الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
9 -
كثرة روايته عن كثير من شيوخ بلده - (الآمليين الطبريين) - وعدم قدرتنا الوقوف على تراجم لهم، رغم كثرة شيوخ بعضهم، وسعة روايته، التي بلغت الآلاف من الآثار، ولعل السبب الرئيس في عدم معرفتهم روايته وكتابته القديمة عنهم، قبل رسوخ قدمه في علم الرواية والحديث، وقبل رحلته في طلب العلم خارج بلده، والتي كانت وهو ابن اثنتي عشرة سنة.
10 -
طول رحلته، وكثرة روايته، وسعة اطلاعه، وتنوع علومه، وتفرغه للعلم، وزهده في الدنيا، كل ذلك وغيره، يجعله في مصاف الأئمة العظماء، الذين لم يأخذوا حظهم من الاهتمام حتى الآن.
11 -
تفرده بمنهج يكاد أن يكون خاصا به في حكمه على الروايات التي يرويها مع معرفته الوثيقة والكبيرة في عللها، وأحكام العلماء عليها، ويظهر ذلك جليا جدا في كتابه " تهذيب الآثار " أكثر منه في " التفسير "، وأما " التاريخ " فنادرا ما كان يتعرض للكلام عن الأسانيد، وكذلك في " صريح السنة " فلم أره تعرض لأي إسناد فيه بنقد، رغم أنني حققت النص، وخرجت آثاره، ودرسته، وطبعته، للدورة السادسة للعلوم الشرعية واللغوية التي أقامها مركز إمامنا الألباني رحمه الله.
كلمتان لا بد منهما:
1 -
ضرورة الالتزام بنهج السلف - والطبري منهم - في الترجمة لأعلام الأمة، وخاصة رواة الحديث، والأثر، والسيرة، ولو طال الوقت، واستنفدت الجهود، ومن منهجهم عزو العلم إلى أهله، وإسناد الروايات إلى أصحابها، ومواضعها.
2 -
تيسير أمر البحث على الباحثين من طلبة العلم، غير المنتظمين في الجامعات، والمعاهد (الأكاديمية)، للحصول على كنوز الأمة المخطوطة، لإخراجها مطبوعة محققة.
وبعد: فهذا هو جهد المقل، وبضاعته المزجاة، في خدمة أشرف كتاب تفسير، لأشرف كتاب من كتب الله تبارك وتعالى، أنزله مع أشرف ملك، على أشرف رسول، إلى أشرف أمة أخرجت للناس، بأشرف علم لمعرفة الرجال عرفته البشرية على مدى تاريخها، ألا وهو علم الجرح والتعديل، تحريت فيه خدمة هذا السفر، الموسوعي، الأثري، السلفي، المبارك، في تأويل كلام الله تعالى.
سائلا الله تبارك وتعالى أن يتقبله مني بقبول حسن، وأن ييسره للباحثين، والدارسين، الذابين عن سنة نبيهم، وآثار أصحابه من أهل السنة والأثر.
وأسأله تعالى أن يجزيني، وزوجتي، وقرة عيني، ومهجة فؤادي، وأم أولادي، (أم محمد علي) حفظها الله تعالى ورعاها، وجعل جنات الفردوس والمأوى مأواها، والتي كانت تصل الليل بالنهار، والنهار بالليل، خدمة لي، ومساعدة في إعداد المادة، وتنسيقها، وحفظها على الحاسوب، صابرة، محتسبة، رغم كثرة مشاغلها، التي أعانها - الله تعالى - عليها، والتي لن أغلو فيها إن قلت: إن الله قد منحها من الكرامات الخارقات في جهدها، وصبرها، وعملها الدؤوب ما لا يعرفه إلا من عايشها، وعايش غيرها؛ ممن جعلوا جهدهم صرفي عن هذا العمل العظيم، إلى أعمالهم الذميمة، ووجوههم الدميمة، فابتزوا وقتي وجهدي ومالي، حقدا وحسدا من عند أنفسهم، فحرموا أنفسهم فعل الخيرات، وأركبوها وركبوا الشرور والمنكرات، المنبثقة عن قلة الحياء؛ لأن الحياء لا يأتي إلا بالخير، فحرمهم الله تعالى - بقلة حيائهم - علامات ودلالات الهدى والرشاد والسداد!! وعاملهم الله بسوء قصدهم فجعلهم أضحوكة، ومهزلة للعباد، في طول وعرض البلاد!!
كما وأدعو الله - تعالى - أن يجزي أولادي، ذكورا، وإناثا؛ " محمد علي "، و " محمد قصي "، و " محمد عدي "، و " ساجدة "، و " زاهدة "، الذين شاركوني مشاركة فاعلة في استقراء أسماء الشيوخ والروايات - على كثرتها - ونسبتها إلى رواتها، بحثا، وتدوينا، ومراجعة، وتدقيقا، وتنضيدا، وطباعة، على مدى سنوات ثمان، أحالوا البيت فيها إلى ورشة عمل دؤوب فاعل، عسى ربنا أن ينضر وجوهنا نضرة وجوه السامعين الواعين المبلغين كما سمعوا، وأن يحشرنا في زمرة أولئك الرجال الذابين عن سنة نبيهم، بمعرفة الرجال بالحق لا الحق بالرجال!!.
كما وأسأل الله - تعالى - أن يجزي مشايخي، ووالدي، وإخواني من طلبة العلم، ومن له فضل علي، ومن أعانني في إنجاز هذا العمل، من بدايته وحتى نهايته، والذين ما بخلوا علي بنصح، أو توجيه، أو تصحيح، أو تدقيق - أن يجزيهم - خير الجزاء.
وأخص منهم أصحاب الفضيلة المشايخ، والإخوة الأفاضل، الشيخ يوسف الحوشان الرياض - والذي لا أعرفه إلا بصوته، وإحسانه، وإمداده -، وأبا عبيدة، مشهور بن حسن آل سلمان، وأبا أسامة سليم بن عيد الهلالي، وأبا الحارث، علي بن حسن الحلبي، والذي
تفضل - مع كثرة أشغاله - من مراجعة الكتاب بدءا من عنوانه، وانتهاء بخاتمته، مرورا بترويسات صفحاته، وتذييلاتها، واختيار أسماء الأبواب، وتنسيقها، وضبط الأسماء والأنساب، وعلامات الترقيم، وتوجيهي إلى مظانها في الكتب كـ " اللباب في تهذيب الأنساب "، و " تكملة الإكمال "، و " الأنساب " وغيرها، وقد كان - وفضيلة الشيخ مشهور - سباقين بالإشراف على هذا المشروع من بدايته، وحتى هذه اللحظة.
وكذلك أخص الأستاذين الفاضلين؛ محمود عمر رضوان، وفراس إسماعيل السكيكية والأخ الفاضل محمد صافي، الذين ساعدوا على إخراج هذا القسم من هذا السفر الموسوعي، لهم مني جزيل الشكر، والامتنان، وأرجو الله تعالى أن يجزيهم، ومن أحبوه وأحبهم أحسن الجزاء.
وكذلك أتوجه بجزيل الشكر، وعظيم الامتنان، لجارتي الفاضلة، والمحسنة الكريمة (أم مهند)، والدة تلميذي الحبيب النجيب (هاشم)، على إحسانها الحسن وجودها الجيد، وكرمها الكريم، في استعدادها لطبع هذا الكتاب على نفقتها الخاصة، محتسبة ذلك عند الله علما نافعا، وصدقة جارية، إضافة لولدها الصالح - إن شاء الله - (هاشم) - ولا نزكيه على الله - لتدخر بذلك عند الله استمرار عملها، بوجوهه الثلاثة، المتمثل بقوله عليه الصلاة والسلام فيما: أخرجه البخاري في " الأدب "، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي في " المجتبى "، و " الكبرى "، والدارمي، وأحمد، وابن خزيمة، وابن حبان، والبيهقي، وأبو يعلى، وابن الجارود، جميعهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
فأسأل الله أن يجمع لها ذلك كله، «يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم» .
وأخيرا فما كان فيه من خير فهو من الله وحده، وبتوفيقه سبحانه وتعالى إيجادا وإمدادا، فله الحمد على ذلك، وما كان غير ذلك، فهو من النفس، والشيطان، والهوى، وسوسة، وكسبا، واكتسابا، وأستغفر الله على كل ذلك.
وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وكتب أبو (محمد علي) أكرم بن محمد بن علي بن زيادة الفالوجي الأثري
عمان، البلقاء
ضحى الثلاثاء سلخ صفر سنة خمس وعشرين وأربعمائة وألف للهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة، وأتم السلام، وأزكى التحية.
الموافق للعشرين من شهر نيسان للسنة الرابعة من الألفية الثالثة للميلاد