المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

المحاضرة الدفاعية عن السنة المحمدية تأليف: محمد أمان بن علي الجامي ‌ ‌مقدمة الحمد - المحاضرة الدفاعيةعن السنة المحمدية

[محمد أمان الجامي]

الفصل: المحاضرة الدفاعية عن السنة المحمدية تأليف: محمد أمان بن علي الجامي ‌ ‌مقدمة الحمد

المحاضرة الدفاعية عن السنة المحمدية

تأليف: محمد أمان بن علي الجامي

‌مقدمة

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

ففي العطلة الصيفية من عام 1383 هـ، زرت الجمهورية السودانية مع بعض الشبيبة من طلاب الجامعة الإسلامية التي زارت السودان وقامت في أثناء زيارتها بالدعوة إلى الله تحت إشراف الأخ الداعية الشيخ محمد عبد الوهاب البنا المدرس بمعهد الجامعة الإسلامية، وكنت بصحبتهم من المدينة المنورة إلى بور سودان. وبعد أن أقمت معهم يوما واحدا عزمت على السفر إلى الخرطوم لإجراء اللازم في شأن السفر إلى الحبشة بواسطة السفارة الأثيوبية بالخرطوم حيث كنت على عزم لدخول الحبشة لو أراد الله. وجعلت أسأل عن أمهات المدن فيما بين بور سودان والخرطوم فوصف لي بعض من سألته مدينة عطبرة ورغبني في النزول بها إذ وصفها بطيب المناخ وجمال المنظر وكثرة الورشات حتى أنهم يسمونها عاصمة الحديد، فقطعت تذكرة السفر إليها في طريق الخرطوم، ونزلت بها فعلا صباح يوم الجمعة، وفور نزولي توجهت إلى أحد الفنادق. وفي طريقي إلى الفندق أوقفني إعلان جذاب وقد كتب بخط عريض ملون ونصه كالآتي:(دار النشاط الإسلامي) تقدم مساء يوم 1لجمعة محاضرة للأستاذ محمود محمد طه تحت عنوان: ((المستقبل للإسلام)) وراعني الإعلان وسررت به كثيرا، أولا بوجود الدار المذكورة في مدينة عطبرة. وثانيا بعنوان المحاضرة. وقلت في نفسي لعل صاحب المحاضرة قرأ لسيد قطب كتابه الفريد في بابه المستقبل

للإسلام وتأثر به وأراد أن يقدم للناس مضمونه. هذا ما وقع في نفسي حين قرأت الإعلان، ولم أحط رحلي إلا وقد حانت صلاة الجمعة. وقصدت الجامع الكبير لأداء فريضة الجمعة وتذكير المصلين بعد الصلاة بما تيسر إلا أن إمام المسجد اعتذر متأسفا ولم يأذن لي في التذكير، وخرجت متأسفا أنا بدوري مع قبول عذر الإمام " ولكني علمت أن بعض الشباب لم يقتنع بعذر الإمام وجعل يتكلم بالاستنكار، بل جعل أفراد من الشباب يتعرف إلي ويظهر لي التأسف على ما حصل، وذهبوا بي إلى دار النشاط الإسلامي سابقة الذكر- إذ هم من أهلها وأخذوا يحدثوني عن المحاضرة التي قرأت عنوانها وطلبوا إلي حضورها وأجبت دعوتهم فحضرتها فإذا بمحاضرة الحادية أكثر ما فيها تمويه وتلبيس ولم أملك نفسي عن المشاركة في مناقشتها على الرغم من أني غريب في الدار بل رأيت أن الذمة لا تبرأ إلا بالمناقشة ومحاولة الدفاع حسب الإمكان وقمت بذلك فعلا بعد أن أذن لي رئيس النادي ولما طالت المناقشة بيني وبين المحاضر اقترح رئيسا النادي

ص: 3

إجراء المناظرة إلا أن صاحبنا أعتذر ولم يقبل، وفي آخر المحاضرة أعلنت فما محاضرة دفاعية للرد والتعقيب على بعض النقاط الحساسة التي جاءت في محاضرته وجعلت أسجل في مذكرتي بعض النصوص التي حرفها للمناقشة حولها وقبل موعد محاضرتي حضرت له محاضرة أخرى وناقشته كما ناقشه غيري. ولكن بدون جدوى لأنه لا يحاول الرجوع عن فكرته مهما كلفته الحال لأنه ليس من طلاب الحق. ولما أعلنت محاضرتي في الشوارع كالعادة المتبعة بادر بالسفر إلى أم درمان، وعلى الرغم من غيابه قمت بإلقاء المحاضرة وحضرها عدد ضخم ونوقشت كالعادة، وبعد ذلك طلب مني بعض إخواننا المخلصين من شباب السودان وغيرهم طبع هذه العجالة التي لم أقصد بها الدفاع العاجل عن عقيدة الإسلام وتصحيح بعض النصوص التي حرفها المدعو" محمود " ولما أعلمه فيهم من حب الخير والحرص على الدفاع أجبتهم إلى طبعها وتوزيعها في السودان.

والله أسأل أن ينفع بها ويجعلها فاتحة خير. كما أسأله تعالى أن يجعل عملي خالصا لوجهه الكريم بعيدا عن الرياء والسمعة إنه سميع قريب. وصلى الله وسلم وبارك على خير خلقه محمد وآله وصحبه.

محمد أمان بن علي الجامي.

الجامعة الإسلامية كلية الشريعة.

ص: 4