في عمله فهو بخير عظيم، وإن كان مخلطًا فأحدث توبة يومئذ لم تقبل توبته وعليه يحمل قوله تعالى:{أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا} أي: ولا يقبل منها كسب عمل صالح إذا لم يكن عاملًا به قبل ذلك.

* ويروى عن ابن عباس رضي الله عنهما استثناء من كان صغيرًا يومئذ فإنه لو أسلم بعده قبل منه، وكذا من كان مذنبًا وتاب من الذنب فإنه يقبل منه

(4)

.

* قال القرطبي

(5)

بعد الحكاية عن الملحدة لإنكاره: (فعلى هذا يحتمل

= البخاري، والله أعلم.

(1)

في "الأصل": (صاح)، وفي "ط":(إذا صاح)، والتصحيح من "الدر المنثور".

(2)

ما بين المعكوفتين ساقط من جميع النسخ وأثبته من "الدر المنثور" وبه استقام المعنى.

(3)

ذكره السيوطي في "الدر المنثور": (3/ 392) وعزاه لعبد بن حميد وابن مردويه من حديث عبد الله بن أبي أوفى، وذكره ابن كثير في "تفسيره":(2/ 194)، وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه وليس هو في شيء من الكتب الستة.

(4)

ذكره القرطبي في "التفسير": (7/ 148)، وفي "التذكرة":(827).

(5)

محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري، أبو عبد الله، القرطبي، المفسر، صاحب التفسير المشهور "الجامع لأحكام القرآن"، توفي سنة 671 هـ. "الديباج المذهب":(ص 317)، "الأعلام ":(6/ 231).

ص: 60

أن يكون رد التوبة والإيمان على من آمن وتاب من المنكرين المكذبين خاصة، فأما المصدقون فإنه تقبل توبتهم وينفعهم إيمانهم قبل)

(1)

.

* قال ابن كثير

(2)

: (وإنما كان هذا الحكم عند طلوع الشمس من مغربها لاقتراب وقت القيامة وظهور أشراطها كما قال: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ}

(3)

، وقال تعالى:{فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ}

(4)

(5)

.

* وربما يستأنس له بما قيل مما هو غريب: (أن الدابة تقتل إبليس)

(6)

، وبما قيل مما رفع وهو أيضًا غريب: (أنه إذا طلعت الشمس من مغربها يخر ساجدًا وينادي جهرًا إلهي مرني أن أسجد لمن شئت فيجتمع إليه زبانيته فيقولون: يا سيدهم ما هذا التضرع؟ فيقول: أنا قد سألت ربي أن ينظرني إلى الوقت المعلوم [وهذا الوقت المعلوم]

(7)

قال: ثم تخرج الدابة من صدع في

(1)

"تفسير القرطبي": (7/ 148)، وانظر:"التذكرة" له: (827).

(2)

إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي عماد الدين، أبو الفداء، الشافعي، الإمام المحدث، المفسر، المؤرخ، الفقيه، وُلد سنة 700 هـ، صاحب "التفسير" و"البداية والنهاية" وغيرهما، توفي سنة 774 هـ.

"الدرر الكامنة": (1/ 773)، "شذرات الذهب":(6/ 213).

(3)

سورة محمد، الآية:18.

(4)

سورة غافر، الآيتان: 84 - 85.

(5)

"تفسير ابن كثير": (2/ 195).

(6)

ذكره السيوطي في "الدر المنثور": (3/ 398)، وقال: أخرجه نعيم بن حماد في الفتن، والحاكم في "المستدرك" وضعفه عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(7)

ساقط في جميع النسخ أكملته من "الدر المنثور".

ص: 61

الصفا، قال: فإذا خطوة تضعها في أنطاكية

(1)

فتأتي إبليس فتلطمه)

(2)

.

* وما يروى في التقاء شيخين فيقول أحدهما لصاحبه: متى ولدت؟ فيقول: لما طلعت الشمس من مغربها

(3)

غير صحيح.

* كالذي يروى عن ابن عمر (أنه يبقى الناس بعد طلوعها من مغربها مائة وعشرين سنة حتى تغرسوا النخل)

(4)

.

* وإن صح ذلك يحتاج إلى تأويل.

* وبالجملة فالوارد في كون أول الآيات خروجًا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة مع صحته لا ينافي الوارد في كون أولها الدجال ونزول عيسى وخروج يأجوج ومأجوج لحمله فيها على الأمور المألوفة؛ لأنه شيء مشاهد بخلافه فيهما فليس بمألوف بل هو مخالف للعادات المستقرة، أي: خروج الدابة على شكل غريب غير مألوف ومخاطبتها الناس ووسمها إياهم بالإيمان والكفر أمر خارج عن مجاري العادات وذلك أول الآيات الأرضية كما أن طلوع الشمس من مغربها على خلاف عادتها المألوفة أول الآيات

(1)

أنطاكية: بالفتح ثم السكون والياء مخففة مدينة بالشام بينها وبين حلب يوم وليلة. "معجم البلدان": (1/ 266 - 267) وهي تقع الآن في دولة تركيا.

(2)

رواه الطبراني في "الأوسط": (1/ 36) عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا، وذكره الهيثمي في "المجمع":(8/ 8)، وقال: فيه إسحاق بن إبراهيم بن زبريق وهو ضعيف.

وذكره السيوطي في "الدر المنثور": (3/ 400) وعزاه للطبراني وابن مردويه.

(3)

رواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "بغية الباحث": (2/ 790)، عن ابن عباس رضي الله عنهما وفي إسناده إسماعيل بن أبي إسماعيل، والكلبي وهما متروكان.

وذكره السيوطي في "الدر المنثور": (3/ 394) عن أبي هريرة رضي الله عنه وعزاه لعبد بن حميد.

(4)

ذكره السيوطي في "الدر المنثور": (3/ 391) وعزاه لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وليس فيه "حتى تغرسوا النخل".

ص: 62

السماوية فهما أول بهذا التأويل وآخر على الإطلاق

(1)

كما مشى عليه الحاكم وأقره تلميذه البيهقي ناصر السنة ثم جنح إليه ابن كثير ووقوعها مترادفة كالحامل المتم التي شارفت الموضع.

* قال شيخنا

(2)

: والذي ترجح من مجموع الأخبار أن أول الآيات العظام المؤذنة بتغيير الأحوال العامة في معظم الأرض تنتهي بموت عيسى، وأن طلوع الشمس من المغرب أول الآيات العظام المؤذنة بتغيير أحوال العالم العلوي، وينتهي ذلك بقيام الساعة، فلعل خروج الدابة يقع في ذلك اليوم الذي تطلع فيه الشمس من المغرب، وقد ثبت أنهما أعني طلوع الشمس وخروج الدابة ضحى أول الآيات فأيهما خرج قبل فالآخر منه قريب

(3)

.

* قال الحاكم: والذي يظهر أن طلوع الشمس يسبق خروج الدابة، ثم تخرج الدابة ذلك اليوم أو الذي يقرب منه.

* قال شيخنا: والحكمة فيه أن عند طلوع الشمس من المغرب يغلق باب التوبة

(4)

، وتخرج الدابة تميز المؤمن من الكافر تكميلًا للمقصود من إغلاق باب التوبة

(5)

.

* وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "أول أشراط الساعة نار تحشر الناس من المشرق إلى

(1)

اضطربت هذه العبارة في "الأصل" و"ط"، وصححتها هكذا من "أ".

(2)

أي: الحافظ ابن حجر رحمه الله.

(3)

ثبت ذلك من حديث عبد الله بن عمرو وقد تقدم.

(4)

كما جاء ذلك في الآيات والأحاديث المتقدمة.

ومما يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده في النهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها".

رواه مسلم: (4/ 2113، رقم 2759) عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.

(5)

انظر: "فتح الباري": (11/ 353 - 355).

ص: 63

المغرب"

(1)

فقد جاء في حديث عند مسلم أنها آخر الآيات، ولفظه:"اطَّلع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر فقال: ما تذكرون؟ فقالوا: نذكر الساعة، فقال: إنها لن تقوم حتى ترو قبلها عشر آيات فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى بن مريم ويأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من اليمن فتطرد الناس إلى المحشر"

(2)

.

* ويجمع بينهما بأن آخريتها باعتبار ما ذكر معها من الآيات، وأوليتها بأنها أول الآيات التي لا شيء بعدها من أمور الدنيا أصلًا بل يقع بانتهائها النفخ في الصور بخلاف ما ذكر معها فإنه يبقى

(3)

بعد كل آية منها أشياء من أمور الدنيا.

* وفي "الصحيح": "يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين راهبين واثنان على بعير وثلاثة على بعير وأربعة على بعير وعشرة

(4)

على بعير وتحشر بقيتهم النار تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا وتمسي معهم حيث أمسوا"

(5)

.

قال القاضي عياض

(6)

: (والحشر في الدنيا قبل قيام الساعة وهو آخر

(1)

رواه البخاري في كتاب الأنبياء: (3/ 1211، رقم 3151) عن أنس رضي الله عنه.

(2)

رواه مسلم: (4/ 2225 - 2226، رقم 2901) عن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه.

(3)

في "ط": (فإنه ما بقي) وهو غلط.

(4)

في "الأصل": (وخمسة)، والتصحيح من "الصحيحين" و"ط".

(5)

رواه البخاري في الرقاق (11/ 377، رقم 6522 - الفتح)، ورواه مسلم:(4/ 2195، رقم 2861)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(6)

عياض بن موسى بن عياض بن عمرو اليحصبي، أبو الفضل، السبتي، المالكي، الإمام، العلامة، الحافظ، وُلد سنة (446 هـ) صاحب "الشفا في شرف المصطفى"، و"ترتيب المدارك" وغيرها، تُوفي سنة =

ص: 64

أشراطها)

(1)

.

* ويروى عن كعب الأحبار قال: "تخرج نار تحشر الناس فإذا سمعتم بها فاخرجوا إلى الشام"

(2)

.

* وهو موضح أخرى لفظها: "تطرد الناس إلى محشرهم"

(3)

فالمراد به الشام؛ لأن بها يحشر الناس ليوم القيامة.

* ومنه حديث ابن عمر: "فهلا إلى الشام أرض المنشر"

(4)

.

* أي: موضع النشور وهي الأرض المقدسة من الشام يحشر الله الموتى إليها يوم القيامة وهي أرض المحشر، وعند خروج النار يقل حينئذ الظهر وتباع الحديقة بالبعير الواحد لكثرة المفتقرين إليه، ولا يلتفت حينئذ (إلى ما ينقله)

(5)

من المال، بل يقصد نجاة نفسه ومن يقدر عليه من ولده وأهله، بخلاف طروق غيرها من الفتن كالدجال فإنه لا يلوي فيها عن الأهل فضلًا عن المال، وأما عند حصول الأمن المفرط وذلك في زمن المهدي وعيسى

= (544 هـ). "الديباج المذهب": (2/ 46)، "السير":(20/ 212).

(1)

نقله عنه القرطبي في "المفهم": (7/ 153). وقد تقدم في القسم الدراسي تقسيم الآيات إلى عدة اعتبارات، فتصبح الأولية باعتبار من أحد هذه الإعتبارات وليس على الإطلاق، وبذلك يجمع بين هذه النصوص في أي العلامات أول ظهورًا.

(2)

رواه ابن أبي شيبة في "المصنف": (15/ 116)، وأبو عمرو الداني في "الفتن"(5/ 997 - 998، رقم 534)، من كلام كعب الأحبار.

(3)

قطعة من حديث عند مسلم: (برقم 2901) من حديث حذيفة بن أسيد الغفاري وقد تقدم أوله.

(4)

رواه الترمذي في باب ما جاء في فضل المدينة: (5/ 377، رقم 4010)، وقال: هذا حديث صحيح غريب وله قصة وهي (أن مولاة له أتته فقالت: اشتد علي الزمان وإني أريد أن أخرج إلى العراق، قال: فهلا إلى الشام أرض المنشر؟ واصبري لكاع فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من صبر على شدتها ولأوائها كنت له شهيدًا أو شفيعًا يوم القيامة" وهو في "صحيح مسلم": (رقم 1377) بدون ذكر الشاهد هنا.

(5)

في "ط" جملة مضطربة لا معنى لها.

ص: 65

عليه السلام فحين يستغني كل أحد بما عنده عما في يد غيره.

* ثم إن هذه النار ليست النار التي ظهرت بنواحي المدينة في سنة (أربع وخمسين وستمائة).

* وقال النووي: تواتر العلم بخروجها عند جميع أهل الشام

(1)

.

* وكالتي كانت نحوها في بعض بلاد الحجاز في الجاهلية زمن الجاهلية زمن خالد بن سنان

(2)

وقام بها حتى أخمدها

(3)

، بل وقعت بالمدينة في عصرنا

(4)

.

* وبعد موت عيسى عليه السلام تهب ريح فتقبض أرواح المؤمنين كما تقدم

(5)

في أواخر الكلام على [خروج]

(6)

يأجوج ومأجوج مع أنه لم يقع الإفصاح هناك بكونه بعد موته ثم إنه لم يعين جهة مجيء الريح وقد ثبت في "الصحيح": "أن الله تعالى يبعث ريحًا من اليمن"

(7)

.

(1)

قال النووي: (وقد خرجت في زماننا نار بالمدينة سنة أربع وخمسين وستمائة، وكانت نارًا عظيمة جدًّا من جنب المدينة الشرقي وراء الحرة تواتر العلم بها عند جميع الشام وسائر البلدان وأخبرني من حضرها من أهل المدينة). "شرح مسلم" للنووي: (18/ 28). وانظر: "البداية والنهاية": (13/ 199 - 206).

(2)

خالد بن سنان العبسي، حكيم جاهلي، كان في أرض بني عبس يدعو الناس إلى دين عيسى وهو الذي أطفأ النار التي ظهرت بأرض العرب. "الإصابة":(1/ 466)، "الكامل في التاريخ":(1/ 131).

(3)

انظر أخبار هذه الواقعة في: "البداية والنهاية": (2/ 196).

(4)

لعله يشير إلى الحريق الذي وقع سنة ست وثمانين وثمانمائة.

قال ابن العماد في "الشذرات"(7/ 343): في رمضانها كانت الصاعقة التي احترق بنارها المسجد الشريف النبوي، سقفه وحواصله، وخزائن كتبه، وربعاته ولم يبق من قناطره وأساطينه إلا اليسير وكانت آية من آيات الله، وقال بعضهم فيه:

لم يحترق حرم النبي لريبة

تخشى عليه وما به من عار

لكنما أيدي الروافض لامست

تلك الرسوم فطهرت بالنار

(5)

في حديث النواس بن سمعان وغيره وهو في مسلم: (رقم 2937).

(6)

ما بين المعكوفتين سقط من "أ".

(7)

رواه مسلم في "صحيحه": (1/ 109) من حديث أبي هريرة مرفوعًا.

ص: 66

* وفي رواية: "من قبل الشام"

(1)

.

* فإن في حديث: "يخرج الدجال في أُمتي فيبعث الله عيسى ابن مريم فيطلبه فيهلكه ثم يمكث الناس سبع سنين ثم يرسل الله تعالى ريحًا باردةً من قبل الشام فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير من إيمان إلا قبضته"، وفيه:"فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع - يعني بخفة الطير: مسارعتهم وخفتهم إلى الشرور وقضاء الشهوات كطيران الطير، وكأحلام السباع، أي: في الإفساد والعدوان في خلق السباع العادية - لا يعرفون معروفًا ولا ينكرون منكرًا فيتمثل لهم الشيطان فيأمرهم بعبادة الأوثان ثم ينفخ في الصور - ولا مانع من المجيء منهما معًا أو يكون ابتداؤها من أحد الإقليمين ثم تجيء من الآخر ويتصل ذلك وينتشر وتلك الريح ألين من الحرير - فلا تدع أحدًا في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا قبضته"

(2)

.

* قال النووي: وفي معناه أحاديث منها: "لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله"

(3)

.

* وفي لفظ: "لا تقوم على أحد يقول الله"

(4)

.

* وفي لفظ: "لا تقوم إلا على شرار الخلق"

(5)

.

(1)

مسلم: (4/ 2258 - 2259) من حديث عبد الله بن عمرو.

(2)

أدخل المصنف الحديثين السابقين في هذا السياق.

(3)

رواه مسلم في الإيمان: (1/ 131، رقم 148) من حديث أنس رضي الله عنه.

(4)

المصدر السابق.

(5)

رواه مسلم ولفظه: "لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس" من حديث عبد الله بن مسعود: (4/ 2268، رقم 2949).

ولفظ المصنف: "لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق" رواه الحاكم في "المستدرك": (4/ 456) موقوفًا على عبد الله بن عمرو وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

ص: 67

* قلت: وفي لفظ: "إلا على حثالة الناس"

(1)

.

* وفي رواية: "لا تقوم على مؤمن"

(2)

.

* وفي رواية: "لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريطته من أهل الأرض فيبقى عجاج لا يعرفون معروفًا ولا ينكرون منكرًا"

(3)

.

* يعني بالشريطة: أهل الخير والدين، والأشراط من الأضداد، يقع على الأشراف والأراذل وبالعجاج الغوغاء الأراذل ومن لا خير فيه واحدهم عجاجة

(4)

.

(1)

رواه الإمام أحمد في "مسنده": (3/ 499) من حديث علباء السلمي رضي الله عنه.

والحاكم في "المستدرك": (4/ 495 - 496)، وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

والطبراني في "الكبير": (18/ 84)، وذكره الهيثمي في "المجمع":(8/ 13)، وقال: رجاله ثقات.

(2)

رواه أبو يعلى كما في "المطالب" النسخة المسندة: (رقم 5070)، وفي إسناده موسى بن مطر وهو ضعيف.

(3)

رواه الإمام أحمد في "مسنده": (2/ 210) من طريق الحسن البصري عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.

ورواه الحاكم في "المستدرك": (4/ 435) وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين إن كان الحسن سمعه من عبد الله بن عمرو ووافقه الذهبي، وذكره الهيثمي في "المجمع":(8/ 13) وقال: رواه أحمد مرفوعًا وموقوفًا ورجالهما رجال الصحيح.

(4)

انظر: "النهاية": (3/ 84).

التعليق: ذكر المصنف رحمه الله هذه الروايات لبيان حال الناس الذين تقوم عليهم الساعة، وهي دالة على فساد حالهم وأنهم شرار الخلق لا دين عندهم والعياذ بالله، ولا خلاق، ومن أغرب الإستدلال استدلال الصوفية بهذا على مشروعية ذكر الله بلفظ:(الله الله) مجردًا عن التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل، وهذا استدلال باطل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أعلم الناس لم يرد عنه أنه كان يذكر الله عز وجل بهذا الإسم المجرد عن التسبيح وهو الحجة في ذلك.

وكذلك فإن الحديث له روايات كثيرة كما مر بعضها تبين أن المراد وهو أن الساعة تقوم على قوم لا يؤمنون بالله.

ومن هذه الروايات والتي لم يذكرها المصنف ما جاء من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة على رجل يقول لا إله إلا الله"، رواه الحاكم في "المستدرك":(4/ 495). =

ص: 68

* ثم قال النووي تلو كلامه: (وكلها وما في معناها على ظاهرها، وأما الحديث الآخر "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق [إلى يوم القيامة"

(1)

(حتى يأتي أمر الله)

(2)

"فليس مخالفًا لها؛ لأن معناه أنهم لا يزالون على الحق]

(3)

حتى تأتيهم هذه الريح اللينة قرب القيامة وعند تظاهر أشراطها، فأطلق فيه بقاءهم إلى قيام الساعة على أشراطها ودنوها المتناهي في القرب)

(4)

.

* وقريب منه قول شيخنا: أمر الله [هو]

(5)

هبوب تلك الريح الآتي بعد وقوع الآيات العظام التي تعقبها قيام الساعة ولا يتخلف عنها إلا شيئًا

(6)

يسيرًا فيكون الظهور قبل هبوبها فأما ما بعده فلا يبقى إلا الشرار وليس فيهم مؤمن فعليهم تقوم الساعة

(7)

.

= وهذا الحديث مفسر لقوله: (الله الله).

هذا هو معنى هذا الحديث وهو لا يدل أبدًا على مشروعية ذكر الله بالإسم المجرد كما ترى ولم يؤثر ذلك عن أحد من السلف رحمهم الله وهو مخالف لحقيقة الذكر، فإن الإسم المجرد لا يفيد معنى أبدًا بل فيه سوء أدب مع المخاطب فلا بد للكلام أن يكون مفيدًا للمعنى، وقد شرع الله لنا أذكارًا كثيرة فلماذا تترك ويعمل بما لم يشرعه.

فمن هذه الأذكار قول: لا إله إلا الله، وقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، وهكذا مما تجده في كتب الأذكار الصحيحة، والله أعلم.

(1)

رواه مسلم: (3/ 1524، رقم 1923) عن جابر بن عبد الله ولفظه: "لا تزال طائفة من أُمتي يقاتلون على الحق، ظاهرين إلى يوم القيامة". ونحوه عن ثوبان رضي الله عنه يرفعه: "لا تزال طائفة من أُمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله". مسلم: (رقم 1920)، وانظر:"الفتح": (13/ 292).

(2)

ما بين القوسين ليس من كلام النووي، وكأن المصنف شرح المراد من الحديث.

(3)

ما بين المعكوفتين ساقط من "ط".

(4)

"شرح النووي على مسلم": (2/ 132).

(5)

سقطت من "ط".

(6)

تحرفت في "ط" إلى: (الأشياء).

(7)

"فتح الباري": (13/ 77).

فائدة: قال النووي رحمه الله: (وأما هذه الطائفة فقال البخاري: هم أهل العلم، وقال أحمد بن حنبل: إن لم =

ص: 69

* وعلى هذا فآخر الآيات المؤذنة بقيام الساعة هبوب تلك الريح، ولعل

(1)

هذا هو الوقت المشار إليه بقوله: "لا تقوم الساعة حتى يرجع ناس من أُمتي إلى عبادة الأوثان من دون الله تعالى"

(2)

.

* وفي لفظ: "لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى إن الله يبعث ريحًا طيبة فيتوفى كل من في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم"

(3)

.

* ونحوه: "لا تقوم الساعة حتى تضطرب إليات - أي: أعجاز - نساء دوس على ذي الخلصة"

(4)

.

= يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم.

قال: ويحتمل أن هذه الطائفة مفرقة بين أنواع المؤمنين منهم شجعان مقاتلون ومنهم فقهاء ومنهم محدثون ومنهم زهاد وآمرون بالمعروف وناهون عن المنكر ومنهم أهل أنواع الخير ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين بل قد يكونون متفرقين في أقطار الأرض).

"شرح النووي": (13/ 67).

وقال ابن حجر: (ويجوز إخلاء الأرض كلها من بعضهم أولًا فأولًا إلى أن لا يبقى إلا فرقة واحدة ببلد واحد فإذا انقرضوا جاء أمر الله).

"الفتح": (13/ 295).

وضابط هذه الفرقة اتباعهم للكتاب والسنة لا للبدع الكلامية والخرافات الصوفية وأخذهم بفهم الصحابة رضي الله عنهم لا فهم جهم وعمرو بن عبيد وغيرهم من أهل البدع.

وقد سبق أنهم يجتمعون في المدينة مأرز الإيمان، ثم يخرجون لفتح الشام وقسطنطينية والروم، فينزل عيسى ابن مريم عليهم، وهذا من مناقب أهل المدينة ودليل على حرصهم على اتباع الكتاب والسنة، ولعل للجامعة الإسلامية المباركة في المدينة أثرًا في استمرار منهج السلف إلى زمن عيسى بن مريم فيها. نسأل الله العظيم ذلك والله أعلم.

(1)

في "الأصل": (بعد)، والتصحيح من "أ".

(2)

رواه أبو داود الطيالسي في "مسنده" عن ثوبان رضي الله عنه كما في "المنحة": (213).

(3)

رواه مسلم: (4/ 2230، رقم 2907) عن عائشة رضي الله عنها.

(4)

رواه البخاري: (13/ 76 - الفتح)، ومسلم:(رقم 2907) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

ص: 70

* [يعني: صنم

(1)

دوس التي كانت تعبده في الجاهلية.

* وفي لفظ: "لا تقوم الساعة حتى تتدافع مناكب نساء بني عامر على ذي الخلصة] "

(2)

.

* على أن ابن بطال

(3)

قال فيه وما أشبهه: ليس المراد به أن الدين ينقطع كله في جميع أقطار الأرض حتى لا يبقى منه شيء؛ لأنه ثبت أن الإسلام إلى قيام الساعة إلا أنه يضعف ويعود غريبًا كما بدأ وجنح إلى أن الطائفة التي تبقى على الحق تكون ببيت المقدس، وقال: فبهذا تأتلف الأخبار

(4)

.

* يعني: حيث حملها في الطرفين على ما قال.

* ونازعه شيخنا بأنه ليس [فيما]

(5)

احتج به تصريح ببقاء أولئك إلى قيام الساعة وإنما فيه حتى يأتي أمر الله فيحتمل أن يكون المراد بأمر الله ما ذكر من قبض من بقي من المؤمنين، يعني: كما سلف فظواهر الأخبار تقتضي أن الموصوفين بكونهم ببيت المقدس أن آخرهم كان [مع]

(6)

عيسى عليه السلام ثم إذا بعث الله الريح الطيبة فقبضت روح كل مؤمن لم يبقى إلا شرار الناس.

* وقد ثبت: "لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس"

(7)

.

(1)

من هنا حتى نهاية الحديث القادم عند كلمة ذي الخلصة ساقط من "أ"، وهو ما بين المعكوفتين.

(2)

رواه الحاكم في "المستدرك": (4/ 505)، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

(3)

علي بن خلف بن بطال، البكري، أبو الحسن، القرطبي، ويعرف بابن اللَّجَّام، شارح "صحيح البخاري". تُوفي سنة (449 هـ). "ترتيب المدارك"(4/ 827)، "السير":(18/ 47).

(4)

"فتح الباري": (13/ 76 - 77).

(5)

سقطت من "ط".

(6)

سقطت من "ط".

(7)

تقدم قريبًا.

ص: 71

* وذلك إنما يقع بعد طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة وسائر الآيات العظام

(1)

.

* وثبت: "أن الآيات العظام مثل (السلك)

(2)

إذا انقطع تناثر الخرز بسرعة".

* بل قيل كما في مرسل لأبي العالية

(3)

: "إن بين [أول]

(4)

الآيات وآخرها ستة أشهر تتابعن كتتابع الخرزات في النظام"

(5)

.

* وفي موقوف عن أبي هريرة: "أنها ثمانية أشهر"

(6)

.

* ويشهد لتواليها: "الآيات خرزات منظومات في سلك إذا انقطع السلك تبع بعضها بعضًا"

(7)

.

* وفي رواية: "بين يدي الساعة عشر آيات كالنظم في الخيط إذا سقط منها واحدة توالت"

(8)

.

(1)

"فتح الباري": (13/ 77).

(2)

في "أ": (السدى).

(3)

أبو العالية، رفيع بن مهران، الرياحي، مولى امرأة من بني رياح، قال أبو بكر بن أبي داود:(ليس أحد أعلم بالقرآن من أبي العالية). توفي عام (93 هـ). "طبقات ابن سعد": (7/ 112)، "اللباب":(2/ 46).

(4)

سقطت من "ط".

(5)

أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف": (15/ 182) من كلام أبي العالية.

(6)

أخرجه ابن أبي شيبة: (15/ 182) وفي إسناده أبو المهزم وهو متروك.

(7)

رواه الإمام أحمد في "مسنده": (2/ 219) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، والحاكم في "المستدرك":(4/ 520)، وذكره الهيثمي في "المجمع"

وقال: فيه علي بن زيد وهو حسن الحديث، ورواه ابن حبان:(15/ 248)، والطبراني في "الأوسط":(4/ 304) عن أبي هريرة رضي الله عنه ولفظه: "خروج الآيات بعضها على إثر بعض يتتابعن كما يتتابع الخرز في النظام". وذكره الهيثمي في "المجمع": (7/ 321)، وقال: رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل وداود الزهراني، وكلاهما ثقة.

(8)

عند ابن عساكر في "تاريخ دمشق": (7/ 428) من حديث حذيفة بن أسيد ولفظه: "بين يدي الساعة عشر آيات كالنظم في الخيط إذا سقط منها واحدة توالت".

ص: 72

* وبهذا كله يستدل على عدم صحة رفع "يبقى الناس بعد طلوع الشمس من مغربها عشرين ومائة سنة"

(1)

.

* ولكن يمكن الجواب بأنها تمر مرًّا سريعًا كمقدار مرورها أشهرًا قبل ذلك.

* فقد صح في المرفوع: "لا تقوم الساعة حتى تكون السنة كالشهر وفيه واليوم كاحتراق السعفة"

(2)

.

* وإليه الإشارة في بعض الروايات: "يتقارب الزمان وتنقص السنون"

(3)

.

* إذا علم هذا فالوارد

(4)

في أشراط الساعة وعلاماتها كثير

(5)

، ومنه ما هو محتج به

(6)

، ومنه ما لعله يأتي هنا

(7)

أو لا يثبت

(8)

مما أرجو التفرغ له وتمييز مراتبه

(9)

.

(1)

تقدم.

(2)

رواه الإمام أحمد في "مسنده": (2/ 537)، وابن حبان في "صحيحه":(8/ 298)، وأبو يعلى:(رقم 6680) عن أبي هريرة رضي الله عنه وإسناده صحيح، ولفظه عند أحمد:"لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر ويكون الشهر كالجمعة وتكون الجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كاحتراق السعفة".

(3)

ذكره ابن حجر رحمه الله في "الفتح": (13/ 84)، وعزاه للطبراني من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ولفظه:"يتقارب الزمان وتنقص السنون والثمرات".

(4)

في "ط" تحرفت إلى: (قالوا الوارد).

(5)

يعني: من الأحاديث المتعلقة بأشراط الساعة الكبرى والصغرى.

(6)

أي: سبق الإحتجاج به وذكره فيما مضى.

(7)

أي: يذكر هنا فيما يأتي.

(8)

أي: وبعضه لا يثبت لضعفه، والمصنف يرجو أن يقوم ببيان هذه الأحاديث من حيث الصحة والضعف، وسوف يشير فيما يأتي إلى بعض ذلك.

(9)

اضطربت العبارة في جميع النسخ، واجتهدت في إثباتها هكذا.

ص: 73

* كظهور الفتن التي كان ابتداؤها قتل أمير المؤمنين عمر ثم عثمان

(1)

ثم الحسين

(2)

وما وقع في الحرة

(3)

وصفين

(4)

والجمل

(5)

.

* وغيرها مما لشرحه أماكن والمراد كثرتها واشتهارها وعدم التكاتم

(6)

بها مما يؤثر في أمر الدين.

* وفي لفظ: "أن صلى الله عليه وسلم ذكر فتنة عظمها تكون في الأُمة بين يدي الساعة"

(7)

.

* ومن أسباب الفتنة

(8)

بسط الدنيا والتنافس فيها

(9)

.

(1)

عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي، أبو ليلى، أمير المؤمنين، ذو النورين، أحد السابقين الأولين والخلفاء الأربعة، والعشرة المبشرة، استشهد في ذي الحجة بعد عيد الأضحى سنة (35 هـ)، وكانت خلافته 12 سنة وعمره 80 سنة، وقيل أكثر من ذلك، وقيل أقل. "الإصابة":(برقم 5450).

(2)

الحسين بن علي بن أبي طالب، الهاشمي، أبو عبد الله، المدني، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته، استشهد يوم عاشوراء سنة إحدى وستين وله ست وخمسون سنة بكربلاء. "الإصابة":(1/ 332)، "السير":(3/ 280).

(3)

هي الوقعة التي أرسل فيها يزيد بن معاوية جيشًا إلى المدينة لقتالهم سنة 63 هـ.

(4)

صفين موقعة عظيمة بين فئتين مؤمنتين وهي فتنة عظيمة وقعت في 37 هـ.

(5)

وقعة الجمل وما جرى فيها من الفتن وقعت عام 36 هـ.

وما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم فإنما جرى عن اجتهاد منهم، وقد استغل بعض المفسدين ولا سيما الذين قاموا بقتل عثمان هذا الخلاف وحرصوا على اتساعه حتى لا ينكشف أمرهم وهم فرقة خبيثة حركهم اليهودي عبد الله بن سبأ عليهم وزر ما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم ووزر من جاء بعدهم ممن سلك منهجهم الفاسد في الدعوة وإنكار المنكر.

راجع للزيادة والتوسع في هذه الأحداث. "شرح العقيدة الطحاوية": (ص 545)، "العواصم من القواصم" لابن العربي رحمه الله.

(6)

في "الأصل": (انفكاكها) ولا معنى لها، والتصحيح من "أ" و"فتح الباري":(13/ 18).

(7)

رواه أبو داود: (4/ 105)، وابن أبي شيبة:(7/ 450)، وغيرهما، عن سعيد بن زيد قال:"كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكر فتنة فعظم أمرها فقلنا أو قالوا: يا رسول الله، لئن أدركتنا هذه لتهلكنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلا إن بحسبكم القتل. قال سعيد: فرأيت إخواني قتلوا".

(8)

بعد أن ذكر المصنف رحمه الله بعض أشراط الساعة وما أصاب الأُمة من بلاء ومحن وفتن شرع يذكر بعض أسباب هذه الفتن التي ابتليت بها الأُمة الإسلامية.

(9)

كما في حديث عمرو بن عوف رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما الفقر أخشى عليكم ولكن =

ص: 74

* والنساء لقوله صلى الله عليه وسلم: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء"

(1)

.

* ومنع الأُمراء إعطاء الحقوق (وإقرار القراء الأمراء في غيهم)

(2)

، ولكن تحصل السلامة مع توفيق الله بالصبر والأخذ لما بذل والترك لما منع

(3)

.

= أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم".

رواه البخاري في المغازي: (7/ 320، رقم 4015 - الفتح، ومسلم: (4/ 2273، 2274، رقم 2961).

(1)

رواه البخاري: (9/ 137، رقم 5096)، ومسلم:(4/ 2097، رقم 2740) من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما.

(2)

في "الأصل" كلام غير واضح، وفي "أ":(وامرا القراء للامراء في غيهم)، وفي "ط":(وأمر الغزاة للامراء في غيهم).

وهو كلام غير مستقيم، وما أثبته من معنى حديث ورد في ذلك.

انظر: "فتح الباري": (13/ 6)، أي: يقرونهم على الباطل ويتابعونهم.

(3)

هذه الفتنة من أعظم الفتن والبلايا، وهي كذلك سبب لفتن وبلايا عظام تأتي بعدها لمن ترك هدي النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر الخطير وقد ذكر السخاوي هنا الطريق الذي تحصل به السلامة في الدنيا والآخرة من هذه الفتن وهو الصبر والأخذ لما بذل والترك لما منع، وقد جاء في هذا المعنى أحاديث منها:

حديث أُم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيكون بعدي أمُراء فتعرفون وتنكرون، فمن أنكر فقد برئ، ومن كره فقد سلم، ولكن من رضي وتابع، قالوا: أفلا ننابذهم بالسيف؟ قال: لا ما أقاموا فيكم الصلاة" رواه مسلم: (رقم 1854).

وعن وائل بن حُجر رضي الله عنه: "قلنا: يا رسول الله، أرأيت إن كان علينا أُمراء يمنعونا حقنا ويسألونا حقهم؟ فقال: اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم". رواه مسلم: (رقم 1846).

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض". مسلم: (رقم 1845).

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم سترون بعدي أثرة وأمورًا تنكرونها قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: أدوا إليهم حقهم وسلوا الله حقكم" رواه البخاري: (رقم 7052 - الفتح)، ومسلم:(رقم 1839).

وعن تميم الداري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ =

ص: 75

* وكذا من أسبابها ظهور الفاحشة الذي هو السبب في فشو الطاعون والأوجاع.

* ونقص المكيال والميزان الذي هو سبب للسنين، أي: القحط وشدة المؤنة وجور السلطان.

* ومنع الزكاة الذي هو سبب في منع القطر ولولا البهائم لم تمطروا.

= قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" رواه مسلم: (رقم 55).

وعن عياض بن غنم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، وليأخذ بيده فإن سمع منه فذاك وإلا كان أدى الذي عليه".

رواه الإمام أحمد في "مسنده": (3/ 404)، والحاكم في "المستدرك":(3/ 290)، وابن أبي عاصم في "السنة":(2/ 521 - 522، رقم 1096)، وصححه محققه الألباني.

وعلى هذا كان سلف الأُمة رحمهم الله يوصي السابق منهم اللاحق ويحذرون الأُمة حكامًا ومحكومين، فهم يدعون للإمام في السر والعلن ويأمرون بطاعته في السر والعلن ويحذرون من معصيته في السر والعلن وإذا أرادوا نصيحته فإنما يسرون له بها حتى لا يفتحوا باب شر على المسلمين وان رأوا أثرة صبروا ولا ينازعون الأمر أهله ولا يخلعون يدًا من طاعة.

قال الطحاوي رحمه الله: (ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا، وإن جاروا ولا ندعوا عليهم، ولا ننزع يدًا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة، ما لم يأمروا بمعصية وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة).

"شرح العقيدة الطحاوية": (ص 427).

وقال ابن أبي العز الحنفي: (وأما لزوم طاعتهم وإن جاروا فلأنه يترتب على الخروج عن طاعتهم من المفاسد أضعاف ما يحصل من جورهم بل في الصبر على جورهم تكفير السيئات ومضاعفة الأجور، فإن الله تعالى ما سلطهم علينا إلا لفساد أعمالنا والجزاء من جنس العمل فعلينا الإجتهاد في الإستغفار والتوبة وإصلاح العمل). "شرح الطحاوية": (ص 430).

وقال ابن حجر رحمه الله: (وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء).

"فتح الباري": (13/ 7).

فالواجب على المسلم أن يتقي الله في نفسه ولا يسلمها للشيطان وأعوانه يلعبون به ويصلون به إلى أغراضهم فيبيع دينه بدنيا غيره ويموت يوم يموت وهو تحت راية عمية ميتة جاهلية والعياذ بالله.

ص: 76

* ونقض عهد الله ورسوله الذي هو السبب في تسليط العدو وأخذ ما بالأيدي (إلى غيرها)

(1)

من الأسباب

(2)

.

قال عطاء الخرساني

(3)

: "إذا كان خمس كان خمس إذا أكل الربا فالخسف والزلزلة، وإذا جار الحكم فقحط المطر، وإذا ظهر الزنا فكثرة الموت، وإذا منعت الزكاة فهلاك الماشية، وإذا تعدي على أهل الذمة فالدولة"

(4)

.

(1)

في "أ": (إلى غير ذلك).

(2)

عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما قال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوًّا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم".

رواه ابن ماجه: (2/ 1329)، والحاكم:(4/ 540)، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وأبو نعيم في "الحلية":(8/ 333 - 334)، والروياني في "مسنده":(2/ 415 - 416)، والطبراني:(12/ 354 - 417)، والبزار:(2/ 268)، "كشف الأستار"، وابن عدي في "الكامل":(3/ 1347)، وغيرهم.

وصححه الألباني في "الصحيحة": (رقم 106).

(3)

عطاء بن أبي مسلم الخراساني، واسم أبيه ميسرة، وقيل: عبد الله، صدوق يهم كثيرًا، ويرسل، ويدلس، من الخامسة، مات سنة (135 هـ)، ولم يصح أن البخاري أخرج له. "التقريب":(679).

(4)

رواه أبو نعيم في "الحلية": (5/ 199 - 200) عنه بسند ضعيف.

ص: 77

* وأما خروج المهدي فهو قبل نزول عيسى كما هو الأظهر

(1)

أو [بعده]

(2)

، ولا ينافيه كون المهدي الأعظم هو عيسى

(3)

.

* وثبت "لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل

(4)

من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي)

(5)

.

* وفي رواية: "في أُمتي المهدي يخرج فيعيش خمسًا أو سبعًا أو تسعًا - شك راويه

(6)

- قلنا: وما ذاك؟ قال: سنين فيجيء إليه الرجل فيقول: يا مهدي اعطني [اعطني]

(7)

قال: فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله"

(8)

.

* ولجمع من الحفاظ ومنهم العماد ابن كثير

(9)

في المهدي تأليف.

(1)

في "ط" تحرفت إلى: (فما هو إلا ظهر).

(2)

ساقط من "أ".

(3)

يعني: حديث أنس: "لا مهدي إلا عيسى" الحديث.

رواه ابن ماجه: (2/ 1340 - 1341)، والحاكم في "المستدرك":(4/ 441)، وضعفه ووافقه الذهبي.

ورواه أبو عمرو الداني في الفتن: (3/ 521)، وابن الجوزي في "العل":(2/ 379 - 380) وضعفه.

وضعفه الألباني في "الضعيفة": (رقم 77).

(4)

في "ط": (رجلًا).

(5)

رواه الإمام أحمد في "مسنده": (1/ 377) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وأبو داود:(4/ 483)، والترمذي:(4/ 38)، وقال: حسن صحيح، وابن حبان:(7/ 576)، والحاكم في "المستدرك":(4/ 442)، وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، وانظر:"صحيح الجامع": (7275).

(6)

في "ط": (شك في رواية).

(7)

سقطت من "ط".

(8)

رواه الترمذي: (4/ 439) وحسنه من حديث أبي سعيد الخدري.

وابن ماجه: (2/ 1366 - 1367)، والحاكم في "المستدرك":(4/ 558)، وابن أبي شيبة:(15/ 196)، وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجه":(4083).

(9)

تقدمت ترجمته.

ص: 78

* قال أبو الحسن الآبري

(1)

: قد تواترت الأخبار واستفاضت [وكثرت]

(2)

بكثرة رواتها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم بخروجه وأنه من أهل بيته وأنه يملك سبع سنين وأنه يملأ الأرض عدلًا وأنه يخرج مع عيسى عليه السلام فيساعده على قتل الدجال بباب لد بأرض فلسطين وأنه يؤم هذه الأُمة ويصلي عيسى خلفه. انتهى

(3)

.

* وحينئذ فقوله في حديث آخر: "لا مهدي إلا عيسى" أي: لا مهدي كاملًا معصومًا

(4)

.

(1)

محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم، السجستاني، أبو الحسن الآبري، المحدث الحافظ، المؤرخ، صاحب مناقب الإمام الشافعي. توفي سنة (363 هـ). "السير":(16/ 299)، "شذرات الذهب":(3/ 46).

(2)

سقطت من "أ".

(3)

نقله عنه جماعة من الأئمة منهم ابن حجر في "التهذيب": (9/ 144)، وممن ألف حديثًا في المهدي شيخنا عبد المحسن بن حمد العباد في رسالة التي عنوانها:"عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر" فراجعها فإنها قيمة جدًّا.

(4)

تقدم تخريجه، والمعنى إن صح هذا الحديث فإنه يحمل على أن عيسى عليه السلام أفضل من المهدي الذي يكون في زمان عيسى.

التعليق: خروج المهدي من الأمور المغيبة التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم أنها تكون بين يدي الساعة؛ ولذلك عدها العلماء من أشراط الساعة. وقد اختصر المصنف رحمه الله الحديث عن المهدي بخلاف ما سبق من الآيات، وكأنه يرى أن أمره واضح جلي لا يحتاج إلى كثير استدلال.

وقد وردت أحاديث كثيرة في المهدي كما قال المصنف وهي دالة على أمور منها:

1 -

أنه من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وأن اسمه محمد وأن اسم أبيه عبد الله.

2 -

أن لقب المهدي ثابت له وأنه يحكم بعد ظهوره سبع أو ثمان سنين مباركات، ويملأ الأرض عدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا. كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يخرج في آخر أُمتي المهدي يسقيه الله الغيث وتخرج الأرض نباتها ويعطي المال صحاحًا وتكثر الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعًا أو ثمانيًا يعني حججًا".

رواه الحاكم في "مستدركه": (4/ 557 - 558)، وقال:(صحيح الإسناد ولم يخرجاه) ووافقه الذهبي.

3 -

وأكثر العلماء على أنه هو الذي يصلي بالناس في بيت المقدس، فينزل عيسى عليه السلام ويقره على إمامته =

ص: 79

* وعبادة الأوثان من اللات والعزى وذي الخلصة كما تقدم.

* وفي رواية: "لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أُمتي بالمشركين"

(1)

.

* وكثرة خصومات الناس في ربهم وعدم التوجه بذكر الله وشكره وشدة غضب الله لذلك

(2)

. وتقوم الساعة والخوض في ما يؤدي إلى أمر عظيم بحيث يروى "لا تقوم الساعة حتى يكفر بالله جهرًا"، وذلك عند

= كما سبق في الأحاديث الماضية في نزول عيسى عليه السلام.

4 -

أن مهمة المهدي تجديد الدين الذي كاد أن يندرس قبل ظهوره، فإذا نزل عيسى عليه السلام تولى هذا الأمر عنه وأصبح من رعيته يسمع ويطيع لعيسى عليه السلام.

5 -

لم تذكر النصوص زمن موته ومكانه.

هذه أهم الأمور التي دلت عليها النصوص فيما يتعلق بالمهدي، وقد خاض الناس فيه بين مثبت ومنكر ومحرف. فالمثبت: أهل السنة والجماعة.

وإنكار المهدي نسب إلى فرد أو فردين ممن ينتسب إلى العلم وإلى بعض من يسمون بالمفكرين في هذا الزمان.

والمحرف: كالرافضة الذين يزعمون أن المهدي الآن موجود في السرداب بسامراء، وأنه سيخرج آخر الزمان وينشر مذهب الرافضة كما هو معلوم من مذهبهم.

وكذلك بعض المدعين أنهم المهدي من الكذبة ومنهم على سبيل المثال:

1 -

محمد بن تومرت مؤسس دولة الموحدين بالمغرب. انظر: "المنار المنيف": (ص 150 - 151).

2 -

عبيد الله بن ميمون القداح، الملحد مؤسس دولة العبيدين في مصر (الفاطميين). انظر:"المنار المنيف": (ص 151 - 153).

ولا يزال الكذبة حتى يومنا هذا يدعون ذلك، وقد سمعنا في بلادنا وغيرها من ادعى ذلك وهم كذبة، وقد سببوا للمسلمين فتنًا عظيمة، نسأل الله أن يكفي المسلمين شرهم.

وانظر للزيادة: "عقيدة أهل الأثر في المهدي المنتظر" لشيخنا عبد المحسن العباد، و"إتحاف الجماعة" للتويجري:(2/ 270 - 311).

(1)

رواه الإمام أحمد في "المسند": (5/ 278 - 248) عن ثوبان رضي الله عنه، ورواه أبو داود:(4/ 451 - 452)، وابن ماجه:(2/ 1304)، والحاكم في "المستدرك":(4/ 449)، وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي، وفي "النهج السديد":(ص 129) قال: صحيح على شرط مسلم، ورواه مسلم مختصرًا بدون ذكر الشاهد:(4/ 2215 - 2216).

(2)

كما في "مسند الفردوس": (رقم 7555) عن ابن عمر رضي الله عنهما.

ص: 80

كلامهم في ربهم

(1)

وتصديق بالنجوم وتكذيب بالقدر

(2)

، وزوال [جبال]

(3)

عن أمكانها

(4)

.

* وكثرة الزلازل

(5)

والصواعق

(6)

، وكأن المراد بكثرتها شمولها ودوامها.

* ففي حديث: "وبين يدي الساعة سنوات الزلازل"

(7)

.

* وفي آخر

(8)

: "وتكثر الصواعق عند اقتراب الساعة".

* وإلا فقد وقعت

(9)

الزلازل الكثيرة بعراق العجم

(10)

، والقليل منها بالأندلس وغيرها.

(1)

رواه الطبراني في "الأوسط": (4/ 150) بسند ضعيف جدًّا، والحاكم في "تاريخه" كما في "الكنز":(1/ 237) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

(2)

يدل عليه حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه، رواه البزار كما في "الكشف":(4/ 147)، وانظر:"السلسلة الصحيحة": (رقم 1127).

(3)

سقطت من جميع النسخ وأكملتها من الحديث السابق.

(4)

يدل عليه حديث سمرة بن جندب في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بعد كسوف الشمس وفيه: "وحتى تزول جبال عن مراسيها" رواه أحمد: (5/ 16 - 17)، وابن خزيمة في "صحيحه":(2/ 325)، وابن حبان:(4/ 222 - 225)، والحاكم في "مستدركه":(1/ 329 - 330) وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.

(5)

يدل عليه ما رواه البخاري: (13/ 81 - 82) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه يرفعه: "لا تقوم الساعة - وفيه - وتكثر الزلازل".

(6)

يدل عليه حديث أبي سعيد الخدري يرفعه: "تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة" الحديث.

رواه أحمد: (3/ 94)، والحاكم في "المستدرك":(4/ 444)، وقال: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي على صحته فقط.

(7)

رواه أحمد في "المسند": (4/ 104) من حديث سلمة بن نفيل السكوني رضي الله عنه، والحاكم في "المستدرك":(4/ 448) وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقال الذهبي: لم يخرجا لأرطأة وهو ثبت والخبر من غرائب الصحاح، وذكره الهيثمي في "المجمع":(7/ 306) ورجاله ثقات.

(8)

في "ط": (وفي آخره).

(9)

في "أ": (فقد فقد وجدتها وقعت).

(10)

هي بلاد فارس (إيران حاليًا).

ص: 81

* ومشاهدة أمور عظام لم يحدث بها المرء نفسه بحيث يسأل أكان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر لكم منها ذكًرا

(1)

.

* وظهور أهل المنكر على أهل المعروف

(2)

.

* وخروج دجالين كذابين حصروا في رواية ثلاثين أو أزيد

(3)

.

* وخروج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه

(4)

.

* ولا تذهب الأيام والليالي حتى يملك رجل يقال له الجهجاه

(5)

.

* والدخان كما وقع قديمًا

(6)

.

(1)

كما جاء في حديث سمرة بن جندب وقد تقدم قريبًا.

(2)

ورد ذلك في عدة أحاديث صحيحة بالمعنى، وهذا اللفظ جزء من حديث حذيفة في أشراط الساعة وفيه:"وظهور أهل المنكر على أهل المعروف" رواه أبو نعيم في "الحلية": (3/ 358) وإسناده ضعيف جدًّا.

وانظر: "السلسلة الضعيفة": (رقم 1171).

(3)

ورد في ذلك عدة أحاديث منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة، وحتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله، وحتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج وهو القتل، وحتى يكثر المال فيفيض حتى يهُمَّ رب المال من يقبل صدقته، وحتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه: لا أرب لي فيه، وحتى يتطاول الناس في البنيان، وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه، وحتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون فذلك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا، ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه، ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها" رواه البخاري: (12/ 81 - 82 - الفتح) وقد سقته بتمامه لأهميته واشتماله على عدد من أشراط الساعة، ورواه مسلم مختصرًا على موضع الشاهد:(4/ 2240).

وفي لفظ لأحمد: "لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابًا دجالًا كلهم يكذب على الله ورسوله". "المسند": (2/ 450)، ورواه أبو داود مثله:(4/ 121).

(4)

رواه البخاري "الفتح": (13/ 76) عن أبي هريرة رضي الله عنه، ومسلم:(4/ 2232، رقم 2910).

(5)

رواه مسلم: (4/ 2233) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

(6)

يدل عليه قوله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا =

ص: 82

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} [الدخان: 10 - 16].

وللناس في هذه الآية ثلاثة أقوال:

الأول: أن الدخان في هذه الآية هو ما أصاب قريشًا من الجوع بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى كان يرى الرجل بين السماء والأرض دخانًا. وهو قول ابن مسعود رضي الله عنه ومن وافقه من العلماء.

الثاني: أنه عنى فتح مكة وأن الجيوش يومها أثارت الأرض حتى حصل منها دخان حجب السماء.

الثالث: أنها تتحدث عن شرط من أشراط الساعة الكبرى التي تكون بين يدي الساعة.

ومما ورد في ذلك عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قوله: "إن الله بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم وقال {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} .

فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رآى قريشًا استعصو عليه فقال: اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأخذتهم السنة حتى حصت كل شيء، حتى أكلوا العظام والجلود، وقال أحدهم: حتى أكلوا الجلود والميتة، وجعل يخرج من الأرض كهيئة الدخان، فأتاه أبو سفيان فقال - أي: محمد: إن قومك قد هلكوا فادع الله أن يكشف عنهم فدعا ثم قال: تعودوا بعد هذا - في حديث منصور - ثم قرأ: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} إلى {عَائِدُونَ} .

أيكشف عنهم عذاب الآخرة؟ فقد مضى الدخان والبطشة واللزام، وقال أحدهم - أحد رواة الحديث -: القمر، وقال آخر: الروم".

رواه البخاري: (8/ 573 - الفتح).

وإلى هذا القول ذهب جماعة من العلماء وهو ظاهر كلام السخاوي المتقدم.

ومنهم ابن جرير الطبري رحمه الله حيث قال: (لأن الله جل ثناؤه توعد بالدخان مشركي قريش

قال: فهو بأن يكون وعيدًا لهم قد أحله بهم أشبه من أن يكون أخَّرَه لغيرهم.

ثم أراد أن يجمع بين القولين فقال كلامًا معناه: إنه مع وقوع الدخان كما في حديث ابن مسعود فلا يمنع من وقوعه مرة أخرى.

ويمكن أن يجمع بأن الآية خاصة بالدخان الذي عذب الله به أهل مكة كما هو كلام ابن مسعود رضي الله عنه أما الدخان الآخر الذي سيكون آخر الزمان فلا تدل عليه هذه الآية وإنما سيقع كما دلت عليه الأحاديث الشريفة، ومنها حديث حذيفة بن أسيد رضي الله عنه قال: اطلع علينا نبي الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر فقال: "ما تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعة، قال: إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات، فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم ويأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد

ص: 83

* والنار كما تقدم

(1)

.

* "واجتراء الصغير على الكبير واللئيم على الكريم"

(2)

.

* ويروى "ارحموا ثلاثة وذكر عالمًا يتلاعب به الصبيان"

(3)

.

* وخسوف ثلاثة بالمشرق والمغرب وجزيرة العرب

(4)

.

* والخسف وإن وجد في مواضع من العجم والمغرب وغيرهما وهلك بسببه خلق كثيرون فيحتمل أن يكون المراد بالثلاثة قدرًا زائدًا على ما وجد كأن يكون أعظم منه قدرًا أو مكانًا.

* وفي حديث آخر: "والذي بعثني بالحق نبيًّا لا تنقضي الدنيا حتى يقع بأهلها الخسف والقذف والمسخ قالوا: ومتى ذلك يا رسول الله؟ قال: إذا رأيت النساء ركبن السروج وكثرت القينات وفشت شهادات الزور واستغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء"

(5)

.

= الناس إلى محشرهم". رواه مسلم: رقم 2901.

فذكر النبي صلى الله عليه وسلم للدخان مع هذه العلامات العظمى المتأخرة يدل على أنه غير الذي توعد به الله عز وجل في الآية السابقة كفار مكة فإن ذلك قد وقع وما في الحديث لم يقع والله أعلم).

(1)

تقدم في الحديث السابق ما يدل على ذلك وقد تقدم التفصيل في ذلك.

(2)

يدل على ذلك أحاديث كثيرة منها حديث عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تقوم الساعة حتى يكون الولد غيظًا والمطر قيظًا وتفيض اللئام فيضًا وتغيض الكرام غيضًا ويجترئ الصغير على الكبير، واللئيم على الكريم" رواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين": (7/ 295)، وقال الهيثمي في "المجمع": وفيه جماعة لم أعرفهم.

(3)

حديث موضوع رواه ابن الجوزي في "الموضوعات": (رقم 465 - 466)، وقال: حديث موضوع

وإنما يعرف من كلام الفضيل بن عياض ثم ذكره بسنده: (468).

(4)

تقدم قريبًا وأحاديثه صحيحة.

(5)

ورد في ذلك عدة أحاديث منها حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي بعثني بالحق لا تنقضي هذه الدنيا حتى يقع الخسف والمسخ، قالوا: ومتى ذاك يا نبي الله بأبي أنت وأُمي؟ قال: إذا رأيت النساء قد ركبن الخيل وكثرت القينات وشهد شهادات الزور وشرب المسلمون في آنية الذهب والفضة واستغنى الرجال =

ص: 84

* واقتفاء الأُمم قبلها في ما لا يجمل.

* وفي "الصحيح": "لتركبن سنن من قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضبٍّ سلكتموه قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن"

(1)

.

* وفي حديث آخر: "لتركبن سنن من كان قبلكم حتى لو أن أحدهم ضاجع أُمه في [الطريق]

(2)

لفعلتم"

(3)

.

* وفي رواية: "لا تقوم الساعة حتى تأخذ أُمتي بأخذ القرون قبلها"

(4)

الحديث.

* ولعن

(5)

آخر الأُمة أولها

(6)

.

= بالرجال والنساء بالنساء" الحديث رواه الحاكم في "المستدرك": (4/ 437) وسكت عليه، وقال الذهبي: سليمان هو اليماني - يعني: أحد رواة الحديث - ضعفوه والخبر منكر.

ورواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين": (7/ 298)، والبزار كما في "كشف الأستار":(4/ 146).

وقال: سليمان لا يتابع على حديثه، وليس بالقوي، ولفظه:"حتى يقع بهم الخسف والقذف والمسخ" بزيادة القذف، وذكره الهيثمي في "المجمع":(8/ 10)، وقال: فيه سليمان بن داود اليماني وهو متروك، وفي الباب أحاديث كثيرة لا تخلوا من مقال. انظر:"المجمع": (8/ 9، 12).

(1)

رواه البخاري في "صحيحه": (13/ 300 - الفتح)، ومسلم:(4/ 2054) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعًا، ولفظه عنده:"لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرًا بشبرٍ وذراعًا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم، قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن"، وليس في "الصحيح" لفظة:"لتركبن".

(2)

سقطت من "أ".

(3)

رواه الحاكم في "المستدرك": (4/ 455) عن ابن عباس مرفوعًا وصححه ووافقه الذهبي.

والدولابي في "الكنى": (2/ 30)، وذكره الألباني في "السلسلة الصحيحة":(1348) وصححه.

(4)

رواه البخاري في "الصحيح": (13/ 300 - الفتح) عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا.

(5)

في "الأصل": (ولعل)، والتصحيح من "أ".

(6)

ورد في ذلك عدة أحاديث منها حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا فعلت أُمتي خمس عشرة خصلة؛ حل بها البلاء، قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: إذا كان المغنم دولًا =

ص: 85

* وتناكر الناس وتختلف قلوبهم وأقوالهم، والتظاهر بالمآخاة المعبر عنه بإخوان العلانية أعداء السريرة مما سببه رغبة بعضهم إلى بعض ورهبة بعضهم من بعض

(1)

.

* وفي رواية: "يتواصل الناس بألسنتهم ويتباعدون بقلوبهم وإذا فعلوا ذلك طبع الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم"

(2)

.

* إذ المأمور به ما أوصى به بعضهم بعض أقربائه بقوله: (خالص انؤمن وخالق الفاجر فإن الفاجر يرضى منك بالخلق الحسن والمؤمن يحق عليك أن تخالصه)

(3)

، ومما قيل قديمًا:

= والأمانة مغنمًا، والزكاة مغرمًا، وأطاع الرجل زوجته وعق أُمه، وبر صديقه وجفا أباه، وارتفعت الأصوات بالمساجد، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، وشربت الخمر، ولبس الحرير، واتخذت القيان والمعازف، ولعن آخر هذه الأُمة أولها، فليرتقبوا عند ذلك ريحًا حمراء أو خسفًا أو مسخًا". رواه الترمذي:(3/ 334) وقال: هذا حديث غريب.

ونحوه عن أبي هريرة رضي الله عنه عند الترمذي: (3/ 335) وقال: حديث غريب.

(1)

ورد في ذلك عدة أحاديث منها حديث معاذ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يكون في آخر الزمان أقوام إخوان العلانية أعداء السريرة، فقيل: يا رسول الله، وكيف يكون ذلك؟ قال: برغبة بعضهم من بعض ورهبة بعضهم من بعض".

رواه الإمام أحمد في "مسنده": (5/ 235)، والطبراني:(20/ 32)، والبزار كما في "الكشف":(4/ 105)، وذكره الهيثمي في "المجمع":(7/ 286) وقال: فيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف.

(2)

ورد نحوه عن سلمان رضي الله عنه رفعه: "إذا ظهر القول وخزن العمل واختلفت الألسن وتباغضت القلوب وقطع كل ذي رحم رحمه فعند ذلك لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم".

رواه الطبراني في "الكبير": (6/ 323، رقم 6170)، وذكره الهيثمي في "المجمع":(7/ 287) قال: فيه جماعة لم أعرفهم.

(3)

روى أبو نعيم في "الحلية": (1/ 280) عن حذيفة نحوه، وذكر نحوه العجلوني في "كشف الخفا":(1/ 226) عن علي وابن مسعود وعزاه للطبراني وأبي الشيخ.

والنصوص الكثيرة في الكتاب والسنة تغني عنه، فمحبة المؤمنين قد دلت عليها نصوص كثيرة، وبغض أهل الفسق والكفر قد دلت عليها نصوص كثيرة، ومداراة الناس قد دلت عليها نصوص كثيرة منها قوله تعالى: =

ص: 86

ألا رب هل تدعو صديقًا وهل ترى

مقالته بالغيب ساءك ما يفرى

مقالته كالشهد ما كان شاهدًا

وبالغيب باتور

(1)

على ثغرة النحر

[يسرك باديه وتحت أديمه

تميمة غش تبتري عقب الظهر]

(2)

تبين لك العينان ما هو كاتم

من الغل والبغضاء والنظر الشزر

فرشني بخير طال ما قد بريتني

وخير الموالي من يريش ولا يبري

(3)

وتسليم الخاصة

(4)

، أي: يخص من يختاره للسلام [عليه]

(5)

إما لوجاهة أو نحوها من رغبة أو رهبة.

* وفي لفظ: "وأن يسلم الرجل على الرجل بالمعرفة"

(6)

.

* يعني: غير عامل بسنية السلام على من عرف ومن لم يعرف

(7)

.

= {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 34 - 35].

(1)

في هامش "أ" فسره بـ (السيف).

وقد تصحفت في "ط" إلى: (مأثور)، وليس لها معنى.

قال في "اللسان": (سيف باتر وبتور وبتار: قطاع، والباتر: السيف القاطع). "اللسان": (4/ 37).

(2)

ما بين المعكوفتين ساقط من "ط".

(3)

وقع بين النسخ بعض الإختلاف، ولم أجد قائل هذه الأبيات.

(4)

روي في ذلك عدة أحاديث منها حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "بين يدي الساعة تسليم الخاصة، وفشو التجارة، حتى تعين المرأة زوجها على التجارة، وقطع الأرحام، وشهادة الزور، وكتمان شهادة الحق، وظهور القلم". رواه الإمام أحمد في "مسنده": (1/ 407 - 408)، والحاكم في "المستدرك":(4/ 445 - 446).

(5)

سقطت من "ط".

(6)

عند الحاكم من حديث عبد الله بن مسعود، وقد تقدم تخريجه في حاشية (1)، وانظر للزيادة:"مسند الإمام أحمد": (رقم 3664) بتحقيق الأرناؤوط.

(7)

كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير؟ قال: "تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف". رواه البخاري في "الصحيح": (1/ 13، رقم 12)، ومسلم:(رقم 39).

ص: 87

* ونقص العلم

(1)

.

* وفي لفظ: "ويقل العلم"

(2)

.

* وفي رواية: ["قبض العلم"

(3)

.

* وفي لفظ: "ينزل الجهل ويرفع العلم"

(4)

.

* وفي رواية]

(5)

: "ولظهر الجهل"

(6)

.

* وفي رواية أخرى: "يكثر الجهل"

(7)

والتعبير بقبض أو رفع فيه إشارة إلى أن المراد أنه لا يبقى إلا الجهل الصرف ولكن ذلك لا يمنع (من)

(8)

وجود طائفة من أهل العلم لأنهم يكونون مغمورين في أولئك.

* ويتأيد بحديث: "يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة ويسرى على الكتاب في

(1)

لفظ حديث رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يتقارب الزمان، وينقص العلم، ويلقي الشح، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، قالوا: يا رسول الله أيما هو؟ قال: القتل القتل" كتاب الفتن، باب ظهور الفتن:(13/ 14 - الفتح)، ورواه مسلم:(4/ 2057).

(2)

لفظ حديث رواه البخاري عن أنس مرفوعًا: "من أشراط الساعة: أن يقل العلم، ويظهر الجهل، وتكثر النساء، ويقل الرجال، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد"، في كتاب العلم، باب رفع العلم وظهور الجهل:(1/ 43)، ورواه مسلم:(4/ 2056، رقم 2671).

(3)

مسلم من حديث أبي هريرة: (4/ 207، رقم 157).

(4)

عند البخاري: (13/ 14)، ومسلم:(4/ 2056) عن ابن مسعود وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما.

(5)

ما بين المعكوفتين ساقط من "أ".

(6)

تقدم قريبًا من حديث أنس.

(7)

عند ابن حبان في "صحيحه"(8/ 270، رقم 6730) من حديث أنس رضي الله عنه.

وفي رواية في "الصحيحين" من حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا: "إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويثبت الجهل، ويشرب الخمر، ويظهر الزنا". رواه البخاري: (1/ 178، رقم 80 - الفتح)، ومسلم في العلم:(4/ 2056، رقم 2671).

(8)

زيادة من "طـ" و"الفتح": (13/ 16).

ص: 88

ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية ويبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها، وفيه قول صلة

(1)

لحذيفة

(2)

صحابيه: ما تغني عنهم لا إله إلا الله وهم لا يدرون ما ذكر وأنه أعرض عنه حتى كرر القول عليه ثلاثًا ثم قال له حذيفة في الثالثة: يا صلة تنجيهم من النار ثلاثًا"

(3)

.

* وأما قوله: "ويسرى على الكتاب" فجاء بلفظ آخر وهو: "لينزعن

(4)

القرآن من بين أظهركم يسرى عليه ليلًا فيذهب من (أجواف)

(5)

الرجال فلا يبقى في الأرض منه شيء"

(6)

.

* وفي رواية: "لا تقوم الساعة حتى يرجع القرآن من حيث جاء" الحديث. وفيه: "منك خرجت وإليك أعود"

(7)

.

* وفي رواية: "حتى يعج القرآن إلى الله عز وجل يقول: إني أتلى ولا يعمل بي فعند ذلك يرفع"

(8)

.

(1)

صلة بن زفر العبسي، أبو العلاء أو أبو بكر، الكوفي، تابعي كبير، ثقة، فاضل، جليل، أخرج له أصحاب الكتب الستة وغيرهم. توفي في حدود السبعين. "السير":(4/ 517)، "التقريب":(ص 455).

(2)

تقدمت ترجمته في (ص 45).

(3)

رواه ابن ماجه: (2/ 1344، رقم 4049)، والحاكم في "المستدرك":(4/ 473)، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

(4)

في "طـ" تحرفت إلى: (يستر عن)، وقد رويت: لينتزعن ولينزعن.

(5)

في جميع النسخ: (أفواه)، والتصحيح من "المصادر".

(6)

رواه عبد الرزاق في "المصنف": (3/ 362، رقم 5980) ومن طريقه رواه الطبراني في "الكبير": (9/ 153، رقم 8698) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه موقوفًا، وذكره ابن حجر في "الفتح":(13/ 16) وصححه موقوفًا على ابن مسعود.

(7)

رواه الديلمي كما في "الكنز": (14/ 233) عن عبد الله بن عمرو بن العاص.

(8)

لم أجدها بهذا اللفظ وهي بمعنى الحديث الذي قبلها.

ص: 89

* وفي لفظ: "يرفع القرآن من المصاحف فيصبح الناس فإذا الورق أبيض يلوح ليس فيه حرف ثم ينسخ القرآن من القلوب فلا تذكر منه كلمة واحدة ويرجع الناس إلى الأشعار والأغاني وأخبار الجاهلية"

(1)

.

* والصحيح أن هذا وخراب البيت إنما يكون بعد موت عيسى عليه السلام وعلى كل حال فهو معارض في الظاهر بما حصل

(2)

الجمع به بينهما حسب

(3)

ما بين في محله

(4)

.

* وظهور القلم بالقاف، أي: الكتابة

(5)

، وسيأتي قول الحسن

(6)

: لقد أتى علينا زمان يقال كاتب بني فلان ما في الحي غير الكاتب الواحد

(7)

.

* وموت النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث عوف

(8)

بن مالك الأشجعي

(9)

.

(1)

روي في معنى هذا الحديث روايات كثيرة، منها ما رواه الدارمي في "سننه":(2/ 315، رقم 3344) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "أكثروا تلاوة القرآن قبل أن يرفع قالوا: هذه المصاحف ترفع، فكيف بما في صدور الرجال؟ قال: يسرى عليه ليلًا فيصبحون منه فقراء، وينسون قول لا إله إلا الله، ويقعون في قول الجاهلية وأشعارهم، وذلك حين يقع القول فيهم".

(2)

في "ط": (يحصل).

(3)

في "ط": (حسمًا).

(4)

انظر ما تقدم.

(5)

تقدم ما يدل عليه.

(6)

الحسن بن يسار البصري، أبو سعيد، الأنصاري، مولاهم، ثقة، فاضل، مشهور، وكان يرسل كثيرًا ويدلس، هو رأس أهل الطبقة الثالثة، مات سنة (110 هـ) وقد قارب التسعين. "حلية الأولياء":(2/ 131)، "التقريب":(ص 236).

(7)

يأتي قريبًا.

(8)

عوف بن مالك الأشجعي، أبو حمَّاد، ممن أسلم يوم الفتح، وكان من نبلاء الصحابة، سكن دمشق ومات سنة (73 هـ). "الإصابة":(3/ 43)، "السير":(2/ 487).

(9)

رواه البخاري: (6/ 277، رقم 3176 - الفتح)، ولفظه: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك - وهو في قبة أدم - فقال: اعدد ستًّا بين الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم مُوتانٌ يأخذ فيكم كعقاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطًا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم =

ص: 90

* وكذا فتح بيت المقدس

(1)

، وقد وقع زمن عمر في سنة (ست عشرة)

(2)

، وتمني رؤية النبي صلى الله عليه وسلم، ففي "الصحيح":"والذي نفسي بيده ليأتين على أحدكم يوم لأن يراني أحب إليه من أهله وماله"

(3)

.

* والتماس رجل من الأُمة

(4)

كما تلتمس الضالة فلا يوجد

(5)

.

= هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفًا".

(1)

تقدم في حديث عوف بن مالك الأشجعي.

(2)

تحرفت في جميع النسخ إلى: (في سنة عشر وثمان رؤية).

(3)

رواه مسلم: (4/ 1836، رقم 2364) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "والذي نفس محمد بيده ليأتين على أحدكم يوم ولا يراني ثم لأن يراني أحب إليه من أهله وماله معهم".

وهذا الحديث وإن كان الخطاب فيه للصحابة رضي الله عنهم فإن المقصود يحصل به وهو أنهم تمنوا رؤيته صلى الله عليه وسلم بعد موته، وهذا من علامات الساعة.

وقد بينَّ النبي صلى الله عليه وسلم في حديث آخر أن تمني رؤيته من علامات حبه فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أشد أُمتي حبًّا لي ناس يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله". مسلم: (رقم 2832).

(4)

أي: من الصحابة رضي الله عنهم فإن موتهم علامة من علامات الساعة.

(5)

كما في حديث علي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يلتمس الرجل من أصحابي كما تلتمس الضالة فلا يوجد".

رواه الإمام أحمد في "مسنده": (1/ 93) وفي إسناده الحارث الأعور وهو ضعيف، ومعناه صحيح كما دل عليه.

"النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأُمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أُمتي ما يوعدون". رواه مسلم: (رقم 2531).

وقد يكون مراد المؤلف نقص الرجال وكثرة النساء في آخر الزمان، وهذا كذلك من علامات الساعة، وقد دلت عليه أحاديث كثيرة كما تقدم بعضها.

ومنها حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا: "لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله وحتى تمر المرأة بقطعة النعل فتقول: قد كان لهذه رَجُلٌ مرة، وحتى يكون الرجل قيم خمسين امرأة، وحتى تمطر السماء ولا تنبت".

رواه الحاكم في "المستدرك": (4/ 495)، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

ص: 91

* ويرفع الذكر والقرآن

(1)

.

* والتماس العلم عند الأصاغر فلا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم

(2)

فإذا أخذوه عن أصاغرهم هلكوا

(3)

.

* وتعلم العلم لغير الله وفشوه وإظهاره بحيث يكثر المتسمى به ويقل الفقيه حقيقة

(4)

.

(1)

في جميع النسخ: (القرأة) ولم أجد ما يدل عليه وإنما هو والله أعلم (القرآن) كما جاء في حديث جابر رضي الله عنه مرفوعًا: "لا تقوم الساعة حتى يرفع الذكر والقرآن"، ذكره السيوطي في "الدر المنثور":(336) وعزاه لابن مردويه.

(2)

في "الأصل" و"ط": (أصاغرهم)، والتصحيح من "أ" و"المصادر".

(3)

ورد في ذلك عدة أحاديث منها حديث أبي أُمية الجمحي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر"، رواه الطبراني في "الكبير":(22/ 362)، و"الأوسط":(8/ 116).

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "لا يزال الناس بخير ما أتاهم العلم من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن أكابرهم فإذا جاء العلم من قبل أصاغرهم فذاك حين هلكوا"، رواه معمر في "جامعه":(20446)، والطبراني في "الكبير":(9/ 120)، وذكره الهيثمي في "المجمع":(1/ 135)، وقال: رجاله موثوقون.

وفي تفسير الأصاغر أقوال لأهل العلم:

قال ابن عبد البر رحمه الله: (قال نعيم قيل لابن المبارك: من الأصاغر؟ قال: الذين يقولون برأيهم، فأما صغير يروي عن كبير فليس بصغير).

وذكر أبو عبيد في تأويل هذا الخبر عن ابن المبارك أنه كان يذهب بالأصاغر إلى أهل البدع ولا يذهب إلى السن.

قال أبو عبيد: (وهذا وجه قال: والذي أرى أنا في الأصاغر أن يؤخذ العلم ممن كان بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذاك أخذ العلم عن الأصاغر". "صحيح جامع بيان العلم" (201).

أي: يترك أقوال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وفهمهم ويؤخذ فهم من بعدهم وقوله، وهذا ولا شك فساد يؤدي للهلكة والبعد عن الحق والصواب الذي كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإنهم كانوا على الحق المبين والهدى المستبين.

(4)

مما ورد في ذلك حديث أبي ذر رضي الله عنه يرفعه: "إنكم في زمان علماؤه كثير وخطباؤه قليل، من ترك فيه عشر ما يعلم هوى وسيأتي على الناس زمان يقل علماؤه ويكثر خطباؤه من تمسك فيه بعشر ما يعلم نجا".

رواه الإمام أحمد في "مسنده": (5/ 155)، والطبراني في "الكبير":(3/ 197، رقم 3111)، وهو حديث =

ص: 92

* وقول من أقرأ منا من أعلم

(1)

منا.

* وكثرة الخطباء ويكون العالم - أي: بالإسم - كالنسناس

(2)

يعني: لا يثبت ولا يستقر على حاله.

* ويروى عن فاطمة بنت الخطاب

(3)

مرفوعًا: "لا تزال أُمتي بخير ما لم يظهر فيهم حب الدنيا في علماء فساق وقراء جهال وجبابرة فإذا ظهر ذلك خشيت أن يعمهم الله بعقاب"

(4)

رواه الواقدي

(5)

.

= صحيح بشواهده الكثيرة.

ومما يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من صدور العلماء وإنما يقبضه بموت العلماء حتى إذا مات العلماء اتخذ الناس رؤوسًا جهالًا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا".

رواه البخاري: (1/ 194 - الفتح)، ومسلم - كتاب العلم -:(رقم 13) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه. وهذا دليل على بقاء من يتسمى باسم العلم ولكن ليس عنده علم صحيح.

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصغير، ويهرم الكبير، وتتخذ سنة مبتدعة يجري عليها الناس، فإذا غير منها شيء قيل: قد غيرت السنة، قيل: متى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: إذا كثر قراؤكم وقل فقهاؤكم وكثر أُمراؤكم وقل أُمناؤكم والتمست الدنيا بعمل الآخرة وتفقه لغير الدين"، رواه الدارمي:(1/ 64)، والحاكم:(4/ 514)، وصححه الذهبي على شرطهما.

(1)

هذه اللفظة معناها أن العلم لا يطلب لله وإنما يطلب للتنافس والتفاخر وتصدر المجالس وطلب الجاه في الدنيا والأحاديث في ذم ذلك كثيرة جدًّا.

(2)

روى الديلمي في "مسنده": (5/ 81، رقم 7518) عن أنس بن مالك مرفوعًا: "لا تقوم الساعة حتى يكون علماؤهم فيها نسناس".

(3)

فاطمة بنت الخطاب بن نفيل، القرشية، العدوية، أخت عمر، أسلمت قديمًا مع زوجها سعيد بن زيد رضي الله عنهم. "الإصابة":(4/ 381).

وقد تصحف اسمها في "أ": (فاطمة بنت رسول الله).

(4)

عزاه في "الكنز": (3/ 237) إلى أبي نعيم في "المعرفة" من طريق الواقدي وإسناده تالف، لكن معناه قد دلت عليه نصوص كثيرة كما تقدم.

(5)

محمد بن عمر بن واقد، الأسلمي مولاهم، الواقدي، المدني، القاضي، صاحب التصانيف والمغازي، العلامة، الإمام، أبو عبد الله، أحد أوعية العلم على ضعفه المتفق عليه. توفي سنة (207 هـ). "تاريخ بغداد":(3/ 3)، "السير":(9/ 454).

ص: 93

* والسؤال عما ما لم يكن

(1)

.

* ومشي إبليس في الأسواق يتشبه بالعلماء يقول حدثني فلان بن فلان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا.

* وفي مقدمة "صحيح مسلم" عن ابن مسعود

(2)

قال: "إن الشيطان ليتمثل في صورة الرجل فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث من الكذب فيتفرقون فيقول الرجل منهم: سمعت رجلًا أعرف وجهه ولا أدري ما اسمه يحدث"

(3)

.

* وخروج شياطين من البحر أوثقهم سليمان عليه السلام.

* وفي مقدمة "صحيح مسلم" أيضًا عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: "إن في البحر شياطين مسجونة أوثقها سليمان عليه السلام يوشك أن تخرج فتقرأ على الناس قرآنًا"

(4)

.

* ويروى: "إذا كان في آخر الزمان تجيء النساء من كل زاوية فيجلسن ويقلن: حدثنا وأخبرنا، فإذا رأيتم ذلك فبددوا جمعهن"

(5)

.

(1)

السؤال عما لم يكن إن قصد به الأغلوطات أو إضاعة الوقت أو نحو ذلك مما لا فائدة فيه فهو منهي عنه كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه يرفعه: "ذروني ما تركتم فإنه إنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فما أمرتكم فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فانتهوا" رواه البخاري: (رقم 7288)، ومسلم:(رقم 1337).

(2)

عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي، أبو عبد الرحمن، من السابقين الأولين، هاجر الهجرتين، وشهد بدرًا وما بعدها، وكان أول من جهر بالقرآن بمكة، وكان من كبار فقهاء الصحابة، توفي سنة (32 هـ). "الإصابة":(رقم 4954).

(3)

"صحيح مسلم" المقدمة، باب النهي عن الرواية عن الضعفاء والإحتياط في تحملها:(1/ 12، رقم 78).

(4)

مقدمة "صحيح مسلم": (1/ 12).

(5)

رواه الديلمي في "مسند الفردوس": (1/ 256) عن ابن عباس رضي الله عنه.

ص: 94

* وخزن العمل

(1)

، يعني: تركه

(2)

.

* وتقارب الزمن في حديث أوله: "يقبض العلم ويقرب الزمن"

(3)

.

* ومعناه يقارب أحوال أهله في قلة الدين حتى لا يكون فيهم من يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر لغلبة الفسق وظهور أهله. قاله ابن بطال

(4)

.

* ويشير إليه قول علي بن أبي طالب

(5)

رضي الله عنه: "الناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم"

(6)

، [أي: الناس يتشبهون بندمائهم لا بآبائهم فمن أهانه الزمان أهانوه ومن أعانه أعانوه]

(7)

.

* وقول كعب الأحبار رحمه الله: "إن لكل زمان ملكًا يبعثه الله على نحو قلوب أهله فإذا أراد صلاحهم بعث الله فيهم مصلحًا وإذا أراد هلكتهم بعث

(1)

في جميع النسخ: (العلم) وهو تصحيف.

(2)

كما جاء في حديث عبد الله بن عمرو مرفوعًا: "من اقتراب الساعة أن ترفع الأشرار وتوضع الأخيار ويفتح القول ويخزن العمل ولقرأ في القوم المثناه ليس فيهم أحد يتركها قال: وما المثناه؟ قال: ما اكتتب سوى كتاب الله عز وجل" رواه الحاكم في "المستدرك": (4/ 554)، وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي، وذكره الهيثمي في "المجمع":(7/ 326)، وقال: رواه الطبراني ورجاله موثوقون.

(3)

تقدم.

(4)

في جميع النسخ: (الخطابي)، والصواب ما أثبته كما في "فتح الباري":(13/ 16)، وهو أبو الحسن علي بن خلف بن بطال البكري ثم البلني، ويُعرف بابن اللجام، أحد شراح "صحيح البخاري" نقل عنه ابن حجر رحمه الله كثيرًا في "فتح الباري"، توفي سنة (449 هـ)، قال الذهبي: كان من كبار المالكية. "السير": (18/ 47).

(5)

في "أ": (عمر بن الخطاب).

(6)

ذكره المصنف في "المقاصد الحسنة": (ص 441)، وقال: أورده الحافظ الصريفيني في بعض أجزائه من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال ملا علي قاري: (قيل: من كلام عمر رضي الله عنه، وقيل: إنه من قول علي وهو الأشهر والأظهر). "الموضوعات الكبرى": (ص 131)، وهو في "كشف الخفاء":(2/ 430).

وقد سقط هذا الأثر كله من "ط".

(7)

ما بين المعكوفتين ساقط من "أ"، وأثبته من حاشية "الأصل"، وبينه وبين "ط" بعض الإختلاف.

ص: 95

فيهم مترفيهم"

(1)

.

* وجاء في الحديث: "لا يزال الناس بخير ما تفاضلوا فإذا تساووا هلكوا"

(2)

.

* يعني: لا يزالون بخير ما كان فيهم أهل فضل وصلاح وخوف لله تعالى يلجأ إليهم عند الشدائد ويستشفى بآرائهم ويتبرك بدعائهم ويؤخذ بتقويمهم وآثارهم وآرائهم.

* وقال الطحاوي: قد يكون معناه في ترك طلب العلم خاصة والرضى بالجهل وذلك لأن الناس لا يتساوون في العلم بل درج العلم تتفاوت كما قال تعالى: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ}

(3)

وإنما يتساوون إذا كانوا جهالًا.

* قال شيخنا: وكأنه يريد غلبة الجهل وكثرته بحيث ينقص العلم بفقد العلماء على أن الخطابي

(4)

ذكر في تقارب الزمن أن تكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة كما في الحديث الماضي.

* والحق أن المراد نزع البركة من كل شيء

(5)

حتى من الزمن، وذلك من علامة قرب الساعة، يعني: مما هو محسوس الآن.

(1)

رواه أبو نعيم في "الحلية": (6/ 30)، عن سميط السدوسي عن كعب الأحبار به.

(2)

رواه البيهقي في "الشعب": (6/ 506)، ولفظه:"لا يزال الناس بخير ما تباينوا فإذا استووا فذلك هلاكهم".

وذكره ابن حجر في "فتح الباري": (13/ 16)، ولم يعزه لأحد.

(3)

سورة يوسف، الآية:76.

(4)

حَمدُ بن محمد بن إبراهيم بن خطاب البستي الخطابي - نسبة إلى عمر، أو زيد بن الخطاب رضي الله عنهما الشافعي، صاحب التصانيف، إمام، علامة، لغوي، توفي سنة (388 هـ). "سير أعلام النبلاء":(17/ 23)، "طبقات الشافعية"؛ (3/ 282).

(5)

في جميع النسخ: (شهر)، والتصحيح من "الفتح":(13/ 16).

ص: 96

* وارتفاع الأصوات في المساجد

(1)

.

* ويتباهون فيها ولا يعمرونها إلا قليلًا

(2)

.

* وزخرفة المساجد، وفي لفظ: المحاريب وخراب القلوب

(3)

.

* واتخاذ المساجد طرقًا

(4)

.

(1)

ورد ذلك في عدة أحاديث منها:

حديث علي مرفوعًا: "إذا فعلت أُمتي خمس عشرة خصلة حل بها البلاء" فذكرها ومنها: "وارتفعت الأصوات في المساجد" رواه الترمذي: (3/ 334)، وقال: حديث غريب.

وله شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "إذا اتخذت الفيء دولًا والأمانة مغنمًا" وفيه: "ظهرت الأصوات في المساجد" رواه الترمذي: (3/ 334)، وقال: حديث غريب.

وقد تقدم تخريجه.

وله شاهد من حديث حذيفة مرفوعًا: "من اقتراب الساعة اثنتان وسبعون خصلة - وذكر منها - وعلت أصوات الفسقة في المساجد" رواه أبو نعيم بإسناد ضعيف - وقد تقدم.

وهذه الأحاديث وما في معناها تدل على أن من علامات الساعة عدم تعظيم بيوت الله كما أمر الله وإن كانوا يعمرون جدرانها كما في الأحاديث الآتية.

(2)

كما في حديث أنس رضي الله عنه مرفوعًا: "لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد" رواه الإمام أحمد في "المسند": (3/ 134)، وأبو داود:(1/ 123، رقم 449)، والنسائي:(2/ 32)، وابن ماجه:(1/ 244، رقم 739) وإسناده صحيح، ورواه أبو يعلى:(3/ 197)، وابن خزيمة في "صحيحه":(1/ 282) ولفظه: "يأتي على أُمتي زمان يتباهون بالمساجد ثم لا يعمرونها إلا قليلًا" وانظر: "صحيح الجامع": (رقم 7421).

(3)

كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا بن مسعود إن من أعلام الساعة وأشراطها أن تزخرف المحاريب وأن تخرب القلوب".

رواه الطبراني في "تفسيره": (10/ 229 - 230) وإسناده ضعيف.

وروى أبو الشيخ في "الفتن"، والديلمي كما في "كنز العمال":(14/ 573) عن علي رضي الله عنه مرفوعًا: "من اقتراب الساعة

وذكر منها وزخرفت المساجد وطولت المنابر وفسدت القلوب" وإسناده ضعيف جدًّا.

(4)

ورد في ذلك عدة أحاديث، منها حديث ابن مسعود مرفوعًا:"لا تقوم الساعة حتى تتخذ المساجد طرقًا" وإسناده ضعيف، وقد تقدم.

ص: 97

* وغلو أهل الفسق فيها

(1)

.

* واتخاذ القرآن مزامير يقدمون من يغنيهم به وإن كان أقلهم فقهًا

(2)

.

* وتدافع أهل المسجد في من يصلي بهم فلا يجدون أحدًا

(3)

.

* وانفصال الخمسين من الصلاة ولا يقبل الواحد منه

(4)

.

* وكثرة موت الفجأة المعبر عنه في بعض الأخبار بموت الرجل بغير وجع

(5)

.

* ويكون في الناس مُوتان كقُعاس الغنم.

* فالمُوتان بوزن البُطلان الموت الكثير الوقوع.

* والقُعاس بالضم داء يأخذ الغنم لا يُلبثها أن تموت.

(1)

كما في حديث حذيفة مرفوعًا: "للساعة أشراط، قيل: وما أشراطها؟ قال: غلو أهل الفسق في المساجد" رواه أبو نعيم في "الحلية": (5/ 188)، وإسناده ضعيف جدًّا، فيه حمزة بن أبي حمزة النصيبي قال الحافظ:(متروك متهم بالوضع). "التقريب": (179).

(2)

كما في الحديث عابس الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بادر بالأعمال ستًّا إمارة السفهاء، وكثرة الشرط، وبيع الحكم، واستخفافًا بالدم، وقطيعة الرحم، ونشوًا يتخذون القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليغنيهم وإن كان أقلهم فقهًا".

رواه الإمام أحمد: (3/ 494)، والطبراني:(18/ 34)، والبزار في "التاريخ الكبير":(4/ 1/ 8)، وصححه الألباني كما في "صحيح الجامع":(2812).

(3)

كما في حديث سلامة بنت الحر الفزارية رضي الله عنها مرفوعًا: "إن من أشراط الساعة أن يتدافع أهل المسجد لا يجدون إمامًا يصلي بهم" رواه الإمام أحمد في "المسند": (6/ 381)، وأبو داود:(1/ 390)، والألباني كما في "ضعيف الجامع":(1987)، وابن ماجه:(1/ 314) وضعفه.

(4)

روى أبو الشيخ في "الفتن" كما في "الكنز": (14/ 211) عن ابن مسعود مرفوعًا: "إن من اقتراب الساعة أن يصلي خمسون نفسًا لا تقبل لأحدهم الصلاة".

(5)

ورد ذلك في عدة أحاديث، منها حديث أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلًا فيقال لليلتين، وأن تتخذ المساجد طرقًا، وأن يظهر موت الفجأة" رواه الطبراني في "الأوسط": (9/ 147)، و"الصغير":(2/ 261)، وسنده ضعيف، وسيأتي ما يشهد له.

ص: 98

* وكان ابتداء ذلك طاعون عمواس

(1)

.

* وتمني الموت حتى إن الرجل يمر بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانك ليس به الدين إلا البلاء

(2)

.

* ومن أسباب تمنيه كون الشرار من الناس الأُمراء والأشحاء منهم الأغنياء.

* ففي الحديث: "إذا كانت أُمراؤكم خياركم وأغنياؤكم سمحاؤكم فظهر الأرض خير لكم من بطنها وعكسه عكسه"

(3)

.

* وهلاك العرب

(4)

.

* ونقص الثمرات وكثرة المطر وقلة النبات

(5)

.

* بل يروى عن كعب الأحبار أنه قال لابن الزبير

(6)

وهو يبني البيت: "اشدده وأوثقه فإنا نجد في الكتب أن السيول ستعظم في آخر الزمان"

(7)

.

(1)

ورد ذلك في حديث عوف بن مالك وقد سبق تخريجه.

وفيه: "ثم مُوتان يأخذ فيكم كقُعاص الغنم" وانظر: "النهاية" لابن الأثير: (4/ 370).

انظر: "فتح الباري": (6/ 321)، و"المستدرك" للحاكم:(4/ 423 - 424).

(2)

روى مسلم في "صحيحه": (4/ 2231) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ عليه ويقول: يا ليتني كنت مكان صاحب هذا القبر، وليس به الدين إلا البلاء".

(3)

كان حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كانت أُمراؤكم خياركم وكانت أغنياؤكم سمحاؤكم وأموركم شورى بينكم فظهر الأرض خير لكم من بطنها، وإذا كانت أُمراؤكم شراركم وكانت أغنياؤكم بخلاؤكم وكانت أُموركم إلى نسائكم فبطن الأرض خير لكم من ظهرها" رواه الترمذي: (3/ 361) وقال: حديث غريب، ورواه أبو نعيم في "الحلية":(6/ 176)، وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع":(676).

(4)

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لعن الله كسرى إن أول الناس هلاكًا العرب، ثم أهل فارس،

" رواه أحمد: (2/ 513)، والبزار: (رقم 3330) "كشف الأستار"، وإسناده ضعيف.

(5)

ورد ذلك في عدة أحاديث وقد تقدم بعضها.

(6)

عبد الله بن الزبير بن العوَّام، القرشي، الأسدي، أبو خبيب، كان أول مولود في الإسلام في المدينة من المهاجرين، ولي الخلافة تسع سنين إلى أن قتل سنة ثلاث وسبعين. "الإصابة":(2/ 309)، "السير":(3/ 363).

(7)

لم أجده.

ص: 99

* وكون المطر قيظًا، أي: في شدة [الحر إذ المطر إنما يراد للنبات وبرد الهواء

(1)

.

* ويروى: "لا تقوم الساعة حتى تمطر السماء مطرًا لا تكن منه بيوت المدر ولا تكن منه إلا

(2)

بيوت الشعر"

(3)

.

* ويروى أيضًا: "إذا كان الشتاء قيظًا وغاض الكرام غيضًا"

(4)

، أي: فنوا وبادوا.

* والريح]

(5)

الحمراء، أي: الشديدة، كقولهم سنة حمراء ورد في علاماتها ريح تلقي الناس في البحر

(6)

.

* وكون الأيام والليالي لا تذهب حتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا

(7)

.

(1)

تقدم حديث حذيفة مرفوعًا: "من اقتراب الساعة اثنتان وسبعون خصلة - وذكر منها - وكان المطر قيظًا".

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه مرفوعًا: "لا تقوم الساعة حتى يكون القرآن عارًا - وفيه - وتنقص السنون والثمرات

ويكون الولد غيظًا والشتاء قيظًا" الحديث. "كنز العمال": (4/ 240)، وقال: لا بأس بسنده.

ورواه ابن أبي الدنيا والطبراني، وأبو نصر السجزي في "الإبانة"، وابن عساكر، وقال الهيثمي في "المجمع" (7/ 324):(ورواه الطبراني ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف).

(2)

سقطت من "الأصل" ومن "أ"، وأكملتها من "المصادر".

(3)

رواه الإمام أحمد في "المسند": (2/ 262، رقم 6770)، وابن حبان، وإسناده صحيح. انظر:"مسند أحمد" بتحقيق الأرنؤوط: (13/ 12).

(4)

رواه ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا. "الدر المنثور": (6/ 53).

(5)

ما بين المعكوفتين ساقط من "ط" وهو بقدر ثلاثة أسطر من المخطوط.

(6)

أي: من علامات الساعة، وقد تقدم حديث حذيفة في أشراط الساعة الثنتين والسبعين.

وهذه اللفظة في حديث حذيفة بن أسيد عند مسلم: (4/ 2226) وقد تقدم بتمامه.

(7)

كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحدًا يقبلها منه وحتى تعود جزيرة العرب مروجًا وأنهارًا" رواه =

ص: 100

* وحتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتتلون عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون وينجو واحد

(1)

.

* ومعناه أن العرب تتقاعد عن الإنتجاع لطلب الغيث ويشتغل كل منهم بغراس الأرض وعمارتها وإجراء مياهها كما شوهد في كثير من بلادهم وأحوالهم. ورجوع العرب حراثين

(2)

.

* وكثرة المال حتى يُهِمَّ رب المال من يقبله فلا يجده كما يشير إليه في ما تقدم بترك الصدقة

(3)

ويعطى الرجل المائة دينار فيتسخطها

(4)

.

* وفي "الصحيح": "تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة، فيجيء القاتل فيقول: في هذا قتلت، ويجيء القاطع

= مسلم: (2/ 701، رقم 1011).

وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى تعود جزيرة العرب مروجًا وأنهارًا، وحتى يسير الراكب بين العراق ومكة لا يخاف إلا ضلال الطريق، وحتى يكثر الهرج، قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ قال: القتل".

رواه الإمام أحمد في "المسند": (2/ 370 - 371)، واللفظ له، والحاكم في "المستدرك":(4/ 477)، وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 231): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.

(1)

كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون، ويقول كل رجل منهم لعليِّ أكون أنا الذي أنجو" رواه مسلم: (4/ 2219).

(2)

كما في حديث أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى ترجعوا حراثين".

رواه الطبراني في "الكبير": (8/ 294)، وقال الهيثمي في "المجمع" (4/ 260): فيه جعفر بن الزبير وهو كذاب.

(3)

كما في الأحاديث الكثيرة المتقدمة ومن ذلك أيضًا حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال حتى يِهُمَّ رب المال من يقبل منه صدقته ويدعى إليه الرجل فيقول: لا أرب لي فيه" مسلم: (رقم 1011). ونحوه عند البخاري من حديث حارثة بن وهب رضي الله عنه "فتح الباري": (13/ 81).

(4)

تقدم في حديث حذيفة في أشراط الساعة الثنتين والسبعين.

ص: 101

فيقول: في هذا قطعت رحمي، ويجيء السارق فيقول: في هذا قطعت يدي ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئًا"

(1)

.

* ووقع التعبير عنه في رواية: "بظهور الكنوز"

(2)

، وبقوله:"يفيض المال"(2)، أي: يكثر وهذا في زمن عيسى عليه السلام بحيث تترك القِلَاص بكسر القاف جمع قلوص بفتحها وهو من الإبل كالفتاة من النساء، والمعنى أنه يزهد فيها ولا يرغب في اقتنائها لكثرة الأموال وقلة الآمال وعدم الحاجة والعلم بقرب القيامة

(3)

.

* وفي رواية: "لا تقوم الساعة حتى تظهر معادن كثيرة لا يمسكها إلا أراذل الناس"

(4)

.

* وغبطة المرء بخفة

(5)

المال كما كان يغبط بكثرة المال وتكون الدنيا قبل هذا مع الأشرار ويتمنى أبو الخمسة أنهم أربعة

(6)

.

* وفشو التجارة وكثرتها حتى تعين المرأة زوجها عليها ويتجر الرجل وامرأته جميعًا بل يتجر النساء

(7)

.

(1)

رواه مسلم: (1/ 701، رقم 1013) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(2)

تقدم في الأحاديث السابقة.

(3)

رواه البخاري: (6/ 491، رقم 3448 - الفتح)، ومسلم:(1/ 136) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه واللفظ له وقد تقدم.

(4)

عند الطبراني في "الأوسط": (2/ 141) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وإسناده ضعيف كما قال الهيثمي في "المجمع"(7/ 331)، وتشهد له الأحاديث السابقة.

(5)

في "ط": (تحفة) وهو تصحيف.

(6)

كما في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عند الطبراني: (10/ 12، رقم 9777)، والبزار كما في "الكشف":(4/ 131)، وإسناده ضعيف جدًّا.

وقال الهيثمي في "المجمع"(7/ 282): وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو متروك.

(7)

تقدم ما يدل على ذلك من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا وفيه: "بين يدي الساعة =

ص: 102

* قال الحسن: لقد أتى علينا زمان إنما يقال: تاجر بني فلان وكاتب بني فلان، ما يكون في الحي إلا التاجر الواحد والكاتب الواحد

(1)

.

* وقلة المكاسب بحيث يضرب التاجر إلى اليمن

(2)

فلا يجاوز ربحه رأس ماله

(3)

.

* ولا تقوم الساعة حتى يعز الله فيه الدراهم الحلال والأخ في الله وذكر خصلة ثالثة

(4)

.

* وعدم المبالاة بما يصل إليه من المال أمن حلال أم من حرام

(5)

.

* وأكل الربا بحيث يروى شموله

(6)

حتى إن من لم يفعله أصابه من غباره

(7)

.

= تسليم الخاصة وفشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة". رواه الإمام أحمد وإسناده صحيح.

(1)

النسائي: (7/ 244).

(2)

في "ط": (إلى اليمين)، وفي الطبعة الأخيرة المنقولة من "ط" زاد:(اليمين والشمال) وهو تصرف خاطئ يدل على أنه طبع كتابه بدون أصل المخطوط، وإنما اعتمد على الطبعة السابقة وفيها تصحيف كثير، فزاد الطين بلة وزاد اليمن شمالًا، وهي اليمن.

(3)

رواه الديلمي كما في "مسند الفردوس": (5/ 88) عن أبي هريرة رضي الله عنه.

(4)

كما في حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "سيأتي عليكم زمان لا يكون فيه شيء أعز من ثلاثة: درهم من حلال أو أخ يستأنس به أو سنة يعمل بها" رواه الطبراني في "الأوسط": (رقم 88)، وأبو نعيم في "الحلية":(4/ 370).

وذكره الهيثمي في "المجمع"(1/ 172)، وقال فيه:(روح بن صلاح ضعفه بن عدي ووثقه ابن حبان والحاكم وبقية رجاله ثقات).

(5)

كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ أمن حلال أم من حرام" رواه البخاري: (4/ 313 - الفتح).

(6)

في "الأصل": (يقول)، وما أثبتناه من "أ" وهي أنسب للمقام.

(7)

كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: "ليأتين على الناس زمان لا يبقى منهم أحد إلا أكل الربا فمن لم يأكله أصابه من غباره".

رواه الإمام أحمد في "مسنده": (2/ 494)، وأبو داود:(رقم 3331)، والنسائي:(7/ 243)، وابن =

ص: 103

* وعد الصدقة - يعني: الزكاة ونحوها - مغرمًا، أي: يرى أن إخراج زكاته غرامة يغرمها، بل صار الكثير منهم أو أكثرهم ممن له ديانة في الجملة يجتزئ عنها بما يؤخذ منه من المكوس

(1)

، وكذا بما يتعرض له في أخذه زيادة على ذلك، وعز على الفقراء التوصل إلى استحقاقهم، بل غالب من يعطى إنما هو للوجاهة، وقد لا يكون ممن يسقط به الفرض

(2)

، ولذا تسلط الحكام عليهم

(3)

.

* وكثرة المستحذين وقلة المعطين

(4)

، وقطيعة الأرحام

(5)

، وسوء الجوار، وتقريب الصديق وبره، وجفاء الأب وبعده، وطاعة الزوجة، وعقوق الأُم، وكون الولد غيظًا بمعجمتين، يعني: يغيظ أباه وأُمه بعقوقه لهما وعدم امتثاله أمرهما

(6)

.

* وظهور البخل والشح، وهو إلقاؤه في قلوبهم على اختلاف أحوالهم حتى يبخل العالم بعلمه فيترك التعليم والفتوى.

= ماجه: (2/ 765)، وإسناده ضعيف.

انظر: "مسند أحمد": (16/ 258) بتحقيق الأرناؤوط.

(1)

في "ط": (المكدس).

(2)

في "ط": (الغرض).

(3)

وقد تقدم ما يدل على هذا.

(4)

في "ط": (وكثرة المستخرين وقلة المطيعين).

(5)

كما في حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أشراط الساعة الفحش والتفحش وقطيعة الرحم وسوء المجاورة وتخوين الأمين وائتمان الخائن".

رواه الإمام أحمد: (2/ 162 - 163)، والبزار:(رقم 9409)، ونحوه عند ابن عدي في "الكامل":(4/ 1439).

وإسناده صحيح. انظر: "صحيح الجامع": (5894).

(6)

تقدم ما يدل على ذلك.

ص: 104

* ويبخل [الصانع]

(1)

بصنعته حتى يترك تعليمها لغيره.

* ويبخل الغني بماله حتى يهلك الفقير.

* وقوله: يلقى، أي: يتلقى ويتعلم ويتواصى به ويدعى إليه، ويجوز أن يكون بتخفيف اللام والقاف، أي: لا يترك لإفاضة المال وكثرته.

* وبالجملة فالمحذور كما أشار إليه ابن أبي جمرة

(2)

من ذلك ما يترتب عليه مفسدة والشحيح شرعًا هو من منع ما وجب عليه وإمساك ذلك محق للمال مذهب لبركته.

* ويؤيده: "ما نقص مال من صدقة"

(3)

.

* فإن أهل المعرفة فهموا منه أن المال الذي يخرج منه الحق الشرعي لا تلحقه آفة ولا عاهة، بل يحصل له النماء، ومن ثم سميت الزكاة لأن المال ينمو بها ويحصل فيه البركة. انتهى

(4)

.

* ويؤيده: "ما تلف مال في بر وبحر إلا بمنع الزكاة"

(5)

.

* وغلبة أهل المد على مدهم وأهل القفيز على قفيزهم [وهما مكيلان مما يشهد له ما صح منعت العراق مدها وقفيزها]

(6)

.

(1)

سقط من "أ".

(2)

محمد بن أحمد بن عبد الملك بن أبي جمرة، الأموي، أبو بكر المرسي، وصفه الذهبي بقوله:(الشيخ الإمام المعمِّر مسند المغرب توفي سنة 599 هـ). "السير": (21/ 398)، "شذرات الذهب":(4/ 342).

(3)

رواه مسلم في "صحيحه": (4/ 2001)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(4)

انظر: "فتح الباري": (13/ 17 - 18).

(5)

رواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين": (3/ 13)، عن أبي هريرة عن عمر رضي الله عنهما.

وقال الهيثمي في "المجمع"(3/ 63): رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه عمر بن هارون وهو ضعيف.

وضعفه الألباني في "الضعيفة": (رقم 575).

(6)

ما بين المعكوفتين ساقط من "ط".

ص: 105

* وفي رواية: "إذا منعت العراق درهمها وقفيزها، ومنعت الشام مُدْيهَا بضم الميم ثم دال ساكنة على وزن قفل ودينارها، ومنعت مصر إردبها ودينارها وعدتم من حيثما بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم"

(1)

.

* وفي تأويله قولان:

أحدهما: لإسلامهم فسقطت عنهم الجزية.

وثانيهما: وهو الأشهر أن العجم والروم يستولون على البلاد في آخر الزمان فيمنعون حصول ذلك للمسلمين

(2)

.

* وأما قوله: وعدتم إلى آخره فهو بمعنى: "بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ"

(3)

.

* وأن يرى الهلال لليلة فيقال: هو ابن ليلتين لانتفاخه وكبره.

* وفي رواية من: "اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة"

(4)

.

* وللدارقطني

(5)

عن عامر الشعبي

(6)

عن أنس رفعه: "من اقتراب

(1)

رواه مسلم: (4/ 220، رقم 2896)، عن أبي هريرة رضي الله عنه بدون (إذا).

قال القرطبي في "المفهم"(7/ 29): والرواية المشهورة بغير (إذا) وقد رواه ابن ماهان "إذا منعت" اهـ.

(2)

وانظر للزيادة "شرح السنة" للبغوي: (11/ 178)، و"دلائل النبوة" للبيهقي:(6/ 330).

(3)

حديث متواتر رواه مسلم: (1/ 131)، عن ابن عمر رضي الله عنهما.

(4)

رواه الطبراني في "الكبير": (10/ 244)، والعقيلي في "الضعفاء":(2/ 351)، وابن عدي في "الكامل":(4/ 289)، وتمام في "فوائده":(1736) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا، وذكره الألباني في "الصحيحية" وصححه:(رقم 2292).

(5)

علي بن عمر بن أحمد بن مهدي البغدادي الدارقطني الشافعي، محدث، حافظ، فقيه، مقرئ، أخباري، لغوي، وُلد سنة (306 هـ)، وتوفي في بغداد سنة (385)، من مصنفاته:"السنن"، و"المعرفة بمذاهب الفقهاء". "سير أعلام النبلاء":(10/ 259 - 262).

(6)

عامر بن شراحيل، الشعبي، أبو عمرو، ثقة، مشهور، فقيه، فاضل، من كبار التابعين، قال مكحول:(ما رأيت أفقه منه). مات بعد المائة وله نحو من ثمانين سنة. "السير": (4/ 294)، "التقريب":(ص 475).

ص: 106

الساعة أن يرى الهلال قَبَلا، أي: يرى ساعة يطلع لعظمه فيقال: ابن ليلتين"

(1)

، يقال: رأيت الهلال قَبَلا

(2)

، وقبل، أي: معاينة

(3)

.

* وتخريب الكعبة على يد ذي السّويقتين من الحبشة

(4)

بعد موت عيسى عليه السلام وقبض أرواح المؤمنين.

* مع أن ظهور ذي السّويقتين قال كعب

(5)

الأحبار في زمن عيسى، وكذا قال الحليمي

(6)

وأن الصريخ يأتي عيسى عليه السلام بذلك. فيبعث إليه طائفة ما بين الثمان إلى التسع، وقيل: ذلك في زمنه أيضًا

(7)

وبعد هلاك يأجوج ومأجوج يحج الناس ويعتمرون كما ثبت

(8)

مما لا ينافيه في المعنى المروي: "أنه لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت"

(9)

، وفي لفظ: "استكثروا

(1)

رواه الطبراني في "الصغير": (2/ 129)، و"الأوسط":(9/ 147). وانظر تخريج الحديث السابق.

(2)

وأن يرى الهلال قَبَلا، أي: يرى ساعة ما يطلع، لعظمه ووضوحه من غير أن يُتَطَلَّب، وهو بفتح القاف والباء. "النهاية":(4/ 8).

(3)

في "ط": (معاليه).

(4)

كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة". رواه البخاري: (3/ 454، رقم 1591 - الفتح)، ومسلم:(4/ 2232، رقم 2909).

وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كأني به أسود أفحج يقلعها حجرًا حجرًا". رواه البخاري: (3/ 460، رقم 1595 - الفتح).

(5)

في "ط": (كما لكعب).

(6)

الحسين بن الحسن بن حليم، البخاري، أبو عبد الله، الشافعي، محدث، قاضٍ، متكلم، صاحب "المنهاج" في شعب الإيمان. توفي سنة (403 هـ). "السير":(17/ 231)، و"فيات الأعيان":(2/ 137).

(7)

في "ط": (أينما).

(8)

كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج". رواه البخاري: (3/ 454، رقم 1953 - الفتح).

(9)

رواه الحاكم: (4/ 453)، وابن حبان:(8/ 265) من حديث أبي سعيد الخدري وهو في البخاري: (رقم 1593) من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن قتادة بإسناد الحديث السابق ورجح البخاري الرواية السابقة على هذه. انظر: "الفتح": (3/ 455).

ص: 107

من الطواف بهذا البيت قبل أن يرفع فقد هدم مرتين ويرفع في الثالثة"

(1)

.

* وفي حديث لأحمد وأبي داود مرفوع

(2)

: "اتركوا الحبشة ما تركوكم فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين"

(3)

.

* وعن كعب الأحبار أنه قال: "لا تقوم الساعة حتى يزور البيت الحرام بيت المقدس فيقادا إلى الجنة وفيها أهلها والعرض والحساب ببيت المقدس"

(4)

.

* وفي لفظ لكعب قال: "حجة أحب إلي من عمرتين، وعمرة أحب من ركبة إلى بيت المقدس، ولا تقوم الساعة حتى يسير أحدهما إلى الآخر لأن المقام والميزان عندهما"

(5)

.

* ونحوه: "تزف الكعبة إلى الصخرة فيتعلق بها جميع من حج واعتمر فإذا رأتهما الصخرة قالت: مرحبًا بالزائرة والزائرين إليها".

(1)

رواه ابن خزيمة في "صحيحه": (1/ 49)، وابن حبان:(8/ 265)، والحاكم في "المستدرك":(1/ 441)، وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.

وأبو نعيم في "أخبار أصبهان": (1/ 203).

وصححه الألباني. انظر: "صحيح الجامع": (955).

وهذا الهدم والله أعلم واقع في هذه الأُمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم وهو هدم يقع بسبب الحروب والإعتداء على الكعبة كما في "مصنف عبد الرزاق": (5/ 138)، عن كعب أنه قال:"تهدمونها أيتها الأمة ثلاث مرات ثم ترفع بعد الرابعة فاستمتعوا منها".

(2)

في "ط": (مرفوعًا).

(3)

"مسند الإمام أحمد": (5/ 371)، وأبو داود:(4/ 490)، ورواه كذلك الحاكم:(4/ 453)، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما مرفوعًا، وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. انظر: "صحيح الجامع": (90).

(4)

لم أجده.

(5)

رواه أبو نعيم في "الحلية": (6/ 15 - 16). ومثله لا يصلح للإحتجاج به.

ص: 108

* ونفي المدينة شرار أهلها مما يشهد له: "تنفي المدينة خبثها كما ينفي الكير خبث الحديد"

(1)

.

* وبلوغ المساكن إهاب

(2)

أو يهاب وهواسم موضع بنواحي المدينة، وقيل: لسهيل راويه: وكم ذلك من المدينة؟ قال: كذا وكذا ميلًا

(3)

.

* ولا يقسم الميراث

(4)

، وذلك إما لكثرة الأموال أو لعدم وجدان من يحسن قسمتها حتى كان بعض أئمة الفرائض يقول: ما دمت بين أظهركم فأنتم آمنون من ظهور الدجال

(5)

.

* ولكن الثابت في "الصحيح"

(6)

أنه في مقتلة بين الروم وأهل الشام يتعاد بنو الأب من المسلمين كانوا مائة فلا يجدون (بقي)

(7)

منهم غير الرجل الواحد فبأي غنيمة يفرح أو بأي ميراث يقسم

(8)

.

(1)

رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه وقد تقدم.

(2)

إهاب: بالكسر موضع قريب من المدينة ذكره في خبر الدجال في "صحيح مسلم"، كذا جاءت الرواية فيه عن مسلم على الشك، أو يهاب بكسر الياء عن الشيوخ كافة وبعض الرواة قال: بالنون (نهاب)، ولا يعرف هذا الحرف في غير هذا الحديث.

"معجم البلدان": (1/ 283)، وقد تصحفت في جميع النسخ إلى:(المساكين).

(3)

رواه مسلم: (4/ 2228)، من طريق زهير عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تبلغ المساكن إهاب أو يهاب"، قال زهير: قلت لسهيل: فكم ذلك من المدينة؟ قال: كذا وكذا ميلًا.

(4)

كما في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم الميراث ولا يفرح بغنيمة".

الحديث رواه مسلم: (4/ 2223).

(5)

انظر: "الضوء اللامع": (1/ 376 - 377).

(6)

يعني: في "صحيح مسلم"، وهو آخر الحديث السابق.

(7)

في "ط": (تقيًّا).

(8)

وهذا والله أعلم لا يمنع من أن علم الفرائض سيفقد من الأرض حتى لا يوجد من يقسم الميراث، ولعل =

ص: 109

* ورفع الأمانة

(1)

واتخاذها مغرمًا

(2)

، وفي "الصحيح":"إذا ضيعت الأمانة فانتظروا الساعة"

(3)

، قيل: يا رسول الله، وما إضاعتها؟ قال: إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظروا الساعة"، ولا ينافيه قول أبي بكر الصديق

(4)

رضي الله عنه يوم فتح مكة: "إن الأمانة في الناس اليوم قليلة"

(5)

.

* ويخون الأمين ويؤتمن الخائن ويصدق الكاذب ويكذب الصَّادق

(6)

.

= ذلك دليل على قلة من يعرفه، وقد دلت النصوص الكثيرة على رفع العلم، ومنها علم المواريث، وقد جاءت النصوص خاصة به كما في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تعلموا القرآن وعلموه الناس وتعلموا الفرائض وعلموها الناس فإني امرؤ مقبوض وأن العلم سيقبض وتظهر الفتن حتى يختلف الإثنان في الفريضة لا يجدان من يقضي بها".

رواه الحاكم في "المستدرك": (4/ 333)، وصححه ووافقه الذهبي.

(1)

كما في حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم تعلموا من القرآن ثم تعلموا من السنة، وحدثنا عن رفعها قال: ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرًا وليس فيه شيء ثم أخذ - حصى فدحرجه على رجله - فيصبح الناس يتبايعون لا يكاد أحدهم يؤدي الأمانة حتى يقال: إن في بني فلان رجلًا أمينًا، حتى يقال للرجل: ما أجلده ما أظرفه ما أعقله وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان".

رواه البخاري: (11/ 333)، ومسلم:(1/ 126 - 127)، واللفظ له.

(2)

تقدم في حديث علي رضي الله عنه.

(3)

رواه البخاري في "صحيحه": (1/ 142) عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا.

(4)

عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب التيمي، أبو بكر بن أبي قحافة، الصديق الأكبر، وقيل: اسمه عتيق، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، مات في جمادى الأولى سنة (13 هـ) وله ثلاث وستون.

"الإصابة": (رقم 4817).

(5)

رواه ابن إسحاق في "سيرته" كما في "البداية والنهاية": (4/ 293).

قال ابن كثير رحمه الله: (يعني به الصديق: ذلك اليوم على التعيين؛ لأن الجيش فيه كثرة ولا يكاد يلوى على أحد مع انتشار الناس).

(6)

تقدم ذلك في حديث أنس وعوف بن مالك رضي الله عنهما.

ص: 110

* وعد الفاحشة زيارة

(1)

وكثرة الزنا

(2)

والتسافد في الطرق تسافد الحمر بأن يقوم الرجل إلى المرأة فيفترسها في الطريق ويرفع ذيلها كما يرفع ذنب الغنم فيكون خير الناس وأمثلهم يومئذ من يقول: لو واريتها وراء هذا الحائط فهو في ذلك الزمن مثل أبي بكر وعمر

(3)

.

* واكتفاء النساء بالنساء والرجال بالرجال

(4)

.

* والتغاير على الغلام كما يتغاير على المرأة

(5)

.

* ورضخ رؤوس أقوام بكواكب من السماء باستحلالهم عمل قوم لوط

(6)

.

(1)

في جميع النسخ: (زيادة)، والتصحيح من "المصادر".

وقد ورد ذلك عن علي مرفوعًا وفيه: "وحتى تتخذ الأمانة مغنمًا والفاحشة زيارة فعند ذلك هلاك قومك".

رواه البزار: (2/ 145، رقم 507).

وقال الهيثمي في "المجمع":

وفيه من لم أعرفهم.

ومعناه أن الناس يتزاورون لفعل الفاحشة والعياذ بالله. وانظر: "ذم الملاهي" لابن أبي الدنيا: (ص 58).

(2)

ورد ذلك في أحاديث كثيرة منها حديث أنس في "الصحيحين" وغيرهما وفيه: "ويظهر الزنا" وقد تقدم.

(3)

ورد ذلك في حديث أبي أُمامة مرفوعًا، رواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "بغية الباحث":(2/ 770) وسنده ضعيف جدًّا.

ويشهد له ما جاء في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تتسافدون في الطريق تسافد الحمر".

رواه البزار كما في "الكشف": (4/ 148)، وقال: لا نعلمه من وجه صحيح إلا عن عبد الله بن عمرو بهذا الإسناد، ورواه ابن حبان:(8/ 269). وانظر: "السلسلة الصحيحة": (رقم 481).

وقد تقدم حديث النواس بن سمعان الذي رواه مسلم: (4/ 2250)، وفيه: (ويبقى شرار الناس فيها يهرجون تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة".

(4)

تقدم.

(5)

رواه الديلمي: (5/ 86، رقم 7543) بسند ضعيف عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا.

انظر: "كنز العمال": (14/ 249).

(6)

رواه الديلمي: (5/ 88، رقم 7547)، عن ابن عباس مرفوعًا وسنده ضعيف.

ص: 111

* وكثرة السراري، ففي رواية:"إذا ولدت الأَمة ربتها"

(1)

، أي: سيدتها، ويكن في آخر الزمان من المشار إليهن بالحشمة بحيث يكنَّ تحت الرجل الكبير دون غيرهن من الحرائر.

* ومنهم

(2)

من جعل كثرتهن لكثرة الفتوحات، يعني: فيكون ذلك علامة كثرتها، ولكن ليس هذا حينئذ من أشراط الساعة؛ لأنه كان في صدر هذه الأُمة كثيرًا

(3)

.

* والتغالي في المهور وإغفال "لو كنتم تغرفون من بطحان

(4)

ما زدتم"

(5)

، وكون [التيسير]

(6)

السبب في دوام الألفة غالبًا

(7)

.

(1)

رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: (رقم 50/ 4777).

ورواه مسلم: (رقم 8 - 9) من حديث عمر بن الخطاب وأبي هريرة رضي الله عنهما.

(2)

في "الأصل": (ومنهن)، والتصحيح من "أ".

(3)

ولا يمنع أن يكون ذلك من أشراط الساعة الصغرى وإن كان في صدر الإسلام، فقد تقدم أن من أشراطها موت النبي صلى الله عليه وسلم، وفقد الصحابة رضي الله عنهم وغير ذلك مما هو واقع في صدر الإسلام والله أعلم.

انظر: أقوال العلماء في تفسير ذلك في "الفتح": (1/ 122).

(4)

بُطْحان: بالضم ثم السكون، واد بالمدينة وهو أحد أوديتها الثلاثة العقيق وبطحان وقناة، نزله بني النضير من اليهود. "معجم البلدان":(1/ 446).

(5)

أي: من أشراط الساعة التغالي في مهور النساء، وقد ورد النهي عن ذلك في حديث أبي حدرد الأسلمي رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أستعينه في مهر امرأة فقال: "كم أصدقتها؟ قلت: مائتي درهم، قال: لو كنتم تغرفون من بطحان ما زدتم".

رواه الإمام أحمد في "مسنده": (3/ 448)، والطيالسي:(1/ 306)، والبيهقي في "السنن":(7/ 235)، والحاكم في "المستدرك":(2/ 178).

(6)

سقطت من جميع النسخ، وأثبتها من حاشية "الأصل".

(7)

أي: وتغافل الناس عن ما جرت به العادة من أن التيسير في المهر يزيد الألفة بين الزوجين، بل قد ورد في ذلك بعض الأحاديث منها حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن من أعظم النساء بركة أيسرهن صداقًا". رواه البيهقي في "السنن": (7/ 235).

وعنها رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من يمن المرأة أن تتيسر خطبتها وأن يتيسر صداقها وأن يتيسر =

ص: 112

* وكثرة الطلاق الذي هو يمين الفسَّاق

(1)

.

* وكون الرجل يخرج من عند أهله فيخبره نعله

(2)

أو سوطه أو عصاه بما أصابه أهله من بعده.

* وفي لفظ: "لا تقوم الساعة حتى تكلم السِّباع الإنس ويكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده"

(3)

.

* ويتزوج الرجل النبطية ويترك ابنة عمه

(4)

.

* وكثرة النساء وقلة الرجال بحيث يتبع الرجل الواحد خمسون امرأة، يعني: ممن يلذن به

(5)

.

* وقد قال أبو القاسم القرطبي

(6)

أخو شارح مسلم أبي العباس

(7)

: إنه ربط نحوًا من خمسين امرأة واحدة بعد أخرى في حبل واحد مخافة سبايهن من العدو لما خرجوا من قرطبة.

= رحمها". قال عروة: أي يتيسر رحمها للولادة، قال: وأنا أقول من عندي: من أول شؤمها أن يكثر صداقها.

رواه البيهقي في "السنن": (7/ 235).

والحاكم في "المستدرك"(2/ 182)، وقال: على شرط مسلم ووافقه الذهبي.

(1)

ورد في هذا المعنى عدة أحاديث ضعيفة وقد تقدم بعضها.

(2)

في "ط": (بلغه).

(3)

رواه الإمام أحمد في "مسنده": (3/ 83 - 84)، عن أبي سعيد الخدري، والترمذي:(3/ 322)، وقال: حديث حسن صحيح، وابن حبان كما في "الموارد":(2109)، والحاكم في "المستدرك":(4/ 467 - 468)، وقال: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي. انظر: "صحيح الجامع": (7083).

(4)

تقدم، وهو حديث موضوع رواه الطبراني:(8/ 294).

(5)

تقدم، وهو في البخاري ومسلم.

(6)

لم أجد له ترجمة. وانظر القصة في: "التذكرة": (2/ 748).

(7)

أحمد بن عمر بن إبراهيم، أبو العباس، الأنصاري، القرطبي، المالكي، المحدث، صاحب "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم"، وُلد سنة (578 هـ)، وتوفي سنة (656). "شذرات الذهب":(5/ 273 - 274)، "نفح الطيب":(2/ 615).

ص: 113

* "ويتبع الرجل قريب من ثلاثين امرأة يقلن: انكحنا"

(1)

.

* "وتجد المرأة النعل فتقول: كانت هذه نعل رجل"

(2)

.

* واستخفاف بالدماء وكثرة الهرج، أي: القتل والكذب

(3)

.

* وقد قال [رجل]

(4)

لخالد بن الوليد

(5)

رضي الله عنه: "يا أبا سليمان اتق الله فإن الفتن قد ظهرت فقال أما وابن الخطاب حي فلا، وإنما تكون بعده فينظر الرجل فيفكر هل يجد مكانًا لم ينزل به مثل ما نزل بمكانه الذي هو به من الفتنة والشر فلا يجد فتلك الأيام التي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يدي الساعة أيام الهرج"

(6)

.

* والإجتلاد بالسيوف وقتل الإمام فعن حذيفة "لا تقوم الساعة حتى تقتلوا إمامكم وتجتلدوا بأسيافكم ويرث دنياكم شراركم"

(7)

.

* وعنه أنه قال: "ما تعدون قتل عثمان فيكم أتعدونه فتنة؟ قلنا: نعم، قال: هي والله هي والله أول الفتن وآخرها الدجال"

(8)

.

(1)

كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: "لا تقوم الساعة حتى يتبع الرجل قريب من ثلاثين امرأة كل تقول: انكحني انكحني".

رواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "البغية": (2/ 788)، وسنده ضعيف.

(2)

تقدم.

(3)

تقدم ما يدل على ذلك.

(4)

سقط من جميع النسخ، وأثبته من "المصادر".

(5)

خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله، المخزومي، القرشي، أبو سليمان، سيف الله، من كبار الصحابة وكان إسلامه بين الحديبية والفتح وكان أميرًا على قتال أهل الرِّدَّة وغيرها من الفتوح، توفي سنة (21 هـ أو 22 هـ).

"الإصابة": (3/ 70)، "السير":(1/ 366).

(6)

رواه الإمام أحمد: (4/ 90)، والطبراني في "الكبير":(4/ 116)، و"الأوسط":(8/ 227).

(7)

رواه الإمام أحمد في "مسنده": (5/ 389)، والترمذي:(4/ 407)، وابن ماجه:(2/ 342)، وإسناده ضعيف. انظر:"سلسلة الأحاديث الضعيفة": (2046).

(8)

انظر: "مصنف ابن أبي شيبة": (7/ 450)، و"البداية والنهاية":(7/ 201).

ص: 114

* وقتل الرجل لأخيه، أي: ونحوه من أب وقريب على الدنيا

(1)

.

* وإذا وضع السيف في الأمة لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة

(2)

.

* ولا يدري القاتل في أي شيء قتل ولا المقتول على أي شيء قتل القاتل

(3)

[والمقتول في النار]

(4)

.

* واقتتال فئتين عظيمتين من المسلمين دعواهما واحدة ويكون بينهما مقتلة عظيمة

(5)

، وقد وقع ذلك في زمن الصحابة

(6)

رضي الله عنهم مما كانوا مجتهدين فيه، والمخطئ منهم معذور لأنه بالإجتهاد. ولا حاجة للتطويل في شرحه.

(1)

كما في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: "إن بين يدي الساعة الهرج. قيل: وما الهرج؟ قال: الكذب والقتل. قالوا: أكثر مما نقتل الآن؟ قال: إنه ليس بقتلكم الكفار، ولكنه قتل بعضكم بعضًا، حتى يقتل الرجل جاره، ويقتل أخاه، ويقتل عمه، ويقتل ابن عمه. فقال بعض القوم: يا رسول الله، ومعنا عقولنا ذلك اليوم؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا، تنزع عقول أكثر ذلك الزمان ويخلف له هباءٌ من الناس لا عقول لهم". رواه الإمام أحمد في "مسنده": (4/ 391 - 392)، وابن ماجه:(2/ 1309)، والحاكم في "المستدرك":(4/ 451).

(2)

كما في حديث ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: "وإذا وقع في أُمتي السيف لم يرفع عنها إلى يوم القيامة".

رواه أبو داود: (4/ 450 - 452)، وأبو نعيم في "دلائل النبوة":(469)، وأبو عمرو الداني في "الفتن":(1/ 184 - 186) وغيرهم، وأصله في "مسلم":(4/ 2215).

(3)

كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: "والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم لا يدري القاتل فيم قَتَل ولا المقتول فيم قُتِل! فقيل: كيف يكون ذلك؟ قال: الهرج، القاتل والمقتول في النار". رواه مسلم: (4/ 2231 - 2232).

(4)

ما بين المعكوفتين ساقط من "ط".

(5)

عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: "لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان من المسلمين تكون بينهما مقتلة عظيمة دعواهما واحدة".

رواه البخاري: (6/ 616)، (13/ 81)، ومسلم:(4/ 2214).

(6)

انظر: "فتح الباري": (13/ 85)، و"دلائل النبوة" للبيهقي:(6/ 418).

ص: 115

* وغزوة جزيرة العرب ثم فارس ثم الروم فيفتحها الله واحدة بعد أخرى ثم الدجال.

* قال نافع بن عتبة

(1)

راويه عن النبي صلى الله عليه وسلم كما سيأتي قريبًا: "لا نرى الدجال يخرج حتى تفتح الروم"

(2)

.

* وفتح قسطنطينية بضم أولها وثالثها وهي من أعظم مدائن الروم، ففي "صحيح مسلم" مرفوعًا: "أسمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر قالوا: نعم يا رسول الله، قال: لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفًا من بني إسحاق فإذا جاؤوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط أحد جانبيها الذي في البحر، ثم يقولوا الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولوا الثالثة: لا إله إلا الله والله أكبر فتفرج لهم فينظرونها

(3)

فيغنموا، فبينما هم يقتسمون الغنائم إذ جاءهم الصريخ فقال: إن الدجال قد خرج فيتركون كل شيء ويرجعون"

(4)

.

(1)

نافع بن عتبة بن أبي وقاص الزهري، صحابي صغير، ابن أخي سعد بن أبي وقاص، من مسلمة الفتح. "الإصابة":(3/ 545، رقم 8660).

(2)

كما في حديث نافع بن عتبة رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة قال: فأتى النبي صلى الله عليه وسلم قومٌ من قبل المغرب عليهم ثياب الصوف فوافقوه عند أكمة فإنهم لقيام ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد قال: فقالت لي نفسي: ائتهم فقم بينهم وبينه لا يغتالونه. قال: ثم قلت: لعله نجي معهم، فأتيتهم فقمت بينهم وبينه. قال: فحفظت منه أربع كلمات، أعدهم في يدي قال:"تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله ثم فارس فيفتحها الله ثم تغزون الروم ثم تغزون الدجال فيفتحه الله قال: فقال نافع: يا جابر، لا نرى الدجال يخرج حتى تفتح الروم". رواه مسلم: (رقم 2900).

(3)

في "الصحيح": (فيدخلوها).

(4)

"صحيح مسلم": (4/ 2238)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

ص: 116

* فهذه المدينة هي التي عيناها ولكن قوله من بني إسحاق إنما هو من بني إسماعيل وسياق الحديث يدل له فإنه إنما أراد العرب

(1)

.

* ويروى: "لا تقوم الساعة حتى يملك القسطنطينية وجبل الديلم

(2)

رجل من أهل بيتي"

(3)

.

* وعن مالك بن يخامر

(4)

عن معاذ بن جبل مرفوعًا: "عُمران بيت المقدس خراب يثرب

(5)

، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال"

(6)

[ولابن ماجه وأبي داود عن معاذ رفعه "الملحمة الكبرى وفتح القسطنطينية وخروج الدجال]

(7)

في سبعة قال أبو داود: سبعة أشهر"

(8)

ولابن ماجه

(9)

عن عبد الله بن

(1)

انظر: "المفهم": (7/ 249 - 250)، و"شرح النووي على مسلم":(6/ 43 - 45).

(2)

جبل الديلم: لم أعرفه، وبلاد الديلم مشهورة.

(3)

رواه ابن ماجه: (2/ 928 - 929)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا، وإسناده ضعيف.

انظر: "ضعيف الجامع": (2779).

(4)

مالك بن يخامر، الحمصي صاحب معاذ، مخضرم، ويقال: له صحبة، مات سنة سبعين، وقيل: بعدها. "الإصابة": (3/ 358، رقم 7701).

(5)

يثرب: بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر الراء وباء موحدة، الإسم القديم للمدينة النبوية سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم طيبة وطابة كراهية للتثريب. "معجم البلدان":(5/ 430).

(6)

رواه الإمام أحمد في "مسنده": (5/ 245)، وأبو داود:(4/ 482)، وابن أبي شيبة في "المصنف" وإسناده صحيح. انظر:"صحيح الجامع": (4096).

(7)

ما بين المعكوفتين ساقط من "ط".

(8)

ابن ماجه: (2/ 1370)، وأبو داود:(4/ 408)، ورواه كذلك أحمد في "مسنده":(5/ 234)، والترمذي:(4/ 442)، وكلهم قال فيه:"سبعة أشهر" وليس أبو داود وحده كما يوهم صنيع المصنف رحمه الله.

والحديث ضعفه الألباني في "ضعيف الجامع": (5945).

(9)

محمد بن يزيد الربعي، القزويني، أبو عبد الله ابن ماجه، الحافظ، صاحب السنن، أحد الأئمة، حافظ، صنف السنن والتفسير والتاريخ وغيرها، مات سنة (273 هـ) وله أربع وستون. "تهذيب التهذيب": =

ص: 117

بسر

(1)

مرفوعًا أيضًا: "بين الملحمة وفتح المدينة ست سنين ويخرج الدجال في السابعة"

(2)

.

* وعن نافع بن عتبة بن أبي وقاص

(3)

رفعه: "تقاتلون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم تقاتلون الروم، ثم تقاتلون الدجال، قال [نافع: يا جابر

(4)

لا نرى الدجال]

(5)

يخرج حتى تفتح الروم".

* بل صح مرفوعًا: "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق

(6)

أو بدابق

(7)

- وهما موضعان بالشام بقرب حلب فالأولى بفتح الهمزة وعين مهملة والثانية بكسر الموحدة على الصحيح - فيخرج إليهم جيش

(8)

من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ فإذا تصافوا قالت الروم: خلو بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدًا، ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث لا يفتنون أبدًا فيفتتحون قسطنطينية، فبينما هم

= (9/ 530)، "تذكرة الحفاظ":(2/ 189).

(1)

عبد الله بن بُسْر المازني صحابي صغير ولأبيه صحبة، مات سنة ثمان وثمانين، وقيل: ست وتسعين، وله مائة سنة، وهو آخر من مات بالشام من الصحابة. "التقريب":(1/ 404).

(2)

ابن ماجه: (2/ 1370)، ورواه كذلك الإمام أحمد:(4/ 189)، وأبو داود:(4/ 409)، والبغوي في "شرح السنة":(15/ 47)، وإسناده ضعيف. انظر:"ضعيف الجامع": (2361).

(3)

تقدمت ترجمته.

(4)

جابر بن سمرة بن جنادة بضم الجيم بعدها نون، السُّوائ بضم المهملة والمد، صحابي ابن صحابي، نزل الكوفة ومات بها سنة سبعين. "التقريب":(1/ 122).

(5)

ما بين المعكوفتين سقط في جميع النسخ، وصححته من "صحيح مسلم"، وقد تقدم الحديث قريبًا.

(6)

الأعماق: كورة قرب دابق بين حلب وأنطاكية. "معجم البلدان": (1/ 222).

(7)

دابق: قرية قريبة من حلب من أعمال عَزَاز، بينها وبين حلب أربع فراسخ. "معجم البلدان":(2/ 416).

(8)

في "الأصل": (بجيش)، والتصحيح من مسلم.

ص: 118

يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون؛ إذ صاح فيهم الشيطان أن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون وذلك باطل، فإذا جاؤوا الشام خرج فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى ابن مريم فأمهم فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لانذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته"

(1)

.

* وصح فيما يكون بين يدي الساعة "هدنة - أي: مصالحة بين المتحاربين أو بين المسلمين والكفار - تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون بكم فيسيرون إليكم على ثمانين غاية، أي: راية، تحت كل راية اثنا عشر ألفا فسطاط المسلمين، أي: محلهم الذي يجمعهم من مدينة أو غيرها يومئذ بأرض يقال لها الغوطة في مدينة يقال لها دمشق"

(2)

.

* فالغوطة بالضم اسم البساتين والمياه التي حول دمشق

(3)

.

* وعن كعب الأحبار مما رويناه في فضائل الشام للربعي

(4)

أنه قال: "معاقل المسلمين ثلاثة فمن الروم دمشق، ومن الدجال الأردن، ومن يأجوج ومأجوج الطور"

(5)

انتهى.

* والمعاقل هنا الحصون واحدها معقل.

(1)

رواه مسلم: (4/ 2221)، عن أبي هريرة رضي الله عنه وقد تقدم.

(2)

رواه البخاري: (6/ 277 - مع الفتح)، عن عوف بن مالك إلى قوله:(اثنا عشر ألفا).

والزيادة عند الطبراني في "الكبير": (18/ 41 - 42)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق":(1/ 233 - 235).

(3)

الغوطة: بالضم الكورة التي منها دمشق، استدارتها ثمانية عشر ميلًا يحيط بها جبال عالية من جميع جهاتها. "معجم البلدان":(4/ 219).

(4)

علي بن الحسن بن علي بن ميمون، الربعي، أبو الحسن، الدمشقي، الإمام الحافظ، المفيد، المقرئ، المجود، سمع الكثير وصنف وجمع، توفي سنة (436 هـ)، "السير":(17/ 580)، "غاية النهاية":(1/ 532).

(5)

رواه كذلك ابن عساكر في "تاريخ دمشق": (1/ 244).

ص: 119

* ولابن ماجه في "سننه" وأبي الحسن الربعي في فضائل الشام من جهة سليمان بن حبيب

(1)

عن أبي هريرة رفعه: "إذا وقعت الملاحم بعث الله تعالى من دمشق بعثًا من الموالي أكرم العرب فرسًا وأجوده سلاحًا يؤيد الله بهم الدين"

(2)

.

* والملاحم جمع ملحمة وهي الحروب وموضع القتال مأخوذ من اشتباك الناس واختلاطهم فيها كاشتباك لحمة الثوب بالسَّدَى أو قيل: هو من اللحم لكثرة لحوم القتل فيها

(3)

.

* وصح قول المستورد القرشي

(4)

عن عمرو بن العاص

(5)

سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "تقوم الساعة والروم أكثر الناس، فقال له عمرو: أبصر ما تقول. قال: أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالًا أربعة: إنهم لأحلم الناس عند فتنة وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة - وفي لفظ: وأخبرهم عند مصيبة - وأوشكهم كرة بعد فرة وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف وخامسة حسنة جميلة وأمنعهم من ظلم الملوك"

(6)

.

(1)

سليمان بن حبيب المحاربي، أبو أيوب الداراني، القاضي بدمشق، ثقة من التابعين، مات سنة (126 هـ)، "التقريب":(ص 406).

(2)

ابن ماجه: (2/ 1369 - 1370)، "فضل الشام" للربعي:(61) بتخريج الألباني.

ورواه كذلك الحاكم في "المستدرك": (4/ 548) وصححه ووافقه الذهبي.

(3)

انظر: "النهاية": (4/ 240).

(4)

المستورد بن شداد بن عمرو القرشي، الفهري، حجازي، نزل الكوفة، له ولأبيه صحبة، توفي سنة (45 هـ). "الإصابة":(30/ 407، رقم 7928).

(5)

عمرو بن العاص بن وائل السهمي، الصحابي المشهور، أسلم يوم الحديبية، ولي إمرة مصر مرتين وهو الذي فتحها، مات بمصر سنة نيف وأربعين. "الإصابة":(رقم 5883)، "السير":(3/ 54).

(6)

رواه مسلم: (4/ 2222).

ص: 120

* وفي حديث يروى: "عليكم بجهاد بني الأصفر فإن لكم كفلين من الأجر على جهاد من سواهم من أهل الأرض"

(1)

.

* وقتال الترك وفي أخبارهم تصنيف سمعناه

(2)

وهم

(3)

كما صح "صغار الأعين حمر الوجوه ذلف الأنوف - بضم المعجمة ثم لام ساكنة وفاء، أي: فطسها قصارها مع انبطاح، وقيل: هو غلظ في أرنبة الأنف، وقيل: هو تطامن فيها وكله متقارب

(4)

- كأن وجوههم المجان - بفتح الميم وتشديد النون جمع مجن الترس - المطرقة - بإسكان الطاء وتخفيف الراء

(5)

والمعنى تشبيه وجوه

(6)

الترك في عرضها ونتوء وجناتها بالترسة المطرقة - ينتعلون [الشعر]

(7)

"، وفي لفظ: "تقاتلون قومًا نعالهم الشعر"

(8)

.

* ويروى: "اتركوا الترك ما تركوكم فإن أول من يسلب من أُمتي ملكهم بني قنطوراء"

(9)

الحديث.

(1)

لم أجد من خرجه.

(2)

قال المصنف رحمه الله في "المقاصد الحسنة": (ص 17)، وقد جمع الحافظ ضياء الدين المقدسي جزءًا في خروج الترك سمعناه.

(3)

في "الأصل": (ومما).

(4)

انظر: "النهاية": (2/ 165).

(5)

المجن: بكسر الميم وفتح الجيم وتثقيل النون، أي: الترس ونحوه من الآلات التي يتقى بها في الحرب، وجمعه مجان بفتح الميم وفتح الجيم. "اللسان":(13/ 94)، "فتح الباري":(6/ 94).

(6)

في "الأصل": (وجوه تشبيه)، والصواب ما أثبته من "أ".

(7)

سقطت من "ط".

(8)

قتال الترك ثبت في أحاديث كثيرة منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك صغار الأعين حمر الوجوه ذلف الأنوف، كأن وجوههم المجان المطرقة، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قومًا نعالهم الشعر".

رواه البخاري: (6/ 104)، ومسلم:(4/ 2233).

(9)

رواه الطبراني في "الكبير: (10/ 181)، و"الأوسط": (6/ 7) عن ابن مسعود رضي الله عنه بهذا =

ص: 121

* زاد في رواية: "فإنهم أصحاب بأس شديد وغنائمهم قليلة"

(1)

.

* قال النووي رحمه الله هذه الأحاديث كلها معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد وجد حال هؤلاء الترك بجميع صفاتهم التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم المسلمون مرات. انتهى

(2)

.

* وعنى المرات التي قاتل فيها المسلمون الترك في خلافة بني أُمية، وكان ما بينهم وبين المسلمين مسدودًا إلى أن فتح ذلك شيئًا بعد شيء وكثر

(3)

السبي منهم وتنافس فيهم الملوك لما فيهم من الشدة والبأس حتى كان أكثر عسكر المعتصم

(4)

منهم ثم غلبت الأتراك على الملك فقتلوا ابنه المتوكل

(5)

ثم أولاده

= اللفظ. وقال الهيثمي في "المجمع": (5/ 304)، وفيه مروان بن سالم وهو متروك.

وروى أوله ابن الجوزي في "الموضوعات": (رقم 1205) وحكم عليه بالوضع.

وقد رواه أبو داود في "الملاحم": (4302) عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعًا: "دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم"، والنسائي في حديث طويل:(6/ 43 - 44).

وهذه الشواهد تدل على أن للحديث أصلًا.

قال السخاوي رحمه الله في "المقاصد": (17) - بعد ذكر شواهده - وبعضها يشهد لبعض ولا يسوغ معها الحكم عليه بالوضع. وقد حسن حديث أبي داود والنسائي محقق الطبراني، الشيخ حمدي السلفي فقال: وهو حديث حسن إلا أن حديث ابن مسعود موضوع. الطبراني: (10/ 181).

وقال الألباني: وهذا إسناد لا بأس به في الشواهد ورجاله كلهم ثقات غير أبي سكينة وهو صحابي مختلف في صحبته فإن لم ثبت صحبته فهو تابعي مستور. "السلسلة الصحيحة": (415 - 417)، وانظر:"الضعيفة": (1747). فتحصل أن الشرط الأول من الحديث حسن بشواهده، والله أعلم.

(1)

لم أجدها.

(2)

"شرح النووي": (18/ 37 - 38).

(3)

في "ط": (وكشره).

(4)

محمد بن هارون الرشيد بن مهدي بن منصور، أبو إسحاق المعتصم بالله العباسي، من أعظم خلفاء بني العباس، بويع له سنة (218 هـ) باني مدينة سمراء، امتحن الناس في فتنة القول بخلق القرآن، مات سنة (227 هـ)، "تاريخ بغداد":(3/ 342)، "السير":(10/ 290).

(5)

المتوكل على الله جعفر بن المعتصم بالله محمد بن الرشيد هارون بن المهدي بن المنصور، القرشي، العباسي، =

ص: 122

واحدًا بعد واحد إلى أن خالط المملكة الديلم ثم كان الملوك السامانية من الترك أيضًا فملكوا بلاد العجم ثم غلب على تلك الممالك آل سبكتكين ثم آل سلجوق وامتدت مملكتهم إلى العراق والشام والروم وكان بقايا أتباعهم بالشام وهم آل زنكي وأتباع هؤلاء وهم بيت أيوب واستكثر هؤلاء أيضًا من الترك فغلبوهم على المملكة بالديار المصرية والشامية والحجازية وخرج على آل سجلوق في المائة الخامسة الغز فخربوا البلاد وفتكوا في العباد ثم جاءت الطامة الكبرى بالططر

(1)

فكان خروج جينكزخان

(2)

بعد الستمائة فأسعرت بهم

(3)

الدنيا نارًا خصوصًا المشرق بأسره حتى لم يبق بلد منه حتى دخله شرهم ثم كان خراب بغداد وقتل الخليفة المستعصم

(4)

آخر خلفائهم على أيديهم في سنة ست وخمسين وستمائة.

* ثم لم يزل بقاياهم يخرجون

(5)

إلى أن كان آخرهم اللنك

(6)

ومعناه

= البغدادي، الخليفة، بويع بعد أخيه الواثق سنة (232 هـ)، وتوفي سنة (247 هـ)، وفي عهده أظهر السنة وقمع البدعة، رحمه الله رحمة واسعة. "السير":(12/ 30)، "تاريخ بغداد":(7/ 165).

(1)

(التتر).

(2)

جينكزخان، طاغية التتار وسلطانهم الأعظم الذي خرَّب البلاد وأباد الأمم، واسمه تمرين، ومات على الكفر سنة (624 هـ). وكان من دهاة العالم، وهو جد هولاكو.

(3)

في "الأصل" و"ط": (فاستقرت لهم)، وفي "أ":(فاستعرت لهم)، والصواب ما أثبته. انظر:"فتح الباري": (6/ 609).

(4)

عبد الله بن المستنصر بالله، منصور بن الظاهر محمد الناصر المستعصم بالله، العباسي، أبو عبد الله، آخر الخلفاء العباسيين، قتل على يد التتار لما دخلوا بغداد سنة (656 هـ) رحمه الله. "البداية والنهاية":(13/ 194 - 196)، "شذرات الذهب":(5/ 270).

(5)

في "الأصل": (يخرجون الآن)، وفي "ط":(يخربون للان)، وفي "الفتح":(يخربون إلى أن)، وما أثبته من "أ".

(6)

تَمُر، ويقال: تيمورلنك، الطاغية ابن اتيمش قلنع بن زنكي، عاث في الأرض فسادًا. هلك سنة (807 هـ). "شذرات الذهب":(7/ 62 - 67).

ص: 123

الأعرج واسمه تمَر بفتح المثناة وضم الميم وربما أشبعت فطرق الديار الشامية وعاث فيها وحرق دمشق حتى صارت خاوية على عروشها ودخل الروم والهند وما بين ذلك وطالت مدته إلى أن أخذه الله وتفرق بنوه في البلاد، وظهر بجميع هذا مصداق قوله صلى الله عليه وسلم:"إن بني قنطور أول من يسلب أمتي ملكهم"

(1)

.

* فالمراد ببني قنطورا الترك وقنطورا بالمد والقصر، قيل: كانت جارية لإبراهيم عليه السلام ولدت له أولادًا فانتشر منهم الترك حكاه ابن الأثير

(2)

واستبعده، وجزم به المجد

(3)

في "القاموس" مع حكاية قول آخر أن المراد بهم السودان

(4)

.

* وفي حديث آخر: "كأن وجوههم الحجف - بفتحتين جمع حجفة

(5)

الترس - يلحقون أهل الإسلام

(6)

بمنابت الشيح

(7)

كأني أنظر إليهم وقد ربطوا خيولهم بسواري المسجد"

(8)

.

(1)

تقدم.

(2)

علي بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن الأثير، أبو الحسن، الجزري، الشيباني، المؤرخ، الأديب، المحدث، مصنف "الكامل في التاريخ"، و"أسد الغابة"، توفي سنة (630 هـ). "السير":(22/ 353)، "شذرات الذهب":(5/ 137).

(3)

محمد بن يعقوب بن محمد، الفيروزآبادي، مجد الدين، أبو الطاهر، اللغوي، صاحب "القاموس المحيط"، وغيره. وُلد سنة (729 هـ)، وتوفي سنة (817 هـ). "الضوء اللامع":(10/ 79)، "شذرات الذهب":(7/ 127).

(4)

انظر: "فتح الباري": (6/ 609)، و"القاموس":(600).

(5)

في "أ": (جحفة)، وهو تصحيف.

(6)

في جميع النسخ: (الشام)، ولم أجده بهذا اللفظ، والصواب ما أثبته والله أعلم.

(7)

في "الأصل": (بمناقب الشح)، والصواب ما أثبته من "أ" و"المصادر".

(8)

رواه الإمام أحمد في "مسنده": (4/ 113) عن بريدة رضي الله عنه مرفوعًا، وأبو داود:(4/ 113)، والحاكم في "المستدرك":(4/ 474)، واللفظ له، وصححه ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي في "المجمع": رواه أحمد والبزار باختصار ورجاله رجال الصحيح.

ص: 124

* وقال ابن مسعود

(1)

رضي الله عنه: "كأني بالترك وقد أتتكم على براذين مجذمة

(2)

الآذان حتى تربطها بشط الفرات

(3)

"

(4)

.

* وأسند الحاكم

(5)

صاحب الصحيح في "مستدركه" إلى محمد بن يحيى أبي بكر الصولي

(6)

النحوي أنه قال: أول من مدح الترك من شعراء العرب علي بن عباس الرومي

(7)

حيث يقول:

إذا ثبتوا فسد من حديد

تخال عيوننا فيه تحار

وإن برزوا فنيران تلظى

على الأعداء يضرمها استعار

(8)

* وقتال خوز وهم من بلاد الأهواز

(9)

من عراق العجم بحيث قيل إنهم صنف منهم.

(1)

تقدمت ترجمته.

(2)

في جميع النسخ: (مخرمة)، وما أثبته من المصادر.

(3)

الفُرات: بالضم ثم التخفيف، وآخره تاء مثناة من فوق، نهر بجانب الدجلة ينبع من جبال أرمينية. "معجم البلدان":(4/ 241).

(4)

رواه الطبراني: (9/ 73)، وعبد الرزاق في "المصنف":(20785)، والحاكم:(4/ 475) عن محمد بن سيرين عن ابن مسعود به، وقال الهيثمي في "المجمع":(7/ 312)، ورجاله رجال الصحيح إن كان ابن سيرين سمع من ابن مسعود.

(5)

تقدمت ترجمته.

(6)

محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس، الصولي، أبو بكر، البغدادي، صاحب التصانيف. توفي سنة (335 هـ). "السير":(15/ 301)، "تاريخ بغداد":(3/ 427).

(7)

علي بن العباس بن جريج، أبو الحسن، مولى آل المنصور، شاعر زمانه مع البحتري، رتب شعره الصولي، وُلد سنة (221 هـ)، وتوفي سنة (283 هـ).

"السير": (13/ 495)، "تاريخ بغداد":(12/ 23).

(8)

"مستدرك الحاكم": (4/ 474 - 475)، وفيه زيادة بيت ثالث.

(9)

الأهواز: سبع كور بين البصرة وفارس وهي إقليم يجمع مدائن عديدة. "معجم البلدان": (1/ 284)، وهي تقع بين العراق وإيران حاليًا.

ص: 125

* وقتال كرمان

(1)

وهي بلدة معمورة من بلاد العجم بين خراسان وبحر الهند ورواه بعضهم بالإضافة فيهما خور كرمان

(2)

واستشكل الجمع بينه وبين قتال الترك قال شيخنا: ويمكن أن يجاب بكونهما حديثين ويجتمع منهما الإنذار بخروج الطائفتين

(3)

.

* وكون المغنم دولًا

(4)

جمع دُولة بالضم فيكون لقوم دون قوم ولا يفرح بالغنيمة

(5)

إما للإختصاص أو للكثرة والإستغناء أو لما تقدم في "لا يقسم ميراث"

(6)

.

* ورخص الخيل بعد غلوها لقلة التوجه (للجهاد)

(7)

"وخليفة يحثو أو يحثي المال حثيًا أو حثوًا ولا يعده عدا"

(8)

.

* وفي لفظ: "يقسم المال ولا يعده"

(9)

، وذلك لكثرة الأموال والغنائم والفتوحات مع سخاء نفسه.

(1)

كَرْمان: بالفتح ثم السكون وآخره نون وربما كسرت الكاف، ولاية مشهورة وناحية كبيرة معمورة، ذات بَلاد وقرى ومدن واسعة بين فارس ومكران وسجستان وخراسان. "معجم البلدان":(4/ 454).

(2)

خور كرمان: براء مهملة وبالإضافة.

(3)

"فتح الباري": (6/ 607). وهو يشير إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزًا وكرمان من الأعاجم حمر الوجوه فطس الأنوف صغار الأعين كأن وجوههم المجان المطرقة نعالهم الشعر". رواه البخاري: (6/ 604 - الفتح).

(4)

تقدم ما يدل على ذلك.

(5)

تقدم.

(6)

كما في حديث ابن مسعود مرفوعًا: "لا تقوم الساعة

وحتى تغلوا الخيل والنساء ثم ترخص فلا تغلوا إلى يوم القيامة" وقد تقدم.

(7)

في "الأصل": (الحجاز) وقد تقدم ما يدل على أنها (الجهاد).

(8)

كما في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يكون في آخر أُمتي خليفة يحثي المال حثيًا لا يعده عدًا" رواه مسلم: (4/ 2234).

(9)

رواه مسلم: (4/ 2235) عن أبي سعيد وجابر رضي الله عنهما.

ص: 126

* وكثرة القذف والتساهل بشأنه

(1)

.

* وكثرة الشرور بحيث يكرم الرجل مخافة شره

(2)

ويترك العمل "بإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم"

(3)

وفيض اللئام فيضًا أي: يكثروا

(4)

.

* وفي لفظ: "وتهلك الوعول" وهم وجوه الناس وأشرافهم "وتظهر التحوت" وهو الذي كان تحت أقدام الناس من ليس يعلم بينهم أو فيهم

(5)

.

* وفي لفظ: "التحوت فسول الرجال وأهل البيوت الغامضة وأهل الوعول البيوت الصالحة"

(6)

.

* والمعنى يغلب الضعفاء من الناس أقوياءهم شبه الأشراف بالوعول لارتفاع شأنها على أنه قيل: إنه أراد بظهور التحوت ظهور الكنوز التي تحت الأرض.

(1)

ورد ذلك في حديث حذيفة الطويل وقد تقدم.

(2)

تقدم ذلك.

(3)

رواه الإمام أحمد في "مسنده": (5/ 198)، وأبو داود:(رقم 2594)، والنسائي:(6/ 45 - 46) وغيرهم، من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه. وصححه الألباني كما في "صحيح الجامع":(1/ 68).

(4)

تقدم ما يدل عليه.

(5)

كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والبخل ويخون الأمين ويؤتمن الخائن ويهلك الوعول ويظهر التحوت. قالوا: يا رسول الله، وما الوعول؟ وما التحوت؟ قال: الوعول وجوه الناس وأشرافهم، والتحوت الذين كانوا تحت أقدام الناس لا يعلم بهم".

رواه ابن حبان كما في "الموارد": (465)، والطبراني في "الأوسط":(4/ 121)، وأبو نعيم في "الحلية":(4/ 306)، والحاكم في "المستدرك" واللفظ له، وقال: رواته مدنيون لم ينسبوا إلى نوع من الجرح، ووافقه الذهبي.

وقال الهيثمي في "المجمع"(7/ 324 - 325): في الصحيح بعضه رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه محمد ابن سليمان بن والبة لم أعرفه وبقية رجاله ثقات.

(6)

عند الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين": (7/ 293).

ص: 127

* وفي "الصحيح": "إذا كان الحفاة العراة رعاء الشاء رؤوس الناس فذلك من أشراطها"

(1)

.

* وفي الحديث أيضًا: "لا تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة رذالها"

(2)

.

* وفي آخر: "لا تقوم الساعة حتى يكون أخص الناس بالدنيا لكع بن لكع"

(3)

وهو عند العرب العبد ثم استعمل في الحر للذم.

* وصح: "إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة"

(4)

ولله در القائل:

أيا دهر أعملت فينا أذاكا

ووليتنا بعد وجه قفاكا

قلبت الشرار علينا رؤوسا

وأجلست سفلتنا مستواكا

فيا دهر إن كنت عاديتنا

فها قد صنعت بنا ما كفاكا

(5)

* وقال آخر:

ذهب الرجال الأكرمون ذو الحجى

والمنكرون لكل أمر

(6)

منكر

(1)

رواه البخاري ومسلم، وقد تقدم.

(2)

رواه الطبراني في "الأوسط" كما في "مجمع البحرين": (7/ 292 - 293) عن أبي بكرة، وإسناده ضعيف.

ورواه البزار: (4/ 150) عن ابن مسعود، وهو ضعيف أيضًا، وكلاهما قال:(منافقوها) بدل: (رذالها).

وفي حديث عند الترمذي وغيره: (وكان زعيم القوم أرذلهم" وقد تقدم.

والحديث بشواهده حسن إن شاء الله.

(3)

رواه الإمام أحمد في "مسنده": (5/ 389)، والترمذي:(4/ 427) وغيرهما، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما بإسناده صحيح. انظر:"صحيح الجامع": (7431).

(4)

سبق تخريجه.

(5)

هذا النوع من الشعر والكلام الذي يتضمن ذم الدهر وسبه محرم لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: "قال الله عز وجل: يسب ابن آدم الدهر وأنا الدهر بيدي الليل والنهار". مسلم: (رقم 2246) عن أبي هريرة رضي الله عنه. فليس بيد الدهر شيء من الأفعال بل كل شيء بيد الله يعز من يشاء ويذل من يشاء ولذلك نهى عن سب الدهر؛ لأن السب يقع على المدبر حقيقة وهو الله عز وجل. وقد فات المصنف رحمه الله ذلك فذكره لأن الناس اعتادوا ذلك.

(6)

في "الأصل": (أهل)، والتصحيح من "أ" و"ط".

ص: 128

وبقيت في خلف يزين بعضهم

بعضا ليدفع معور عن معور

* وتطاول الناس سيما الحفاة العراة في البنيان

(1)

حيث كثرت أموالهم واشتدت وجهاتهم ولم يكن لهم دأب ولا همة سوى في البناء غالبًا.

* واتخاذ بيوت توشى كما توشى المراحل

(2)

يعني: تنقش وتزخرف

(3)

.

* وتخريب عمران الدنيا وعمارة خرابها

(4)

يعني: بحيث يعمر خرائب عنترة ونحوها ويكاد جامع عمرو بن العاص أن يخرب

(5)

.

* وخروج الناس من المدينة إلى الشام

(6)

.

* واتخاذ القينات، أي: الإماء القينات والمعازف - بمهملة ثم معجمة

(7)

- أي: الدفوف وغيرها مما يضرب به وكثرة ذلك.

(1)

تقدم في حديث جبريل المشهور.

(2)

في جميع النسخ: (الراجل)، والتصحيح من "المصادر".

و(المراحل) نوع من الثياب فيه نقش. "النهاية": (2/ 210).

(3)

كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يبني الناس بيوتًا يشبهونها بالمراحل".

رواه البخاري في "الأدب المفرد": (رقم 459)، وإسناده صحيح.

وانظر: "الصحيحة": (279).

(4)

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا ابن مسعود، إن من أشراط الساعة وأعلامها أن يعمر خراب الأرض ويخرب عمرانها".

رواه الطبراني في "الكبير": (10/ 281)، و"الأوسط":(5/ 127 - 128).

وقال الهيثمي في "المجمع": (7/ 323) وفيه سيف بن مسكين وهو ضعيف.

(5)

جامع عمرو بن العاص في مصر.

(6)

هذا سيقع في آخر الزمان، وقد تقدم ما يدل على ذلك.

وفي "مسند الفردوس": (رقم 7521) عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: "لا تقوم الساعة حتى يخرج الناس من المدينة إلى الشام يبتغون فيها الصحة"، وفي معناه أحاديث كثيرة صحيحة.

(7)

في "الأصل": (مهملة)، والصواب من "أ".

ص: 129

* وشرب الخمر ولبس الحرير

(1)

.

* وأن توضع العمائم وتلبس القلانس

(2)

.

* وحيف الأئمة، أي: جورهم وظلمهم

(3)

.

* وبيع الحكم

(4)

فهو كناية عن الإرتشاء والإرشاء، ويروى "الدراهم والدنانير خواتيم الله في أرضه من جاء بها قضيت حاجتهم ومن لا فلا"

(5)

.

* ويأتي على الناس زمان من لم يكن معه فيه أصفر وأبيض لم يتهن

(6)

بالعيش

(7)

.

(1)

كما في حديث أبي عامر - أو أبي مالك - الأشعري قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ليكونن من أُمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم - يعني: الفقير - لحاجة فيقولوا: ارجع إلينا غدًا فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة".

رواه البخاري في "صحيحه": (10/ 51) تعليقًا، وأبو داود:(4039).

(2)

لم أجد ما يشهد له.

(3)

ورد ذلك في أحاديث عديدة منها حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا اقترب الزمان

وجار السلطان" الحديث.

رواه الحاكم: (3/ 343)، والطبراني في "الأوسط":(5/ 126)، وقال الهيثمي في "المجمع" (7/ 325): وفيه سيف بن مسكين وهو ضعيف، وقال الذهبي: وسيف واهٍ، ومنتصر وأبوه مجهولان. "المستدرك":(3/ 343).

(4)

عن عابس الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بادروا بالأعمال ستًّا:

" وذكر منها: "وبيع الحكم".

رواه أحمد: (3/ 494)، والطبراني:(18/ 34 - 37)، وغيرهما.

وصححه الألباني في "الصحيحة": (979)، و"صحيح الجامع":(2812).

(5)

رواه الطبراني في "الأوسط": (6/ 316) عن أبي هريرة مرفوعًا: "الدنانير والدراهم خواتم الله في أرضه، من جاء بخاتم مولاه قضيت حاجته"، وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع":(3008).

(6)

في "الأصل": (يتهف)، وما أثبته وهو الصواب من "أ".

(7)

كما هو في حديث المقداد بن معد يكرب مرفوعًا رواه الطبراني في "الكبير": (2/ 278 - 279) وغيره.

وقال الهيثمي في "المجمع"(4/ 65): ومداره على أبي بكر بن أبي مريم وقد اختلط.

ص: 130

* وفشو شهادات الزور وكتمان شهادة الحق

(1)

.

* ونقص الأحلام، أي: العقول

(2)

.

* وكثرة الشرط بمعجمة وفتح الراء وهم أعوان السلطان ونحوه قال بعضهم: بل هم نخبة أصحاب الكبير الذين يقدمهم على غيرهم من جنده انتهى وهم الآن أعوان الظلمة ويطلق غالبًا على أقبح جماعة الوالي ونحوه بل يطلق على الوالي نفسه فيقال والي

(3)

الشرطة وربما توسع [إطلاقه]

(4)

على ظلمة الحكام

(5)

.

* ولا تنطح ذات قرن جمّاء

(6)

بفتح الميم والتشديد والمد والجماء التي لا قرن لها يعني: من كثرة عدم الظلم وذلك في زمن عيسى عليه السلام وتكليم السباع للإنس كما تقدم

(7)

كأنه أيضًا في زمن عيسى عليه السلام وكثرة الهمازين واللمازين

(8)

والهمز العيب للناس بالغيب واللمز العيب والوقوع في الناس وقيل: العيب في الوجه.

* إلى غير ذلك مما ذكر مما لا يحصر

(9)

.

(1)

تقدم ما يدل على ذلك.

(2)

تقدم ما يدل على ذلك.

(3)

في "الأصل" و"ط": (فيقاودا إلى)، والصواب ما أثبته من "أ".

(4)

ساقطة من "الأصل" ومن "ط"، وأثبتها من "أ".

(5)

تقدم ما يدل على كثرة الشرط، والشرط الآن يقومون بأعمال جليلة من حفظ للأمن وقبض على المجرمين وهم كغيرهم فيهم الصالح والطالح، فلا ينبغي تعميم كلام المصنف عليهم في هذا الزمان والله أعلم.

(6)

لم أجد ما يدل عليه.

(7)

سبق.

(8)

تقدم معناه في الأحاديث السابقة.

(9)

يعني من الأحاديث التي فيها ذكر أشراط الساعة.

ص: 131

* والحاصل أن العلامات التي أخبر الشارع بأنها ستقع بعده قبل قيام الساعة مما في بعضها ما هو غير مذموم على أقسام.

أحدها: ما وقع على وفق ما قال كتمني رؤيته صلى الله عليه وسلم واقتتال الفئتين العظيمتين وقتال الترك وكثرة الهرج وظهور الفتن وتطاول الناس في البنيان وتمني بعض الناس الموت وأخذ أمته بأخذ القرون قبلها مما هو مندرج في علامات النبوة حيث وقع طبقًا للخبر وفي كتاب "دلائل النبوة" للبيهقي وغيره مما هو بالأسانيد المقبولة الكثيرة.

ثانيها: وقعت مبادؤه أو ظهر الكثير منه ولم يستحكم والمراد ما استحكم بحيث لم يبق مما يقابله إلا النادر فهذا هو الذي يعقبه قيام الساعة، ومن هذا القسم تقارب الزمان وكثرة الزلازل وإلقاء الشح وخروج الدجالين الكذابين وتوسيد الأمر إلى غير أهله وعدم قسم الميراث.

ثالثها: لم يقع منه إلى الآن شيء كطلوع الشمس من مغربها وإعلام الشجر وغيره باختفاء اليهود خلفه

(1)

.

وهذا التقسيم أحسن من قول بعضهم من العلامات ما هو إمارة لمجرد القرب كالدخان والخسف.

ومنها ما هو إمارة للحصول كالدجال وطلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة والنار التي تحشر الناس.

نسأل الله السلامة والخلاص إلى انتهاء القيامة وإلى هنا انتهى ما أريد مني على ما جاء لا على ما وجب والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمئاب

(2)

.

(1)

انظر: "فتح الباري": (13/ 83 - 84).

(2)

وقد سبق في القسم الدراسي بعض الأقسام الأخرى.

ص: 132

"أصل النسخة وتاريخ نسخها"

علقت هذه النسخة من نسخة تاريخها أواخر شهر صفر سنة تسع وتسعين وثمانية بمكة المشرفة يسر الله تعالى تكميله على ما أريد ونفع به كاتبه وقارئه ومالكه وسامعه وجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات إنه قريب جواد مجيب الدعوات وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والحمد لله وحده وكان الفراغ من كتابتها يوم الثلاثاء رابع عشر رمضان المعظم من شهور سنة ألف ومائة وعشرين من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام على يد الفقير عمر بن عمر البدراوي الشافعي الأزهري غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين آمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد الذي لا نبي بعده آمين آمين.

ص: 133

‌المصادر والمراجع

ص: 167

1 -

القرآن الكريم.

2 -

أخبار أصبهان: أبو نعيم الأصبهاني، الدار العلمية، الهند، ط 2، 1405 هـ.

3 -

الأدب المفرد: البخاري، عالم الكتب، بيروت، ط 1، 1404 هـ.

4 -

أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن: محمد الأمين الشنقيطي، ط 1، 1400 هـ.

5 -

الأعلام: خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت 1980 م.

6 -

الأيوبيون والمماليك في مصر والشام: سعيد عاشور، دار النهضة العربية، ط 2، 1976 م.

7 -

إتحاف الجماعة: حمود التويجري، دار الصميعي الرياض، ط 2، 1418 هـ.

8 -

إتحاف المهرة: ابن حجر العسقلاني، مطبعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ط 1، 1415 هـ.

9 -

الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان: ابن بلبان، تحقيق: كمال الحوت، دار الكتب الثقافية، بيروت، لبنان.

10 -

الإصابة في تمييز الصحابة: الحافظ ابن حجر، ط 1، 1328 هـ، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان.

11 -

إغاثة الأمة بكشف الغمة: المقريزي، القاهرة مصر.

12 -

إنباء الغمر بأبناء العمر: ابن حجر العسقلاني، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 2، 1406 هـ.

13 -

البداية والنهاية: ابن كثير، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.

14 -

البدر الطالع: الشوكاني، مطبعة السعادة، مصر، ط 1، 1348 هـ.

15 -

التاج المكلل: صديق حسن خان، المطبعة العربية الهندية، بومباي، ط 2، 1963 م.

16 -

تاريخ الدولة العثمانية: علي حسون، المكتب الإسلامي، ط 1، 1401 هـ.

17 -

تاريخ بغداد: الخطيب البغدادي، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان.

18 -

تاريخ دمشق: ابن عساكر، مجمع اللغة، دمشق، ط 1.

19 -

التحفة اللطيفة: السخاوي، تحقيق: أسعد الحسيني، 1400 هـ.

20 -

التذكرة: القرطبي، تحقيق: أحمد السقا، مكتبة الكليات الأزهرية، 1400 هـ.

ص: 169

21 -

تذكرة الحفاظ: الذهبي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.

22 -

الترغيب والترهيب: المنذري، تحقيق: مصطفى محمد عمارة، دار الفكر، 1401 هـ.

23 -

تعظيم قدر الصلاة: للإمام محمد بن نصر العروزي، تحقيق: د. عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي، مكتبة الدار، المدينة المنورة، ط 1، 1406 هـ.

24 -

تفسير البغوي: البغوي، تحقيق: خالد بن عبد الرحمن العك ومروان سوار، دار المعرفة. بيروت، لبنان، ط 1، 1406 هـ.

25 -

تفسير السعدي: عبد الرحمن بن ناصر السعدي، الرياض، 1404 هـ.

26 -

تفسير القرطبي: القرطبي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، 1967 م، توزيع دار الباز، مكة المكرمة.

27 -

تقريب التهذيب: ابن حجر، تحقيق: محمد عوامة، دار الرشيد، سوريا، ط 1، 1406 هـ.

28 -

تهذيب الأسماء واللغات: النووي، دار الفكر بيروت، ط 1، 1416 هـ.

29 -

تهذيب التهذيب: ابن حجر، مجلس دائرة المعارف النظامية، الهند، 1326 هـ.

30 -

التوحيد: ابن خزيمة، تحقيق: عبد العزيز الشهوان، دار الرشد الرياض، ط 1، 1408 هـ.

31 -

الثقات: ابن حبان، مكتبة مدينة العلم، الهند، ط 1، 1403.

32 -

جامع بيان العلم وفضله: ابن عبد البر، مكتبة الباز، مكة المكرمة، 1398 هـ.

33 -

الجامع الصحيح: الإمام البخاري، دار القلم، دمشق، ط 1، 1401 هـ.

34 -

الجرح والتعديل: ابن أبي حاتم، ط 1، الهند.

35 -

جلاء الأفهام في الصلاة على خير الأنام: ابن القيم.

36 -

حسن المحاضرة: جلال الدين السيوطي، القاهرة مصر، 1387 هـ.

37 -

حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، ط 3، 1400 هـ.

38 -

حياة الألباني وثناء العلماء عليه: الشيباني.

39 -

الخطط: المقريزي، مطبعة النيل مصر، 1325 هـ.

ص: 170

40 -

دائرة معارف القرن العشرين: محمد فريد وجدي، مطابع دائرة معارف القرن العشرين، ط 2، 1343 هـ.

41 -

الدر المنثور في التفسير بالمأثور: السيوطي، دار الفكر، بيروت، لبنان، ط 1، 1403 هـ.

42 -

الدرر الكامنة: ابن حجر العسقلاني، تحقيق: محمد سيد جاد الحق، دار الكتب الحديثة.

43 -

دلائل النبوة: البيهقي، تحقيق عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية، ط 1، 1405 هـ.

44 -

الديباج المذهب: ابن فرحون، دار الكتب العلمية.

45 -

ذم الملاهي: ابن أبي الدنيا، تحقيق: عمرو عبد المنعم، دار الصحابة، مصر.

46 -

ذيل طبقات الحفاظ: السيوطي، دار الكتب العلمية، ط 1، 1403 هـ.

47 -

سلسلة الأحاديث الصحيحة والضعيفة: محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي.

48 -

السنة: ابن أبي عاصم، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، بيروت، لبنان، ط 1، 1400 هـ.

49 -

سنن أبي داود: أبو داود، راجعه: محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الباز، مكة المكرمة.

50 -

سنن ابن ماجه: ابن ماجه، تحقيق: فؤاد عبد الباقى، دار الفكر، بيروت.

51 -

سنن الترمذي: الترمذي، تحقيق: عبد الرحمن محمد عثمان، دار الفكر، بيروت، 1400 هـ.

52 -

سنن الدارمي: الدارمي، تحقيق: عبد الله هاشم اليماني، شركة الطباعة الفنية المتحدة.

53 -

سير أعلام النبلاء: الذهبي، تحقيق: مجموعة من الأساتذة، مؤسسة الرسالة، ط 1، 1402 هـ.

54 -

السيوطي النحوي: عدنان محمد سلمان، دار الرسالة، بغداد، ط 1، 1396 هـ.

55 -

شذرات الذهب: ابن العماد الحنبلي، دار الآفاق الجديدة، بيروت.

56 -

شرح السنة: البغوي، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، المكتب الإسلامي، دمشق، 1400 هـ.

ص: 171

57 -

شرح العقيدة الطحاوية: ابن أبي العز الحنفي، تخريج: محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي، ط 7.

58 -

شرح مسلم: النووي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.

59 -

صحيح الجامع الصغير: محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي.

60 -

صحيح جامع بيان العلم وفضله: ابن عبد البر، تحقيق: أبو الأشبال الزهيري، مكتبة ابن تيمية، 1416 هـ.

61 -

صحيح مسلم: الإمام مسلم، ترتيب: أحمد فؤاد عبد الباقي.

62 -

صفحات من تاريخ مصر في عصر السيوطي: عبد الوهاب حمودة، الدار المصرية للتأليف.

63 -

ضعيف الجامع الصغير: الألباني، المكتب الإسلامي، ط 2، 1399 هـ.

64 -

الضوء اللامع: السخاوي، مكتبة الحياة بيروت، لبنان.

65 -

طبقات الحنابلة: محمد ابن أبي يعلى، دار المعرفة، بيروت.

66 -

طبقات الشافعية: تاج الدين السبكي، تحقيق: محمود الطناحي وغيره، البابي الحلبي، مصر 13.

67 -

عارضة الأحوذي: ابن العربي المالكي، دار الوحي المحمدي، مصر.

68 -

العلل المتناهية: ابن الجوزي، تحقيق: إرشاد الحق الأثري، إدارة العلوم الأثرية، باكستان، ط 2، 1401 هـ.

69 -

غريب الحديث: أبو عبيد القاسم بن سلام، ط 1، 1396 هـ، الهند.

70 -

فتح الباري: ابن حجر، المكتبة السلفية.

71 -

الفتن وما ورد فيها: أبو عمرو الداني، تحقيق: ضياء الله المباركفوري، دار العاصمة الرياض، ط 1، 1416 هـ.

72 -

فضائل الشام: الربيعي، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني.

73 -

فهرس الفهارس والأثبات: عبد الحي الكتاني، دار الغرب الإسلامي، ط 2، 1402 هـ.

74 -

القاموس المحيط: الفيروزآبادي، مؤسسة الرسالة، ط 1.

75 -

الكاشف: الذهبي، تحقيق: عزة علي عطية وغيره، دار النصر مصر، ط 1، 1392 هـ.

76 -

الكامل: ابن عدي الجرجاني، دار الفكر، بيروت، ط 1، 1404 هـ.

77 -

كشف الأستار: الهيثمي، حبيب الرحمن الأعظمي، مؤسسة الرسالة، ط 2، 1404 هـ.

ص: 172

78 -

كشف الظنون: حاجي خليفة.

79 -

كنز العمال: المتقي الهندي، مؤسسة الرسالة، 1399 هـ.

80 -

الكواكب السائرة: نجم الدين الغزي، دار الفكر، بيروت.

81 -

اللباب في معرفة الأنساب: ابن الأثير، دار صادر، 1400 هـ.

82 -

لسان العرب: ابن منظور، دار صادر.

83 -

لوامع الأنوار البهية: السفاريني، مطبعة المدني.

84 -

المجتمع المصري في عهد سلاطين المماليك: سعيد عبد الفتاح عاشور، دار النهضة العربية، ط 1، 1968 م.

85 -

مجمع البحرين في زوائد المعجمين: الهيثمي، تحقيق: نذير عبد القدوس، مكتبة الرشد الرياض، ط 1.

86 -

مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: أبو بكر الهيثمي، بتحرير الحافظين الجليلين: العراقي وابن حجر، دار الكتاب العربي، ط 3، 1402 هـ.

87 -

مجموع الفتاوى: ابن تيمية، جمعه عبد الرحمن بن قاسم، توزيع: الرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، الرياض.

88 -

مجموعة الرسائل المنيرة: دار إحياء التراث العربي، 1343 هـ.

89 -

مختصر تاريخ ابن عساكر: ابن منظور، مجموعة من المحققين، دار الفكر، ط 1، 1404 هـ.

90 -

المستدرك على الصحيحين: الحاكم، دار الكتاب العربي، بيروت.

91 -

المسند: الإمام أحمد بن حنبل، بتحقيق: شعيب الأرناؤوط، ط 1، 1417 هـ، مؤسسة الرسالة.

92 -

المسند: الإمام أحمد بن حنبل، بتحقيق: محمود شاكر، المعارف، مصر.

93 -

المسند: الإمام أحمد، المكتب الإسلامي.

94 -

مسند الفردوس: الديلمي، تحقيق: سعيد زغلول، دار الكتب العلمية، ط 1، 1406 هـ.

95 -

مشكاة المصابيح: التبريزي، تخريج الألباني، المكتب الإسلامي، ط 2، 1399 هـ.

96 -

المصباح المنير: الفيومي، المكتبة العلمية، بيروت.

97 -

المصنف: عبد الرزاق، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، ط 2، 1403 هـ، توزيع: المكتب الإسلامي.

ص: 173

98 -

المصنف: ابن أبي شيبة، عبد الخالق الأفغاني، الدار السلفية، ط 2، 1399 هـ.

99 -

المطولات: الطبراني، ضمن المعجم الكبير.

100 -

المعجم الأوسط: الطبراني، تحقيق: محمود الطحان، مكتبة المعارف، الرياض، ط 1، 1405 هـ.

101 -

معجم البلدان: ياقوت الحموي، دار صادر، بيروت، 1404 هـ.

102 -

معجم الشيوخ الكبير: الذهبي، تحقيق: محمد الهيلة، مكتبة الصدِّيق، الطائف، ط 1، 1408 هـ.

103 -

المعجم الكبير: الطبراني، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، مطبعة الأمة، بغداد.

104 -

معجم المؤلفين: عمر رضا كحالة.

105 -

المعرفة والتاريخ: يعقوب الفسوي، تحقيق: أكرم ضياء العمري، مؤسسة الرسالة، ط 2، 1401 هـ.

106 -

المفهم شرح مسلم: أبو العباس القرطبي، تحقيق: مجموعة من الأساتذة.

107 -

المقاصد الحسنة: السخاوي، دار الباز، مكة المكرمة، ط 1، 1399 هـ.

108 -

المنار المنيف: ابن قيم الجوزية، تحقيق: أحمد عبد الشافي، دار الكتب العلمية، 1408 هـ.

109 -

منحة المعبود: أحمد البنا، المكتبة الإسلامية، بيروت، ط 2، 1400 هـ.

110 -

موارد الظمآن: الهيثمي، تحقيق: محمد عبد الرزاق حمزة، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.

111 -

الموضوعات: ابن الجوزي، تحقيق: نور الدين شكري، أضواء السلف الرباط، ط 1، 1418 هـ.

112 -

النهاية في غريب الحديث: ابن الأثير، المكتبة الإسلامية.

113 -

النهاية لابن كثير: تحقيق: محمد أحمد عبد العزيز، دار الريان مصر.

114 -

الوافي بالوفيات: الصفدي، نشر: فرانز ثتايز بيقيسبادن، ط 2، 1402 هـ.

115 -

وفاء الوفاء: السهمودي، دار الباز، مكة المكرمة، ط 3، 1401 هـ.

116 -

وفيات الأعيان: ابن خلكان، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر بيروت، 1393 هـ.

ص: 174