المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حرف الميم 3242 - " ماء الرجل أبيض، وماء المرأة أصفر، - أنيس الساري (تخريج أحاديث فتح الباري) - جـ ٧

[نبيل البصارة]

فهرس الكتاب

الفصل: ‌ ‌حرف الميم 3242 - " ماء الرجل أبيض، وماء المرأة أصفر،

‌حرف الميم

3242 -

" ماء الرجل أبيض، وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا فعلا مَنيّ الرجل مَنيّ المرأة أذكرا بإذن الله، وإذا علا مَنيّ المرأة مَنيّ الرجل آنثا بإذن الله"

قال الحافظ: وقع عند مسلم (315) من حديث ثوبان رفعه: فذكره" (1)

3243 -

"ماء زمزم لما شُرب له"

قال الحافظ: وفي "المستدرك" من حديث ابن عباس مرفوعا: فذكره، رجاله موثقون إلا أنّه اختلف في إرساله ووصله، وإرساله أصح. وله شاهد من حديث جابر وهو أشهر منه، أخرجه الشافعي وابن ماجه، ورجاله ثقات إلا عبد الله بن المؤمل المكي فذكر العقيلي أنه تفرد به، لكن ورد من رواية غيره عند البيهقي من طريق إبراهيم بن طهمان ومن طريق حمزة الزيات كلاهما عن أبي الزبير عن جابر. ووقع في فوائد ابن المقري من طريق سويد بن سعيد عن ابن المبارك عن ابن أبي المَوَال عن ابن المنكدر عن جابر. وزعم الدمياطي أنّه على رسم الصحيح، وهو كما قال من حيث الرجال إلا أنّ سويدا وإن أخرج له مسلم فإنّه خلط وطعنوا فيه، وقد شّذ بإسناده. والمحفوظ عن ابن المبارك عن ابن المؤمل، وقد جمعت في ذلك جزءا" (2)

روي من حديث ابن عباس ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث ابن عمرو

فأما حديث ابن عباس فأخرجه الدارقطني (2/ 289) عن عمر بن الحسن بن علي البغدادي الأُشْناني ثنا أبو عبد الله محمد بن هشام بن عيسى المروزى ثنا محمد بن حبيب الجارودي ثنا سفيان بن عُيينة عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا "ماء زمزم لما شرب له، إن شربته تستشفي به شفاك الله، وإن شربته لشبعك أشبعك الله به، وإن شربته ليقطع ظمأك قطعه الله، وهي هزمة جبريل وسقيا الله إسماعيل"

(1) 8/ 275 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب حدثني حامد بن عمر

)

(2)

4/ 238 - 239 (كتاب الحج- باب ما جاء في زمزم)

ص: 4543

وأخرجه القاسم التُّجيبي في "مستفاد الرحلة"(ص 313 - 314) من طريقين عن الدارقطني به.

وأخرجه الحاكم (1/ 473) عن علي بن حمشاذ العدل ثنا محمد بن هشام المروزي به.

لكنه لم يذكر الزيادة التي في آخره "وهي هزمة

"

وقال: صحيح الإسناد إن سلم من الجارودي" (1)

قلت: الجارودي ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: غمزه الحاكم النيسابوري وأتى بخبر باطل اتهم بسنده"

وهو هذا الحديث.

وقال الحافظ في ترجمته من "اللسان": هذا أخطأ الجارودي وصله وإنّما رواه ابن عيينة موقوفا على مجاهد، كذلك حدّث به عنه حفاظ أصحابه كالحميدي وابن أبي عمر وسعيد بن منصور وغيرهم"

وقال في "التلخيص"(2/ 268): والجارودي صدوق إلا أنّ روايته شاذة، فقد رواه حفاظ أصحاب ابن عيينة: الحميدي وابن أبي عمر وغيرهما عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله"

وقال في "اللسان"(4/ 291) في ترجمة عمر بن الحسن بن علي الأشناني: رواه عن ابن عيينة الحميدي وابن أبي عمر وسعيد بن منصور وغيرهم من حفاظ أصحابه إلا أنّهم وقفوه على مجاهد لم يذكروا ابن عباس فيه فغايته أن يكون محمد بن حبيب وهم في رفعه"

وقال في "طرق حديث ماء زمزم"(ص 30 - 31): انفرد الجارودي عن ابن عيينة بوصل هذا الحديث، ومثله إذا انفرد لا يحتج به فكيف إذا خالف؟ فقد رواه الحميدي وابن أبي عمر وغيرهما من الحفاظ عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، وقد رواه سعيد بن منصور في "السنن" عن ابن عيينة كذلك، والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" عن عبد الجبار بن العلاء عن ابن عيينة كذلك، وكذا رواه عبد الرزاق في "مصنفه"(9124) والفاكهي أيضا من طريق عبد الرزاق عن سفيان كذلك، وكذا أخرجه الأزرقي في "كتاب مكة"(2/ 50) عن جده عن ابن عيينة كذلك، وهذا هو المعتمد"

(1) قال المنذري: سلم منه فإنّه صدوق، قاله الخطيب البغدادي وغيره لكن الراوي عنه محمد بن هشام المروزي لا أعرفه" الترغيب 2/ 210

ص: 4544

قلت: ومحمد بن هشام المروزي الراوي عن الجارودي قال أبو الحسن بن القطان: لا يعرف حاله، وقال الذهبي في ترجمة عمر بن الحسن بن علي الأشناني: محمد بن هشام هذا موثق وهو ابن أبي الدميك.

والصواب رواية الحميدي ومن تابعه عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله.

وأما حديث جابر فله عنه طريقان:

الأول: يرويه عبد الله بن المؤمل المكي عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "ماء زمزم لما شرب له"

أخرجه ابن أبي شيبة (ص 292 - النسخة المفقودة) وأحمد (3/ 357 و 372) وسمويه في "الفوائد"(10) وابن ماجه (3062) والفاكهي في "أخبار مكة"(1076) والأزرقي في "أخبار مكة"(2/ 52) وأبو يعلى كما في "مصباح الزجاجة"(3/ 209) والحكيم الترمذي كما في "طرق حديث ماء زمزم"(ص 24 و 25) والعقيلي (2/ 303) والطبراني في "الأوسط"(853 و 9023) وابن عدي (4/ 1455) وابن المقرئ في "المعجم"(382) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(628) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 37) والبيهقي (5/ 148) والخطيب في "التاريخ"(3/ 179) والقاسم التُجيبي (ص 314) وابن خلفون في "المعلم"(ص 197) من طرق عن عبد الله بن المؤمل به.

قال العقيلي: لا يتابع عبد الله بن المؤمل عليه"

وقال الطبراني: لم يروه عن أبي الزبير إلا عبد الله بن المؤمل"

وقال ابن عدي: غير محفوظ"

وقال البيهقي: تفرد به عبد الله بن المؤمل"

وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف ابن المؤمل" المصباح 3/ 209

وقال السخاوي: وسنده ضعيف" المقاصد ص 357

وأما المنذري فقال: وهذا إسناد حسن (1) " الترغيب 2/ 211

قلت: لم ينفرد ابن المؤمل به بل تابعه:

(1) قلت: ابن المؤمل مختلف فيه، وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين.

ص: 4545

1 -

إبراهيم بن طهمان الخراساني: ثنا أبو الزبير قال: كنا عند جابر بن عبد الله فتحدثنا فحضرت صلاة العصر فقام فصلّى بنا في ثوب واحد قد تَلَبّبَ به ورداءه موضوع، ثم أتى بماء من ماء زمزم فشرب ثم شرب فقالوا: ما هذا؟ قال: هذا ماء زمزم وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم "ماء زمزم لما شرب له" قال: ثم أرسل النبي -صلي الله عليه وسلم- وهو بالمدينة قبل أن تفتح مكة إلى سهيل بن عمرو أن اهد لنا من ماء زمزم ولا يترك، قال: فبعث إليه بمزادتين.

أخرجه البيهقي (5/ 202) عن أبي زكريا بن أبي إسحاق وأبي نصر بن قتادة قالا: ثنا أبو محمد أحمد بن إسحاق بن شيبان البغدادي أنا معاذ بن نجدة ثنا خلاد بن يحيى ثنا إبراهيم بن طهمان به.

وأحمد بن إسحاق بن شيبان لم أقف له على ترجمة، ومعاذ بن نجدة ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: صالح الحديث، والباقون كلهم ثقات.

2 -

حمزة الزيات عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "ماء زمزم لما شرب له"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3827) وابن عدي (4/ 1455) عن علي بن سعيد الرازي عن إبراهيم بن أبي داود البُرُلُّسي عن عبد الرحمن بن المغيرة عن حمزة به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن حمزة الزيات إلا عبد الرحمن بن المغيرة"

وقال الحافظ: وهو في "الأوسط" للطبراني وأخطأ فيه راويه، إنما هو عن عبد الله بن المؤمل فهو المنفرد به" طرق حديث ماء زمزم ص 25

الثاني: يرويه سويد بن سعيد الهروي قال: رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى زمزم، فاستقى منه شربة، ثم استقبل القبلة، ثم قال: اللهم إنّ ابن أبي الموال حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال "ماء زمزم لما شرب له" وهذا أشربه لعطش القيامة، ثم شربه.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(3833) والخطيب في "التاريخ"(10/ 166) وابن عساكر (38/ 341) والقاسم التُّجيبي (ص 313)

وقال البيهقي: غريب من حديث ابن أبي الموال عن ابن المنكدر، تفرد به سويد عن ابن المبارك من هذا الوجه"

وقال ابن عساكر: كذا قال "ابن أبي الموال" والمحفوظ عن عبد الله بن المؤمل عن أبي الزبير"

ص: 4546

وقال الذهبي: كذا قال "ابن أبي الموال" وصوابه ابن المؤمل، والحديث به يعرف، وهو من الضعفاء، لكن يرويه عن أبي الزبير عن جابر، فعلى كل حال خبر ابن المبارك فرد منكر، ما أتى به سوى سويد" سير الأعلام 8/ 349

وقال ابن كثير: سويد بن سعيد ضعيف، والمحفوظ عن ابن المبارك عن ابن المؤمل" البداية والنهاية 2/ 247

ولما قال الدمياطي: هذا على رسم الصحيح لأنّ سويدا احتج به مسلم، وعبد الرحمن بن أبي الموال احتج به البخاري.

تعقبه الحافظ فقال: وليس فيه حكم على الحديث بالصحة لما قدمناه من أنّه لا يلزم من كون الإسناد محتجا برواته في الصحيح أن يكون الحديث الذي يُروى به صحيحا لما يطرأ عليه من العلل.

وقد صرّح ابن الصلاح بهذا في مقدمة شرح مسلم فقال: من حكم لشخص بمجرد رواية مسلم عنه في صحيحه بأنّه من شرط الصحيح عند مسلم فقد غفل وأخطأ، بل ذلك يتوقف على النظر في أنّه كيف روي عنه وعلى أي وجه روي عنه.

قلت: وذلك موجود هنا فإنّ سويد بن سعيد إنما احتج به مسلم فيما توبع عليه لا فيما تفرد به.

وقد اشتد إنكار أبي زرعة الرازي على مسلم في تخريجه لحديثه فاعتذر إليه من ذلك بما ذكرناه من أنّه لم يخرج ما تفرد به، وكان سويد بن سعيد مستقيم الأمر ثم طرأ عليه العمى فتغير وحدّث في حال تغيره بمناكير كثيرة حتى قال ابن معين: لو كان لي فرس ورمح لغزوته. فليس ما ينفرد به على هذا صحيحا فضلا عن أن يخالف فيه غيره بل قد اختلف عليه هو في هذا الإسناد فروي عنه عن ابن المبارك عن ابن المؤمل على ما هو المشهور" النكت (1) على كتاب ابن الصلاح 1/ 274 - 275

وقال في "التلخيص الحبير"(2/ 268): سويد بن سعيد ضعيف جدا وإن كان مسلم قد أخرج له في المتابعات، وأيضا فكان أخذه عنه قبل أن يعمى ويفسد حديثه، وكذلك أمر أحمد بن حنبل ابنه بالأخذ عنه كان قبل عماه، ولما أن عمي صار يلقن فيتلقن حتى قال ابن معين: لو كان لي فرس ورمح لغزوت سويدا. من شدة ما كان يذكر له عنده من المناكير. قلت: وقد خلط في هذا الإسناد وأخطأ فيه عن ابن المبارك، وإنما رواه ابن المبارك عن

(1) وانظر "طرق حديث ماء زمزم" ص 42 - 45

ص: 4547

ابن المؤمل عن أبي الزبير، كذلك رويناه في فوائد أبي بكر بن المقري من طريق صحيحة فجعله سويد عن ابن أبي الموال عن ابن المنكدر"

قلت: أخرجه ابن عساكر (38/ 343) من طريق أبي بكر بن المقري ثني محمد بن عبد الرحيم الخوبي في مجلس ابن قتيبة ثنا محمد بن عبد الله النيسابوري ثنا الحسن بن عيسى قال: رأيت ابن المبارك دخل زمزم، فاستقى دلوا، واستقبل البيت، ثم قال: اللهم إنّ عبد الله بن المؤمل حدثني عن أبي الزبير عن جابر أنّ النبي -صلي الله عليه وسلم- قال "ماء زمزم لما شرب له" اللهم إني أشربه لعطش يوم القيامة. فشرب.

وأخرجه قبل ذلك من طريق أبي عمرو لاحق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد الأندلسي ثنا نرجس بن عبد الله الخادم مولى الحسن بن عرفة ثنا الحسن بن عرفة عن ابن المبارك ثني عبد الله بن أبي الموال عن أبي الزبير عن جابر به.

وقال: كذا قال: "ابن أبي الموال" والمحفوظ عن عبد الله بن المؤمل عن أبي الزبير"

قلت: ولاحق بن الحسين كذبوه (انظر اللسان 6/ 236 - 237)

وأما حديث ابن عمرو فأخرجه البيهقي في "الشعب"(3832) وفي "الصغرى"(1743) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي سعدويه عن عبد الله بن المؤمل عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عمرو به مرفوعا.

وابن المؤمل مختلف فيه كما تقدم.

3244 -

"ما ابتلي عبد بعد ذهاب دينه بأشدّ من ذهاب بصره، ومن ابتلي ببصره فصبر حتى يلقى الله لقي الله تعالى ولا حساب عليه"

قال الحافظ: أخرجه البزار عن زيد بن أرقم، وأصله عند أحمد بغير لفظه بسند جيد، وللطبراني من حديث ابن عمر بلفظ "من أذهب الله بصره" فذكره نحوه" (1)

ضعيف

أخرجه البزار (كشف 770) عن الحسن بن يحيى ثنا عبيد الله بن عبد المجيد ثنا إسرائيل عن جابر عن خيثمة عن زيد بن أرقم به مرفوعا.

وأخرجه (769) من طريق إسحاق بن منصور السلولي الكوفي ثنا إسرائيل عن جابر عن عبد الله بن بُريدة عن أبيه مرفوعا "لن يُبتلى عبد بشيء أشدّ عليه من الشرك بالله، ولن

(1) 12/ 220 (كتاب المرضى- باب فضل من ذهب بصره)

ص: 4548

يبتلى عبد بشيء بعد الشرك بالله أشد عليه من ذهاب بصره، ولن يبتلى عبد بذهاب بصره فيصبر إلا غفر له".

ومن هذا الطريق أخرجه المحاملي (410) والدينوري في "المجالسة"(1781) والخطيب في "التاريخ"(1/ 394)

وإسناده ضعيف لضعف جابر بن يزيد الجُعفي.

وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2223) و"الصغير"(124) وابن عدي (7/ 2532) وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 203) من طرق عن وهب بن حفص الحرّاني ثنا جعفر بن عون ثنا مِسعر بن كِدام عن عطية عن ابن عمر مرفوعا "من أذهب الله بصره فصبر واحتسب كان حقا على الله واجبا أن لا ترى عيناه النار".

قال ابن الجوزي: قال الدارقطني: تفرد به وهب بن حفص عن جعفر"

وقال الطبراني: لم يروه عن مسعر إلا جعفر بن عون، تفرد به وهب بن حفص"

وقال الهيثمي: وفيه وهب بن حفص الحراني وهو ضعيف" المجمع 2/ 309

قلت: قال أبو عروبة الحراني والدارقطني: وهب بن حفص يضع الحديث.

3245 -

"ما أحبّ أنّ لي بهذه الآية الدنيا وما فيها {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} [الزمر: 53] الآية. فقال رجل: ومن أشرك؟ فسكت ساعة، ثم قال "ومن أشرك" ثلاث مرات.

قال الحافظ: وروى أحمد والطبراني في "الأوسط" من حديث ثوبان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره" (1)

ضعيف

يرويه ابن لَهيعة عن أبي قَبيل حيي بن هانئ المعافري واختلف عنه:

- فقال حسن بن موسى الأشيب: ثنا ابن لهيعة ثنا أبو قبيل قال: سمعت أبا عبد الرحمن المزني يقول: سمعت ثوبان يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ما أحبّ أنّ لي الدنيا وما فيها بهذه الآية {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53] فقال رجل: يا رسول الله، فمن أشرك؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال "إلا من أشرك" ثلاث مرات.

(1) 10/ 170 (كتاب التفسير: سورة الزمر- باب قوله: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} [الزُّمَر: 53])

ص: 4549

أخرجه أحمد (5/ 275)

- وقال غير واحد: عن ابن لهيعة عن أبي قبيل عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن ثوبان.

منهم:

1 -

سعيد بن أبي مريم.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(176)

2 -

زيد بن الحباب.

أخرجه الروياني (647)

3 -

عبد الرحمن بن مهدي.

أخرجه الروياني (647)

- ورواه حجاج بن محمد المصيصي عن ابن لهيعة واختلف عنه:

• فقال أحمد (5/ 275): ثنا حجاج ثنا ابن لهيعة عن أبي قبيل ثني أبو عبد الرحمن الجبلاني أنّه سمع ثوبان.

• وقال غير واحد: عن حجاج عن ابن لهيعة عن أبي قبيل عن أبي عبد الرحمن المزني عن أبي عبد الرحمن الجبلاني عن ثوبان، منهم:

1 -

محمد بن الحسين البرجلاني.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "حسن الظن بالله"(49)

2 -

زكريا بن يحيى بن أبي زائدة.

أخرجه الطبري في "تفسيره"(24/ 16)

3 -

محمد بن منصور الطوسي.

أخرجه الواحدي في "الوسيط"(3/ 587 - 588)

• ورواه محمد بن إسحاق الصاغاني عن حجاج بن محمد واختلف عنه:

فقال الروياني (648): ثنا محمد بن إسحاق أنا حجاج ثنا ابن لهيعة عن أبي قبيل قال: سمعت أبا عبد الرحمن الجبلاني أنه سمع ثوبان.

• وقال أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم: ثنا حجاج ثنا ابن لهيعة عن أبي قبيل

ص: 4550

قال: سمعت أبا عبد الرحمن المزني يقول: حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي أنه سمع ثوبان.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(6735)

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

3246 -

"ما أحد أعظم عندي يدا من أبي بكر، واساني بنفسه وماله وأنكحني ابنته"

قال الحافظ: ووقع بيان ذلك في حديث آخر لابن عباس رفعه نحو حديث الترمذي وزاد "منه أعتق بلالا، ومنه هاجر بنبيه" أخرجه الطبراني، وعنه في طريق أخرى: فذكره، أخرجه الطبراني" (1)

له عن ابن عباس طريقان:

الأول: يرويه ابن جُريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "ما أحد أعظم عندي يدا من أبي بكر الصديق، واساني بنفسه وماله، وأنكحني ابنته"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(11461) و"الأوسط"(508 و 3847) وابن عدي (1/ 421) من طريق محمد بن صالح بن مهران البصري ابن النَّطَّاح القرشي مولى بني هاشم ثنا أرطأة بن المنذر أبو حاتم ثنا ابن جريج به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا أرطاة، تفرد به محمد بن صالح"

وقال ابن عدي: لا أعرف هذا الحديث إلا عن أرطأة عن ابن جريج"

وقال الهيثمي: وفيه أرطأة أبو حاتم وهو ضعيف" المجمع 9/ 46

الثاني: يرويه نهشل بن سعيد الورداني عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس مرفوعا "ما من أحد أمن عليّ في يده من أبي بكر، زوجني ابنته، وأخرجني إلى دار الهجرة، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن إخاء مودة إلى يوم القيامة"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(12647)

قال الهيثمي: وفيه نهشل بن سعيد وهو متروك" المجمع 9/ 46

وللحديث شاهد عن أنس وآخر عن علي تقدم الكلام عليهما في حرف الهمزة فانظر "إنّ أعظم الناس علينا منا أبو بكر"

(1) 8/ 13 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر)

ص: 4551

3247 -

حديث أبي سعيد "ما أحد ينام إلا ضرب على سماخه بِجَرِيْر معقود"

قال الحافظ: أخرجه المخلص في "فوائده".

وقال: وروينا في "الجزء الثالث من الأول من حديث المخلص في حديث أبي سعيد الذي تقدمت الإشارة إليه "فإن قام فصلى انحلت العقد كلهن، وإن استيقظ ولم يتوضأ ولم يصلّ أصبحت العقد كلها كهيئتها"

وقال: وفي حديث أبي سعيد الذي قدمت ذكره من فوائد المخلص "أصبحت العقد كلها كهيئتها، وبال الشيطان في أذنه"(1)

أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(118 و 352)

عن النضر بن هشام الأصبهاني

وأبو الشيخ أيضا (501)

عن محمد بن إبراهيم المُكْتب

قالا: ثنا بكر بن بكار ثنا قرة بن خالد قال: سمعت عطية عن أبي سعيد رفعه "ما أحد ينام إلا ضرب على سماخيه بجرير مُعَقّد، فإن هو استيقظ فذكر الله حُلَّتْ عقدة، فإن استيقظ فتوضأ حلت عقدة أخرى، فإن قام فصلّى حلت العقد كلها، فإن هو لم يستيقظ ولم يتوضأ ولم يصلّ أصبح العقد كلّهنّ كهيئتها، وبال الشيطان في أذنه"

وإسناده ضعيف لضعف بكر بن بكار القيسي وعطية بن سعد العَوْفي.

3248 -

"ما أحدث قوم بدعة إلا رُفع من السنة مثلها"

قال الحافظ: أخرج أحمد بسند جيد عن غضيف بن الحارث قال: بعث إليّ عبد الملك بن مروان فقال: إنا قد جمعنا الناس على رفع الأيدي على المنبر يوم الجمعة وعلى القصص بعد الصبح والعصر، فقال: أما إنّهما أمثل بدعكم عندي ولست بمجيبكم إلى شيء منها لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، فتمسك بسنة خير من إحداث بدعة" (2)

ضعيف

يرويه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغسانى الشامي واختلف عنه:

(1) 3/ 267 (كتاب الصلاة- أبواب التهجد- باب عقد الشيطان على قافية الرأس)

(2)

17/ 10 (كتاب الاعتصام- باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم)

ص: 4552

- فقال بقية بن الوليد: عن أبي بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد الرحبي عن غضيف بن الحارث الثمالي قال: بعث إليّ عبد الملك بن مروان فقال: يا أبا أسماء إنا قد أجمعنا الناس على أمرين، قال: وما هما؟ قال: رفع الأيدي على المنابر يوم الجمعة والقصص بعد الصبح والعصر، فقال: أما إنّهما أمثل بدعتكم عندي ولست مجيبك إلى شيء منهما، قال: لم؟ قال: لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال "ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة" فتمسك بسنة خير من إحداث بدعة.

أخرجه أحمد (4/ 105) عن سُريج بن النعمان الجوهري البغدادي ثنا بقية به.

وأخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 316) من طريق محمد بن سلام المنبجي ثنا بقية به.

وأخرجه ابن بطة في "الإبانة"(10) من طريق نعيم بن حمّاد المروزي ثنا بقية به.

واختلف فيه على سريج بن النعمان:

فقال محمد بن عبد الرحيم البغدادي صاعقة: ثنا سريج بن النعمان ثنا المعافى بن عمران عن أبي بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد عن غضيف بن الحارث به.

أخرجه البزار (كشف 131) عن محمد بن عبد الرحيم به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 99) عن البزار به.

- وقال عيسى بن يونس الكوفي: عن أبي بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد عن غطيف بن الحارث قال: حُدثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: فذكره.

أخرجه ابن نصر في "السنة"(ص 27) وأبو هلال العسكري في "الأوائل"(256)

وتابعه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي ثنا أبو بكر بن أبي مريم به.

أخرجه اللالكائي في "السنة"(121)

وإسناده ضعيف لضعف أبي بكر بن أبي مريم.

قال الحافظ في "التقريب": ضعيف وكان قد سرق بيته فاختلط.

فقوله هنا: "بسند جيد" ليس بجيد.

3249 -

"ما أحد يدخل الجنة إلا زوّجه الله ثنتين وسبعين من الحور العين وسبعين وثنتين من أهل الدنيا"

ص: 4553

قال الحافظ: وفي حديث أبي أمامة عند ابن ماجه والدارمي رفعه: فذكره، وسنده ضعيف جدا" (1)

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (4337) وابن عدي (3/ 884) وأبو نعيم في "صفة الجنة"(370) والبيهقي في "البعث"(367) من طريق خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الدمشقي عن أبيه عن خالد بن معدان عن أبي أمامة مرفوعا "ما من أحد يدخله الله الجنة إلا زوجه الله عز وجل ثنتين وسبعين زوجة: ثنتين من الحور العين، وسبعين من ميراثه من أهل النار، ما منهنّ واحدة إلا ولها قُبُل شهي وله ذكر لا ينثني".

وإسناده ضعيف لضعف خالد بن يزيد.

3250 -

حديث ابن مسعود رفعه "ما أحسن محسن من مسلم ولا كافر إلا أثابه الله" قلنا: يا رسول الله، ما إثابة الكافر؟ قال "المال والولد والصحة وأشباه ذلك" قلنا: وما إثابته في الآخرة؟ قال "عذابا دون العذاب" ثم قرأ {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 46] ".

قال الحافظ: وأما ما أخرجه ابن مردويه والبيهقي من حديث ابن مسعود رفعه: فذكره، فالجواب عنه أنّ سنده ضعيف" (2)

ضعيف

أخرجه ابن ماجه في "التفسير"(تهذيب الكمال 14/ 74 - 75 وميزان الاعتدال 3/ 30) والبزار (1454) عن زيد بن أخزم الطائي ثنا عامر بن مدرك ثنا عتبة بن يقظان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن مسعود مرفوعا "ما أحسن من محسن مسلم ولا كافر إلا أثيب" قلنا: يا رسول الله، هذا إثابة المؤمن قد عرفناها، فما إثابة الكافر؟ قال "إذا تصدق بصدقة أو وصل رحما أو عمل حسنة أثابه الله، وإثابته المال والولد في الدنيا، وعذابا دون العذاب يعني في الآخرة، وقرأ {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 46]. اللفظ للبزار

وأخرجه ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 82) والحاكم (2/ 253)

عن علي بن الحسين بن الجنيد الرازي

(1) 7/ 133 (كتاب بدء الخلق- باب ما جاء في صفة الجنة)

(2)

14/ 225 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)

ص: 4554

وابن شاهين في "الترغيب"(529) والمزي (14/ 74)

عن عبد الله بن محمد بن الأشعث القاضي

والبيهقي في "الشعب"(277)

عن زكريا بن يحيى البزار

قالوا: ثنا زيد بن أخزم به.

وأخرجه الخرائطي في "المكارم"(1/ 146) عن عمر بن شيبة النميري ثنا عامر بن مدرك به.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ابن مسعود، ولا نعلم له إسنادا عن ابن مسعود إلا هذا الإسناد"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عتبة واه"

وقال في "الميزان": عامر صدوق، والخبر منكر"

وقال البيهقي: في إسناده من لا يحتج به"

قلت: عتبة قال النسائي: غير ثقة، وقال علي بن الجنيد: لا يساوى شيئا، وقال الدارقطني: متروك، وقال الحافظ في "التقريب": ضعيف.

وعامر ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال الحافظ في "التقريب": لين الحديث.

3251 -

"ما أحلّ الله في كتابه فهو حلال، وما حرّم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو، فاقبلوا من الله عافيته فإنّ الله لم يكن ينسى شيئا، ثم تلا هذه الآية {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم: 64] "

قال الحافظ: أخرجه البزار وقال: سنده صالح. وصححه الحاكم من حديث أبي الدرداء رفعه: فذكره" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الله فرض فرائض فلا تضيعوها

"

(1) 17/ 24 (كتاب الاعتصام- باب ما يكره من كثرة السؤال)

ص: 4555

3252 -

حديث ابن عباس قال: خرج النبي -صلي الله عليه وسلم- بالهاجرة فرأى أبا بكر وعمر فقال "ما أخرجكما؟ " قالا: ما أخرجنا إلا الجوع، فقال "وأنا والذي نفسي بيده ما أخرجني إلا الجوع"

قال الحافظ: أخرج (أي ابن حبان) في "صحيحه" من حديث ابن عباس قال: فذكره" (1)

ورد من حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي بكر الصديق ومن حديث ابن عمر ومن حديث جابر ومن حديث ابن مسعود ومن حديث أبي الهيثم بن التيهان

فأمّا حديث ابن عباس فأخرجه ابن حبان (5216)

عن محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي

والطبراني في "الأوسط"(2268) و"الصغير"(185)

عن أحمد بن محمد بن مهدي الهروي

وابن بشكوال في "الغوامض"(629)

عن محمد بن يوسف الفربري

كلهم عن علي بن خشرم المروزي ثنا الفضل بن موسى السِّيْنَاني عن عبد الله بن كيسان ثنا عكرمة عن ابن عباس قال: خرج أبو بكر بالهاجرة إلى المسجد، فسمع بذلك عمر، فقال: يا أبا بكر، ما أخرجك هذه الساعة؟ قال: ما أخرجني إلا ما أجد من حاقِّ الجوع، قال: وأنا والله ما أخرجني غيره. فبينما هما كذلك، إذ خرج عليهما النبي صلى الله عليه وسلم، فقال "ما أخرجكما هذه الساعة؟ " قالا: والله ما أخرجنا إلا ما نجد في بطوننا من حاقِّ الجوع، قال "وأنا والذي نفسي بيده ما أخرجني غيره، فقوما" فانطلقوا حتى أتوا باب أبي أيوب الأنصاري- وكان أبو أيوب يدخر لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما أو لبنا- فأبطأ عنه يومئذ، فلم يأت لحينه، فأطعمه لأهله، وانطلق إلى نخله يعمل فيه، فلما انتهوا إلى الباب، خرجت امرأته، فقالت: مرحبا بنبي الله صلى الله عليه وسلم وبمن معه، فقال لها نبي الله صلى الله عليه وسلم "فأين أبو أيوب؟ " فسمعه وهو يعمل في نخل له، فجاء يشتد، فقال: مرحبا بنبي الله صلى الله عليه وسلم وبمن معه، يا نبي الله ليس بالحين الذي كنت تجيء فيه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "صدقت" قال: فانطلق فقطع عذقا من النخل فيه من كل التمر والرطب والبسر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ما أردت إلى هذا؟

(1) 5/ 111 (كتاب الصوم- باب التنكيل لمن أكثر الوصال)

ص: 4556

ألا جنيت لنا من تمره" قال: يا نبي الله أحببت أن تأكل من تمره ورطبه وبسره، ولأذبحنّ لك مع هذا، قال "إن ذبحت فلا تذبحنّ ذات درِّ" فأخذ عناقا أو جديا، فذبحه، وقال لامرأته: اخبزي واعجني لنا وأنت أعلم بالخبز، فأخذ الجدي فطبخه وشوى نصفه، فلما أدرك الطعام، وضع بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأخذ من الجدي، فجعله في رغيف، فقال "يا أبا أيوب أبلغ بهذا فاطمة فإنها لم تصب مثل هذا منذ أيام" فذهب به أبو أيوب إلى فاطمة، فلما أكلوا وشبعوا قال النبي صلى الله عليه وسلم "خبز ولحم وتمر وبسر ورطب- ودمعت عيناه- والذي نفسي بيده إنّ هذا لهو النعيم الذي تسألون عنه، قال الله جل وعلا {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)} [التكاثر: 8] فهذا النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة"

فكبر ذلك على أصحابه، فقال "بل إذا أصبتم مثل هذا فضربتم بأيديكم فقولوا: بسم الله، وإذا شبعتم فقولوا: الحمد لله الذي هو أشبعنا وأنعم علينا وأفضل، فإنّ هذا كفاف بهذا" فلما نهض قال لأبي أيوب "ائتنا غدا" وكان لا يأتي إليه أحد معروفا إلا أحبّ أن يجازيه، قال: وإنّ أبا أيوب لم يسمع ذلك، فقال عمر: إنّ النبي صلى الله عليه وسلم أمرك أن تأتيه غدا، فأتاه من الغد، فأعطاه وليدته فقال "يا أبا أيوب استوص بها خيرا، فإنا لم نر إلا خيرا ما دامت عندنا" فلما جاء بها أبو أيوب من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا أجد لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا من أن أعتقها، فأعتقها" اللفظ لابن حبان

وقال: خبر غريب"

وقال الطبراني: لم يروه عن عبد الله بن كيسان إلا الفضل بن موسى"

وقال الهيثمي: وفيه عبد الله بن كيسان المروزي وقد وثقه ابن حبان وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 318

قلت: عبد الله بن كيسان مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

ولم ينفرد به بل تابعه يونس بن عبيد البصري عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكر الحديث بنحوه إلا أنه جعل أبا الهيثم بن التيهان مكان أبي أيوب.

أخرجه أبو يعلى (1)(250)

(1) هكذا رواه أبو يعلى عن زكريا بن يحيى، ورواه غير واحد عن زكريا بن يحيى فقالوا: عن ابن عباس سمع عمر بن الخطاب.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 253 - 254) والبيهقي في "الدلائل"(1/ 362)

عن جعفر بن محمد الفريابي

والطبراني أيضا =

ص: 4557

عن زكريا بن يحيى بن عبد الله بن أبي سعيد الرقاشي الخزاز أبي عبد الله المقري

ومحمد بن هارون الحضرمي في "الفوائد"(50 - منتقاه للمزي) وابن عدي (4/ 1565) والحاكم (3/ 286)

عن هلال بن بشر

قالا: ثنا أبو خلف عبد الله بن عيسى البصري عن يونس بن عبيد به.

قال ابن عدي: وهذا الحديث لا أعلم رواه عن يونس بهذا الإسناد غير عبد الله بن عيسى"

قلت: واختلف فيه على عبد الله بن عيسى وهو الخزاز، فقيل: عنه عن يونس بن عبيد عن عكرمة عن ابن عباس سمع عمر بن الخطاب.

أخرجه البزار (205) عن محمد بن عبد الأعلى ثنا عبد الله بن عيسى به.

وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عمر إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ولا رواه عن يونس إلا عبد الله بن عيسى"

وقال أبو زرعة: هذا حديث منكر -يعني بهذا الإسناد-" علل ابن أبي حاتم (2/ 104)

وقال ابن كثير: هذا غريب من هذا الوجه" التفسير 4/ 545

وقال الهيثمي: في أسانيدهم عبد الله بن عيسى أبو خلف وهو ضعيف" المجمع 10/ 317

قلت: ضعفه أبو زرعة والنسائي وابن عدي وغيرهم.

وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:

الأول: يرويه يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم

= عن عبد الله بن أحمد بن حنبل

وابن أبي حاتم في "تفسيره"(تفسير ابن كثير 4/ 545) وفي "العلل"(1802)

عن أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي

والعقيلي (2/ 286 - 287)

عن داود بن محمد

قالوا: ثنا زكريا بن يحيى به.

ص: 4558

ذات يوم أو ليلة، فإذا هو بأبي بكر وعمر، فقال "ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟ " قالا: الجوع يا رسول الله، قال "وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما، قوموا" فقاموا معه فأتى رجلا من الأنصار وذكر الحديث.

أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1169) ومسلم (2038) وابن ماجه (3180) وإسحاق الحربي في "إكرام الضيف"(98) وأبو يعلى (6181) والطبري في "تفسيره"(30/ 287) وفي "تهذيب الآثار"(مسند عمر 2/ 705) والطحاوي في "المشكل"(474) والطبراني في "الكبير"(19/ 257 - 258) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 340 - 341) والبغوي في "الشمائل"(448) وابن بشكوال في "الغوامض"(627)

الثاني: يرويه أبو سلمة بن عبد الرحمن واختلف عنه:

- فرواه عبد الملك بن عمير الكوفي عن أبي سلمة واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن عبد الملك عن أبي سلمة عن أبي هريرة.

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(256) وأبو داود (5128) وابن ماجه (3745) والترمذي (2369) وفي "الشمائل"(354) والطبري (30/ 287) وفي "تهذيب الآثار"(2/ 705 - 706) والطحاوي في "المشكل"(472 و 4293 و 4294) والطبراني في "الكبير"(19/ 256 - 257) والحاكم (4/ 131) وأبو نعيم في "الصحابة"(5981) والقاسم بن الفضل الثقفي في "الأربعين"(ص 228 - 230) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 341 - 342 و 343) والخطيب في "التطفيل"(ص 22) وفي "الأسماء المبهمة"(ص 282 - 283) والبغوي في "تفسيره"(7/ 286 - 287) وابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 15 - 16)

عن شيبان بن عبد الرحمن النَّحْوي التميمي

والنسائي في "الكبرى" كما في "تحفة الأشراف"(10/ 467 - 468)

عن أبي حمزة محمد بن ميمون السكري

وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 270 - 271)

عن شريك بن عبد الله النخعي الكوفي

ثلاثتهم عن عبد الملك بن عمير به.

• وخالفهم أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري فرواه عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة مرسلا.

ص: 4559

أخرجه المعافى بن عمران في "الزهد"(242) وحماد بن إسحاق في "تركة النبي"(ص 66 - 67) والترمذي (2370)

والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة فوجب قبولها.

قال الدارقطني في "العلل"(8/ 19): الأشبه بالصواب قول شيبان وأبي حمزة"

- ورواه عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سلمة مرسلا.

أخرجه أحمد في "الزهد"(1/ 65 - 66)

عن أبي عَوَانة الوضاح بن عبد الله الواسطي

والطحاوي في "المشكل"(473)

عن هشيم بن بشير

قالا: ثنا عمر بن أبي سلمة به.

وعمر بن أبي سلمة مختلف فيه.

وأما حديث أبي بكر الصديق فأخرجه ابن ماجه (3181) وابن أبي الدنيا في "الجوع"(14) والمروزي في "مسند أبي بكر"(55) وأبو يعلى (78) والطبراني في "الكبير"(19/ 251 - 252) من طرق عن عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي ثنا يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة قال: حدثني أبو بكر قال: فاتني العشاء ذات ليلة فأتيت أهلي، فقلت: هل عندكم عشاء؟ قالوا: لا والله ما عندنا عشاء، فاضطجعت على فراشي فلم يأتني النوم من الجوع، فقلت: لو خرجت إلى المسجد فصليت وتعللت حتى أصبح، فخرجت إلى المسجد فصليت ما شاء الله، ثم تساندت إلى ناحية المسجد كذلك، إذ طلع عليّ عمر بن الخطاب فقال: من هذا؟ قلت: أبو بكر. فقال: ما أخرجك هذه الساعة؟ فقصصت عليه القصة فقال: والله ما أخرجني إلا الذي أخرجك، فجلس إلى جنبي، فبينما نحن كذلك، إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكرنا، فقال "من هذا؟ " فبادرني عمر فقال: هذا أبو بكر وعمر، فقال "ما أخرجكما هذه الساعة؟ " وذكر الحديث.

قال الهيثمي: وفيه يحيى بن عبيد الله بن مَوْهَب وقد ضعفه الجمهور ووثق، وبقية رجاله ثقات" المجمع 10/ 319

قلت: يحيى بن عبيد الله متروك كما في "التقريب".

وأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 254 - 256) عن محمد بن

ص: 4560

زكريا الغلابي ثنا بكار بن محمد السيرينني ثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في ساعة لم يكن يخرج فيها، ثم خرج أبو بكر فقال له "ما أخرجك يا أبا بكر؟ " قال: أخرجني الجوع، قال "وأنا أخرجني الذي أخرجك" قال: ثم خرج عمر، فقال له "ما أخرجك يا عمر؟ " قال: أخرجني والذي بعثك بالحق الجوع، ثم سار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس من أصحابه فقال لهم "انطلقوا بنا إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان

وذكر الحديث.

قال الهيثمي: وفيه بكار بن محمد وقد ضعفه الجمهور ووثقه ابن معين، وبقية رجاله ثقات" المجمع 10/ 321

قلت: والغلابي قال الدارقطني: يضع الحديث، وقال البيهقي: متروك، وقال الذهبي: ضعيف.

وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يعتبر حديثه إذا روى عن الثقات لأنّه في روايته عن المجاهيل بعض المناكير.

وأما حديث جابر فأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 269 - 270) عن أحمد بن جعفر بن نصر الجمال ثنا يعقوب بن إسحاق الدشتكي ثنا علي بن عاصم عن الجريري عن أبي نضرة عن جابر قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم جائعا، فلم يجد في أهله شيئا يأكله، وأصبح أبو بكر جائعا، فقال لأهله: عندكم شيء؟ قالوا: لا، وذكر الحديث.

وعلي بن عاصم هو ابن صهيب الواسطي ذكره أبو زرعة والنسائي وابن حبان والعقيلي والبخاري في "الضعفاء"، وقال الذهبي في "الكاشف": ضعفوه.

وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الطبراني في "الكبير"(10496) من طريق همام بن يحيى البصري عن الكلبي ثني الشعبي عن الحارث عن ابن مسعود أنّ أبا بكر خرج لم يخرجه إلا الجوع وأنّ عمر خرج لم يخرجه إلا الجوع وأن النبي صلى الله عليه وسلم خرج عليهما وأنهما أخبراه أنّه لم يخرجهما إلا الجوع فقال "انطلقوا بنا إلى منزل رجل من الأنصار يقال له أبو الهيثم بن التيهان"

وذكر الحديث

ومن طريقه أخرجه الشجري في "أماليه"(2/ 208 - 209)

قال الهيثمي: وفيه محمد بن السائب الكلبي وهو كذاب" المجمع 10/ 319

وأما حديث أبي الهيثم بن التيهان فأخرجه البيهقي في "الدلائل"(1/ 359 - 361) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي وإبراهيم بن محمد الشافعي كلاهما عن عبد العزيز بن أبي

ص: 4561

حازم عن أبيه أنّ رجلا أخبره عن أبي الهيثم بن التيهان أنّ أبا بكر الصديق خرج فإذا هو بعمر جالسا في المسجد فعمد نحوه فوقف فسلم، فردّ عمر، فقال له أبو بكر: ما أخرجك هذه الساعة؟ فقال له عمر: بل أنت ما أخرجك هذه الساعة؟ قال له أبو بكر: إني سألتك قبل أن تسألني. فقال عمر: أخرجني الجوع. فقال أبو بكر: وأنا أخرجني الذي أخرجك

وذكر الحديث.

قال البيهقي: رواه ابن خزيمة عن محمد بن يحيى عن عمرو بن عثمان عن زهير عن أبي إسماعيل- قال ابن خزيمة: هو علمي: بشير بن سلمان- عن أبي حازم عن أبي هريرة"

3253 -

حديث أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ما أدري الحدود كفارة لأهلها أم لا؟ "

قال الحافظ: وهو عند الدارقطني والحاكم" (1)

وذكره في موضعين آخرين وسكت عليه (2).

صحيح

أخرجه أبو داود (4674) والبزار (كشف 1543) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 144) وابن شاهين في "الناسخ"(657) والحاكم (1/ 36 و 2/ 14) وابن حزم في "المحلى"(13/ 14) والبيهقي (8/ 329) وابن عبد البر في "الجامع"(1553) والبغوي في "تفسيره"(6/ 148) وابن عساكر في "تاريخه" كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 144) والحنائي في "فوائده"(ق 16/ أ) من طرق عن عبد الرزاق ثنا مَعْمر عن ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبري عن أبي هريرة مرفوعا "ما أدري تبع ألعينا كان أم لا، وما (3) أدري ذا القرنين أنبيا كان أم (4) لا، وما أدري الحدود كفارات (5) لأهلها أم لا" اللفظ للبيهقي

قال البزار: لا نعلم رواه عن ابن أبي ذئب إلا معمر"

وقال الدارقطني: تفرد به عبد الرزاق بهذا الإسناد" جامع بيان العلم 2/ 828 - تفسير ابن كثير 4/ 144

(1) 17/ 52 (كتاب الاعتصام- باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل مما لم ينزل عليه الوحي)

(2)

15/ 90 (كتاب الحدود- باب الحدود كفارة) و 8/ 223 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب وفود الأنصار)

(3)

ولفظ أبي داود وغيره "وما أدري أعزير نبي هو أم لا"

(4)

ولفظ ابن عساكر "أم ملكا"

(5)

ولفظ ابن عساكر "طهارة"

ص: 4562

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولا أعلم له علة"

وقال ابن حزم: سنده صحيح وما نعلم له علة"

وقال ابن التركماني: سنده صحيح" الجوهر النقي 8/ 329

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 265

وقال الحافظ: صحيح على شرط الشيخين" الفتح 1/ 72

وقال الحنائي: هذا حديث غريب تفرد به بهذا الإسناد عبد الرزاق"

وقد أعل بالإرسال:

قال البيهقي: رواه هشام بن يوسف الصنعاني عن معمر عن ابن أبي ذئب عن الزهري مرسلا. قال البخاري: وهو أصح (1) ولا يثبت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: الحدود كفارة"

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 153)

قلت: رواية عبد الرزاق عندي أصح لأنّ ابن معين قال: كان عبد الرزاق في حديث معمر أثبت من هشام بن يوسف.

ولم ينفرد معمر به بل تابعه آدم بن أبي إياس ثنا ابن أبي ذئب به.

أخرجه الحاكم (2/ 450) وعنه البيهقي (8/ 329) ثنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل ثنا آدم به.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: شيخ الحاكم متكلم فيه (انظر تاريخ بغداد 10/ 292 - 293) والباقون كلهم ثقات.

ولم ينفرد ابن أبي ذئب به بل تابعه عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "ما أدري الحدود كفارة لأهلها أم لا"

أخرجه البزار (1542) عن الحارث بن الخضر العطار ثنا سعيد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أخيه عبد الله بن سعيد به.

(1) وقال الحنائي: وهو الأصح"

ص: 4563

وقال: تفرد به عبد الله بن سعيد ولم يتابع عليه"

كذا قال، وقد تابعه ابن أبي ذئب كما تقدم.

3254 -

"ما أدري بأيهما أنا أسر؟ بقدوم جعفر أو بفتح خيبر"

سكت عليه الحافظ (1).

تقدم الكلام عليه في حرف اللام فانظر حديث "لما قدم جعفر من الحبشة اعتنقه النبي صلى الله عليه وسلم"

3255 -

عن أنس قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أيّ البقاع أحبّ إلى الله وأيها أبغض إلى الله؟ قال "ما أدرى حتى أسأل" فنزل جبريل وكان قد أبطأ عليه، الحديث.

قال الحافظ: رواه ابن مردويه من طريق زياد النميري عن أنس" (2)

انظر حديث "الأسواق شر البقاع، والمساجد خير البقاع"

3256 -

عن سعد بن أبي وقاص أنّه خطب امرأة بمكة، فقال هيت: أنا أنعتها لك، إذا أقبلت قلت تمشي بست، وإذا أدبرت قلت تمشي بأربع. وكان يدخل على سودة فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ما أراه إلا منكرا" فمنعه، ولما قدم المدينة نفاه.

قال الحافظ: وروى ابن أبي شيبة والدورقي وأبو يعلى من طريق عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أنّ اسم المخنث: هِيْت أيضا لكن ذكر فيه قصة أخرى.

وقال: ووقع في حديث سعد الذي أشرت إليه: فذكره" (3)

ضعيف

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(المطالب 1893) وفي "الأدب"(217) والدورقي في "مسند سعد"(35) عن بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله الأنصاري الكوفي القاضي ثنا عيسى بن المختار عن محمد بن أبي ليلى عن عبد الكريم عن مجاهد عن عامر بن سعد عن أبيه أنّه خطب امرأة بمكة وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ليت عندي من يراها ومن يخبرني عنها، فقال رجل مُخَنَّث يدعى هيت: أنا أنْعَتُها لك، هي إذا أقبلت قلت: تمشي على ست، وإذا أدبرت قلت: تمشي على أربع. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أرى هذا منكرا، أراه يعرف

(1) 13/ 291 (كتاب الإستئذان- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: قوموا إلى سيدكم)

(2)

10/ 44 (كتاب التفسير: سورة مريم- باب قوله {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ} [مريم: 64])

(3)

11/ 247 و 249 - 250 (كتاب النكاح- باب ما ينهى من دخول المتشبهين بالنساء على المرأة)

ص: 4564

أمر النساء" وكان يدخل على سودة، فنهاه أن يدخل عليها، فلما قدم المدينة نفاه، فكان كذلك حتى إمرة عمر، فجهد، فكان يرخص له أن يدخل المدينة، فيتصدق عليه يوم الجمعة.

ورواه أبو يعلى (758) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(22/ 275 - 276) وابن بشكوال في "المبهمات"(65) من طريق محمد بن وضاح القرطبي ثنا ابن أبي شيبة به.

ورواه البزار (1083) عن محمود بن بكر بن عبد الرحمن

والحكيم الترمذي في "المنهيات"(ص 176) عن حميد بن الربيع اللخمي

قالا: ثنا بكر بن عبد الرحمن به.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه عن سعد إلا ابنه عامر، ولا رواه عن عامر إلا مجاهد، ولا رواه عن مجاهد إلا عبد الكريم، ولا رواه عن عبد الكريم إلا ابن أبي ليلى، ولا رواه عن ابن أبي ليلى إلا عيسى بن المختار، ولا رواه عن عيسى إلا بكر بن عبد الرحمن، ولا نعلم أسند مجاهد عن عامر بن سعد عن أبيه إلا هذا الحديث"

وقال الهيثمي: وفيه عبد الكريم أبو أمية وهو ضعيف" المجمع 4/ 27

وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف محمد بن أبي ليلى" مختصر الإتحاف 5/ 90

3257 -

"ما أسكر فهو حرام"

قال الحافظ: وحديث أنس أخرجه أحمد بسند صحيح بلفظ: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه أبو يعلى (3971) عن محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصري ثنا عبد الله بن إدريس عن المختار بن فُلفل عن أنس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن شراب باليمن يقال له البِتْع والمِزْر فقال "ما أسكر فهو حرام"

قال الهيثمي: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 56

قلت: وإسناده صحيح رجاله ثقات.

3258 -

"ما أسكر كثيره فقليله حرام"

(1) 12/ 142 (كتاب الأشربة- باب الخمر من العسل وهو البتع)

ص: 4565

قال الحافظ: فعند أبي داود والنسائي وصححه ابن حبان من حديث جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وللنسائي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مثله، وسنده إلى عمرو صحيح وجاء أيضا عن علي عند الدارقطني، وعن ابن عمر عند ابن إسحاق والطبراني، وعن خوات بن جبير عند الدارقطني والحاكم والطبراني، وعن زيد بن ثابت عند الطبراني، وفي أسانيدها مقال" (1)

صحيح

ورد من حديث جابر ومن حديث ابن عمرو ومن حديث علي ومن حديث ابن عمر ومن حديث خوات بن جبير الأنصاري ومن حديث عائشة ومن حديث زيد بن ثابت.

فأما حديث جابر فأخرجه أحمد (3/ 343) وفي "الأشربة"(148) وأبو داود (3681) والترمذي (1865) وابن أبي الدنيا في "ذم المسكر"(21) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 217) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ"(155) والبيهقي في "الشعب"(5187) والبغوي في "شرح السنة"(3010) والجورقاني في "الأباطيل"(630) من طرق عن إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري أخبرني داود بن بكر بن أبي الفرات عن محمد بن المنكدر عن جابر به مرفوعا.

قال الجورقاني: هذا حديث صحيح"

وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث جابر"

قلت: وهو كما قال، فإسماعيل ومحمد ثقتان، وداود وثقه ابن معين وابن حبان والذهبي في "المغني"، وقال أبو حاتم: لا بأس به ليس بالمتين، وقال الدارقطني: يعتبر به، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق، فهو حسن الحديث.

- ورواه أبو ضَمْرة أنس بن عياض الليثي عن داود بن بكر واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن أنس بن عياض عن داود بن بكر عن ابن المنكدر عن جابر.

أخرجه ابن ماجه (3393)

عن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي

وابن الجارود (860) والبيهقي (8/ 296) وفي "الصغرى"(3359)

عن أبي الأزهر أحمد بن الأزهر النيسابوري

(1) 12/ 141 (كتاب الأشربة- باب الخمر من العسل وهو البتع)

ص: 4566

والبيهقي (8/ 296) وفي "الصغرى"(3359)

عن محمد بن المنخل

والمزي (8/ 377 - 378)

عن يعقوب بن حميد بن كاسب

وعمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير الحمصي

قالوا: ثنا أنس بن عياض به.

• وقال رزق الله بن موسى الناجي: ثنا أنس بن عياض ثنا موسى بن عقبة عن ابن المنكدر عن جابر.

أخرجه ابن حبان (5382)

والأول أصح لأنّ الذي جعله عن داود بن بكر أوثق وأكثر عددا، ويحتمل أن يكون لأنس بن عياض في هذا الحديث شيخان والله أعلم.

ولم ينفرد داود بن بكر به بل تابعه سلمة بن صالح الأحمر عن ابن المنكدر عن جابر به.

أخرجه ابن عدي (3/ 1177) والواحدي في "الوسيط"(2/ 223)

وسلمة بن صالح قال النسائي وغيره: متروك الحديث، وقال أبو زرعة وغيره: واهي الحديث.

وأما حديث ابن عمرو فأخرجه أحمد (2/ 179) وفي "الأشربة"(5) والنسائي (8/ 268) وفي "الكبرى"(5117 و 6820) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ"(1/ 590) والبيهقي (8/ 296)

عن يحيى بن سعيد القطان

وابن ماجه (3394)

عن أنس بن عياض

والدارقطني (4/ 254)

عن الوليد بن كثير بن سنان المُزَني

ثلاثتهم عن عبيد الله بن عمر ثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به مرفوعا.

قال أبو جعفر النحاس: قال النسائي: إنما يتكلم في حديث عمرو بن شعيب إذا رواه

ص: 4567

عنه غير الثقات، فأما إذا رواه الثقات فهو حجة، وعبد الله بن عمرو جد عمرو بن شعيب كان يكتب ما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم، وحديثه من أصح الحديث"

قلت: وإسناده حسن، عبيد الله بن عمر هو ابن حفص العمري المدني ثقة مشهور، وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان.

ولم ينفرد عبيد الله بن عمر به بل تابعه:

1 -

أخوه عبد الله بن عمر.

أخرجه ابن وهب في "الموطأ"(38) وعبد الرزاق (17007) وأحمد (2/ 167) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 217) وتمام (ق 8 - 9) والبيهقي (8/ 296)

وعبد الله بن عمر العمري مختلف فيه ولا بأس به في المتابعات.

2 -

أبو يونس الحسن بن يزيد بن فروخ العجلي القوي.

أخرجه الدارقطني (4/ 254) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 327) من طريق علي بن حرب الموصلي ثنا سعيد بن سالم القداح عن أبي يونس العجلي القوي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "كل مسكر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام"

وسعيد بن سالم مختلف فيه، وعلي بن حرب والحسن بن يزيد ثقتان، وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان.

وأما حديث علي فله عنه طريقان:

الأول: يرويه عباد بن يعقوب الكوفي ثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ثني أبي عن أبيه عن جده عن علي مرفوعا "كل مسكر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام، ولا أحل مسكرا"

أخرجه الدارقطني (4/ 250)

وعيسى بن عبد الله قال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه، وقال أبو نعيم: روى عن آبائه أحاديث مناكير لا يكتب حديثه لا شيء، وقال ابن حبان في "المجروحين": يروي عن أبيه عن آبائه أشياء موضوعة، لا يحل الاحتجاج به كأنه كان يهم ويخطئ حتى كان يجيء بالأشياء الموضوعة عن أسلافه فبطل الاحتجاج بما يرويه لما وصفت.

الثاني: يرويه حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده عن علي مرفوعا "ما أسكر كثيره فقليله حرام"

ص: 4568

أخرجه البيهقي (8/ 296) من طريق ابن وهب وهو في "الموطأ"(39) له قال: ثني شمر بن نمير عن حسين بن عبد الله به.

وأخرجه ابن عدي (2/ 767) من طريق إسماعيل بن أبي أويس ثني حسين بن عبد الله بن ضميرة به وزاد في أوله "كل مسكر خمر"

وحسين بن عبد الله كذبه مالك وابن معين وأبو حاتم وابن الجارود، وقال أحمد وغيره: متروك الحديث.

وأما حديث ابن عمر فله عنه طرق:

الأول: يرويه نافع عن ابن عمر.

ورواه عن نافع جماعة، منهم:

1 -

موسى بن عقبة المدني.

واختلف عنه:

- فقال المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي: عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(13411) عن علي بن سعيد الرازي ثنا أبو مصعب ثنا المغيرة بن عبد الرحمن به.

وشيخ الطبراني مختلف فيه (اللسان 4/ 231)، وأبو مصعب هو أحمد بن أبي بكر الزهري وثقه ابن حبان وغيره، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: صدوق، والمغيرة بن عبد الرحمن وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أبو داود.

- وقال أبو ضمرة أنس بن عياض الليثي: ثنا موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه.

أخرجه البزار (كشف 2917) عن علي بن الحسين الدرهمي ثنا أنس بن عياض به.

وأخرجه أبو جعفر النحاس في "الناسخ"(1/ 586 - 587) عن البزار به.

وقال: هذا إسناد مستقيم"

قلت: ولم ينفرد أنس بن عياض به بل تابعه أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي عن موسى بن عقبة به.

أخرجه أحمد في "الأشربة"(74) وإسحاق في "مسنده" كما في "نصب الراية"(4/ 304) والبيهقي (8/ 296)

ص: 4569

وأبو معشر ضعيف لكن يصلح في المتابعات كما قال الحافظ في "الفتح"(9/ 405)

- وقال عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن حَنْطب: عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن عمر.

أخرجه أبو بكر النجاد في "مسند عمر"(73 و 76) من طريق إسماعيل بن عياش عن محمد بن أبي حميد عن عبد العزيز به.

قال الدارقطني: ووهم عبد العزيز في قوله: عن عمر" العلل 2/ 17

قلت: وإسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة، وهذه منها فإنّ ابن أبي حميد مدني، وابن أبي حميد قال ابن معين وغيره: ضعيف الحديث، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث.

2 -

محمد بن إسحاق المدني.

أخرجه الحسن بن عرفة (70) والبزار (كشف 2918) والطبراني في "الأوسط"(3866) والبيهقي (8/ 296)

وابن إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا من نافع.

3 -

أبو معشر نجيح السندي.

أخرجه أحمد في "الأشربة"(75) وابن المقرئ في "المعجم"(1222) والبيهقي (8/ 296)

وأبو معشر ضعيف كما تقدم.

4 -

مطيع الأعور الأنصاري المديني أبو يحيى.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم المسكر"(18) والبزار (كشف 2919) وابن عدي (6/ 2254) من طريق أبي إبراهيم محمد بن القاسم الأسدي ثنا مطيع به.

ومطيع مجهول كما في "الميزان"، والراوي عنه كذبه أحمد والدارقطني، وقال النسائي: متروك الحديث.

5 -

يحيى بن سعيد الأنصاري.

أخرجه البزار (كشف 2915) عن عبد الله بن شبيب ثنا إسماعيل بن عبد الله عن أبيه عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد به.

وإسناده ضعيف لضعف عبد الله بن شبيب الرَّبَعي.

ص: 4570

6 -

عبيد الله بن عمر العمري.

أخرجه البزار بالإسناد السابق.

وأخرجه ابن عدي (4/ 1589) عن جعفر بن أحمد بن الصباح ثنا جدي محمد بن الصباح ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر عن عبيد الله بن عمر به.

وقال: وهذا الحديث في المسكر قد رواه عن عبيد الله جماعة "كل مسكر حرام" وعبد الرحمن هذا غير متن الحديث فقال "ما أسكر كثيره فقليله حرام" فخالف من رواه عن عبيد الله"

قلت: عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر هو العمري كذبه أحمد وابن معين وأبو حاتم، وقال البخاري: سكتوا عنه.

7 -

عبد الله بن عمر العمري.

أخرجه ابن عدي بالإسناد السابق.

8 -

محمد بن عمرو بن علقمة.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(630) عن أحمد بن علي الأبار ثنا مسروق بن المرزبان ثنا أبو عبد الرحمن الأشجعي عن محمد بن عمرو به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن محمد بن عمرو إلا الأشجعي، تفرد به مسروق"

قلت: وهو صدوق كما قال صالح جزرة والذهبي في "الميزان" والحافظ في "التقريب" وزاد: له أوهام، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: ليس بقوي يكتب حديثه.

ومحمد بن عمرو صدوق كذلك، والباقون ثقات فالإسناد حسن، والأشجعي اسمه عبيد الله بن عبيد الرحمن.

الثاني: يرويه زيد بن أسلم عن ابن عمر.

أخرجه ابن عدي (1/ 387 و 6/ 2389) من طريق منصور بن يعقوب بن أبي نويرة أنا أسامة بن زيد بن أسلم عن زيد بن أسلم به.

ذكره في ترجمة منصور بن يعقوب هذا وذكر له حديثا آخر وقال: له غير ما ذكرت ويقع في حديثه أشياء غير محفوظة.

وترجمه الذهبي في "المغني في الضعفاء" وقال: منكر الحديث.

ص: 4571

وأسامة بن زيد قال أحمد وابن معين: ضعيف.

ولم ينفرد به بل تابعه مطيع الأعور الأنصاري عن زيد بن أسلم به.

أخرجه البزار (كشف 2919) وابن أبي الدنيا في "ذم المسكر"(18) وابن عدي (6/ 2254) من طريق محمد بن القاسم الأسدي ثنا مطيع به.

ومطيع والراوي عنه تقدم الكلام فيهما.

الثالث: يرويه زكريا بن منظور المدني عن أبي حازم عن ابن عمر مرفوعا "كل مسكر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام"

أخرجه ابن ماجه (3392)

وإسناده ضعيف لضعف زكريا بن منظور.

الرابع: يرويه سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه.

أخرجه البزار (كشف 2916) عن القاسم بن بشر بن معروف البغدادي ثنا عبد الله بن نافع الصائغ ثنا عاصم بن عمر عن بلال بن أبي بكر عن سالم به.

وإسناده ضعيف لضعف عاصم بن عمر العمري.

ورواه أحمد بن محمد بن أبي بكر السالمي عن عبد الله بن نافع فأسقط عاصم بن عمر.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7939)

واختلف فيه على سالم بن عبد الله، فرواه عبد الله بن شُبْرُمة الكوفي عن سالم بن عبد الله عن أبيه قوله.

أخرجه القطيعي في "جزء الألف دينار"(20) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه ثنا مصعب بن سلام عن ابن شبرمة به.

ورواته ثقات غير مصعب بن سلام وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

قال أبو داود: ضعفوه بأحاديث انقلبت عليه أحاديث ابن شبرمة.

الخامس: يرويه أبو الزناد عن ابن عمر.

أخرجه البزار (كشف 2919) وابن عدي (6/ 2254) من طريق محمد بن القاسم الأسدي ثنا مطيع الأعور الأنصاري عن أبي الزناد به.

ص: 4572

والأسدي والأنصاري تقدما.

وأما حديث خوات بن جبير فأخرجه العقيلي (2/ 233) والطبراني في "الكبير"(4149) و"الأوسط"(1639) والدارقطني (4/ 254) والحاكم (3/ 413) وابن السكن وابن قانع وابن شاهين في "الصحابة" كما في "اللسان"(3/ 258) وأبو نعيم في "الصحابة"(2514) والهرثمية في "جزئها"(28)

وفي إسناده عبد الله بن إسحاق بن الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب قال العقيلي: له أحاديث لا يتابع منها على شيء منها هذا الحديث، وفي هذا أسانيد من غير هذا الوجه من وجه جيد.

وقال في موضع آخر (2/ 263): وفي "ما أسكر كثيره فقليله حرام" أحاديث بأسانيد صالحة"

وأما حديث عائشة فله عنها طرق:

الأول: يرويه عبد الرحمن بن القاسم بن محمد التيمي عن أبيه عن عائشة مرفوعا "كل مسكر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام، وما أسكر الفرق فالمجة منه حرام"

أخرجه الدارقطني (4/ 250) من طريق عمران بن أبان الواسطي ثنا أيوب بن سيار عن عبد الرحمن به.

وإسناده ضعيف لضعف أيوب بن سيار.

وتابعه مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة مرفوعا "ما أسكر كثيره فقليله حرام"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4027) عن علي بن سعيد الرازي ثنا الحسن بن يحيى بن السكن الأصم ثنا بشر بن عمر الزهراني ثنا مالك به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن مالك إلا بشر بن عمر، تفرد به الحسن بن يحيى الأصم"

قلت: ترجمه ابن أبي حاتم وقال: محله الصدق، وعلي بن سعيد مختلف فيه، والباقون ثقات (1).

(1) ولم ينفرد عبد الرحمن بن القاسم به بل تابعه أبو عثمان عمرو بن سالم الأنصاري عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعا "ما أسكر كثيره فقليله حرام" =

ص: 4573

الثاني: يرويه محمد بن المنكدر عن عروة عن عائشة مرفوعا "ما أسكر كثيره فقليله حرام"

أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(1/ 358) وابن عدي (3/ 1255) من طريق سفيان بن محمد الفزاري ثنا سفيان بن عُيينة عن ابن المنكدر به.

قال ابن عدي: إنما يرويه ابن عيينة ومالك وغيرهما عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة، ويروى عن مالك برواية ابن طهمان عنه فقال: عن الزهري عن أبي سلمة وعن عروة عن عائشة، فأما من حديث ابن المنكدر عن عروة فليس له أصل، أتى به سفيان بن محمد هذا" (1)

وقال ابن حبان: وهذا مقلوب، إنما هو عند ابن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة مرفوعا "كل شراب أسكر فهو حرام" فقلب سفيان بن محمد إسناده ومتنه جميعا"

قلت: والفزاري قال الحاكم: روى عن ابن وهب وابن عيينة وغيرهما أحاديث موضوعة.

وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث كتبت عنه ولا أحدث عنه.

الثالث: يرويه أبو نعيم عبد الرحمن بن هانئ الكوفي عن ابن جريج عن عطاء عن عائشة مرفوعا "ما أسكر كثيره فقليله حرام"

أخرجه ابن عدي (4/ 1624)

وأبو نعيم مختلف فيه والأكثر على تضعيفه وقد كذبه ابن معين.

وأما حديث زيد بن ثابت فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6442) عن محمد بن عبد الله بن عرس المصري ثنا يحيى بن سليمان المري ثنا إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت ثني أبي ثني خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه زيد بن ثابت به مرفوعا.

= أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4326) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي قال: سمعت إبراهيم بن سعد الزهري ثني الربيع بن صَبيح عن أبي عثمان به.

وقال: لم يرو هذا الحديث عن الربيع بن صبيح إلا إبراهيم بن سعد، تفرد به أحمد بن حنبل"

قلت: الربيع بن صبيح مختلف فيه، والباقون ثقات.

(1)

وله طريق أخرى عن عروة، فأخرج الخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/ 275) من طريق أبي عبيد الله محمد بن عبدة بن حرب القاضي وأحمد بن عمرو البزار ثنا محمد بن زَبَاد المعروف بابن زبداء المذاري ثنا عمرو بن عاصم الكلابي ثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا:"كل مسكر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام"

أخرجه في ترجمة المذاري هذا ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، والباقون ثقات.

ص: 4574

وقال: لا يُروى هذا الحديث عن زيد بن ثابت إلا بهذا الإسناد، تفرد به يحيى بن سليمان بن نضلة"

قلت: وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن قيس.

3259 -

عن الشعبي قال: لما احتضر عبد الله جاء ابنه عبد الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله، إنّ أبى قد احتضر فأحبّ أن تشهده وتصلي عليه، قال "ما اسمك؟ " قال: الحُبَاب، قال "بل أنت عبد الله، الحباب اسم الشيطان"

قال الحافظ: ووقع في رواية الطبري من طريق الشعبي: فذكره" (1)

مرسل

وله عن الشعبي طريقان:

الأول: يرويه مغيرة بن مِقْسَم الضَّبي واختلف عنه:

- فقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن مغيرة عن شباك عن الشعبي قال: دعا عبد الله بن عبد الله بن أُبى بن سلول النبي صلى الله عليه وسلم إلى جنازة أبيه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "من أنت؟ " قال: حباب بن عبد الله بن أبي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "بل أنت عبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول، إنّ الحباب هو الشيطان، إنه قد قيل لي: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم، إن تستغفر لهم سبعين مرّة فلن يغفر الله لهم، فأنا استغفر لهم سبعين وسبعين وسبعين" وألبسه النبي صلى الله عليه وسلم قميصه وهو عرق.

أخرجه الطبري في "تفسيره"(10/ 199) عن محمد بن حميد الرازي وسفيان بن وكيع قالا: ثنا جرير به.

وإسناده ضعيف لضعف ابن حميد وابن وكيع، ومغيرة وشباك الضبيان مدلسان وقد عنعنا.

- وقال هُشيم: أنا مغيرة عن الشعبي قال: فذكر نحوه.

أخرجه الطبري (10/ 199) قال: ثنا الحسن ثنا هشيم به.

والحسن أظنه ابن يحيى العبدي قال ابن أبي حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والباقون ثقات.

(1) 9/ 403 (كتاب التفسير: سورة براءة- باب قوله استغفر لهم أو لا تستغفر لهم)

ص: 4575

الثاني: يرويه عطاء بن السائب عن الشعبي أنّ عمر بن الخطاب قال: لقد أصبت في الإسلام هفوة ما أصبت مثلها قط، أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي على عبد الله بن أبي، فذكر الحديث وقال في آخره: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الحباب اسم شيطان، أنت عبد الله"

أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(10508) عن أبيه ثنا أبو سلمة ثنا حماد عن عطاء به.

ورواته ثقات غير عطاء بن السائب وهو صدوق اختلط بأخرة، واختلف في سماع حماد بن سلمة منه، فقيل: سمع منه قبل الاختلاط، وقيل: بعده. وأبو سلمة اسمه موسى بن إسماعيل التبوذكي.

3260 -

"ما أصرّ من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة"

قال الحافظ: وللترمذي عن أبي بكر الصديق مرفوعا: فذكره، وإسناده حسن" (1)

وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه أبو داود والترمذي" (2)

ضعيف

روي من حديث أبي بكر الصديق ومن حديث ابن عباس

فأما حديث أبي بكر فأخرجه أبو سعيد الأشج في "حديثه"(186) وأبو داود (1514) والترمذي (3554) والبزار (1/ 205) وابن أبي الدنيا في "التوبة"(172) وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر"(121 و 122) وأسلم في "تاريخ واسط"(ص 57) والطبري في "تفسيره"(4/ 98) وأبو يعلى (137 و 138 و 139) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(2/ 554 - 555) وابن السني في "اليوم والليلة"(361) وابن شاهين في "الترغيب"(182) والقضاعي (788) والبيهقي (10/ 188) وفي "الشعب"(633 و 6697) وفي "الدعوات"(143) والواحدي في "الوسيط"(1/ 494) والبغوي في "شرح السنة"(1297) وفي "تفسيره"(1/ 422) والمزي (34/ 346 - 347) والذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 311) من طرق عن عثمان بن واقد العُمري عن أبي نُصيرة عن مولى لأبي بكر الصديق عن أبي بكر به مرفوعا.

قال الترمذي: هذا حديث غريب، إنما نعرفه من حديث أبي نصيرة، وليس إسناده بالقوي"

(1) 1/ 119 (كتاب الإيمان- باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر)

(2)

13/ 343 (كتاب الدعوات- باب أفضل الاستغفار)

ص: 4576

وقال البزار: رأيت في هذا الإسناد رجلين مجهولين فتركت ذكر هذا الحديث" البحر الزخار 1/ 171 - 172

وقال أيضًا: وهذا الحديث لا نحفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجه من الوجوه إلا عن أبي بكر بهذا الطريق، وعثمان بن واقد مشهور حدث عنه أبو معاوية وأبو يحيى الحِمّاني وغيرهما، وأبو نصيرة ومولى أبي بكر فلا يعرفان، ولكن لما كان هذا الحديث لا يعرف إلا من هذا الوجه لم نجد بدا من كتابته وتبيين علته" 1/ 205

قلت: وأبو نصيرة ترجمه البخاري وابن عبد البر في "الكنى" ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكرا له رواية إلا عن مولى أبي بكر ولا عنه إلا عثمان بن واقد.

وقيل: أبو نصيرة هو مسلم بن عبيد، قاله ابن أبي حاتم وغيره.

ومولى أبي بكر قيل: هو أبو رجاء (تحفة الأشراف 5/ 309 - تهذيب الكمال 35/ 121) قال الحافظ في "التقريب"(ص 639): مجهول.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1797) عن محمد بن الفضل السقطي ثنا سعيد بن سليمان ثنا أبو شيبة عن ابن أبي مُليكة عن ابن عباس به مرفوعا.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "التوبة"(173) عن سعيد بن سليمان الواسطي عن أبي شيبة الخراساني به بلفظ "لا صغيرة مع اصرار، ولا كبيرة مع استغفار"

قال الذهبي في "الميزان": أبو شيبة الخراساني أتى بخبر منكر. ثم ذكر له هذا الحديث.

3261 -

عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي أيّ الكلام أحبّ إلى الله؟ قال:"ما اصطفى الله لملائكته: سبحان ربي وبحمده، سبحان ربي وبحمده" وفي لفظ له "إنّ أحب الكلام إلى الله سبحانه: سبحان الله وبحمده"

قال الحافظ: وفي صحيح مسلم (2731) عن أبي ذر: فذكره" (1)

3262 -

"ما أظلَّت الخضراء، ولا أقلَّت الغَبْراء"

سكت عليه الحافظ (2).

حسن

(1) 17/ 329 (كتاب التوحيد- باب قول الله تعالى {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأنبياء: 47])

(2)

13/ 315 (كتاب الإستئذان- باب من زار قوما فقال عندهم)

ص: 4577

روي من حديث أبي ذر ومن حديث ابن عمرو ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث أبي هريرة ومن حديث علي ومن حديث جابر بن سمرة ومن حديث الهجنع بن قيس ومن حديث أبي سعيد ومن حديث مالك بن دينار مرسلا ومن حديث ابن سيرين مرسلا

فأما حديث أبي ذر فأخرجه الترمذي (3802) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(986) والبزار (4072) وابن حبان (7132 و 7135) والطبراني في "الأوسط"(5144) وابن عدي (5/ 1914) والحاكم (3/ 342) وأبو نعيم في "الصحابة"(1554) من طرق عن النضر بن محمد الجرشي اليمامي ثنا عكرمة بن عمار عن أبي زُمَيْل سِمَاك بن الوليد الحنفي عن مالك بن مرثد عن أبيه عن أبي ذر رفعه "ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق ولا أوفى من أبي ذر: شبه عيسى بن مريم عليه السلام" فقال عمر بن الخطاب كالحاسد: يا رسول الله، أفنعرف ذلك له؟ قال "نعم، فاعرفوه له"

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه"

وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا شارك النضر بن محمد فيه عن عكرمة"

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عكرمة بن عمار إلا النضر بن محمد"

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

قلت: لم يخرج مسلم لمالك بن مرثد ولا لأبيه شيئا، وقد وثقهما العجلي وابن حبان، وقال الذهبي في "الديوان": مرثد مجهول، وقال في "الميزان": فيه جهالة، ليس بمعروف، وقال الحافظ: مقبول.

وللحديث طريق أخرى عند الدارقطني في "المؤتلف"(2/ 1045 - 1046) وفيها الحسن بن الحسين العرني وهو ضعيف.

وأما حديث ابن عمرو فأخرجه ابن سعد (4/ 228) وابن أبي شيبة (1)(12/ 124) وأحمد (2/ 163) والترمذي (2)(3801) وابن ماجه (156) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(3/ 222) والدولابي في "الكنى"(2/ 169) والطحاوي في "المشكل"(533) وابن عدي (5/ 1815 - 1816) وابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 357)

عن عبد الله بن نمير

(1) وقع عنده موقوفا، والصواب أنه مرفوع، فقد رواه يعقوب بن سفيان وفهد بن مرزوق بن يحيى عند الطحاوي عن ابن أبي شيبة فرفعاه.

(2)

وقال: حديث حسن"

ص: 4578

والدولابي في "الكنى"(1/ 146) والحاكم (3/ 342)

عن أبي يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحِمّاني

كلاهما عن الأعمش عن عثمان بن عمير أبي اليقظان عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي قال: سمعت ابن عمرو رفعه "ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذر"

• ورواه أبو عبيدة عبد الملك بن معن الهُذلي عن الأعمش قال: عن عثمان أبي اليقظان.

أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند علي ص 159)

• ورواه أبو عَوَانة الوضاح بن عبد الله اليشكري عن الأعمش قال: ثنا عثمان بن قيس البجلي.

أخرجه أحمد (2/ 175 و 223) والحاكم (3/ 342)

وابن قيس هو ابن عمير.

قال البخاري في "التاريخ"(3/ 2/ 245): عثمان بن قيس أبو اليقظان، ويقال: ابن عمير البجلي.

وقال أحمد: عثمان بن عمير أبو اليقظان، ويقال: عثمان بن قيس وهو ضعيف الحديث. ضعفاء العقيلي 3/ 212

قلت: وضعفه أيضا أبو حاتم وأبو زرعة ويعقوب بن سفيان وابن حبان والدارقطني وغيرهم.

• ورواه الحسن بن عُمارة عن الأعمش عن عثمان بن عمير عن شهر بن حوشب عن ابن عمر.

أخرجه إبراهيم بن طهمان في "المشيخة"(144)

والحسن بن عمارة متروك الحديث.

وأما حديث أبي الدرداء فله عنه طرق:

الأول: يرويه علي بن زيد بن جُدْعان عن بلال بن أبي الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا "ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر"

ص: 4579

أخرجه ابن سعد (4/ 228) وابن أبي شيبة في "مصنفه"(12/ 125) وفي "مسنده"(35) وأحمد (6/ 442) وعبد بن حميد (209) ويعقوب بن سفيان (2/ 328) والبزار (كشف 2713) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(351) والطحاوي (534) والحاكم (3/ 342) وأبو نعيم في "الصحابة"(1556) من طرق عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد به.

قال البزار: لم يروه عن علي بن زيد إلا حماد"

قلت: وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد.

الثاني: يرويه شهر بن حوشب قال: ثنا عبد الرحمن بن غَنْم أنه زار أبا الدرداء بحمص فذكر حديثا وفيه: قاله أبو الدرداء: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ما أظلت الخضراء

الحديث.

أخرجه أحمد (5/ 197) عن أبي النضر هاشم بن القاسم ثنا عبد الحميد بن بهرام ثنا شهر به.

وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(ص 159 - 160) من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج ثنا عبد الحميد بن بهرام به.

وإسناده حسن.

ولم ينفرد عبد الحميد به بل تابعه شِمْر بن عطية عن شهر به.

أخرجه البزار (كشف 2714) والحاكم (3/ 344) من طريق أبي يحيى عبد الحميد الحماني عن الأعمش عن شمر به.

وقال البزار: لا نعلم يروى عن أبي الدرداء من وجه أحسن من هذا"

قلت: شمر وثقه النسائي وغير واحد.

واختلف فيه على شهر، فرواه قتادة عنه فلم يذكر عبد الرحمن بن غنم.

أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد"(ص 184)

الثالث: يرويه أبو بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد عن غضيف بن الحارث عن أبي الدرداء.

أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(ص 161)

وإسناده ضعيف لضعف أبي بكر بن أبي مريم.

ص: 4580

وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:

الأول: يرويه أبو الزناد عبد الله بن ذكوان المدني عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا "ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر، من سرّه أن ينظر إلى تواضع عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر"

أخرجه ابن سعد (4/ 228) وابن أبي شيبة في "مصنفه"(12/ 125) وفي "مسنده"(المطالب 4074) وأحمد بن منيع في "مسنده"(المطالب 4074) عن يزيد بن هارون الواسطي أنا أبو أمية بن يعلى عن أبي الزناد به.

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(1555) من طريق يعقوب بن إبراهيم العبدي ثنا يزيد بن هارون به.

قال البوصيري: سنده ضعيف لجهالة أبي أمية بن يعلى" مختصر الإتحاف 9/ 287

قلت: اسمه إسماعيل وهو ضعيف جدا (اللسان 1/ 445 و 7/ 12)

الثاني: يرويه عمر بن صبيح الكندي عن الأحنف بن قيس عن أبي هريرة مرفوعا "ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر، وإن أردتم أن تنظروا إلى شبه الناس بعيسى بن مريم زهدا وبرا ونسكا فعليكم به"

أخرجه العقيلي (3/ 176) من طريق حسين بن عيسى بن زيد بن علي بن حسين عن أبيه عن عمر بن صبيح به.

وقال: عمر بن صبيح ليس بالقائم، وليس بمعروف بالنقل، ولا يبين سماعه من الأحنف"

وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف.

وأما حديث علي فيرويه شريك بن عبد الله النخعي عن الأعمش واختلف عنه:

- فقال بشر بن مهران الخصاف: ثنا شريك عن الأعمش عن زيد- هو ابن وهب- قال: قال علي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر"

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(4/ 172)

وقال: غريب من حديث الأعمش، تفرد به بشر عن شريك"

قلت: وبشر ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن أبي حاتم: ترك أبي حديثه وأمرني أن لا أقرأ عليه حديثه.

ص: 4581

- وقال إسحاق بن يوسف الواسطي الأزرق: ثني شريك عن الأعمش قال: سمعت أبا وائل شقيق بن سلمة يحدث عن حلام بن جزل الغفاري عن علي.

أخرجه بحشل في "تاريخ واسط"(ص 141) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند علي ص 158) عن جعفر بن محمد بن إسحاق الأزرق الواسطي ثني جدي إسحاق بن يوسف به.

وأخرجه الطحاوي في "المشكل"(532) عن إبراهيم بن أحمد بن مروان أبي إسحاق الواسطي ثنا جعفر بن محمد الواسطي به.

وأخرجه الحاكم (4/ 479 - 480) من طريق محمد بن جعفر بن محمد بن إسحاق الواسطي عن أبيه به.

وقال: صحيح على شرط مسلم"

كذا قال، وحلام لم يخرج له مسلم شيئا، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

وجعفر بن محمد بن إسحاق الواسطي قال الدارقطني: ضعيف (اللسان 2/ 125)

وأما حديث جابر بن سمرة فأخرجه الدولابي في "الكنى"(2/ 62) من طريق إسماعيل بن أبان الوراق الكوفي أنبأ ناصح أبو عبد الله المُحَلِّمي عن سماك بن حرب عن جابر رفعه "ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة منك يا أبا ذر"

وإسناده واه، ناصح قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال الفلاس: متروك.

وأما حديث الهجنع فأخرجه ابن قانع في "الصحابة"(3/ 197 - 198) عن محمد بن محمد الواسطي ثنا زكريا بن يحيى ثنا هُشيم عن عبد الرحمن بن يحيى عن الهجنع مرفوعا "ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر، ومن أراد أن ينظر إلى عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر"

وإسناده ضعيف، هشيم مدلس وقد عنعن، وعبد الرحمن بن يحيى أبو شيبة ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه (2/ 2/ 302) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، والهجنع ليست له صحبة.

وأما حديث أبي سعيد فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر"

وأما حديث مالك بن دينار فأخرجه ابن سعد (4/ 228) عن مسلم بن إبراهيم الأزدي

ص: 4582

ثنا سلام بن مسكين ثنا مالك بن دينار أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال "أيكم يلقاني على الحال التي أفارقه عليها؟ " فقال أبو ذر: أنا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "صدقت" ثم قال "ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر، من سرّه أن ينظر إلى زهد عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر"

رواته ثقات.

وأما حديث ابن سيرين فأخرجه ابن سعد (4/ 228) عن عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي ثنا أبو حُرَّة عن ابن سيرين مرفوعا "ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر"

إسناده حسن، وأبو حرة اسمه واصل بن عبد الرحمن.

3263 -

"ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل ما جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة"

قال الحافظ: وفي حديث عليّ عند ابن إسحاق والطبري والبيهقي في "الدلائل" أنهم كانوا حينئذ أربعين يزيدون رجلا أو ينقصون، وفيه عمومته أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب. ولابن أبي حاتم من وجه آخر عنه أنهم يومئذ أربعون غير رجل أو أربعون ورجل. وفي حديث عليّ من الزيادة أنه صنع لهم شاة على ثريد وقعب لبن، وأنّ الجميع أكلوا من ذلك وشربوا وفضلت فضلة، وقد كان الواحد منهم يأتي على جميع ذلك.

وقال: ووقع في حديث عليّ: فذكره" (1)

ضعيف

وله عن عليّ طرق:

الأول: يرويه المنهال بن عمرو الأسدي واختلف عنه:

- فرواه محمد بن إسحاق المدني واختلف عنه:

• فقال سلمة بن الفضل الأبرش: ثني ابن إسحاق عن عبد الغفار بن القاسم عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب عن ابن عباس عن علي قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)} [الشُّعَرَاء: 214] دعاني رسول الله فقال لي "يا علي، إنّ الله أمرني أن

(1) 10/ 119 (كتاب التفسير: سورة الشعراء- باب {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)} [الشُّعَرَاء: 214])

ص: 4583

أنذر عشيرتي الأقربين، فضقت بذلك ذرعا، وعرفت أني متى أباديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره، فصمتّ عليه حتى جاءني جبريل فقال: يا محمد: إنك إلا تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك، فاصنع لنا صاعا من طعام، واجعل عليه رجل شاة، واملأ لنا عُسًّا من لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم، وأبلغهم ما أمرت به" ففعلت ما أمرني به. ثم دعوتهم له، وهم يومئذ أربعون رجلا، يزيدون رجلا أو ينقصونه، فيهم أعمامه: أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب، فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم، فجئت به، فلما وضعته تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم حِذْية من اللحم، فشقها بأسنانه، ثم ألقاها في نواحي الصّحفة. ثم قال "خذوا بسم الله" فأكل القوم حتى ما لهم بشيء حاجة وما أرى إلا موضع أيديهم، وأيم الله الذي نفس عليّ بيده، وإن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم. ثم قال "اسق القوم" فجئتهم بذلك العُس، فشربوا منه حتى رووا منه جميعا، وأيم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله، فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام، فقال: لَهَدّ ما سحركم صاحبكم، فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال "الغد يا عليّ، إنّ هذا الرجل سبقني إلى ما قد سمعت من القول، فتفرق القوم قبل أن أكلمهم، فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت، ثم أجمعهم إليّ" قال: ففعلت، ثم جمعتهم ثم دعاني بالطعام فقرّبته لهم، ففعل كما فعل بالأمس، فأكلوا حتى ما لهم بشيء حاجة. ثم قال "اسقهم" فجئتهم بذلك العس، فشربوا حتى رووا منه جميعا، ثم تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "يا بني عبد المطلب، إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ " قال: فأحجم القوم عنها جميعا، وقلت وإني لأحدثهم سنا، وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم ساقا، أنا يا نبي الله، أكون وزيرك عليه. فأخذ برقبتي، ثم قال "إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا" قال: فقام القوم يضحكون، ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع.

أخرجه البزار (456) والطبري في "التفسير"(19/ 121 - 122) و"التاريخ"(2/ 319 - 321) و"التهذيب"(مسند علي ص 62 - 63) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 284 - 285 و 4/ 387) وأبو نعيم في "الدلائل"(331) من طرق عن سلمة بن الفضل به.

والسياق للطبري.

ص: 4584

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا الإسناد متصلا عن ابن عباس عن علي إلا من حديث سلمة عن ابن إسحاق"

قلت: وعبد الغفار بن القاسم قال ابن المديني وأبو داود: يضع الحديث.

• وقال يونس بن بكير في "المغازي"(1): عن ابن إسحاق قال: حدثني من سمع عبد الله بن الحارث بن نوفل واستكتمني اسمه عن ابن عباس عن علي قال: فذكره.

قال الدارقطني: والأشبه بالصواب حديث سلمة عن ابن إسحاق" العلل 3/ 77

قلت: لم يصرح ابن إسحاق في رواية يونس بن بكير بمن حدثه، بل واستكتمه اسمه حتى لا يعرف، وقد صرح به سلمة بن الفضل كما تقدم.

قال ابن كثير: تفرد بهذا السياق عبد الغفار بن القاسم أبي مريم وهو متروك كذاب شيعي، اتهمه ابن المديني وغيره بوضع الحديث، وضعفه الأئمة رحمهم الله" التفسير 3/ 351

- ورواه الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله الأسدي عن علي قال: لما نزلت هذه الآية {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)} [الشُّعَرَاء: 214] جمع النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته فاجتمع ثلاثون فأكلوا وشربوا، فقال لهم "من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنة ويكون خليفتي في أهلي؟ " فقال رجل لم يسمه شريك: يا رسول الله أنت كنت بَحُرا من يقوم بهذا، ثم قال لآخر، قال: فعرض ذلك على أهل بيته فقال علي: أنا.

أخرجه أحمد (1/ 111) وفي "الفضائل"(1196) عن أسود بن عامر الشامي ثنا شريك عن الأعمش به.

وأخرجه البزار (766) عن الفضل بن سهل الأعرج ثنا أسود بن عامر به.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات الفضائل"(1108) عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي ثنا أسود بن عامر به.

وعن يحيى بن عبد الحميد الحماني ثنا شريك به.

(1) رواية أبي الحسين رضوان بن أحمد الصيدلاني ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ثنا يونس بن بكير به.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(2/ 178 - 180) من طريق أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا

أحمد بن عبد الجبار به.

وقال أحمد بن عبد الجبار: بلغني أنّ ابن إسحاق إنما سمعه من عبد الغفار بن القاسم أبي مريم عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث.

ص: 4585

وأخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 2/ 32 - 33) عن محمد بن الفضل السدوسي ثني شريك به.

وقال: عباد بن عبد الله الأسدي فيه نظر"

قلت: وشريك مختلف فيه.

• ورواه عبد الله بن عبد القدوس التميمي عن الأعمش واختلف عنه:

فقال عباد بن يعقوب الرَّوَاجني: ثنا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن المنهال عن عباد بن عبد الله قال: قال علي: فذكر الحديث.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 284 و 4/ 386 - 387)

وعباد بن يعقوب وثقه ابن خزيمة، وقال ابن حبان: كان رافضيا داعية إلى الرفض ومع ذلك يروي المناكير عن أقوام مشاهير فاستحق الترك.

وعبد الله بن عبد القدوس قال ابن معين: ليس بشيء رافضي خبيث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقواه بعضهم.

وقال الحسين بن عيسى بن ميسرة الحارثي: ثنا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن المنهال عن عبد الله بن الحارث قال: قال علي: فذكر الحديث.

أخرجه ابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير 3/ 351 - 352)

والحسين بن عيسى قال أبو حاتم: صدوق.

الثاني: يرويه أبو صادق الأزدي الكوفي عن ربيعة بن ناجد عن عليّ قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أو دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب فيهم رهط كلهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق، فصنع لهم مدّا من طعام فأكلوا حتى شبعوا وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس، ثم دعا بغمر فشربوا حتى رووا، وبقي الشراب كأنه لم يمس أو لم يشرب، فقال "يا بني عبد المطلب إني بعثت لكم خاصة وإلى الناس بعامة وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم، فأيّكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي؟ " فلم يقم إليه أحد، فقمت إليه وكنت أصغر القوم، فقال "اجلس" ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول لي "اجلس" حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي.

أخرجه أحمد (1/ 159) وفي "الفضائل"(1220) عن عفان بن مسلم الصفار ثنا أبو عوانة ثنا عثمان بن المغيرة عن أبي صادق به.

ص: 4586

ومن طريقه أخرجه المزي في "التهذيب"(9/ 146 - 147)

ورواه النسائي في "الخصائص"(66) عن الفضل بن سهل الأعرج ثني عفان بن مسلم به.

ورواه الطبري في "التاريخ"(2/ 321 - 322) عن زكريا بن يحيى الضرير ثنا عفان بن مسلم به (1).

وربيعة بن ناجد لم يرو عنه إلا أبو صادق كما في "الكاشف" للذهبي، ومع هذا فقد ذكره ابن حبان وابن خلفون في "الثقات"، وقال العجلي في "الثقات" والحافظ في "التقريب": ثقة.

وخالفهم الذهبي فذكره في "المغني في الضعفاء" وقال: فيه جهالة (2)، وقال في "الميزان": لا يكاد يعرف، وعنه أبو صادق بخبر منكر فيه: عليّ أخي ووارثي.

وهو مخالف لقول النبي صلى الله عليه وسلم "لا نورث، ما تركناه صدقة" رواه البخاري.

وباقي رواته ثقات.

الثالث: يرويه نافع عن سالم عن علي قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة وهو بمكة فاتخذت له طعاما، ثم قال لعليّ "ادع لي بني عبد المطلب" فدعا أربعين، فقال لعلىّ "هلم طعامك" قال علي: فأتيتهم بثريدة إن كان كل الرجل منهم ليأكل مثلها، فأكلوا منها جميعا حتى أمسكوا، ثم قال "اسقهم" فسقيتهم بإناء هو ريّ أحدهم، فشربوا منه جميعا حتى صدروا، فقال أبو لهب: لقد سحركم محمد، فتفرقوا ولم يدعهم، فلبثوا أياما، ثم صنع لهم مثله، ثم أمرني فجمعتهم فطعموا، ثم قال لهم صلى الله عليه وسلم "من يؤازرني على ما أنا عليه ويجيبني على أن يكون أخي وله الجنة؟ " فقلت: أنا يا رسول الله، وإني لأحدثهم سنا وأحمشهم ساقا، وسكت القوم، ثم قالوا: يا أبا طالب ألا ترى ابنك؟ قال: دعوه فلن يألوا ابن عمه خيرا.

أخرجه ابن سعد (1/ 187) عن علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف القرشي عن يزيد بن عياض بن جُعْدُبة الليثي عن نافع به.

(1) وقع في روايتهما: عن ربيعة بن ناجد أنّ رجلا قال لعلي: يا أمير المؤمنين لم ورثت ابن عمك دون عمك؟ قال: فذكر الحديث. وقال فيه "فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووارثي" زاد النسائي: ووزيري.

وزاد في اخر الحديث: ثم قال "أنت أخي وصاحبي ووارثي ووزيري"

(2)

وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

ص: 4587

ويزيد بن عياض كذبه مالك وابن معين والنسائي.

3264 -

حديث أم حكيم بنت وادع أنها قالت: يا رسول الله، أتكره الهدية؟ فقال "ما أقبح رد الهدية"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (1)

ضعيف

أخرجه ابن سعد (8/ 307) وأبو يعلى (المطالب 1674) والطبراني في "الكبير"(25/ 162) وابن منده كما في "الإصابة"(13/ 199) وأبو نعيم في "الصحابة"(7904) والبيهقي في "الشعب"(8571) من طريق أبي سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكى قال: حدثتنا حَبَابة بنت عجلان الخزاعية حدثتني أمي حفصة عن صفية بنت جرير عن أم حكيم بنت وَدّاع الخزاعية قالت: قلت: يا رسول الله، ما جزاء الغني من الفقير؟ قال "النصيحة والدعاء" قلت: يا رسول الله، تكره ردّ الظلف؟ قال "ما أقبحه لو أهدي إليّ كُراع لقبلت، ولو دعيت إلى ذراع لأجبت"

قال الهيثمي: وفيه من لا يعرف" المجمع 4/ 149

وقال البوصيري (2) في "مصباح الزجاجة"(4/ 149): جميع من ذكر في هذا الإسناد من النساء لم أر من جرحهنّ ولا وثقهن"

قلت: كلهن مجهولات لا يعرفن. انظر تراجمهن في "الميزان" و "التقريب".

3265 -

حديث أم حكيم الخزاعية: قلت: يا رسول الله، تكره رد الظلف؟ قال لي "ما أقبحه، أي لو أهدي إليّ كُراع لقبلت"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (3)

انظر الحديث الذي قبله.

3266 -

حديث عائشة أنّ امرأة قالت: يا رسول الله، إني سميت ابني محمدا وكنيته أبا القاسم، فذكر لي أنك تكره ذلك، قال:"ما الذي أحل اسمي وحرّم كنيتي؟ "

قال الحافظ: وأما ما أخرجه أبو داود من حديث عائشة: فذكره، فقد ذكر الطبراني

(1) 11/ 155 (كتاب النكاح- باب من أجاب إلى كراع)

(2)

وقال في "إتحاف الخيرة"(3/ 380): سنده ضعيف لجهالة بعض رواته"

(3)

6/ 126 - 127 (كتاب الهبة- باب القليل من الهبة)

ص: 4588

في "الأوسط" أنّ محمد بن عمران الحجبي تفرد به عن صفية بنت شيبة عنها، ومحمد المذكور مجهول" (1)

أخرجه أحمد (6/ 135 - 136 و 209) والبخاري في "الكبير"(1/ 1/ 154) وأبو داود (4968) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند طلحة بن عبيد الله 705 و 706 و 707) والطبراني في "الأوسط"(1061) و"الصغير"(16) وأبو الشيخ في "الطبقات"(2/ 174 - 175) والبيهقي (9/ 309 - 310) وفي "الآداب"(617) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(السيرة النبوية- القسم الأول ص 33 و 34) والمزي (26/ 233) والذهبي في "الميزان"(3/ 672) من طرق عن محمد بن عمران الحَجَبي عن جدته صفية بنت شيبة عن عائشة قالت: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إني قد ولدت غلاما فسميته محمدا وكنيته أبا القاسم، فذكر لي أنك تكره ذلك، فقال "ما الذي أحل اسمي وحرّم كنيتي؟ " أو "ما الذي حرّم كنيتي وأحل اسمي؟ " اللفظ لأبي داود

قال الطبراني: لم يروه عن صفية إلا محمد بن عمران، ولا يُروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد"

وقال البيهقي: لم يثبت إسناده" معرفة السنن 14/ 79

وقال الذهبي: لمحمد بن عمران حديث، وهو منكر، وما رأيت لهم فيه جرحا ولا تعديلا" الميزان

وقال الحافظ: وهو متن منكر مخالف للأحاديث الصحيحة" التهذيب 9/ 382

وقال في "التقريب": محمد بن عمران مستور.

قلت: ولم ينفرد به بل تابعه محمد بن عبد الرحمن الحجبي عن صفية بنت شيبة به.

أخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(729 و 730) والبخاري في "الكبير"(1/ 1/ 154) والحكيم الترمذي في "المنهيات"(ص 86)

ومحمد بن عبد الرحمن ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

3267 -

حديث أبي هريرة أنّ فاطمة أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما وشكت العمل فقال "ما ألفيتيه عندنا"

قال الحافظ: ووقع عند مسلم (2728) من حديث أبي هريرة: فذكره" (2)

(1) 13/ 194 (كتاب الأدب- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتى)

(2)

13/ 367 (كتاب الدعوات- باب التكبير والتسبيح عند المنام)

ص: 4589

3268 -

"ما ألقاه البحر أو جزر عنه فكلوه، وما مات فيه فطفا فلا تأكلوه"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود مرفوعا من رواية يحيى بن سليم الطائفي عن أبي الزبير عن جابر، ثم قال: رواه الثوري وأيوب وغيرهما عن أبي الزبير هذا الحديث موقوفا، وقد أسند من وجه ضعيف عن ابن أبي ذئب عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا. وقال الترمذي: سألت البخاري عنه فقال: ليس بمحفوظ، ويروى عن جابر خلافه ا. هـ ويحيى بن سليم صدوق، وصفوه بسوء الحفظ. وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال يعقوب بن سفيان: إذا حدّث من كتابه فحديثه حسن وإذا حدّث حفظا يعرف وينكر، وقال أبو حاتم: لم يكن بالحافظ، وقال ابن حبان في "الثقات": كان يخطئ. وقد توبع على رفعه.

وأخرجه الدارقطني من رواية أبي أحمد الزبيري عن الثوري مرفوعا لكن قال: خالفه وكيع وغيره فوقفوه عن الثوري وهو الصواب. وروي عن ابن أبي ذئب وإسماعيل بن أمية مرفوعا ولا يصح، والصحيح موقوف" (1)

ضعيف

وله عن جابر طريقان:

الأول: يرويه أبو الزبير عن جابر واختلف عنه:

- فرواه إسماعيل بن أمية الأموي واختلف عنه:

• فقال يحيى بن سليم الطائفي: ثنا إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا به.

أخرجه أبو داود (3815) وابن ماجه (3247) والطحاوي في "المشكل"(4028) والطبراني في "الأوسط"(2880) وابن عدي (7/ 2676) والدارقطني (4/ 268) والرافقي في "جزئه"(ق 26 / أ) وابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير"(2/ 103) والبيهقي (9/ 255 - 256) وابن عبد البر في "التمهيد"(16/ 225)

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن إسماعيل إلا يحيى"

وقال ابن عدي: وهذا يعرف بيحيى بن سليم عن إسماعيل بن أمية"

وقال الدارقطني: رفعه يحيى بن سليم عن إسماعيل بن أمية ووقفه غيره، ولا يصح رفعه"

(1) 12/ 37 - 38 (كتاب الذبائح- باب قول الله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ} [المائدة: 96])

ص: 4590

وقال البيهقي: الطائفي كثير الوهم، سيئ الحفظ، وقد رواه غيره عن إسماعيل بن أمية موقوفا"

قلت: الطائفي مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، ولينه النسائي وغيره، وتكلم غير واحد في روايته عن عبيد الله بن عمر، واحتج البخاري بروايته عن إسماعيل بن أمية.

• وقال إسماعيل بن عياش: ثنا إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير عن جابر قوله.

أخرجه الدارقطني (4/ 269)

وقال: موقوف وهو الصحيح"

قلت: رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين ضعيفة وهذه منها.

- ورواه غير واحد عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا، منهم:

1 -

سفيان الثوري.

أخرجه الدارقطني (4/ 268) والبيهقي (9/ 255) من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري ثنا سفيان به.

قال الدارقطني: لم يسنده عن الثوري غير أبي أحمد، وخالفه وكيع والعدنيان وعبد الرزاق (1) ومؤمل وأبو عاصم وغيرهم عن الثوري رووه موقوفا، وهو الصواب"

وقال البيهقي: رواه أبو أحمد الزبيري عن الثوري مرفوعا وهو واهم فيه"

وخالفهما ابن التركماني فقال: قلت: الزبيري ثقة وقد زاد الرفع فوجب قبوله" الجوهر النقي 9/ 255

2 -

ابن أبي ذئب.

أخرجه الترمذي في "العلل"(2/ 636) عن الحسين بن يزيد الطحان ثنا حفص بن غياث عن ابن أبي ذئب به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5652) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا الحسين بن يزيد الطحان به.

(1) المصنف (8662)

ورواه خالد بن عبد الرحمن الخراساني أيضا عن الثوري موقوفا.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(10/ 212 - 213)

ص: 4591

وأخرجه ابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير"(2/ 103) عن عبد الباقي بن قانع البغدادي ثنا الحسين بن إسحاق التستري وعبد الله بن موسى بن أبي عثمان قالا: ثنا الحسين بن يزيد الطحان به.

وأخرجه الخطيب في "التاريخ"(10/ 148) عن محمد بن الحسين بن الفضل ثنا عبد الباقي بن قانع به.

إلا أنه لم يذكر التستري.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ابن أبي ذئب إلا حفص، تفرد به الحسين بن يزيد"

وقال الترمذي: سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: ليس هذا بمحفوظ، ويروى عن جابر خلاف هذا، ولا أعرف لابن أبي ذئب عن أبي الزبير شيئا"

وقال أبو داود: وقد أسند هذا الحديث أيضا من وجه ضعيف عن ابن أبي ذئب عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا"

قلت: الحسين بن يزيد الطحان مختلف فيه: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: لين الحديث.

ومن فوقه كلهم ثقات.

3 -

يحيى بن أبي أنيسة الجزري.

أخرجه ابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير"(2/ 103)

قال ابن كثير: وهو منكر"

قلت: ابن أبي أنيسة قال أحمد وجماعة: متروك الحديث.

4 -

الأوزاعي.

أخرجه الدينوري في "المجالسة"(3498) والطبراني (منتقى ابن مردويه 21) من طريق بقية بن الوليد عن الأوزاعي به.

وبقية مدلس وقد عنعن.

- ورواه غير واحد عن أبي الزبير عن جابر موقوفا، منهم:

1 -

عبيد الله بن عمر بن حفص العمري.

ص: 4592

أخرجه الدارقطني (4/ 269) عن محمد بن إبراهيم بن نيروز البغدادي ثنا محمد بن إسماعيل الحساني ثنا ابن نمير ثنا عبيد الله بن عمر به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 255)

والحساني صدوق، والباقون كلهم ثقات.

وأخرجه الدارقطني (4/ 269) عن عبد الغافر بن سلامة بن أحمد الحضرمي الحمصي ثنا مزداد بن جميل ثنا المعافى بن عمران ثنا إسماعيل بن عياش ثني عبيد الله بن عمر به.

وإسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها.

2 -

عبيد الله بن عثمان.

أخرجه الرافقي (ق 26/ أ) عن سعد بن يحيى القرشي ثنا مصعب بن عبد الله الزبيري ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن عبيد الله بن عثمان به.

3 -

حماد بن سلمة.

أخرجه الرافقي (ق 26 - 27) عن محمد بن معاذ العَنَزي ثنا موسى بن إسماعيل المِنْقَري ثنا حماد به.

ومحمد بن معاذ ترجمه الذهبي في "السير"(13/ 536) وقال: الإمام المحدث المعمر الصدوق.

ومن فوقه كلهم ثقات، إلا أنّ أبا الزبير كان مدلسا ولم يذكر سماعا من جابر في جميع الروايات التي ذكرتها.

الثاني: يرويه إسماعيل بن عياش ثنا عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة بن صهيب عن وهب بن كيسان ونعيم بن عبد الله المُجْمِر عن جابر مرفوعا.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(4026 و 4027) وفي "أحكام القرآن" كما في "الجوهر النقي"(9/ 256) وابن عدي (5/ 1923) والدارقطني (1)(4/ 267 - 268) والحاكم في "علوم الحديث"(ص 86 - 87)

وقال الدارقطني: تفرد به عبد العزيز بن عبيد الله عن وهب، وعبد العزيز ضعيف لا

يحتج به"

(1) لم يذكر "المجمر" في روايته.

ص: 4593

وقال ابن عدي: هذا حديث منكر، وعبد العزيز ما رأيت أحدا يحدث عنه غير إسماعيل بن عياش"

وقال أبو زرعة: هذا خطأ، إنما هو موقوف عن جابر فقط، وعبد العزيز بن عبيد الله واهي الحديث" علل الحديث 2/ 46

3269 -

"ما المعطي من سعة بأفضل من الآخذ إذا كان محتاجا"

قال الحافظ: وقد روى الطبراني من حديث ابن عمر بإسناد فيه مقال مرفوعا: فذكره" (1)

ضعيف

روي من حديث ابن عمر ومن حديث أنس

فأما حديث ابن عمر فأخرجه الطبراني في "الكبير"(13560) عن الحسين بن منصور الرماني المِصيصي ثني مصعب بن سعيد أبو خيثمة ثنا موسى بن أعْيَن ثنا أبو شهاب الحناط عن فِطر عن مجاهد عن ابن عمر به مرفوعا.

قال العراقي: سنده ضعيف" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 2/ 590

وقال الهيثمي: وفيه مصعب بن سعيد وهو ضعيف" المجمع 3/ 101

وأما حديث أنس فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8231)

عن الوليد بن شجاع بن الوليد الكوفي

وابن حبان في "المجروحين"(2/ 194) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 245)

عن عبد الله بن خبيق

قالا: ثنا يوسف بن أسباط ثنا عائذ بن شريح عن أنس رفعه "ما الذي يعطي من سعة بأعظم أجرا من الذي يأخذ إذا كان محتاجا"

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عائذ بن شريح إلا يوسف بن أسباط"

وقال الهيثمي: وفيه عائذ بن شريح وهو ضعيف" المجمع 3/ 101

قلت: ويوسف بن أسباط مختلف فيه.

(1) 4/ 41 (كتاب الزكاة- باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى)

ص: 4594

3270 -

"ما أمرت بتشييد المساجد"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود وابن حبان من طريق يزيد بن الأصم عن ابن عباس مرفوعا: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه أبو داود (448) عن محمد بن الصَّبَّاح بن سفيان الجَرْجَرائي أنا سفيان بن عُيينة عن سفيان الثوري عن أبي فزارة عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس به مرفوعا.

وزاد: قال ابن عباس: لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى.

ومن طريقه أخرجه ابن حزم في "المحلى"(4/ 61 و 353) والبيهقي (2/ 439) والبغوي في "شرح السنة"(463)

وأخرجه ابن حبان (1615)

عن عبد الله بن قَحْطَبَة الصِّلْحي (2)

وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 313)

عن إدريس بن عبد الكريم الحداد البغدادي

قالا: ثنا محمد بن الصباح به.

قال ابن حبان: أبو فزارة: راشد بن كيسان من ثقات الكوفيين وأثباتهم"

وقال النووي: رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط مسلم" الخلاصة 1/ 305

وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح" المحلى 4/ 61

قلت: وهو كما قال.

ولم ينفرد سفيان بن عيينة به بل تابعه:

1 -

يحيى بن سعيد الأموي.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(13003)

2 -

علي بن قادم الكوفي.

(1) 2/ 86 (كتاب الصلاة- باب بنيان المساجد)

(2)

واختلف عنه، فرواه أبو الشيخ في "الأقران"(342) عنه فجعله عن ميمونة.

ص: 4595

أخرجه البيهقي (2/ 439)

واختلف فيه على الثوري، فقال عبد الرحمن بن محمد المُحَاربي: عن الثوري عن ليث عن أبي فزارة عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(13002) عن محمد بن موسى بن حماد البربري ثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي ثنا المحاربي به.

وإسناده ضعيف، البربري قال الدارقطني: ليس بالقوي. والمحاربي موصوف بالتدليس ولم يذكر سماعا من الثوري.

والأول أصح.

ولم ينفرد الثوري به بل تابعه:

1 -

صباح بن يحيى المزني.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(13000) من طريق عبيد بن محمد عن صباح به.

وعبيد بن محمد هو المحاربي قال الحافظ في "التقريب": ضعيف، وصباح بن يحيى قال البخاري: فيه نظر.

2 -

ليث بن أبي سليم.

أخرجه أبو يعلى (2454 و 2688 و 2689) والطبراني في "الكبير"(13001)

وليث قال النسائي وجماعة: ضعيف.

3271 -

عن الأسود بن جبر المعافري قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشة وفاطمة وقد جرى بينهما كلام، فقال "ما أنت بمنتهية يا حميراء عن ابنتي؟ إنّ مثلي ومثلك كأبي زرع مع أم زرع" فقالت: يا رسول الله! حدثنا عنهما، فقال "كانت قرية فيها إحدى عشرة امرأة، وكان الرجال خلوفا، فقلن: تعالين نتذاكر أزواجنا بما فيهم ولا نكذب"

قال الحافظ: أخرجه أبو القاسم عبد الحكيم بن حبان بسند له مرسل من طريق سعيد بن عُفير عن القاسم بن الحسن عن عمرو بن الحارث عن الأسود بن جبر المعافري قال: فذكره" (1)

(1) 11/ 166 (كتاب النكاح- باب حسن المعاشرة مع الأهل)

ص: 4596

القاسم بن الحسن والأسود بن جبر لم أر من ترجمهما، وسعيد بن عفير وعمرو بن الحارث ثقتان.

3272 -

"ما أنتم بأسمع لما أقول منهم"

قال الحافظ: في "المغازي" لابن إسحاق رواية يونس بن بكير بإسناد جيد عن عائشة مثل حديث أبي طلحة وفيه: فذكره، وأخرجه أحمد بإسناد حسن" (1)

حسن

أخرجه ابن إسحاق في "المغازي"(سيرة ابن هشام 1/ 638 - 639) حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقتلى أن يُطرحوا في القليب، طُرحوا فيه، إلا ما كان من أميّة بن خلف، فإنه انتفخ في درعه فملأها، فذهبوا ليحركوه، فتزايل لحمه، فأقرّوه، وألقوا عليه ما غيّبه من التراب والحجارة. فلما ألقاهم في القليب، وقف عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال "يا أهل القليب، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا" قالت: فقال له أصحابه: يا رسول الله، أتكلم قوما موتى؟ فقال لهم "لقد علموا أنّ ما وعدهم ربهم حقا"

وإسناده حسن، ابن إسحاق صدوق، ويزيد وعروة ثقتان.

وأخرجه أحمد (6/ 276)

عن إبراهيم بن سعد المدني

وإسحاق في "مسند عائشة"(1148)

عن جرير بن حازم البصري

والبزار (كشف 1772)

عن المغيرة بن سقلاب الحرّاني

و (1773)

عن صدقة بن سابق الكوفي

والطبري في "تاريخه"(2/ 456)

عن سلمة بن الفضل الأبرش

(1) 8/ 305 (كتاب المغازي- باب قتل أبي جهل)

ص: 4597

والحاكم (3/ 224)

عن يونس بن بكير الشيباني

كلهم عن ابن إسحاق به.

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 6/ 91

قلت: ابن إسحاق صدوق كما تقدم، وقد أخرج له مسلم في المتابعات، ويزيد وعروة على شرطهما.

طريق أخرى: قال أحمد (6/ 170): ثنا هشيم أنا مغيرة عن إبراهيم عن عائشة أنها قالت: لما مرّ النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر بأولئك الرهط فألقوا في الطوى: عتبة وأبو جهل وأصحابه، وقف عليهم فقال "جزاكم الله شرّا من قوم نبي ما كان أسوأ الطرد وأشد التكذيب" قالوا: يا رسول الله، كيف تكلم قوما جيفوا؟ فقال "ما أنتم بأفهم لقولي منهم أو لهم أفهم لقولي منكم"

قال الهيثمي: ورجاله ثقات إلا أنّ إبراهيم لم يسمع من عائشة ولكنه دخل عليها" المجمع 6/ 90

قلت: إبراهيم هو النخعي، والمغيرة هو ابن مِقْسَم.

3273 -

"ما أوذي أحد ما أوذيت"

قال الحافظ: وأخرج ابن عدي من حديث جابر رفعه: فذكره، ذكره في ترجمة يوسف بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر، ويوسف ضعيف" (1)

ضعيف

روي من حديث جابر ومن حديث أنس ومن حديث بريدة

فأما حديث جابر فأخرجه ابن عدي (7/ 2613) عن عبدان الأهوازي ثنا عبد الرحمن بن عبيد الله ثنا يوسف بن محمد عن أبيه عن جابر به مرفوعا.

وإسناده ضعيف لضعف يوسف بن محمد بن المنكدر.

وأما حديث أنس فأخرجه ابن حبان في "المجروحين"(2/ 305) وأبو نعيم في

(1) 8/ 165 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المشركين بمكة)

ص: 4598

"الحلية"(6/ 333) من طريق محمد بن سليمان بن هشام الخزاز عن وكيع عن مالك عن الزهري عن أنس به مرفوعا.

قال أبو نعيم: غريب من حديث مالك، تفرد به وكيع"

قلت: ذكر الذهبي هذا الحديث في "الميزان"(3/ 570) وعده من أكاذيب محمد بن سليمان بن هشام وقال: ضعفوه بمرة.

وقال ابن عدي: يوصل الحديث ويسرقه، وهو أظهر أمرا في الضعف وأحاديثه عامتها مسروقة سرقها من قوم ثقات ويوصل أحاديثه.

وأما حديث بريدة فأخرجه الديلمي كما في "الصحيحة"(5/ 259)

وزاد "في الله عز وجل"

وفي إسناده جابر الجُعفي وهو ضعيف.

3274 -

عن ابن عمرو أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أدرك رجلين وهما مقترنان، فقال "ما بال القرآن؟ " قالا: إنا نذرنا لنقترن حتى نأتي الكعبة، فقال "أطلقا أنفسكما ليس هذا نذرا، إنما النذر ما يبتغى به وجه الله"

قال الحافظ: روى أحمد والفاكهي من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: فذكره، وإسناده إلى عمرو حسن" (1)

أخرجه أحمد (2/ 183) عن الحسين بن محمد وسُريج بن النعمان البغداديين قالا: ثنا ابن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن الحارث عن عمرو بن شعبب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدرك رجلين وهما مقترنان يمشيان إلى البيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما بال القران؟ " قالا: يا رسول الله، نذرنا أن نمشي إلى البيت مقترنين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليس هذا نذرا" فقطع قرانهما.

قال سريج في حديثه "إنما النذر ما ابتغي به وجه الله".

قال الهيثمي: وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وقد وثقه جماعة وضعفه آخرون" المجمع 4/ 186

وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح. عبد الرحمن بن الحارث هو ابن عبد الله بن عياش المخزومي، وابن أبي الزناد ثقة عندنا كما رجحنا ذلك مرارا" المسند 11/ 6 - 7

(1) 4/ 228 (كتاب الحج- باب الكلام في الطواف)

ص: 4599

قلت: ابن أبي الزناد واسمه عبد الرحمن مختلف فيه (1) والأكثر على تضعيفه، وقد تُكلم فيما يرويه البغداديون عنه.

قال ابن المديني: ما حدث ببغداد أفسده البغداديون.

وقال أيضًا: ما حدث به بالعراق فهو مضطرب.

وقال الفلاس: ما حدث بالمدينة أصح مما حدث ببغداد (2).

ورواه سريج بن النعمان عنه أيضا بغير هذا السياق للقصة فقال: ثنا ابن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى أعرابي قائما في الشمس وهو يخطب فقال "ما شأنك؟ " قال: نذرت يا رسول الله أن لا أزال في الشمس حتى تفرغ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليس هذا نذرا، إنما النذر ما ابتغي به وجه الله عز وجل"

أخرجه أحمد (2/ 211)

ورواه إسحاق بن عيسى بن الطباع البغدادي عنه فلم يذكر القصة واقتصر على قول النبي صلى الله عليه وسلم "لا نذر إلا فيما ابتغي به وجه الله عز وجل، ولا يمين في قطيعة رحم"

أخرجه أحمد (2/ 185)

ورواه سليمان بن بلال المدني عن عبد الرحمن بن الحارث وخالف ابن أبي الزناد في سياق القصة فقال: ثنا عبد الرحمن بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: جاءت امرأة أبي ذر على راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم القصواء حين أغير على لقاحه، حتى أناخت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إني نذرت إن نجاني الله عليها لآكلن من كبدها وسنامها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لبئسما جزيتها، ليس هذا نذرا، إنما النذر ما ابتغي به وجه الله"

أخرجه الدارقطني (4/ 162) من طريق خالد بن مخلد الكوفي ثنا سليمان بن بلال به.

ورواه أبو بكر عبد الحميد بن أبي أويس المدني عن سليمان بن بلال فلم يذكر القصة واقتصر على قول النبي صلى الله عليه وسلم "إنما النذر ما ابتغي به وجه الله جل وعز"

أخرجه البيهقي في "المعرفة"(14/ 192)

(1) واختلف عنه كما تقدم في حرف الهمزة عند حديث "إنما النذر ما يبتغى به وجه الله"

(2)

ولم ينفرد به بل تابعه مسلم بن خالد الزَّنْجي عن عبد الرحمن بن الحارث به.

أخرجه ابن عساكر في "معجم الشيوخ"(104)

ومسلم بن خالد قال البخاري: ذاهب الحديث، وقال أبو داود: ضعيف.

ص: 4600

وهكذا رواه يحيى بن عبد الله بن سالم المدني والمغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي عن عبد الرحمن بن الحارث به.

فأما حديث يحيى بن عبد الله بن سالم فأخرجه أبو داود (2192) والبيهقي (10/ 67)

وأما حديث المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث فأخرجه أبو داود (3273)

وعبد الرحمن بن الحارث مختلف فيه، لكنه لم ينفرد به بل تابعه عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي عند الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 133) ويحيى بن سعيد الأنصاري عند الخطيب في "الموضح"(1/ 430)

كلاهما عن عمرو بن شعيب به (1).

3275 -

قالت عائشة: ما بال رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما منذ أنزل عليه القرآن.

قال الحافظ: رواه أبو عوانة في صحيحه والحاكم" (2)

انظر حديث "من حدثكم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يبول قائما فلا تصدقوه"

3276 -

عن حميد بن قيس وثور أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا قائما في الشمس فقال "ما بال هذا؟ " قالوا: نذر أن لا يستظل ولا يتكلم ويصوم.

قال الحافظ: أورده (أي الخطيب) من حديث مالك عن حميد بن قيس وثور أنّهما أخبراه: فذكراه" (3)

مرسل

أخرجه مالك (2/ 475) عن حميد بن قيس المكي وثور بن زيد الديلى به وزاد: فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم- "مروه فليتكلم، وليستظل، وليجلس، وليتم صيامه"

ومن طريقه أخرجه الخطيب في "المبهمات"(ص 273) وابن بشكوال في "الغوامض"(223)

3277 -

عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أُتي بمخنث قد خضب يديه ورجليه فقال "ما بال هذا؟ " قيل: يتشبه بالنساء. فأمر به فنفي إلى النقيع.

(1) انظر حديث "لا نذر ولا يمين فيما لا يملك ابن آدم"

وحديث "إنما النذر ما يبتغى به وجه الله"

(2)

1/ 341 و 343 (كتاب الوضوء- باب البول قائما وقاعدا، باب البول عند سباطة قوم)

(3)

4/ 450 - 451 (كتاب الحج- أبواب المحصر وجزاء الصيد- باب من نذر المشي إلى الكعبة)

ص: 4601

قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود من طريق أبي هاشم عن أبي هريرة: فذكره" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إني نهيت عن قتل المصلين"

3278 -

عن ابن عباس في قيامه خلف النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: فقال لي: "ما بالك أجعلك حذائي فتخلفني؟ " فقلت: أو ينبغي لأحد أن يصلي حذاءك وأنت رسول الله، فدعا لي أن يزيدني الله فهما وعلما.

قال الحافظ: وقد أخرج أحمد من طريق عمرو بن دينار عن كُريب عن ابن عباس: فذكره" (2)

صحيح

أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 111) وأحمد (1/ 330) وفي "فضائل الصحابة"(1857) والحسن بن عرفة (2) عن عبد الله بن بكر السهمي ثنا حاتم بن أبي صغيرة أبو يونس عن عمرو بن دينار أنّ كريبا أخبره أنّ ابن عباس قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر الليل فصليت خلفه فأخذ بيدي فجرني فجعلني حذاءه، فلما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على صلاته خنست، فصلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انصرف قال لي "ما شأني أجعلك حذائي فتخنس؟ " فقلت: يا رسول الله، أو ينبغي لأحد أن يصلي حذاءك وأنت رسول الله الذي أعطاك الله، قال: فأعجبته فدعا الله لي أن يزيدني علما وفهما. قال: ثم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نام حتى سمعته ينفخ، ثم أتاه بلال فقال: يا رسول الله الصلاة، فقام فصلّى ما أعاد وضوءا.

وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 518) عن ابن أبي شيبة ومحمد بن عبد الرحيم البغدادي صاعقة قالا: ثنا عبد الله بن بكر به.

وأخرجه الخطيب في "الموضح"(2/ 50) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(544) من طريق إسماعيل بن محمد الصفار ثنا الحسن بن عرفة به.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات الفضائل"(1909) والآجري في "الشريعة"(1747) وأبو نعيم في "الصحابة"(4255) وفي "الحلية"(1/ 314 - 315) والبيهقي في "الشعب"(1432) والذهبي في "سير الأعلام"(3/ 338) من طرق عن عبد الله بن بكر به.

وإسناده صحيح رواته ثقات.

(1) 15/ 174 (كتاب الحدود- باب نفي أهل المعاصي والمخنثين)

(2)

1/ 179 (كتاب العلم- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم علمه الكتاب)

ص: 4602

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(1432) من طريق يحيى بن أبي الحجاج البصري عن حاتم بن أبي صغيرة به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(376) والحاكم (3/ 534) من طريق يحيى بن سعيد القطان عن حاتم بن أبي صغيرة به.

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: رواته رواة الصحيح إلا أنّ الشيخين لم يخرجا رواية حاتم بن أبي صغيرة عن عمرو بن دينار.

ولم ينفرد حاتم به بل تابعه سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار به.

أخرجه يعقوب بن سفيان (1/ 518 - 519) وعبد الله بن أحمد في "زيادات الفضائل"(1889) عن سفيان بن وكيع ثنا ابن عيينة به.

وسفيان بن وكيع ضعيف.

3279 -

حديث أنس "ما بعث الله نبيا إلا حسن الوجه حسن الصوت، وكان نبيكم أحسنهم وجها وأحسنهم صوتا"

قال الحافظ: روى الترمذي من حديث أنس: فذكره" (1)

ضعيف

يرويه نوح بن قيس الحداني عن حُسام بن مِصَك عن قتادة واختلف عنه:

- فقال العباس بن يزيد البحراني: ثنا نوح بن قيس ثنا حسام بن مصك عن قتادة عن أنس قال: ما بعث الله نبيا قط إلا حسن الوجه حسن الصوت، وكان نبيكم حسن الوجه حسن الصوت غير أنه لا يرجع.

أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(329) وابن عدي (2/ 840) والمزي (6/ 7 - 8)

وقال ابن عدي: وهذا لا أعلم أحدا جوّد إسناده ويوصله غير عباس البحراني وغيره أرسله"

- ورواه قتيبة بن سعيد البلخي عن نوح بن قيس فلم يذكر أنسا.

(1) 8/ 209 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب المعراج)

ص: 4603

أخرجه الترمذي في "الشمائل"(303)

وحسام بن مصك قال أحمد: مطروح الحديث، وقال أبو زرعة: واهي الحديث منكر الحديث، وقال النسائي وغيره: ضعيف، وقال الدارقطني: متروك الحديث.

3280 -

عن عائشة قالت: ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في جيش قط إلا أمّره عليهم"

قال الحافظ: رواه النسائي" (1)

حسن

وله عن عائشة طريقان:

الأول: يرويه وائل بن داود الكوفي قال: سمعت البهي يحدث عن عائشة قالت: فذكرته، وزادت: ولو بقي بعد استخلفه.

أخرجه ابن سعد (3/ 46) وابن أبي شيبة (14/ 519 و 12/ 140) وأحمد (6/ 226 - 227 و 254) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(251) والنسائي في "الكبرى"(8182) وابن الأعرابي (ق 6/ أ) والحاكم (3/ 215) وأبو نعيم في "الصحابة"(2854) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 283)

عن محمد بن عبيد الطنافسي

وأحمد (6/ 281)

عن سعيد بن محمد الوراق

قالا: ثنا وائل بن داود به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال ابن كثير: وهذا إسناد جيد قوي على شرط الصحيح، وهو غريب جدا" البداية والنهاية 4/ 255

قلت: إسناده حسن، وائل بن داود وثقه أحمد وابن حبان والعجلي، والبهي واسمه عبد الله وثقه ابن سعد وابن حبان، وقال أبو حاتم: لا يحتج به وهو مضطرب الحديث، وقد سمع من عائشة كما قال البخاري في "التاريخ الكبير"(3/ 1/ 56) واحتج مسلم بروايته عنها، وأما وائل بن داود فلم يخرج له الشيخان شيئا.

(1) 8/ 88 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب زيد بن حارثة)

ص: 4604

الثاني: يرويه سفيان بن عُيينة عن إسماعيل بن أبي خالد واختلف عنه:

- فقال الحميدي (267): ثنا سفيان عن إسماعيل عن الشعبي عن عائشة قالت: ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية قط فيهم زيد بن حارثة إلا أمّره عليهم.

- وقال حامد بن يحيى البلخي: ثنا سفيان عن إسماعيل عن الشعبي عن مسروق عن عائشة.

أخرجه الحاكم (3/ 218)

وقال: صحيح على شرط الشيخين"

- وقال أحمد في "الفضائل"(1534): ثنا سفيان عن إسماعيل عن الشعبي مرسلا.

وتابعه محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ثنا سفيان به.

أخرجه الحاكم (3/ 215)

3281 -

"ما بين المنبر وبيت عائشة روضة من رياض الجنة"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1).

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3136) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الله بن يوسف ثنا ابن لَهيعة عن محمد بن عبد الله بن مالك عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي سعيد الخدري رفعه "منبري على تُرْعَة من ترع الجنة، وما بين المنبر وبين بيت عائشة روضة من رياض الجنة"

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عبيد الله بن عبد الله إلا محمد بن عبد الله، تفرد به ابن لهيعة"

قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره، وبكر بن سهل قال النسائي: ضعيف، ومحمد بن عبد الله ذكره ابن حبان في "الثقات"، وعبد الله وعبيد الله ثقتان.

3282 -

عن مخرمة بن بكير عن أبيه عن أبي بُردة بن أبي موسى أنّ ابن عمر سأله عما سمع من أبيه في ساعة الجمعة؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ما بين أن يجلس الإمام على المنبر إلى أن تقضى الصلاة"

(1) 4/ 471 (كتاب الحج- فضائل المدينة- باب حدثنا مسدد

)

ص: 4605

قال الحافظ: رواه مسلم (853) وأبو داود (1049")(1)

3283 -

"ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة فتنة أعظم من الدجال"

قال الحافظ: وفي حديث هشام بن عامر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

أخرجه الحاكم" (2)

أخرجه الحاكم (4/ 528) من طريق محمد بن عبد الرحمن الطُّفاوي ثنا أيوب عن حميد بن هلال قال: كان الناس يمرون على هشام بن عامر ويأتون عمران بن حصين فقال هشام: إنّ هؤلاء يجتازون إلى رجل قد كنا أكثر مشاهدة لرسول الله صلى الله عليه وسلم منه وأحفظ عنه، لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة فتنة أكبر عند الله من الدجال"

وقال: صحيح على شرط البخاري"

وأخرجه مسلم (2946) من طريق عبد العزيز بن المختار البصري ثنا أيوب عن حميد بن هلال عن رهط منهم أبو الدهماء وأبو قتادة قالوا: كنا نمرّ على هشام بن عامر نأتي عمران بن حصين فقال ذات يوم: إنكم لتجاوزوني إلى رجال ما كانوا بأحضر لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني ولا أعلم بحديثه مني، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال".

ثم أخرجه من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي عن أيوب عن حميد بن هلال عن ثلاثة رهط من قومه فيهم أبو قتادة قالوا: بمثل حديث عبد العزيز بن المختار غير أنّه قال "أمر أكبر من الدجال".

3284 -

"ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة"

سكت عليه الحافظ (3).

وذكره في موضع آخر وقال: وقع في حديث سعد بن أبي وقاص عند البزار بسند رجاله ثقات وعند الطبراني من حديث ابن عمر بلفظ "القبر"(4).

ورد من حديث سعد بن أبي وقاص ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي هريرة ومن

(1) 3/ 70 (كتاب الجمعة- باب الساعة التي في يوم الجمعة)

(2)

16/ 205 (كتاب الفتن- باب ذكر الدجال)

(3)

3/ 310 (كتاب الصلاة- أبواب التطوع- باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة)

(4)

4/ 471 (كتاب الحج- فضائل المدينة- باب حدثنا مسدد)

ص: 4606

حديث علي ومن حديث جابر ومن حديث أبي بكر ومن حديث عمر ومن حديث عبد الله بن زيد الأنصاري ومن حديث أبي سعيد ومن حديث أنس ومن حديث أم سلمة

فأما حديث سعد فأخرجه الخطيب في "التاريخ"(11/ 290) من طريق عثمان بن معبد المقري ثنا إسحاق بن محمد الفَرْوي حدثتنا عُبَيْدة بنت نابل عن عائشة بنت سعد عن أبيها مرفوعا "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة"

ورواه محمد بن عبد الرحيم البغدادي صاعقة عن الفروي بلفظ "ما بين بيتي ومنبري أو قبري ومنبري

"

أخرجه البزار (1206)

ورواه علي بن عبد العزيز البغوي عن الفروي بلفظ "ما بين بيتي ومصلاي

"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(332) وأبو نعيم في "المعرفة"(543)

قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 4/ 90

قلت: الفروي فيه لين، قال أبو حاتم: كان صدوقا ولكن ذهب بصره فربما لقن وكتبه صحيحة، وقال مرة: مضطرب، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يغرب وينفرد، وقال النسائي: متروك، وقال الدارقطني: ضعيف، ووهاه أبو داود جدا، وذكره العقيلي في الضعفاء.

وعبيدة ذكرها ابن حبان في "الثقات" وقال الحافظ في "التقريب": مقبولة.

وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان:

الأول: يرويه مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة"

رواه عن مالك غير واحد، منهم:

1 -

أحمد بن يحيى بن المنذر بن عبد الرحمن الأحول المسعودي الكوفي مولى الأشعريين.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(2874) والعقيلي (4/ 72) وتمام (177) والخطيب في "التاريخ"(12/ 160) وفي "الموضح"(1/ 431) والمهرواني في "الفوائد المنتخبة"(102) من طرق عن أحمد بن يحيى به.

قال ابن عبد البر: هذا إسناد خطأ لم يتابع عليه ولا أصل له" التمهيد 17/ 181

ص: 4607

قلت: أحمد بن يحيى ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخالف ويخطئ، وذكره الدارقطني في "الضعفاء"، وقال الذهبي في "الميزان": ليس بشيء، وقد توبع كما سيأتي.

2 -

عبد الله بن نافع المدني.

أخرجه العقيلي (4/ 73) وابن المقرئ في "المنتخب من غرائب حديث مالك"(21) وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 324) من طرق عن القاسم بن عثمان الجُوعي ثنا عبد الله بن نافع به (1).

وعبد الله بن نافع وثقه ابن معين وغيره، ولينه أحمد وغيره.

3 -

حباب بن جبلة الدقاق.

أخرجه العقيلي (4/ 73) عن موسى بن هارون الحمال ثنا حباب بن جبلة به.

وإسناده صحيح، وحباب بن جبلة وثقه موسى بن هارون (اللسان)

ولم ينفرد مالك به بل تابعه عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم عن نافع عن ابن عمر به.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(614 و 737) عن أحمد بن علي الأبار ثنا أبو حصين الرازي ثنا يحيى بن سليم عن عبد الله بن عثمان به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن خثيم إلا يحيى، تفرد به أبو حصين"

قلت: وهو ثقة كما قال أبو حاتم وغيره، وأحمد بن علي ونافع ثقتان، ويحيى بن سليم وعبد الله بن عثمان صدوقان فالإسناد حسن.

الثاني: يرويه أبو بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده به مرفوعا.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(13156) عن محمد بن أحمد بن أبي خيثمة عن إدريس بن عيسى القطان عن محمد بن بشر العبدي ثنا عبيد الله بن عمر عن أبي بكر بن سالم به.

وإسناده حسن، إدريس بن عيسى قال الخطيب: لم يكن به بأس، والباقون ثقات.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن أبي شيبة (11/ 439) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي وعبد الله بن نُمير عن عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة مرفوعا "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي"

(1) أخرجه الآجري في "الشريعة"(1837) عن عبد الله بن أبي داود السجستاني عن الجوعي بلفظ "بيتي"

ص: 4608

ورواه ابن أبي عاصم في "السنة"(731) عن ابن أبي شيبة به.

- ورواه محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه بلفظ "ما بين بيتي"

أخرجه مسلم (1391)

- ورواه أبو عبيدة أحمد بن عبد الله بن أبي السَّفَر الكوفي عن عبد الله بن نمير عن عبيد الله بن عمر عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا "ما بين قبري

"

أخرجه الدارقطني في "العلل"(8/ 221)

وقال: تفرد به أبو عبيدة بن أبي السفر عن ابن نمير بهذا الإسناد"

- ورواه محمد بن بشر العبدي عن عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة مرفوعا "ما بين قبري

"

أخرجه البيهقي (5/ 246) من طريق العباس بن محمد الدوري ثنا محمد بن بشر به.

وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 276) من طريق أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي عن محمد بن بشر بلفظ "ما بين بيتي"

وهكذا رواه غير واحد عن عبيد الله بن عمر بهذا الإسناد بلفظ "ما بين بيتي

"

منهم:

1 -

يحيى بن سعيد القطان.

أخرجه البخاري (فتح 3/ 312 و 4/ 471) ومسلم (1391) وأحمد (2/ 438) وابن حبان (3750) وابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 287)

2 -

أنس بن عياض المدني.

أخرجه البخاري (فتح 14/ 273)

3 -

محمد بن عبيد الطنافسي.

أخرجه أحمد (2/ 376) والبيهقي (5/ 246)

4 -

نوح بن ميمون العجلي البغدادي.

أخرجه أحمد (2/ 401)

ولم ينفرد عبيد الله بن عمر به بل تابعه شعبة عن خبيب عن حفص عن أبي هريرة مرفوعا "ما بين قبري"

ص: 4609

أخرجه الدارقطني (10/ 275) عن إسماعيل الوراق ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا يحيى بن عباد ثنا شعبة به.

ورواه نوح بن منصور بن مرداس السلمي عن الحسن بن محمد الزعفراني بهذا الإسناد بلفظ "ما بين بيتي

"

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 332)

وأما حديث علي فأخرجه ابن عدي (3/ 1182) من طريق أبي القاسم بن أبي الزناد المدني عن سلمة بن وردان قال: سمعت أبا سعيد بن أبي المعلى يقول: سمعت عليا رفعه "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة"

ثم أخرجه من طريق أبي نباتة يونس بن يحيى المديني عن سلمة بن وردان عن أبي سعيد بن أبي المعلى عن علي وأبي هريرة رفعاه "ما بين بيتي ومنبري"

وسلمة بن وردان قال ابن معين وغير واحد: ضعيف.

وأما حديث جابر فأخرجه الخطيب في "التاريخ"(11/ 228) من طريق أبي عبد الله محمد بن حفص بن عمر ثنا محمد بن كثير الكوفي ثنا سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة"

وقال: قال البرقاني: قال الدارقطني: تفرد به محمد بن كثير، ولم يحدث به غير محمد بن حفص البصري"

قلت: ولم أقف له على ترجمة، ومحمد بن كثير قال البخاري: منكر الحديث، وقال العجلي: ضعيف الحديث، وقال أحمد: مزقنا حديثه، وقال الساجي: متروك الحديث.

وله طريق أخرى عند البيهقي في "الشعب"(3866) وفيها محمد بن يونس الكُديمي وهو متهم.

وأما حديث أبي بكر فأخرجه ابن الأعرابي (ق 34 - 35) عن محمد بن سليمان بن الحارث الباغندي ثنا سعيد بن سلام العطار ثنا أبو بكر بن أبي سبرة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الرحمن بن يربوع عن أبي بكر مرفوعا "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة"

وأخرجه البزار (73) عن العباس بن أبي طالب البغدادي وإبراهيم بن هانئ النيسابوري قالا: ثنا سعيد بن سلام به بلفظ "ما بين بيتي ومصلاي

"

ص: 4610

وأخرجه أبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر"(118) وأبو يعلى (118) عن شجاع بن مخلد الفلاس ثنا سعيد بن سلام به بلفظ "ما بين بيتي ومنبري"

قال البزار: ابن أبي سبرة وسعيد بن سلام حدثا بغير حديث لم يتابع عليهما"

قلت: سعيد بن سلام كذبه أحمد ومحمد بن عبد الله بن نمير، وابن أبي سبرة قال أحمد وابن عدي: يضع الحديث.

وللحديث طريق أخرى عن أبي بكر يرويها عروة بن الزبير عن جبير بن الحويرث عن أبي بكر مرفوعا "ما بين منبري هذا وقبري روضة من رياض الجنة"

أخرجه الآجري في "الشريعة"(1834) عن أبي بكر قاسم بن زكريا المطرز ثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي ثنا محمد بن عمر ثنا نافع بن ثابت بن الزبير بن العوام عن محمد بن جعفر بن الزبير ويزيد بن رومان عن عروة به.

وأخرجه ابن الجوزي في "مثير الغرام"(ص 472) من طريق أبي عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري ثنا محمد بن عمر به.

ومحمد بن عمر ما عرفته، ونافع ذكره ابن حبان في "الثقات"، والباقون ثقات.

وأما حديث عمر فأخرجه ابن الأعرابي (ق 195/ ب) عن أبي رفاعة عبد الله بن محمد بن عمر بن حبيب العدوي ثنا محمد بن سليمان التيمي القرشي ثنا مالك بن أنس عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر عن عمر به مرفوعا.

ورواه محمد بن يحيى الأزدي عن محمد بن سليمان القرشي بهذا الإسناد بلفظ "ما بين بيتي

"

أخرجه العقيلي (4/ 72)

وقال: محمد بن سليمان بن معاذ القرشي منكر الحديث"

وأخرجه الدارقطني في "غرائب مالك" والخطيب في "الرواة عن مالك"(اللسان 5/ 185) من طرق عن محمد بن سليمان القرشي به.

وقالا: تفرد به محمد بن سليمان عن مالك"

وأما حديث عبد الله بن زيد فأخرجه الروياني (1007) عن محمد بن بشار ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا مالك بن أنس عن عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد مرفوعا "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة"

ص: 4611

ورواه أحمد (4/ 40) عن عبد الرحمن بن مهدي بلفظ "بيتي"

وتابعه أحمد بن سنان الواسطي ثنا عبد الرحمن بن مهدي به.

أخرجه البيهقي (7/ 245)

وهو في "الموطأ"(1/ 197) بلفظ "بيتي"

وهكذا رواه غير واحد عن مالك بلفظ "بيتي" منهم:

1 -

عبد الله بن يوسف التنيسي.

أخرجه البخاري (فتح 3/ 312) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 347)

2 -

قتيبة بن سعيد البلخي.

أخرجه مسلم (1390) والنسائي (2/ 29) وفي "الكبرى"(774 و 4289)

3 -

عبد الله بن وهب.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(2880)

4 -

مطرف بن عبد الله المدني.

أخرجه الطحاوي (2881)

5 -

سعيد بن أبي مريم الجمحي.

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 180)

6 -

سعيد بن كثير بن عفير المصري.

أخرجه ابن عبد البر (7/ 180 - 181)

وأما حديث أبى سعيد فأخرجه أحمد (3/ 64) والبخاري في "الكبير"(1/ 1/ 392) عن عفان بن مسلم الصفار ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا إسحاق بن شَرْفَى مولى عبد الله بن عمر عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر أنّ عبد الله بن عمر قال: ثني أبو سعيد رفعه "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة".

وأخرجه أبو يعلى (1341) والطحاوي في "المشكل"(2879) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(ص 298) وأبو الشيخ في "الطبقات"(2/ 362) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 92) وابن بشران (1115) والخطيب في "التاريخ"(4/ 403) وفي "الموضح"(1/ 419) من طرق عن عفان بن مسلم به.

ص: 4612

وتابعه حرمي بن حفص البصري عن عبد الواحد بن زياد به.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 392)

ورواته ثقات إلا أنّ أبا بكر بن عمر بن عبد الرحمن لم يدرك ابن عمر.

وأما حديث أم سلمة فأخرجه النسائي في "الكبرى"(4290)

عن الحارث بن مسكين المصري

والطحاوي في "المشكل"(2872)

عن عبد الغني بن أبي عقيل عبد الغني بن رفاعة بن عبد الملك بن أبي عقيل المصري

والآجري في "الشريعة"(1835)

عن أبي معمر إسماعيل بن إبراهيم القَطِيعي ومحمد بن أبي عمر العدني ويوسف بن موسي القطان

كلهم عن سفيان بن عيينة عن عمار الدهني عن أبي سلمة عن أم سلمة مرفوعا "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة، وإنّ قوائم منبري على رواتب في الجنة"

ورواه غير واحد عن سفيان بلفظ "بيتي" منهم:

1 -

الحميدي (290)

2 -

قتيبة بن سعيد البلخي.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(4290)

3 -

محمد بن الصباح بن سفيان الجَرْجَرائي.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(23/ 255)

4 -

نصر بن علي بن نصر الجَهْضمي البصري (1).

أخرجه الآجري (1863)

وخالفهم الفضل بن موسى السِّيناني المروزي فرواه عن سفيان عن مِسْعَر عن عمار الدهني عن أبي سلمة عن أم سلمة بلفظ "قبري"

(1) ولفظ حديثه "بيت عائشة" ولم يذكر فيه: عن أبي سلمة.

ص: 4613

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 248)

وقال: تفرد به الفضل عن سفيان"

وأما حديث أنس فأخرجه ابن البختري في "الأمالي"(230) عن محمد بن غالب بن حرب التمار ثنا سعيد بن سليمان ثنا عدي بن الفضل عن علي بن الحكم عن أنس مرفوعا "ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة"

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5227) عن محمد بن الفضل السَّقَطي ثنا سعيد بن سليمان به.

ولفظه "ما بين حجرتي ومصلاي روضة من رياض الجنة"

وقال: لم يرو هذا الحديث عن علي بن الحكم إلا عدي بن الفضل، تفرد به سعيد بن سليمان"

وقال الهيثمي: وفيه عدي بن الفضل وهو متروك" المجمع 4/ 9

3285 -

"ما بين ناحيتي حوضي كما بين أيلة وصنعاء مسيرة شهر"

قال الحافظ: وفي حديث أبي بَرْزة عند ابن حبان: فذكره" (1)

حسن

وله عن أبي برزة الأسلمي طريقان:

الأول: يرويه أبو طلحة شداد بن سعيد البصري قال: سمعت أبا الوازع جابر بن عمرو سمع أبا برزة الأسلمي رفعه "ما بين ناحيتي حوضي كما بين أيلة إلى صنعاء مسيرة شهر، عرضه كطوله، فيه ميزابان ينثعبان من الجنة من ذهب وَوَرِق، أبيض من اللبن، وأحلى من العسل، وأبرد من الثلج (2)، فيه أباريق عدد نجوم السماء".

أخرجه أحمد (4/ 424) وابن أبي عاصم في "السنة"(722) والبزار (3849) والروياني (773) وابن حبان (6458) والحاكم (1/ 76) واللالكائي في "السنة"(2113) والبيهقي في "البعث"(156) واللفظ له من طرق عن شداد بن سعيد به.

قال الحاكم واللالكائي: صحيح على شرط مسلم"

(1) 14/ 267 (كتاب الرقاق- باب في الحوض)

(2)

زاد أحمد "من شرب منه لم يظمأ حتى يدخل الجنة"

ص: 4614

قلت: لم يخرج مسلم رواية أبي طلحة عن أبي الوازع، واختلف فيهما، وثقا وضعفا، ولا ينزل حديثهما عن رتبة الحسن.

الثاني: يرويه سيار بن سلامة الرياحي عن أبيه عن أبي برزة مرفوعا "إنّ لي حوضا يوم القيامة عرضه ما بين أيلة إلى صنعاء، ماؤه أشدّ بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء، من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا، ومن كذّب به فلا سقاه الله منه"

أخرجه ابن أبي عاصم (702 و 720) عن عقبة بن مكرم بن أفلح البصري ثنا محمد بن موسى السيباني عن صالح المُرّي عن سيار بن سلامة به.

وإسناده ضعيف لضعف صالح المري.

3286 -

عن يزيد بن الأصم قال: ما تثاءب النبي صلى الله عليه وسلم قط"

قال الحافظ: أخرجه ابن أبي شيبة والبخاري في "التاريخ" من مرسل يزيد بن الأصم قال: فذكره" (1)

مرسل

أخرجه ابن سعد (1/ 385) عن محمد بن عبد الله الأسدي أنا سفيان عن أبي فزارة عن يزيد بن الأصم قال: ما رئي النبي صلى الله عليه وسلم متثاوبا في صلاة قط.

ورجاله ثقات، وأبو فزارة اسمه راشد بن كيسان.

3287 -

حديث حذيفة بن أسيد قال: اطلع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر فقال "ما تذاكرون؟ " قالوا: نذكر الساعة، قال "إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات" فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى بن مريم ويأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن فتطرد الناس إلى محشرهم.

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2901")(2)

3288 -

عن مبارك بن فضالة عن الحسن قال: دخل الزبير على النبي صلى الله عليه وسلم وهو شاك فقال: كيف تجدك جعلني الله فداك؟ قال "ما تركت أعرابيتك بعد؟ "

(1) 13/ 237 (كتاب الأدب- باب إذا تثاوب فليضع يده على فيه)

(2)

16/ 195 (كتاب الفتن- باب حدثنا مسدد)

ص: 4615

سكت عليه الحافظ (1).

مرسل

وله عن الحسن طرق:

الأول: يرويه مبارك بن فضالة عن الحسن به.

أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند علي ص 111) عن يحيى بن داود الواسطي ثنا أبو أسامة أخبرني مبارك عن الحسن به.

وإسناده ضعيف، مبارك مدلس وقد عنعن، وأبو أسامة اسمه حماد بن أسامة الكوفي.

وتابعه أبو نعيم الفضل بن دكين عن مبارك به.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(8501)

الثاني: يرويه إسماعيل بن مسلم المكي عن الحسن قال: قال الزبير بن العوام: كيف أصبحت يا نبي الله، جعلني الله فداك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أما تركت أعرابيتك بعد يا زبير"

أخرجه الطبري (ص 111) عن محمد بن حميد الرازي ثنا هارون بن المغيرة عن إسماعيل به.

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد وإسماعيل بن مسلم.

الثالث: يرويه سَوّار بن عبد الله بن قدامة العنبري عن الحسن أنّ الزبير دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يشتكي فقال: ما أكثر ما نعهدك، جعلني الله فداك، فقال له "أما تركت أعرابيتك بعد؟ " أو كما قال.

أخرجه الطبري (ص 112) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا ابن عُلية عن سوار به.

وسوار صدوق، والباقون ثقات.

وله شاهد عن محمد بن المنكدر قال: دخل الزبير على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كيف أصبحت، جعلني الله فداك؟ فقال "ما تركت أعرابيتك؟ "

أخرجه الطبري (ص 112) عن سَلْم بن جُنادة السُّوَائي ثنا حفص بن غياث عن منكدر عن أبيه به.

ومنكدر بن محمد بن المنكدر ليس بالقوي.

(1) 13/ 189 (كتاب الأدب- باب قول الرجل جعلني الله فداك)

ص: 4616

3289 -

"ما تركت بعدي فتنة أضرَّ على الرجال من النساء"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه البخاري (فتح 11/ 40)

3290 -

عن عائشة قالت: ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم درهما ولا دينارا ولا شاة ولا بعيرا ولا أوصى بشيء.

قال الحافظ: روى مسلم (1635) وأبو داود (2863) والنسائي (6/ 200) وغيرهم من طريق مسروق عن عائشة قالت: فذكرته" (2)

3291 -

حديث عمر أنّه صلى الله عليه وسلم قال: "ما ترون في هؤلاء الأسرى؟ " فقال أبو بكر: أرى أن تأخذ منهم فدية تكون قوة لنا وعسى الله أن يهديهم، فقال عمر: أرى أن تمكنا منهم فنضرب أعناقهم فإن هؤلاء أئمة الكفر، فهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر. الحديث، وفيه نزول قوله تعالى {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} .

قال الحافظ: وأخرج مسلم (1763) هذه القصة مطولة من حديث عمر ذكر فيها السبب: هو أنه صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (3)

3292 -

حديث علي قال: لما نزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ} [المجادلة: 12] الآية قال لي النبي صلى الله عليه وسلم "ما ترى دينار" قلت: لا يطيقونه، قال "فنصف دينار" قلت: لا يطيقونه، قال "فكم؟ " قلت: شعيرة، قال "إنك لزهيد" فنزلت {أَأَشْفَقْتُمْ} [المجادلة: 13] الآية. قال: فبي خفف الله عن هذه الأمة.

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وحسنه وصححه ابن حبان" (4)

ضعيف

أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 81 - 82) وعبد بن حميد (90) والترمذي (3300) والبزار (668) والنسائي في "خصائص علي"(152) وأبو يعلى (400) والطبري في "تفسيره"(28/ 21) والعقيلي (3/ 243) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ"(3/ 54) وابن

(1) 14/ 35 (كتاب الرقاق- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: إنّ هذا المال خضرة حلوة)

(2)

6/ 289 (كتاب الوصايا- باب الوصايا)

(3)

8/ 326 (كتاب المغازي- باب حدثني خليفة

)

(4)

17/ 103 (كتاب الاعتصام- باب قول الله تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشُّورى: 38])

ص: 4617

حبان (6941 و 6942) وابن عدي (5/ 1847 - 1848) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(3/ 272 - 273) من طرق عن سفيان الثوري عن عثمان بن المغيرة الثقفي عن سالم بن أبي الجَعْد الغطفاني عن علي بن علقمة الأنماري عن علي قال: فذكره.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه"

وقال البزار: وهذا الحديث لا نحفظه من حديث علي إلا بهذا الإسناد متصلا، وعثمان بن المغيرة روى عنه الثوري ومسعر وشريك وجماعة، ولا نعلم روى هذا الكلام عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا علي"

قلت: علي بن علقمة لم يرو عنه إلا سالم بن أبي الجعد كما قال ابن المديني، وقال البخاري: في حديثه نظر، وذكره العقيلي وابن الجارود في الضعفاء.

واختلف فيه ابن حبان، فذكره في "الثقات"، وذكره في "الضعفاء" وقال: منكر الحديث ينفرد عن علي بما لا يشبه حديثه فلا أدري سمع منه سماعا أو أخذ ما يروي عنه عن غيره. والذي عندي ترك الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات من أصحاب علي في الروايات.

وقال ابن عدي: لا أرى بحديثه بأسا.

ولم يذكر سماعا من علي فلا أدري أسمع منه أم لا.

3293 -

عن ضميرة أنّ رجلا قال: يا رسول الله، أنكحني فلانة، قال "ما تصدقها؟ " قال: ما معي شيء، قال "لمن هذا الخاتم؟ " قال: لي، قال "فأعطها إياه" فأنكحه.

قال الحافظ: أخرجه البغوي في "معجم الصحابة" من طريق القعنبي عن حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده: فذكره" (1)

ضعيف جدا

أخرجه الطبراني في "الكبير"(8153) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا القعنبي ثنا حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده أنّ رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أنكحني فلانة، قال "ما معك تصدقها إياه وتعطيها؟ " قال: ما معي شيء، قال "لمن هذا الخاتم؟ " قال: لي، قال "فأعطها إياه" وأنكحه وأنكح آخر على سورة البقرة لم يكن عنده شيء.

(1) 11/ 123 (كتاب النكاح- باب التزويج على القرآن)

ص: 4618

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(3923) عن الطبراني به.

قال الهيثمي: رواه الطبراني وحسين متروك" المجمع 4/ 281

قلت: كذبه مالك وابن معين وأبو حاتم وابن الجارود، وقال أحمد: متروك الحديث.

3294 -

"ما تعدون الشهيد فيكم؟ قالوا: من يقتل في سبيل الله" وفيه "الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله"

قال الحافظ: أخرجه مالك من رواية جابر بن عَتِيْك أنّ النبي صلى الله عليه وسلم جاء يعود عبد الله بن ثابت فذكر الحديث، وفيه: فذكره، فذكر زيادة على حديث أبي هريرة "الحريق، وصاحب ذات الجنب، والمرأة تموت بجمع" وأخرجه أيضا أبو داود والنسائي وابن حبان، وقد روى مسلم من طريق أبي صالح عن أبي هريرة شاهدا لحديث جابر بن عتيك ولفظه "ما تعدون الشهداء فيكم؟ " وزاد فيه ونقص، فمن زيادته "ومن مات في سبيل الله فهو شهيد" ولأحمد من حديث عبادة بن الصامت نحو حديث جابر بن عتيك ولفظه "وفي النفساء يقتلها ولدها جمعا شهادة" وله من حديث راشد بن حبيش نحوه، وفيه "والسِلّ"(1)

حديث جابر بن عتيك تقدم الكلام عليه في حرف الدال فانظر حديث "دعهنّ فإذا وجبت فلا تبكين باكية"

وحديث أبي صالح عن أبي هريرة أخرجه مسلم (1915)

وحديث عبادة بن الصامت له عنه طرق:

الأول: يرويه أبو بكر عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص واختلف عنه:

- فقال شعبة: عن أبي بكر بن حفص قال: سمعت ابن مُصَبِّح أو أبا مُصَبِّح يحدث عن (2) شُرَحْبيل بن السِّمْط عن عبادة قال: عاد النبي صلى الله عليه وسلم ابن رواحة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما تعدون شهداء أمتي؟ " فقال: من قتل في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ شهداء أمتي إذا لقليل، القتل شهادة، والطاعون شهادة، والبطن شهادة، والمرأة يقتلها ولدها جُمْعا شهادة"

أخرجه الطيالسي (ص 79) عن شعبة به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب"(9413)

(1) 6/ 383 (كتاب الجهاد- باب الشهادة سبع سوى القتل)

(2)

ليس في رواية العقدي: عن.

ص: 4619

وأخرجه أحمد (5/ 314 - 315) عن يحيى بن سعيد القطان عن شعبة به.

وأخرجه أحمد (5/ 323) أيضا عن عفان بن مسلم البصري ثنا شعبة به.

وقال في روايته: سمعت أبا مصبح أو ابن مصبح- شك أبو بكر-.

وأخرجه ابن سعد (3/ 528 - 529) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي أنا شعبة به.

قال المنذري: رواته ثقات" الترغيب 2/ 333

- وقال منصور بن المعتمر: عن أبي بكر بن حفص عن شرحبيل بن السمط عن عبادة.

أخرجه الدارمي (2419) عن عبيد الله بن موسى العبسي عن إسرائيل عن منصور به.

والأول أصح، وشيخ أبي بكر بن حفص قال الحسيني في "الإكمال": مجهول.

قلت: أظنه أبو مصبح المقرائي فإن كان هو فالإسناد صحيح.

الثاني: يرويه حماد بن سلمة عن أبي سِنَان عن يعلي بن شداد قال: سمعت عبادة بن الصامت يقول: عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه، فقال "هل تدرون من الشهداء من أمتي؟ " مرتين أو ثلاثا، فسكتوا، فقال عبادة: أخبرنا يا رسول الله، فقال "القتيل في سبيل الله شهيد، والمبطون شهيد، والمطعون شهيد، والنفساء شهيد يجرها ولدها بسرره إلى الجنة"

أخرجه أحمد (5/ 328 - 329) عن أبي بحر عبد الواحد بن غياث البصري ثنا حماد بن سلمة به.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2154) عن يحيى بن زكريا الساجي والحسن بن حماد بن فضالة الصيرفي البصري قالا: ثنا عبد الواحد بن غياث به.

وإسناده ضعيف لضعف أبي سنان عيسى بن سنان الحنفي.

الثالث: يرويه عبادة بن نُسَي واختلف عنه:

- فقال هشام بن الغاز الشامي: عن عبادة بن نُسَي عن عبادة بن الصامت أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال "ما تعدون الشهيد فيكم؟ " قالوا: الذي يقاتل فيقتل في سبيل الله تعالى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ شهداء أمتي إذًا لقليل، القتيل في سبيل الله تبارك وتعالى شهيد، والمطعون شهيد، والمبطون شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيد -يعني النفساء-"

أخرجه أحمد (5/ 315) عن وكيع ثنا هشام بن الغاز به.

ص: 4620

ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ترجمة عبادة بن الصامت ص 40 - 41)

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2235) من طريق إسحاق بن راهويه أنبا وكيع به.

- وقال مغيرة بن زياد البجلي: عن عبادة بن نسي عن الأسود بن ثعلبة عن عبادة بن الصامت.

أخرجه أحمد (5/ 316 - 317) والبزار (2692 و 2693 و 2710) والطبراني في "مسند الشاميين"(2254) من طرق عن مغيرة بن زياد به.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد"

قلت: له طريقين آخرين تقدما وطريق رابعة ستأتي.

وهذه الطريق يرويها هشام بن الغاز ومغيرة بن زياد عن عبادة بن نسي واختلفا عنه كما تقدم، ورواية هشام أصح لأنّه أوثق من مغيرة.

الرابع: يرويه قتادة واختلف عنه:

- فقال هشام الدَّسْتُوَائي: عن قتادة عن راشد بن حُبَيْش عن عبادة مرفوعا "النفساء يجرها ولدها يوم القيامة بسرره إلى الجنة"

أخرجه الطيالسي (ص 79) عن هشام به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب"(9307)

- وقال همام بن يحيى العَوْذي: ثنا قتادة عن صاحب له عن راشد بن حبيش عن عبادة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه يعوده في مرضه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أتعلمون من الشهيد من أمتي؟ " فَأَرَمَّ القوم، فقال عبادة: ساندوني، فأسندوه، فقال: يا رسول الله، الصابر المحتسب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ شهداء أمتي إذًا لقليل، القتل في سبيل الله عز وجل شهادة، والطاعون شهادة، والغرق شهادة، والبطن شهادة، والنفساء يجرها ولدها بسرره إلى الجنة"

أخرجه أحمد (3/ 489) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ثنا همام به.

- وقال شيبان بن عبد الرحمن النَّحوي: ثنا قتادة عن عزرة بن عبد الرحمن الخزاعي عن راشد بن حبش عن عبادة قال: فذكره.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(9310) عن هاشم بن مرثد الطبراني ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شيبان به.

ص: 4621

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن قتادة إلا شيبان، تفرد به آدم"

قلت: رواه غير واحد عن قتادة كما تقدم وكما سيأتي، وهذا إسناد رواته ثقات غير هاشم بن مرثد فهو مختلف فيه، وثقه الخليلي، وقال ابن حبان: ليس بشيء.

- ورواه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة واختلف عنه:

• فقال محمد بن بكر البُرْساني: ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن مسلم بن يسار عن أبي الأشعث الصنعاني عن راشد بن حبيش أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على عبادة بن الصامت يعوده في مرضه، وذكر الحديث.

وقال في آخره: وزاد فيها أبو العوام سادن بيت المقدس "والحرق، والسّل"

أخرجه أحمد (3/ 489) عن محمد بن بكر به.

ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 187)

وأخرجه الطبري في "المنتخب"(11/ 591 - 592) عن محمد بن بشار ثنا محمد بن بكر به.

قال المنذري: إسناده حسن" الترغيب 2/ 334

• وقال عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري: عن سعيد عن قتادة عن مسلم بن يسار عن راشد بن حبيش.

ولم يذكر أبا الأشعث.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2788)

3295 -

"ما تعدون الصُّرَعَة فيكم؟ " قالوا: الذي لا يصرعه الرجال.

قال الحافظ: في حديث ابن مسعود عند مسلم (2608) وأوله: فذكره" (1)

3296 -

عن علي قال: لما نزلت هذا الآية- يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول- قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما تقول دينار" قلت: لا يطيقونه، قال "في نصف دينار" قلت: لا يطيقونه، قال "فكم؟ " قلت: شعيرة، قال "إنّك لزهيد" قال: فنزلت {أَأَشْفَقْتُمْ} [المجَادلة: 13] الآية، قال علي: فبي خفف عن هذه الأمة.

(1) 13/ 134 (كتاب الأدب- باب الحذر من الغضب)

ص: 4622

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وابن حبان وصححه وابن مردويه من طريق علي بن علقمة عن علي قال: فذكره" (1)

تقدم قبل ثلاثة أحاديث.

3297 -

حديث المقداد بن الأسود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما تقولون في الزنا؟ " قالوا: حرام. قال "لأنْ بزني الرجل بعشرة نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره"

تقدم الكلام عليه في حرف اللام.

3298 -

قوله صلى الله عليه وسلم لوابصة "ما حاك في صدرك فدعه وإن أفتوك"

سكت عليه الحافظ (2).

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "استفت قلبك وإن أفتوك"

3299 -

"ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدوكم على السلام والتأمين"

قال الحافظ: وقد أخرج البخاري في "الأدب المفرد" وابن ماجه وصححه ابن خزيمة من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن عائشة مرفوعا: فذكره" (3)

وذكره في موضع آخر وقال: رواه ابن ماجه وصححه ابن خزيمة. وأخرجه ابن ماجه أيضا من حديث ابن عباس بلفظ "ما حسدتكم على آمين فأكثروا من قول آمين"(4)

حسن

ورد من حديث عائشة ومن حديث ابن عباس ومن حديث معاذ بن جبل ومن حديث أنس

فأما حديث عائشة فله عنها طريقان:

الأول: يرويه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن عائشة قالت: دخل يهودي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: السام عليك يا محمد. فقال النبي صلى الله عليه وسلم "وعليك" فقالت عائشة: فهممت أن أتكلم فعلمت كراهية النبي صلى الله عليه وسلم لذلك فسكت. ثم دخل آخر فقال: السام عليك. فقال

(1) 13/ 324 (كتاب الإستئذان- باب لا يتناجي اثنان دون الثالث)

(2)

16/ 44 (كتاب التعبير- باب من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام)

(3)

13/ 239 (كتاب الإستئذان- باب بدء السلام)

(4)

13/ 456 (كتاب الدعوات- باب التأمين)

ص: 4623

"عليك" فهممت أن أتكلم فعلمت كراهية النبي صلى الله عليه وسلم لذلك. ثم دخل الثالث فقال: السام عليك. فلم أصبر حتى قلت: وعليك السام وغضب الله ولعنته إخوان القردة والخنازير أتحيون رسول الله صلى الله عليه وسلم بما لم يحيه الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ الله لا يحب الفحش ولا التفحش قالوا قولا فرددنا عليهم، إنّ اليهود قوم حُسّد وهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على السلام وعلى آمين".

أخرجه ابن خزيمة (574) ثنا أبو بشر الواسطي ثنا خالد بن عبد الله عن سهيل به.

وأبو بشر الواسطي هو إسحاق بن شاهين وهو صدوق كما قال النسائي وغيره، وخالد بن عبد الله هو الطحان وهو ثقة، ولم ينفرد به بل تابعه حماد بن سلمة ثنا سهيل عن أبيه عن عائشة مرفوعا "ما حسدكم اليهود على شيء كما حسدوكم على السلام والتأمين".

أخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(579) وعنه البخاري في "الأدب المفرد"(988) أنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا حماد بن سلمة به.

وأخرجه ابن ماجه (856) عن إسحاق بن منصور الكَوْسج المروزي أنا عبد الصمد بن عبد الوارث به.

وأخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 22) عن موسى بن إسماعيل البصري ثنا حماد به.

قال البوصيري: هذا إسناد صحيح احتج مسلم بجميع رواته" مصباح الزجاجة 1/ 106

قلت: بل حسن للخلاف المعروف في سهيل.

الثاني: يرويه عمر بن قيس الماصر عن محمد بن الأشعث بن قيس عن عائشة قالت: بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ استأذن رجل من اليهود فأذن له فقال: السام عليك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم "وعليك" قالت: فهممت أن أتكلم

الحديث وفيه "إنهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على يوم الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام آمين"

أخرجه أحمد (6/ 134 - 135) ثنا علي بن عاصم عن حصين بن عبد الرحمن عن عمر بن قيس به.

وعلي بن عاصم هو ابن صهيب الواسطي قال الذهبي في "الكاشف": ضعفوه.

ولم ينفرد به بل تابعه سليمان بن كثير العبدي عن حصين به.

أخرجه البيهقي (2/ 56) وفي "الشعب"(2707)

ص: 4624

وسليمان بن كثير مختلف فيه (1).

وحصين بن عبد الرحمن هو السلمي ثقة مشهور، وعمر بن قيس وثقه ابن معين وجماعة.

ولم ينفرد به بل تابعه مجاهد عن محمد بن الأشعث عن عائشة مرفوعا "لم يحسدونا اليهود بشيء ما حسدونا بثلاث: التسليم، والتأمين، واللهم ربنا لك الحمد"

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 22) وأسلم في "تاريخ واسط"(ص 134 - 135) وابن حبان في "المجروحين"(2/ 32) والبيهقي (2/ 56) واللفظ له والخطيب في "الموضح"(2/ 198) من طريق عبد الله بن ميسرة الواسطي ثنا إبراهيم بن أبي حرة عن مجاهد به.

وإسناده ضعيف لضعف عبد الله بن ميسرة.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن ماجه (857) من طريق طلحة بن عمرو المكي عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على آمين فأكثروا من قول آمين".

قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لاتفاقهم على ضعف طلحة بن عمرو" مصباح الزجاجة 1/ 107

وذكره النووي في "الخلاصة"(1/ 381) في فصل الضعيف.

وأما حديث معاذ فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4907) وفي "مسند الشاميين"(1896)

ومن طريقه الحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 26)

قال الطبراني: ثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء ثنا أبي ثنا عمرو بن الحارث عن عبد الله بن سالم عن الزبيدي ثنا عيسى بن يزيد أنّ طاوسا حدّثه أنّ منبها أبا وهب حدّثه يرده إلى معاذ أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم جلس في بيت من بيوت أزواجه وعنده عائشة فدخل عليه نفر من اليهود فذكر الحديث، وفيه: فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم "إنّ اليهود قوم حُسّد ولم يحسدوا المسلمين على أفضل من ثلاث: ردّ السلام، وإقامة الصفوف، وقولهم خلف إمامهم في المكتوبة: آمين"

(1) وتابعه حصين بن نمير الواسطي ثنا حصين بن عبد الرحمن به.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/22)

ص: 4625

قال الطبراني: لا يُروى عن معاذ إلا بهذا الإسناد، ولا نعلم منبها أبا وهب أسند حديثا غير هذا"

وقال الحافظ: قلت: رواته موثقون إلا عيسى وفي طبقته عيسى بن يزيد بن بكر بن داب، فإن كان هو فهو ضعيف، وإلا فمجهول"

وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 2/ 112 - 113

قلت: عيسى بن يزيد هو الشامي ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديل، ولم يذكرا عنه راويا إلا محمد بن الوليد الزبيدي فهو مجهول.

وعمرو بن إسحاق لم أقف له على ترجمة، وأبوه مختلف فيه، وعمرو بن الحارث هو ابن الضحاك الحمصي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث، وقال الذهبي: غير معروف العدالة.

ومنبه أبوهب ترجمه البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ولم يذكروا عنه راويا إلا طاوسا، والباقون ثقات.

وأما حديث أنس فأخرجه الخطيب في "التاريخ"(11/ 43) وأبو نعيم في "أحاديث مشايخ أبي القاسم الأصم" والضياء في "المختارة" كما في "الصحيحة"(2/ 314) من طريق إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا أبو ظَفَر ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس رفعه "إنّ اليهود ليحسدونكم على السلام والتأمين"

وإسناده صحيح رواته ثقات، وأبو ظفر اسمه عبد السلام بن مُطَهَّر.

3300 -

عن جابر قال: كانت قريش تدعى الحمس، وكانوا يدخلون من الأبواب في الإحرام، وكانت الأنصار وسائر العرب لا يدخلون من الأبواب، فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بستان فخرج من بابه، فخرج معه قطبة بن عامر الأنصاري، فقالوا: يا رسول الله، إنّ قطبة رجل فاجر فإنه خرج معك من الباب، فقال "ما حملك على ذلك؟ " فقال: رأيتك فعلته ففعلت كما فعلت، قال "إني أحمسي" قال: فإنّ ديني دينك، فأنزل الله الآية.

قال الحافظ: قوله: فجاء رجل من الأنصار. هو قُطْبة، بضم القاف وإسكان المهملة بعدها موحدة، ابن عامر بن حديدة بمهملات وزن كبيرة الأنصاري الخزرجي السلمي، كما أخرجه ابن خزيمة والحاكم في صحيحيهما من طريق عمار بن رزيق عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: فذكره، وهذا الإسناد وإن كان على شرط مسلم لكن اختلف في وصله على الأعمش عن أبي سفيان، فرواه عَبيدة بن حُميد عنه فلم يذكر جابرا، أخرجه

ص: 4626

بقي وأبو الشيخ في تفسيرهما من طريقه، وكذا سماه الكلبي في "تفسيره" عن أبي صالح عن ابن عباس، وكذا ذكر مقاتل بن سليمان في "تفسيره"، وجزم البغوي وغيره من المفسرين بأنّ هذا الرجل يقال له: رفاعة بن تابوت. واعتمدوا في ذلك على ما أخرجه عبد بن حميد وابن جرير من طريق داود بن أبي هند عن قيس بن حبتر النهشلي قال: كانوا إذا أحرموا لم يأتوا بيتا من قبل بابه ولكن من قبل ظهره، وكانت الحمس تفعله، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا فاتبعه رجل يقال له: رفاعة بن تابوت، ولم يكن من الحمس فذكر القصة. وهذا مرسل والذي قبله أقوى إسنادا، فيجوز أن يحمل على التعدد في القصة إلا أنّ في هذا المرسل نظرا من وجه آخر لأنّ رفاعة بن تابوت معدود في المنافقين، وهو الذي هبت الريح العظيمة لموته كما وقع مبهما في "صحيح مسلم"(2782)، ومفسرا في غيره من حديث جابر، فإنّ لم يحمل على أنهما رجلان توافق اسمهما واسم أبويهما وإلا فكونه قطبة بن عامر أولى، ويؤيده أنّ في مرسل الزهري عند الطبري: فدخل رجل من الأنصار من بني سلمة، وقطبة من بني سلمة بخلاف رفاعة. ويدل على التعدد اختلاف القول في الإنكار على الداخل فإنّ في حديث جابر فقالوا: إنّ قطبة رجل فاجر. وفي مرسل قيس بن حبتر فقالوا: يا رسول الله، نافق رفاعة. لكن ليس بممتنع أن يتعدد القائلون في القصة الواحدة، وقد وقع في حديث ابن عباس عند ابن جرير أنّ القصة وقعت أول ما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وفي إسناده ضعف. وفي مرسل الزهري أنّ ذلك وقع في عمرة الحديبية، وفي مرسل السدي عند الطبري أيضا أنّ ذلك وقع في حجة الوداع، وكأنه أخذه من قوله: كانوا إذا حجوا، لكن وقع في رواية الطبري: كانوا إذا أحرموا، فهذا يتناول الحج والعمرة، والأقرب ما قال الزهري" (1)

حديث جابر يرويه الأعمش واختلف عنه:

- فقال عمار بن رُزَيْق الكوفي: عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: فذكره.

والآية هي قوله تعالى {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البَقَرَة: 189].

أخرجه الحاكم (1/ 483) عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا محمد بن إسحاق الصاغاني ثنا أبو الجواب ثنا عمار بن رُزَيق به.

وقال: صحيح على شرط الشيخين"

(1) 4/ 371 (كتاب الحج -أبواب العمرة- باب قول الله تعالى: {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البَقَرَة: 189])

ص: 4627

قلت: أبو الجَوَّاب واسمه أَحْوَص بن جَوَّاب وعمار بن رزيق لم يخرج لهما البخاري شيئا، وأبو سفيان اسمه طلحة بن نافع.

- ورواه عَبيدة بن حُميد الكوفي عن الأعمش عن أبي سفيان مرسلا، ليس فيه عن جابر.

أخرجه ابن بشكوال في "الغوامض"(743) من طريق بقي بن مخلد ثنا هناد بن السري ثنا عبيدة به.

وأخرجه أبو الشيخ (1) في "تفسيره"(الإصابة 8/ 163) عن أبي يحيى عبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازي ثنا سهل بن عثمان ثنا عبيدة بن حميد به.

وقال: رواه عبد الله بن محمد بن زكريا عن سهل فقال فيه: عن أبي سفيان عن جابر مثله"

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5762) عن أبي الشيخ به.

وحديث ابن عباس له عنه طريقان:

الأول: يرويه (2) محمد بن السائب الكلبي في "تفسيره" عن أبي صالح عن ابن عباس قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو محرم باب بستان، فأبصره قطبة بن عامر الأنصاري، أحد بني سلمة، فاتبعه، فأبصره رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال "ما أدخلك وأنت محرم؟ " فقال: يا رسول الله، رضيت بهديك ودينك وسمتك. فأنزل الله عز وجل {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} [البَقَرَة: 189] الآية.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5761) من طريق محمد بن مروان السُّدِّي الكوفي عن محمد بن السائب الكلبي به.

والكلبي: قال النسائي وغيره: متروك الحديث، وكذبه غير واحد.

الثاني: يرويه محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة العَوْفي ثني أبي سعد بن محمد بن الحسن ثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية العوفي ثني أبي الحسن بن عطية العوفي عن أبيه عطية العوفي عن ابن عباس قال: إنّ رجالا من أهل المدينة كانوا إذا خاف أحدهم من عدوه شيئا أحرم فأمن، فإذا أحرم لم يلج من باب بيته

(1) ومن طريقه أخرجه الواحدي في "أسباب النزول"(ص 28 - 29) وزاد فيه: عن جابر.

(2)

انظر أسد الغابة 4/ 406 - الإصابة 8/ 163

ص: 4628

واتخذ نقبا من ظهر بيته، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة كان بها رجل محرم كذلك، وإنّ أهل المدينة كانوا يسمون البستان: الحش، وإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل بستانا، فدخله من بابه، ودخل معه ذلك المحرم، فناداه رجل من ورائه: يا فلان إنك محرم وقد دخلت، فقال: أنا أحمس، فقال: يا رسول الله إن كنت محرما فأنا محرم، وإن كنت أحمس فأنا أحمس، فأنزل الله تعالى ذكره {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} [البَقَرَة: 189] إلى آخر الآية.

فأحل الله للمؤمنين أن يدخلوا من أبوابها.

وإسناده ضعيف لضعف سعد بن محمد بن الحسن والحسين بن الحسن بن عطية العوفي والحسن بن عطية وعطية العوفي.

وحديث قيس بن حبتر النهشلي أخرجه الطبري في "تفسيره"(2/ 186 - 187) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت داود عن قيس بن حبتر أنّ ناسا كانوا إذا أحرموا لم يدخلوا حائطا من بابه ولا دارا من بابها أو بيتا، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه دارا، وكان رجل من الأنصار يقال له: رفاعة بن تابوت، فجاء فتسور الباب، ثم دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما خرج من باب الدار، أو قال: من باب البيت خرج معه رفاعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما حملك على ذلك؟ " قال: يا رسول الله، رأيتك خرجت منه، فخرجت منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إني رجل أحمس" فقال: إن تكن رجلا أحمس فإنّ ديننا واحد، فأنزل الله {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البَقَرَة: 189].

ومن طريقه أخرجه ابن بشكوال في "الغوامض"(742)

وهو مرسل رواته ثقات، وداود هو ابن أبي هند.

وحديث جابر الآخر الذي أشار إليه الحافظ أخرجه أحمد (3/ 315) وعبد بن حميد (1029) ومسلم (2782) وأبو يعلى (2307) من طرق عن سليمان الأعمش عن أبي سفيان طلحة بن نافع عن جابر قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فهاجت ريح تكاد تدفن الراكب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بعثت هذه الريح لموت منافق" فلما رجعنا إلى المدينة وجدنا مات في ذلك اليوم منافق عظيم النفاق فسمعت أصحابنا بعد يقولون: هو رافع بن التابوت.

السياق لعبد بن حميد.

وحديث الزهري أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 72 - 73) عن مَعْمر بن راشد عن الزهري قال: كان أناس من الأنصار إذا أهلوا بالعمرة لم يحل بينهم وبين السماء شيء

ص: 4629

يتحرجون من ذلك، فكان الرجل يخرج مهلا بالعمرة، فتبدو له الحاجة بعد ما يخرج من بيته، فيرجع فلا يدخل من باب الحجرة من أجل سقف البيت، لا يحول بينه وبين السماء فيقتحم الجدار من ورائه، ثم يقوم من حجرته فيأمر بحاجته، فتخرج إليه من بيته حتى بلغنا أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أهلّ زمان الحديبية بالعمرة فدخل إلى حجرته، فدخل على إثره رجل من الأنصار من بني سلمة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "إني أحمس" فقال الأنصاري: وأنا أحمس، يقول وأنا على دينك، فأنزل الله تعالى {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} [البَقَرَة: 189].

مرسل.

وحديث السُّدِّي أخرجه الطبري (2/ 188) عن موسى بن هارون الطوسي ثنا عمرو بن حماد القناد ثنا أسباط عن السدي قوله {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} [البَقَرَة: 189] فإنّ ناسا من العرب كانوا إذا حجوا لم يدخلوا بيوتهم من أبوابها كانوا ينقبون في أدبارها، فلما حجّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع أقبل يمشي ومعه رجل من أولئك وهو مسلم، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم باب البيت احتبس الرجل خلفه وأبى أن يدخل، قال: يا رسول الله، إني أحمس، يقول: إني محرم، وكان أولئك الذين يفعلون ذلك يسمون الحمس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وأنا أيضا أحمس فادخل" فدخل الرجل، فأنزل الله {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البَقَرَة: 189].

وإسناده إلى السدي حسن.

3301 -

حديث أنس رفعه "ما خاب من استخار"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الصغير" بسند واه جدا" (1)

موضوع

أخرجه الطبراني في "الصغير"(980) و"الأوسط"(6623) والقضاعي (774) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(1103) من طريق عبد القدوس بن عبد السلام بن عبد القدوس ثني أبي عن جدي عبد القدوس بن حبيب عن الحسن عن أنس به مرفوعا وزاد "ولا ندم من استشار، ولا عال من اقتصد"

قال الطبراني: لم يروه عن الحسن إلا عبد القدوس، تفرد به ولده عنه"

قلت: عبد القدوس بن حبيب هو الكَلاعي الشامي كذبه ابن المبارك وإسماعيل بن

(1) 13/ 439 (كتاب الدعوات - باب الدعاء عند الاستخارة)

ص: 4630

عياش، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقات، وقال الفلاس: أجمع أهل العلم على ترك حديثه.

وابنه عبد السلام بن عبد القدوس قال أبو حاتم وغيره: ضعيف.

3302 -

حديث عائشة مرفوعا "ما خير عمار بين أمرين إلا اختار أرشدهما"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي، ولأحمد من حديث ابن مسعود مثله، أخرجهما الحاكم" (1)

روي من حديث عائشة ومن حديث ابن مسعود.

فأما حديث عائشة فأخرجه ابن ماجه (148) والترمذي (3799) والنسائي في "الكبرى"(8276) والآجري في "الشريعة"(1974) والحاكم (3/ 388) والخطيب في "التاريخ"(11/ 288) من طريق عبد العزيز بن سِيَاه الكوفي عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء بن يسار عن عائشة به مرفوعا.

واللفظ للحاكم والآجري (2).

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد العزيز بن سياه"

قلت: وهو ثقة كما قال ابن معين وجماعة.

ولم ينفرد به بل تابعه عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت عن أبيه به.

أخرجه أحمد (6/ 113) عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري ثنا عبد الله بن حبيب به.

ورواته ثقات إلا أنّ فيه عنعنة حبيب بن أبي ثابت فإنّه كان مدلسا.

وأما حديث ابن مسعود فأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 119) وأحمد (1/ 389 و445) عن وكيع عن سفيان عن عمار بن معاوية الدهني عن سالم بن أبي الجَعْد الأشجعي عن ابن مسعود مرفوعا "ابن سمية ما خير بين أمرين إلا اختار أرشدهما" اللفظ لابن أبي شيبة

وأخرجه الحاكم (3/ 388) من طريق أبي غريب محمد بن العلاء الهَمْداني ويعقوب بن إبراهيم الدورقي قالا: ثنا وكيع به.

وقال: صحيح على شرط الشيخين إن كان سالم بن أبي الجعد سمع من ابن مسعود"

(1) 8/ 93 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب عمار)

(2)

ولفظ الترمذي "أسدهما" ولفظ النائي "أشدهما" ولفظ الخطيب "أيسرهما"

ص: 4631

قلت: لم يخرج الشيخان رواية سالم بن أبي الجعد عن ابن مسعود، وقال أحمد وابن المديني: سالم بن أبي الجعد لم يلق ابن مسعود.

وعمار الدهني لم يخرج له البخاري شيئا، ولم يخرج مسلم روايته عن سالم بن أبي الجعد.

وقال البوصيري: رواته ثقات وفيه انقطاع" إتحاف الخيرة 9/ 389

3303 -

حديث أم سلمة "ماذا أنزل الليلة من الفتن؟ وماذا أنزل من الخزائن؟ "

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه البخاري (فتح 16/ 129)

3304 -

عن صفية بنت حيي قالت: ما رأيت أحدا أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال الحافظ: وأخرج الطبراني في "الأوسط" بإسناد حسن عن صفية بنت حيي قالت: فذكره" (2)

ضعيف

أخرجه أبو يعلى (7119 و 7120) والطبراني في "الأوسط"(6576) من طريق يونس بن بكير الشيباني أنا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع ثني عثمان بن كعب ثني ربيع رجل من بني النضير وكان في حجر صفية عن صفية قالت: ما رأيت قط أحسنَ خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقد رأيته ركب بي من خيبر على عَجُز ناقته ليلا، فجعلت أنعس فيضرب رأسي مؤخرة الرَّحل، فيمسني بيده ويقول "يا هذه، مهلا يا بنت حُيي" حتى إذا جاء الصَّهباء قال "أما إني أعتذر إليك يا صفية مما صنعت بقومك، إنهم قالوا لي: كذا وكذا"

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن صفية إلا بهذا الإسناد، تفرد به يونس بن بكير"

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وأبو يعلى ورجالهما ثقات، إلا أنّ الربيع ابن أخي صفية بنت حيي لم أعرفه" المجمع 9/ 15 و252

قلت: إبراهيم بن إسماعيل بن مُجَمِّع الأنصاري المدني قال ابن معين وغيره: ضعيف.

(1) 16/ 223 (كتاب الفتن - باب يأجوج ومأجوج)

(2)

7/ 385 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم)

ص: 4632

3305 -

حديث أبي هريرة: ما رأيت أحدا أكثر مشورة لأصحابه من النبي صلى الله عليه وسلم.

قال الحافظ: وفي حديث أبي هريرة: فذكره، ورجاله ثقات إلا أنّه منقطع، وقد أشار إليه الترمذي في الجهاد فقال: ويروى عن أبي هريرة: فذكره" (1)

ضعيف

يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه:

- فقال مَعْمر بن راشد: قال الزهري: كان أبو هريرة يقول: ما رأيت أحدا قط كان أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه عبد الرزاق (5/ 331) عن معمر به.

وأخرجه أحمد (4/ 328) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه البيهقي (10/ 109) من طريق محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ثنا عبد الرزاق به.

- ورواه سفيان بن عُيينة واختلف عنه:

• فقال عبد الله بن وهب في "الجامع"(288): سمعت سفيان بن عيينة يحدث عن معمر عن ابن شهاب عن أبي هريرة قال: فذكره.

وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(2/ 631) عن يونس بن عبد الأعلى المصري أنبا ابن وهب به.

• وقال الشافعي: أنا ابن عيينة عن الزهري قال: قال أبو هريرة: فذكره.

أخرجه البيهقي (7/ 45 - 46) والخطيب في "الفقيه"(2/ 184)

والزهري لم يسمع من أبي هريرة. قاله ابن عبد البر في "التمهيد"(1/ 23) والحافظ في "الفتح"(6/ 258)

وقال العلائي والمزي: الزهري عن أبي هريرة مرسل.

- وقال عُقيل بن خالد الأيلي: عن الزهري عن عروة عن عائشة.

أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 240) من طريق طلحة بن زيد الرقى عن عقيل به.

(1) 17/ 102 (كتاب الاعتصام - باب قول الله تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشّورى: 38])

ص: 4633

وطلحة بن زيد قال أحمد وابن المديني وأبو داود: يضع الحديث.

- وقال يحيى بن أبي أنيسة الجزري: عن الزهري عن سعيد بن المسيب أو عن أبي سلمة عن أبي هريرة.

أخرجه الخرائطي في "المكارم"(2/ 760) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 61)

وقال: وراوي هذه الطريق الموصولة مع شكه فيها ضعيف"

قلت: هو يحيى بن أبي أنيسة وهو متروك الحديث كما قال النسائي وجماعة.

3306 -

عن عائشة قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما العشر قط"

قال الحافظ: رواه أبو داود وغيره" (1)

أخرجه مسلم (1176)

3307 -

حديث حفصة: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في سبحته جالسا حتى إذا كان قبل موته بعام وكان يصلي في سبحته جالسا.

قال الحافظ: أخرجه مسلم (733")(2)

3308 -

عن أبي هريرة: ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأنّ الشمس تجري في جبهته.

قال الحافظ: ولأحمد وابن سعد وابن حبان عن أبي هريرة: فذكره" (3)

صحيح

أخرجه ابن حبان (6309) عن عبد الله بن محمد بن سلم بن حبيب المقدسي ثنا حرملة بن يحيى ثنا ابن وهب أني عمرو بن الحارث أنّ أبا يونس مولى أبي هريرة حدثه عن أبي هريرة أنه سمعه يقول: ما رأيت شيئا أحسنَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأنما الشمس تجري في وجهه، وما رأيت أسرعَ في مِشيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأنّ الأرض تُطوى له، إنا لنُجهدُ أنفسنا وإنّه لغيرُ مُكْتَرِثِ.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه"(السيرة النبوية 1/ 230) من طريق أبي العباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ثنا حرملة به.

(1) 3/ 113 (كتاب العيدين - باب فضل العمل في أيام التشريق)

(2)

3/ 243 (كتاب الصلاة -أبواب التقصير- باب إذا صلى قاعدا ثم صح)

(3)

7/ 382 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم)

ص: 4634

وإسناده حسن، حرملة صدوق، والباقون ثقات، وأبو يونس اسمه سُليم بن جبير.

ولم ينفرد ابن وهب به بل تابعه رشدين بن سعد ثني عمرو بن الحارث به.

أخرجه ابن المبارك في "مسنده"(31) عن رشدين به.

وأخرجه ابن عساكر (1/ 230) من طريق الحسين بن الحسن بن حرب المروزي أنا ابن المبارك به.

وأخرجه البيهقي في "الدلائل"(1/ 208 - 209) من طريق يعمر بن بشر المروزي ثنا ابن المبارك به.

ورواه أحمد بن الحجاج المروزي عن ابن المبارك فلم يذكر رشدين بن سعد.

أخرجه ابن سعد (1/ 415)

والأول أصح، ورشدين ضعيف لكن لا بأس به في المتابعات.

ولم ينفرد عمرو بن الحارث به بل تابعه عبد الله بن لهيعة ثنا أبو يونس سليم بن جبير عن أبي هريرة به.

أخرجه ابن سعد (1/ 415) وأحمد (2/ 350 و 380) والترمذي (3648) وفي "الشمائل"(116) والبغوي في "شرح السنة"(3649) وفي "الشمائل"(462) وابن عساكر (1/ 231) من طرق عن ابن لهيعة به.

قال الترمذي: هذا حديث غريب"

قلت: ابن لهيعة ضعيف لكن لا بأس به في المتابعات.

3309 -

قال ابن عمرو: ما رُؤي النبي صلى الله عليه وسلم يأكل متكئا قط.

قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (1)

حسن

أخرجه ابن سعد (1/ 380) وابن أبي شيبة (8/ 642) وفي "مسنده"(إتحاف الخيرة 4853) وأحمد (2/ 167) وأبو داود (3770) وابن ماجه (244) وابن أبي الدنيا في "التواضع"(112) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 275) وفي "المشكل"(2072 و 2073) وأبو الحسن علي بن إبراهيم في زياداته على ابن ماجه (1/ 89 و90) وأبو الشيخ

(1) 11/ 471 - 472 (كتاب الأطعمة - باب الأكل متكئا)

ص: 4635

في "أخلاق النبي"(ص 197) والبيهقي في "الآداب"(672) وفي "الشعب"(5570) وفي "الزهد"(301) والخطيب في "الجامع"(923) والبغوي في "شرح السنة"(2840) وفي "الشمائل"(416) والذهبي في "السير"(5/ 174 - 175) من طرق (1) عن حماد بن سلمة عن ثابت البُنَاني عن شعيب بن عبد الله بن عمرو عن (2) أبيه قال: فذكره، وزاد: ولا يطأ عقبه رجلان.

- ورواه يزيد بن هارون عن حماد واختلف عنه:

• فرواه أحمد (2/ 165 - 166) عن يزيد عن حماد عن ثابت عن شعيب عن أبيه.

• ورواه ابن سعد (1/ 380) عن يزيد عن حماد عن ثابت عن شعيب مرسلا.

• ورواه مالك بن يحيى بن مالك عن يزيد فلم يذكر ثابتا البناني.

أخرجه ابن شاهين في "الناسخ"(635)

وقال: وهذا الحديث صحيح"

قلت: الأول أصح، وإسناده حسن، حماد وثابت ثقتان، وشعيب هو ابن محمد بن عبد الله بن عمرو نسبه ثابت إلى جده (3)، وهو صدوق كما قال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب".

واختلف في سماعه من جده فقيل: لم يسمع منه، قال الحافظ في "التهذيب": وهو قول مردود.

وهو كما قال فقد صرح شعيب بالسماع من ابن عمرو عند الذهبي في "السير"، والإسناد إليه صحيح.

وأثبت البخاري وغيره سماعه من جده (انظر مسند أحمد بتحقيق الشيخ أحمد شاكر 10/ 34 - 35)

3310 -

حديث أمية بن مَخْشِي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يأكل ولم يسم

(1) رواه حجاج بن منهال وسليمان بن حرب وعبد الرحمن بن مهدي ويونس بن محمد وأبو أسامة حماد بن أسامة وعبد الصمد بن عبد الوارث وعلي بن الجعد وموسى بن إسماعيل وسويد بن عمرو الكلبي وإبراهيم بن الحجاج السامي وعفان بن مسلم وأبو كامل مظفر بن مدرك وإسحاق بن عيسى وهدبة بن خالد عن حماد بن سلمة به.

(2)

وعند الذهبي في "السير": قال: سمعت عبد الله بن عمرو.

(3)

وكان يدعو جده أباه لأنه هو الذي رباه.

ص: 4636

ثم سمّى في آخره فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ما زال الشيطان يأكل معه، فلما سمّى استقاء ما في بطنه"

قال الحافظ: رواه أبو داود" (1)

ضعيف

أخرجه ابن سعد (7/ 12 - 13) وأحمد (4/ 336) والبخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 2/ 6 - 7) والنسائي في "اليوم والليلة"(282) وابن السني في "اليوم والليلة"(461) والطحاوي في "المشكل"(1085) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 48 - 49) والطبراني في "الكبير"(854) والحاكم (4/ 108) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(955)

عن يحيى بن سعيد القطان

والطحاوي في "المشكل"(1086)

عن أبي معشر يوسف بن يزيد البَرَّاء

قالا: ثنا جابر بن صبح ثنا المثنى بن عبد الرحمن الخزاعي وصحبته إلى واسط وكان يسمي في أول طعامه، وفي آخر لقمة يقول: بسم الله في أوله وآخره، فقلت له: إنك تسمي في أول ما تأكل، أرأيت قولك في آخر ما تأكل: بسم الله أوله وآخره، قال: أخبرك عن ذلك، إنّ جدي أمية بن مخشي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سمعته يقول: إنّ رجلا كان يأكل والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر فلم يسم حتى كان في آخر طعامه لقمة فقال: بسم الله أوله وآخره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ما زال الشيطان يأكل معه حتى سمى فلم يبق في بطنه شيء إلا قاءه" اللفظ لأحمد.

وأخرجه أبو داود (3768) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2301) وابن قانع (1/ 48 - 49) والطبراني في "الكبير"(855) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(956) والبيهقي في "الدعوات"(447) وابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 143) والمزي (27/ 208 - 209) من طريق عيسى بن يونس الكوفي ثنا جابر بن صبح ثنا المثنى بن عبد الرحمن عن عمه (2) أمية بن مخشي به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

(1) 7/ 155 (كتاب بدء الخلق - باب ذكر الجن)

(2)

وعند ابن قانع: عن جده.

ص: 4637

قلت: بل ضعيف الإسناد، المثنى بن عبد الرحمن قال ابن المديني: مجهول لم يرو عنه غير جابر بن صبح، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه جابر بن صبح، وقال في "الكاشف": مجهول. وقال الحافظ في "التقريب": مستور.

وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

3311 -

"ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سَيُوَرِّثُهُ"

قال الحافظ: وقد روى هذا المتن أيضا أبو هريرة، وهو في صحيح ابن حبان، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وهو عند أبي داود والترمذي، وأبو أمامة، وهو عند الطبراني، ووقع عنده في حديث عبد الله بن عمرو أنّ ذلك كان في حجة الوداع، وله في لفظ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" (1)

صحيح

وحديث أبي هريرة له عنه طرق:

الأول: يرويه شعبة عن داود بن فراهيج قال: سمعت أبا هريرة يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

وفي لفظ "أوصاني جبريل بالجار حتى ظننت أنه يورثه"

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 546 - 547) وإسحاق في "مسند أبي هريرة"(141) وأحمد (2/ 259 و458 و514) والبزار (كشف 1898) والطحاوي في "المشكل"(2795) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1646) والخرائطي في "المكارم"(201) وابن حبان (512) وأبو الطاهر الذهلي في "حديثه"(9) وابن عدي (3/ 949) والخطيب في "التاريخ"(1/ 291 - 292) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3488) وابن الجوزي في "البر والصلة"(282) من طرق عن شعبة به.

قال البزار: لا نعلم رواه عن داود عن أبي هريرة إلا شعبة"

قلت: وداود مختلف فيه، قواه ابن عدي وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين.

الثاني: يرويه يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن مَوْهَب التيمي قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا هريرة رفعه قال: فذكره.

(1) 13/ 49 (كتاب الأدب - باب الوصاة بالجار)

ص: 4638

أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(701) وفي "البر والصلة"(221) عن يحيى بن عبيد الله به.

وأخرجه هناد في "الزهد"(1034) ومحمد بن أسلم الطوسي في "الأربعين"(25) عن يعلي بن عبيد الطنافسي عن يحيى بن عبيد الله به.

ويحيى بن عبيد الله قال أحمد: ليس بثقة، وقال النسائي: ضعيف لا يكتب حديثه.

وللحديث طريق ثالثة يرويها يونس بن أبي إسحاق عن مجاهد عن أبي هريرة، وقد تقدم الكلام عليها في حرف الهمزة فانظر حديث "أتاني جبريل فقال: أتيتك البارحة

"

وحديث ابن عمرو أخرجه ابن المبارك في "البر والصلة"(217) عن أبي إسماعيل بشير بن سلمان الكوفي عن مجاهد قال: كنا عند ابن عمرو وغلام له يسلخ شاة فقال: يا غلام إذا فرغت فابدأ بجارنا الأدنى. حتى قالها ثلاث مرات، فقال له رجل من القوم: كم تذكر اليهودي؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بالجار حتى حسبنا أو رأينا أنه سيورثه.

ومن طريقه أخرجه ابن أبي الدنيا في "المكارم"(320)

وإسناده صحيح.

وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 545 - 546) وفي "مسنده"(المطالب 2759) والبخاري في "الأدب المفرد"(128) وأبو نعيم في "الرواة عن الفضل بن دكين"(12) والبيهقي في "الآداب"(87) وفي "الشعب"(9118)

عن أبي نعيم الفضل بن دُكين

والطحاوي في "المشكل"(2792)

عن إسماعيل بن عمر الواسطي

والخرائطي في "المكارم"(200)

عن عثمان بن عمر بن فارس العبدي

وأبو نعيم في "الأربعين على مذهب المتحققين"(23) والضياء في "عواليه"(6)

عن محمد بن سابق التميمي الكوفي

والسمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 106)

ص: 4639

عن أبي معاوية

كلهم عن بشير بن سلمان به.

ورواه أبو قتيبة سَلْم بن قتيبة الشَّعيري عن بشير بلفظ: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"

أخرجه البزار (2388) والدارقطني في "العلل"(8/ 232)

وتابعه أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري ثنا بشير به.

أخرجه الدارقطني (8/ 232)

وأخرجه أحمد (2/ 160) عن سفيان بن عُيينة عن داود بن شابور وبشير أبي إسماعيل عن مجاهد عن ابن عمرو مرفوعا "ما زال جبريل يوصيني بالجار

"

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 306) وابن الجوزي في "البر والصلة"(281)

وأخرجه الترمذي (1943) عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني

والخرائطي (200) عن حميد بن الربيع الخزاز اللخمي

والبخاري في "الأدب المفرد"(105) عن محمد بن سلام بن الفرج البِيْكندي

قالوا: ثنا سفيان بن عيينة به.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه"

ورواه غير واحد عن سفيان فلم يذكروا داود بن شابور، منهم:

1 -

الحميدي (593).

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب"(9115) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(862 و 2477)

2 -

الحسين المروزي في زياداته على "البر والصلة" لابن المبارك (218 و 247)

3 -

محمد بن عيسى ابن الطباع البغدادي.

أخرجه أبو داود (5152)

ورواه إبراهيم بن بشار الرمادي عن سفيان فلم يذكر بشير بن سلمان.

ص: 4640

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2424)

ولم ينفرد داود وبشير به بل تابعهما زبيد بن الحارث الأيامي عن مجاهد عن ابن عمرو به.

أخرجه الخرائطي (199) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 306) من طريق محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان -هو الثوري- عن زبيد به.

قال أبو نعيم: تفرد الفريابي عن سفيان عن زبيد بهذا، ورواه أصحاب الثوري عنه عن زبيد عن مجاهد فخالفوا الفريابي، فقالوا: عن عائشة بدل ابن عمرو"

طريق أخرى: قال عبد الله بن وهب: أخبرني أبو هانئ عن العباس بن جُلَيد الحَجْري عن ابن عمرو مرفوعا "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى كاد يورثه"

أخرجه الذهبي في "تذكرة الحفاظ"(3/ 399) من طريق عبد الكريم بن إبراهيم المرادي ثنا حرملة ثنا ابن وهب به.

وعبدالكريم لم أر من ترجمه، وحرملة بن يحيى التُّجيبي وأبو هانئ حميد بن هانئ الخولاني صدوقان، وابن وهب وابن جليد ثقتان.

وحديث أبي أمامة له عنه طريقان:

الأول: يرويه محمد بن زياد الألهاني قال: سمعت أبا أمامة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بالجار حتى ظننت أنه سيورثه.

أخرجه أحمد (5/ 267) عن حيوة بن شريح الحمصي ثنا بقية ثنا محمد بن زياد به.

وأخرجه المحاملي (427) عن محمد بن عمرو بن حَنَان الحمصي ثنا بقية به (1).

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(822) من طريق إسحاق بن راهويه ثنا بقية به.

ولفظه "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنّه سيورثه".

وأخرجه الخرائطي (205) والطبراني في "الكبير"(7523) وفي "مسند الشاميين"(823) وأبو عمرو بن منده في "الفوائد"(50) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(1533)

(1) وأخرجه أبو طاهر السلفي في "المجالس الخمسة"(32) من طريق عبد الله بن عبيد الله بن يحيى البَيِّع البغدادي ثنا المحاملي به.

ص: 4641

من طرق أخرى عن بقية بلفظ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على ناقته الجدعاء في حجة الوداع "أوصيكم بالجار" فأكثر حتى قلت: إنه سيورثه.

قال المنذري والهيثمي: إسناده جيد" الترغيب 3/ 362 - المجمع 8/ 165

وقال الهيثمي أيضاً: وصرح بقية بالتحديث فهو حديث حسن" 8/ 164

قلت: إسناده صحيح، وبقية ومحمد بن زياد ثقتان.

ولم ينفرد بقية به بل تابعه محمد بن حمير الحمصي عن محمد بن زياد عن أبي أمامة قال: ما زلت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بالجار حتى ظننت أنه سيورثه.

أخرجه ابن حبان في "الثقات"(8/ 38) عن مكحول البيروتي ثنا أحمد بن هارون بن آدم المصيصي عن محمد بن حمير به.

وأحمد بن هارون مختلف فيه، وثقه ابن حبان، وضعفه ابن عدي، ومحمد بن حمير صدوق، ومكحول ثقة من أئمة الحديث.

3312 -

"ما ساء عمل قوم قط إلا زخرفوا مساجدهم"

قال الحافظ: فقد روى ابن ماجه من طريق عمرو بن ميمون عن عمر مرفوعا: فذكره، رجاله ثقات إلا شيخه جبارة بن المغلس ففيه مقال" (1)

ضعيف

أخرجه ابن ماجه (741) وأبو يعلى كما في "مصباح الزجاجة"(1/ 94) عن جُبَارة بن المُغَلِّسى ثنا عبد الكريم بن عبد الرحمن عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عمر به مرفوعا.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(4/ 152) من طريق الحسن بن سفيان النَسَوي ثنا جبارة بن المغلس ثنا عبد الكريم بن عبد الرحمن البجلي الخزاز به.

وقال: غريب من حديث عمرو وأبي إسحاق، تفرد به عنه عبد الكريم"

قلت: عبد الكريم ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث. وعمرو وأبو إسحاق ثقتان، لكن جبارة ضعيف كما قال النسائي وغيره وكذبه ابن معين.

وأخرجه الذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 332) من طريق محمد بن الليث الجوهري ثنا جبارة بن المغلس به

(1) 2/ 85 (كتاب الصلاة - باب بنيان المسجد)

ص: 4642

وقال: عبد الكريم واه"

والحديث ذكره النووي في "الخلاصة"(1/ 305) في فصل الضعيف.

3313 -

عن عمران بن حصين قال: ما سافر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا صلّى ركعتين إلا المغرب"

قال الحافظ: وفي الباب عن عمران بن حصين قال: فذكره، صححه الترمذي" (1)

سيأتي الكلام عليه في حرف الياء فانظر حديث "يا أهل مكة أتموا فإنا قوم سفر"

3314 -

حديث جابر: ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فقال لا.

قال الحافظ: وثبت في الصحيح من حديث جابر: فذكره" (2)

أخرجه مسلم (2311)

3315 -

حديث أبي بن كعب أنّ رجلا قال: يا رسول الله، إني أكثر الصلاة فما أجعل لك من صلاتي؟ قال "ما شئت" قال: الثلث، قال "ما شئت وإن زدت فهو خير" إلى أن قال: أجعل لك كل صلاتي؟ قال "إذاً تُكفى همك".

قال الحافظ: أخرجه أحمد وغيره بسند حسن" (3)

أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(170) وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 341) ثنا قبيصة بن عقّبة ثنا سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربع الليل قام فقال "أيها الناس اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه".

قال أبي بن كعب: فقلت: يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال "ما شئت" قال: الربع؟ " قال "ما شئت وإن زدت فهو خير" قال: النصف؟ قال "ما شئت وإن زدت فهو خير" قال: الثلثين؟ قال "ما شئت وإن زدت فهو خير" قال: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال "إذاً يكفى همك ويغفر ذنبك".

ومن طريق عبد بن حميد أخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 340)

(1) 3/ 227 (كتاب الصلاة -أبواب التقصير- باب تصلي المغرب ثلاثا في السفر)

(2)

1/ 35 (باب كيف كان بدء الوحي)

(3)

13/ 421 - 422 (كتاب الدعوات - باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم)

ص: 4643

وأخرجه الترمذي (2457) والروياني (3/ 21) والحاكم (2/ 421 و513) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 256) والبيهقي في "الشعب"(514 و 1418) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 340) من طرق عن قبيصة بن عقبة به.

ولم ينفرد قبيصة به بل تابعه غير واحد عن سفيان الثوري به، منهم:

1 -

وكيع.

أخرجه في "الزهد"(44) ومن طريقه ابن أبي شيبة (2/ 517 و 11/ 504) وأحمد (5/ 136) وابن أبي الدنيا في "قصر الأمل"(116) وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي"(58) والطبري في "تفسيره"(30/ 32) والهيثم بن كليب (1440) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 377) والبيهقي في "الشعب"(10093) والذهبي في "معجم الشيوخ"(1/ 311)

2 -

محمد بن يوسف الفريابي.

أخرجه ابن نصر في "قيام الليل"(80)

3 -

عبد الله بن الوليد العدني.

أخرجه الحاكم (4/ 308) بلفظ "من خاف أدلج، ومن أدلج فقد بلغ المنزلة، ألا إنّ سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه".

4 -

سعيد بن سلام العطار.

أخرجه إسماعيل القاضي في "فضل الصلاة"(14)

5 -

علي بن قادم الكوفي.

أخرجه الهيثم بن كليب (1441)

6 -

أبو حذيفة موسى بن مسعود الّنهدي.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(1477)(1)

7 -

عمرو بن محمد العنقزي.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(10095)

(1) ورواه محمد بن عبد الوهاب القناد عن سفيان عن عبد الله بن عطاء عن الطفيل بن أُبي عن أبيه.

أخرجه ابن شاهين في "الترغيب"(21)

والأول أصح.

ص: 4644

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال الدارقطني في "الأفراد": غريب من حديث الطفيل، تفرد به سفيان الثوري" النكت الظراف 1/ 20

وقال الحافظ: هذا حديث حسن، الطفيل معدود في كبار التابعين، ووثقه ابن سعد والعجلي وغيرهما، والراوي عنه تابعي صغير وهو صدوق عندهم، وضعفه بعضهم من قبل حفظه"

قلت: عبد الله بن محمد بن عقيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

وللحديث شاهد عن أبي هريرة وآخر عن حبان بن منقذ

فأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي"(59) وابن حبان في "المجروحين"(2/ 82) وابن عدي (5/ 1674) من طريق عمر بن محمد بن صُهْبان المدني ثني زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أجعل شطر صلاتي دعاء لك؟ قال "نعم" قال: فأجعل ثلثي صلاتي دعاء لك؟ قال "نعم" قال: فأجعل صلاتي كلها دعاء لك؟ قال "إذاً يكفيك الله همّ الدنيا والآخرة"

قال البزار: لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، ولا نعلم حدّث به إلا عمر، ولم يكن بالحافظ"

قلت: عمر بن محمد قال النسائي وغير واحد: متروك الحديث.

وأما حديث حبان فأخرجه الطبراني في "الكبير"(3574) عن يحيى بن عثمان بن صالح المصري ثنا عمرو بن الربيع بن طارق ثنا رشدين بن سعد عن قرة بن عبد الرحمن بن حيويل عن ابن شهاب عن محمد بن يحيى بن حبان عن أبيه عن جده حبان بن منقذ أنّ رجلا قال: يا رسول الله، أجعل ثلث صلاتي عليك؟ قال "نعم إن شئت" قال: الثلثين؟ قال "نعم" قال: فصلاتي كلها؟ قال "إذاً يكفيك الله ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك"

قال المنذري والهيثمي: إسناده حسن" الترغيب 2/ 501 - المجمع 10/ 160

قلت: بل إسناده ضعيف، وفيه علل:

الأولى: يحيى بن عثمان بن صالح مختلف فيه.

وخالفه أبو جعفر محمد بن هارون الربعي فرواه عن عمرو بن الربيع ولم يذكر حبان بن منقذ.

ص: 4645

أخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي"(60)

الثانية: ضعف رشدين بن سعد.

قال الفلاس وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وأبو داود وابن قانع والدارقطني: رشدين بن سعد ضعيف الحديث.

الثالثة: قرة بن حيويل مختلف فيه: وثقه يعقوب بن سفيان وغيره، وضعفه ابن معين وغيره.

وخالفه عُقيل بن خالد الأيلي فرواه عن ابن شهاب الزهري عن محمد بن يحيى بن حبان مرسلا.

أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 389) عن أبي صالح عبد الله بن صالح الجهني ويحيى بن عبد الله بن بكير المصري عن الليث عن عقيل به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب"(1478)

وقال: وهذا مرسل جيد، وهو شاهد لحديث أبي"

قلت: وهو أصح من حديث قرة.

قال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عن عقيل بن خالد وقرة بن حيويل، فقال: عقيل أحلى منه مائة مرة.

3316 -

عن جابر قال: استأذنت الحُمّى على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بها إلى أهل قباء، فشكوا إليه ذلك فقال:"ما شئتم، إن شئتم دعوت الله لكم فكشفها عنكم، وإن شئتم أن تكون لكم طهورا" قالوا: فدعها.

قال الحافظ: رواه أحمد بسند جيد عن جابر" (1)

أخرجه أحمد (3/ 316) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي ثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: استأذنت الحمى على النبي صلى الله عليه وسلم فقال "من هذه؟ " قالت: أم ملدم، قال: فأمر بها إلى أهل قباء فلقوا منها ما يعلم الله، فأتوه فشكوا ذلك إليه، فقال "ما شئتم، إن شئتم أن أدعو الله لكم فيكشفها عنكم، وان شئتم أن تكون لكم طهورا" قالوا: يا رسول الله، أو تفعل؟ قال "نعم" قالوا: فدعها.

وإسناده على شرط مسلم.

(1) 12/ 214 (كتاب المرضى - باب ما جاء في كفارة المرض)

ص: 4646

3317 -

حديث أبي هريرة أنّ الذي أجاب النبي صلى الله عليه وسلم عن سؤاله ولدا الرجل، ولفظه: فقال "ما شأن هذا الرجل؟ " قال ابناه: يا رسول الله كان عليه نذر.

قال الحافظ: أخرجه مسلم (1643")(1)

3318 -

قال مجاهد: كان المشركون إذا أحرم الرجل منهم ثقب كوة في ظهر بيته فدخل منها، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ومعه رجل من المشركين فدخل من الباب، وذهب المشرك ليدخل من الكوة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم"ما شأنك؟ " فقال: إني أحمسي، فقال "وأنا أحمسي" فنزلت (2).

قال الحافظ: أخرجه الطبري" (3)

ضعيف

أخرجه الطبري في "تفسيره"(2/ 187) عن محمد بن حميد الرازي ثنا جرير عن منصور عن مجاهد في قوله {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البَقَرَة: 189] قال: فذكره.

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن حميد، وجرير هو ابن عبد الحميد ومنصور هو ابن المعتمر.

3319 -

حديث سهل بن سعد: ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم شبعتين في يوم حتى فارق الدنيا.

قال الحافظ: أخرجه ابن سعد والطبراني" (4)

ضعيف

أخرجه ابن سعد (1/ 407) والطبراني في "الكبير"(5848) من طريق عبد الحميد بن سليمان الخزاعي المدني عن أبي حازم عن سهل بن سعد به.

قال الهيثمي: وفيه عبد الحميد بن سليمان وهو ضعيف" المجمع 10/ 313

(1) 4/ 451 (كتاب الحج -أبواب المحصر وجزاء الصيد- باب من نذر المشي إلى الكعبة)

(2)

يعني قوله تعالى {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} [البَقَرَة: 189] الآية.

(3)

4/ 372 (كتاب الحج -أبواب العمرة- باب قول الله تعالى {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البَقَرَة:189])

(4)

14/ 70 (كتاب الرقاق - باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه)

ص: 4647

وله شاهد عن عائشة قالت: ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم مرتين حتى لحق الله.

أخرجه ابن سعد (1/ 402)

وفي إسناده موسى بن عبيدة الرَّبَذي وهو ضعيف.

3320 -

حديث عمران بن حصين: ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غداء أو عشاء حتى لقي الله.

قال الحافظ: أخرجه الطبراني" (1)

ضعيف جدا

أخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 139) من طريق أحمد بن موسى اللؤلؤي عن عمرو بن عبيد عن أبي رجاء عن عمران بن حصين قال: والله ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غداء وعشاء حتى لقي الله عز وجل.

وأخرجه أحمد (4/ 441 - 442) عن يزيد بن هارون أنا رجل -والرجل كان يسمى في كتاب أبي عبد الرحمن عبد الله بن أحمد: عمرو بن عبيد- ثنا أبو رجاء العطاردي عن عمران قال: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز برّ مأدوم حتى مضى لوجهه صلى الله عليه وسلم.

قال أبو عبد الرحمن: وكان أبي رحمه الله قد ضرب على هذا الحديث في كتابه، فسألته عنه فحدثني به وكتب عليه صح صح.

قال: إنما ضرب أبي على هذا الحديث لأنه لم يرض الرجل الذي حدث عنه يزيد.

قال الهيثمي: وفيه عمرو بن عبيد وهو متروك" المجمع 10/ 313 و 314

قلت: وهو كما قال، وقول البوصيري في "مختصر الإتحاف" (10/ 424): سنده صحيح، ليس بصحيح.

3321 -

"ما شهدت من حلف إلا حلف المطيبين، وما أحبّ أن أنكثه وإنّ لي حمر النّعم"

قال الحافظ: وأسند (أي عمر بن شبة في كتاب مكة) من طريق أبي سلمة رفعه: فذكره، ومن مرسل طلحة بن عوف نحوه وزاد "ولو دعيت به اليوم في الإسلام لأجبت"(2).

انظر حديث "شهدت مع عمومتي حلف المطيبين"

(1) 14/ 70 (كتاب الرقاق - باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه)

(2)

5/ 379 (كتاب الإجارة - باب قول الله عز وجل: {والذين عقدت أيمانكم فائتوهم نصيبهم})

ص: 4648

3322 -

حديث أبي الدرداء رفعه "ما شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق"

قال الحافظ: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" وأبو داود والترمذي وصححه هو وابن حبان، وزاد الترمذي فيه وهو عند البزار "وإنّ صاحب حسن الخلق ليبلغ درجة صاحب الصوم والصلاة" وأخرجه أبو داود وابن حبان أيضا والحاكم من حديث عائشة نحوه، وأخرجه الطبراني في "الأوسط" والحاكم من حديث أبي هريرة، وأخرجه الطبراني من حديث أنس نحوه، وأحمد والطبراني من حديث عبد الله بن عمرو" (1)

حسن

ورد من حديث أبي الدرداء ومن حديث عائشة ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أنس ومن حديث ابن عمرو ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي أمامة ومن حديث أبي سعيد

فأما حديث أبي الدرداء فسيأتي الكلام عليه عند حديث "ما يوضع في الميزان يوم القيامة أثقل

"

وأما حديث عائشة فله عنها طريقان:

الأول: يرويه عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن المطلب بن عبد الله بن حَنْطب عن عائشة مرفوعا "إنّ المؤمن (2) ليدرك بحسن خلقه درجة (3) الصائم القائم"

أخرجه أحمد (6/ 64 و90 و133 و187) وأبو داود (4798) وابن حبان (480) والحاكم (1/ 60) وتمام (150/ أ) والبيهقي في "الشعب"(7631 و7632 و7633) وفي "الآداب"(205) والخطيب في "الموضح"(2/ 285) والبغوي في "شرح السنة"(3500 و3501) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1201) من طرق عن عمرو بن أبي عمرو به.

واللفظ لأبي داود وغيره.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: لم يخرج الشيخان للمطلب بن عبد الله بن حنطب شيئا، وهو ثقة اختلف في سماعه من عائشة، فقال أبو حاتم: لم يدرك عائشة، وقال أبو زرعة: نرجو أن يكون سمع منها.

(1) 13/ 67 (كتاب الأدب - باب حسن الخلق)

(2)

وفي لفظ لأحمد وغيره "الرجل"

(3)

وفي لفظ لأحمد وغيره "درجات قائم الليل صائم النهار"

ص: 4649

وعمرو مختلف فيه: وثقه أبو زرعة وغيره، وضعفه ابن معين وغيره.

الثاني: يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعا "إنّ الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الساهر بالليل الصائم (1) بالنهار"

أخرجه العقيلي (4/ 464) وابن حبان في "المجروحين"(3/ 144) وابن عدي (3/ 1076) واللفظ له من طريق اليمان بن عدي الحمصي ثنا زهير بن محمد عن يحيى بن سعيد به.

قال ابن عدي: لا أعلم يرويه عن زهير غير يمان بن عدي"

قلت: وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه واختلف فيه قول أبي حاتم.

وزهير بن محمد هو التميمي تكلموا في رواية الشاميين عنه.

وأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق:

الأول: يرويه بُدَيْل بن ميسرة العقيلي عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا "إنّ الله ليبلغ العبد بحسن خلقه درجة الصوم والصلاة"

أخرجه الحاكم (1/ 60) من طريق أبي يعلى ثنا إبراهيم بن المُسْتَر العُرُوقي ثنا حَبَّان بن هلال ثنا حماد بن سلمة عن بديل به.

وقال: صحيح على شرط مسلم"

قلت: العروقي لم يخرج له مسلم شيئا وهو صدوق كما قال النسائي، والباقون كلهم ثقات لكن لم يخرج مسلم رواية حماد بن سلمة عن بديل.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3982) عن علي بن سعيد الرازي ثنا إبراهيم بن المستمر به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن بديل بن ميسرة إلا حماد بن سلمة، تفرد به حبان بن هلال"

الثاني: يرويه محمد بن يحيى بن حَبّان المدني عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا "إنّ الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة القائم بالليل"

(1) ولفظ العقيلي "الظمآن"

ص: 4650

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(284) وفي "التاريخ الكبير"(2/ 2/ 276 - 277) عن علي بن المديني ثنا الفضيل بن سليمان النميري عن صالح بن خَوَّات بن جبير عن محمد بن يحيى به.

وأخرجه الخرائطي في "المكارم"(47) عن نصر بن داود الصاغاني ثنا علي بن المديني به.

ورواته ثقات غير النميري والأكثر على تضعيفه.

الثالث: يرويه منصور بن المعتمر عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعا "إنّ الرجل ليدرك بحسن الخلق درجة الصائم القائم"

أخرجه ابن عدي (4/ 1326) من طريق الحسن بن قتيبة الخزاعي المدائني ثنا شريك عن منصور به.

وقال: لا أعرفه عن منصور إلا من رواية شريك"

قلت: شريك هو ابن عبد الله القاضي وهو مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه يحيى القطان وغيره.

وأما حديث أنس فقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة عند حديث "أكمل المؤمنين

إيمانا أحسنهم خلقا"

وأما حديث ابن عمرو فيرويه ابن لهيعة واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن ابن لهيعة أني الحارث بن يزيد عن ابن حجيرة الأكبر عن ابن عمرو مرفوعا "إنّ المسلم المسدد ليدرك درجة الصوام القوام بآيات الله عز وجل لكرم ضريبته وحسن خلقه"

أخرجه أحمد (2/ 177)

عن يحيى بن إسحاق السَّيْلَحيني

و (2/ 220) والخطابي في "الغريب"(1/ 702)

عن عبد الله بن المبارك

والخرائطي (46 و48 و654) والطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 142)

عن سعيد بن أبي مريم

ص: 4651

ثلاثتهم عن ابن لهيعة به.

قال المنذري: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" ورواة أحمد ثقات إلا ابن لهيعة" الترغيب 3/ 404

- وقال زيد بن أبي الزرقاء الموصلي: ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن ابن حجيرة عن ابن عمرو.

أخرجه الخرائطي (46 و654)

- وقال الحسن بن موسى الأشيب: ثنا ابن لهيعة ثنا الحارث بن يزيد عن علي بن رباح قال: سمعت ابن عمرو.

أخرجه أحمد (2/ 177)

وتابعه شعيب بن يحيى التجيبي ثنا ابن لهيعة به.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3150)

وقول ابن المبارك ومن تابعه أصح.

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

وأما حديث ابن عمر فأخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(587) وابن شاهين في "الترغيب"(361) وتمام (ق 74/ أ) وأبو عبد الله محمد بن مخلد العطار في "المنتقى من حديثه" كما في "الصحيحة"(2/ 438) والخطيب في "الفقيه"(2/ 110) من طرق عن إسماعيل بن أبان الوراق ثنا أبو بكر النهشلي عن عبد الملك بن عمير عن ابن عمر مرفوعا "إنّ الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم".

الوراق والنهشلي ثقتان، وعبد الملك بن عمير مختلف فيه وهو مدلس ولم يذكر سماعا من ابن عمر ولا أظنه سمع منه.

طريق أخرى: قال يعقوب بن عبد الله القُمِّي: ثنا عنبسة عن ابن أبي ليلى عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "إنّ العبد لينال بحسن الخلق منزلة الصائم نهاره القائم ليله"

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 144)

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.

وأما حديث أبي أمامة فأخرجه الطبراني في "الكبير"(7709)

ص: 4652

عن أبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي

وتمام (ق 104/ أ) والبغوي في "شرح السنة"(3499)

عن يحيى بن صالح الوُحَاظي

قالا: ثنا عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعا "إنّ الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة القائم بالليل الظامئ بالهواجر"

وإسناده ضعيف لضعف عفير بن معدان.

وأما حديث أبي سعيد فأخرجه البيهقي في "الشعب"(7634) والخطيب في "المتفق"(964) من طريق داود بن مهران الدباغ ثنا عبد الحميد بن سليمان عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد مرفوعا "إنّ العبد ليدرك بحسن الخلق درجة الصائم القانت الذي يصوم النهار ويقوم الليل"

وإسناده ضعيف لضعف عبد الحميد بن سليمان الخزاعي.

3323 -

قالت عائشة: ما صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهيل بن بيضاء إلا في المسجد"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (973")(1)

3324 -

قال ابن مسعود: ما صمنا مع النبي صلى الله عليه وسلم تسعا وعشرين أكثر مما صمنا ثلاثين.

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي، ومثله عن عائشة عند أحمد بإسناد جيد" (2)

صحيح

ورد من حديث ابن مسعود ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث عائشة ومن حديث أبي هريرة

فأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان:

الأول: يرويه عيسى بن دينار الخزاعي ثني أبي أنّه سمع عمرو بن الحارث بن أبي ضرار الخزاعي يقول: سمعت ابن مسعود يقول: ما (3) صمنا (4) مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعا وعشرين أكثر مما صمنا (5) معه ثلاثين".

(1) 3/ 44 (كتاب الجنائز - باب الصلاة على الجنائز بالمصلى والمسجد)

(2)

5/ 24 (كتاب الصوم - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم الهلال فصوموا)

(3)

ولفظ أحمد "ما صمنا رمضان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم"

(4)

ولفظ ابن خزيمة وغيره "صمت"

(5)

ولفظ ابن خزيمة وغيره "صمت"

ص: 4653

أخرجه أحمد (1/ 441) والبخاري في "الكبير"(1/ 1/ 111) وأبو داود (2322) والترمذي (689) وابن خزيمة (1922) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(633) والطبراني في "الأوسط"(3747) و"الكبير"(10536) وابن شاهين في "الناسخ"(417) واللفظ له والبيهقي (4/ 250) والشجري في "أماليه"(2/ 30) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(832 و833) وابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 47) والمزي (22/ 601 - 602) من طرق عن عيسى بن دينار به.

قال الطبراني: لم يُرو هذا الحديث عن ابن مسعود إلا بهذا الإسناد، تفرد به عيسى بن دينار"

قلت: وإسناده ضعيف، دينار لم يرو عنه إلا ابنه عيسى كما في "الميزان" فهو مجهول، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات"(4/ 218) على قاعدته.

الثاني: يرويه إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2972) و"الصغير"(228) وابن عدي (2/ 656) والدارقطني (2/ 198) والخطيب في "التاريخ"(9/ 316) من طرق عن صالح بن مالك الخوارزمي ثنا عبد الأعلى بن أبي المساور ثنا حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم به.

قال الطبراني: لم يروه عن حماد إلا عبد الأعلى، تفرد به صالح (1) "

وقال الدارقطني: هذا إسناد غير ثابت لأنّ عبد الأعلى بن أبي المساور متروك"

وأما حديث جابر فأخرجه العقيلي (4/ 244) والطبراني في "الأوسط"(5441) وابن عدي (6/ 2424) والدارقطني (2/ 198) وابن شاهين في "الناسخ"(418) من طرق عن المسور بن الصلت المدني ثنا محمد بن المنكدر عن جابر قال: ما صمنا مع رسول الله (تسعا وعشرين أكثر مما صمنا ثلاثين"

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ابن المنكدر إلا مسور بن الصلت، ولا يُروى عن جابر إلا بهذا الإسناد"

وقال ابن عدي: هذا الحديث عن المسور غير محفوظ، رواه مع المسور عبد الحميد بن الحسن الهلالي مثل ما روى المسور عن ابن المنكدر، وليس للمسور كثير حديث، وهو معروف بهذا الحديث"

(1) قلت: رواه الحسن بن الحسين العرني ثنا عبد الأعلى بن أبي المساور به.

أخرجه ابن الأعرابي (ق 27/ أ)

ص: 4654

وقال العقيلي: ولا يتابعه إلا من هو نحوه"

وقال الدارقطني والهيثمي: المسور ضعيف" المجمع 3/ 147

وأما حديث عائشة فأخرجه الطيالسي (ص 217) عن إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص القرشي ثني أبي قال: ذكر عند عائشة صوم شهر رمضان تسع وعشرين يوما فتعجب من ذلك، فقالت عائشة: وما يعجبكم من ذلك فما صمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعا وعشرين أكثر مما صمت ثلاثين.

وأخرجه أحمد (الفتح الرباني 9/ 273) والطبراني في "الأوسط"(5245) والدارقطني (2/ 198) والبيهقي (4/ 250) من طرق عن إسحاق بن سعيد به.

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرد به إسحاق بن سعيد"

وقال الدارقطني: هذا إسناد صحيح حسن"

وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 3/ 147

قلت: وهو كما قالا، وسعيد بن عمرو سمع عائشة كما قال البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 499)

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(449) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 320) والشجري في "أماليه"(1/ 290)

عن سعيد بن سليمان الواسطي

وابن ماجه (1658) والطبراني في "الأوسط"(6482)

عن مجاهد بن موسى الخوارزمي

قالا: ثنا القاسم بن مالك المزني ثنا الجُرَيري عن أبي نَضْرة عن أبي هريرة قال: ما صمنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعا وعشرين أكثر مما صمنا ثلاثين.

قال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات إلا أنّ الجريري واسمه سعيد بن إياس اختلط بأخرة، ولم يعرف حال القاسم بن مالك هل روى عنه قبل الاختلاط أو بعده" المصباح 2/ 63

3325 -

حديث عائشة: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة له ولا خادما قط، ولا ضرب بيده شيئا قط إلا في سبيل الله، أو تنتهك حرمات الله فينتقم لله.

ص: 4655

قال الحافظ: وقد أخرج النسائي في الباب حديث عائشة: فذكره" (1)

أخرجه مسلم (2328) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده، ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل.

3326 -

"ما على أحدكم لو اتخذ ثوبين لجمعته سوى ثوبي مهنته"

قال الحافظ: وفي "الموطأ" عن يحيى بن سعيد الأنصاري أنّه بلغه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، ووصله ابن عبد البر في "التمهيد" من طريق يحيى بن سعيد الأموي عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عَمْرة عن عائشة رضي الله عنها، وفي إسناده نظر فقد رواه أبو داود من طريق عمرو بن الحارث، وسعيد بن منصور عن ابن عيينة، وعبد الرزاق عن الثوري، ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان مرسلا، ووصله أبو داود وابن ماجه من وجه آخر عن محمد بن يحيى عن عبد الله بن سلام، ولحديث عائشة طريق عند ابن خزيمة وابن ماجه" (2)

يرويه محمد بن يحيى بن حَبّان المدني واختلف عنه:

- فرواه يحيى بن سعيد الأنصاري واختلف عنه:

• فرواه مالك في "الموطأ"(1/ 110) عن يحيى بن سعيد الأنصاري بلاغا.

• ورواه غير واحد عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان مرسلا.

أخرجه عبد الرزاق (5330)

عن سفيان الثوري

وسعيد بن منصور كما قال الحافظ

عن سفيان بن عُيينة

وأبو داود (1078) والبيهقي (3/ 242)

عن عمرو بن الحارث المصري

(1) 11/ 215 (كتاب النكاح - باب ما يكره من ضرب النساء)

(2)

3/ 25 (كتاب الجمعة - باب يلبس أحسن ما يجد)

ص: 4656

ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد به.

• ورواه يحيى بن سعيد الأموي عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرة عن عائشة.

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 34 - 35)

• ورواه عمرو بن أبي سلمة التنيسي عن زهير بن محمد عن يحيى بن سعيد عن رجل منهم.

أخرجه ابن خزيمة (1765) وابن حبان (2777)

وحديث الثوري ومن تابعه أصح.

- ورواه إسماعيل بن أمية المكي عن محمد بن يحيى بن حبان مرسلا.

أخرجه عبد الرزاق (5329)

- ورواه موسى بن سعد بن زيد بن ثابت الأنصاري عن محمد بن يحيى بن حبان واختلف عنه:

• فقال عبد الله بن وهب: أني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن موسى بن سعد عن محمد بن يحيى بن حبان عن عبد الله بن سلام.

أخرجه أبو داود (1078) وابن ماجه (1095) والطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 403)

• وقال يحيى بن أيوب الغافقي: عن يزيد بن أبي حبيب عن موسى بن سعد عن يوسف بن عبد الله بن سلام.

أخرجه أبو بكر المروزي في كتاب "الجمعة"(38) عن عبد الأعلى بن حماد النرسي ومحمد بن بشار بندار قالا: ثنا وهب بن جرير ثنا أبي قال: سمعت يحيى بن أيوب به.

واختلف فيه على وهب بن جرير، فقال محمد بن يزيد الواسطي: ثنا وهب بن جرير ثني أبي قال: سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن موسى بن سعد عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه.

أخرجه ابن عبد البر (24/ 37)

- ورواه عبد الحميد بن جعفر الأنصاري عن محمد بن يحيى بن حبان عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه.

ص: 4657

أخرجه عبد (1) بن حميد (499) عن ابن أبي شيبة ثنا محمد بن عمر عن عبد الحميد بن جعفر به.

وأخرجه ابن ماجه (1/ 348) عن ابن أبي شيبة ثنا شيخ لنا عن عبد الحميد بن جعفر به.

وأخرجه ابن عبد البر (24/ 38) من طريق محمد بن وضاح القرطبي ثنا ابن أبي شيبة به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 373) من طريق سليمان بن داود الشاذكوني ثنا محمد بن عمر الواقدي به.

والواقدي قال ابن المديني وغيره، يضع الحديث، وقال البخاري وجماعة: متروك الحديث.

وللحديث شاهد عن عائشة وعن جابر وعن أبي هريرة وعن ابن عمر

فأما حديث عائشة فأخرجه ابن ماجه (1096) وابن خزيمة (1765) عن محمد بن يحيى الذهلي ثنا عمرو بن أبي سلمة ثنا زهير بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم الجمعة فرأى عليهم ثياب النِّمَار فقال "ما على أحدكم إن وجد سعة أن يتخذ ثوبين لجمعته سوى ثوبي مهنته"

قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 1/ 131

قلت: بل إسناده ضعيف لأنّ زهير بن محمد هو التميمي الخراساني ورواية أهل الشام عنه ضعيفة وهذه منها فإنّ عمرو بن أبي سلمة هو التنيسي الدمشقي.

قال أحمد: روى عن زهير أحاديث بواطيل كأنّه سمعها من صدقة بن عبد الله فغلط فقلبها عن زهير.

وقال النسائي: عند عمرو بن أبي سلمة عن زهير بن محمد مناكير.

وقال العجلي: الأحاديث التي يرويها أهل الشام عن زهير ليست تعجبني.

وعمرو مختلف فيه: ضعفه ابن معين وغيره، ووثقه ابن حبان وغيره.

ولم ينفرد زهير بن محمد به بل تابعه مهدي بن ميمون الأزدي عن هشام عن أبيه عن عائشة به.

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 35) عن خلف بن القاسم ثنا سعيد بن

(1) ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "التلبيس"(ص 230 - 231)

ص: 4658

عثمان بن السكن ثنا يحيى بن محمد بن صاعد ثنا محمد بن خزيمة البصري بمصر ثنا حاتم بن عبيد الله أبو عبيدة ثنا مهدي بن ميمون به.

وإسناده حسن، محمد بن خزيمة ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث، وحاتم بن عبيد الله هو النمري بصري قال أبو حاتم: نظرت في حديثه فلم أر في حديثه مناكير، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ. والباقون كلهم ثقات.

وأما حديث جابر فأخرجه ابن أبي شيبة (2/ 156 و156 - 157) من طريق موسى بن عبيدة عن زيد بن أسلم عن جابر قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس يوم الجمعة بادة هيئتهم فقال "ما من رجل لو اتخذ لهذا اليوم ثوبين يروح فيهما"

وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الربذي.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن عدي (7/ 2605 - 2606) من طريق يعقوب بن الوليد بن أبي هلال المدني عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعا "لا على أحدكم إذا وجد سعة أن يتخذ ثوبين لجمعته سوى ثوبي مهنته"

وقال: وهذا الحديث عن ابن أبي ذئب لا يرويه عن ابن أبي ذئب غير يعقوب بن الوليد، ويعقوب هذا عامة ما يرويه ليس بمحفوظ، وهو بين الأمر في الضعفاء"

وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(10/ 83) عن عبد الوارث بن سفيان القرطبي ثنا قاسم بن أصبغ ثنا محمد بن غالب التمتام ثنا إسحاق بن عبد الواحد الموصلي ثنا يحيى بن سليم عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر قال: كان الناس يغدون في أعمالهم، فإذا كانت الجمعة جاءوا وعليهم ثياب رديئة، وألوانها متغيرة، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "من جاء منكم إلى الجمعة فليغتسل، وليتخذ ثوبين سوى ثوبي مهنته"

إسحاق ويحيى مختلف فيهما، والباقون ثقات.

3327 -

"ما على الأرض مسلم يدعو بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثله"

قال الحافظ: حديث صحيح أخرجه الترمذي والحاكم من حديث عبادة بن الصامت رفعه: فذكره، ولأحمد من حديث أبي هريرة "إمّا أن يعجلها له وإمّا أن يدخرها له"(1)

(1) 13/ 340 (كتاب الدعوات وقول الله تعالى {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غَافر: 60])

ص: 4659

حديث عبادة يرويه محمد بن يوسف الفريابي واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن الفريابي ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير أنّ عبادة بن الصامت حدثهم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره وزاد "ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم" فقال رجل من القوم: إذا نكثر، قال "الله أكثر".

أخرجه الترمذي (3573)

عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي

وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(5/ 329)

عن إسحاق بن منصور الكوسج

وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 137) والبيهقي في "الشعب"(1091)

عن عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم

ثلاثتهم عن الفريابي به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه"

قلت: مكحول مدلس ولم يذكر سماعا من جبير بن نفير.

- ورواه حميد بن زنجويه النسائي عن الفريابي واختلف عنه:

• فرواه أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد الجبار الرَّيَّاني عن حميد بن زنجويه كرواية الدارمي ومن تابعه.

أخرجه البغوي في "شرح السنة"(1387)

• ورواه محمد بن إسحاق الصاغاني عن حميد بن زنجويه عن الفريابي عن ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عبادة.

أخرجه الهيثم بن كليب (1301)

- ورواه أبو بشر عبد الملك بن مروان الرقي عن الفريابي فلم يذكر مكحولا.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(881)

والأول أصح.

ولم ينفرد الفريابي به بل تابعه أبو خُلَيْد عتبة بن حماد الدمشقي ثنا ابن ثوبان به.

ص: 4660

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(182 و3524)

ولم ينفرد ثابت بن ثوبان به فقد رواه مَسْلمة بن علي الخُشَنِي عن زيد بن واقد وهشام بن الغاز عن مكحول به.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(147) وفي "الدعاء"(86) وفي "مسند الشاميين"(3523)

والخشني قال البخاري وغيره: منكر الحديث، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث.

وللحديث شاهد عن جابر وعن أبي سعيد وعن أنس

فأما حديث جابر فأخرجه الترمذي (3381) عن قتيبة بن سعيد البلخي ثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "ما من أحد يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل، أو كفّ عنه من السوء مثله، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم"

وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(7270) من طريق ابن وهب أني ابن لهيعة به.

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

طريق أخرى: قال الطبراني في "الأوسط"(3784): ثنا علي بن المبارك الصنعاني ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا إسماعيل بن عبد الله بن خالد بن سعيد بن أبي مريم عن أبيه عن جده عن جابر مرفوعا نحوه.

وقال: لا يُروى هذا الحديث عن جابر إلا بهذا الإسناد، تفرد به إسماعيل بن أبي أويس"

قلت: إسماعيل بن عبد الله بن خالد قال أبو حاتم: لا أعلم روى عنه إلا ابن أبي أويس وأرى في حديثه ضعف وهو مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأما حديث أبي سعيد وحديث أنس فسيأتي الكلام عليهما عند حديث "ما من مسلم يدعو بدعوة"

وأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:

الأول: يرويه ليث بن أبي سليم عن زياد بن أبي المغيرة أو زياد بن المغيرة عن أبي هريرة مرفوعا "ما من رجل يدعو الله بدعاء إلا استجيب له فإما أن يعجل له في الدنيا، "إما أن يدخر له في الآخرة، وإما أن يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم أو يستعجل "قالوا: يا رسول الله، وكيف يستعجل؟ قال "يقول: دعوت ربي فما استجاب لي"

ص: 4661

أخرجه الترمذي (تحفة الأحوذي 3677) واللفظ له وأبو يعلى (6134) والسمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 313) من طريقين عن ليث به.

وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه "

قلت: إسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم، وزياد لا يعرف، ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته ولم يذكر عنه راويا إلا ليث بن أبي سليم.

الثاني: يرويه عبيد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مَوْهَب عن عمه عبيد الله بن عبد الله بن موهب عن أبي هريرة مرفوعا "ما من مسلم ينصب وجهه لله عز وجل يسأله مسألة إلا أعطاه إياها: إمّا عجلها له في الدنيا، وإمّا ادخرها له في الآخرة ما لم يعجل" قالوا: يا رسول الله، وما عجلته؟ قال "يقول: قد دعوت ودعوت فلا أراه يستجاب لي"

أخرجه أحمد (2/ 448) والحاكم (1/ 497)

عن وكيع

والبخاري في "الأدب المفرد"(711) والبيهقي في "الدعوات"(327) وفي "الشعب"(1088) واللفظ له

عن محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك

كلاهما عن عبيد الله بن عبد الرحمن به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: عبيد الله بن عبد الرحمن مختلف فيه: وثقه ابن حبان وغيره، ولينه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين.

ولم ينفرد به بل تابعه يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن موهب عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "ما من عبد يرفع يديه حتى يبدو إبطه يسأل الله مسألة إلا آتاها إياه ما لم يعجل" قالوا: يا رسول الله، وكيف عجلته؟ قال "يقول: قد سألت وسألت ولم أعط شيئا"

أخرجه الترمذي (تحفة الأحوذي 3678)

ويحيى بن عبيد الله ضعفوه، وأبوه قال أحمد والجوزجاني: لا يعرف، وقال الشافعي: لا نعرفه، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وقال الذهبي في "الديوان": مجهول.

ص: 4662

3328 -

حديث عبد الرحمن بن سمرة أنّه -أي عثمان بن عفان- جاء بألف دينار في ثوبه فصبّها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم حين جهز جيش العسرة فقال صلى الله عليه وسلم "ما على عثمان من عمل بعد اليوم"

قال الحافظ: أخرجه أحمد" (1)

أخرجه أحمد (5/ 63) وابنه أيضا في "زوائده على فضائل الصحابة"(738) وابن عساكر (ترجمة عثمان بن عفان ص 57) والمزي (15/ 440)

عن هارون بن معروف المروزي (2)

والترمذي (3701)

عن الحسن بن واقع الرملي

وابن أبي عاصم في "الجهاد"(82) وفي "السنة"(1279) والآجري في "الشريعة"(1413) وابن شاهين في "حديثه"(8) وفي "مذاهب أهل السنة"(78) والقطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة"(839 و847)

عن أبي عمير عيسى بن محمد بن النحاس الرملي

ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 283) والطبراني في "مسند الشاميين"(1274) وفي "الأوسط"(6277)

عن مهدي بن جعفر الرملي

وابن هانئ في "مسائل أحمد"(2/ 172) والخلال في "السنة"(402) وفي "العلل"(المنتخب لابن قدامة 110) والآجري في "الشريعة"(1412)

عن أبي همام الوليد بن شجاع الكوفي

والحاكم (3/ 102) والبيهقي في "الدلائل"(5/ 215)

عن أسد بن موسى المصري

وابن شاهين في "مذاهب أهل السنة"(78) وابن عساكر (ص 57)

عن موهب بن يزيد بن خالد الرملي

(1) 6/ 337 (كتاب الوصايا - باب إذا وقف أرضا أو بئرا)

(2)

رواه ابن أبي الدنيا في "المكارم"(416) عن هارون بن معروف فلم يذكر عبد الرحمن بن سمر.

ص: 4663

والطبراني في "مسند الشاميين"(1274) والخطيب في "المتفق والمفترق"(1342)

عن عبد الوهاب بن نَجدة الحَوْطي

ونعيم بن حماد المروزي (1)

وموسى بن أيوب النصيبي (2)

وابن عساكر (ص 57)

عن مروان بن معاوية

والخلال (403)

عن يزيد بن قبيس السَّيْلَحي

والقطيعي (839)

عن محمد بن سِمَاعة الرملي

وعيسى بن يونس الرملي

و (846) والآجري في "الشريعة"(1411)

عن محمد بن أبي السري العسقلاني

كلهم عن ضَمْرَة بن ربيعة ثنا عبد الله بن شَوْذَب عن عبد الله بن القاسم عن كثير مولى عبد الرحمن بن سمرة عن عبد الرحمن بن سمرة قال: جاء عثمان بن عفان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار في ثوبه حين جهز النبي صلى الله عليه وسلم جيش العسرة قال: فصبّها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقلبها بيده ويقول "ما ضرّ ابن عفان ما عمل بعد اليوم" يرددها مرارا. اللفظ لأحمد.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه" (3)

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

(1) ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "فضائل الخلفاء"(6)

(2)

ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الأوسط"(9222)

(3)

وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عبد الرحمن بن سمرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن شوذب، ولم يروه عن ابن شوذب إلا ضمرة"

كذا قال، وقد توبع كما سيأتي.

ص: 4664

قلت: كثير هو ابن أبي كثير البصري مولى عبد الرحمن بن سمرة وثقه العجلي وابن حبان، وقال ابن حزم وعبد الحق الإشبيلي: مجهول. وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال الحافظ: مقبول ووهم من عده صحابيا.

وعبد الله بن القاسم قال ابن معين: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وابن شوذب وضمرة ثقتان.

واختلف فيه على ضمرة، فرواه المعافى بن مدرك الرقي عن ضمرة عن ابن شوذب عن عبد الله بن القاسم عن كثير مرسلا.

أخرجه ابن عساكر (ص 56)

والمعافى ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

والأول أصح.

ولم ينفرد ضمرة به بل تابعه:

1 -

الوليد بن مزيد البيروتي.

أخرجه ابن عساكر (ص 58)

2 -

عمر بن هارون البلخي.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 59) وفي "فضائل الخلفاء"(5)

وللحديث شاهد عن عبد الرحمن بن خباب السلمي وعن حذيفة وعن عمران بن حصين وعن ابن عمر وعن أنس وعن الحسن البصري مرسلا.

فأما حديث عبد الرحمن بن خباب فأخرجه الطيالسي (ص 164) عن سكن بن المغيرة البصري عن الوليد بن أبي هشام عن فَرْقَد بن أبي طلحة عن عبد الرحمن بن خباب قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم حضّ على جيش العسرة، فقام عثمان بن عفان قال: عليّ مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حضّ الثانية، فقام عثمان فقال: عليّ مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، ثم حضّ الثالثة، فقام عثمان فقال: على ثلاث مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله، قال: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عن المنبر وهو يقول "ما على عثمان ما عمل بعد هذا" مرتين أو ثلاثا.

وأخرجه عبد بن حميد (311) عن الطيالسي به.

وأخرجه ابن سعد (7/ 78) والبخاري في "الكبير"(3/ 1/ 246 - 247) والترمذي (3700) والروياني (1541) والدولابي في "الكنى"(7/ 12) وأبو القاسم البغوي في

ص: 4665

"الصحابة"(1713) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 144) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 58 - 59) وفي "الصحابة"(4643) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 188) وأبو علي الطوسي في "أماليه"(15) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(1904) وابن عساكر (ص 52 و 53 و 54) وابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 441 - 442) والمزي (17/ 80 - 81) وأبو بكر المراغي في "المشيخة"(ص 364 - 365) من طرق عن الطيالسي به.

وأخرجه أحمد (4/ 75) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 289) وابن أبي الدنيا في "المكارم"(417) وابن أبي عاصم في "السنة"(1280) و"الآحاد"(1419 و1420) و "الجهاد"(77) والروياني (1541) وأبو القاسم البغوي (1714 و1910) وابن قانع (2/ 144) والطبراني (1) في "الأوسط"(5911) والقطيعي (822 و823) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 58 - 59) وفي "الصحابة"(4643) وابن بشران (427) والبيهقي في "الدلائل"(5/ 214 - 215) والخطيب في "الموضح"(2/ 435 - 436) وابن عساكر (ص 53 - 54 و 54 و 54 - 55) والمزي (17/ 80 - 81) وأبو بكر المراغي (ص 364 - 365) من طرق عن سكن بن المغيرة به.

قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث السكن بن المغيرة"

قلت: فرقد قال ابن المديني: لا أعرفه، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه غير الوليد بن أبي هشام، وقال في "الكاشف": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.

وأما حديث حذيفة فأخرجه ابن عدي (1/ 334) عن أبي يعلى (2) ثنا عمار أبو ياسر ثنا إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب الكوفي ثنا أبو إسحاق الهمداني عن أبي وائل عن حذيفة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى عثمان يستعينه في غزاة غزاها، فبعث إليه عثمان بعشرة آلاف دينار فوضعها بين يديه، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقلبها بيديه ويدعو له ويقول "غفر الله لك يا عثمان ما أسررت وما أعلنت وما أخفيت وما هو كائن إلى يوم القيامة، ما يبالي عثمان ما عمل بعد هذا"

ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ص 58)

وأخرجه ابن عساكر أيضا (ص 58) من طريق الدارقطني ثنا إسحاق بن محمد بن أحمد الحلبي ثنا محمد بن عبد الله أبو عمرو السوسي ثنا أبو ياسر عمار المستملي به.

(1) وقال: لا يُروى هذا الحديث عن عبد الرحمن بن خباب إلا بهذا الإسناد، تفرد به سكن بن المغيرة"

(2)

وأخرجه أبو نعيم في "فضائل الخلفاء"(77) عن أبي الشيخ ثنا أبو يعلى به.

ص: 4666

قال الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث أبي وائل عن حذيفة، وهو أيضا غريب من حديث أبي إسحاق السبيعي عن أبي وائل، تفرد به إسحاق بن إبراهيم الأزدي الكوفي ولم يروه عنه غير عمار المستملي"

وقال ابن عدي: هذا الحديث بهذا الإسناد غير محفوظ، وإسحاق بن إبراهيم هذا روى عنه الثقات بما لا يتابع عليه، وأحاديثه غير محفوظة"

والحديث ذكره الذهبي في "الميزان" في ترجمة إسحاق بن إبراهيم هذا وقال: هذا منكر إنما أتاه بألف دينار"

وقال الحافظ: سنده ضعيف جدا" الفتح 6/ 337

وأما حديث عمران بن حصين فأخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 231 - 232) عن الحسن بن علي الفسوي ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي ثنا العباس بن الفضل الأنصاري عن هشام بن زياد ثني أخي الوليد بن زياد عن أبي طلحة مولى لبني خلف ثنا عمران بن حصين أنّه شهد عثمان بن عفان أيام غزوة تبوك في جيش العسرة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصدقة والقوة والتأسي، وكانت نصارى العرب كتبوا إلى هرقل: إنّ هذا الرجل الذي خرج ينتحل النبوة قد هلك، وأصابتهم سنون فهلكت أموالهم، فإن كنت تريد أن تلحق دينك فالآن. فبعث رجلا من عظمائهم يقال له الصناد وجهز معه أربعين ألفا، فلما بلغ ذلك نبي الله صلى الله عليه وسلم كتب في العرب. وكان يجلس كل يوم على المنبر فيدعو الله ويقول "اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض" فلم يكن للناس قوة. وكان عثمان بن عفان قد جهز عيرا إلى الشام يريد أن يمتار عليها، فقال: يا رسول الله، هذه مائتا بعير بأقتابها وأحلاسها ومائتا أوقية، فحمد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبّر وكبّر الناس، ثم قام مقاما آخر وأمر بالصدقة، فقام عثمان فقال: يا رسول الله، وهاتان مائتان ومائتا أوقية، فكبر رسول الله وكبر الناس، وأتى عثمان بالإبل وأتى بالمال فصبّه بين يديه فسمعته يقول "لا يضر عثمان ما عمل بعد اليوم"

ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ص 56)

وإسناده ضعيف جدا، العباس بن الفضل الأنصاري هو الواقفي قال ابن معين وغيره: ليس بثقة، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث، وقال أبو داود وغيره: لمس بشيء.

وهشام بن زياد هو ابن أبي يزيد القرشي أبو المقدام المدني قال النسائي وغيره: متروك الحديث.

وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان:

الأول: يرويه حبيب بن أبي حبيب المصري كاتب مالك عن مالك عن نافع عن ابن

ص: 4667

عمر قال: لما جهّز النبي صلى الله عليه وسلم جيش العسرة جاء عثمان بألف دينار فصبّها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم لا تنس عثمان، ما على عثمان ما عمل بعد هذا"

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 59) وفي "فضائل الخلفاء"(7)

وحبيب كذبه أحمد وأبو داود وابن عدي.

الثاني: يرويه شهر بن حوشب عن زياد بن أبي المليح عن ابن عمر قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقلب المال في جيش العسرة، ويقول "ما ضر عثمان ما فعل بعد هذا أبدا"

أخرجه ابن شاهين في "مذاهب أهل السنة"(138) من طريق هارون بن حيان الرقي عن ليث عن شهر به.

وهارون بن حيان قال البخاري: في حديثه نظر، وقال أبو زرعة: منكر الحديث جدا، وقال الحاكم: يضع الحديث.

وخالفه سعيد بن مسلمة بن هشام القرشي فرواه عن ليث بن أبي سليم عن زياد بن أبي المليح عن أبيه عن ابن عمر.

أخرجه أبو نعيم في "فضائل الخلفاء"(82)

وإسناده ضعيف لضعف ليث.

وأما حديث أنس فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2034) عن أحمد بن محمد بن سعيد المديني الأصبهاني ثنا زيد بن الحريش ثنا عمرو بن صالح عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال: جاء عثمان بدنانير فألقاها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقلبها ويقول "ما على عثمان ما فعل بعد هذا اليوم"

وقال: لم يروه إلا زيد بن الحريش عن عمرو بن صالح، ولا يُروى عن أنس إلا بهذا الإسناد"

وقال الهيثمي: وفيه عمرو بن صالح الرامهرمزي وهو ضعيف" المجمع 9/ 85

وأما حديث الحسن فله عنه طريقان:

الأول: يرويه سعيد بن أبي عروبة عن موسى عن الحسن أنّ عثمان أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بدنانير في غزوة تبوك، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقلبها في حجره ويقول "ما على عثمان بن عفان ما عمل بعد هذا"

أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 545) عن يزيد بن هارون الواسطي أنا سعيد به.

ص: 4668

الثاني: يرويه أبو جعفر عن قتادة عن الحسن أنّ عثمان بن عفان جاء بدنانير فنثرها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقلبها ويقول "ما على عثمان ما عمل بعد هذا"

أخرجه الخلال (417) عن عبد الملك بن عبد الحميد الميموني ثنا أحمد بن حنبل ثنا إسحاق بن سليمان ثنا أبو جعفر به.

3329 -

"ما عوقب رجل على ذنب إلا جعله الله كفارة لما أصاب من ذلك الذنب"

قال الحافظ: وللطبراني عن ابن عمرو (1) مرفوعا: فذكره" (2)

ضعيف جدا

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8438) من طريق سويد بن عبد العزيز الدمشقي عن ياسين الزيات عن سالم عن أبيه به مرفوعا.

قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه ياسين (3) الزيات وهو متروك" المجمع 6/ 265

قلت: وسويد بن عبد العزيز قال أحمد: متروك الحديث، وقال ابن معين: ليس بثقة.

3330 -

"ما فتح الله على عاد من الريح إلا موضع الخاتم فمرّت بأهل البادية فحملتهم ومواشيهم وأموالهم بين السماء والأرض فرآهم الحاضرة فقالوا: هذا عارض ممطرنا، فألقتهم عليهم فهلكوا جميعا"

قال الحافظ: أخرج ابن أبي حاتم من حديث ابن عمر، والطبراني من حديث ابن عباس رفعاه: فذكراه" (4)

ضعيف

يرويه مسلم بن كيسان المُلائي الأعور واختلف عنه:

- فقال محمد بن فضيل الكوفي: عن مسلم الملائي عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا "ما فتح الله على عاد من الريح التي أهلكوا فيها إلا مثل موضع الخاتم، فمرّت بأهل البادبة فحملت مواشيهم وأموالهم فجعلتهم بين السماء والأرض، فلما رأوا ذلك أهل

(1) في "الأوسط" و"المجمع": ابن عمر.

(2)

1/ 74 (كتاب الإيمان - باب حدثنا أبو اليمان

)

(3)

في "الأوسط": حسين.

(4)

7/ 187 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول الله تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا} [الأعرَاف: 65])

ص: 4669

الحاضرة من الريح وما فيها قالوا: هذا عارض ممطرنا، فألقت أهل البادية ومواشيهم على أهل الحاضرة"

أخرجه ابن أبي الدنيا في "العقوبات"(117) وفي "المطر والرعد"(145) وأبو يعلى (المطالب 3725) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 412) والطبراني في "الكبير"(13553) وأبو الشيخ في "العظمة"(806) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(263) من طرق عن ابن فضيل به.

- وقال أبو مالك عمرو بن هاشم الجَنْبي: عن مسلم الملائي عن (1) مجاهد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا "ما فتح على عاد من الريح إلا مثل موضع الخاتم

"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(12416) وأبو الشيخ في "العظمة"(807)

قال البوصيري: سنده ضعيف لضعف مسلم بن كيسان الملائي" مختصر الإتحاف 8/ 420

وقال ابن كثير: الحديث في رفعه نظر، ثم اختلف فيه على مسلم الملائي، وفيه نوع اضطراب" البداية 1/ 129

3331 -

عن عائشة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال في وجعه الذي مات فيه: "ما فعلت الذهيبة؟ " قلت: عندي، قال "أنفقيها" الحديث

قال الحافظ: أخرجه أحمد وهناد بن السري في "الزهد" وابن سعد في "الطبقات" وابن خزيمة كلهم من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عائشة.

وأخرج ابن سعد من طريق أبي حازم عن أبي سلمة عن عائشة نحوه، ومن وجه آخر عن أبي حازم عن سهل بن سعد، وزاد فيه "ابعثي بها إلى علي بن أبي طالب ليتصدق بها"(2)

صحيح

وله عن عائشة طريقان:

الأول: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة ثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة

(1) وعند الطبراني: عن مجاهد وسعيد بن جبير.

(2)

6/ 292 (كتاب الوصايا - باب الوصايا)

ص: 4670

قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه (1) الذي مات (2) فيه" (3) ما فعلت الذهب (4)؟ " قلت: هي عندي. قال "ائتيني بها" فجئت بها وهي ما بين التسع أو الخمس (5) فوضعها (6) في يده ثم قال "ما ظنّ محمد بالله لو لقي الله عز وجل وهذه عنده، أنفقيها (7) ".

أخرجه ابن سعد (2/ 238) والحميدي (283) وابن أبي شيبة (13/ 238) وأحمد (6/ 49 و182) واللفظ له وهناد (8) في "الزهد"(622) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس 1/ 260 و 263) وابن حبان (3212) والشجري في "أماليه"(2/ 159) والبغوي في "شرح السنة"(1658) من طرق عن محمد بن عمرو به.

قال البوصيري: رجاله "ثقات" إتحاف الخيرة 3/ 362

وقال العراقي: إسناده حسن" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 5/ 2301

قلت: وهو كما قال.

ولم ينفرد محمد بن عمرو به بل تابعه.

1 -

أبو حازم سلمة بن دينار المدني.

أخرجه أحمد (6/ 86) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 257 - 258)

عن أبي غسان محمد بن مطرف المدني

وابن سعد (2/ 238)

عن يحيى بن أيوب المصري

وابن حبان (715)

(1) وفي لفظ "مرضه"

(2)

وفي لفظ "قبض"

(3)

زاد أحمد في الموضع الآخر "يا عائشة"

(4)

ولفظ ابن سعد "الأذهب"

(5)

ولفظ هناد وغيره "بين السبعة والخمسة" وزاد أحمد في الموضع الآخر "أو الثمانية أو التسعة"

(6)

ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "فجعلها في كفه"

(7)

زاد ابن أبي شيبة "يا عائشة"

(8)

رواه هناد بن السَّري عن عبدة بن سليمان الكلابي عن محمد بن عمرو به، وخالفه أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني فرواه عن عبدة وجعله عن أبي هريرة.

أخرجه الطبري (1/ 259)

ص: 4671

عن محمد بن عجلان المدني

ثلاثتهم عن أبي حازم به.

وخالفهم يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني فرواه عن أبي حازم عن سهل بن سعد.

أخرجه ابن سعد (2/ 239)

والأول أصح.

وإسناده صحيح.

2 -

الوازع بن نافع الجزري.

أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 279 - 280)

والوازع قال ابن معين وغيره: ليس بثقة.

الثاني: يرويه بكر بن مُضر المصري ثنا موسى بن جبير عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيف قال: دخلت أنا وعروة بن الزبير يوما على عائشة فقالت: لو رأيتما نبي الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في مرض مرضه وكان له عندي ستة دنانير أو سبعة فأمرني أن أفرقها، فشغلني وجع نبي الله صلى الله عليه وسلم حتى عافاه الله، ثم سألني عنها فقال "ما فعلت الستة؟ " قال: أو السبعة" قلت: لا والله لقد كان شغلني وجعك. قالت: فدعا بها ثم صفها (1) في كفه فقال "ما ظنّ نبي الله لو لقي الله عز وجل وهذه عنده"

أخرجه أحمد (6/ 104) والبيهقي في "الشعب"(9949)

عن أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي

وابن حبان (3213)

عن قتيبة بن سعيد البلخي

والطبري في "التهذيب"(مسند ابن عباس 1/ 252) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه"(35) وابن بشران (31) والبيهقي في "الدلائل"(1/ 346)

عن عبد الله بن عبد الحكم المصري

ثلاثتهم عن بكر بن مضر به.

(1) ولفظ ابن حبان "فوضعها"

ص: 4672

وموسى بن جبير هو الأنصاري المدني ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال أبو الحسن بن القطان: لا يعرف حاله، وقال الحافظ في "التقريب": مستور.

والباقون ثقات

3332 -

قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن مسعود ليلة الجن "ما في إداوتك؟ " قال: نبيذ، قال "تمرة طيبة وماء طهور"

قال الحافظ: رواه أبو داود والترمذي وزاد "فتوضأ به" وهذا الحديث أطبق علماء السلف على تضعيفه" (1)

ضعيف

وله عن ابن مسعود طرق:

الأول: يرويه أبو فزارة العبسي عن أبي زيد مولى عمرو بن حريث عن ابن مسعود قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن فحضرت صلاة الفجر، فسألني فقال "أمعك وضوء؟ " فقلت: يا رسول الله، معي إداوة فيها شيء من نبيذ، فقال "تمرة طيبة وماء طهور" فتوضأ وصلّى الفجر.

أخرجه عبد الرزاق (693) وأبو عبيد في "الطهور"(224) وابن أبي شيبة (258) وفي "المسند"(300) وأحمد (1/ 402 و449 و450 و 458 - 459) وأبو داود (84) والترمذي (88) وابن ماجه (384) والنسائي في "الإغراب من حديث شعبة وسفيان"(205) وأبو يعلى (5046 و5301) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(71) وابن المنذر في "الأوسط"(1/ 256) والهيثم بن كليب (822 و 827 و 828) وابن الأعرابي (ق 71/ أ) وابن حبان في "المجروحين"(3/ 158) والطبراني في "الكبير"(9962 و9963 و9964 و9965 و9966 و9967) والحكيم الترمذي في "المنهيات"(ص 15) وابن عدي (4/ 1330 و 7/ 2746 و2747) وابن شاهين في "الناسخ"(94) والبيهقي (1/ 9 و9 - 10) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(311) وابن الجوزي في "العلل"(587) وفي "التحقيق"(31 و32) والمزي (33/ 333) من طرق عن أبي فزارة به.

قال الترمذي: أبو زيد رجل مجهول عند أهل الحديث، لا يعرف له رواية غير هذا الحديث"

(1) 1/ 367 (كتاب الوضوء - باب لا يجوز الوضوء بالنبيذ)

ص: 4673

وقال أبو عبيد: لا نثبته من أجل أنّ الإسناد فيه ليس بمعروف"

وقال ابن المنذر: في إسناده مقال، قال غير واحد من أصحابنا: حديث ابن مسعود لا يثبت لأنّ الذي رواه أبو زيد وهو مجهول لا يعرف بصحبة ابن مسعود ولا بالسماع منه"

وقال ابن حبان: أبو زيد يروي عن ابن مسعود ما لم يتابع عليه ليس يدرى من هو، لا يعرف أبوه ولا بلده، والإنسان إذا كان بهذا النعت ثم لم يرو إلا خبرا واحدا خالف فيه الكتاب والسنة والإجماع والقياس والنظر والرأي يستحق مجانبته فيها ولا يحتج به"

وقال ابن عدي: سمعت ابن حماد يقول: قال البخاري: أبو زيد الذي روى حديث ابن مسعود هذا رجل مجهول لا يعرف بصحبة عبد الله.

وقال ابن عدي أيضاً: وهذا الحديث مداره على أبي فزارة عن أبي زيد مولى عمرو بن حريث عن ابن مسعود، وأبو فزارة مشهور واسمه راشد بن كيسان، وأبو زيد مولى عمرو بن حريث مجهول، ولا يصح هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو خلاف القرآن.

وقال أيضاً: والحديث ضعيف لأجل أبي زيد هذا"

وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: حديث أبي فزارة ليس بصحيح، وأبو زيد مجهول" العلل 1/ 17

وقال أبو زرعة أيضا وأبو حاتم: هذا حديث ليس بقوي، وأبو زيد شيخ مجهول لا يعرف" العلل 1/ 44 - 45

وقال ابن عبد البر: أبو زيد مولى عمرو بن حريث مجهول عندهم لا يعرف بغير رواية أبي فزارة، وحديثه عن ابن مسعود في الوضوء بالنبيذ منكر لا أصل له ولا رواه من يوثق به ولا يثبت" نصب الراية 1/ 139

وقال الحاكم أبو أحمد: أبو زيد رجل مجهول لا يوقف على صحة كنيته ولا اسمه، ولا يعرف له راويا غير أبي فزارة ولا رواية من وجه ثابت إلا هذا الحديث الواحد" تهذيب الكمال 33/ 332

وقال ابن الجوزي: لا يصح، أبو زيد وأبو فزارة مجهولان"

وقال البغوي: وهذا حديث غير ثابت، لأنّ أبا زيد مجهول" شرح السنة 2/ 63 - 64

الثاني: يرويه حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جُدْعان عن أبي رافع مولى عمر عن ابن مسعود أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن خط حوله فكان يجيء أحدهم مثل سواد النخل

ص: 4674

وقال لي "لا تبرح مكانك" فأقرأهم كتاب الله عز وجل، فلما رأى الزط قال "كأنهم هؤلاء" وقال النبي صلى الله عليه وسلم "أمعك ماء؟ " قلت: لا، قال "أمعك نبيذ؟ " قلت: نعم، فتوضأ به.

وفي لفظ "فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تمرة طيبة وماء طهور"

أخرجه أحمد (1/ 455) وأبو يعلى في "معجمه"(27) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 95) والدارقطني (1/ 77) وابن شاهين في "الناسخ"(95) والجورقاني في "الأباطيل"(308) وابن الجوزي في "العلل"(588) وفي "التحقيق"(34) من طرق عن حماد به.

قال الدارقطني: علي بن زيد ضعيف، وأبو رافع لم يثبت سماعه من ابن مسعود، وليس هذا الحديث في مصنفات حماد بن سلمة"

وقال في "العلل"(5/ 346): ولا يثبت هذا الحديث لأنه ليس في كتب حماد بن سلمة المصنفات"

وقال الجورقاني: هذا حديث باطل، مخالف للكتاب والسنة والإجماع والقياس، لم يروه عن أبي رافع إلا علي بن زيد"

وقال أبو حاتم وأبو زرعة: هذا حديث ليس بقوي، وعلي بن زيد ليس بقوي" العلل 1/ 44 - 45

وقال الحاكم: وعلي بن زيد علة الطريق، وهو ممن أجمع الحفاظ على تركه" الخلافيات 1/ 170

الثالث: يرويه أبو سلام ممطور الأسود الحبشي عن فلان بن غيلان الثقفي أنّه سمع ابن مسعود يقول: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن بوضوء فجئته بإداوة فإذا فيها نبيذ، فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه الدارقطني (1/ 78) وابن الجوزي في "التحقيق"(37) من طريق هاشم بن خالد الأزرق ثنا الوليد ثنا معاوية بن سلام عن أخيه زيد عن جده أبي سلام به.

وقال الدارقطني: الرجل الثقفي الذي رواه عن ابن مسعود مجهول، قيل: اسمه عمرو، وقيل: عبد الله بن عمرو بن غيلان"

وقال أبو حاتم وأبو زرعة: وهذا ليس بشيء، ابن غيلان مجهول، ولا يصح في هذا الباب شيء" العلل 1/ 45

الرابع: يرويه الحسين بن عبيد الله العجلي ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي وائل قال: سمعت ابن مسعود يقول: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن فأتاهم فقرأ عليهم القرآن،

ص: 4675

فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الليل "أمعك ماء يا ابن مسعود؟ " قلت: لا والله يا رسول الله إلا إداوة فيها نبيذ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تمرة طيبة وماء طهور" فتوضأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه الدارقطني (1/ 77 - 78) والخطيب في "التاريخ"(8/ 56) وابن الجوزي في "العلل"(589) وفي "التحقيق"(35)

وقال الدارقطني: الحسين بن عبيد الله هذا يضع الحديث على الثقات"

وقال في "العلل"(5/ 346): والراوي له متروك الحديث وهو الحسين بن عبيد الله العجلي عن أبي معاوية كان يضع الأحاديث على الثقات، وهذا كذب على أبي معاوية وعلى الأعمش"

الخامس: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن عَبيدة وأبي الأحوص عن ابن مسعود قال: مرّ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "خذ معك إداوة من ماء" ثم انطلق وأنا معه -فذكر حديثه ليلة الجن- فلما أفرغت عليه من الإداوة فإذا هو نبيذ، فقلت: يا رسول الله أخطأت بالنبيذ، فقال "تمرة حلوة وماء عذب"

أخرجه الدارقطني (1/ 78) عن عثمان بن أحمد الدقاق ثنا محمد بن عيسى بن حيان ثنا الحسن بن قتيبة ثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق به.

ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل"(590) وفي "التحقيق"(36)

وأخرجه الخطيب في "التاريخ"(2/ 398 - 399) عن علي بن عبد الله المعدل أنا عثمان بن أحمد الدقاق ثنا محمد بن عيسى المدائني به.

قال الدارقطني: تفرد به الحسن بن قتيبة عن يونس عن أبي إسحاق، والحسن بن قتيبة ومحمد بن عيسى ضعيفان"

وقال في "العلل"(5/ 347): والحسن بن قتيبة متروك الحديث، والراوي له عنه ابن حيان المدائني وهو ضعيف"

وقال الخطيب: تفرد برواية هذا الحديث الحسن بن قتيبة المدائني عن يونس بن أبي إسحاق، ولم نكتبه إلا من حديث محمد بن عيسى عنه"

السادس: يرويه قيس بن الحجاج عن حنش الصنعاني عن ابن عباس عن ابن مسعود أنّه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "يا عبد الله أمعك ماء؟ "

ص: 4676

قال: معي نبيذ في إداوة، فقال "اصبب عليّ" فتوضأ، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم "يا عبد الله بن مسعود شراب وطهور"

أخرجه أحمد (1/ 398) وابن الجوزي في "التحقيق"(33)

عن يحيى بن إسحاق السَّيْلَحيني

والبزار (1437) والطبراني في "الكبير"(9961) والدارقطني (1/ 76)

عن يحيى بن عبد الله بن بكير المصري

والدراقطني (1/ 76)

عن عثمان بن سعيد الحمصي

قالوا: ثنا ابن لهيعة ثني قيس به.

وأخرجه ابن ماجه (385)

عن مروان بن محمد الدمشقي

والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 94)

عن أسد بن موسى المصري

قالا: ثنا ابن لهيعة ثنا قيس عن حنش عن ابن عباس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابن

مسعود.

فجعلاه من مسند ابن عباس.

قال البزار: وهذا الحديث لا يثبت لابن لهيعة، لأنّ ابن لهيعة كانت قد احترقت كتبه فكان يقرأ من كتب غيره، فصار في أحاديثه أحاديث مناكير، وهذا منها"

وقال الدارقطني: تفرد به ابن لهيعة وهو ضعيف الحديث"

وقال أيضاً: ابن لهيعة لا يحتج بحديثه"

وقال في "العلل"(5/ 347): ولا يثبت، وابن لهيعة لا يحتج به"

وقال ابن عدي: حديث ابن لهيعة هذا غير محفوظ" الكامل 7/ 2747

وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة" المصباح 1/ 57

ص: 4677

وضعف الحديث غير من تقدم أيضاً:

1 -

ابن حزم.

قال: لم يصح لأنّ في جميع طرقه من لا يعرف، أو من لا خير فيه" المحلى 1/ 273

2 -

البيهقي.

قال: روي من أوجه كلها ضعيف، وأشهرها رواية أبي زيد مولى عمرو بن حريث عن ابن مسعود، وقد ضعفها أهل العلم بالحديث" المعرفة 1/ 237

3 -

النووي.

ذكره في "الخلاصة"(1/ 71) في فصل الضعيف وقال: أجمعوا على ضعفه"

3333 -

"ما في السماء موضع قدم إلا وعليه ملك قائم أو ساجد، فذلك قوله تعالى {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165)} [الصَّافات: 165] "

قال الحافظ: وللطبراني عن عائشة مرفوعا: فذكره" (1)

انظر الحديث الذي بعده.

3334 -

"ما في السموات السبع موضع قدم ولا شبر ولا كف إلا وفيه ملك قائم أو راكع أو ساجد"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني من حديث جابر مرفوعا: فذكره، وللطبراني نحوه من حديث عائشة" (2)

روي من حديث جابر ومن حديث عائشة ومن حديث أبي ذر ومن حديث أنس ومن حديث حكيم بن حزام ومن حديث العلاء بن سعد

فأمّا حديث جابر فأخرجه الطبراني (3) في "الكبير"(1751) و"الأوسط"(3592) عن خير بن عرفة المصري ثنا عروة بن مروان ثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم بن مالك الجزري عن عطاء بن أبي رباح عن جابر مرفوعا "ما في السموات السبع موضع قدم ولا شبر ولا كف إلا وفيه ملك راكع أو ملك ساجد، فإذا كان يوم القيامة قالوا جميعا: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك إلا أنا لم نشرك بك شيئا"

(1) 7/ 112 (كتاب بدء الخلق - باب ذكر الملائكة)

(2)

7/ 111 (كتاب بدء الخلق - باب ذكر الملائكة)

(3)

ومن طريقه أخرجه عبد الغني المقدسي في "التوحيد"(81)

ص: 4678

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(1497) عن الطبراني به.

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عطاء إلا عبد الكريم، ولا عن عبد الكريم إلا عبيد الله بن عمرو"

قلت: وإسناده ضعيف، عروة هو ابن مروان الجرار العرقي الرقي قال الدارقطني في "المؤتلف" (1/ 537): ليس بالقوي في الحديث.

وأما حديث عائشة فأخرجه ابن نصر في "الصلاة"(253) والطبري في "تفسيره"(23/ 111 و112) والدولابي في "الكنى"(2/ 122 - 123) وأبو الشيخ في "العظمة"(508) من طرق عن أبي معاذ الفضل بن خالد النحوي ثنا عبيد بن سليمان الباهلي: سمعت الضحاك بن مزاحم يحدث عن مسروق بن الأجدع عن عائشة مرفوعا "ما في السماء الدنيا موضع قدم إلا عليه ملك ساجد أو قائم، وذلك قول الملائكة {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ (164) وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166)} ".

قال ابن كثير: وهذا مرفوع غريب جدا" التفسير 4/ 445

قلت: الفضل بن خالد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وعبيد بن سليمان مختلف فيه: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: لا بأس به وهو أحب إلى من جويبر.

وقال ابن معين: جويبر (1) أحب إلى من عبيد بن سيمان، وقال السليماني: فيه نظر.

والضحاك ومسروق ثقتان.

وأما حديث أبي ذر فيرويه مجاهد واختلف عنه:

- فرواه إبراهيم بن مهاجر بن جابر البجلي عن مجاهد واختلف عن إبراهيم:

• فقال إسرائيل بن يونس: عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن مُوَرِّق العجلي عن أبي ذر قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1)} [الإنسان: 1] حتى ختمها، ثم قال "إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون، أَطَّتِ السماء، وحُقَّ لها أن تَئِطَّ ما فيها موضع قدر أربع أصابع إلا ملك واضع جبهته ساجدا لله، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلي الله تعالى، والله (2) لوددت أني شجرة تعضد".

(1) جويبر قال ابن معين: ضعيف، وقال النسائي وغيره: متروك.

(2)

وعند أحمد وأبي نعيم والأصبهاني والبغوي "فقال أبو ذر: والله لوددت أني شجرة تعضد"

ص: 4679

أخرجه أحمد (5/ 173) وابن ماجه (4190) والترمذي (2312) والبزار (3924 و3925) وابن نصر في "الصلاة"(251 و252) والطحاوي في "المشكل"(1135) وأبو الشيخ في "العظمة"(507) والحاكم (2/ 510 - 511 و4/ 544 و579) والسياق له وأبو نعيم في "الدلائل"(360) وفي "الحلية"(2/ 236 - 237) والبيهقي (7/ 52) وفي "الشعب"(764) والبغوي في "شرح السنة"(4172) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(526) وعبد الغني المقدسي في "التوحيد"(82) من طرق عن إسرائيل به.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن أبي ذر إلا من هذا الوجه، ولا نعلم له طريقا غير هذا الطريق، وأحسب أنّ هذا الكلام الأخير من قول أبي ذر أعني: لوددت أني شجرة تعضد"

وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ويُروى من غير هذا الوجه أنّ أبا ذر قال: لوددت أني كنت شجرة تعضد"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال أيضاً: صحيح الإسناد على شرط الشيخين"

وفي كلام أبي نعيم ما يدل على أنّ مورقا لم يسمع من أبي ذر.

فقال: أرسل مورق العجلي غير حديث عن عدة من الصحابة منهم أبو ذر وسلمان" الحلية 2/ 236

قلت: وإبراهيم بن مهاجر لم يخرج له البخاري شيئا، ولم يخرج الشيخان رواية مجاهد عن مورق، ولا رواية مورق عن أبي ذر.

وقال أبو زرعة والدارقطني: لم يسمع مورق من أبي ذر شيئا.

• وقال الجراح بن مليح الرُّؤاسي: عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد قال: قال أبو ذر: أطت السماء، وحُقَّ لها أن تئط

موقوف.

أخرجه وكيع في "الزهد"(33) عن الجراح بن مليح به.

- ورواه يونس بن خبّاب الكوفي عن مجاهد عن أبي ذر موقوفا.

أخرجه الحاكم (4/ 579) من طريق شعبة عن يونس بن خباب قال: سمعت مجاهدا يحدث عن أبي ذر قال: فذكره.

وقال: صحيح على شرط الشيخين"

ص: 4680

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: منقطع، ثم يونس رافضي لم يخرجا له "

وأما حديث أنس فأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 269) من طريق زائدة بن أبي الرُّقاد البصري ثنا زياد النميري عن أنس رفعه "أطت السماء وحُقَّ لها أن تئط، ما منها موضع قدم إلا وبه ملك ساجد أو راكع أو قائم"

وإسناده ضعيف لضعف زائدة وزياد.

وله طريق أخرى عند أبي الفضل الزهري في "حديثه"(431) وفيها علي بن الحسن السامي كذبه الدارقطني، وقال ابن عدي: ضعيف جداً.

وأما حديث حكيم بن حزام فيرويه سعيد بن أبي عَروبة واختلف عنه:

- فقال عبد الوهاب بن عطاء الخفاف: أنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن صفوان بن محرز عن حكيم بن حزام قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه فقال لهم "هل تسمعون ما أسمع؟ " قالوا: ما نسمع من شيء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إني لأسمع أطيط السماء، وما تلام أن تئط، وما فيها من موضع قدم إلا عليه ملك ساجد أو قائم"

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(597) والبزار (3208) وابن نصر في "الصلاة"(250) والطحاوي في "المشكل"(1134) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(1072 و 6346 و 8361 و 10076) والطبراني في "الكبير"(3122) وأبو الشيخ في "العظمة"(509 و 510) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(432) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 217) وفي "الصحابة"(1891) وعبد الغني المقدسي في "التوحيد"(94) من طرق عن عبد الوهاب بن عطاء به.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ إلا من حديث حكيم بن حزام عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا نعلم رواه عن سعيد عن قتادة إلا عبد الوهاب بن عطاء"

وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث صفوان بن محرز عن حكيم، تفرد به عن قتادة سعيد بن أبي عروبة"

وقال ابن كثير: غريب ولم يخرجوه" التفسير 4/ 445

- ورواه يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة مرسلاً.

أخرجه ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير"(3/ 175)

وهذا أصح لأن يزيد بن زريع أثبت وأوثق من عبد الوهاب بن عطاء، وعبد الوهاب مختلف فيه.

ص: 4681

قال أحمد: كل شيء رواه يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة فلا تبال أن لا تسمعه من أحد، سماعه من سعيد قديم.

وقال أبو داود: يزيد أثبت الناس في سعيد.

وقال عبد العزيز القواريري: لم يكن يحيى بن سعيد القطان يقدم في سعيد بن أبي عروبة أحدا إلا يزيد بن زريع.

وأما حديث العلاء بن سعد فأخرجه ابن نصر في "الصلاة"(255) عن أحمد بن سيار المروزي ثنا أبو جعفر محمد بن خالد الدمشقي المعروف بابن أمه ثني المغيرة بن عثمان بن عطية من بني عمرو بن عوف ثني سليمان بن أيوب من بني سالم بن عوف ثني عطاء بن يزيد بن مسعود من بني الحبلي ثني سليمان بن عمرو بن الربيع من بني سالم ثني عبد الرحمن بن العلاء من بني ساعدة عن أبيه العلاء بن سعد وقد شهد الفتح وما بعدها أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما لجلسائه "هل تسمعون ما أسمع؟ " قالوا: وما تسمع يا رسول الله؟ قال "أطت السماء، وحُقَّ لها أن تئط، إنّه ليس فيها موضع قدم إلا وعليه ملك قائم أو راكع أو ساجد، وقالت الملائكة {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ (165) وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (166)} ".

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5517) عن محمد بن محمد بن يعقوب الحماجي ثنا ابن نصر به.

ومن هذا الطريق أخرجه ابن منده في "الصحابة" وابن عساكر في "التاريخ"(الإصابة 7/ 40)

قال ابن كثير: هذا إسناد غريب جدا" التفسير 4/ 445

3335 -

"ما قبض نبي إلا دفن حيث قبض"

قال الحافظ: رواه ابن ماجه من حديث ابن عباس عن أبي بكر مرفوعا، وفي إسناده حسين بن عبد الله الهاشمي وهو ضعيف، وله طريق أخرى مرسلة ذكرها البيهقي في "الدلائل"(1).

له عن أبي بكر طرق:

الأول: يرويه محمد بن إسحاق المدني واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن ابن إسحاق ثني حسين بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس

(1) 2/ 76 (كتاب الصلاة - باب كراهية الصلاة في المقابر)

ص: 4682

قال: لما أرادوا أن يحفروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعثوا إلى أبي عبيدة بن الجراح، وكان يَضْرَح كضريح أهل مكة، وبعثوا إلى أبي طلحة، وكان هو الذي يحفر لأهل المدينة، وكان يَلْحَدُ، فبعثوا إليهما رسولين، فقالوا: اللهم خر لرسولك. فوجدوا أبا طلحة، فجيء به، ولم يوجد أبو عبيدة، فَلَحَدَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال: فلما فرغوا من جهازه يوم الثلاثاء، وضع على سريره في بيته، ثم دخل الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسالا، يصلون عليه، حتى إذا فرغوا أدخلوا النساء، حتى إذا فرغوا أدخلوا الصبيان، ولم يؤم الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد.

لقد اختلف المسلمون في المكان الذي يحفر له، فقال قائلون: يدفن في مسجده، وقال قائلون: يدفن مع أصحابه. فقال أبو بكر: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ما قبض نبي إلا دفن حيث يقبض"

أخرجه أحمد (1/ 292) وابن ماجه (1628) واللفظ له وأبو الحسن الحربي في "الفوائد"(64)

عن جرير بن حازم البصري

والبزار (18) وأبو يعلى (22) وابن عدي (2/ 760) والبيهقي في "الدلائل"(7/ 260) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 399)

عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي

وأحمد (1/ 8 و260) وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر"(26 و 27) وأبو يعلى (23)

عن إبراهيم بن سعد الزهري

والبيهقي (3/ 407 - 408)

عن يونس بن بكير الشيباني

والطبري في "تاريخه"(3/ 213) والآجري في "الشريعة"(1845)

عن سلمة بن الفضل الأبرش

والآجري في "الشريعة"(1842)

عن بكر بن سليمان الأسواري

كلهم عن ابن إسحاق به.

ص: 4683

وإسناده ضعيف لضعف حسين بن عبد الله الهاشمي.

- ورواه يونس بن بكير أيضا عن ابن إسحاق عن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين أو محمد بن جعفر بن الزبير مرسلا.

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(7/ 260 - 261)

- ورواه يحيى بن سعيد الأموي عن ابن إسحاق عمن حدثه عن عروة بن الزبير عن عائشة عن أبي بكر.

أخرجه أبو بكر المروزي (136)

وإسناده ضعيف للذي لم يسم.

الثاني: يرويه عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي عن ابن أبي مُليكة عن عائشة قالت: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا في دفنه فقال أبو بكر: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ما نسيته قال "ما قبض الله نبيا إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه" ادفنوه في موضع فراشه.

أخرجه الترمذي (1018) وفي "الشمائل"(372) واللفظ له والبزار (61) وأبو بكر المروزي (43) وأبو يعلى (45) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 398 - 399 و399) والبغوي في "شرح السنة"(3832)

عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي

والبزار (60) وابن عبد البر (24/ 399)

عن عبيد بن عقيل بن صبيح البصري

قالا: ثنا عبد الرحمن بن أبي بكر به.

قال الترمذي: هذا حديث غريب، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي يضعف من قبل حفظه"

وقال البزار: وهذا الكلام لا نعلم رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أبو بكر"

قلت: واختلف فيه على عبد الرحمن، فقال عبد العزيز بن أبان القرشي: ثنا عبد الرحمن أني أبي عن عبيد بن عمير الليثي قال: لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم، الحديث.

أخرجه الآجري في "الشريعة"(1844)

ص: 4684

وعبدالعزيز قال ابن معين: كذاب خبيث يضع الحديث.

الثالث: يرويه عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج قال: أخبرني أبي: أنّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لم يدروا أين يقبرون النبي صلى الله عليه وسلم حتى قال أبو بكر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لن يقبر نبي إلا حيث يموت" فأخروا فراشه وحفروا له تحت فراشه.

أخرجه أحمد (27) وأبو بكر المروزي (105) وابن الجوزي في "مثير الغرام"(ص 483)

قال ابن كثير: وهذا فيه انقطاع بين عبد العزيز بن جريج وبين الصديق فإنّه لم يدركه" البداية 5/ 266

وقال أبو زرعة: عبد العزيز بن جريج عن أبي بكر مرسل.

وقال الذهبي في "المجرد" والحافظ في "التقريب": عبد العزيز بن جريج لين.

الرابع: يرويه داود بن الحصين المدني عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما فرغ من جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الثلاثاء وضع على سرير في بيته، وكان المسلمون قد اختلفوا في دفنه، فقال قائل: ادفنوه في مسجده، وقال قائل: ادفنوه مع أصحابه بالبقيع. قال أبو بكر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ما مات نبي إلا دفن حيث يقبض"

أخرجه ابن سعد (2/ 292 - 293) عن الواقدي أنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين به.

والواقدي قال أبو زرعة: ترك الناس حديثه.

الخامس: يرويه عبد الحميد (1) بن جعفر عن عثمان بن محمد الأحبش (2) عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا في موضع قبره، فقال قائل: بالبقيع فقد كان يكثر الاستغفار لهم، وقال قائل: في مصلاه، فجاء أبو بكر فقال: إنّ عندي من هذا خبرا وعلما، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول "ما قبض نبي إلا ودفن حيث يتوفى"

أخرجه ابن الجوزي في "مثير الغرام"(ص 483)

3336 -

عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: كتب كفار قريش إلى عبد الله بن أُبَي وغيره ممن يعبد الأوثان قبل بدر يهددونهم بإيوائهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه

(1) كذا في المطبوع، ولعله: عبد الله.

(2)

كذا في المطبوع، ولعله: الأخنسي.

ص: 4685

ويتوعدونهم أن يغزوهم بجميع العرب، فهم ابن أبي ومن معه بقتال المسلمين، فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال "ما كادكم أحد بمثل ما كادتكم قريش، يريدون أن تلقوا بأسكم بينكم"

قال الحافظ: وروى ابن مردويه قصة بني النضير بإسناد صحيح إلى مَعْمر عن الزهري: أخبرني عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، وكذا أخرجه عبد بن حميد في "تفسيره" عن عبد الرزاق" (1)

أخرجه أبو داود (3004) عن محمد بن داود بن سفيان ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنّ كفار قريش كتبوا إلى ابن أُبَي ومن كان يعبد معه الأوثان من الأوس والخزرج، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بالمدينة قبل وقعة بدر: إنكم آويتم صاحبنا، وإنا نقسم بالله لتقاتلنه أو لتخرجنه أو لنسيرنّ إليكم بأجمعنا حتى نقتل مقاتلكم ونستبيح نساءكم، فلما بلغ ذلك عبد الله بن أُبي ومن كان معه من عبدة الأوثان اجتمعوا لقتال النبي صلى الله عليه وسلم، فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لقيهم فقال "لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ، ما كانت تكيدكم بأكثر مما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم، تريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم" وذكر الحديث وفيه طول.

ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في "الدلائل"(3/ 178 - 179)

وإسناده صحيح إن كان عبد الرحمن بن كعب بن مالك سمعه من الصحابي.

ورواه إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق (المصنف 9733) فجعله عن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن الصحابي الذي لم يسم.

وقوله: عن عبد الله بن عبد الرحمن، أظنه خطأ، والصواب: عبد الرحمن بن عبد الله، والله أعلم.

واختلف عن معمر: فرواه محمد بن كثير الصنعاني عن معمر عن الزهري مرسلا.

أخرجه أبو عبيد في "الأموال"(18)

والأول أصح، ومحمد بن كثير مختلف فيه، وقد تكلم أحمد وغيره في روايته عن معمر.

(1) 8/ 333 (كتاب المغازي - حديث بني النضير)

ص: 4686

3337 -

"ما كان الله ليسلطها عليّ"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه ابن سعد (2/ 235) وأحمد (6/ 118 و274) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: يا ابن أختي لقد رأيت من تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه أمرا عجيبا، وذلك أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تأخذه الخاصرة فيشتدّ به جدا، فكنا نقول: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم عرق الكلية لا نهتدي أن نقول الخاصرة، ثم أخذت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فاشتدت به جدا حتى أغمي عليه وخفنا عليه، وفزع الناس إليه، فظننا أنّ به ذات الجنب، فلددناه، ثم سُرِّي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفاق فعرف أنه قد لُدَّ، ووجد أثر اللدود، فقال "ظننتم أن الله عز وجل سلطها عليّ، ما كان الله يسلطها عليّ، والذي نفسي بيده لا يبقى في البيت أحد إلا لُدّ إلا عمي" وذكرت الحديث.

وابن أبي الزناد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وقد علقه البخاري عنه في المغازي - باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته.

وأخرجه من طريق أخرى عن عائشة مختصرا في الباب المذكور.

3338 -

عن جابر بن سَمُرة قال: ما كان في رأس النبي صلى الله عليه وسلم ولحيته من الشيب إلا شعرات، كان إذا ادّهن واراهن الدهن.

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2344) وأحمد (5/ 86 و88 و90 و92) والترمذي (2) والنسائي (8/ 129")(3)

3339 -

عن ابن عباس رفعه "ما كان من حلف في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة وحدة"

قال الحافظ: أخرجه عمر بن شبة واللفظ له وأحمد وصححه ابن حبان" (4)

سيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا حلف في الإسلام، وأيما حلف كان في الجاهلية

"

3340 -

عن رباح بن الربيع التميمي قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة فرأى الناس مجتمعين، فرأى امرأة مقتولة فقال:"ما كانت هذه لتقاتل"

(1) 12/ 280 (كتاب الطب - باب ذات الجنب)

(2)

الشمائل (43)

(3)

12/ 475 (كتاب اللباس - باب ما يذكر في الشيب)

(4)

5/ 378 (كتاب الحوالة - باب قول الله عز وجل: {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ})

ص: 4687

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي وابن حبان من حديث رباح بن الربيع -وهو بكسر الراء التحتانية- التميمي قال: فذكره" (1)

وذكره في موضع آخر وسكت عليه (2).

يرويه أبو الزناد عبد الله بن ذكوان المدني عن المُرَقِّع بن صَيْفي واختلف عنه:

- فقال المغيرة بن عبد الرحمن القرشي الحزامي: عن أبي الزناد ثني مرقع بن صيفي أخبرني جدي رباح بن ربيع أخي حنظلة الكاتب أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة على مقدمته خالد بن الوليد، فمرّ رباح وأصحابه على امرأة مقتولة مما أصابت المقدمة، فوقفوا عليها يتعجبون منها، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته، فلما جاء انفرجوا عن المرأة، فوقف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إليها، فقال "أكانت هذه تقاتل؟ " ثم نظر في وجوه القوم، ثم قال لرجل "الحق خالدا فلا تقتلن ذرية ولا عسيفا"

أخرجه سعيد بن منصور (2623) عن المغيرة بن عبد الرحمن به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 222) والبيهقي في "المعرفة"(13/ 251) والحازمي في "الاعتبار"(ص 214) من طرق عن سعيد بن منصور به.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(681) وأحمد (3/ 488 و 4/ 346) وابن ماجه (2/ 948) والحربي في "الغريب"(1/ 253) والنسائي في "الكبرى"(8626) وأبو يعلى (1546) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 221 و222) وابن حبان (4789) والطبراني في "الكبير"(4619 و 4620) وأبو نعيم في "الصحابة"(2788) والبيهقي (9/ 91) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 193) من طرق عن المغيرة بن عبد الرحمن به.

- ورواه عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن ابن أبي الزناد عن أبيه عن مرقع بن صيفي عن جده رباح بن ربيع.

أخرجه أحمد (3/ 488 و4/ 178 - 179)

عن إبراهيم بن أبي العباس السامري الكوفي

و (4/ 178)

(1) 6/ 488 - 489 (كتاب الجهاد - باب أهل الدار يبيتون)

(2)

15/ 298 (كتاب استتابة المرتدين - باب حكم المرتد والمرتدة)

ص: 4688

عن حسين بن محمد المروذي

والبخاري في "الكبير"(2/ 1/ 314) و"الصغير"(1/ 116) والحاكم (2/ 122)

عن إسماعيل بن أبي أويس

والبخاري أيضا في الموضعين

عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي

والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند الزبير 1032) والطبراني في "الكبير"(4618) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 202)

عن عبد الله بن وهب

وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(775) والعسكري في "التصحيفات"(1/ 118)

عن منصور بن أبي مزاحم البغدادي

كلهم عن ابن أبي الزناد به.

• وقال زكريا بن يحيى بن صبيح الواسطي زحمويه: ثنا ابن أبي الزناد عن أبي الزناد عن المرقع بن صيفي عن أبيه عن جده.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2751)

وتابعه سعيد بن أبي مريم الجمحي ثنا ابن أبي الزناد به، إلا أنه قال: أظنه عن أبيه.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(4617)

- وقال ابن جريج: أُخبرت عن أبي الزناد ثني المرقع بن صيفي عن جده رباح بن ربيع.

أخرجه أحمد (3/ 488) وأبو نعيم في "الصحابة"(2789)

عن عبد الرزاق بن همام الصنعاني

وأبو عبيد في "الأموال"(96)

عن حجاج بن محمد الأعور

كلاهما عن ابن جريج به.

- وقال سفيان الثوري: عن أبي الزناد عن المرقع بن عبد الله بن صيفي عن حنظلة الكاتب.

ص: 4689

أخرجه عبد الرزاق (9382) وأبو عبيد (95) وابن أبي شيبة (12/ 382) وفي "مسنده"(831) وأحمد (4/ 178) وابن زنجويه في "الأموال"(146) وابن ماجه (2842) والنسائي في "الكبرى"(8627) والطبري (1033 و1034 و1035) والطحاوي (3/ 222) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 201) وابن حبان (4791) والطبراني في "الكبير"(3489) وأبو نعيم في "الصحابة"(2232) وابن عبد البر في "التمهيد"(16/ 140 - 141) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 185 - 186)

قال البخاري: هذا وهم" التاريخ الكبير 2/ 1/ 314 - و"الأوسط" 1/ 117

وقال ابن ماجه: قال أبو بكر بن أبي شيبة: يخطئ الثوري فيه"

وقال أبو حاتم وأبو زرعة: هذا خطأ، يقال إنّ هذا من وهم الثوري، إنما هو المرقع بن صيفي عن جده رباح بن الربيع أخي حنظلة عن النبي صلى الله عليه وسلم، كذا يرويه مغيرة بن عبد الرحمن وزياد بن سعد وعبد الرحمن بن أبي الزناد. قال أبو حاتم: والصحيح هذا" العلل 1/ 305

وخالفهم ابن حبان فقال: سمع هذا الخبر المرقع بن صيفي عن حنظلة الكاتب وسمعه من جده رباح بن الربيع وهما محفوظان"

وقال الحافظ عن حديث سفيان: هذا حديث حسن"

قلت: حديث المغيرة بن عبد الرحمن ومن تابعه عن أبي الزناد عن المرقع بن صيفي عن جده رباح أصح، لأنّ موسى بن عقبة المدني وعمر بن المرقع روياه عن المرقع بن صيفي عن جده رباح.

أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 314) و"الأوسط"(1/ 117) والطبراني في "الكبير"(4622) وأبو نعيم في "الصحابة"(2791)

عن موسى بن عقبة

والبخاري في الموضعين وأبو داود (2669) والنسائي في "الكبرى"(8625) والروياني (1464) والطبراني في "الكبير"(4621) وأبو نعيم في "الصحابة"(2790) والبيهقي (9/ 82) وفي "معرفة السنن"(13/ 251) وابن عبد البر (16/ 140) والمزي (9/ 42)

عن عمر بن المرقع

كلاهما عن المرقع بن صيفي به.

قال البيهقي: هذا إسناد لا بأس به إلا أنّ الشافعي قال: لست أعرف مرقع هذا"

ص: 4690

قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة.

وقال ابن حزم في "المحلى"(7/ 474): مجهول.

وتعقبه الحافظ فقال: وهو من إطلاقاته المردودة" التهذيب 10/ 88

وقال في "التقريب": صدوق.

3341 -

عن عياض بن أبي سرح أنّ أبا سعيد الخدري دخل ومروان يخطب فصلى الركعتين، فأراد حرس مروان أن يمنعوه فأبى حتى صلاهما، ثم قال: ما كنت لأدعهما بعد أن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بهما.

قال الحافظ: رواه الترمذي وابن خزيمة وصححاه" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أصليت"

3342 -

عن ابن عباس قال: حدثني رجال من الأنصار أنهم بينا هم جلوس ليلا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ رُمي بنجم فاستنار، فقال "ما كنتم تقولون إذا رمي مثل هذا في الجاهلية؟ " قالوا: كنا نقول: ولد الليلة رجل عظيم أو مات رجل عظيم، فقال "إنّها لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته ولكن ربنا إذا قضى أمرا سبّح حملة العرش، ثم سبّح الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح إلى أهل هذه السماء الدنيا فيقولون: ماذا قال ربكم؟ فيخبرونهم حتى إلى السماء الدنيا فيسترق منه الجني، فما جاءوا به على وجهه فهو حق، ولكنهم يزيدون فيه وينقصون"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2229")(2)

3343 -

عن رجال من الأنصار أنهم كانوا عند النبي صلى الله عليه وسلم فرمى بنجم فاستنار فقال: "ما كنتم تقولون لهذا إذا رمي به في الجاهلية؟ " قالوا: كنا نقول: مات عظيم أو يولد عظيم، فقال "إنها لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته، ولكن ربنا إذا قضى أمرا سبح حملة العرش، ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح سماء الدنيا، ثم يقولون لحملة العرش: ماذا قال ربكم؟ " الحديث.

قال الحافظ: وعند مسلم (2229) والترمذي (3224) من طريق علي بن الحسين بن علي عن ابن عباس عن رجال من الأنصار: فذكره، وليس عند الترمذي: عن رجال من الأنصار" (3)

(1) 3/ 62 (كتاب الجمعة - باب إذا رأى الإمام رجلا جاء)

(2)

12/ 331 (كتاب الطب - باب الكهانة)

(3)

10/ 157 (كتاب التفسير -سورة سبأ- باب: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} [سَبَإ: 23])

ص: 4691

أخرجه الترمذي من طريقين:

الأول: من طريق معمر بن راشد عن الزهري عن علي بن الحسين عن ابن عباس.

والثاني: من طريق الأوزاعي عن الزهري عن علي بن الحسين عن ابن عباس عن رجال من الأنصار.

3344 -

عن رجال من الأنصار قالوا: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ رمي بنجم فاستنار، فقال "ما كنتم تقولون لهذا إذا رمي به في الجاهلية؟ " قالوا: كنا نقول: ولد اليلة رجل عظيم ومات رجل عظيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فإنها لا ترمي لموت أحد ولا لحياته ولكن ربنا إذا قضى أمرا أخبر أهل السموات بعضهم بعضا حتى يبلغ الخبر السماء الدنيا فيخطف الجن السمع فيقذفون به إلى أوليائهم"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2229) من طريق الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس عن رجال من الأنصار" (1)

قلت: أخرجه مسلم من طريق الزهري عن علي بن حسين عن ابن عباس عن رجال من الأنصار.

3345 -

"ما لأحد عندنا يد إلا كافأناه عليها ما خلا أبا بكر فإنّ له عندنا يدا يكافئه الله بها يوم القيامة"

قال الحافظ: رواه الترمذي من حديث أبي هريرة" (2)

ضعيف

أخرجه الترمذي (3661) عن علي بن الحسن الكوفي ثنا محبوب بن مُحرز القواريري عن داود بن يزيد الأودي عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعا وزاد "وما نفعني مال أحد قط ما نفعني مال أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ألا وإنّ صاحبكم خليل الله"

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه"

قلت: بل ضعيف لضعف داود بن يزيد الأودي، ومحبوب بن محرز مختلف فيه، وعلي بن الحسن ترجمه المزي وغيره ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا.

(1) 10/ 298 و300 (كتاب التفسير: سورة {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ} [الجنّ: 1])

(2)

8/ 13 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر)

ص: 4692

وأخرج ابن أبي شيبة (12/ 6 - 7) وأحمد (2/ 253) وفي "فضائل الصحابة"(25) وابنه عبد الله في "زياداته"(26) وابن ماجه (94) وابن أبي عاصم في "السنة"(1229) والنسائي في "الكبرى"(تحفة الأشراف 9/ 381) والطحاوي في "المشكل"(1599) وفي "شرح المعاني"(4/ 158) وابن الأعرابي (ق 49/ أ) وابن حبان (6858) والآجري في "الشريعة"(1263 و 1264) والقطيعي (595) والخطيب في "التاريخ"(12/ 135)

عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير

وأحمد (2/ 366) وفي "الفضائل"(32)

عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري

والخطيب في "التاريخ"(10/ 364)

عن أبي بكر بن عياش

ثلاثتهم عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا "ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر"

ورواه زائدة بن قدامة الكوفي عن الأعمش عن أبي صالح مرسلا.

أخرجه أحمد في "الفضائل"(27)

والأول أصح.

3346 -

عن رجل من عنزة لم يسم قال: قلت لأبي ذر: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصافحكم إذا لقيتموه؟ قال: ما لقيته قط إلا صافحني وبعث إليّ ذات يوم فلم أكن في أهلي فلما جئت أُخبرت أنّه أرسل إليّ فأتيته وهو على سريره فالتزمني فكانت أجود وأجود.

قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود ورجاله ثقات إلا هذا الرجل المبهم" (1)

ضعيف

أخرجه أحمد (5/ 162 - 163 و 167 - 168)

عن عفان بن مسلم البصري

وأبو داود (5214) والبيهقي (7/ 99 - 100)

عن موسى بن إسماعيل البصري

(1) 13/ 299 (كتاب الاستئذان - باب المعانقة)

ص: 4693

قالا (1): ثنا حماد بن سلمة أنا أبو الحسين خالد بن ذكوان عن أيوب بن بُشير بن كعب العدوي عن رجل من عنزة أنّه قال لأبي ذر حيث سير من الشام: إني أريد أن أسألك عن حديث من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إذا أخبرك به إلا أن يكون سرا، قلت: إنّه ليس بسر، هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصافحكم إذاً لقيتموه؟ قال: ما لقيته قط إلا صافحني، وبعث إليّ ذات يوم ولم أكن في أهلي، فلما جئت أخبرت أنه أرسل لي، فأتيته وهو على سريره فالتزمني فكانت تلك أجود وأجود.

قال الحافظ في "النكت الظراف"(9/ 197): رجل من عنزة عن أبي ذر، قلت: سماه بشر بن المفضل عن خالد بن ذكوان عن أيوب فقال: عن عبد الله العنزي قال: سألت أبا ذر، أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان"(8556")

قلت: وأخرجه في "الآداب"(292) أيضا من هذا الطريق.

وأخرجه أحمد (5/ 162) عن بشر بن المفضل به إلا أنه نسبه ولم يسمه فقال: عن فلان العنزي ولم يقل الغبري أنّه أقبل مع أبي ذر.

وتابعه إسحاق بن راهويه عن بشر بن المفضل به.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان"(124)

والعنزي هذا قال المنذرى في "الترغيب"(3/ 434): مجهول، وقال الحافظ في "التقريب" (ص 731): لا يعرف.

وأيوب بن بشير ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": صدوق، وقال ابن خراش: مجهول، وقال الحافظ في "التقريب": مستور.

وخالد بن ذكوان صدوق، والباقون ثقات.

3347 -

حديث عمار أنه كان هو وعليّ في غزوة العشيرة فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فوجد عليا نائما وقد علاه تراب فأيقظه وقال له "ما لك أبا تراب؟ " ثم قال "ألا أحدثك بأشقى الناس؟ " الحديث.

قال الحافظ: أخرجه ابن إسحاق والحاكم من طريقه" (2)

انظر حديث "مَنْ أشقى الأولين؟ "

(1) رواه يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة فلم يقل: عن رجل من عنزة.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان"(113 و130)

(2)

13/ 210 (كتاب الأدب - باب التكني بأبي تراب)

ص: 4694

3348 -

حديث أبي أمامة قال: رَمى عبد الله بن قمئة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحُد فشجّ وجهه وكسر رباعيته فقال: خذها وأنا ابن قمئة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما لك أقمأك الله؟ " فسلط الله عليه تيس جبل فلم يزل ينطحه حتى قطعه قطعة قطعة.

قال الحافظ: أخرجه الطبراني. وأخرج ابن عائذ في "المغازي" عن الوليد بن مسلم حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: فذكر نحوه منقطعا" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أقمأك الله"

3349 -

حديث ربيعة أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه أرضا وأعطى أبا بكر أرضا، قال: فاختلفنا في عذق نخلة، فقلت أنا: هي في حدي، وقال أبو بكر: هي في حدي، فكان بيننا كلام، فقال له أبو بكر كلمة ثم ندم فقال: ردّ عليّ مثلها حتى يكون قصاصا، فأبيت، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"مالك وللصديق" فذكر القصة فقال "أجل فلا ترد عليه ولكن قل: غفر الله لك يا أبا بكر" فقلت فولّى أبو بكر وهو يبكي.

قال الحافظ: أخرجه أحمد" (2)

حسن

أخرجه الطيالسي (ص 161 - 162) عن مبارك بن فَضالة عن أبي عمران الجَوْني عن ربيعة بن كعب قال: فذكر الحديث وفيه طول.

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2752) وفي "فضائل الخلفاء"(55)

وأخرجه أحمد (4/ 58 - 59) وفي "الفضائل"(481) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 4256) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(754) وعثمان السمرقندي في "الفوائد"(40) ودعلج السجزي في "المنتقى من مسند المقلين"(19) والطبراني في "الكبير"(4577 و 4578) وابن شاهين في "السنة"(120) والحاكم (2/ 172 - 174 و3/ 521) من طرق عن مبارك بن فضالة ثني أبو عمران الجوني ثني ربيعة بن كعب الأسلمي به.

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال الذهبي: لم يحتج مسلم بمبارك"

(1) 8/ 368 (كتاب المغازي - باب {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عِمرَان: 128])

(2)

8/ 22 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذا خليلا)

ص: 4695

وقال الهيثمي: وفيه مبارك بن فضالة وحديثه حسن، وبقية رجاله ثقات" المجمع 9/ 45

وقال البوصيري: هذا إسناد حسن، مبارك مختلف فيه" إتحاف الخيرة 7/ 200

قلت: وهو كما قال، ومبارك صدوق يدلس وقد صرّح بالتحديث من أبي عمران عند أحمد وغيره فانتفى التدليس، وأبو عمران واسمه عبد الملك بن حبيب وثقه ابن معين وغيره.

واختلف عنه، فرواه جعفر بن سليمان الضُّبَعي عنه فلم يذكر ربيعة بن كعب.

أخرجه أبو القاسم البغوي (753)

3350 -

حديث أبي طلحة: كنا قعودا بالأفنية فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "ما لكم ولمجالس الصُعُدات"

قال الحافظ: وفي حديث أبي طلحة عند مسلم (2161): فذكره، ومثله لابن حبان من حديث أبي هريرة، زاد سعيد بن منصور من مرسل يحيى بن يَعْمَر "فإنها سبيل من سبيل الشيطان أو النار"

وقال: في مرسل يحيى بن يعمر "فظن القوم أنها عزمة" ووقع في حديث أبي طلحة "فقالوا: إنما قعدنا لغير ما بأس، قعدنا نتحدث ونتذاكر"

وقال: وفي مرسل يحيى بن يعمر "فإن كنتم لا بد فاعلين"

وقال: في حديث أبي طلحة "غض البصر، وكف الأذى، وحسن الكلام" وفي حديث أبي هريرة "غض البصر، ورد السلام، وإرشاد ابن السبيل، وتشميت العاطس إذا حمد"

وقال: في مرسل يحيى بن يعمر من الزيادة "وتغيثوا الملهوف، وتهدوا الضال" وهو عند البزار بلفظ "وإرشاد الضال"(1).

صحيح

وحديث أبي هريرة له عنه طرق:

الأول: يرويه عبد الرحمن بن إسحاق المدني عن سعيد المَقْبري عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس أن يجلسوا بأفنية الصعدات، قالوا: إنا لا نستطيع ذاك ولا نطيقه يا رسول الله، قال "إمّا لا فأدوا حقها" قالوا: وما حقها يا رسول الله؟ قال "رد التحية، وتشميت العاطس إذا حمد الله، وغض البصر، وإرشاد السبيل"

(1) 13/ 246 و 247 (كتاب الإستئذان - باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ} [النُّور: 27])

ص: 4696

أخرجه أبو داود (4816) والحاكم (4/ 264 - 265)

عن مُسَدد بن مُسَرهد

وابن حبان (596)

عن محمد بن عبد الله بن بَزيع البصري

قالا: ثنا بشر بن المفضل ثنا عبد الرحمن بن إسحاق به.

وتابعه يزيد بن زُرَيع البصري ثنا عبد الرحمن به.

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1014)

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: إسناده حسن، عبد الرحمن بن إسحاق ليس به بأس، والباقون ثقات.

الثاني: يرويه العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب المدني عن أبيه عن أبي هريرة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المجالس بالصعدات. فقالوا: يا رسول الله، ليشق علينا الجلوس في بيوتنا، قال "فإن جلستم فأعطوا المجالس حقها" قالوا: وما حقها يا رسول الله؟ قال "إدلال السائل، ورد السلام، وغض الأبصار، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر"

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1149) عن عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى الأويسي ثنا سليمان بن بلال عن العلاء به.

وإسناده حسن.

الثالث: يرويه يحيى بن عبيد الله التيمي عن أبيه عن أبي هريرة رفعه "لا خير في جلوس في الطرقات إلا لمن هدى السبيل، وردّ التحية، وغضّ البصر، وأعان على الحُمُولة"

أخرجه البغوي في "شرح السنة"(3339) من طريق أسد بن موسى المصري ثنا إسماعيل بن عياش عن يحيى بن عبيد الله به.

وإسناده ضعيف لضعف يحيى بن عبيد الله.

وحديث يحيى بن يعمر أخرجه الحارث (859) عن عبد العزيز بن أبان الأموي ثنا هشام عن رجل عن يحيى بن يعمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ على مجلس في طريق، فقال "إياكم والسبيل، فإنها سبيل النار أو قال: سبيل من الشيطان" ثم مضى حتى ظنوا أنها عزمة، ثم جاء فقال "إلا أن تؤدوا حق الطريق" قالوا: وما حقّ الطريق؟ قال "أن تغضوا البصر، وتهدوا الضال، وتردوا السلام"

ص: 4697

وعبد العزيز بن أبان كذبه ابن معين وغيره.

طريق أخرى: قال أبو عبيد في "الغريب"(2/ 124): ثنا ابن عُلية عن إسحاق بن سويد العدوي عن يحيى بن يعمر رفعه: فذكره مختصرا.

وقال الطحاوي في "المشكل"(166): ثنا محمد بن خزيمة ثنا حجاج بن منهال ثنا حماد بن سلمة عن إسحاق بن سويد عن يحيى بن يعمر به.

ورواته ثقات.

واختلف عن إسحاق بن سويد كما سيأتي في المجموعة الثانية: كتاب المظالم -باب أفنية الدور.

3351 -

حديث المغيرة بن شعبة: بتّ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يحز لي من جنب حتى أذن بلال، فطرح السكين وقال "ما له تربت يداه"

قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن الثلاثة" (1)

صحيح

أخرجه أحمد (4/ 252 - 253 و 255) وأبو داود (188) والترمذي في "الشمائل"(157) والنسائي في "الكبرى"(6655) والطبراني في "الكبير"(20/ 435) وابن عبد البر في "التمهيد"(21/ 67و 24/ 144) والبغوي في "شرح السنة"(2848) والمزي (28/ 380) من طرق عن مِسْعر بن كِدام عن أبي صخرة جامع بن شداد عن المغيرة بن عبد الله بن أبي عقيل عن المغيرة بن شعبة قال: ضِفْت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فأمر بِجَنْب فَشُوي، وأخذ الشفرة فجعل يحزُّ لي بها منه، فجاء بلال فآذنه بالصلاة، فألقى الشفرة وقال "ما له؟ تربت يداه" وقام يصلي. وكان شاربي وَفَى فقصَّه لي على سواك أو قال: أقصُّه لك على سواك"

وإسناده صحيح رجاله ثقات، والمغيرة بن عبد الله سمع المغيرة بن شعبة كما قال البخاري في "التاريخ الكبير".

ولم ينفرد مسعر به بل تابعه غالب بن نجيح الكوفي عن جامع بن شداد عن المغيرة بن عبد الله عن المغيرة بن شعبة قال: تسحرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنب مشوي وكان يقطع بالمدية فقال "لقد وفي شاربك يا مغيرة فقصه على سواك بالشفرة".

(1) 11/ 478 (كتاب الأطعمة - باب قطع اللحم بالسكين)

ص: 4698

أخرجه ابن البختري (1) في "حديثه"(393) والطبراني في "الكبير"(20/ 435 - 436) والبيهقي في "الشعب"(6026) من طرق عن إسحاق بن منصور السُّلُولي عن غالب بن نجيح به.

وغالب بن نجيح ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.

أي عند المتابعة، وقد تابعه مسعر.

طريق أخرى: قال الطيالسي (ص 95): ثنا المسعودي أخبرني أبو عون الثقفي محمد بن عبيد الله عن المغيرة بن شعبة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا طويل الشارب فدعا بسواك وشفرة فوضع السواك تحت الشارب فقص عليه.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الكبرى"(1/ 150 - 151)

وتابعه أبو النضر هاشم بن القاسم البغدادي وعمرو بن مرزوق البصري عن المسعودي به.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(6025)

والمسعودي واسمه عبد الرحمن بن عبد الله الكوفي ثقة اختلط بأخرة، وسماع عمرو بن مرزوق منه قبل اختلاطه، وأبو عون الثقفي ثقة إلا أنّه لم يدرك المغيرة بن شعبة.

3352 -

عن بريدة أنَّ رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه خاتم من شَبَهِ فقال "ما لي أجد منك ريح الأصنام؟ " فطرحه، ثم جاء وعليه خاتم من حديد فقال "ما لي أرى عليك حلية أهل النار؟ " فطرحه فقال: يا رسول الله، من أي شىء أتخذه؟ قال "اتخذه من وَرِق، ولا تتمه مثقالا"

قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن وصححه ابن حبان من رواية عبد الله بن بريدة عن أبيه، وفي سنده أبو طَيْبَة -بفتح المهملة وسكون التحتانية بعدها موحدة- اسمه عبد الله بن مسلم المروزي، قال أبو حاتم الرازي: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال ابن حبان في "الثقات": يخطئ ويخالف" (2)

أخرجه أحمد (5/ 359) وأبو داود (4223) والترمذي (1785) والنسائي (8/ 150) وفي "الكبرى"(9508) والدولابي في "الكنى"(2/ 16) وابن حبان (5488) والحكيم

(1) سقط من إسناده: عن المغيرة بن عبد الله.

(2)

12/ 441 - 442 (كتاب اللباس - باب خاتم الحديد)

ص: 4699

الترمذي في "المنهيات"(ص 105) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 114) والبيهقي في "الآداب"(811) و"الشعب"(5935) من طرق عن أبي طَيْبَة عبد الله بن مسلم السُّلَمِي المروزي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه به.

واللفظ لأبي داود.

زاد الترمذي "ثم أتاه وعليه خاتم من ذهب، فقال: ارم عنك حلية أهل الجنة"

قال الترمذي: هذا حديث غريب"

وقال النسائي: هذا حديث منكر"

وقال الحافظ: انفرد به أبو طيبة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه" التهذيب 6/ 30

قلت: وأبو طيبة قال فيه أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف، وذكره ابن خلفون في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": صالح الحديث، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق يهم.

وللحديث شاهد عن ابن عمرو أنّ النبي صلى الله عليه وسلم رأى على بعض أصحابه خاتما من ذهب فأعرض عنه فألقاه واتخذ خاتما من حديد، فقال "هذا شر، هذا حلية أهل النار" فألقاه فاتخذ خاتما من وَرِق فسكت عنه.

أخرجه أحمد (2/ 163) والبخاري في "الأدب المفرد"(1021) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 261) من طرق عن محمد بن عجلان المدني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به.

وإسناده حسن.

3353 -

عن جابر قال: لقيني النبي صلى الله عليه وسلم فقال "ما لي أراك منكسرا؟ " قلت: يا رسول الله أُستشهد أبي بأُحُد وترك دينا وعيالا، قال "أفلا أبشرك؟ إن الله قد لقي أباك فقال: تمن عليّ، قال: تحييني فأقتل فيك مرة أخرى، وأنزلت هذه الآية {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ} [آل عِمرَان: 169] الآية.

قال الحافظ: وعند الترمذي من طريق طلحة بن خراش: سمعت جابرا يقول: فذكره" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "ألا أخبرك ما قال الله لأبيك؟ "

(1) 8/ 361 (كتاب المغازي - باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا)

ص: 4700

3354 -

قال جابر بن سَمُرة: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وهم حِلَق فقال "ما لي أراكم عِزِين؟ ".

قال الحافظ: رواه مسلم (430")(1)

3355 -

حديث الأشج العَصْري أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم "ما لي أرى وجوهكم قد تغيرت" قالوا: نحن بأرض وَخِمَة وكنا نتخذ من هذه الأنبذة ما يقطع اللحمان في بطوننا فلما نهيتنا عن الظروف فذلك الذي ترى في وجوهنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إنّ الظروف لا تحل ولا تحرم، ولكن كل مسكر حرام".

قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى وصححه ابن حبان" (2)

أخرجه أبو يعلى (6849) والدولابي في "الكنى"(2/ 129 - 130) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(149) وابن حبان (7203) من طريق رَوح بن عبادة البصري ثنا الحجاج بن حسَّان التيمي ثنا المثنى العبدي أبو منازل أحد بني غنم عن الأشج العصري أنّه أتى النبي صلى الله عليه وسلم في رفقة من عبد القيس ليزوروه فأقبلوا، فلما قدموا، رفع لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأناخوا ركابهم، فابتدر القوم ولم يلبسوا إلا ثياب سفرهم، وأقام العصري فعقل ركائب أصحابه وبعيره، ثم أخرج ثيابه من عيبته وذلك بعين رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسلم عليه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "إنّ فيك لخلتين يحبهما الله ورسوله" قال: ما هما؟ قال "الأناة والحلم" قال: شيء جبلت عليه أو شيء أتخلقه؟ قال "لا، بل شيء جبلت عليه" قال: الحمد لله. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "معشر عبد القيس، ما لي أرى وجوهكم قد تغيرت؟ " قالوا: يا نبي الله، نحن بأرض وَخِمَة، وكنا نتخذ من هذه الأنبذة ما يقطع اللحمان في بطوننا، فلما نهيتنا عن الظروف، فذلك الذي ترى في وجوهنا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إنّ الظروف لا تحل ولا تحرّم، ولكن كل مسكر حرام، وليس أن تجلسوا فتشربوا، حتى إذا امتلأت العروق تفاخرتم، فوثب الرجل على ابن عمه فضربه بالسيف، فتركه أعرج" قال: وهو يومئذ في القوم الأعرج الذي أصابه ذلك.

قال الحافظ: سنده جيد" الفتح 12/ 142

وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى، وفيه المثنى بن ماوي أبو المنازل ذكره ابن أبي حاتم ولم يضعفه ولم يوثقه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 64

(1) 2/ 109 (كتاب الصلاة - باب الحلق والجلوس في المسجد)

(2)

9/ 148 (كتاب المغازي - باب وفد عبد القيس) و 12/ 158 (كتاب الأشربة - باب ترخيص النبي صلى الله عليه وسلم في الأوعية والظروف بعد النهي)

ص: 4701

قلت: المثنى بن ماوي ذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 444)، وذكره البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يحكيا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكر الجميع عنه راويا إلا الحجاج بن حسان فهو مجهول.

وللحديث طرق وشواهد تقدم الكلام عليها في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ فيك لخصلتين يحبهما الله

"

3356 -

عن أنس أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم "قال لجبريل: "ما لي لم أر ميكائيل ضاحكا؟ " قال: ما ضحك منذ خلقت النار.

قال الحافظ: وأما ميكائيل فروى الطبراني عن أنس: فذكره" (1)

يرويه عُمارة بن غَزِيَّة الأنصاري واختلف عنه:

- فقال إسماعل بن عياش: عن عمارة بن غزية أنه سمع حميد بن عبيد (2) الأنصاري مولى بني المعلى يقول: سمعت ثابتا البُنَاني يحدث عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال لجبريل "ما لي لم أر ميكائيل ضاحكا قط؟ " قال: ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار.

أخرجه أحمد (3/ 224) وفي "الزهد"(ص88) وابن أبي الدنيا في "صفة النار"(219) وأبو الشيخ في "العظمة"(384) وابن عبد البر في "التمهيد"(5/ 9) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار"(108) من طرق عن إسماعيل بن عياش به.

قال الهيثمي: رواه أحمد من رواية إسماعيل بن عياش عن المدنيين وهي ضعيفة، وبقية رجاله ثقات" المجمع 10/ 385

قلت: حميد بن عبيد ترجمه الحسيني في "الإكمال" وقال: لا يُدرى من هو.

- وقال أحمد بن عبد الرحمن بن وهب المصري: ثنا عمي أني يحيى بن أيوب وابن لَهيعة عن عمارة بن غزية عن حميد الطويل عن أنس.

أخرجه عبدالغني المقدسي (107)

ومن هذا الطريق أخرجه ابن أبي الدنيا في "الرقة والبكاء"(408) ووقع عنده عن حميد -ولم ينسبه- قال: سمعت أنسا.

وأحمد بن عبد الرحمن مختلف فيه.

(1) 7/ 114 (كتاب بدء الخلق - باب ذكر الملائكة)

(2)

وقع عند عبد الغني المقدسي "عبد الرحمن"

ص: 4702

3357 -

"ما لي مما أفاء الله عليكم إلا الخُمُس وهو مردود عليكم"

قال الحافظ: رواه مالك عن عبد ربه بن سعيد عن عمرو بن شعيب أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وصله النسائي من وجه آخر حسن عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وأخرجه أيضا بإسناد حسن من حديث عبادة بن الصامت" (1)

وذكره في موضع آخر وقال: قال القرطبي في "المفهم": أخرجه أبو داود والنسائي من حديث عبد الله بن عمرو" (2)

صحيح

ورد من حديث ابن عمرو ومن حديث عبادة بن الصامت ومن حديث العِرْباض بن سارية ومن حديث جبير بن مُطعم ومن حديث المطلب بن عبد الله مرسلا

فأما حديث ابن عمرو فيرويه عمرو بن شعيب واختلف عنه:

- فقال محمد بن إسحاق المدني (3): ثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحنين، فلما أصاب من هوازن ما أصاب من أموالهم وسباياهم أدركه وفد هوازن بالجِعْرانة وقد أسلموا فقالوا: يا رسول الله، لنا أصل وعشيرة وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك فامنن علينا منّ الله عليك، وقام خطيبهم زهير بن صرد فقال: يا رسول الله، إنما في الحظائر من السبايا خالاتك وعماتك وحواضنك اللاتي كنّ يكفلنك فلو أنا ملحنا ابن أبي شمر أو النعمان بن المنذر ثم أصابنا منهما مثل الذي أصابنا منك رجونا عائدتهما وعطفهما وأنت خير المكفولين، ثم أنشد أبياتا قالها:

أمنن علينا رسول الله في كرم

فإنّك المرء نرجوه وندخر

أمنن على بيضة قد عاقها قدر

ممزق شملها في دهرها غِيَرُ

أبقت لها الحرب هتافا على حزن

على قلوبهم الغماء والغِمَر

إن لم تداركهم نعماء تنشرها

يا أرجح الناس حلما حين يختبر

أمنن على نسوة قد كنت ترضعها

إذ فوك يملؤه من مخضها الدرر

لا تجعلنا كمن شالت نعامته

واستبق منا فإنا معشر زُهُر

إنا لنشكر آلاءَ وإن كفرت

وعندنا بعد هذا اليوم مدخر

(1) 7/ 49 (كتاب فرض الخمس - باب ومن الدليل على أنّ الخمس لنوائب المسلمين)

(2)

9/ 110 (كتاب المغازي - باب غزوة الطائف)

(3)

سيرة ابن هشام 2/ 488 - 489

ص: 4703

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "نساؤكم وأبناؤكم أحبّ إليكم أم أموالكم؟ " فقالوا: يا رسول الله، خيرتنا بين أحسابنا وبين أموالنا: أبناؤنا ونساؤنا أحبّ إلينا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أمّا ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم، وإذا أنا صليت بالناس فقوموا وقولوا: إنا نستشفع برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسلمين وبالمسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أبناءنا ونساءنا، سأعينكم عند ذلك وأسأل لكم" فلما صلّى صلى الله عليه وسلم بالناس الظهر قاموا فقالوا ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أمّا ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم" فقال المهاجرون: وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت الأنصار: وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الأقرع بن حابس: أمّا أنا وبنو تميم فلا. فقال العباس بن مرداس السلمي: أما أنا وبنو سليم فلا. فقالت بنو سليم: بل ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال عيينة بن بدر: أمّا أنا وبنو فزارة فلا.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أمسك منكم بحقه فله بكل إنسان ست فرائض من أول فيء نصيبه فردوا إلى الناس نساءهم وأبناءهم"

ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتبعه الناس يقولون: يا رسول الله، اقسم علينا فيأنا حتى اضطروه إلى شجرة فانتزعت عنه رداءه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا أيها الناس ردوا عليّ ردائي فوالذي نفسي في يده لو كان لكم عدد شجر تهامة نعما لقسمته عليكم ثم ما ألفيتموني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا"

ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنب بعير وأخذ من سنامه وبرة فجعلها بين أصبعيه وقال "أيها الناس والله ما لي من فيئكم ألا ولا هذه الوبرة إلا الخمس، والخمس مردود عليكم فأدوا الخياط والمخيط فإنّ الغلول عار ونار وشنار على أهله يوم القيامة"

فجاء رجل من الأنصار بكبة من خيوط شعر فقال: يا رسول الله، أخذت هذه لأخيط بها بردعة بعير لي دبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أمّا حقي منها لك" فقال الرجل: أما إذ بلغ الأمر هذا فلا حاجة لي بها، فرمى بها من يده.

أخرجه أحمد (2/ 184 و 218) وابن زنجويه في "الأموال"(485) والنسائي (6/ 220 - 222 و 7/ 119) وفي "الكبرى"(4441 و 6515) وابن الجارود (1080) والطبري في "تاريخه"(3/ 86 - 87) والطبراني في "الكبير"(5304) وأبو نعيم في "الصحابة"(3069) والبيهقي (6/ 336 - 337 و 9/ 75) وفي "الدلائل"(5/ 194 - 196) والسياق له وابن عبد البر في "التمهيد"(20/ 48 - 49) وفي "الاستيعاب"(4/ 20 - 23) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 262 - 263) من طرق عن ابن إسحاق به.

ص: 4704

قال ابن عبد البر: هذا حديث متصل جيد الإسناد"

قلت: وهو كما قال.

ولم ينفرد ابن إسحاق به بل تابعه حماد بن سلمة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "ليس لي من هذا الفيء إلا الخمس، والخمس مردود فيكم"

أخرجه البيهقي (7/ 17) عن أبي محمد عبد الله بن يوسف الأرْدَسْتاني أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا عبد الواحد بن غياث ثنا حماد بن سلمة به.

وإسناده حسن.

وتابعه يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل حتى إذا كان بالجِعرانة اجتمع الناس عليه، وتعلق رداؤه بالشجرة، فقال "ردوا عليّ ردائي، أتخافون ألا أقسم بينكم، لو كان شجر تهامة نعما لقسمته بينكم، ثم لا تجدوني جبانا ولا بخيلا ولا كذوبا" ثم قال: أدوا الخياط والمخيط

وذكر الحديث.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7372) عن محمد بن أبان الأصبهاني ثنا محمد بن عثمان بن مخلد قال: وجدت في كتاب أبي: ثنا سلام أبو المنذر عن يحيى بن سعيد به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن سلام إلا عثمان بن مخلد الواسطي، تفرد به ابنه" (1)

- ورواه سفيان بن عُيينة عن عمرو بن دينار وعن محمد بن عجلان واختلف عنه:

• فقال إبراهيم بن بشار الرمادي: ثنا سفيان ثنا عمرو بن دينار سمع عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.

أخرجه البيهقي (7/ 17 و 9/ 102) وفي "المعرفة"(13/ 269 - 270)

• وقال سعيد بن منصور (2754): عن سفيان عن عمرو بن دينار مرسلا.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 17) من طريق محمد بن إسماعيل الصائغ (2) ثنا الحميدي به.

(1) قلت: رواه أبو خالد سليمان بن حيَّان الأحمر عن يحيى بن سعيد عن عمرو بن شعيب مرسلا.

أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 511)

(2)

وخالفه حاتم بن منصور فرواه عن الحميدي ثنا سفيان ثنا عمرو بن دينار وابن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.

أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(11/ 56 - 57)

ص: 4705

وتابعه الحميدي ثنا سفيان ثنا عمرو بن دينار مرسلا.

أخرجه البيهقي (7/ 17) من طريق محمد بن إسماعيل الصائغ (1) ثنا الحميدي به.

وقال إبراهيم بن بشار أيضاً: ثنا سفيان عن ابن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.

أخرجه البيهقي (9/ 102)

وهكذا رواه سعيد بن منصور (2754) عن سفيان به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 17)

وتابعه الحميدي ثنا سفيان به (2).

أخرجه البيهقي (7/ 17) من طريق محمد بن إسماعيل الصائغ ثنا الحميدي به.

• وخالفهم عبد الرزاق (9498) فرواه عن سفيان عن ابن عجلان عن عمرو بن شعيب مرسلا.

- وقال عبد ربه بن سعيد الأنصاري: عن عمرو بن شعيب عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.

أخرجه مالك (2/ 457 - 458) عن عبد ربه به.

ومن طريقه أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(11/ 86 - 87)

وتابعه الأوزاعي عن عمرو بن شعيب به.

أخرجه أبو عبيد في "الأموال"(ص 385 و400) وابن زنجويه في "الأموال"(484 و 1139)

والأول أصح.

(1) وخالفه حاتم بن منصور فرواه عن الحميدي ثنا سفيان ثنا عمرو بن دينار وابن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.

أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(11/ 56 - 57)

(2)

رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي عن سفيان عن محمد بن عجلان وعمرو بن دينار -جمعهما- عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.

أخرجه الفاكهى في "أخبار مكة"(2900)

وأخرجه ابن زنجويه (1138 و 1234) عن يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد العبدي البصري المكي القَلْزُمي أنا ابن عيينة به.

ص: 4706

وأما حديث عبادة فله عنه طرق:

الأول: يرويه أبو سلام ممطور الأسود الحبشي الأعرج الدمشقي واختلف عنه:

- فرواه مكحول عن أبي سلام واختلف عنه:

• فقال إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري: ثني عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة عن سليمان بن موسى الأشدق عن مكحول عن أبي سلام عن أبي أمامة الباهلي عن عبادة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر، فلقي العدو، فلما هزمهم الله اتبعهم طائفة من المسلمين يقتلونهم، وأَحْدَقَت طائفة برسول الله صلى الله عليه وسلم، واستولت طائفة على العسكر والنهب، فلما كفى الله العدو، ورجع الذين طلبوهم، قالوا: لنا النفل، نحن طلبنا العدو، وبنا نفاهم الله وهزمهم، وقال الذين أَحْدَقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم: والله ما أنتم أحق به منا، هو لنا، نحن أحدقنا برسول الله صلى الله عليه وسلم لأن لا ينال العدو منه غِرَّة، قال الذين استولوا على العسكر والنهب: والله ما أنتم بأحق منا، هو لنا، فأنزل الله تعالى {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} [الأنفَال: 1] الآية، فقسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُنَفِّلُهُم إذا خرجوا بادين الربع وينفلهم إذا قفلوا الثلث، وقال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وَبَرَةّ من جنب بعير، ثم قال "يا أيها الناس، إنّه لا يحل لي مما أفاء الله عليكم قدر هذه إلا الخُمُس، والخمس مردود عليكم، فأدوا الخيط والمِخْيط، وإياكم والغلول فإنّه عار على أهله يوم القيامة، وعليكم بالجهاد في سبيل الله فإنّه باب من أبواب الجنة، يذهب الله به الهم والغم" قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الأنفال ويقول "لِيَرُدَّ قوي المؤمنين على ضعيفهم"

أخرجه ابن حبان (4855) والسياق له والحاكم (2/ 135 - 136 و 3/ 49) والبيهقي (6/ 292)

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

قلت: لم يخرج مسلم لعبد الرحمن بن الحارث شيئا، وهو مختلف فيه.

ولم ينفرد إسماعيل بن جعفر به بل تابعه غير واحد عن عبد الرحمن بن الحارث به، منهم:

1 -

عبد الرحمن بن أبي الزناد.

أخرجه ابن المنذر (11/ 146 - 147) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 228 و241) والهيثم بن كليب (1176)

2 -

المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش المخزومي.

ص: 4707

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1865) و"الجهاد"(7)

3 -

عبد الله بن جعفر.

أخرجه سعيد بن منصور (982) والبيهقي في "معرفة "السنن" (9/ 261) وفي "الكبرى" (9/ 57)

4 -

عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَردي.

أخرجه الشافعي في "القديم" كما في "المعرفة" للبيهقي (9/ 261) وابن زنجويه في "الأموال"(1187)

واقتصرا على قوله: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وبرة من بعير، ثم قال "يا أيها الناس، إنّه لا يحل لي مما أفاء الله عليكم قدر هذه الوبرة إلا الخمس، والخمس مردود عليكم"

5 -

سفيان الثوري.

أخرجه أحمد (5/ 319 - 320) وابن ماجه (2852)

عن وكيع

والترمذي (1561)

عن عبد الرحمن بن مهدي

وابن المنذر (11/ 87) وابن عبد البر في "التمهيد"(20/ 50)

عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري

والبيهقي (6/ 313)

عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري

ومحمد بن يوسف الفِرْيابي

كلهم عن سفيان به.

ولفظه عندهم إلا ابن عبد البر "أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يُنَفِّل في البدأة الرُّبع وفي القفول الثلث"

ولفظ ابن عبد البر "أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وبرة من جنب بعير فقال "أيها الناس، إنه لا يحل لي مما أفاء الله عليكم إلا الخمس، والخمس مردود عليكم"

ص: 4708

قال الترمذي: حديث حسن"

قلت: اختلف فيه على سفيان:

فرواه عبد الرزاق (9334) عنه فلم يذكر أبا سلام.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 313)

وتابعه زيد بن الحباب عن سفيان به.

أخرجه أبو عبيد في "الأموال"(801)

والأول أصح.

6 -

أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري.

أخرجه أحمد (5/ 318 و 319) عن معاوية بن عمرو الأزدي ثنا الفزاري عن عبد الرحمن بن الحارث ببعضه.

وأخرجه أحمد أيضا (5/ 319) عن معاوية بن عمرو ولم يذكر أبا سلام.

وأخرجه أيضا (5/ 323 - 324) عن معاوية بن عمرو (1) ولم يذكر مكحولا.

ورواه محمد بن عيينة المصيصي عن الفزاري ولم يذكر مكحولا.

أخرجه الدارمي (2388 و2392 و2393)

- ورواه محبوب بن موسى الأنطاكي عن الفزاري واختلف عنه:

• فرواه عمرو بن يحيى بن الحارث الحمصي عن محبوب بن موسى ولم يسقط أحدا.

أخرجه النسائي (7/ 119) وفي "الكبرى"(4440)

• ورواه عمر بن سعد الدارمي عن محبوب بن موسى وأسقط أبا سلام.

أخرجه الحاكم (2/ 74 - 75)

وقال: صحيح الإسناد"

(1) رواه محمد بن إسحاق الصاغاني عن معاوية بن عمرو فلم يسقط أحدا.

أخرجه البيهقي (6/ 303) وفي "الصغرى"(3761)

وأخرجه البيهقي أيضا في موضع آخر (9/ 20 - 21) من هذا الطريق وأسقط أبا سلام.

ص: 4709

واختلف فيه على عبد الرحمن بن الحارث:

فرواه محمد بن إسحاق المدني عنه فلم يذكر أبا سلام.

أخرجه أحمد (5/ 322 و 322 - 323) والحاكم (2/ 136 و 326) والبيهقي (6/ 292 و 9/ 57) من طرق عن ابن إسحاق ثني عبد الرحمن بن الحارث به.

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

قلت: ابن إسحاق أخرج له مسلم في المتابعات.

ورواه إبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي عن عبد الرحمن بن الحارث عن مكحول عن أبى أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه عبد الرزاق (9278)

وإبراهيم كذبه ابن معين وغيره.

• وقال زيد بن واقد الدمشقي: عن مكحول عن عبادة ببعضه.

أخرجه أبو داود في "المراسيل"(4/ 259) عن هشام بن خالد الدمشقي عن الحسن بن يحيى الخُشَني عن زيد بن واقد به.

وقال: مكحول لم ير عبادة"

ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 104)

- ورواه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن أبي سلام عن المقدام بن معدي كرب عن عبادة.

أخرجه أحمد (5/ 314 و 316 و 326) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1866) و"الجهاد"(5 و 6) والبزار (2712) والطبراني في "مسند الشاميين"(1502) والبيهقي (9/ 104)

وأبو بكر بن أبي مريم قال أحمد وجماعة: ضعيف.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام به.

أخرجه أحمد (5/ 326) من طريق إسماعيل بن عياش عن سعيد بن يوسف الرَّحَبي عن يحيى بن أبي كثير به.

وسعيد بن يوسف قال ابن معين وغيره: ضعيف.

- ورواه أبو يزيد غيلان مولى كنانة عن أبي سلام عن المقدام بن معدي كرب عن الحارث بن معاوية عن عبادة.

ص: 4710

أخرجه الدولابي في "الكنى"(2/ 163) والهيثم بن كليب (1263) والبيهقي (9/ 103 - 104) وفي "الصغرى"(3632) وابن عساكر (ترجمة عبادة بن الصامت ص 6) من طريق منصور الخولاني عن أبي يزيد غيلان به.

ومنصور الخولاني لم أقف له على ترجمة، وغيلان ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي عند المتابعة، وقد خولف كما تقدم.

- ورواه داود بن عمرو الأودي عن أبي سلام عن أبي إدريس الخولاني مرسلا.

أخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 2/ 57)

- ورواه عبد الله بن العلاء بن زَبْر الدمشقي عن أبي سلام ثني عمرو بن عبسة.

أخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 2/ 58) وأبو داود (2755) والطبراني في "مسند الشاميين"(805) وابن عبد البر في "التمهيد"(20/ 50 - 51) والبيهقي (6/ 339) من طرق عن الوليد بن مسلم ثنا عبد الله بن العلاء بن زبر أنه سمع أبا سلام به.

وإسناده صحيح.

الثاني: يرويه أبو سنان عيسى بن سنان الحنفي عن يعلى بن شداد بن أوس عن عبادة قال: صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين إلى جنب بعير من المقاسم، ثم تناول شيئا من البعير، فأخذ منه قَرَدَةّ -يعني وبرة- فجعل بين أصبعيه ثم قال "يا أيها الناس إنَّ هذا من غنائمكم، أدوا الخيط والمِخْيط فما فوق ذلك فما دون ذلك، فإنّ الغلول عار على أهله يوم القيامة وشَنَارٌ ونار"

أخرجه ابن ماجه (2850) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 360 - 361) والبزار (2714) من طرق عن أبي أسامة حماد بن أسامة عن أبي سنان به.

قال البوصيري: هذا إسناد صحيح فيه عيسى بن سنان اختلف فيه كلام ابن معين قال: لين الحديث وليس بالقوي. قيل: ضعيف. وقيل: لا بأس به. وذكره ابن حبان في "الثقات"، وباقي رجال الإسناد ثقات" مصباح الزجاجة 3/ 173 - 174

قلت: بل إسناده ضعيف لضعف عيسى بن سنان، وأكثر الروايات عن ابن معين أنّه ضعفه، وكذا ضعفه أحمد والنسائي وأبو زرعة ويعقوب بن سفيان وأبو حاتم وغيرهم.

الثالث: يرويه أبو صادق الأزدي الكوفي عن ربيعة بن ناجد عن عبادة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ الوبرة من جنب البعير من المغنم فيقول "ما لي فيه إلا مثل ما لأحدكم منه. إياكم والغلول فإنّ الغلول خزي على صاحبه يوم القيامة. أدوا الخيط والمخيط وما فوق ذلك

ص: 4711

وجاهدوا في سبيل الله تعالى القريب والبعيد في الحضر والسفر فإنّ الجهاد باب من أبواب الجنة، إنّه لينجي الله تبارك وتعالى به من الهم والغم، وأقيموا حدود الله في القريب والبعيد ولا يأخذكم في الله لومة لائم"

أخرجه ابن ماجه (2540) وابن أبي عاصم في "الجهاد"(8) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(5/ 330) والسياق له وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 6140) عن عبد الله بن سالم الكوفي المفلوج ثنا عُبيدة بن الأسود عن القاسم بن الوليد عن أبي صادق به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5656) عن محمد بن عبد الله الحضرمي عن المفلوج به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ربيعة بن ناجد إلا أبو صادق، ولا عن أبي صادق إلا القاسم بن الوليد، تفرد به عبيدة بن الأسود"

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح على شرط ابن حبان فقد ذكر جميع رواته في "ثقاته" رواه أبو يعلى في "مسنده" عن عبد الله بن سالم المفلوج" المصباح 3/ 103

قلت: عبيدة بن الأسود هو ابن سعيد الهمداني وهو على شرط ابن حبان إذا صرّح بالسماع فقد قال ابن حبان بعد أن ذكره في "الثقات": يعتبر حديثه إذا بين السماع وكان فوقه ودونه ثقات" وفي هذا دلالة على أنه كان يدلس، ولذلك ذكره الحافظ في "المدلسين" وقال: أشار ابن حبان في "الثقات" إلى أنه كان يدلس.

وربيعة بن ناجد وثقه ابن حبان والعجلي وتبعهما الحافظ في "التقريب"، وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف، وقال في "المغني": فيه جهالة.

الرابع: يرويه الحسن البصري عن المقدام الرُّهاوي قال: جلسنا إلى عبادة بن الصامت فقلنا: حدثنا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة كذا وكذا، قال: صلّى بنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى بعير من المغنم ثم أخذ وبرة من الفيء فقال "ما لي منه مثل هذه إلا الخمس، والخمس مردود فيكم، فأدوا الخيط والمخيط فما فوق ذلك فإنّ الغلول عار ونار وشنار على صاحبه يوم القيامة، وأقيموا حدود الله في الحضر والسفر، وجاهدوا الناس في الله القريب والبعيد ولا يأخذكم في الله لومة لائم".

أخرجه البزار (2713) والهيثم بن كليب (1262) وأبو نعيم في "الصحابة"(2107)

عن إسرائيل بن يونس الكوفي

ص: 4712

والهيثم (1261) واللفظ له وابن عساكر (ص 6 - 7)

عن أبي المُحَياة يحيى بن يعلى الكوفي

كلاهما عن زياد المصفر عن الحسن به.

والمقدام الرهاوي ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته ولم يذكر عنه راويا إلا الحسن، وكذا ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا عنه راويا إلا الحسن، وقال البزار: لا يعلم حدث عنه إلا الحسن. فهو مجهول.

وأما حديث العرباض بن سارية فأخرجه أحمد (4/ 127 - 128) عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل ثنا وهب أبو خالد حدثتني أم حبيبة بنت العرباض عن أبيها أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأخذ الوبرة من قصة من فيء الله عز وجل فيقول "ما لي من هذا إلا مثل ما لأحدكم إلا الخمس، وهو مردود فيكم، فأدوا الخيط والمخيط فما فوقهما، وإياكم والغلول فإنّه عار وشنار على صاحبه يوم القيامة".

ومن طريقه أخرجه ابن المنذر (11/ 92)

وأخرجه البزار (كشف 1734) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 6135) والطبراني في "الكبير"(18/ 259 - 260) و"الأوسط"(2444) والبيهقي في "معرفة السنن"(9/ 218) والخطيب في "الموضح"(1/ 183) من طرق عن أبي عاصم به.

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن العرباض إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو عاصم"

وقال الهيثمي: وفيه أم حبيبة بنت العرباض لم أجد من وثقها ولا جرحها، وبقية رجاله ثقات" المجمع 5/ 337

قلت: أم حبيبة ذكرها الذهبي في "الميزان" في المجهولات وقال: تفرد عنها وهب أبو خالد.

وأما حديث جبير بن مطعم فأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(9087) عن يونس بن عبد الأعلى المصري أنبا عبد الله بن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عمر بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قال: ثم تناول النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من الأرض أو وبرة من بعير فقال "والذي نفسي بيده ما لي مما أفاء الله عليكم ولا مثل هذه أو هذا إلا الخمس، والخمس مردود عليكم"

وإسناده صحيح رواته ثقات.

ص: 4713

ورواه محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري عن ابن وهب فلم يقل: عن أبيه.

أخرجه ابن المنذر (11/ 87)

والأول أصح.

وكذلك رواه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري فلم يذكر محمد بن جبير.

أخرجه أبو عبيد في "الأموال"(767)

وأما حديث المطلب بن عبد الله فأخرجه سعيد بن منصور (2756) عن يعقوب بن عبد الرحمن المدني عن الزهري عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن عبد الله أنّه بلغه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس يوم حنين يؤتى بالغنائم فأخذ وبرة من الأرض صغيرة فأمسكها بين إصبعيه، فقال "يا أيها الناس، والله ما يحل لي من الفيء قدر هذه الوبرة إلا الخمس، وإنّ الخمس لمردود فيكم، فاتقوا الله، وأدوا المخيط والخياط، واعلموا أنّ الغلول يوم القيامة عار ونار وشنار"

وهو مرسل رواته ثقات غير عمرو بن أبي عمرو وهو مختلف فيه.

3358 -

"ما لي وللدنيا، إنّما أنا والدنيا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها"

قال الحافظ: وعند أحمد وأبي داود الطيالسي من حديث ابن مسعود: اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فأثر في جنبه فقيل له: ألا نأتيك بشيء يقيك منه، فقال: فذكره" (1)

صحيح

ورد من حديث ابن مسعود ومن حديث ابن عباس

فأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان:

الأول: يرويه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن عمرو بن مرة عن إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود قال: اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فأثر الحصير بجلده (2) فجعلت أمسحه عنه وأقول: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ألا آذنتنا (3) فنبسط لك

(1) 14/ 72 (كتاب الرقاق - باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه)

(2)

زاد ابن المبارك "فلما استيقظ"

(3)

زاد ابن المبارك "قبل أن تنام على هذا الحصير"

ص: 4714

شيئا يقيك منه تنام عليه. فقال "مالي وللدنيا، ما (1) أنا والدنيا، إنما أنا والدنيا كراكب استظل (2) تحت (3) شجرة (4)، ثم راح وتركها"

أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(195 - زوائد نعيم بن حماد) ووكيع في "الزهد"(64) والطيالسي (ص 36) عن المسعودي به.

واللفظ للطيالسي.

وأخرجه ابن ماجه (4109) والبزار (1533) والرامهرمزي في "الأمثال"(ص 55) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 102 و 4/ 234) والبيهقي في "الدلائل"(1/ 337 - 338) من طرق عن الطيالسي به.

وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 217) وأحمد (1/ 444) وفي "الزهد"(1/ 40) عن وكيع به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد"(183) وأبو يعلى (4998) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال"(297) عن ابن أبي عاصم به.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا"(ق 9/ ب) وفي "قصر الأمل"(126) عن أبي خيثمة زهير بن حرب ثنا وكيع به.

وأخرجه تمام في "فوائده"(ق 65/ ب) من طريق الحسين بن محمد بن أبي معشر المديني ثنا وكيع به.

وأخرجه أحمد (1/ 391) وفي "الزهد"(ص 45) والهيثم بن كليب (340) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 165 و272) وأبو القاسم الأصبهاتي في "الترغيب"(1434)

عن يزيد بن هارون الواسطي

وابن سعد (1/ 467)

عن يحيى بن عباد الضُّبَعِي

(1) ولفظ وكيع "إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب"

ولفظ ابن المبارك "وما للدنيا لي"

(2)

ولفظ وكيع "قال"

(3)

ولفظ وكيع "في أصل" ولفظ ابن المبارك "في فيء أو ظل شجر"

(4)

زاد وكيع "في يوم صائف"

ص: 4715

وهاشم بن القاسم البغدادي

والترمذي (2377) والهيثم بن كليب (341) والبيهقي في "الشعب"(9930) والبغوي في "شرح السنة"(4034) وفي "الشمائل"(432)

عن زيد بن الحباب العُكْلي

وهناد في "الزهد"(744)

عن يونس بن بكير الشيباني

والطبراني في "الأوسط"(9303) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 234)

عن آدم بن أبي إياس العسقلاني

والحاكم (4/ 310)

عن جعفر بن عون الكوفي

وابن بشران (1555)

عن المعافى بن عمران الموصلي

كلهم عن المسعودي به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عمرو بن مرة إلا المسعودي (1)، ولا روى عمرو بن مرة عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود إلا هذا الحديث"

وقال أبو نعيم: لم يروه عن عمرو بن مرة متصلا مرفوعا إلا المسعودي"

وقال أيضا: غريب من حديث عمرو وإبراهيم، تفرد به المسعودي"

قلت: وهو ثقة اختلط بأخرة، وسماع وكيع وجعفر بن عون منه قبل اختلاطه، وباقي رجال الإسناد ثقات فالإسناد صحيح.

وقال الذهبي: هذا حديث حسن قريب من الصحة" تاريخ الإسلام: الترجمة النبوية ص 329

ولم ينفرد عمرو بن مرة به بل تابعه:

(1) وكذا قال الطبراني.

ص: 4716

1 -

مغيرة بن مِقسم الضبي.

أخرجه ابن جميع في "معجمه"(ص 173 - 174) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا سُعير بن الخِمْس عن مغيرة به.

والحماني ذكره البخاري في "الضعفاء" وقال: سكتوا عنه.

2 -

الأعمش.

أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(1/ 238) وابن عدي (2/ 743 - 744) والدارقطني في "العلل"(5/ 164 - 165) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 234) من طريق الحسن بن الحسين العُرَني ثنا جرير (1) بن عبد الحميد عن الأعمش به.

قال ابن حبان: هذا ليس من حديث جرير بن عبد الحميد، والراوي عنه هذا الحديث إمّا أن يكون متعمدا فيه بالوضع أو القلب"

وقال ابن عدي: وهذا الحديث لا أعرفه إلا من رواية الحسن بن الحسين العرني هذا"

قلت: العرني قال أبو حاتم: لم يكن بصدوق عندهم، وقال ابن عدي: روى أحاديث مناكير ولا يشبه حديثه حديث الثقات.

الثاني: يرويه حبيب بن أبي ثابت عن أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في غرفة كأنها بيت حمام وهو نائم على حصير قد أثر بجنبه فبكيت فقال "ما يبكيك يا عبد الله؟ " قلت: يا رسول الله، كسرى وقيصر يطوون على الخز والحرير والديباج وأنت نائم على هذا الحصير قد أثر بجنبك، قال "فلا تبك يا عبد الله فإنّ لهم الدنيا ولنا الآخرة، وما أنا والدنيا، وما مثلي ومثل الدنيا إلا كمثل راكب نزل تحت شجرة ثم سار وتركها"

أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد"(181) والطبراني في"الكبير"(10327) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 272) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 157 - 158) من طريق أبي مسلم عبيد الله بن سعيد الجعفي قائد الأعمش عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت به.

وإسناده ضعيف لضعف أبي مسلم الجعفي.

(1) وقع عند ابن عدي "جرير بن حازم"

ص: 4717

وأما حديث ابن عباس فأخرجه أحمد (1/ 301) وفي "الزهد"(ص 46 - 47) وعبد بن حميد (599) وحماد بن إسحاق في "تركة النبي"(ص 53) وابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا"(ق 9/ أ) وفي "قصر الأمل"(127) وابن أبي عاصم في "الزهد"(182) وابن حبان (6352) والطبراني في "الكبير"(11898) وأبو الشيخ في "الأمثال"(298) والحاكم (4/ 309 - 310) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 342) والخطيب في "الموضح"(2/ 366 - 367) والشجري في "أماليه"(2/ 208) والبيهقي في "الشعب"(9932) والقاسم بن الفضل الثقفي في "الأربعين"(ص 202) من طرق عن ثابت بن يزيد الأحول ثنا هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس أنّ عمر دخل على النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم على حصير قد أثر في جنبه، فقال له: يا رسول الله، لو اتخذت فراشا أوثر من هذا، فقال "ما لي وللدنيا، وما لي للدنيا، والذي نفسي بيده ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها".

قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري"

وقال أبو نعيم: هذا حديث ثابت من غير وجه، رواه ابن مسعود وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من حديث عكرمة غريب، تفرد به عنه هلال"

وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة" المجمع 10/ 326

قلت: هلال ثقة إلا أنه تغير بأخرة ولم أر أحدا صرّح بسماع ثابت بن يزيد الأحول منه أهو قبل تغيره أم بعده، والله تعالى أعلم.

3359 -

عن قيس بن أبي حازم قال: صلّى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة فأوهم فيها، فسئل فقال:"ما لي لا أوهم ورُفْغُ أحدكم بين ظفره وأنملته"

قال الحافظ: وقد أخرج البيهقي في "الشعب" من طريق قيس بن أبي حازم قال: فذكره. رجاله ثقات مع إرساله وقد وصله الطبراني من وجه آخرا" (1)

مرسل

يرويه إسماعيل بن أبي خالد واختلف عنه:

- فقال سفيان بن عيينة: عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم مرسلا.

(1) 12/ 465 (كتاب اللباس - باب قص الشارب)

ص: 4718

أخرجه العقيلي (2/ 221) والبيهقي في "الشعب"(2511)

وتابعه هشيم عن إسماعيل عن قيس به.

أخرجه أبو عبيد في "الغريب"(1/ 262)

- وقال الضحاك بن زيد الأهوازي: عن إسماعيل عن قيس عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه البزار (1893) والعقيلي (2/ 221) والطبراني في "الكبير"(10401)

وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدا أسنده عن ابن مسعود إلا الضحاك، وغير الضحاك يرويه عن إسماعيل عن قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم"

قلت: والضحاك بن زيد قال ابن حبان: كان ممن يرفع المراسيل ويسند الموقوف، لا يجوز الاحتجاج به. ثم ذكر له هذا الحديث.

وقال العقيلي: يخالف في حديثه.

ثم ذكر هذا الحديث موصولا ومرسلا وقال: المرسل أولى.

3360 -

"ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن، حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن غلب الآدمي نفسه فثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنفس"

قال الحافظ: حديث حسن أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه وصححه الحاكم من حديث المقدام بن معد يكرب: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الحاء فانظر حديث "حسب ابن آدم لقيمات

"

3361 -

حديث المقدام بن معد يكرب رفعه "ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح" (2)

وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه الأربعة وصححه ابن حبان والحاكم" (3)

انظر الحديث الذي قبله.

3362 -

"ما من أحد يسلم عليّ إلا ردّ الله عليّ روحي حتى أردّ عليه السلام"

(1) 11/ 458 (كتاب الأطعمة - باب من أكل حتى شبع)

(2)

14/ 67 (كتاب الرقاق - باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه)

(3)

17/ 7 (كتاب الاعتصام - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: بعثت بجوامع الكلم)

ص: 4719

قال الحافظ: أخرجه أبو داود من وجه آخر عن أبي هريرة رفعه: فذكره، ورواته ثقات" (1)

حسن

أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة"(526) وأحمد (2/ 527) عن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا حَيْوة بن شريح ثني أبو صخر حميد بن زياد عن يزيد بن عبد الله بن قُسيط عن أبي هريرة به مرفوعا.

وأخرجه ابن النجار في "تاريخ المدينة"(ص 222) وابن الجوزي في "مثير الغرام"(ص 488) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به.

وأخرجه أبو داود (2041) والطبراني في "الأوسط"(3116) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 353) والبيهقي (5/ 245) وفي "الشعب"(1479) والقاضي عياض في "الشفا"(2/ 656 - 657) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(1132) من طرق عن عبد الله بن يزيد المقرئ (2) به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن يزيد إلا أبو صخر، ولا عن أبي صخر إلا حيوة، تفرد به عبد الله بن يزيد"

وقال النووي: إسناده صحيح" الخلاصة 1/ 441

قلت: إسناده حسن رواته ثقات غير حميد بن زياد وهو مختلف فيه، وثقه الأكثر وضعفه بعضهم فلا ينزل حديثه عن رتبة الحسن، ويزيد بن عبد الله بن قسيط سمع أبا هريرة كما في "التاريخ الكبير" للبخاري.

3363 -

"ما من امرئ تكون له صلاة من الليل يغلبه عليها نوم أو وجع إلا كتب له أجر صلاته وكان نومه عليه صدقة"

قال الحافظ: وفي حديث عائشة عند النسائي: فذكره" (3)

روي من حديث عائشة ومن حديث أبي الدرداء ومن حديث أبي هريرة

فأمّا حديث عائشة فيرويه محمد بن المنكدر عن سعيد بن جبير واختلف عنه:

(1) 7/ 297 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب قول الله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ} [مريَم:16])

(2)

ووقع عند الطبراني "الإسكندراني"

(3)

6/ 477 (كتاب الجهاد - باب يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الإقامة)

ص: 4720

- فقال مالك (1/ 117): عن ابن المنكدر عن سعيد بن جبير عن رجل عنده رضا أنّه أخبره أنّ عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ما من امرئ تكون له صلاة بليل يغلبه عليها نوم إلا كتب الله له أجر صلاته وكان نومه عليه صدقة"

وأخرجه أحمد (6/ 180) وأبو داود (1314) وابن نصر في "قيام الليل"(ص 172) والنسائي (3/ 215) وفي "الكبرى"(1457) والبيهقي (3/ 15) من طرق عن مالك به.

- وقال أبو أويس عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي: ثنا ابن المنكدر عن سعيد بن جبير عن عائشة.

أخرجه أحمد (6/ 72)

وأبو أويس مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

وتابعه زياد بن سعد الخراساني عن ابن المنكدر به.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1360) من طريق علي بن هارون الزيني ثنا مسلم بن خالد عن زياد بن سعد به.

وقال: لم يرو هذا الحديث عن زياد إلا مسلم، تفرد به علي"

قلت: مسلم بن خالد هو الزَّنْجي قال أبو داود وغيره: ضعيف.

- ورواه أبو جعفر الرازي عن ابن المنكدر واختلف عنه:

• فقال محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني: ثنا أبو جعفر الرازي عن ابن المنكدر عن سعيد بن جبير عن الأسود بن يزيد عن عائشة.

أخرجه النسائي (3/ 215) وفي "الكبرى"(1458) وابن عبد البر في "التمهيد"(12/ 261 - 262)

• وقال وكيع: ثنا أبو جعفر الرازي عن ابن المنكدر عن سعيد بن جبير عن عائشة.

أخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(1640) وأحمد (6/ 63)

وتابعه يحيى بن أبي بكير الكرماني ثنا أبو جعفر الرازي به.

أخرجه النسائي (3/ 215)

وقال: أبو جعفر الرازي ليس بالقوي في الحديث"

قلت: وحديث مالك أصح.

ص: 4721

وأما حديث أبى الدرداء فأخرجه ابن ماجه (1344) وابن نصر (ص 171 - 172) والنسائي (3/ 216) وفي "الكبرى"(1459) وابن خزيمة (1172) والحاكم (1/ 311) والبيهقي (3/ 15) من طرق عن الحسين بن علي الجُعْفي ثنا زائدة عن سليمان الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عبدة بن أبي لبابة عن سويد بن غَفلة عن أبي الدرداء مرفوعا "من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عيناه حتى أصبح، كتب له ما نوى وكان نومه صدقة عليه من ربه عز وجل"

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، والذي عندي أنّهما عللاه بتوقيف روي عن زائدة"

قلت: لم يخرج الشيخان رواية حبيب بن أبي ثابت عن عبدة عن سويد عن أبي الدرداء، والأعمش وحبيب مدلسان وقد عنعنا.

وقال ابن خزيمة: هذا خبر لا أعلم أحدا أسنده غير حسين بن علي عن زائدة"

وخالفه معاوية بن عمرو الأزدي فرواه عن زائدة بن قدامة وأوقفه على أبي الدرداء.

أخرجه الحاكم (1/ 311) والبيهقي (3/ 15)

وقال الحاكم: وهذا مما لا يوهن فإنّ الحسين بن علي الجعفي أقدم وأحفظ وأعرف بحديث زائدة من غيره.

واختلف فيه على الأعمش، فرواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عبدة بن أبي لبابة عن زِر بن حبيش عن أبي الدرداء قوله.

أخرجه ابن نصر (ص 172) وابن خزيمة (1173)

وقال: وهذا التخليط من عبدة بن أبي لبابة قال مرة: عن زر، وقال مرة: عن سويد بن غفلة، كان يشك في الخبر أهو عن زر أو عن سويد"

ثم أخرجه (1174) من طريق وكيع عن سفيان الثوري عن عبدة عن زر أو سويد -شك عبدة- عن أبي الدرداء أو عن أبي ذر موقوفا.

قال: وعبدة رحمه الله قد بيّن العلة التي شك في هذا الإسناد أسمعه من زر أو من سويد فذكر أنّهما كانا اجتمعا في موضع فحدث أحدهما بهذا الحديث فشك من المحدث منهما ومن المحدث عنه.

ص: 4722

ثم أخرجه (1175) عن عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان (1) قال: حفظته من عبدة قال: ذهيت مع زر بن حبيش إلى سويد بن غفلة نعوده فحدّث سويد أو حدّث زر وأكبر ظني أنّه سويد عن أبي الدرداء أو عن أبي ذر وأكبر ظني أنّه عن أبي الدرداء أنّه قال: فذكره موقوفا (2).

قال: فإن كان زائدة حفظ الإسناد الذي ذكره وسليمان سمعه من حبيب وحبيب من عبدة فإنهما مدلسان فجائز أن يكون عبدة حدّث بالخبر مرة قديما عن سويد بن غفلة عن أبي الدرداء بلا شك ثمّ شك بعد أسمعه من زر أو من سويد؟ وهو عن أبي الدرداء أو عن أبي ذر لأنّ بين حبيب بن أبي ثابت وبين الثوري وابن عيينة من السن ما قد ينسى الرجل كثيرا مما كان يحفظه، فإن كان حبيب بن أبي ثابت سمع هذا الخبر من عبدة فيشبه أن يكون سمعه قبل تولد ابن عيينة لأنّ حبيب بن أبي ثابت لعله أكبر من عبدة، وقد سمع حبيب بن أبي ثابت من ابن عمر والله أعلم بالمحفوظ من هذه الأسانيد"

واختلف فيه على الثوري:

• فقال ابن المبارك: عن الثوري عن عبدة قال: سمعت سويد بن غفلة عن أبي ذر وأبي الدرداء موقوفا.

أخرجه النسائي (3)(3/ 216)

• وقال عبد الرزاق (4224): عن الثوري عن عبدة عن سويد عن أبي الدرداء أو أبي ذر موقوفا.

ورواه شعبة عن عبدة عن سويد أنّه عاد زر بن حبيش في مرضه فقال: قال أبو ذر أو أبو الدرداء -شك شعبة-: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه ابن حبان (2588)

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه عبد الرزاق (4225) عن أبي معشر نجيح السِّندي عن سعيد المَقْبري عن أبي هريرة مرفوعا "ما من رجل يريد أن يقوم ساعة من الليل فتغلبه عيناه عنها إلا كتب الله له أجرها، وكمان نومه صدقة تصدق بها الله عليه"

وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر.

(1) هو ابن عيينة.

(2)

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(1460) من طريق ابن المبارك عن ابن عيينة عن ابن أبي لبابة عن سويد عن أبي ذر أو عن أبي الدرداء موقوفا.

(3)

وأخرجه في "الكبرى"(1460) لكن وقع فيها: عن أبي ذر أو عن أبي الدرداء.

ص: 4723

3364 -

حديث شداد بن أوس رفعه "ما من امرئ مسلم يأخذ مضجعه فيقرأ سورة من كتاب الله إلا بعث الله ملكا يحفظه من كل شيء يؤذيه حتى يَهُب"

قال الحافظ: أخرجه أحمد والترمذي" (1)

يرويه سعيد بن إياس الجُرَيري عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن الجريري عن أبي العلاء عن رجل من بني حنظلة قال: صحبت شداد بن أوس في سفر فقال: ألا أعلمك ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا أن نقول: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، وأسألك عزيمة الرشد، وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، وأسألك لسانا صادقا وقلبا سليما، وأعوذ بك من شرّ ما تعلم، وأسألك من خير ما تعلم، وأستغفرك مما تعلم إنّك أنت علام الغيوب.

قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من مسلم يأخذ مضجعه يقرأ سورة من كتاب الله إلا وكّل الله به مَلَكا فلا يقربه شيء يؤذيه حتى يَهُبَّ متى هَبَّ"

أخرجه أحمد (4/ 125)

عن يزيد بن هارون

والترمذي (3407) واللفظ له والطبراني في "الكبير"(7175) والإسماعيلي في "معجمه"(2/ 758 - 759)

عن سفيان الثوري

والطبراني في "الكبير"(7176 و 7177) و"الدعاء"(275)

عن خالد بن عبد الله الواسطي

والطبراني في "الدعاء"(628)

عن بشر بن المفضل البصري

أربعتهم عن الجريري به.

وقال بشر بن المفضل مرة: عن رجل من بني مجاشع.

أخرجه الطبراني (7178) وفي "الدعاء"(629)

(1) 13/ 373 (كتاب الدعوات - باب التعوذ والقراءة عند النوم)

ص: 4724

- وقال هلال بن حِق البصري: عن الجريري عن أبي العلاء عن رجلين من بني حنظلة عن شداد.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(812) وابن السني في "اليوم والليلة"(746)

وهلال ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي حيث يتابع.

وتابعه عدي بن الفضل البصري عن الجريري عن أبي العلاء عن رجلين قد سماهما عن شداد.

أخرجه الطبراني (7179) وفي "الدعاء"(626)

وعدي بن الفضل قال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث.

- وقال حماد بن سلمة: عن الجريري عن أبي العلاء عن شداد.

أخرجه النسائي (3/ 46) وابن حبان (1974) والطبرانى (7180) وفي "الدعاء"(627)

والجريري كان قد اختلط وسماع الثوري وبشر بن المفضل وحماد بن سلمة منه قبل اختلاطه وسماع يزيد بن هارون منه بعد اختلاطه.

والأول عندي أصح.

قال الترمذي: هذا حديث إنما نعرفه من هذا الوجه"

وقال النووي: إسناده ضعيف" الأذكار ص 88

قلت: وهو كما قال للرجل الذي لم يسم.

وقصة الدعاء لها طرق أخرى عند الطبراني وغيره.

3365 -

"ما من امرئ ولا امرأة يموت له ثلاثة أولاد إلا أدخله الله الجنة"

قال الحافظ: وروى الحاكم والبزار من حديث بُريدة أنّ عمر سأل عن ذلك أيضا ولفظه: فذكره، فقال عمر: يا رسول الله، واثنان؟ قال "واثنان" قال الحاكم: صحيح الإسناد" (1)

(1) 3/ 364 (كتاب الجنائز - باب فضل من مات له ولد فاحتسب)

ص: 4725

أخرجه البزار (كشف 857) وأبو يعلى (المطالب 817) والحاكم (1/ 383 - 384) من طرق عن بشير بن المهاجر الكوفي عن عبد الله بن يريدة عن أبيه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فبلغه أنّ امرأة من الأنصار مات ابن لها فجزعت عليه، فقام النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه، فلما بلغ باب المرأة قيل للمرأة: إنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يدخل يعزيها، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "أما إنّه قد بلغني أنك جزعت على ابنك" فقالت: يا نبي الله ما لي لا أجزع وأنا رَقُوب، لا يعيش لي ولد، فقّال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنما الرَّقُوب الذي يعيش ولدها، إنّه لا يموت لامرأة مسلمة أو امرئ مسلم نسمة أو قال: ثلاثة من ولده فيحتسبهم إلا وجبت له الجنة" فقال عمر رضي الله عنه وهو عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم: بأبي وأمي واثنين؟ فقال "واثنين" اللفظ للبزار

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 8

قلت: بشير بن المهاجر وإن أخرج له مسلم فهو مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أحمد وغيره.

3366 -

"ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة"

قال الحافظ: وفي حديث جابر في صحيحي أبي عوانة وابن حبان: فذكره" (1)

هو من حديث أبي الزبير عن جابر، رواه عنه جماعة، منهم:

1 -

هشام الدَّسْتُوائي عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة" فقال رجل: يا رسوله الله، هي أفضل أم عدتهنّ جهادا في سبيل الله؟ فقال "هي أفضل من عدتهن جهادا في سبيل الله، إلا عفيرا يعفر وجهه في التراب، وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينزل الله إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي شّعثاً غُبراً ضاحين، جاءوا من كل فج عميق، لم يروا رحمتي، ولم يروا عذابي، فلم أر يوما أكثر عتيقا من النار من يوم عرفة".

أخرجه البزار (كشف 2/ 28 - 29) وأبو يعلى (2090) واللفظ له وابن حبان (3853) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1069) من طريق محمد بن مروان العقيلي ثنا هشام الدستوائي به.

ورجاله ثقات إلا العقيلي فإنّه مختلف فيه.

(1) 3/ 112 (كتاب العيدين - باب فضل العمل في أيام التشريق)

ص: 4726

2 -

أيوب السَّخْتياني عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "أفضل أيام الدنيا أيام العشر" - يعني عشر ذي الحجة- قيل: ولا مثلهنّ في سبيل الله؟ قال "ولا مثلهنّ في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه في التراب" وذكر عرفة فقال "يوم مباهاة ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا فيقول: عبادي شعثا غُبراً ضاحين جاءوا من كل فج عميق يسألون رحمتي ويستعيذون من عذابي ولم يروا، فلم ير يوم أكثر عتيقا وعتيقة من النار".

أخرجه البزار (كشف 1128) ثنا أبو كامل ثنا أبو النضر يعني عاصم بن هلال عن أيوب به.

وقال: لا نعلمه عن جابر إلا عن أبي الزبير، ولا نعلم رواه عن أيوب إلا عاصم"

وأخرجه ابن عدي (7/ 2695) عن عبدان الأهوازي ثنا أبو كامل ثنا أبو النضر عن أيوب به.

وقال: قال لنا عبدان: كان الناس يرون أنه عاصم بن هلال وكان أبو كامل يومئ إلى أنه يحيى بن كثير"

قلت: عاصم بن هلال مختلف فيه، ويحيى بن كثير ضعيف كما قال ابن معين وغيره.

3 -

إبراهيم بين إسماعيل بن مُجَمِّع المدني عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "ما من أيام أفضل من العشر" قالوا: ولا المعفر في سبيل الله؟ قال "ولا المعفر في التراب".

أخرجه ابن عدى (1/ 233) وقال: هذا حديث غريب عن أبي الزبير، غريب عنه، ما أعلم له طريقا غير هذا. ويروى عن أيوب عن أبي الزبير عن جابر، ورواية أيوب أغرب من هذا"

قلت: وابن مجمع ضعيف كما قال ابن معين والنسائي وغيرهما.

4 -

سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "ما من أيام أعظم عند الله من عشية ذي الحجة. إذا كانت عشية عرفة نزل عز وجل إلى سماء الدنيا وحفّت به الملائكة فيباهي به ملائكته ويقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبراً ضاحين جاءوا من كل فج عميق ولم يروا رحمتي ولا عذابي قال: فلم أر يوما أكثر عتيقا من يوم عرفة".

أخرجه ابن عدي (7/ 2708) من طريق الحسن بن الفضل بن أبي جريدة ثنا يحيى بن سلام عن الثوري به.

وقال: وهذا الحديث لا أعلم رواه عن الثوري بهذا الإسناد غير يحيى بن سلام"

وقال بعد أن ساق له هذا الحديث وغيره: وليحيى بن سلام غير ما ذكرت من الحديث، وأنكر ما رأيت له هذه الأحاديث التي ذكرتها، وهو ممن يكتب حديثه مع ضعفه"

ص: 4727

قلت: وضعفه الدارقطني، وقواه غيره.

5 -

مرزوق أبو بكر البصري ثني أبو الزبير عن جابر مرفوعا "إذا كان يوم عرفة إن الله ينزل إلى السماء الدنيا فيباهي بهم الملائكة فيقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا ضاحين من كل فج عميق أشهدكم أني قد غفرت لهم، فتقول الملائكة: يا رب فلان كان يرهق وفلان وفلانة، قال: يقول الله عز وجل: قد غفرت لهم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما من يوم أكثر عتيق من النار من يوم عرفة"

أخرجه البزار (كشف 2/ 29) وابن خزيمة (2840) والطحاوي في "المشكل"(2973) والسمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 260) وابن بطة في "الإبانة"(الرد على الجهمية 177) وابن مندة في "التوحيد"(885) واللالكائي في "السنة"(751) والبيهقي في "فضائل الأوقات"(181) وفي "الشعب"(3774) وابن عبد البر في "التمهيد"(1/ 120) والبغوي في "شرح السنة"(1931) وأبو الفرج الثقفي في "الفوائد" كما في "الضعيفة"(2/ 125) من طرق عن مرزوق به.

ولفظ الطحاوي "ما من أيام أفضل عند الله من أيام العشر" قالوا: ولا مثلها في سبيل الله؟ قال "إلا من عَفّر وجهه في التراب"

ولفظ السمرقندي "ولا مثلهن في سبيل الله، إلا رجل عُقر جواده وعُفِّر وجهه"

وقال ابن خزيمة: أنا أبرئ من عهدة مرزوق"

وقال ابن مندة: هذا إسناد متصل حسن"

وقال الثقفي: إسناد صحيح متصل ورجاله ثقات أثبات، ومرزوق ثقة"

قلت: ووثقه أبو زرعة، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق.

وأبو الزبير مدلس ولم يصرّح بالسماع من جابر في جميع الطرق المذكورة هنا.

3367 -

"ما من أيام العمل فيها أفضل من عشر ذي الحجة"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه البخاري (فتح 3/ 111 - 112) من حديث ابن عباس.

(1) 5/ 27 (كتاب الصوم - باب شهرا عيد لا ينقصان)

ص: 4728

3368 -

"ما من ذكر ولا أنثى إلا على رأسه جَرِيرٌ معقود حين يرقد"

قال الحافظ: ولابن خزيمة وابن حبان من حديث جابر مرفوعا: فذكره" (1)

حسن

أخرجه أحمد (3/ 315) وأبو يعلى (2298) وابن خزيمة (1133 و 2/ 176) وابن المنذر في "الأوسط"(5/ 147) وابن حبان (2554 و 2556) من طرق عن الأعمش قال: سمعت أبا سفيان يقول: سمعت جابرا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من (2) ذكر ولا أنثى (3) إلا وعلى رأسه جرير معقود ثلاث عقد حين يرقد، فإن استيقظ فذكر الله تعالى انحلت عقدة، فإذا قام فتوضأ انحلت عقدة، فإذا قام إلى الصلاة انحلت عقده كلها (4) " واللفظ لأحمد

وإسناده حسن، الأعمش ثقة مشهور، وأبو سفيان واسمه طلحة بن نافع القرشي قال أحمد وغيره: ليس به بأس.

طريق أخرى: قال الطبراني في "الأوسط"(9197): ثنا مفضل بن محمد الجندي ثنا علي بن زياد اللخمي ثنا أبو قرة موسى بن طارق قال: ذكر زَمْعَة بن صالح عن زياد بن سعد عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "ما من عبد إلا على رأسه جريرة معقدة، فإذا استيقظ فحمد الله وقام فتوضأ حلت العقد، وإن استيقظ ولم يحمد الله قال له الشيطان: عليك ليل طويل ارقد، فيعقد الشيطان عليه الجرير"

وأخرجه ابن بشران (893) من طريق محمد بن يوسف الزَّبيدي ثنا أبو قرة به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن زياد بن سعد إلا زمعة، تفرد به أبو قرة"

قلت: زمعة قال أحمد وغيره: ضعيف.

3369 -

"ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم"

قال الحافظ: ولأبي داود من حديث أبي بكرة رفعه: فذكره" (5)

صحيح

(1) 3/ 267 (كتاب الصلاة -أبواب التهجد- باب عقد الشيطان على قافية الرأس)

(2)

زاد أبو يعلى "مسلم ولا مسلمة"

(3)

زاد أبو يعلى "ينام بالليل"

(4)

زاد أبو يعلى "وأصبح نشيطا قد أصاب خيرا، وإن هو نام لا يذكر الله، أصبح عليه عقده ثقيلا" ولفظ ابن حبان "أصبح نشيطا قد أصاب خيرا، وقد انحلت عقده كلها، وإن أصبح ولم يذكر الله أصبح وعقده عليه، وأصبح ثقيلا كسلانا لم يصب خيرا".

(5)

13/ 19 (كتاب الأدب - باب إثم القاطع)

ص: 4729

أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(724) و"المسند"(15) و"البر والصلة"(135) ووكيع في "الزهد"(243 و 429) والطيالسي (ص 118) عن عُيينة بن عبد الرحمن بن جَوْشن الغَطَفاني ثني أبي عن أبي بكرة به مرفوعا.

وأخرجه ابن ماجه (4211) وابن حبان (455) والحاكم (2/ 356) والشجري في "أماليه"(2/ 127) والمزي (17/ 36) من طرق عن ابن المبارك به.

وأخرجه أحمد (5/ 36) وهناد في "الزهد"(1398) عن وكيع به.

وأخرجه الخرائطي في "المساوئ"(278) وابن الأعرابي (ق 193/ ب) وابن المقرئ في "المعجم"(1275) والبيهقي (10/ 234) وفي "الآداب"(10) من طرق عن وكيع به.

وأخرجه البيهقي في "الآداب"(161) و"الشعب"(6243) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني عن الطيالسي به.

وأخرجه أحمد (5/ 36 و 38) والبخاري في "الأدب المفرد"(29 و 67) والحسين المروزي في "زيادات الزهد"(724) و"زيادات البر والصلة"(135) وأبو داود (4902) وابن ماجه (4211) والترمذي (2511) وابن أبي الدنيا في "ذم البغي"(1) و"مكارم الأخلاق"(211) والبزار (3678) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1539) والطحاوي في "المشكل"(5998 و 5999) والخرائطي في "المساوئ"(279) وابن حبان (456) والحاكم (4/ 162 - 163 و 163) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 319) والبيهقي في "الشعب"(7588) والبغوي في "شرح السنة"(3438) والشجري (2/ 127) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(1095) وابن الجوزي في "البر والصلة"(241 و 246) والمزي (17/ 36 و23/ 79 و80) من طرق عن عيينة بن عبد الرحمن به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: وهو كما قالا.

وللحديث طريقين آخرين:

الأول: قال البزار (3693): ثنا عمرو بن علي ثنا حامد بن عمر البكراوي ثنا بكار بن عبد العزيز عن أبيه عن أبي بكرة مرفوعا "كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلا البغي وقطيعة الرحم يعجله الله لصاحبه قبل الممات"

بكار بن عبد العزيز هو ابن أبي بكرة مختلف فيه، وثقه ابن حبان، وضعفه يعقوب بن سفيان وغيره، واختلف فيه قول ابن معين والبزار.

ص: 4730

وأبوه وثقه ابن حبان والعجلي، وقال ابن القطان الفاسي: حاله لا يعرف.

وعمرو وحامد ثقتان.

ولم ينفرد حامد به بل تابعه:

1 -

محمد بن عيسى ابن الطباع البغدادي.

أخرجه الحاكم (4/ 156)

وقال: صحيح الإسناد"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بكار ضعيف"

2 -

جعفر بن سلمة مولى خزاعة الوراق البصري.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(7505)

3 -

أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(7506)

4 -

خالد بن خِدَاش البصري.

أخرجه إسماعيل الأصبهاني في "الترغيب"(468 و 2211)

5 -

عبد الله بن يحيى الثقفي.

أخرجه ابن الجوزي في "البر والصلة"(243)

6 -

أبو همام الصلت بن محمد البصري الخارَكي.

أخرجه الخرائطي في "المساوئ"(246)

الثاني: يرويه محمد بن عبد العزيز الراسبي واختلف عنه:

- فقال الحجاج بن أرطاة: عن محمد بن عبد العزيز عن مولى لأبي بكرة عن أبي بكرة مرفوعا "ذنبان يعجلان ولا يغفران: البغي، وقطيعة الرحم"

أخرجه الحسن بن عرفة (30) عن حفص بن غيّاث الكوفي عن الحجاج به.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(7589) والخطيب في "الموضح"(1/ 36) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(505) وابن الجوزي في "البر والصلة"(250) وابن الأبار في "المعجم"(ص 236 - 237) والذهبي في "سير الأعلام"(9/ 32 - 33) من طرق عن إسماعيل بن محمد الصفار ثنا الحسن بن عرفة به.

ص: 4731

والحجاج قال أحمد وابن معين: لا يحتج بحديثه.

- ورواه وكيع عن محمد بن عبد العزيز واختلف عنه:

• فقال أحمد (5/ 36): ثنا وكيع: ثنا محمد بن عبد العزيز عن مولى لأبي بكرة عن أبي بكرة.

ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الموضح"(1/ 36)

• ورواه عبد الله بن هاشم بن حيان العبدي الطوسي عن وكيع في "الزهد"(431) عن محمد بن عبد العزيز عن أبي سعد مولى أبي بكرة مرسلا.

وتابعه هناد (1399) ثنا وكيع به.

إلا أنه قال: عن أبي سعيد مولى أبي بكرة.

ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الموضح"(1/ 36)

- ورواه أبو نعيم الفضل بن دكين عن محمد بن عبد العزيز واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن أبي نعيم عن محمد بن عبد العزيز عن سعد مولى لأبي بكرة عن عبيد الله بن أبي بكرة عن أبيه، منهم:

1 -

البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 166)

2 -

فضيل بن محمد الملطي.

أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "أخبار أصبهان"(2/ 99)

3 -

عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان بن صالح الكوفي.

أخرجه الخطيب في "الموضح"(1/ 34)

• ورواه محمد بن عبيد الكندي عن أبي نعيم فلم يذكر عبيد الله بن أبي بكرة.

أخرجه الخطيب (1/ 37)

- وقال محمد بن عبيد الطنافسي: ثني محمد بن عبد العزيز عن أبي بكر بن عبيد الله بن أنس عن أبيه عن جده.

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(894 و 895) وفي "الكبير"(1/ 1/ 166) والحاكم (4/ 177) والخطيب (1/ 37) والبغوي في "شرح السنة"(1682)

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

ص: 4732

3370 -

"ما من راع إلا يُسأل يوم القيامة: أقام أمر الله أم أضاعه"

قال الحافظ: وله (أي الطبراني في "الأوسط") من حديث أبي هريرة: فذكره" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الله سائل كل راع عما استرعاه

"

3371 -

"ما من رجل من الأمم إلا وَدّ أنه منّا أيتها الأمة، ما من نبي كذبه قومه إلا ونحن شهداؤه يوم القيامة أن قد بلغ رسالة الله ونصح لهم"

قال الحافظ: وأخرج ابن أبي حاتم من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره" (2)

ضعيف

أخرجه الطبري في "تفسيره"(2/ 8)

عن محمد بن فضيل الكوفي

وابن أبي حاتم وابن مردويه في "تفسيرهما"(تفسير ابن كثير 1/ 191)

عن عبد الواحد بن زياد البصري

كلاهما عن أبي مالك الأشجعي عن المغيرة بن عيينة بن النهاس قال: حدثني مكاتب لنا عن جابر بن عبد الله رفعه "إني وأمتي لعلى كوم يوم القيامة مشرفين على الخلائق ما أحد من الأمم إلا وَدّ أنه منها أيتها الأمة، وما من نبي كذبه قومه إلا نحن شهداؤه يوم القيامة أنه قد بلغ رسالات ربه ونصح لهم، قال: ويكون الرسول عليكم شهيدا"

وإسناده ضعيف للمكاتب الذي لم يسم، والمغيرة بن عيينة ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

3372 -

"ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر فيحسن الطهور ثم يستغفر الله عز وجل إلا غفر له، ثم تلا {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً} [آل عِمرَان: 135] الآية"

قال الحافظ: وقد ورد في حديث حسن صفة الاستغفار المشار إليه في الآية، أخرجه أحمد والأربعة وصححه ابن حبان من حديث علي بن أبي طالب قال: حدثني أبو بكر الصديق رضي الله عنه وصدق أبو بكر: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره" (3)

(1) 16/ 230 (كتاب الأحكام - باب قول الله تعالى: {أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النَّساء: 59])

(2)

9/ 239 (كتاب التفسير: سورة البقرة - باب قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البَقَرَة: 143])

(3)

13/ 343 (كتاب الدعوات - باب أفضل الاستغفار)

ص: 4733

له عن أبي بكر طرق:

الأول: يرويه عثمان بن المغيرة الثقفي عن علي بن ربيعة الوالبي عن أسماء بن الحكم الفزاري عن علي بن أبي طالب عن أبي بكر.

رواه عن عثمان بن المغيرة غير واحد، منهم:

أ - أبو عَوَانة الوَضَّاح بن عبد الله اليشكري.

أخرجه الطيالسي (ص 2 - 3) عن أبي عوانة به.

ومن طريقه أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير"(5947) والبيهقي في "الشعب"(6676) وأخرجه أحمد (56) وأبو داود (1521) والترمذي (406 و 3006) والبزار (10) وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر"(11) والنسائي في "الكبرى"(11078) وفي "اليوم والليلة"(417) وأبو يعلى (11) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(390) والطحاوي في "المشكل"(6045 و 6046) وابن حبان (623) والطبراني في "الدعاء"(1842) وابن عدي (1/ 420 - 421) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(4/ 72) وابن بشران (678) والبيهقي في "الشعب"(6676) والبغوي في "شرح السنة"(1015) من طرق عن أبي عوانة عن عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة عن أسماء بن الحكم قال: سمعت عليا يقول: كنت رجلا إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله منه بما شاء أن ينفعني، وإذا حدثني (1) أحد من أصحابه استحلفته، فإذا حلف لي صدقته، وحدثني (2) أبو بكر، وصدق أبو بكر أنّه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ما من عبد (3) يذنب ذنبا (4) فيحسن الطهور (5)، ثم يقوم فيصلي ركعتين، ثم يستغفر الله (6) إلا غفر له" ثم قرأ هذه الآية {وَالَّذِينَ (7) إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ} [آل عِمرَان: 135] إلى آخر الآية.

قال البزار: وقول عليّ: كنت امرءا إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا، إنما رواه أسماء بن الحكم، وأسماء مجهول لم يحدث بغير هذا الحديث، ولم يحدث عنه إلا علي بن ربيعة، والكلام فلم يرو عن عليّ إلا من هذا الوجه"

(1) زاد المروزي "عنه"

(2)

ولفظ المروزي "وحلف لي"

(3)

زاد أحمد وغيره "مؤمن"

(4)

زاد أحمد وغيره "فيتوضأ"

(5)

وفي لفظ "الوضوء"

(6)

زاد الطوسي "من ذلك الذنب" ونحوه لابن حبان.

(7)

وعند الطحاوي "أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إنّ الحسنات يذهبن السيئات"

ص: 4734

وقال الترمذي: حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عثمان بن المغيرة، ولا نعرف لأسماء بن الحكم حديثا غير هذا" (1)

وقال ابن كثير: حديث حسن" التفسير 1/ 407

وقال الذهبي: تفرد به عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة عن أسماء، وأسماء قد وثق، وما له سوى هذا الحديث" الميزان

وقال في موضع آخر: إسناده حسن" تذكرة الحفاظ 1/ 11

وقال العلائي: حديث ثابت" جامع التحصيل ص 57

وقال الشيخ أحمد شاكر: حديث صحيح" سنن الترمذي 2/ 259

قلت: رواته ثقات غير أسماء بن الحكم وهو مختلف فيه، قال البخاري: لم يتابع أسماء على هذا الحديث، وقال البزار: مجهول، كما تقدم، وذكره العقيلي وابن الجارود في "الضعفاء".

ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ (2).

وقال موسى بن هارون: ليس بمجهول لأنّه روى عنه: علي بن ربيعة والرُّكين بن الربيع، وعلي بن ربيعة قد سمع من عليّ فلولا أنّ أسماء بن الحكم عنده مرضيا ما أدخله بينه وبينه في هذا الحديث، وهذا الحديث جيد الإسناد.

وقال الحافظ في "التقريب": صدوق.

ب - مِسْعر بن كِدَام.

واختلف عنه:

- فرواه سفيان بن عُيينة عن مسعر عن عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة عن أسماء بن الحكم عن عليّ عن أبي بكر مرفوعا، ولم يذكر الآية.

أخرجه الحميدي (1) والنسائي في "اليوم والليلة"(414) والعقيلي (1/ 106) والطبراني في "الدعاء"(1842) وابن عدي (1/ 420 - 421) وابن عساكر في "الأربعين البلدانية"(ص 50 - 51)

(1) وذكر البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 2/ 54) أنّ له حديثا آخر لكنه لم يذكره.

(2)

قال الحافظ: وهذا عجيب لأنّه إذا حكم بأنه يخطئ وجزم البخاري بأنه لم يرو غير حديثين يخرج من كلاهما أنّ أحد الحديثين خطأ ويلزم من تصحيحه أحدهما انحصار الخطأ في الثاني" التهذيب 1/ 268

ص: 4735

- ورواه غير واحد عن مسعر فلم يرفعوه ولم يذكروا الآية، منهم:

1 -

جعفر بن عون الكوفي.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(415)

2 -

محمد بن عبد الوهاب القناد.

أخرجه النسائي أيضا (415) والطحاوي في "المشكل"(6040)

3 -

أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(6038) وابن المقرئ في "المعجم"(580) وأبو سعد الماليني في "الأربعين في شيوخ الصوفية"(ص 204 - 205) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 142)

4 -

محمد بن يوسف الفِرْيابي.

أخرجه الطحاوي (6039)

وقال: ولم يذكروا جميعا في رواياتهم ذكر أبي بكر ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم غير أنّ معناه يدل على أنّه عن النبي صلى الله عليه وسلم بقول عليّ في الحديث: كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا نفعني الله منه بما شاء، وإذا حدثني عنه غيره استحلفته، وإذا حلف صدقته، وحدثني أبو بكر -أي: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم- وصدق أبو بكر"

قلت: وهو كما قال.

- ورواه جماعة عن وكيع عن مسعر مرفوعا، منهم:

1 -

الحميدي (4)

2 -

أبو بكر بن أبي شيبة (2/ 387)

وعنه ابن ماجه (1395) وأبو بكر المروزي (9)

3 -

أحمد (2) وفي "الفضائل"(142)

4 -

نصر بن علي الجَهْضَمي.

أخرجه ابن ماجه (1395)

5 -

أبو خيثمة زهير بن حرب النسائي.

أخرجه أبو بكر المروزي (9) وأبو يعلى (12)

ص: 4736

6 -

عثمان بن أبي شيبة.

أخرجه أبو بكر المروزي (9)

7 -

أسد بن موسى المصري.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(6044)

8 -

سفيان بن وكيع.

أخرجه الطبري في "تفسيره"(4/ 96)

9 -

الفضل بن إسحاق.

أخرجه الطبري (4/ 96)

10 -

محمد بن سليمان البصري.

أخرجه تمام في "فوائده"(ق 96/ أ)

• ورواه عمرو بن عبد الله الأودي عن وكيع فلم يرفعه.

أخرجه البزار (9)

والأول أصح.

ت - سفيان الثوري.

أخرجه الحميدي (4) وابن أبي شيبة (2/ 387) وأحمد (2) وفي "الفضائل"(142) وابن ماجه (1395) والبزار (9) وأبو بكر المروزي (9) وأبو يعلى (12) والطبري (4/ 96) والطحاوي (6044)

عن وكيع

وأبو يعلى (15)

عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري

والطحاوي (6043)

عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد

والطبراني في "الدعاء"(1842)

عن خالد بن يزيد العمري

ص: 4737

كلهم عن سفيان عن عثمان بن المغيرة عن علي بن ربيعة عن أسماء بن الحكم عن علي عن أبي بكر مرفوعا.

ولم يذكر الآية.

ورواه يحيى بن سعيد القطان عن سفيان الثوري واختلف عنه في رفعه ووقفه:

• فرواه عبيد الله بن عمر الجشمي عن يحيى القطان مرفوعا.

أخرجه أبو يعلى (15)

• ورواه غير واحد عن يحيى القطان موقوفا، منهم:

1 -

محمد بن بشار.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(416) وأبو علي الطوسي (389)

2 -

يحيى بن حكيم المُقَوم.

أخرجه الطوسي (389)

3 -

أحمد بن عبيد الله العنبري.

أخرجه الطوسي (389)

4 -

أحمد بن عبد الله المَنْجُوفي.

أخرجه الطوسي (389)

• ورواه يعقوب بن إبراهيم الدورقي عن يحيى القطان واقتصر على أوله.

أخرجه أبو طالب العشاري في "فضائل أبي بكر"(30)

ث - شعبة بن الحجاج.

قال الطيالسي (ص 2): ثنا شعبة ثنا عثمان بن المغيرة قال: سمعت علي بن ربيعة الأسدي يحدث عن أسماء أو ابن أسماء الفزاري قال: سمعت عليا يقول: فذكر الحديث وزاد فيه أنه تلا آية أخرى وهي {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ} [النِّساء: 110] الآية.

ومن طريقه أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(4180 و 5946) والبيهقي في "الشعب"(6675)

وأخرجه أحمد (47) والبزار (8) وأبو بكر المروزي (10) وأبو يعلى (13 و 14) والطبري (4/ 96) والطحاوي (6041 و 6042) والطبراني في "الدعاء"(1841) وابن السني

ص: 4738

في "اليوم والليلة"(359) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 808 - 809) والواحدي في "الوسيط"(1/ 495) من طرق عن شعبة به.

قال البزار: لا نعلم أحدا شك في أسماء أو أبي أسماء إلا شعبة"

وقال الحافظ: وذكر يعقوب بن شيبة أنّ الشك فيه من شعبة.

ج - قيس بن الربيع.

أخرجه أبو يعلى (1) والطحاوي (6047) والطبراني في "الدعاء"(1842) وابن شاهين في "الترغيب"(175) والخطيب في "الكفاية"(ص 68) وابن عساكر في "الأربعين البلدانية"(ص 51 - 52) من طرق عن قيس به.

وقال ابن عساكر: هذا حديث محفوظ من حديث أبي بكر، انفرد به عنه علي، ولم يروه عنه غير أسماء بن الحكم"

ح - شريك بن عبد الله القاضي.

أخرجه الحسين المروزي في "زيادات الزهد"(1088) والبزار (11) والطحاوي (6048) والطبراني في "الدعاء"(1842) وابن شاهين في "الترغيب"(175) من طرق عن شريك به.

- ورواه علي بن عابس الأسدي عن عثمان بن المغيرة واختلف عنه:

• فقال ابن وهب: عن علي بن عابس عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد قال: قال علي: فذكره.

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(1843)

• وقال عبيد الله بن يوسف الجبيري: عن علي بن عابس عن عثمان بن المغيرة عن رجل عن علي.

قاله الدارقطني في "العلل"(1/ 178)

والأول أصح، وعلي بن عابس قال ابن معين وغيره: ضعيف.

ولم ينفرد عثمان بن المغيرة به بل تابعه معاوية بن أبي العباس القيسي عن علي بن ربيعة به.

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(1844) و"الأوسط"(588) من طريق عيسى بن المساور البغدادي ثنا مروان بن معاوية ثنا معاوية بن أبي العباس به.

ص: 4739

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن معاوية بن أبي العباس إلا مروان، تفرد به عيسى بن المساور"

قلت: ورواه أيوب بن محمد الوزان عن مروان بن معاوية ولم يصرح برفعه.

أخرجه ابن عدي (1/ 421) والإسماعيلي في "معجمه"(2/ 697) والخطيب في "الموضح"(2/ 424) وقال ابن عدي: وهذا الحديث طريقه حسن وأرجو أن يكون صحيحا"

وذكر الخطيب عن الدارقطني قال: قال لي أحمد بن محمد بن سعيد: معاوية بن أبي العباس جار الثوري كان يسرق أحاديث الثوري فيحدث بها عن شيوخه.

وقال ابن نمير: هذا جار للثوري كان يرى الناس ولزومهم للثوري، فلما مات الثوري أخذ كتبه وجعل يرويها عن شيوخ الثوري فوقف الناس على ذلك فتركوه وافتضح.

الثاني: يرويه أبو سعيد المَقْبري أنّه سمع علي بن أبي طالب يقول: ما حُدثت حديثا لم أسمعه أنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أمرته أن يقسم بالله أنّه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أبو بكر، فإنّه كان لا يكذب، فحدثني أبو بكر أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ما ذكر عبد ذنبا أذنبه فقام حين يذكر ذنبه ذلك فيتوضأ فأحسن وضوءه، ثم صلّى ركعتين، ثم استغفر الله لذنبه إلا غفر له"

أخرجه الحميدي (5) وابن أبي الدنيا في "التوبة"(83) والبزار (6) والطبري (4/ 96 - 97) وابن عدي (3/ 1190) والخطيب في "الموضح"(2/ 113 - 114)

عن سعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري أخي عبد الله بن سعيد

والبزار (7)

عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير

والطبراني في "الدعاء"(1846)

عن المعارك بن عباد العبدي

ثلاثتهم عن عبد الله بن سعيد المقبري عن جده أبي سعيد المقبري به.

وعبد الله بن سعيد المقبري قال أحمد وغيره: متروك الحديث، وقال ابن معين وغيره: ليس بثقة.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه أبو المثنى سليمان بن يزيد المازني عن المقبري عن علي به.

ص: 4740

أخرجه البيهقي في "الشعب"(6677) من طريق إسماعيل بن أبي أويس ثنا عبد الله بن نافع الصائغ المكي عن أبي المثنى به.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1845) من طريق مسلم بن عمرو الحذاء المديني ثنا عبد الله بن نافع عن سليمان بن يزيد الكعبي عن المقبري عن أبي هريرة عن علي.

وأبو المثنى قال أبو حاتم: منكر الحديث ليس بقوي، وقال الدارقطني: ضعيف.

واختلف فيه قول ابن حبان، فذكره في "الثقات"، وأعاده في "المجروحين" وقال: يخالف الثقات في الروايات لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا للاعتبار (1).

الثالث: يرويه داود بن مهران الدباغ ثنا عمر بن يزيد عن أبي إسحاق عن عبد خير عن عليّ.

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(1847)

وعمر بن يزيد هو الأزدي المدائني قال ابن عدي: منكر الحديث.

3373 -

"ما من رجل يسمع كلمة، أو كلمتين، أو ثلاثا، أو أربعا، أو خمسا مما فرض الله فيتعلمهنّ ويعلمهنّ إلا دخل الجنة"

قال الحافظ: وفي "الحلية" لأبي نعيم من طريق أخرى عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره" (2)

ضعيف

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(2/ 159) وفي "أخبار أصبهان"(2/ 209 - 210) من طريقين عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعا "ما من رجل يعلم كلمة" الحديث

وإسناده منقطع بين الحسن البصري وبين أبي هريرة فإنه لم يسمع منه كما قال الترمذي وأبو حاتم وأبو زرعة وابن المديني والحاكم وغيرهم.

(1) ذكره في "الثقات" في الأسماء وقال: يروي عن عمر بن طلحة، روى عنه ابن أبي فُديك.

وذكره في "المجروحين" في الكنى وقال: يروي عن هشام بن عروة، روى عنه عبد الله بن نافع الصائغ.

فكأنه عنده اثنان.

وتعقبه الدارقطني فقال: أبو المثنى هذا هو سليمان بن يزيد" تهذيب التهذيب 12/ 221

(2)

1/ 226 (كتاب العلم - باب حفظ العلم)

ص: 4741

3374 -

"ما من رجل يكون على الناس فيقوم على رأسه الرجال يحب أن يكثر عنده الخصوم فيدخل الجنة"

قال الحافظ: وحديث بُريدة أخرجه الحاكم من رواية حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة عن معاوية: فذكره، وفيه: فذكره، وله طريق أخرى عن معاوية أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه والمصنف في "الأدب المفرد" من طريق أبي مِجْلَز قال: خرج معاوية على ابن الزبير وابن عامر، فقام ابن عامر، وجلس ابن الزبير، فقال معاوية لابن عامر: اجلس فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من أحبّ أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار" هذا لفظ أبي داود. وأخرجه أحمد من رواية حماد بن سلمة عن حبيب بن الشهيد عن أبي مجلز، وأحمد عن إسماعيل بن عُلية عن حبيب مثله، وقال "العباد" بدل "الرجال". ومن رواية شعبة عن حبيب مثله وزاد فيه "ولم يقم ابن الزبير وكان أرزنهما، قال: فقال: مه" فذكر الحديث وقال فيه "من أحبّ أن يتمثل له عباد الله قياما" وأخرجه أيضا عن مروان بن معاوية عن حبيب بلفظ "خرج معاوية فقاموا له" وباقيه كلفظ حماد. وأمّا الترمذي فإنّه أخرجه من رواية سفيان الثوري عن حبيب ولفظه "خرج معاوية فقام عبد الله بن الزبير وابن صفوان حين رأوه فقال: اجلسا" فذكر مثل لفظ حماد. وسفيان وإن كان من جبال الحفظ إلا أنّ العدد الكثير وفيهم مثل شعبة أولى بأن تكون روايتهم محفوظة من الواحد، وقد اتفقوا على أنّ ابن الزبير لم يقم، وأما إبدال ابن عامر بابن صفوان فسهل لاحتمال الجمع بأن يكونا معا وقع لهما ذلك، ويؤيده الإتيان فيه بصيغة الجمع، وفي رواية مروان بن معاوية المذكورة" (1)

سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "من أحبّ أن يتمثل له الرجال قياما"

3375 -

"ما من صلاة مفروضة إلا وبين يديها ركعتان"

قال الحافظ: صححه ابن حبان من حديث عبد الله بن الزبير مرفوعا" (2)

أخرجه ابن حبان (2455 و 2488) والطبراني في "مسند الشاميين"(2266) والدارقطني (1/ 267)

عن محمد بن مهاجر الأنصاري

وابن نصر في "قيام الليل"(ص 59) والروياني (1337) والطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 316) و"الأوسط" كما في "المجمع"(2/ 231) وابن عدي (2/ 524)

(1) 13/ 289 (كتاب الاستئذان - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: قوموا إلى سيدكم)

(2)

3/ 79 (كتاب الجمعة - باب الصلاة قبل الجمعة وبعدها)

ص: 4742

عن سويد بن عبد العزيز الدمشقي

كلاهما عن ثابت بن عجلان عن سُليم بن عامر الخَبَائري عن عبد الله بن الزبير به مرفوعا.

وسليم بن عامر وثقه النسائي وغيره لكنّه لم يذكر سماعا من ابن الزبير فلا أدري أسمع منه أم لا (1)، وثابت بن عجلان وثقه ابن معين وغيره، وقال النسائي وغيره: ليس به بأس، ومحمد بن مهاجر وثقه أحمد وجماعة، وسويد بن عبد العزيز قال النسائي وغيره: ضعيف.

3376 -

"ما من عبد إلا وله صِيْتٌ في السماء، فإن كان حسنا وضع في الأرض، وإن كان سيئا وضع في الأرض"

قال الحافظ: وللبزار من طريق أبي وكيع الجراح بن مليح عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (2)

أخرجه البزار (كشف 3603) ثنا أبو المثنى ثنا أبو الوليد ثنا أبو وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به مرفوعا.

وقال: لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا أبو وكيع"

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 271

قلت: أبو وكيع الجراح بن مليح وإن أخرج له مسلم إلا أنّه مختلف فيه: وثقه جماعة، وضعفه آخرون.

وأبو الوليد هو هشام بن عبد الملك الطيالسي، وأبو المثنى لم أعرفه، وأظنه ابن المثنى تصحف ابن إلى أبي واسمه محمد ثقة مشهور.

وتابعه:

1 -

محمد بن يعقوب بن سورة البغدادي ثنا أبو الوليد الطيالسي به.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(5244)

(1) ثم رأيت الحديث في "مسند الشاميين"(2265) من طريق سويد بن عبد العزيز الدمشقي عن ثابت بن عجلان ثني سليم بن عامر قال: سمعت عبد الله بن الزبير.

لكن سويد بن عبد العزيز ضعيف.

(2)

13/ 70 - 71 (كتاب الأدب - باب المِقَة من الله تعالى)

ص: 4743

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الأعمش إلا الجراح بن مليح وسعيد بن بشير"

2 -

أبو خليفة الفضل بن الحباب الجُمَحي.

أخرجه ابن عساكر (1) في "معجم الشيوخ"(938)

وقال: هذا حديث حسن غريب "

3377 -

"ما من عبد ظلم مظلمة فعفا عنها إلا أعزّ الله بها نصره"

قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود من طريق ابن عجلان عن سعيد المَقْبري عن أبي هريرة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر: فذكره" (2)

ضعيف

أخرجه أحمد (2/ 436) والبيهقي (10/ 236) وفي "الشعب"(3140)

عن يحيى بن سعيد القطان

وأبو داود (4897)

عن سفيان بن عُيينة

كلاهما عن محمد بن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة أنّ رجلا شتم أبا بكر والنبي صلى الله عليه وسلم جالس، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويتبسم، فلما أكثر ردّ عليه بعض قوله، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام، فلحقه أبو بكر فقال: يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت، قال "إنّه كان معك ملك يردّ عنك فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان فلم أكن لأقعد مع الشيطان. يا أبا بكر ثلاث كلهن حق: ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله عز وجل إلا أعزّ الله بها نصره، وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة، وما فتح رجل باب مسئلة يريد بها كثرة إلا زاده الله عز وجل بها قلة" اللفظ لأحمد

هكذا رواه ابن عجلان عن المقبري عن أبي هريرة، وخالفه الليث بن سعد فرواه عن المقبري عن بَشير بن المُحَرَّر عن سعيد بن المسيب مرسلا.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 102) وأبو داود (4896)

(1) ووقع عنده: ثنا وكيع - يعني ابن الجراح -.

(2)

6/ 25 (كتاب المظالم - باب عفو المظلوم)

ص: 4744

وقال البخاري: وهذا أصح"

وقال الدارقطني: وهو الصواب، ويشبه أن يكون ذلك من ابن عجلان لأنّه يقال إنّه كان قد اختلط عليه روايته عن سعيد المقبري، والليث بن سعد فيما ذكر ابن معين وأحمد أصح الناس رواية عن المقبري، وعن ابن عجلان عنه يقال أنه أخذها عنه قديما" العلل 8/ 153

قلت: وبشير بن المحرر قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف.

3378 -

"ما من عبد ولا أمة ينام فيمتلئ نوما إلا تخرج بروحه إلى العرش، فالذي لا يستيقظ دون العرش فتلك الرؤيا التي تصدق، والذي يستيقظ دون العرش فتلك الرؤيا التي تكذب"

قال الحافظ: أخرجه الحاكم والعقيلي من رواية محمد بن عجلان عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: لقي عمر عليا فقال: يا أبا الحسن، الرجل يرى الرؤيا فمنها ما يصدق ومنها ما يكذب، قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. قال الذهبي في "تلخيصه": هذا حديث منكر لم يصححه المؤلف، ولعل الآفة من الراوي عن ابن عجلان. قلت: هو أزهر بن عبد الله الأودي الخراساني، ذكره العقيلي في ترجمته وقال: إنّه غير محفوظ، ثم ذكره من طريق أخرى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي ببعضه وذكر فيه اختلافا في وقفه ورفعه" (1)

ضعيف

أخرجه الحاكم (4/ 396 - 397) من طريق عبد الرحمن بن مغراء الدوسي ثنا الأزهر بن عبد الله الأودي عن محمد بن عجلان عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه به.

وسكت عليه، وقال الذهبي: قلت: حديث منكر لم يصححه المؤلف وكأنّ الآفة من أزهر"

قلت: أزهر بن عبد الله ذكره العقيلي في "الضعفاء" 1/ 135 وقال: عن محمد بن عجلان، حديثه غير محفوظ من حديث ابن عجلان. حدثنا محمد بن عمار الرازي ثنا العباس بن إسماعيل الكلاس ثنا أبو زهير عبد الرحمن بن مغراء ثنا الأزهر بن عبد الله الأزدي عن محمد بن عجلان عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن علي مرفوعا "الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف"

(1) 16/ 5 (كتاب التعبير - باب أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة)

ص: 4745

هذا الحديث يعرف من حديث إسرائيل عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي موقوف. حدثناه جدي عن ابن رجاء، وقد رفعه يونس بن عبد الصمد الصنعاني عن إسرائيل ولم يعمل شيئا"

3379 -

"ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله إلا حرّمه الله على النار"

قال الحافظ: حديث أبي هريرة عند مسلم بلفظ: فذكره" (1)

أخرجه مسلم (32) من حديث أنس.

و (29) من حديث عبادة بن الصامت.

3380 -

"ما من عبد يصلي الخمس ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة"

قال الحافظ: وأخرج النسائي والطبراني وصححه ابن حبان والحاكم من طريق صهيب مولى العُتْوَاريين عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره" (2)

ضعيف

أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 2/ 316) والنسائي (5/ 6 - 7) وفي "الكبرى"(2218) والطبري في "تفسيره"(5/ 38 - 39) والحاكم (2/ 240) والمزي (13/ 245 - 246)

عن خالد بن يزيد الجُمَحي

وابن خزيمة (315) وابن حبان (1748) والحاكم (1/ 200) والبيهقي (10/ 187)

عن عمرو بن الحارث المصري

كلاهما عن سعيد بن أبي هلال أنّ نعيم بن عبد الله المُجْمِر حدثه أنّ صهيبا مولى العُتْوارِيين حدّثه أنّه سمع أبا هريرة وأبا سعيد يخبران عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه جلس على المنبر، ثم قال "والذي نفسي بيده" ثلاث مرات، ثم يسكت. فأكبّ كل رجل منا يبكي حزينا ليمين رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قال:

"ما من عبد يأتي بالصلوات الخمس، ويصوم رمضان، ويجتنب الكبائر السبع، إلا فتحت له أبواب الجنة يوم القيامة حتى إنها لتصطفق. ثم تلا {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [النِّساء: 31] " اللفظ لابن خزيمة

(1) 14/ 47 (كتاب الرقاق - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: ما يسرني أنّ عندي مثل أحد هذا ذهبا)

(2)

15/ 198 (كتاب الحدود - باب رمي المحصنات)

ص: 4746

قال الحاكم في الموضع الأول: صحيح على شرط الشيخين"

وقال في الموضع الثاني: صحيح الإسناد"

قلت: بل ضعيف الإسناد. صهيب مولى العتواريين ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكر عنه راويا إلا نعيم المجمر فهو مجهول.

وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف، روى عنه نعيم المجمر.

وقال الحافظ في "التقريب": تفرد نعيم المجمر بالرواية عنه وَهِمَ من قال غير ذلك، مقبول.

3381 -

"ما من عبد يقوم في الدنيا مقام سمعة ورياء إلا سمّع الله به على رؤوس الخلائق يوم القيامة"

قال الحافظ: وله (أي الطبراني) من حديث معاذ مرفوعا: فذكره" (1)

سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "من قام مقام رياء وسمعة"

3382 -

"ما من غازية تغزو فتغنم وتسلم إلا تعجلوا ثلثي أجرهم"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (1906) من حديث عبد الله بن عمرو رفعه: فذكره" (2)

3383 -

"ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون الغنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة ويبقى لهم الثلث فإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم".

قال الحافظ: وقد روى مسلم (1906) من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا: فذكره" (3)

3384 -

"ما من غني ولا فقير إلا وَدّ يوم القيامة أنّه أوتي من الدنيا قوتا"

قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه من طريق نُفيع وهو ضعيف عن أنس رفعه: فذكره" (4)

ضعيف جدا

أخرجه أحمد بن حنبل (3/ 117 و167) وهناد في "الزهد"(596) وأحمد بن منيع

(1) 14/ 121 (كتاب الرقاق - باب الرياء والسمعة)

(2)

14/ 56 (كتاب الرقاق - باب فضل الفقر)

(3)

6/ 349 (كتاب الجهاد - باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله)

(4)

14/ 52 (كتاب الرقاق - باب فضل الفقر)

ص: 4747

في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة"(4/ 223) وعبد بن حميد في "المنتخب"(1235) وابن ماجه (4140) والساجي كما في تهذيب التهذيب" (10/ 471) وابن حبان في "المجروحين" (3/ 56) وأبو نعيم في "الحلية" (10/ 69 و 69 - 70) وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 131) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد عن نفيع أبي داود عن أنس به مرفوعا.

ورواه وكيع في "الزهد"(117) عن إسماعيل بن أبي خالد عن نفيع عن أنس موقوفا.

وإسناده ضعيف جدا، نفيع هو ابن الحارث أبو داود الأعمى وهو متروك الحديث واتهمه غير واحد بالوضع.

3385 -

"ما من قوم يظهر فيهم الزنا إلا أخذوا بالفناء"

قال الحافظ: وله (أي الطبراني) من حديث عمرو بن العاص بلفظ: فذكره، الحديث وسنده ضعيف" (1)

ضعيف

أخرجه أحمد (4/ 205)

عن موسى بن داود الضبي

وابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 162 - 163)

عن عبد الملك بن مسلمة القعنبي

كلاهما عن ابن لَهيعة عن عبد الله بن سليمان عن محمد بن راشد المرادي عن عمرو بن العاص مرفوعا "ما من قوم يظهر فيهم الربا إلا أخذوا بالفناء، وما من قوم يظهر فيهم الزنا إلا أخذوا بالسَّنة، وما من قوم يظهر فيهم الرشا إلا أخذوا بالرعب" اللفظ لابن عبد الحكم

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، ومحمد بن راشد قال الحسيني في "الإكمال": غير معروف، وعبد الله بن سليمان هو ابن زرعة الحميري ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البزار: حدّث بأحاديث لم يتابع عليها.

(1) 12/ 301 (كتاب الطب - باب أجر الصابر على الطاعون)

ص: 4748

3386 -

"ما من مرابط يرابط في سبيل الله فيصوم يوما في سبيل الله"

قال الحافظ: وجدته في فوائد أبي الطاهر الذهلي من طريق عبد الله بن عبد العزيز الليثي عن أبي هريرة بلفظ: فذكره" (1)

3387 -

حديث معاذ رفعه "ما من مسلم يبيت على ذكر وطهارة فَيَتَعَارَّ من الليل فيسأل الله خيرا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه، وأخرجه الترمذي من حديث أبي أمامة نحوه" (2)

أخرجه أحمد (5/ 241) عن عفان بن مسلم البصري قال: ثنا حماد بن سلمة قال: كنت أنا وعاصم بن بَهْدَلة وثابت فحدّث عاصم عن شهر بن حوشب عن أبي ظَبْيَة عن معاذ بن جبل مرفوعا "ما من مسلم يبيت على ذكر الله طاهرا فيتعارّ من الليل فيسأل الله خيرا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه"

فقال ثابت: قدم علينا فحدثنا هذا الحديث -ولا أعلمه إلا يعني أبا ظبية- قلت لحماد: عن معاذ؟ قال: عن معاذ.

وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(806)

عن إبراهيم بن يعقوب الجُوْزَجَاني

والطبراني في "الكبير"(20/ 118)

عن يعقوب بن إسحاق المخرمي

قالا: ثنا عفان بن مسلم به.

ولم ينفرد عفان به بل تابعه غير واحد عن حماد عن عاصم بن بهدلة عن شهر بن حوشب عن أبي ظبية عن معاذ به، منهم:

1 -

أبو كامل مظفر بن مدرك البغدادي.

أخرجه أحمد (5/ 244)

2 -

عمرو بن عاصم الكلابي.

(1) 6/ 387 (كتاب الجهاد - باب فضل الصوم في سبيل الله)

(2)

13/ 355 (كتاب الدعوات - باب إذا بات طاهرا)

ص: 4749

أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(126)

3 -

موسى بن إسماعيل التبوذكي.

أخرجه أبو داود (5042) والطبراني في "الكبير"(20/ 118) والبيهقي في "الدعوات"(376)

ووقع في هذه الرواية: قال ثابت البُنَاني: قدم علينا أبو ظبية فحدثنا بهذا الحديث عن معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ووقع في رواية الطبراني: عن حماد بن زيد، وهو خطأ، والصواب ابن سلمة لأنّ موسى بن إسماعيل معروف بالرواية عن ابن سلمة، وقد ذكره المزي في "التهذيب" في الرواة عن ابن زيد وقال: يقال روى عنه حديثا واحدا فقط.

4 -

أبو الحسين زيد بن الحباب.

أخرجه ابن ماجه (3881)

5 -

حسن بن موسى الأشيب.

أخرجه أحمد (5/ 235)

6 -

رَوح بن عبادة البصري.

أخرجه أحمد (5/ 235)

ووقع في هاتين الروايتين: قال ثابت البناني: فقدم علينا ههنا فحدّث بهذا الحديث عن معاذ.

ثم أخرجه عن روح ثنا حماد عن ثابت قال: قدم علينا أبو ظبية فحدثنا عن معاذ.

7 -

مؤمل بن إسماعيل البصري.

أخرجه البزار (2676)

- ورواه أبو داود الطيالسي عن حماد واختلف عنه:

• فقال يونس بن حبيب الأصبهاني: عن الطيالسي (المسند ص 77) ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن شهر بن حوشب قال: ثنا رجل عن معاذ.

قال ثابت: فقدم علينا الذي حدثنا شهر بن حوشب عنه فحدثنا بهذا الحديث.

• وقال عمرو بن علي الفلاس: ثنا أبو داود ثنا حماد عن ثابت وعاصم عن شهر بن حوشب عن أبي ظبية عن معاذ.

ص: 4750

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(805)

واختلف فيه على عاصم:

- فقال أبو بكر بن عياش: عن عاصم عن شهر عن أبي ظبية عن عمرو بن عبسة.

أخرجه أحمد (4/ 113)

- وقال زيد بن أبي أنيسة الجزري: عن عاصم عن شِمْر بن عطية عن شهر عن أبي ظبية عن عمرو بن عبسة.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(807)

واختلف فيه على شهر بن حوشب:

- فقال إسماعيل بن عياش: عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن شهر عن أبي أمامة الباهلي.

أخرجه الترمذي كما في "تحفة الأشراف"(4/ 172) والطبراني في "الكبير"(7568) وابن السني (719)

وقال الترمذي: حسن غريب"

قلت: إسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذه منها فإنّ ابن أبي حسين مكي.

- وقال شمر بن عطية الكوفي: عن شهر عن أبي ظبية عن عمرو بن عبسة.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(809) من طريق فِطر بن خليفة عن شمر به.

وأخرجه النسائي (808) والطبراني في "الدعاء"(126)

عن أبي الأحوص سَلام بن سليم الكوفي

وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 319)

عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري

كلاهما عن الأعمش عن شمر بن عطية به.

• ورواه حفص بن غياث الكوفي عن الأعمش فقال فيه: عن عمرو بن عبسة وأبي أمامة.

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(127)

ص: 4751

• ورواه عمرو بن مرة المرادي الكوفي عن شمر بن عطية عن شهر بن حوشب عن أبي ظبية قال: سمعت عمرو بن عبسة.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4436) من طريق أبي فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان الرُّهَاوي ثني أبي عن أبيه قال: ثنا زيد بن أبي أنيسة وعبد الله بن علي عن عمرو بن مرة به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عبد الله بن علي -وهو أبو أيوب الأفريقي- إلا أبو فروة يزيد بن سنان، تفرد به أبو فروة يزيد بن محمد بن سنان"

قلت: وإسناده ضعيف لضعف أبي فروة يزيد بن سنان.

3388 -

"ما من مسلم يدان دينا يعلم الله أنّه يريد أداؤه إلا أداه الله عنه في الدنيا"

قال الحافظ: ولابن ماجه وابن حبان والحاكم من حديث ميمونة: فذكره" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الله مع الدائن حتى يقضي دينه"

3389 -

"ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إمّا أن يعجل له دعوته، وإمّا أن يدخرها له في الآخرة، وإمّا أن يصرف عنه من السوء مثلها"

قال الحافظ: وله (أي أحمد) في حديث أبي سعيد رفعه: فذكره، وصححه الحاكم" (2)

صحيح

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 201) وفي "المسند"(إتحاف الخيرة 8278/ 1) والبخاري في "الأدب المفرد"(710) وعبد بن حميد (937) والحاكم (1/ 493) والبيهقي في "الشعب"(3/ 334) وفي "الدعوات"(329) وابن عبد البر في "التمهيد"(5/ 344) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(163)

عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي (3)

(1) 5/ 451 (كتاب الاستقراض - باب من أخذ أموال الناس يريد أداءها)

(2)

13/ 340 (كتاب الدعوات وقول الله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غَافر: 60])

(3)

هكذا رواه ابن أبي شيبة وإسحاق بن نصر ومحمد بن يزيد أبو هشام الرفاعي عن أبي أسامة عن علي بن علي عن أبي المتوكل عن أبي سعيد. =

ص: 4752

وأحمد (3/ 18) والبزار (كشف 3144)

عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي

وأبو يعلى (1019) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3406) والطبراني في "الدعاء"(36) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(211) وابن شاهين في "الترغيب"(142) وابن بشران (400) وابن عبد البر (5/ 343 - 344) والشجري في "أماليه"(1/ 233) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(196) والمزي (21/ 75)

عن شيبان بن فَرُّوخ الأُبُلي

والطحاوي في "المشكل"(882) والطبراني في "الدعاء"(37) وابن عبد البر (5/ 344 - 345)

عن جعفر بن سليمان الضُّبَعي

قالوا: ثنا علي بن علي الرفاعي عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد به مرفوعا.

وزادوا: قالوا: إذاً نكثر يا رسول الله، قال: الله أكثر"

- ورواه علي بن الجَعْد الجوهري عن علي بن علي واختلف عنه:

• فقال صالح بن محمد بن حبيب الحافظ: عن علي بن الجعد أنى علي بن علي عن أبي المتوكل عن أبي سعيد.

أخرجه الحاكم (1/ 493) والبيهقي في "الدعوات"(329)

• وقال أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3405): عن علي بن الجعد عن علي بن علي عن أبي المتوكل مرسلا.

والأول أصح.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد إلا أنّ الشيخين لم يخرجا عن علي بن علي الرفاعي"

= ورواه محمد بن عبيد الصابوني عن أبي أسامة عن ابن عوف عن سليمان التيمي عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(1090) وقال: هذا شاهد لحديث الرفاعي إن كان حفظه هذا الصابوني، ولا أراه حفظه. ثم أخرجه من طريق محمد بن يزيد أبي هشام وقال: هذا هو الصحيح عن أبي أسامة عن علي بن علي وروايته عن ابن عوف خطأ.

ص: 4753

وقال البيهقي: هذا الحديث بهذا اللفظ رواه علي بن علي الرفاعي وليس بالقوي في الحديث"

وقال ابن عساكر: حديث حسن"

وقال المنذري: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار بأسانيد جيدة" الترغيب 2/ 478 - 479

وقال البوصيري: رواه أحمد والبزار بأسانيد جيدة" إتحاف الخيرة 8/ 398

قلت: إسناده حسن رواته ثقات غير علي بن علي وهو مختلف فيه: وثقه ابن معين وأبو زرعة وغيرهما، وضعفه ابن حبان وغيره، فهو حسن الحديث، وأبو المتوكل اسمه علي بن داود.

ولم ينفرد علي بن علي به بل تابعه قتادة عن أبي المتوكل عن أبي سعيد.

أخرجه البزار (كشف 3143) والطبراني في "الصغير"(2/ 199) و"الدعاء"(35) و "الأوسط"(4365) و"مسند الشاميين"(2710) من طرق عن محمد بن بكار بن بلال الدمشقي ثنا سعيد بن بشير عن قتادة به.

قال البزار: تفرد به سعيد وهو عندي صالح ليس به بأس حسن الحديث حدّث عنه عبد الرحمن بن مهدي"

قلت: سعيد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه وقد تكلموا في روايته عن قتادة.

فقال ابن نمير والساجي: يروي عن قتادة المنكرات.

وقال ابن حبان: يروي عن قتادة ما لا يتابع عليه.

وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من أبي المتوكل.

وللحديث شاهد عن أنس مرفوعا نحوه.

أخرجه عبد الرزاق (19650) ومن طريقه الطبراني في "الدعاء"(38)

وفي إسناده أبان بن أبي عياش وهو متروك.

وله طريق أخرى يرويها بيان بن بشر الأحمسي عن أنس رفعه "والذي نفس محمد بيده ما منكم من أحد يدعوة بدعوة إلا استجيب له، أو صرف عنه مثلها سوءا، إذا لم يدع بمأثم أو قطيعة رحم" قالوا: يا رسول الله، إذاً نكثر، قال "فالله أكثر وأطيب" ثلاث مرات.

ص: 4754

أخرجه الواحدي في "الوسيط"(1/ 284 - 285) عن أحمد بن الحسن الحيري أنا محمد بن يعقوب أنا أحمد بن حازم الغفاري ثنا أبو غسان عن جعفر الأحمر عن بيان به.

وإسناده حسن، جعفر بن زياد الأحمر صدوق، والباقون كلهم ثقات، وبيان بن بشر قال البخاري في "التاريخ الكبير": سمع أنسا، وأبو غسان اسمه مالك بن إسماعيل، ومحمد بن يعقوب هو أبو العباس الأصم.

3390 -

"ما من مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك مثل ذلك"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2732) وأبو داود (1534) من طريق طلحة بن عبد الله بن كَرِيز عن أم الدرداء عن أبي الدرداء رفعه: فذكره" (1)

3391 -

"ما من مسلم يشاك شوكة فما دونها إلا رفعه الله بها درجة"

قال الحافظ: وأخرج ابن حبان في "صحيحه" من رواية شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي وائل عن عائشة حديث: فذكره" (2)

صحيح

الحديث ذكره الحافظ في الرد على من زعم أنّ أبا وائل شقيق بن سلمة ليست له رواية عن عائشة، وقد سئل الإمام أحمد: هل سمع أبو وائل من عائشة؟ فقال: ما أدري ربما أدخل بينه وبينها مسروق في غير شيء، وذكر حديث "إذا أنفقت المرأة" المراسيل لابن أبي حاتم ص 88

والحديث أخرجه أحمد (6/ 175) عن محمد بن جعفر البصري ثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال: سمعت أبا وائل يحدث عن عائشة مرفوعا "ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا رفعه الله عز وجل بها درجة أو حطّ بها عنه خطيئة"

وأخرجه ابن حبان (2906)

عن عثمان بن أبي شيبة

وابن شاهين في "الترغيب"(460)

عن محمد بن بشار

قالا: ثنا محمد بن جعفر به.

(1) 13/ 385 (كتاب الدعوات - باب قول الله تبارك وتعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} [التّوبَة: 103])

(2)

13/ 430 (كتاب الدعوات - باب التعوذ من البخل)

ص: 4755

ورواته ثقات لكن يخشى من الانقطاع بين أبي وائل وعائشة.

لكن الحديث صحيح فقد أخرجه مسلم (2572) من طرق عن عائشة به.

3392 -

"ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة من جيرانه الأدنين أنهم لا يعلمون منه إلا خيرا إلا قال الله تعالى: قد قبلت قولكم وغفرت له ما لا تعلمون"

قال الحافظ: رواه أحمد وابن حبان والحاكم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس مرفوعا، ولأحمد من حديث أبي هريرة نحوه وقال: ثلاثة بدل أربعة، وفي إسناده من لم يسم، وله شاهد من مراسيل بشير بن كعب أخرجه أبو مسلم الكجي" (1)

حسن

أخرجه أحمد (3/ 242) عن مؤمل بن إسماعيل البصري ثنا حماد ثنا ثابث عن أنس مرفوعا "ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة أهل أبيات من جيرانه الأدنين إلا قال: قد قبلت علمكم فيه وغفرت له ما لا تعلمون".

وأخرجه أبو يعلى (3481) وفي "المعجم"(86) وعنه ابن حبان (3026)

عن أحمد بن عمر الوكيعي

والحاكم (1/ 378) وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 252) والبيهقي في "الشعب"(9121)

عن محمد بن أسلم العابد

قالا: ثنا مؤمل بن إسماعيل به.

وزادوا بعد قوله الأدنين: إنّهم لا يعلمون إلا خيرا، إلا قال الله"

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 3/ 4

قلت: مؤمل لم يخرج له مسلم شيئا، وقد استشهد به البخاري، وهو صدوق كثير الخطأ.

وللحديث طريق أخرى يرويها بقية بن الوليد واختلف عنه:

- فقال أبو علي الحسن بن يوسف بن عبد الرحمن المعروف بأخي الهرش: ثنا بقية

(1) 3/ 474 (كتاب الجنائز - باب ثناء الناس على الميت)

ص: 4756

ثني الضحاك بن حُمْرة عن حميد الطويل عن أنس مرفوعا "ما من مسلم يموت فيشهد له رجلان من جيرته الأدنين فيقولان: اللهم لا نعلم إلا خيرا إلا قال الله للملائكة: اشهدوا أني قد قبلت شهادتهما وغفرت ما لا يعلمان"

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(7/ 455 - 456) والعبدوي في "حديثه"(26) وابن الجوزي في "العلل"(1494)

وقال: هذا حديث لا يصح، قال ابن معين: الضحاك ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بثقة"

- وقال عثمان بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان: ثني بقية ثني الضحاك بن حمرة عن أنس.

أخرجه ابن عدي (4/ 1416)

وقال: هكذا رواه عثمان بن عبد الله عن بقية، ورواه غيره عن بقية عن الضحاك عن صالح الاملوكي عن حميد عن أنس"

قلت: والضحاك بن حمرة مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

وللحديث شاهد عن أبي هريرة مرفوعا "ما من مسلم يموت فيشهد له ثلاثة أهل أبيات من جيرانه الأدنين بخير إلا قال الله تبارك وتعالى: قد قبلت شهادة عبادي على ما علموا وغفرت له ما أعلم"

أخرجه أحمد (2/ 408 - 409) عن عفان بن مسلم البصري ثنا مهدي بن ميمون ثنا عبد الحميد بن جعفر الزيادي عن شيخ من أهل العلم عن أبي هريرة.

وإسناده ضعيف للشيخ الذي لم يسم.

3393 -

"ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا، وفي إسناده ضعف، وأخرجه أبو يعلى من حديث أنس نحوه، وإسناده أضعف" (1)

روي من حديث ابن عمرو ومن حديث أنس ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث ابن شهاب الزهري مرسلا ومن حديث المطلب بن عبد الله بن حنطب مرسلا ومن حديث جيران رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) 3/ 496 (كتاب الجنائز - باب موت يوم الاثنين)

ص: 4757

فأما حديث ابن عمرو فله عنه طرق:

الأول: يرويه معاوية بن سعيد التُّجِيبي قال: سمعت أبا قبيل المصري يقول: سمعت ابن عمرو رفعه "من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وُقي فتنة القبر".

أخرجه أحمد (2/ 176 و220) وعبد بن حميد في "المنتخب"(323) وعبد الله بن أحمد في "السنة"(1470) وأبو بكر المروزي في "كتاب الجمعة"(11) والطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 164) والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(156) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(909) والقاسم بن علي الدمشقي في "تعزية المسلم"(106 و 107) من طرق عن بقية بن الوليد ثني معاوية بن سعيد به.

ومعاوية بن سعيد التجيبي مصري ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "المجرد": مستور، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.

ولم ينفرد بقية به بل تابعه الوليد بن مسلم ثنا معاوية بن سعيد التجيبي به.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3131)

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن معاوية إلا الوليد"

كذا قال.

الثاني: يرويه ربيعة بن سيف بن ماتِع المَعَافري واختلف عنه:

- فرواه سعيد بن أبي هلال واختلف عنه:

• فقال خالد بن يزيد الجُمَحي: عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن سيف أنّ عبد الرحمن بن قحذم أخبره أنّ إبنا للعاص بن عقبة توفي يوم الجمعة فاشتدّ وجده عليه، فقال له رجل من الصرف: يا أبا يحيى ألا أبشرك بشيء سمعته من عبد الله بن عمرو بن العاص؟ سمعته يقول: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ما من مسلم يموت في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة إلا برئ من فتنة القبر".

أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 519 - 520)

عن أبي صالح عبد الله بن صالح الجهني ويحيى بن عبد الله بن بكير المصري

والطحاوي في "المشكل"(280)

عن عبد الله بن عبد الحكم المصري وشعيب بن الليث بن سعد

كلهم عن الليث ثنا خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال به.

ص: 4758

وأخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر"(155) من طريق عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان به.

ووقع عند يعقوب: ثني يزيد بن أبي حبيب عن ابن أبي هلال. والصواب ما ذكرته فقد أخرجه البيهقي من طريقه فقال فيه: ثني خالد بن يزيد.

وهكذا رواه من ذكرت عن الليث وهو ابن سعد عن خالد بن يزيد عن ابن أبي هلال به.

وخالفهم عبد الله بن وهب فرواه عن الليث عن ربيعة بن سيف به. وأسقط منه خالد بن يزيد عن ابن أبي هلال.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(279)

والأول أصح لأنه رواية الأكثر. وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.

• وقال هشام بن سعد المدني: عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن سيف عن ابن عمرو.

أخرجه أحمد (2/ 169) والترمذي (1074) وأبو بكر المروزي في "كتاب الجمعة"

(12)

والطحاوي في "المشكل"(277) والقاسم بن علي الدمشقي (108) والمزي في "التهذيب"(9/ 115 - 116)

وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.

وقال: وهذا حديث ليس إسناده بمتصل، ربيعة بن سيف إنما يروي عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن ابن عمرو، ولا نعرف لربيعة بن سيف سماعا من ابن عمرو"

وقال الطحاوي: هذا حديث منقطع لأنّ ربيعة بن سيف لم يلق ابن عمرو، وإنما كان يحدث عن أبي عبد الرحمن الحبلي عنه"

قلت: حديث خالد بن يزيد أصح لأنه ثقة، وهشام بن سعد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

- ورواه ابن جُريج عن ربيعة بن سيف عن ابن عمرو به.

أخرجه عبد الرزاق (5596)

وفيه عنعنة ابن جريج فإنه كان مدلسا.

قال الطحاوي: والأول أشبه عندنا بالصواب"

ص: 4759

الثالث: يرويه ابن لهيعة عن سيار (1) بن عبد الرحمن الصَدَفي عن ابن عمرو موقوفا.

أخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر"(157) من طريق ابن وهب أني ابن لهيعة به.

وإسناده منقطع بين الصدفي وابن عمرو فإنه لم يدركه.

وأما حديث أنس فأخرجه أبو يعلى (4113) وابن عدي (7/ 2554) من طريق عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي عن واقد بن سلامة عن يزيد الرقاشي عن أنس مرفوعا "من مات يوم الجمعة وقي عذاب القبر".

وإسناده ضعيف لضعف واقد بن سلامة ويزيد الرقاشي (2).

وأما حديث جابر فأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 155) من طريق عمر بن موسى بن وجيه الحمصي عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا "من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة أجير من عذاب القبر، وجاء يوم القيامة عليه طابع الشهداء".

وقال: غريب من حديث جابر ومحمد، تفرد به عمر بن موسى وهو مدني فيه لين"

قلت: هو متهم بالوضع والكذب.

وأما حديث الزهري فأخرجه عبد الرزاق (5595) عن ابن جريج عن رجل عن ابن شهاب مرسلا.

وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.

وأما حديث المطلب بن عبد الله فأخرجه عبد الرزاق أيضا (5597) عن ابن جريج عن رجل عن المطلب مرسلا.

وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.

وأما حديث جيران رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجه القاسم بن علي الدمشقي (111) من طريق أبي الأسود النضر بن عبد الجبار المصري ثني ابن لهيعة عن عياش بن عباس القِتْبَاني عن عيسى بن موسى عن أناس من جيران رسول الله صلى الله عليه وسلم مرفوعا "من مات يوم الجمعة كتب له أجر شهيد، ووقي فتنة القبر"

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

(1) في المطبوع "سنان" والصواب ما أثبته.

(2)

وله طريق أخرى عند القاسم بن علي الدمشقي (109) وفيها حسين بن علوان متهم بالوضع.

ص: 4760

3394 -

"ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا"

قال الحافظ: وقد أخرج أحمد وأبو داود والترمذي عن البراء رفعه: فذكره، وزاد فيه ابن السني "وتكاثرا بودِ ونصيحة" وفي رواية لأبي داود "وحمدا الله واستغفراه"

وأخرجه أبو بكر الروياني في "مسنده" من وجه آخر عن البراء: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فصافحني فقلت: يا رسول الله: كنت أحسب أنّ هذا من زي العجم، فقال "نحن أحق بالمصافحة" فذكر نحو سياق الخبر الأول" (1)

له عن البراء طرق:

الأول: يرويه الأجلح بن عبد الله الكندي عن أبي إسحاق السبيعي عن البراء به مرفوعا.

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 619) وأحمد (4/ 289 و 303) وأبو داود (5212) وابن ماجه (3703) والترمذي (2728) وابن عدي (1/ 418) وابن المقرئ في "المعجم"(1224) والبيهقي (7/ 99) وابن عبد البر في "التمهيد"(12/ 246 و 21/ 13) والبغوي في "شرح السنة"(3326) من طرق عن الأجلح به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث أبي إسحاق عن البراء، وقد روي عن البراء من غير وجه، والأجلح هو ابن عبد الله بن حُجَيَّة بن عدي الكندي"

قلت: وهو مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره، وأبو إسحاق السبيعي مشهور بالتدليس كما قال الحافظ في "تعريف أهل التقديس"(ص 101) ولم يذكر سماعا من البراء، وذكره ابن الكيال في "الكواكب النيرات" فيمن اختلط، ولم أر أحدا صرّح بسماع الأجلح منه أهو قبل الاختلاط أم بعده.

ولم ينفرد الأجلح به بل تابعه:

1 -

هاشم بن البريد عن أبي إسحاق به.

أخرجه الدارقطني في "المؤتلف"(1/ 176) ثنا أبو عبيد المحاملي ثنا أبو قتيبة سلم بن قتيبة ثنا هاشم به.

وقال: يقال: إنّ هذا الذي روى عنه أبو قتيبة هو البصري ليس بالكوفي"

قلت: هو الكوفي فقد ذكروه في الرواة عن أبي إسحاق وذكروا أبا قتيبة في الرواة عنه

(1) 13/ 294 (كتاب الاستئذان - باب المصافحة)

ص: 4761

لكن لا أدري أسمع من أبي إسحاق قبل اختلاطه أم بعده فإني لم أر أحدا صرّح بشيء من ذلك.

2 -

علي بن عابس الكوفي.

أخرجه ابن شاهين في "الترغيب"(434) من طرق عن علي بن عابس به.

وعلي بن عابس قال ابن معين وجماعة: ضعيف.

الثاني: يرويه أبو بَلْج عن زيد بن أبي الشعثاء أبي الحكم عن البراء مرفوعا "إذا التقى المسلمان فتصافحا وحمدا الله عز وجل واستغفراه غفر لهما".

أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 1/ 396 و 396 - 397) وأبو داود (5211) وابن أبي الدنيا في "الإخوان"(112) وأبو يعلى (1673) والدولابي في "الكنى"(1/ 154) وابن السني في "اليوم والليلة"(193) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(4/ 28) والبيهقي (7/ 99) وابن عبد البر في "التمهيد"(21/ 14) والمزي في "تهذيب الكمال"(10/ 80 و80 - 81) من طرق عن هشيم عن أبي بلج به.

وأخرجه الطيالسي (ص 102) عن هشيم وأبي عَوَانة عن أبي بلج به.

وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 1/ 396) و"الكنى"(ص 22 - 23) عن موسى ثنا أبو عوانة به.

وخالفهما زهير بن معاوية الجعفي فرواه عن أبي بلج يحيى بن أبي سليم ثنا أبو الحكم علي البصري عن أبي بحر عن البراء به.

فزاد فيه عن أبي بحر وسمى أبا الحكم عليا.

أخرجه أحمد (4/ 293 - 294) والبخاري في "التاريخ الكبير"(2/ 1/ 396) وأبو أحمد الحاكم (2/ 322)

قال ابن أبي حاتم: قال أبي: قد جوّد زهير هذا الحديث، ولا أعلم أحدا جوّد كتجويد زهير هذا. قلت لأبي: هو محفوظ؟ قال: زهير ثقة" العلل 2/ 274

قلت: وعلي البصري ترجمه الحافظ في "التعجيل" وقال: عن أبي بحر عن البراء في فضل المصافحة. روى عنه أبو بلج، كذا وقع في بعض النسخ "علي" والصواب "زيد" وهو ابن أبي الشعثاء البصري. كذا ذكر الحسيني ومن تبعه وهو يوهم أنّ الاختلاف في اسمه من النسخ وليس كذلك وإنما الاختلاف فيه على أبي بلج فقال الأكثر منهم هشيم وأبو عوانة: عنه عن زيد بن أبي الشعثاء، ومنهم من قال: عن زيد أبي الحكم. ومنهم من قال: عن زيد

ص: 4762

أبي الشعثاء. ذكره ابن حبان، وليس بين القول الثاني والأول اختلاف، والثالث مقلوب إنما أبو الشعثاء والد زيد لا كنيته، وخالفهم زهير بن معاوية فرواه عن أبي بلج قال: حدثني علي أبو الحكم، فسماه عليا وانفرد بذلك، وخالف زهير أيضا في السند فأدخل بين أبي الحكم والبراء راويا وهو أبو بحر وقد قال البخاري في "التاريخ" وتبعه ابن أبي حاتم والحاكم أبو أحمد في "الكنى": زيد بن أبي الشعثاء أبو الحكم العنزي ويقال البجلي ولم يذكروا فيه جرحا وذكره ابن حبان في "الثقات" انتهى

ولم يذكروا عن زيد راويا إلا أبا بلج، وقال الذهبي في "الميزان": عنه أبو بلج وحده لا يعرف.

وأبو بلج مختلف فيه، وأبو بحر مجهول كما في "الميزان" و"الإكمال" فالإسناد ضعيف.

الثالث: يرويه أبو داود الأعمى قال: لقيت البراء بن عازب فسلم عليّ وأخذ بيدي وضحك في وجهي قال: تدري لم فعلت هذا بك؟ قلت: لا أدري ولكن لا أراك فعلته إلا لخير. قال: إنّه لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل بي مثل الذي فعلت بك فسألني فقلت مثل الذي قلت لي فقال "ما من مسلمين يلتقيان فيسلم أحدهما على صاحبه ويأخذ بيده لا يأخذه إلا لله عز وجل لا يتفرقان حتى يغفر لهما".

أخرجه أحمد (4/ 289) واللفظ له وابن أبي الدنيا في "الإخوان"(111) والطبراني في "الأوسط"(531) من طرق عن أبي داود به.

وأبو داود هو نُفيع بن الحارث الأعمى قال ابن عبد البر: أجمعوا على ضعفه، وكذبه بعضهم، وأجمعوا على ترك الرواية عنه.

الرابع: يرويه المنذر بن ثعلبة البصري عن أبي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير عن البراء قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فصافحني فقلت: يا رسول الله، كنت أحسب أنّ هذا من زي العجم، قال "نحن أحق بالمصافحة منهم، ما من مسلمين التقيا فتصافحا إلا تساقطت ذنوبهما بينهما".

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان"(110) وابن السني في "اليوم والليلة"(195) واللفظ له وابن عدي (5/ 1793) وابن عبد البر في "التمهيد"(21/ 13) من طرق عن عمرو بن حمزة القيسي ثنا المنذر به.

وإسناده ضعيف لضعف عمرو بن حمزة.

الخامس: يرويه أبو هاشم عمار بن عُمارة الزعفراني أنا منصور -هو ابن عبد الله-

ص: 4763

عن ربيع بن لوط عن البراء مرفوعا "إنّ المسلم إذا أخذ بيد صاحبه فصافحه وهو صادق، لم يبق بينهما ذنب إلا سقط"

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(21/ 15) من طريق أبي العباس محمد بن إسحاق السراج ثنا أحمد بن الحسن بن خداش ثنا عبد الصمد ثنا أبو هاشم به.

وأخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 1/ 344) عن عمرو بن منصور القيسي البصري القداح عن عمار أبي هاشم الزعفراني به.

ووقع عنده: عن الزبير بن لوط.

ومنصور بن عبد الله ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما وابن حبان في "الثقات" ولم يذكروا عنه راويا إلا أبا هاشم الزعفراني فهو مجهول، وأبو هاشم وثقه ابن معين وغيره، وربيع بن لوط وثقه النسائي وغيره، لكن لا أدري أسمع من البراء أم لا فإنّه لم يذكر سماعا منه.

وللحديث شاهد عن أنس وآخر عن ابن مسعود

فأما حديث أنس فله عنه طرق:

الأول: يرويه ميمون بن عجلان عن ميمون بن سِيَاه عن أنس مرفوعا "ما من مسلمين التقيا فأخذ أحدهما بيد صاحبه، إلا كان حقا على الله أن لا يفرق بين أيديهما حتى يغفر لهما"

أخرجه البزار (كشف 2004) واللفظ له وأبو يعلى (4139) وابن عدي (6/ 2409) والبيهقي في "الشعب"(8545) من طريق يوسف بن يعقوب السدوسي الضُّبَعِي ثنا ميمون بن عجلان به.

وميمون بن عجلان قال أبو حاتم: شيخ. وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا عنه راويا إلا السدوسي فالظاهر أنّه مجهول.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه ميمون المرئي ثنا ميمون بن سياه به.

أخرجه أحمد (3/ 142) ثنا محمد بن بكر ثنا المرئي به.

والمرئي هو ميمون بن موسى مختلف فيه وقال أحمد وغيره: يدلس. لكنه صرّح بالسماع هنا فانتفى التدليس.

وميمون بن سياه مختلف فيه كذلك: ضعفه ابن معين وغيره، ووثقه أبو حاتم وغيره.

الثاني: يرويه مطر الوراق عن قتادة عن أنس مرفوعا "ما من عبدين متحابين في الله يستقبل أحدهما صاحبه فيصافحه ويصليان على النبي صلى الله عليه وسلم إلا لم يفترقا حتى تغفر ذنوبهما ما تقدم منهما وما تأخر".

ص: 4764

أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 252) وأبو يعلى (2960) والعقيلي (2/ 45) وابن حبان في "المجروحين"(1/ 293) وابن السني في "اليوم والليلة"(194) وابن عدي (3/ 969) والبيهقي في "الشعب"(8543)

عن خليفة بن خياط

وابن عدي (3/ 969) والبيهقي في "الشعب"(8544)

عن يحيى بن راشد مستملي أبي عاصم

قالا: ثنا دُرُسْت بن حمزة ثنا مطر به.

وإسناده ضعيف لضعف درست بن حمزة.

قال البخاري: درست بن حمزة عن مطر عن قتادة عن أنس عن النبي عليه السلام في المتحابين لا يتابع عليه"

وقال الهيثمي: وفيه درست بن حمزة وهو ضعيف" المجمع 10/ 275

الثالث: يرويه أبو أحمد الهيثم بن خارجة المرُّوذي ثنا سعيد بن ميسرة أبو عمران البكري قال: سمعت أنسا رفعه "إذا التقى المسلمان فتصافحا لم يفترقا حتى يغفر الله لهما"

أخرجه ابن عدي (3/ 1223)

وإسناده ضعيف، قال البخاري: سعيد بن ميسرة منكر الحديث، وقال ابن عدي: مظلم الأمر.

وأما حديث ابن مسعود فأخرجه ابن عدي (5/ 1835) عن أبي يعلى ثنا جعفر بن مهران السباك ثنا علي بن عابس عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن ابن مسعود مرفوعا "إذا التقى المسلمان فتصافحا ودعيا الله وحمداه لم يتفرقا حتى يغفر لهما"

وإسناده ضعيف لضعف علي بن عابس.

3395 -

"ما من مسلمين يموت لهما أربعة أولاد إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته"

قال الحافظ: وللطبراني وابن حبان من حديث الحارث بن أقيش -وهو بقاف ومعجمة مصغر- مرفوعا: فذكره" (1)

ضعيف

(1) 3/ 363 (كتاب الجنائز - باب فضل من مات له ولد فاحتسب)

ص: 4765

أخرجه ابن المبارك في "مسنده"(108) وابن أبي شيبة (3/ 352 - 353 و 13/ 162 - 163) وأحمد بن حنبل (4/ 212) وابنه (5/ 312 - 313) والبخاري في "الكبير"(1/ 2/ 261) وعبد بن حميد في "المنتخب"(443) وابن ماجه (4323) وأحمد بن منيع ومسدد كما في "مصباح الزجاجة"(4/ 263) وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(1055 و 2724) وأبو يعلى (1581) وفي "المفاريد"(94) وابن خزيمة في "التوحيد"(2/ 742 و 743) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(447 و 448) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 184) والطبراني في "الكبير"(3359 و 3360 و 3361 و 3362) والحاكم (1/ 71 و 4/ 593) وأبو نعيم في "الصحابة"(2087 و2088) وابن عساكر (ترجمة عثمان بن عفان ص 111) وابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 377 - 378) والمزي (5/ 213 - 214) من طرق عن داود بن أبي هند عن عبد الله بن قيس الأسدي عن الحارث بن أقيش وقيل وقش وقيل وقيش مرفوعا "ما من مسلمين يموت لهما أربعة من أولادهما إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته" قالوا: يا رسول الله، وثلاثة؟ قال "وثلاثة" قالوا، يا رسول الله: واثنان؟ قال "واثنان" قال "وإنّ من أمتي من يعظم للنار حتى يكون أحد زواياها، وإنّ من أمتي من يدخل الجنة بشفاعته أكثر من مضر".

قال البخاري: إسناده ليس بذاك المشهور"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم"

وقال ابن عبد البر: حديث حسن" الاستيعاب 1/ 225

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 3/ 8

وقال الحافظان المنذري وابن حجر: إسناده صحيح" الترغيب 3/ 78 - الإصابة 2/ 146

قلت: وعندي أنّ إسناده ضعيف لأنّ عبد الله بن قيس مجهول لم يرو عنه إلا داود بن أبي هند.

قال علي بن المديني: عبد الله بن قيس الذي روى عنه داود بن أبي هند سمع الحارث بن وقيش وعنه داود بن أبي هند مجهول لم يرو عنه غير داود، وليس إسناده بالصافي.

وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

3396 -

"ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة لم يبلغوا الحُلُم إلا أدخله الجنة بفضل رحمته إياهم" فقلت: واثنان؟ قال "واثنان".

ص: 4766

قال الحافظ: رواه الطبراني بإسناد جيد عنها (أي أم سليم) قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وأنا عنده: فذكره، وأخرجه أحمد" (1)

حسن

أخرجه إسحاق في "مسنده"(2162) وأحمد (6/ 376 و 431) والبخاري في "الأدب المفرد"(149) والطبراني في "الكبير"(25/ 126) وابن بشكوال في "الغوامض والمبهمات"(105) والمزي (22/ 90 - 91 و91 - 92) من طرق عن عثمان بن حكيم بن عباد بن حُنيف الأنصاري عن عمرو بن عامر الأنصاري عن أم سليم بنت مِلْحان مرفوعا "ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته" قالها ثلاثا، قيل: يا رسول الله، واثنان؟ قال "واثنان"

قال الهيثمي: وفيه عمرو بن عاصم (2) الأنصاري ولم أجد من وثقه ولا ضعفه، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 6

قلت: عمرو ترجمه المزي في "التهذيب" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

وللحديث شواهد ذكرها الحافظ في الباب المذكور (3) وتكلمت عليها في هذا الكتاب.

3397 -

"ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله وإياهم بفضل رحمته الجنة"

قال الحافظ: عند أحمد من طريق عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة بلفظ: فذكره" (4)

صحيح

أخرجه أحمد (2/ 510) والنسائي (4/ 22) وفي "الكبرى"(2004) وأبو يعلى (6079) والبيهقي (4/ 68) وفي "الشعب"(9291) وابن عبد البر في "التمهيد"(18/ 113) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب"(2292) من طرق عن عوف بن أبي جميلة عن ابن سيرين عن أبي هريرة به مرفوعا.

(1) 3/ 364 (كتاب الجنائز - باب فضل من مات له ولد فاحتسب)

(2)

وقيل: عامر.

(3)

وفي باب ما قيل في أولاد المسلمين.

(4)

3/ 487 (كتاب الجنائز - باب ما قيل في أولاد المسلمين)

ص: 4767

وزادوا: وقال: يقال لهم: ادخلوا الجنة، قال: فيقولون: حتى يجيء أبوانا، قال: ثلاث مرات، فيقولون مثل ذلك، فيقال لهم: ادخلوا الجنة أنتم وأبواكم"

وإسناده صحيح.

3398 -

حديث أبي الدرداء "ما من يوم طلعت فيه الشمس إلا وبجنبتيها ملكان يناديان يسمعه خلق الله كلهم إلا الثقلين: يا أيها الناس هلموا إلى ربكم إنّ ما قل وكفى خير مما كثر وألهى، ولا غربت شمسه إلا وبجنبتيها ملكان يناديان"

قال الحافظ: أخرجه ابن أبي حاتم من طريق قتادة حدثني خليد العصري عن أبي الدرداء مرفوعا نحو حديث أبي هريرة المذكور في الباب وزاد في آخره "فأنزل الله في ذلك {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5)} إلى قوله {لِلْعُسْرَى} وهو عند أحمد من هذا الوجه لكن ليس فيه آخره.

وقال: في حديث أبي الدرداء: فذكره" (1)

أخرجه الطبري في "التفسير"(11/ 104 و 30/ 221) وفي "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس 1/ 266) عن الحسين بن سلمة بن إسماعيل بن يزيد بن أبي كبشة ثنا عبد الملك بن عمرو ثنا عباد بن راشد عن قتادة ثني خُلَيْد العَصَري عن أبي الدرداء مرفوعا "ما من يوم غربت فيه شمسه إلا وبجنبها ملكان يناديان يسمعه خلق الله كلهم إلا الثقلين: اللهم أعط منفقا خلفا، وأعط ممسكا تلفا، فأنزل الله في ذلك القرآن {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6)} إلى قوله {لِلْعُسْرَى} " لفظه في "التفسير"

ولفظه في "التهذيب": ما من يوم طلعت فيه شمسه إلا وبجنبتيه ملكان يناديان، يسمعه خلق الله كلهم إلا الثقلين: يا أيها الناس، هلموا إلى ربكم، إن ما قلّ وكفى، خير مما كثر وألهى".

وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(10326) عن أبيه عن ابن أبي كبشة بإسناده مثله.

وابن أبي كبشة وثقه الدارقطني وغيره، وعبد الملك بن عمرو هو العَقَدي (2)، وعباد بن راشد هو التميمي البصري وهو مختلف فيه، وثقه أحمد وغيره، وضعفه أبو داود وغيره،

(1) 4/ 47 (كتاب الزكاة - باب قول الله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5)} [الليل: 5])

(2)

وتابعه بَدَل بن المُحَبَّر التميمي ثنا عباد بن راشد به.

أخرجه أبو محمد الفاكهي في "حديثه"(64) وابن بشران في "أماليه"(552 و 1039) والبيهقي في

"الشعب"(3139)

ص: 4768

وخليد هو ابن عبد الله العصري ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ويقال: إنّ هذا مولى لأبي الدرداء، وأخرج له مسلم حديثا واحدا.

والحديث أخرجه الطيالسي (ص 131) وابن أبي شيبة في "مسنده"(36) وأحمد (5/ 197) وفي "الزهد"(ص 26) وعبد بن حميد (207) وابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا"(451) والطبري في "تهذيب الآثار"(1/ 267 و 269) وابن حبان (686 و3329) والطبراني في "الأوسط"(2912) وابن السني في "القناعة"(30 و 31 و 32) والسمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 243 - 244) والحاكم (2/ 444 - 445) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 226 و2/ 233 - 234 و 9/ 60) والقضاعي (810) والبيهقي في "الشعب"(9888) والخطيب في "البخلاء"(307) والبغوي في "شرح السنة"(4045) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(543 و 2075) من طرق عن قتادة بهذا الإسناد ولم يذكروا قوله: فأنزل الله إلى آخره.

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

ولم ينفرد عباد بن راشد به بل تابعه سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة به.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا"(452)

3399 -

عن أبي هريرة قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأرنب قد شواها، فأمرهم أن يأكلوا، وأمسك الأعرابي، فقال:"ما منعك أن تأكل؟ " فقال: إني أصوم ثلاثة أيام من كل شهر، قال "إنْ كنت صائما فصم الغُرّ" أي البيض.

قال الحافظ: رواه أحمد والنسائي وصححه ابن حبان من طريق موسى بن طلحة عن أبي هريرة قال: فذكره، وهذا الحديث اختلف فيه على موسى بن طلحة اختلافا كثيرا بينه الدارقطني، وفي بعض طرقه عند النسائي "إنّ كنت صائما فصم البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة" (1)

يرويه موسى بن طلحة بن عبيد الله التيمي واختلف عنه:

- فقال أبو عَوَانة الوَضّاح بن عبد الله اليشكري: عن عبد الملك بن عمير عن موسى بن طلحة عن أبي هريرة قال: أتى أعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم بأرنب قد شواها، ومعها صِنَابها وأدمها، فوضعها بين يديه، فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يأكل، وأمر أصحابه أن يأكلوا، فأمسك الأعرابي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما يمنعك أن تأكل؟ " قال: إني أصوم ثلاثة أيام من الشهر، قال "إنْ كنت صائما فصم الأيام الغر"

(1) 5/ 130 (كتاب الصوم - باب صيام البيض)

ص: 4769

أخرجه أحمد (2/ 336 و 346) والبخاري في "الكبير"(3/ 1/ 407) والنسائي (4/ 191 و 7/ 173) وفي "الكبرى"(2729) وابن حبان (3650) من طرق عن أبي عوانة به.

ورواته ثقات إلا أنّ عبد الملك بن عمير كان مدلسا ولم يذكر سماعا من موسى بن طلحة.

- وقال يحيى بن سام بن موسى الضَّبِّي: عن موسى بن طلحة عن أبي ذر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا صمت شيئا من الشهر فصم ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة"

وفي لفظ "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصوم من الشهر ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة"

أخرجه الطيالسي (ص 64) وأحمد (5/ 152 و 162) والبخاري في "الكبير"(3/ 1/ 407) والترمذي (761) والنسائي (4/ 191 و 192) وفي "الكبرى"(2731) وابن خزيمة (2128) والبيهقي (4/ 294) والخطيب في "تالي التلخيص"(257) والبغوي في "شرح السنة"(1800) والمزي (31/ 318)

عن الأعمش (1)

وأحمد (5/ 177) والبخاري في "الكبير"(3/ 1/ 407) والبزار (4064) والنسائي (4/ 191) وفي "الكبرى"(2730) وابن حبان (3655 و 3656) والبيهقي (4/ 294) وفي "الشعب"(3565) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(5)

عن فطر بن خليفة (2)

والطبراني في "الأوسط"(3071)

(1) هكذا رواه شعبة ومحمد بن عبيد الطنافسي عن الأعمش عن يحيى بن سام عن موسى بن طلحة عن أبي ذر مرفوعا.

وخالفهما أبو عبيدة عبد الملك بن معن المسعودي، فرواه عن الأعمش وأوقفه على أبي ذر.

أخرجه الطبري في "التهذيب"(مسند عمر 2/ 857)

(2)

هكذا رواه يحيى القطان والفضل بن موسى المروزي ومحمد بن بشر العبدي وعبد الله بن نمير عن فطر عن يحيى بن سام عن موسى بن طلحة عن أبي ذر مرفوعا.

وخالفهم وكيع فرواه عن فطر وأوقفه على أبي ذر.

أخرجه الطبري في "التهذيب"(مسند عمر 2/ 844)

ص: 4770

عن بسّام بن عبد الله الصيرفي (1)

ثلاثتهم عن يحيى بن سام به.

- ورواه يزيد بن أبي زيادة القرشي الهاشمي واختلف عنه:

• فرواه عَبيدة بن حُميد الكوفي عن يزيد عن يحيى بن سام عن موسى بن طلحة عن أبي ذر مرفوعا "من كان صائما فليصم من الشهر البيضَ أو الغُرَّ ثلاثَ عشرة وأربعَ عشرة وخمسَ عشرة"

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(11/ 120) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(1403)

• ورواه معمر بن راشد عن يزيد فلم يذكر يحيى بن سام، وقال: أراه رفعه.

أخرجه عبد الرزاق (7873)

والأول أصح.

قال الترمذي: حديث حسن"

وقال ابن عساكر: حديث حسن غريب"

قلت: يحيى بن سام ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الآجري عن أبي داود: بلغني أنّه لا بأس به، وكأنه لم يرضه، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي حيث يتابع.

وتابعه يزيد بن أبي زياد القرشي الهاشمي عن موسى بن طلحة عن أبي ذر قال: - أراه رفعه- إنّه أمر بصوم البيض: ثلاثة عشر، وأربعة عشر، وخمسة عشر.

أخرجه عبد الرزاق (7873) عن مَعْمر بن راشد عن يزيد بن أبي زياد به.

ويزيد ليس بالقوي وتغير بأخرة وكان يلقن.

- ورواه جماعة عن سفيان بن عُيينة عن غير واحد عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية عن أبي ذر، منهم:

1 -

الحميدي (2)(136) قال: ثنا سفيان ثنا محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة وحكيم بن جبير سمعاه من موسى بن طلحة أنّه سمع رجلا من أخواله من بني تميم يقال له

(1) ولفظ حديثه "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم من الشهر ثلاثة عشر، وأربعة عشر، وخمسة عشر.

(2)

رواه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 407) عن الحميدي به.

ص: 4771

ابن الحوتكية قال: قال عمر بن الخطاب: من حاضرنا يوم القاحة إذ أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بأرنب، فقال أبو ذر: أنا، أتى أعرابي النبي صلى الله عليه وسلم بأرنب، فقال: يا رسول الله إني رأيتها تَدْمَى، قال: فكفّ عنه النبي صلى الله عليه وسلم فلم يأكل، وأمر أصحابه أن يأكلوا، واعتزل الأعرابي فلم يطعم، فقال: إني صائم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "وما صومك؟ " قال: ثلاث من كل شهر، فقال "أين أنت عن البيض الغر: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة"

وقال الحميدي (137) أيضاً: ثنا سفيان عن عمرو بن عثمان عن موسى بن طلحة عن أبي ذر مرفوعا بمثله ولم يذكر فيه ابن الحوتكية.

2 -

عبد الرزاق (7874 و 8693): عن ابن عيينة عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن موسى بن طلحة عن رجل من بني تميم يقال له: ابن الحوتكية عن عمر أنّه قال: من حاضرنا يوم القاحة إذ أتي النبي صلى الله عليه وسلم بالأرنب؟ ثم ذكر نحو حديث الحميدي.

3 -

أحمد (5/ 150) قال: ثنا سفيان قال: سمعناه من اثنين وثلاثة ثنا حكيم بن جبير عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية قال: قال عمر: من حاضرنا يوم القاحة؟ قال أبو ذر: أنا، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيام البيض الغر: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة.

وقال أحمد أيضا (5/ 150): ثنا سفيان ثنا اثنان محمد بن عبد الرحمن وحكيم بن جبير عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية عن أبي ذر أنّه قال: إنّ رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم

فأمره بصيام ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة.

4 -

محمد بن المثنى قال: ثنا سفيان قال: ثنا رجلان: محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة وحكيم بن جبير عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية عن أبي ذر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أمر رجلا بصيام ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة.

أخرجه النسائي (4/ 192) وفي "الكبرى"(2733)

5 -

يونس بن عبد الأعلى المصري قال: ثنا سفيان عن محمد بن عبد الرحمن وحكيم بن جبير عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية عن أبي ذر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أمر بصيام ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة.

أخرجه الطبري في "التهذيب"(2/ 843) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 80)

6 -

عبد الجبار بن العلاء العطار قال: ثنا سفيان عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية قال: قال عمر: ثم ذكر نحو حديث الحميدي.

ص: 4772

قال عبد الجبار: ثنا سفيان ثني عمرو بن عثمان بن مَوْهَب عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية عن أبي ذر بمثله.

أخرجه ابن خزيمة (2127)

وقال: قد خرّجت هذا الباب بتمامه في كتاب "الكبير" وبينت أنّ موسى بن طلحة قد سمع من أبي ذر قصة الصوم دون قصة الأرنب. وروى عن ابن الحوتكية القصتين جميعا"

7 -

محمد بن منصور الجَوَّاز المكي قال: ثنا سفيان عن حكيم بن جبير وعمرو بن عثمان ومحمد بن عبد الرحمن عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية قال: قال عمر: ثم ذكر نحو حديث الحميدي.

أخرجه النسائي (7/ 173)

وقال محمد بن منصور أيضاً: عن سفيان عن بيان بن بشر عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية عن أبي ذر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل "عليك بصيام ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة"

أخرجه النسائي (4/ 192) وفي "الكبرى"(2732)

وقال: هذا خطأ ليس من حديث بيان، ولعل سفيان قال: حدثنا إثنان، فسقط الألف فصار بيان"

وقال الدارقطني: وصحف الجَوَّاز في قوله: بيان، وإنما كان ابن عيينة يقول: حدثني اثنان، عن موسى بن طلحة، يعني محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة وحكيم بن جبير، فجعله الجواز عن بيان" العلل 2/ 229

8 -

محمد بن أبي بكير قال: ثنا سفيان عن محمد بن عبد الرحمن وحكيم بن جبير عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية قال: قال عمر: ثم ذكر نحو حديث الحميدي.

أخرجه الشجري في "أماليه"(2/ 115)

- وقال محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: عن الحكم بن عتيبة عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية قال: قال أبي: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أرنب قد شواها وخبز فوضعها بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: إني وجدتها تدمى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه "لا يضر، كلوا" وقال للأعرابي "كل" قال: إني صائم، قال "صوم ماذا؟ " قال: صوم ثلاثة أيام من الشهر، قال "إنّ كنت صائما فعليك بالغر البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة"

ص: 4773

أخرجه النسائي (4/ 192) وفي "الكبرى"(2734) من طريق بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عيسى بن المختار بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن محمد بن عبد الرحمن به.

وقال: الصواب: عن أبي ذر، ويشبه أن يكون وقع من الكتاب "ذر" فقيل: أبي"

قلت: رواه محمد بن فضيل الكوفي عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الحكم عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية قال: جاء أعرابي إلى عمر، ولم يذكر "أبي".

أخرجه الطبري في "التهذيب"(2/ 841)

واختلف فيه على الحكم، فرواه سليمان بن أبي داود الحرّاني عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب مرفوعا.

قاله الدارقطني في "العلل"(2/ 230)

وقال: ولم يصنع شيئا، والصواب: عن الحكم عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية عن عمر"

قلت: وسليمان بن أبي داود قال أبو حاتم: ضعيف الحديث جدا، وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون.

- ورواه أبو حنيفة النعمان بن ثابت عن موسى بن طلحة واختلف عنه:

• فقال أبو يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحِمَّاني: عن أبي حنيفة ثني موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية قال: سئل عمر بن الخطاب عن الأرنب، فقال: لولا إني أكره أن أزيد في هذا الحديث أو أنقص منه لحدثتكم به، ولكن سأرسل إلى من شهد ذلك، فأرسل إلى عمار بن ياسر فقال له: حدّث هؤلاء حديث الأرنب، فقال عمار: أهدى أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أرنبا مشوية وذكر الحديث

أخرجه الحاكم (إتحاف الخيرة 7/ 48 - 49) والبيهقي (9/ 321)

• وقال وكيع: ثنا أبو حنيفة أنّه سمع موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية عن أبي ذر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا أعرابيا إلى طعام، فقال: إني صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا جعلتها أيام الغر البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة"

أخرجه الطبري في "التهذيب"(2/ 843)

ورواه وكيع أيضا عن أبي حنيفة فجعله عن عمار.

ص: 4774

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(443) والطبري (2/ 842)

• وقال إبراهيم بن طهمان الخراساني: عن أبي حنيفة عن الهيثم الصيرفي عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية عن عمر.

أخرجه ابن المقرئ في "المعجم"(582)

• وقال أبو يوسف القاضي: عن أبي حنيفة عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية عن عمر.

أخرجه أبو يعلى (1612)

- ورواه طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله عن موسى بن طلحة واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن طلحة بن يحيى عن موسى بن طلحة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.

منهم:

1 -

القاسم بن مَعْن المسعودي.

أخرجه النسائي (4/ 193) وفي "الكبرى"(2735) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1888)

2 -

يعلي بن عبيد الطنافسي.

أخرجه النسائي (4/ 193) وفي "الكبرى"(2736)

3 -

وكيع.

أخرجه الطبري (2/ 842 - 843) عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهمداني وسفيان بن وكيع قالا: ثنا وكيع به.

• ورواه وكيع أيضا عن طلحة بن يحيى عن موسى بن طلحة أنّ رجلا سأل عمر عن الأرنب فقال عمر: لولا أني أكره أن أزيد في الحديث وأنقص منه، وسأرسل لك إلى رجل، فأرسل إلى عمار فجاء فقال: فذكر الحديث في قصة الأرنب ولم يذكر الصيام.

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 247) عن وكيع به.

وأخرجه الطبري (2/ 842) عن أبي كريب ثنا وكيع به.

• وقال أبو يحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني: عن طلحة بن يحيى عن موسى بن طلحة قال: سئل عمر عن الأرنب فقال: فذكر الحديث بمثل حديث أبي حنيفة.

ص: 4775

أخرجه البيهقي (9/ 321)

• وقال يحيى بن أبي بكير الكرماني: ثنا أبو الأحوص (1) عن طلحة بن يحيى عن موسى بن طلحة عن أبيه طلحة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه راع بأرنب قد شواه، فقال: إني صائم، قال "فهلا أيام البيض"

أخرجه الشجري في "أماليه"(2/ 115)

قال الدارقطني: ووهم فيه -يعني يحيى بن أبي بكير-" العلل 2/ 231

- وقال محمد بن عبد الرحمن بن عبيد القرشي مولى آل طلحة: عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية عن عمر بن الخطاب أنّ أعرابيا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأرنب يهديها إليه، فقال "ما هذا؟ " قال: هدية. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأكل من الهدية حتى يأمر صاحبها فيأكل منها من أجل الشاة التي أهديت إليه بخيبر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "كل" قال: إني صائم، قال "صوم ماذا؟ " قال: ثلاث من كل شهر، قال "فاجعلها البيض الغُرّ الزاهر: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة"

أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 406 - 407) والطبري (2/ 838) والبيهقي في "الشعب"(3569) والسياق له من طرق عن أبي تُميلة يحيى بن واضح المروزي ثنا محمد بن إسحاق عن عبد الملك (2) بن أبي بكر بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص عن محمد بن عبد الرحمن به (3).

زاد الطبري "فأهوى النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأرنب ليأخذ منها، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: أما إني رأيتها تَدْمَى، فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم يده".

قال الطبري: وهذا خبر عندنا صحيح سنده، لا علة فيه توهنه، ولا سبب يضعفه، لعدالة من بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم من نقلته"

قلت: الحديث رواه الطبري عن محمد بن حميد الرازي عن أبي تميلة، ومحمد بن حميد قال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة، وكذبه إسحاق الكوسج وغيره.

(1) اسمه: سلام بن سليم.

(2)

وقع عند البيهقي: عبد الملك بن أبي قيس.

(3)

وفي حديث الطبري: قال ابن الحوتكية: قدمت على عمر وهو في نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألته عن الصيام، فقال: من كان منكم معنا إذ كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بالقاحة؟ فقالوا: نحن كنا إذ أهدى له الأعرابي أرنبا وهو معلقها وذكر الحديث.

ص: 4776

وابن إسحاق مدلس ولم يذكر سماعا من عبد الملك بن أبي بكر، وعبد الملك (1) ترجمه البخاري ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وابن الحوتكية واسمه يزيد قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه موسى بن طلحة.

- ورواه حكيم بن جبير الأسدي عن موسى بن طلحة واختلف عنه:

• فقال عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي: عن حكيم بن جبير عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية قال: أُتي عمر بالأرنب فقال: لولا مخافة أن أزيد أو أنقص لحدثتكم بحديث الأعرابي حين أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأرنب فذكر أنّه رأى بها دما، فأمرهم أن يأكلوها، وقال للأعرابي "ادن فكل" فقال: إني صائم، فقال "أي الصيام تصوم؟ " فقال: من أول الشهر وآخره، فقال "فإن كنت صائما فصم الليالي البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة" ولكن أرسلوا إلى عمار، فأرسلوا إليه فجاءه فقال: أشاهد أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أتاه الأعرابي بالأرنب فقال: رأيتها تدمى، فقال عمار: نعم.

أخرجه الطيالسي (ص 10) عن المسعودي به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 321)

وأخرجه أحمد (1/ 31) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي ثنا المسعودي به.

وتابعه سفيان الثوري عن حكيم بن جبير به.

قاله الدارقطني (2/ 226)

• وقال زائدة بن قدامة الكوفي: عن حكيم بن جبير عن موسى بن طلحة قال: قال عمر.

ولم يذكر ابن الحوتكية.

أخرجه البيهقي (9/ 321)

وحكيم بن جبير قال أحمد وغيره: ضعيف الحديث.

- ورواه الحجاج بن أرطاة واختلف عنه:

• فقال هشام الدَّسْتُوائي: عن الحجاج عن موسى بن طلحة عن يزيد بن الحوتكية أنّ عمر بن الخطاب قال: من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أتاه الأعرابي بأرنب؟ فقال رجل من القوم: أنا، وذكر الحديث.

أخرجه أبو يعلى (185)

(1) تابعه سفيان بن عيينة عن محمد بن عبد الرحمن كما تقدم.

ص: 4777

• وقال حماد بن سلمة: عن الحجاج عن عثمان بن عبد الله بن موهب عن موسى بن طلحة عن يزيد بن الحوتكية.

قاله الدارقطني (2/ 227)

- وقال ابن جريج: عن سعيد بن محمد عن موسى بن طلحة عن عمر بن الخطاب أنّ رجلا من أهل البادية أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأرنب مشوية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه "كلوا" فقال الأعرابي: قد رأيت بها دما. فقال "كلوا" ولم يذكر ابن الحوتكية.

أخرجه الطبري (2/ 840)

3400 -

حديث أنس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما منعك أن تسمعي ما أوصيك به؟ أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين"

قال الحافظ: أخرجه النسائي والبزار" (1)

أخرجه البزار (كشف 3107) والنسائي في "اليوم والليلة"(570) والخرائطي في "المكارم" وابن أبي الدنيا في "الذكر" والمعمري في "اليوم والليلة" كما في "نتائج الأفكار"(2/ 385) وابن السني (48) والحاكم (1/ 545) والبيهقي في "الأسماء"(ص 140) والحافظ في "نتائج الأفكار" من طرق عن زيد بن الحباب ثني عثمان (2) بن مَوْهَب مولى (3) بني هاشم: سمعت أنس بن مالك يقول: فذكره.

قال البزار: لا نعلمه يُروى عن أنس إلا بهذا الإسناد"

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

وقال المنذري: إسناده صحيح" الترغيب 1/ 457

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 117

وقال الحافظ: هذا حديث حسن غريب"

قلت: عثمان بن موهب لم يرو عنه إلا زيد بن الحباب كما قال الذهبي في "الميزان" وأبو زرعة العراقي في "ذيل الكاشف"، وليس هو بعثمان بن عبد الله بن مَوْهَب التيمي كما قال المزي.

(1) 13/ 379 (كتاب الدعوات - باب ما يقول إذا أصبح)

(2)

وعند ابن أبي الدنيا: عثمان بن عبد الله بن موهب.

(3)

وعند النسائي: الهاشمي.

ص: 4778

وقال أبو حاتم: صالح الحديث. ولم يخرج له الشيخان شيئا.

3401 -

"ما منكم من أحد إلا وله منزلان: منزل في الجنة ومنزل في النار، فإذا مات ودخل النار ورث أهل الجنة منزله، وذلك قوله تعالى {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10)} [المؤمنون: 10] "

قال الحافظ: ووقع عند ابن ماجه أيضا وأحمد بسند صحيح عن أبي هريرة بلفظ: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة"(4/ 267) عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به مرفوعا.

وأخرجه ابن ماجه (4341) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه ابن ماجه أيضا والطبري في "تفسيره"(18/ 5 - 6) وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير"(3/ 239) والبيهقي في "البعث"(ص 170) و"الشعب"(373) من طرق عن أبي معاوية به.

قال البوصيري: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين" المصباح 4/ 267

قلت: وهو كما قال، والأعمش وإن كان مدلسا إلا أنّ روايته عن أبي صالح ذكوان السمان محمولة على الاتصال كما في "الميزان".

3402 -

"ما نقص مال من صدقة"

سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه مسلم (2588)

3403 -

"ما نهيتكم عنه فاجتنبوه"

سكت عليه الحافظ (3).

أخرجه البخاري (فتح 17/ 20) ومسلم (1337)

(1) 14/ 238 (كتاب الرقاق - باب صفة الجنة والنار)

(2)

4/ 3 (كتاب الزكاة - باب وجوب الزكاة)

و16/ 124 (كتاب الفتن - باب ظهور الفتن)

(3)

1/ 137 (كتاب الإيمان - باب فضل من استبرأ لدينه)

ص: 4779

3404 -

عن صالح بن دينار أنّ عمر بن عبد العزيز كتب إلى عثمان بن محمد ينهاه أن يأخذ من العسل صدقة إلا إنْ كان النبي صلى الله عليه وسلم أخذها، فجمع عثمان أهل العسل فشهدوا أنّ هلال بن سعد قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بعسل، فقال "ما هذا؟ " قال: صدقة، فأمر برفعها ولم يذكر عشورا.

قال الحافظ: أخرجه عبد الرزاق" (1)

ضعيف

أخرجه عبد الرزاق (6967) عن ابن جُريج (2) قال: أخبرني صالح بن دينار أنّ عمر بن عبد العزيز كتب إلى عثمان بن محمد ينهاه أن يأخذ من العسل صدقة إلا أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أخذها، فجمع عثمان أهل العسل فشهدوا أنّ هلال بن سعد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بعسل، فقال "ما هذه؟ " فقال: هدية، فأكل النبي صلى الله عليه وسلم، ثم جاء مرة أخرى، فقال "ما هذه؟ " قال: صدقة، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم فأمر برفعها، ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك عشورا فيها، ولا نصف عشور، إلا إنّه أخذها، فكتب بذلك عثمان إلى عمر بن عبد العزيز فكتب: فأنتم أعلم، فكنا نأخذ ما أعطونا من شيء، ولا نسأل عشورا ولا شيئا، ما أعطونا أخذنا.

قال ابن عبد البر: حديث هلال بن سعد هذا منقطع الإسناد من رواية ابن جريج عن صالح بن دينار" الاستيعاب 10/ 404

قلت: وصالح بن دينار ما عرفته، وأهل العسل مجهولون.

3405 -

عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا الناس في رمضان يصلون في ناحية المسجد، فقال "ما هذا؟ " فقيل: ناس يصلي بهم أبي بن كعب، فقال "أصابوا ونعم ما صنعوا"

قال الحافظ: رواه ابن وهب عن أبي هريرة، ذكره ابن عبد البر (3) وفيه مسلم بن خالد وهو ضعيف، والمحفوظ أنّ عمر هو الذي جمع الناس على أبي بن كعب" (4)

ضعيف

أخرجه أبو داود (1377) والبيهقي (2/ 495)

(1) 4/ 90 (كتاب الزكاة - باب العشر فيما يسقى من ماء السماء)

(2)

سقط ابن جريج من "المصنف" وأثبته الحافظ في "الإصابة"(10/ 253)

(3)

5/ 155 (كتاب صلاة التراويح - باب فضل من قام رمضان)

(4)

التمهيد 8/ 111

ص: 4780

عن أحمد بن سعيد الهمداني

وابن نصر في "قيام رمضان"(مختصره للمقريزي ص 197)

عن الربيع بن سليمان المرادي

قالا: ثنا عبد الله بن وهب أني مسلم بن خالد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة به.

قال أبو داود: ليس هذا الحديث بالقوي، مسلم بن خالد ضعيف"

قلت: وذكره البخاري والنسائي وأبو زرعة والعقيلي في "الضعفاء" وقواه بعضهم.

3406 -

عن خليفة بن بشر عن أبيه أنّه أسلم فردّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم ماله وولده، ثم لقيه هو وابنه طلق بن بشر مقترنين بحبل، فقال "ما هذا؟ " فقال: حلفت لئن ردّ الله عليّ مالي وولدي لأحجنّ بيت الله مقرونا، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الحبل فقطعه وقال لهما "حجا، إنّ هذا من عمل الشيطان"

قال الحافظ: في الطبراني من طريق فاطمة بنت مسلم حدثني خليفة بن بشر عن أبيه: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير"(1218) عن إبراهيم بن هاشم البعلبكي ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا أبو معشر البراء ثني النوار بنت عمر قالت: حدثتني فاطمة بنت مسلم قالت: حدثني خليفة بن بشر عن أبيه به.

وأخرجه أبو نعيم في "المعرفة"(1162) عن الطبراني به.

قال الحافظ: وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه وقال: غريب تفرد بالرواية عن بشر ابنه خليفة" الإصابة 1/ 259

وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 4/ 189

3407 -

عن أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم مَرّ بقوم يصطرعون فقال "ما هذا؟ " قالوا: فلان ما يصارع أحدا إلا صرعه. قال "أفلا أدلكم على من هو أشدّ منه؟ رجل كلمه رجل فكظم غيظه فغلبه وغلب شيطانه وغلب شيطان صاحبه"

(1) 4/ 228 (كتاب الحج - باب الكلام في الطواف)

ص: 4781

قال الحافظ: رواه البزار بسند حسن" (1)

ضعيف

أخرجه البزار (كشف 2054) عن إبراهيم بن المستمر العُروقي ثنا شعيب بن بيان ثنا عمران عن قتادة عن أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بقوم يصطرعون، فقال "ما هذا؟ " قالوا: يا رسول الله، هذا فلان الصِّرِّيع ما يصارع أحدا إلا صرعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا أدلكم على من هو أشدّ منه؟ رجل ظلمه رجل، فكظم غيظه، فغلبه، وغلب شيطانه، وغلب شيطان صاحبه".

قال الهيثمي: رواه البزار، وشعيب بن بيان وعمران القطان وثقهما ابن حبان وضعفهما غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 68

وقال في "كشف الأستار": قلت: علته شعيب"

قلت: ذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: يحدث عن الثقات بالمناكير وكاد أن يغلب على حديثه الوهم.

وقتادة مدلس ولم يذكر سماعا من أنس.

3408 -

حديث أبي هريرة أنّ عبد الرحمن بن عوف أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد خضب بالصفرة، فقال "ما هذا الخضاب؟ أعْرَسْت؟ " قال: نعم.

قال الحافظ: وللطبراني في "الأوسط" من حديث أبي هريرة بسند فيه ضعف: فذكره" (2)

وذكره في موضع آخر وقال: ووقع في حديث أبي هريرة بعد قوله "أعرست؟ " قال: نعم، قال "أولمت" قال: لا، قال: فرمى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بنواة من ذهب فقال "أولم ولو بشاة" ولكن الإسناد ضعيف" (3)

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(5772) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب ثنا فردوس بن الأشعري عن عبد الرحمن المُليكي عن الزهري عن عبد الرحمن بن عوف أنه

(1) 13/ 133 - 134 (كتاب الأدب - باب الحذار من الغضب)

(2)

11/ 141 و 142 (كتاب النكاح - باب الوليمة ولو بشاة)

(3)

11/ 141 و 142 (كتاب النكاح - باب الوليمة ولو بشاة)

ص: 4782

أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد خضب بالصفرة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما هذا الخضاب أعرست؟ " قال: نعم، قال "أولمت؟ " قال: لا، فرمى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بنواة من ذهب وقال "أولم ولو بشاة"

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الزهري إلا عبد الرحمن المُلَيْكِي، ولا رواه عن عبد الرحمن إلا فردوس، تفرد به أبو كريب"

وقال الهيثمي: وفيه عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مليكة وهو ضعيف" المجمع 4/ 51 - 52

3409 -

"ما يخلف الله وعده ولا رسله"

قال الحافظ: زادت عائشة: في ساعة يأتيه فيها. أخرجه مسلم (2104)

وقال: وفي حديث عائشة: فجاءت تلك الساعة ولم يأته.

وقال: في حديث عائشة: وفي يده عصا فألقاها من يده وقال: فذكره.

وقال: وحديث عائشة أتم، ففيه: ثم التفت فإذا جِرْوُ كلب تحت سريره فقال "يا عائشة متى دخل هذا الكلب؟ " فقالت: وأيم الله ما دريت، ثم أمر به فأخرج، فجاء جبريل فقال "واعدتني فجلست لك فلم تأت" فقال: منعني الكلب الذي كان في بيتك" (1)

3410 -

"ما يشهدهما منافق -يعني العشاء والفجر-"

قال الحافظ: وروى ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور بإسناد صحيح عن أبي عمير بن أنس حدثني عمومتي من الأنصار قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره" (2)

أخرجه عبد الرزاق (2023) ومسدد في "مسنده"(إتحاف الخيرة 1735) وابن أبي شيبة في "مسنده"(769) وأحمد بن منيع في "مسنده"(إتحاف الخيرة 1736) عن هشيم عن أبي بشر جعفر بن أبي وحشية قال: قال أبو عمير بن أنس: حدثني عمومة لي من الأنصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم به مرفوعا.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(20/ 12) من طريق أسد بن موسى المصري ثنا هشيم به.

وقال في روايته: عن عمومته.

(1) 12/ 515 و 516 (كتاب اللباس - باب لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة)

(2)

2/ 268 (كتاب الصلاة -أبواب الأذان- باب وجوب صلاة الجماعة)

ص: 4783

وأخرجه ابن أبي شيبة (3328) وفي "مسنده"(770) عن شَبابة بن سَوَّار المدائني ثنا شعبة عن أبي بشر عن أبي عُمير بن أنس حدثني عمومتي من الأنصار به مرفوعا.

وأخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(215) وابن عبد البر في "التمهيد"(20/ 12) من طريق محمد بن أبي عدي البصري عن شعبة به وقال فيه: عن عمومة له من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

وهكذا رواه محمد بن جعفر البصري عن شعبة به.

أخرجه أحمد (5/ 57) عن محمد بن جعفر به.

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "صفة النفاق"(63)

وأخرجه النسائي في "الإغراب من حديث شعبة وسفيان"(8) وابن عبد البر (20/ 12) من طريق خالد بن الحارث البصري عن شعبة وقال: عن عمومته.

وأبو عمير مختلف فيه: ذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه ابن سعد والحافظ في "التقريب".

وقال ابن عبد البر: مجهول لا يحتج به.

وقال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه أبو بشر، قال ابن القطان: لم تثبت عدالته، وصحح حديثه ابن المنذر وابن حزم وغيرهما فذلك توثيق له.

3411 -

حديث طلحة قال: مررت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم على رؤوس النخل فقال "ما يصنع هؤلاء؟ " قالوا: يلقحونه يجعلون الذكر في الأنثى فيلقح الحديث"

قال الحافظ: رواه مسلم (2361")(1)

3412 -

حديث أنس أنّ الحبشة كانت تزفن بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ويتكلمون بكلام لهم، فقال "ما يقولون؟ " قال: يقولون: محمدٌ عبدٌ صالح.

قال الحافظ: ولأحمد والسراج وابن حبان من حديث أنس: فذكره" (2)

صحيح

أخرجه أحمد (3/ 152)

(1) 5/ 306 (كتاب البيوع - باب من باع نخلا قد أبرت)

(2)

3/ 96 (كتاب العيدين - باب الحراب والدرق يوم العيد)

ص: 4784

عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري

وابن حبان (5870)

عن هدبة بن خالد البصري

قالا: ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: كانت الحبشة يَزْفِنُون بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرقصون (1) ويقولون: محمدٌ عبدٌ صالح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما يقولون؟ " قالوا: يقولون: محمدٌ عبدٌ صالح.

اللفظ لأحمد.

وإسناده صحيح رواته ثقات.

3413 -

"ما ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين"

قال الحافظ: أخرجه النسائي من طريق مصعب بن سعد عن أبيه في قصة عبد الله بن أبي سَرْح وقول الأنصاري للنبي صلى الله عليه وسلم لما كفّ عن بيعته: هلا أومأت إلينا بعينك؟ قال: فذكره" (2)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أما كان فيكم رجل يقوم"

3414 -

"ما ينبغي لنبي أن يضع أداته بعد أن لبسها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني وصححه الحاكم من رواية عبد الله بن وهب عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال: تنفل رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفه ذا الفقار يوم بدر، وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أُحُد، وذلك أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جاءه المشركون يوم أحد، كان رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقيم بالمدينة فيقاتلهم فيها، فقال له ناس لم يكونوا شهدوا بدرا: أخرج بنا يا رسول الله إليهم نقاتلهم بأحد، ونرجو أن نصيب من الفضيلة ما أصاب أهل بدر.

فما زالوا برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لبس لأمته، فلما لبسها ندموا وقالوا: يا رسول الله أقم، فالرأي رأيك. فقال: فذكره، وكان ذكر لهم قبل أن يلبس الأداة "إني رأيت أني في درع حصينة فأولتها المدينة" وهذا سند حسن" (3)

تقدم الكلام عليه في حرف الراء فانظر حديث "رأيت كأني في درع حصينة"

(1) ولفظ ابن حبان "ويتكلمون بكلام لا يفهمه"

(2)

6/ 500 (كتاب الجهاد - باب الكذب في الحرب)

(3)

17/ 104 (كتاب الاعتصام - باب قول الله تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشّورى: 38])

ص: 4785

3415 -

"ما يوضع في الميزان يوم القيامة أثقل من خلق حسن"

قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود والترمذي وصححه ابن حبان عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 516) وفي "مسنده"(40) والبرجلاني في "الكرم"(13) وأحمد (6/ 446 و 448) وعبد بن حميد (204) والبخاري في "الأدب المفرد"(270 م) وأبو داود (4799) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 327) وابن أبي الدنيا في "التواضع"(173) والباغندي في "جزئه"(38) وابن أبي عاصم في "السنة"(783) والطحاوي في "المشكل"(4428) والخرائطي في "المكارم"(1/ 69) وابن الأعرابي (ق 240/ أ) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 251) وابن حبان (481) والطبراني في "المكارم"(4) والآجري في "الشريعة"(ص 382 - 383 و 383) والغطريفي (89) وابن شاهين في "حديثه"(18) واللالكائي في "السنة"(2207) وأبو سعد الماليني في "الأربعين في شيوخ الصوفية"(ص145) وأبو نعيم في "الحلية"(10/ 110) وأبو القاسم الأزجي في "أماليه"(انظر أمالي ابن بشران ص 281) والبيهقي في "الشعب"(7638 و 7639) وابن عبد البر في "التمهيد"(9/ 237 - 238) والخطيب في "الموضح"(1/ 151) وفي "التاريخ"(8/ 212) وفي "المتفق والمفترق"(464) والمزي (20/ 122 - 123) وابن ناصر الدين في "ميزان السلامة"(ص 69 - 70) والسبكي في "الطبقات"(2/ 280) من طرق (2) عن شعبة عن القاسم بن أبي بزة قال: سمعت عطاء الكَيْخاراني عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا "ما من شيء أثقل في الميزان (3) من خلق حسن"

وفي لفظ "ما من شيء يوضع (4) في الميزان (5) أفضل من خلق حسن"

(1) 17/ 325 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأنبياء: 47])

(2)

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 262) من طريق أبي فروة الرُّهَاوي ثنا أبو قتادة الحراني ثنا شعبة ومسعر عن القاسم بن أبي بزة به.

وقال: لا أعلم رواه عن مسعر غير أبي قتادة الحراني"

قلت: اسمه عبد الله بن واقد، قواه أحمد وضعفه الجمهور، وأبو فروة واسمه يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان ذكره ابن حبان في "الثقات".

(3)

ولفظ الآجري "ميزان المؤمن"

(4)

زاد ابن شاهين واللالكائي "يوم القيامة"

(5)

ولفظ ابن شاهين "ميزان العبد"

ص: 4786

وإسناده صحيح رواته ثقات.

وعطاء هو ابن نافع، وقيل: ابن يعقوب، وقيل: ابن عبد الله (1)، والأول أصح.

فقد رواه الحسن بن مسلم بن يَنَّاق المكي عن خاله عطاء بن نافع أنهم دخلوا على أم الدرداء فأخبرتهم أنها سمعت أبا الدرداء يقول: فذكر الحديث.

أخرجه أحمد (6/ 442) والخرائطي (1/ 73) والمحاملي (334) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 106 - 107) والبيهقي في "الشعب"(7640) والخطيب في "الموضح"(1/ 151) وفي "تالي التلخيص"(258) وأبو القاسم الأصبهاني في "الحجة"(1/ 467) من طرق عن إبراهيم بن نافع الصائغ عن الحسن بن مسلم به.

وإسناده صحيح رواته ثقات.

وتابعه مُطَرِّف بن طَرِيف الكوفي عن عطاء الكيخاراني عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا به وزاد "وإنّ صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة"

أخرجه الترمذي (2003) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا قبيصة بن الليث الكوفي عن مطرف به.

وأخرجه ابن حبان في "الثقات"(9/ 21) والمزي (23/ 491)

عن أبي يعلى الموصلي

والخطيب في "الموضح"(1/ 152 - 153) والمزي (23/ 491 - 492)

عن محمد بن هارون الروياني

قالا: ثنا أبو كريب به.

ورواه محمد بن عبد الله الحضرمي عن أبي كريب فلم يذكر أبا الدرداء.

أخرجه الطبراني في "من اسمه عطاء"(ص 25)

والأول أصح.

قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه"

قلت: رواته ثقات غير قبيصة وهو صدوق كما قال الحافظ في "التقريب".

(1) قاله ابن حبان في "الصحيح"(2/ 231)

ص: 4787

واختلف فيه على عطاء، فرواه إسماعيل بن مسلم عن عطاء عن عبد الله بن باباه عن أم الدرداء مرفوعا.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 255 - 256)

وتابعه إسماعيل بن أبي خالد عن عطاء به.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(7926)

والأول أصح.

ولم ينفرد عطاء الكيخاراني به بل تابعه غير واحد عن أم الدرداء عن أبي الدرداء به، منهم:

1 -

يعلي بن مَمْلَك المكي.

أخرجه الحميدي (393 و 394) وأحمد (6/ 451 و 451 - 452) عن سفيان بن عُيينة ثنا عمرو بن دينار عن ابن أبي مُليكة عن يعلي بن مملك عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا "من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير، ومن حُرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير، وإنّ أثقل شيء في الميزان خلق حسن، وإنّ الله عز وجل يبغض الفاحش البذيء"

ومن طريق الحميدي أخرجه الخرائطي في "المكارم"(1/ 71) وابن عبد البر في "التمهيد"(9/ 237)

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(464) وعبد بن حميد (214) والترمذي (2502) وابن أبي الدنيا (1) في "التواضع"(172) وابن أبي عاصم في "السنة"(782) والبزار (كشف 1975) والدولابي في "الكنى"(1/ 27) وابن البختري في "حديثه"(528) وابن حبان (5693 و 5695) وفي "روضة العقلاء"(ص 190) والآجري (ص 383) والقضاعي (445) والبيهقي (10/ 193) وفي "الآداب"(206) وفي "الأربعين الصغرى"(141) وفي "الشعب"(7637) وأبو عبد الله الدقاق في "معجمه"(13) والبغوي في "شرح السنة"(3496) والذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 89) من طرق عن ابن عيينة به.

ورواه عبد الرزاق (20157) وإسحاق في "مسنده"(2417) عن ابن عيينة فلم يذكرا أبا الدرداء.

(1) سقط من إسناده "عن أبي الدرداء" وأثبته في "الصمت"(335) و"المداراة"(78)

ص: 4788

والأول أصح.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال الذهبي: إسناده صحيح"

قلت: يعلي بن مملك ذكره ابن حبان في "الثقات" وحده، وقال الذهبي في "الميزان": ما حدّث عنه سوى ابن أبي مليكة. فهو مجهول، وقد توبع، والباقون ثقات.

2 -

الحارث بن جميلة.

أخرجه الكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 259 - 260) وابن شاهين في "الترغيب"(362) والخطيب في "التاريخ"(5/ 476 - 477) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1200) من طريق (1) جعفر بن سليمان الضُّبَعي ثنا عبد الله بن أبي حسين المكي عن الحارث بن جميلة عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا "إنَّ أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة حسن الخلق".

وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 2/ 266)

والحارث بن جميلة مجهول.

3 -

يزيد بن ميسرة بن حلبس الدمشقي.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(993) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 243) من طريق عبد الوهاب بن الضحاك ثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن يزيد بن ميسرة عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا ما من شيء أثقل في الميزان من خلق حسن".

عبد الوهاب بن الضحاك هو الحمصي اتهمه غير واحد بوضع الحديث.

4 -

زيد بن أسلم.

أخرجه الخطيب في "الموضح"(1/ 361) و"الجامع"(815) من طريق عبد الرزاق أنا مَعْمر عن زيد بن أسلم عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا "لا يوضع في الميزان يوم القيامة أثقل من حسن الخلق"

وقال: طريق مرضي"

قلت: إسناده صحيح رواته ثقات.

(1) رواه ابن وهب في "الجامع"(489) عن يحيى بن أيوب المصري عن عبد الله بن أبي حسين به.

ص: 4789

5 -

محمد بن جَعْدة.

أخرجه أبو الحسن الحميري في "حديثه"(2) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا ابن إدريس عن ليث عن محمد بن جعدة عن أم الدرداء حدثته عن أبي الدرداء رفعه "ما في ميزان المؤمن شيء أفضل من خلق حسن".

وإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم.

6 -

عبد الله بن مُحيريز المكي.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4210) وفي "مسند الشاميين"(2179) وفي "الصغير"(550) عن علي بن عبد الله الفرغاني ثنا الحسين بن عثمان أبو حسان الزيادي ثنا يزيد بن زُريع عن خالد الحَذّاء عن أبي قلابة عن ابن محيريز عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا "ما وضع في ميزان أرجح من حسن الخلق"

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن محيريز إلا أبو قلابة، ولا عن أبي قلابة إلا خالد الحذاء، ولا عن خالد إلا يزيد بن زريع، تفرد به أبو حسان الزيادي"

7 -

شهر بن حوشب.

أخرجه محمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(598) وابن الصابوني في "تكملة إكمال الإكمال"(ص 10 - 12)

3416 -

عن الزبير بن العوام قال: مال الرماة يوم أُحُد يريدون النهب فأُتينا من وراءنا وصرخ صارخ: ألا إنّ محمدا قد قتل، فانكفأنا راجعين وانكفأ القوم علينا"

قال الحافظ: رواه ابن إسحاق بإسناد حسن" (1)

سيأتي الكلام عليه في حرف الواو فانظر حديث "والله لقد رأيتني أنظر إلى خدم هند بنت عتبة وصواحباتها"

3417 -

"مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه كمثل الحي والميت"

قال الحافظ: رواه مسلم (779")(2)

(1) 8/ 363 (كتاب المغازي - باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا)

(2)

2/ 75 - 76 (كتاب الصلاة - باب كراهية الصلاة في المقابر)

ص: 4790

3418 -

"مثل الذي يعتق ويتصدق عند موته مثل الذي يهدي إذا شبع"

قال الحافظ: وأخرج الترمذي بإسناد حسن وصححه ابن حبان عن أبي الدرداء مرفوعا قال: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه الطيالسي (ص 132) وعبد الرزاق (16740) وسعيد بن منصور (2330) وأحمد (5/ 197 و 6/ 448) وعبد بن حميد (202) والدارمي (3229) وأبو داود (3968) والترمذي (2123) والسرقسطي في "الغريب"(1/ 57) والنسائي (6/ 199) وفي "الكبرى"(6441) وإبراهيم الهاشمي في "الأمالي"(83) وابن الأعرابي (ق 191/ ب) وابن حبان (3336) والطبراني في "الأوسط"(5493، 8644) وأبو الشيخ في "الأمثال"(327) وفي "الأقران"(95 و 397) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(4/ 188) وأبو عبد الله الحاكم في "المستدرك"(2/ 213) وأبو نعيم في "الصحابة"(5293 و 5294) وابن بشران (986) والبيهقي (4/ 190 و 10/ 273) وفي "الشعب"(4038) وابن الجوزي في "البر والصلة"(392) وسبطه في "الجليس الصالح"(ص 41) والمزي (33/ 227 - 228) من طرق عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي أنه سمع أبا حبيبة الطائي عن أبي الدرداء به مرفوعا.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: بل ضعيف الإسناد لجهالة أبي حبيبة الطائي، قال الذهبي في "الميزان": لا يدرى من هو، وقال المزي في "التهذيب": لا يعرف له راو غير أبي إسحاق.

وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

3419 -

"مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم نهاره القائم ليله"

قال الحافظ: ولأحمد والبزار من حديث النعمان بن بشير مرفوعا: فذكره" (2)

صحيح

يرويه سِمَاك بن حرب واختلف عنه:

- فقال حسين بن علي الجُعْفي: عن زائدة بن قدامة عن سماك عن النعمان بن بشير

مرفوعا به وزاد "حتى يرجع متى يرجع"

(1) 6/ 304 (كتاب الوصايا - باب الصدقة عند الموت)

(2)

6/ 347 (كتاب الجهاد - باب أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله)

ص: 4791

أخرجه أحمد (4/ 272) عن حسين الجعفي به.

ومن طريقه أخرجه شمس الدين المقدسي في "فضل الجهاد"(7)

وأخرجه البزار (كشف 1645)

عن موسى بن عبد الرحمن المسروقي

وابن أبي عاصم في "الجهاد"(31)

عن أحمد بن الفرات الرازي

قالا: ثنا حسين بن علي الجعفي به.

قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 5/ 275

- وقال غير واحد: عن سماك عن النعمان قوله.

أخرجه عبد الرزاق (9537)

عن إسرائيل بن يونس الكوفي

وابن أبي شيبة (5/ 286) وعنه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(32)

عن أبي الأحوص سَلام بن سليم الكوفي

والبزار (كشف 1647)

عن حفص بن جُميع الكوفي

ثلاثتهم عن سماك عن النعمان قوله.

قال البزار: لا نعلم أسنده إلا حسين عن زائدة"

قلت: وهما ثقتان، وزائدة من الأثبات فالقول قوله، وسماك احتج مسلم بروايته عن النعمان بن بشير، ووثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن المبارك وغيره، فالإسناد حسن.

وللحديث شاهد عن أبي هريرة مرفوعا "مثل المجاهد في سبيل الله -والله أعلم بمن يجاهد في سبيله- كمثل الصائم القائم الدائم الذي لا يفتر من صيام ولا صدقة حتى يرجع

"

متفق عليه.

ص: 4792

3420 -

"مثل المؤمن مثل الخامة تحمر مرّة وتصفرّ أخرى"

قال الحافظ: وله (أي أحمد) في حديث لأبي بن كعب: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه أحمد (5/ 142) ثنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أمية عمن حدثه عن أم ولد لأبي بن كعب عن أبي بن كعب أنّه دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال "متى عهدك بأم ملدم؟ " -وهو حر بين الجلد واللحم- قال: إنّ ذلك لوجع ما أصابني قط. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمن مثل الخامة تحمر مرّة وتصفرّ أخرى".

وإسناده ضعيف للذان لم يسميا.

3421 -

"مثل المؤمن مثل السنبلة تستقيم مرّة وتخرّ أخرى"

قال الحافظ: ووقع عند أحمد في حديث جابر: فذكره" (2)

حسن

وله عن جابر طرق:

الأول: يرويه ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "مثل المؤمن كمثل السنبلة تخرّ مرّة وتستقيم مرّة، ومثل الكافر مثل الأرز لا يزال مستقيما حتى يخرّ ولا يشعر"

أخرجه أحمد (3/ 349 و394 - 395)

عن موسى بن داود الضبي

و (3/ 349 و 387)

عن حسن بن موسى الأشيب

قالا: ثنا ابن لهيعة به.

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة وعنعنة أبي الزبير.

الثاني: يرويه الأعمش عن عطاء بن أبي رباح عن جابر مرفوعا "مثل المؤمن كمثل السنبلة تحركها الريح فتقع مرّة ومرّة تقوم، ومثل الكافر مثل الأرزة لا تزال قائمة حتى تنقعر".

(1) 12/ 209 (كتاب المرضى - باب ما جاء في كفارة المرض)

(2)

12/ 209 (كتاب المرضى - باب ما جاء في كفارة المرض)

ص: 4793

أخرجه عبد بن حميد (1010) عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش به.

وأخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه"(611) عن إبراهيم بن شريك الأسدي الكوفي ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس به.

ومن طريقه أخرجه ابن خلفون في "المعلم"(ص 55)

وأخرجه البزار (كشف 45 و 46) وأبو الشيخ في "الأمثال"(340) والقضاعي (1360 و1361 و1362 و1363) من طرق عن أبي بكر بن عياش به.

قال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 2/ 293

قلت: أبو بكر بن عياش مختلف فيه والأكثر على توثيقه وصرّح غير واحد بأنه كثير الخطأ، والباقون ثقات.

الثالث: يرويه عبد الرحمن بن أبي الزناد عن موسى بن عقبة عن جابر.

أخرجه البزار (كشف 47) عن محمد بن إسماعيل البخاري ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد به.

وإسناده منقطع بين موسى بن عقبة وبين جابر فإنّه لم يسمع منه، روى ابن أبي خيثمة بسنده عن موسى بن عقبة أنّه قال: لم أدرك أحدا يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم إلا أم خالد بنت سعيد بن العاص.

وأمّا قول الذهبي في "سير الأعلام"(6/ 114): أدرك ابن عمر وجابرا وحدّث عن أم خالد.

فيحمل على أنّه أدرك عصرهما وقد يكون رآهما لكن لم يسمع منهما ألا ترى أنّه قال: حدّث عن أم خالد. أي روى عنها ولم يقل ذلك في ابن عمر وجابر.

وفي بعض الروايات ما يدل على أنّه أدرك ابن عمر وغيره من الصحابة ولم يسمع منهم وإنما رآهم رؤية.

قال مخلد بن الحسين: سمعت موسى بن عقبة وقيل له: رأيت أحدا من الصحابة؟ قال: حججت وابن عمر بمكة عام حج نجدة الحروري ورأيت سهل بن سعد متخطأ علي فتوكأ على المنبر فسارّ الإمام بشيء" التهذيب 10/ 362

الرابع: يرويه سعيد بن زَرْبي الخزاعي عن الحسن عن جابر مرفوعا "مثل المؤمن مثل السنبلة تخرّ مرة وتستقيم أخرى، ومثل الكافر مثل الأرزة تخر ولا تستقيم"

ص: 4794

أخرجه ابن عدي (3/ 1203) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا مصعب بن المقدام عن سعيد بن زربي به.

وإسناده ضعيف لضعف سعيد بن زربي.

والحديث بمجموع هذه الطرق لا ينزل عن رتبة الحسن.

3422 -

حديث أبي هريرة "مثل المؤمن مثل النخلة"

قال الحافظ: أورده عبد بن حميد في "تفسيره"(1)

صحيح

أخرجه الرامهرمزي في "الأمثال"(36) وأبو الشيخ في "الأمثال"(332) عن عبدان عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي ثنا سليمان بن أيوب صاحب البصري ثنا حماد بن زيد عن علي بن سويد بن مَنْجُوف عن أبي رافع عن أبي هريرة رفعه "مثل المؤمن القوي كمثل النخلة، ومثل المؤمن الضعيف كمثل خامة الزرع"

وأخرجه القضاعي (1357) من طريق عبد الله بن أحمد بن علي بن طالب البغدادي ثنا الرامهرمزي به.

وأخرجه (1358) من طريق أبي أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد اللغوي أنبا عبدان به.

وإسناده صحيح، وأبو رافع اسمه نفيع الصّائغ المدني.

3423 -

"مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره"

قال الحافظ: وهو حديث حسن له طرق قد يرتقي بها إلى الصحة، وأغرب النووي فعزاه في "فتاويه" إلى مسند أبي يعلى من حديث أنس بإسناد ضعيف مع أنّه عند الترمذي بإسناد أقوى منه من حديث أنس، وصححه ابن حبان من حديث عمار" (2)

حسن

ورد من حديث أنس ومن حديث عمار بن ياسر ومن حديث عمران بن حصين ومن حديث ابن عمر ومن حديث ابن عمرو ومن حديث أبي هريرة

(1) 1/ 156 (كتاب العلم - باب قول المحدث: حدثنا)

(2)

8/ 6 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم)

ص: 4795

فأما حديث أنس فله عنه طرق:

الأول: يرويه غير واحد عن ثابت البُنَاني عن أنس، منهم:

1 -

حماد بن يحيى الأبح.

أخرجه الطيالسي (ص 270) عنه به.

ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(20/ 253)

وأخرجه أحمد (3/ 130 و143) وابنه في "العلل"(1922) والترمذي (2869) والخلال في "العلل"(المنتخب لابن قدامة 12) والعقيلي (1/ 309 - 310) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(ص 346) وابن عدي (2/ 663) وأبو الشيخ في "الأمثال"(330) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 372) والقضاعي (1352) والبيهقي في "الزهد"(400) من طرق عن حماد بن يحيى به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه"

وقال العقيلي والخلال: قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن هذا الحديث فقال: هذا خطأ، إنّما يروى هذا عن الحسن"

قلت: الحديث إسناده حسن، حماد بن يحيى مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، ولينه أبو زرعة وغيره، ولم ينفرد به كما سيأتي، وثابت ثقة مشهور.

2 -

عبيد بن مسلم السابري.

أخرجه الرامهرمزي في "الأمثال"(ص 108 - 109) عن محمد بن علي السلمي سمعت هُدبة بن خالد ثنا عبيد بن مسلم به.

وعبيد بن مسلم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، والسلمي لم أر من ترجمه، والباقون ثقات.

3 -

أبو سهل يوسف بن عطية الصفار.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "المطر والرعد"(23) وأبو يعلى (3475 و 3717)

والصفار قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال أبو زرعة وغيره: ضعيف الحديث.

ص: 4796

الثاني: يرويه الحسن البصري واختلف عنه:

- فقال يونس بن عبيد البصري: عن الحسن عن أنس.

أخرجه ابن عدي (4/ 1638)

عن عبيد الله بن تمام البصري

والقضاعي (1351)

عن يزيد بن زُريع البصري

كلاهما عن يونس بن عبيد به.

وتابعه مالك بن دينار البصري عن الحسن عن أنس.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4070)

- وقال حماد بن سلمة: عن ثابت وحميد ويونس عن الحسن مرسلا.

أخرجه أحمد (3/ 143 - 144) وعنه ابنه في "العلل"(2/ 267) والخلال في "العلل"(المنتخب لابن قدامة ص 60 - 61) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا حماد بن سلمة به.

- وقال يوسف بن عبدة ختن حماد بن سلمة: عن الحسن مرسلا.

أخرجه ابن عدي (7/ 2623)

الثالث: يرويه خليد بن دَعْلج البصري عن قتادة عن أنس.

أخرجه ابن عدي (3/ 918)

وخليد بن دعلج قال الساجي: مجمع على تضعيفه.

الرابع: يرويه مالك بن أنس عن الزهري عن أنس.

أخرجه الدارقطني في "مسند حديث مالك" كما في "التمهيد"(20/ 254) والخليلي في "الإرشاد"(2/ 653) وابن عبد البر في "التمهيد"(20/ 254) والسلفي في "معجم السفر"(1405) من طريق محمد بن المغيرة السكري ثنا هشام بن عبيد الله الرازي ثنا مالك به.

ومن هذا الطريق أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال"(331) لكن وقع عنده: هشام بن بلال.

وأخرجه ابن حبان في "المجروحين"(3/ 90) وسمى الراوي عن هشام: حمدان بن المغيرة.

ص: 4797

وقال: هشام بن عبيد الله كان يهم في الروايات ويخطئ إذا روى عن الأثبات، فلما كثر مخالفته الأثبات بطل الاحتجاج به"

وقال ابن عبد البر: هشام بن عبيد الله الرازي هذا ثقة لا يختلفون في ذلك"

وقال الخليلي: لم يروه أحد عن مالك إلا هشام، ورواه بهمذان وأنكره أصحاب مالك"

وقال الذهبي في "الميزان"(4/ 301): باطل"

وقال الحافظ في "التهذيب"(11/ 48): ذكر الدارقطني أنّ هشاما تفرد به وأنّه وهم فيه فدخل عليه حديث في حديث"

وأما حديث عمار فله عنه طرق:

الأول: يرويه عبيد بن سلمان الأغر عن أبيه عن عمار.

أخرجه البزار (1412) عن الحسن بن قَزَعة البصري ثنا الفضيل بن سليمان ثنا موسى بن عقبة عن عبيد به.

وقال: وهذا الحديث قد روي عن عمار، وهذا الإسناد أحسن من الأسانيد الأخرى التي تروى عن عمار"

وأخرجه ابن حبان (7226) والشاموخي في "حديثه"(10)

عن أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي

والبيهقي في "الزهد"(399)

عن عباس بن الفضل الأسفاطي

وسعيد بن عثمان الأهوازي

وتمتام محمد بن غالب التمار

قالوا: ثنا عبد الرحمن بن المبارك العَيْشي ثنا الفضيل بن سليمان به.

ورواه أبو عمرو الهراني عن عبد الرحمن بن المبارك فجعله من مسند عثمان.

أخرجه الرامهرمزي في "الأمثال"(ص 109)

والأول أصح.

وفضيل بن سليمان هو النميري مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وقال صالح جزرة: منكر الحديث روى عن موسى بن عقبة مناكير.

ص: 4798

وعبيد الأغر مختلف فيه كذلك: ذكره البخاري والعقيلي في "الضعفاء".

وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: لا أعلم في حديثه انكارا يحول من كتاب الضعفاء الذي ألفه البخاري.

الثاني: يرويه زياد أبو عمر عن الحسن عن عمار.

أخرجه أحمد (4/ 319) ثنا عبد الرحمن ثنا زياد به.

وزياد هو ابن أبي مسلم ويقال: ابن مسلم الفراء وثقه أحمد وجماعة، وضعفه بعضهم، والحسن هو البصري ولم يسمع من عمار كما قال المزي في "التهذيب".

الثالث: يرويه قتادة: ثنا صاحب لنا عن عمار.

أخرجه الطيالسي (ص 90) عن عمران بن داود القطان عن قتادة به.

ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(20/ 253)

وإسناده ضعيف للذي لم يسم.

الرابع: يرويه موسى بن عبيدة الرَّبَذي عن أخيه عن عمار مرفوعا "مثل أمتي كالمطر، يجعله الله في أوله خيرا وفي آخره خيرا"

أخرجه الروياني (1343)

وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة.

وأما حديث عمران بن حُصين فأخرجه البزار (3527) عن عبيد بن محمد ثنا إسماعيل بن نصر ثنا عباد بن راشد عن الحسن عن عمران.

وقال: لا نعلمه يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد أحسن من هذا، ولا نعلمه يروى عن عمران إلا من هذا الطريق إلا أنّ إسماعيل بن نصر تفرد بهذا الحديث ولم يتابعه عليه غيره"

وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 10/ 68

قلت: عباد بن راشد هو التميمي البصري وهو مختلف فيه، وثقه أحمد وغيره، وضعفه أبو داود وغيره.

والحسن قال ابن المديني وجماعة: لم يسمع من عمران.

طريق أخرى: قال الطبراني في "الأوسط"(3673): ثنا سيف بن عمرو أبو التمام ثنا محمد بن أبي السري العسقلاني ثنا موسى بن طارق أبو قرة ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن أبي نُجيد مرفوعا "أمتي كالمطر، لا يدرى أوله خير أم آخره"

ص: 4799

وقال: أبو نجيد: عمران بن حصين. ولا يُروى هذا الحديث عن عمران إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن أبي السري"

قلت: وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.

وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن الأعرابي (ق 110/ ب) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 430) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 231) والقضاعي (1349 و 1350) من طرق عن أبي عبيدة عبيس بن ميمون البصري عن بكر بن عبد الله المزني عن ابن عمر.

وإسناده ضعيف لضعف عبيس بن ميمون.

قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه عبيس بن ميمون وهو متروك" المجمع 10/ 68

قلت: عبيس، هكذا هو في مجمع الزوائد، ووقع عند مخرجي هذا الحديث عيسى، ووقع في "تهذيب التهذيب" و"التقريب": عبيدة، ووقع في "الكبير" للبخاري و"الجرح" لابن أبي حاتم و"الكامل" لابن عدي و"الضعفاء" للعقيلي و"المجروحين" لابن حبان و "تهذيب الكمال" للمزي و"الكاشف" و"الميزان" و"المغني" للذهبي: عبيس.

وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 65)

عن عبد الله بن عمر بن غانم الرُّعَيْني

وابن أبي عمر في "مسنده"(المطالب 4178) وابن بشران (982) وابن عبد البر في "التمهيد"(20/ 253 - 254)

عن عبد الله بن يزيد المقرئ

كلاهما عن عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم عن عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن ابن عمرو.

وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زياد بن أنعم.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن أبي الدنيا في "المطر والرعد"(22) عن حميد بن زنجويه النسائي ثنا ابن أبي أويس ثنا إسماعيل بن عبد الله عن أبيه عن جده قال: قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وإسناده ضعيف، إسماعيل بن عبد الله هو ابن خالد بن سعيد بن أبي مريم، قال أبو حاتم: لا أعلم روى عنه إلا إسماعيل بن أبي أويس وأرى في حديثه ضعفا وهو مجهول، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

ص: 4800

وأبوه وثقه أحمد بن صالح المصري، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال. وجده ذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال ابن المديني: لا نعرفه، وجهله ابن القطان الفاسي، ولم يدرك أبا هريرة.

3424 -

حديث أبي سعيد: قيل: يا رسول الله، ما عَجْب الذنب؟ قال:"مثل حبة خردل"

قال الحافظ: وفي حديث أبي سعيد عند الحاكم وأبي يعلى: فذكره. وفي حديث أبي سعيد الخدري عند ابن أبي الدنيا وأبي داود والحاكم مرفوعا "إنّه مثل حبة الخردل"(1)

أخرجه أحمد (3/ 28) وأبو يعلى (1382) وابن أبي داود في "البعث"(17) وابن حبان (3140) والحاكم (4/ 609) من طريقين عن دَرَّاج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري مرفوعا "يأكل التراب كل شيء من الإنسان إلا عَجْبَ ذنبه" قيل: ومثل ما هو يا رسول الله؟ قال "مثل حبة الخردل، منه ينبتون (2) "

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 10/ 332

قلت: دراج هو ابن سمعان أبو السمح القرشي وهو مختلف فيه وروايته عن أبي الهيثم عن أبي سعيد مختلف فيها كذلك: فقال أبو داود: أحاديثه مستقيمة إلا ما كان عن أبي الهيثم عن أبي سعيد.

وقال أحمد: أحاديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد فيها ضعف.

وقال ابن معين: ما كان هكذا بهذا الإسناد فليس به بأس.

3425 -

"مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا"

قال الحافظ: ووقع في حديث جابر عند مسلم (2285): فذكره" (3)

وتمامه "فجعل الجَنَادِب والفَرَاش يقعن فيها، وهو يَذُبُّهُنَّ عنها، وأنا آخذ بِحُجَزِكُمْ عن النار، وأنتم تَفَلَّتون من يدي"

(1) 10/ 173 (كتاب التفسير -سورة الزمر- باب قوله: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} [الزمر: 68])

(2)

وفي لفظ "ينشئون"

(3)

7/ 274 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب: واذكر عبدنا داود ذا الأيد)

ص: 4801

3426 -

"مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا" الحديث

قال الحافظ: أخرجه أبو الشيخ في كتاب "الأمثال" من طريق أحمد بن سنان الواسطي عن يزيد بن هارون، لكنه عن أبي هريرة لا عن جابر" (1)

أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال"(256) من طريق أحمد بن سنان الواسطي ثنا يزيد ثنا سليم بن حيان ثنا سعيد بن مِينا عن أبي هريرة به مرفوعا، وزاد: فجعل الفَراش والجنادب يقعن فيها وهو يذبهم عنها، وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي"

هكذا رواه يزيد بن هارون عن سليم بن حيان فجعله عن أبي هريرة.

ورواه عفان بن مسلم البصري عن سليم بن حيان فجعله عن جابر.

أخرجه أحمد (3/ 361 و392) وتمام (1099)

وتابعه عبد الرحمن بن مهدي ثنا سليم به.

أخرجه مسلم (2285)

وهذا أصح.

3427 -

"مُخيريق سابق يهود"

قال الحافظ: وروى عمر بن شبة من طريق أبي عون عن الزهري قال: كانت صدقة النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة أموالا لمخيريق -بالمعجمة والقاف مصغر- وكان يهوديا من بقايا بني قينقاع نازلا ببني النضير فشهد أحدا فقتل به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره" (2)

ضعيف جدا

أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(1/ 173) عن محمد بن يحيى الكناني ثنا عبد العزيز بن عمران عن عبد الله بن جعفر بن المسور عن أبي عون عن ابن شهاب قال: كانت صدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم أموالا لمخيريق اليهودي، وأوصى مخيريق بأمواله للنبي صلى الله عليه وسلم، وشهد أحدا فقتل به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مخيريق سابق يهود، وسلمان سابق فارس، وبلال سابق الحبشة"

وإسناده ضعيف جدا، عبد العزيز بن عمران هو ابن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني الأعرج قال ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري والنسائي: لا يكتب حديثه.

(1) 17/ 14 (كتاب الاعتصام - باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم)

(2)

7/ 9 (كتاب فرض الخمس - باب رقم 1)

ص: 4802

3428 -

حديث جابر مرفوعا "مداراة الناس صدقة"

قال الحافظ: أخرجه ابن عدي والطبراني في "الأوسط" وفي سنده يوسف بن محمد بن المنكدر ضعفوه، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "آداب الحكماء" بسند أحسن منه" (1)

أخرجه ابن أبي الدنيا في "المداراة"(3) وابن الأعرابي (ق 90/ ب) وابن حبان (471) وفي "روضة العقلاء"(ص 70) والطبراني في "مكارم الأخلاق"(141) وابن السني في "اليوم والليلة"(325) وابن عدي (7/ 2614) وأبو الشيخ في "الأمثال"(130) و"الطبقات"(3/ 608 - 609) والقضاعي (91 و92) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 246) والخليلي في "الإرشاد"(32/ أ) والبيهقي في "الشعب"(8087) وابن السمعاني في "أدب الإملاء"(ص 145) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2396) وابن الجوزي في "العلل"(1215) من طرق عن المسيب بن واضح ثنا يوسف بن أسباط عن سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر عن جابر به مرفوعا.

قال الخليلي: غريب، تفرد به يوسف وهو زاهد إلا أنه لم يُرض حفظه"

وقال أبو نعيم: تفرد به يوسف عن الثوري"

وقال ابن عدي: وهذا يعرف بالمسيب بن واضح عن يوسف عن سفيان بهذا الإسناد، وقد سرقه جماعة منه ضعفاء رووه عن يوسف، ولا يرويه غير يوسف عن الثوري"

وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما يعرف بالمسيب بن واضح وهو في مقام مجهول"

وقال أبو حاتم: هذا حديث باطل لا أصل له، ويوسف بن أسباط دفن كتبه" العلل 2/ 285

قلت: المسيب بن واضح هو السلمي التلمسي الحمصي وهو مختلف فيه، ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان يخطئ، وقال أبو حاتم: صدوق يخطئ كثيرا فإذا قيل له لم يقبل، وقال ابن عدي: لا بأس به، وقال الدارقطني: ضعيف.

ولم ينفرد به بل تابعه الحسن بن عبد الرحمن الاحتياطي ثنا يوسف بن أسباط به.

أخرجه ابن عدي (2/ 746) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 9) والخطيب في "التاريخ"(8/ 58) وابن الجوزي في "العلل"(1215)

(1) 13/ 144 (كتاب الأدب - باب المداراة مع الناس)

ص: 4803

وقال ابن عدي: الاحتياطي يسرق الحديث، منكر الحديث عن الثقات، وهذا الحديث حديث المسيب بن واضح عن يوسف بن أسباط سرقه منه الاحتياطي هذا وغيره من الضعفاء"

قلت: ويوسف بن أسباط مختلف فيه: وثقه ابن معين والعجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث ربما أخطأ.

وقال أبو حاتم: دفن كتبه وهو يغلط كثيرا وهو رجل صالح لا يحتج بحديثه.

وقال البخاري: كان قد دفن كتبه فصار لا يجيء بحديثه كما ينبغي.

وقال ابن عدي: هو من أهل الصدق إلا أنّه لما عدم كتبه صار يحمل على حفظه فيغلط ويشتبه عليه ولا يتعمد الكذب.

وقال الخطيب: كان يغلط في الحديث كثيرا.

ولم ينفرد الثوري به بل تابعه:

1 -

سفيان بن عُيينة.

أخرجه ابن عدي (3/ 904) من طريق أبي الأخيل خالد بن عمرو الحمصي ثنا ابن عيينة به.

وقال: أبو الأخيل روى أحاديث منكرة عن ثقات الناس"

قلت: وكذبه جعفر الفريابي، وضعفه الدارقطني، ولينه الذهبي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ.

2 -

يوسف بن محمد بن المنكدر.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(466) وابن عدي (7/ 2613)

ويوسف ضعيف كما في "التقريب".

وللحديث شاهد عن المقدام بن معدي كرب مرفوعا به.

أخرجه ابن قانع (3/ 106) وتمام (ق 64/ ب) من طريق آدم بن أبي إياس ثنا بقية عن بَحير بن سعد عن خالد بن معدان عن المقدام به.

وفيه عنعنة بقية بن الوليد فإنه كان مدلسا.

وله شاهد آخر عن أنس مرفوعا به.

ص: 4804

أخرجه عبد الرزاق الكيلاني في "الأربعين الكيلانية"(ص 40) من طريق أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد ثنا أحمد بن عبد الرحمن السقطي ثنا يزيد بن هارون ثنا حميد عن أنس به.

والسقطي قال الخطيب البغدادي: ليس بمعروف عند أهل النقل (تاريخ بغداد 4/ 244)

3429 -

عن عقبة بن عامر قال: نذرت أختي أن تحج ماشية غير مختمرة، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"مُرْ أختك فلتختمر، ولتركب، ولتصم ثلاثة أيام"

قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن من طريق عبد الله بن مالك عن عقبة بن عامر قال: فذكره. ونقل الترمذي عن البخاري أنّه لا يصح فيه الهدي. وقد أخرج الطبراني من طريق أبي تميم الجيشاني عن عقبة بن عامر في هذه القصة "نذرت أن تمشي إلى الكعبة حافية حاسرة" وفيه "لتركب ولتلبس ولتصم" وللطحاوي من طريق أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن عقبة بن عامر نحوه" (1)

له عن عقبة طرق:

الأول: يرويه عبيد الله بن زَحْر الإفريقي أنّ أبا سعيد الرُّعَيني أخبره أنّ عبد الله بن مالك اليحصبي أخبره أنّ عقبة بن عامر أخبره أنّه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أخت له نذرت أن تحج (2) حافية (3) غير مختمرة، فقال (4) مروها فلتختمر، ولتركب، ولتصم ثلاثة أيام"

أخرجه أحمد (4/ 151) وأبو داود (3293) واللفظ له والنسائي (7/ 19) وفي "الكبرى"(4757) وأبو يعلى (1753)

عن يحيى بن سعيد القطان

وأحمد (9/ 149) وابن ماجه (2134)

عن عبد الله بن نمير

وأحمد (4/ 151) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 130) وفي "المشكل"(2149)

(1) 14/ 400 (كتاب الإيمان والنذور - باب النذر فيما لا يملك وفي معصية)

(2)

ولفظ أحمد وغيره "تمشي" ولفظ الخطيب والمزي "تمشي إلى البيت" ولفظ الطحاوي "تمشي إلى الكعبة"

(3)

ولفظ يعقوب "سنة"

(4)

زاد الطبراني "إنّ الله غني عن شقاء أختك"

ص: 4805

وأبو بكر الشافعي في "فوائده (444) وفي "عواليه" (60) والطبراني في "الكبير" (17/ 323) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 226) والبغوي في "شرح السنة" (2445) والمزي (4/ 559)

عن يزيد بن هارون الواسطي

والدارمي (2339) والبيهقي (10/ 80)

عن جعفر بن عون الكوفي

وابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 37 و 209)

عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر

ومحمد بن فضيل الكوفي

وأبو داود (3294)

عن ابن جريج

ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 505 - 506)

عن حماد

والرويانى (253) والذهبي في "الميزان"(3/ 7)

عن جرير بن عبد الحميد الرازي

والروياني (245)

عن أبي زهير عبد الرحمن بن مَغْرَاء الكوفي

كلهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري أخبرني عبيد الله بن زحر به.

وأبو سعيد الرعيني اسمه جُعْثُل بن هاعان.

- ورواه سفيان الثوري عن يحيى بن سعد الأنصاري واختلف عنه:

• فرواه وكيع عن سفيان كرواية يحيى القطان ومن تابعه.

أخرجه أحمد (4/ 145) والترمذي (1544)

• ورواه عبد الرزاق (15871) عن سفيان عن يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن زحر عن عبد الله بن مالك عن أبي سعيد اليحصبي أنّ عقبة.

ص: 4806

- ورواه هُشيم عن يحيى بن سعيد الأنصاري واختلف عنه:

• فرواه مسدد عن هشيم كرواية يحيى القطان ومن تابعه.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 323)

• ورواه أحمد (4/ 143) عن هشيم عن يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن زحر عن أبي سعيد الرعيني عن عبد الله بن مالك مرسلا.

وتابعه الهيثم بن جميل البغدادي ثنا هشيم به.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 130)

ورواية يحيى القطان ومن تابعه أصح.

قال الترمذي: هذا حديث حسن"

قلت: عبيد الله بن زحر مختلف فيه: وثقه البخاري وغيره، وضعفه ابن معين وغيره.

ولم ينفرد به بل تابعه بكر بن سوادة المصري عن أبي سعيد جُعْثُل القِتْباني (1) عن أبي تميم الجَيْشاني (2) عن عقبة أنّ أخته نذرت أن تحج ماشية بغير خمار، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال "لتحج راكبة مختمرة، ولتصم"

أخرجه أحمد (4/ 147)

عن حسن بن موسى الأشيب

وابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 198)

عن سعيد بن أبي مريم الجُمحي

وأبي الأسود النضر بن عبد الجبار المصري

ثلاثتهم عن ابن لهيعة به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 324) عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد المصري ثنا أبي عن أبيه عن جده عن عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة به.

وابن لهيعة ورشدين بن سعد ضعيفان.

(1) وهو الرعيني

(2)

وهو عبد الله بن مالك.

ص: 4807

الثاني: يرويه حُيي بن عبد الله المَعَافِري عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن عقبة أنّ أخته نذرت أن تمشي إلى الكعبة حافية غير مختمرة، فذكر ذلك عقبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مر أختك فلتركب، ولتختمر، ولتصم ثلاثة أيام"

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 130) وفي "المشكل"(2148) عن يونس بن عبد الأعلى المصري أنا ابن وهب أني حيي به.

ورواته ثقات غير حيي بن عبد الله وهو مختلف فيه: قواه ابن معين وغيره، وضعفه البخاري وغيره.

الثالث: يرويه يزيد بن أبي منصور البصري عن دُخَيْن الحَجْري عن عقبة أنّ أخت عقبة نذرت أن تمشي إلى بيت الله حافية حاسرة، فمرّ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "ما شأن هذه؟ " قالوا: إنّها نذرت أن تمشي إلى بيت الله حافية حاسرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مروها فلتختمر، ولتركب، ولتحج"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 320) ثنا عبدان بن أحمد ثنا عمار بن عمر بن المختار

وثنا حكيم بن يحيى المثوثي البصري ثنا أحمد بن عبدة الضبي

قالا: ثنا سهل بن أسلم العدوي ثنا يزيد بن أبي منصور به.

وعمار بن عمر بن المختار ضعفه البيهقي، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وحكيم بن يحيى المثوثي لم أقف له على ترجمة، والباقون كلهم ثقات.

ولم ينفرد سهل بن أسلم به بل تابعه عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلي ثنا يزيد بن أبي منصور به.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 129) عن إبراهيم بن أبي داود سليمان البُرْلسي ثنا عيسى بن إبراهيم ثنا عبد العزيز بن مسلم به.

وإسناده حسن رواته ثقات غير عيسى بن إبراهيم البِرَكي قال أبو حاتم: صدوق، وقال النسائي: ليس به بأس.

الرابع: يرويه مطر الوراق عن عكرمة واختلف عنه:

- فقال عبد العزيز بن مسلم القسملي: ثنا مطر عن عكرمة عن عقبة قال: نذرت أختي أن تمشي إلى الكعبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله لغني عن مشيها، لتركب، ولتُهد بدنة"

ص: 4808

أخرجه أحمد (4/ 201)

عن عفان بن مسلم الصفار

والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 131) وفي "المشكل"(2152)

عن عيسى بن إبراهيم البركي

قالا: ثنا عبد العزيز بن مسلم به.

- وقال إبراهيم بن طهمان في "مشيخته"(29): عن مطر عن عكرمة عن ابن عباس.

وأخرجه أبو داود (3303) عن أحمد بن حفص بن عبد الله السلمي ثني أبي ثني إبراهيم بن طهمان به.

وأخرجه البيهقي (10/ 79) وفي "معرفة السنن"(14/ 206 - 207) من طريق أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز ثنا أحمد بن حفص بن عبد الله به.

وأخرجه الخطيب في "التاريخ"(4/ 329) من طريق الدارقطني ثنا أبو الحسن أحمد بن العباس البغوي ثنا طاهر بن خالد بن نزار ثني أبي ثنا إبراهيم بن طهمان ثني مطر عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس.

قال الدارقطني: لم يقل لنا في هذا الإسناد: عن قتادة، غير أبي الحسن البغوي، وكان من الثقات، وهو عند غيره عن مطر عن عكرمة عن ابن عباس"

قلت: رواه قتادة عن عكرمة واختلف عنه:

- فقال هشام الدَّسْتُوائي: عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه أنّ أخت عقبة بن عامر نذرت أن تحج ماشية قال "إنّ الله لغني عن نذرها، مُرها فلتركب"

أخرجه أبو داود (3297) والطحاوي في "المشكل"(2153) والبيهقي (10/ 79)

- ورواه همام بن يحيى العَوْذي عن قتادة واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس أنّ عقبة بن عامر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ أخته نذرت أن تمشي إلى البيت، فقال "إنّ الله عز وجل لغني عن نذر أختك، لتحج راكبة، ولتهد بدنة (1) "

أخرجه أحمد (1/ 239) ومن طريقه الخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 226)

(1) وفي لفظ "هديا"

ص: 4809

عن بهز بن أسد العمي

وأحمد (1/ 253 و311)

عن عفان بن مسلم الصفار

و (1/ 311)

عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري

والدارمي (2340) وأبو داود (3296)

عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي

والطحاوي في "المشكل"(2151)

عن يزيد بن هارون

وأبو يعلى كما في "نصب الراية"(3/ 305)

عن أحمد بن عبد الوارث

والبيهقي (10/ 79)

عن هُدبة بن خالد البصري

كلهم عن همام بن يحيى به.

• وقال أبو داود الطيالسي: عن همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس عن عقبة.

أخرجه ابن الجارود (936) والطبراني في "الكبير"(17/ 272)

- وقال سعيد بن أبي عَروبة: عن قتادة عن عكرمة مرسلا.

أخرجه أبو داود (3298) والبيهقي (10/ 79)

ورواه عن عكرمة أيضا غير من تقدم:

1 -

سعيد بن مسروق الثوري.

أخرجه أبو داود (3304) عن شعيب بن أيوب الصَّرِيفيني ثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن أبيه عن عكرمة عن عقبة أنّه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إنّ أختي في نذرت أن تمشي إلى البيت، فقال "إن الله لا يصنع بمشي أختك إلى البيت شيئا"

ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 79 - 80)

ص: 4810

وإسناده حسن إن كان عكرمة سمع من عقبة فإني لم أر من صرّح بسماعه منه.

2 -

أبو سعد البقال سعيد بن المَرْزُبان.

أخرجه الحاكم (4/ 302) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 225) من طريق يعلي بن عبيد الطنافسي ثنا أبو سعد البقال عن عكرمة عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ أختي حلفت أن تمشي إلى البيت، وإنّه يشقّ عليها المشي، قال "مرها فلتركب إن لم تستطع أن تمشي فما أغنى الله أن يشقّ على أختك"

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: بل ضعيف الإسناد لضعف أبي سعد البقال.

الخامس: يرويه يزيد بن أبي حبيب أنّ أبا الخير حدّثه عن عقبة قال: نذرت أختي أن تمشي إلى بيت الله وأمرتني أن أستفتي لها النبي صلى الله عليه وسلم، فاستفتيته فقال "لتمش ولتركب"

أخرجه عبد الرزاق (15873) والبخاري (فتح 4/ 451 و 452) ومسلم (1644) وأبو داود (3299) والنسائي (7/ 18) وابن الجارود (937) والطحاوي في "المشكل"(2150) والطبراني في "الكبير"(17/ 273 و 273 - 274) والبيهقي (10/ 78 - 79 و 79) وفي "معرفة السنن"(14/ 206) وفي "الصغرى"(4088)

3430 -

عن هند بن أسماء الأسلمي قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى قومي من أسلم فقال: "مُرْ قومك أن يصوموا هذا اليوم- يوم عاشوراء- فمن وجدته منهم قد أكل في أول يومه فليصم آخره"

قال الحافظ: أخرج حديثه (أي هند بن أسماء الأسلمي) أحمد وابن أبي خيثمة من طريق ابن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر عن حبيب بن هند بن أسماء الأسلمى عن أبيه قال: فذكره.

وروى أحمد أيضا من طريق عبد الرحمن بن حرملة عن يحيى بن هند قال- وكان هند من أصحاب الحديبية، وأخوه الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر قومه بالصيام يوم عاشوراء- قال: فحدثني يحيى بن هند عن أسماء بن حارثة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه فقال "مُرْ قومك بصيام هذا اليوم" قال: أرأيت إن وجدتهم قد طعموا؟ قال "فليتموا آخر يومهم". قلت: فيحتمل أن يكون كل من أسماء وولده هند أرسلا بذلك، ويحتمل أن يكون أطلق في الرواية الأولى على الجد اسم الأب فيكون الحديث من رواية حبيب بن هند عن جده أسماء فتتحد الروايتان" (1)

(1) 5/ 43 - 44 (كتاب الصوم- باب إذا نوى بالنهار صوما)

ص: 4811

أخرجه أحمد (3/ 484) والبخاري في "الكبير"(4/ 2/ 238 - 239) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 73) وفي "المشكل"(2275) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 196و 197) والطبراني في "الكبير"(22/ 207) وأبو نعيم في "الصحابة"(6557) وابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 416) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني ثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد عن حبيب بن هند بن أسماء الأسلمي عن هند بن أسماء قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومي من أسلم فقال "مُرْ قومك فليصوموا هذا اليوم يوم عاشوراء، فمن وجدته قد أكل في أول يومه فليصم آخره".

قال الهيثمي: رجال أحمد ثقات" المجمع 3/ 185

قلت: حبيب بن هند ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وابن إسحاق صدوق، وعبد الله بن أبي بكر ثقة.

طريق أخرى: عن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي عن يحيى بن هند بن حارثة- وكان هند من أصحاب الحديبية وأخوه الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر قومه بصيام يوم عاشوراء وهو أسماء بن حارثة- فحدثني يحيى بن هند عن أسماء بن حارثة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه فقال "مُرْ قومك بصيام هذا اليوم" قال: أرأيت إن وجدتهم قد طعموا؟ قال "فليتموا آخر يومهم".

أخرجه ابن أبي شيبة في "المسند"(611) وأحمد (3/ 484) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2391) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 61 - 62) والطبراني في "الكبير"(869) وأبو نعيم في "المعرفة"(1064)

عن عفان بن مسلم الصفار

وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(145) والطبراني في "الكبير"(869) وأبو نعيم في "المعرفة"(1064)

عن محمد بن عبد الله الرقاشي

وابن قانع في "الصحابة"(1/ 62) والطبراني في "الكبير"(869) و"الأوسط"(2588) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 349) و"المعرفة"(1064)

عن سهل بن بكار الدارمي (1)

(1) هكذا رواه أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي ومحمد بن محمد بن حيان التمار وأحمد بن سهل بن أيوب الأهوازي عن سهل بن بكار عن وهيب عن ابن حرملة عن يحيى بن هند بن حارثة عن أسماء بن حارثة. =

ص: 4812

كلهم عن وهيب بن خالد البصري عن عبد الرحمن بن حرملة به.

وخالفهم أبو هشام المغيرة بن سلمة المخزومي فرواه عن وهيب عن عبد الرحمن بن حرملة عن يحيى بن هند بن حارثة عن أبيه مرفوعا به.

أخرجه الحاكم (3/ 529 - 530)

وقال: صحيح الإسناد"

قلت: ابن حرملة مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه أبو حاتم وغيره.

والأول أصح فقد رواه أبو معشر يوسف بن يزيد البَرّاء عن ابن حرملة عن يحيى بن أبي هند بن حارثة- وكان أبو هند من أصحاب الحديبية وأخوه الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر قومه بالصيام يوم عاشوراء- فحدثه يحيى بن أبي هند عن أسماء به.

أخرجه الدولابي (2/ 120) من طريق أحمد بن حاتم بن مخشي العطار ثنا أبو معشر به.

هكذا رواه أحمد بن حاتم عن أبي معشر، ورواه محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي عن أبي معشر فقال فيه: عن يحيى بن هند بن حارثة، ليس فيه أبي.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2855) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(4/ 78)

طريق أخرى: قال ابن سعد (4/ 322): أنا محمد بن عمر ثني سعيد بن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن جده عن أسماء به.

وأخرجه الحاكم (3/ 528 - 529) من طريق الحسين بن الفرج ثنا محمد بن عمر به.

ومحمد بن عمر هو الواقدي وهو متروك.

3431 -

عن أبي تميمة الهُجَيمي قال: مَرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على رجل وهو يقول لامرأته: يا أخية، فزجره.

قال الحافظ: قال ابن بطال: وقد روى عبد الرزاق من طريق أبي تميمة الهجيمي:

= وخالفهم أبو خليفة الفضل بن حباب الجمحي فرواه عن سهل بن بكار عن وهيب عن ابن حرملة عن سعيد بن المسيب عن أسماء بن حارثة.

أخرجه ابن حبان (3618)

ص: 4813

فذكره. قلت: حديث أبي تميمة مرسل، وقد أخرجه أبو داود من طرق مرسلة، وفي بعضها عن أبي تميمة عن رجل من قومه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا متصل" (1)

يرويه خالد الحَذّاء واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن خالد الحذاء عن أبي تميمة الهُجَيْمي أنّ رجلا قال لامرأته: يا أخية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أختك هي؟ " فكره ذلك ونهى عنه. مرسل.

منهم:

1 -

حماد بن سلمة.

أخرجه أبو داود (2210) والبيهقي (7/ 366)

2 -

عبد الواحد بن زياد العبدي.

أخرجه أبو داود والبيهقي

3 -

خالد بن عبد الله الطحان.

أخرجه أبو داود والبيهقي.

4 -

سفيان الثوري.

أخرجه عبد الرزاق (12595)

- وقال عبد السلام بن حرب الكوفي: عن خالد الحذاء عن أبي تميمة عن رجل من قومه أنّه سمع النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول لامرأته: يا أخية، فنهاه.

أخرجه أبو داود (2211) عن محمد بن إبراهيم البزاز ثنا أبو نعيم ثنا عبد السلام به.

- وقال عبد العزيز بن المختار البصري: عن خالد الحذاء عن أبي عثمان عن أبي تميمة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قاله أبو داود.

- وقال شعبة: عن خالد الحذاء عن رجل عن أبي تميمة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قاله أبو داود.

وله شاهد عن عمرو بن شعيب قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول لامرأته: يا أخية، قال "لا تقل لها: يا أخية"

(1) 11/ 305 (كتاب الطلاق- باب إذا قال لامرأته وهو مكره: هذه أختي، فلا شيء عليه)

ص: 4814

أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 251) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب به.

وهذا مرسل أيضا، وابن جريج مدلس وقد عنعن.

3432 -

حديث أسماء بنت يزيد: مَرَّ النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد وعصبة من النساء قعود فألوى بيده بالتسليم.

قال الحافظ: قال النووي: أخرجه أبو داود من حديثها بلفظ "فسلم علينا"(1).

انظر حديث "مَرَّ علينا النبي صلى الله عليه وسلم في نسوة فسلم علينا".

3433 -

قال عبد الله بن عمرو: مَرَّ بالنبي صلى الله عليه وسلم رجل وعليه ثوبان أحمران، فسلم عليه، فلم يردّ عليه.

قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث عبد الله بن عمرو، وهو حديث ضعيف الإسناد وإن وقع في بعض نسخ الترمذي أنه قال: حديث حسن" (2)

أخرجه أبو داود (4069) والترمذي (2807) والبزار (2381) والطبراني في "الأوسط"(1372) والحاكم (4/ 190) والبيهقي في "الشعب"(5914) من طريق إسحاق بن منصور السَّلولي ثنا إسرائيل عن أبي يحيى القَتَّات عن مجاهد عن ابن عمرو قال: مَرَّ على النبي صلى الله عليه وسلم رجل عليه ثوبان أحمران، فسلم عليه، فلم يردّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ إلا عن ابن عمرو، ولا نعلم له طريقا إلا هذا الطريق، ولا نعلم رواه عن إسرائيل إلا إسحاق بن منصور"

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي يحيى إلا إسرائيل، تفرد به إسحاق"

وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: الحديث رجال إسناده كلهم ثقات إلا أبا يحيى القتات وهو مختلف فيه، وقد تكلم بعض أهل العلم في ما يرويه إسرائيل عنه.

فقال أحمد: روى إسرائيل عن أبي يحيى القتات أحاديث مناكير جدا كثيرة. أي شيء أقدر أقول لإسرائيل؟ إسرائيل مسكين من أين يجيء بهذه، هو ذا حديثه عن غيره.

(1) 13/ 250 (كتاب الاستئذان- باب السلام اسم من أسماء الله تعالى)

(2)

2/ 31 (كتاب الصلاة- باب الصلاة في الثوب الأحمر)

ص: 4815

أي أنه قد روى عن غير أبي يحيى فلم يجيء بمناكير، أي هذا من قبل أبي يحيى" ضعفاء العقيلي 2/ 330

وقيل ليحيى القطان: إنّ إسرائيل روى عن أبي يحيى ثلاثمائة وعن إبراهيم بن مهاجر ثلاثمائة، فقال: لم يؤت منه أتي منهما جميعا. يعني من أبي يحيى ومن إبراهيم" التهذيب

3434 -

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "مَرَّ بي جعفر الليلة في ملأ من الملائكة وهو مخضب الجناحين بالدم"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي والحاكم بإسناد على شرط مسلم" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الدال فانظر حديث "دخلت البارحة الجنة فرأيت فيها

"

3435 -

حديث أسماء بنت يزيد: مَرَّ علينا النبي صلى الله عليه وسلم في نسوة فسلّم علينا"

قال الحافظ: حسنه الترمذي، وله شاهد من حديث جابر عند أحمد" (2)

صحيح

وله عن أسماء بنت يزيد طريقان:

الأول: يرويه شهر بن حوشب عن أسماء.

أخرجه الحميدي (366) وابن سعد (8/ 10) وابن أبي شيبة (8/ 634 - 635) وإسحاق (2296) وأحمد (6/ 452) وأبو داود (5204) وابن ماجه (3701) والطبراني في "الكبير"(24/ 173) وأبو الشيخ في "أخلاق النبي"(134) والبيهقي في "الشعب"(8509) وفي "الآداب"(283) والبغوي في "الشمائل"(406) وابن العسكري في "حديثه"(91)

عن سفيان بن عيينة

والدارمي (2640)

عن شعيب بن أبي حمزة

كلاهما عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين سمع شهرا يقول: سمعت أسماء بنت يزيد تقول: مَرَّ بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في نسوة فسلم علينا وقال "إياكنّ وكفر المنعمين" فقلنا: يا رسول الله، وما كفر المنعمين؟ قال "لعل احداكنّ أن تطول أيمتها بين

(1) 8/ 78 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب جعفر بن أبي طالب)

(2)

13/ 270 (كتاب الاستئذان- باب تسليم الرجال على النساء)

ص: 4816

أبويها وتعنس فيرزقها الله عز وجل زوجا ويرزقها منه مالا وولدا فتغضب الغضبة فراحت تقول: ما رأيت منه يوما خيرا قط" اللفظ لأحمد.

وإسناده حسن رجاله ثقات غير شهر بن حوشب وهو حسن الحديث.

ولم ينفرد عبد الله بن عبد الرحمن به بل تابعه:

1 -

عبد الحميد بن بَهْرام الفزاري ثني شهر بن حوشب به.

أخرجه أحمد (6/ 457 - 458) والبخاري في "الأدب المفرد"(1047) والترمذي (2697) والطبراني في "الكبير"(24/ 177) من طرق عن عبد الحميد بن بهرام به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن. قال أحمد بن حنبل: لا بأس بحديث عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب. وقال محمد بن إسماعيل: شهر حسن الحديث وقوَّى أمره"

2 -

الحكم بن أبان العدني عن شهر بن حوشب به.

أخرجه إسحاق (2297) عن إبراهيم بن الحكم بن أبان ثني أبي به.

وإبراهيم قال ابن معين وغيره: ليس بثقة.

الثاني: يرويه مهاجر بن أبي مسلم الأنصاري عن أسماء.

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1048)

عن مبشر بن إسماعيل الحلبي

والطبراني في "الكبير"(24/ 184) وتمام في "فوائده"(ق 43 / أ)

عن أبي نعيم الفضل بن دُكين

كلاهما عن عبد الملك بن أبي غنية عن محمد بن مهاجر الأنصاري عن أبيه عن أسماء بنت يزيد نحوه.

ورجاله ثقات غير مهاجر بن أبي مسلم دينار الأنصاري ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة، وقد تابعه شهر بن حوشب فالحديث حسن.

وله شاهد من حديث جرير أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرَّ بنساء فسلم عليهنّ.

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 635) وفي "مسنده"(إتحاف الخيرة 7120) وأحمد (4/ 363) عن وكيع عن شعبة عن جابر عن طارق التميمي عن جرير به.

ص: 4817

وأخرجه أبو يعلى (7506) وعنه ابن السني في "اليوم والليلة"(225) عن ابن أبي شيبة به.

ورواه محمد بن جعفر غُندر عن شعبة عن جابر ثني رجل عن طارق التميمي عن جرير به.

أخرجه أحمد (4/ 357 و 373)

قال الحافظ في "التعجيل" في ترجمة طارق: قلت: جابر هو الجُعْفي"

قلت: وهو ضعيف.

قال البوصيري: مدار الإسناد على جابر الجعفي وهو ضعيف، ومع ضعفه فلم يسمع من طارق" إتحاف الخيرة 7/ 392

3436 -

عن ابن عمرو قال: مَرَّ على النبي صلى الله عليه وسلم رجل وعليه ثوبان أحمران، فسلم عليه، فلم يردّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم.

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه والبزار وقال: لا نعلمه إلا بهذا الإسناد. وفيه أبو يحيى القتات مختلف فيه" (1)

تقدم الكلام عليه فانظر حديث "مَرَّ بالنبي صلى الله عليه وسلم رجل وعليه ثوبان أحمران"

3437 -

"مرحبا بابنتي"

قال الحافظ: وفي قصة فاطمة: فذكره، ثم قال: صحيح" (2)

أخرجه البخاري (فتح 7/ 440) عن عائشة.

3438 -

"مرحبا بالراكب المهاجر"

قال الحافظ: وفي قصة عكرمة بن أبي جهل: فذكره، ثم قال: صحيح" (3)

ضعيف

أخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 1/ 48) عن أبي حذيفة موسى بن مسعود النَّهْدي عن سفيان الثورىِ عن أبي إسحاق السَّبيعي عن مصعب بن سعد عن عكرمة بن أبي جهل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جئته "مرحبا بالراكب المهاجر".

(1) 12/ 423 (كتاب اللباس- باب الثوب الأحمر)

(2)

1/ 139 (كتاب الإيمان- باب أداء الخمس من الإيمان)

(3)

1/ 139 (كتاب الإيمان- باب أداء الخمس من الإيمان)

ص: 4818

ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(12/ 53)

وأخرجه الترمذي (2735) وابن البختري في "حديثه"(580) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 280) والطبراني في "الكبير"(17/ 373 - 374) و"الدعاء"(1957) والحاكم (3/ 242) وأبو نعيم في "الصحابة"(5446) والبيهقي في "الشعب"(8498) وابن عبد البر (12/ 53) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 71 - 72) والمزي (20/ 248 - 249) من طرق عن أبي حذيفة النهدي به.

قال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بصحيح، لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه من حديث موسى بن مسعود عن سفيان، وموسى بن مسعود ضعيف في الحديث.

وروى هذا الحديث عبد الرحمن بن مهدي (1) عن سفيان عن أبي إسحاق مرسلا، ولم يذكر فيه عن مصعب بن سعد، وهذا أصح.

سمعت محمد بن بشار يقول: موسى بن مسعود ضعيف في الحديث وكتبت كثيرا عنه ثم تركته"

قلت: موسى بن مسعود مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وقال ابن معين: موسى بن مسعود ليس بحجة في سفيان. وحديثه في البخاري في المتابعات (2).

ومن فوقه كلهم ثقات إلا أنّه منقطع بين مصعب بن سعد وعكرمة فإنّه لم يدركه.

قال الحافظ: وهو منقطع لأنّ مصعبا لم يدرك عكرمة" الإصابة 7/ 36

ولما قال الحاكم: هذا حديث صحيح، تعقبه الذهبي فقال: قلت: لكنه منقطع"

واختلف فيه على أبي إسحاق، فقال أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي: ثنا شريح بن مسلمة ثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد أنّ عكرمة بن أبي جهل لما أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال له "مرحبا بالراكب المسافر أو المهاجر"

أخرجه الطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل"(ص 561 - 562) وأبو نعيم في "الصحابة"(5448) وابن عبد البر (3) في "الاستيعاب"(8/ 119 - 120)

(1) لم ينفرد عبد الرحمن بن مهدي به بل تابعه مؤمل بن إسماعيل البصري ثنا سفيان عن أبي إسحاق مرسلا.

أخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(2/ 498 - 499)

(2)

وتابعه بشر بن سلم البجلي الكوفي ثنا سفيان الثوري به.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5447)

(3)

سقط من إسناده: عن شريح بن مسلمة.

ص: 4819

وإبراهيم بن يوسف هو ابن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي وهو مختلف فيه، وأبو إسحاق السبيعي كان مدلسا ولم يذكر سماعا من عامر بن سعد.

3439 -

حديث علي: استأذن عمار بن ياسر على النبي صلى الله عليه وسلم فقال "مرحبا بالطيب المطيب"

قال الحافظ: وأخرج فيه أيضا (أي ابن أبي عاصم) من حديث علي: فذكره، وهو عند الترمذي وابن ماجه والمصنف في "الأدب المفرد" وصححه ابن حبان والحاكم" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ عماراً ملئ إيمانا إلى مشاشه".

3440 -

"مرحبا بأم هانئ"

قال الحافظ: ففي حديث أم هانئ: فذكره، ثم قال: صحيح" (2)

أخرجه مسلم (1/ 498)

3441 -

حديث بُريدة أنّ عليا لما خطب فاطمة قال له النبي صلى الله عليه وسلم "مرحبا وأهلا"

قال الحافظ: وقد أخرج ابن أبي عاصم في هذا الباب حديث بريدة: فذكره، وهو عند النسائي وصححه الحاكم" (3)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّه لا بد للعروس من وليمة"

3442 -

عن بشير الحارثي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال له لما دخل فسلم عليه: "مرحبا وعليك السلام"

قال الحافظ: وأخرج النسائي من حديث عاصم بن بشير الحارثي عن أبيه: فذكره" (4)

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(313) وعنه ابن السني في "اليوم والليلة"(189) عن أحمد بن سليمان بن عبد الملك الرُّهَاوي ثنا سعيد بن مروان الأزدي من أهل الرُّهَا قال: ثنا عصام بن بشير ثني أبي أنّ بني الحارث بن كعب وفّدوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فقال "مرحبا وعليك السلام من أين أقبلت؟ " فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي، بني الحارث وفدوني إليك بالإسلام، فقال "مرحبا بك ما اسمك؟ " قلت: اسمي أكبر، قال "بل أنت بشير" فسماه النبي صلى الله عليه وسلم بشيرا.

(1) 13/ 182 (كتاب الأدب- باب قول الرجل مرحبا)

(2)

1/ 139 (كتاب الإيمان- باب أداء الخمس من الإيمان)

(3)

13/ 181 - 182 (كتاب الأدب- باب قول الرجل مرحبا)

(4)

1/ 139 (كتاب الإيمان- باب أداء الخمس من الإيمان)

ص: 4820

وأخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/97) عن محمد بن مسلم بن واره ثنا سعيد بن مروان أبو عثمان الرهاوي- وأثنى عليه خيرا- وعَمِيرة بن عبد المؤمن أبو سَماعة الرهاوي مولى لهم سمع عصام بن بشير عن أبيه به.

ورواه أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم المديني عن محمد بن مسلم بن وارة فلم يذكر عميرة بن عبد المؤمن.

أخرجه المزي (11/ 58 - 59)

وأخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 91) والحاكم (4/ 275) من طريق أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي ثنا سعيد بن مروان الرهاوي به.

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال ابن مندة: غريب لا نعرفه إلا من حديث أهل الجزيرة عن عصام" الإصابة 1/ 266

وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1191) من طريق الحسن بن محمد بن أعين الحرّاني عن عصام بن بشير عن أبيه.

وأخرجه ابن قانع (1/ 91) من طريق مؤمل بن إهاب الكوفي ثنا سعيد بن عثمان الأزدي ثنا عصام بن بشير حدثني أبي به.

وعصام بن بشير ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي حيث يتابع وإلا فلين الحديث.

3443 -

"مررت بموسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره"

قال الحافظ: قال البيهقي: ثبت في صحيح مسلم (2375) من رواية حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رفعه: فذكره، وأخرجه أيضا من وجه آخر عن أنس" (1)

3444 -

"مررت على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره".

قال الحافظ: ففي صحيح مسلم (2375) عن أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (2)

3445 -

عن ابن عباس قال: مرض النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ عن النساء والطعام والشراب، فهبط عليه ملكان وهو بين النائم واليقظان.

(1) 7/ 297 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول الله تعالى: {وَاذْكُرْ في الْكِتَابِ مَرْيَمَ} [مريم: 16])

(2)

7/ 255 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب وفاة موسى)

ص: 4821

قال الحافظ: وفي حديث ابن عباس عند ابن سعد فذكره.

وقال: ووقع في حديث ابن عباس عند ابن سعد بسند ضعيف جدا: فذكره.

وقال: وقد وقع في حديث ابن عباس فيما أخرجه البيهقي في "الدلائل" بسند ضعيف في آخر قصة السحر الذي سحر به النبي صلى الله عليه وسلم أنهم وجدوا وَتَرا فيه إحدى عشرة عقدة، وأنزلت سورة الفلق والناس، وجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة. وأخرجه ابن سعد بسند آخر منقطع: أنّ عليا وعمارا لما بعثهما النبي صلى الله عليه وسلم لاستخراج السحر وجدا طلعة فيها إحدى عشرة عقدة فذكر نحوه.

وقال: وفي حديث ابن عباس: من شعر رأسه ومن أسنان مشطه.

وقال: وقع في حديث ابن عباس عند ابن سعد: فبعث إلى عليّ وعمار فأمرهما أن يأتيا البئر" (1)

ضعيف

وله عن ابن عباس طريقان:

الأول: يرويه جُوَيْبِر بن سعيد البلخي عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس قال: مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ عن النساء وعن الطعام والشراب، فهبط عليه ملكان وهو بين النائم واليقظان، فجلس أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، ثم قال أحدهما لصاحبه: ما شكوُهُ؟ قال: طُبّ! يعني سُحر. قال: ومن فعله؟ قال: لبيد بن أعصم اليهودي، قال: ففي أي شيء جعله؟ قال: في طلعة، قال: فأين وضعها؟ قال: في بئر ذرْوان تحت صخرة، قال: فما شفاؤه؟ قال: تنزح البئر وترفع الصخرة وتستخرج الطلعة. وارتفع الملكان، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى عليّ وعمار فأمرهما أن يأتيا الرّكي فيفعلا الذي سمع، فأتياها وماؤها كأنه قد خضب بالحناء، فنزحاها، ثم رفعا الصخرة فأخرجا طلعة، فإذا بها إحدى عشرة عقدة، ونزلت هاتان السورتان: قل أعوذ برب الفلق، وقيل أعوذ برب الناس، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما قرأ آية انحلت عقدة، حتى انحلت العقد وانتشر النبي صلى الله عليه وسلم للنساء والطعام والشراب.

أخرجه ابن سعد (2/ 198 - 199) عن عمر بن حفص عن جويبر به.

وإسناده ضعيف لضعف جويبر، والضحاك لم يسمع من ابن عباس.

الثاني: يرويه محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: مرض

(1) 12/ 336 و 338 و 339 و340 و341 (كتاب الطب- باب السحر)

ص: 4822

رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضا شديدا، فأتاه ملكان، فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه: ما ترى؟ قال: طُبَّ، قال: وما طبه؟ قال: سُحر، قال: وما سحره؟ قال: لبيد بن أعصم اليهودي، قال: أين هو؟ قال: في بئر آل فلان تحت صخرة في ركية فاتوا الركي فانزحوا ماءها وارفعوا الصخرة ثم خذوا الركية فاحرقوها، فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمار بن ياسر في نفر فأتوا الركي فإذا ماؤها مثل ماء الحناء، فنزحوا الماء ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الركية فأحرقوها فإذا فيها وَتَرٌ فيه إحدى عشرة عقدة، فأنزلت عليه هاتان السورتان، فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة:{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} [الفلق: 1]، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1)} [الناس: 1].

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(6/ 248)

والكلبي متهم بالكذب.

3446 -

قوله- صلى الله عليه وسلم لرسول ابنته "مُرْها فلتصبر ولتحتسب"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه البخاري (فتح 3/ 397 - 399) من حديث أسامة بن زيد.

3447 -

حديث أبي هريرة في قصة الذي استعان به صلى الله عليه وسلم على تجهيز ابنته فلم يكن عنده شيء، فاستدعى بقارورة فسلت له فيها من عرقه وقال لها "مُرْها فلتطيب به" فكانت إذا تطيبت به شَمّ أهل المدينة رائحة ذلك الطيب فسموا بيت المطيبين.

قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى والطبراني" (2)

ضعيف جدا

أخرجه أبو يعلى في "مسنده"(6295) وفي "معجمه"(118) عن بشر بن سيحان البصري ثنا حلبس بن غالب ثنا سفيان الثوري عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني زوجت ابنتي، وإني أحب أن تعينني بشيء. قال "ما عندي شيء ولكن إذا كان غداً فائتني بقارورة واسعة الرأس، وعود شجرة، وآية بيني وبينك أن أجيف ناحية الباب" قال: فلما كان في الغد أتاه بقارورة واسعة الرأس وعود شجرة، قال: فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يسلت العرق عن ذراعيه حتى امتلأت القارورة فقال

(1) 11/ 263 (كتاب الطلاق وقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} [الطلاق:1])

(2)

7/ 383 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم)

ص: 4823

"خذها وأمر ابنتك أن تغمس هذا العود في القارورة فتطيب به" قال: فكانت إذا تطيبت شم أهل المدينة رائحة ذلك الطيب، فسموا بيت المطيبين.

وأخرجه ابن عدي (2/ 862 - 863) عن أبي يعلى به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2916) عن إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا بشر بن سيحان به.

وأخرجه الخطيب في "التاريخ"(6/ 23 - 24) وأبو القاسم الأصبهاني في "الدلائل"(52) من طريق أبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن محمد السوطي ثنا بشر بن سيحان ثنا حلبس الكلبي به.

ومن طريق الخطيب أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 291 - 292)

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي الزناد إلا سفيان، ولا عن سفيان إلا حلبس، تفرد به بشر"

وقال ابن عدي: وهذا عن الثوري بهذا الإسناد منكر، وحلبس منكر الحديث عن الثقات"

وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع وهو مما عملته يدا حلبس. قال الدارقطني: هو متروك، وقال الأزدي: واهٍ دامر، وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به بحال"

وقال الذهبي: قلت: وهذا منكر جدا" الميزان 1/ 588

وقال الهيثمي: وفيه حلبس الكلبي وهو متروك" المجمع 8/ 283

وقال ابن كثير: هذا حديث غريب جدا" البداية 6/ 25

وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف حلبس بن غالب" مختصر الإتحاف 9/ 98

3448 -

عن أبي هريرة: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في جوف الليل إذ بصر بخيال نفرت منه الإبل، فإذا امرأة عريانة ناقضة شعرها، فقالت: نذرت أن أحج ماشية عريانة ناقضة شعري، فقال "مُرْها فلتلبس ثيابها، ولتهرق دما"

قال الحافظ: أخرجه البيهقي بسند ضعيف" (1)

ضعيف

(1) 14/ 400 (كتاب الإيمان والنذور- باب النذر فيما لا يملك وفي معصية)

ص: 4824

أخرجه البيهقي (10/ 80) من طريق ابن وهب أني عبد الله بن يزيد عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في ركب في جوف الليل إذ بصر بخيال قد نفرت منه إبلهم، فأنزل رجلا فنظر فإذا هو بامرأة عريانة ناقضة شعرها، فقال: مالك؟ قالت: إني نذرت أن أحج البيت ماشية عريانة ناقضة شعري فأنا أتكمن بالنهار وأتنكب الطريق بالليل، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال "ارجع إليها فمرهما فلتلبس ثيابها، ولترهق دما".

وقال: هذا إسناد ضعيف"

قلت: يحيى بن عبيد الله هو ابن عبد الله بن مَوْهَب التيمي قال أحمد: ليس بثقة، وقال ابن معين وغيره: لا يكتب حديثه، وقال الحاكم: روى عن أبيه عن أبي هريرة بنسخة أكثرها مناكير.

وأبوه قال أحمد وغيره: لا يعرف.

وللحديث شاهد عن عكرمة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حانت منه نظرة فإذا هو بامرأة ناشرة شعرها فقال "ما هذه؟ " قالوا: يا رسول الله نذرت أن تحج ماشية ناشرة شعرها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مروها فلتغطى رأسها، ولتركب"

أخرجه البيهقي (10/ 80) عن أبي عبد الله الحاكم وأبي بكر بن الحسن قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا يحيى بن أبي طالب أنبا عبد الوهاب بن عطاء أنبا سعيد عن أيوب عن عكرمة به.

ويحيى بن أبي طالب وعبد الوهاب بن عطاء مختلف فيهما، والباقون ثقات.

3449 -

"مروا أولادكم بالصلاة لسبع"

سكت عليه الحافظ (1).

تقدم الكلام عليه في حرف العين فانظر حديث "علموا الصبي الصلاة ابن سبع"

3450 -

"مروهم بالصلاة"

سكت عليه الحافظ (2).

انظر الحديث السابق.

(1) 11/ 263 (كتاب الطلاق وقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ} [الطلاق: 1])

(2)

15/ 132 (كتاب الحدود- باب لا يرجم المجنون والمجنونة)

ص: 4825

3451 -

"مروهم بالصلاة لسبع"

سكت عليه الحافظ (1).

تقدم الكلام عليه في حرف العين فانظر حديث "علموا الصبي الصلاة ابن سبع"

3452 -

أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه جواب كسرى قال"مزّق الله ملكي" ولما جاءه جواب هرقل قال "ثبت الله ملكه"

سكت عليه الحافظ (2).

انظر حديث "أمّا هؤلاء فيمزقون، وأما هؤلاء فستكون لهم بقية" في حرف الهمزة.

3453 -

قوله صلى الله عليه وسلم في الدجال "مسيح الضلالة"

سكت عليه الحافظ (3).

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الدجال أشبه الناس به"

وسيأتي الكلام عليه أيضا في ح ديث آخر في حرف الياء فانظر حديث "يخرج مسيح الضلالة فيبلغ ما شاء الله أن يبلغ"

3454 -

عن ابن عباس قال: مطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم "فذكر نحو حديث زيد بن خالد في الباب وفي آخره "فانزلت هذه الآية {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75)} [الواقعة: 75] إلى قوله {تُكَذِّبُونَ} [الواقعة: 75] "

قال الحافظ: وروى مسلم (73) من طريق أبي زميل عن ابن عباس قال: فذكره" (4)

3455 -

عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله، ذراري المسلمين؟ قال "مع آبائهم" قلت: يا رسول الله، بلا عمل؟ قال "الله أعلم بما كانوا عاملين"

قال الحافظ: عند أحمد وأبي داود عن عائشة ما يحتمل أن تكون هي السائلة، فأخرجا من طريق عبد الله بن أبي قيس عنها قالت: فذكرته" (5)

صحيح

(1) 1/ 180 (كتاب العلم- باب متى يصح سماع الصغير)

(2)

1/ 49 (باب كيف كان بدء الوحي)

(3)

16/ 207 - 208 (كتاب الفتن- باب ذكر الدجال)

(4)

3/ 176 (كتاب الصلاة- أبواب الاستسقاء- باب قول الله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82)} [الواقعة: 82])

(5)

3/ 490 (كتاب الجنائز- باب ما قيل في أولاد المشركين)

ص: 4826

أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسند عائشة"(1129) وأبو داود (4712) والطبراني في "مسند الشاميين"(843) واللالكائي في "السنة"(1091) والبيهقي في "القضاء والقدر"(615) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن أبي قيس ص 20) من طرق عن محمد بن زياد الألهاني عن عبد الله (1) بن أبي قيس قال: سألت عائشة عن ذراري المؤمنين وذراري المشركين، فقالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذراري المؤمنين، فقال"هم مع (2) آبائهم" فقلت: بلا عمل؟ فقال "الله أعلم بما كانوا عاملين" وسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذراري المشركين، فقال "هم مع (3) آبائهم" قلت: بلا عمل؟ قال "الله أعلم بما كانوا عاملين"

وإسناده صحيح.

ولم ينفرد محمد بن زياد به بل تابعه محمد بن سليمان بن أبي ضمرة السلمي ثنا عبد الله بن أبي قيس قال: أرسلني مولاي عطية بن الحارث إلى عائشة أسألها: فذكر حديثا طويلا وفيه: قلت: يا أم المؤمنين أولاد المشركين؟ قالت: في النار، سألتْ خديجة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولادها في الجاهلية؟ فقال "في النار" فقالت: يا رسول الله، بلا عمل؟ قال "الله أعلم بما كانوا عاملين".

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1576) عن خطاب بن سعد الدمشقي ثنا نصر بن محمد بن سليمان بن أبي ضمرة السُّلَمِي ثنا أبي به.

وخطاب بن سعد ترجمه ابن عساكر ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ونصر بن محمد قال أبو حاتم: ضعيف الحديث لا يصدق، وقال البرذعي عن أبي زرعة: لست أحدث عنه، وأمَرَنا أن نضرب على حديثه جملة.

وذكره ابن حبان في "الثقات".

- ورواه عتبة بن ضمرة بن حبيب الحمصي عن عبد الله بن أبي قيس واختلف عنه:

• فقال أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي: ثنا عتبة بن ضمرة ثني عبد الله بن أبي قيس مولى غطيف أنّه أتى عائشة فسلم عليها وذكر الحديث.

أخرجه أحمد (4)(6/ 84) عن أبي المغيرة به.

(1) سماه إسماعيل بن عياش: عبد الله بن قيس، كما عند ابن عساكر.

قال البخاري: ولا يصح، وقال ابن حبان: ومن قال عبد الله بن قيس فقد وهم.

(2)

وفي لفظ "من"

(3)

وفي لفظ "من"

(4)

ورواه أبو داود في "القدر"(تهذيب الكمال 19/ 308 - 309) عن أحمد به.

وأخرجه المزي (19/ 308 - 309) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به.

ص: 4827

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1240) عن أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحَوْطي ثنا أبو المغيرة به.

وقال: لا أعلم عتبة بن ضمرة أسند غير هذا الحديث"

• وقال بقية بن الوليد: ثني عتبة بن ضمرة ثني عبد الله بن أبي قيس عن عازب بن مدرك قال: سألت عائشة.

أخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(1130) عن بقية به.

3456 -

حديث جابر: فقال عمر: دعني يا رسول الله فأقتل هذا المنافق، فقال "معاذ الله أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي، إنّ هذا وأصحابه يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون منه"

قال الحافظ: ولمسلم (1063) من حديث جابر: فذكره.

وقال: ووجدت لحديث جابر شاهدا من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتاه رجل يوم حنين وهو يقسم شيئا، فقال: يا محمد اعدل. ولم يسمّ الرجل أيضا، وسماه محمد بن إسحاق بسند حسن عن عبد الله بن عمرو، وأخرجه أحمد والطبري أيضا ولفظه: أتى ذو الخويصرة التميمي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم-وهو يقسم الغنائم بحنين فقال: يا محمد، فذكر نحو هذا الحديث المذكور.

وقال: وفي حديث عبد الله بن عمرو عند البزار والطبري: رجل من أهل البادية حديث عهد بأمر الله.

وقال: وفي حديث عبد الله بن عمرو: فقال: اعدل يا محمد. وفي لفظ له عند البزار والحاكم: فقال: يا محمد، والله لئن كان الله أمرك أن تعدل ما أراك تعدل. وفي رواية مقسم التي أشرت إليها، فقال: يا محمد، قد رأيت الذي صنعت، قال "وكيف رأيت؟ " قال: لم أرك عدلت.

وقال: وفي حديث عبد الله بن عمرو "عند من يلتمس العدل بعدي؟ " وفي رواية مقسم عنه: فغضب صلى الله عليه وسلم وقال "العدل إذا لم يكن عندي فعند من يكون؟ "

وقال: وفي حديث عبد الله بن عمرو من طريق مقسم عنه: فقال عمر: يا رسول الله، ألا أقوم عليه فأضرب عنقه؟.

وقال: ووقع في حديث عبد الله بن عمرو من رواية مقسم عنه "فإنه سيكون لهذا شيعة يتعمقون في الدين يمرقون منه"

ص: 4828

وقال: ووقع في رواية عقبة بن وسّاج عن ابن عمرو: فجعل يقسم بين أصحابه ورجل جالس فلم يعطه شيئا، فقال: يا محمد، ما أراك تعدل" (1)

صحيح

وحديث ابن عمرو له عنه طرق:

الأول: يرويه مِقْسَم أبو القاسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: خرجت أنا وتليد بن كلاب الليثي حتى أتينا عبد الله بن عمرو بن العاص وهو يطوف بالبيت معلقا نعليه بيده، فقلنا له: هل حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يكلمه التميمي يوم حنين؟ قال: نعم، أقبل رجل من بني تميم يقال له: ذو الخويصرة فوقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم-وهو يعطي الناس، قال: يا محمد، قد رأيت ما صنعت في هذا اليوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أجل فكيف رأيت؟ " قال: لم أرك عدلت، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال "ويحك إن لم يكن العدل عندي فعند من يكون؟ " فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، ألا نقتله؟ قال "لا، دعوه فإنه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية، ينظر في النصل فلا يوجد شيء، ثم في القدح فلا يوجد شيء، ثم في الفوق فلا يوجد شيء، سبق الفرث والدم"

أخرجه أحمد (2/ 219) وفي "السنة"(1504) وابن أبي عاصم في "السنة"(962 و 963) والبيهقي في "الدلائل"(5/ 186 - 187) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني ثني أبو عبيدة بن عمار بن ياسر عن مقسم به.

قال الهيثمي: رجال أحمد ثقات" المجمع 6/ 227 - 228

قلت: ابن إسحاق ومقسم صدوقان، وأبو عبيدة وثقه ابن معين وعبد الله بن أحمد فالإسناد حسن.

الثاني: يرويه عمر بن الحكم (2) عن ابن عمرو قال: أتاه رجل -يعني النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقسم تِبْراً يوم حنين فقال: يا محمد اعدل، فقال "ويحك إن لم أعدل، عند من يلتمس العدل؟ " ثم قال "يوشك أن يأتي قوم مثل هذا يسألون كتاب الله وهم أعداؤه، يقرءون كتاب الله، محلقة رؤوسهم، إذا خرجوا فاضربوا أعناقهم"

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(977) عن أبي موسى محمد بن المثنى ثنا عبد الله بن حُمران ثنا عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن عمر بن الحكم به.

(1) 15/ 319و321 و 323 (كتاب استتابة المرتدين- باب من ترك قتال الخوارج للتألف)

(2)

أظنه ابن رافع بن سنان الأنصاري وثقه أبو زرعة وابن حبان.

ص: 4829

وأخرجه الحاكم (2/ 145) من طريق محمد بن سنان القزاز ثنا عبد الله بن حمران به.

وقال: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: لم يخرج البخاري لجعفر بن عبد الله والد عبد الحميد في الصحيح شيئا، واستشهد بعبد الله بن حمران وبعبد الحميد بن جعفر وبعمر بن الحكم.

وعبد الله بن حمران وعبد الحميد بن جعفر صدوقان، وجعفر بن عبد الله وعمر بن الحكم ثقتان، فالإسناد حسن.

الثالث: يرويه عقبة بن وسّاج الأزدي عن ابن عمرو قال: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بسقاية من ذهب أو فضة، فجعل يقسمها بين أصحابه، فقام رجل من أهل البادية فقال: يا محمد، لئن كان الله أمرك بالعدل فلم تعدل؟ قال "ويلك فمن يعدل عليك بعدي" فلما أدبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّ في أمتي أشباه هذا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، فإن خرجوا فاقتلوهم، قال ذلك ثلاثا"

أخرجه البزار (كشف 1850)

عن عمرو بن علي الفلاس

وابن أبي عاصم في "السنة"(967)

عن أبي موسى محمد بن المثنى

والفريابي في "فضائل القرآن"(196)

عن عبيد الله بن عمر القواريري

قالوا: ثنا معاذ بن هشام ثنا أبي عن قتادة عن عقبة به.

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 228

قلت: وكلهم ثقات إلا أنّ قتادة كان مدلسا ولم يذكر سماعا من عقبة.

3457 -

"معترك المنايا ما بين ستين وسبعين"

قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى من طريق إبراهيم بن الفضل عن سعيد عن أبي هريرة، وإبراهيم ضعيف" (1)

(1) 14/ 14 (كتاب الرقاق- باب من بلغ ستين سنة)

ص: 4830

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين"

3458 -

عن ابن عباس قال: مكث النبي صلى الله عليه وسلم-أياما بعد مجيء الوحي لا يرى جبريل فحزن حزنا شديدا حتى كاد يغدو إلى ثبير مرّة وإلى حراء أخرى يريد أن يلقي نفسه، فبينا هو كذلك عامدا لبعض تلك الجبال إذ سمع صوتا فوقف فزعا ثم رفع رأسه فإذا جبريل على كرسي بين السماء والأرض متربعا يقول: يا محمد، أنت رسول الله حقا وأنا جبريل، فانصرف وقد أقر الله عينه وانبسط جأشه، ثم تتابع الوحي.

قال الحافظ: أخرجه ابن سعد" (1)

ضعيف جدا

رواه ابن سعد (1/ 196) عن محمد بن عمر الواقدي ثني إبراهيم بن محمد بن أبي موسى عن داود بن الحصين عن أبي غطفان بن طريف عن ابن عباس.

والواقدي متروك الحديث.

3459 -

"ملئ إيمانا إلى مشاشه" يعني عمارا

قال الحافظ: وروى البزار من حديث عائشة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره، وإسناده صحيح" (2)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ عمارا ملئ إيمانا إلى مشاشه"

3460 -

حديث جابر: قلت: يا رسول الله، مم أضرب منه يتيمي؟ قال "مما كنت ضاربا منه ولدك غير واق مالك بماله"

قال الحافظ: وقد أخرج الطبراني في "المعجم الصغير" من حديث جابر: فذكره" (3)

يرويه عمرو بن دينار واختلف عنه:

- فقال أبو عامر صالح بن رستم الخَزَّار: عن عمرو بن دينار عن جابر قال: قال رجل: يا رسول الله! مما أضرب منه يتيمي؟ قال "مما كنت ضاربا منه ولدك، غير واق مالك بماله، ولا مُتأثل من ماله مالا"

(1) 16/ 12 (كتاب التعبير- باب أول ما بدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة)

(2)

8/ 93 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب عمار وحذيفة)

(3)

13/ 43 - 44 (كتاب الأدب- باب فضل من يعول يتيما)

ص: 4831

أخرجه ابن حبان (4244) والطبراني في "الصغير"(244) وابن عدي (4/ 1390) وأبو الشيخ في "حديثه"(90) وابن مردويه في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 453) وابن المقرئ في "المعجم"(631 و 632) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 351 و 6/ 296) والبيهقي (6/ 4) وفي "الشعب"(4882) من طرق عن معلي بن مهدي الموصلي ثنا جعفر بن سليمان الضُّبَعِي عن أبي عامر الخزاز به.

قال الطبراني: لم يروه عن عمرو بن دينار عن جابر إلا أبو عامر الخزاز ولا عنه إلا جعفر بن سليمان، تفرد به معلي بن مهدي"

وقال ابن عدي: لا أعرفه إلا من هذا الطريق وهو غريب، ولا أعلم يرويه عن أبي عامر غير جعفر بن سليمان"

وقال أبو نعيم: غريب من حديث عمرو عن جابر، تفرد به الخزاز واسمه صالح بن رستم من ثقات أهل البصرة"

وقال الهيثمي: وفيه معلي بن مهدي وثقه ابن حبان وغيره وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات" المجمع 8/ 163

قلت: أبو عامر الخزاز مختلف فيه: وثقه أبو داود وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، ومعلي بن مهدي قال أبو حاتم: يأتي أحيانا بالحديث المنكر، وجعفر وعمرو ثقتان.

- وقال غير واحد: عن عمرو بن دينار عن الحسن العُرَني مرسلا، منهم:

1 -

سفيان بن عُيينة.

أخرجه ابن المبارك في "البر والصلة"(211) وعبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 148) وسعيد بن منصور (572) وابن أبي شيبة (9/ 117) والطبري في "تفسيره"(4/ 260) وفي "تهذيب الآثار"(مسند عمر 1/ حديث رقم 696) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ"(2/ 154) والبيهقي (6/ 4)

2 -

أيوب السَّخْتِياني.

أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 148) وابن أبي شيبة (6/ 379 - 380) والطبري في "التهذيب"(مسند عمر 1/حديث رقم 698)

3 -

حماد بن زيد.

أخرجه سعيد بن منصور (572) والبيهقي (6/ 4)

ص: 4832

وقال: هذا مرسل"

قلت: وهو أصح من الموصول لأنّ الذي أرسله أحفظ ممن وصله بل إنّ ابن عيينة من أثبت الناس في عمرو بن دينار كما حكى اللالكائي إجماع الحفاظ على ذلك.

ولم ينفرد عمرو بن دينار به بل تابعه الزبير بن موسى المكي عن الحسن العرني به.

أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 149) عن سفيان الثوري عن ابن أبي نَجِيح عن الزبير بن موسى به.

وللحديث شاهد عن بلال قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله، إنّ في

حجري يتيما، أفأضربه؟ قال "نعم، مما تضرب منه ولدك"

أخرجه أبو يعلى (المطالب 2586) ثنا أبو موسى الهروي ثنا أبو معاوية عن الحجاج عن عبد الملك بن رزين عن بلال به.

قال البوصيري: سنده ضعيف لضعف الحجاج بن أرطأة" مختصر الإتحاف 8/ 321

3461 -

عن نوح بن مخلد أنّه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: "ممن أنت؟ " قال: من ضبيعة ربيعة، فقال "خير ربيعة عبد القيس، ثم الحي الذين أنت منهم"

قال الحافظ: روى الطبراني وابن منده في ترجمة نوح بن مخلد جد أبي جَمْرة أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(3/ 173 - 174) والطبراني في "الأوسط"(7118) وابن مندة كما في "الإصابة"(10/ 193) وأبو نعيم "الصحابة"(6466) من طريق سعيد (2) بن نوح الضبعي عن أحمد بن الأشعث وخالد بن مخلد الضبعيين عن حرب (3) بن حصين الضبعي عن أبي جمرة نصر بن عمران الضبعي أنّ جده نوح بن مخلد الضبعي أتى النبي صلى الله عليه وسلم-وهو بمكة فسأله "ممن أنت؟ " الحديث.

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن نوح بن مخلد إلا بهذا الإسناد"

(1) 1/ 138 (كتاب الإيمان- باب أداء الخمس من الإيمان)

(2)

في "الأوسط": عتاب.

(3)

في "الأوسط": عن حفص بن حرب بن حصن.

ورواه أبو نعيم عن الطبراني ووقع عنده: عن حصين بن حرب بن حصن.

ووقع عند ابن مندة: حريب بن حصين.

ص: 4833

وقال ابن مندة: تفرد به سعيد بن نوح"

قلت: ترجمه ابن أبي حاتم وقال: سألت أبي عنه فقال: كان صدوقا من خيار عباد الله.

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وفيه من لم أعرفهم" المجمع 10/ 49

3462 -

"مِنْ أشراط الساعة أن يُلتمس العلم عند الأصاغر"

قال الحافظ: روي عن أبي أمية الجمحي أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(61) أنا عبد الله بن لهيعة ثني بكر بن سوادة عن أبي أمية الجمحي مرفوعا "إنّ من أشراط الساعة ثلاثا: إحداهنّ أن يلتمس العلم عند الأصاغر"

ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 361 - 362) واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(102) وأبو عمرو الداني في "الفتن"(435) وأبو نعيم في "الصحابة"(6683) وابن عبد البر في "الجامع"(1052) والخطيب في "أخلاق الراوي"(159) والهروي في "ذم الكلام"(ق 123/أ)

ولم ينفرد ابن المبارك به بل تابعه:

1 -

عفيف بن سالم الموصلي عن ابن لهيعة به.

أخرجه الخطيب في "الفقيه"(2/ 79) وفي "نصيحة أهل الحديث"(5) وابن عبد البر (1051)

2 -

كامل بن طلحة الجَحْدَري ثنا ابن لهيعة به.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8136)

وقال: لا يُروى هذا الحديث عن أبي أمية الجمحي إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة"

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير" وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف" المجمع 1/ 135

(1) 1/ 152 (كتاب العلم- باب من سئل علما وهو مشتغل في حديثه)

ص: 4834

قلت: وهو كما قال، لكنّه لم ينفرد به بل تابعه سعيد بن أبي أيوب المصري عن بكر بن سوادة عن أبي أمية به.

أخرجه الخطيب في "أخلاق الراوي"(159) من طريق سويد بن سعيد الهروي ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ عن سعيد بن أبي أيوب به.

وسويد ذكره النسائي في "الضعفاء" وقال: ليس بثقة، وقال الترمذي في "العلل": ذكر البخاري سويد بن سعيد فضعفه جدا وقال: كان ما لقن شيئا لقنه، وضعّف أمره، وقال ابن المديني: ليس بشيء.

وضعفه ابن حبان أيضا وغيره، وقواه بعضهم.

وأبو أمية الجمحي قال ابن عبد البر في "الاستيعاب"(11/ 133): ذكره بعضهم في الصحابة وفيه نظر"

3463 -

حديث عبد الله بن أنيس الجهني مرفوعا قال "مِنْ أكبر الكبائر" فذكر منها: اليمين الغموس"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي بسند حسن. وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد" (1)

أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 5) وأحمد (3/ 495) والترمذي (3020) والطحاوي في "المشكل"(893) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(5199) والطبراني في "الكبير"(13/حديث رقم 349) و"الأوسط"(3261) والحاكم (4/ 296) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 327) والبيهقي في "الشعب"(4502) والمزي (33/ 51 - 52) من طرق عن الليث بن سعد عن هشام بن سعد عن محمد بن زيد بن مهاجر بن قُنْفُذ التيمي عن أبي أمامة الأنصاري عن عبد الله بن أنيس مرفوعاً "إنّ من أكبر الكبائر الشرك بالله، وعقوق الوالدين، واليمين الغموس، وما حلف حالف بالله يمين صبر فأدخل فيها مثل جناح بعوضة إلا جعلت نكتة في قلبه إلى يوم القيامة".

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عبد الله بن أنيس إلا بهذا الإسناد، تفرد به الليث"

وقال الترمذي: أبو أمامة الأنصاري هو ابن ثعلبة ولا نعرف اسمه، وقد روى عن النبي-صلى الله عليه وسلم أحاديث، وهذا حديث حسن غريب"

(1) 13/ 15 (كتاب الأدب- باب عقوق الوالدين من الكبائر)

ص: 4835

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال أبو نعيم: غريب من حديث الليث وهشام، وما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا ابن

أنيس"

قلت: وهشام بن سعد هو المدني وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

وخالفه عبد الرحمن بن إسحاق المدني فرواه عن محمد بن زيد عن عبد الله بن أبي أمامة عن عبد الله بن أنيس به.

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1608) عن وهب بن بقية الواسطي أنا خالد بن عبد الله عن عبد الرحمن بن إسحاق به.

وأخرجه ابن حبان (5563) عن أبي يعلى ثنا وهب بن بقية به.

وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 179 - 180) من طريق أبي القاسم نصر بن أحمد المرجى عن أبي يعلى به (1).

وعبد الرحمن بن إسحاق صالح الحديث كما قال أحمد وغيره، وهو أقوى من هشام بن سعد فالقول قوله.

ومحمد بن زيد ثقة، وعبد الله بن أبي أمامة ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "المجرد" والحافظ في "التقريب": صدوق.

وللحديث شاهد عن ابن عمرو مرفوعا "الكبائر: الأشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس"

أخرجه البخاري (فتح 14/ 364)

3464 -

حديث بُريدة رفعه "من أكبر الكبائر" فذكر منها "منع فضل الماء، ومنع الفحل"

قال الحافظ: أخرجه البزار بسند ضعيف" (2)

ضعيف

(1) رواه محمود بن محمد الواسطي عن وهب بن بقية فقال فيه: عن عبد الله بن أبي أمامة عن أبي أمامة عن عبد الله بن أنيس.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(13 /حديث رقم 350)

(2)

13/ 15 (كتاب الأدب- باب عقوق الوالدين من الكبائر)

ص: 4836

أخرجه البزار (كشف 107) ثنا عمرو بن مالك ثنا عمر بن علي المُقَدَّمي ثنا صالح بن حيان عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا"إنّ أكبر الكبائر الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، ومنع فضل الماء، ومنع الفحل"

وقال: لا نعلم رفعه إلا بريدة ولا رواه عن صالح إلا عمر"

وقال ابن عبد البر: هذا حديث ليس بالقوي، وليس له غير هذا الإسناد، وليس مما يحتج به" التمهيد 5/ 76 - 77

وقال الهيثمي: وفيه صالح بن حيان وهو ضعيف ولم يوثقه أحد" المجمع 1/ 105

وقال السيوطي: سنده ضعيف" الدر 2/ 503

قلت: واختلف فيه على صالح بن حيان، فرواه يعلي بن عبيد الطنافسي عنه عن ابن بريدة عن أبيه قوله.

أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير"(5213)

• ورواه محمد بن عبيد الطنافسي عن صالح بن حيان عن ابن بريدة قوله.

أخرجه هناد في "الزهد"(986)

3465 -

"مِن الجفاء أن أُذكر عند رجل فلا يصلي علي"

قال الحافظ: وعند عبد الرزاق من مرسل قتادة: فذكره" (1)

مرسل

أخرجه عبد الرزاق (3121) عن محمد بن مسلم الطائفي وابن عيينة عن عمرو بن دينار عن محمد بن علي به مرفوعا.

ورجاله ثقات.

3466 -

قال أنس: مِن السنة إذا دخلت المسجد أن تبدأ برجلك اليمنى، وإذا خرجت أن تبدأ برجلك اليسرى.

قال الحافظ: لكن في "المستدرك" للحاكم من طريق معاوية بن قرة عن أنس أنّه كان يقول: فذكره" (2)

(1) 13/ 421 (كتاب الدعوات- باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم)

(2)

2/ 69 (كتاب الصلاة- باب التيمن في دخول المسجد وغيره)

ص: 4837

أخرجه الحاكم (1/ 218) وعنه البيهقي (2/ 442) ثنا أبو حفص عمر بن جعفر المفيد البصري ثنا أبو خليفة القاضي ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا شداد أبو طلحة قال: سمعت معاوية بن قرة يحدث عن أنس بن مالك أنّه كان يقول: فذكره.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم فقد احتج بشداد بن سعيد أبي طلحة الراسبي"

وقال البيهقي: تفرد به شداد بن سعيد أبو طلحة الراسبي وليس بالقوي"

قلت: هو مختلف فيه والأكثر على توثيقه فلا ينزل حديثه عن رتبة الحسن، وقد أخرج له مسلم حديثا واحدا في الشواهد.

وشيخ الحاكم متكلم فيه، وأبو خليفة هو الفضل بن الحباب الجمحي، وأبو الوليد هو هشام بن عبد الملك وهما ثقتان، وكذا معاوية بن قرة.

3467 -

عن علي قال: مِن السنة أن يخرج إلى العيد ماشيا.

قال الحافظ: ففي الترمذي عن علي قال: فذكره، وفي ابن ماجه عن سعد القَرَظ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي العيد ماشيا. وفيه عن أبي رافع نحوه، وأسانيد الثلاثة ضعاف.

وقال الشافعي في"الأم": بلغنا عن الزهري قال: ما ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم في عيد ولا جنازة قط" (1)

روي من حديث علي ومن حديث سعد القَرَظ ومن حديث سعد بن أبي وقاص ومن حديث عبد الرحمن بن حاطب ومن حديث أبي رافع ومن حديث ابن عمر ومن حديث الزهري مرسلا

فأما حديث علي فأخرجه عبد الرزاق (5667)

عن سفيان الثوري

وابن أبي شيبة (5576) والترمذي (530) وأبو علي الطوسي في "مختصرالأحكام"(498) وابن المنذر في "الأوسط"(4/ 263 - 264) والبيهقي (3/ 281)

عن شريك بن عبد الله القاضي

وابن ماجه (1296) والبيهقي (3/ 281)

(1) 3/ 103 (كتاب العيدين- باب المشي والركوب إلى العيد)

ص: 4838

عن زهير بن معاوية الكوفي

ثلاثتهم عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث الأعور عن علي قال: مِن السنة أن تخرج إلى العيد ماشيا، وأن تأكل شيئا قبل أن تخرج. اللفظ للترمذي

وقال: هذا حديث حسن"

قلت: بل ضعيف لضعف الحارث الأعور وعنعنة أبي إسحاق.

وأما حديث سعد القرظ فأخرجه ابن ماجه (1294) والبيهقي (3/ 281) من طريق عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد القرظ ثني أبي عن أبيه عن جده أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج إلى العيد ماشيا.

قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف عبد الرحمن وأبيه" مصباح الزجاجة 1/ 153

قلت: أما عبد الرحمن فهو ضعيف كما قال ابن معين، وأما أبوه فهو مجهول، قال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله ولا حال أبيه، وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مستور.

وأما حديث سعد بن أبي وقاص فأخرجه البزار (1115) من طريق المعافى بن عمران الموصلي عن خالد بن الياس عن مهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد عن أبيه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج إلى العيد ماشيا ويرجع ماشيا في طريق غير الطريق الذي خرج فيه.

وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن سعد إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وخالد بن الياس هذا فليس بالقوي، والمهاجر بن مسمار رجل مشهور صالح الحديث"

وقال الهيثمي: وفيه خالد بن الياس وهو متروك" المجمع 2/ 200 - 201

قلت: وهو كما قال بل نسبه غير واحد إلى الوضع.

وأما حديث عبد الرحمن بن حاطب فأخرجه عمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(1/ 137) من طريق خالد بن الياس عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتي العيد ماشيا.

وخالد بن الياس تقدم ما فيه.

وأما حديث أبي رافع فأخرجه ابن ماجه (1297) من طريق مِنْدَل بن علي العَنَزي عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتي العيد ماشيا.

ص: 4839

وإسناده ضعيف لضعف مندل بن علي ومحمد بن عبيد الله.

وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن ماجه (1295) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله العمري عن أبيه وعبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إلى العيد ماشيا ويرجع ماشيا.

وعبد الرحمن العمري كذبه أحمد وابن معين وأبو حاتم، وقال أبو زرعة والنسائي: متروك الحديث، وقال البخاري: سكتوا عنه.

ولم ينفرد به:

فقد أخرجه البيهقي (3/ 281) من طريق حسان بن حسان البصري ثنا عبد الله بن جعفر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفطر ويوم الأضحى يخرج ماشيا وتحمل بين يديه الحربة ثم تنصب بين يديه في الصلاة يتخذها سُترة وذلك قبل أن تبنى الدور في المصلى، قال: وفعل ذلك بعرفة.

وقال: قوله "ماشيا" غريب لم أكتبه من حديث ابن عمر إلا بهذا الإسناد وليس بالقوي، فأما سائر ألفاظه فمشهورة"

قلت: وحسان بن حسان قال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال الدارقطني: ليس بقوي، واحتج به البخاري.

وأما حديث الزهري فأخرجه عبد الرزاق (6284)

عن مَعْمر بن راشد

والفريابي في "أحكام العيدين"(27)

عن محمد بن الوليد الزبيدي

كلاهما عن الزهري أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يركب في جنازة قط ولا في خروج أضحى ولا فطر. اللفظ للفريابي

ورواته ثقات إلا أنه مرسل.

3468 -

"مِن الفطرة: المضمضة، والاستنشاق، والسواك، وغسل البراجم، والانتضاح"

قال الحافظ: وقد أخرج أحمد وأبو داود وابن ماجه من حديث عمار بن ياسر مرفوعا نحو حديث عائشة قال: فذكره" (1)

(1) 12/ 457 (كتاب اللباس- باب قص الشارب)

ص: 4840

أخرجه الطيالسي (ص 89) ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سلمة بن محمد بن عمار بن ياسر عن عمار بن ياسر مرفوعا "الفطرة: المضمضة، والاستنشاق، والسواك، وقص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، والاستحداد، والانتضاح، والختان، وغسل البراجم".

وأخرجه أحمد (4/ 264) وأبو داود (54) وابن ماجه (294 و1/ 108) والطحاوي في "المشكل"(684) وأبو يعلى (1627) والبيهقي (1/ 53) والهيثم بن كليب (1043و1044) والمزي (11/ 319 - 320) من طرق عن حماد بن سلمة به.

قال أبو الوليد الطيالسي: لا أراه إلا منقطعا" مسند الهيثم بن كليب 2/ 435 - 436

قلت: إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعَان، وسلمة بن محمد ترجمه ابن حبان في "المجروحين" (1/ 337) وقال: منكر الحديث يروي عن جده عمار بن ياسر ولم يره، وليس ممن يحتج به إذا وافق الثقات لإرساله الخبر فكيف إذا انفرد، سمعت الحنبلي يقول: سمعت أحمد بن زهير يقول: سئل يحيى بن معين عن سلمة بن محمد بن عمار عن عمار "الفطرة: المضمضة" قال: مرسل"

وترجمه البخاري في "التاريخ الكبير": (2/ 2/ 77) وقال: لا يعرف أنّه سمع من عمار"

وقال الذهبي في "الميزان": روايته عن جده مرسلة، روى عنه علي بن جدعان وحده"

قلت: ورواه موسى بن إسماعيل البصري عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سلمة بن محمد عن أبيه عن جده.

أخرجه أبو داود (54)

وله شاهد عن عائشة مرفوعا "عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، والاستنشاق بالماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء" قال مصعب (الراوي): ونسيت العاشرة إلا أن يكون المضمضة.

أخرجه مسلم (261)

3469 -

"مِن انقلاب الدين تفصُّح النبي واتخاذهم القصور في الأمصار"

قال الحافظ: وفي الطبراني من طريق أبي جَمْرة عن ابن عباس مرفوعا: فذكره" (1)

ضعيف

(1) 1/ 131 (كتاب الإيمان- باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان)

ص: 4841

أخرجه الطبراني في "الكبير"(12945) ثنا أسلم بن سهل الواسطي ثنا محمد بن صالح بن مهران ثنا عمران بن تمام ثنا أبو جمرة نصر بن عمران عن ابن عباس مرفوعا "مِن إكفاء الدين تفصُّح النبي واتخاذهم القصور في الأمصار".

وإسناده ضعيف. قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"(3/ 1/ 295): سألت أبي عن عمران بن تمام فقال: كان عندي مستورا إلى أن حدّث عن أبي جمرة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث منكر أنّه قال: من إكفاء الدين تفصح النبي واتخاذهم القصور في الأمصار".

قال الحافظ في "اللسان"(4/ 344): يعني فافتضح.

3470 -

حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أنّ النبي صلى الله عليه وسلم رأى فاطمة مقبلة فقال "مِن أين جئت؟ " فقالت: رحمت على أهل هذا الميت ميتهم، فقال "لعلك بلغت معهم الكُدَى" قالت: لا.

قال الحافظ: أخرجه أحمد والحاكم وغيرهما" (1)

أخرجه أحمد (2/ 168 - 169) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 170) وأبو داود (3123) والبزار (2440) والنسائي (4/ 23) وفي "الكبرى"(2007) وأبو يعلى (6746) والطحاوي في "المشكل"(278) والحكيم الترمذي في "المنهيات"(ص 85 - 86) وابن حبان (3177) والطبراني في "الكبير"(13/حديث رقم 45 و 46) والحاكم (1/ 373 و374) والبيهقي (4/ 60 و 77 - 78) وفي "الدلائل"(1/ 192) والضياء المقدسي في "حديث أبي عبد الرحمن المقرئ"(20) والمزي في "التهذيب"(9/ 114 - 115) من طرق عن ربيعة بن سيف المَعَافِري عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن ابن عمرو قال: بينما نحن نمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ بصر بامرأة لا نظن أنّه عرفها، فلما توجهنا الطريق وقف حتى انتهت إليه فإذا فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنها، فقال"ما أخرجك من بيتك يا فاطمة؟ " قالت: أتيت أهل هذا البيت فرحمت إليهم ميتهم وعزيتهم. فقال "لعلك بلغت معهم الكُدَى" قالت: معاذ الله أن أكون بلغتها معهم وقد سمعتك تذكر في ذلك ما تذكر. قال "لو بلغتها معهم ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك".

قال النسائي: ربيعة ضعيف"

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" (2)

(1) 3/ 388 (كتاب الجنائز- باب اتباع النساء الجنازة)

(2)

وقال البوصيري: إسناده حسن" مختصر الإتحاف 3/ 161 - 162

ص: 4842

قلت: ربيعة لم يخرج له الشيخان شيئا، وهو مختلف فيه، قال البخاري في "التاريخ الأوسط" (1/ 309): منكر الحديث.

ووثقه العجلي وغيره.

وقال النووي في "الخلاصة"(2/ 1005): رواه أبو داود والنسائي وغيرهما بإسناد ضعيف"

3471 -

"مِن تمام التحية الأخذ باليد"

قال الحافظ: وقد أخرج الترمذي من حديث ابن مسعود رفعه: فذكره، وفي سنده ضعف، وحكى الترمذي عن البخاري أنّه رجح أنّه موقوف على عبد الرحمن بن يزيد النخعي أحد التابعين" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف التاء فانظر حديث "تمام عيادة المريض"

3472 -

عن أبي هريرة رفعه "مِن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وحسنه" (2)

روي من حديث أبي هريرة ومن حديث الحسين بن علي ومن حديث زيد بن ثابت ومن حديث أبي بكر الصديق

فأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:

الأول: يرويه عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر العمري عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعا.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(108) وأبو الشيخ في "الأمثال"(53) وفي "الطبقات"(4/ 64 - 66) وتمام (ق 36 - 37 و 37) والخطيب في "التاريخ"(5/ 172) من طرق عن العمري به.

قال أبو حاتم: هذا حديث منكر جدا بهذا الإسناد" العلل 2/ 132

قلت: العمري كذبه أحمد وأبو حاتم، وقال أبو زرعة والنسائي: متروك الحديث.

الثاني: يرويه الزهري واختلف عنه:

(1) 13/ 295 (كتاب الاستئذان- باب الأخذ باليدين)

(2)

14/ 90 (كتاب الرقاق- باب حفظ اللسان)

ص: 4843

- فرواه الأوزاعي واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن الأوزاعي ثني قرة بن عبد الرحمن بن حَيْويل عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة.

أخرجه الترمذي (2317) وابن عبد البر في "التمهيد"(9/ 198) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 141)

عن إسماعيل بن عبد الله بن سماعة الرملي

وابن ماجه (3976) وابن حبان (229) وابن عدي (6/ 2077) وأبو الشيخ في "الأمثال"(54)

عن محمد بن شعيب بن شابور الدمشقي

والقضاعي (192) والبيهقي في "الآداب"(1152) وفي "الأربعين الصغرى"(26) وفي "المدخل"(291) وفي "الشعب"(4633) وابن عبد البر (9/ 198 - 199) والبغوي في "شرح السنة"(4132)

عن الوليد بن مزيد البيروتي

وابن عبد البر (9/ 198)

عن علي بن محمد بن لؤلؤ البغدادي

كلهم عن الأوزاعي به.

• وقال محمد بن كثير المصيصي: عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة.

أخرجه تمام (ق 37/ب)

ومحمد بن كثير مختلف فيه: ضعفه أحمد وغيره، ووثقه ابن سعد وغيره.

والأول أصح لأنّ إسماعيل بن عبد الله بن سماعة ومحمد بن شعيب بن شابور والوليد بن مزيد أوثق وأثبت في الأوزاعي من محمد بن كثير.

قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه"

قلت: قرة بن عبد الرحمن مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وقال أبو حاتم والنسائي وابن معين والدارقطني: ليس بقوي.

ص: 4844

ولم ينفرد به بل تابعه:

أ- عبد الرزاق بن عمر الدمشقي أبو بكر الثقفي.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(361) والخطيب في "التاريخ"(4/ 308 - 309)

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الزهري عن أبي سلمة إلا عبد الرزاق بن عمر وقرة بن عبد الرحمن"

قلت: وعبد الرزاق بن عمر قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة.

ب- مالك بن أنس.

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(12/ 64) من طريق علي بن محمد بن حفص البغدادي ثنا العباس بن عبد الله بن أبي عيسى ثنا محمد بن المبارك ثنا مالك به.

وقال: علي بن محمد بن حفص إن لم يكن هذا الجويباري فلا أعرفه، والصحيح عن مالك عن الزهري عن علي بن الحسين مرسلا"

قلت: رواه جماعة عن مالك عن الزهري عن علي بن الحسين مرسلا، منهم:

1 -

يحيى بن يحيى الليثي (الموطأ بروايته 2/ 903)

ومن طريقه البيهقي في "الأربعين الصغرى"(25)

2 -

قتيبة بن سعيد البلخي.

أخرجه الترمذي (2318)

3 -

وكيع في "الزهد"(364)

وعنه هناد في "الزهد"(1117)

4 -

علي بن الجَعْد الجوهري.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(107) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(3033) والخطابي في "العزلة"(ص40)

5 -

خالد بن خداش البصري.

أخرجه ابن أبي الدنيا (107)

6 -

خلف بن هشام البغدادي.

أخرجه ابن أبي الدنيا (107)

ص: 4845

7 -

أبو نعيم الفضل بن دُكين.

أخرجه البيهقي في "الأربعين الصغرى"(25) و"المدخل"(288)

8 -

عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي.

أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 360) والعقيلي (2/ 9) والبيهقي في "الأربعين الصغرى"(25) وفي "الشعب"(10315)

9 -

إسماعيل بن أبي أويس.

أخرجه البيهقي في "الأربعين الصغرى"(25)

10 -

إسحاق بن عيسى ابن الطباع البغدادي.

أخرجه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(ص 206)

11 -

يحيى بن عبد الله بن بكير المصري.

أخرجه يعقوب بن سفيان (1/ 360)

12 -

عبد الله بن وهب في "الجامع"(297 و 443)

ومن طريقه القضاعي (193)

13 -

أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري.

أخرجه البغوي في "شرح السنة"(4133)

14 -

الأوزاعي.

أخرجه أبو الشيخ في "الأقران"(451)

وخالفهم خالد بن عبد الرحمن الخراساني فرواه عن مالك عن الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه.

فزاد فيه: عن أبيه.

أخرجه النسائي في "حديث مالك (تهذيب الكمال 4/ 20) والدولابي في "الذرية الطاهرة" (152) والعقيلي (2/ 9) وابن جميع الصيداوي في "معجمه" (ص 216 - 217) وتمام (ق 36/أ) وابن عبد البر (9/ 195 - 196 و 196) والمزي (4/ 19)

وتابعه موسى بن داود الضبي ثنا مالك وعبد الله بن عمر العمري عن الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه.

ص: 4846

أخرجه ابن عبد البر (9/ 197)

والأول أصح.

قال ابن عبد البر: هكذا رواه جماعة رواة الموطأ عن مالك فيما علمت إلا خالد بن عبد الرحمن فإنّه رواه عن مالك عن الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه، وكان يحيى بن سعيد يثني على خالد خيرا، وقد تابعه موسى بن داود الضبي وهما جميعا لا بأس بهما إلا أنّهما ليس بالحجة على جماعة رواة الموطأ الذين لم يقولوا فيه عن أبيه"

وقال البيهقي: هذا هو الصحيح مرسلا"

وقال العقيلي: الصحيح حديث مالك"

وقال الدارقطني: الصحيح قول من أرسله عن علي بن الحسين مرفوعا" العلل 3/ 110 و 8/ 27 - 28

- ورواه غير واحد عن الزهري عن علي بن الحسين مرسلا، منهم:

1 -

مَعْمر بن راشد.

أخرجه عبد الرزاق (20617) عن معمر به.

ومن طريقه أخرجه الخرائطي في "المكارم"(1/ 436) والبيهقي في "الشعب"(4632) وفي "الأربعين الصغرى"(24)

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(4632) من طريق وهيب بن خالد البصري ثنا معمر به.

وأخرجه الخرائطي (1/ 437) من طريق سفيان الثوري عن معمر به.

2 -

يونس بن يزيد الأيلي.

أخرجه ابن وهب في "الجامع"(297 و 443) والقضاعي (193)

3 -

زياد بن سعد الخراساني.

أخرجه مسدد في "مسنده"(إتحاف الخيرة 7240) عن سفيان بن عيينة عن زياد بن سعد به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد"(103) عن محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني أنا سفيان بن عيينة أنا زياد بن سعد به.

ص: 4847

واختلف فيه على ابن عيينة:

• فرواه محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ عن ابن عيينة واختلف عنه:

فقال أبو سعيد المفضل بن محمد الجندي: ثنا ابن المقرئ ثنا ابن عيينة عن زياد بن سعد عن الزهري عن علي بن الحسين.

أخرجه ابن عبد البر (9/ 197)

وقال عبد الجبار بن أحمد السمرقندي: ثنا ابن المقرئ عن ابن عيينة عن زياد بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة.

أخرجه ابن عبد البر (9/ 197)

وقال: أخطأ فيه عبد الجبار وأعضل ولا مدخل لسعيد بن المسيب في هذا الحديث"

• ورواه أحمد بن شيبان الرملي عن ابن عيينة عن الزهري عن أنس.

أخرجه أبو الحسن علي بن أبي بكر الجرجاني (سؤالات مسعود السجزي للحاكم ص 71 - 72) عن أبي علي محمد بن أحمد بن عروة بن محمد بن عروة ثنا أبو العباس الأصم أنا أحمد بن شيبان به.

والأول أصح، ومحمد بن أحمد بن عروة قال الذهبي في "الميزان": ليس بثقة.

- ورواه عبيد الله بن عمر العُمري عن الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه.

أخرجه الطبراني في "الصغير"(1080) و"الأوسط"(8397) وابن المقرئ في "المعجم"(1301) وتمام (ق 36 /أ) والقضاعي (194) وأبو نعيم في "الصحابة"(1804) من طريق قَزَعَة بن سويد الباهلي عن عبيد الله به.

قال الطبراني: لم يروه عن عبيد الله بن عمر إلا قزعة"

قلت: وهو ضعيف كما قال أبو داود وغيره.

ولم ينفرد عبيد الله به بل تابعه أخوه عبد الله عن الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه به.

أخرجه أحمد (1/ 201) عن موسى بن داود الضبي ثنا عبد الله العمري به.

ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(2886)

وأخرجه العقيلي (2/ 9) وتمام (ق 36/ أ)

ص: 4848

عن أبي الوليد محمد بن أحمد بن الوليد بن بُرْد الأنْطاكي

وابن عبد البر (9/ 197)

عن إبراهيم بن محمد بن مروان بن كنانة

قالا: ثنا موسى (1) بن داود به.

وعبد الله بن عمر العمري مختلف فيه (2).

- ورواه يحيى بن أبي أنيسة الجزري عن الزهري عن علي بن الحسين عن الحارث بن هشام.

أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"(597)

ويحيى قال النسائي وغيره: متروك الحديث.

وأما حديث الحسين بن علي فأخرجه أحمد (1/ 201) عن عبد الله بن نمير ويعلى بن عبيد الطنافسي قالا: ثنا حجاج بن دينار الواسطي عن شعيب بن خالد عن الحسين بن علي مرفوعا "إنّ من حسن إسلام المرء قلة الكلام فيما لا يعنيه"

وأخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(49) من طريق محمد بن الجهم السمري ثنا يعلي بن عبيد به.

ولفظه "تركه ما لا يعنيه"

وإسناده منقطع بين شعيب بن خالد البجلي وبين الحسين بن علي فإنّه لم يدركه.

ورواه عبدة بن سليمان الكلابي عن حجاج بن دينار عن شعيب بن خالد عن حسين بن علي أو علي بن حسين- على الشك-

أخرجه هناد في "الزهد"(1118)

وأما حديث زيد بن ثابت فأخرجه الطبراني في "الصغير"(884) والإسماعيلي في

(1) وخالفه أبو همام محمد بن مُحَبَّب البصري فرواه عن العمري وزاد: عن علي.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(10314)

ورواه عبد الله بن مسلمة القعنبي عن العمري عن الزهري عن علي بن الحسين مرسلا.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(10315)

(2)

وتابعه روح بن غطيف الجزري عن الزهري به.

أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"(1002)

ص: 4849

"معجمه"(ص380 - 381) والقضاعي (191) من طريق محمد بن كثير بن مروان الفلسطيني ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه مرفوعا "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي الزناد إلا ابنه، تفرد به محمد بن كثير بن مروان، ولا يروى عن زيد إلا بهذا الإسناد"

قلت: ومحمد بن كثير قال ابن الجنيد وابن عدي: منكر الحديث.

وأما حديث أبي بكر فأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(3991) عن الطبراني ثنا أحمد بن يحيى ثعلب النحوي ثنا محمد بن سلام الجمحي ثنا أبو عبيدة معمر بن المثنى عن مالك بن عطية عن أبيه: سمعت أبا رفاعة الفهمي يقول: سمعت أبا بكر الصديق يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

أبو رفاعة الفهمي ترجمه ابن عبد البر في "الكنى" وقال: ليس إسناده مما يعتمد عليه.

3473 -

حديث سعد رفعه "مِن سعادة ابن آدم استخارته الله"

قال الحافظ: أخرجه أحمد، وسنده حسن" (1)

ضعيف

أخرجه أحمد (1/ 168) والترمذي (2151) والبزار (1177 أو 1178) والدينوري في "المجالسة"(2667) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 48) والحاكم (1/ 518) والبيهقي في "الشعب"(199) والخطيب في "الجامع"(1714) من طرق عن محمد بن أبي حميد المدني عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده مرفوعا "من سعادة ابن آدم استخارته الله، ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضاه الله، ومن شقوة ابن آدم تركه استخارته الله، ومن شقوة ابن آدم سخطه بما قضى الله عز وجل"

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ إلا عن سعد، ولا نعلم رواه عن سعد إلا ابنه محمد، ورواه عن إسماعيل محمد بن أبي حميد وعبد الرحمن بن أبي بكر"

وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد ويقال له أيضاً حماد بن أبي حميد وهو أبو إبراهيم المدني وليس هو بالقوي عند أهل الحديث"

(1) 13/ 438 (كتاب الدعوات- باب الدعاء عند الاستخارة)

ص: 4850

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: بل ضعيف الإسناد لضعف محمد بن أبي حميد.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله المدني عن إسماعيل بن محمد به.

أخرجه البزار (1179) وأبو يعلى (701) واللالكائي في "السنة"(1103) من طريق عمر بن علي بن عطاء بن مُقَدم المقدمي ثنا عبد الرحمن بن أبي بكر به.

وعبد الرحمن بن أبي بكر ضعيف أيضا.

واختلف عنه:

قال البزار في "مسنده"(1097): ثنا محمد بن السكن ثنا عمران بن أبان الواسطي ثنا عبد الرحمن بن أبي بكر عن محمد بن المنكدر عن عامر بن سعد عن سعد به.

وقال: عبد الرحمن بن أبي بكر هذا لين الحديث"

قلت: وعمران بن أبان مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

3474 -

"مِنْ سعادة ابن آدم ثلاثة: المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح، ومن شقاوة ابن آدم ثلاثة: المرأة السوء، والمسكن السوء، والمركب السوء"

قال الحافظ: أخرجه أحمد وصححه ابن حبان والحاكم من حديث سعد مرفوعا: فذكره، وفي رواية لابن حبان "المركب الهني، والمسكن الواسع" وفي رواية للحاكم "وثلالة من الشقاء: المرأة تراها فتسوءك وتحمل لسانها عليك، والدابة تكون قطوفا فإن ضربتها أتعبتك، وإن تركتها لم تلحق أصحابك، والدار تكون ضيقة قليلة المرافق"(1)

انظر الحديث الذي بعده.

3475 -

حديث سعد بن أبي وقاص رفعه "مِن سعادة المرء: المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الهنيء، ومن شقاوة المرء: المرأة السوء، والمسكن السوء، والمركب السوء"

قال الحافظ: أخرجه أحمد" (2)

(1) 11/ 39 (كتاب النكاح - باب ما يتقى من شؤم المرأة)

(2)

6/ 403 (كتاب الجهاد- باب ما يذكر من شؤم الفرس)

ص: 4851

أخرجه ابن حبان (4032) عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف ثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رِزْمة ثنا الفضل بن موسى عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده رفعه"أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء، وأربع من الشقاء: الجار السوء، والمرأة السوء، والمسكن الضيق، والمركب السوء"

وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات.

ولم ينفرد ابن أبي رزمة به بل تابعه محمود بن آدم المروزي ثنا الفضل بن موسى به.

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(12/ 99)

ولم ينفرد ابن أبي هند به بل تابعه محمد بن أبي حميد ثني إسماعيل بن محمد عن أبيه عن جده رفعه "سعادة لابن آدم ثلاث، وشقاوة لابن آدم ثلاث، فمن سعادة ابن آدم: الزوجة الصالحة، والمركب الصالح، والمسكن الواسع، أو قال: والمسكن الصالح، وشقاوة لابن آدم ثلاث: المسكن السوء، والمركب السوء، والزوجة السوء".

أخرجه الطيالسي (ص 29) عن محمد بن أبي حميد به.

ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الموضح"(2/ 361)

وأخرجه إسحاق في "مسنده"(المطالب 1990) وأحمد (1/ 168) والبزار (1180) والحاكم (2/ 144) والكلاباذي في "معاني الأخبار (ص 48) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (1418) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/ 1171) من طرق عن محمد بن أبي حميد به.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه عن سعد، ومحمد بن أبي حميد هذا فليس بالقوي"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد" (1)

قلت: محمد بن أبي حميد هو الأنصاري الزرقي قال ابن معين والجوزجاني وأبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود وغيرهم: ضعيف.

ولم ينفرد إسماعيل بن محمد به بل تابعه:

1 -

أبو بكر بن أبي موسى.

(1) وقال البوصيري: سنده ضعيف لضعف محمد بن أبي حميد" مختصر الإتحاف 5/ 85

ص: 4852

أخرجه البزار (1187) عن محمد بن الحسن المعروف بابن أبي علي الكرماني ثنا عمرو بن عون ثنا خالد بن عبد الله عن الشيباني عن أبي بكر بن أبي موسى عن محمد بن سعد عن أبيه رفعه "من السعادة: المرأة الصالحة، والمنزل الواسع، والمركب الهنيء"

وقال: وهذا الحديث إنما يعرف من حديث محمد بن أبي حميد عن إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبيه عن جده، وليس بهذا الإسناد ثبت، لم أر أحدا روى هذا الحديث أعتمد عليه، ولم يتابع محمد بن الحسن الكرماني عليه، ولا روى أبو بكر بن أبي موسى عن محمد بن سعد عن أبيه حديثا، وإنما تركناه لهذه العلة"

قلت: أخرجه الحاكم (2/ 162) من طريق محمد بن بكير الحضرمي عن خالد الواسطي به إلا أنّه قال فيه "عن أبي بكر بن حفص عن محمد بن سعد"

وساقه بلفظ "ثلاث من السعادة وثلاث من الشقاوة، فمن السعادة المرأة تراها تعجبك وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون وطية فتلحقك بأصحابك، والدار تكون واسعة كثيرة المرافق، ومن الشقاوة المرأة تراها فتسوءك وتحمل لسانها عليك، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون قطوفا فإن ضربتها أتعبتك، وإن تركبها لم تلحقك بأصحابك، والدار تكون ضيقة قليلة المرافق"

وقال: هذا حديث صحيح الإسناد من خالد بن عبد الله الواسطي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، تفرد به محمد بن بكير عن خالد إن كان حفظه فإنّه صحيح على شرط الشيخين"

وقال الذهبي: قلت: محمد قال أبو حاتم: صدوق يغلط، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة"

قلت: ولم ينفرد به كما تقدم، لكن خالفه سعيد بن منصور فرواه عن خالد الواسطي مرسلا، لم يذكر فيه سعدا. قاله الدارقطني في "العلل" 4/ 356

2 -

العباس بن ذَرِيح الكوفي.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(329) و"الأوسط"(3635) وابن جميع الصيداوي في "معجمه"(ص 373 - 374) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1529) والذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 120) من طرق عن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان الكوفي عن العباس بن ذريح به.

وإبراهيم بن عثمان ضعفوه.

واختلف فيه على محمد بن سعد، فرواه وائل بن داود الكوفي عن محمد بن سعد عن أبيه قوله.

ص: 4853

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(8/ 388) عن أبي العباس أحمد بن محمد بن يوسف ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد عن وائل بن داود به.

3476 -

حديث أبي شريح هانئ رفعه "مِن موجبات الجنة إطعام الطعام، وإفشاء السلام، وحسن الكلام"

سكت عليه الحافظ (1).

صحيح

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 519) ثنا يزيد بن المِقدام بن شُرَيح عن أبيه المقدام بن شريح عن أبيه شريح عن جده هانئ بن يزيد قال: قلت: يا رسول الله، أخبرني بشيء يوجب لي الجنة؟ قال "عليك بحسن الكلام وبذل الطعام"

وأخرجه ابن أبي عاصم (2) في "الآحاد"(2487) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(4593) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا ابن أبي شيبة به.

وإسناده حسن رجاله ثقات غير يزيد بن المقدام قال ابن معين وأبو داود والنسائي: ليس به بأس.

وقال العراقي: إسناده جيد" تخريج الإحياء للحداد 3/ 1158

ولم ينفرد ابن أبي شيبة به بل تابعه غير واحد عن يزيد بن المقدام به، منهم:

1 -

أحمد بن يعقوب المسعودي.

قال: ثنا يزيد بن المقدام عن أبيه عن شريح قال: ثني هانئ بن يزيد أنّه لما وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع قومه فسمعهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم يَكْنُونه بأبي الحَكَم، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال "إنّ الله هو الحَكَم وإليه الحُكْم فلم تكنيت بأبي الحكم؟ " قال: لا، ولكن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم، فرضي كلا الفريقين. قال "ما أحسن هذا" ثم قال "مالك من الولد؟ " قلت: لي شريح، وعبد الله، ومسلم بنو هانئ. قال "فمن أكبرهم؟ " قلت: شريح.

(1) 13/ 248 (كتاب الاستئذان- باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ} [النور: 27])

(2)

ومن طريق ابن أبي عاصم أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 384)

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(8564) من طريق محمد بن يحيى الذهلي ثنا ابن أبي شيبة به، إلا أنه لم

يذكر: عن أبيه شريح.

ص: 4854

قال "فأنت أبو شريح" ودعا له ولولده، وسمع النبي صلى الله عليه وسلم يسمون رجلا منهم عبد الحجر فقال النبي صلى الله عليه وسلم "ما اسمك؟ " قال: عبد الحجر. قال "لا، أنت عبد الله"

قال شريح: وإنّ هانئا لما حضر رجوعه إلى بلاده أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرني بأي

شيء يوجب لي الجنة؟ قال "عليك بحسن الكلام وبذل الطعام".

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(811) وفي "خلق أفعال العباد"(246) وفي "التاريخ الكبير"(4/ 2 /227 - 228)

وإسناده حسن أيضا، وأحمد بن يعقوب وثقه العجلي وغيره.

2 -

الربيع بن نافع الحلبي.

أخرجه أبو داود (4955) والبيهقي (10/ 145) وابن الأثير (5/ 383 - 384)

3 -

قتيبة بن سعيد البلخي.

أخرجه النسائي (8/ 199) وفي "الكبرى"(5940) والدولابي في "الكنى"(1/ 74) وابن حبان (490) وأبو نعيم في "الصحابة"(6547)

4 -

منصور بن أبي مزاحم البغدادي.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 179 و180) وأبو نعيم في "الصحابة"(6547)

5 -

بشار بن موسى الخَفَّاف.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(301) عنه به.

وأخرجه الخطيب في "الموضح"(2/ 5) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا بشار بن موسى به.

إلا أنّه أسقط منه شريحا.

6 -

يحيى بن يحيى النيسابوري.

أخرجه ابن حبان (504) والحاكم (1/ 23)

وقال: هذا حديث مستقيم وليس له عله"

7 -

عبد الله بن أحمد بن حنبل.

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(3/ 201 - 202)

8 -

الحسن بن علي القطان.

ص: 4855

أخرجه ابن قانع (3/ 201 - 202)

9 -

أبو نعيم الفضل بن دُكين.

أخرجه البيهقي في "الأسماء"(ص 101)

ولم ينفرد يزيد بن المقدام به بل تابعه غير واحد عن المقدام بن شريح به، منهم:

1 -

قيس بن الربيع.

أخرجه ابن سعد (6/ 49) وابن قانع (3/ 202) والطبراني في "الكبير"(22/ 178 - 179 و 180) وفي "المكارم"(158) والحاكم (4/ 279) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 34)

وقيس مختلف فيه والأكثر على تضعيفه لكن لا بأس به في المتابعات.

2 -

شريك بن عبد الله القاضي.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 179) من طريق يحيى الحِمَّاني ثنا شريك به.

ويحيى الحماني متهم بسرقة الحديث كما في "التقريب"، وشريك سيء الحفظ.

3 -

سفيان الثوري.

أخرجه الخرائطي في "المكارم"(ص 23) والقضاعي (1140)

عن صالح بن أحمد بن حنبل وهو في "المسائل" له عن أبيه (ص 209)

والطبراني في "الكبير"(22/ 180)

عن عبد الله بن أحمد بن حنبل

قالا: ثني أبي قال: أعطاني ابن الأشجعي (1) كتبا عن أبيه فكان فيها عن سفيان عن المقدام عن أبيه عن جده قال: قلت: يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة، فقال "إنّ من موجبات المغفرة بذل السلام وحسن الكلام".

ابن الأشجعي هو أبو عبيدة بن عبيد الله بن عبيد الرحمن وهو مقبول كما في "التقريب" أي عند المتابعة.

(1) تابعه خلف بن سالم المُخَرِّمي قال: رأيت في كتاب الأشجعي عن سفيان الثوري أخرجه ابن قانع (3/ 202)

ص: 4856

وقد توبع أبوه عليه فقد أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 207) من طريق إبراهيم بن أيوب عن أبي هانئ إسماعيل بن خليفة عن سفيان الثوري به.

وإبراهيم بن أيوب هو الفرساني الأصبهاني قال أبو حاتم: لا أعرفه. وعرفه غيره، فقال أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 172 - 173): كان صاحب تهجد وعبادة لم يعرف له فراش أربعين سنة وكان يخضب رأسه ولحيته"

وإسماعيل بن هانئ ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان يخطئ. وقال يونس بن حبيب: محله الصدق كتب عنه مشايخنا.

3477 -

"مَن ابتلاه الله ببلاء في جسده فهو له حطة"

قال الحافظ: روى أحمد والبخاري في "الأدب المفرد" وأصله في النسائي بسند جيد وصححه الحاكم من طريق عياض بن غُطيف قال: دخلنا على أبي عبيدة نعوده من شكوى أصابته فقلنا: كيف بات أبو عبيدة؟ فقالت امرأته تحيفة: لقد بات بأجر. فقال أبو عبيدة: ما بِتّ بأجر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الصاد فانظر حديث "الصيام جنة ما لم يخرقها"

3478 -

"من أَتبع الصيد غفل"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي من حديث ابن عباس" (2)

سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "من سكن البادية جفا"

3479 -

"من اتقى ربه، ووصل رحمه، نُسئ له في عمره، وثرى ماله، وأحبه أهله"

قال الحافظ: وأخرج المؤلف في "الأدب المفرد" من حديث ابن عمر بلفظ: فذكره" (3)

موقوف

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 537) والبخاري في "الأدب المفرد"(58 و 59) من طريقين عن مَغْراء أبي مُخارق العبدي عن ابن عمر به موقوفا.

ومغراء العبدي ذكره ابن حبان والعجلي في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": تكلم فيه.

(1) 12/ 213 (كتاب المرضى- باب ما جاء في كفارة المرض)

(2)

12/ 84 (كتاب الذبائح والصيد- باب الأرنب)

(3)

13/ 20 (كتاب الأدب- باب من بسط له في الرزق لصلة الرحم)

ص: 4857

3480 -

"من أتى بهيمة فاقتلوه"

قال الحافظ: لم يصح" (1)

أخرجه عبد بن حميد (573) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس 1/ 554) والحاكم (4/ 355)

عن عبد الله بن جعفر المَخْرَمي

والبيهقي (8/ 233 - 234)

عن عبد الحميد بن سليمان المخرمي

وابن الأعرابي (ق5/أ)

عن محمد بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري

وأبو يعلى (2743)

عن زهير بن محمد التميمي

وأحمد (1/ 269 و 317) وعبد بن حميد (587) والطحاوي في "المشكل"(3835) والآجري في "ذم اللواط"(26) والبيهقي في "معرفة السنن"(12/ 313) و"الصغرى"(3230)

عن سليمان بن بلال المدني

والخرائطي في "المساوئ"(443)

عن سعيد بن سلمة بن أبي الحسام المدني

وأبو داود (4464) وابن ماجه (2561) والترمذي (1455) وفي "العلل"(2/ 620) وابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي"(ق14/ ب) والنسائي في "الكبرى"(7337 و 7339 و 7340) وأبو يعلى (2462 و 2463) والطحاوي في "المشكل"(3830 و 3834) والخرائطي في "المساوئ"(441) والطبراني في "الكبير"(11546) والآجري (14و15 و 27) وابن عدي (5/ 1768) والدارقطني (3/ 124 و 126) والحاكم (4/ 356) وابن حزم في "المحلى"(13/ 456 و 457) والبيهقي (8/ 231 و 233) و"معرفة السنن"(12/ 315 - 316) و"الصغرى"(3234) و"الشعب"(4988 و 5002) والبغوي في "شرح السنة"(10/ 309)

(1) 15/ 223 و 224 (كتاب الديات- باب قول الله تعالى: {أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ} [المائدة: 45])

ص: 4858

عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَردي

وأحمد (1/ 317) وابن أبي الدنيا في "ذم الملاهي"(ق17/أ) والبيهقي (8/ 231)

عن عبد الرحمن بن أبي الزناد

وأحمد (1/ 217 و 317) وابن عدي (5/ 1768 - 1769)

عن محمد بن إسحاق المدني

كلهم عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به، ومن وجدتموه يأتي بهيمة فاقتلوه واقتلوا البهيمة معه"

اللفظ لحديث المخرمي وغيره.

وفي حديث الدراوردي عند أبي داود وغيره "قال: قلت له: ما شأن البهيمة؟ قال: ما أراه قال ذلك إلا أنّه كره أن يؤكل لحمها وقد عمل بها ذلك العمل".

وفي لفظ للدراوردي (1) عند البيهقي والآجري والطبراني والنسائي "لعن الله من تولى غير مواليه، ولعن الله من غير تخوم الأرض، ولعن الله من كمه أعمى عن السبيل، ولعن الله من لعن والده، ولعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من وقع على بهيمة، ولعن الله من عَمِلَ عَمَلَ قوم لوط- ثلاثا-"

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال أبو داود: ليس هذا بالقوي"

وقال النسائي: عمرو ليس بالقوي"

وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا.

وقد روى سفيان الثوري عن عاصم عن أبي رزين عن ابن عباس أنّه قال: من أتى بهيمة فلا حد عليه.

حدثنا بذلك محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان الثوري.

وهذا أصح من الحديث الأول.

(1) ولابن أبي الزناد أيضا.

ص: 4859

وسألت محمدا عن حديث عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس، فقال: عمرو بن أبي عمرو صدوق ولكن روى عن عكرمة مناكير ولم يذكر في شيء من ذلك أنّه سمع من عكرمة.

قلت له: فأبو رزين سمع من ابن عباس؟ فقال: قد أدركه وروى عن أبي يحيى عن ابن عباس، ولا أقول بحديث عمرو بن أبي عمرو أنّه من وقع على بهيمة يقتل" السنن 4/ 57 والعلل 2/ 621 - 622

وقال الحافظ: وضعفه ابن معين (1) والنسائي وعثمان الدارمي لروايته عن عكرمة حديث البهيمة" مقدمة الفتح 2/ 199

قلت: والموقوف أخرجه عبد الرزاق (13497) وابن أبي شيبة (10/ 5) وأبو داود (4465) والنسائي في "الكبرى"(تحفة الأشراف 5/ 158) والطبري (1/ 552 و 553) والطحاوي في "المشكل"(9/ 440 و 441و 441 - 442) والحاكم (4/ 356) والبيهقي (8/ 234) من طرق عن عاصم بن أبي النَّجُود عن أبي رزين عن ابن عباس قال: فذكره.

قال أبو داود: حديث عاصم يضعف حديث عمرو بن أبي عمرو"

وقال الترمذي: وهذا أصح من الحديث الأول"

وقال البيهقي: قد رويناه من أوجه عن عكرمة ولا أرى عمرو بن أبي عمرو يقصر عن عاصم بن بَهْدلة في الحفظ كيف وقد تابعه على روايته جماعة، وعكرمة عند أكثر الأئمة من الثقات الأثبات"

قلت: وممن تابع عمرو بن أبي عمرو على رواية هذا الحديث عن عكرمة غير واحد، منهم:

1 -

عباد بن منصور البصري.

أخرجه الآجري (25) والحاكم (4/ 355) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 343) وابن حزم (13/ 456) والبيهقي (8/ 233)

عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف

وابن عدي (4/ 1645) والبيهقي (8/ 232) وفي "الشعب"(5088)

(1) قال ابن معين: عمرو بن أبي عمرو ثقة ينكر عليه حديث عكرمة عن ابن عباس رفعه "اقتلوا الفاعل والمفعول به" الكامل 5/ 1768

ص: 4860

عن عبد الله بن بكر السهمي

والطبري (1/ 550)

عن عون بن عُمارة العبدي

ثلاثتهم عن عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "اقتلوا مُواقع البهيمة والبهيمةَ، والفاعل والمفعول به في اللوطية، واقتلوا كل مواقع ذات محرم" اللفظ اللطبري

واختلف فيه على عباد:

• فقال أبو داود الطيالسي: عن عباد عن عكرمة عن ابن عباس قوله.

أخرجه ابن عدي (4/ 1645) من طريق أبي كامل فضيل بن حسين الجَحْدري ثنا الطيالسي به.

قال أبو كامل: فقلت أنا لأبي داود: لم يرفعه وليس بمرفوع، فقال: أهابه"

• وقال يزيد بن هارون: عن عباد عن الحكم عن ابن عباس قوله.

أخرجه الطبري (1/ 551)

وعباد بن منصور مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وقال ابن حبان: كل ما روى عن عكرمة سمعه من إبراهيم بن أبي يحيى عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس فدلسها عن عكرمة.

2 -

داود بن الحصين المدني.

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 8) وأحمد (1/ 300) وابن ماجه (2564) والطبري (1/ 554 و555) والطحاوي في "المشكل"(3831) وابن حبان في "المجروحين"(1/ 110) والطبراني في "الكبير"(11568 أو 11569) و"الأوسط"(9346) والدارقطني (3/ 126) وابن حزم (13/ 457) والبيهقي (8/ 232 و 234) من طرق عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "اقتلوا الفاعل والمفعول به في عمل لوط، والبهيمة والواقع على البهيمة، ومن وقع على ذات محرم فاقتلوه"

اللفظ لأحمد.

قال ابن حبان: هذا باطل لا أصل له"

وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر لم يروه غير ابن أبي حبيبة" العلل 1/ 455

قلت: وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

ص: 4861

لكنه لم ينفرد به بل تابعه:

أ- إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي.

أخرجه عبد الرزاق (13492)

والأسلمي كذبه ابن معين وغيره.

ب- إبراهيم بن إسماعيل بن مُجَمِّع الأنصاري.

أخرجه الطبري (1/ 555 - 556)

وإبراهيم قال ابن معين وغيره: ضعيف.

3 -

ابن جريج.

أخرجه الخرائطي في "المساوئ"(442 و 574) وفي "اعتلال القلوب"(ص 111) عن علي بن داود القنطري ثنا عبد الله بن صالح ثنا يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "اقتلوا الفاعل والمفعول به، والذي يأتي البهيمة، والبهيمة، والذي يأتي ذات محرم".

عبد الله بن صالح ويحيى بن أيوب مختلف فيهما، والباقون ثقات.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(5003) من طريق أبي القاسم إسحاق بن إبراهيم بن سُنَيْن الختلي ثنا يزيد بن خالد بن مَوْهَب ثنا مفضل بن فضالة عن ابن جريج به.

والختلي قال الدارقطني: ليس بالقوي، وابن جريج مدلس ولم يذكر سماعا من عكرمة.

4 -

حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(11527) عن علي بن سعيد الرازي ثنا عبد العزيز بن يحيى المديني ثنا سليمان بن بلال عن حسين بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به".

وحسين بن عبد الله قال البخاري: ذاهب الحديث.

3481 -

"من أتى جنازة في أهلها فله قيراط، فإن تبعها فله قيراط، فإن صلى عليها فله قيراط، فإن انتظرها حتى تدفن فله قيراط"

قال الحافظ: وقد روى البزار من طريق عجلان عن أبي هريرة مرفوعا: فذكره" (1)

ضعيف

(1) 3/ 437 (كتاب الجنائز- باب فضل اتباع الجنائز)

ص: 4862

أخرجه مسلم في "التمييز"(83) والبزار (كشف 823) من طريق مَعْدي بن سليمان أبي عثمان صاحب الطعام قال: سمعت محمد بن عجلان يذكر عن أبيه عن أبي هريرة قال: من أتى جنازة فانصرف عليها إلى أهلها كان له قيراط، فإذا شيعها كان له قيراط، فإذا صلي عليها كان له قيراط، فإذا جلس حتى يقضي قضاؤها كان له قيراط.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "والقيراط مثل جبل أُحُد، أو أعظم من جبل أحد"

السياق لمسلم ولم يصرّح برفع أوله، ورفعه البزار.

قال مسلم: فهذه الرواية، المتقنون من أهل الحفظ على خلافها، وإنّهم لم يذكروا في الحديث إلا قيراطين، قيراط لمن صلى عليها، ثم يرجع، ولمن انتظر دفنها قيراطان. كذلك روى أصحاب أبي هريرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويروى عن غير أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بوجوه ذوات عدد سنذكرها إن شاء الله.

فأما حديث معدي بن سليمان في روايته من ذكر أربعة قراريط، فلم يواطأ عليه من وجه من الوجوه المعروفة، وخولف في إسناده عن ابن عجلان"

وقال البزار: لا نعلم رواه إلا معدي"

قلت: وهو ضعيف كما قال النسائي، وقال أبو زرعة: واهي الحديث يحدث عن ابن عجلان بمناكير.

3482 -

"من أتى حائضا أو كاهنا فقد كفر"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي" (1)

هو من حديث أبي هريرة وله عنه طرق:

الأول: يرويه حماد بن سلمة عن حكيم الأثرم عن أبي تَمِيمة الهُجَيمي عن أبي هريرة مرفوعاً "من أتى حائضا، أو امرأة في دبرها، أو كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر (2) بما أنزل على محمد"

أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة"(482) وأحمد (2/ 408 و 476) والبخاري في "الكبير"(2/ 1 /16 - 17) وأبو داود (3904) وابن ماجه (639) والترمذي (135) والنسائي في "الكبرى"(9016 و 9017) وابن الجارود (107) والخلال في "السنة"(1251 و 1252 و1401 و 1427) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(117) وابن المنذر في

(1) 15/ 200 (كتاب الحدود- باب رمي المحصنات)

(2)

وفي لفظ "برئ"

ص: 4863

"الأوسط"(2/ 209) والعقيلي (1/ 318) وابن عدي (2/ 637) وابن بطة في "الإبانة"(994 و 1014) وابن أبي زمنين في "أصول السنة"(160) والبيهقي (7/ 198) وفي "معرفة السنن"(10/ 163 - 164) من طرق عن حماد بن سلمة به.

- ورواه أبو نعيم الفضل بن دُكين عن حماد واختلف عنه:

• فرواه الدارمي (1141) عن أبي نعيم (1) مرفوعا.

وتابعه فهد بن سليمان بن يحيى ثنا أبو نعيم به.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 45) وفي "المشكل"(6130)

• ورواه ابن أبي شيبة (4/ 252 - 253) عن أبي نعيم موقوفا على أبي هريرة.

والأول أصح.

قال البخاري: هذا حديث لا يتابع عليه، ولا يعرف لأبي تميمة سماع من أبي هريرة في البصريين"

وقال الترمذي: لا نعرف هذا الحديث إلا من حديث حكيم الأثرم عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي هريرة، وضعف محمد هذا الحديث من قبل إسناده"

وقال البزار: هذا حديث منكر، وحكيم لا يحتج به، وما انفرد به فليس بشيء" تلخيص الحبير 3/ 180

وقال الذهبي: ليس إسناده بالقائم" الكبائر ص 178

قلت: حكيم وثقه ابن المديني وأبو داود وغيرهما، وأبو تميمة واسمه طَرِيف بن مجالد وثقه ابن معين وغيره لكنه لم يذكر سماعا من أبي هريرة فلا أدري أسمع منه أم لا.

الثاني: يرويه سهيل بن أبي صالح عن الحارث بن مُخَلَّد عن أبي هريرة به مرفوعا.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 44) من طريق إسماعيل بن عياش عن سهيل به.

وإسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة، وهذه منها فإنّ سهيلا مدني.

وقد رواه غير واحد عن سهيل بغير هذا اللفظ:

(1) وهو في كتاب "الصلاة"(15) له رواية عبد الله بن محمد بن النعمان التيمي عنه مرفوعا.

ص: 4864

فرواه سفيان (1) الثوري عن سهيل بلفظ "ملعون من أتى امرأة في دبرها"

أخرجه أحمد (2/ 444 و 479) وأبو داود (2162) والنسائي في "الكبرى"(9015) والبيهقي في "المعرفة"(10/ 164)

ورواه غير واحد عن سهيل بلفظ "لا ينظر الله إلى رجل جامع امرأته في دبرها"

أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 253) وأحمد (2/ 344) والنسائي في "الكبرى"(9013) والخرائطي في "المساوئ"(477) والبيهقي (7/ 198) وفي "الصغرى"(2483)

عن وهيب بن خالد البصري

وعبد الرزاق (20952) وأحمد (2/ 272) والنسائي في "الكبرى"(9014) والبيهقي (7/ 198) وفي "الشعب"(4991) والبغوي في "شرح السنة"(2297) والمزي (5/ 279)

عن مَعْمَر بن راشد

والنسائي في "الكبرى"(9012) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 44) وابن الأعرابي (ق 19 /أ) والطبراني في "الأوسط"(6353)

عن يزيد بن عبد الله بن الهاد

وابن ماجه (1923) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 44) وفي "المشكل"(6133)

عن عبد العزيز بن المختار البصري

والخرائطي في "المساوئ"(478)

عن سليمان بن بلال المدني

كلهم عن سهيل به.

قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 2/ 110

قلت: الحارث بن مخلد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق، وقال البزار: ليس بمشهور، وقال ابن القطان الفاسي: لم تعرف حاله، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول الحال.

(1) وأخرجه الدارمي (1145) من طريقه بلفظ "من أتى امرأة في دبرها لم ينظر الله تعالى إليه يوم القيامة"

ص: 4865

الثالث: يرويه عوف بن أبي جميلة عن خِلاس بن عمرو الهَجَري عن أبي هريرة مرفوعاً "من أتى عرافا أو كاهنا فسأله فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم"

أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة"(503)

عن النضر بن شميل المازني

والخلال في "السنة"(1398) وابن بطة في "الإبانة"(992)

عن روح بن عبادة البصري (1)

والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 652)

عن القاسم بن مالك الكوفي

ثلاثتهم عن عوف به.

ورواه يحيى القطان عن عوف قال: ثنا خلاس عن أبي هريرة والحسن به مرفوعا

أخرجه أحمد (2/ 429)

ومن طريقه الخلال (1400) وابن بطة (993)

3483 -

"من أتى عرافا لم تقبل له صلاة"

سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه مسلم (2230) من حديث امرأة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا "من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما"

3484 -

"من أتى كاهنا أو عرافا فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد"

قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن والحاكم من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره، وله شاهد من حديث جابر وعمران بن حصين أخرجهما البزار بسندين جيدين ولفظهما "من

(1) هكذا رواه أحمد بن حنبل ومحمد بن عبيد الله بن المنادي عن روح عن عوف عن خلاس عن أبي هريرة.

ورواه الحارث بن أبي أسامة عن روح عن عوف عن خلاس ومحمد عن أبي هريرة.

أخرجه الحاكم (1/ 8) والبيهقي (8/ 135)

وهكذا رواه عبيد الله بن موسى عن عوف.

أخرجه الحاكم والبيهقي أيضا.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرطهما جميعا من حديث ابن سيرين"

وقال الذهبي في "الكبائر"(ص 123): إسناده صحيح رواه عوف عن ابن سيرين عن أبي هريرة"

قلت: وهو كما قال.

(2)

1/ 245 (كتاب الوضوء- باب لا تقبل صلاة بغير طهور)

ص: 4866

أتى كاهنا" وأخرجه مسلم من حديث امرأة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ومن الرواة من سماها حفصة بلفظ "من أتى عرافا" وأخرجه أبو يعلى من حديث ابن مسعود بسند جيد لكن لم يصرّح برفعه، ومثله لا يقال بالرأي ولفظه "من أتى عرافا أو ساحرا أو كاهنا" واتفقت ألفاظهم على الوعيد بلفظ حديث أبي هريرة إلا حديث مسلم فقال فيه "لم يقبل لهما صلاة أربعين يوما" (1)

صحيح

ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث عمران بن حُصين ومن حديث ابن مسعود ومن حديث واثلة بن الأسقع ومن حديث امرأة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ومن حديث أبي العُشَراء الدارمي عن أبيه

فأما حديث أبي هريرة فقد تقدم الكلام عليه فانظر حديث "من أتى حائضا"

وأما حديث جابر فأخرجه البزار (كشف 3045) عن عقبة بن سنان الهدادي البصري ثنا غسان بن مضر ثنا سعيد بن يزيد عن أبي نَضْرة عن جابر مرفوعا "من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم"

وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن جابر إلا من هذا الوجه، ولم نسمع أحدا يحدث به عن غسان إلا عقبة"

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح خلا عقبة بن سنان وهو ضعيف" المجمع 5/ 117

قلت: لم أر من ضعفه، وذكره ابن أبي حاتم في كتابه وقال: روى عن غسان بن مضر وعثمان بن عثمان الغطفاني سمع منه أبي وسئل عنه فقال: صدوق.

ومن قال فيه أبو حاتم: صدوق، فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه كما قال ابن أبي حاتم (1/ 1/ 37) وحديثه هذا له شواهد فيتقوى بها، وباقي رجال الإسناد كلهم ثقات فهو إسناد حسن.

وأما حديث عمران فأخرجه البزار (كشف 3044) عن محمد بن مرزوق ثنا شيبان ثنا أبو حمزة العطار عن الحسن عن عمران مرفوعا "ليس منا من تَطير أو تُطير له، أو تَكهن أو تُكهن له، أو سحر أو سُحر له، ومن عَقد عُقدة، أو قال عُقد عُقدة، ومن أتى كاهنا فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم"

(1) 12/ 327 (كتاب الطب- باب الكهانة)

ص: 4867

ومن هذا الطريق أخرجه الدولابي في "الكنى"(2/ 166) والطبراني في "الكبير"(18/ 162)

قال البزار: قد روي بعضه من غير وجه فأما بتمامه ولفظه فلا نعلمه إلا عن عمران بهذا الطريق، وأبو حمزة بصري لا بأس به"

وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح خلا إسحاق بن الربيع وهو ثقة" المجمع 5/ 117

قلت: هو أبو حمزة العطار وهو مختلف فيه، والحسن هو البصري والأكثر على أنّه لم يسمع من عمران بن حصين، وعلى فرض صحة سماعه منه فإنّه مدلس ولم يذكر سماعا من عمران.

وأما حديث ابن مسعود فأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2/ 772) عن يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني ثنا أبو خالد الأحمر عن عمرو بن قيس عن أبي إسحاق عن هُبَيْرة عن ابن مسعود مرفوعا "من أتى كاهنا أو عرافا فصدّقه بما يقول فقد برئ مما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم"

وأخرجه ابن عدي (3/ 1130 و 7/ 2694) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 104) من طرق عن الحماني به.

والحماني مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره.

وخالفه هارون بن إسحاق بن محمد الكوفي فرواه عن أبي خالد الأحمر موقوفا على ابن مسعود.

أخرجه أبو القاسم البغوي (2/ 772) وابن عدي (7/ 2694)

وتابعه أبو سعيد الأشج في "حديثه"(36) ثنا أبو خالد سليمان بن حيان به.

وأخرجه البزار (1873) عن الأشج به.

وهذا أصح (1)، وقد رواه جماعة عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يَريم عن ابن مسعود قوله، منهم:

1 -

شعبة (2).

(1) وكذا صحح الدارقطني وقفه في "العلل"(5/ 329) وقال: وهم الحماني في رفعه"

(2)

وقع في حديثه تصريح أبي إسحاق بالسماع من هبيرة.

ص: 4868

أخرجه الطيالسي (ص 50) وأبو القاسم البغوي (1/ 371 و 2/ 770 و 771) والدارقطني في "العلل"(5/ 329)

2 -

سفيان الثوري.

أخرجه الخلال في "السنة"(1407و 1484) وأبو القاسم البغوي (2/ 771) وابن عدي (7/ 2593) واللالكائي في "السنة"(1900) والبيهقي (8/ 136)

3 -

إسرائيل بن يونس الكوفي.

أخرجه أبو القاسم (2/ 770) والدارقطني في "العلل"(5/ 329)

4 -

زهير بن معاوية الكوفي.

أخرجه أبو القاسم والدارقطني.

5 -

أبو الأحوص سلّام بن سليم الكوفي.

أخرجه أبو القاسم (2/ 771 - 772)

6 -

أبو بكر بن عياش.

أخرجه أبو القاسم

7 -

شريك بن عبد الله القاضي.

أخرجه أبو القاسم

8 -

السيد بن عيسى الكوفي.

أخرجه أبو القاسم

9 -

مَعْمر بن راشد.

أخرجه أبو القاسم (2/ 772)

10 -

عبد العزيز بن مسلم القَسْملي.

أخرجه أبو القاسم

11 -

إبراهيم بن طهمان الخراساني.

أخرجه أبو يعلى (5408) وأبو الشيخ في "حديثه"(92)

12 -

عبد الله بن زيد.

ص: 4869

أخرجه الهيثم بن كليب (891)

13 -

جرير بن حازم البصري.

أخرجه ابن وهب في "الجامع"(687)

وهبيرة بن يريم مختلف فيه.

وللحديث ثلاثة طرق أخرى موقوفة على ابن مسعود.

الأول: يرويه إبراهيم النخعي واختلف عنه:

- فرواه الأعمش عن إبراهيم واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن الأعمش عن إبراهيم عن همام بن الحارث عن ابن مسعود.

أخرجه البزار (1931)

عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي

وأبو القاسم البغوي (2/ 773)

عن عَبيدة بن حُميد الكوفي

والخلال في "السنة"(1409)

عن سفيان الثوري

ثلاثتهم عن الأعمش به.

• وقال رَوح بن عبادة البصري: عن شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن همام عن حذيفة.

أخرجه أبو القاسم البغوي (2/ 773)

وقال: هكذا قال روح: عن حذيفة"

يعني أنّ الصواب عن ابن مسعود.

• وقال عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلي: عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(10005) عن العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا عيسى بن إبراهيم البِرَكي ثنا عبد العزيز بن مسلم به.

ص: 4870

- ورواه الحسن بن عمرو الفُقَيمي عن فضيل بن عمرو عن إبراهيم عن ابن مسعود.

أخرجه الخلال (1301)

الثاني: يرويه شعبة واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن شعبة أخبرني سلمة بن كهيل عن حبة العُرَني أنّ ابن مسعود قال: فذكره.

أخرجه أبو القاسم البغوي (2/ 774)

عن أبي داود الطيالسي

و (2/ 773)

عن النضر بن شميل المازني

والخلال (1302)

عن محمد بن جعفر غُندر

وابن عدي (5/ 1665)

عن العباس بن الفضل الأنصاري

أربعتهم عن شعبة به.

- وقال وهب بن جرير بن حازم: عن شعبة عن سلمة عن حبة عن علي أو ابن مسعود.

أخرجه أبو القاسم البغوي (2/ 773)

- وقال سعيد بن عامر البصري: عن شعبْة عن سلمة عن أبي الزعراء عن ابن مسعود.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1476)

والأول أصح لأنّ محمد بن جعفر كان من أثبت الناس في حديث شعبة.

وحبة العرني مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

الثالث: يرويه معمر بن راشد عن قتادة عن ابن مسعود.

أخرجه عبد الرزاق (20348)

وقتادة لم يلق ابن مسعود.

ص: 4871

وأما حديث واثلة فأخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 69) من طريق سليمان بن أحمد الواسطي ثنا يحيى بن الحجاج ثنا عيسى بن سنان عن أبي بكر بن بشير قال: سمعت واثلة بن الأسقع يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من أتى كاهنا فسأله عن شيء حجبت عنه التوبة أربعين ليلة، فإن صدّقه بما قال كفر"

قال الهيثمي: وفيه سليمان بن أحمد الواسطي وهو متروك" المجمع 5/ 118

وأما حديث المرأة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فأخرجه مسلم (2230)

ولفظه "من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة"

وأما حديث أبي العشراء عن أبيه فأخرجه ابن المقرئ في "المعجم"(171) عن أبي عبيد محمد بن أحمد الصيرفي ثنا الحسين بن الحسن بن السكن البصري ثنا عياش بن بكار الضبي ثنا حماد بن سلمة عن أبي العشراء عن أبيه مرفوعا "من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد"

وإسناده ضعيف، أبو العشراء قال البخاري: في حديثه وسماعه من أبيه نظر، وقال ابن سعد وغيره: مجهول.

وقال الذهبي في "الميزان": لا يدرى من هو ولا من أبوه.

3485 -

"من أتى كاهنا فصدّقه بما يقول فقد برئ مما أنزل على محمد، ومن أتاه غير مصدّق له لم تقبل صلاته أربعين يوما"

قال الحافظ: ووقع عند الطبراني من حديث أنس بسند لين مرفوعا بلفظ: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(1/ 303) والطبراني (2) في "الأوسط"(6666) وابن عدي (3/ 1015) من طريق محمد بن أبي السري العسقلاني ثنا رشدين بن سعد عن جرير بن حازم عن قتادة عن أنس به مرفوعا.

زاد ابن عدي "أو عرافا" وقال "فقد كفر"

قال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإسناد لا يرويه عن جرير بن حازم غير رشدين، ولا أعلم رواه عن رشدين غير ابن أبي السري"

(1) 12/ 327 (كتاب الطب- باب الكهانة)

(2)

وقال: لم يرو هذا الحديث عن قتادة إلا جرير بن حازم، ولا عن جرير إلا رشدين، تفرد به ابن أبي السري"

ص: 4872

قلت: ورشدين ضعيف الحديث كما قال الفلاس وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وغيرهم.

3486 -

"من أحب أن يتمثّل له الرجال قياما"

سكت عليه الحافظ (1).

صحيح

وهو من حديث معاوية، وله عنه طرق:

الأول: يرويه حبيب بن الشهيد البصري عن أبي مِجْلَز لاحق بن حُميد قال: خرج (2) معاوية (3) على ابن الزبير وابن عامر (4)، فقام (5) ابن عامر، وجلس (6) ابن الزبير (7)، فقال معاوية لابن عامر: اجلس (8)، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من أحب (9) أن يَمْثُلَ (10) له الرجال (11) قياما فليتبوأ مقعده (12) من النار"

أخرجه ابن سعد (517) وابن أبي شيبة (8/ 586) وأحمد (4/ 91 و 93 و100) وهناد في "الزهد"(837) والبخاري في "الأدب المفرد (977) وعبد بن حميد (413) وأبو داود (5229) والترمذي (5/ 90 و91) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 2/ 568 و 569) والدولابي في "الكنى" (1/ 95) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1/ 643 - 644) والطحاوي في "المشكل" (1127) والخرائطي في "المساوئ" (847 و 848 و 849 و850) وابن قانع في "الصحابة" (3/ 72) والطبراني في "الكبير" (19/ 351 و351 - 352 و 352)

(1) 1/ 233 (كتاب العلم- باب من سأل وهو قائم) وانظر حديث "ما من رجل يكون على الناس فيقوم على رأسه"

(2)

ولفظ عبد بن حميد وغيره "دخل معاوية بيتا فيه عبد الله بن عامر وعبد الله بن الزبير"

وعند هناد "عبد الله بن جعفر" مكان "عبد الله بن عامر"

(3)

زاد أبو نعيم "يوم الجمعة"

(4)

زاد البخاري وغيره "وهما قعود"

(5)

ولفظ ابن سعد "فلما رآه ابن عامر قام"

(6)

ولفظ هناد وغيره "ولم يقم" ولفظ الطحاوي وغيره "وثبت"

(7)

زاد أحمد وغيره "وكان أوزنهما" ولفظ ابن سعد "وكان أرجح الرجلين"

(8)

ولفظ أحمد "مه" وزاد ابن سعد وغيره "يا ابن عامر"

(9)

ولفظ ابن أبي شيبة وغيره "سَرَّه"

(10)

ولفظ الدولابي وغيره "يتمثل"

(11)

ولفظ ابن سعد "العباد" ولفظ البخاري وغيره "عباد الله" ولفظ الطبري "بنو آدم"

(12)

ولفظ البخاري وغيره "بيتا"

ص: 4873

والآجري في "الشريعة"(1948 و 1949 و1950) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 219) والبيهقي في "المدخل"(720) وفي "الشعب"(7811) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3330) من طرق عن حبيب بن الشهيد به.

واللفظ لأبي داود وغيره.

وفي حديث سفيان الثوري عن حبيب بن الشهيد عند الترمذي والخرائطي "خرج معاوية فقام عبد الله بن الزبير وابن صفوان حين رأوه فقال: اجلسا، وذكر الحديث.

والأول أصح.

قال الترمذي: هذا حديث حسن"

قلت: إسناده صحيح إن كان أبو مجلز سمع معاوية فإني لم أر أحدا صرّح بسماعه منه.

الثاني: يرويه المغيرة بن مسلم أبو سلمة الخراساني ثنا عبد الله بن بريدة قال: سمعت معاوية يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من سَرَّه (1) أن يستجِمَّ (2) له بنو آدم (3) قياما، وجبت له النار"

وفي لفظ "خرج معاوية ذات يوم فوثبوا في وجهه قياما، فقال: اجلسوا، اجلسوا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من سَرَّه أن يسْتَخِمَّ له بنو آدم دخل النار"

أخرجه الطبري (2/ 567 و 568) واللفظ الثاني له والطحاوي في "المشكل"(1125) والطبراني في "الكبير"(19/ 362) و"الأوسط"(9223) والبيهقي "المدخل"(721) والخطيب في "التاريخ"(13/ 193) واللفظ الأول له وأبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء"(ص35) من طرق عن المغيرة بن مسلم به.

وإسناده حسن، المغيرة صدوق، وعبد الله ثقة.

الثالث: يرويه عمر بن عبد العزيز عن أبيه عن جده عن معاوية مرفوعا "من سرّه إذا رأته الرجال مقبلا أن يتمثلوا له قياما فليتبوأ بيتا في النار"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 320) من طريق بقية بن الوليد عن مبشر بن عبيد عن عمر.

(1) وفي لفظ "أحب"

(2)

وفي لفظ "يتمثل" وفي لفظ آخر "يستخيم"

(3)

ولفظ الطحاوي "الرجال"

ص: 4874

ومبشر بن عبيد قال أحمد والدارقطني وغيرهما: يضع الحديث.

الرابع: يرويه قتادة عن أبي شيخ الهُنَائي أنّه حدّثه أنّ معاوية دخل بيتا فيه عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عامر، فقام عبد الله بن عامر لمعاوية يعظمه بذلك ويفخمه، فقال معاوية: اجلس، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من أحبّ أن يمثل له العباد قياما فليتبوأ مقعده من النار"

أخرجه الآجري (1951) عن عبد الله بن أبي داود السجستاني ثنا أحمد بن حفص بن عبد الله ثني أبي ثني إبراهيم بن طهمان عن سعيد عن قتادة به.

وإسناده صحيح.

الخامس: يرويه الأوزاعي عن شيخ من أهل الحجاز قال: دخل معاوية على ابن الزبير وعنده ابن عامر في بيت، فلما بصرا به قام عبد الله بن عامر، فقال معاوية: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من أحب أن يمثل الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار"

أخرجه المعافى بن عمران في "الزهد"(82) عن الأوزاعي به.

وإسناده ضعيف للشيخ الذي لم يسم.

3487 -

"من أحب أن ينسك عن ولده فليفعل، عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في أثناء حديث رفعه: فذكره" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الفاء فانظر حديث "الفرع حق"

3488 -

"من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث أبي أمامة، وللترمذي من حديث معاذ بن أنس نحو حديث أبي أمامة، وزاد أحمد فيه "ونصح لله" وزاد في أخرى "ويعمل لسانه في ذكر الله"(2)

حسن

(1) 12/ 9 (كتاب العقيقة- باب إماطة الأذى عن الصبي في العقيقة)

(2)

1/ 52 (كتاب الإيمان- باب الإيمان)

ص: 4875

أخرجه أبو داود (4681) واللالكائي في "السنة"(1618) والبيهقي في "الشعب"(8605) والذهبي (1) في "معجم الشيوخ"(2/ 347)

عن محمد بن شعيب بن شابور الأموي

والطبراني في "الكبير"(7737) وابن بطة في "الإبانة"(846) والبيهقي في "الشعب"(8605) والخطيب في "المتفق والمفترق"(1732) والشجري في "أماليه"(2/ 150)

عن صدقة بن خالد الدمشقي

والطبراني (7738) والبغوي في "شرح السنة"(3469) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(40/ 17)

عن سويد بن عبد العزيز السلمي الدمشقي

وابن عدي (6/ 2315)

عن مسلمة بن علي الخُشَني

والشجري في "أماليه"(2/ 152)

عن إسماعيل بن عياش

والذهبي (2) في "معجم الشيوخ"(2/ 233)

عن صدقة بن عبد الله السمين الدمشقي

كلهم عن يحيى بن الحارث الذِّماري عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة به مرفوعا.

زاد الطبراني والخطيب في حديث صدقة بن خالد "وإنّ من أقربكم إليّ (3) يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا"

وزاد سويد في حديثه "وإنّ أفضلكم أحسنكم أخلاقا، وإنّ من الإيمان حسن الخلق"

وإسناده حسن، الذماري وثقه ابن معين وجماعة، والقاسم وثقه البخاري وجماعة، وضعفه ابن حبان وغيره، فهو حسن الحديث.

(1) وقال: هذا حديث صحيح"

(2)

وقال: وهذا إسناد حسن"

(3)

ولفظ البيهقي "إلى الله"

ص: 4876

ولم ينفرد الذماري به بل تابعه:

1 -

عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي عن القاسم عن أبي أمامة به مرفوعا.

أخرجه ابن بطة (845) عن يحيى بن محمد بن صاعد ثنا أبو عبيدة بن أبي السَّفَر ثنا أبو أسامة ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به.

وقال: قال ابن صاعد: وما أراه إلا وهم في إسناده"

قلت: رواه عبد الرحمن بن صالح العتكي عن أبي أسامة فأوقفه على أبي أمامة.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان"(17)

وتابعه محمد بن زياد بن فروة ثنا أبو أسامة به.

أخرجه اللالكائي (1714)

وعبد الرحمن بن يزيد الذي يروي عنه أبو أسامة هو ابن تميم لا ابن جابر، قال ذلك جماعة منهم: البخاري وأبو داود ومحمد بن عبد الله بن نمير ويعقوب بن سفيان والدارقطني وغيرهم.

وقال موسى بن هارون: روى أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وكان ذلك وهما منه رحمه الله، هو لم يلق ابن جابر وإنما لقي عبد الرحمن بن يزيد بن تميم فظن أنّه ابن جابر، وابن جابر ثقة، وابن تميم ضعيف.

2 -

مكحول.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(7613) و"الأوسط"(9079) و"مسند الشاميين"(3447) من طريق مُنَبِّه بن عثمان اللخمي ثني صدقة بن عبد الله ثني النعمان بن المنذر عن مكحول والذماري عن القاسم عن أبي أمامة به مرفوعا.

ومن طريقه أخرجه الشجري في "أماليه"(2/ 140)

ورواه عمرو بن أبي سلمة الدمشقي عن صدقة بن عبد الله فلم يذكر النعمان بن المنذر ولا مكحولا.

أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(32)

وصدقة بن عبد الله هو السمين قال النسائي وجماعة: ضعيف.

وتابعه يحيى بن حمزة الدمشقي عن النعمان بن المنذر عن مكحول والذماري عن القاسم عن أبي أمامة به.

ص: 4877

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1260) عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي ثني أبي عن أبيه به.

ومن طريقه أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"(1652)

وأحمد بن محمد تكلموا فيه (اللسان)

وأما حديث معاذ بن أنس الجهني فأخرجه أحمد (3/ 440) عن عبد الله بن يزيد المقرئ ثني سعيد بن أبي أيوب أبو يحيى ثني أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ الجهني عن أبيه رفعه "من أعطى لله تعالى ومنع لله وأحب لله وأبغض لله وأنكح لله فقد استكمل إيمانه".

ومن طريقه أخرجه الخلال في "السنة"(1616) وابن بطة (847)

وأخرجه الترمذي (2521) وابن نصر في "الصلاة"(395) والحاكم (2/ 164) والبيهقي في "الشعب"(15) من طرق عن عبد الله بن يزيد المقرئ به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن"

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: لم يخرج الشيخان لعبد الرحيم بن ميمون ولا لسهل بن معاذ شيئا، واختلف فيهما: وثقا وضعفا.

ولم ينفرد عبد الرحيم به بل تابعه زَبّان بن فائد عن سهل بن معاذ عن أبيه به.

أخرجه أحمد (3/ 438)

عن حسن بن موسى الأشيب

والطبراني في "الكبير"(20/ 188)

عن أسد بن موسى المصري

قالا: ثنا ابن لهيعة عن زبان به.

وابن لهيعة وزبان ضعيفان.

3489 -

عن ابن مسعود قال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه وهو بمكة: "من أحبّ منكم أن ينظر الليلة أثر الجن فليفعل" قال: فلم يحضر منهم أحد غيري، فلما كنا بأعلى مكة خط لي برجله خطا ثم أمرني أن أجلس فيه، ثم انطلق،

ص: 4878

ثم قرأ القرآن فغشيته أسودة كثيرة حالت بيني وبينه حتى ما أسمع صوته، ثم انطلقوا وفرغ منهم مع الفجر فانطلق.

قال الحافظ: رواه الزهري أخبرني أبو عثمان بن سنَّة الخزاعي أنه سمع ابن مسعود يقول: فذكره.

ولرواية الزهري متابع من طريق موسى بن عُلي بن رباح عن أبيه عن ابن مسعود قال: استتبعني النبي صلى الله عليه وسلم فقال "إنّ نفرا من الجن خمسة عشر بني أخوة وبني عم يأتونني الليلة فأقرأ عليهم القرآن" فانطلقت معه إلى المكان الذي أراد فخط لي خطا. فذكر الحديث نحوه، أخرجه الدارقطني وابن مردويه وغيرهما. وأخرجه ابن مردويه من طريق أبي الجوزاء عن ابن مسعود نحوه مختصرا" (1)

حديث الزهري أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة"(2316) والنسائي (1/ 35) وفي "الكبرى"(38) والطبري في "تفسيره"(26/ 32) والحاكم (2/ 503 - 504) وأبو نعيم في "الصحابة"(6924) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 230) والمزي (34/ 67 - 68) من طرق (2) عن يونس بن يزيد الأيلي عن ابن شهاب الزهري أخبرني أبو عثمان بن سَنَّة الخزاعي- وكان رجلا من أهل الشام- أنه سمع ابن مسعود يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه وهو بمكة "من أحبّ منكم أن يحضر الليلة أمر الجنّ فليفعل" فلم يحضر أحد منهم غيري. قال: فانطلقنا حتى إذا كنّا بأعلى مكة، خط لي برجله خطا، ثم أمرني أن أجلس، ثم انطلق حتى قام فافتتح القرآن، فغشيته أسودة كثيرة حالت بيني وبينه حتى ما أسمع صوته، ثم طفقوا يتقطعون مثل قطع السّحاب ذاهبين حتى بقي منهم وهي وفرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الفجر، فانطلق فتبرّز، ثم أتاني، فقال "ما فعل الرهط؟ " قلت: هم أولئك يا رسول الله، فأعطاهم رَوْثا وعظما زاداً، ثم نهى أن يستطيب أحد بعظم أو روث.

قال الحاكم: تداوله الأئمة الثقات عن رجل مجهول عن ابن مسعود"

وقال الذهبي: قلت: هو صحيح عند جماعة"

(1) 8/ 171 - 172 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب ذكر الجن)

(2)

رواه ابن وهب والليث بن سعد وأبو زرعة وهب الله بن راشد عن يونس بن يزيد به.

واختلف فيه على ابن وهب، فرواه أحمد بن عمرو بن السرح وهارون بن موسى بن طريف وأحمد بن

عبد الرحمن بن وهب وحرملة بن يحيى التُجيبي عن ابن وهب كما تقدم.

ورواه الربيع بن سليمان عن ابن وهب فجعله عن أبي عثمان بن سنة، ولم يذكر ابن مسعود.

أخرجه ابن مندة في "الصحابة"(الإصابة 11/ 284)

والأول أصح.

ص: 4879

وقال في "الميزان": ما أعرف روى عن أبي عثمان بن سنة غير الزهري"

قلت: فهو مجهول كما قال الحاكم.

ولم ينفرد يونس بن يزيد به بل تابعه عُقيل بن خالد الأيلي عن الزهري به.

أخرجه ابن ماجه في "تفسيره"(تهذيب الكمال 34/ 68) عن محمد بن عُزَيْز الأيلي عن سَلامة بن رَوْح عن عقيل به.

وأخرجه أبو الشيخ في "العظمة"(1102) عن إبراهيم بن محمد بن الحسن بن مَتُّويه الأصبهاني ثنا محمد بن عزيز به.

وأخرجه أبو نعيم في "الدلائل"(263) عن أبي الشيخ به.

وأما حديث موسى بن عُلَي بن رباح فأخرجه البيهقي في "الدلائل"(2/ 231) من طريق روح بن صلاح المصري ثنا موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن ابن مسعود قال: فذكر الحديث كما ساقه الحافظ وزاد: وأجلسني فيه وقال لي "لا تخرج من هذا" فبتّ فيه حتى أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم مع السحر في يده عظم حائل وروثة وحممة، فقال لي "إذا ذهبت إلى الخلاء فلا تستنجي بشيء من هؤلاء" قال: فلما أصبحت قلت: لأعلمن علمي حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فذهبت فرأيت موضع مبرك ستين بعيرا.

روح بن صلاح مختلف فيه، وثقه ابن حبان والحاكم، وضعفه ابن عدي والدارقطني وغيرهما.

وتابعه ابن وهب ثني موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن ابن مسعود أنّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن نستنجي بعظم حائل أو روثة أو حممة"

أخرجه الدارقطني (1/ 56) والخطابي في "الغريب"(1/ 238) والبيهقي في "الكبرى"(1/ 109 - 110) من طرق عن ابن وهب به.

وإسناده منقطع، قال الدارقطني: علي بن رباح لا يثبت سماعه من ابن مسعود ولا يصح"

وقال البيهقي: علي بن رباح لم يثبت سماعه من ابن مسعود"

وأما حديث أبي الجوزاء فأخرجه البيهقي في "الدلائل"(2/ 231 - 232) عن الحاكم وآخرين لم يسمهم قالوا: ثنا أبو العباس الأصم ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا عثمان بن عمر عن مُسْتَمر بن الريان عن أبي الجوزاء عن ابن مسعود قال: انطلقت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن حتى إذا أتى الحَجَون فخط عليّ خطا ثم تقدم إليهم فازدحموا عليه فقال سيد لهم يقال له: وردان: إني أنا أرحلهم عنك، فقال "إني لن يجيرني من الله أحد"

ص: 4880

ورواته ثقات إلا أنّ أبا الجوزاء واسمه أوس بن عبد الله لم يسمع من ابن مسعود (الكامل لابن عدي 1/ 402)

3490 -

"من احتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين كان شفاء من كل داء"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره، وهو من رواية سعيد بن عبد الرحمن الجُمَحي عن سهيل بن أبي صالح، وسعيد وثقه الأكثر ولينه بعضهم من قبل حفظه، وله شاهد من حديث ابن عباس عند أحمد والترمذي، ورجاله ثقات لكنه معلول، وشاهد آخر من حديث أنس عند ابن ماجه، وسنده ضعيف، وهو عند الترمذي من وجه آخر عن أنس لكن من فعله صلى الله عليه وسلم، وهذه الأحاديث لم يصح منها شيء" (1)

حسن

وحديث أبي هريرة أخرجه أبو داود (3861) عن أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي ثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعا.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 340)

وأخرجه الحاكم (4/ 210) من طريق أبي حاتم الرازي ثنا أبو توبة الربيع بن نافع به.

وقال: صحيح على شرط مسلم"

وقال البوصيري في "الحجامة"(ص 68): الإسناد صحيح"

قلت: الإسناد حسن، أبو توبة وأبو صالح ثقتان، وسعيد وسهيل صدوقان.

وحديث ابن عباس أخرجه الطيالسي (ص 347) ثنا عباد عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "خير ما تحتجمون فيه سبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين".

ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 340)

وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 82) وأحمد (1/ 354) وعبد بن حميد (574) وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(309) والحاكم (4/ 210) وابن الجوزي في "العلل"(1467)

عن يزيد بن هارون الواسطي

والترمذي (2053)

عن النضر بن شميل المازني

(1) 12/ 256 (كتاب الطب- باب أية ساعة يحتجم)

ص: 4881

كلاهما عن عباد بن منصور به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عباد بن منصور"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: عباد بن منصور مختلف فيه والأكثر على تضعيفه ويقال: إنّ ما رواه عن عكرمة إنما سمعه من إبراهيم بن أبي يحيى عن داود بن الحصين عن عكرمة، وإبراهيم متهم.

وقد رواه بعضهم عن عباد بن منصور فجعله من فعله صلى الله عليه وسلم.

فأخرج أبو الشيخ في "أخلاق النبي"(ص 258) من طريق سعيد بن عنبسة ثنا أبو عبيدة الحداد ثنا عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم لسبع عشرة أو لتسع عشرة أو واحد وعشرين.

وسعيد بن عنبسة هو الرازي أبو عثمان الخزاز كذبه ابن معين وابن الجنيد.

وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(3235) وفي "الشمائل"(1101) من طريق عون بن عمارة ثنا عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يستحب الحجامة لسبع عشرة وتسع عشرة واحدى وعشرين.

وإسناده ضعيف لضعف عون بن عمارة العبدي.

وللحديث طريق أخرى عند أبي سعد السمان في "مشيخته"(التدوين للرافعي 3/ 246 - 247) وفيها ليث بن أبي سليم وهو ضعيف.

وحديث أنس له عنه طرق:

الأول: يرويه زكريا بن ميسرة البصري عن النَّهَّاس بن قَهْم عن أنس مرفوعا "من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر أو تسعة عشر أو إحدى وعشرين ولا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله"

أخرجه ابن ماجه (3486) ثنا سويد بن سعيد ثنا عثمان بن مطر عن زكريا به.

وإسناده ضعيف، سويد مختلف فيه، وعثمان بن مطر الشيباني والنهاس بن قهم ضعفهما ابن معين وغيره، وزكريا بن ميسرة مستور كما في "التقريب".

الثاني: يرويه صفوان بن سليم عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أنس مرفوعا "خير ما تحتجمون فيه لسبع عشرة وتسعة عشرة وإحدى وعشرين"

أخرجه الدارقطني في "المؤتلف"(2/ 856) من طريق محمد بن عمر الواقدي ثنا محمد بن خوط عن صفوان به.

ص: 4882

والواقدي متروك.

الثالث: يرويه همام بن يحيى العَوْذي وجرير بن حازم البصري قالا: ثنا قتادة عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم في الأخْدَعَين والكاهِل، وكان يحتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين.

أخرجه الترمذي (2051) وفي "الشمائل"(347) والحاكم (4/ 210) والبغوي في "الشمائل"(1100) من طريق عمرو بن عاصم الكلابي ثنا همام (1) وجرير به.

وأخرجه الطيالسي (ص 267) عن جرير بن حازم البصري عن قتادة عن أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يحتجم في الأخدعين والكاهل"

وأخرجه ابن سعد (1/ 446) وابن أبي شيبة في "مسنده"(الإتحاف 5325) وفي "مصنفه"(8/ 26) وأحمد (3/ 119 أو 192) وأبو داود (3680) وابن ماجه (3483) وأبو يعلى (3048) وأبو بكر الشافعي في "فوائد"(783) وابن حبان (6077) والبيهقي (9/ 340) من طرق عن جرير بن حازم به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب"

وقالْ الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: عمرو بن عاصم صدوق، أخرج الشيخان روايته عن همام، ولم يخرجا روايته عن جرير، واختلف عن همام كما تقدم، وجرير بن حازم مستقيم الحديث إلا روايته عن قتادة، قال ابن معين: هو عن قتادة ضعيف.

واختلف عن قتادة، فرواه نصر القصاب عنه عن سعيد بن المسيب مرسلا.

أخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 2/ 106) عن عبد الله بن عثمان المروزي المعروف بعبدان عن أبيه عن شعبة ثني نصر القصاب به.

وقال: لا يصح"الكامل 7/ 2498

ومن طريقه أخرجه العقيلي (4/ 298) وابن عدي (7/ 2497)

قال البخاري: إن لم يكن هذا نصر بن طريف فلا أدري"

(1) واختلف عن همام، فرواه عفان بن مسلم البصري عنه عن قتادة مرسلا.

أخرجه ابن سعد (1/ 447)

ص: 4883

وأخرجه ابن عدي (7/ 2498) عن ابن أبي داود ثنا القاسم بن محمد المروزي ثنا عبدان به.

وقال: قال لنا ابن أبي داود: نصر هذا هو أبو جزي، وهو متروك الحديث"

3491 -

"من احتسب من صلبه ثلاثة دخل الجنة"

قال الحافظ: وفي رواية ابن حبان والنسائي من طريق حفص بن عبيد الله بن أنس عن أنس رفعه: فذكره.

وقال قبل ذلك: وروى النسائي وابن حبان من طريق حفص بن عبيد الله عن أنس أنّ المرأة التي قالت: واثنان، قالت بعد ذلك: يا ليتني قلت وواحد" (1)

أخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 2 / 421) والنسائي (4/ 20) وفي "الكبرى"(1999) وابن حبان (2943) والمزي (22/ 364 - 365) من طرق عن ابن وهب ثني عمرو بن الحارث ثني بكير بن عبد الله بن الأشج عن عمران بن نافع عن حفص بن عبيد الله عن أنس مرفوعا "من احتسب ثلاثة من صلبه دخل الجنة" فقامت امرأة فقالت: أو اثنان؟ قال "أو اثنان" قالت المرأة: يا ليتني قلت واحدا.

عمران بن نافع لم يرو عنه غير بكير بن عبد الله، ومع هذا فقد وثقه النسائي وابن حبان.

وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.

والباقون كلهم ثقات.

وللحديث شواهد ذكرها الحافظ في الباب.

3492 -

عن أبي هريرة مرفوعا "من احتكر حِكْرَة يريد أن يغالي بها على المسلمين فهو خاطئ"

قال الحافظ: أخرجه الحاكم" (2)

أخرجه الحاكم (2/ 12) وعنه البيهقي (6/ 30) من طريق إبراهيم بن إسحاق الغسيلي ثنا عبد الأعلي بن حماد النَّرْسي ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا "من احتكر يريد أن يتغالى بها على المسلمين فهو خاطئ، وقد برئت منه ذمة الله"

(1) 3/ 361 (كتاب الجنائز- باب فضل من مات له ولد فاحتسب)

(2)

5/ 251 (كتاب البيوع- باب ما يذكر في بيع الطعام والحكرة)

ص: 4884

سكت عليه الحاكم.

وقال الذهبي: قلت: الغسيلي كان يسرق الحديث"

قلت: ذكره ابن حبان في "المجروحين"(1/ 119 - 120) وقال: كان يقلب الأخبار ويسرق الحديث، والاحتياط في أمره الاحتجاج بما وافق الثقات من الأخبار وترك ما انفرد من الآثار.

ولم ينفرد حماد بن سلمة به بل تابعه أبو معشر عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا "من احتكر حكرة يريد أن يغلي بها على المسلمين فهو خاطئ"

أخرجه أحمد (2/ 351)

عن سريج بن النعمان الجوهري

وابن عدي (7/ 2518)

عن يونس بن محمد المؤدب

قالا: ثنا أبو معشر به.

وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي.

وله شاهد عن مَعمر بن عبد الله مرفوعا "لا يحتكر إلا خاطئ"

أخرجه مسلم.

3493 -

عن ابن عمر مرفوعا "من احتكر طعاما أربعين ليلة فقد برئ من الله وبرئ منه"

قال الحافظ: أخرجه أحمد والحاكم، وفي إسناده مقال" (1)

ضعيف

أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 104) وفي "مسنده"(إتحاف الخيرة 3676) وأحمد (2/ 33) عن يزيد بن هارون أنا أصبغ بن زيد الوراق ثنا أبو بشر ثنا أبو الزاهرية عن كثير بن مرة الحضرمي عن ابن عمر به مرفوعا وزاد "أيما أهل عَرْصَة ظل فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله"

(1) 5/ 251 (كتاب البيوع- باب ما يذكر في بيع الطعام والحكرة)

ص: 4885

ومن طريق أحمد أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 242) والضياء في "المختارة" كما في "النكت" لابن حجر (1/ 453)

وأخرجه البزار (كشف1311) وأبو يعلى (5746) وابن الأعرابي (ق 46 / ب) وابن عدي (1/ 399) والطبراني في "الأوسط" والدارقطني في "غرائب مالك" كما في "نصيب الراية"(4/ 262) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(2/ 310) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 100 - 101) وابن الجوزي (2/ 243) والضياء من طرق عن يزيد بن هارون به.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه"

وقال ابن عدي: الحديث غير محفوظ "

وقال أبو حاتم: هذا حديث منكر، وأبو بشر لا أعرفه" العلل1/ 392

قال ابن الجوزي: هذا الحديث لا يصح" وأعله بأصبغ بن زيد.

وقال ابن حزم: وهذا لا يصح لأنّ أصبغ بن زيد وكثير بن مرة مجهولان" المحلى 9/ 718

كذا قال، ولم يصب، أما أصبغ بن زيد فوثقه ابن معين وغيره، وقال أحمد وغيره: ليس به بأس.

زاد أحمد: ما أحسن رواية يزيد بن هارون عنه. وضعفه بعضهم.

وأما كثير بن مرة فوثقه ابن سعد والعجلي وابن حبان، وقال النسائي: لا بأس به.

والحديث اختلف فيه على أصبغ بن زيد، فرواه عمرو بن الحصين العقيلي عن أصبغ بن زيد فلم يذكر أبا بشر.

أخرجه الحاكم (2/ 11 - 12) وسكت عليه.

وقال الذهبي: قلت: عمرو تركوه، وأصبغ فيه لين"

وقال الحافظ في "النكت"(1/ 453): وعمرو بن الحصين أحد المتروكين المتهمين"

وقال في "القول المسدد"(ص 28 - 29): تنبيه: أبو بشر هو جعفر بن أبي وحشية من رجال الشيخين، وأبو الزاهرية اسمه حُدير بن غريب من رجال مسلم، ورواية أبي بشر عنه من باب رواية الأقران لأنّ كلا منهما من صغار التابعين"

قلت: لم يذكر أحد ممن أخرج هذا الحديث أنّ أبا بشر هو جعفر بن أبي وحشية، ولم أر أحدا ممن ترجم لجعفر بن أبي وحشية ذكر أبا الزاهرية في شيوخه ولا أصبغ بن زيد في تلاميذه.

ص: 4886

والصحيح أنّه غيره، فقد قال الحافظ في "التعجيل" (ص 469): أبو بشر صاحب المقري عن أبي الزاهرية وزيد بن ثوب وعنه أصبغ بن زيد الوراق وهاه يحيى بن معين وقال أبو حاتم: لا أعرفه. ووهم من قال: إنه أبو بشر المؤذن الذي أخرج له أبو داود في "المراسيل"، وقد فرق بينهما غير واحد"

وفي كتاب ابن أبي حاتم (4/ 2/ 347): سئل ابن معين عن أبي بشر الذي يحدث عن أبي الزاهرية الذي روى عنه أصبغ بن زيد فقال: لا شيء"

ولم ينفرد أبو بشر به بل تابعه أبو مهدي سعيد بن سنان الحنفى عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة عن ابن عمر به.

أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 426) عن داود بن رشيد الهاشمي ثنا محمد بن حرب عن أبي مهدي به.

وأبو مهدي قال البخاري ومسلم وابن حبان: منكر الحديث.

3494 -

حديث عمر مرفوعا "من احتكر على المسلمين طعامهم ضربه الله بالجذام والإفلاس"

قال الحافظ: رواه ابن ماجه وإسناده حسن" (1)

ضعيف

يرويه الهيثم بن رافع الطَّاطَري البصري عن أبي يحيى المكي واختلف عنه:

- فقال الطيالسي (ص 11 - 12): ثنا الهيثم بن رافع ثنا أبو يحيى المكي عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب وهو يقول "من احتكر على المسلمين طعامهم ابتلاه الله بالجذام أو بالإفلاس"

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب"(10704)

وتابعه عبيد الله بن عمر الجشمي ثنا الهيثم بن رافع (2) عن أبي يحيى مولى عمر- وكان قد أدرك عمر بن الخطاب- قال: أُلقي على باب المسجد طعاما كثيرا، فدخل عمر، فرأى الطعام. قال: ما هذا؟ قالوا: طعام جُلِبَ إلينا.

قال: بارك الله فيه، وفيمن جلبه إلينا. قالوا: يا أمير المؤمنين، قد احتكر. قال: ومن

(1) 5/ 251 (كتاب البيوع- باب ما يذكر في بيع الطعام والحكرة)

(2)

في المطبوع "يحيى"

ص: 4887

احتكره؟ قالوا: فَرُّوخ مولى عثمان وفروخ مولاك. فأرسل عمر فدعاهما. فقال: ما حملكما على احتكار طعام المسلمين. قالا: يا أمير المؤمنين، نشتري بأموالنا ونبيع. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من احتكر على المسلمين طعامهم ضربه الله عز وجل بجذام أو بإفلاس"

أخرجه ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال"(263) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة3680)

- وقال غير واحد: عن الهيثم بن رافع عن أبي يحيى المكي عن فروخ مولى عثمان بن عفان عن عمر.

أخرجه أحمد (1/ 21) والبخاري في "الكبير"(4/ 2 / 217) وابن الجوزي في "العلل"(998) والمزي (23/ 171 - 172)

عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم

وعبد بن حميد (17)

عن يزيد بن هارون

وابن ماجه (2155)

عن عبد الكبير بن عبد المجيد أبي بكر الحنفي

والبيهقي في "الشعب"(10705)

عن مكي بن إبراهيم البلخي

وفي "الدلائل"(6/ 246)

عن محمد بن أبي بكر المُقَدَّمي

ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(715)

عن حجاج بن نُصير البصري

وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(310)

عن عبد الملك أبي العباس

كلهم عن الهيثم بن رافع به.

- وقال محمد بن سعيد القرشي: ثنا الهيثم بن رافع ثنا أبو يحيى المكي عن فَرُّوخ مولى عثمان بن عفان سمع عثمان.

أخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 2 / 217)

ص: 4888

وحديث أبي سعيد مولى بني هاشم ومن تابعه أصح.

قال ابن الجوزي: أبو يحيى مجهول"

وقال المنذري: هذا إسناد جيد متصل، ورواته ثقات، وقد أنكر على الهيثم روايته لهذا الحديث مع كونه ثقة" الترغيب 1/ 583

وقال الحافظ: رواته ثقات" القول المسدد ص 27

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله موثقون" المصباح 3/ 11

قلت: أبو يحيى المكي ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكر عنه راويا إلا الهيثم بن رافع.

وكذا البخاري وابن أبي حاتم ترجماه في كتابيهما ولم يذكرا عنه راويا إلا الهيثم فهو مجهول.

وقال الذهبي في "الميزان"(4/ 322): لا يدرى من هو.

وقال أيضا (4/ 587): لا يعرف، والخبر منكر.

وقال في "المغني": يجهل، والخبر منكر.

وأما فَرُّوخ مولى عثمان فذكره ابن حبان في "الثقات" أيضا، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف.

والهيثم بن رافع وثقه ابن معين وغيره، وقال أبو داود: روى حديثا منكرا في الحِكْرَة، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق أنكروا حديثه في الحكرة.

3495 -

"من أحسن العربية فلا يتكلمن بالفارسية فإنّه يورث النفاق"

قال الحافظ: وأخرج (أي الحاكم) فيه أيضا عن ابن عمر رفعه: فذكره، وسنده واه" (1)

ضعيف جداً

أخرجه الحاكم (4/ 87) من طريق عمر بن هارون البلخي ثنا أسامة بن زيد الليثي عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "من أحسن منكم أن يتكلم بالعربية فلا يتكلمن بالفارسية فإنّه يورث النفاق"

(1) 6/ 524 (كتاب الجهاد- باب من تكلم بالفارسية)

ص: 4889

سكت عليه الحاكم، وقال الذهبي: عمر كذبه ابن معين وتركه الجماعة"

3496 -

"من أخاف أهل المدينة ظالما لهم أخافه الله وكانت عليه لعنة الله"

قال الحافظ: وروى النسائي من حديث السائب بن خلاد رفعه: فذكره، ولابن حبان نحوه من حديث جابر" (1)

صحيح

أخرجه أحمد (4/ 55 - 56 و 56) والحربي في "الغريب"(2/ 834) والنسائي في "الكبرى"(4265) والدولابي في "الكنى"(1/ 72) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1104) والطبراني في "الكبير"(6631) وأبو نعيم في "الصحابة"(3466) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 314) من طرق (2) عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن مسلم بن أبي مريم عن عطاء بن يسار عن السائب بن خلاد وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مرفوعا "من أخاف أهل المدينة أخافه الله، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا"

وإسناده صحيح رجاله ثقات.

ولم ينفرد مسلم بن أبي مريم المدني به بل تابعه غير واحد عن عطاء بن يسار به، منهم:

1 -

عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صَعْصَعة.

أخرجه أحمد (4/ 56)

عن سليمان بن داود الهاشمي

والنسائي في "الكبرى"(4266)

عن علي بن حجر السعدي

وأبو نعيم في "الحلية"(3)(1/ 372)

(1) 4/ 466 (كتاب الحج- فضائل المدينة- باب إثم من كاد أهل المدينة)

(2)

ورواه إبراهيم بن صرمة الأنصاري عن يحيى بن سعيد عن أبي بكر بن المنكدر عن عطاء عن السائب.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(3467)

وإبراهيم بن صرمة قال ابن معين: كذاب خبيث.

(3)

وأخرجه في "الصحابة"(3471) فقال: عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصة.

ص: 4890

عن قتيبة بن سعيد البلخي

ثلاثتهم عن إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري عن يزيد بن خُصيفة عن عبد الرحمن بن عبد الله أنّ عطاء بن يسار أخبره أنّ السائب بن خلاد أخبره به.

ورواه غير واحد عن إسماعيل بن جعفر فقالوا فيه: عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، منهم:

(1)

- حجاج بن إبراهيم الأزرق.

أخرجه الطبراني (6634)

(2)

- سويد بن سعيد الحدثاني.

أخرجه أبو القاسم البغوي (1102)

(3)

- عبد الله بن مطيع البكري.

أخرجه أبو القاسم البغوي (1102)

وهكذا رواه أبو ضَمْرة أنس بن عياض الليثي (1) عن يزيد بن خصيفة فقال فيه: عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة.

أخرجه الحارث (بغية الباحث 395) عن محمد بن سعد بن منيع القرشي ثنا أبو ضمرة به.

ورواه الحميدي عن أبي ضمرة فلم يذكر ابن أبي صعصعة.

أخرجه الطبراني (6635)

والأول أصح.

ولم ينفرد يزيد بن خصيفة به بل تابعه عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَردي ثنا

(1) ورواه أيضا عبد العزيز بن أبي حازم المدني عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن عطاء عن السائب.

أخرجه الطبراني (6633)

قال المزي في "تهذيب الكمال"(17/ 216): عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة. ومنهم من يقول فيه: عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة، فينسب عبد الله إلى جده. ومنهم من يقول فيه: عبد الرحمن بن أبي صعصعة، فينسبه إلى جد أبيه. ومنهم من يقول فيه: عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، فيقلب اسمه. والجميع لرجل واحد"

ص: 4891

عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن عطاء بن يسار عن السائب بن خلاد به.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2152)

2 -

أبو بكر بن المنكدر بن عبد الله التيمي المدني.

أخرجه أبو القاسم البغوي (1103) والطبراني في "الكبير"(6632) وأبو نعيم في "الصحابة"(3470)

عن عبد العزيز بن أبي حازم المدني

والدولابي في "الكنى"(1/ 123)

عن حَيْوة بن شريح المصري

وأبو نعيم في "الصحابة"(3470)

عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي

وابن قانع في "الصحابة"(1/ 299)

عن الليث بن سعد

اْربعتهم عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن أبي بكر بن المنكدر به.

وإسناده صحيح.

3 -

موسى بن عقبة.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(6636) وأبو نعيم في "الصحابة"(3472) من طريق معاوية بن عبد الله الزبيري حدثتنا عائشة بنت الزبير ثنا هشام بن عروة عن موسى به.

ومعاوية قال أبو زرعة: لا بأس به (الجرح 4/ 1/ 387) وعائشة بنت الزبير ذكرها ابن حبان في "الثقات"(7/ 307) والباقون ثقات.

ولم ينفرد عطاء بن يسار به بل تابعه خلاد بن السائب عن أبيه به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(6637) من طريق زيد بن الحباب ثنا موسى بن عبيدة ثني عبد الله بن دينار عن خالد بن خلاد بن السائب عن أبيه عن جده.

وإسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة.

ص: 4892

وأما حديث جابر فله عنه طرق:

الأول: يرويه عبد الرحمن بن عطاء القرشي عن محمد بن جابر بن عبد الله عن أبيه مرفوعا "من أخاف أهل المدينة أخافه الله"

أخرجه ابن حبان (3738) عن أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ثنا محمد بن عباد المكي ثنا حاتم بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن عطاء به.

وعبد الرحمن بن عطاء مختلف فيه، وثقه النسائي وغيره، وضعفه البخاري وغيره. وقد خولف في لفظه.

قال أبو داود في "فضائل الأنصار"(تهذيب الكمال 24/ 570 - 571): ثنا محمد بن عيسى ابن الطباع عن يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس عن محمد بن جابر بن عبد الله عن أبيه مرفوعا "من أخاف هذا الحي من الأنصار فقد أخاف ما بين هذين" ووضع كفيه على جنبيه.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1093) ومن طريقه المزي (24/ 570 - 571) من طريق أبي جعفر عبد الله بن محمد النفيلي عن يحيى بن عبد الله بن يزيد به (1).

ويحيى بن عبد الله قال أحمد: لم يكن به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وتابعه محمد بن كليب بن جابر بن عبد الله عن محمود ومحمد ابني جابر سمعا جابرا به.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 53) والطبراني في "الأوسط"(5293)

الثاني: يرويه هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص الزهري عن عبد الله بن نِسْطاس عن جابر مرفوعا "من أخاف أهل المدينة فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، من أخافها فقد أخاف ما بين هذين" وأشار إلى ما بين جنبيه.

أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 180) ثنا ابن نمير عن هاشم به.

وأخرجه الحارث (بغية الباحث 394) عن محمد بن سعد بن منيع القرشي ثنا أبو ضمرة ثني هاشم بن هاشم به.

(1) ورواه سعيد بن عبد الحميد بن قيس الرازي عن يحيى بن عبد الله بن يزيد عن محمد وعبد الرحمن سمعا أباهما -يعني جابرا-

أخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 2/ 287)

ص: 4893

وعبد الله بن نسطاس وثقه النسائي، وقال الذهبي: لا يعرف، تفرد عنه هاشم بن هاشم، والباقون ثقات.

الثالث: يرويه مسلم بن أبي مريم المدني عن علي بن عبد الرحمن المُعَاوي عن جابر مرفوعا "من أخاف أهل المدينة فعليه لعنة الله وغضبه لا يقبل منه صرفا ولا عدلا".

أخرجه الدولابي في "الكنى"(1/ 132) عن أبي عمران موسى بن سهل الرملي ثني محمد بن عبيد الله أبو ثابت ثني محمد بن صالح بن قيس بن الأزرق عن مسلم به.

ومحمد بن صالح قال أبو حاتم: شيخ. والباقون كلهم ثقات.

الرابع: يرويه محمد بن مُطَرِّف أبو غسان المدني عن زيد بن أسلم عن جابر أنّ أميرا من أمراء الفتنة قدم المدينة وكان قد ذهب بصر جابر، فقيل لجابر: لو تنحيت عنه، فخرج يمشي بين ابنيه فنكب، فقال: تعس من أخاف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ابناه أو أحدهما: يا أبت وكيف أخاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد مات؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين جنبي"

أخرجه أحمد (3/ 354)

عن علي بن عياش الحمصي

و (3/ 393)

عن حسين بن محمد المروذي

قالا: ثنا محمد بن مطرف به.

قاله المنذري والهيثمي: رجاله رجال الصحيح" الترغيب 2/ 232 - المجمع 3/ 306

قلت: رواته ثقات إلا أنّ علي بن الحسين بن الجنيد قال: زيد بن أسلم عن جابر مرسل.

وفي الباب ما أخرجه المفضل الجندي في "فضائل المدينه"(31) عن أبي حُمَة محمد بن يوسف الزَّبيدي ثنا أبو قُرَّة موسى بن طارق قال: ذكر ابن جريج عن أبي بكر بن عبد الله عن سهيل بن أبي صالح عن سعيد بن يسار عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رفعه "من أخاف أهل المدينة أخافه الله عز وجل"

أبو بكر بن عبد الله هو ابن محمد بن أبي سَبْرة قال أحمد وابن عدي: يضع الحديث.

ص: 4894

3497 -

"من أخذ من طريق المسلمين شبرا جاء يوم القيامة يحمله من سبع أرضين"

قال الحافظ: ولأبي يعلى بإسناد حسن عن الحكم بن الحارث السلمى مرفوعا: فذكره" (1)

أخرجه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2251) عن أبي يعلى أنا محمد بن عقبة السدوسي ثنا محمد بن حُمران القيسي ثنا عطية أبو عامر الدَّعَاء عن الحكم بن الحارث السلمى به مرفوعا.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3172) عن عبدان بن أحمد الأهوازي

وفي "الصغير"(1197) عن محمد بن موسى بن بنت الوضاح بن حسان الأنباري قالا: ثنا محمد بن عقبة به.

وإسناده ضعيف. محمد بن عقبهَ قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: ضعيف الحديث كتبت عنه ثم تركت حديثه فليس أحدّث عنه، وترك أبو زرعة حديثه ولم يقرأه علينا وقال: لا أحدث عنه.

وذكره ابن حبان في "الثقات"

ومحمد بن حمران مختلف فيه، وعطية الدعاء ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

ولم ينفرد محمد بن عقبة به بل تابعه (2) الحسين بن محمد الذارع السعدي ثنا محمد بن حمران به.

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 208) وأبو نعيم في "الصحابة"(1911)

والذارع وثقه النسائي وغيره.

ولم ينفرد محمد بن حمران به بل تابعه عون بن كَهْمّس البصري ثنا عطية بن سعد الدعاء عن الحكم بن الحارث به.

أخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 3905) عن شباب خليفة بن خياط ثنا عون به.

(1) 6/ 29 (كتاب المظالم- باب إثم من ظلم شيئا من الأرض)

(2)

وتابعه أبو أيوب سليمان بن داود المنقري الشاذكوني ثنا محمد بن حمران به.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(1911)

والشاذكوني كذبه ابن معين وغيره.

ص: 4895

وعون قال أحمد: لا أعرفه، وقال أبو داود: لم يبلغني إلا خير، وذكره ابن حبان في "الثقات".

3498 -

"من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدركها"

سكت عله الحافظ (1).

أخرجه البخاري (فتح 2/ 197) عن أبي هريرة.

3499 -

"من أدركه الصبح ولم يوتر فلا وتر له"

قال الحافظ: وفي صحيح ابن خزيمة من طريق قتادة عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد مرفوعا: فذكره" (2)

له عن أبي سعيد طريقان:

الأول: يرويه قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعا به.

أخرجه ابن خزيمة (1092) وعنه ابن حبان (2408 و 2414)

عن أبي داود الطيالسي

والحاكم (1/ 301 - 302) وعنه البيهقي (2/ 478)

عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي

كلاهما عن هشام الدَّسْتُوائي عن قتادة به.

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

قلت: فيه عنعنة قتادة فإنه كان مدلسا.

ورواه يحيى بن أبي كثير عن أبي نضرة عن أبي سعيد بلفظ "أوتروا قبل أن تصبحوا"

وفي لفظ "أوتروا قبل الصبح"

أخرجه الطيالسي (ص 287) وعبد الرزاق (4589) وأحمد (3/ 13 و35 و 37 و 71) ومسلم (754) وابن ماجه (1189) والترمذي (468) وابن نصر في "الوتر"(ص 305) والنسائي (3/ 189) وابن خزيمة (1089) وابن المنذر في "الأوسط"(5/ 189) والحاكم (1/ 301) والبيهقي (2/ 478) من طرق عن يحيى بن أبي كثير به.

(1) 1/ 20 (باب كيف كان بدء الوحي)

(2)

3/ 132 (كتاب الصلاة- أبواب الوتر- باب رقم 1)

ص: 4896

قال البيهقي: ورواية يحيى بن أبي كثير كأنّها أشبه"

الثاني: يرويه أبو هارون العبدي عن أبي سعيد مرفوعا "من أدرك الصبح فلم يوتر فلا وتر له"

وفي لفظ "نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا وتر بعد طلوع الفجر"

أخرجه عبد الرزاق (4591) والطيالسي (ص 292) وابن أبي شيبة (6749 و 6750) وابن نصر (ص 305) وابن شاهين في "ناسخ الحديث"(216 و 217 و 218) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 314) وتمام (ق 97/أ) وأبو عبد الله الدقاق في "معجمه"(17)

وأبو هارون العبدي واسمه عُمارة بن جُوَين قال ابن معين وغيره: ليس بثقة.

3500 -

"من ارتبط فرسا في سبيل الله ثم عالج علفه بيده فإن له بكل حبة حسنة"

قال الحافظ: وروى ابن ماجه من حديث تميم الداري مرفوعا: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه ابن ماجه (2791) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 440) والدولابي (1/ 30) عن أبي عمير عيسى بن محمد بن النحاس الرّملي ثنا أحمد بن يزيد بن رَوْح الدَّاري- رجل من آل تميم- عن محمد بن عُقبة القاضي عن أبيه عن جده عن تميم الداري به مرفوعا.

وأخرجه المزي (20/ 233) من طريق ابن أبي عاصم ثنا أبو عمير به.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(3969) من طريق يعقوب بن سفيان به.

قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، محمد وأبوه وجده مجهولون، والجد لم يسم" مصباح الزجاج 3/ 162

قلت: وأحمد بن يزيد بن روح مستور كما في "التقريب".

طريق أخرى: أخرج أحمد (2)(4/ 103) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي وعن الهيثم بن خارجة المرُّوذي قالا: ثنا إسماعيل بن عياش ثني شرحبيل بن مسلم الخولاني أنَّ رَوح بن زِنباع زار تميما الداري فوجده ينقي شعيرا لفرسه وحوله أهله،

(1) 6/ 398 (كتاب الجهاد- باب من احتبس فرسا)

(2)

أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 256 - 257) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي أنا أبو المغيرة ثنا إسماعيل بن عياش به.

ص: 4897

فقال له روح: أما كان في هؤلاء من يكفيك؟ قال تميم: بلى ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ما من امرئ مسلم ينقي لفرسه شعيرا ثم يعلفه عليه إلا كتب له بكل حبة حسنة"

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(3968) من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري أنا إسماعيل بن عياش به.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(553) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي وعبد الوهاب بن نجدة الحَوْطي قالا: ثنا إسماعيل بن عياش به.

وأخرجه الإسماعيلي في "معجمه"(1/ 404 - 405) من طريق إبراهيم بن العلاء بن الضحاك الحمصي ثنا إسماعيل بن عياش به.

وخالفهم سعيد بن منصور (2439) فرواه عن ابن عياش وأوقفه على تميم.

والأول أصح لأنّ الرفع زيادة من ثقة وهي مقبولة.

وإسناده صحيح رجاله ثقات، وروح بن زنباع ذكره ابن حبان في "الثقات" (4/ 237) وقال: كان عابدا غزاء من سادات أهل الشام" فهو معروف عنده، وقد روى عنه جماعة.

ولم ينفرد شرحبيل بن مسلم به بل تابعه إبراهيم بن أبي عَبْلة الشامي عن روح بن زنباع به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(1254) وفي "الصغير"(14) وفي "مسند الشاميين"(30) قال: ثنا أحمد بن إسحاق الخشاب الرقي ثنا عبيد بن جناد الحلبي ثنا عطاء بن مسلم الخفاف عن عبد الله بن شَوْذب عن إبراهيم بن أبي عبلة به (1).

وقال: لم يروه عن إبراهيم بن أبي عبلة إلا ابن شوذب، ولا عن ابن شوذب إلا عطاء بن مسلم، تفرد به عبيد بن جناد"

وقال البوصيري: وهذا إسناد لا بأس به وهو أحسن من سند ابن ماجه" مصباح الزجاجة 3/ 162

3501 -

"من أريد ماله ظلما فقتل فهو شهيد"

قال الحافظ: وفي حديث أبي هريرة عند ابن ماجه: فذكره" (2)

صحيح

(1) وأخرجه ابن الأعرابي (ق63/ ب) عن أبي بكر محمد بن الوليد الرملي ثنا عبيد بن جناد به.

(2)

6/ 48 (كتاب المظالم- باب من قاتل دون ماله)

ص: 4898

وله عن أبي هريرة طرق:

الأول: يرويه عبد الرحمن بن هُرْمز الأعرج عن أبي هريرة به مرفوعا.

أخرجه ابن ماجه (2582) عن محمد بن بشار ثنا أبو عامر ثنا عبد العزيز بن المطلب عن عبد الله بن الحسن عن عبد الرحمن الأعرج به.

ورواه أحمد (324) عن أبي عامر واسمه عبد الملك بن عمرو العَقَدي به إلا أنه لم يقل "ظلما"

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2962) من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد المدني ثنا عبد العزيز بن المطلب به.

قال البوصيري: هذا إسناد حسن لقصور درجة عبد العزيز عن درجة أهل الحفظ والإتقان" المصباح 3/ 111

قلت: وهو كما قال، وعبد العزيز بن المطلب هو ابن عبد الله بن حَنْطَب، وعبد الله بن حسن هو ابن حسن بن علي بن أبي طالب.

واختلف فيه على عبد العزيز بن المطلب، فرواه أبو أويس عبد الله بن عبد الله المدني عنه فلم يذكر عبد الله بن الحسن.

أخرجه العقيلي (966) من طريق إسماعيل بن أبي أويس ثني أبي به.

وإسماعيل وأبوه مختلف فيهما.

والأول أصح.

ولم ينفرد عبد العزيز به بل تابعه سفيان الثوري عن عبد الله بن الحسن قال: أحسب الأعرج حدثني عن أبي هريرة به.

أخرجه أحمد (2/ 194) عن عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان به.

وإسناده صحيح.

الثاني: يرويه مالك بن أنس عن سُمَي عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا "من قتل دون ماله فهو شهيد"

أخرجه العقيلي (1/ 106) وابن الأعرابي (ق25/ أ) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 142) من طرق عن إسحاق بن محمد الفَرْوي ثنا مالك به.

ص: 4899

والفروي مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

الثالث: يرويه شعبة عن ابن عون عن محمد عن أبي هريرة مرفوعا "من قتل دون ماله فهو شهيد"

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(2/ 329) من طريق أبي بكر محمد بن عبيد الله بن مرزوق الخلال ثنا عفان ثنا شعبة به.

وقال: هذا غريب من حديث شعبة عن ابن عون تفرد بروايته ابن مرزوق عن عفان، ولابن مرزوق هذا عن عفان أحاديث كثيرة وعامتها مستقيمة غير حديث واحد منكر"

3502 -

"من استحل بدرهم في النكاح فقد استحل"

قال الحافظ: وقد وردت أحاديث في أقل الصداق لا يثبت منها شيء، منها عند ابن أبي شيبة من طريق أبي لَبِيبة رفعه: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه أبو يعلى (2)(943) ثنا عمرو بن محمد الناقد ثنا وكيع ثنا يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن جده به مرفوعا.

ولم ينفرد الناقد به بل تابعه ابن أبي شيبة (4/ 186 و 14/ 183) عن وكيع به.

وخالفهما سعيد بن عنبسة الرازي فرواه عن وكيع عن يحيى بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده. فزاد فيه عن أبيه.

أخرجه البيهقي (7/ 238)

والأول أصح فقد رواه محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك عن يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن جده به.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(6976)

قال الطحاوي في "أحكام القرآن"(الجوهر النقي 7/ 238): هذا الإسناد لا يقطع به أهل الرواية"

(1) 11/ 117 (كتاب النكاح- باب التزويج على القرآن)

(2)

ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 267) لكن وقع عنده: عن الحسن بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن أبيه عن جده.

ص: 4900

وقال ابن عبد البر: إسناده ليس بالقوي" الاستغناء 1/ 208

وقال الذهبي في "المهذب"(الفيض 6/ 53): قلت: يحيى (1) واه"

وقال في "الميزان"(4/ 595): كذاب"

وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء" الكامل 7/ 2689

وقال الهيثمي: ضعيف" المجمع 4/ 281

وأبو لبيبة لم يرو عنه غير ابنه عبد الرحمن. قاله الحافظ في "الإصابة"(11/ 323) وابن الأثير في "أسد الغابة" وابن عبد البر في "الاستيعاب".

3503 -

"من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى" سكت عليه الحافظ (2).

ضعيف

روي من حديث ابن مسعود ومن حديث عائشة ومن حديث الحكم بن عمير فأما حديث ابن مسعود فله عنه طريقان:

الأول: يرويه أبان بن إسحاق الأسدي عن الصبّاح بن محمد بن أبي حازم عن مرة الهمداني عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم "استحيوا من الله عز وجل حق الحياء" قلنا: يا رسول الله إنا نستحي والحمد لله، قال "ليس ذلك، ولكن من استحيا من الله حقّ الحياء، فليحفظ الرأس وما وعى، وليحفظ البطن وما حوى، وليذكر الموت والبِلَى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حقّ الحياه"

أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 223) وفي "مسنده"(343) وأحمد (1/ 387) والترمذي (2458) وابن أبي الدنيا في "الورع"(59) والبزار (2025) وابن نصر في "الصلاة"(450) وأبو يعلى (5047) والسمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 374 - 375) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 166) والحاكم (4/ 323) وابن بشران (358) والبيهقي في "الآداب"(1155) وفي "الأربعين الصغرى"(35) وفي "الشعب"(7334 و 10077) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 486 - 487) والقشيري في "الرسالة"(ص 107) والبغوي في "شرح

(1) رواه حارثة بن هرم الفقيمي عنه بلفظ "يستحل النكاح بدرهمين فصاعدا"

أخرجه ابن شاهين في "الناسخ"(510)

(2)

15/ 65 (كتاب الحدود- باب الزنا وشرب الخمر)

ص: 4901

السنة" (4033) والقاسم بن علي الدمشقي في "التعزية" (59) من طرق عن أبان بن إسحاق به.

قال الترمذي: هذا حديث إنما نعرفه من هذا الوجه من حديث أبان بن إسحاق عن الصباح بن محمد"

وقال البزار: الصباح بن محمد ليس بالمشهور"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: بل ضعيف لضعف الصباح بن محمد.

قال ابن حبان: كان ممن يروى عن الثقات الموضوعات، وهو الذي روى مرّة عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم "استحيوا من الله حق الحياء".

وذكره العقيلي في "الضعفاء" وقال: في حديثه وهم يرفع الموقوف.

الثاني: يرويه قتادة عن عقبة بن عبد الغافر عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به مرفوعا.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(10290) و"الصغير"(494) عن السري بن سهل الجنديسابوري ثنا عبد الله بن رشيد ثنا مُجّاعة بن الزبير عن قتادة به.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(4/ 209) عن الطبراني به.

وأخرجه الشجري في "أماليه"(2/ 196 - 197) عن أبي بكر بن ريذه أنا الطبراني به.

قال الطبراني: لم يروه عن قتادة إلا مجاعة، تفرد به عبد الله بن رشيد"

وقال أبو نعيم: غريب من حديث عقبة وقتادة لم نكتبه إلا من حديث عبد الله بن رشيد عن مجاعة"

قلت: وإسناده ضعيف لضعف السري بن سهل، وعبد الله بن رشيد ومجاعة بن الزبير مختلف فيهما، وقتادة مدلس وقد عنعن، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه.

وأما حديث عائشة فأخرجه الخرائطي في "المكارم"(1/ 296) والطبراني في "لأوسط"(7338) والقاسم بن علي الدمشقي في "التعزية"(58) من طريق خالد بن يزيد العمري ثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي عن مسلم بن أبي مريم عن عروة عن عائشة قالت: يينما النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر والناس حوله وأنا في حجرتي سمعته يقول "أيها الناس استحيوا من الله حقّ الحياء" حتى ردّد ذلك مرارا، فقال رجل: إنا لنستحي من الله

ص: 4902

يا رسول الله، فقال "من كان يستحي منكم من الله فلا يبيتنّ ليلة إلا وأجله بين عينيه، وليحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وليذكر القبر والبلى، وليترك زينة الحياة الدنيا"

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عروة إلا مسلم بن أبي مريم، ولا عن مسلم إلا ابن أبي حبيبة، تفرد به خالد بن يزيد، ولا يُروى عن عائشة إلا بهذا الإسناد"

قلت: خالد بن يزيد قال ابن معين: كذاب، وقال أبو حاتم: كذاب ذاهب الحديث، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا يروي الموضوعات عن الأثبات.

وإبراهيم بن إسماعيل مختلف فيه، وثقه أحمد وغيره، وضعفه النسائي وغيره.

وأما حديث الحكم بن عمير فأخرجه الطبراني في "الكبير"(3192) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 358) من طريق بقية بن الوليد عن عيسى بن إبراهيم عن موسى بن أبي حبيب عن الحكم بن عمير مرفوعا "استحيوا من الله حقّ الحياء، احفظوا الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، واذكروا الموت والبلى، فمن فعل ذلك كان ثوابه جنة المأوى"

قال الهيثمي: وفيه عيسى بن إبراهيم القرشي وهو متروك" المجمع 10/ 284

قلت: الحكم بن عمير ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" وقال: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يذكر السماع ولا لقاء أحاديث منكرة من رواية ابن أخيه موسى بن أبي حبيب وهو شيخ ضعيف الحديث، ويروي عن موسى بن أبي حبيب عيسى بن إبراهيم وهو ذاهب الحديث، سمعت أبي يقول ذلك.

وقال البخاري: عيسى بن إبراهيم منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث.

3504 -

حديث أبي هريرة رفعه "من استطاع أن يموت بالمدينة فليفعل فإني أشفع لمن مات بها".

قال الحافظ: أخرجه الترمذي" (1)

صحيح

أخرجه أحمد (2/ 74 و 104) وابن ماجه (3112) والترمذي (3917) والدينوري في "المجالسة"(810) والهيثم بن كليب (الصارم المنكي ص 43 و 44 و 44 - 45) وابن الأعرابي في "معجمه"(ق 239/ أ) وابن حبان (3741) وتمام في "فوائده"(ق 50/ ب)

(1) 14/ 220 (كتاب الرقاق- باب صفة الجنة والنار)

ص: 4903

والبيهقي في "الشعب"(3887 و3888) وابن النجار في "تاريخ المدينة"(ص 82 - 83) والبغوي في "شرح السنة"(2020) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(639) وابن الجوزي في "مثير الغرام"(ص 455 - 456) من طرق (1) عن أيوب عن نافع عن ابن عمر به مرفوعا.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث أيوب السَّخْتيِاني"

قلت: إسناده صحيح، وأيوب ثقة حجة من أثبت الناس في نافع.

- ورواه إسماعيل بن عُلية واختلف عنه:

• فرواه ابن أبي شيبة (12/ 179) عن إسماعيل (2) قال: نبئت عن نافع أنّه حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: فذكره.

• ورواه شجاع بن مخلد الفلاس عن إسماعيل عن أيوب قال: نبئت عن نافع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

أخرجه الدارقطني في "العلل"(الصارم المنكي ص 44)

وله شاهد من حديث سبيعة الأسلمية وآخر من حديث الصميتة (3).

3505 -

"من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل"

قال الحافظ: قال ابن تيمية: رقى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم، ورقى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، وأذن لهم في الرقي، وقال: فذكره" (4)

أخرجه مسلم (2199) من حديث جابر.

3506 -

"من أسلف في شيء فلا يشترط على صاحبه غير قضاؤه"

قال الحافظ: وروى الدارقطني من حديث ابن عمر رفعه: فذكره، وإسناده ضعيف" (5)

ضعيف

(1) رواه هشام الدستوائي وسفيان بن موسى البصري والحسن بن أبي جعفر الجُفْري عن أيوب به.

(2)

لعله سقط هنا: عن أيوب، فإسماعيل معروف بالرواية عن أيوب، ولا أستبعد ذلك لأنّ نسخة ابن أبي شيبة هذه المطبوعة في الهند مليئة بالسقط والتحريف، والله أعلم.

(3)

انظر الآحاد 6/ 17 و 32 و65 و 154 - "الإحسان 9/ 58 - الشعب 8/ 112 - الصحيحة للألباني 6/ 1033

(4)

14/ 200 (كتاب الرقاق- باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب)

(5)

5/ 340 (كتاب السلم- باب الكفيل في السلم)

ص: 4904

أخرجه ابن عدي (6/ 2109) والدارقطني في "السنن"(3/ 46) وفي "المؤتلف"(1122) من طريق بقية بن الوليد ثني لوذان بن سليمان عن هشام بن عروة عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "من أسلف سلفا فلا يشترط على صاحبه غير قضائه".

قال ابن عدي: لوذان بن سليمان حدّث عنه بقية وهو مجهول، وما رواه مناكير لا يتابع عليه، وهذا الحديث عن هشام بن عروة عن نافع لا يرويه عن هشام غير لوذان هذا وهو مجهول وعن لوذان بقية، وهشام بن عروة عن نافع عزيز جدا"

قلت: لوذان ذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 362) على قاعدته، ولم يذكر عنه راويا إلا بقية.

والحديث رواه مالك (2/ 682) عن نافع عن ابن عمر موقوفا.

وهذا إسناد في غاية الصحة وقد أخرجه البيهقي (5/ 350) من طريق مالك.

وقال: وقد رفعه بعض الضعفاء عن نافع وليس بشيء"

3507 -

"من أسلم في شيء فلا يصرفه إلى غيره"

قال الحافظ: رواه أبو داود من حديث أبي سعيد" (1)

ضعيف

أخرجه أبو داود (3468)

عن محمد بن عيسى ابن الطَّبَّاع البغدادي

والترمذي في "العلل الكبير"(1/ 524) والدارقطني (3/ 45)

عن إبراهيم بن سعيد الجوهري

وابن ماجه (2283) والبيهقي (6/ 30)

عن محمد بن عبد الله بن نمير

والدراقطني (3/ 45)

عن الحسن بن عرفة

وعلي بن الحسين الدرهمي

(1) 5/ 340 (كتاب السلم- باب الكفيل في السلم)

ص: 4905

كلهم عن أبي بدر شجاع بن الوليد الكوفي ثنا زياد بن خيثمة عن سعد الطائي عن عطية العَوْفي عن أبي سعيد به مرفوعا.

- ورواه أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج عن شجاع بن الوليد واختلف عنه:

• فقال يحيى بن محمد بن صاعد: ثنا أبو سعيد الأشج ثنا شجاع بن الوليد ثنا زياد بن خيثمة عن سعد الطائي عن عطية العوفي عن أبي سعيد.

أخرجه الدارقطني (3/ 45) والبيهقي في "المعرفه"(8/ 207)

• ورواه ابن ماجه (2/ 766) عن أبي سعيد الأشج ولم يذكر سعدا الطائي.

والأول أصح.

قال الترمذي: لا أعرف هذا الحديث مرفوعا إلا من هذا الوجه، وهو حديث حسن"

قلت: بل ضعيف لضعف عطية العوفي.

قال البيهقي: عطية العوفي لا يحتج به"

وقال الحافظ في "التلخيص"(3/ 25): فيه عطية بن سعد العوفي وهو ضعيف، وأعله أبو حاتم والبيهقي وعبد الحق وابن القطان بالضعف والاضطراب"

قلت: أعله أبو حاتم بالوقف فقال: إنّما هو سعد الطائي عن عطية عن ابن عباس قوله" العلل 1/ 387

3508 -

"من اشترى طعاما بكيل أو وزن فلا يبيعه حتى يقبضه"

قال الحافظ: وقد روى أحمد من حديث ابن عمر مرفوعا: فذكره، ورواه أبو داود والنسائي بلفظ "نهى أن يبيع أحد طعاما اشتراه بكيل حتى يستوفيه"(1)

الحديث باللفظ الأول أخرجه أحمد (2/ 111) عن إسحاق بن عيسى بن نَجيح البغدادي أنا ابن لهيعة عن الأسود عن القاسم بن محمد عن ابن عمر مرفوعا.

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

وباللفظ الثاني أخرجه أبو داود (3495) والنسائي (7/ 252) وفي "الكبرى"(6197) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 38) والمزي (28/ 507) من طرق عن ابن وهب أني عمرو بن الحارث (2) عن المنذر بن عبيد المديني عن القاسم بن محمد عن ابن عمر.

(1) 5/ 254 (كتاب البيوع- باب من رأى إذا اشترى طعاما جزافا أن لا يبيعه)

(2)

زاد الطحاوي والمزي: وغيره.

ص: 4906

ورواته ثقات غير المنذر بن عبيد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو الحسن بن القطان: مجهول الحال، وقال الحافظ: مقبول.

وللحديث طريقين آخرين في الصحيحين وغيرهما لكن ليس فيهما ذكر الكيل أو الوزن (1).

3509 -

حديث جابر بن سَمُرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي "من أشقى الأولين؟ " قال: عاقر الناقة. قال "فمن أشقى الآخرين؟ " قال: الله ورسوله أعلم. قال "قاتلك".

قال الحافظ: أخرجه الطبراني، وله شاهد من حديث عمار بن ياسر عند أحمد، ومن حديث صهيب عند الطبراني، وعن علي نفسه عند أبي يعلى بإسناد لين، وعند البزار بإسناد جيد" (2)

ورد من حديث جابر بن سمرة ومن حديث عمار بن ياسر ومن حديث صهيب ومن حديث علي

فأمّا حديث جابر بن سمرة فأخرجه الطبراني في "الكبير"(2037) من طريق إسماعيل بن أبان الوراق الأزدي ثنا ناصح عن سماك عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه "من أشقى ثمود؟ " قال: من عقر الناقة. قال "فمن أشقى هذه الأمة؟ " قال: الله أعلم. قال "قاتلك"

قال الهيثمي: وفيه ناصح بن عبد الله وهو متروك" المجمع 9/ 136

وأما حديث عمار فله عنه طريقان:

الأول: يرويه محمد بن كعب القرظي عن محمد بن خُثيم أبي يزيد عن عمار قال: كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة، فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقام بها، رأينا أناسا من بني مدلج يعملون في عين لهم وفي نخل، فقال لي علي بن أبي طالب: يا أبا اليقظان، هل لك في أن تأتي هؤلاء القوم، فننظر كيف يعملون؟ قال: قلت: إن شئت، قال: فجئناهم، فنظرنا إلى عملهم ساعة، ثم غشينا النوم. فانطلقت أنا وعلي حتى اضطجعنا في صور من النخل، وفي دقعاء من التراب فنمنا، فوالله ما أهَبَّنا إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركنا برجله وقد تتربنا من تلك الدقعاء التي نمنا فيها فيومئذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي

(1) انظر "ارواء الغليل" 5/ 175 - 176

(2)

8/ 76 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب مناقب علي)

ص: 4907

طالب "مالك يا أبا تراب؟ " لما يرى عليه من التراب، ثم قال "ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ " قلنا: بلى يا رسول الله، قال "أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضرب يا علي على هذه- ووضع يده على قرنه- حتى يَبُلّ منها هذه" وأخذ بلحيته.

أخرجه ابن إسحاق في "السيرة" كما في "سيرة ابن هشام"(1/ 599 - 600) ثني يزيد بن محمد بن خثيم المحاربي عن محمد بن كعب القرظي به.

وأخرجه أحمد (4/ 263) وفي "فضائل الصحابة"(1172 و 1173) والبخاري في "الكبير"(1/ 1/ 71) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(175) والبزار (1417) والنسائي في "خصائص علي"(153) وابن جرير في "تاريخه"(2/ 261 - ط الحسينية) والدولابي في "الكنى"(2/ 163) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1971) والطحاوي في "المشكل"(811) وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 517) والآجري في "الشريعة"(1593) وابن منده كما في "تهذيب التهذيب"(9/ 148) والحاكم (3/ 141) وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 141) وفي "الصحابة"(675) وفي "الدلائل"(490) والبيهقي في "الدلائل"(3/ 12 - 13) والواحدي في "الوسيط"(4/ 499) من طرق عن ابن إسحاق به.

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

قلت: يزيد بن محمد بن خثيم وأبوه ليسا على شرط مسلم لأنّه لم يخرج لهما شيئا.

ويزيد وثقه ابن حبان، وقال ابن معين: ليس به بأس.

وأبوه ذكر البخاري وغيره أنّه ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "المغني": لا يعرف.

وقال البخاري عن هذا الإسناد: هذا إسناد لا يعرف سماع يزيد من محمد، ولا محمد بن كعب من ابن خثيم، ولا ابن خثيم من عمار.

فتعقبه الحافظ فقال: قلت: قد ذكر البخاري أنّ محمد بن خثيم هذا ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، نقله عنه ابن مندة، وكذا ذكر البغوي فما المانع من سماعه من عمار، وعند ابن مندة من طريق محمد بن سلمة عن ابن إسحاق التصريح بسماع محمد بن كعب من ابن خثيم وسماع يزيد من محمد بن كعب فإنّ في سياقه عن يزيد بن محمد بن خثيم عن محمد بن كعب قال: حدثني أبوك محمد بن خثيم" التهذيب 9/ 148

الثاني: قال البزار (1424): ثنا الحسن بن يحيى ثنا حفص بن عمر ثنا بكار ابن أخي موسى بن عُبيدة عن موسى بن عُبيدة عن عبد الله بن عبيدة عن عمار أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي

ص: 4908

"إن أشقى الأولين عاقر الناقة، وإنّ أشقى الآخرين لمن يضربك ضربة على هذه- وأومأ إلى رأسه- يخضب هذه- وأومأ إلى لحيته-"

قال البزار: لا نعلمه يُروى عن عمار إلا من هذا الوجه"

قلت: حفص بن عمر هو الجدي قال الأزدي: منكر الحديث. وبكار هو ابن عبد الله بن عبيدة الرَّبَذي قال البخاري: تُرك من أجل عمه موسى بن عبيدة. وذكره ابن حبان والعقيلي في "الضعفاء"، وموسى بن عبيدة ضعفوه.

وأما حديث صهيب فأخرجه أبو يعلى (1)(485) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1288) والطبراني في "الكبير"(7311) والواحدي في "الوسيط"(4/ 498 - 499) من طريق رشدين بن سعد المصري عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن عثمان بن صهيب عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال يوما لعلي رضي الله عنه "من أشقى الأولين؟ " قال: الذي عقر الناقة يا رسول الله، قال "صدقت فمن أشقى الآخرين؟ " قال: لا علم لي يا رسول الله، قال "الذي يضربك على هذه" وأشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى يافوخه.

وإسناده ضعيف لضعف رشدين بن سعد، لكنه لم ينفرد به بل تابعه ابن لهيعة عن يزيد بن عبد الله بن الهاد به.

أخرجه الحسن الخلال في "أماليه"(75) من طريق سعيد بن كثير بن عُفير المصري ثني ابن لهيعة به.

وابن لهيعة ضعيف كذلك.

وأمّا حديث علي فأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(92) ثنا محمد بن بشر ثنا ابن أبي الزناد ثنا زيد بن أسلم عن أبي سنان الدؤلي يزيد بن أمية قال: مرض عليّ مرضا خفنا عليه منه، ثم إنّه نقه وصح فقلنا: الحمد لله الذي أصحك يا أمير المؤمنين قد كنا خفنا عليك من مرضك هذا. فقال: لكني لم أخف على نفسي، حدثني الصادق المصدوق قال "لا تموت حتى يضرب هذا منك -يعني رأسه- وتخضب هذه دما- يعني لحيته- ويقتلك أشقاها كما عقر ناقة الله أشقى بني فلان خصه إلى فخذه الدنيا دون ثمود".

ورواته ثقات غير ابن أبي الزناد واسمه عبد الرحمن فهو مختلف فيه: وثقه جماعة، وضعفه آخرون.

(1) وقع عنده: عن عثمان بن صهيب عن أبيه قال: قال علي: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 117)

ص: 4909

قال الحافظ في "الفتح"(13/ 187): عبد الرحمن بن أبي الزناد مختلف فيه فغاية ما ينفرد به أن يكون حسنا لا صحيحا"

قلت: ولم ينفرد برواية هذا الحديث عن زيد بن أسلم بل تابعه غير واحد عن زيد بن أسلم به، منهم:

1 -

سعيد بن أبي هلال.

أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(4/ 2 / 320) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(174) والطبراني في "الكبير"(173) والآجري (1595) والحاكم (3/ 113) والبيهقي (8/ 58 - 59) من طريق عبد الله بن صالح المصري ثني الليث بن سعد أني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال به.

قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري"

قلت: أبو سنان الدؤلي لم يخرج له البخاري شيئا. ورجال الإسناد كلهم ثقات إلا عبد الله بن صالح فهو مختلف فيه.

وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 9/ 137

2 -

عبد الله بن جعفر بن نجيح المديني.

أخرجه أبو يعلى (569) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 116)

قال الهيثمي: وفيه والد علي بن المديني وهو ضعيف" المجمع 9/ 137

3 -

الأعمش.

أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 116) من طريق الدارقطني ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن يحيى بن زاهر بن يحيى الرازي ثني أحمد بن محمد بن زياد القطان الرازي ثنا عبد الله بن زاهر بن يحيى ثنا أبي عن الأعمش عن زيد بن أسلم عن أبي سنان الدؤلي عن علي به.

قال الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث الأعمش عن زيد بن أسلم عن أبي سنان عن علي، تفرد به عبد الله بن زاهر عن أبيه"

3510 -

"من أصاب ذنبا أقيم عليه ذلك الذنب فهو كفارة له"

قال الحافظ: ولأحمد من حديث خزيمة بن ثابت بإسناد حسن ولفظه: فذكره" (1)

(1) 1/ 74 (كتاب الإيمان- باب حدثنا أبو اليمان)

ص: 4910

وذكره في موضع آخر وقال: سنده حسن، وفي الباب عن جرير بن عبد الله عند أبي الشيخ، وفي حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عنده بسند صحيح إليه نحو حديث عبادة، وفيه "فمن فعل من ذلك شيئا فأقيم عليه الحد فهو كفارته" وعن ثابت بن الضحاك نحوه عند أبي الشيخ" (1)

حسن

يرويه أسامة بن زيد الليثي واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن أسامة بن زيد عن محمد بن المنكدر عن ابن خزيمة بن ثابت عن أبيه مرفوعا "من أصاب ذنبا أقيم عليه حدّ ذلك الذنب فهو كفارته"

أخرجه أحمد (5/ 214 و215) والترمذي في "العلل"(2/ 602) وبحشل في "تاريخ واسط"(ص 237) والمحاملي (466) والطبراني في "الكبير"(3728) والدراقطني (3/ 214) وأبو نعيم في "الصحابة"(2365) والبيهقي (8/ 328) والخطيب في "التاريخ"(5/ 198) والبغوي في "شرح السنة"(2594)

عن رَوح بن عبادة البصري

والدارمي (2336) والطبراني (3731) وأبو نعيم في "الصحابة"(2366)

عن عبد الله بن وهب

والدارقطني (3/ 214)

عن الفضيل بن سليمان النميري

وعبد الله بن سيف

وأبو نعيم في "الصحابة"(2367)

عن عبد الله بن نافع الصائغ

كلهم عن أسامة بن زيد به.

قال الترمذي: سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: هذا حديث فيه اضطراب، وضعفه محمد جدا"

- وقال عبد العزيز بن أبي حازم المدني: عن أسامة بن زيد عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن ابن المنكدر عن ابن خزيمة عن أبيه.

(1) 15/ 90 (كتاب الحدود- باب الحدود كفارة)

ص: 4911

أخرجه الطبراني (3732) عن مصعب بن إبراهيم بن حمزة الزبيري ثنا أبي ثنا عبد العزيز به.

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2368) عن الطبراني به.

قال الهيثمي: مصعب بن إبراهيم لم أعرفه" المجمع 5/ 117 - 118

قلت: والأول أصح.

وإسناده حسن إن كان ابن خزيمة بن ثابت هو عُمارة، واْسامة بن زيد حسن الحديث.

قال الذهبي في "من تكلم فيه وهو موثق": صدوق قوي الحديث أكثر مسلم إخراج حديث ابن وهب عنه، ولكن أكثرها شواهد ومتابعات والظاهر أنّه ثقة.

وقال ابن عدي: يروي عنه ابن وهب نسخة صالحة، وهو حسن الحديث وأرجو أنّه لا بأس به، وهو كما قال ابن معين: ليس بحديثه ولا برواياته بأس.

- ورواه ابن لهيعة واختلف عنه:

• فقال ابن وهب: عن ابن لهيعة عن بكير بن عبد الله عن ابن المنكدر عن ابن خزيمة بن ثابت عن أبيه مرفوعا "القتل كفارة"

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2369)

• وقال قتيبة بن سعيد البلخي: ثنا ابن لهيعة عن ابن المنكدر عن ابن خزيمة بن ثابت عن أبيه مرفوعا "من أصاب منكم ذنبا مما نهى الله عنه فأقيم عليه حده فهو كفارة ذنبه"

أخرجه أبو نعيم (2370)

وابن لهيعة قال ابن معين وغيره: ضعيف.

وللحديث شاهد عن عبادة عند البخاري (فتح 1/ 70 - 75) وآخر عن ابن عمرو تقدم الكلام عليه عند حديث "ما عوقب رجل على ذنب إلا جعله الله كفارة"

وانظر حديث "أبايعكم على أن لا تشركوا بالله شيئا"

وحديث جرير بن عبد الله تقدم الكلام عليه في حرف الباء فانظر "بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على مثل ما بايع عليه النساء"

وحديث ثابت بن الضحاك لم أقف عليه.

ص: 4912

3511 -

"من أصاب ذنبا فعوقب به في الدنيا فالله أكرم من أن يُثَنِّي العقوبة على عبده في الآخرة"

قال الحافظ: روى ذلك علي بن أبي طالب، وهو في الترمذي وصححه الحاكم، وهو عند الطبراني بإسناد حسن من حديث أبي تميمة الهجيمي" (1)

له عن علي طريقان:

الأول: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن أبي جُحيفة وهب بن عبد الله السُّوَائي عن علي مرفوعا "من أذنب في الدنيا ذنبا فعوقب به فالله أعدل من أن يثني عقوبته على عبده، ومن أذنب ذنبا في الدنيا فستر الله عليه وعفا عنه فالله أكرم من أن يعود في شيء قد عفا عنه"

أخرجه أحمد (1/ 99 و 159) وابن ماجه (2604) والترمذي (2626) وابن أبي الدنيا في "التوبة"(136) والبزار (482) والطحاوي في "المشكل"(2181) والمحاملي (191) والطبراني في "الصغير"(46) والدارقطني (3/ 215) والحاكم (1/ 7 و 2/ 445 و 4/ 262) واللالكائي في "السنة"(1983) وابن بشران (23) والقضاعي (503) والبيهقي (8/ 328) وفي "الشعب"(6733) والمهرواني في "الفوائد المنتخبة"(105) والبغوي في "شرح السنة"(4182)

عن يونس بن أبي إسحاق

وعبد بن حميد (87) والبزار (483)

عن أبي حمزة ثابت بن أبي صفية الثُّمالي

والطحاوي (2182)

عن عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزَمي

والطبراني في "الأوسط"(6197)

عن الحكم بن عبد الله النصري

أربعتهم عن أبي إسحاق به.

قال الحاكم في الموضع الأول: صحيح الإسناد"

وقال في الموضع الثاني: صحيح على شرط الشيخين"

(1) 1/ 74 (كتاب الإيمان- باب حدثنا أبو اليمان)

ص: 4913

قلت: لم يخرج البخاري ليونس بن أبي إسحاق شيئا، ولم يخرج مسلم رواية يونس عن أبيه.

وقد تُكُلِّم في روايته عن أبيه.

قال أبو بكر الأثرم: سمعت أحمد وذكر يونس بن أبي إسحاق فضعف حديثه عن أبيه" تهذيب الكمال 32/ 491

وفي تاريخ الغلابي: كان يونس بن أبي إسحاق مستوي الحديث في غير أبي إسحاق مضطربا في حديث أبيه" شرح علل الترمذي لابن رجب 2/ 672

وقال أبو زرعة: سماع يونس بن أبي إسحاق من أبي إسحاق بعد الاختلاط" سؤالات البرذعي 2/ 346 - 347

وأبو حمزة الثمالي ضعفوه، وعبد الملك بن أبي سليمان ثقة إلا أني لم أر أحدا صرّح بسماعه من أبي إسحاق أهو قبل الاختلاط أم بعده، والحكم النصري وثقه ابن حبان، وقال الذهبي في "المغني": مجهول.

وأبو إسحاق (1) كان مدلسا ولم يذكر سماعا من أبي جحيفة.

وخالفه أبو الحسن فرواه عن أبي جحيفة عن عليّ قوله.

أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 116) عن منصور بن أبي مزاحم ثنا أبو سعيد ابن أبي الوضاح عن أبي الحسن به.

وأبو سعيد وأبو الحسن لم أعرفهما.

الثاني: يرويه الخَضِر بن القَوّاس البجلي عن أبي سخيلة عن علي قال: ألا أخبركم بأفضل آية في كتاب الله حدثني بها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال- ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير- قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "سأفسرها لك يا علي، ما أصابكم في الدنيا من بلاء أو مرض أو عقوبة فالله أكرم من أن يُثني عليكم العقوبة في الآخرة، وما عفا عنه في الدنيا فالله أحلم من أن يعود بعد عفوه"

(1) وتابعه داود بن عيسى عن أبي جحيفة عن علي به.

أخرجه ابن بشران (161) من طريق أبي رَوْح الربيع بن روح الحمصي ثنا اليمان بن عدي ثنا مسعدة بن يحيى عن داود بن عيسى به.

وإسناده ضعيف لضعف اليمان بن عدي.

ص: 4914

أخرجه أحمد (1/ 85) وأبو يعلى (453 و 608) والدولابي في "الكنى"(1/ 185 - 186) وابن أبي حاتم (4/ 116) والمزي (8/ 262) من طريق الأزهر بن راشد الكاهلي عن الخضر به.

وإسناده ضعيف، الكاهلي قال ابن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: مجهول.

والخضر ذكره ابن حبان في "الثقات"على قاعدته، وقال أبو حاتم: مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": عنه أزهر بن راشد فقط.

وأما حديث أبي تميمة الهجيمي فأخرجه الطبراني في "الأوسط"

قال الهيثمي: وفيه هشام بن لاحق ترك أحمد حديثه، وضعفه ابن حبان، وقال الذهبي: قواه النسائي" المجمع 6/ 266

3512 -

"من أطاعني فقد أطاع الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني"

قال الحافظ: ثبت في الصحيح: فذكره" (1)

أخرجه البخاري (فتح 16/ 228) من حديث أبي هريرة.

3513 -

"من أطْرَقَ فرسا فأعقب كان له كأجر سبعين فرسا"

قال الحافظ: ولابن حبان في "صحيحه" من حديث أبي كبشة مرفوعا: فذكره" (2)

صحيح

أخرجه أحمد (4/ 231) والحربي في "الغريب"(1/ 43 - 44) وابن حبان (4679) والطبراني في "الكبير"(22/ 341) من طرق عن محمد بن حرب عن الزبيدي عن راشد بن سعد عن أبي عامر الهَوْزَني عن أبي كبشة الأنماري أنّه أتاه فقال: أطرقني فرسك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من أطرق فرسا فعقب له الفرس، كان له كأجر سبعين فرسا حمل عليها في سبيل الله، وإن لم تُعْقِبْ كان له كأجر فرس حمل عليه في سبيل الله".

وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، محمد بن حرب هو الخولاني، والزبيدي هو محمد بن الوليد، وراشد بن سعد هو المَقْرَائي، وأبو عامر الهوزني هو عبد الله بن لُحَي.

(1) 11/ 263 (كتاب الطلاق وقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} [الطلاق: 1])

(2)

5/ 368 (كتاب الإجارة- باب عسب الفحل)

ص: 4915

3514 -

"من أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه البخاري (فتح 14/ 412) عن أبي هريرة.

3515 -

"من أعتق عبدا فمال العبد له إلا أن يستثنيه سيده"

قال الحافظ: رواه عبيد الله بن أبي جعفر عن بكير بن الأشج عن نافع عن ابن عمر رفعه: فذكره، وهو حديث أخرجه أصحاب السنن بإسناد صحيح" (2)

أخرجه أبو داود (3962)

عن أحمد بن صالح المصري

والنسائي في "الكبرى"(4981)

عن محمد بن يعقوب بن عبد الوهاب الزبيري

كلاهما عن عبد الله بن وهب عن الليث بن سعد وعبد الله (3) بن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "من أعتق عبدا وله مال فمال العبد له إلا أن يشترطه السيد".

ورواه حرملة بن يحيى المصري عن ابن وهب عن ابن لهيعة وحده.

أخرجه ابن ماجه (2529)

واختلف فيه على ابن لهيعة، فرواه عمرو بن خالد الحراني عن ابن لهيعة عن بكير بن الأشج عن نافع عن ابن عمر ولم يذكر عبيد الله بن أبي جعفر.

أخرجه الدارقطني (4/ 134)

ورواية ابن وهب أصح.

قال محمد بن يحيى الذهلي: ابن وهب قديم السماع من ابن لهيعة، ومن سمع منه في القديم فهو أولى، لأنه خلط بأخرة" معرفة السنن والآثار 5/ 71

وأما روايته عن الليث فلم ينفرد بها بل تابعه سعيد بن أبي مريم الجمحي عند ابن

(1) 13/ 463 (كتاب الدعوات- باب فضل التسبيح)

(2)

6/ 96 (كتاب العتق- باب من ملك من العرب رقيقا)

(3)

لم يسمه النسائي في روايته.

ص: 4916

ماجه والبيهقي (5/ 325) وعبد الله بن صالح المصري عند البيهقي كذلك وعند الطبراني (1) في الأوسط (8725) وأبي موسى المديني في "اللطائف"(402) كلاهما عن عبيد الله بن أبي جعفر المصري عن بكير بن الأشج عن نافع عن ابن عمر به.

وخالفهم أشهب بن عبد العزيز المصري فرواه عن الليث عن عبيد الله بن أبي جعفر عن نافع عن ابن عمر، لم يذكر بكيرا.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(4980)

ورواية الجماعة أصح، والحديث إسناده صحيح كما قال الحافظ إلا أنه اختلف على نافع في لفظ الحديث فقال بكير بن الأشج "إلا أن يشترطه السيد" وقال غيره "إلا أن يشترط المبتاع"

قال البيهقي: ورواه ابن وهب عن ابن لهيعة والليث وقال في لفظه "من أعتق عبدا وله مال فمال العبد له إلا أن يشترط السيد" وهذا بخلاف رواية الجماعة عن نافع. ثم أخرجه من طريق يحيى بن سعيد وعبد ربه بن سعيد وسليمان بن موسى كلهم عن نافع عن ابن عمر بلفظ "إلا أن يشترط المبتاع"

3516 -

حديث أبي الدرداء "من أُعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وصححه وابن خزيمة" (2)

تقدم الكلام عليه فانظر حديث "ما يوضع في الميزان يوم القيامة أثقل من خلق حسن".

3517 -

حديث سخبرة رفعه "من أُعطي فشكر، وابتلي فصبر، وظَلم فاستغفر، وظُلم فغفر، أولئك لهم الأمن وهم مهتدون".

قال الحافظ: أخرجه الطبراني بسند حسن" (3)

ضعيف جدا

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الشكر"(167) وفي "الصبر"(33) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1208) وابن أبي حاتم (4) في "تفسيره"(7548) والخرائطي في "الشكر"(36)

(1) وقال: لم يروه عن عبيد الله بن أبي جعفر إلا الليث"

(2)

13/ 57 (كتاب الأدب- باب الرفق في الأمر كله)

(3)

12/ 213 (كتاب المرضى- باب ما جاء في كفارة المرض)

(4)

سقط من إسناده: عن أبيه.

ص: 4917

وابن قانع (1) في "الصحابة"(1/ 321) والطبراني في "الكبير"(6613 و 6614) وابن مردويه (2)(تفسير ابن كثير 2/ 153 - 154) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 225 - 226 و 226) وفي "الصحابة"(3653 و 3654 و3655) وابن بشران (994) وابن عبد البر في "الاستيعاب"(4/ 311) والشجري (3) في "أماليه"(2/ 188) وأبو بكر المراغي في "المشيخة"(ص 358 - 359) من طريق محمد بن المعلى الرازي الكوفي عن زياد بن خيثمة عن أبي داود عن عبد الله بن سخبرة عن أبيه به مرفوعا.

قال المراغي: هذا حديث ضعيف الإسناد من قبل أبي داود، وهو نُفيع الأعمى، فإنه واه"

وقال الهيثمي: وفيه أبو داود الأعمى وهو متروك" المجمع 10/ 284

قلت: واتهمه بعضهم بالوضع، وقال ابن عبد البر: أجمعوا على ضعفه، وكذبه بعضهم، وأجمعوا على ترك الرواية عنه.

فقول الحافظ: بسند حسن، ليس بحسن.

3518 -

حديث ابن عمر مرفوعا "من أعطى بيعة ثم نكثها لقي الله وليست معه يمينه"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني بسند جيد" (4)

ضعيف

أْخرجه الطبراني في "الأوسط"(9102) عن مسعدة بن سعد العطار المكي ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا محمد بن معن الغفاري ثنا موسى بن سعد عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا "من أعطى بيعته ثم نكثها لقي الله عز وجل يوم القيامة وليست معه يمينه"

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن موسى إلا محمد بن معن، تفرد به إبراهيم بن المنذر"

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه موسى بن سعد وهو مجهول" المجمع 5/ 225

(1) سقط من إسناده: عن أبيه.

(2)

سقط من إسناده: عن أبيه.

(3)

سقط من إسناده: عن أبيه.

(4)

6/ 331 (كتاب الأحكام- باب من نكث بيعة)

ص: 4918

قلت: هو المدني مولى لآل أبي بكر الصديق قال أبو حاتم: مجهول، وأبوه مجهول.

وقال الذهبي في "الميزان": مجهول، تفرد عنه محمد بن معن.

وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.

3519 -

"من أعطى ثلاثة من صلبه فاحتسبهم على الله وجبت له الجنة"

قال الحافظ: ولأحمد والطبراني من حديث عقبة بن عامر رفعه: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه أحمد (4/ 144) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لهيعة ثنا أبو عُشَّانة أنّه سمع عقبة بن عامر رفعه "من أثكل ثلاثة من صلبه فاحتسبهم على الله عز وجل وجبت له الجنة"

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه عمرو بن الحارث المصري أنّ أبا عُشَّانة المَعَافري حدّثه أنه سمع عقبة به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 300) من طريقين عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث به.

وهذا إسناد صحيح، وأبو عشانة اسمه حَي بن يُؤمِن.

وقال المنذري: رواته ثقات" الترغيب 3/ 77

3520 -

"من أعطى في صداق امرأة سَويقا أو تمرا فقد استحل"

قال الحافظ: وقد وردت أحاديث في أقل الصداق لا يثبت منها شيء منها عند أبي داود عن جابر رفعه: فذكره" (2)

ضعيف

أخرجه أبو داود (2110) وابن حبان في "الثقات"(7/ 457 - 458) والدارقطني (3/ 243) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 293) والبيهقي (7/ 238) وفي "معرفة السنن"(10/ 215 - 216) وفي "الصغرى"(2542 و 2543) والخطيب في "التاريخ"(6/ 364 - 365) وابن خلفون في "المعلم"(ص 103) من طرق عن يزيد بن هارون الواسطي أخبرنا

(1) 3/ 362 (كتاب الجنائز- باب فضل من مات له ولد فاحتسب)

(2)

11/ 117 (كتاب النكاح - باب التزويج على القرآن)

ص: 4919

موسى بن مسلم بن رُومان عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "من أعطى في صداقِ (1) مِلءَ كفيه بُرَاً أو سَويقا أو تمرا أو دقيقا فقد استحل" اللفظ للبيهقي

وأخرجه أحمد (3/ 355) والعباس الدوري في "تاريخ ابن معين"(2/ 265) عن يونس بن محمد المؤدب ثنا صالح بن مسلم بن رومان عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "لو أنّ رجلا أعطى امرأة صداقا ملء يديه طعاما كانت له حلالا"

ومن طريق العباس الدوري أخرجه ابن شاهين في "الناسخ"(508) والحاكم في "علوم الحديث"(ص 72) والبيهقي (7/ 238) وفي "الصغرى"(2541)

وتابعه محمد بن عمر الحميري ثنا يونس بن محمد به.

أخرجه ابن شاهين (507)

واختلف فيه على يونس بن محمد، فرواه محمد بن إسماعيل الصائغ عن يونس بن محمد عن صالح بن مسلم بن رومان عن أبي الزبير عن جابر موقوفا.

أخرجه العقيلي (2/ 250)

وهكذا رواه عبد الرحمن بن مهدي عن صالح بن رومان عن أبي الزبير عن جابر موقوفا.

قاله أبو داود

والأول أصح.

ولم ينفرد يونس بن محمد به بل تابعه موسى بن إسماعيل التبوذكي ثنا صالح بن رومان ثنا أبو الزبير عن جابر مرفوعا.

أخرجه العقيلي (2/ 205)

ورواته ثقات غير صالح بن مسلم بن رومان.

قال أبو داود: أخطأ يزيد بن هارون في اسمه فقال: موسى بن مسلم بن رومان.

وقال الحافظ في "التهذيب": الصواب أنه صالح أخطأ يزيد في اسمه.

وصالح قال ابن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث (الجرح 2/ 1/ 414) وقال العقيلي: فيه نظر.

(1) ولفظ أبي داود "صداق امرأة"

ص: 4920

وذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره في "المجروحين" أيضا وقال: كان ممن يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد، سئل ابن معين عنه فقال: ضعيف.

3521 -

"من اغبرت قدماه في سبيل الله باعد الله منه النار مسيرة ألف عام للراكب المستعجل"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" عن أبي الدرداء مرفوعا" (1)

ضعيف

أخرجه أحمد (6/ 443 - 444) ثنا أبو سعيد أنا أبو يعقوب إسحاق بن عثمان الكلابي: سمعت خالد بن دُرَيك يحدث عن أبي الدرداء يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا يجمع الله في جوف رجل غبارا في سبيل الله ودخان جهنم، ومن اغبرت قدماه في سبيل الله حرّم الله سائر جسده على النار، ومن صام يوما في سبيل الله باعد الله عنه النار مسيرة ألف سنة للراكب المستعجل، ومن جرح جراحة في سبيل الله ختم له بخاتم الشهداء له نور يوم القيامة لونها مثل لون الزعفران وريحها مثل ريح المسك يعرفه بها الأولون والآخرون يقولون فلان عليه طابع الشهداء، ومن قاتل في سبيل الله فُوَاق ناقة وجبت له الجنة".

قال المنذري: رواة إسناده ثقات إلا أنّ خالد بن دريك لم يدرك أبا الدرداء" الترغيب 2/ 273

وقال الهيثمي: رجاله ثقات إلا أنّ خالد بن دريك لم يسمع من أبي الدرداء ولم يدركه" المجمع 5/ 285

3522 -

"من اقتنى كلبا" الحديث

قال الحافظ: وقد روى مسلم (3/ 1202) أيضا من طريق سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه مرفوعا: فذكره، قال سالم: وكان أبو هريرة يقول: أو كلب حرث، وكان صاحب حرث، وأصله للبخاري في الصيد دون الزيادة" (2)

وتمامه "إلا كلب ضارِ أو ماشية نقص من عمله كل يوم قيراطان"

3523 -

"من اقتنى كلبا نقص من عمله كل يوم قيراط"

سكت عليه الحافظ (3).

(1) 6/ 370 (كتاب الجهاد- باب من اغبرت قدماه في سبيل الله)

(2)

5/ 403 (كتاب المزارعة- باب اقتناء الكلب للحرث)

(3)

3/ 438 (كتاب الجنائز- باب فضل اتباع الجنائز)

ص: 4921

أخرجه البخاري (فتح 5/ 404 - 405) عن سفيان بن أبي زهير مرفوعا "من اقتنى كلبا لا يغني عنه زرعا ولا ضرعا نقص كل يوم من عمله قيراط".

3524 -

حديث المغيرة رفعه "من اكتوى أو استرقى فقد برئ من التوكل"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم" (1)

أخرجه أحمد (4/ 253) عن محمد بن جعفر غُندر وحجاج بن محمد المصيصي قالا: ثنا شعبة عن منصور قال: سمعت مجاهدا يحدث قال: حدثني عَقَّار بن المغيرة بن شعبة حديثا فلما خرجت من عنده لم أمعن حفظه فرجعت إليه أنا وصاحب لي فلقيت حسان بن أبي وَجْزَة وقد خرج من عنده، فقال: ما جاء بك؟ فقلت: كذا وكذا. فقال حسان: حدثناه عقار عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال "لم يتوكل من اكتوى واسترقى"

وأخرجه ابن أبي شيبة (8/ 69) عن محمد بن جعفر عن شعبة عن منصور عن مجاهد عن حسان ثني عقار عن أبيه.

ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 381)

وأخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 1/ 95) عن محمد بن بشار عن محمد بن جعفر، فذكر نحو حديث أحمد.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 65 - 66) من طريق محمد بن عبد السلام الخشني ثنا محمد بن بشار به.

وأخرجه الخطيب في "الكفاية"(ص330) من طريق معاذ بن معاذ العنبري عن شعبة به.

ووقع عنده في آخر الحديث: وقد كان سمعه مجاهد من عقار فلم يحكم حفظه.

ورواه الطيالسي (ص95) عن شعبة عن منصور عن مجاهد عن عقار عن أبيه، ولم يذكر حسانا.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب"(1123)

ولم ينفرد شعبة به بل تابعه:

1 -

جرير بن عبد الحميد الرازي عن منصور عن مجاهد قال: حدثنا العقار بن

(1) 12/ 244 (كتاب الطب- باب الشفاء في ثلاث)

ص: 4922

المغيرة عن أبيه حديثا فلم أحفظه فمكثت بعد ذلك فأمرت حسان بن أبي وجزة- مولى لقريش- أن يسأله فأخبرني أنّه سأله فقال: سمعت أبى يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما توكل من اكتوى أو استرقى"

أخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 1/ 94 - 95 و95) والنسائي في "الكبرى"(7605) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(ص 235) وابن عبد البر (5/ 272 و 24/ 65 - 66) من طرق عن جرير به.

2 -

سفيان الثوري عن منصور عن مجاهد عن عقار عن أبيه.

أخرجه عبد الرزاق في "أماليه"(187) عن سفيان به.

وأخرجه عبد بن حميد (393) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 381)

عن إبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني

والبيهقي (9/ 341)

عن أحمد بن منصور الرمادي

كلاهما عن عبد الرزاق به.

وأخرجه الترمذي (2055) وابن حبان (6087) والدارقطني في "العلل"(7/ 116) والمزي (20/ 187)

عن عبد الرحمن بن مهدي

والدارقطني (7/ 116)

عن قَبيصة بن عقبة الكوفي

كلاهما عن سفيان الثوري به.

قال الترمذي: حسن صحيح"

قلت: اختلف فيه على الثوري:

- فقال عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي: عن الثوري عن حماد عن مجاهد عن عقار عن أبيه.

أخرجه الدارقطني (7/ 116) والبغوي في "شرح السنة"(3241)

ص: 4923

وقال الدارقطني: تفرد به الأشجعي عن سفيان عن حماد"

- وقال يحيى بن الضُّرَيس الرازي: عن الثوري عن منصور عن ليث عن مجاهد عن عقار عن أبيه.

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(7/ 194)

- وقال عبد الله بن محمد بن أبي مريم: ثنا الفريابي ثنا الثوري عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد عن عقار عن أبيه.

أخرجه الدارقطني (7/ 117)

وعبد الله بن محمد قال ابن عدي: يحدث عن الفريابي وغيره بالبواطيل (الكامل 4/ 1568)

والأول أصح لأنّ عبد الرحمن بن مهدي أثبت في سفيان من الآخرين.

ولم ينفرد منصور بن المعتمر به بل تابعه:

1 -

عبد الله بن أبي نجيح المكي عن مجاهد عن عقار عن أبيه.

أخرجه الشافعي في "سنن حرملة"(معرفة السنن للبيهقي 14/ 120) والحميدي (763) وأحمد (4/ 251) عن سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح به.

ومن طريق الحميدي أخرجه الحاكم (4/ 415)

ومن طريق أحمد أخرجه المزي (20/ 187)

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 380 - 381) وأبو عمرو بن منده في "الفوائد"(41) والبيهقي في "المعرفة"(14/ 121) من طرق عن ابن عيينة به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: عقار وثقه العجلي وابن حبان، وتبعهما الحافظ في "التقريب"، والباقون ثقات.

2 -

ليث بن أبي سليم.

أخرجه أحمد (4/ 249) وابن ماجه (3489) وابن أبي الدنيا في "التوكل"(43) والدارقطني في "العلل"(7/ 116) من طرق عن ليث به.

وليث ضعيف.

ص: 4924

3525 -

"من أكل بشماله أكل معه الشيطان"

قال الحافظ: وعند أحمد بسند حسن عن عائشة رفعته: فذكره" (1)

أخرجه أحمد (6/ 77) عن يحيى بن غيلان البغدادي ثنا رشدين ثني يزيد بن عبد الله عن موسى بن سَرْجِس عن إسماعيل بن أبي حكيم عن عروة بن الزبير عن عائشة به مرفوعا وزاد "ومن شرب بشماله شرب معه الشيطان"

وإسناده ضعيف لضعف رشدين بن سعد.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه ابن لهيعة عن يزيد بن عبد الله بن الهاد به.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(294 و 8938)

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن إسماعيل بن أبي حكيم إلا موسى بن سرجس، ولا عن موسى إلا يزيد بن الهاد، تفرد به ابن لهيعة"

كذا قال، وقد تابعه رشدين بن سعد كما تقدم.

وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في "الأوسط" وفي إسناد أحمد رشدين بن سعد وهو ضعيف وقد وثق، وفي الآخر ابن لهيعة وحديثه حسن" المجمع 5/ 25

قلت: بل ضعيف كما قال ابن معين وجماعة.

3526 -

حديث سلمة مرفوعا "من أكل فليصم بقية يومه، ومن لم يكن أكل فليصم" سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه البخاري (فتح 5/ 153)

3527 -

"من أكل في شهر رمضان ناسيا فلا قضاء عليه"

قال الحافظ: وأخرج أيضا (أي الدارقطني) من حديث أبي سعيد رفعه: فذكره، وإسناده وإن كان ضعيفا لكنه صالح للمتابعة" (3)

ضعيف جدا

أخرجه الدارقطني (2/ 178) والطبراني في "الأوسط"(6361) من طريق محمد بن

(1) 11/ 452 (كتاب الأطعمة- باب التسمية على الطعام)

(2)

5/ 4 (كتاب الصوم- باب وجوب صوم رمضان)

(3)

5/ 59 (كتاب الصوم- باب الصائم إذا أكل أو شرب ناسيا)

ص: 4925

سلمة الحراني عن محمد بن عبيد الله الفزاري عن عطية عن أبي سعيد مرفوعا "من أكل في شهر رمضان ناسيا فلا قضاء عليه، إنّ الله أطعمه وسقاه".

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن عبيد الله"

وقال الدارقطني: الفزاري هو محمد بن عبيد الله العَرْزَمي"

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه محمد بن عبيد الله العرزمي وهو ضعيف" المجمع3/ 157

قلت: بل هو ضعيف جدا ومن كان كذلك فلا يصلح حديثه للمتابعات.

قال الحاكم: متروك الحديث بلا خلاف أعرفه بين أئمة النقل فيه"

وقال الساجي: أجمع أهل النقل على ترك حديثه"

ويغني عنه حديث أبي هريرة "من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتمّ صومه فإنما أطعمه الله وسقاه" متفق عليه

وأخرجه الدارقطني وزاد "ولا قضاء عليه" قال: إسناد صحيح وكلهم ثقات"

3528 -

"من أكل لحم أخيه في الدنيا قُرِّبَ له يوم القيامة، فيقال له: كله ميتا كما أكلته حيا. فيأكله، ويكلح ويصيح"

قال الحافظ: وعند أبى يعلى من حديث عائشة ومن حديث أبى هريرة رفعه: فذكره، وسنده حسن" (1)

حسن

أخرجه أبو يعلى كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 216)

عن الحكم بن موسى البغدادي القَنْطري

والطبراني في "الأوسط"(1677)

عن عبد الصمد بن محمد بن معدان السَّلَمْسِيْني

قالا: ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن عمه موسى بن يسار عن أبي

(1) 13/ 80 (كتاب الأدب- باب الغيبة)

ص: 4926

هريرة مرفوعا "من أكل من لحم أخيه في الدنيا، قرب إليه لحمه في الآخرة، فيقال له: كُلْهُ (1) ميتا كما أكلته حيا.- قال- فيأكله، ويكلح ويصيح" اللفظ لأبي يعلى

قال ابن كثير: غريب جدا"

قلت: اختلف فيه على محمد بن سلمة، فرواه يحيى بن يوسف الزِّمّي عن محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن عمه عن أبي هريرة موقوفا.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الغيبة"(39)

والأول أصح لأنّ الرفع زيادة من ثقة وهي مقبولة.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ابن إسحاق إلا محمد بن سلمة"

قلت: تابعه يونس بن بكير الشيباني عن ابن إسحاق ثني عمي موسى بن يسار قال: سمعت أبا هريرة مرفوعا به.

أخرجه الخرائطي في "المساوئ"(193) والطبراني في "الأوسط"(5849) وأبو الشيخ في "التوبيخ"(205) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2227) من طرق عن يونس بن بكير به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن موسى بن يسار إلا ابن إسحاق"

قلت: إسناده حسن.

3529 -

"من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربنّ مسجدنا، ثلاثا"

قال الحافظ: وقع في حديث حذيفة عند ابن خزيمة: فذكره" (2)

سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "من تفل تجاه القبلة"

3530 -

"من أكل من هذه الشجرة شيئا فلا يقربنا في المسجد"

قال الحافظ: في حديث أبي سعيد عند مسلم (565): فذكره" (3)

3531 -

"من التمس طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له طريقا إلى الجنة"

قال الحافظ: والأحاديث في فضل العلم كثيرة، صحح مسلم (2699) منها حديث

(1) ولفظ الطبراني "كُلْهُ حيا كما أكلته ميتا"

(2)

2/ 489 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب ما جاء في الثوم النيىء)

(3)

2/ 488 (كتاب الصلاة- أبواب صفة الصلاة- باب ما جاء في الثوم النيء)

ص: 4927

أبي هريرة رفعه: فذكره، ولم يخرجه البخاري لأنّه اختلف فيه على الأعمش، والراجح أنّه بينه وبين أبي صالح فيه واسطة" (1)

3532 -

حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه سأل جبريل عن هذه الآية (2)"من الذين لم يشأ الله أنْ يصعقوا؟ " قال: هم شهداء الله عز وجل.

قال الحافظ: صححه الحاكم ورواته ثقات" (3)

صحيح

أخرجه الحاكم (2/ 253) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي عن عمر بن محمد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي هريرة به.

وقال: صحيح الإسناد"

قلت: وهو كما قال.

ورواه إسماعيل بن عياش عن عمر بن محمد فقال فيه: هم الشهداء يتقلدون أسيافهم حول عرشه، تتلقاهم ملائكة يوم القيامة إلى المحشر بنجائب من ياقوت نمارها ألين من الحرير، مد خطاها مد أبصار الرجال، يسيرون في الجنة يقولون عند طول النزهة: انطلقوا بنا إلى ربنا لننظر كيف يقضي بين خلقه، يضحك إليهم إلهي، وإذا ضحك إلى عبد في موطن فلا حساب عليه"

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال"(62) وفي "صفة الجنة"(245) وأبو يعلى كما في "تفسير ابن كثير"(4/ 64) والسياق له والواحدي في "الوسيط"(3/ 593)

قال ابن كثير: رجاله كلهم ثقات إلا شيخ إسماعيل بن عياش فإنّه غير معروف"

قلت: بل هو معروف، وهو عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي المدني نزيل عسقلان، وثقه ابن سعد وجماعة.

3533 -

حديث رفاعة بن رافع قال: صلّيت مع النبي صلى الله عليه وسلم فعطست فقلت: الحمد لله حمدا طيبا مباركا فيه مباركا عليه، كما يحب ربنا ويرضى. فلما انصرف قال "من المتكلم؟ " ثلاثا، فقلت: أنا، فقال:"والذي نفسي بيده، لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكا، أيهم يصعد بها"

(1) 1/ 150 (كتاب العلم- باب فضل العلم)

(2)

يعني قوله تعالى: ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله.

(3)

14/ 159 (كتاب الرقاق- باب نفخ الصور)

ص: 4928

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وغيره، وأخرجه الطبراني وبين أنّ الصلاة المذكورة المغرب، وسنده لا بأس به. وأصله في صحيح البخاري (فتح 2/ 428 - 429) لكن ليس فيه ذكر العطاس وإنّما فيه "كنّا نصلّي مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لمن حمده، فقال رجل وراءه: ربنا لك الحمد، إلى آخره بنحوه، وقد تقدم في صفة الصلاة بشرحه" (1)

أخرجه أبو داود (773) والترمذي (404) والنسائي (2/ 112) وفي "الكبرى"(1003) عن قتيبة بن سعيد البلخي ثنا رفاعة بن يحيى بن عبد الله بن رفاعة بن رافع الزرقي عن عم أبيه معاذ بن رفاعة بن رافع عن أبيه قال: صلّيت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطست، فقلت: الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى. فلما صلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف فقال "من المتكلم في الصلاة؟ " فلم يتكلم أحد، ثم قالها الثانية "من المتكلم في الصلاة؟ " فلم يتكلم أحد، ثم قالها الثالثة "من المتكلم في الصلاة؟ " فقال رفاعة بن رافع: أنا يا رسول الله، قال "كيف قلت؟ " قال: قلت: الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه مباركا عليه كما يحب ربنا ويرضى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده، لقد ابتدرها بضعة وثلاثون ملكا، أيهم يصعد بها" السياق للترمذي

ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في "الدعوات"(218) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 77)

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2713) من طريق الحارث بن أبي أسامة ثنا قتيبة بن سعيد به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4532) عن موسى بن هارون الحَمَّال ثنا قتيبة بن سعيد به.

ومن طريقه أخرجه المزي في "تهذيب الكمال"(9/ 210 - 211)

ووقع في هذه الرواية أنّ الصلاة المذكورة هي المغرب.

وفيها من الزيادة: قال رفاعة: وددت أني غرمت غُرّة من مال وأني لم أشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الصلاة حين قال: أين المتكلم؟.

واختلف فيه على قتيبة بن سعيد:

فرواه محمد بن شاذان ومحمد بن نعيم وأحمد بن سلمة النيسابوري ومحمد بن يحيى

(1) 13/ 223 (كتاب الأدب- باب الحمد للعاطس)

ص: 4929

الذهلي عن قتيبة بن سعيد عن رفاعة بن يحيى عن معاذ بن رفاعة بن رافع عن جده رافع بن مالك.

جعلوه عن رافع بن مالك.

أخرجه الحاكم (3/ 232)

والأول أصح فقد رواه سعيد بن عبد الجبار الكرابيسي عن رفاعة بن يحيى فقال فيه: عن أبيه.

أخرجه أبو داود (773) والطبراني في "الكبير"(4532) والبيهقي (2/ 95) وفي "الدعوات"(218) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 77) والمزي (9/ 210 - 211)

وتابعه بشر بن عمر الزهراني ثنا رفاعة بن يحيى به.

أخرجه أبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(387)

قال الترمذي: حديث حسن"

قلت: رفاعة بن يحيى ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": ثقة، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق.

ومعاذ بن رفاعة مختلف فيه: وثقه ابن حبان، وضعفه ابن معين.

3534 -

"من أمركم منهم بمعصية فلا تطيعوه"

قال الحافظ: رواه أحمد وابن ماجه وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم من طريق عمر بن الحكم عن أبي سعيد الخدري قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علقمة بن مجزز على بَعْثِ أنا فيهم حتى انتهينا إلى رأس غزاتنا أو كنا ببعض الطريق أذن لطائفة من الجيش وأمر عليهم عبد الله بن حذافة السهمي وكان من أصحاب بدر وكانت فيه دعابة.

وقال: وفي حديث أبي سعيد: فأوقد القوم نارا ليصنعوا عليها صنيعا لهم أو يصطلوا فقال لهم: أليس عليكم السمع والطاعة؟ قالوا: بلى، قال: أعزم عليكم بحقي وطاعتي لما تواثبتم في هذه النار.

وقال: وفي حديث أبي سعيد أنهم تحجزوا حتى ظن أنهم واثبون فيها، فقال: احبسوا أنفسكم فإنما كنت أضحك معكم.

وقال: وفي حديث أبي سعيد: فذكره" (1)

حسن

(1) 9/ 120و121 (كتاب المغازي- باب سرية عبد الله بن حذافة السهمي)

ص: 4930

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(مصباح الزجاجة 3/ 176) وأحمد (3/ 67) عن يزيد بن هارون الواسطي أنا محمد بن عمرو عن عمر بن الحكم بن ثوبان أنّ أبا سعيد الخدري قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علقمة بن مجزز على بعث أنا فيهم حتى انتهينا إلى رأس غزاتنا، وذكر الحديث بطوله.

وأخرجه ابن ماجه (2863) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه أبو يعلى (1349) عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي ثنا يزيد بن هارون به.

وأخرجه ابن حبان (4558) عن أبي يعلى به.

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5468)

عن حماد بن سلمة

و (5469)

عن إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير

قالا: ثنا محمد بن عمرو به.

ومن هذا الطريق أخرجه الحاكم (3/ 630 - 631) لكن سقط إسناده إلى محمد بن عمرو.

قال البوصيري: هذا إسناد صحيح" المصباح 3/ 176

قلت: محمد بن عمرو بن علقمة وعمر بن الحكم بن ثوبان صدوقان فالإسناد حسن.

3535 -

"من أمَّ الناس فأصاب الوقت فله ولهم"

قال الحافظ: وروى أبو داود من حديث عقبة بن عامر مرفوعا: فذكره" (1)

حسن

أخرجه ابن وهب في "الموطأ"(380) وأحمد (4/ 145 و201) وأبو داود (580) وابن ماجه (983) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 501) وأبو يعلى (1761) وابن خزيمة (1513) وابن المنذر في "الأوسط"(4/ 163) وابن حبان (2221) والطحاوي في "المشكل"(2196) والحاكم (1/ 209 - 210 و 213) والطبراني في "الكبير"(17/ 329)

(1) 2/ 329 (أبواب الأذان- باب إذا لم يتم الإمام)

ص: 4931

والبيهقي (3/ 127) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1990) من طرق عن عبد الرحمن (1) بن حَرْمَلة الأسلمي قال: أخبرني أبو علي الهَمْدَاني ثُمَامة بن شُفي قال: خرجت في سفر ومعنا عقبة بن عامر فقلنا له: أمنا. فقال: لست بفاعل، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من أمَّ الناس فأصاب الوقت وأتم الصلاة، فله ولهم، ومن نقص من ذلك شيئا، فعليه ولا عليهم".

قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري"

وقال أيضا: هذا حديث صحيح فقد احتج مسلم بعبد الرحمن بن حرملة واحتج البخاري بيحيى بن أيوب- أحد الرواة عن ابن حرملة- ثم لم يخرجاه"

قلت: عبد الرحمن بن حرملة روى له مسلم حديثا واحدا متابعة في القنوت.

وثمامة بن شفي احتج به مسلم وحده، فالحديث ليس على شرط أحد من صاحبي الصحيحين.

وعبد الرحمن بن حرملة مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه يحيى القطان وغيره، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق ربما أخطأ، وقال الذهبي في "الديوان": صدوق.

فهو حسن الحديث، وثمامة وثقه النسائي وغيره، فالإسناد حسن (2)

ولم ينفرد ابن حرملة به بل تابعه:

1 -

عبد الله بن عامر الأسلمي عن أبي علي الهمداني عن عقبة.

أخرجه أحمد (4/ 154 و 156) وسمويه في "الفوائد"(38) والروياني (274) والطبراني في "الكبير"(17/ 328 - 329 و 329) وابن شاهين في "الناسخ"(223) من طرق عن عبد الله بن عامر به.

وعبد الله بن عامر قال أحمد وجماعة: ضعيف.

(1) وقع في رواية عند سمويه في "الفوائد"(39) والطحاوي (2197): عن حرملة بن عمران.

وقال الطحاوي: وأهل العلم بالحديث يقولون: إنّ الصواب في إسناد هذا الحديث أنّه عن حرملة بن

عمران عن أبي علي، لأنّ عبد الرحمن بن حرملة لا يعرف له سماع عن أبي علي"

كذا قال، وعبد الرحمن بن حرملة قد صرّح بالأخبار من أبي علي كما تقدم.

(2)

قال النووي في "الخلاصة"(2/ 724): رواه أبو داود وابن ماجه والبيهقي بأسانيد حسنة أو صحيحة"

ص: 4932

2 -

رجل لم يسم عن أبي علي عن عقبة.

أخرجه الطيالسي (ص 135) عن الفرج بن فضالة الشامي عن رجل به.

وإسناده ضعيف لضعف الفرج بن فضالة وللرجل الذي لم يسم.

وخالفهم محمد بن عبد الرحمن بن القارة فرواه عن أبي علي الهمداني سمع قبيصة بن ذؤيب قال: بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال "من أمّ قوما فكانت صلاته تامة فله ولهم"

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 241) من طريق ابن وهب أخبرني حَيْوة عن محمد بن مخلد الحضرمي عن محمد بن عبد الرحمن بن القارة به.

ثم أخرجه من طريق عبد الله بن يحيى ثنا حيوة عن محمد بن مخلد الحضرمي عن محمد بن عبد الرحمن بن القارة سمع أبا علي سمع قبيصة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ومحمد بن مخلد قال أبو حاتم: لا أعرفه، وذكره ابن حبان هو وابن القارة في "الثقات".

3536 -

"من أمَّنا فليتم الركوع والسجود"

قال الحافظ: وفي الطبراني من حديث عدي بن حاتم: فذكره" (1)

حسن

أخرجه أحمد وابنه (4/ 257 - 258) عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة وهو في "مصنفه"(2/ 55) ثنا زيد بن الحباب عن يحيى بن الوليد بن المُسَيَّر الطائي قال: أخبرني مُحِل الطائي عن عدي بن حاتم قال: من أمّنا فليتم الركوع والسجود فإنّ فينا الضعيف والكبير والمريض والعابر سبيل وذا الحاجة، هكذا كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 93 - 94) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا أبو بكر بن أبي شيبة به.

وأخرجه عن الحسين بن إسحاق التستري ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا زيد بن الحباب به.

وأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 810) من طريق الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا زيد بن الحباب به.

(1) 2/ 340 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب تخفيف الإمام في القيام)

ص: 4933

وأخرجه الطبراني (17/ 93 - 94) من طريق عبد الرحمن بن مهدي ثني يحيى بن الوليد به.

قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 2/ 71 و 73

قلت: إسناده حسن، يحيى بن الوليد قال النسائي: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والباقون ثقات، ومحل هو ابن خليفة.

3537 -

"من انتسب إلى تسعة آباءِ كفار يريد بهم عزّاً أو كرامة، فهو عاشرهم في النار"

قال الحافظ: وقد روى أحمد وأبو يعلى بإسناد حسن من حديث أبي ريحانة رفعه: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه أحمد (4/ 134) والبخاري في "الكبير"(1/ 2 /355) وأبو يعلى (1439) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1260) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 345) والطبراني في "الأوسط"(446) وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين"(97) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 325 و 2/ 363) والبيهقي في "الشعب"(4769) من طرق عن أبي بكر بن عياش عن حميد الكندي عن عبادة بن نُسَي عن أبي ريحانة به مرفوعا.

قال البخاري: لا أراه إلا مرسلا"

وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي ريحانة إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو بكر بن عياش"

وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في "الكبير" و "الأوسط" وأبو يعلى، ورجال أحمد ثقات" المجمع 8/ 85

قلت: الحديث إسناده ضعيف، حميد الكندي ذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 192) على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا ألا أبا بكر بن عياش وكذا ابن حبان فهو مجهول.

وقول البخاري: لا أراه إلا مرسلا. مراده بذلك الانقطاع بين عبادة بن نسي وأبي ريحانة، فإنّ أبا ريحانة ذكره البخاري في "تاريخه الأوسط"(1/ 230) فيمن مات ما بين الخمسين إلى الستين.

(1) 7/ 362 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب من انتسب إلى آبائه)

ص: 4934

وعبادة بن نسي مات شابا كما ذكر ابن حبان في "الثقات" سنة ثماني عشرة ومائة مما يدل على أنّه لم يدرك أبا ريحانة، والله تعالى أعلم.

3538 -

"من انتفى من ولده ليفضحه في الدنيا فضحه الله يوم القيامة" قال الحافظ: وقد ورد الوعيد في حق من انتفى من ولده من رواية مجاهد عن ابن عمر رفعه: فذكره، وفي سنده الجراح والد وكيع مختلف فيه، وله طريق أخرى عن ابن عمر أخرجه ابن عدي بلفظ "من انتفى من ولده فليتبوأ مقعده من النار" وفي سنده محمد بن أبي الزعيزعة راويه عن نافع قال أبو حاتم: منكر الحديث. وله شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم بلفظ "وأيما رجل جحد ولده وهو ينظر إليه احتجب الله منه" وفي سنده عبد الله بن يونس (1) حجازي وما روى عنه سوى يزيد بن الهاد" (2)

حسن

وله عن ابن عمر طريقان:

الأول: يرويه عبد الله بن أبي المجالد الكوفي عن مجاهد عن ابن عمر به مرفوعا وزاد "على رؤوس الأشهاد قصاص بقصاص"

أخرجه أحمد (2/ 26) عن وكيع بن الجراح عن أبيه عن ابن أبي المجالد به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(13478) و"الأوسط"(4309) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(9/ 223 - 224) عن الطبراني به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن مجاهد إلا عبد الله بن أبي المجالد، تفرد به وكيع"

وقال: تفرد به وكيع عن أبيه"

وقال العراقي: إسناده جيد" تخريج الإحياء للحداد 5/ 2228

قلت: وهو كما قال فإنّ رواته ثقات غير الجراح والد وكيع وهو مختلف فيه ولا ينزل حديثه عن رتبة الحسن.

(1) في "الفتح": عبيد الله بن يوسف، والصواب ما أثبته.

(2)

15/ 56 (كتاب الفرائض- باب إثم من انتفى من ولده)

ص: 4935

قال ابن عدي: له أحاديث صالحة وروايات مستقيمة وحديثه لا بأس به وهو صدوق لم أجد في حديثه منكرا فأذكره.

وقال الذهبي في "المغني" وفي "من تكلم فيه وهو موثق": صدوق.

وقال الحافظ: صدوق يهم.

ولم ينفرد ابن أبي المجالد به بل تابعه ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا "لا تنتفينّ من ولدك فيفضحك الله على رؤوس الخلائق كما فضحته في الدنيا"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(13503) من طريق عبد الرحيم بن يحيى الدبيلي ثنا عبد الرحمن بن مَغْراء أنا جابر بن يحيى الحضرمي عن ليث به.

وليث ضعيف.

الثاني: يرويه محمد بن أبي الزعيزعة قال: سمعت نافعا يقول: قال ابن عمر رفعه "من انتفى من ولده (1) أو أرى عينيه ما لم تر فليتبوأ مقعده من النار"

أخرجه ابن عدي (1/ 19 و 6/ 2211)

وابن أبي الزعيزعة قال البخاري: منكر الحديث جدا، وقال أبو حاتم: لا يشتغل به منكر الحديث، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به.

وقد توبع:

قال سعيد بن بشير الأزدي: عن مطر الوراق عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه وهم جلوس "ما لكم لا تتكلمون، من قال سبحان الله وبحمده كتب الله عز وجل له عشر حسنات، ومن قالها عشرا كتب الله له مائة حسنة، ومن قالها مائة مرة كتب الله له ألف حسنة، ومن زاد زاده الله، ومن استغفر غفر الله له، ومن حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضادّ الله في حكمه، ومن اتهم بريئا صيّره الله إلى طينة الخَبَال حتى يأتي بالمخرج مما قال، ومن انتفى من ولده يفضحه به في الدنيا فضحه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة"

أخرجه البيهقي (8/ 332 - 333) من طريق أبي حاتم الرازي ثنا صفوان بن صالح المؤذن ثنا مروان بن محمد ثنا سعيد بن بشير به.

وسعيد بن بشير مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، ومطر الوراق مختلف فيه كذلك.

(1) في المطبوع من "الكامل": والديه.

ص: 4936

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الشافعي في "مسنده"(ص 258) والدارمي (2244) وأبو داود (2263) والنسائي (6/ 147) وفي "الكبرى"(5675) وابن حبان (4108) والحاكم (2/ 202 - 203) والبيهقي (7/ 403) والبغوي في "شرح السنة"(2374) والمزي (16/ 337 - 338) من طرق عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن عبد الله بن يونس أنّه سمع سعيد بن أبي سعيد المقبري يحدث محمد بن كعب القرظي قال المقبري: ثني أبو هريرة أنّه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لما نزلت آية الملاعنة "أيما امرأة أدخلت على قوم من ليس منهم، فليست من الله في شيء، ولن يدخلها الله جنته، وأيما رجل جحد ولده وهو ينظر إليه، احتجب الله منه، وفضحه على رؤوس الخلائق في الأولين والأخرين"

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

كذا قال، وعبد الله بن يونس لم يخرج له مسلم شيئا، ولم يرو عنه إلا ابن الهاد كما قال الذهبي في "الكاشف" و"الميزان"، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال.

وذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 44) على قاعدته (1).

ولم ينفرد به بل تابعه:

1 -

يحيى بن حرب المدني.

أخرجه ابن ماجه (2743) من طريق موسى بن عبيدة ثني يحيى بن حرب به.

قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، يحيى بن حرب مجهول، قاله الذهبي في "الكاشف"، وموسى بن عبيدة الرَّبَذي ضعفوه" المصباح 3/ 150

2 -

بكار بن عبد الله عن عمه عن المقبري.

أخرجه البغوي في "شرح السنة"(2375) من طريق أحمد بن عبد الله بن حكيم الفرياناني ثنا بكار به.

والفرياناني قال النسائي: ليس بثقة، وقال أبو نعيم: مشهور بالوضع، وقال الدارقطني: متروك الحديث.

(1) المجهول عند ابن حبان هو الراوي الذي لا يعرف إلا بنقل راو واحد ضعيف عنه (الثقات 5/ 560) وعبد الله بن يونس إنما روى عنه ابن الهاد وهو ثقة فليس هو بمجهول عنده.

قال الحافظ: وكأنّ عند ابن حبان أنّ جهالة العين ترتفع برواية واحد مشهور، وهر مذهب شيخه ابن خزيمة، ولكن جهالة حاله باقية عند غيره، وقد أفصح ابن حبان بقاعدته فقال: العدل من لم يعرف فيه الجرح إذ التجريح ضد التعديل فمن لم يجرح فهو عدل حتى يتبين جرحه إذ لم يكلف الناس ما غاب عنهم" اللسان 1/ 14

ص: 4937

3539 -

"لما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم قال "من أنتم؟ " قالوا: من الخزرج، قال "أفلا تجلسون أكلمكم؟ " قالوا: نعم، فدعاهم إلى الله وعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن، وكان مما صنع الله لهم أنّ اليهود كانوا معهم في بلادهم وكانوا أهل كتاب، وكان الأوس والخزرج أكثر منهم فكانوا إذا كان بينهم شيء قالوا: إنّ نبيا سيبعث الآن قد أظل زمانه نتبعه فنقتلكم معه، فلما كلمهم النبي صلى الله عليه وسلم عرفوا النعت فقال بعضهم لبعض: لا تسبقنا إليه يهود، فآمنوا وصدّقوا وانصرفوا إلى بلادهم ليدعوا قومهم، فلما أخبروهم لم يبق دور من قومهم إلا وفيها ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان الموسم وافاه منهم إثنا عشر رجلا"

قال الحافظ: قال ابن إسحاق: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن أشياخ من قومه قالوا: فذكره" (1)

أخرجه ابن إسحاق في "المغازي" كما في "سيرة ابن هشام"(1/ 428 - 429) بهذا الإسناد.

وأخرجه الطبري في "التاريخ"(2/ 353 - 354) وأبو نعيم في "الدلائل"(223) والبيهقي في "الدلائل"(2/ 433 - 435 و435) من طرق عن ابن إسحاق به.

3540 -

"من انتهب فليس منا"

قال الحافظ: وفي النهي عن النهبة حديث جابر عند أبي داود بلفظ: فذكره، وحديث أنس عند الترمذي مثله، وحديث عمران عند ابن حبان مثله" (2)

صحيح

ورد من حديث جابر ومن حديث أنس ومن حديث عمران بن حُصين ومن حديث عبد الرحمن بن سَمُرة ومن حديث ابن عباس

فأما حديث جابر فأخرجه أحمد (3/ 312 و 323 و395) والخلال في "السنة"(1564) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2/ 955) والطحاوي في "المشكل"(1313)

عن زهير بن معاوية أبي خيثمة الكوفي

وعبد الرزاق (18844) وأحمد (3/ 380) وأبو داود (4391) وابن ماجه (3935) والطحاوي في "المشكل"(1314)

(1) 8/ 220 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب وفود الأنصار)

(2)

6/ 44 (كتاب المظالم- باب النهبى بغير إذن صاحبه)

ص: 4938

عن ابن جريج

وابن أبي شيبة (7/ 58)

عن ابن خلف

وعبد الرزاق (18845)

عن ياسين بن معاذ الزيات

كلهم عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "من انتهب نُهبة (1) فليس منا"

وفيه عنعنة أبي الزبير فإنه كان مدلسا.

ورواه ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر بلفظ "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن النهبة"

أخرجه أحمد (3/ 335)

وابن لهيعة ضعيف.

وأما حديث أنس فله عنه طريقان:

الأول: يرويه مَعمر بن راشد عن ثابت البُنَاني عن أنس قال: أخذ النبي صلى الله عليه وسلم على النساء حين بايعن أن لا ينحن، فقلن: يا رسول الله، إنّ نساء أسعدننا في الجاهلية فنسعدهن في الإسلام؟ قال "لا إسعاد في الإسلام، ولا شغار في الإسلام، ولا عقر في الإسلام، ولا جلب، ولا جنب، ومن انتهب فليس منا".

أخرجه عبد الرزاق (6690) عن معمر به.

وأخرجه أحمد (3/ 197) وعبد بن حميد (1253) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه الترمذي (1601) وفي "العلل"(2/ 684) والبزار (الوهم والإيهام 2/ 80 - 81) والنسائي (4/ 14) وفي "الكبرى"(1979) وابن حبان (3146) والبيهقي (4/ 62) من طرق عن عبد الرزاق به.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث أنس"

وقال: سألت محمدا عن هذا الحديث، فقال: لا أعرف هذا الحديث إلا من حديث عبد الرزاق، لا أعلم أحدا رواه عن ثابت غير معمر"

(1) زاد ابن جريج في حديثه "مشهورة" وزاد ابن خلف "ذات شرف يشهره بها المسلمون"

ص: 4939

وقال البزار: لا نعلم رواه عن ثابت عن أنس إلا معمر"

قلت: رجاله ثقات إلا أنّ ابن معين تكلم في رواية معمر عن ثابت البناني.

فقال: معمر عن ثابت ضعيف"

وقال أيضا: حديث معمر عن ثابت مضطرب كثير الأوهام"

الثاني: يرويه أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس وحميد عن أنس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النهبة وقال "من انتهب فليس منا"

أخرجه أحمد (3/ 140) ومن طريقه الخلال في "السنة"(1448)

عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي

وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2/ 1069) والطحاوي في "المشكل"(1316) وفي "شرح المعاني"(3/ 49) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(2164)

عن علي بن الجَعْد الجوهري

كلاهما عن أبي جعفر الرازي به.

ورواه غير واحد عن أبي جعفر الرازي فلم يذكروا حميدا، منهم:

1 -

يحيى بن أبي بكير الكرماني.

أخرجه البزار (كشف 1733)

2 -

أبو نعيم الفضل بن دُكين.

أخرجه ابن أبي شيبة (7/ 57) والطحاوي في "المشكل"(1317)

3 -

الحسن بن موسى الأشيب.

أخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(564) وفي "عواليه"(38)

قال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 5/ 337

قلت: أبو جعفر مختلف فيه: وثقه أبو حاتم وغيره، وضعفه النسائي وغيره.

والربيع بن أنس ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: الناس يتقون من حديثه ما كان من رواية أبي جعفر عنه لأنّ في أحاديثه عنه اضطرابا كثيرا.

ص: 4940

وأما حديث عمران فأخرجه الطيالسي (ص 113) وابن أبي شيبة (4/ 381) وأحمد (4/ 438 و 439 و 443 و445 - 446) وأبو داود (2581) وابن ماجه (3937) والترمذي (1123) والبزار (3535) والنسائي (6/ 91) وفي "الكبرى"(4431 و5495) والخلال (1566) والطحاوي في "المشكل"(1312 و 1315) وفي "شرح المعاني"(3/ 49) وابن حبان (3267 و5170) والبيهقي (10/ 21) من طرق عن حميد الطويل ثنا الحسن البصري عن عمران مرفوعا "لا جَلَبَ ولا جَنَبَ ولا شِغار في الإسلام، ومن انتهب نهبة فليس منا"

وأخرجه ابن السكن في"الصحابة"(الوهم والإيهام 2/ 80) والدارقطني (4/ 303) من طريق يونس بن عبيد البصري عن الحسن عن عمران.

وأخرجه النسائي في "الإغراب"(208) من طريق أبي قَزَعَة سويد بن حُجير الباهلي عن الحسن به.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عمران بهذا اللفظ بأحسن من هذا الإسناد عن عمران"

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

قلت: إسناده منقطع؛ لأنّ الحسن لم يسمع من عمران بن حصين كما قال أبو حاتم وابن المديني وابن معين ويحيى القطان.

وأما حديث عبد الرحمن بن سمرة فأخرجه ابن أبي شيبة (7/ 59) وأحمد (5/ 62 و 63) وأبو داود (2703) والخلال (1569) والطحاوي في "المشكل"(1311) وابن أبي زمنين في "أصول السنة"(172) وأبو نعيم في "الصحابة"(4586 و 4587) من طرق عن جرير بن حازم البصري عن يعلي بن حكيم عن أبي لَبيد قال: غزونا مع عبد الرحمن بن سمرة كابل فأصاب الناس غنما (1) فانتهبوها، فأمر عبد الرحمن مناديا ينادي: إني سمعت (2) رسول الله-صلى الله عليه وسلم يقول "من انتهب نهبة فليس منا" فردوا هذه الغنم. فردوها فقسمها بالسوية. اللفظ لأحمد

وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، وأبو لبيد اسمه لِمَازة بن زبَّار.

وأمَا حديث ابن عباس فله عنه طريقان:

الأول: يرويه قابوس بن أبي ظبْيان الكوفي عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا "ليس منا من انتهب أو سلب أو أشار بالسلب".

(1) ولفظ أبي داود وغيره "غنيمة"

(2)

ولفظ أبي داود "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن النهبى"

ص: 4941

أخرجه الطبراني في "الكبير"(12612) ثنا أحمد بن القاسم الجوهري ثنا عفان بن مسلم ثنا أبو كُدينة عن قابوس به.

قال الهيثمي: وفيه قابوس بن أبي ظبيان وهو ثقة وفيه ضعف" المجمع 5/ 337

قلت: اختلف فيه: وثقه يعقوب بن سفيان، وقال العجلي وابن عدي: لا بأس به.

وضعفه النسائي وأبو حاتم والدارقطني وغيرهم.

واختلف فيه قول ابن معين فعنه أنّه قال: ثقة جائز الحديث. وقال أيضاً: ضعيف الحديث.

واختلف عن قابوس، فرواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن قابوس عن أبيه مرسلا.

أخرجه الخلال (1570)

الثاني: يرويه أبو هاشم الرُّمَّاني عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "ليس منا من ينتهب" وقال "لا شغار في الإسلام"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(12008) من طريق أبي الصباح عبد الغفور بن سعيد الأنصاري الواسطي عن أبي هاشم به.

قال الهيثمي: وفيه أبو الصباح عبد الغفور وهو متروك" المجمع 4/ 267

3541 -

"من انظر معسرا أو وضع له أظله الله في ظل عرشه"

قال الحافظ: روى مسلم (3006) من حديث أبي اليسر بفتح التحتانية والمهملة ثم الراء رفعه: فذكره" (1)

وذكره في موضع آخر وقال في آخره "أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله"(2)

3542 -

"من أنفق على ابنتين أو أختين أو ذاتي قرابة يحتسب عليهما"

قال الحافظ: ولأحمد من حديث أم سلمة: فذكره" (3)

ضعيف

أخرجه الطيالسي (ص 225 - الإتحاف 4563) عن محمد بن أبي حميد الأنصاري الزرقي المدني

(1) 5/ 212 (كتاب البيوع- باب من أنظر معسرا)

(2)

2/ 284 (كتاب الصلاة- أبواب الأذان- باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة)

(3)

13/ 33 (كتاب الأدب- باب رحمة الولد)

ص: 4942

وأخرجه أحمد (6/ 293) والحسين المروزي في "البر والصلة"(195) وابن أبي الدنيا في "العيال"(114) والطبراني في "الكبير"(23/ 392 - 393) من طرق عن محمد بن أبي حميد عن المطلب بن عبد الله بن حَنْطَب المخزومي قال: دخلت على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا بني ألا أحدثك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: بلى يا أمه، قالت: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من أنفق على ابنتين أو أختين أو ذواتي قرابة يحتسب النفقة عليهما حتى يغنيهما الله من فضله عز وجل أو يكفيهما كانتا له سترا من النار"

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن أبي حميد.

3543 -

"من أنفق نفقة في سبيل الله كتب له سبعمائة ضعف"

قال الحافظ: وقد روى النسائي وصححه ابن حبان من حديث خُرَيْم بالراء مصغرا ابن فَاتِك بفاء ومثناة مكسورة رفعه: فذكره" (1)

يرويه الرُّكَين بن الربيع بن عَمِيْلَة الفزاري واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن الركين عن أبيه عن عمه يُسيْر بن عميلة عن خريم بن فاتك مرفوعا "الناس أربعة، والأعمال ستة، فالناس: موسع عليه في الدنيا والآخرة، وموسع له في الدنيا مقتور عليه في الآخرة، ومقتور عليه في الدنيا موسع عليه في الآخرة، وشقي في الدنيا والآخرة.

والأعمال موجبتان ومثل بمثل، وعشرة أضعاف، وسبعمائة ضعف، فالموجبتان من مات مسلما مؤمنا لا يشرك بالله شيئا فوجبت له الجنة، ومن مات كافرا وجبت له النار، ومن هَمَّ بحسنة فلم يعملها فعلم الله أنّه قد أشعرها قلبه وحرص عليها كتبت له حسنة، ومن هم بسيئة لم تكتب عليه ومن عملها كتبت واحدة ولم تضاعف عليه، ومن عمل حسنة كانت له بعشر أمثالها، ومن أنفق نفقة في سبيل الله كانت له بسبعمائة ضعف".

أخرجه أحمد (4/ 345) واللفظ له والبخاري في "الكبير"(4/ 2 / 423) وابن حبان (6171) والطبراني في "الكبير"(4153) وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 34) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 131)

عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي

وابن أبي عاصم في "الجهاد"(72) والنسائي (6/ 41) وفي "الكبرى"(4395) والطبراني (4154)

(1) 6/ 389 (كتاب الجهاد- باب فضل النفقة في سبيل الله)

ص: 4943

عن سفيان الثوري

والدارقطني في "المؤتلف"(2/ 850)

عن عمار بن رزيق الكوفي

ثلاثتهم عن الركين به.

- ورواه زائدة بن قدامة الكوفي عن الركين واختلف عنه:

• فرواه غير واحد عن زائدة كرواية شيبان ومن تابعه.

أخرجه أحمد (4/ 345) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(628) والحاكم (2/ 87) والبيهقي في "الشعب"(3963)

عن معاوية بن عمرو الأزدي

والنسائي في "الكبرى"(11027) وابن حبان (4647)

عن عبد الله بن المبارك (1)

وأبو القاسم البغوي (628) والدارقطني في "المؤتلف"(2/ 850)

عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي

ثلاثتهم عن زائدة به.

• ورواه موسى بن مسعود النّهدي عن زائدة فلم يذكر فيه "عن عمه".

أخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 2 / 423)

• ورواه حسين بن علي الجُعْفي عن زائدة واختلف عنه:

فرواه ابن أبي شيبة (5/ 318) وفي "مسنده"(743) عن حسين بن علي كرواية معاوية بن عمرو ومن تابعه.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(71) و"الآحاد"(1047) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4155) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به.

(1) رواه حبان بن موسى المروزي عن ابن المبارك هكذا، ورواه عيسى بن سالم الشاشي عن ابن المبارك فلم يذكر يسير بن عميلة.

أخرجه أبو القاسم البغوي (628)

ص: 4944

وتابعه:

1 -

أبو غريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا حسين بن علي به.

أخرجه الترمذي (1625)

2 -

حجاج بن حمزة بن سويد الرازي.

أخرجه السلفي في "معجم السفر"(1141)

3 -

شجاع بن مخلد الفلاس.

أخرجه أبو القاسم البغوي (628)

ورواه أحمد (4/ 345 - 346) عن حسين بن علي فلم يذكر "عن أبيه"

- ورواه عَبيدة بن حُميد أبو عبد الرحمن الكوفي عن الركين عن عمه عن خريم، ولم يذكر "عن أبيه"

أخرجه البيهقي في "الشعب"(3964)

- ورواه عمرو بن قيس المُلائي عن الركين عن أبيه عن خريم، ولم يذكر "عن عمه".

أخرجه الطبراني في "الكبير"(4152) و"الأوسط"(4071)

- ورواه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن الركين واختلف عنه:

• فقال أبو النضر هاشم بن القاسم البغدادي: ثنا المسعودي عن الركين عن أبيه عن خريم، ولم يذكر "عن عمه".

أخرجه أحمد (4/ 346) ومن طريقه السلفي في "معجم السفر"(569) وفي "الأربعين البلدانية"(22)

• وقال يزيد بن هارون الواسطي: أنا المسعودي عن الركين عن رجل عن خريم.

أخرجه أحمد (4/ 321 - 322) عن يزيد به.

ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "الأربعين في الحث على الجهاد"(ص 105 - 106) وأبو الفرج المقرئ في "الأربعين في الجهاد"(ص 69)

وتابعه عاصم بن علي الواسطي ثنا المسعودي به.

أخرجه ابن بشران (178)

ص: 4945

والمسعودي كان قد اختلط وسماع هاشم ويزيد وعاصم منه بعد اختلاطه.

- ورواه مسلمة بن جعفر البجلي عن الركين واختلف عنه:

• فقال معاوية بن عمرو الأزدي: ثنا مسلمة بن جعفر عن الركين ثني عمي عن أبي يحيى (1) خريم بن فاتك.

ولم يذكر "عن أبيه"

أخرجه الحاكم (2)(2/ 87) والبيهقي في "الشعب"(8/ 203 - 204)

وتابعه بشر بن آدم الضرير ثنا مسلمة بن جعفر به.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(3965) من طريق أحمد بن عبيد بن إسماعيل البصري الصَّفَّار ثنا أحمد بن علي الخزاز ثنا بشر بن آدم به (3).

• ورواه أبو غسان مالك بن إسماعيل النّهدي عن مسلمة بن جعفر واختلف عنه:

فقال البخاري في "الكبير"(4/ 2 / 423): قال مالك بن إسماعيل: عن مسلمة بن جعفر عن الركين ثني عمي عن أبي عن خريم.

وتابعه علي بن عبد العزيز البغوي ثنا مالك بن إسماعيل به.

أخرجه الطبراني (4151) وأبو نعيم في "الصحابة"(2519)

وقال أحمد بن مُلاعب البغدادي: أنا أبو غسان ثنا مسلمة بن جعفر قال: سمعت الركين قال: حدثني عمي عن خريم، ولم يذكر "عن أبيه".

أخرجه ابن الجوزي في "العلل"(1350)

وحديث شيبان ومن تابعه أصح، قاله البخاري.

(1) هي كنية خريم بن فاتك.

(2)

سكت عليه الحاكم، وقال الذهبي: مسلمة تعبت عليه فلم أعرفه"

قلت: ترجمه الذهبي في "الميزان" وقال: يجهل.

وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات".

(3)

رواه أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي عن أحمد بن علي الخزاز فقال فيه: حدثني عمي عن أبي عن خريم.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2519)

ص: 4946

وقال الترمذي: هذا حديث حسن"

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد احتج مسلم بالركين، وهو كوفي عزيز الحديث، ويسير بن عميلة عمه"

قلت: الركين بن عميلة وأبوه ثقتان، وعمه وثقه ابن حبان والعجلي وتبعهما الحافظ في "التقريب"، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف.

وللحديث شاهد عن ابن عمر أخرجه الطبراني في "الأوسط"(869)

وقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "الأعمال عند الله سبع"

3544 -

"من أهديت له هدية وعنده قوم فهم شركاؤه فيها"

قال الحافظ: فأما المرفوع فوصله عبد بن حميد من طريق ابن جريج عن عمرو بن دينار عن ابن عباس مرفوعا، وفي إسناده مِنْدل بن علي هو ضعيف، ورواه محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو كذلك، واختلف على عبد الرزاق عنه في رفعه ووقفه والمشهور عنه الوقف وهو أصح الروايتين عنه، وله شاهد مرفوع من حديث الحسن بن علي في مسند إسحاق بن راهويه، وآخر عن عائشة عند العقيلي، وإسنادهما ضعيف أيضا.

قال العقيلي: لا يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء" (1)

ضعيف

روي من حديث ابن عباس ومن حديث الحسن بن علي ومن حديث عائشة

فأما حديث ابن عباس فأخرجه عبد بن حميد (704) والخلال في "العلل"(المنتخب لابن قدامة 20) وابن حبان في "المجروحين"(3/ 25) والطبراني في "الكبير"(11183) و "الأوسط"(2471) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 351 - 352) والبيهقي (6/ 183) والخطيب في "التاريخ"(4/ 249) وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 92) من طرق عن مندل بن علي العَنَزي عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن ابن عباس به مرفوعا.

قال أحمد بن حنبل: حديث منكر" المنتخب من العلل لابن قدامة ص 74

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عمرو إلا ابن جريج، تفرد به مندل، ولا يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد"

(1) 6/ 155 (كتاب الهبة- باب من أهدي له هدية وعنده جلساؤه)

ص: 4947

وقال أبو نعيم: غريب من حديث عمرو، تفرد به مندل عن ابن جريج"

وقال الحافظ: وهذا الحديث لا يصح رفعه، ومندل بن علي ضعيف" النكت على كتاب ابن الصلاح 1/ 341 - 342

قلت: وخالفه عبد السلام بن عبد القدوس أبو محمد الكَلاعي فرواه عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس.

أخرجه العقيلي (3/ 67) وابن عساكر كما في "اللآلئ"(2/ 301) وابن الجوزي (3/ 92)

وعبد السلام بن عبد القدوس قال أبو حاتم وغيره: ضعيف.

وقال العقيلي: لا يصح في هذا الباب شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم"

ولم ينفرد ابن جريج به بل تابعه محمد بن مسلم الطائفي عن عمرو بن دينار عن ابن عباس به مرفوعا.

أخرجه البيهقي (6/ 183) من طريق محمد بن أبي السري العسقلاني ثنا عبد الرزاق أنبا محمد بن مسلم به.

وقال: وكذلك رواه أبو الأزهر عن عبد الرزاق، ورواه أحمد بن يوسف عن عبد الرزاق فذكره عن ابن عباس موقوفا غير مرفوع، وهو أصح"

وأخرجه الحسن بن رشيق في "فوائده" من طريق عبد الرزاق موقوفا.

وأخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(2204) عن أبيه عن إسحاق بن منصور عن عبد الرزاق موقوفا.

قال الحافظ: وروي عن عبد الرزاق مرفوعا ولم يثبت عنه، ومحمد بن مسلم الطائفي فيه مقال ولكنه أرجح من مندل" النكت 1/ 342

وأما حديث الحسن بن علي فأخرجه أبو بكر الشافعي في "فوائده"(900) والطبراني في "الكبير"(2762) من طريق يحيى بن سعيد العطار الحمصي ثنا يحيى بن العلاء عن طلحة بن عبيد الله العقيلي عن الحسن بن علي مرفوعا "من أتته هدية وعنده قوم جلوس فهم شركاؤه فيها"

وأخرجه إسحاق في "مسنده"(المطالب 1501) عن يحيى بن سعيد العطار به.

قال الهيثمي: وفيه يحيى بن سعيد العطار وهو ضعيف" المجمع 4/ 148

ص: 4948

قلت: ويحيى بن العلاء هو البجلى قال الفلاس وغيره: متروك الحديث، وقال ابن معين: ليس بثقة.

وطلحة بن عبيد الله قال الحافظ في "التقريب": مجهول.

وأما حديث عائشة فأخرجه العقيلي (4/ 328) ومن طريقه ابن الجوزي (3/ 92 - 93) من طريق بكار بن محمد بن شعيرة بن دخان ثنا الوضاح بن خيثمة ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم هدية وعنده أربعة نفر من الصحابة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجلسائه "أنتم شركائي فيها، إنّ الهدية إذا أهديت إلى الرجل وعنده جلساؤه فهم شركاؤه فيها"

قال العقيلي: الوضاح لا يتابع عليه، ولا يصح في هذا المتن حديث"

قلت: وبكار بن محمد قال ابن القطان الفاسي: لا يعرف، وقال أيضاً: لا يعرف حاله (الوهم والإيهام 3/ 177 و 178)

3545 -

"من بات طاهرا بات في شِعَارِه ملك، فلا يستيقظ إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلان"

قال الحافظ: وأخرج ابن حبان في "صحيحه" عن ابن عمر رفعه: فذكره، وأخرجه الطبراني في "الأوسط" من حديث ابن عباس نحوه بسند جيد" (1)

أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(1244) عن الحسن بن ذكوان البصري عن سليمان الأحول عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا "من بات طاهرا بات في شعاره ملك، لا يستيقظ ساعة من الليل إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلان فإنّه بات طاهرا"

وأخرجه ابن عدي (2/ 730)

عن سويد بن نصر المروزي

والحسن بن عيسى بن ماسَرْجِس

والبيهقي في"الدعوات"(375)

عن نعيم بن حماد المروزي

وابن أبي شيبة في "مسنده"(إتحاف الخيرة 999)

عن علي بن إسحاق الطوسي

(1) 13/ 355 (كتاب الدعوات- باب إذا بات طاهرا)

ص: 4949

كلهم عن ابن المبارك به.

واختلف فيه على ابن المبارك:

- فقال يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني: ثنا ابن المبارك عن الحسن بن ذكوان عن سليمان الأحول عن عطاء عن ابن عمر.

أخرجه ابن شاهين في "الترغيب"(463)

- ورواه أبو عاصم أحمد بن جَوّاس الحنفي عن ابن المبارك واختلف عنه:

• فرواه ابن عدي (2/ 730) عن الحسن بن سفيان النسوي ومحمد بن صالح بن ذَرِيح البغدادي كلاهما عن أحمد بن جواس فجعلاه عن أبي هريرة.

ورواه ابن حبان (1051) عن محمد بن صالح بن ذريح عن أحمد بن جواس فجعله عن ابن عمر.

ولم ينفرد ابن المبارك به بل تابعه ميمون بن زيد ثنا الحسن بن ذكوان عن سليمان الأحول عن عطاء عن ابن عمر.

أخرجه البزار (كشف 288)

وقال: لا نعلمه عن ابن عمر إلا من هذا الوجه، والحسن روى عنه جماعة ثقات"

وقال الهيثمي: أرجو أنّه حسن الإسناد" المجمع 1/ 226

قلت: ميمون بن زيد هو السقاء البصري ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ، وقال أبو حاتم: لين الحديث.

والحسن بن ذكوان مختلف فيه: ضعفه ابن معين وغيره، وقواه ابن عدي وغيره.

ولم ينفرد سليمان الأحول به بل تابعه العباس بن عتبة عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر مرفوعا "طهروا هذه الأجساد طهركم الله، فإنّه ليس من عبد يبيت طاهرا إلا بات معه في شعاره ملك، لا يتقلب ساعة من الليل إلا قال: اللهم اغفر لعبدك فإنّه بات طاهرا"

أخرجه العقيلي (3/ 363)

عن عاصم بن علي الواسطي (1)

(1) هذه رواية علي بن عبد العزيز البغوي عن عاصم بن علي.

ورواه محمد بن العباس المؤدب عن عاصم بن علي فجعله عن ابن عباس.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(5083)

ص: 4950

وابن شاهين في "الترغيب"(462)

عن عبد الله بن صالح المصري

كلاهما عن إسماعيل بن عياش عن العباس بن عتبة به.

قال العقيلي: عباس بن عتبة لا يصح حديثه، وقد روي هذا بغير هذا الإسناد بإسناد لين أيضا"

قلت: عباس بن عتبة ذكره ابن حبان في "الثقات" في من اسمه عياش، ولم يذكر عنه راويا إلا إسماعيل بن عياش فهو مجهول.

3546 -

"من بات وفي يده غَمَرٌ لم يغسله فأصابه شيء فلا يلومنّ إلا نفسه"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود بسند صحيح على شرط مسلم عن أبي هريرة رفعه: فذكره، أخرجه الترمذي دون قوله "ولم يغسله"(1)

صحيح

ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث عائشة ومن حديث فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم ومن حديث عطية بن بسر

فأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق:

الأول: يرويه سهيل بن أبي صالح واختلف عنه:

- فرواه غير واحد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "من نام (2) وفي يده (3) غَمَرٌ ولم يغسله فأصابه (4) شيء فلا يلومنّ إلا نفسه"

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 752) وفي "الأدب"(17) وأحمد (2/ 263 و 537) وأبو داود (3852) واللفظ لهما وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2/ 961) والبيهقي (7/ 276) وفي "الشعب"(5430) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(2878)

= وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عطاء إلا العباس بن عتبة، تفرد به إسماعيل بن عياش"

وقال الهيثمي: وإسناده حسن" المجمع 10/ 128

(1)

11/ 512 (كتاب الأطعمة- باب لعق الأصابع)

(2)

ولفظ البخاري وغيره "بات"

(3)

زاد الدارمي وابن ماجه "ريح"

(4)

ولفظ الدارمي وغيره "فعرض له عارض"

ص: 4951

عن زهير بن معاوية الجعفي الكوفي

والدارمي (2069) والحربي في "الغريب"(3/ 2066) وابن حبان (5521)

عن خالد بن عبد الله الواسطي

والبخاري في "الأدب المفرد"(1220)

عن حماد بن سلمة

وابن ماجه (3297)

عن عبد العزيز بن المختار الدّبّاغ البصري

وابن عدي (4/ 1496)

عن عبد الله بن جعفر بن نجيح المديني

وإبراهيم الهاشمي في "الأمالي"(81)

عن علي بن عاصم الواسطي

كلهم (1) عن سهيل به.

- ورواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة موقوفا.

قاله البيهقي في "الشعب"(10/ 370)

- ورواه سفيان الثوري عن سهيل عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا.

أخرجه ابن الأعرابي (ق 29 / أ) عن محمد بن غالب بن حرب البغدادي تمتام ثنا أبو همام الدلال ثنا سفيان الثوري به.

وأخرجه أبو الشيخ في "الأقران"(8) وتمام (ق 17/ أ) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 144) والبيهقي في "الشعب"(5431 أ) والمهرواني في "الفوائد المنتخبة"(88) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(40) من طرق عن محمد بن غالب به.

قال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري، تفرد به عنه أبو همام"

قلت: واختلف فيه على أبي همام الدلال واسمه محمد بن مُحَبَّب:

(1) وروح بن القاسم أيضا، قاله البيهقي في "الشعب"(10/ 370)

ص: 4952

فرواه أبو بكر محمد بن صالح الأنطاكي كيلجه عن أبي همام الدلال ثنا سفيان بن عيينة.

فجعله عن ابن عيينة لا عن الثوري.

أخرجه ابن الأعرابي (ق 24 / أو25 / أ)

• ورواه أحمد بن محمد بن المعلى الأدمي عن أبي همام عن إبراهيم بن طهمان عن سهيل به.

أخرجه أبو الشيخ في "الأقران"(7) وأبو موسى المديني (41)

وتمتام وكيلجه ثقتان، والأدمي قال الذهبي: محله الصدق. فالله أعلم بالصواب.

وحديث زهير ومن تابعه أصح.

قال أبو محمد البغوي: هذا حديث حسن"

وقال المنذري: وهو كما قال رحمه الله فإنّ سهيل بن أبي صالح وإن كان تكلم فيه فقد روى له مسلم في الصحيح احتجاجا واستشهادا، وروى له البخاري مقرونا. وقال السلمي: سألت الدارقطني: لم ترك البخاري سهيلا؟ فقال: لا أعرف له فيه عذرا.

وبالجملة فالكلام فيه طويل وقد روى عنه شعبة ومالك ووثقه الجمهور وهو حديث حسن" الترغيب 3/ 154

قلت: وهو كما قالا.

ولم ينفرد سهيل به بل تابعه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به مرفوعا.

أخرجه الترمذي (1860) والحاكم (4/ 137) والبيهقي في "الشعب"(5431ب) من طرق عن محمد بن جعفر المدائني ثنا منصور بن أبي الأسود عن الأعمش به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث الأعمش إلا من هذا الوجه"

وقال الحاكم: إسناده صحيح"

قلت: المدائني مختلف فيه والباقون ثقات.

الثاني: يرويه ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعا "إذا بات أحدكم وفي يده غمر فأصابه شيء فلا يلومنّ إلا نفسه"

ص: 4953

أخرجه أحمد (2/ 344) عن عفان بن مسلم البصري ثنا وهيب عن معمر عن الزهري به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(6906)

عن محمد بن يحيى الذهلي

والبيهقي (7/ 276) وفي "الشعب"(5429) وفي "الآداب"(625)

عن محمد بن إسحاق الصاغاني

وعباس الدوري

قالوا: ثنا عفان بن مسلم به.

وخالفهم محمد بن الحسن الزعفراني فرواه عن عفان وجعله عن أبي سلمة عن أبي هريرة.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(تحفة الأشراف 11/ 53)

وقال: الحديثان خطأ، والصواب: الزهري عن عبيد الله بن عبد الله مرسل" السنن الكبرى 4/ 204

واختلف فيه على معمر:

قال البيهقي: خالفه عبد الرزاق عن معمر فرواه مرسلا دون ذكر أبي هريرة فيه"

قلت: الوصل أصح لأنّ وهيب بن خالد ثقة ثبت.

وإسناده صحيح.

الثالث: يرويه ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة مرفوعا "إنّ الشيطان حسَّاس لَحَّاس، فاحذروه على أنفسكم، من بات وفي يده ريح غمر فأصابه شيء، فلا يلومن إلا نفسه"

أخرجه الترمذي (1859) وأبو القاسم البغوي (2/ 1013 - 1014) وابن عدي (7/ 2606) والحاكم (4/ 119و 137) من طريق يعقوب بن الوليد المدني عن ابن أبي ذئب به.

قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه"

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

ص: 4954

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل موضوع فإنّ يعقوب كذبه أحمد والناس"

وقال المنذري: يعقوب بن الوليد هذا كذاب واتهم لا يحتج به" الترغيب 3/ 153

الرابع: يرويه علي بن عاصم الواسطي عن خالد الحذّاء وهشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة.

أخرجه إبراهيم الهاشمي (82)

وإسناده ضعيف لضعف علي بن عاصم.

وأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان:

الأول: يرويه ابن شهاب الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة واختلف عنه:

- فرواه سفيان بن عيينة عن الزهري واختلف عنه:

• فقال الزبير بن بكار: ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس مرفوعا "من بات وفي يده غمر فأصابه شيء فلا يلومنّ إلا نفسه"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(502) عن أحمد بن زكريا العابدي ثنا الزبير بن بكار به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن سفيان عن الزهري عن عبيد الله إلا الزبير بن بكار"

قلت: وهو ثقة كما قال الدارقطني وغيره، وقد توبع.

قال أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 348) ثنا أبو بكر الطلحي ثنا أبو يعقوب يوسف بن يحيى بن عبد الله بن يزيد الشيباني ثنا أبو إسحاق عبد الوهاب بن فليح المقري ومحمد بن ميمون الخياط قالا: ثنا سفيان عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس به.

ذكره في ترجمة الشيباني ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وعبد الوهاب بن فليح قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ومحمد بن ميمون قال مسلمة: لا بأس به، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما وهم.

• وقال ابن أبي شيبة (8/ 752) وفي "الأدب"(15): ثنا ابن عيينة عن الزهري عن عبيد الله مرسلا.

وتابعه سعدان بن نصر البغدادي ثنا سفيان به.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(5427)

ص: 4955

- ورواه صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس.

أخرجه البزار (كشف 2886)

وصالح ضعفوه.

- ورواه عُقيل بن خالد الأيلي عن الزهري عن عبيد الله عن أبي سعيد.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(5435)

عن مطلب بن شعيب الأزدي

والبيهقي في "الشعب"(5428)

عن عثمان بن سعيد الدارمي

قالا: ثنا عبد الله بن صالح ثني نافع بن يزيد عن عقيل به.

قال المنذري والهيثمي: إسناده حسن" الترغيب3/ 154 - المجمع 5/ 30

قلت: عبد الله بن صالح مختلف فيه.

- ورواه مَعْمر بن راشد عن الزهري عن عبيد الله مرسلا.

أخرجه عبد الرزاق (19840 و20939)

وهذا أصح.

قال الدارقطني: والمحفوظ حديث عبيد الله بن عبد الله المرسل" العلل 11/ 66

الثاني: يرويه ليث بن أبي سليم عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ابن عباس مرفوعا "من نام وبيده غمر قبل أن يغسله فأصابه شيء فلا يلومنّ إلا نفسه"

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1219) عن أحمد بن إشكاب الحضرمي الصفار ثنا محمد بن فضيل عن ليث به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3287) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا أحمد بن إشكاب الصفار الكوفي به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن محمد بن عمرو إلا ليث، تفرد به محمد"

قلت: إسناده ضعيف لضعف ليث.

ص: 4956

وأما حديث عائشة فأخرجه النسائي في "الكبرى"(6907) والطبراني في "الصغير"(816) و "الأوسط"(5437) وابن عدي (3/ 1251) من طرق عن يوسف بن واضح البصري ثنا عمر بن علي بن مُقدم المُقَدَّمي عن سفيان بن حسين عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا "من بات وفي يده ريح غمر فأصابه شيء فلا يلومنّ إلا نفسه"

قال النسائي: الحديث خطأ، والصواب: الزهري عن عبيد الله بن عبد الله مرسل"

وقال الطبراني: لم يروه عن الزهري إلا سفيان بن حسين (1) "

قلت: وهو ضعيف في الزهري كما قال ابن معين وغيره، والمقدمي ثقة إلا أنّه كان يدلس ولم يذكر سماعا من سفيان بن حسين، واختلف عنه:

فرواه أبو روح عبد العزيز بن موسى اللاخوني عن المقدمي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة.

أخرجه الدولابي في "الكنى"(1/ 172)

قال ابن عدي: وحديث الزهري عن عروة عن عائشة يرويه سفيان بن حسين على أنّ عمر بن علي قد روى بعض الناس عنه عن سفيان بن حسين عن الزهري عن سالم عن أبيه، فلعل التخليط فيه من عمر بن علي لا من سفيان بن حسين، وقد قيل: عن عمر بن علي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، وهذا يدل على أنّ التخليط من عمر بن علي لا من سفيان بن حسين"

طريق أخرى: قال أبو بكر الشافعي في "فوائده"(933): ثنا محمد بن الليث الجوهري ثنا جُبارة بن مُغَلس ثنا عمرو بن الأزهر عن أيوب السَّخْتياني عن ابن أبي مليكة عن عائشة مرفوعا "من بات وفي يده ريح غمر فعرض له الشيطان في منامه فلا يلومنّ إلا نفسه"

جبارة بن المغلس وعمرو بن الأزهر كذبهما ابن معين.

وأما حديث فاطمة فأخرجه ابن ماجه (3296) وأبو يعلى كما في "المصباح"(4/ 14) عن جبارة بن المغلس ثنا عبيد بن وسيم الجمال ثني الحسن بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين عن الحسين بن علي عن أمه فاطمة مرفوعا "ألا لا يلومن امرؤ إلا نفسه يبيت وفي يده ريح غمر"

(1) تابعه عقيل بن خالد الأيلي عن الزهري به.

أخرجه ابن عدي (3/ 1010 - 1011) من طريق رشدين بن سعد المصري عن عقيل به.

ورشدين قال ابن معين وغيره: ضعيف.

ص: 4957

وإسناده ضعيف لضعف جبارة بن المغلس.

وأما حديث عطية بن بسر فأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5440أ) من طريق

يحيى بن الحسن ثنا إسماعيل بن زياد السلمي عن بُرد بن سنان عن مكحول عن عطية بن بسر مرفوعا "من بات وفي يده غمر من لحم فأصابه شيء من الشيطان فلا يلومنّ إلا نفسه"

إسماعيل بن زياد السلمي هكذا وقع في كتاب أبي نعيم، وأظنه إسماعيل بن أبي زياد السكوني الشامي قال الدارقطني: متروك يضع الحديث (انظر المتفق والمفترق للخطيب البغدادي 1/ 373 - 374)

3547 -

"من بادر العاطس بالحمد عوفي من وجع الخاصرة ولم يشتك ضرسه أبدا" قال الحافظ: أخرجه الطبراني عن علي مرفوعا، وسنده ضعيف" (1)

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7137) عن محمد بن نوح بن حرب العسكري ثنا الحسن بن إسرائيل ثنا عبد الله بن المطلب الكوفي ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي به مرفوعا.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا إسرائيل، ولا رواه عن إسرائيل إلا عبد الله بن المطلب، تفرد به الحسن بن إسرائيل"

وقال الهيثمي: وفيه الحارث الأعور وضعفه الجمهور ووثق ومن لم أعرفهم" المجمع 8/ 57 - 58

3548 -

"من باع سلعة من رجل لم ينقده، ثم أفلس الرجل فوجدها بعينها فليأخذها من بين الغرماء"

قال الحافظ: وفي مرسل ابن أبي مُليكة عند عبد الرزاق: فذكره" (2)

مرسل

أخرجه عبد الرزاق (15169) عن إسرائيل بن يونس عن عبد العزيز بن رفيع عن ابن أبي مليكة رفعه "من باع سلعة من رجل لم ينقده، ثم أفلس الرجل فوجد سلعته بعينها فليأخذها دون الغرماء"

ورواته ثقات.

(1) 13/ 223 (كتاب الأدب- باب الحمد للعاطس)

(2)

5/ 461 (كتاب الاستقراض- باب إذا وجد ماله عند مفلس)

ص: 4958

3549 -

"من بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع، فإن جاء أحد ينازعه فاضربوا عنق الآخر".

قال الحافظ: وقد أخرج مسلم (1844) من حديث عبد الله بن عمرو رفعه: فذكره" (1)

3550 -

"من بسط رداءه ثم ضمه إليه لم ينس شيئا سمعه من مقالتي"

سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه البخاري (فتح 5/ 192 و425) من حديث أبي هريرة.

3551 -

"من بني لله بيتا"

قال الحافظ: ويؤيده في رواية أم حبيبة: فذكره، أخرجه سمويه في "فوائده" بإسناد حسن.

وقوله في رواية عمر "من بني مسجدا يذكر فيه اسم الله" أخرجه ابن ماجه وابن حبان. وأخرج النسائي نحوه من حديث عمرو بن عبسة" (3)

حديث أم حبيبة له عنها طريقان:

الأول: يرويه سَلْم بن زَرِير البصري عن خالد بن باب الرَّبَعي الأحدب واختلف عنه:

- فقال عثمان بن عمر بن فارس العبدي: ثنا سلم بن زرير عن خالد الأحدب عن شهر بن حوشب عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة مرفوعا "من بني لله بيتا (4) بني الله له بيتا في الجنة"

أخرجه ابن الأعرابي (ق142 / أ) وابن شاهين في "الأفراد"(63) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 242) من طرق عن عثمان بن عمر به.

- ورواه عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي عن سلم بن زرير فلم يذكر شهر بن حوشب.

أخرجه ابن عدي (3/ 1174)

والأول أصح.

(1) 16/ 183 (كتاب الفتن- باب إذا قال عند قوم شيئا ثم خرج فقال بخلافه)

(2)

12/ 354 (كتاب الطب- باب لا هامة)

(3)

2/ 91 (كتاب الصلاة- باب من بني مسجدا)

(4)

ولفظ أبي نعيم "مسجدا"

ص: 4959

قال ابن شاهين: وهذا حديث فرد غريب من حديث خالد الربعي"

قلت: وخالد مختلف فيه: قال ابن معين: ضعيف، وقال ابن أبي حاتم: ترك أبو زرعة حديثه ولم يقرأه علينا، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وشهر بن حوشب وسلم بن زرير مختلف فيهما كذلك.

الثاني: يرويه أبو ظلال القسملي هلال بن ميمون ثنا أنس عن أم حبيبة مرفوعا "من بني لله مسجدا ولو قدر مِفْحَص قطاة بني الله له بيتا في الجنة".

أخرجه ابن عدي (7/ 2579)

وإسناده ضعيف لضعف أبي ظلال.

وحديث عمر سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "من جهز غازيا حتى يستقل"

وحديث عمرو بن عبسة أخرجه أحمد (4/ 386) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1328) والترمذي (1635) والنسائي (2/ 26) وفي "الكبرى"(767) والطبراني في "مسند الشاميين"(1162) وأبو عمرو بن منده في "فوائده"(17) والبغوي في "شرح السنة"(2420) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(979) من طرق عن بقية بن الوليد ثنا بَحير بن سعد عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن عمرو بن عبسة أنّه حدثهم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من بني لله مسجدا ليذكر الله عز وجل فيه بني الله له بيتا في الجنة، ومن أعتق نفسا مسلمة كانت فديته من جهنم، ومن شاب شيبة في سبيل الله عز وجل كانت له نورا يوم القيامة"

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب"

قلت: وهو كما قال.

وفي الباب أحاديث أخرى كثيرة سيأتي الكلام على طائفة منها في المجموعة الثانية من هذا الكتاب، في كتاب الصلاة- باب من بني مسجدا.

3552 -

"من بني لله مسجدا ولو كَمِفْحَص قطاة"

سكت عليه الحافظ (1).

صحيح

(1) 15/ 89 (كتاب الحدود- باب لعن السارق إذا لم يسم)

و15/ 179 (كتاب الحدود- باب إذا زنت الأمة)

ص: 4960

ورد من حديث أبي بكر الصديق ومن حديث عثمان بن عفان ومن حديث جابر ومن حديث أبي ذر ومن حديث ابن عباس ومن حديث أنس ومن حديث ابن عمرو ومن حديث ابن عمر ومن حديث عائشة ومن حديث أسماء بنت يزيد

فأما حديث أبي بكر فأخرجه ابن عدي (2/ 629) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 24)

عن الحكم بن يعلي بن عطاء المحاربي

وابن عدي (2/ 629 - 630 و 6/ 2200)

عن محمد بن عبد الرحمن القرشي المدني

كلاهما عن محمد بن طلحة بن مصرّف اليامي عن أبيه عن أبي مَعْمر عن أبي بكر به مرفوعا، وزاد "بني الله له بيتا في الجنة"

قال أبو نعيم: غريب من حديث طلحة، تفرد به الحكم"

كذا قال، وقد توبع كما تقدم.

وقال ابن عدي: وهذا لا يرويه عن محمد بن طلحة غير الحكم بن يعلى ومحمد بن عبد الرحمن"

وقال أيضاً: وهذا الحديث للحكم بن يعلى عن محمد بن طلحة، سرقه من الحكم محمد بن عبد الرحمن القرشي هذا، وهو ضعيف يسرق الحديث"

قلت: والحكم بن يعلى قال أبو حاتم: متروك الحديث منكر الحديث، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث منكر الحديث.

وأبو معمر واسمه عبد الله بن سَخْبرة قال أبو حاتم: روى عن أبي بكر مرسل.

وأما حديث عثمان فأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 310) قال: وجدت في كتاب أبي عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن محمود بن لبيد عن عثمان مرفوعا "من بني مسجدا ولو مفحص قطاة بني الله له بيتا في الجنة"

ورواته ثقات.

وأما حديث جابر فأخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 332) وابن ماجه (738) وابن خزيمة (1292) والطحاوي في "المشكل"(1557) من طرق عن عبد الله بن وهب عن إبراهيم بن نشيط عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين النوفلي عن عطاء بن أبي رباح عن جابر مرفوعا "من بني مسجدا كمفحص قطاة أو أصغر بني الله له بيتا في الجنة"

ص: 4961

قال البوصيري: هذا إسناد صحيح" المصباح 1/ 94

قلت: وهو كما قال.

وأما حديث أبي ذر فيرويه الأعمش والحكم بن عتيبة واختلف عنهما:

فأما حديث الأعمش فرواه غير واحد عن الأعمش عن إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي عن أبيه عن أبي ذر مرفوعا، منهم:

1 -

قُطْبَة بن عبد العزيز الأسدي.

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(المطالب 362/ 5) وفي "مصنفه"(1/ 310) عن يحيى بن آدم الكوفي ثنا قطبة به.

وأخرجه ابن حبان (1610) عن الحسن بن سفيان النسوي ثنا ابن أبي شيبة به.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(4/ 217) عن أبي عمرو محمد بن أحمد بن بن حمدان الحيري ثنا الحسن بن سفيان به.

وأخرجه أبو يعلى (المطالب 362/ 8) عن إبراهيم بن محمد بن عَرْعَرَة البصري ثنا يحيى بن آدم به.

وأخرجه الطبراني في "الصغير"(1159) والبيهقي (2/ 437) من طريق علي بن المديني ثنا يحيى بن آدم به.

قال الطبراني: لم يروه عن قطبة إلا يحيى بن آدم، تفرد به علي بن المديني"

كذا قال، وقد تابعه ابن أبي شيبة وإبراهيم بن محمد بن عرعرة كما تقدم.

ورواته ثقات.

2 -

أبو بكر بن عياش.

أخرجه البزار (4017) والروياني (المطالب 362/ 6) والطحاوي في "المشكل"(1550) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(629) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 217) والقضاعي (479) والبيهقي (2/ 437) وفي "الشعب"(2681) من طرق عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي ثنا أبو بكر بن عياش به.

قال أحمد بن عبد الله بن يونس: ما رفعه أحد من أصحاب الأعمش غير أبي بكر، فقيل لأبي بكر: إنه لم يرفعه غيرك، قال: سمعته من الأعمش وهو شاب.

ص: 4962

3 -

شريك بن عبد الله القاضي.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(1551) من طريق علي بن حكيم الأودي ثنا شريك به.

قال أبو حاتم وأبو زرعة: رواه عدة من أصحاب شريك فلم يرفعوه، والصحيح عن أبي ذر من حديث شريك موقوف" العلل 1/ 97

4 -

سفيان بن عُيينة.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(1549) عن بكار بن قتيبة البكراوي ثنا مؤمل ثنا سفيان به.

وأخرجه الطبراني في "الصغير"(1105) عن نصر بن الفتح المصري ثنا بكار بن قتيبة ثنا مؤمل بن إسماعيل به.

وقال: لم يروه عن ابن عيينة إلا مؤمل"

- ورواه يعلي بن عبيد الطنافسي عن الأعمش واختلف عنه:

• فرواه محمد بن عبيد الطنافسي عن أخيه يعلي بن عبيد عن الأعمش مرفوعا.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(1552) وابن حبان (1611) وأبو الحسن الحربي في "الفوائد"(139) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(71)

• ورواه محمد بن عبد الوهاب الفرّاء النيسابوري عن يعلي بن عبيد عن الأعمش موقوفا.

أخرجه البيهقي (2/ 437)

- ورواه سفيان الثوري عن الأعمش واختلف عنه:

• فرواه سَلْم بن جُنادة بن سلم الكوفي عن وكيع عن الثوري عن الأعمش مرفوعا.

أخرجه البزار (4016)

وقال: وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه عن سفيان مرفوعا إلا سلم بن جنادة، ولا نعلم أنّ سلم بن جنادة توبع على هذا الحديث"

وقال الدارقطني: وخالفه أصحاب وكيع فرووه عن وكيع موقوفا" العلل 6/ 275

• ورواه محمد بن يوسف الفِرْيابي وأبو حذيفة موسى بن مسعود النَّهدي عن الثوري عن الأعمش موقوفا.

ص: 4963

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(4/ 217)

وقال: هكذا رواه الفريابي والناس موقوفا على الثوري، ولم يرفعه من أصحابه عنه إلا وكيع وعبد الله بن الوليد العدني"

قلت: ورفعه يحيى القطان عن الثوري أيضا.

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(1/ 32) من طريق علي بن المديني ثنا يحيى القطان به.

قال ابن المديني: قال يحيى القطان: قال سفيان وشعبة: لم يسمع الأعمش هذا الحديث من إبراهيم التيمي"

- ورواه جرير بن عبد الحميد الرازي عن الأعمش واختلف عنه:

• فرواه بشر بن آدم البغدادي عن جرير عن الأعمش مرفوعا.

قاله الدارقطني في "العلل"

• ورواه إسحاق في "مسنده"(المطالب 362/ 2) عن جرير عن الأعمش موقوفا.

- ورواه غير واحد عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر موقوفا، منهم:

1 -

قيس بن الربيع الكوفي.

أخرجه الطيالسي (ص 62)

2 -

أبو معاوية محمد بن خازم الضرير.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 309 - 310) وإسحاق (المطالب 362/ 2)

3 -

عيسى بن يونس الكوفي.

أخرجه إسحاق (المطالب 362/ 1)

4 -

حفص بن غياث الكوفي.

قاله الدارقطني (6/ 276)

قال أبو حاتم: الموقوف أصح، حدثنا حماد بن زاذان قال: سمعت ابن مهدي قال: حديث الأعمش "من بني لله مسجدا ولو كمفحص قطاة" ليس من صحيح حديث الأعمش" العلل 1/ 97

ص: 4964

وأما حديث الحكم فيرويه الحجاج بن أرطاة وهُشيم عن منصور بن زاذان واختلف عنهما:

- فأما حديث الحجاج فرواه المعتمر بن سليمان التيمي عن الحجاج عن الحكم عن إبراهيم التيمي مرسلا.

أخرجه إسحاق (المطالب 362/ 4)

ورواه عباد بن العوام الواسطي عن الحجاج عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر مرفوعا.

قاله الدارقطني (6/ 276)

- وأما حديث هشيم فرواه أحمد بن منيع في "مسنده"(المطالب 362/ 3) عن هشيم عن منصور عن الحكم عن إبراهيم التيمي مرسلا.

ورواه سعيد بن منصور عن هشيم ثنا منصور عن الحكم عن يزيد بن شريك التيمي عن أبي ذر موقوفا.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(4/ 212)

قال الدارقطني: الموقوف أشبه بالصواب" العلل 6/ 276

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطيالسي (ص341) عن شعبة أني جابر عن عمار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعا "من بني لله مسجدا ولو كمفحص قطاة لبيضها بني الله عز وجل له بيتا في الجنة"

وأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 310) وأحمد (1/ 241) والبزار (كشف 402) وابن الأعرابي (402) وابن عدي (2/ 542) من طرق عن شعبة به.

ورواه مسلم بن إبراهيم الأزدي عن شعبة فلم يذكر عمارا الدُّهْني فيه.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(1555) وأبو الشيخ في "الطبقات"(347)

والأول أصح.

قال البزار: لا نعلمه يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، وجابر تكلم فيه جماعة، ولا نعلم أحدا قدوة ترك حديثه"

وقال الهيثمي: وفيه جابر الجُعْفي وهو ضعيف" المجمع 2/ 7

ص: 4965

قلت: وهو كما قال.

وأما حديث أنس فله عنه طريقان:

الأول: يرويه عمر بن رُدَيح البصري أنا ثابت البُنَاني عن أنس مرفوعا "من بني لله مسجدا ولو مفحص قطاة بني الله له بيتا في الجنة" قالوا: يا رسول الله، إذاً نكثر، قال "فالله أكثر"

أخرجه ابن عدي (5/ 1683) عن عبد الوهاب بن أبي عصمة العكبري ثنا العباس بن الحسن البلخي ثنا يحيى بن غيلان أنا عمر بن رديح به.

وابن أبي عصمة ترجمه الخطيب في "التاريخ" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

والعباس بن الحسن ترجمه الخطيب أيضا وقال: ما علمت من حاله إلا خيرا.

ويحيى بن غيلان أظنه ابن عبد الله الخزاعي وثقه ابن سعد وغيره.

وعمر بن رديح مختلف فيه، قال ابن معين: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث.

وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث.

الثاني: يرويه شريك بن عبد الله القاضي عن الأعمش عن أنس مرفوعا "من بني لله تعالى مسجدا كمفحص قطاة، بني الله تعالى له بيتا في الجنة"

أخرجه أسلم في "تاريخ واسط"(ص 220 - 221) وأبو يعلى (4018) والطبراني في "الأوسط"(1878) من طرق عن إسحاق بن يوسف الأزرق عن شريك به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الأعمش إلا شريك، تفرد به إسحاق"

وقال الدارقطني: ولم يتابع إسحاق الأزرق عليه" العلل 6/ 276

وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الخطيب في "التاريخ"(9/ 95) من طريق سعيد بن عتاب بن أبان ثنا أبو قتادة شيخ بالبصرة ثنا جرير بن حازم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "من بني لله مسجدا ولو قدر مفحص قطاة بني الله له بيتا في الجنة"

أبو قتادة ما عرفته، وسعيد وجرير ثقتان، وعمرو وأبوه صدوقان.

وأما حديث ابن عمر فأخرجه البزار (كشف 403) والطبراني في "الأوسط"(6163) وأبو الحسن الحربي في "الفوائد"(138) والخطيب في "التاريخ"(5/ 37) من طريق

ص: 4966

الحكم بن ظُهير الفزاري عن ابن أبي ليلى عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "من بني لله مسجداً ولو كمفحص قطاة بني الله له بيتا في الجنة"

قال البزار: لا نعلمه عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد، والحكم لين الحديث"

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن نافع إلا ابن أبي ليلى، ولا عن ابن أبي ليلى إلا الحكم بن ظهير"

وقال الهيثمي: وفيه الحكم بن ظهير وهو متروك" المجمع 2/ 7

وأما حديث عائشة (1) فأخرجه أبو عبيد في "الغريب"(3/ 131 - 132) وابن أبي عمر في "مسنده"(المطالب 365/ 2) عن مروان بن معاوية الفزاري عن كثير بن عبد الرحمن المؤذن عن عطاء عن عائشة به مرفوعا.

وكثير مختلف فيه، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكره العقيلي في "الضعفاء".

وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

ومروان وعطاء ثقتان.

وأما حديث أسماء بنت يزيد فأخرجه ابن عدي (1/ 382) من طريق يحيى بن أبي كثير ثني محمود بن عمرو عن أسماء بنت يزيد به مرفوعا.

ومحمود بن عمرو هو ابن يزيد بن السكن ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن حزم: ضعيف، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وقال الذهبي في "الميزان": فيه جهالة.

3553 -

"من تأهل ببلدة فإنه يصلي صلاة مقيم"

قال الحافظ: أخرجه أحمد والبيهقي من حديث عثمان، وهذا الحديث لا يصح لأنّه منقطع وفي رواته من لا يحتج به" (2)

ضعيف

أخرجه الحميدي (36) وابن أبي شيبة كما في "نصب الراية"(3/ 271) وأحمد (1/ 62) وأبو يعلى (المقصد العلي 350 و 351) والطحاوي في "المشكل"(4221 و 4222) من طرق عن عكرمة بن إبراهيم ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي

(1) سيأتي الكلام على الحديث أيضا في المجموعة الثانية في كتاب الصلاة- باب من بني لله مسجدا

(2)

3/ 224 (كتاب الصلاة- أبواب التقصير- باب يقصر إذا خرج من موضعه)

ص: 4967

ذباب عن أبيه أنّ عثمان بن عفان رضي الله عنه -صلّى بمنى أربع ركعات فأنكره الناس عليه فقال: يا أيها الناس إني تأهلت بمكة منذ قدمت وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من تأهل في بلد فليصل صلاة المقيم" اللفظ لأحمد

قال البيهقي: هذا منقطع، وعكرمة بن إبراهيم ضعيف" المعرفة 4/ 263

وقال الهيثمي: وفيه عكرمة بن إبراهيم وهو ضعيف" المجمع 2/ 156

قلت: عكرمة بن ابراهيم وقع عند أحمد "الباهلي" ووقع عند ابن أبي شيبة والطحاوي "الأزدي" فالباهلي ترجمه الحافظ في "التعجيل" ونقل عن الحسيني أنّه قال فيه: ليس بالمشهور، وعن ابن العراقي أنّه قال: لا أعرف حاله.

ثم تعقبهما فقال: قلت: بل هو مشهور وحاله معروفة، ثم ذكر أنّه الأزدي الموصلي قاضي الري وحكى تضعيف ابن معين والعقيلي والنسائي وغيرهم له.

ثم قال: واتفقدا على أنّه أزدي فينظر فيمن نسبه باهليا"

وذكر الشيخ أحمد شاكر في "شرح المسند"(1/ 351) كلام الحافظ ابن حجر هذا وخالفه في كونه أزديا ورجح أنّه باهلي وأنه مجهول الحال.

وعبد الله بن عبد الرحمن ترجمه ابن أبي حاتم في "كتابه"(2/ 2 / 94) وقال: روى عن أبيه عن عثمان رضي الله عنه، مرسل، سمعت أبي يقول ذلك.

3554 -

"من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه"

قال الحافظ: ففي صحيح مسلم (2703) من رواية محمد بن سيرين عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (1)

3555 -

"من تبع جنازة فحمل من علوها وحثى في قبرها وقعد حتى يؤذن له رجع بقيراطين"

قال الحافظ: وروى أحمد من طريق عبد الله بن هُرْمز عن أبي هريرة مرفوعا: فذكره، وإسناده ضعيف" (2)

ضعيف

أخرجه أحمد (2/ 320 - 321) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا ابن

(1) 14/ 141 (كتاب الرقاق- باب حدثنا أبو اليمان

)

(2)

3/ 436 (كتاب الجنائز- باب فضل إتباع الجنائز)

ص: 4968

لهيعة عن عبد الله بن هُبيرة عن أبي تميم الجَيْشاني قال: كتب إليّ عبد الله بن هريم- مولى من أهل المدينة- يذكر عن أبي هريرة رفعه "من تبع جنازة فحمل من علوها وحثى في قبرها وقعد حتى يؤذن له آب بقيراطين من الأجر كل قيراط مثل أُحُد"

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وعبد الله بن هريم لم أقف له على ترجمة ولم يذكره الحسيني في "الاكمال" ولا الحافظ في "التعجيل".

3556 -

"من تخطى الحرمتين فخطوا وسطه بالسيف"

قال الحافظ: وأشار البخاري إلى ضعف الخبر الذي ورد في قتل من زنى بذات محرم، وهو ما رواه صالح بن راشد قال: أُتي الحجاج برجل قد اغتصب أخته على نفسها فقال: سلوا من هنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عبد الله بن المطرف: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره، فكتبوا إلى ابن عباس فكتب إليهم بمثله.

ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" ونقل عن أبيه أنّه روي عن مطرف بن عبد الله بن الشِّخِّير من قوله. قال: ولا أدري أهو هذا أولا" يشير إلى تجويز أن يكون الراوي غلط في قوله: عبد الله بن المطرف، وفي قوله: سمعت، وإنما هو مطرف بن عبد الله ولا صحبة له.

وقال ابن عبد البر: يقولون: إنّ الراوي غلط فيه.

وأثر مطرف الذي أشار إليه أبو حاتم أخرجه ابن أبي شيبة من طريق بكر بن عبد الله المزني قال: أُتي الحجاج برجل قد وقع على ابنته وعنده مطرف بن عبد الله بن الشخير وأبو بُردة فقال أحدهما: اضرب عنقه، فضربت عنقه.

قلت: والراوي عن صالح بن راشد ضعيف، وهو رِفْدة- بكسر الراء وسكون الفاء -، ويوضح ضعفه قوله فيه: فكتبوا إلى ابن عباس، وابن عباس مات قبل أن يلي الحجاج الإمارة بأكثر من خمس سنين.

ولكن له طريق أخرى إلى ابن عباس أخرجها الطحاوي وضعف راويها" (1)

ضعيف

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2817) عن هشام بن عمار ثنا رِفْدة بن قُضاعة ثنا صالح قال: أُوتي الحجاج برجل قد اغتصب أخته نفسها فقال: احبسوه وسلوا من هاهنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فسألوا عبد الله بن أبي مطرف فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من تخطى الحرمتين فخطوا أواسطه السيف"

(1) 15/ 128 (كتاب الحدود- باب رجم المحصن)

ص: 4969

قال: وكتبوا إلى ابن عباس يسألونه عن ذلك فكتب إليهم بمثل ذلك من قول عبد الله بن أبي مطرف.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1712) والخرائطي في "المساوئ"(575) وفي "اعتلال القلوب"(ص 111 - 112) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 108) وابن عدي (3/ 1036 و 4/ 1536) وأبو نعيم في "الصحابة"(4539) والبيهقي في "الشعب"(5090) من طرق عن هشام بن عمار به.

ووقع عندهم: ثنا صالح بن راشد القرشي.

قال البخاري: صالح بن راشد القرشي لم يصح حديثه" التاريخ الكبير 2/ 2/ 279

قال ابن عدي: وهذا الحديث هو الحديث الذي أشار إليه البخاري أنّه لا يصح"

وقال: وهذا الحديث حديث عبد الله بن أبي مطرف لا أعرفه إلا من حديث رفدة"

وقال أبو حاتم: كذا رواه هشام، وروي عن عبد الله بن مطرف بن الشخير هذا الكلام قوله فلا أدري هذا هو أو غيره، وقال عبد الله بن مطرف بن الشخير: إنّ الحجاج أُتي برجل، الحديث. وهذا الصحيح" العلل 1/ 456

وقال الحافظ: قال ابن مندة: غريب، وقال العسكري تبعا لأبي حاتم: إنّ رفدة بن قضاعة راويه وهم فيه وإنما هو عبد الله بن مطرف بن عبد الله بن الشخير" الإصابة 6/ 219

وقال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه رفدة بن قضاعة وثقه هشام بن عمار وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات" المجمع 6/ 269

وقال الذهبي في "الميزان" في ترجمة رفدة: له حديث باطل في قتل من زنا بأخته"

قلت: رفدة ذكره البخاري فقال: في حديثه المناكير، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال الدارقطني: متروك، وذكره العقيلي وجماعة في الضعفاء.

وأما الموقوف فأخرجه ابن أبي شيبة (10/ 105) ثنا ابن أبي عدي عن حميد عن بكر قال: رفع إلى الحجاج رجل زنى بابنته فقال: ما أدري بأي قتلة أقتل هذا؟ وهمّ أن يصلبه، فقال له عبد الله بن مطرف وأبو بردة: ستر الله هذه الأمة بأحب ما ستر الإسلام أقتله، قال: صدقتما، فأمر به فقتل.

وأخرجه ابن قانع (2/ 108) من طريق يزيد بن هارون ثنا حميد به.

ص: 4970

ورواته ثقات، وحميد هو الطويل، وبكر هو ابن عبد الله المزني.

وأخرجه الخرائطي في "اعتلال القلوب"(ص 112) عن عمر بن شبة النميري ثنا معاذ بن هشام ثني أبي عن قتادة قال: أُتي الحجاج برجل زنى بأخته فسأل عنها عبد الله بن أبي مطرف فقال: يضرب بالسيف، فأمر به الحجاج فضربت عنقه.

ورواته ثقات.

3557 -

"من ترك صلاة مكتوبة حتى تفوته" الحديث

قال الحافظ: رواه ابن أبي شيبة وغيره من طريق أبي قِلابة عن أبي الدرداء مرفوعا، وفي سنده انقطاع لأنّ أبا قلابة لم يسمع من أبي الدرداء، وقد رواه أحمد من حديث أبي الدرداء بلفظ "من ترك العصر"(1)

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 342) عن هُشيم أنا عباد بن ميسرة المِنْقَري عن أبي قلابة والحسن أنّهما كانا جالسين فقال أبو قلابة: قال أبو الدرداء: من ترك العصر حتى تفوته من غير عذر فقد حبط عمله. قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من ترك صلاة مكتوبة حتى تفوته من غير عذر فقد حبط عمله".

وأخرجه أحمد (8/ 442) عن سريج بن النعمان البغدادي ثنا هشيم أنا عباد بن راشد المنقري عن الحسن وأبي قلابة أنّهما كانا جالسين فقال أبو قلابة: قال أبو الدرداء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ترك صلاة العصر متعمدا حتى تفوته فقد أحبط عمله".

هكذا رواه سريج بن النعمان عن هشيم فقال فيه "عباد بن راشد"

وخالفه ابن أبي شيبة فقال "ابن ميسرة"

وكلاهما ابن راشد وابن ميسرة فيهما ضعف، قال ابن معين: عباد بن ميسرة وعباد بن راشد وعباد بن كثير وعباد بن منصور كلهم حديثهم ليس بالقوي ولكنه يكتب.

والحديث إسناده منقطع لأنّ أبا قلابة لم يسمع من أبي الدرداء كما قال الحافظ.

وقال في موضع آخر من "الفتح"(9/ 222): لم يدرك أبا الدرداء.

3558 -

"من ترك ضَياعا" الحديث

قال الحافظ: جاء من حديث ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لما امتنع من الصلاة على من

(1) 2/ 170 (كتاب الصلاة- أبواب المواقيت- باب إثم من فاتته العصر)

ص: 4971

عليه دين جاءه جبريل فقال: إنما الظالم في الديون التي حملت في البغي والإسراف، فأما المتعفف ذو العيال فأنا ضامن له أؤدي عنه، فصلّى عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال بعد ذلك "من ترك ضياعا" الحديث، وهو ضعيف، وقال الحازمي بعد أن أخرجه: لا بأس به في المتابعات" (1)

ضعيف جدا

قال الحازمي في "الإعتبار"(ص 129 - 130): وقال أبو بكر عبد الله بن أحمد الصفار: أنا محمد بن الفضل الفقيه الطبري أنا أحمد بن عبد الرحمن المخزومي أني محمد بن بكير الحضرمي ثنا خالد بن عبد الله عن حسين بن قيس عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلي على من مات وعليه دين، فمات رجل من الأنصار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "عليه دين؟ " قالوا: نعم، فقال "صلوا على صاحبكم" فنزل جبريل فقال: إنّ الله يقول: إنما الظالم عندي في الديون التي حملت في البغي والإسراف والمعصية، فأما المتعفف ذو العيال فأنا ضامن أن أؤدي عنه، فصلّى عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال بعد ذلك "من ترك ضياعا أو دينا فإليّ وعليّ، ومن ترك ميراثا فلأهله" وصلّى عليهم.

قال الحازمي: هذا الحديث بهذا السياق غير محفوظ، وهو جيد في المتابعات"

قلت: إسناده واه، حسين بن قيس قال النسائي وغيره: متروك الحديث، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث، وقال الجوزجاني: أحاديثه منكرة جدا فلا تكتب.

3559 -

"من ترك مالا فلعصبته"

سكت عليه الحافظ (2).

صحيح

أخرجه أحمد (2/ 527) عن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا سعيد بن أبي أيوب ثنا محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا "أنا أولى بالمؤمن من نفسه، من ترك دينا أو ضياعا فإليّ ولاضياع عليه فليدع له وأنا وليه، ومن ترك مالاً فللعصبة من كان"

وأخرجه البخاري (فتح 5/ 458) من طريق فليح بن سليمان الخزاعي عن هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة مرفوعا "ما من مؤمن إلا وأنا أولى به في الدنيا والآخرة، اقرءوا إن شئتم {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: 6]، فأيما مؤمن مات وترك مالا فليرثه عصبته من كانوا، ومن ترك دينا أو ضياعا فليأتني فأنا مولاه".

(1) 5/ 383 (كتاب الحوالة، باب الدّين)

(2)

15/ 31 (كتاب الفرائض- باب ذوي الأرحام)

ص: 4972

وأخرجه البخاري (فتح 15/ 29) من طريق إسرائيل بن يونس الكوفي عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا "أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن مات وترك مالا فماله لموالي العصبة، ومن ترك كلاً أو ضياعا فأنا وليه فلأدعى له".

وأخرجه مسلم (3/ 1237 - 1238) من طريق ورقاء بن عمر اليشكري عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا "والذي نفس محمد بيده إنْ على الأرض من مؤمن إلا أنا أولى الناس به، فأيكم ما ترك دينا أو ضياعا فأنا مولاه، وأيكم ترك مالا فإلى العصبة من كان".

وأخرجه من طريق مَعمر بن راشد عن همام بن منبه عن أبي هريرة بنحوه.

3560 -

"من تسمى بإسمي فلا يكتنّ بكنيتي، ومن اكتنّ بكنيتي فلا يتسمى بإسمي"

قال الحافظ: أخرجه أحمد وأبو داود وحسنه الترمذي وصححه ابن حبان من طريق أبي الزبير عن جابر رفعه: فذكره.

لفظ أبي داود وأحمد من طريق هشام الدَّسْتُوائي عن أبي الزبير، ولفظ الترمذي وابن حبان من طريق حسين بن واقد عن أبي الزبير "إذا سميتم بي فلا تكنوا بي، وإذا كنيتم بي فلا تسموا بي"

قال أبو داود: رواه الثوري عن ابن جريج مثل رواية هشام، ورواه معقل عن أبي الزبير مثل رواية ابن سيرين عن أبي هريرة. قال: ورواه محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة مثل رواية أبي الزبير، قلت: وصله البخاري في "الأدب المفرد" وأبو يعلى ولفظه "لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي" والترمذي من طريق الليث عنه "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يجمع بين اسمه وكنيته وقال: أنا أبو القاسم والله يعطي وأنا أقسم"

قال أبو داود: واختلف على عبد الرحمن بن أبي عمرة وعلى أبي زرعة بن عمرو وموسى بن يسار عن أبي هريرة على الوجهين.

قلت: وحديث ابن أبي عمرة أخرجه أحمد وابن أبي شيبة من طريقه عن عمه رفعه "لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي"(1)

هذان حديثان ذكرهما الحافظ هنا: حديث جابر وحديث أبي هريرة، ولهما طرق في الصحيحين وغيرهما، وقد اقتصر الحافظ على بعض طرقهما التي ليست في الصحيحين.

(1) 13/ 193 - 194 (كتاب الأدب- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: سموا بإسمي ولا تكنوا بكنيتي)

ص: 4973

فحديث جابر ذكره من طريق أبي الزبير عنه.

أخرجه الطيالسي (ص 241) وأحمد (3/ 313) وأبو داود (4966) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند طلحة بن عبيد الله 699) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 339) والبيهقي (9/ 309) وفي "الآداب"(615) وفي "الشعب"(8266) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(السيرة النبوية- القسم الأول ص 32) من طريق هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "من تسمى بإسمي فلا يكتنّ بكنيتي، ومن اكتنّ بكنيتي فلا يتسم بإسمي".

ولم ينفرد الدستوائي به بل تابعه غير واحد عن أبي الزبير به، منهم:

1 -

الحسين بن واقد المروزي عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا "إذا كنيتم فلا تسمّوا بي، وإذا سميتم بي فلا تكنّوا بي"

أخرجه الترمذي (2842) وابن حبان (5816) واللفظ له

عن الفضل بن موسى السِّيْنَاني

والطبري (700)

عن يحيى بن واضح المروزي

كلاهما عن الحسين بن واقد به.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه"

وقال البيهقي: إسناده صحيح"

2 -

صفوان بن سليم الزرقي قال: قال أبو الزبير: قال جابر: سمى رجل من الأنصار ابنه القاسم وتكنى أبا القاسم فأبت الأنصار أن تكنيه أبا القاسم، فانطلق الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي عليه الصلاة والسلام "قد أحسنت الأنصار تسموا بي ولا تكنوا بي".

2 -

أسامة بن زيد أنّ أبا الزبير المكي أخبره عن جابر قال: فذكر نحو حديث صفوان.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 340 - 341) من طريق عمرو بن خالد الحراني ثنا ابن لهيعة عن أسامة به.

وأما حديث أبي هريرة فذكر له طرق:

الأول: يرويه محمد بن عجلان المدني عن أبيه عن أبي هريرة.

ص: 4974

ورواه عن ابن عجلان جماعة، منهم:

1 -

يحيى بن سعيد القطان.

ولفظ حديثه "لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي فإني أنا أبو القاسم، الله عز وجل يعطي وأنا أقسم"

أخرجه أحمد (2/ 433) وابن عساكر (السيرة النبوية- القسم الأول ص 30)

2 -

أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل.

ولفظ حديثه "لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي أنا أبو القاسم، الله يرزق وأنا أقسم"

أخرجه ابن سعد (1/ 106) والدولابي (1/ 5) وابن الأعرابي (ق 148/ ب) وابن شاهين في "ناسخ الحديث"(474) والبيهقي في "الدلائل"(1/ 162 - 163و 163)

وأخرجه الطبري (732) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 337) بلفظ "تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي"

3 -

الليث بن سعد.

ولفظ حديثه "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجمع بين اسمه وكنيته، وقال "أنا أبو القاسم والله يعطي وأنا أقسم".

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(844) والترمذي (2841) وقال: حسن صحيح"

4 -

حَيْوة بن شريح المصري.

ولفظ حديثه "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكنى الرجل: أبا القاسم، واسمه: محمد"

أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند طلحة بن عبيد الله 693)

5 -

يحيى بن أيوب المصري.

ولفظ حديثه "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يجمع بين اسمه وكنيته"

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 339) عن فهد بن سليمان بن يحيى ثنا ابن أبي مريم ثنا يحيى بن أيوب به.

وأخرجه الطبري (695) عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم المصري ابن البَرْقي عن ابن أبي مريم بلفظ "لا تجمعوا اسمي وكنيتي"

ص: 4975

6 -

طارق بن عبد العزيز العبدي.

ولفظ حديثه كلفظ حديث يحيى القطان.

أخرجه الطبري (694)

7 -

سفيان الثوري.

ولفظ حديثه كسابقه.

أخرجه ابن حبان (5817) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 91)

8 -

بكر بن مضر المصري.

ولفظ حديثه "لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي"

أخرجه ابن سعد (1/ 107) وابن حبان (5814)

9 -

صفوان بن عيسى القرشي.

ولفظ حديثه كلفظ حديث يحيى القطان.

أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند طلحة بن عبيد الله 692)

الثاني: يرويه عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمرة عن عمه عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتنى بكنيته.

أخرجه أحمد (1)(2/ 510) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 337) من طريق ابن جريج أني عبد الكريم بن مالك عن عبد الرحمن به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(1053) من طريق معقل بن عبيد الله الجزري عن عبد الكريم بن مالك به.

واختلف فيه على عبد الكريم بن مالك الجزري، فرواه سفيان الثوري عن عبد الكريم عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن عمه به مرفوعا، ليس فيه عن أبي هريرة.

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 672) وفي "مسنده"(537) وفي "الأدب"(263) وأحمد (3/ 450 و5/ 363 - 364) والطبري (703) والروياني (1497) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 85) وابن عساكر (السيرة النبوية- القسم الأول ص 31)

(1) ووقع عنده: عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة.

ص: 4976

ورواه إسرائيل بن يونس الكوفي عن عبد الكريم عن عبد الرحمن بن أبي عمرة مرفوعا، ولم يذكر عن عمه عن أبي هريرة.

أخرجه ابن سعد (1/ 107)

وحديث ابن جريج أصح لأنّه ثقة والزيادة من الثقة مقبولة.

الثالث: يرويه عبد الله بن يزيد النخعي عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة مرفوعا "تسموا بإسمي ولا تكنّوا بكنيتي"

أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة"(180) وأحمد (2/ 457 و 461) والطبري (733) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 336) من طرق عن شعبة عن عبد الله بن يزيد به.

قال أحمد: شعبة يخطئ في هذا القول: عبد الله بن يزيد، وإنما هو سلم بن عبد الرحمن النخعي" (1)

قلت: رواه شريك بن عبد الله النخعي عن سلم بن عبد الرحمن النخعي عن أبي زرعة عن أبي هريرة.

أخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة"(181) وأحمد (2/ 312 و 454 - 455 و 455) وأبو يعلى (6102) والطبري (697) وابن شاهين في "ناسخ الحديث"(475) وابن عساكر (السيرة النبوية 1/ 31)

ولفظ الحديث عند أحمد في الموضع الأول وإسحاق وابن شاهين "من تسمى بإسمي فلا يكنى بكنيي، ومن اكتنّ بكنيني فلا يتسمّ باسمي"

الرابع: يرويه داود بن قيس المدني ثني موسى بن يسار: سمعت أبا هريرهّ رفعه "تسموا بإسمي ولا تكنّوا بكنيتي فإني أنا أبو القاسم".

أخرجه ابن سعد (1/ 106) وأحمد (2/ 277 و 478) والبخاري في "الأدب المفرد"(836) والطبري (729 و730 و731) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 337) من طرق عن داود بن قيس به.

وإسناده صحيح رجاله ثقات.

(1) انظر "العلل" لأحمد 1/ 294

ص: 4977

3561 -

حديث ابن عمر رفعه "من تشبه بقوم فهو منهم"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود بسند حسن" (1)

حسن

ورد من حديث ابن عمر ومن حديث حذيفة ومن حديث أنس ومن حديث الحسن البصري مرسلا

فأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن أبي شيبة (5/ 313 و 12/ 351) وأحمد (5114 و5115 و 5667) وعبد بن حميد (848) وأبو داود (4031) والدينوري في "المجالسة"(147) وابن الأعرابي (1137) والطبراني في "مسند الشاميين"(216) وتمام (770) والخطيب في "الفقيه"(2/ 73) وابن عبد البر في "التمهيد"(11/ 67) والهروي في "ذم الكلام"(ق 49/ب) وابن الجوزي في "التلبيس"(ص212) والمزي في "التهذيب"(34/ 324 - 325) والذهبي في "سير الأعلام"(15/ 509) والحافظ في "تغليق التعليق"(3/ 445) من طرق عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ثنا حسان بن عطية عن أبي منيب الجُرَشي عن ابن عمر مرفوعا "بُعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يُعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصَّغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم"(2)

قال الذهبي: إسناده صالح"

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: هذا إسناد جيد، حسان بن عطية ثقة مشهور، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان قال ابن معين وأبو زرعة والعجلي: ليس به بأس، وقال دحيم: ثقة، وقال أبو حاتم: مستقيم الحديث، وأبو منيب الجرشي قال العجلي: هو ثقة وما علمت أحدا ذكره بسوء" اقتضاء الصراط المستقيم 1/ 236 - 237

وقال العراقي: سنده صحيح" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 2/ 676

وقال الحافظ: عبد الرحمن بن ثابت مختلف في توثيقه، وأبو منيب لا يعرف اسمه" الفتح 6/ 438

قلت: أبو منيب ذكره ابن حبان في "الثقات"(3) أيضا، وترجمه البخاري وابن أبي

(1) 12/ 385 (كتاب اللباس- باب القباء)

(2)

علق البخاري منه "جعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري"

كتاب الجهاد- باب ما قيل في الرماح

(3)

ووثقه الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب"

ص: 4978

حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكر أبو منيب سماعا من ابن عمر فلا أدري أسمع منه أم لا.

وعبد الرحمن بن ثابت قواه أيضا ابن المديني ويعقوب بن شيبة وأبو داود وصالح جزرة وابن حبان وغيرهم، وضعفه أحمد والنسائي وغيرهما، واختلف فيه قول ابن معين.

ولم ينفرد به بل تابعه الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي المنيب عن ابن عمر به.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(231) وابن حذلم في "حديث الأوزاعي"(31) من طرق عن الأوزاعي به.

واختلف فيه على الأوزاعى:

- فرواه صدقة بن عبد الله السمين عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة.

أخرجه الهروي في "ذم الكلام"(ق 49 / ب) والذهبي في "سير الأعلام"(16/ 242)

وصدقة ضعيف.

- ورواه غير واحد عن الأوزاعي عن سعيد بن جبلة عن طاوس مرسلا، منهم:

1 -

عيسى بن يونس.

أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 349 و5/ 322)

2 -

سفيان الثوري.

أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 350)

3 -

عبد الله بن المبارك (الجهاد 105)

وأخرجه القضاعي (390) من طريق علي بن معبد بن شداد العبدي ثنا ابن المبارك به.

قال الحافظ: إسناده حسن" تغليق التعليق 3/ 446 - فتح الباري 6/ 438

قلت: سعيد بن جبلة ترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكر عنه راويا إلا الأوزاعي، والباقون ثقات.

وأما حديث حذيفة فله عنه طريقان:

الأول: يرويه هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي عبيدة بن حذيفة عن أبيه موفوعا "من تشبه بقوم فهو منهم"

ص: 4979

أخرجه البزار (2966) عن محمد بن مرزوق الباهلي أنا عبد العزيز بن الخطاب أنا علي بن غُراب أنا هشام بن حسان به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8323) عن موسى بن زكريا التستري ثنا محمد بن مرزوق به.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن حذيفة مسندا إلا من هذا الوجه، وقد رواه غير علي بن غراب عن هشام عن محمد عن أبي عبيدة عن أبيه موقوفا"

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن هشام بن حسان إلا علي بن غراب، ولا عن علي إلا عبد العزيز، تفرد به محمد بن مرزوق"

قلت: وإسناده حسن.

الثاني: يرويه محمد بن الوليد الزبيدي ثنا نمير بن أوس أنّ حذيفة بن اليمان كان يرده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من تشبه بقوم فإنه منهم"

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1862) عن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق الحمصي ثنا أبي ثنا عمرو بن الحارث ثنا عبد الله بن سالم عن الزبيدي به.

وإسناده ضعيف، نمير بن أوس الأشعري عن حذيفة مرسل (تهذيب الكمال)

وعمرو بن إسحاق لم أقف له على ترجمة، وأبوه مختلف فيه، قواه ابن معين وغيره، وضعفه أبو داود وغيره.

وعمرو بن الحارث هو الحمصي ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث، وقال الذهبي في "الميزان": غير معروف العدالة.

وعبد الله بن سالم ومحمد بن الوليد ثقتان.

وأما حديث أنس فأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 129) والهروي (ق 49/ ب) من طريق الحجاج بن يوسف بن قتيبة الهمداني ثنا بشر بن الحسين الأصبهاني ثنا الزبير بن عدي عن أنس مرفوعا "بعثت بين يدي الساعة، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالفني، ومن تشبه بقوم فهو منهم"

وإسناده واه، بشر بن الحسين قال البخاري: فيه نظر، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن حبان: يروي عن الزبير بن عدي بنسخة موضوعة.

وأما حديث الحسن فأخرجه سعيد بن منصور (2370) عن إسماعيل بن عياش عن

ص: 4980

أبي عمير الصوري عن الحسن مرفوعا "إنّ الله بعثني بسيفي بين يدي الساعة، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالفني، ومن تشبه بقوم فهو منهم"

أبو عمير ما عرفته، وإسماعيل والحسن ثقتان.

3562 -

"من تصبح بسبع تمرات عجوة"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه البخاري (فتح 11/ 502) عن سعد.

3563 -

"من تصبح بسبع تمرات من عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر"

قال الحافظ: وقد ثبت حديث: فذكره" (2)

أخرجه البخاري (فتح 12/ 351) عن سعد بن أبي وقاص.

3564 -

"من تفل تُجاه القبلة جاء يوم القيامة وتفله بين عينيه"

قال الحافظ: وفي صحيحي ابن خزيمة وابن حبان من حديث حذيفة مرفوعا: فذكره" (3)

صحيح

يرويه أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان الشيباني واختلف عنه:

- فقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن الشيباني عن عدي بن ثابت عن زِر بن حُبيش عن حذيفة به مرفوعا.

وزاد "ومن أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربنّ مسجدنا" ثلاثا.

أخرجه أبو داود (3824) ومن طريقه البيهقي (3/ 76)

عن عثمان بن أبي شيبة

وابن خزيمة (925 و1314 و 1663) وعنه ابن حبان (1639)

عن يوسف بن موسى القطان

(1) 1/ 287 (كتاب الوضوء- باب إذا شرب الكلب في إناء أحدكم)

(2)

9/ 207 (كتاب المغازي- باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته)

(3)

2/ 54 (كتاب الصلاة- باب حك البزاق باليد من المسجد)

ص: 4981

قالا: ثنا جرير به.

والزيادة لأبي داود.

- وقال علي بن مُسهر الكوفي: عن الشيباني عن عدي عن زر عن حذيفة موقوفا.

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 365)

والأول أصح لأنّ الرفع زيادة من ثقة وهي مقبولة.

والإسناد صحيح رواته كلهم ثقات.

3565 -

"من تكلم بالفارسية زادت في خبثه ونقصت من مروءته"

قال الحافظ: أخرجه الحاكم في "مستدركه" وسنده واه" (1)

موضوع

أخرجه الحاكم (4/ 88) وابن عدي (4/ 1428) من طريق طلحة بن زيد الرقي عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أنس به مرفوعا.

قال ابن عدي: هذا الحديث بهذا الإسناد باطل"

وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": قلت: ليس بصحيح وإسناده واه بمرة"

قلت: وعلته طلحة بن زيد قال أحمد وابن المديني وأبو داود: يضع الحديث.

وقال البخاري والنسائي وأبو حاتم وابن حبان والساجي: منكر الحديث.

3566 -

"من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فهو كالحمار يحمل أسفارا، والذي يقول له: أنصت، ليست له جمعة"

قال الحافظ: ولأحمد والبزار من حديث ابن عباس مرفوعا: فذكره، وله شاهد قوي في جامع حماد بن سلمة عن ابن عمر موقوفا" (2)

ضعيف

أخرجه ابن أبي شيبة (5276) وأحمد (1/ 230) عن عبد الله بن نمير عن مُجالد عن الشعبي عن ابن عباس به مرفوعا.

(1) 6/ 524 (كتاب الجهاد- باب من تكلم بالفارسية)

(2)

3/ 66 (كتاب الجمعة- باب الانصات يوم الجمعة)

ص: 4982

وأخرجه البزار (كشف 644)

عن إبراهيم بن سعيد الجوهري

والطبراني في "الكبير"(12563) والرامهرمزي في "الأمثال"(ص 91)

عن محمد بن عبد الله بن نمير

قالا: ثنا عبد الله بن نمير به.

قال البزار: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن نمير عن مجالد"

قلت: رواه العلاء بن راشد الواسطي الجرمي عن مجالد بلفظ "من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغا، ومن لغا فلا جمعة له"

أخرجه بحشل في "تاريخ واسط"(ص 125) من طريق يزيد بن هارون أنا العلاء به.

والعلاء بن راشد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته وابن أبي حاتم في "الجرح" ولم يذكرا عنه راويا إلا يزيد بن هارون فهو مجهول.

ومجالد هو ابن سعيد الهمداني ليس بالقوي وتغير بأخرة وكان يلقن.

3567 -

"من تكهن أو رده عن سفر تطير فليس منا"

سكت عليه الحافظ (1).

انظر حديث "لن ينال الدرجات العلى من تكهن أو استقسم أو رجع من سفر تطيرا"

3568 -

"من تمسك منكم بحقه فله بكل إنسان ست فرائض من أول فَيْء نصيبه فردوا إلى الناس نساءهم وأبناءهم"

قال الحافظ: وفي رواية ابن إسحاق: حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده تعيين الذي خطب لهم في ذلك ولفظه: وأدركه وفد هوازن بالجِعْرانة وقد أسلموا فقالوا: يا رسول الله، إنا أهل وعشيرة قد أصابنا من البلاء ما لَم يخف عليك فامنن علينا منّ الله عليك. وقام خطيبهم زهير بن صرد فقال: يا رسول الله، إنّ اللواتي في الحظائر من السبايا خالاتك وعماتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك وأنت خير مكفول، ثم أنشده الأبيات المشهورة أولها يقول فيها:

امنن علينا رسول الله في كرم

امنن على نسوة قد كنت ترضعها

(1) 12/ 325 (كتاب الطب- باب الفأل)

ص: 4983

فإنك المرء نرجوه وندخر

إذ فوك تملؤه من محضها الدرر

ثم ساق القصة نحو سياق موسى بن عقبة. وأورد الطبراني شعر زهير بن صرد من حديثه فزاد على ما أورده ابن إسحاق خمسة أبيات، وقد وقع لنا عاليا جدا في "المعجم الصغير" عشاري الإسناد ومن بين الطبراني فيه. وزهير لا يعرف لكن يقوى حديثه بالمتابعة المذكورة فهو حسن، وقد بسطت القول فيه في "الأربعين المتباينة" وفي "الأمالي" وفي "الصحابة" وفي "العشرة العشارية" وبينت وهم من زعم أنّ الإسناد منقطع.

وفي رواية عمرو بن شعيب المذكور: فقال المهاجرون: ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالت الأنصار كذلك، وقال الأقرع بن حابس: أما أنا وبنو تميم فلا، وقال عيينة: أما أنا وبنو فزارة فلا، وقال العباس بن مرداس: أما أنا وبنو سليم فلا، فقالت بنو سليم: بل ما كان لنا فهو لرسول الله، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره" (1)

حديث ابن عمرو تقدم الكلام عليه فانظر حديث "ما لي مما أفاء الله عليكم إلا الخمس وهو مردود عليكم"

وأما حديث زهير بن صرد فأخرجه ابن الأعرابي (2019) والطبراني في "الكبير"(5303) و"الأوسط"(4627) و"الصغير"(661) عن عبيد الله بن رماحس (2) القيسي الجشمي الرمادي ثنا أبو عمرو زياد بن طارق- وكان قد أتت عليه عشرون ومائة سنة- قال: سمعت أبا جرول زهير بن صرد الجشمي يقول: لما أسرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين يوم هوازن وذهب يفرق السبي والشَّاء أنشدته هذا الشعر: فذكره، قال: فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم هذا الشعر قال "ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم" وقالت قريش: ما كان لنا فهو لله ولرسوله. وقالت الأنصار: ما كان لنا فهو لله ولرسوله.

ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(3068) والخطيب في "التاريخ"(7/ 105 - 106) وابن عساكر في "الأربعين البلدانية"(ص 136 - 138) وفي "معجم الشيوخ"(1247) والضياء (3) في "المختارة" والعراقي في "الأربعين العشارية"(ص 233 - 234) والحافظ في "العشرة العشارية"(ص 40 - 44) وفي "اللسان"(4/ 101 - 102)

(1) 9/ 94 - 95 (كتاب المغازي- باب قول الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التوبة: 25])

(2)

انظر "العشرة العشارية"(ص45) و"اللسان"(4/ 102)

(3)

وعند ابن الأعرابي: عبيد الله بن رماحس بن محمد بن خالد بن جبير بن قيس بن عمرو بن عبدة بن ناشب بن عتيبة بن غزية الجشمي.

ص: 4984

وأخرجه أبو أحمد الحاكم في "الكنى" وأبو منصور الباوردي في "معرفة الصحابة" وابن السكن وابن قانع في "الصحابة"(1/ 238 - 239) والحافظ في "اللسان"(4/ 102 و 102 - 103) وفي "الإمتاع بالأربعين"(1)(ص 38 - 39) من طرق عن عبيد الله بن رماحس (2) به.

قال الطبراني: لم يُرو عن زهير بن صرد بهذا التمام إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبيد الله"

وقال الباوردي: عبيد الله وزياد مجهولان"

وقال ابن السكن: إسناده مجهول"

وقال ابن منده: هذا حديث غريب بهذا الإسناد" اللسان 4/ 102

وقال ابن عساكر: هذا حديث غريب"

وقال الضياء: زهير لم يذكره البخاري ولا ابن أبي حاتم في كتابيهما، ولا زياد بن طارق"

وقال العراقي: هذا حديث غريب، وعبيد الله بن رماحس روى عنه جماعة منهم أبو سعيد ابن الأعرابي"

وقال الحافظ: هذا حديث حسن غريب، ولا أعلم للحافظ الضياء في تصحيحه سلفا، لكن رواته لم يجرحوا، وقد صرّح كل منهم بالسماع من شيخه، فهو فرد غريب لا وجه لتضعيفه.

وقال أيضاً: الحديث حسن الإسناد لأنّ راوييه مستوران لم تتحقق أهليتهما ولم يجرحا، ولحديثهما شاهد قوي، وصرحا بالسماع وما رميا بالتدليس لا سيما تدليس التسوية الذي هو أفحش أنواع التدليس.

وقال: وليس عبيد الله بمجهول لأنّه روى عنه نحو العشرة"

وقال ابن عساكر: هذا حديث غريب من حديث زهير بن صرد، تفرد به عنه زياد بن طارق"

(1) وسقط من إسناده: عن زياد بن طارق.

(2)

سماه أبو أحمد الحاكم في روايته: عبيد الله بن رماحس بن محمد بن خالد.

وسماه الباوردي: عبيد الله بن محمد بن رماحس.

وسماه ابن قانع: عبيد الله بن محمد بن خالد بن حبيب بن جبلة بن قيس بن عمرو بن عبيد بن ناشب بن

عبيد بن غزية بن جشم.

ص: 4985

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الثلاثة وفيه من لم أعرفهم" المجمع 6/ 186 - 187

قلت: عبيد الله بن رماحس ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: ما رأيت للمتقدمين فيه جرحا وما هو بمعتمد عليه، وزياد بن طارق ذكره الذهبي في "الميزان" أيضاً وقال: نكرة لا يعرف، تفرد عنه عبيد الله بن رماحس.

3569 -

"من تنخع في المسجد فلم يدفنه فسيئة، وإن دفنه فحسنة"

قال الحافظ: رواه أحمد والطبراني بإسناد حسن من حديث أبي أمامة مرفوعا" (1)

حسن

أخرجه الطبراني في "الكبير"(8092 و 8093) عن محمد بن قضاء الجوهري البصري ثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال: سمعت أبي أنا الحسين بن واقد عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعا بهذا اللفظ.

ورواه عبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي عن علي بن الحسن بن شقيق بلفظ "البزاق في المسجد خطيئة، وكفارته دفنه"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(8094)

ورواه الحسن بن الصبّاح البزار عن علي بن الحسن بلفظ "التفل في المسجد سيئة، وكفارتها دفنها"

أخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 1472)

ولم ينفرد علي بن الحسن به بل تابعه زيد بن الحباب عن الحسين بن واقد به بلفظ "التفل في المسجد سيئة، ودفنه حسنة"

أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(2/ 365) وفي "مسنده"(إتحاف الخيرة 1470) وأحمد (5/ 260) عن زيد بن الحباب به.

وأخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 1471) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه الطبراني (8091) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به.

قال البوصيري: هذا حديث حسن" إتحاف الخيرة 2/ 183

قلت: وهو كما قال للخلاف في أبي غالب.

(1) 2/ 57 (كتاب الصلاة- باب كفارة البزاق في المسجد)

ص: 4986

والحديث اختلف فيه على الحسين بن واقد، فرواه هارون بن معروف المروزي عنه فلم يذكر أبا غالب.

أخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 1473)

والأول أصح.

3570 -

"من تنخم في المسجد فيغيب نخامته أن تصيب جلد مؤمن أو ثوبه فتؤذيه"

قال الحافظ: رواه أحمد بإسناد حسن من حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعا" (1)

حسن

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 367) وأحمد (1/ 179) والدورقي في "مسند سعد"(29) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(1/ 24) والبزار (1127) وأبو يعلى (808 و 824) وابن خزيمة (1311) وابن المنذر في الأوسط (2521) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني ثني عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي عتيق عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه مرفوعا "إذا تنخم أحدكم، وهو في المسجد، فليغيب (2) نخامته، لا يصيب جلد مؤمن أو ثوبه فيؤذيه"

قال البزار: لا نعلمه يُروى عن سعد إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن عامر إلا عبد الله"

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 8/ 114

قلت: ابن إسحاق صدوق، وعبد الله وعامر ثقتان فالإسناد حسن.

3571 -

"من تواضع لله درجة رفعه الله درجة حتى يجعله الله في أعلى عليين، ومن تكبر على الله درجة وضعه الله درجة حتى يجعله في أسفل سافلين"

قال الحافظ: وأخرج أحمد وابن ماجه وصححه ابن حبان من حديث أبي سعيد رفعه: فذكره" (3)

أخرجه أحمد (3/ 76) وابن ماجه (4176) وأبو يعلى (1109) وابن حبان (5678) وابن شاهين في "الترغيب"(235) من طريقين عن دَرّاج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد به مرفوعا.

(1) 2/ 57 (كتاب الصلاة- باب كفارة البزاق في المسجد)

(2)

وفي لفظ "فليدفنها"

(3)

13/ 102 (كتاب الأدب- باب الكبر)

ص: 4987

زاد ابن حبان "ولو أنّ أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس عليه باب ولا كُوَّة، لخرج ما غيَّبَهُ للناس كائنا ما كان"

قال العراقي: رواه ابن ماجه بإسناد حسن" تخريج الإحياء للحداد 1/ 149

وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة"(4/ 229): هذا إسناد ضعيف. دراج بن سمعان أبو السمح المصري وإن وثقه ابن معين وأخرج له ابن حبان في "صحيحه" فقد قال أبو داود وغيره: حديثه مستقيم إلا ما كان عن أبي الهيثم. وقال ابن عدي: عامة أحاديث دراج مما لا يتابع عليه. قلت: وضعفه أبو حاتم والنسائي والدارقطني"

قلت: تقدم مرارا أنّ دراجا مختلف فيه وأنّ روايته عن أبي الهيثم مختلف فيها كذلك.

3572 -

حديث أبي سعيد رفعه "من تواضع لله رفعه الله حتى يجعله في أعلى عليين" قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه وصححه ابن حبان" (1)

انظر الحديث الذي قبله.

3573 -

"من توضأ ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله" الحديث وفيه "فتحت له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (234) عن عمر" (2)

3574 -

حديث أبي هريرة مرفوعا "من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2/ 588")(3)

3575 -

حديث أبي هريرة رفعه "من توضأ فأحسن وضوءه ثم خرج إلى المسجد فوجد الناس قد صلوا أعطاه الله مثل أجر من صلّى وحضر لا ينقص ذلك من أجره شيء"

قال الحافظ-: أخرجه أبو داود والنسائي والحاكم وإسناده قوي" (4)

(1) 14/ 132 - 133 (كتاب الرقاق- باب التواضع)

(2)

8/ 26 (كتاب أحاديث الأنبياء- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذا خليلا)

(3)

3/ 13 (كتاب الجمعة- باب فضل الغسل يوم الجمعة)

(4)

6/ 477 (كتاب الجهاد- باب يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الإقامة)

ص: 4988

أخرجه أحمد (2/ 380) والبخاري في "الكبير"(4/ 2 / 46) وأبو داود (564) والنسائي (2/ 86) وفي "الكبرى"(928) والحاكم (1/ 208 - 209) والبيهقي (3/ 69) وابن عبد البر في "التمهيد"(7/ 67 - 68) والمزي (25/ 409) من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَردي عن محمد بن طَحْلاء عن مُحْصِن بن علي الفِهْري عن عوف بن الحارث عن أبي هريرة به مرفوعا.

إلا أنهم قالوا "لا ينقص ذلك من أجورهم شيء"

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

قلت: محصن بن علي لم يخرج له مسلم شيئا، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال ابن القطان الفاسي: مجهول الحال، وقال الحافظ: مستور.

فقدله: إسناده قوي، ليس بقوي، والله أعلم.

3576 -

"من توضأ يوم الجمعة فبها ونِعْمَت، ومن اغتسل فالغسل أفضل"

قال الحافظ: ولهذا الحديث طرق أشهرها وأقواها رواية الحسن عن سَمُرة، أخرجها أصحاب السنن الثلاثة وابن خزيمة وابن حبان، وله علتان: إحداهما: عنعنة الحسن، والأخرى: أنه اختلف عليه فيه، وأخرجه ابن ماجه من حديث أنس، والطبراني من حديث عبد الرحمن بن سمرة، والبزار من حديث أبي سعيد، وابن عدي من حديث جابر، وكلها ضعيفة" (1)

روي من حديث سمرة بن جندب ومن حديث أنس ومن حديث أبي سعيد ومن حديث جابر ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث عبد الرحمن بن سمرة

فأما حديث سمرة فأخرجه أحمد (5/ 11) والترمذي (497) وأبو بكر المروزي في "كتاب الجمعة"(31) والنسائي (3/ 77) وفي "الكبرى"(1684) والروياني (787) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(467) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1021) وابن خزيمة (1757) والطبراني في "الكبير"(6818 و 6819) والقطيعي في "جزء الألف دينار"(148) والبيهقي (1/ 295) والخطيب في "التاريخ"(3/ 352) والبغوي في "شرح السنة"(335) والمزي (10/ 474)

(1) 3/ 12 و 13 (كتاب الجمعة- باب فضل الغسل يوم الجمعة)

ص: 4989

عن شعبة

وابن أبي شيبة (2/ 97) وأحمد (5/ 8 و15 و 16و 22) والدارمي (1548) وأبو داود (354) وابن الجارود (285) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 119) والطبراني في "الكبير"(6817) والبيهقي (1/ 295 و3/ 190) وفي "معرفة السنن"(2/ 131 و 4/ 332) وابن عبد البر في "التمهيد"(10/ 79 و 16/ 212)

عن همام بن يحيى العَوْذي

والطبراني في "الكبير"(6820)

عن أبي عوانة الوَضّاح بن عبد الله اليشكري

وابن عبد البر في "التمهيد"(16/ 214)

عن هشام الدَّستوائي

كلهم عن قتادة عن الحسن عن سمرة به مرفوعا.

وخالفهم سعيد بن أبي عَروبة فرواه عن قتادة عن الحسن مرسلا.

أخرجه البيهقي (1/ 296)

وتابعه مَعْمر بن راشد عن قتادة به.

أخرجه عبد الرزاق (5311)

والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة، وعنعنة قتادة محمولة على الاتصال لأنّ شعبة وهو أحد رواة هذا الحديث عنه كان لا يسمع منه إلا ما سمعه.

ولم ينفرد قتادة به بل تابعه يونس بن عبيد البصري عن الحسن عن سمرة به.

أخرجه ابن عدي (3/ 882) والطبراني في "الكبير"(6926) وأبو الطاهر الذهلي في "حديثه"(52) من طريق خالد بن يحيى السدوسي ثنا يونس به.

أخرجه ابن عدي في ترجمة السدوسي هذا وقال: أرجو أنه لا بأس به لأني لم أر في حديثه متنا منكرا"

والحسن وهو البصري مختلف في سماعه من سمرة، فقيل: سمع منه، وقيل: لم يسمع منه، وقيل: سمع منه حديث العقيقة فقط.

قال الحافظ في "التهذيب": وأما رواية الحسن عن سمرة ففي صحيح البخاري سماعا

ص: 4990

منه لحديث العقيقة، وقد روى عنه نسخة كبيرة غالبها في السنن الأربعة، وعند ابن المديني أنّ كلها سماع، وكذا حكى الترمذي عن البخاري، وقال يحيى القطان وآخرون: هي كتاب.

وذلك لا يقتضي الانقطاع. وفي "مسند أحمد"(5/ 12) ثنا هشيم ثنا حميد الطويل وقال: جاء رجل إلى الحسن فقال: إنّ عبدا له أبق وأنّه نذر إن قدر عليه أن يقطع يده فقال الحسن: ثنا سمرة قال: قَلّ ما خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم خطبة إلا أمر فيها بالصدقة ونهى فيها عن المثلة "وهذا يقتضي سماعه منه لغير حديث العقيقة".

وقال الذهبي في "سير الأعلام"(4/ 567): قد صحّ سماعه في حديث العقيقة وفي حديث النهي عن المثلة من سمرة"

وقال فيه أيضا (4/ 588): قال قائل: إنما أعرض أهل الصحيح عن كثير مما يقول فيه الحسن: عن فلان، وإن كان مما قد ثبت لقيه فيه لفلان المعين لأنّ الحسن معروف بالتدليس ويدلس عن الضعفاء فيبقى في النفس من ذلك فإننا وإن ثبتنا سماعه من سمرة يجوز أن يكون لم يسمع فيه غالب النسخة التي عن سمرة"

قلت: قد صرّح الحسن بالتحديث من سمرة عند أبي علي الطوسي، لكن في السند إليه سفيان بن سعيد الجحدري وهو مختلف فيه.

وأمّا حديث أنس فله عنه طرق:

الأول: يرويه يزيد بن أبان الرقاشي عن أنس به مرفوعا.

أخرجه عبد الرزاق (5312)

عن عكرمة بن عمار اليمامي

وابن ماجه (1091)

عن إسماعيل بن مسلم المكي

وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1826) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 119) وابن عدي (3/ 993)

عن سفيان الثوري (1)

(1) هكذا رواه علي بن الجَعْد الجوهري عن سفيان عن يزيد عن أنس.

وخالفه غيره رووه عن سفيان عن الربيع بن صبيح عن يزيد عن أنس.

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1828) والغطريفي (18) من طريق يزيد بن أبي حكيم عن سفيان به. =

ص: 4991

وابن عدي (3/ 968)

عن درست بن زياد القشيري

كلهم عن الرقاشي به.

وهكذا رواه الربيع بن صَبيح البصري عن الرقاشي به.

أخرجه الطيالسي (ص 282) ومن طريقه البيهقي (1/ 296) ثنا الربيع به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 119) وابن عدي (3/ 993)

عن علي بن الجَعْد الجوهري

والبيهقي (1/ 296)

عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري

وعن حبان بن علي العَنَزي

ثلاثتهم عن الربيع بن صبيح عن الرقاشي به.

وإسناده ضعيف لضعف الرقاشي.

وأخرجه البزار (كشف 628)

عن يحيى بن أبي بكير الكرماني

والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 119)

عن يعقوب الحضرمي قالا: ثنا الربيع بن صبيح عن الحسن والرقاشي عن أنس به.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 306 - 307) من طريق السَّمَيدَع بن صبيح ثنا الربيع بن صبيح عن الحسن عن أنس به.

وهذا إسناد ضعيف أيضا، الربيع مختلف فيه، والحسن لم يذكر سماعا من أنس.

الثاني: يرويه حماد بن سلمة عن ثابت البُنَاني عن أنس به.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4522) عن عبدان بن محمد المروزي ثنا عثمان بن يحيى القرقساني ثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة به.

= قال ابن عدي: كذا حدّث علي بن الجعد عن الثوري عن يزيد عن أنس، ورواه جماعة من أصحاب

الثوري يزيد بن أبي حكيم وعبد الرزاق وغيرهما عن الثوري عن الربيع بن صبيح عن يزيد الرقاشي"

ص: 4992

ومؤمل بن إسماعيل سيئ الحفظ كثير الغلط، وعثمان بن يحيى أظنه المذكور في "ثقات ابن حبان"(8/ 455) والباقون ثقات.

الثالث: يرويه إبراهيم بن المهاجر الكوفي عن الحسن عن أنس به.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 119) وابن عدي (4/ 1417) من طريق الضحاك بن حُمرة الأُملوكي عن الحجاج بن أرطاة عن إبراهيم به (1).

وإسناده ضعيف، الضحاك بن حمرة وإبراهيم بن مهاجر مختلف فيهما والأكثر على تضعيفهما، والحجاج بن أرطاة مدلس وقد عنعن.

وأما حديث أبي سعيد فأخرجه البزار (كشف 630) والبيهقي (1/ 296) من طريق أسيد بن زيد الجمّال ثنا شريك عن عوف عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد مرفوعا "من توضأ يوم الجمعة الحديث.

قال البزار: لا نعلمه عن أبي سعيد إلا من هذا الوجه، وأسيد كوفي شديد التشيع احتمل حديثه أهل العلم"

وقال ابن معين: أسيد بن زيد كذاب، وقال النسائي: متروك، وقال الدارقطني: ضعيف الحديث.

وقال الساجي: سمعت أحمد بن يحيى الصوفي يحدث عنه بمناكير، ومن مناكيره حديثه عن شريك عن عوف عن أبي نضرة عن أبي سعيد حديث "من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت".

ولم ينفرد عوف به بل تابعه الجُريري عن أبي نضرة به.

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(10/ 87 و 16/ 213 - 214) ثنا عبد الوارث بن سفيان ثنا قاسم بن أصبغ ثنا إبراهيم بن عبد الرحيم ثنا صالح بن مالك ثنا الربيع بن بدر عن الجريري به.

وإسناده ضعيف جدا، الربيع بن بدر هو المعروف بِعُلَيلة وهو متروك كما قال النسائي والدارقطني وغيرهما.

وأما حديث جابر فله عنه طريقان:

الأول: يرويه أبان عن أبي نضرة عن جابر مرفوعا "من توضأ يوم الجمعة" الحديث.

(1) ومن هذا الطريق أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8268) لكن لم يذكر الحجاج بن أرطاة في إسناده.

ص: 4993

أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(1077) عن أبي داود عمر بن سعد الحَفَري عن سفيان الثوري عن أبان به.

ورواه عبد الرزاق (5313) عن الثوري عن رجل عن أبي نضرة به (1).

والرجل هو أبان وهو ابن أبي عياش وهو متروك.

الثاني: يرويه الأعمش عن أبي سفيان عن جابر به.

أخرجه البزار (كشف 629)

عن محمد بن الصلت الأسدي

والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 119) وابن البختري في "حديثه"(736) وابن عدي (5/ 1986)

عن عبيد بن إسحاق العطار

كلاهما عن قيس بن الربيع عن الأعمش به.

قال ابن عدي: لا أعلم يرويه غير عبيد بن إسحاق"

قلت: وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، لكنه لم ينفرد به بل تابعه محمد بن الصلت كما تقدم وهو ثقة، وقيس بن الربيع ضعفه الجمهور، والأعمش مدلس وقد عنعن، وأبو سفيان واسمه طلحة بن نافع مختلف فيه.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه البيهقي (1/ 295) عن الحاكم ثنا أبو أحمد محمد بن إسحاق الصفار العدل ثنا أحمد بن نصر ثنا عمرو بن طلحة القَنّاد ثنا أسباط بن نصر عن السُّدِّي عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "من توضأ فبها ونعمت ويجزى من الفريضة، ومن اغتسل فالغسل أفضل".

وقال: وهذا الحديث بهذا اللفظ غريب من هذا الوجه، وإنما يعرف من حديث الحسن وغيره"

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن عدي (3/ 1169) من طريق أبي بكر الهذلي عن الحسن وابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا "من أتى يوم الجمعة فتوضأ فبها ونعمت، ومن اغتسل فهو أفضل".

(1) وأخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص60) من طريق أبي حنيفة وشريك كلاهما عن أبان به.

ص: 4994

وأبو بكر الهذلي متروك كما قال الدارقطني وغيره.

وأما حديث عبد الرحمن بن سمرة فأخرجه الطيالسي (ص 192) وبحشل في "تاريخ واسط"(ص 158 - 159) والعقيلي (2/ 167) والطبراني في "الأوسط"(7761) والبيهقي (1/ 296) من طريق أبي حُرّة عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة مرفوعا "من توضأ في يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل".

قال البوصيري: إسناده حسن" إتحاف الخيرة 3/ 17

قلت: بل إسناده ضعيف، أبو حرة واسمه واصل بن عبد الرحمن مختلف فيه، وقد تكلموا في روايته عن الحسن.

قال البخاري: يتكلمون في روايته عن الحسن.

وقال عبد الله بن أحمد في "العلل": حدثني يحيى بن معين حدثني غُندر قال: وقف أبو حرة على حديث الحسن فقال: لم أسمعه من الحسن. قال غندر: فلم يقل في شيء منه أنّه سمعه إلا حديثا واحدا.

وقال ابن معين: حديثه عن الحسن ضعيف يقولون لم يسمعها من الحسن.

3577 -

حديث عائشة مرفوعا "من تولى إلى غير مواليه فليتبوأ مقعده من النار"

قال الحافظ: صححه ابن حبان" (1)

أخرجه ابن حبان (4327) عن الحسن بن سفيان النسوي ثنا صفوان بن صالح ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي ثني حِصْن عن أبي سلمة عن عائشة به مرفوعا.

وقال: حصن هذا: هو حصن بن عبد الرحمن التَّراغِمي من أهل دمشق"

قلت: هذا الإسناد فيه أمور:

الأول: صفوان بن صالح هو الدمشقي كان ممن يدلس تدليس التسوية ولم يذكر سماعا بين الوليد بن مسلم والأوزاعي.

الثاني: الوليد بن مسلم مشهور بالتدليس ولم يذكر سماعا من الأوزاعي، وقد ذكره الحافظ في "تعريف أهل التقديس" وجعله في المرتبة الرابعة وهي: من اتفق على أنّه لا يحتج بشيء من حديثهم إلا بما صرّحوا فيه بالسماع لكثرة تدليسهم عن الضعفاء والمجاهيل.

(1) 15/ 43 (كتاب الفرائض - باب إثم من تبرأ من مواليه)

ص: 4995

الثالث: حصن ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الدارقطني: يعتبر به، وقال أبو حاتم ويعقوب بن سفيان: لا أعلم أحدا روى عنه غير الأوزاعي، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله.

3578 -

"من جاء إلى الجمعة فليغتسل، وإن كان له طيب فليمسّ منه"

قال الحافظ: رواه عبيد بن السباق عن ابن عباس مرفوعاً، أخرجه ابن ماجه من رواية صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عبيد، وصالح ضعيف، وقد خالفه مالك فرواه عن الزهري عن عبيد بن السباق بمعناه مرسلاً، فإن كان صالح حفظ فيه ابن عباس احتمل أن يكون ذكره بعد ما نسيه أو عكس ذلك" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ هذا يوم جعله الله عيدا للمسلمين"

3579 -

"من جُرح جرحاً في سبيل الله أو نُكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت، لونها الزعفران وريحها المسك"

قال الحافظ: ولأصحاب السنن وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم من حديث معاذ بن جبل: فذكره" (2)

صحيح

أخرجه أبو داود (2541) وابن أبي عاصم في "الجهاد"(137 و 181) والبيهقي في "الشعب"(3946)

عن محمد بن المصفى الحمصي

وأبو داود (2541)

عن أبي مروان هشام بن خالد الدمشقي

قالا: ثنا بقية قال: ثنا ابن ثوبان قال: سمعت أبي يرده إلى مكحول إلى مالك بن يَخامر أنّ معاذ بن جبل حدثهم أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قاتل في سبيل الله فُوَاق ناقة فقد وجبت له الجنة، ومن سأل الله القتل من نفسه صادقا ثم مات أو قتل فإنّ له أجر شهيد، ومن جُرح جرحاً في سبيل الله أو نُكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت،

(1) 3/ 24 (كتاب الجمعة - باب الدهن للجمعة)

(2)

6/ 360 (كتاب الجهاد - باب من يجرح في سبيل الله)

ص: 4996

لونها لون الزعفران، وريحها ريح المسك، ومن خرج به خُرَاج في سبيل الله فإن عليه طابع الشهداء"

- ورواه غسان بن الربيع الموصلي عن ابن ثوبان واسمه عبد الرحمن بن ثابت واختلف عنه:

• فرواه الحسن (1) بن سعيد الموصلي عن غسان بن الربيع كرواية بقية.

أخرجه البيهقي (9/ 170)

• ورواه عبد الله (2) بن محمد بن عزيز الموصلي عن غسان بن الربيع ثنا ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن كثير بن مرة عن مالك بن يخامر عن معاذ.

فزاد فيه: كثير من مرة.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 105) وفي "مسند الشاميين"(189) عن عبد الله بن محمد بن عزيز به.

وهذا أصح.

وغسان بن الربيع ذكره ابن حبان في "الثقات"، واختلف فيه قول الدارقطني فمرة قال: صالح، ومرة قال: ضعيف.

ولم ينفرد به بل تابعه:

1 -

زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي عن ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن كثير بن مرة عن مالك بن يخامر قال: سمعت معاذا.

أخرجه أحمد (5/ 243 - 244) عن زيد بن يحيى به.

وأخرجه ابن حبان (3191 و 4618) من طريق العباس بن الوليد الخلال ثنا زيد بن يحيى به.

2 -

الوليد بن الوليد القلانسي.

أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(841)

وهذا أصح من حديث بقية.

(1) ترجمه الخطيب في "التاريخ" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

(2)

ترجمه الخطيب ووثقة.

ص: 4997

وكثير (1) بن مرة هو الحضرمي وهو ثقة كما قال ابن سعد وغيره.

ولم ينفرد به بل تابعه غير واحد عن مالك بن يخامر عن معاذ، منهم:

1 -

خالد بن مَعْدان الحمصي.

أخرجه أحمد (5/ 235) وابن أبي عاصم (136) والهيثم بن كليب (1346) والطبراني في "الكبير"(20/ 104) من طرق عن إسماعيل بن عياش عن بَحير بن سعد عن خالد بن معدان عن مالك بن يخامر عن معاذ مرفوعاً "من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة"

وإسناده صحيح رواته ثقات، وإسماعيل بن عياش روايته عن الشاميين صحيحة وهذه منها فإنّ بحير بن سعد حمصي.

ولم ينفرد به بل تابعه بقية بن الوليد عن بحير به.

أخرجه الدارمي (2399) عن نعيم بن حماد المروزي كَثنا بقية به.

ومن طريقه أخرجه أبو الفرج المقرى في "الأربعين في فضل الجهاد"(ص 28)

2 -

جبير بن نفير الحمصي.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 106) من طريقين عن هشام بن عمار ثنا محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع ثنا زيد بن واقد عن جبير بن نفير عن مالك بن يخامر أن معاذ بن جبل حدثهم: فذكر الحديث بتمامه.

وإسناده حسن رواته ثقات غير محمد بن عيسى وهو مختلف فيه. قواه ابن عدي وجماعة، وضعفه أبو حاتم، فهو حسن الحديث.

3 -

شريح بن عبيد الحمصي.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 105) وفي "مسند الشاميين"(1651) من طريق محمد بن إسماعيل بن عياش ثني أبي ثنا ضمضم بن زرعة عن شريح به.

ومحمد بن إسماعيل قال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئاً حملوه على أن يحدث فحدث.

(1) واختلف عنه، قال الطبراني في "مسند الشاميين" (678): ثنا أحمد بن عبد الله الأيادي ثنا يزيد بن قبيس ثنا الجراح بن مليح عن أرطأة بن المنذر وإبراهيم بن ذي حماية عن كثير بن مرة أنّ معاذ بن جبل حدثهم، لم يذكر مالك بن يخامر.

ص: 4998

وقال أبو داود: لم يكن بذاك قد رأيته ودخلت حمص غير مرة وهو جي وسألت عمرو بن عثمان عنه فذمه.

4 -

سليمان بن موسى الدمشقي الأشْدَق.

أخرجه عبد الرزاق (9534) عن ابن جريج عن سليمان بن موسى ثنا مالك بن يخامر أنّ معاذا حدثهم: فذكر الحديث بتمامه.

وأخرجه أحمد (5/ 230 - 231) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه العسكري في "التصحيفات"(1/ 142) من طريق حنبل بن إسحاق الشيباني ثنا أحمد بن حنبل به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(20/ 104 - 105)

عن إسحاق بن إبراهيم الدبري

والبيهقي (9/ 170)

عن أحمد بن منصور الرمادي

كلاهما عن عبد الرزاق به.

وأخرجه أحمد (5/ 244) والترمذي (1)(1654 و 1657) والحاكم (2)(2/ 77) والبيهقي في "الشعب"(3944) وشمس الدين المقدسي في "فضل الجهاد"(25)

عن رَوح بن عبادة البصري

وأحمد (5/ 244)

عن محمد بن جعفر غُندر

والنسائي (6/ 22) وفي "الكبرى"(4349) والهيثم بن كليب (1345) والبيهقي (9/ 170)

(1) وقال: هذا حديث حسن صحيح"

(2)

وقال: صحيح على شرط مسلم"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل هو منقطع فلعله من الناسخ"

قلت: لا انقطاع فقد صرّح سليمان بن موسى بالتحديث من مالك بن يخامر، وهذا يرد قول ابن معين: سليمان بن موسى عن مالك بن يخامر مرسل.

ص: 4999

عن حجاج بن محمد الأعور

ثلاثتهم عن ابن جريج ثنا سليمان بن موسى به.

- ورواه أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن ابن جريج واختلف عنه:

• فرواه عبد بن حميد (119) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 312) عن أبي عاصم مرفوعاً.

وأخرجه ابن ماجه (2792) عن بشر بن آدم بن يزيد البصري عن أبي عاصم به.

• ورواه علي بن الحسن الهلالي عن أبي عاصم فأوقفه على معاذ.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(3945)

والأول أصح.

واختلف فيه على ابن جريج، فرواه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن عبد الله بن مالك بن يخامر عن أبيه عن معاذ.

أخرجه أبو يعلى كما في "النكت الظراف"(8/ 414) وعنه ابن حبان (3185) قال: ثنا محمد (1) بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي ثنا أبو إسحاق الفزاري به.

وأخرجه البيهقي (9/ 170) من طريق أحمد بن علي الخزاز ثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي به.

قال الحافظ: وأما قول المزي: وفي رواية حجاج بن محمد عن ابن جريج عن سليمان بن موسى "حدثنا مالك بن يخامر"، فهو كما قال، فيحتمل أن تكون رواية أبي إسحاق من المزيد، أو أنّ سليمان سمعه من مالك وثبت فيه عبد الله بن مالك عن أبيه كنظائره"

3580 -

"من جرد ظهر مسلم بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني من حديث أبي أمامة وفي سنده أيضاً مقال" (2)

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير"(7536) وفي "الأوسط"(2360) عن إبراهيم بن

(1) هو محمد بن عبد الرحمن بن حكيم بن سهم.

(2)

15/ 91 (كتاب الحدود - باب ظهر المؤمن حمى)

ص: 5000

محمد بن عرق الحمصي ثنا محمد بن صدقة الجبلاني ثنا اليمان بن عدي عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة به مرفوعاً.

وقال: لم يروه عن محمد بن زياد إلا اليمان"

قلت: وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وشيخ الطبراني ذكره الذهبي في "الميزان" وقال: شيخ للطبراني غير معتمد.

والجبلاني لا بأس به كما قال النسائي ومسلمة، والألهاني ثقة كما قال أحمد وغيره.

3581 -

"من جلس في مجلس وكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا الله، أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك"

قال الحافظ: وقد ورد في حديث أبي هريرة في ختم المجلس ما أخرجه الترمذي في "الجامع" والنسائي في "اليوم والليلة"، وابن حبان في "صحيحه"، والطبراني في "الدعاء"، والحاكم في "المستدرك"، كلهم من رواية حجاج بن محمد عن ابن جريج عن موسى بن عقبة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

هذا لفظ الترمذي، وقال: حسن صحيح غريب لا نعرفه من حديث سهيل إلا من هذا الوجه، وفي الباب عن أبي برزة وعائشة.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم إلا أنّ البخاري أعله برواية وهيب عن موسى بن عقبة عن سهيل عن أبيه عن كعب الأحبار" كذا قال في "المستدرك" ووهم في ذلك فليس في هذا السند ذكر لوالد سهيل ولا كعب، والصواب عن سهيل عن عون، وكذا ذكره على الصواب في "علوم الحديث" فإنه ساقه فيه من طريق البخاري عن محمد بن سلام عن مخلد بن يزيد عن ابن جريج بسنده، ثم قال: قال البخاري: هذا حديث مليح ولا أعلم في الدنيا في هذا الباب غير هذا الحديث إلا أنه معلول: حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا وهيب: حدثنا موسى بن عقبة، عن عون بن عبد الله: قوله. قال البخاري: هذا أولى فإنا لا نذكر لموسى بن عقبة سماعا من سهيل، انتهى.

وأخرجه البيهقي في "المدخل" عن الحاكم بسنده المذكور في "علوم الحديث" عن البخاري فقال: عن أحمد بن حنبل ويحيى بن معين كلاهما عن حجاج بن محمد، وساق كلام البخاري لكن قال: لا أعلم بهذا الإسناد في الدنيا غير هذا الحديث إلا أنه معلول، وقوله: لا أعلم بهذا الإسناد في الدنيا هو المنقول عن البخاري، لا قوله: لا أعلم في الدنيا في هذا الباب، فإنّ في الباب عدة أحاديث لا تخفى على البخاري. وقد ساق الخليلي في

ص: 5001

"الإرشاد" هذه القصة عن غير الحاكم، وذكر فيها أن مسلما قال للبخاري: أتعرف بهذا الإسناد في الدنيا حديثا غير هذا؟ فقال: لا، إلا أنه معلول. ثم ذكره عن موسى بن إسماعيل عن وهيب عن موسى بن عقبة عن عون بن عبد الله قوله. وهو موافق لما في "علوم الحديث" في سند التعليل لا في قوله: في هذا الباب، فهو موافق لرواية البيهقي في قوله: بهذا الإسناد، وكأنّ الحاكم وهم في هذه اللفظة وهي قوله: في هذا الباب، وإنما هي بهذا الإسناد. وهو كما قال، لأنّ هذا الإسناد وهو ابن جريج عن موسى بن عقبة عن سهيل لا يوجد إلا في هذا المتن، ولهذا قال البخاري: لا أعلم لموسى سماعا من سهيل، يعني أنه إذا لم يكن معروفا بالأخذ عنه وجاءت عنه رواية خالف راويها وهو ابن جريج من هو أكثر ملازمة لموسى بن عقبة منه رجحت رواية الملازم فهذا يوجبه تعليل البخاري، وأما من صححه فإنه لا يرى هذا الاختلاف علة قادحة بل يجوز أنه عند موسى بن عقبة على الوجهين.

وقد سبق البخاري إلى تعليل هذه الرواية أحمد بن حنبل، فذكر الدارقطني في "العلل" عنه أنه قال: حديث ابن جريج وهم، والصحيح قول وهيب عن سهيل عن عون بن عبد الله. قال الدارقطني: والقول قول أحمد.

وعلى ذلك جرى أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان، قال ابن أبي حاتم في "العلل": سألت أبي وأبا زرعة عن هذا الحديث فقالا: هذا خطأ، رواه وهيب عن سهيل عن عون بن عبد الله موقوفاً، وهذا أصح. قال أبو حاتم: يحتمل أن يكون الوهم من ابن جريج، ويحتمل أن يكون من سهيل، انتهي.

وقد وجدناه من رواية أربعة عن سهيل غير موسى بن عقبة، ففي "الأفراد" للدارقطني من طريق عاصم بن عمرو وسليمان بن بلال. وفي "الذكر" لجعفر الفريابي من طريق إسماعيل بن عياش، وفي "الدعاء" للطبراني من طريق محمد بن أبي حميد أربعتهم عن سهيل، والراوي عن عاصم وسليمان هو الواقدي وهو ضعيف وكذا محمد بن أبي حميد، وأما إسماعيل فإنّ روايته عن غير الشاميين ضعيفة وهذا منها. وقد قال أبو حاتم: هذه الرواية ما أدري ما هي ولا أعلم روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في شيء من طريق أبي هريرة إلا من رواية موسى عن سهيل، انتهى.

وقد أخرجه أبو داود في "السنن"، وابن حبان في "صحيحه"، والطبراني في "الدعاء" من طريق ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن عبد الرحمن بن أبي عمرو عن سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعاً. وعن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن سعيد المقبري عن عبد الله بن عمرو موقوفاً.

ص: 5002

وذكر شيخنا شيخ الإسلام أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي الحافظ في النكت التي جمعها على "علوم الحديث" لابن الصلاح أنّ هذا الحديث ورد من رواية جماعة من الصحابة عدتهم سبعة زائدة على من ذكر الترمذي، وأحال ببيان ذلك على تخريجه لأحاديث الإحياء.

وقد تتبعت طرقه فوجدته من رواية خمسة آخرين فكملوا خمسة عشر نفسا ومعهم صحابي فلم أضفه إلى العدد لاحتمال أن يكون أحدهم، وقد خرَّجت طرقه فيما كتبته على "علوم الحديث" وأذكره هنا ملخصا، وهم: عبد الله بن عمرو بن العاص وحديثه عند الطبراني في "المعجم الكبير"، أخرجه موقوفاً، وعند أبي داود، أخرجه موقوفاً كما تقدم التنبيه عليه. وأبو برزة الأسلمي وحديثه عند أبي داود والنسائي والدارمي وسنده قوي، وجبير بن مطعم وحديثه عند النسائي وابن أبي عاصم ورجاله ثقات. والزبير بن العوام وحديثه عند الطبراني في "المعجم الصغير"، وسنده ضعيف. وعبد الله بن مسعود وحديثه عند ابن عدي في "الكامل" وسنده ضعيف. والسائب بن يزيد وحديثه عند الطحاوي في "مشكل الآثار" والطبراني في "الكبير" وسنده صحيح. وأنس بن مالك وحديثه عند الطحاوي والطبراني وسنده ضعيف. وعائشة وحديثها عند النسائي وسنده قوي، وأبو سعيد الخدري وحديثه في "كتاب الذكر" لجعفر الفريابي وسنده صحيح إلا أنه لم يصرح برفعه. وأبو أمامة وحديثه عند أبي يعلى وابن السني وسنده ضعيف. ورافع بن خديج وحديثه عند الحاكم والطبراني في "الصغير" ورجاله موثقون إلا أنه اختلف على راويه في سنده. وأبي بن كعب ذكره أبو موسى المديني ولم أقف على سنده. ومعاوية ذكره أبو موسى أيضًا وأشار إلى أنه وقع في بعض رواته تصحيف. وأبو أيوب الأنصاري وحديثه في "الذكر" للفريابي أيضًا وفي سنده ضعف يسير، وعلي بن أبي طالب وحديثه عند أبي علي بن الأشعث في "السنن المروية عن أهل البيت" وسنده واه، وعبد الله بن عمر وحديثه في الدعوات من مستدرك الحاكم، وحديث رجل من الصحابة لم يسم، أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" من طريق أبي معشر زياد بن كليب، قال: حدثنا رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه، ورجاله ثقات، ووقع لي مع ذلك من مراسيل جماعة من التابعين منهم الشعبي (1)، وروايته عند جعفر الفريابي في "الذكر". ويزيد الفقير وروايته في "الكنى" لأبي بشر الدولابي، وجعفر أبو سلمة وروايته في "الكنى" للنسائي، ومجاهد (2) وعطاء (3) ويحيى بن جعدة (4) ورواياتهم في

(1) هو عن الشعبي قوله (النكت على كتاب ابن الصلاح 2/ 740)

(2)

هو عن مجاهد قوله (النكت 2/ 741)

(3)

هو عن عطاء قوله (النكت 2/ 742)

(4)

هو عن يحيى بن جعدة قوله (مصنف ابن أبي شيبة 10/ 257، النكت 2/ 742)

ص: 5003

زيادات "البر والصلة" للحسين بن الحسن المروزي، وحسان بن عطية (1) وحديثه في ترجمته في "الحلية" لأبي نعيم. وأسانيد هذه المراسيل جياد. وفي بعض هذا ما يدل على أنّ للحديث أصلًا وقد استوعبت طرقها وبينت اختلاف أسانيدها وألفاظ متونها فيما علقته على "علوم الحديث" لابن الصلاح في الكلام على الحديث المعلول، ورأيت ختم هذا الفتح بطريق من طرق هذا الحديث مناسبة للختم أسوقها بالسند المتصل العالي بالسماع والإجازة إلى منتهاه.

قرأت على الشيخ الإمام العدل المسند المكثر الفقيه شهاب الدين أبي العباس أحمد بن الحسن بن محمد بن محمد بن زكريا القدسي الزينبي بمنزله ظاهر القاهرة: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن عبد العزيز بن عيسى بن أبي بكر الأيوبي: أنبأنا إسماعيل بن عبد المنعم بن الخيمي: أنبأنا أبو بكر بن عبد العزيز أحمد بن باقا: أنبأنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر: أنبأنا عبد الرحمن بن حمد.

وقرأته عاليا على الشيخ الإمام المقرئ المفتي العلامة أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد المؤمن بن كامل، عن أيوب بن نعمة النابلسي سماعا عليه: أنبأنا إسماعيل بن أحمد العراقي، عن عبد الرزاق بن إسماعيل القومسي: أنبأنا عبد الرحمن بن حمد الدوني: أنبأنا أبو نصر أحمد بن الحسين الكسار: أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق الحافظ المعروف بابن السني: أنبأنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي: أنبأنا محمد بن إسحاق هو الصغاني: حدثنا أبو سلمة منصور بن سلمة الخزاعي: حدثنا خلاد بن سليمان هو الحضرمي، عن خالد بن أبي عمران، عن عروة، عن عائشة قالت:"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس مجلسا أو صلى تكلم بكلمات، فسألته عن ذلك فقال: إن تكلم بكلام خير كان طابعا عليه. يعني خاتما عليه، إلى يوم القيامة. وإن تكلم بغير ذلك كانت كفارة له: سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك" والله أعلم والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته والتابعين لهم بإحسان، وسلم تسليما كثيرا" (2)

صحيح

ورد ختم المجلس من حديث أبي هريرة ومن حديث أبي برزة الأسلمي ومن حديث رافع بن خديج ومن حديث جبير بن مطعم ومن حديث الزبير بن العوام ومن حديث ابن

(1) هو عن حسان بن عطية قوله (النكت 2/ 743)

(2)

17/ 331 - 333 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأنبياء: 47])

ص: 5004

مسعود ومن حديث السائب بن يزيد ومن حديث أنس ومن حديث عائشة ومن حديث أبي أمامة ومن حديث علي ومن حديث ابن عمر ومن حديث ابن عمرو ومن حديث صحابي لم يسم ومن حديث تميم الداري ومن حديث يزيد الفقير مرسلاً ومن حديث جعفر أبي سلمة مرسلاً

فأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:

الأول: يرويه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة.

ورواه عن سهيل غير واحد، منهم:

1 -

إسماعيل بن عياش.

أخرجه أحمد (2/ 369) عن الهيثم بن خارجة المَرُّوذي

والفريابي في "الذكر"(النكت على كتاب ابن الصلاح 2/ 722) عن هشام بن عمار الدمشقي

قالا: ثنا إسماعيل بن عياش عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "كفارة المجالس أن يقول العبد: سبحانك اللهم وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك"

وإسناده ضعيف لأنّ إسماعيل بن عياش روايته عن غير الشاميين ضعيفة، وهذه منها فإنّ سهيلا مدني.

2 -

محمد بن أبي حميد المدني.

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(1913) من طريق ابن وهب ثني محمد بن أبي حميد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "ما من قوم يجلسون فيفيضون فيما شاء الله عز وجل أن يفيضوا فيه ثم يقول قائلهم قبل أن يتفرقوا: سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك. إلا غفر لهم كل شيء أحدثوا فيه، ثم طبع لهم طابع حتى يلقاهم يوم القيامة"

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن أبي حميد.

3 -

عاصم بن عمرو بن حفص.

4 -

سليمان بن بلال المدني.

أخرجه الدارقطني في "الأفراد"(النكت 2/ 722) من طريق الواقدي ثنا عاصم بن عمرو وسليمان بن بلال عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة به.

ص: 5005

والواقدي متروك الحديث.

- ورواه موسى بن عقبة المدني واختلف عنه:

• فقال ابن جريج: أخبرني موسى بن عقبة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك. إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك"

أخرجه أحمد (2/ 494 - 495) والبخاري في "الكبير"(2/ 2/ 105) وسمويه في "فوائده"(النكت 2/ 725) والترمذي (3433) والنسائي في "اليوم والليلة"(397) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 289) وعثمان السمرقندي في "الفوائد"(83) وابن حبان (594) والطبراني في "الأوسط"(77 و 6580) وفي "الدعاء"(1914) وابن السني في "اليوم والليلة"(447) والدسكري في "فوائده"(النكت 2/ 725) وابن جميع في "معجمه"(ص 239 - 240) والحاكم (1/ 536 - 537) وتمام (1715) والبيهقي في "الشعب"(619) والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي"(1401) والبغوي في "شرح السنة"(1340) والذهبي في "سير الأعلام"(6/ 335) وفي "معجم الشيوخ"(1/ 182) من طرق عن ابن جريج به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه، لا نعرفه من حديث سهيل إلا من هذا الوجه"

وقال الحاكم: هذا الإسناد صحيح على شرط مسلم إلا أنّ البخاري قد علّله بحديث وهيب عن موسى بن عقبة عن سهيل عن أبيه عن كعب الأحبار من قوله" (1)

وقال الذهبي: هذا حديث صحيح غريب"

• وقال وهيب بن خالد البصري: ثنا موسى بن عقبة عن عون بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كفارة المجلس"

أخرجه الخليلي في "الإرشاد"(3/ 959 - 961) عن أبي محمد الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي في كتابه أنا أبو حامد (2) الأعمشي الحافظ قال: كنا عند محمد بن

(1) وتعقبه الحافظ في "النكت"(2/ 718) فقال: وهذا الذي ذكره لا وجود له عن البخاري، وإنما الذي أعله البخاري في جميع طرق هذه الحكاية ما رواه وهيب عن سهيل عن عون بن عبد الله لا ذكر لكعب فيه البتة، وبذك أعله أحمد بن حنبل وأبو حاتم وأبو زرعة"

(2)

اسمه أحمد بن حمدون القصار.

ص: 5006

إسماعيل البخاري بنيسابور فقرأ عليه إنسان حديث حجاج بن محمد عن ابن جريج عن موسى بن عقبة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "كفارة المجلس" فقال له مسلم بن الحجاج: في الدنيا أحسن من هذا الحديث: ابن جريج عن موسى بن عقبة عن سهيل، يعرف بهذا الإسناد حديث في الدنيا؟ فقال محمد بن إسماعيل: إلا أنه معلول.

قال مسلم: لا إله إلا الله -وارتعد- أخبرني به؟

قال: استر ما ستر الله. هذا حديث جليل. روى عن حجاج بن محمد الخلق عن ابن جريج.

فألحّ عليه، وقبل رأسه، وكاد أن يبكي. فقال: اكتب إن كان ولا بد: حدثنا موسى بن إسماعيل ثنا وهيب ثنا موسى بن عقبة عن عون بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كفارة المجلس"

وأخرجه الحاكم في "تاريخ نيسابور"(هدي الساري 2/ 261) عن أبي محمد المخلدي.

وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد"(2/ 28 - 29) من طريق الحسن بن أحمد الزنجوي سمعت أحمد بن حمدون الحافظ يقول: فذكره.

ورواه أبو نصر أحمد بن محمد الوراق عن أحمد بن حمدون بغير هذا السياق.

قال أحمد بن حمدون: سمعت مسلم بن الحجاج وجاء إلى محمد بن إسماعيل البخاري فقبّل بين عينيه وقال: دعني حتى أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله، حدثك محمد بن سلام قال: ثنا مخلد بن يزيد الحرّاني أنا ابن جريج عن موسى بن عقبة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في كفارة المجلس فما علته؟ قال محمد بن إسماعيل: هذا حديث مليح ولا أعلم في الدنيا في هذا الباب غير هذا الحديث، إلا أنه معلول، حدثنا (1) به موسى بن إسماعيل ثنا وهيب ثنا سهيل عن عون بن عبد الله قوله.

قال محمد بن إسماعيل: هذا أولى فإنه لا يذكر لموسى بن عقبة سماعا من سهيل.

أخرجه الحاكم في "علوم الحديث"(ص 113 - 114) عن أبي نصر الوراق به.

(1) وأخرجه في "الكبير"(2/ 2/ 105) عن موسى بن إسماعيل به.

وقال: ولم يذكر موسى بن عقبة سماعا من سهيل، وحديث وهيب أولي"

ص: 5007

وأخرجه الخطيب في "التاريخ"(13/ 102 - 103) عن أبي بكر المنكدري ثنا الحاكم به.

وأخرجه البيهقي في "المدخل"(النكت 2/ 718 - 719 وهدي الساري 2/ 261) عن الحاكم قال: سمعت أبا نصر الوراق فذكر الحكاية إلى قوله: في كفارة المجلس، وزاد: فقال البخاري: وحدثنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين قالا: ثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج ثني موسى بن عقبة وساق الحديث، ثم قال: قال محمد بن إسماعيل: هذا حديث مليح ولا أعلم بهذا الإسناد في الدنيا غير هذا إلا أنه معلول وذكر باقي الحكاية.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه"(النكت 2/ 718) عن أبي المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي النيسابوري عن البيهقي به.

وذكر الحافظ هنا وفي "النكت" وفي "الهدي" أنّ الصواب عن البخاري قوله: بهذا الإسناد، وأنّ قوله: في هذا الباب، وهم من الحاكم.

وقال في "الهدي": ولا يتصور وقوع هذا من البخاري مع معرفته بما في الباب من الأحاديث، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب".

وصوب غير واحد رواية وهيب هذه، منهم:

1 -

أحمد بن حنبل.

قال: حدّث به ابن جريج عن موسى بن عقبة وفيه وهم، والصحيح قول وهيب، وأخشى أن يكون ابن جريج دلّسه عن موسى بن عقبة أخذه من بعض الضعفاء عنه" علل الدارقطني 8/ 204

2و3 - أبو حاتم وأبو زرعة.

قال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن حديث ابن جريج عن موسى بن عقبة هذا، فقالا: هذا خطأ، رواه وهيب عن سهيل عن عون بن عبد الله موقوف، وهذا أصح.

قلت لأبي: الوهم ممن هو؟ قال: يحتمل أن يكون الوهم من ابن جريج، ويحتمل أن يكون من سهيل، وأخشى أن يكون ابن جريج دلس هذا الحديث عن موسى بن عقبة ولم يسمعه من موسى أخذه من بعض الضعفاء.

قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي مرة أخرى يقول: لا أعلم روى هذا الحديث عن سهيل أحد إلا ما يرويه ابن جريج عن موسى بن عقبة، ولم يذكر ابن جريج فيه الخبر فأخشى أن يكون أخذه عن إبراهيم بن أبي يحيى إذ لم يروه أصحاب سهيل" العلل 2/ 195 - 196

ص: 5008

قلت: قد صرّح ابن جريج بالتحديث من موسى بن عقبة عند سمويه والطبراني في "الأوسط"، وصرّح بالإخبار من موسى عند أحمد والترمذي والنسائي والطحاوي وابن السني والدسكري وابن جميع والحاكم والبيهقي والخطيب وتمام فانتفت بذلك تهمة تدليسه.

قال الحافظ: وبقي ما خشيه أبو حاتم من وهم سهيل فيه، وذلك أن سهيلا كان قد أصابته علة نسي من أجلها بعض حديثه، ولأجل هذا قال فيه أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به.

فإذا اختلف عليه ثقتان في إسناد واحد أحدهما أعرف بحديثه وهو وهيب من الآخر وهو موسى بن عقبة قوي الظن بترجيح رواية وهيب، لاحتمال أن يكون عند تحديثه لموسى بن عقبة لم يستحضره كما ينبغي وسلك فيه العبادة فقال: عن أبيه عن أبي هريرة كما هي العادة في أكثر أحاديثه، ولهذا قال البخاري في تعليله: لا نعلم لموسى سماعا من سهيل" النكت 2/ 725 - 726

4 -

الدارقطني.

قال في "العلل"(8/ 204): والقول كما قال أحمد"

الثاني: يرويه عمرو بن الحارث المصري ثني عبد الرحمن بن أبي عمرو عن المَقْبُري عن أبي هريرة.

أخرجه أبو داود (4858) وابن حبان (593) والطبراني في "الدعاء"(1915) والمزي (7/ 317) من طرق عن عبد الله بن وهب أني عمرو بن الحارث به.

ورواته ثقات غير عبد الرحمن بن أبي عمرو ذكره الذهبي في "الميزان" فقال: له ما ينكر، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.

وأما حديث أبي برزة فيرويه أبو العالية رُفيع الرياحي واختلف عنه:

- فقال حجاج بن دينار الواسطي: عن أبي هاشم الواسطي عن أبي العالية عن أبي برزة قال: لما كان بأخرة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في المجلس فأراد أن يقوم قال "سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك" فقالوا: يا رسول الله، إنك لتقول الآن كلاما ما كنت تقوله فيما خلا، فقال "هذا كفارة لما يكون في المجلس"

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 256) وأحمد (1)(4/ 420 و 425) والدارمي (2661)

(1) سقط من إسناده في الموضع الأول: عن أبي العالية.

ص: 5009

وأبو داود (4859) والبزار (3848) والنسائي في "اليوم والليلة"(426) والروياني (1309) وأبو يعلى (7426) والطبراني في "الدعاء"(1917) والحاكم (1/ 537) وأبو نعيم في "الصحابة"(6419) وابن بشران (687 و 1077) والبيهقي في "الآداب"(342) والخطيب في "الفقيه"(949) وفي "الجامع"(1402) والشجري (1/ 245) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(1483) من طرق عن حجاج بن دينار به.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه روي عن أبي برزة إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"

قلت: وهو إسناد صحيح.

- وقال الربيع بن أنس البكري: عن أبي العالية عن رافع بن خَديج قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بأخرة إذا اجتمع إليه أصحابه فأراد أن ينهض قال "سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، عملت سوءا، وظلمت نفسي، فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" فقلنا: يا رسول الله، إنّ هذه كلمات أحدثتهن، قال "أجل، جاءني جبريل عليه السلام فقال: يا محمد هن كفارات المجلس"

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(427) عن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد البغدادي ثنا يونس بن محمد ثنا مصعب بن حيان أخو مقاتل بن حيان عن مقاتل بن حيان عن الربيع بن أنس به.

وأخرجه المزي (28/ 23) من طريق ابن أبي عاصم ثنا عبيد الله بن سعد به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4445) وفي "الأوسط"(4464) وفي "الصغير"(620) وفي "الدعاء"(1918) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(765) والمزي (28/ 23) من طريق علي بن المديني ثنا يونس بن محمد به.

ورواه محمد بن عبيد الله بن أبي داود المنادي عن يونس بن محمد المؤدب فلم يذكر مقاتل بن حيان.

أخرجه الحاكم (1/ 537)

والأول أصح.

قال الطبراني: لم يروه عن أبي العالية عن رافع إلا مقاتل، ولا عن مقاتل إلا أخوه مصعب، تفرد به يونس بن محمد"

وقال المنذري: إسناده جيد" الترغيب 2/ 412

ص: 5010

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 10/ 141

وقال العراقي: إسناده حسن" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 2/ 88

قلت: مصعب بن حيان ذكره ابن حبان في "الثقات"، والربيع بن أنس صدوق، والباقون ثقات.

- ورواه زياد بن حصين الحنظلي عن أبي العالية واختلف عنه:

• فرواه عاصم بن سليمان الأحول عن زياد بن حصين عن أبي العالية قوله.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(429) من طريق يزيد بن هارون الواسطي أنا عاصم به (1).

• ورواه منصور بن المعتمر عن فضيل بن عمرو الفُقيمي عن زياد بن حصين عن أبي العالية عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 256 - 257) عن جرير بن عبد الحميد الضبي عن منصور به.

وأخرجه النسائي (428 مكرر) من طريق إسرائيل بن يونس عن منصور به.

• ورواه سفيان الثوري عن منصور بن المعتمر واختلف عنه:

فرواه يزيد بن هارون عن سفيان عن منصور عن زياد بن حصين عن أبي العالية مرسلاً.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(428)

ورواه أبو داود عمر بن سعد الحَفَري عن سفيان عن منصور عن فضيل بن عمرو عن زياد بن حصين عن أبي العالية مرسلاً.

أخرجه النسائي (430)

ورواه أبو نعيم الفضل بن دُكين عن سفيان عن منصور عن فضيل بن عمرو عن أبي العالية مرسلاً.

أخرجه ابن عمشليق في "جزئه"(31)

(1) ورواه أبو عوانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن عاصم عن زياد عن أبي العالية عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

أخرجه ابن بشران (1574)

ص: 5011

قال ابن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه حجاج بن دينار عن أبي هاشم عن أبي العالية عن أبي برزة مرفوعاً في كفارة المجلس، ورواه مصعب بن حيان عن مقاتل بن حيان عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن رافع بن خديج مرفوعاً، ورواه منصور عن فضيل بن عمرو عن زياد بن حصين عن أبي العالية مرسلاً، فقال أبي: حديث منصور أشبه، لأنّ حديث أبي هاشم رواه حجاج بن دينار عن أبي هاشم، وحجاج ليس بالقوي، وحديث الربيع بن أنس دونه مصعب بن حيان عن مقاتل بن حيان عن الربيع.

وقال أبو زرعة: حديث منصور أشبه، لأنّ الثوري رواه وهو أحفظهم" العلل 2/ 188

وقال الدارقطني: المرسل أصح" العلل 6/ 311

وأما حديث جبير بن مطعم فيرويه نافع بن جبير بن مطعم واختلف عنه:

- فرواه داود بن قيس الفراء عن نافع بن جبير واختلف عنه:

• قال عبد العزيز بن عبد الله الأويسي وأحمد بن الحسين اللهبي: ثنا داود بن قيس عن نافع بن جبير عن أبيه مرفوعاً "من قال سبحان الله وبحمده، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، فقالها في مجلس ذكر كانت كالطابع يطبع عليه، ومن قالها في مجلس لغو كانت كفارة له"

أخرجه الحاكم (1/ 537)

وقال: صحيح على شرط مسلم"

قلت: لم يخرج مسلم للأويسي ولا للهبي في الصحيح شيئاً، ولم يخرج رواية داود بن قيس عن نافع بن جبير.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1587) وأبو نعيم في "الصحابة"(1458) والخطيب في "الجامع"(1403) وعبد الغني المقدسي في "الدعاء"(107) من طريق خالد بن يزيد العمري ثنا داود بن قيس به.

• ورواه سفيان بن عيينة واختلف عنه:

فرواه عبد الجبار بن العلاء العطار البصري عن سفيان واختلف عنه:

قال العباس بن حمدان الحنفي: ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان ثني ابن عجلان عن مسلم بن أبي مريم عن نافع بن جبير عن أبيه.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(1586) وعنه أبو نعيم في "الصحابة"(1459)

ص: 5012

وتابعه إسحاق بن أحمد الخزاعي المكي ثنا عبد الجبار بن العلاء به.

وقال زكريا بن يحيى السِّجْزي ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان ثنا ابن عجلان عن مسلم وداود بن قيس عن نافع بن جبير عن أبيه.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(424)

ورواه محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني عن سفيان عن ابن عجلان عن مسلم بن أبي حرة عن نافع بن جبير مرسلاً.

قال سفيان: وحدثني داود بن قيس الفراء عن نافع بن جبير مثله.

أخرجه النسائي (425) عن زكريا بن يحيى السجزي عن ابن أبي عمر به (1).

ورواه الحميدي عن سفيان عن داود بن قيس عن نافع بن جبير مرسلاً.

أخرجه السرقسطي في "الغريب"(1/ 277)

- ورواه إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير المدني عن داود بن قيس عن نافع بن جبير مرسلاً.

أخرجه علي بن حجر في "فوائده"(النكت 2/ 736)

وهذا أصح.

وأما حديث الزبير بن العوام فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6912) و"الصغير"(970) عن محمد بن علي بن حبيب الطرائفي الرقي ثنا محمد بن يحيى الكلبي الحراني ثنا الحسن بن محمد بن أعين قال: كتب إليّ محمد بن سلمة النصيبي يذكر أنّ عبد العزيز بن صهيب حدثه عن خباب مولى الزبير عن الزبير قال: قلنا: يا رسول الله، إذا قمنا من عندك أخذنا في أحاديث الجاهلية، فقال "إذا جلستم تلك المجالس التي تخافون منها على أنفسكم فقولوا عند مقامكم: سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، يُكَفَّر عنكم ما أصبتم فيها"

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن الزبير إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن يحيى الكلبي"

وقال أيضاً: تفرد به محمد بن علي الطرائفي"

(1) انظر "تحفة الأشراف"(2/ 417)

ص: 5013

وقال أبو نعيم: تفرد به الكلبي"

قلت: وثقه النسائي وغيره (تهذيب الكمال 27/ 9) والطرائفي والنصيبي وخباب لم أر من ترجمهم، والحسن بن محمد وعبد العزيز بن صهيب ثقتان.

وأما حديث ابن مسعود فيرويه عطاء بن السائب واختلف عنه:

- فقال أبو النضر يحيى بن كثير البصري: ثنا عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود مرفوعاً "كفارة المجلس أن يقول العبد: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا الله، أستغفرك وأتوب إليك"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(10333) وابن عدي (7/ 2696)

ويحيى بن كثير قال النسائي: ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك الحديث.

وتابعه عبيد بن عمرو الحنفي عن عطاء بن السائب به.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1249)

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن عطاء إلا عبيد بن عمرو وأبو النضر يحيى بن كثير"

قلت: وعبيد بن عمرو ضعفه الدارقطني، ووثقه ابن حبان.

- ورواه خالد بن عبد الله الطحان عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن مسعود موقوفاً.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الذكر"(النكت 2/ 730)

وعطاء بن السائب صدوق اختلط بأخرة، وسماع خالد الطحان منه بعد اختلاطه.

وأما حديث السائب بن يزيد فأخرجه أحمد (3/ 450) وسمويه في "فوائده"(النكت 2/ 731) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 289) والطبراني في "الكبير"(6673) من طرق عن الليث بن سعد ثني يزيد بن الهاد عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ما من إنسان يكون في مجلس فيقول حين يريد أن يقوم: سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ما كان في ذلك المجلس"

قال يزيد بن الهاد: فحدثت هذا الحديث يزيد بن خُصيفة قال: هكذا حدثني السائب بن يزيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 10/ 141

ص: 5014

وقال الحافظ: رجاله ثقات أثبات، والسائب قد صح سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم، فالحديث صحيح" النكت 2/ 732

قلت: وهو كما قالا.

وأما حديث أنس فأخرجه سمويه في "فوائده"(النكت 2/ 732) والبزار (كشف 3123) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 289) والعقيلي (3/ 217) والطبراني في "الأوسط"(5910) وفي "الدعاء"(1916) وابن عدي (5/ 1811) والخطيب في "التاريخ"(11/ 278) من طرق عن عثمان بن مطر الشيباني عن ثابت البُنَاني عن أنس مرفوعاً "كفارة المجلس: سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك"

قال البزار: لا نعلمه يُروى عن أنس إلا من هذا الوجه، وعثمان لين الحديث"

وقال العقيلي: لا يتابع عثمان بن مطر عليه. وهذا يُروى بإسناد أصلح من هذا من غير هذا الوجه"

وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به عثمان بن مطر"

وقال الحافظان الهيثمي والعسقلاني: وعثمان بن مطر ضعيف" المجمع 10/ 141 والنكت 2/ 732

قلت: ولم ينفرد به بل تابعه يوسف بن عطية البصري عن ثابت عن أنس به كما في "العلل"(2/ 185) لابن أبي حاتم.

ويوسف قال النسائي وغيره: متروك الحديث.

قال ابن أبي حاتم: قال أبي: هذا خطأ رواه حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي الصديق الناجي قوله"

وأما حديث عائشة فله عنها طرق:

الأول: يرويه الليث بن سعد واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن الليث عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن زُرارة (1) بن أوفى عن عائشة قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من المجلس

(1) جاء مصرحاً به بأنه ابن أوفى عند الحاكم (1/ 496)

ووقع عند أبي موسى المديني: عن زرارة أو ابن زرارة.

ص: 5015

إلا قال "سبحانك اللهم ربي وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك" فقلت: يا رسول الله، ما أكثر ما تقول هؤلاء الكلمات إذا قمت؟ فقال "إنه لا يقولهنّ أحد حين يقوم من مجلسه إلا غفر له ما كان في ذلك المجلس"

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(398) وأبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء"(ص 75) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(89)

عن شعيب بن الليث بن سعد

والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 290) والإسماعيلي في "مسند يحيى بن سعيد الأنصاري"(تهذيب التهذيب 3/ 324 - 325)

عن عبد الله بن صالح المصري

والحاكم (1/ 496 - 497)

عن يحيى بن عبد الله بن بكير المصري

وأبو سعد السمعاني (ص 75) وأبو موسى المديني (89)

عن عبد الله بن عبد الحكم المصري

كلهم عن الليث به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال الذهبي: على شرط الشيخين"

قلت: رواته ثقات إلا أنّ الشيخين لم يخرجا رواية يحيى بن سعيد عن زرارة بن أوفى عن عائشة، وما أظنّ زرارة سمع من عائشة، والله أعلم.

- وقال قتيبة بن سعيد البلخي: ثنا الليث عن يحيى بن سعيد عن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري عن رجل من أهل الشام عن عائشة.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(399)

وتابعه ابن وهب عن عمرو بن الحارث والليث عن يحيى بن سعيد عن محمد بن عبد الرحمن بن زرارة الأنصاري عن رجل من أهل الشام عن عائشة.

أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(2568)

وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.

ص: 5016

الثاني: يرويه أبو سليمان خلاد بن سليمان الحضرمي ثني خالد بن أبي عمران عن عروة عن عائشة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس مجلسا أو صلى صلاة تكلم بكلمات، فسألت عائشة عن الكلمات، فقال "إن تكلم بخير كان طابعا عليهن إلى يوم القيامة، وإن تكلم بغير ذلك كان كفارة له: سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك"

أخرجه أحمد (6/ 77) والنسائي (2/ 60 - 61) وفي "الكبرى"(1267) وفي "اليوم والليلة"(308 و 400) والطبراني في "الدعاء"(1912) والبيهقي في "الشعب"(620) وأبو سعد السمعاني (ص 75) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(736) من طرق عن خلاد بن سليمان به.

قال الحافظ: إسناده صحيح" النكت 2/ 733

قلت: وهو كما قال.

الثالث: يرويه عمرو بن قيس الكوفي عن أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من مجلسه قال "سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك" فقلت: يا رسول الله إن هذا لمن أحب الكلام إليك، قال "إني لأرجو أن لا يقولها عبد إذا قام من مجلسه إلا غفر له"

أخرجه أبو أحمد العسال في كتاب "الأبواب"(النكت 2/ 734)

قال الحافظ: إسناده حسن"

قلت أبو إسحاق السبيعي مدلس وقد عنعن، وكان قد اختلط، ولم أر أحدا صرّح بسماع عمرو بن قيس منه أهو قبل الاختلاط أم بعده.

وأما حديث أبي أمامة فأخرجه أبو يعلى (المطالب 3278) وعنه ابن السني (451) من طريق عباد بن عباد البصري ثنا جعفر بن الزبير عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً "ما جلس قوم مجلسا فخاضوا في حديث فاستغفروا الله قبل أن يتفرقوا إلا غفر الله لهم ما خاضوا فيه"

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2063) وابن عدي (2/ 559) وأبو سعد السمعاني (ص 76) من طريق إسرائيل بن يونس عن جعفر بن الزبير به بلفظ "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس مجلسا فأراد أن يقوم استغفر الله عشرا إلى خمس عشرة"

وجعفر بن الزبير قال البخاري وغير واحد: متروك الحديث.

ص: 5017

وأما حديث علي فأخرجه أبو علي بن الأشعث في "السنن" بإسناده المشهور عن أهل البيت وهو ضعيف (النكت 2/ 738)

وأما حديث ابن عمر فأخرجه الحاكم (1/ 528) عن إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني ثنا جدي ثنا أبو صالح كاتب الليث بن سعد ثني الليث بن سعد أنّ خالد بن أبي عمران حدث عن نافع عن ابن عمر أنه لم يكن يجلس مجلسا كان عنده أحد أو لم يكن إلا قال: اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني. اللهم ارزقني من طاعتك ما تحول بيني وبين معصيتك، وارزقني من خشيتك ما تبلغني به رحمتك، وارزقني من اليقين ما تهون به علي مصائب الدنيا، وبارك لي في سمعي وبصري واجعلهما الوارث مني. اللهم وخذ بثأري ممن ظلمني، وانصرني على من عاداني، ولا تجعل الدنيا أكبر همي ولا مبلغ علمي. اللهم لا تسلط عليّ من لا يرحمني.

فسئل عنهن ابن عمر فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختم بهن مجلسه.

قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري"

قلت: خالد بن أبي عمران لم يخرج له البخاري شيئاً، والفضل الشعراني وأبو صالح عبد الله بن صالح مختلف فيهما.

وإسماعيل الشعراني ترجمه الذهبي في "الميزان" وقال: قال الحاكم: ارتبت في لقيه بعض الشيوخ.

والحديث رواه عبيد الله بن زَحْر الإفريقي عن خالد بن أبي عمران واختلف عنه (1).

وابن زحر مختلف فيه، وثقه البخاري وغيره، وضعفه أحمد والجمهور.

وأما حديث ابن عمرو فيرويه حصين بن عبد الرحمن السلمي واختلف عنه:

- فقال أبو مِحْصن حصين بن نمير الواسطي: عن حصين بن عبد الرحمن عن مجاهد عن ابن عمرو مرفوعاً "كفارة المجلس: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، أستغفرك وأتوب إليك"

أخرجه ابن بشران (291) عن أبي أحمد حمزة بن محمد بن العباس البغدادي العقبي الدهقان ثنا محمد بن يونس ثنا يحيى بن عمر الليثي ثنا أبو محصن به.

ومحمد بن يونس أظنه الكُديمي كذبه أبو داود وغيره، ويحيى بن عمر الليثي قال أبو حاتم: لا أعرفه.

(1) انظر جامع الترمذي 3502، اليوم والليلة للنسائي 401 و 402، واليوم والليلة لابن السني 446

ص: 5018

وتابعه محمد بن جامع العطار عن حصين بن نمير به.

أخرجه الطبراني (النكت 2/ 730)

والعطار ضعفه أبو يعلى وغير واحد.

- ورواه ابن فضيل في "الدعاء"(108) عن حصين بن عبد الرحمن عن مجاهد عن ابن عمرو قوله.

ورواه ابن أبي شيبة (10/ 256) عن ابن فضيل به.

وكذا رواه خالد بن عبد الله الواسطي وعبد الله ابن إدريس الأودي وغير واحد عن حصين موقوفاً (النكت 2/ 731)

وهذا أصح.

وأما حديث الصحابي الذي لم يسم فأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(954) عن أبي الأحوص سلاّم بن سليم الكوفي عن أبي فروة عن أبي معشر قال: حدثنا رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه جلس مجلسا، فلما أراد أن يقوم قال "سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك" قال: فقال رجل من القوم: ما هذا الحديث يا رسول الله؟ قال "كلمات علمنيهن جبريل كفارات لخطايا المجلس"

ومن هذا الطريق أخرجه ابن خرشيد في "فوائده"(النكت 2/ 739)

ووقع عنده: عن أبي فروة عروة بن الحارث الهمداني.

قال الحافظ: إسناده صحيح، وأبو معشر كوفي اسمه زياد بن كليب" المطالب 4/ 26 - النكت 2/ 739

وأما حديث تميم فأخرجه ابن عساكر (ترجمة أحمد بن محمد الكندي المصيصي ص 158) من طريق أحمد بن محمد هذا قال: ثنا أبو عمرو سلامة بن سعيد بن زيّاد حدثني أبي سعيد بن فائد بن زياد بن أبي هند الداري عن أبيه عن جده ثني عمي تميم الداري رفعه "كفارة كل مجلس تقول: سبحانك اللهم وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك، لا إله إلا أنت وحدك"

وإسناده ضعيف (انظر المجروحين لابن حبان 1/ 327 - 328)

وأما حديث يزيد الفقير فأخرجه الدولابي في "الكنى"(2/ 28) عن عبد الصمد بن

ص: 5019

عبد الوهاب الحمصي صُمَيْد ثنا يحيى بن صالح الوُحَاظي ثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن أبي عثمان يزيد الفقير أنّ جبريل علّم النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان في مجلس وأراد أن يقوم أن يقول: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، أستغفرك وأتوب إليك.

قال الحافظ: هذا مرسل، صحيح سنده إلى يزيد الفقير، وهو تابعي مشهور" النكت 2/ 741

قلت: صميد صدوق، والباقون ثقات، فالإسناد حسن.

وأما حديث جعفر أبي سلمة فأخرجه النسائي في "الكنى"(النكت 2/ 741) من طريق معمر: سمعت الحكم بن أبان ثني جعفر أبو سلمة قال: جاء الروح الأمين فقال: يا محمد، ألا أخبرك بكفارة المجلس إذا قمت؟ تقول: سبحانك اللهم وبحمدك، صلّ على محمد عبدك ورسولك، اللهم اغفر لنا"

3582 -

"من جهّز غازيا حتى يستقل كان له مثل أجره حتى يموت أو يرجع"

قال الحافظ: ولابن ماجه وابن حبان من حديث عمر نحوه بلفظ: فذكره" (1)

أخرجه أحمد (1/ 20)

عن أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي

والحاكم (2)(2/ 89)

عن يحيى بن عبد الله بن بكير المصري

والبيهقي (9/ 172) وفي "الشعب"(3971) والخطيب في "الموضح"(1/ 180) والمزي (19/ 415 - 416)

عن عبد الله بن عبد الحكم المصري

وشعيب بن الليث بن سعد

كلهم عن الليث بن سعد عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن أبي عثمان الوليد بن أبي الوليد عن عثمان بن عبد الله بن سراقة العدوي عن عمر بن الخطاب

(1) 6/ 390 (كتاب الجهاد - باب فضل من جهز غازيا)

(2)

وقال: صحيح الإسناد" قلت: رواته ثقات إلا أنّه منقطع كما سيأتي بيان ذلك.

ص: 5020

مرفوعاً "من أظل رأس غاز أظله الله يوم القيامة، ومن جهّز غازيا حتى يستقل (1) كان له مثل أجره حتى يموت أو يرجع، ومن بني مسجداً يذكر فيه اسم الله بني الله له بيتا في الجنة"

قال الوليد: فذكرت هذا الحديث للقاسم بن محمد فقال: قد بلغني هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكرته لمحمد بن المنكدر ولزيد بن أسلم فكلاهما قد قال: بلغني هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم"

- ورواه يونس بن محمد المؤدب عن الليث بن سعد واختلف عنه:

• فرواه ابن أبي شيبة (1/ 310 و 5/ 351) وفي "مسنده"(الإتحاف 5889) وأحمد (1/ 20) عن يونس بن محمد كرواية أبي سلمة الخزاعي ومن تابعه.

وأخرجه ابن ماجه (735 و 2758) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه ابن حبان (1608) عن الحسن بن سفيان النسوي ثنا ابن أبي شيبة به.

• ورواه أبو بشر صالح بن معاذ عن يونس بن محمد فلم يذكر الوليد بن أبي الوليد وقال فيه: عن عثمان بن عبد الله عن أبيه عن عمر.

أخرجه البزار (304)

وقال: لا نعلمه يروى عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"

والأول أصح، وصالح بن معاذ هذا لم أقف له على ترجمة، وقال الهيثمي: لا أعرفه (المجمع 5/ 284)

واختلف فيه على الليث بن سعد:

فرواه أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ عن الليث فلم يذكر يزيد بن الهاد.

أخرجه أبو يعلى (253) عن أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ به.

وأخرجه ابن حبان (4628) عن أبي يعلى به.

وأخرجه الحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 105) من طريق محمد بن إبراهيم الأصبهاني ثنا أبو يعلى به.

(1) زاد الحاكم "بجهازه"

ص: 5021

وحديث أبي سلمة الخزاعي ومن تابعه أصح.

ولم ينفرد الليث به بل تابعه عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَردي عن يزيد بن الهاد عن الوليد بن أبي الوليد عن عثمان بن عبد الله عن عمر.

أخرجه ابن أبي عمر (1) في "مسنده"(مصباح الزجاجة 1/ 93 - الإتحاف 5887) عن الدراوردي به.

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(الإتحاف 5888) وابن ماجه (735)

عن داود بن عبد الله الجعفري

وابن أبي عاصم في "الجهاد"(92)

عن يعقوب بن حميد بن كاسب

كلاهما عن الدراوردي به.

واختلف فيه على الدراوردي، فرواه يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني عن الدراوردي ثنا يزيد بن الهاد عن محمد، بن إبراهيم التيمي عن عثمان بن سراقة عن عمر.

أخرجه عبد بن حميد (34)

والأول أصح، والحماني مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وجماعة.

ولم ينفرد يزيد بن الهاد به بل تابعه ابن لهيعة ثنا الوليد بن أبي الوليد عن عثمان بن عبد الله بن سراقة عن عمر.

أخرجه أحمد (1/ 53) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لهيعة به.

ومن طريقه أخرجه أبو الفرج المقري في "الأربعين في فضل الجهاد"(ص 58) والمزي (19/ 417)

وابن لهيعة ضعيف لكن لا بأس به في المتابعات.

ورواه يحيى بن أيوب الغافقي المصري عن الوليد بن أبي الوليد قال: كنت بمكة وعليها عثمان بن عبد الله بن سراقة فسمعته يقول: يا أهل مكة إني سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

(1) ومن طريقه أخرجه الحافظ في "الأمالي المطلقة"(2/ 106)

ص: 5022

أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(تهذيب التهذيب 7/ 130 - النكت الظراف 8/ 87) عن أحمد بن منصور الرمادي ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا يحيى بن أيوب به.

قال الوليد: فسألت من أبوه؟ فقالوا لي: هذا ابن بنت عمر بن الخطاب.

قال الحافظ: تجوز ابن سراقة في قوله "سمعت أبي" فأطلق على جده أبا" النكت الظراف 8/ 88

قلت: إن كان مراده بأبيه عمر بن الخطاب فإنّه لم يدركه على الصحيح، لأنّ عمر بن الخطاب توفي سنة ثلاث وعشرين وتوفي عثمان بن عبد الله سنة ثمانى عشرة ومائة، فيكون بين وفاتيهما خمسة وتسعين عاما.

ولذلك قال المزي: روى عثمان بن عبد الله بن سراقة عن عمر بن الخطاب مرسل"

وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده ضعيف لانقطاعه، لم يدرك عثمان جده. وقد أشار الحافظ في "التهذيب" إلى هذا الحديث، وكاد يميل إلى أنّه موصول، ولكن في هذا تكلف كثير"

3583 -

"من حالت شفاعته دون حدّ من حدود الله فقد ضادّ الله في أمره"

قال الحافظ: وأخرج أبو داود أيضا وأحمد وصححه الحاكم من طريق يحيى بن راشد قال: خرج علينا ابن عمر فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره، وأخرجه ابن أبي شيبة من وجه آخر أصح منه عن ابن عمر موقوفاً، وللمرفوع شاهد من حديث أبي هريرة في "الأوسط" للطبراني وقال "فقد ضادّ الله في ملكه"(1)

سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "من مات وعليه دينار أو درهم قضي من حسناته".

3584 -

حديث عائشة "من حدّثكم أنّه كان يبول قائما فلا تصدقوه، ما كان يبول إلا قاعد"

سكت عليه الحافظ (2).

صحيح

يرويه المقدام بن شريح بن هانئ الحارثي عن أبيه عن عائشة، وعن المقدام غير واحد، منهم:

(1) 15/ 93 (كتاب الحدود - باب كراهية الشفاعة في الحد)

(2)

1/ 343 (كتاب الوضوء - باب البول عند سباطة قوم)

ص: 5023

1 -

سفيان الثوري عن المقدام عن أبيه عن عائشة قالت: من حدّثك أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بال قائما فلا تصدقه، ما بال رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما منذ أنزل عليه القرآن.

وفي لفظ "من حدّثك أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بال قائما بعد ما أنزل عليه الفرقان فلا تصدقه، ما بال قائماً منذ أنزل عليه الفرقان"

أخرجه ابن سعد (1/ 383) وإسحاق في "مسند عائشة"(1028) وأحمد (3/ 136 و 192 و 213) وأبو عوانة (1/ 198) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 267) والحاكم (1/ 181 و 185) والبيهقي (1/ 101) من طرق عن سفيان به.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

وقال الزركشي: إسناده على شرط مسلم" الإجابة ص 166

قلت: وهو كما قال، وأما البخاري فلم يخرج للمقدام ولا لأبيه شيئاً في صحيحه، وإنما أخرج لهما في "الأدب المفرد".

2 -

إسرائيل بن يونس عن المقدام عن أبيه قال: سمعت عائشة تقسم بالله ما رأى أحد رسول الله صلى الله عليه وسلم يبول قائما منذ أنزل عليه الفرقان.

أخرجه ابن سعد (1/ 383) عن عبيد الله بن موسى الكوفي أنا إسرائيل به.

وأخرجه الحاكم (1/ 185) وعنه البيهقي (1/ 101 - 102) أنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ثنا سعيد بن مسعود ثنا عبيد الله بن موسى أنبا إسرائيل به.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: هو كالذي قبله.

3 -

شريك بن عبد الله القاضي عن المقدام عن أبيه عن عائشة قالت: من حدّثك أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بال قائما فلا تصدقه، أنا رأيته يبول قاعدا.

وفي لفظ "فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبل إلا وهو قاعد"

أخرجه الطيالسي (ص 211) وابن أبي شيبة (1/ 123 - 124) عن شريك به.

وأخرجه ابن ماجه (307) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه ابن ماجه (307) والترمذي (12) والنسائي (1/ 27) وفي "الكبرى"(25) وأبو يعلى (4790) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(11) والطحاوي (4/ 267) وابن حبان (1430) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(366) من طرق عن شريك به.

ص: 5024

قال الترمذي: حديث عائشة أحسن شيء في الباب وأصح"

قلت: شريك مختلف فيه ولا بأس به في المتابعات.

3585 -

"من حرس وراء المسلمين في سبيل الله متطوعا لم ير النار بعينه إلا تحلة القسم، فإن الله عز وجل قال {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] "

قال الحافظ: أخرجه الطبراني من حديث سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه مرفوعا: فذكره" (1)

وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه أحمد" (2)

ضعيف

أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 200) والطبري في "تفسيره"(16/ 114)

عن يحيى بن أيوب المصري

وأحمد (3/ 437 - 438) وابن عبد الحكم (ص 200) والطبراني في "الكبير"(20/ 185)

عن ابن لهيعة

وأحمد (3/ 437 - 438) وابن عبد الحكم (ص 200) والطبري (16/ 114) والطبراني في "الكبير"(20/ 185) وابن عدي (3/ 1012) والخطابي في "الغريب"(1/ 314 - 315)

عن رشدين بن سعد المصري

كلهم عن زَبّان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه مرفوعاً "من حرس من وراء المسلمين في سبيل الله تبارك وتعالى متطوعا لا يأخذه سلطان، لم ير النار بعينيه إلا تحلة القسم، فإنّ الله تبارك وتعالى يقول {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] "

قال المنذري: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ولا بأس بإسناده في المتابعات" الترغيب 2/ 248

قلت: الحديث إسناده ضعيف لضعف زبان بن فائد.

قال ابن حبان: زبان منكر الحديث جداً يتفرد عن سهل بن معاذ بنسخة كأنها موضوعة لا يحتج به.

(1) 3/ 366 - 367 (كتاب الجنائز - باب فضل من مات له ولد فاحتسب)

(2)

6/ 423 (كتاب الجهاد - باب الحراسة في الغزو في سبيل الله)

ص: 5025

3586 -

حديث عدي بن عَميرة الكندي قال: خاصم رجل من كندة يقال له امرؤ القيس بن عابس الكندي رجلاً من حضر موت في أرض، الحديث وفيه: إن مكنته من اليمين ذهبت أرضي. لي قال "من حلف" فذكر الحديث وتلا الآية.

قال الحافظ: أخرجه أحمد والنسائي.

وقال: وفي حديث عدي بن عميرة: فقال له امرؤ القيس: ما لمن تركها يا رسول الله؟ قال "الجنة" قال: اشهد أني قد تركتها له كلها" (1)

يرويه عدي بن عدي بن عَميرة الكندي واختلف عنه:

- فقال جرير بن حازم البصري: سمعت عدي بن عدي يحدث عن رجاء بن حَيوة والعرس بن عميرة أنهما حدثاه عن أبيه عدي بن عميرة قال: خاصم رجل من كندة يقال له امرؤ القيس بن عابس رجيلا من حضر موت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أرض فقضى على الحضرمي بالبينة فلم تكن له بينة، فقضى على امرؤ القيس باليمين، فقال الحضرمي: إن أمكنته من اليمين يا رسول الله ذهبت والله أرضي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها مال أخيه لقي الله وهو عليه غضبان"

قال رجاء بن حيوة: وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عمران: 77] فقال امرؤ القيس: ماذا لمن تركها يا رسول الله؟ قال "الجنة" قال: فاشهد أني قد تركتها له كلها.

أخرجه أحمد (4/ 191 - 192) والنسائي في "الكبرى"(5996) والطبري في "التفسير"(3/ 321) والطبراني في "الكبير"(17/ 108 - 109) والدارقطني في "المؤتلف"(3/ 1557) وأبو نعيم في "الصحابة"(1085 و 5497) والبيهقي (10/ 178 و 254) وفي "الشعب"(4499) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(109 و 110 و 847) من طرق عن جرير بن حازم به.

قال الحافظ في "الإصابة"(1/ 100): إسناده صحيح"

قلت: وهو كما قال.

- وقال أبو الزبير محمد بن مسلم المكي: عن عدي بن عدي أنه أخبرهم قال: جاء رجلان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يختصمان في أرض، فقال أحدهما: هي أرضي، وقال الآخر: في أرضى حرثتها وقصبتها، فأحلف رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بيده الأرض.

(1) 14/ 369 و 370 (كتاب الإيمان والنذور - باب اليمين الغموس)

ص: 5026

أخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 109) عن عبدان بن أحمد الأهوازي ثنا جعفر بن مسافر ثنا عبد الله بن نافع عن محمد بن جعفر عن يحيى بن سعيد عن أبي الزبير.

وأخرجه أبو نعيم فهي "الصحابة"(5499) عن الطبراني به.

• ورواه سليمان بن بلال المدني عن يحيى بن سعيد وهو الأنصاري واختلف عنه:

فقال ابن وهب: أخبرني سليمان بن بلال أنّ يحيى بن سعيد حدّث أنّ أبا الزبير أخبره عن عدي بن عدي عن أبيه قال: أتى رجلان يختصمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أرض، فقال أحدهما: هي لي، وقال الآخر: هي لي حزتها وقبضتها، فقال "فيها اليمين للذي بيده الأرض" فلما تفوه ليحلف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما إنه من حلف على مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان" قال: فمن تركها؟ قال "كان له الجنة"

أخرجه النسائي فهي "الكبرى"(5995) والبيهقي (10/ 254)

ورواه إسماعيل بن أبي أويس عن سليمان بن بلال فلم يقل: عن أبيه.

أخرجه الطبراني (17/ 109)

3587 -

"من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك"

قال الحافظ: أخرج الترمذي عن ابن عمر أنّه سمع رجلاً يقول: لا والكعبة، فقال: لا تحلف بغير الله، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. قال الترمذي: حسن، وصححه الحاكم" (1)

له عن ابن عمر طرق:

الأول: يرويه سعد بن عبيدة السلمي الكوفي واختلف عنه:

- فقال الحسن بن عبيد الله النخعي: عن سعد بن عبيدة قال: كنت (2) عند ابن عمر، فحلف رجل بالكعبة، فقال ابن عمر، ويحك (3)، لا تفعل، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من حلف بغير الله فقد أشرك (4) "

أخرجه أحمد (2/ 125) وأبو داود (3251) والترمذي (1535) وابن حبان (4358)

(1) 14/ 336 (كتاب الإيمان والنذور - باب لا تحلفوا بآبائكم)

(2)

وعند الباقين "سمع ابن عمر رجلاً" وعند أحمد: يقول والكعبة، وعند أبي داود: يحلف لا والكعبة،

وعند الترمذي: لا والكعبة، وعند الحاكم والبيهقي "يحلف بالكعبة"

(3)

ولفظ أحمد "لا تحلف بغير الله" ولفظ الترمذي "لا يحلف بغير الله" ولفظ الحاكم والبيهقي "لا تحلف بالكعبة"

(4)

ولفظ أحمد "فقد كفر وأشرك" ولفظ الترمذي والحاكم والبيهقي "فقد كفر أو أشرك" وفي لفظ للحاكم "فقد كفر"

ص: 5027

والسياق له وابن عبد الحكم (ص 200) والحاكم (1/ 18 و 52 و 4/ 297) والبيهقي (10/ 29) وابن عبد الحكم (ص 200) من طرق عن الحسن بن عبيد الله به.

قال الترمذي: حديث حسن"

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فقد احتجا بمثل هذا الإسناد وخرجاه في الكتاب وليس له علة ولم يخرجاه"

قلت: لم يخرج البخاري رواية الحسن بن عبيد الله عن سعد بن عبيدة.

وتابعه الأعمش (1) عن سعد بن عبيدة (2) قال: كنت (3) مع ابن عمر في حلقة فسمع رجلاً في حلقة أخرى وهو يقول: لا (4) وأبي. فرماه ابن عمر بالحصى، فقال: إنّها (5) كانت يمين عمر فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عنها وقال: "إنها شرك (6) "

أخرجه الطيالسي (ص 257) وعبد الرزاق (15926) وابن أبي شيبة (الجزء المفقود ص 18) وأحمد (2/ 34 و 58 و 60) واللفظ له وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(925) والطحاوي في "المشكل"(825) والحاكم (1/ 52)

وتابعه جابر بن يزيد الجُعْفي عن سعد بن عبيدة عن ابن عمر أنّه سمع رجالا يقولون: والكعبة، فقال: لا تقولوا والكعبة فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "كل يمين حُلف بها دون الله شرك"

أخرجه أبو القاسم البغوي (2332)

- ورواه منصور بن المعتمر عن سعد بن عبيدة واختلف عنه:

• فقال شيبان بن عبد الرحمن التميمي: عن منصور عن سعد بن عبيدة قال: جلست أنا ومحمد (7) الكندي إلى ابن عمر ثم قمت من عنده فجلست إلى سعيد بن المسيب، فجاء

(1) صرّح بالسماع من سعد بن عبيدة عند الطيالسي.

(2)

ولفظ الطيالسي "يحدث عن ابن عمر أنّ رجلاً سأله عن الرجل يحلف بالكعبة فقال: لا تحلف بالكعبة ولكن احلف برب الكعبة فإنّ عمر كان يحلف بأبيه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حلف بغير الله فقد أشرك"

(3)

زاد الطحاوي "جالسا"

(4)

ولفظ الطحاوي "كلا"

(5)

ولفظ عبد الرزاق "كان عمر يحلف: وأبي"

(6)

زاد الطحاوي "فلا تحلف بها" ولفظ عبد الرزاق "من حلف بشيء من ذلك دون الله فقد أشرك"

(7)

محمد الكندي هذا لم يذكره الحسيني في "الإكمال" ولا الحافظ في "التعجيل"، وفي كتاب ابن أبي حاتم: محمد الكندي روى عن علي رضي الله عنه مرسل، روى عنه عبد الله بن يحيى التوأم سمعت أبي يقول ذلك وسمعته يقول هو مجهول.

فلا أدري أهو هذا أم لا.

ص: 5028

صاحبي وقد اصفر وجهه وتغير لونه، فقال: قم إليّ، قلت: ألم أكن جالسا معك الساعة؟، فقال سعيد: قم إلى صاحبك، قال: فقمت إليه، فقال: ألم تسمع إلى ما قال ابن عمر؟، قلت: وما قال؟، قال: أتاه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن أعليّ جناح أن أحلف بالكعبة، قال: ولم تحلف بالكعبة؟ إذا حلفت بالكعبة فاحلف برب الكعبة فإنّ عمر كان إذا حلف قال: كلا وأبي، فحلف بها يوما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تحلف بأبيك ولا بغير الله، فإنّه من حلف بغير الله فقد أشرك"

أخرجه أحمد (2/ 69) عن حسين بن محمد المروذي ثنا شيبان به.

ورواه عبيد الله بن موسى الكوفي عن شيبان عن منصور عن سعد بن عبيدة عن محمد الكندي عن ابن عمر: فذكر المرفوع منه فقط.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(9/ 253)

وتابعه جرير بن عبد الحميد الرازي عن منصور عن سعد بن عبيدة قال: كنت أنا وصاحب لي من كندة جلوسا عند ابن عمر، فقمت، ثم ذكر نحوه.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(831)

• ورواه شعبة عن منصور واختلف عنه:

فقال محمد بن جعفر البصري: ثنا شعبة عن منصور عن سعد بن عبيدة قال: كنت جالسا عند ابن عمر فجئت سعيد بن المسيب وتركت عنده رجلاً من كندة وذكر الحديث.

أخرجه أحمد (2/ 86 - 87 و 125) عن محمد بن جعفر به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 29)

وتابعه وهب بن جرير بن حازم ثنا شعبة به.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(830)

وقال الطيالسي (ص 257): عن شعبة عن منصور والأعمش عن سعد بن عبيدة عن ابن عمر أنّ رجلاً سأله عن الرجل يحلف بالكعبة فقال: لا تحلف بالكعبة وذكر الحديث.

ولم يذكر محمد الكندي.

ومن طريقه أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(925)

• وقال سفيان الثوري: عن منصور عن سعد بن عبيدة عن ابن عمر ولم يذكر محمد الكندي.

ص: 5029

أخرجه عبد الرزاق (15926) عن الثوري به.

وأخرجه أحمد (2/ 34) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه الحاكم (1/ 52) من طريق محمد بن يحيى الذهلي ثنا عبد الرزاق به.

وتابعه يزيد بن عطاء البزاز الواسطي عن منصور به.

أخرجهه ابن بشران (1226) والخطيب في "تالي التلخيص"(154)

- ورواه سعيد بن مسروق الثوري عن سعد بن عبيدة واختلف عنه:

• فقال سفيان الثوري: عن أبيه سعيد بن مسروق عن سعد بن عبيدة عن ابن عمر قال: كان عمر يحلف: وأبي، فنهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال "من حلف بشيء من دون الله فقد أشرك"

أخرجه عبد الرزاق (15926) عن سفيان به.

وأخرجه أحمد (2/ 34) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه الحاكم (1/ 52) من طريق محمد بن يحيى الذهلي ثنا عبد الرزاق به.

• وقال إسرائيل بن يونس: عن سعيد بن مسروق عن سعد بن عبيدة عن ابن عمر عن عمر أنّه قال: لا وأبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مه إنّه من حلف بشيء دون الله فقد أشرك"

أخرجه أحمد (1/ 47)

عن أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم

والطحاوى (826)

عن عبد الله بن رجاء الغُدَاني

قالا: ثنا إسرائل به.

ورواه عبيد الله بن موسى الكوفي عن إسرائيل فقال فيه: عن ابن عمر قال: قال عمر.

أخرجه الحاكم (1/ 52)

الثاني: يرويه موسى بن عقبة المدني عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه رفعه "من حلف بغير الله" فقال فيه قولا شديدا.

أخرجه ابن المبارك في "مسنده"(171) عن موسى بن عقبة به.

ص: 5030

وأخرجه أحمد (2/ 67) عن عتاب بن زياد الخراساني ثنا ابن المبارك به.

وإسناده صحيح رواته ثقات.

الثالث: يرويه عبيد الله بن موسى الكوفي ثنا شريك عن جابر عن نافع قال: سمع ابن عمر رجلاً يقول: لا والكعبة، قال: لا تقل: والكعبة، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "كل يمين يحلف دون الله عز وجل فهو شرك"

أخرجه الباغندي في "جزئه"(76) وابن بشران (1297)

وإسناده ضعيف لضعف جابر بن يزيد الجعفي.

3588 -

"من حلف على يمين فرأى خيرا منها فليكفر عن يمينه وليأت الذي هو خير".

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه مسلم (1650) عن أبي هريرة.

3589 -

حديث يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة رفعه "من حلف (على يمين) (2) فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير فهو كفارته"

قال الحافظ: ويحيى ضعيف جدا" (3)

أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده"(إتحاف الخيرة 6608) عن هُشيم ثنا يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "من حلف على يمين فرأى خيرا منها فليأت الذي هو خير ولا كفارة عليه"

وأخرجه مسلم في "التمييز"(82) عن يحيى بن يحيى النيسابوري ثنا هشيم به.

وأخرجه البيهقي (10/ 34) من طريق سريج بن يونس البغدادي ثنا هشيم به.

قال مسلم: بمثل هذه الرواية وأشباهها، ترك أهل الحديث حديث يحيى بن عبيد الله، لا يعتدون به"

وأسند البيهقي عن أبي داود قال: قلت لأحمد بن حنبل: روى يحيى بن سعيد عن يحيى بن عبيد الله. فقال: تركه بعد ذلك وكان لذلك أهلا. قال أحمد: أحاديثه مناكير، وأبوه لا يعرف"

(1) 14/ 260 (كتاب الرقاق - باب الصراط جسر جهنم)

(2)

ليست في الأصل.

(3)

14/ 432 (كتاب الإيمان والنذور - باب الكفارة قبل الحنث وبعده)

ص: 5031

وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف يحيى بن عبيد الله" إتحاف الخيرة 7/ 122

قلت: يحيى بن عبيد الله هو ابن عبد الله بن مَوْهَب التيمي قال مسلم والنسائي: متروك الحديث.

وقال الحاكم: روى عن أبيه عن أبي هريرة نسخة أكثرها مناكير.

وللحديث شاهد عن ابن عمر وآخر عن ابن عمرو

فأما حديث ابن عمر فأخرجه أبو يعلى (5762) عن محمد بن يحيى بن فياض الزَّمَّاني ثنا محمد بن الحارث الحارثي ثنا محمد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر مرفوعاً "من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فكفارتها تركها"

قال الهيثمي: وفيه محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني وهو ضعيف" المجمع 4/ 183

وقال البوصيري: هذا إِسناد ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن والراوي عنه" إتحاف الخيرة 7/ 122

قلت: الحارثي قال ابن معين: ليس بثقة، وقال الفلاس: روى أحاديث منكرة، وهو متروك الحديث.

وقال يعقوب بن سفيان: لا يكتب حديثه.

ومحمد بن عبد الرحمن بن البيلماني قال البخاري وغير واحد: منكر الحديث، وقال الحاكم: يروي عن أبيه عن ابن عمر المعضلات، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به.

وأما حديث ابن عمرو فسيأتي الكلام عليه في حرف اللام ألف فانظر حديث "لا نذر ولا يمين فيما لا يملك ابن آدم"

3590 -

"من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير وليترك يمينه"

قال الحافظ: وقد وقع في حديث عدي بن حاتم عند مسلم (1651) ما يوهم ذلك وأنه أخرجه بلفظ: فذكره، هكذا أخرجه من وجهين ولم يذكر الكفارة، ولكن أخرجه من وجه آخر بلفظ "فرأى خيرا منها فليكفرها وليأت الذي هو خير" ومداره في الطرق كلها على عبد العزيز بن رفيع عن تميم بن طَرَفَة عن عدي، والذي زاد ذلك حافظ فهو المعتمد" (1)

(1) 14/ 431 و 432 (كتاب الإيمان والنذور - باب الكفارة قبل الحنث وبعده)

ص: 5032

3591 -

حديث أبي أمامة بن ثعلبة مرفوعاً "من حلف عند منبري هذا بيمين كاذبة يستحل بها مال امرئ مسلم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا"

قال الحافظ: أخرجه النسائي ورجاله ثقات" (1)

أخرجه النسائي في "الكبرى"(6019) والدولابي في "الكنى"(1/ 12 - 13) عن أبي إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجُوْزَجَاني

والطبراني (2) في "الكبير"(795) عن عمرو بن أبي الطاهر بن السرح المصري

والطبراني في "الأوسط"(195) عن أحمد بن حماد بن مسلم البصري زُغْبَة

قالوا: ثنا سعيد بن أبي مريم عن عبد الله بن المنيب بن عبد الله بن أبي أمامة بن ثعلبة عن أبيه عن عبد الله بن عطية بن (3) عبد الله بن أنيس أنا أبو أمامة بن ثعلبة رفعه "من تولى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل، ومن حلف عند منبري هذا بيمين كاذبة يستحل بها مال امرئ مسلم بغير حق، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل، ومن أحدث في مدينتي هذه حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا".

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي أمامة بن ثعلبة إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد الله بن المنيب"

قلت: وإسناده ضعيف، عبد الله بن عطية مجهول كما قال الذهبي في "الكاشف"، وقال في "الميزان": لا يعرف.

والمنيب لم يرو عنه إلا ابنه عبد الله كما في "الميزان"، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

3592 -

حديث ابن عمر رفعه "من حلف فقال: إن شاء الله، لم يحنث"

سكت عليه الحافظ (4).

وذكره في موضع آخر وقال: قال ابن التين: أخرجه مسلم من رواية عبد الرزاق عن

(1) 6/ 213 - 214 (كتاب الشهادات - باب يحلف المدعى عليه حيثما وجبت عليه اليمين)

(2)

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(6681) عن الطبراني به.

(3)

وفي حديث الجوزجانى "عن"

(4)

14/ 415 و 418 - 419 (كتاب الإيمان والنذور - باب الاستثناء في الإيمان)

ص: 5033

مَعْمر عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. كذا قال، وليس هو عند مسلم بهذا اللفظ، وإنما أخرج قصة سليمان وفي آخره "لو قال إن شاء الله لم يحنث" نعم أخرجه الترمذي والنسائي من هذا الوجه بلفظ "من قال" إلخ.

قال الترمذي: سألت محمدا عنه فقال: هذا خطأ، أخطأ فيه عبد الرزاق فاختصره من حديث معمر بهذا الإسناد في قصة سليمان بن داود.

قلت: وقد أخرجه البخاري في كتاب النكاح عن محمود بن غيلان عن عبد الرزاق بتمامه وأشرف إلى ما فيه من فائدة وكذا أخرجه مسلم.

لكن قد جاء لرواية عبد الرزاق المختصرة شاهد من حديث ابن عمر أخرجه أصحاب السنن الأربعة وحسنه الترمذي وصححه الحاكم من طريق عبد الوارث عن أيوب وهو السَّخْتياني عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "من حلف على يمين فقال: إن شاء الله، فلا حنث عليه"

قال الترمذي: رواه غير واحد عن نافع موقوفاً، وكذا رواه سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه، ولا نعلم أحدا رفعه غير أيوب، وقال إسماعيل بن إبراهيم: كان أيوب أحيانا يرفعه وأحيانا لا يرفعه"

وذكر في "العلل" أنّه سأل محمدا عنه فقال: أصحاب نافع رووه موقوفاً إلا أيوب، ويقولون: إنّ أيوب في آخر الأمر وقفه.

وأسند البيهقي عن حماد بن زيد قال: كان أيوب يرفعه ثم تركه.

وذكر البيهقي أنّه جاء من رواية أيوب بن موسى وكثير بن فرقد وموسى بن عقبة وعبد الله بن العمري المكبر وأبي عمرو بن العلاء وحسان بن عطية كلهم عن نافع مرفوعاً انتهى.

ورواية أيوب بن موسى أخرجها ابن حبان في "صحيحه"، ورواية كثير أخرجها النسائي والحاكم في "مستدركه"، ورواية موسى بن عقبة أخرجها ابن عدي في ترجمة داود بن عطاء أحد الضعفاء عنه، وكذا أخرج رواية أبي عمرو بن العلاء، وأخرج البيهقي رواية حسان بن عطية ورواية العمري، وأخرجه ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور والبيهقي من طريق مالك وغيره عن نافع موقوفاً، وكذا أخرج سعيد والبيهقي من طريقه رواية سالم والله أعلم.

وتعقب بعض الشراح كلام الترمذي في قوله: لم يرفعه غير أيوب وكذا رواه سالم عن أبيه موقوفاً.

ص: 5034

قال شيخنا: قلت: قد رواه هو من طريق موسى بن عقبة مرفوعا ولفظه "من حلف على يمين فاستثنى على أثره ثم لم يفعل ما قال لم يحنث" انتهى

ولم أر هذا في الترمذي ولا ذكره المزي في ترجمة موسى بن عقبة عن نافع في "الأطراف"(1)

صحيح

وحديث ابن عمر أخرجه النسائي (7/ 23) وفي "الكبرى"(4769) والطحاوي في "المشكل"(1924) وابن حبان في "الثقات"(7/ 351) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(576) والحاكم (4/ 303) من طريق ابن وهب أني عمرو بن الحارث أنّ كثير بن فرقد حدّثه أنّ نافعا حدثهم عن ابن عمر مرفوعاً "من حلف (2) فقال: إن شاء الله، فقد (3) استثنى" اللفظ للنسائي

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: وهو كما قال، ولم ينفرد كثير بن فرقد المدني به بل تابعه غير واحد عن نافع، واختلف عن بعضهم، منهم:

1 -

أيوب السختياني.

أخرجه الشافعي في "السنن"(105) والحميدي (690) وأحمد (2/ 6 و 10 و 48 - 49 و 49 و 68 و 126 و 127 و 153) والدارمي (2347 و 2348) وأبو داود (3261 و 3262) وابن ماجه (2105 و 2106) والترمذي (1531) وفي "العلل"(2/ 655) والنسائي (7/ 12 و 23) وفي "الكبرى"(4735 و 4770 و 4771) وابن الجارود (928) والروياني (1444) والطحاوي في "المشكل"(1920 و 1922 و 1923) والدينوري في "المجالسة"(3133) وابن حبان (4339 و 4342) والطبراني في "الأوسط"(2036) وأبو الشيخ في "الطبقات"(907) وابن جميع (ص 85 - 86) والبيهقي (7/ 360 - 361 و 361 و 10/ 46) وفي "معرفة السنن"(14/ 170) وفي "الصغرى"(4009) وفي "الأسماء"(ص 218) وابن عبد البر في "التمهيد"(14/ 373) من طرق عن أيوب عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "من حلف على يمين فقال: إن شاء الله، فقد استثنى (4) "

(1) 14/ 415 و 418 - 419 (كتاب الإيمان والنذور - باب الاستثناء في الإيمان)

(2)

زاد الباقون "على يمين"

(3)

ولفظه عندهم "فله ثنياه"

(4)

زاد الترمذي "فلا حنث عليه"

ص: 5035

وفي لفظ "من حلف فاستثنى (1)، فهو بالخيار، إن (2) شاء أن يمضي على يمينه، وإن شاء أن يرجع غير حنث"

رواه الأكثرون (3) عن أيوب فجزموا برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه إسماعيل (4) بن عُلية عنه فقال: لا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم. الشك من أيوب (قاله البيهقي)

وأسند البيهقي عن حماد بن زيد قال: كان أيوب يرفع هذا الحديث ثم تركه"

وقال الترمذي: حديث ابن عمر حديث حسن، وقد رواه عبيد الله بن عمر وغيره عن نافع عن ابن عمر موقوفاً. وهكذا روي عن سالم عن ابن عمر موقوفاً، ولا نعلم أحدا رفعه غير أيوب"

وقال في "العلل": سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: أصحاب نافع رووا هذا عن نافع عن ابن عمر موقوفاً إلا أيوب فإنّه يرويه عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون: إنّ أيوب في آخر أمره أوقفه"

وقال البيهقي: وقد روي ذلك أيضاً عن موسى بن عقبة وعبد الله بن عمر وحسان بن عطية وكثير بن فرقد عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً، ولا يكاد يصح رفعه إلا من حديث أيوب، وأيوب يشك فيه أيضاً، ورواية الجماعة من أوجه صحيحة عن نافع عن ابن عمر من قوله غير مرفوع"

قلت: هكذا قال الترمذي والبخاري: إنّ أيوب تفرد برفعه من بين أصحاب نافع، وهكذا جزم البيهقي بعدم صحة رفعه إلا من طريق أيوب.

وفيما قالوه نظر فإنّ أيوب لم ينفرد برفعه بل وافقه غير واحد على رفعه كما تقدم من رواية كثير بن فرقد، وكما سيأتي من رواية غيره، وقد صحّ من حديث كثير بن فرقد مرفوعاً لا كما ذكر البيهقي رحمه الله أنّه لم يصح مرفوعاً إلا من حديث أيوب.

واختلف فيه على أيوب، فرواه مَعْمر بن راشد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قوله.

(1) وفي لفظ "فقال: إن شاء الله"

(2)

وفي لفظ لأحمد "إن شاء فليمض، وإن شاء فليترك" ولفظ الدارمي وغيره "إن شاء فعل، وإن شاء لم يفعل"

(3)

وهم: سفيان بن عيينة والحمادان ووهيب بن خالد وعبد الوارث بن سعيد.

(4)

وحديثه عند أحمد.

ص: 5036

أخرجه عبد الرزاق (16115)

- ورواه سفيان الثوري عن أيوب واختلف عنه:

• فرواه عبد الرزاق (16115) عن الثوري موقوفاً.

• ورواه الحسين بن الوليد القرشي عن الثوري مرفوعاً.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2036)

وقال: لم يروه عن سفيان إلا الحسين بن الوليد"

قلت: وهو ثقة كما قال أحمد وغيره.

2 -

أيوب بن موسى.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(1921) وابن حبان (4340) من طريق ابن وهب أني سفيان بن عيينة عن أيوب بن موسى عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "من حلف (1) فقال: إن شاء الله، لم (2) يحنث" اللفظ لابن حبان

وأخرجه البيهقي (10/ 46) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة ثنا سفيان بن عيينة به.

وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات، وأيوب بن موسى هو ابن عمرو المكي.

3 -

عبيد الله بن عمر العمري.

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 140) عن أبي الشيخ في "الطبقات"(225) ثنا محمد بن يحيى ثنا العباس بن يزيد ثنا أبو معاوية عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "من حلف فقال: إن شاء الله، لم يحنث".

العباس بن يزيد هو البحراني وهو صدوق كما في "الكاشف"، والباقون كلهم ثقات، ومحمد بن يحيى هو ابن مندة.

وأخرجه ابن عبد البر (14/ 374) من طريق أبي خالد سليمان بن حيّان الأحمر عن عبيد الله بن عمر به.

وأبو خالد الأحمر صدوق يخطئ.

(1) زاد الطحاوي "بيمين"

(2)

ولفظ الطحاوي "فقد استثنى"

ص: 5037

واختلف فيه على عبيد الله بن عمر، فرواه ابن جريج وعبد الرزاق (16112) عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قوله.

4 -

صخر بن جويرية البصري.

أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"(779) أنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي ثنا صخر بن جويرية ووهيب بن خالد عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "من حلف فقال: إن شاء الله، فقد استثنى"

وإسناده حسن.

5 -

حسان بن عطية الدمشقي.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3099) وعنه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 79) عن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عمرو بن هاشم قال: سمعت الأوزاعي يحدث عن حسان بن عطية عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "من حلف على يمين فاستثنى، ثم أتى، ثم أخلف، فلا كفارة عليه"

وأخرجه تمام (ق 34/ أ) عن أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأدرعي

والخطيب في "التاريخ"(5/ 88) عن نعيم بن أبي نعيم

قالا: ثنا بكر بن سهل الدمياطي به.

قال الطبراني: لم يروه عن الأوزاعي إلا عمرو بن هاشم"

وقال أبو نعيم: غريب من حديث الأوزاعي وحسان، تفرد برفعه عمرو بن هاشم البيروتي"

قلت: وهو مختلف فيه، فقال ابن عدي: ليس به بأس، وقال ابن وارة: ليس بذاك.

وبكر بن سهل قال النسائي: ضعيف.

6 -

محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.

أخرجه تمام (ق 8/ ب) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ثنا الحكم بن يعلي بن عطاء المحاربي الكوفي ثنا صالح بن يحيى عن ابن أبي ليلى عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "من حلف باستثناء فلا حلف عليه".

وإسناده ضعيف جداً، قال أبو حاتم: الحكم بن يعلى متروك الحديث منكر الحديث، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث منكر الحديث.

ص: 5038

7 -

أبو حنيفة النعمان بن ثابت.

أخرجه ابن عساكر (ترجمة عبد الله بن الحسين بن غنجدة ص 187)

وخالفهم جماعة رووه عن نافع عن ابن عمر موقوفاً، منهم:

1 -

مالك بن أنس.

أخرجه في "الموطأ"(2/ 477) ومن طريقه البيهقي (10/ 46)

وإسناده صحيح.

2 -

موسى بن عقبة.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(5/ 181) ثنا أبو بشر الرقي ثنا شجاع بن الوليد عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر قال: من حلف يمين فقال في إثرها: إن شاء الله، فإنه إن لم يفعل ما حلف عليه، لم يحنث".

رواه داود بن عبد الرحمن العطار عن موسى بن عقبة فقال فيه "ثم فعل الذي حلف عليه لم يحنث"(1)

أخرجه البيهقي (10/ 47) وفي "الصغرى"(4011 و 4012)

3 -

عبد الله بن عمر العمري.

أخرجه عبد الرزاق (16111) والبيهقي (10/ 46)

4 -

أسامة بن زيد الليثي.

أخرجه البيهقي (10/ 46)

5 -

أبو عمرو بن العلاء البصري.

أخرجه ابن البختري في "الأمالي"(22)

وأما حديث أي هريرة فأخرجه عبد الرزاق (16118) عن معمر بن راشد عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "من حلف فقال: إن شاء الله، لم يحنث".

(1) رواه داود بن عطاء المدني عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "من حلف على يمين فقال في إثر يمينه: إن شاء الله، ثم حنث فيما حلف فيه، فإن كفارة يمينه إن شاء الله"

أخرجه ابن عدي (3/ 954) والبيهقي (10/ 47) وفي "الصغرى"(4010)

وقال: الموقوف هو الصحيح"

قلت: داود بن عطاء ضعفوه.

ص: 5039

ومن طريقه أخرجه أحمد (2/ 309) وابن ماجه (2104) والترمذي (1532) وفي "العلل"(2/ 656) والنسائي (7/ 29) وأبو يعلى (6246) والطحاوي في "المشكل"(1927) وابن حبان (4341) والطبراني في "الأوسط"(3024)

قال أحمد: قال عبد الرزاق: وهو اختصره -يعني معمرا-"

وقال الترمذي: سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث خطأ، أخطأ فيه عبد الرزاق اختصره من حديث معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنّ سليمان بن داود قال: لأطوفن الليلة على سبعين امرأة تلد كل امرأة غلاما. فطاف عليهنّ فلم تلد امرأة منهنّ إلا امرأةً نصف غلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لو قال: إن شاء الله، لكان كما قال"

قلت: قد صرّح عبد الرزاق بأن الذي اختصره إنما هو معمر.

3593 -

حديث سلمة "من حمل علينا السلاح فليس منا"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (99")(1)

3594 -

"من حوسب عذب"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي من رواية همام عن قتادة عن أنس رفعه: فذكره، وقال: غريب. قلت: والراوي له عن همام علي بن أبي بكر صدوق ربما أخطأ" (2)

أخرجه الترمذي (3338) عن محمد بن عبيد الهمذاني ثنا علي بن أبي بكر عن همام عن قتادة عن أنس به مرفوعاً.

وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه"

وأخرجه ابن عدي (5/ 1828) من طرق عن محمد بن عبيد الهمذاني به.

وقال: سمعت القاسم بن زكريا يقول: هذا الحديث لا أعلم رواه عن عليّ بن أبي بكر غير محمد بن عبيد فقال: حدثنا همام عن قتادة عن أنس. وهذا الطريق كان أسهل على من أخطأ فيه، وهذا الإسناد خطأ، ولا أدري الخطأ من علي بن أبي بكر أو من محمد بن عبيد الهمذاني، وإنما صوابه عن همام ما رواه عمرو بن عاصم عن همام عن أيوب السَّخْتياني عن ابن أبي مُليكة عن عائشة مرفوعاً "من حوسب عذب".

(1) 15/ 216 (كتاب الديات - باب قول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْيَاهَا} [المائدة: 32])

(2)

14/ 193 (كتاب الرقاق - باب من نوقش الحساب عذب)

ص: 5040

وقال أبو زرعة الرازي: محمد بن عبيد عندنا إمام، وعلي بن أبي بكر من الأبدال، وهذا حديث غريب" تهذيب الكمال 26/ 65

قلت: رواته كلهم ثقات إلا أنّ فيه عنعنة قتادة فإنّه كان مدلساً.

3595 -

"من خرج وأمر الناس جميع يريد تفرقهم فاقتلوه"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه مسلم (3/ 1480) عن عرفجة مرفوعاً "من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه".

3596 -

"من خضب بالسواد سود الله وجهه يوم القيامة"

قال الحافظ: وقد أخرج الطبراني وابن أبي عاصم من حديث أبي الدرداء رفعه: فذكره، وسنده لين" (2)

ضعيف

أخرجه ابن عدي (3/ 1077)

عن سليمان بن سيف الحراني

وابن شاهين في "الناسخ"(619)

عن إسحاق بن زيد الخطابي

والشجري في "أماليه"(2/ 249 - 250)

عن جعفر بن محمد بن فضيل الجزري

وعن أبي الأزهر بن منيع الحرشي

قالوا: ثنا محمد بن سليمان بن أبي داود ثنا زهير بن محمد المكي عن الوضين بن عطاء عن جنادة عن أبي الدرداء به مرفوعاً.

قال أبو حاتم: هو حديث موضوع" العلل 2/ 299

قلت: زهير بن محمد هو الخراساني ورواية أهل الشام عنه غير مستقيمة وهذه منها فإنّ محمد بن سليمان بن أبي داود حراني.

ومحمد بن سليمان مختلف فيه: وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه الدارقطني وغيره.

(1) 15/ 223 (كتاب الديات - باب قول الله تعالى: {أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} [المائدة: 45])

(2)

12/ 476 (كتاب اللباس - باب الخضاب)

ص: 5041

3597 -

"من خلع يدا من طاعة لقي الله ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية"

قال الحافظ: وعنده (أي مسلم 1851) في حديث ابن عمر رفعه: فذكره" (1)

3598 -

"من دخل البيت دخل في حسنة وخرج مغفورا له"

قال الحافظ: وقد روى ابن خزيمة والبيهقي من حديث ابن عباس مرفوعاً: فذكره. قال البيهقي: تفرد به عبد الله بن المؤمل وهو ضعيف" (2)

ضعيف

أخرجه البزار (كشف 1161) وابن خزيمة (3013) والطبراني في "الكبير"(11490) وابن عدي (4/ 1456) وتمام (ق 88/ أ) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 208) والبيهقي (5/ 158) وفي "الشعب"(3762) وفي "معرفة السنن"(7/ 344) وفي "الصغرى"(1742) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي سعدويه ثنا عبد الله بن المؤمل عن ابن عبد الرحمن بن محيصن عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً "من دخل البيت دخل في حسنة، وخرج من سيئة مغفورا له، لفظ الطبراني وغيره.

قال البزار: لا نعلمه عن ابن عباس إلا من هذا الوجه"

وقال ابن عدي: غير محفوظ"

وقال البيهقي: تفرد به عبد الله بن المؤمل وليس بقوى"

قلت: وكذا قال أبو زرعة وأبو حاتم: ليس بقوي، وضعفه النسائي وغير واحد، وقواه بعضهم، واختلف فيه قول ابن معين وابن حبان.

3599 -

حديث ابن عمر رفعه "من دخل بغير دعوة دخل سارقا وخرج مغيرا"

قال الحافظ: وهو حديث ضعيف أخرجه أبو داود" (3)

ضعيف

أخرجه أبو داود (3741) وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(332) وابن حبان في "المجروحين"(1/ 293 - 294) وابن عدي (1/ 381 و3/ 968) والبيهقي (7/ 68 و 265)

(1) 16/ 112 (كتاب الفتن - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: سترون بعدي أمورا تنكرونها)

(2)

4/ 212 (كتاب الحج - باب إغلاق البيت)

(3)

11/ 493 (كتاب الأطعمة - باب الرجل يتكلف الطعام لإخوانه)

ص: 5042

وفي "الآداب"(705) وفي "الشعب"(9200 و 9201) والخطيب في "التطفيل"(ص 18 و19 و20).

عن درست بن زياد القشيري

وابن عدي (1/ 380 - 381)

عن خالد بن الحارث البصري

كلاهما عن أبان بن طارق عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "من دعي فلم يجب فقد عصى الله ورسوله، ومن دخل على غير دعوة دخل سارقا وخرج مغيرا".

قال أبو داود: أبان بن طارق مجهول"

وقال ابن عدي: وأبان بن طارق هذا لا يعرف إلا بهذا الحديث، وهذا الحديث معروف به، وله غير هذا الحديث لعله حديثين أو ثلاثة، وليس له أنكر من هذا الحديث"

وقال الخطيب: تفرد برواية هذا الحديث عن نافع مولى ابن عمر أبان بن طارق وعن أبان درست بن زياد"

وقال العراقي: إسناده ضعيف" تخريج الإحياء للحداد 2/ 915

قلت: واختلف فيه على نافع، فرواه عطاء بن عجلان البصري عنه عن ابن عمر قال: من جاء إلى طعام لم يدع إليه دخل غاصبا وأكل حراما وخرج مسخوطا عليه"

أخرجه الخطيب في "التطفيل"(ص 21)

وعطاء بن عجلان كذبه ابن معين والفلاس والجوزجاني، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث.

3600 -

"من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2674) وأبو داود (4609) والترمذي (2674) من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره" (1)

(1) 17/ 65 (كتاب الاعتصام - باب إثم من دعا إلى ضلالة)

ص: 5043

3601 -

"من دعا على ظالمه فقد انتصر"

سكت عليه الحافظ (1).

ضعيف

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 347 - 348) عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي عن ميمون أبي حمزة عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة مرفوعاً "من دعا على من ظلمه فقد انتصر"

وأخرجه الترمذي (3547) وفي "العلل"(2/ 922) وأبو يعلى (4454 و 4631) وابن عدي (6/ 2407) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 307) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 338 - 339 و 2/ 89) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(2/ 613) من طرق عن أبي الأحوص به.

قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي حمزة، وقد تكلم بعض أهل العلم في أبي حمزة وهو ميمون الأعور"

وقال أيضاً: سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: لا أعلم أحدا روى هذا الحديث غير أبي الأحوص، ولكن هو عن أبي حمزة، وضعف أبا حمزة جداً"

وقال ابن عدي: لا أعلم يرويه عن أبي حمزة غير أبي الأحوص"

قلت: إسناده ضعيف لضعف ميمون أبي حمزة.

3602 -

"من دُعي إلى وليمة فلم يأتها فقد عصى الله ورسوله"

قال الحافظ: ووقع في رواية لابن عمر عند أبي عوانة: فذكره" (2)

تقدم الكلام عليه فانظر حديث "من دخل بغير دعوة دخل سارقا وخرج مغيرا"

3603 -

حديث جابر بن سَمُرة مرفوعاً "من دفن ثلاثة فصبر عليهم واحتسب وجب له الجنة" فقالت أم أيمن: أو اثنين؟ فقال "أو اثنين" فقالت: وواحد، فسكت، ثم قال "وواحد"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3).

(1) 2/ 383 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب وجوب القراءة للإمام والمأموم)

(2)

11/ 154 (كتاب النكاح - باب من ترك الدعوة فقد عصى الله ورسوله)

(3)

3/ 361 (كتاب الجنائز - باب فضل من مات له ولد فاحتسب)

ص: 5044

وذكره في موضع آخر وقال: رواه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط" وفي سندهما ناصح بن عبد الله وهو ضعيف جداً" (1)

ضعيف جداً

أخرجه الطبراني في "الكبير"(2030) وفي "الأوسط"(2510) والقطيعي في "جزء الألف دينار"(175) من طريق ناصح أبي عبد الله عن سِمَاك بن حرب عن جابر بن سمرة مرفوعاً "من دفن ثلاثة من الولد فصبر عليهم واحتسب وجبت له الجنة" فقالت أم أيمن: أو اثنين؟ قال "ومن دفن اثنين فصبر عليهما واحتسبهما وجبت له الجنة" فقالت أم أيمن: وواحدا؟، فسكت أو أمسك، ثم قال "يا أم أيمن من دفن واحدا فصبر عليه واحتسب وجبت له الجنة" اللفظ للطبراني

وقال: لم يرو هذا الحديث عن سماك إلا ناصح"

وقال الهيثمي: وفيه ناصح بن عبد الله أبو عبد الله وهو متروك" المجمع 3/ 10

قلت: فالإسناد ضعيف جداً.

3604 -

حديث أبي أمامة أنّه صلى الله عليه وسلم مرّ بالبقيع، فقال:"من دفنتم اليوم ها هنا؟ "

قال الحافظ: وفي حديث أبي أمامة عند أحمد أنّه صلى الله عليه وسلم مرّ بالبقيع، فقال: فذكره" (2)

ضعيف

أخرجه أحمد (5/ 266) عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي ثنا مُعَان بن رفاعة ثني علي بن يزيد قال: سمعت القاسم أبا عبد الرحمن يحدث عن أبي أمامة قال: مرّ النبي صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحر نحو بقيع الغرقد، قال: فكان الناس يمشون خلفه، قال: فلما سمع صوت النعال وقر ذلك في نفسه، فجلس حتى قدمهم أمامه لئلا يقع في نفسه من الكبر، فلما مرّ ببقيع الغرقد إذا بقبرين قد دفنوا فيهما رجلين، قال: فوقف النبي صلى الله عليه وسلم فقال "من دفنتم ها هنا اليوم؟ " قالوا: يا نبي الله، فلان وفلان، قال "إنهما ليعذبان الآن ويفتنان في قبريهما" قالوا: يا رسول الله، فيم ذاك؟ قال "أما أحدهما فكان لا يتنزه من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة" وأخذ جريدة رطبة فشقها ثم جعلها على القبرين، قالوا: يا نبي الله، ولم فعلت؟ قال "ليخففن عنهما" قالوا: يا نبي الله، وحتى متى يعذبهما الله؟ قال "غيب لا يعلمه إلا الله، ولولا تَمَزُّعُ قلوبكم أو تزيدكم في الحديث لسمعتم ما أسمع"

(1) 14/ 18 (كتاب الرقاق - باب العمل الذي يبتغى به وجه الله)

(2)

1/ 333 (كتاب الوضوء - باب من الكبائر أن لا يستتر من بوله)

ص: 5045

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7869) عن أحمد بن عبد الوهاب بن نَجْدة الحَوْطي ثنا أبو المغيرة به.

قال الهيثمي: وفيه علي بن يزيد الألهاني عن القاسم وكلاهما ضعيف" المجمع 1/ 208

وقال في موضع آخر (3/ 56): وفيه علي بن يزيد وفيه كلام"

قلت: القاسم أبو عبد الرحمن مختلف فيه، وعلي بن يزيد ضعفوه، ومعان بن رفاعة مخنلف فيه: وثقه ابن المديني وغيره، وضعفه ابن معين وغيره.

3605 -

قال له النبي صلى الله عليه وسلم "من ذا؟ " فقال: أنا، فقال "أنا أنا"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه مسلم (2155) من حديث جابر.

3606 -

"من ذبح قبل التشريق فَليُعد"

قال الحافظ: رواه أبو عبيد من مرسل الشعبي، ورجاله ثقات" (2)

مرسل

أخرجه أبو عبيد في "الغريب"(3/ 453) عن عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن سَيَّار عن الشعبي به مرفوعا.

وأخرجه عن هُشيم أنا سيار عن الشعبي مرفوعاً نحوه.

ورواته ثقات، وسيار هو أبو الحكم العنزي.

3607 -

"من ذرعه القيء وهو صائم فليس عليه القضاء، وإن استقاء فليقض"

قال الحافظ: رواه (أي البخاري) في "التاريخ الكبير" قال: قال لي مسدد عن عيسى بن يونس حدثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رفعه قال: فذكره. قال البخاري: لم يصح إنما يُروى عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة، وعبد الله ضعيف جداً. ورواه الدارمي من طريق عيسى أنه قال: زعم أهل البصرة أنّ هشام وهم فيه. وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: ليس من ذا شيء. ورواه أصحاب

(1) 10/ 263 (كتاب التفسير - سورة الممتحنة - باب {إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ} [الممتحنة: 12])

(2)

3/ 110 (كتاب العيدين - باب فضل العمل في أيام التشريق)

ص: 5046

السنن الأربعة والحاكم من طريق عيسى بن يونس به. وقال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من رواية عيسى بن يونس عن هشام، وسألت محمدا عنه فقال: لا أراه محفوظا انتهى وقد أخرجه ابن ماجه والحاكم من طريق حفص بن غياث أيضاً عن هشام، قال: وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة ولا يصح إسناده ولكن العمل عليه عند أهل العلم" (1)

صحيح

أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "نصب الراية"(2/ 449) وعنه الدارمي (1736) والنسائي في "الكبرى"(3130) قال: ثنا عيسى بن يونس عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعاً "إذا ذرع الصائم القيء وهو لا يريده فلا قضاء عليه، وإذا استقاء فعليه القضاء"

قال عيسى بن يونس: زعم أهل البصرة أنّ هشاما أوهم فيه"

وأخرجه أحمد وابنه (2/ 498) والبخاري في "التاريخ الكبير"(1/ 1/ 91 - 92) وأبو داود (2380) وابن ماجه (1676) والترمذي (720) وفي "العلل"(1/ 342) والحربي في "الغريب"(1/ 276) وابن الجارود (385) وابن خزيمة (1960 و 1961) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(665) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 97) وفي "المشكل"(1680) وابن حبان (3518) والاسماعيلي في "معجمه"(ص 321 - 322) والدارقطني (2/ 184) والحاكم (1/ 426 - 427) والشاموخي في "حديثه"(32) والبيهقي (4/ 219) وفي "معرفة السنن"(6/ 261) والبغوي في "شرح السنة"(6/ 293 و 294) والمزي (7/ 142 - 143) من طرق عن عيسى بن يونس به.

قال مهنا عن أحمد: حدّث به عيسى وليس هو في كتابه غلط فيه وليس هو من حديثه" التلخيص 2/ 189

وقال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ليس من ذا شيء"

قال الخطابي: يريد أنّ الحديث غير محفوظ"

وقال البخاري: لم يصح"

وقال الترمذي: حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعاً إلا من حديث عيسى بن يونس. قال محمد: لا أراه محفوظا. وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أبي هريرة مرفوعا ولا يصح إسناده"

(1) 5/ 77 (كتاب الصوم - باب الحجامة والقيء للصائم)

ص: 5047

وخالفهم غير واحد فصححوا الحديث، منهم: ابن خزيمة وابن حبان.

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

وقال الدارقطني: رواته ثقات كلهم"

قلت: وهو كما قالوا، ولم ينفرد عيسى بن يونس به بل تابعه حفص بن غياث الكوفي عن هشام به.

أخرجه ابن ماجه (1676) وابن خزيمة (3/ 226) والحاكم (1/ 426) والبيهقي (4/ 219)

وقال: تفرد به هشام بن حسان القُرْدُوسي"

قلت: وهو ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين كما قال الحافظ في "التقريب".

وللحديث طريقين آخرين ضعيفين:

الأول: أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 38) وأبو يعلى (6604) والدارقطني (2/ 184 - 185 و 185) من طرق عن عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عن جده عن أبي هريرة به مرفوعاً.

وقال الدارقطني: عبد الله بن سعيد ليس بالقوي"

والثاني: أخرجه ابن عدي (4/ 1641) لكن في إسناده عباد بن كثير الثقفي وهو متروك.

وله شاهد عن عبد الله الصنابحي رفعه "من أصبح صائما، فاحتلم أو احتجم أو ذرعه القيء فلا قضاء عليه، ومن استقاء فعليه القضاء"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1591) عن أبي جعفر أحمد بن محمد بن حميد المقرئ البغدادي ثنا أبو بلال الأشعري ثنا محمد بن أبان القرشي عن زيد بن أسلم عن بن يسار عن الصنابحي به.

وقال: لم يروه عن زيد بن أسلم عن الصنابحي إلا محمد بن أبان"

وقال الهيثمي: وفيه أبو بلال الأشعري وهو ضعيف" المجمع 3/ 170

قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يغرب ويتفرد، ولينه الدارقطني والحاكم.

وله شاهد آخر من حديث أبي سعيد أخرجه ابن وهب في "الموطأ"(289) وفيه عطاء بن عجلان الحنفي قال ابن معين وغيره: ضعيف.

ص: 5048

3608 -

"من ذكر الله ففاضت عيناه من خشية الله حتى يصيب الأرض من دموعه لم يعذب يوم القيامة"

قال الحافظ: رواه الحاكم من حديث أنس مرفوعا" (1)

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1663)

عن إسحاق بن زيد الخطابي

و (6167)

عن وهب بن حفص الحرّاني

قالا ثنا محمد بن سليمان بن أبي داود ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس مرفوعاً به.

وقال: لم يرو هذا الحديث عن أبي جعفر الرازي إلا محمد بن سليمان بن أبي داود"

قلت: تابعه إبراهيم بن سليمان ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع عن أنس به.

أخرجه الحاكم (4/ 260)

وقال: صحيح الإسناد"

قلت: أبو جعفر الرازي مختلف فيه، والربيع بن أنس ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: الناس يتقون من حديثه ما كان من رواية أبي جعفر الرازي عنه لأن في أحاديثه عنه اضطرابا كثيرا.

3609 -

"من ذكرت عنده ولم يصلّ عليّ فمات فدخل النار فأبعده الله"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة، وله شاهد عنده وصححه الحاكم، وله شاهد من حديث أبي ذر في الطبراني، وآخر عن أنس عند ابن أبي شيبة، وآخر مرسل عن الحسن عند سعيد بن منصور، وأخرجه ابن حبان من حديث أبي هريرة، ومن حديث مالك بن الحويرث، ومن حديث عبد الله بن عباس عند الطبراني، ومن حديث عبد الله بن جعفر عند الفريابي" (2)

تقدم الكلام عليه في حرف الشين فانظر حديث "شقي عبد ذكرت عنه فلم يصلّ عليّ"

(1) 2/ 288 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة)

(2)

13/ 421 (كتاب الدعوات - باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم)

ص: 5049

3610 -

"من رأى أنّه شرب لبنا فهو الفطرة"

قال الحافظ: وعند الطبراني من حديث أبي بكرة رفعه: فذكره" (1)

ضعيف جداً

وذكره الهيثمي في "المجمع"(7/ 183) وقال: رواه الطبراني وفيه الحكم بن ظُهير وهو متروك"

ولفظه "من رآني في المنام فقد رآني في اليقظة، ومن رأى أنه يشرب لبنا فهي الفطرة، ومن رأى أنّ عليه درعا من حديد فهي حصانة دينه، ومن رأى أنه يبني بيتا فهو عمل يعمله، ومن رأى أنه غرق فهو في النار"

3611 -

"من رأى شيئاً فأعجبه فقال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، لم يضره"

قال الحافظ: وأخرج البزار وابن السني من حديث أنس رفعه: فذكره" (2)

ضعيف جداً

أخرجه البزار (كشف 3055) وابن السني (207) وابن عدي (3/ 117) من طريق حجاج بن نُصير البصري ثنا أبو بكر الهذلي عن ثُمامة بن عبد الله عن أنس به مرفوعاً.

زاد ابن السني "العين -يعني لا يصيبه العين-".

قال البزار: لا نعلم رواه إلا أنس، ولا نعلم له إلا هذا الطريق"

وقال الهيثمي: رواه البزار من رواية أبي بكر الهذلي، وأبو بكر ضعيف جداً" المجمع 5/ 109

3612 -

"كان النبي صلى الله عليه وسلم مما يقول لأصحابه: من رأى منكم رؤيا"

سكت عليه الحافظ (3).

أخرجه البخاري (فتح 16/ 99)

3613 -

"من رأى منكم منكرا فليغيره بيده"

سكت عليه الحافظ (4).

أخرجه مسلم (49) عن أبي سعيد.

(1) 16/ 50 (كتاب التعبير - باب اللبن)

(2)

12/ 314 (كتاب الطب - باب العين حق)

(3)

1/ 33 (باب كيف كان بدء الوحي)

(4)

16/ 163 (كتاب الفتن - باب الفتنة التي تموج كموج البحر)

ص: 5050

3614 -

"من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الثاني"

قال الحافظ: وأخرج الحاكم من حديث أنس رفعه: فذكره" (1)

ضعيف

وله عن أنس طريقان:

الأول: يرويه زهير بن محمد أخبرني عبد الرحمن بن زيد عن أنس به مرفوعاً.

أخرجه الحاكم (2/ 161) ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عيسى بن زيد اللخمي (2) بتنيس ثنا عمرو بن أبي سلمة التنيسي ثنا زهير بن محمد به (3).

وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وعبد الرحمن هذا هو ابن زيد بن عقبة الأزرق مدني ثقة مأمون"

قلت: وزهير بن محمد هو التميمي أبو المنذر الخراساني ورواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعف بسببها، وهذه منها، فالإسناد ضعيف.

قال البخاري: ما روى عنه أهل الشام فإنّه مناكير.

وقال أحمد: في رواية الشاميين عن زهير يروون عنه مناكير.

وقال أيضاً: روى عمرو بن أبي سلمة التنيسي عن زهير أحاديث بواطيل كأنّه سمعها من صدقة بن عبد الله فغلط فقلبها عن زهير.

والتنيسي مختلف فيه: ضعفه ابن معين وغيره، ووثقه ابن حبان وغيره.

والحديث أخرجه أيضاً الطبراني في "الأوسط"(976) عن أحمد بن مسعود المقدسي الخياط ثنا عمرو بن أبي سلمة به.

الثاني: يرويه يزيد بن أبان الرقاشي عن أنس مرفوعاً "من تزوج فقد استكمل نصف الإيمان، فليتق الله في النصف الباقي"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7643) من طريق عصمة بن المتوكل ثنا زافر بن سليمان عن إسرائيل بن يونس عن جابر عن يزيد الرقاشي به.

(1) 11/ 12 (كتاب النكاح - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: من استطاع الباءة فليتزوج)

(2)

ذكره الدارقطني في "الضعفاء" وقال: ليس بالقوي. وقد توبع كما سيأتي.

(3)

أخرجه البيهقي في "الشعب"(5101) عن الحاكم به.

ص: 5051

وقال: لم يروه عن زافر إلا عصمة"

قلت: وعصمة ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث، وقال الإمام أحمد: لا أعرفه، وقال العقيلي: قليل الضبط للحديث يهم وهما.

وزافر بن سليمان مختلف فيه، وجابر هو ابن يزيد الجُعْفي وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره، وكذبه غير واحد.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه الخليل بن مرة الضُّبَعي عن يزيد الرقاشي به.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8789) وابن جميع (ص 222) والبيهقي في "الشعب"(5100) والخطيب في "الموضح"(2/ 84) من طريقين عن الخليل بن مرة به.

والخليل بن مرة ضعيف كما قال النسائي وغيره.

وتابعه خالد الحذّاء عن يزيد الرقاشي به.

أخرجه ابن الجوزي في "العلل"(1005) من طريق مالك بن سليمان الهروي ثنا هَيّاج بن بِسْطام عن الحذاء به.

وقال: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم"

وقال العراقي: سنده ضعيف" تخريج الإحياء للحداد 2/ 942

قلت: هياج ضعيف كما قال النسائي وغيره، والرقاشي ضعيف كما قال ابن معين وغيره.

3615 -

"من رغب عن سنتي فليس مني"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه البخاري (فتح 11/ 4 - 5) من حديث أنس.

3616 -

"من ركب البحر إذا ارتج فقد برئت منه الذمة"

قال الحافظ: وفي حديث زهير بن عبد الله يرفعه: فذكره، وفي رواية "فلا يلومنّ إلا نفسه" أخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" وزهير مختلف في صحبته، وقد أخرج

(1) 4/ 7 (كتاب الزكاة - باب وجوب الزكاة)

و5/ 86 (كتاب الصوم - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لمن ظلل عليه واشتد الحر: ليس من البر الصوم في السفر)

ص: 5052

البخاري حديثه في "تاريخه" فقال في روايته: عن زهير عن رجل من الصحابة، وإسناده حسن" (1)

ضعيف

يرويه أبو عمران عبد الملك بن حبيب الجَوْني واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن أبي عمران عن زهير بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أبو عبيد في "الغريب"(1/ 275)

عن عباد بن عباد بن حبيب البصري

وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(898) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(3/ 1228)

عن حماد بن زيد

وابن شاهين كما في "الإصابة"(4/ 91)

عن حماد بن سلمة

ثلاثتهم عن أبي عمران الجوني عن زهير بن عبد الله مرفوعاً "من بات على إجار -أو قال: على سطح- ليس عليه ما يرد قدميه فقد برئت منه الذمة، ومن ركب البحر إذا التج - أو قال: ارتج -فقد برئت منه الذمة- أو قال: فلا يلومن إلا نفسه" اللفظ لأبي عبيد

- ورواه محمد بن جعفر غُندر عن شعبة عن أبي عمران الجوني عن محمد بن زهير بن أبي جبل.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(3079)

قال الحافظ: وقول شعبة: محمد بن زهير، شاذ لاتفاق الحمادين وهشام على أنّه زهير بن عبد الله. والله أعلم. ثم وجدته من طريق ابن المبارك عن شعبة فقال: عن زهير بن أبي جبل ليس فيه محمد. أخرجه الخطيب في "المؤتلف" الإصابة 4/ 92

قلت: ومن طريق ابن المبارك أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(3078) والخطيب في "السابق واللاحق"(ص 75 - 76) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 262)

- وقال محمد بن ثابت العبدي: عن أبي عمران الجوني قال: حدثني بعض أصحاب محمد -وغزونا نحو فارس- فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

(1) 6/ 427 - 428 (كتاب الجهاد - باب ركوب البحر)

ص: 5053

أخرجه أحمد (5/ 79)

ومحمد بن ثابت مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

- وقال أبان بن يزيد العطار: عن أبي عمران الجوني ثنا زهير بن عبد الله -وكان عاملا على توج وأثنى عليه خيرا- عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعاً به.

أخرجه أحمد (5/ 271) ثنا عبد الصمد ثنا أبان به.

وأبان ثقة ثبت، وتابعه أبو قدامة الحارث بن عبيد الأيادي عن أبي عمران الجوني به.

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1194) وفي "التاريخ الكبير"(2/ 1/ 426)

وأبو قدامة ليس بالقوي كما في "الكاشف" للذهبي لكن لا بأس به في المتابعات.

- وقال هشام الدَّسْتُوائي: عن أبي عمران الجوني قال: كنا بفارس وعلينا أمير يقال له زهير بن عبد الله فقال: حدثني رجل أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

أخرجه أحمد (5/ 79) عن أزهر بن القاسم الراسبي البصري عن هشام به.

ورواه وهب بن جرير بن حازم عن هشام فقال فيه: عن زهير بن عبد الله مرفوعاً، ليس فيه عن رجل.

ذكره أبو نعيم في "الصحابة"(3/ 1228)

وزهير بن عبد الله مختلف في صحبته ولم يثبت عندي ما يدل على صحبته.

فقد قال ابن معين: حديث أبي عمران الجوني عن زهير بن عبد الله "من مات فوق أجار" مرسل" المراسيل ص 132

وكذا قال أبو حاتم: هو مرسل" المراسيل ص 60

وذكره ابن حبان في ثقات التابعين على قاعدته.

وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف.

وقال الحافظ في "الإصابة": ذكره البغوي وجماعة في الصحابة، وهو تابعي"

وللحديث شاهد عن علي بن شيبان وآخر عن ابن عباس

فأما حديث علي بن شيبان فأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1192) وأبو داود (5041) وابن عدي (3/ 1184) والبيهقي في "الآداب"(978) والمزي (21/ 286 - 287) من طريق سالم بن نوح البصري أنا عمر بن جابر الحنفي عن وعلة بن عبد الرحمن بن وثّاب

ص: 5054

عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان عن أبيه مرفوعاً "من بات على ظهر بيت ليس عليه حجاب فقد برئت منه الذمة"

قال البخاري: في إسناده نظر"

قلت: وعلة بن عبد الرحمن لا يعرف كما في "الميزان" للذهبي.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن عدي (2/ 702 و 708) من طريق الحسن بن عمارة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعاً "من نام على سطح ليس له ما يستره فخرّ فمات من يومه فقد برأت منه الذمة"

والحسن بن عمارة متروك.

3617 -

"من رمانا بالنبل فليس منا"

قال الحافظ: وعند أحمد من حديث أبي هريرة بلفظ: فذكره، وهو عند الطبراني في "الأوسط""الليل" بدل النبل، وعند البزار من حديث بريدة مثله" (1)

ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث بريدة ومن حديث ابن عباس ومن حديث عبد الله بن جعفر

فأما حديث أبي هريرة فأخرجه أحمد (2/ 321) والبخاري في "الأدب المفرد"(1279) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه"(187) والطحاوي في "المشكل"(1327) والعقيلي (4/ 407) وابن حبان (5607) والطبراني في "الأوسط"(9336) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري ثني سعيد بن أبي أيوب ثني يحيى بن أبي سليمان عن سعيد بن أبي سعيد المَقْبري عن أبي هريرة به مرفوعاً. واللفظ لابن حبان، ولفظ الباقين "بالليل"

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن المقبري إلا يحيى بن أبي سليمان، تفرد به سعيد بن أبي أيوب"

وقال البخاري: في إسناده نظر"

وقال الهيثمي: يحيى بن أبي سليمان وثقه ابن حبان وضعفه آخرون، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 7/ 292

قلت: الحديث رجال إسناده كلهم ثقات غير يحيى بن أبي سليمان المدني وهو

(1) 16/ 131 (كتاب الفتن - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: من حمل علينا السلاح فليس منا)

ص: 5055

مختلف فيه: وثقه ابن حبان والحاكم، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث ليس بالقوي يكتب حديثه، وقال ابن عدي: هو ممن تكتب أحاديثه وإن كان بعضها غير محفوظ، وذكره العقيلي في "الضعفاء".

وأما حديث بريدة فأخرجه البزار (كشف 3334) من طريق ليث بن أبي سليم عن عثمان عن سليمان بن بريدة عن أبيه رفعه "من رمانا بالليل فليس منا"

بإسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطحاوي في "المشكل"(1326) والطبراني في "الكبير"(11553) والقضاعي (355) من طريق سعيد بن منصور ثنا عبد العزيز بن محمد ثني ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس رفعه "من غشنا فليس منا، ومن رمانا بالليل فليس منا".

وإسناده حسن رجاله كلهم ثقات غير عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَردي وهو صدوق كما قال الحافظ في "الفتح"(3/ 495) واختلف عنه:

فقال عبد العزيز بن عبد الله الأويسى: ثنا الدراوردي عن ثور عن أبي الغيث عن أبي هريرة مرفوعاً مثله.

أخرجه ابن مندة في "الإيمان"(553)

وأما حديث عبد الله بن جعفر فأخرجه الطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 217) من طريق سلمة بن رجاء التميمي عن يزيد بن عياض عن صفوان بن سليم عن عبد الله بن جعفر مرفوعاً "من رمى بالليل فليس منا، ومن رقد على سطح لا جدار له فمات فدمه هدر"

قال الهيثمي: وفيه يزيد بن عياض وهو متروك" المجمع 7/ 292

3618 -

"من زادت حسناته على سيئاته فذاك الذي يدخل الجنة بغير حساب، ومن استوت حسناته وسيئاته فذاك الذي يحاسب حسابا يسيرا، ومن أوبق نفسه فهو الذي يشفع فيه بعد أن يعذب"

قال الحافظ: وقد أخرج الحاكم والبيهقي في "البعث" من طريق جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جابر رفعه: فذكره" (1)

(1) 14/ 205 - 206 (كتاب الرقاق - باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب)

ص: 5056

وذكره في موضع آخر وقال: وفي حديث جابر عند ابن أبي حاتم والحاكم: فذكره" (1)

أخرجه ابن عدي (3/ 1077) والبيهقي في "البعث" كما في "النهاية" لابن كثير (ص 321) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن حماد الآملي ص 195)

عن صفوان بن صالح الدمشقي

واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(2055)

عن موسى بن عامر الدمشقي

وابن ماجه (2)(4310)

عن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي

قالوا: ثنا الوليد بن مسلم ثنا زهير بن محمد ثنا جعفر بن محمد عن أبيه قال سمعت جابر بن عبد الله رفعه "شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أمتي"

فقلت: ما هذا يا جابر؟ قال: نعم يا محمد إنّه متى زادت حسناته على سيئاته فذلك الذي يدخل الجنة بغير حساب، وأما الذي قد استوت حسناته وسيئاته فذاك الذي يحاسب حسابا يسيرا ثم يدخل الجنة، وإنما الشفاعة شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن أوبق نفسه وأغلق ظهره.

وأخرجه الحاكم (2/ 382) وعنه البيهقي في "البعث"(1) وفي "الشعب"(307) من طريق يعقوب بن كعب الحلبي ثنا الوليد بن مسلم به بلفظ "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} [الأنبياء: 28] فقال "إنّ شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي".

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

ولم ينفرد الوليد بن مسلم به بل تابعه عمرو بن أبي سلمة التِّنِّيسي أبو حفص الدمشقي ثنا زهير بن محمد به واقتصر على المرفوع فقط.

أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد"(2/ 655) وابن حبان (6467) والحاكم (1/ 69) والبيهقي في "الشعب"(306)

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

(1) 14/ 194 (كتاب الرقاق - باب من نوقش الحساب عذب)

(2)

اقتصر على المرفوع فقط.

ص: 5057

قلت: بل ضعيف لأنّ رواية أهل الشام عن زهير بن محمد وهو التميمي ليست مستقيمة كما صرّح بذلك البخاري وأحمد وأبو حاتم والعجلي.

ولم ينفرد به بل تابعه محمد بن ثابت البُنَاني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر مرفوعاً "شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي"

قال: فقال لي جابر: من لم يكن من أهل الكبائر فماله وللشفاعة.

أخرجه الطيالسي (ص 233) عن محمد بن ثابت به.

وأخرجه الترمذي (2436) وفي "العلل"(2/ 839) وابن خزيمة في "التوحيد"(2/ 654) وابن حبان في "المجروحين"(2/ 252) والآجري في "الشريعة"(ص 338) والحاكم (1/ 69) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 200 - 201) وفي "الصحابة"(1493) وابن عبد البر في "التمهيد"(19/ 69) من طرق عن الطيالسي به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه يستغرب من حديث جعفر بن محمد"

وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث جعفر ومحمد بن ثابت، لم يروه عنه إلا الطيالسي"

قلت: ومحمد بن ثابت البناني ضعيف كما قال أبو داود والنسائي والدارقطني.

3619 -

"أنّ النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثاً ثلاثاً، ثم قال: من زاد على هذا أو نقص فقد أساء وظلم".

قال الحافظ: رواه أبو داود وغيره من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: فذكره، إسناده جيد لكن عدّه مسلم في جملة ما أنكر على عمرو بن شعيب لأنّ ظاهره ذم النقص من الثلاث، وأجيب بأنّه أمر سيئ والإساءة تتعلق بالنقص والظلم بالزيادة، وقيل: فيه حذف تقديره من نقص من واحدة" (1)

وذكره في موضع آخر وقال: صححه ابن خزيمة وغيره من طريق عبد الله بن عمرو بن العاص في صفة الوضوء، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن فرغ "من زاد على هذا فقد أساء وظلم" فإنّ في رواية سعيد بن منصور فيه التصريح بأنه مسح رأسه مرة واحدة" (2)

حسن

(1) 1/ 244 (كتاب الوضوء - باب ما جاء في قول الله عز وجل: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ} [المائدة: 6])

(2)

1/ 310 (كتاب الوضوء - باب مسح الرأس مرة)

ص: 5058

أخرجه أبو عبيد في "الطهور"(81) وابن أبي شيبة (1/ 8 - 9) وأحمد (2/ 180) وأبو داود (135) وابن ماجه (422) والنسائي (1/ 75) وفي "الكبرى"(89 و 90 و 173) وابن الجارود (75) وابن خزيمة (174) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 33 و 36) وابن المنذر في "الأوسط"(1/ 361) وابن الأعرابي (ق 9/ ب) والبيهقي (1/ 79) وفي "الخلافيات"(130 و 281 و 282) والبغوي في "شرح السنة"(229) من طرق عن موسى بن أبي عائشة الكوفي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنّ رجلاً (1) أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كيف الطُّهور (2)؟ فدعا بماء في إناء، فغسل كفيه (3) ثلاثاً، ثم غسل وجهه ثلاثاً، ثم غسل ذراعيه ثلاثاً، ثم مسح برأسه فأدخل أُصْبعيه السَّبَّاحتين (4) في أذنيه، ومسح بإبهاميه على ظاهر أذنيه، وبالسَّباحتين (5) باطن أذنيه، ثم غسل رجليه ثلاثاً ثلاثاً، ثم قال "هكذا (6) الوضوء، فمن زاد على هذا أو نقص (7)، فقد (8) أساء وظلم" أو "ظلم وأساء" اللفظ لأبي داود

قال النووي: هذا حديث صحيح أخرجه أبو داود وغيره بأسانيدهم "الصحيحة" شرح صحيح مسلم 1/ 526

وقال في "الخلاصة"(1/ 116): إسناده صحيح"

قلت: إسناده حسن، موسى بن أبي عائشة ثقة، وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان.

رواه عن موسى بن أبي عائشة: سفيان الثوري وأبو عوانة الوضاح بن عبد الله الواسطي والحكم بن بشير بن سلمان الكوفي وإسرائيل بن يونس الكوفي وهُريم بن سفيان الكوفي وعمرو بن قيس (9).

واختلفوا في قوله: أو نقص.

(1) ولفظ أحمد وغيره "جاء أعرابي"

(2)

وفي لفظ "الوضوء"

(3)

زاد في الخلافيات "حتى أنقاهما"

(4)

ولفظ الطحاوي "السبابتين"

(5)

ولفظ الطحاوي "السبابتين"

(6)

ولفظ أبي عبيد "الوضوء ثلاثا"

(7)

لم يذكر "أو نقص" أحمد والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن الجارود وابن الأعرابي.

(8)

ولفظ أحمد وغيره "فقد أساء وتعدى وظلم"

(9)

رواه أحمد بن منيع (الإتحاف 820) عن أبي بدر شجاع بن الوليد الكوفي عن عمرو بن قيس فلم يسم موسى بن أبي عائشة.

ص: 5059

فذكره أبو عوانة والحكم بن بشير وعمرو بن قيس.

ولم يذكره إسرائيل وهريم بن سفيان.

واختلف عن الثوري فذكره عنه: أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي.

ولم يذكره عنه: يعلي بن عبيد الطنافسي والأشجعي عبيد الله بن عبيد الرحمن.

3620 -

"من زار أخاه المؤمن خاض في الرحمة حتى يرجع"

قال الحافظ: وعند الطبراني من حديث صفوان بن عسّال رفعه: فذكره" (1)

ضعيف جداً

أخرجه الطبراني في "الكبير"(7389) من طريق صالح بن مالك الخوارزمي ثنا عبد الأعلي بن أبي المساور ثنا عاصم بن أبي النَّجُود عن زر بن حبيش قال: أتينا صفوان بن عسال فقال: أزائرين؟ قلنا: نعم، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من زار أخاه المؤمن خاض في رياض الجنة حتى يرجع، ومن عاد أخاه المؤمن خاض في رياض الجنة حتى يرجع"

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(5/ 9) من طريق هشام بن سليمان الكوفي عن عبد الأعلي عن محمد بن سُوقة عن زر بن حبيش به.

وقال: غريب من حديث محمد بن سوقة لا نعرفه إلا من هذا الوجه"

قلت: وإسناده واه، ابن أبي المساور قال ابن معين: ليس بثقة، وقال أبو زرعة وأبو نعيم: ضعيف جداً، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي وابن نمير: متروك الحديث.

3621 -

"من زار قوما فلا يَؤُمُّهم، ولْيَؤُمُّهم رجل منهم"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه مرفوعاً" (2)

ضعيف

أخرجه أحمد (3/ 436 و 436 - 437 و 5/ 53) وأبو داود (596) والترمذي (356) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(924 و 925) وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"(5/ 53) والنسائي (2/ 62) وفي "الكبرى"(862) وابن خزيمة (1520) والطبراني في "الكبير"(19/ 286) والبيهقي (3/ 126) والبغوي في "شرح السنة"(835) والمزي (34/ 93) من

(1) 13/ 112 (كتاب الأدب - باب الزيارة)

(2)

2/ 313 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب إذا زار الإمام قوما فأمهم)

ص: 5060

طرق عن أبان بن يزيد العطار عن بُديل بن ميسرة العقيلي ثني أبو عطية مولى منا قال: كان مالك بن الحويرث يأتينا إلى مصلانا هذا، فأقيمت الصلاة، فقلنا له: تقدم فَصَلِّهْ، فقال لنا: قدموا رجلاً منكم يصلي بكم، وسأحدثكم لم لا أصلي بكم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. اللفظ لأبي داود

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

قلت: الحديث إسناده ضعيف، أبو عطية مجهول كما قال أبو الحسن بن القطان، وقال أبو حاتم: لا يعرف ولا يسمى، وقال ابن المديني: لا يعرفونه، وقال الذهبي في "الميزان": لا يدرى من هو.

3622 -

"من زنى خرج منه الإيمان، فإن تاب تاب الله عليه"

قال الحافظ: وأخرج الطبراني بسند جيد من رواية رجل من الصحابة لم يسم رفعه: فذكره" (1)

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 339) والطبراني في "الكبير"(7224) وأبو نعيم في "الصحابة"(3737) وفي "أخبار أصبهان"(1/ 174) من طرق عن عامر بن إبراهيم الأصبهاني عن يعقوب القمي عن عنبسة عن عيسى بن جارية عن شريك رجل من الصحابة رفعه "من زنا خرج منه الإيمان، ومن شرب الخمر غير مكره ولا مضطر خرج منه الإيمان، ومن انتهب نهبة يستسمر فيها الناس خرج منه الإيمان، فإن تاب تاب الله عليه".

قال الحافظ في "الإصابة"(5/ 78): شريك غير منسوب. قال ابن السكن: رجل من الصحابة رُوي عنه حديث في إسناده نظر مخرجه عن أهل أصبهان. وقال ابن شاهين: شريك لا أعرف اسم أبيه وهو من الصحابة. ثم أخرج هو وابن السكن وابن مندة من طريق يعقوب القمي عن عيسى بن جارية عن شريك رجل من الصحابة، وفي رواية ابن مندة: عن شريك رجل له صحبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من زنى خرج منه الإيمان الحديث" رجاله ثقات.

ووقع في رواية ابن شاهين زيادة عنبسة الرازي بين يعقوب وعيسى، وكذا وقع في رواية ابن قانع، ولم ينسب في شيء مما وقفت عليه"

وقال أبو نعيم: تفرد به يعقوب"

(1) 15/ 64 (كتاب الحدود - باب الزنا وشرب الخمر)

ص: 5061

قلت: وثقه الطبراني وغيره، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وعنبسة هو ابن سعيد قاضي الري وثقه أحمد وغير واحد، وعيسى بن جارية مختلف فيه والأكثرون على تضعيفه، ذكره النسائي والساجي والعقيلي في "الضعفاء" وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال أيضاً: ليس حديثه بذاك، وقال أبو داود والنسائي: منكر الحديث، وقال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو زرعة: لا بأس به.

وللحديث شاهد صحيح من حديث أبي هريرة "إذا زنى الرجل خرج منه الإيمان" وقد تقدم في حرف الهمزة.

3623 -

"من سأل القتل في سبيل الله صادقا ثم مات أعطاه الله أجر شهيد"

قال الحافظ: أخرجه الحاكم، وللنسائي من حديث معاذ مثله" (1)

أخرجه الحاكم (2/ 77) ومسلم (1908) عن أنس.

وحديث معاذ تقدم الكلام عليه عند حديث "من جرح جرحاً في سبيل الله"

3624 -

"من سأل الله الشهادة بصدق بلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه"

قال الحافظ: وللحاكم من حديث سهل بن حُنيف مرفوعاً: فذكره" (2)

أخرجه مسلم (1909)

3625 -

"من سأل الناس تكثرا فإنما يسأل جمرا"

قال الحافظ: وفي صحيح مسلم (1041) من طريق أبي زرعة عن أبي هريرة ما هو مطابق للفظ الترجمة، فاحتمال كونه أشار إليه أولى ولفظه: فذكره" (3)

3626 -

"من سأل الناس ليشري ماله كان خموشا في وجهه يوم القيامة، فمن شاء فليقل، ومن شاء فليكثر"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي من طريق حُبْشي بن جُنادة في أثناء حديث مرفوع" (4)

له عن حبشي بن جنادة طريقان:

الأول: يرويه عامر الشعبي واختلف عنه:

(1) 6/ 356 (كتاب الجهاد - باب تمني الشهادة)

(2)

6/ 356 (كتاب الجهاد - باب تمنى الشهادة)

(3)

4/ 81 (كتاب الزكاة - باب من سأل الناس تكثرا)

(4)

4/ 81 (كتاب الزكاة - باب من سأل الناس تكثرا)

ص: 5062

- فرواه مُجالد بن سعيد الهمداني عن الشعبي واختلف عنه:

• فقيل: عن مجالد عن الشعبي عن حُبْشِي بن جنادة السلولي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع وهو واقف بعرفة، أتاه أعرابي فأخذ بطرف ردائه، فسأله إياه، فأعطاه وذهب، فعند ذلك حرِّمت المسألة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن المسألة لا تحل لغني، ولا لذي مِرَّةِ سَوِي، إلا لذي فقر مُدْقِع، أو غُرْم مُفْظِع، ومن سأل الناس ليُثْريَ به ماله، كان خُمُوشا في وجهه يوم القيامة، ورَضْفا يأكله من جهنم، ومن شاء فليُقِلَّ، ومن شاء فليُكثِر"

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 207) والترمذي (653 و 564) واللفظ له وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1512) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 1/ 22 ومسند طلحة 756) وابن عدي (2/ 849) وأبو نعيم في "الصحابة"(2315) والبغوي في "شرح السنة"(1623) وابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 439)

عن عبد الرحيم بن سليمان الكناني

وابن أبي شيبة (3/ 209 و 210) والعباس الدوري في "التاريخ"(2/ 96) والحربي في "الغريب"(3/ 1074) والطبري (مسند عمر 1/ 22) والقضاعي (1014)

عن عبد الله بن نمير

كلاهما عن مجالد به.

قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه"

• وقال يحيى بن سعيد القطان: عن مجالد عن الشعبي عن وهب بن خنبش قال: فذكره.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 19)

• ورواه ابن المبارك عن مجالد عن الشعبي مرسلاً.

أخرجه ابن زنجويه في "الأموال"(2073)

ومجالد بن سعيد ليس بالقوي وتغير بأخرة وكان يلقن.

- ورواه جابر بن يزيد الجُعْفي عن الشعبي عن حبشي بن جنادة بلفظ "من سأل الناس في غير مصيبة حاجته فكأنما يلتقم الرضفة"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(3505)

ص: 5063

وجابر الجعفي قال ابن معين: ضعيف، وقال أبو حاتم: لا يحتج به.

- ورواه داود بن أبي هند عن الشعبي قال: قال عمر: من سأل الناس، موقوف.

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 209) عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير ثنا داود به.

ورواته ثقات إلا أنّه منقطع.

قال أبو حاتم وأبو زرعة: الشعبي عن عمر مرسل" المراسيل ص 160

الثاني: يرويه إسرائيل بن يونس الكوفي عن أبي إسحاق السبيعي ثني حبشي بن جنادة رفعه "من سأل من غير فقر فإنما يأكل الجمر"

أخرجه أبو عبيد في "الأموال"(1741) وأحمد (4/ 165) والبخاري في "الكبير"(2/ 1/ 127) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 632) وابن أبي عاصم (1513) وابن خزيمة (2446) والطبري (مسند عمر 1/ 23) والطحاوي (2/ 19) والطبراني (3506 و 3508) وابن عدي (2/ 849) وأبو نعيم في "الصحابة"(2314) من طرق عن إسرائيل به.

وأبو إسحاق كان قد اختلط وسماع إسرائيل منه بعد اختلاطه.

ولم ينفرد إسرائيل به بل تابعه:

1 -

قيس بن الربيع عن أبي إسحاق به.

أخرجه ابن قانع (1/ 198) والطبراني في "الكبير"(3507) من طرق عن قيس به.

وقيس مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، ولم أر أحدا ذكره في الرواة عن أبي إسحاق قبل اختلاطه.

2 -

شريك بن عبد الله النخعي الكوفي.

أخرجه ابن قانع (1/ 198)

وشريك مختلف فيه.

وللحديث شاهد عن جماعة من الصحابة فانظر "الترغيب" 1/ 574 - 577 و 591، المجمع 3/ 91 - 92 و 94 و 96، نصب الراية 2/ 399 - 401، الدراية 1/ 266 - 267، شرح معاني الآثار 2/ 20، غاية المرام ص 116 - 118

3627 -

"من سأل الناس وله ما يغنيه جاء يوم القيامة ومسألته في وجهه خموش" قيل: يا رسول الله، وما يغنيه؟ قال "خمسون درهما أو قيمتها من الذهب"

ص: 5064

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وغيره من حديث ابن مسعود مرفوعاً: فذكره، وفي إسناده حكيم بن جبير وهو ضعيف، وقد تكلم فيه شعبة من أجل هذا الحديث، وحدث به سفيان الثوري عن حكيم فقيل له: إن شعبة لا يحدث عنه، قال: لقد حدثني به زُبيد عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد -يعني شيخ حكيم-.

أخرجه الترمذي أيضاً، ونص أحمد في علل الخلال وغيرها على أنّ رواية زبيد موقوفة" (1)

ضعيف

وله عن ابن مسعود طرق:

الأول: يرويه حكيم بن جُبَيْر الكوفي عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد النخعي عن أبيه عن ابن مسعود مرفوعاً، وعن حكيم غير واحد، منهم:

1 -

سفيان الثوري.

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 180) وفي "مسنده"(391) وأحمد (1/ 388 و 441) وأبو يعلى (5217) والهيثم بن كليب (479)

عن وكيع

وأبو عبيد في "الغريب"(1/ 189) وفي "الأموال"(1730)

عن عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي

والدارمي (1648) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(3/ 98 - 99) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 20 و 4/ 372) وفي "المشكل"(488) وابن عدي (2/ 636)

عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد

وابن زنجويه في "الأموال"(2072) والدارمي (1648) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 20 و 4/ 372) وفي "المشكل"(488)

عن محمد بن يوسف الفِرْيابي

ويعقوب بن سفيان (3/ 98 - 99)

عن قَبيصة بن عقبة الكوفي

(1) 4/ 83 (كتاب الزكاة - باب قول الله عز وجل: {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [البقرة: 273])

ص: 5065

وابن عدي (2/ 635 - 636) والخطيب في "التاريخ"(3/ 205)

عن يحيى بن سعيد القطان

كلهم عن سفيان الثوري به.

قال يحيى القطان: فسألت شعبة عن هذا الحديث فقال: قد سمعته من حكيم، إني أخاف الله أن أحدثه"

وحكى المزي في "تحفة الأشراف"(7/ 85) عن النسائي أنّه قال: لا نعرف هذا الحديث إلا من حديث حكيم بن جبير، وحكيم ضعيف"

وقال ابن عبد البر: وهذا الحديث إنما يدور على حكيم بن جبير وهو متروك الحديث" التمهيد 4/ 102

قلت: وقد خولف.

فقد أخرجه أبو داود (1626) وابن ماجه (1840) والترمذي (651) والبزار (1913) والنسائي (5/ 72 - 73) وفي "الكبرى"(2373) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 1/ 23) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(595) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 20 و 4/ 372) وفي "المشكل"(489) وأبو جعفر النحاس في "الناسخ"(2/ 458 - 459) وابن عدي (2/ 636) والدارقطني (2/ 122) وفي "العلل"(5/ 216 - 217) والبيهقي (7/ 24) من طرق عن يحيى بن آدم الكوفي عن سفيان الثوري عن حكيم بن جبير عن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود به.

قال يحيى بن آدم: فقال عبد الله بن عثمان لسفيان: حفظي أنّ شعبة كان لا يروي عن حكيم بن جبير. قال سفيان: فقد حدثناه زُبيد عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد" سنن أبي داود

وفي كتاب البزار: قال يحيى بن آدم: فعلمت أنّ شعبة لا يرضى حكيم بن جبير فقلت له: حدثنيه سفيان عن زبيد عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه، هكذا ولم يقل عن عبد الله، وحكيم بن جبير هذا رجل من أهل الكوفة ضعيف الحديث، وزبيد فلم يسند هذا الحديث عن عبد الله"

وفي كتاب ابن عدي: قال سفيان: حدثني زبيد عن محمد بن عبد الرحمن ولم يزد عليه، قال أحمد بن حنبل: كأنه أرسله أو كره أن يحدث به"

وقال النسائي فيما حكاه عنه المزي: لا نعلم أحدا قال في هذا الحديث: عن زبيد، غير يحيى بن آدم"

ص: 5066

وقال الدارقطني: رواه زبيد ومنصور بن المعتمر عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد لم يجاوز ابنه محمدا، وقولهما أولى بالصواب"

وقال ابن معين: يرويه يحيى بن آدم عن سمان عن زبيد، ولا نعلم أحدا يرويه إلا يحيى بن آدم. وهذا وهم. لو كان هذا هكذا لحدّث به الناس جميعاً عن سفيان، ولكنه حديث منكر" تاريخ الدوري 2/ 127

وقال ابن حزم: حكيم بن جبير ساقط، ولم يسنده زبيد، ولا حجة في مرسل" المحلى 6/ 220 - 221

وتعقبه الشيخ أحمد شاكر فقال: وزبيد ثقة ثبت حجة، وقد أخطأ المؤلف في زعمه أنّ زبيدا لم يسنده فإنّ سياق الرواية يدل على أنّ الثوري يحكي متابعة زبيد لحكيم. ثم ذكر كلام عبد الله بن عثمان الذي تقدم وغيره ثم قال: وهذا صريح جداً في أنّ زبيدا حدّث به عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد كما حدّث به حكيم أي بإسناده وأنّه ليس مرسلاً كما زعم المؤلف رحمه الله، والحديث صحيح من رواية زبيد"

وقال الألباني: قلت: حكيم بن جبير ضعيف لكن متابعة زبيد تقوي الحديث فإنّه ثقة ثبت وكذا سائر الرواة ثقات فالإسناد صحيح من طريق زبيد" الصحيحة حديث رقم 499

كذا قالا، وإنما هو مرسل كما جاء مصرحاً بذلك في رواية البزار، وكما نص على ذلك الدارقطني وغيره.

2 -

شريك بن عبد الله القاضي.

أخرجه الطيالسي (ص 42 - 43) والدارمي (1647) والترمذي (650) والطبري (1/ 24) والدولابي في "الكنى"(1/ 135) والهيثم بن كليب (478 و 480) والدارقطني (2/ 122) والبغوي في "شرح السنة"(1600) والرافعي في "التدوين"(1/ 115) والمزي (25/ 650 - 651) والذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 85 - 86)

وقال الترمذي: حديث ابن مسعود حديث حسن، وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير من أجل هذا الحديث"

وقال الدارقطني: حكيم بن جبير متروك"

3 -

حماد بن شعيب الحِمَّاني الكوفي.

أخرجه ابن عدي (2/ 661) والفضل بن جعفر التميمي في "نسخة أبي مسهر"(82)

وحماد بن شعيب قال ابن معين وغيره: ضعيف.

ص: 5067

4 -

إسرائيل بن يونس الكوفي.

أخرجه العِيسوي في "فوائده"(9) من طريق محمد بن سابق التميمي ثنا إسرائيل به.

وأخرجه ابن حبان في "المجروحين"(1/ 246 - 247) عن زكريا بن يحيى الساجي ثنا عبد الواحد بن غياث ثنا حماد بن سلمة ثنا إسرائيل به.

وقال: هكذا حدثنا الساجي عن إسرائيل عن حكيم بن جبير، ولقد أخبرنا خالد بن النضر بن عمرو القرشي ثنا عبد الواحد بن غياث ثنا حماد بن سلمة عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن حكيم، وهذا أشبه وليس له طريق يعرف ولا رواية إلا من حديث حكيم بن جبير"

وأخرجه الدارقطني (2/ 121 - 122) من طريق محمد بن مصعب القَرْقَساني ثنا حماد عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن ابن مسعود.

وقال: قوله: عن أبي إسحاق، وهم، وإنما هو حكيم بن جبير، وهو ضعيف تركه شعبة وغيره"

وقال في "العلل"(5/ 216): ووهم في قوله: عن أبي إسحاق، وإنما رواه إسرائيل عن حكيم بن جبير"

5 -

شعبة.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(1707) عن النسائي أنا أحمد بن حفص حدثنا أبي ثنا إبراهيم بن طهمان عن شعبة به.

وقال: لم يرو هذا الحديث عن شعبة إلا إبراهيم ويحيى بن سعيد القطان، ولم يروه عن يحيى إلا مسدد"

الثاني: يرويه إبراهيم النخعي عن الأسود بن يزيد عن ابن مسعود.

أخرجه أحمد (1/ 466) عن نصر بن باب الخراساني عن الحجاج بن أرطأة عن إبراهيم به.

ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الكبير"(10199) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 237)

وقال: غريب من حديث إبراهيم لم يروه عنه إلا الحجاج بن أرطاة"

قلت: وهو ضعيف مدلس.

الثالث: يرويه عبد الرحمن بن المِسْور بن مخرمة بن نوفل المدني عن أبيه عن ابن مسعود.

ص: 5068

أخرجه الدارقطني (2/ 121) من طريق محمد بن إسماعيل الجعفري ثنا عبد الله بن سلمة بن أسلم عن عبد الرحمن بن المسور به.

وقال: ابن أسلم ضعيف"

الرابع: يرويه القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن ابن مسعود.

أخرجه الدارقطني (2/ 121) من طريق بكر بن خُنيس الكوفي عن أبي شيبة عن القاسم به.

وقال: أبو شيبة هو عبد الرحمن بن إسحاق ضعيف، وبكر بن خنيس ضعيف"

3628 -

"من سأل منكم وله أوقية أو عدلها فقد سأل إلحافا"

قال الحافظ: وعن عطاء بن يسار عن رجل من بني أسد له صحبة في أثناء حديث مرفوع قال فيه: فذكره، أخرجه أبو داود" (1)

سيأتي الكلام عليه فانظر حديث "من سأل وله أربعون درهما فهو ملحف"

3629 -

"من سأل وعنده ما يغنيه فإنما يستكثر من النار" فقالوا: يا رسول الله وما يغنيه؟ قال "قدر ما يغديه ويعشيه"

قال الحافظ: وعن سهل بن الحنظلية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، أخرجه أبو داود وصححه ابن حبان" (2)

صحيح

وله عن سهل بن الحنظلية طريقان:

الأول: يرويه ربيعة بن يزيد الإيادي الدمشقي ثني أبو كبشة السلولي أنّه سمع سهل بن الحنظلية الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنّ عيينة والأقرع سألا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً، فأمر معاوية أن يكتب به لهما، ففعل، وختمها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر بدفعه إليهما، فأما عيينة فقال: ما فيه؟ قال "فيه الذي أمرت به" فقبله وعقده في عمامته، وكان أحكم (3) الرجلين، وأما الأقرع فقال: احمل صحيفة لا أدري ما فيها كصحيفة المتلبس، فأخبر معاوية رسول الله صلى الله عليه وسلم بقولهما. وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة (4) فمرّ ببعير مُنَاخ على باب

(1) 4/ 83 (كتاب الزكاة - باب قول الله عز وجل: {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [البقرة: 273])

(2)

4/ 83 (كتاب الزكاة - باب قول الله عز وجل: {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [البقرة: 273])

(3)

وفي لفظ "أحلم"

(4)

وفي لفظ "حاجته"

ص: 5069

المسجد من أول النهار، ثم مرّ به آخر النهار وهو (1) على حاله، فقال "اين صاحب هذا البعير؟ "(2) فابتغي فلم يوجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اتقوا الله في هذه البهائم، ثم اركبوها صِحَاحا، واركبوها (3) سمانا، كالمُتَسَخِّط آنفا، إنّه من سأل (4) وعنده ما يغنيه، فإنما يستكثر من نار (5) جهنم"

أخرجه أحمد (4/ 180 - 181) واللفظ له وابن حبان (545 و 3394) والبيهقي (7/ 25)

عن علي بن المديني

والطبراني في "مسند الشاميين"(585) وابن بشران (1500)

عن سهل بن زَنْجَلة الرازي

وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(2/ 534 - 535)

عن سلمان بن أحمد الحرشي

قالوا: ثنا الوليد بن مسلم ثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثني ربيعة بن يزيد به.

قال موسى ابن هارون الحمال: إسناده صحيح" أمالي ابن بشران ص 277

وقال ابن حزم: وهذا لا شيء لأن أبا كبشة السلولي مجهول" المحلى 6/ 219

وتعقبه الشيخ أحمد شاكر فقال: إسناده صحيح، وأبو كبشة ليس مجهولا بل هو تابعي ثقة، وثقه العجلي وغيره"

وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 3/ 96

قلت: لم يخرج الشيخان لسهل بن الحنظلية، والحديث إسناده صحيح كما قال الشيخ أحمد شاكر، وأبو كبشة السلولي احتج به البخاري، وذكره يعقوب بن سفيان في ثقات التابعين من أهل مصر، ووثقه الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب".

ولم ينفرد الوليد بن مسلم به بل تابعه غير واحد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، منهم:

1 -

أيوب بن سويد الرّملي.

(1) وفي لفظ "وهو في مكانه"

(2)

زاد الطبراني "قالوا: لرجل منا من الأنصار"

(3)

ولفظ ابن حبان والطبراني "وكلوها"

(4)

زاد ابن حبان في الموضع الثاني "شيئاً"

(5)

ولفظ ابن حبان "جمر"

ص: 5070

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2075) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 1/ 24 - 25) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 20) من طرق عن أيوب بن سويد به.

وأيوب بن سويد قال أحمد وغيره: ضعيف.

2 -

عمر بن عبد الواحد بن قيس السلمي الدمشقي.

أخرجه ابن أبي عاصم (2074) عن محمد بن مُصَفى الحمصي ثنا عمر بن عبد الواحد به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5620) عن يحيى بن عبد الباقي المصيصي ثنا محمد بن مصفى به.

وإسناده حسن، محمد بن مصفى صدوق ومن فوقه كلهم ثقات.

3 -

الوليد بن مزيد البيروتي.

أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 338 - 339) عن العباس بن الوليد بن مزيد ثنا أبي به.

وإسناده صحيح رواته ثقات.

4 -

بشر بن بكر التِّنِّيسي.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(486) عن الربيع بن سليمان المرادي ثنا بشر بن بكر به.

وإسناده صحيح رواته ثقات.

- ورواه هشام بن عمار عن صدقة بن خالد الأموي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر واختلف عنه:

• فرواه محمد بن أبي زرعة الدمشقي عن هشام بن عمار كرواية الوليد بن مسلم ومن تابعه.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(584)

• ورواه أبو عبيد في "الأموال"(1737) وابن زنجويه في "الأموال"(2077) عن هشام بن عمار فلم يذكرا ربيعة بن يزيد.

والأول أصح.

ص: 5071

ولم ينفرد عبد الرحمن بن يزيد به بل تابعه محمد بن مهاجر بن أبي مسلم دينار الأنصاري الشامي عن ربيعة بن يزيد عن أبي كبشة عن سهل بن الحنظلية به.

أخرجه أبو داود (1629) عن عبد الله بن محمد النفيلي ثنا مِسكين بن بُكير ثنا محمد بن مهاجر به.

وأخرجه ابن خزيمة (2391)

عن محمد بن يحيى الذهلي

والبيهقي (7/ 25)

عن أبي شعيب عبد الله بن الحسن الحرّاني

قالا: ثنا النفيلي به.

وأخرجه عمر بن شبة (2/ 535 - 536) عن أحمد بن عبد الرحمن بن عقال الحراني ثنا مسكين بن بكير به.

وإسناده حسن، مسكين بن بكير قال أحمد وابن معين وأبو حاتم: لا بأس به، والباقون ثقات.

الثاني: يرويه أبو كليب العامري عن أبي سلام الحبشي عن سهل بن الحنظلية.

أخرجه ابن زنجويه (2079) عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار المصري ثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن رجل عن أبي كليب به.

ورواه أبو عبيد (1738) عن أبي الأسود فلم يذكر "عن رجل".

قال ابن حزم: وهذا لا شيء لأنّ ابن لهيعة ساقط" المحلى 6/ 219

قلت: وأبو كليب لم أقف له على ترجمة.

3630 -

"من سأل وله أربعون درهما فهو ملحف"

قال الحافظ: ولأحمد والنسائي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه: فذكره" (1)

صحيح

(1) 9/ 270 (كتاب التفسير - سورة البقرة - باب {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [البقرة: 273])

ص: 5072

أخرجه النسائي (5/ 73) وفي "الكبرى"(2375) وابن خزيمة (2448) والبيهقي (7/ 24) وابن عبد البر في "التمهيد"(4/ 100) من طرق عن سفيان بن عيينة عن داود بن شابور عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به مرفوعاً.

زاد ابن خزيمة "وهو مثل سف المسألة يعني الرمل"

وعند ابن عبد البر "وله أربعون درهما، أو قيمتها"

وإسناده حسن، سفيان وداود ثقتان، وعمرو وأبوه صدوقان.

وللحديث شاهد عن صحابي لم يسم وعن أبي سعيد الخدري وعن أبي ذر

فأما حديث الصحابي الذي لم يسم فيرويه زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن رجل من بني أسد أنّه قال: نزلت أنا وأهلي ببقيع الغرقد فقال لي أهلي: اذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسأله لنا شيئاً نأكله. وجعلوا يذكرون من حاجتهم، فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدت عنده رجلاً يسأله ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لا أجد ما أعطيك" فتولى الرجل عنه وهو مغضب وهو يقول: لعمري إنّك لتعطي من شئت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنه ليغضب عليّ أن لا أجد ما أعطيه، من سأل منكم وله أوقية أو عدلها فقد سأل إلحافا"

قال الأسدي: فقلت: للقحة لنا خير من أوقية، فرجعت ولم أسأله. فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بشعير وزبيب فقسم لنا منه حتى أغنانا الله عز وجل.

أخرجه مالك في "الموطأ"(2/ 999) عن زيد بن أسلم به.

وقال: والأوقية أربعون درهما.

وأخرجه أبو داود (1627) والنسائي (5/ 74) وفي "الكبرى"(2377) والطحاوي في "المشكل"(487) وفي "شرح المعاني"(2/ 21) وأبو نعيم في "الصحابة"(7179 و 7272) والبيهقي (7/ 24) والبغوي في "شرح السنة"(1601) من طرق عن مالك به.

وأخرجه أبو عبيد في "الغريب"(1/ 191) وفي "الأموال"(1734) وأحمد (4/ 36 و 5/ 430) وابن زنجويه في "الأموال"(2076) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 1/ 21 - 22)

عن سفيان الثوري (1)

(1) هكذا رواه وكيع وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى القطان ومحمد بن يوسف الفريابي عن سفيان.=

ص: 5073

وأبو عبيد في "الأموال"(1735)

عن هشام بن سعد المدني

كلاهما عن زيد بن أسلم به.

- وقال سفيان بن عيينة: عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار مرسلاً.

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 209)

والأول أصح لأنّ الوصل زيادة من ثقة وهي مقبولة.

قال ابن عبد البر: حديث صحيح وليس حكم الصاحب إذا لم يسم كحكم من دونه إذا لم يسم عند العلماء لارتفاع الجرحة عن جميعهم وثبوت العدالة لهم. قال الأثرم: قلت لأحمد بن حنبل: إذا قال رجل من التابعين: حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمه فالحديث صحيح؟ قال: نعم" التمهيد 4/ 93 - 94

وقال في موضع آخر: وهو حديث ثابت" التمهيد 4/ 100

قلت: وهو كما قال.

وأما حديث أبي سعيد فأخرجه أحمد (3/ 7 و 9) وأبو داود (1628) والنسائي (5/ 73) وفي "الكبرى"(2376) وابن خزيمة (2447) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(927) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 20) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(2877) وابن حبان (3390) وابن عدي (4/ 1595) والدارقطني (2/ 118) والبيهقي (7/ 24) من طرق عن عبد الرحمن بن أبي الرِّجال المدني عن عُمارة بن غَزيَّة عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال: استشهد أبي يوم أُحد مالك بن سنان وتركنا بغير مال، قال: وأصابتنا حاجة شديدة، فقال لي أمي: يا بني أئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسله لنا شيئاً، فجئته فسلمت عليه وجلست وهو في أصحابه جالس، فقال حين استقبلني "إنّه من يستغن أغناه الله، ومن يستعفف أعفه الله، ومن استكف كفه" قلت: ما يريد غيري، فانصرفت ولم أكلمه في شيء، فقالت لي أمي: ما فعلت؟ فأخبرتها الخبر، قال: فصبرنا والله يرزقنا شيئاً فتبلغنا به حتى ألحت علينا حاجة هي أشدّ منها، فقالت لي أمي: ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسله لنا شيئاً، قال: فجئته وهو جالس في أصحابه فسلمت وجلست فاستقبلني وقال بالقول الأول وزاد فيه

=ورواه مزمل بن إسماعيل البصري عن سفيان فجعله عن ابن عباس.

أخرجه الطبري (1/ 21)

والأول أصح، ومؤمل كثير الخطأ.

ص: 5074

"ومن سأل ولى أوقية فهو ملحف" قلت في نفسي: لنا الياقوتة وهي خير من أوقية، قال: والأوقية أربعون درهما، قال: فرجعت ولم أسأله. اللفظ للبيهقي.

وإسناده صحيح رواته ثقات.

وأما حديث أبي ذر فأخرجه الطبراني في "الكبير"(1630) وعنه أبو نعيم في "الحلية"، (1/ 161) من طريق أبي بكر بن عياش عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين قال: بلغ الحارث -رجل كان بالشام من قريش- أنّ أبا ذر كان به عوز فبعث إليه ثلاثمائة دينار، فقال: ما وجد عبد الله هو أهون عليه مني؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من سأل وله أربعون فقد ألحف" ولآل أبي ذر أربعون درهما وأربعون شاة وما هنين.

وإسناده منقطع، قال أبو حاتم: محمد بن سيرين لم يلق أبا ذر.

3631 -

"من سأل وله أوقية أو عدلها فقد سأل إلحافا"

قال الحافظ: ولأحمد من حديث عطاء بن يسار عن رجل من بني أسد رفعه: فذكره" (1)

انظر الحديث الذي قبله.

3632 -

"من سأل وله أوقية فقد ألحف"

قال الحافظ: وقد تقدم حديث أبي سعيد قريبا من عند النسائي في باب الاستعفاف وفيه: فذكره، وقد أخرجه ابن حبان في "صحيحه"، بلفظ "ملحف" وفي الباب عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عند النسائي بلفظ "فهو الملحف"(2)

انظر الحديث الذي قبله.

3633 -

"من سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف"

قال الحافظ: وروى أحمد وأبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة وابن حبان من طريق عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه مرفوعاً فذكره، وفي رواية ابن خزيمة "فهو ملحف"(3).

انظر الحديث الذي قبله.

(1) 9/ 270 (كتاب التفسير - سورة البقرة - باب {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [البقرة: 273])

(2)

4/ 83 (كتاب الزكاة - باب قول الله عز وجل: {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [البقرة: 273])

(3)

9/ 270 (كتاب التفسير - سورة البقرة - باب {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [البقرة: 273])

ص: 5075

3634 -

"من سرّه أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفِّس عن معسر أو يضع عنه" قال الحافظ: وله (أي مسلم 1563) من حديث أبي قتادة مرفوعاً: فذكره، ولأحمد عن ابن عباس نحوه وقال "وقاه الله من فيح جهنم"(1).

حديث ابن عباس أخرجه أحمد (1/ 327) وإسحاق بن راهويه كما في "اللسان"(6/ 172) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا نوح بن جَعْونة السلمي خراساني عن مقاتل بن حيان عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً "من أنظر معسرا أو وضع له وقاه الله من فيح جهنم، ألا إنّ عمل الجنة حزن بربوة ثلاثاً، ألا إنّ عمل النار سهل بسهوة، والسعيد من وقي الفتن، وما من جرعة أحبّ إليّ من جرعة غيظ يكظمها عبد، ما كظمها عبد لله إلا ملأ الله جوفه إيمانا".

وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(1180) من طريق أبي يحيى بن أبي مسرة ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ثنا نوح به.

ونوح ترجمه الذهبي في "الميزان" وقال: أتى بخبر منكر. ثم ساق له هذا الحديث وقال: فالآفة نوح".

ورجح الحافظ في "اللسان" أنه نوح بن أبي مريم فقال: وهو نوح بن أبي مريم بعينه فإنّ اسم أبي مريم يزيد بن جَعْونة جزم بذلك ابن حبان وترجمته مستوفاة في "التهذيب" وقد أجمعوا على تكذيبه"

وقال البخاري: نوح بن يزيد بن جَعْونة عن مقاتل بن حيان يقال إنه نوح بن أبي مريم"

وقال النسائي: أبو عِصْمة نوح بن جَعْونة، وقيل: ابن يزيد بن جَعْونة، وهو نوح بن أبي مريم قاضي مرو ليس بثقة ولا مأمون، روى عنه المقرئ"

3635 -

"من سرّه أن ينظر إلى من سبقه بعض أعضائه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صُوحان"

قال الحافظ: وروى أبو يعلى من حديث علي مرفوعاً: فذكره" (2)

أخرجه أبو يعلى (511) عن إبراهيم بن سعيد ثنا حسين بن محمد عن الهذيل بن هلال عن عبد الرحمن بن مسعود العبدي عن عليّ مرفوعاً "من سرّه أن ينظر إلى رجل تسبقه بعض أعضائه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان"

(1) 5/ 212 (كتاب البيوع - باب من أنظر معسرا)

(2)

6/ 17 (كتاب الخصومات - باب هل يأخذ اللقطة ولا يدعها تضيع)

ص: 5076

وأخرجه ابن عدي (7/ 2583) عن أبي يعلى فقال فيه: عن هذيل بن بليل.

وأخرجه الخطيب في "التاريخ"(8/ 439 - 440) من طريق أبي بكر بن المقرئ عن أبي يعلى فقال فيه: عن الهذيل بن بلال.

قال الهيثمي: رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفهم" المجمع 9/ 398

قلت: الهذيل بن بلال أظنه المدائني وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وعبد الرحمن بن مسعود أظنه المترجم في "تاريخ بغداد"(7/ 53)، وإبراهيم بن سعيد هو الجوهري، والحسين بن محمد هو المروذي وهما ثقتان.

3636 -

"من سرّه أن ينظر إلى يوم القيامة كأنَّه رأي عين فليقرأ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} و {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} "

قال الحافظ: حديث جيد أخرجه أحمد والترمذي والطبراني وصححه الحاكم من حديث ابن عمر رفعه: فذكره، لفظ أحمد" (1)

أخرجه أحمد (2/ 27 و 36 و 100) عن عبد الرزاق أنا عبد الله بن بَحِير الصنعاني القاص أنّ عبد الرحمن بن يزيد الصنعاني أخبره أنّه سمع ابن عمر رفعه به وزاد "و {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} [الانشقاق: 1] وأحسبه أنّه قال: وسورة هود"

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(9/ 231) وعبد الغني المقدسي في "ذكر النار"(83) والمزي (18/ 17)

وأخرجه الترمذي (4333) وابن أبي الدنيا في "الأهوال"(19) وابن نصر في "قيام الليل"(ص 128) وابن حبان في "المجروحين"(2/ 25) والحاكم (4/ 576) وعبد الغني المقدسي (80) من طرق عن عبد الرزاق به.

وأخرجه أحمد (2/ 37) عن إبراهيم بن خالد بن عبيد الصنعاني ثنا عبد الله بن بحير به.

ومن طريقه أخرجه المقدسي (84)

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: عبد الله بن بحير وثقه ابن معين، وقال هشام بن يوسف: كان يتقن ما سمع.

(1) 10/ 322 (كتاب التفسير - سورة التكوير)

ص: 5077

وأما ابن حبان فجعله اثنين: فالأول ذكره في "الثقات"(7/ 22) فقال: عبد الله بن بحير اليماني يروي عن هانئ مولى عثمان روى عنه هشام بن يوسف قاضي صنعاء.

والثاني ذكره في "المجروحين"(2/ 24 - 25) فقال: أبو وائل القاص اسمه عبد الله بن بحير الصنعاني وليس هو عبد الله بن بحير بن ريسان ذاك ثقة وهذا يروي عن عروة بن محمد بن عطية وعبد الرحمن بن يزيد الصنعاني العجائب التي كأنها معمولة، لا يجوز الاحتجاج به"

وتعقبه الذهبي في "التذهيب" فقال: لم يفرق بينهما أحد قبل ابن حبان وهما واحد"

وقال في "الكاشف": وثق وليس بذاك.

وقال في "المغني": له مناكير.

وقال في "الديوان": منكر الحديث بمرة.

وعبد الرحمن بن يزيد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق.

3637 -

"من سعى لأخيه المسلم في حاجة قضيت له أو لم تقض غفر له"

قال الحافظ: ووقع في حديث عن ابن عباس سنده ضعيف رفعه: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه أبو أحمد عبد الله بن محمد المفسر الناصح المصري في "فوائده"(الخصال المكفرة ص 72 - لسان الميزان (1/ 141) قال: ثنا أحمد بن بكار بن علي بن بكار المصيصي -يكنى أبا طالب، وما عندي عنه غير هذا الحديث- قال: ثنا يوسف بن سعد بن مسلم المصيصي ثنا حجاج عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً به وزاد "ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكتبت له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق"

قال الحافظ: رجاله ثقات أثبات إلا أحمد بن بكار، ويقال له أيضاً: أحمد بن بكرويه البالسي، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ، وضعفه ابن عدي فقال: يروي مناكير عن الثقات. وأما أبو الفتح الأزدي فاتهمه بوضع الحديث، وقال الدارقطني: غيره أثبت منه"

وقال أيضاً: حديث موضوع بسند صحيح، أخرجه الزكي المنذري في جزء "غفران

(1) 13/ 59 (كتاب الأدب - باب تعاون المؤمنين بعضهم بعضا)

ص: 5078

ما تقدم وما تأخر" وقال: رجال إسناده معروفون سوى أحمد بن بكار. قلت: وعندي أنه أحمد بن بكر البالسي أبو سعيد، خبطوا في نسبه، ونسب مرة لجده، وقد ذكر ابن عدي أنه قيل فيه: أحمد بن بكر بن أبي الفضل"

قلت: الذي يظهر لي أنّ أحمد بن بكار المصيصي غير أحمد بن بكر البالسي، فالأول يكنى أبا طالب، وينسب إلى المصيصة، وهي مدينة على ساحل البحر.

والثاني يكنى أبا سعيد، وينسب إلى بالس، وهي مدينة بين الرقة وحلب (1).

3638 -

"من سكن البادية جفا، ومن اتبع الصيد غفل"

قال الحافظ: وأخرج الترمذي من حديث ابن عباس رفعه: فذكره، وله شاهد عن أبي هريرة عند الترمذي أيضاً، وآخر عند الدارقطني في "الأفراد" من حديث البراء بن عازب وقال: تفرد به شريك" (2)

له عن ابن عباس طريقان:

الأول: يرويه أبو موسى اليماني عن وهب بن منبه عن ابن عباس به مرفوعا وزاد "ومن أتى (3) السلطان افتتن"

أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 336) وأحمد (1/ 357) والبخاري في "الكنى"(ص 70) وأبو داود (2859) والترمذي (2256) والنسائي (7/ 172) وفي "الكبرى"(4821) وفي "الإغراب من حديث شعبة وسفيان"(200) والطبراني في "الكبير"(11030) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 72) والبيهقي (10/ 101) وابن عبد البر في "الجامع"(1089 و 1090 و 1091) والذهبي في "سير الأعلام"(4/ 552) وفي "معجم الشيوخ (2/ 256) من طرق (4) عن سفيان الثوري عن أبي موسى اليماني به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عباس لا نعرفه إلا من حديث الثوري"

(1) انظر "اللباب" لابن الأثير.

(2)

12/ 21 (كتاب الذبائح - باب التسمية على الصيد)

(3)

وفي لفظ "اتبع"

(4)

رواه عبد الله بن سلمة الأفطس عن الثوري عن أيوب بن موسى عن طاوس عن ابن عباس.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(560)

وقال: لم يرو هذا الحديث عن سفيان عن أيوب بن مرسى إلا الأفطس، ورواه أبو نعيم والناس عن

سفيان عن أبي موسى اليماني"

قلت: والأفطس قال الفلاس والنسائي وأبو حاتم: متروك.

ص: 5079

وقال الذهبي: أبو موسى مجهول"

قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 664) على قاعدته ولم يذكر عنه راويا إلا الثوري، وقال الذهبي في "الميزان": شيخ يماني يجهل وما روى عنه غير الثوري، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف البتة (الوهم 4/ 362) وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.

الثاني: يرويه يحيى بن صالح الأيلي عن إسماعيل بن أمية عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً "من علق الصيد غفل، ومن لزم البادية يجفي، ومن لزم السلطان افتتن"

أخرجه العقيلي (4/ 409) في ترجمة يحيى بن صالح هذا وقال: أحاديثه مناكير أخشى أن تكون منقلبة، هو بعمر بن قيس أشبه، والحديث يروى بإسناد آخر فيه لين"

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(8955) وقال: تفرد به يحيى بن صالح بإسناده"

وللحديث شاهد عن أبي هريرة يرويه الحسن بن الحكم النخعي واختلف عنه:

- فقال إسماعيل بن زكريا الخُلْقَاني: عن الحسن بن الحكم عن عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعاً "من بدا جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلطان افتتن، وما ازداد عبد من السلطان قربا إلا ازداد من الله بعدا"

أخرجه أحمد (2/ 371) والبزار (كشف 1618) وابن حبان في "المجروحين"(1/ 233) وابن عدي (1/ 312) والقضاعي (339) والبيهقي (10/ 101) وفي "الشعب"(8956) وسبط ابن الجوزي في "الجليس الصالح"(ص 193)

وقال البزار: والحسن بن الحكم ليس بالحافظ"

وقال ابن عدي: وهذا الحديث لا أعلم يرويه بإسناده غير إسماعيل بن زكريا، ولإسماعيل من الحديث صدر صالح، وهو حسن الحديث يكتب حديثه"

قلت: وثقه غير واحد، واختلف فيه قول ابن معين، وقال يزيد بن الهيثم عن ابن معين: إسماعيل صالح الحديث، قيل له: فحجّة هو؟ قال: الحجة شيء آخر.

- وقال غير واحد: عن الحسن بن الحكم عن عدي بن ثابت عن شيخ من الأنصار عن أبي هريرة.

أخرجه أحمد (2/ 440 - 441) وأبو داود (2860) والبيهقي في "الشعب"(8957)

عن محمد بن عبيد الطنافسي

وإسحاق في "مسند أبي هريرة"(430) وأحمد (2/ 440 - 441)

ص: 5080

عن يعلي بن عبيد الطنافسي

وإسحاق (429)

عن عيسى بن يونس

ثلاثتهم عن الحسن بن الحكم به.

قال أبو حاتم: وهو أشبه" العلل 2/ 246

وقال البيهقي: هو المحفوظ"

- وقال شريك بن عبد الله القاضي: عن الحسن بن الحكم عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب.

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(إتحاف الخيرة 1/ 307 - 308، المطالب 3288) وأحمد وابنه (4/ 297) وأبو يعلى (1654) والروياني (383)

قال البوصيري: رجاله ثقات" إتحاف الخيرة 1/ 308

قلت: شريك مختلف فيه.

3639 -

"من سلّ علينا السيف فليس منا"

قال الحافظ: في حديث سلمة بن الأكوع عند مسلم (99): فذكره" (1)

3640 -

"من سلك طريقا يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقا إلى الجنة"

قال الحافظ: وقد أخرج مسلم (2699) حديث أبي هريرة رفعه: فذكره، ولم يخرجه المصنف لاختلاف فيه" (2)

3641 -

قال في الطاعون "من سمع به بأرض فلا يقدم عليه"

سكت عليه الحافظ (3).

أخرجه البخاري (فتح 12/ 290 - 294) من حديث عبد الرحمن بن عوف.

(1) 16/ 131 (كتاب الفتن - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: من حمل عينا السلاح فليس منا)

(2)

1/ 183 (كتاب العلم - باب الخروج في طلب العلم)

(3)

2/ 267 (كتاب الطب - باب الجذام)

ص: 5081

3642 -

حديث ابن عباس "من سمّع سمّع الله به، ومن راءى راءى الله به"

قال الحافظ: وفي حديث ابن عباس عند .. (1)." (2)

أخرجه مسلم (2986)

3643 -

"من سمى المدينة يثرب فليستغفر الله، هي طابة هي طابة"

قال الحافظ: وروى أحمد من حديث البراء بن عازب رفعه: فذكره" (3)

ضعيف

يرويه يزيد بن أبي زياد القرشي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى واختلف عنه:

- فقال أبو علي صالح بن عمر الواسطي: عن يزيد عن عبد الرحمن عن البراء بن عازب مرفوعاً به.

أخرجه أحمد (4/ 285) وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة"(1/ 165) والروياني (346) وأبو يعلى (1688)

- وقال غير واحد: عن يزيد عن عبد الرحمن مرسلاً.

أخرجه عمر بن شبة (1/ 164 - 165)

عن إسماعيل بن زكريا الأسدي

والمفضل الجندي في "فضائل المدينة"(20)

عن سفيان بن عيينة

كلاهما عن يزيد به.

وقال أبو قرة موسى بن طارق اليماني: حُدثت عن يزيد عن عبد الرحمن مرسلاً.

أخرجه الجندي (21)

وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد.

وله شاهد عن ابن عباس مرفوعاً "من قال للمدينة: يثرب، فليستغفر الله"

(1) بياض في المطبوع.

(2)

14/ 120 (كتاب الرقاق - باب الرياء)

(3)

4/ 459 (كتاب الحج - فضائل المدينة - باب فضل المدينة)

ص: 5082

أخرجه عمر بن شبة (1/ 165) من طريق ابن أبي يحيى عن عبد الحميد عن عكرمة عن ابن عباس به.

وابن أبي يحيى واسمه إبراهيم بن محمد كذبه ابن معين وغيره.

3644 -

"من سنّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من يعمل بها من غير أن ينقص من أجره شيء"

سكت عليه الحافظ (1).

وذكره في موضع آخر وأشار إلى ثبوته (2).

انظر الحديث الذي بعده.

3645 -

"من سنّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً، ومن سنّ في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيئاً"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2/ 706 و 4/ 2059 و 2060) من رواية عبد الرحمن بن هلال عن جرير بن عبد الله البجلي في حديث طويل قال فيه: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وأخرجه (2/ 704 - 706 و 4/ 2060) من طريق المنذر بن جرير عن أبيه مثله، لكن قال "شيء" في الموضعين بالرفع، وأخرجه الترمذي (2675) من وجه آخر عن جرير بلفظ "من سنّ سنة خير ومن سن سنة شر"(3)

وذكره في موضع آخر وقال: وقد أخرج مسلم (1017) من حديث جرير: فذكره" (4)

3646 -

حديث كعب بن مالك أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من سيدكم يا بني سلمة؟ " قالوا: جَدُّ بن قيس، فذكر الحديث، فقال "سيدكم بشر بن البراء بن مَعْرور"

قال الحافظ: وقد روى ابن منده وأبو الشيخ في "الأمثال" والوليد بن أبان في كتاب "الجود" له من حديث كعب بن مالك: فذكره. وهو بسكون العين المهملة ابن صخر يجتمع مع عمرو بن الجَمْوح في صخر، ورجال هذا الإسناد ثقات إلا أنّه اختلف في وصله وإرساله على الزهري" (5)

(1) 2/ 475 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة - باب الذكر بعد الصلاة)

(2)

10/ 386 (كتاب فضائل القرآن - باب جمع القرآن)

(3)

17/ 65 (كتاب الاعتصام - باب إثم من دعا إلى ضلالة)

(4)

15/ 210 (كتاب الديات - باب قول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْيَاهَا} [المائدة: 32])

(5)

6/ 104 (كتاب العتق - باب كراهية التطاول على الرقيق)

ص: 5083

أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال"(95)

عن أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي

والطحاوي في "المشكل"(5538)

عن محمد بن النعمان السقطي

والخطيب في "البخلاء"(32) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(536)

عن يعقوب بن سفيان الفارسي

قالوا: ثنا عبد العزيز بن عبد الله العامري الأويسي ثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن كعب بن مالك أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من سيدكم يا بني سلمة؟ " قالوا: سيدنا يا رسول الله جد بن قيس. قال "بم سَوَّدْتُموه؟ " قالوا: بأنّه أكثرنا مالا وإنا لَنَزُنُّهُ بالبخل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وأيّ داء أدوى من البخل؟! ليس ذاك سيدكم" قالوا: فمن سيدنا يا رسول الله؟ قال "سيدكم بشر بن البراء".

ورواه جعفر بن سليمان النوفلي المدني عن عبد العزيز الأويسي ثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن ابن كعب بن مالك عن أبيه. لم يذكر صالح بن كيسان وجعله عن ابن كعب بن مالك عن أبيه.

أخرجه الطبراني (1) في "الكبير"(19/ 81) عن جعفر بن سليمان به.

وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1148) عن الطبراني به.

وأخرجه الخطيب في "البخلاء"(30) عن أبي الفرج محمد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار التاجر أنبأ الطبراني به.

وقال في روايته: عن عبد الله بن كعب عن أبيه.

والأول أصح، وجعفر بن سليمان لم أقف له على ترجمة.

والحديث اختلف فيه على إبراهيم بن سعد، فرواه ابنه يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن صالح بن كيسان عن الزهري عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب مرسلاً.

(1) رواه الطبراني في "الصغير"(317) عن جعفر بن سليمان البرمكي المدني عن الأويسي فقال فيه "بل سيدكم الجَعْد القَطَط عمرو بن الجموح"

ص: 5084

أخرجه ابن سعد (3/ 571)

وهكذا رواه غير واحد عن الزهري فأرسلوه، منهم:

1 -

مَعْمر بن راشد.

أخرجه عبد الرزاق (1)(20705) عن معمر به.

وأخرجه الخرائطي في "المكارم"(1/ 564 و 2/ 607) وفي "المساوئ"(372) عن أحمد بن منصور الرّمادي ثنا عبد الرزاق به.

وأخرجه الخطيب في "البخلاء"(35) من طريق محمد بن سهل بن عسكر التميمي ثنا عبد الرزاق به.

2 -

يونس بن يزيد الأيلي (2).

أخرجه الطبراني في "الكبير"(19/ 81 - 82) وأبو هلال العسكري في "الأوائل"(160)

3 -

محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله المدني ابن أخي الزهري.

أخرجه أبو عروبة في "الأمثال"(الإصابة 1/ 248)

4 -

شعيب بن أبي حمزة.

أخرجه أبو اليمان في "نسخته"(الإصابة 1/ 248) ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(10360) والخطيب في "البخلاء"(33)

وهذا أصح.

وللحديث شاهد عن جابر بن عبد الله وعن أبي هريرة وعن ابن عباس وعن أنس وعن ابن عمر وعن الزبير بن المنذر مرسلاً وعن رجال من بني سلمة لم يُسموا.

فأما حديث جابر فله عنه طرق:

الأول: يرويه حجاج بن أبي عثمان الصواف ثني أبو الزبير ثنا جابر رفعه "من سيدكم يا بني سلمة؟ " قلنا: جد بن قيس على أنا نبخله. قال "وأيّ داء أدوى من البخل؟! بل سيدكم (3) عمرو بن الجموح"

(1) ووقع عنده: عن ابن كعب بن مالك.

(2)

وقال في روايته: عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك.

(3)

زاد البزار "الجعد الأبيض"

ص: 5085

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(296) والبزار (كشف 2705) وأبو الشيخ في "الأمثال"(92 و 93) والسراج في "مسنده" كما في "الاستيعاب"(8/ 295) وأبو نعيم في "الصحابة"(4987) والبيهقي في "الشعب"(10361 و 10362) من طرق عن حجاج الصواف به.

وإسناده صحيح.

الثاني: يرويه سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعاً به.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 317) من طريق قتيبة بن سعيد البلخي ثنا سفيان به.

وأخرجه في "الصحابة"(4986) من طريق عثمان بن يحيى القَرْقَساني ثنا ابن عيينة به.

وقال: غريب من حديث سفيان عن محمد"

الثالث: يرويه سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لبني سلمة "يا بني سلمة من سيدكم؟ " قالوا: جد بن قيس على أنا نبخله. قال "وأيّ داء أردأ من البخل؟! بل سيدكم الأبيض عمرو بن الجموح"

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(4/ 217) وفي "البخلاء"(26) عن أبي عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي أنا محمد بن مخلد العطار ثنا أحمد بن عبد الله الحداد ثنا قَبيصة ثنا سفيان به.

وقال: أخبرنا محمد بن علي بن الفتح قال: قال لنا الدارقطني -وروى هذا الحديث-: ما كتبناه إلا عن ابن مخلد، تفرد به أحمد الحداد عن قبيصة عن ابن عيينة، وتابعه إبراهيم بن سلام المكي وكان ضعيفاً عن ابن عيينة"

قلت: إسناده صحيح، أبو عمر هو عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي البزاز الفارسي قال الخطيب (11/ 13): كتبنا عنه وكان ثقة أمينا، ومحمد بن مخلد قال الدارقطني: ثقة مأمون (تاريخ بغداد 3/ 311) والحداد ذكر الخطيب الحديث في ترجمته وقال: كان ثقة فهما، وقبيصة هو ابن عقبة وثقه ابن معين وغيره.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(10359) من طريق إبراهيم بن إسحاق الصيرفي ثنا أحمد بن عبد الله بن زياد الحداد البغدادي به.

ولم ينفرد (1) سفيان به بل تابعه أبو الربيع أشعث بن سعيد السمان عن عمرو بن دينار عن جابر به.

(1) قال الدارقطني في "العلل"(8/ 41): وغيرهما يرويه عن عمرو بن دينار مرسلا، والمرسل أشبه"

ص: 5086

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8908) وأبو الشيخ في "الأمثال"(91) والوليد بن أبان في "السخاء" كما في "الإصابة"(7/ 95)

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عمرو بن دينار عن جابر إلا الربيع"

كذا قال.

وأبو الربيع السمان قال ابن عبد البر في "الكنى"(1/ 622): هو عندهم ضعيف الحديث، اتفقوا على ضعفه لسوء حفظه، وأنّه كان يخطئ على الثقات فاضطرب حديثه.

الرابع: يرويه حاتم بن إسماعيل المدني عن عبد الرحمن بن عطاء عن عبد الملك بن جابر بن عَتيك عن جابر به إلا أنّه قال "بل سيدكم الأبيض بشر بن البراء"

أخرجه أبو نعيم في "المعرفة"(1149) عن إسحاق بن أحمد بن علي ثنا إبراهيم بن خالد الرازي ثنا محمد بن مهران ثنا حاتم بن إسماعيل به.

وإسحاق بن أحمد ترجمه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 221) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، وإبراهيم (1) بن خالد لم أقف له على ترجمة، ومحمد بن مهران هو الرازي قال ابن معين: ليس به بأس، وحاتم بن إسماعيل وثقه ابن معين وغيره، وعبد الرحمن بن عطاء هو القرشي وهو مختلف فيه: وثقه ابن سعد وغيره، وضعفه البخاري وغيره، وعبد الملك بن جابر وثقه أبو زرعة وغيره.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال"(94)

عن إسحاق بن أحمد الفارسي

وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 250 - 251)

عن محمد بن الحسين بن بهرام

والخطيب في "البخلاء"(37)

عن أحمد بن محمد بن مسروق البغدادي

قالوا: ثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رِزْمة ثنا النضر بن شميل ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنصار "من سيدكم يا بني سلمة؟ "

(1) وتابعه الحسن بن العباس الرازي ثنا محمد بن مهران به.

أخرجه الخطيب في "البخلاء"(36)

ص: 5087

قالوا: الجد بن قيس على أنّ فيه بخلا. قال "وأيّ داء أدوأ من البخل؟! بل سيدكم ابن سيدكم بشر بن البراء بن معرور" اللفظ لأبي نعيم

وإسحاق بن أحمد (1) ومحمد بن الحسين لم أر من ترجمهما، وأحمد بن محمد بن مسروق قال الدارقطني: ليس بالقوي يأتي بالمعضلات، وابن أبي رزمة قال النسائي وجماعة: ثقة، والنضر بن شميل ثقة مشهور، ولم ينفرد به بل تابعه:

1 -

محمد بن يعلى السُّلمي.

أخرجه الحاكم (3/ 219)

وقال: صحيح على شرط مسلم"

كذا قال، ومحمد بن يعلى لم يخرج له مسلم شيئاً، وذكره النسائي فقال: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: متروك الحديث.

2 -

سعيد بن محمد الوراق (2).

أخرجه البزار (كشف 2704) والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند عمر 1/ 101) والطبراني في "الكبير"(1203) وابن عدي (3/ 1238) والحاكم (4/ 163) والخطيب في "البخلاء"(37)

وقال البزار: لا نعلم رواه عن محمد بن عمرو إلا سعيد بن محمد" (3)

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، وسعيد بن محمد هو الوراق ثقة مأمون"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل قال الدارقطني وغيره: متروك"

(1) أظنه المترجم في "أخبار أصبهان"(1/ 221)

(2)

وقال في "رويته""من سيدكم يا بني عبيد؟ "

(3)

ورواه يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو واختلف عنه:

• فرواه ابن سعد (3/ 571) عن يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة مرسلاً.

• ورواه أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري عن عليّ بن الفضل الواسطي عن يزيد بن هارون

وزاد: "عن أبي هريرة".

وقال فيه: "من سيدكم يا بني لحيان؟ "

أخرجه الخطيب في "البخلاء"(23)

والأول أصح، والبربهاري كذبه البرقاني، وقال أبو الفتح محمد بن أبي الفوارس: فيه نظر.

ص: 5088

وقال الهيثمي: وفيه سعيد بن محمد الوراق وهو متروك" المجمع 9/ 315

ولم ينفرد محمد بن عمرو وهو ابن علقمة به بل تابعه عمرو بن دينار عن أبي سلمة عن أبي هريرة به.

إلا أنه قال فيه "ولكن سيدكم عمرو بن الجموح"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3663) وأبو الشيخ في "الأمثال"(90) والاسماعيلي في "معجمه"(ص 647 - 648) والبيهقي في "الشعب"(10358) والخطيب في "البخلاء"(28) من طريق سهيل بن إبراهيم الجارودي ثنا سليمان بن مروان العبدي عن إبراهيم بن يزيد المكي عن عمرو بن دينار به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن عمرو بن دينار إلا إبراهيم بن يزيد، ولا عن إبراهيم إلا سليمان بن مروان، تفرد به سهيل بن إبراهيم"

قلت: وإبراهيم بن يزيد هو الخُوزي قال أحمد والنسائي: متروك الحديث، وقال البخاري: سكتوا عنه.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير"(12116) و"الأوسط"(6174) من طريق أبي شيبة عن الحكم عن مِقْسم عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا معشر الأنصار من سيدكم؟ " قالوا: جد بن قيس وإنا لنبخله، قال "ليس سيدكم، ولكن سيدكم عمرو بن الجموح"

قال الهيثمي: وفيه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان وهو ضعيف" المجمع 9/ 314 - 315

وأما حديث أنس فأخرجه الحسن بن سفيان في "مسنده" كما في "الإصابة"(7/ 95) وأبو الشيخ في "الأمثال"(89) وأبو نعيم في "الصحابة"(4985) والخطيب في "البخلاء"(29) من طريق رشيد أبي عبد الله الزريري ثنا ثابت البُنَاني عن أنس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على مجلس بني سلمة فقال "يا بني سلمة من سيدكم؟ " قالوا: جد بن قيس إلا أنا نبخله. فقال "إنّ السيد لا يكون بخيلا، بل سيدكم الجَعْد الأبيض عمرو بن الجموح"

وإسناده ضعيف، رشيد الزريري قال ابن عدي: حدّث عن ثابت بأحاديث لم يتابع عليها، وقال الذهبي في "الميزان": مجهول.

وأما حديث ابن عمر فأخرجه أبو الشيخ (96) من طريق عبد الله بن إبراهيم الغفاري ثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا "وأيّ داء أدوى من البخل؟! بل سيدكم الأبيض الجَعْد بشر بن البراء بن معرور"

ص: 5089

قال الحافظ في "الإصابة"(1/ 248): أخرجه أبو الشيخ بإسناد ضعيف"

قلت: الغفاري متهم بالوضع، وعبد الرحمن بن زيد ضعيف.

وأما حديث الزبير بن المنذر فأخرجه ابن سعد (3/ 571) عن عفان بن مسلم البصري أنا حماد بن سلمة عن أبي محمد بن معبد بن أبي قتادة عن الزبير بن المنذر رفعه "من سيدكم يا بني سلمة؟ " قالوا: الجد بن قيس على أنّه رجل فيه بخل. قال "وأيّ داء أدوأ من البخل؟! بل سيدكم بشر بن البراء بن معرور"

وأما حديث رجال من بني سلمة فأخرجه الخطيب في "البخلاء"(38) من طريق أحمد بن محمد بن مسروق البغدادي ثنا محمد بن حميد ثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن أبيه إسحاق بن يسار عن رجال من بني سلمة قالوا: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال "يا بني سلمة! من سيدكم؟ " قالوا: جَدُّ بن قيس، على بخل فيه. قال: فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يده وقال "أيّ داء أدوى من البخل؟ لا! ولكن سيدَكم بشر بن البراء بن معرور الأبيض الجعد القَطَطُ"

وإسناده ضعيف لضعف ابن مسروق وابن حميد الرازي، وابن إسحاق مدلس وقد عنعن.

3647 -

حديث عبد الله بن قُرْط أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال في البُدْن التي نحرها "من شاء اقتطع"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (1)

أخرجه أبو عبيد في "الغريب"(2/ 52) وأحمد (4/ 350) وأبو داود (1765) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2407 و 2408) والنسائي في "الكبرى"(4098) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1703 و 1704) والطحاوي في شرح المعاني" (3/ 50) وفي "المشكل" (1319) وابن قانع في "الصحابة" (2/ 103 - 104 و 104) وابن حبان (2811) والطبراني في "الأوسط" (2442) وفي "مسند الشاميين" (475) والحاكم (4/ 221) وأبو نعيم في "الصحابة" (4457 و 4458 و 4459) والبيهقي (5/ 237 و 241 و 7/ 288) والخطيب في "الموضح" (2/ 189 - 190) وفي "تلخيص المتشابه" (2/ 767) والشجري في "أماليه" (2/ 60 و 70 و 77) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة" (1958) وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/ 364 - 365) والمزي (15/ 445) من طرق عن ثور بن يزيد الحمصي ثني راشد بن سعد عن عبد الله بن لُحَي عن عبد الله بن قرط مرفوعاً "إن أعظم (2) الأيام عند الله تبارك

(1) 15/ 66 (كتاب الحدود - باب الزنا وشرب الخمر)

(2)

وفي لفظ "أفضل"

ص: 5090

وتعالى يوم النحر، ثم يوم القَرِّ" قال: وقرِّب لرسول الله صلى الله عليه وسلم بدنات خمس، أو ست، فطفقنَ يزدلفنَ إليه بأيتهنّ يبدأ، فلما وجبت جنوبها، قال: فتكلم بكلمة خفية لم أفهمها، فقلت: ما قال؟ قالوا: قال "من شاء اقتطع"

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن عبد الله بن قرط إلا بهذا الإسناد، تفرد به ثور"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال البيهقي: إسناده حسن"

قلت: رواته ثقات إلا أن عبد الله بن لحي لم يذكر سماعا من عبد الله بن قرط فلا أدري أسمع منه أم لا.

3648 -

حديث الحارث بن عمرو أنّه لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال رجل: يا رسول الله، العتائر والفرائع؟ قال:"من شاء عَتَر ومن شاء لم يَعْتِر، ومن شاء فرَّع ومن شاء لم يفرِّع"

قال الحافظ: وروى النسائي وصححه الحاكم من حديث الحارث بن عمرو: فذكره" (1)

أخرجه ابن سعد (7/ 64) وأحمد (3/ 485) والنسائي (7/ 149) وفي "الكبرى"(4553) والطحاوي في "المشكل"(1066) والطبراني في "الكبير"(3350) والحاكم (4/ 236) وابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 407 - 408)

عن عفان بن مسلم الصفار

وابن سعد (7/ 64) والنسائي (7/ 149) وفي "الكبرى"(4553) والطبراني في "الكبير"(3350) و"الأوسط"(5924) وأبو نعيم في "الصحابة"(2078) والمزي (31/ 304)

عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي

والبخاري في "الكبير"(4/ 2/ 274 - 275) والطبراني في "الكبير"(3350) و "الأوسط"(5924)

عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي

(1) 12/ 15 (كتاب العقيقة - باب العتيرة)

ص: 5091

والنسائي (7/ 148 - 149) وفي "الكبرى"(4552)

عن عبد الله بن المبارك

والنسائي في "اليوم والليلة"(420)

عن المعتمر بن سليمان التيمي

وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(445)

عن زيد بن الحباب العكلي

كلهم عن يحيى بن زُرَارة بن كُريم بن الحارث بن عمرو السهمي الباهلي قال: سمعت أبي يذكر أنّه سمع جده الحارث بن عمرو يحدث أنّه لقي النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع على ناقته العَضْبَاء، فقلت: بأبي أنت يا رسول الله استغفر لي. قال "غفر الله لكم" ثم استدرت إلى الشق الآخر رجاء أن يخصني، فقلت: استغفر لي. فقال "غفر الله لكم" فقال رجل: يا رسول الله، الفَرَائع والعَتَائر؟ فقال "من شاء فرَّع ومن شاء لم يُفرِّع، ومن شاء عَتَر ومن شاء لم يَعْتِر، وفي الغنم أضحيتها"

ثم قال "ألا إنّ دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا"

ولم ينفرد يحيى بن زرارة به بل تابعه:

1 -

عتبة بن عبد الملك السهمي ثني زرارة بن كريم بن الحارث بن عمرو السهمي أنّ الحارث بن عمرو حدّثه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمنى أو بعرفات ويجيئ الأعراب فإذا رأوا وجهه قالوا: هذا وجه مبارك، قال: قلت: يا رسول الله، استغفر لي، قال "اللهم اغفر لنا" قال: فدرت، فقلت: يا رسول الله، استغفر لي، قال "اللهم اغفر لنا" قال: فدرت، فقلت: يا رسول الله استغفر لي، قال "اللهم اغفر لنا" فذهب يبزق فقال بيده فأخذ بها بزاقه فمسح به نعله كره أن يصيب أحدا ممن حوله، ثم قال "يا أيها الناس أيّ يوم هذا؟ وأي شهر هذا؟ فإنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، اللهم هل بلغت وليبلغ الشاهد الغائب"

قال: وأمر بالصدقة فقال "تصدقوا فإني لا أدري لعلكم لا تروني بعد يومي هذا" ووقت يَلَمْلَم لأهل اليمن أن يهلوا منها، وذات عِرْق لأهل العراق أو قال لأهل المشرق، وسأله رجل عن العتيرة؟ فقال "من شاء عتر ومن شاء لم يعتر، ومن شاء فرع ومن شاء لم يفرع" وقال "في الغنم أضحيتها" بأصابع كفه اليمنى فصبها على مفصل الأصبع الوسطى وأصبعه السبابة وعطف طرفها شيئاً.

ص: 5092

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 260 و 2/ 1/ 438) وفي "الأدب المفرد"(1148) وأبو داود (1742) عن أبي معمر عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج المُقْعَد ثنا عبد الوارث بن سعيد ثنا عتبة بن عبد الملك.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3351) وأبو نعيم في "الصحابة"(2079) والمزي (5/ 263 - 264)

عن عليّ بن عبد العزيز البغوي

والبيهقي (5/ 28 و 9/ 312)

عن محمد بن عيسى بن أبي قماش

كلاهما عن أبي معمر المقعد به.

وخالفهم إبراهيم بن أبي داود سليمان البرلسي فرواه عن أبي معمر ثنا عبد الوارث بن سعيد عن عتبة ثني زرارة عن أبيه عن جده. فزاد فيه: عن أبيه.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(1065)

والأول أصح فقد رواه عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد البصري عن أبيه فلم يذكر فيه: عن أبيه.

أخرجه ابن أبي عاصم (1) في "الآحاد"(1257) والحاكم (4/ 232)

وقال: صحيح الإسناد"

قلت: قال عبد الحق في "الأحكام": زرارة لا يحتج بحديثه. قال ابن القطان: يعني أنّه لا يعرف.

وقال الحافظ في "التقريب": له رؤية، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين.

وقال في "الإصابة"(4/ 90) متعقبا على أبي نعيم وابن مندة وابن الأثير: قلت: لم يتقدم لهم في ترجمة الحارث بن عمرو ما يدل على أنّ لزرارة صحبة، ولا رؤية، نعم ذكره ابن حبان في ثقات التابعين وقال: من زعم أنّ له صحبة فقد وهم"

وابنه يحيى وعتبة ذكرهما ابن حبان في "الثقات" وحده، وقال ابن القطان: يحيى لا يعرف حاله.

(1) سقط من إسناده: عن عبد الوارث بن سعيد.

ص: 5093

2 -

سهل بن حصين الباهلي ثني زرارة بن كريم عن الحارث بن عمرو أنّه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهو على ناقته العضباء وكان الحارث رجلاً جسيما فنزل إليه الحارث فدنا منه حتى حاذى وجهه بركبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأهوى نبي الله صلى الله عليه وسلم يمسح وجه الحارث، فما زالت نضرة على وجه الحارث حتى هلك، فقال له الحارث: يا نبي الله ادع الله لي، فقال: اللهم اغفر لنا" فذكر نحو حديث عبد الوارث.

أخرجه ابن أبي عاصم (1)(1258) عن عقبة بن مكرم البصري ثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي ثني سهل بن حصين به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(3352) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا عقبة بن مكرم به.

• ورواه موسى بن إسماعيل التبوذكي عن سهل بن حصين ثنا عبد الله بن الحارث عن الحارث بن عمرو به.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 259 - 260)

وتابعه العلاء بن عبد الجبار العطار ثنا سهل بن حصين به.

أخرجه أبو محمد الفاكهي في "حديثه"(207)

3649 -

حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه "من شاب شيبة فهي له نور إلى أن ينتفها أو يخضبها"

قال الحافظ: ونقل الطبري بعد أن أورد حديث: فذكره، ثم قال بعد أسطر: وحديث عمرو بن شعيب المشار إليه أخرجه الترمذي وحسنه، ولم أر في شيء من طرقه الاستثناء المذكور" (2)

ضعيف

أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار"(مسند الزبير بن العوام 812) عن أبي بكر المستملي محمد بن يزيد الطرسوسي ثنا عبد الوهاب بن عطاء أنا محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن ابن عمرو مرفوعا "من شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة، إلا أن ينتفها أو يخضبها"

(1) ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2080)

(2)

12/ 477 (كتاب اللباس - باب الخضاب)

ص: 5094

وإسناده ضعيف، أبو بكر المستملي قال ابن عدي: يسرق الحديث ويزيد فيه ويضع، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ.

وعبد الوهاب بن عطاء مختلف فيه، وابن إسحاق صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من عمرو بن شعيب.

وله شاهد من حديث عمرو بن عَبسة السلمي أخرجه الطيالسي (ص 157) ثنا عبد الجليل بن عطية عن شهر بن حوشب عن عمرو بن عبسة مرفوعاً "من شاب شيبة في الإسلام أو قال في سبيل الله كانت له نوراً يوم القيامة ما لم يخضبها أو ينتفها"

قلت لشهر: إنهم يصفرون ويخضبون بالحناء، قال: أجل. قال: كأنه يعني السواد.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب"(5972) والخطيب في "الموضح"(2/ 284)

وإسناده ضعيف لانقطاعه.

قال أبو حاتم: شهر بن حوشب لم يسمع من عمرو بن عبسة.

وقال أبو زرعة: شهر بن حوشب لم يلق عمرو بن عبسة.

3650 -

"من شرب في آنية الذهب والفضة أو إناء فيه شيء من ذلك فإنما يجرجر في جوفه نار جهنم"

قال الحافظ: أخرجه الدارقطني والبيهقي عن ابن عمر رفعه: فذكره، قال البيهقي: المشهور عن ابن عمر موقوفاً عليه. ثم أخرجه كذلك، وهو عند ابن أبي شيبة من طريق أخرى عنه "أنه كان لا يشرب من قدح فيه حلقة فضة ولا ضبة مفضضة" ومن طريق أخرى عنه أنّه كان يكره ذلك" (1)

ضعيف

أخرجه الدارقطني (1/ 40) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 141) والبيهقي (1/ 28 - 29) وابن الجوزي في "التحقيق"(107) من طريق أبي يحيى عبد الله بن أحمد بن الحارث بن أبي مسرة المكي ثنا يحيى بن محمد البخاري ثنا زكريا بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع عن أبيه عن ابن عمر به مرفوعاً.

ومن هذا الطريق أخرجه الحاكم في "علوم الحديث"(ص 131) وزاد فيه "عن جده"

(1) 11/ 486 (كتاب الأطعمة - باب الأكل في إناء مفضض)

ص: 5095

وعنه أخرجه البيهقي (1/ 29)

وقال: قوله "عن جده" أظنه وهما فقد أخبرناه أبو الحسن بن إسحاق من أصل كتابه بخط أبي الحسن الدارقطني بدونها، وكذلك أخرجه أبو الحسن الدارقطني في كتابه، وكذلك أخرجه أبو الوليد الفقيه عن محمد بن عبد الوهاب عن أبي يحيى بن أبي مسرة في كتابه دون ذكر جده.

والحديث قال الدارقطني: إسناده حسن"

وقال الحاكم: لفظة "أو إناء فيه شيء من ذلك" لم نكتبها إلا بهذا الإسناد"

وقال الذهبي في "الميزان"(4/ 406): هذا حديث منكر، وزكريا ليس بالمشهور"

وقال ابن عبد الهادي: زكريا بن إبراهيم غير معروف، وقال ابن القطان: حديث ابن عمر لا يصح، وزكريا هو وأبوه لا يعرف لهما حال. وقال شيخنا أبو العباس في "الفتاوى": إسناده ضعيف" التنقيح 1/ 320 و 321

وقال الحافظ: الحديث معلول بجهالة حال إبراهيم بن عبد الله بن مطيع وولده" الفتح 12/ 24

وقال البيهقي: المشهور عن ابن عمر في المضبب موقوفاً عليه.

ثم أخرجه من طريق عبد الله بن نمير عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنّه كان لا يشرب في قدح فيه حلقة فضة ولا ضبة فضة (1).

وأخرجه من طريق علي بن معبد ثنا موسى بن أعْيَن عن خُصيف عن نافع عن ابن عمر أنّه أتي بقدح مفضض ليشرب منه فأبي أن يشرب، فسألته فقال: إنّ ابن عمر منذ سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الشرب في آنية الذهب والفضة لم يشرب في القدح المفضض.

3651 -

حديث أبي هريرة رفعه "من شرب في آنية الفضة والذهب في الدنيا لم يشرب فيهما في الآخرة، وآنية أهل الجنة الذهب والفضة"

قال الحافظ: أخرجه النسائي بسند قوي" (2)

أخرجه ابن ماجه (3374) والنسائي في "الكبرى"(6869) والطبراني في "مسند الشاميين"(1220)

(1) قال الحافظ: سنده على شرط الصحيح" التلخيص 1/ 54

(2)

12/ 200 (كتاب الأشربة - باب آنية الفضة)

ص: 5096

عن هشام بن عمار الدمشقي

والحاكم (4/ 141)

عن محمد بن المبارك الصوري

قالا: ثنا يحيى بن حمزة ثني زيد بن واقد ثني خالد بن عبد الله بن حسين ثني أبو هريرة رفعه "من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة، ومن شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة، ومن شرب في آنية الذهب والفضة في الدنيا لم يشرب بهما في الآخرة، لباس أهل الجنة، وشراب أهل الجنة، وآنية أهل الجنة"

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح" المصباح 4/ 38

قلت: خالد بن عبد الله ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، والباقون ثقات.

3652 -

"من شرب منكم النبيذ فليشربه زبيبا فردا، أو تمرا فردا، أو بُسرا فردا"

قال الحافظ: ولمسلم (3/ 1575) من حديث أبي سعيد: فذكره" (1)

3653 -

حديث أبي سعيد "من شغله القرآن وذكري عن مسألتي"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وحسنه" (2)

انظر حديث "يقول الله تعالى: من شغله ذكري عن مسألتي

"

3654 -

"من شهد له خزيمة أو عليه فحسبه"

قال الحافظ: وأما قصته المذكورة في الشهادة فأخرجها أبو داود والنسائي، ووقعت لنا بعلو في جزء محمد بن يحيى الذهلي من طريق الزهري أيضاً عن عمارة بن خزيمة عن عمه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم ابتاع من أعرابي فرسا فاستتبعه ليقضيه ثمن الفرس، فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم المشي وأبطأ الأعرابي، فطفق رجال يعترضون الأعرابي يساومونه في الفرس حتى زادوه على ثمنه، فذكر الحديث. قال: فطفق الأعرابي يقول: هلم شهيدا يشهد أني قد بعتك، فمن جاء من المسلمين يقول: ويلك إنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ليقول إلا الحق، حتى جاء خزيمة بن ثابت فاستمع المراجعة فقال: أنا أشهد أنك قد بايعته، فقال له

(1) 12/ 169 (كتاب الأشربة - باب من رأى أن لا يخلط البسر والتمر)

(2)

13/ 383 (كتاب الدعوات - باب الدعاء بعد الصلاة)

ص: 5097

النبي صلى الله عليه وسلم "بم تشهد؟ " قال: بتصديقك، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادة خزيمة بشهادة رجلين. ووقع لنا من وجه آخر أنّ اسم هذا الأعرابي سواء بن الحارث، فأخرج الطبراني وابن شاهين من طريق زيد بن الحباب عن محمد بن زرارة بن خزيمة حدثني عمارة بن خزيمة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى فرسا من سواء بن الحارث فجحده، فشهد له خزيمة بن ثابت، فقال له "بم تشهد ولم تكن حاضرا؟ " قال: بتصديقك، وأنّك لا تقول إلا حقا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره" (1)

صحيح

يرويه عُمارة بن خُزيمة بن ثابت واختلف عنه:

- فقال ابن شهاب الزهري: حدثني عمارة بن خزيمة أنّ عمه حدّثه وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم ابتاع فرسا من أعرابي، فاستتبعه النبي صلى الله عليه وسلم ليقضيه ثمن فرسه، فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم المشي وأبطأ الأعرابي، فطفق رجال يعترضون الأعرابي فيساومون بالفرس لا يشعرون أنّ النبي صلى الله عليه وسلم ابتاعه، حتى زاد بعضهم الأعرابي في السوم على ثمن الفرس الذي ابتاعه به النبي صلى الله عليه وسلم، فنادى الأعرابي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن كنت مبتاعا هذا الفرس فابتعه وإلا بعته، فقام النبي صلى الله عليه وسلم حين سمع نداء الأعرابي فقال "أو ليس قد ابتعته منك؟ " قال الأعرابي: لا والله ما بعتك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "بلى قد ابتعته منك" فطفق الناس يلوذون بالنبي صلى الله عليه وسلم والأعرابي وهما يتراجعان، فطفق الأعرابي يقول: هلم شهيدا يشهد أني بايعتك، فمن جاء من المسلمين قال للأعرابي: ويلك، النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن ليقول إلا حقا، حتى جاء خزيمة فاستمع لمراجعة النبي صلى الله عليه وسلم ومراجعة الأعرابي، فطفق الأعرابي يقول: هلم شهيدا يشهد أني بايعتك، قال خزيمة: أنا أشهد أنك قد بايعته، فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على خزيمة فقال "بم تشهد؟ " فقال: بتصديقك يا رسول الله، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادة خزيمة شهادة رجلين.

أخرجه أحمد (5/ 215 - 216) وأبو داود (3607) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2085) والنسائي (7/ 265 - 266) وفي "الكبرى"(6243) وابن خزيمة (تخريج أحاديث المختصر 2/ 17 - 18) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 146) وفي "المشكل"(4802) والحاكم (2/ 17 - 18) والبيهقي (10/ 145 - 146) وفي "معرفة السنن"(19825) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 120 - 121) وابن بشكوال في "المبهمات"(355) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 17 - 81) من طرق عن الزهري به.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ورجاله باتفاق الشيخين ثقات ولم يخرجاه"

(1) 10/ 137 (كتاب التفسير: سورة الأحزاب - باب {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} [الأحزاب: 23])

ص: 5098

وقال الحافظ: هذا حديث صحيح، وعمارة بن خزيمة وثقه النسائي وابن سعد وابن حبان، ولم أر لأحد فيه طعنا. وقد روى عنه أيضاً بعض هذا الحديث ابن ابن أخيه، لكن خالف الزهري في صحابيه"

قلت: وهو كما قالا، وعمارة وثقه العجلي أيضاً.

- وقال محمد بن زرارة بن عبد الله بن خزيمة بن ثابت ثني عمارة بن خزيمة بن ثابت عن أبيه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم اشترى فرسا من سواء بن الحارث المحاربي فجحده، فشهد له خزيمة بن ثابت، فقال له "ما حملك على هذا ولم تكن حاضرا معنا؟ " قال: صدقتك بما جئت به، وعلمت أنك لا تقول إلا حقا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "من شهد له خزيمة أو شهد عليه فحسبه"

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(19) والبخاري في "الكبير"(1/ 1/ 86 - 87) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2084) وأبو يعلى (المطالب 4018/ 3) وابن خزيمة (تخريج أحاديث المختصر 2/ 19) والطبراني في "الكبير"(3730) وابن شاهين في "الصحابة"(الإصابة 4/ 290 - 291) والحاكم (2/ 18) وأبو نعيم في "الصحابة"(2357) والبيهقي (10/ 146) والخطيب في "الموضح"(2/ 106) وفي "الأسماء المبهمة"(ص 121 - 122) وابن بشكوال (356) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 483) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 19) من طريق زيد بن الحباب ثنا محمد بن زرارة به.

قال الحافظ: هذا حديث حسن، ومحمد بن زرارة قال الذهبي في "مختصر السنن": لم أر له ذكرا في الضعفاء ولا أعرفه. قلت: قد ذكره البخاري في "تاريخه" ولم يذكر فيه جرحاً، وأشار إلى حديثه هذا ولم يذكر له علة، وذكره ابن حبان في "الثقات". وليس في حديثه هذا إلا مخالفته للزهري وهو أحفظ منه، لكن كونه من آل بيت خزيمة يقوي أمره، ويؤيده أنّ في سياق كل منهما ما ليس في الآخر"

قلت: حديث الزهري عندي أصح، ومحمد بن زرارة ترجمه البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان في كتبهم ولم يذكروا عنه راويا إلا زيد بن الحباب فهو مجهول.

طريق أخرى:

قال ابن أبي عمر في "مسنده"(المطالب 4018/ 1): ثنا حسين الجُعْفي عن زائدة ثنا أبو فروة الجهني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن خزيمة بن ثابت أنّه مرّ على النبي صلى الله عليه وسلم وقد اشترى فرسا من أعرابي، فجحده الأعرابي البيع فقال: لم أبعك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "قد بعتني" فمرّ عليهم خزيمة بن ثابت فسمع قولهما فقال: أنا أشهد أنك بعت، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "وما

ص: 5099

علمك بذلك ولم تشهدنا؟ " قال: قد شهدنا على ما هو أعظم من ذلك، فأجاز النبي صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين حتى مات خزيمة.

رواته ثقات، وأبو فروة اسمه مسلم بن سالم.

3655 -

حديث عروة بن مُضَرِّس رفعه "من شهد معنا صلاة الفجر بالمزدلفة وكان قد وقف قبل ذلك بعرفة ليلاً أو نهارا فقد تمّ حجه"

قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن وصححه ابن حبان والدارقطني والحاكم، ولفظ أبي داود عنه "أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالموقف يعني بجَمع، قلت: جئت يا رسول الله من جبل طيء فأكللت مطيتي وأتعبت نفسي، والله ما تركت من حبل إلا وقفت عليه، فهل لي من حج؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أدرك معنا هذه الصلاة وأتى عرفات قبل ذلك ليلاً أو نهارا فقد تمّ حجه وقضى تفثه"

وللنسائي "من أدرك جمعا مع الإمام والناس حتى يفيضوا فقد أدرك الحج، ومن لم يدرك مع الإمام والناس فلم يدرك" ولأبي يعلى "ومن لم يدرك جمعا فلا حج له" وقد صنف أبو جعفر العقيلي جزءا في إنكار هذه الزيادة وبيّن أنها من رواية مطرف عن الشعبي عن عروة، وأنّ مطرفا كان يَهِمُ في المتون" (1)

صحيح

وله عن عروة بن مضرس طريقان:

الأول: يرويه عامر الشعبي قال: ثني عروة بن مضرس بن أوس بن حارثة بن لام الطائي قال (2): أتيت (3) النبي صلى الله عليه وسلم وهو (4) بجمع (5) فقلت: يا رسول الله جئتك (6) من جبلي طَيِّءٍ (7)

(1) 4/ 276 (كتاب الحج - باب من قدم ضعفة أهل بليل)

(2)

ولفظ ابن سعد وغيره "أنّه حج على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يدرك الناس إلا ليلا وهم بجمع، فانطلق إلى عرفات ليلاً، فأفاض منها، ثم رجع إلى جمع، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال"

(3)

وفي رواية للطحاوي "أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم"

(4)

ولفظ الدارقطني وغيره "في الموقف من جمع" وفي لفظ للحاكم وغيره "وهو واقف بجمع" وفي لفظ للطبراني "وهو بالموقف بجمع"

(5)

ولفظ الحميدي وغيره "بالمزدلفة" زاد الترمذي "حين خرج إلى الصلاة" وزاد الطبراني في رواية "والناس حوله" وزاد في رواية أخرى "قبل أن يفيض، فلما نظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "وزاد ابن خزيمة في الرواية الثانية "فخرج إلى الصلاة حين برق الفجر"

(6)

وفي لفظ للنسائي والطبراني "أقبلت" وفي رواية للطبراني "طويت الجبين ولقيت شدة"

(7)

زاد الحميدي في الموضع الأول وغيره "والله ما جئت حتى"

ص: 5100

أتعبت (1) نفسي، وأنصبت (2) راحلتي (3)، والله ما تركت (4) من حَبْلٍ إلا وقفت عليه، فهل (5) لي من حج؟ فقال "من (6) شهد (7) معنا هذه (8) الصلاة -يعني صلاة الفجر- بجمع (9)، ووقف (10) معنا (11) حتى (12) نفيض (13) منه، وقد أفاض (14) قبل ذلك من عرفات ليلاً أو نهارا، فقد تمّ حجه وقضى تفثه"

أخرجه الحميدي (900 و 901) والطيالسي (ص 181) وابن سعد (2/ 179 - 180 و 6/ 31 - 32) وابن أبي شيبة (ص 224 - النسخة المفقودة) وفي "المسند"(534) وأحمد (15)(4/ 15 و 261 و 261 - 262 و 262) والبخاري في "الكبير"(4/ 1/ 31) والدارمي (1895 و 1896) وأبو داود (1950) وابن ماجه (3016) والترمذي (891) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2491 و 2492) والنسائي (5/ 213 و 213 - 214 و 214) وفي "الكبرى"(4045 - 4049) وأبو يعلى (946) وابن الجارود (467) وابن خزيمة (2821 و 2822)

(1) ولفظ ابن سعد وغيره "أعملت" وفي لفظ للطبراني "أكللت" ولفظ ابن خزيمة في الموضع الثاني "أنصبت"

(2)

ولفظ ابن ماجه وغيره "وأنضيت" ولفظ ابن خزيمة في الموضع الثاني "وأكللت" وفي رواية للطبراني "وأذللت" وله ولغيره "وأتعبت"

(3)

ولفظ الدارمي وغيره "مطيتي"

(4)

وفي لفظ للطبراني "ما نزلت" وله أيضاً "والله ما نزلتم حبلا وقفتم به إلا وقفت عليه"

(5)

وفي لفظ للطحاوي "فما لي من كبير من الحج" ولفظ ابن حبان في الموضع الأول "هل علي من حج؟ "

(6)

وفي لفظ للطبراني "أفرح روعك، من أدرك إفاضتنا هذه أدرك الحج" وللبيهقي "من وقف معنا بعرفة فقد تم حجه" وللطبراني وغيره "من أدرك جمعا مع الناس والإمام قبل أن يفيضوا فقد أدرك الحج، ومن لم يدرك الناس والإمام بجمع حتى يفيضوا فلم يدرك الحج"

هذه رواية مطرف بن طَريف عن الشعب في رواه عنه جماعة وتفرد بهذا اللفظ.

قال الطحاوي: وهذا المعنى لمن فاته الوقوف بجمع، أنّه لا حج له، فلم نعلم أحدا جاء به في هذا الحديث عن الشعبي غير مطرف، فأما الجماعة من أصحاب الشعبي، فلا يذكرونه فيه، منهم: عبد الله بن أبي السفر، وإسماعيل بن أبي خالد، وزكريا بن أبي زائدة، وداود بن أبي هند ومجالد بن سعيد"

(7)

ولفظ الطيالسي وغيره "صلّى" ولفظ أبي داود وغيره "أدرك"

(8)

ولفظ ابن سعد وغيره "صلاة الغداة" ولفظ ابن حبان في الموضع الأول "هذا الموقف حتى يفيض"

(9)

ولفظ الحاكم وغيره "في هذا المكان"، وللنسائي وغيره "معنا" وفي رواية للطحاوي وغيره "بالمزدلفة" وفي رواية للنسائي "ها هنا معنا"

(10)

وفي لفظ للنسائي "ثم أقام معنا"

(11)

زاد الطيالسي وغيره "هذا الموقف"

(12)

ولفظ البيهقي في "الصغرى" وغيره "حتى يفيض الإمام"

(13)

ولفط الترمذي "ندفع"

(14)

وفي لفظ "أتى" وفي لفظ آخر "وقف" وفي لفظ آخر "شهد"

(15)

واللفظ له في الموضع الأول.

ص: 5101

وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(816) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 207 - 208 و 208) وفي "المشكل"(4688 و 4689 و 4690 و 4691 و 4692 و 4693) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 263 - 264) وابن حبان (3850 و 3851) والطبراني في "الكبير"(17/ 149 و 150 و 150 - 151 و 152 و 152 - 153 و 153 و 154) وفي "الأوسط"(1318 و 3048) وفي "الصغير"(276) والدارقطني (2/ 239 - 240 و 240) والحاكم (1/ 463) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 334 و7/ 189 و 189 - 190 و 190) وفي "الصحابة"(5470) وابن حزم في "المحلى"(7/ 154) والبيهقي (5/ 116 و 173) وفي "معرفة السنن"(7/ 375) وفي "الصغرى"(1752 و 1753) وابن عبد البر في "التمهيد"(9/ 273 و 273 - 274) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(951) وابن الأثير في "أسد الغابة"(4/ 33 - 34) والمزي (20/ 36) وأبو بكر المراغي في "المشيخة"(ص 216) من طرق عن الشعبي عن عروة بن مضرس به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط كافة أئمة الحديث، وهي قاعدة من قواعد الإسلام، وقد أمسك عن إخراجه الشيخان على أصلهما أنّ عروة بن مضرس لم يحدث عنه غير الشعبي"

وقال أبو نعيم: هذا حديث صحيح ثابت"

وقال أبو بكر المراغي: صحيح"

قلت: وهو كما قالوا.

الثاني: يرويه يوسف بن خالد السمتي البصري ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عروة بن مضرس.

أخرجه الحاكم (1/ 463)

وسكت عليه.

وقال الذهبي: قلت: السمتي ليس بثقة"

وقال الحافظ في "التهذيب"(7/ 188): إسناده ضعيف"

3656 -

"من شهر علينا السلاح"

قال الحافظ: أخرجه البزار من حديث أبي بكرة ومن حديث سمرة ومن حديث عمرو بن عوف، وفي سند كل منها لين لكنها يعضد بعضها بعضا" (1)

(1) 16/ 131 (كتاب الفتن - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: من حمل علينا السلاح فليس منا)

ص: 5102

ورد من حديث أبي موسى ومن حديث أبي هريرة ومن حديث عمرو بن عوف ومن حديث أبي بكرة ومن حديث سَمُرة بن جندب.

فأما حديث أبي موسى فأخرجه ابن ماجه (2577) عن محمود بن غيلان المروزي وأبي غريب محمد بن العلاء الهمداني ويوسف بن موسى القطان وعبد الله بن عامر بن بَرّاد الكوفي قالوا: ثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى مرفوعاً "من شهر علينا السلاح فليس منا"

ورواه البخاري (فتح 16/ 131) عن أبي كريب بلفظ: من حمل

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن أبي زمنين في "السنة"(171) والداني في "الفتن"(88) من طريق يحيى بن آدم الكوفي عن شريك عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعاً.

ورواه المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي عن ابن عجلان بلفظ: من حمل.

أخرجه ابن ماجه (2575)

وتابعه أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن ابن عجلان به.

أخرجه الخطيب (12/ 381)

وأما حديث عمرو بن عوف فأخرجه البزار (كشف 3339) وأبو نعيم في "الصحابة"(5049) من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده به مرفوعاً.

وكثير بن عبد الله قال النسائي وغيره: متروك الحديث، وكذبه الشافعي وغيره.

وأما حديث أبي بكرة فأخرجه البزار (3641) عن طالوت بن عباد الصيرفي ثنا سويد بن إبراهيم عن قتادة عن الحسن عن أبي بكرة مرفوعاً "إذا شهر المسلم على أخيه سلاحا فلا تزال ملائكة الله تلعنه حتى يشيمه عنه"

وأخرجه ابن عدي (3/ 1259) عن عليّ بن سعيد بن بشير ثنا طالوت به.

وإسناده ضعيف، قتادة والحسن مدلسان وقد عنعنا، وسويد مختلف فيه، قواه البزار، وضعفه النسائي وغير واحد، واختلف فيه قول ابن معين.

وأما حديث سمرة فأخرجه البزار (كشف 3340) والطبراني في "الكبير"(7042)

من طريق جعفر بن سعد بن سمرة ثني خبيب بن سليمان بن سمرة عن أبيه عن سمرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهى أن يُسِلَّ المسلم على المسلم السلاح.

ص: 5103

وإسناده ضعيف، جعفر قال ابن حزم: مجهول، وقال عبد الحق الإشبيلي: ليس ممن يعتمد عليه، وقال ابن عبد البر: ليس بالقوي، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله.

وخبيب قال ابن حزم: مجهول، وقال الذهبي: لا يعرف، وقال أيضاً: يجهل حاله عن أبيه.

وسليمان قال ابن القطان: لا يعرف حاله.

3657 -

حديث أبي موسى رفعه "من صام الدهر ضيقت عليه جهنم" وعقد بيده.

قال الحافظ: أخرجه أحمد والنسائي وابن خزيمة وابن حبان" (1)

يرويه أبو تَميمة طَريف بن مجالد الهُجَيمي عن أبي موسى الأشعري واختلف عنه:

- فقال أبو العلاء الضحاك بن يسار اليشكري: عن أبي تميمة عن أبي موسى مرفوعاً به.

وقال: هكذا وعقد تسعين.

أخرجه الطيالسي (ص 69) عن الضحاك بن يسار به.

ومن طريقه أخرجه البزار (3063) والبيهقي (4/ 300) وفي "الصغرى"(1415)

وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 78) وأحمد (4/ 414) والعقيلي (2/ 219) وابن حبان (3584) والطبراني في "الأوسط"(2583) والبيهقي في "الشعب"(3608) من طرق عن الضحاك بن يسار به.

قال العقيلي: وقد روي هذا عن أبي موسى موقوفاً، ولا يصح مرفوعا"

قلت: الضحاك بن يسار مختلف فيه، ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وضعفه ابن معين وأبو داود وغيرهما.

ولم ينفرد به بل تابعه: أبان بن أبي عياش عن أبي تميمة عن أبي موسى مرفوعاً.

أخرجه عبد بن حميد (564)

عن همام بن يحيى العَوْذي

وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(714)

عن مروان بن معاوية الفزاري

(1) 5/ 125 (كتاب الصوم - باب حق الأهل في الصوم)

ص: 5104

كلاهما عن أبان به.

قال همام: فقلت له: فإن قتادة لم يرفعه، فقال أبان: أخبرني في بيتي مرفوعاً.

وقال أبو علي الطوسي: هذا حديث حسن غريب"

قلت: أبان قال ابن معين وغيره: متروك الحديث.

- وقال سفيان الثوري: عن أبي تميمة عن أبي موسى موقوفاً.

أخرجه عبد الرزاق (7866)

وإسناده منقطع لأنّ الثوري لم يدرك أبا تميمة.

- ورواه قتادة عن أبي تميمة واختلف عنه:

• فقال سعيد بن أبي عَروبة: عن قتادة عن أبي تميمة عن أبي موسى مرفوعاً.

أخرجه البزار (3062) والنسائي في "الكبرى"(تحفة 6/ 422 - 423) وابن خزيمة (2154 و2155) وأبو عمرو الداني في "البيان في عد آي القرآن"(ص 64) من طرق عن بن أبي عدي البصري عن سعيد بن أبي عروبة به.

قال ابن خزيمة: لم يسند هذا الخبر عن قتادة غير ابن أبي عدي عن سعيد"

قلت: وهما ثقتان لكن سماع ابن أبي عدي من سعيد بعد اختلاطه.

وتابعه عبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري ثنا سعيد بن أبي عروبة به.

أخرجه الروياني (561) عن محمد بن بشار ثنا ابن أبي عدي وعبد الأعلى قالا: ثنا بن أبي عروبة به (1).

• وقال شعبة: عن قتادة عن أبي تميمة عن أبي موسى موقوفاً.

أخرجه الطيالسي (ص 69) عن شعبة به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (4/ 300)

وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 78) وأحمد (4/ 414) عن وكيع عن شعبة به.

وتابعه همام بن يحيى ثنا قتادة به.

أخرجه عبد بن حميد (563)

(1) وعبد الأعلى ممن سمع من ابن أبي عروبة قبل اختلاطه.

ص: 5105

3658 -

"من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر"

قال الحافظ: رواه مسلم (1164")(1)

3659 -

"من صام رمضان وعرف حدوده كَفَّرَ ما قبله"

قال الحافظ: ولابن حبان في "صحيحه" من حديث أبي سعيد مرفوعاً: فذكره" (2)

ضعيف

أخرجه أحمد (3/ 55)

عن علي بن إسحاق المروزي

وأبو يعلى (1058)

عن عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الكوفي

وابن أبي الدنيا في "فضائل رمضان"(11) وابن شاهين في "فضائل شهر رمضان"(30) والشجري في "أماليه"(2/ 13)

عن محمد بن سليمان المصيصي لُوَين

والطبراني في جزء "من اسمه عطاء"(2) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 180)

عن عبيد الله بن محمد بن حفص العيشي

وأبو نعيم (8/ 180)

عن أحمد بن جَوَّاس الكوفي

وعباس الرقي

وابن حبان (3433)

عن حبان بن موسى المروزي

وابن شاهين (29) والخطيب في "التاريخ"(8/ 392)

عن أبي أيوب سليمان بن عمر بن خالد الأقطع

والبيهقي (4/ 304) وفي "فضائل الأوقات"(53)

(1) 5/ 126 (كتاب الصوم - باب حق الأهل في الصوم)

(2)

5/ 12 (كتاب الصوم - باب الصوم كفارة)

ص: 5106

عن عبد الله بن عثمان المروزي عبدان

وفي "الشعب"(3351)

عن عبد الله بن محمد بن أسماء البصري

كلهم عن (1) عبد الله بن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبد الله بن قرط (2) عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً "من صام رمضان فعرف حدوده، وحفظ ما ينبغي له أن يحفظ منه، كفَّرَ ما قبله" لفظ أبي يعلى

قال الطبراني: لا نعلم هذا الحديث يُروى بهذا اللفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من حديث عطاء عن أبي سعيد بهذا الإسناد"

وقال أبو نعيم: غريب لم يروه عن عطاء إلا عبد الله بن قرط، تفرد به عنه يحيى بن أيوب"

قلت: وهو مختلف فيه، وعبد الله بن قرط لم يرو عنه إلا يحيى بن أيوب فهو مجهول كما قال الحسيني في "الإكمال"، وترجمه ابن أبي حاتم في كتابه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

3660 -

"من صُرع عن دابته في سبيل الله فمات فهو شهيد"

قال الحافظ: قال ابن بطال: وروى ابن وهب من حديث عقبة بن عامر مرفوعاً: فذكره، قلت: هو عند الطبراني، وإسناده حسن" (3)

حسن

أخرجه الطبراني في "الكبير"(17/ 323) ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا أصبغ بن الفرج

وحدثنا عمر بن عبد العزيز بن مقلاص المصري ثنا أبي ثنا ابن وهب أني عمرو بن الحارث عن عبيد الله بن أبي جعفر عن جعفر بن عبد الله عن عقبة بن عامر مرفوعاً "من صرع عن دابته فهو شهيد"

(1) رواه ابن المبارك في "الزهد"(98 - زيادات نعيم بن حماد) عن يحيى بن أيوب به.

(2)

هكذا عند أبي يعلى وابن حبان وأبي نعيم والبيهقي، وعند أحمد والطبراني وابن شاهين والبيهقي في "الشعب" وفي "الفضائل": قريط، وعند ابن أبي الدنيا والخطيب والشجري: قارط.

(3)

6/ 358 (كتاب الجهاد - باب فضل من يصرع في سبيل الله)

ص: 5107

قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 5/ 301

قلت: إسناده حسن، وجعفر بن عبد الله الأنصاري سمع من عقبة بن عامر كما سيأتي، ويحيى بن عثمان بن صالح قال ابن أبي حاتم: تكلموا فيه، وقال ابن يونس: كان حافظاً للحديث، وقال الذهبي في "الميزان" والحافظ في "التقريب": صدوق.

وعبد العزيز بن عمران بن مقلاص قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات".

والباقون كلهم ثقات.

واختلف فيه على ابن وهب، فقال أحمد بن عيسى بن حسان التُّسْتَري: ثنا ابن وهب عن عمرو بن مالك عن عبيد الله بن أبي جعفر عن جعفر بن عبد الله بن الحكم قال: سمعت عقبة رفعه "من صُرع عن دابته في سبيل الله فمات فهو شهيد"

أخرجه أبو يعلى (1752)

قال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 5/ 283

قلت: كلهم معروفون، وأحمد بن عيسى وثقه ابن حبان وغيره، وقال النسائي: ليس به بأس، واحتج به الشيخان، وكذبه ابن معين، وعمرو -الصواب عمر- ابن مالك هو الشَّرْعَبِي المصري وثقه ابن حبان وأحمد بن صالح المصري، والباقون ثقات.

3661 -

"من صلّى الصبح فهو في ذمّة الله، وإنّ من يطلبه الله بشيء من ذمّته يدركه ثم يكبّه على وجهه في النار"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (657")(1)

3662 -

حديث أبي موسى رفعه "من صلّى الضحى أربعاً بني الله له بيتا في الجنة"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2)

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(4750) عن عبد الرحمن بن سلم الرازي ثنا سهل بن عثمان ثنا إبراهيم بن محمد الهمداني عن عبد الله بن عياش عن أبي بُردة عن أبي موسى مرفوعاً "من صلى الضحى أربعاً، وقبل الأولى أربعاً بُني له بها بيت في الجنة"

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن أبي بردة إلا عبد الله بن عياش، ولا عن عبد الله بن عياش إلا إبراهيم بن محمد الهمداني، تفرد به سهل بن عثمان"

(1) 13/ 23 (كتاب الأدب - باب من وصل وصله الله)

(2)

3/ 297 (كتاب الصلاة - أبواب التطوع - باب صلاة الضحى في السفر)

ص: 5108

وقال الهيثمي: وفيه جماعة لا يعرفون" المجمع 2/ 238

قلت: عبد الرحمن بن سلم ترجمه أبو الشيخ في "الطبقات"(3/ 530) وقال: كان من محدثي أصبهان وكان مقبول القول. وقال أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 112): سكن أصبهان إمام جامعها مقبول القول حدّث عن العراقيين وغيرهم الكثير، صاحب التفسير والمسند عن سهل بن عثمان.

وقال الذهبي في "السير"(13/ 530): الحافظ المجود العلامة المفسر وكان من أوعية العلم.

وسهل بن عثمان هو ابن فارس الكندي قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، واحتج به مسلم.

وإبراهيم بن محمد بن مالك الهمداني قال أبو حاتم: لا بأس به (الجرح 1/ 1/ 129)

وعبد الله بن عياش ما عرفته، وأبو بردة هو ابن أبي موسى ثقة مشهور.

3663 -

حديث أنس مرفوعاً "من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة بني الله له قصرا في الجنة"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي واستغربه وليس في إسناده من أطلق عليه الضعف" (1)

يرويه محمد بن إسحاق المدني، وعنه غير واحد، منهم:

1 -

يونس بن بكير الشيباني.

- رواه أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق واختلف عنه في شيخ ابن إسحاق:

• فقال الترمذي (473): ثنا أبو كريب ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق ثني موسى بن فلان بن أنس عن عمه ثمامة بن أنس بن مالك عن أنس به مرفوعاً، وقال فيه "قصرا من ذهب"

ومن طريقه أخرجه البغوي في "شرح السنة"(1006)

قال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه"

(1) 3/ 296 (كتاب الصلاة - أبواب التطوع - باب صلاة الضحى في السفر)

ص: 5109

وقال الحافظ: وإسناده ضعيف" التلخيص 2/ 20

وقال في "التقريب": موسى بن فلان بن أنس ويقال: هو ابن حمزة، مجهول"

• وقال ابن ماجه (1380): ثنا أبو كريب: ثنا يونس بن بكير ثنا ابن إسحاق عن موسى بن أنس عن ثمامة بن أنس عن أنس.

وتابعه علي بن سعيد الكندي ثنا أبو كريب به.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3967)

وقال: لا يُروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن إسحاق"

• وقال القاسم بن زكريا المُطَرِّز: ثنا أبو كريب ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق عن موسى بن حمزة بن أنس عن عمه ثمامة بن أنس عن أنس.

أخرجه الأصبهاني في "الترغيب"(1965)

• وقال إبراهيم بن معقل النسفي: عن أبي كريب عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق عن موسى بن عبد الله بن المثنى بن أنس عن عمه ثمامة عن أنس.

ذكره الحافظ في "التهذيب"(10/ 379) وقال: وأظنه وهما"

- ورواه محمد بن عبد الله بن نمير عن يونس بن بكير كرواية علي بن سعيد الكندي عن أبي كريب.

أخرجه ابن ماجه (1380)

2 -

إبراهيم بن سعد الزهري.

أخرجه الطبراني في "الصغير"(506) عن طاهر بن عبد الرحمن بن إسحاق القاضي

البغدادي ثنا علي بن المديني ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثني أبي عن ابن إسحاق عن حمزة بن موسى بن أنس بن مالك عن ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس.

وقال: لم يروه عن ثمامة إلا حمزة بن موسى، تفرد به ابن إسحاق"

وقال المزي: وهذا القول وهم" تهذيب الكمال 29/ 173 - 174

3 -

سلمة بن الفضل الأبرش.

أخرجه ابن شاهين في "الترغيب"(120) من طريق محمد بن حميد الرازي ثنا سلمة بن الفضل ثنا ابن إسحاق عن موسى بن حمزة عن ثمامة بن عبد الله عن جده أنس.

ومحمد بن حميد قال النسائي: ليس بثقة.

ص: 5110

3664 -

"من صلى الضحى ركعتين لم يكتب من الغافلين، ومن صلى أربعاً كتب من التائبين، ومن صلى ستاً كُفي ذلك اليوم، ومن صلى ثمانيا كتب من العابدين، ومن صلى ثنتي عشرة بني الله له بيتا في الجنة"

قال الحافظ: وعند الطبراني من حديث أبي الدرداء مرفوعاً: فذكره، وفي إسناده ضعف أيضاً، وله شاهد من حديث أبي ذر رواه البزار وفي إسناده ضعف أيضا" (1)

ضعيف

وحديث أبي الدرداء أخرجه الطبراني في "الكبير" كما في "المجمع"(2/ 237) و"الترغيب"(1/ 465 - 466)

قال الهيثمي: وفيه موسى بن يعقوب الزَّمْعي وثقه ابن معين وابن حبان، وضعفه ابن المديني وغيره، وبقية رجاله ثقات"

وقال المنذري: ورواته ثقات وفي موسى بن يعقوب الزمعي خلاف"

قلت: أخرجه العقيلي (2/ 209) من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن موسى بن يعقوب عن الصلت بن سالم أنّ زيد بن أسلم أخبره عن عبد الله بن عمرو السهمي عن أبي الدرداء مرفوعا "من صلى صلاة الضحى سجدتين لم يكتب من الغافلين"(2)

وقال: حدثني آدم بن موسى قال: سمعت البخاري قال: الصلت بن سالم مدني لا يصح حديثه. وهو هذا الحديث، وقد روي من غير هذا الوجه بأصلح من هذا الإسناد"

قلت: وقال أبو حاتم: الصلت منكر الحديث ليس بشيء.

وأما حديث أبي ذر فيرويه حسين بن عطاء عن زيد بن أسلم عن ابن عمر قال: قلت لأبي ذر: يا عماه أوصني، قال: سألتني عما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "إنْ صليت الضحى ركعتين لم تكتب من الغافلين، وإن صليت أربعاً كتبت من العابدين، وإن صليت ستاً لم يلحقك ذنب، وإن صليت ثمانيا كتبت من القانتين، وإن صليت اثنتي عشرة ركعة بني لك بيتا في الجنة، وما من يوم ولا ليلة ولا ساعة إلا لله فيها صدقة يمنّ بها على من يشاء من عباده، وما منّ على عبد بمثل أن يلهمه ذكره".

(1) 3/ 296 - 297 (كتاب الصلاة - أبواب التطوع - باب صلاة الضحى في السفر)

(2)

وعلقه البخاري في "الكبير"(1/ 2/ 392 - 393) قال: وروى موسى بن يعقوب عن الصلت بن سالم مولى طلحة أو ابن عثمان بن عبيد الله التيمي عن مولى لعمر عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن أبي الدرداء مرفوعاً.

قال الصلت: فأخبرنيه سليمان بن ثعلبة الأنصاري.

ص: 5111

أخرجه البزار (كشف 694) وابن حبان في "المجروحين"(1/ 243 - 244) والأصبهاني في "الترغيب"(1954)

وقال البزار: لا نعلمه إلا عن أبي ذر ولا روى ابن عمر عنه إلا هذا"

وقال ابن حبان: لا يصح هذا كله. وفي نسخة: وهذا لا أصل له"

وقال: حسين بن عطاء يروي عن زيد بن أسلم المناكير التي ليست تشبه حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد لمخالفته الأثبات في الروايات"

وذكره في "الثقات"(6/ 209) وقال: يخطئ ويدلس"

وقال أبو حاتم: شيخ منكر الحديث وهو قليل الحديث وما حدّث به فمنكر.

وقال ابن الجارود: كذاب، وقال أبو داود: ليس هو بشيء.

3665 -

"من صلّى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلّى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه مسلم (656) عن عثمان بن عفان.

3666 -

"من صلى العشاء في جماعة كان كمن قام نصف ليلة"

قال الحافظ: ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنّ: فذكره" (2)

أخرجه مسلم (656) من حديث عثمان بن عفان.

3667 -

"من صلي خلف إمام فقراءة الإمام له قراءة".

قال الحافظ: حديث ضعيف عند الحفاظ، وقد استوعب طرقه وعلله الدارقطني وغيره" (3)

ضعيف

روي من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي سعيد ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أنس ومن حديث ابن مسعود ومن حديث النواس بن سمعان

(1) 3/ 441 (كتاب الجنائز - باب من انتظر حتى تدفن)

(2)

3/ 266 (كتاب الصلاة - أبواب التهجد - باب عقد الشيطان على قافية الرأس)

(3)

2/ 385 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب وجوب القراءة للإمام والمأموم)

ص: 5112

فأما حديث جابر فله عنه طرق:

الأول: يرويه أبو الزبير محمد بن مسلم المكي عن جابر، وعن أبي الزبير غير واحد، منهم:

1 -

جابر بن يزيد الجُعْفي.

أخرجه أحمد (3/ 339) والدارقطني (1/ 331) وابن الجوزي في "التحقيق"(527)

عن الأسود بن عامر شاذان

وعبد بن حميد (1050) والدارقطني (1/ 331) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 334) والبيهقي في "القراءة خلف الإمام"(344)

عن أبي نعيم الفضل بن دُكين

والدارقطني (1/ 331)

عن أبي غسان مالك بن إسماعيل الكوفي (1)

وابن ماجه (850)

عن عبيد الله بن موسى الكوفي

والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 217) والرافقي في "جزئه"(ق 18/ أ) وابن عدي (2/ 542) والبيهقي في "القراءة"(395)

عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي

وابن عدي (2/ 542)

عن سلمة بن عبد الملك العَوْصي

كلهم عن الحسن بن صالح بن حي الكوفي عن جابر الجعفي به.

ورواه إسحاق بن منصور السلولي ويحيى بن أبي بكير الكرماني عن الحسن بن صالح عن جابر الجعفي وليث بن أبي سليم عن أبي الزبير عن جابر به.

أخرجه ابن الأعرابي (ق 174/ ب) عن عباس بن محمد الدوري ثنا إسحاق بن منصور ويحيى بن أبي بكير به.

(1) رواه محمد بن الحسين بن إبراهيم العامري أبو جعفر ابن إشكاب البغدادي عن أبي غسان هكذا، ورواه ابن أبي شيبة (1/ 377) عن أبي غسان فلم يذكر جابرا الجعفي.

ص: 5113

وأخرجه الدينوري في "المجالسة"(3523) وابن عدي (6/ 2107) والدارقطني (1/ 331) والبيهقي (2/ 160) وفي "القراءة"(345) وابن الجوزي في "التحقيق"(528) من طرق عن العباس الدوري به.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 217) وابن عدي (6/ 2107)

عن أبي أمية محمد بن إبراهيم الطرطوسي

والبيهقي في "القراءة"(343)

عن سعيد بن مسعود المروزي

والدراقطني (1/ 331)

عن محمد بن سعد العَوْفي

ثلاثتهم عن إسحاق بن منصور وحده.

قال الدارقطني: جابر وليث ضعيفان"

وقال ابن عدي: وهذا معروف بجابر الجعفي عن أبي الزبير يرويه عنه الحسن بن صالح إلا أن إسحاق بن منصور ويحيى بن أبي بكير رويا عن الحسن بن صالح عن ليث وجابر فجمع بينهما"

وقال أبو نعيم: مشهور من حديث الحسن بن صالح"

وقال البيهقي: جابر الجعفي وليث بن أبي سليم لا يحتج بهما، وكل من تابعهما على ذلك أضعف منهما أو من أحدهما"

2 -

ابن لهيعة.

أخرجه البيهقي في "القراءة"(347 و 348) من طريق محمد بن أشرس النيسابوري عن عبد الله بن عمر وبشر بن القاسم كلاهما عن ابن لهيعة به.

وقال: محمد بن أشرس متروك الحديث"

3 -

أيوب السَّخْتياني.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7899) والبيهقي في "القراءة"(346) وابن الجوزي في "العلل"(727) وفي "التحقيق"(530) من طريق سهل بن العباس الترمذي ثنا إسماعيل بن علية عن أيوب به.

ص: 5114

قال الطبراني: لم يرفعه أحد عن ابن علية إلا سهل بن العباس، ورواه غيره موقوفاً"

وقال البيهقي: قال أبو عبد الله (الحاكم): هذا الخبر باطل بهذا الإسناد، ولو صحّ مثل هذا من حديث أيوب عن أبي الزبير عن جابر لكان كالأخذ باليد ولما اختلف فيه أحد، وإنما الحمل فيه على سهل بن العباس هذا فإنه مجهول لا يعرف"

وأسند عن الدارقطني قال: هذا منكر، وسهل بن العباس متروك"

وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، والترمذي متروك"

4 -

عمر بن موسى.

أخرجه الرافقي (ق 18/ أ) من طريق فهد بن بشر السلمي عن عمر بن موسى به.

وفهد بن بشر قال أبو الحسن بن القطان: لا يعرف، وعمر بن موسى أظنه الوجيهي متهم بالوضع.

5 -

أبو حنيفة.

أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 32) عن محمد بن علي بن حبيش ثنا علي بن جعفر بن محمد بن حبيب التمار ثنا علي بن إشكاب ثنا إسحاق الأزرق عن أبي حنيفة به.

ومحمد بن علي وعلي بن جعفر لم أر من ترجمهما، وأبو حنيفة ضعفه أحمد والجمهور واختلف فيه قول ابن معين، والباقون ثقات.

الثاني: يرويه مالك بن أنس عن وهب بن كيسان عن جابر مرفوعاً "من صلى ركعة فلم يقرأ فيها بأم القرآن فلم يصلّ إلا وراء الإمام"

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 218) عن بحر بن نصر المصري ثنا يحيى بن سلام به.

وأخرجه ابن عدي (7/ 2708) والدارقطني (1/ 327) والبيهقي في "القراءة"(349) وابن الجوزي في "التحقيق"(531) من طرق عن بحر بن نصر ثنا يحيى بن سلام عن مالك به.

قال الدارقطني: يحيى بن سلام ضعيف، والصواب موقوف"

وقال ابن عدي: لم يرفعه عن مالك غير يحيى بن سلام"

وقال البيهقي: قال لنا أبو عبد الله الحافظ فيما قرئ عليه: وَهِمَ يحيى بن سلام على

ص: 5115

مالك بن أنس في رفع هذا الخبر، ويحيى بن سلام كثير الوهم، وقد روى مالك بن أنس هذا الخبر في "الموطأ" عن وهب بن كيسان عن جابر من قوله"

قلت: ولم ينفرد يحيى بن سلام به بل تابعه على رفعه غير واحد عن مالك، منهم:

1 -

يحيى بن نصر بن حاجب القرشي.

أخرجه الدارقطني في "غرائب مالك" كما في "اللسان"(3/ 220) والبيهقي في "القراءة"(352) من طريق أبي عصمة عاصم بن عصام ثنا يحيى بن نصر به.

قال الدارقطني: عاصم بن عصام لا يعرف"

وقال البيهقي: قال أبو عبد الله (الحاكم): يحيى بن نصر بن حاجب غير مستنكر منه مثل هذه الرواية فقد روى عن مالك وغيره من الأئمة ما لم يتابع"

2 -

إبراهيم بن رستم وعلي بن الجارود بن يزيد.

أخرجه البيهقي في "القراءة"(353) من طريق محمد بن أشرس عنهما.

وقال: محمد بن أشرس هذا مرمي بالكذب ولا يحتج بروايته إلا من غلب عليه هواه نعوذ بالله من متابعة الهوى. وهذا الحديث في "الموطأ" الذي صنفه مالك بن أنس وتداوله أهل العلم إلى يومنا هذا موقوف. وأنكر فيما روينا عنه رفعه فكيف يقبل من قوم لم تثبت عدالتهم بل اشتهروا برواية المناكير روايته مرفوعاً"

3 -

إسماعيل بن موسى السُّدِّي.

أخرجه البيهقي في "القراءة"(350) من طريق عبد الله بن محمود السعدي ثنا السدي به.

وقال: قال أبو عبد الله (الحاكم): وَهِمَ الراوي عن إسماعيل السدي في رفعه بلا شك فيه فقد خالفه المثبت عن إسماعيل بن موسى.

ثم أخرجه (351) من طريق السري بن خزيمة الأبَيْوَرْدِي ثنا إسماعيل بن موسى السدي ثنا مالك عن وهب بن كيسان عن جابر -قال السري بن خزيمة: وليس بمرفوع- قال: فذكره.

قال البيهقي: قال لنا أبو عبد الله فيما قرئ عليه: سمعت أبا عبد الله (محمد بن يعقوب الشيباني) يقول: سمعت السري بن خزيمة يقول: لا أجعل في حل من روى عني هذا الخبر مرفوعاً فإنه في كتابي موقوف.

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ في "التاريخ" قال: ذُكر هذا الحديث لأبي عبد الله بن

ص: 5116

يعقوب فقال: هذا كذب، سمعت السري بن خزيمة يحدّث به موقوفاً، ثم قال: ما حدّثت بهذا الحديث إلا هكذا فمن ذكره عني مسندا فقد كذب.

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا عبد الله بن يعقوب يقول: سمعت إبراهيم بن محمد الصيدلاني يقول: سمعت إسماعيل ابن بنت السدي يقول: قلت لمالك في هذا الحديث: مرفوع هو؟ فقال: خذوا برجله.

وقال البيهقي في "السنن"(2/ 160): المحفوظ عن جابر في هذا الباب ما رواه ابن بكير عن مالك عن وهب بن كيسان أنّه سمع جابر بن عبد الله يقول: فذكره موقوفاً.

ثم قال: هذا هو الصحيح عن جابر من قوله غير مرفوع وقد رفعه يحيى بن سلام وغيره من الضعفاء عن مالك وذاك مما لا يحل روايته على طريق الاحتجاج به"

قلت: ولم ينفرد السري بن خزيمة بوقفه بل تابعه فهد بن سليمان بن يحيى عند الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 218) وأبو الأصبغ محمد بن عبد الرحمن القَرْقَساني عند الرافقي (ق 18/ ب) كلاهما عن إسماعيل السدي به.

ورواه مالك في "الموطأ"(1/ 84) عن وهب بن كيسان عن جابر موقوفاً.

وهو الأصح، وقد رواه غير واحد عن مالك عن وهب عن جابر موقوفاً، منهم:

1 -

عبد الله بن وهب.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 218) والدارقطني (1/ 327)

2 -

عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي.

أخرجه البيهقي في "القراءة"(354)

3 -

يحيى بن عبد الله بن بكير المصري.

أخرجه البيهقي في "القراءة"(355 و356 و357 و358)

4 -

معن بن عيسى القزاز.

أخرجه الترمذي (313) وقال: حسن صحيح"

وهؤلاء أثبت في مالك ممن رواه عنه مرفوعاً.

قال الخليلي: ابن وهب ثقة متفق عليه وموطؤه يزيد على كل من روى عن مالك" التهذيب

ص: 5117

وقال ابن حبان: كان ابن معين لا يقدم على القعنبي في مالك أحدا" الثقات 8/ 353

ولم ينفرد مالك به بل تابعه فليح بن سليمان ثنا وهب بن كيسان عن جابر موقوفاً.

أخرجه الرافقي (ق 18/ ب)

الثالث: يرويه أبو الحسن موسى بن أبي عائشة والحكم بن عتيبة عن عبد الله بن شداد بن الهاد واختلف عن موسى بن أبي عائشة:

- فرواه أبو حنيفة النعمان بن ثابت عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن أبي حنيفة عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد عن جابر مرفوعاً.

أخرجه الدارقطني (1/ 323) والرافقي (ق 18/ ب) وابن الجوزي في "التحقيق"(529)

عن إسحاق بن يوسف الأزرق

وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 227 و 228) والبيهقي في "المعرفة"(3/ 79) والخطيب في "الموضح"(2/ 401)

عن مكي بن إبراهيم البلخي

والبيهقي في "القراءة"(335) والخطيب في "الموضح"(2/ 401) وفي "الفقيه"(1/ 225 - 226)

عن محمد بن الحسن الشيباني

والدارقطني (1/ 324 - 325) وأبو نعيم (ص 226)

عن أسد بن عمرو البجلي

وأبو نعيم (ص 226)

عن سعيد بن مسروق الكندي

و (ص 210 و 227)

عن سعد بن الصلت الشيرازي

و (ص 227)

عن إبراهيم بن طهمان الخراساني

ص: 5118

وعن زيد الحرشي

وعن أبي يحيى عبد الحميد الحِمَّاني

و (ص 228) وابن عدي (7/ 2477)

عن عبد الله بن يزيد المقرئ

كلهم عن أبي حنيفة به.

• ورواه أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي عن أبي حنيفة واختلف عنه:

فرواه غير واحد عن أبي يوسف عن أبي حنيفة عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد عن جابر مرفوعاً.

أخرجه أبو نعيم (ص 226)

عن عمر بن علي الواسطي

وابن عدي (7/ 2477) والبيهقي في "القراءة"(334)

عن بشر بن الوليد الكندي

والخطيب في "التاريخ"(10/ 340)

عن عبد الرحمن بن واقد الواقدي

ثلاثتهم عن أبي يوسف به.

ورواه أحمد بن عبد الرحمن بن وهب المصري عن عمه عبد الله بن وهب عن الليث بن سعد عن أبي يوسف واختلف عنه:

فرواه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 217) عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب كرواية عمر بن علي الواسطي ومن تابعه.

وهكذا رواه أبو نعيم (ص 227) عن محمد بن حميد ثنا سدي ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب به.

ورواه محمد بن نصر بن الحجاج المروزي عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب فقال فيه: عن عبد الله بن شداد عن أبي الوليد عن جابر.

أخرجه الحاكم في "علوم الحديث"(ص 178)

وتابعه أحمد بن علي المدائني عن أحمد بن عبد الرحمن به.

ص: 5119

أخرجه ابن عدي (7/ 2477)

ورواه خلف بن أيوب البلخي عن أبي يوسف فقال فيه: عن عبد الله بن شداد عن أبي الوليد عن جابر.

أخرجه الحاكم في "علوم الحديث"(ص 177 - 178)

وقال: عبد الله بن شداد هو بنفسه أبو الوليد، ومن تهاون بمعرفة الأسامي أورثه مثل هذا الوهم"

• ورواه يونس بن بكير الشيباني (1) عن أبي حنيفة والحسن بن عمارة عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد عن جابر.

أخرجه الدارقطني (1/ 325) وأبو نعيم (ص 226 - 227) والبيهقي في "القراءة"(338)

ورواه طاهر بن مدرار عن الحسن بن عمارة وحده.

أخرجه ابن عدي (2/ 706)

قال الدارقطني: لم يسنده عن موسى بن أبي عائشة غير أبي حنيفة والحسن بن عمارة وهما ضعيفان"

وقال أيضاً: الحسن بن عمارة متروك الحديث، والصواب رواية من روى الحديث عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد مرسلا"

وقال البيهقي: هكذا رواه يونس بن بكير عنهما والحسن بن عمارة متروك، جرحه شعبة وابن عيينة فمن بعدهما من أئمة أهل الحديث"

وقال ابن عدي: وهذا لم يوصله فزاد في إسناده جابر غير الحسن بن عمارة وأبو حنيفة، وبأبي حنيفة أشهر منه من الحسن بن عمارة، وقد روى هذا الحديث عن موسى بن أبي عائشة غيرهما فأرسلوه"

• وقال زفر بن الهذيل العنبري: عن أبي حنيفة عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد عن أبي الوليد عن جابر.

(1) رواه عبيد بن يعيش الكوفي عن يونس بن بكير عن الحسن بن عمارة وحده.

أخرجه ابن عدي (2/ 706)

ص: 5120

أخرجه أبو نعيم (ص 228)

• وقال عبد الله بن المبارك: عن أبي حنيفة عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد مرسلاً.

أخرجه البيهقي (2/ 160) وفي "القراءة"(336 و 337)

- ورواه غير واحد عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد مرسلاً، منهم:

1 -

سفيان الثوري (1).

أخرجه عبد الرزاق (2797) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 217) والرافقي (ق 18/ ب) والبيهقي (2/ 160) وفي "القراءة"(336 و337)

2 -

شريك بن عبد الله القاضي (2).

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 376)

3 -

جرير بن عبد الحميد الرازي.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 376) وأحمد بن منيع (إتحاف الخيرة 1568) وابن عدي (7/ 2477).

4 -

سفيان بن عيينة.

أخرجه ابن عدي (7/ 2477)

5 -

شعبة.

أخرجه ابن عدي (7/ 2477) والبيهقي (2/ 160) وفي "القراءة"(336 و 337) والرافقي (ق 18/ ب)

6 -

منصور بن المعتمر الكوفي.

أخرجه ابن البختري في "حديثه"(407)

- ورواه إسرائيل بن يونس عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد عن رجل من أهل البصرة مرفوعاً.

(1) رواه عبد الرزاق بن همام وأبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري وابن المبارك عن سفيان هكذا، ورواه إسحاق بن يوسف الأزرق عن سفيان وزاد فيه: عن جابر.

أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده"(إتحاف الخيرة 1567)

(2)

رواه ابن أبي شيبة عن شريك هكذا، ورواه إسحاق الأزرق عن شريك وزاد فيه: عن جابر.

أخرجه أحمد بن منيع (1567)

ص: 5121

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 217)

- ورواه طلحة عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن شداد عن أبي الوليد عن جابر مرفوعا.

أخرجه البيهقي في "القراءة"(339)

وقال: طلحة مجهول"

وقال الخطيب في "الفقيه"(1/ 226): القول قول من رواه عن موسى عن عبد الله بن شداد مرسلاً، ولا تثبت بالحديث حجة لأنّه مرسل"

وقال في "الموضح"(2/ 401): الصواب رواية من رواه مرسلاً"

وأما حديث الحكم بن عتيبة فيرويه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان الكوفي عن الحكم عن عبد الله بن شداد عن جابر مرفوعاً.

أخرجه البيهقي في "القراءة"(342)

وقال: قال أحمد بن حنبل: أبو شيبة ليس بشيء منكر الحديث، وقال ابن معين: متروك. وجرحه أيضاً البخاري والنسائي وغيرهما من أهل العلم بالحديث"

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الدارقطني (1/ 331 و 333) والبيهقي في "القراءة"(432 و 433) وابن الجوزي في "التحقيق"(534) من طريق عاصم بن عبد العزيز عن أبي سهيل عن عون عن ابن عباس مرفوعا "تكفيك قراءة الإمام خافت أو جهر"

قال الدارقطني: عاصم ليس بالقوي، ورفعه وهم"

وقال البيهقي: قال أبو موسى (1) الأنصاري: قلت لأحمد بن حنبل في حديث ابن عباس هذا في القراءة فقال: هذا منكر"

وقال: قال أبو عبد الله الحاكم: عاصم بن عبد العزيز الأشجعي الغالب عله حديثه الوهم والخطأ"

قلت: وقال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بالقوي.

وأما حديث أبي سعيد فأخرجه ابن عدي (1/ 316) والبيهقي في "القراءة"(438) عن إسماعيل بن عمرو بن نجيح الأصبهاني

(1) هو الراوي عن عاصم بن عبد العزيز.

ص: 5122

والطبراني في "الأوسط"(7575)

عن أبي غالب النضر بن عبد الله الأزدي

قالا: ثنا الحسن بن صالح عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد مرفوعاً "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة"

وأخرجه البيهقي في "القراءة"(439) من طريق الربيع بن بدر البصري أنبأ أبو هارون العبدي عن أبي سعيد قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل خلف الإمام لا يقرأ شيئاً أيجزيه ذلك؟ قال "نعم".

أبو هارون واسمه عمارة بن جُوين كذبه ابن معين والجوزجاني وغيرهما.

وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان:

الأول: يرويه نافع عن ابن عمر مرفوعا "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة"

رواه عن نافع غير واحد، منهم:

1 -

أيوب السَّخْتياني.

أخرجه البيهقي في "القراءة"(390 و 391) والخطيب في "التاريخ"(1/ 337) من طريق خارجة بن مصعب الخراساني عن أيوب به.

قال البيهقي في "السنن"(2/ 161): خارجة لا يحتج به"

وأسند عن عبدان بن محمد المروزي الحافظ قال: حديث خارجة غلط منكر وإنما هو عن ابن عمر من قوله"

وقال في "القراءة"(ص 180): قال أبو عبد الله (الحاكم): هذا الحديث ليس لرفعه أصل من حديث ابن عمر ولا من حديث نافع ولا من حديث أيوب بوجه، وخارجة قد قيل إنّه كان يدلس عن جماعة من الكذابين مثل غياث بن إبراهيم وغيره فكثرت المناكير في حديثه.

ثم ذكر تضعيفه عن ابن معين وأحمد والبخاري.

2 -

جابر بن يزيد الجعفي.

أخرجه ابن عدي (2/ 542) والبيهقي في "القراءة"(395)

وقال: جابر الجعفي متروك"

ص: 5123

3 -

عبيد الله بن عمر بن حفص المدني.

أخرجه البيهقي في "القراءة"(393) من طريق أبي عبد الرحمن محمد بن أحمد التميمي ثنا أبو محمد سويد بن سعيد ثنا علي بن مسهر عن عبيد الله به.

وقال: قال أبو عبد الرحمن التميمي: هذا أستخير الله تعالى أن أضرب على حديث سويد كله من أجل هذا الحديث الواحد في القراءة خلف الإمام.

وقال البيهقي: سويد بن سعيد تغير في آخر عمره وكثرت المناكير في حديثه، وهذا الحديث عند أصحاب عبيد الله بن عمر موقوف غير مرفوع.

ثم أخرجه (394) من طريق عبد الله بن نمير عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر موقوفاً.

ومن هذا الطريق أخرجه في "السنن"(2/ 161)

وقال: هذا هو الصحيح عن ابن عمر من قوله، وقد روي عن سويد بن سعيد عن علي بن مسهر عن عبيد الله مرفوعاً، وهو خطأ، وسويد تغير بأخرة فكثر الخطأ في رواياته"

4 -

مالك بن أنس.

أخرجه البيهقي في "القراءة"(396) من طريق جعفر بن سهل المذكر ثنا عثمان بن عبد الله القرشي ثنا مالك به (1).

وقال: قال أبو عبد الله (الحاكم): عثمان بن عبد الله هذا الذي زعم أنّه قرشي كذاب وقح ظاهر الكذب، وقدم خراسان فحدث عن مالك والليث وابن لهيعة وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وغيرهم بأحاديث أكثرها موضوعة -وذكر شيخنا عدة أحاديث من وضعه- ونسب جعفر بن سهل هذا أيضاً إلى الكذب وذلك بين لمن تأمل روايته. وعثمان بن عبد الله هذا ذكره ابن عدي في عداد من يضع الحديث"

وخالفه ابن وهب فرواه عن مالك عن نافع عن ابن عمر موقوفاً.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 220)

5 -

إدريس بن يزيد الأودي.

أخرجه البيهقي في "القراءة"(399) من طريق أبي علي الحسين بن أبي بكر بن ياسين

(1) ولفظه "من صلّى وراء إمام فإنّ قراءة الإمام له قراءة"

ص: 5124

ثنا محمد بن الحسين الخزاعي ثنا محمد بن عبد الرحمن بن شيبة الكوفي ثنا أبي عن أبيه شيبة بن إسحاق عن إدريس به.

وقال: في هذا الإسناد قوم مجهولون ولم يكلفنا الله تعالى أن نأخذ ديننا عمن لا نعرفه"

الثاني: يرويه سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه مرفوعاً "من كان له إمام فقراءته له قراءة"

أخرجه الدارقطني (1/ 325 - 326) والبيهقي في "القراءة"(403) وابن الجوزي في "التحقيق"(532) من طريق محمد بن الفضل بن عطية عن أبيه عن سالم به.

وقال الدارقطني: محمد بن الفضل متروك"

قلت: وكذبه ابن معين والفلاس والجوزجاني والنسائي وغيرهم.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه أبو عصمة نوح بن أبي مريم عن الفضل بن عطية به.

أخرجه البيهقي في "القراءة"(401 و 402)

وقال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا علي الحافظ يقول في عقب هذا الخبر: هذا كذب باطل، وأبو عصمة كذاب"

ولم ينفرد الفضل بن عطية به بل تابعه الزهري عن سالم عن أبيه -شك في رفعه-

أخرجه البيهقي في "القراءة"(404) من طريق محمد بن أيوب الرازي ثنا يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني أنا إسحاق بن سليمان عن معاوية بن يحيى عن الزهري به (1).

وقال: معاوية بن يحيى الصدفي ضعيف لا يحتج به وقد شكّ في رفعه، ورفعه بهذا الإسناد باطل، والمحفوظ عن معمر وابن جريج عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: يكفيك قراءة الإمام فيما يجهر"

قلت: رواه الفضل بن العباس الحلبي أبو العباس البغدادي الأصل عن يحيى الحماني ولم يشك في رفعه.

أخرجه الرافقي (ق 18/ أ)

(1) وأخرجه ابن عدي (6/ 2396) من طريق أحمد بن منصور بن سيار الرمادي ثنا يحيى بن عبد الحميد به.

وقال: وهذا الحديث غير محفوظ، وعامة روايات معاوية فيها نظر"

ص: 5125

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن الأعرابي (ق 21/ ب) والدارقطني (1/ 333) والبيهقي في "القراءة"(426) والخطيب في "المتفق والمفترق"(207) وابن الجوزي في "التحقيق"(537) من طريق محمد بن عباد الرازي ثنا أبو يحيى إسماعيل بن إبراهيم التيمي عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة".

قال الدارقطني: أبو يحيى التيمي ومحمد بن عباد ضعيفان"

وأما حديث أنس فله عنه طريقان:

الأول: يرويه عثمان بن عبد الله الأموي قال: ثنا غنيم بن سالم عن أنس مرفوعاً "من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة"

أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(2/ 202)

وعثمان بن عبد الله وغنيم ويقال يغنم بن سالم متهمان بالوضع.

الثاني: يرويه شعبة عن قتادة عن أنس به مرفوعاً.

أخرجه البيهقي في "القراءة"(388) من طريق عبد الله بن محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن سهل البصري ثنا قطن بن صالح ثنا شعبة به.

وقال: قال لنا أبو عبد الله (الحاكم): سمعت أبا أحمد الحافظ يقول: كان عبد الله بن محمد بن يعقوب الأستاذ ينسج الحديث، قال: ولست أرتاب فيما ذكره أبو أحمد من حاله فقد رأيت في حديثه عن الثقات من الأحاديث الموضوعة ما يطول بذكره الكتاب وليس يخفى حاله على أهل الصنعة، قال: وأرى جماعة من المتروكين يلتجئون في هذه المناكير والموضوعات إلى الحسن بن سهل البصري عن قطن بن صالح الدمشقي، ولم يخرج لنا حديثهما عن الثقات فكنا نقف على حالهما. ثم ذكر شيخنا أبو عبد الله من منكرات حديثهما ما يستدل به على حالهما في الجرح، وقد ذكر من جمع في هذه المسألة أخبارا رواية عبد الله بن محمد وذكرها أيضاً عن أحمد بن محمد بن ياسين عن الحسن بن سهل وهي إن سلمت من عبد الله الأستاذ فلن تسلم من الحسن بن سهل فآثار الوضع ظاهرة على رواياته"

وأما حديث ابن مسعود فأخرجه البيهقي في "القراءة"(367) من طريق محمد بن الهيثم بن يزيد أبي جعفر الواسطي ثنا أحمد بن عبد الله بن ربيعة بن العجلان ثنا سفيان الثوري عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود قال: صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة، فلما سلم قال "أيكم قرأ خلفي" فسكت القوم، فقال "أيكم قرأ خلفي؟ " فقال رجل:

ص: 5126

أنا يا رسول الله، فقال "ما لي أنازع القرآن، إذا صلّى أحدكم خلف إمام فليصمت فإنّ قراءته له قراءة، وصلاته له صلاة".

وأخرجه الخطيب في "التاريخ"(11/ 426) من طريق الطبراني ثنا علي بن روحان البغدادي ثنا محمد بن الهيثم به.

قال الطبراني: لم يروه عن الثوري إلا أحمد بن عبد الله بن ربيعة وهو شيخ مجهول"

وقال البيهقي: قال أبو عبد الله (الحاكم): العجلاني هذا لا نعرفه ولم نسمع بذكره إلا في هذا الخبر"

وأما حديث النواس فأخرجه البيهقي في "القراءة"(442) من طريق عبد الله بن حماد أنبا سليمان بن سلمة عن محمد بن إسحاق الأندلسي أنبا مالك عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن النواس قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر، وكان عن يميني رجل من الأنصار فقرأ خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى يساري رجل من مزينة يلعب بالحصا، فلما قضى صلاته، قال "من قرأ خلفي؟ " قال الأنصاري: أنا يا رسول الله، قال "فلا تفعل، من كان له إمام فإنّ قراءة الإمام له قراءة" وقال للذي يلعب بالحصا "هذا حظك من صلاتك"

وقال: هذا إسناد باطل فيه من لا يعرف، ومحمد بن إسحاق هذا إن كان هو العُكَاشي فهو كذاب يضع الحديث على الأوزاعي وغيره من الأئمة"

3668 -

"من صلى عليّ واحدة صلى الله عليه عشرا"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (408) من حديث أبي هريرة، وله شاهد عن أنس عند أحمد والنسائي وصححه ابن حبان، وعن أبي بُردة بن نِيَار وأبي طلحة كلاهما عند النسائي، ورواتهما ثقات، ولفظ أبي بردة "من صلى عليّ من أمتي صلاة مخلصا من قلبه صلّى الله عليه بها عشر صلوات، ورفعه بها عشر درجات، وكتب له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات" ولفظ أبي طلحة عنده نحوه، وصححه ابن حبان" (1)

صحيح

وحديث أنس له عنه طرق:

الأول: يرويه يونس بن أبي إسحاق قال: ثني بُريد بن أبي مريم قال: ثني أنس بن

(1) 13/ 421 (كتاب الدعوات - باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم)

ص: 5127

مالك رفعه "من صلى عليّ صلاة واحدة، صلى الله عليه عشر صلوات، وحطّ عنه بها عشر سيئات (1)، ورفعه بها عشر درجات"

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 517 و 11/ 505) وأحمد (3/ 102) وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي"(39) والخطيب في "التاريخ"(8/ 381)

عن محمد بن فضيل الكوفي

وأحمد (3/ 261) والبخاري في "الأدب المفرد"(643) والنسائي في "اليوم والليلة"(364)

عن أبي نعيم الفضل بن دُكين

والنسائي (3/ 43) وفي "اليوم والليلة"(362) وفي "الكبرى"(1220)

عن محمد بن يوسف الفِرْيابي

والحاكم (1/ 550)

عن عبيد الله بن موسى الكوفي

وابن حبان (904)

عن محمد بن بشر العبدي

والنسائي في "اليوم والليلة"(62) وابن بشران (349)

عن يحيى بن آدم الكوفي

و (363)

عن حجاج بن محمد المصيصي

والبيهقي في "الشعب"(1455)

عن شبابة بن سوّار المدائني

وأبو محمد الفاكهي في "حديثه"(146)

عن خلاد بن يحيى السلمي

(1) وفي لفظ "خطيئات"

ص: 5128

كلهم عن يونس بن أبي إسحاق به.

وخالفهم مَخْلَد بن يزيد الحرّاني فرواه عن يونس بن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن الحسن بن أبي الحسن قال: ثنا أنس به.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(63)

والأول أصح.

وإسناده حسن رواته ثقات غير يونس بن أبي إسحاق وهو صدوق.

ولم ينفرد به بل تابعه أبوه أبو إسحاق السبيعي عن بريد عن أنس مرفوعاً "من ذكرني فليصل عليّ، ومن صلّى علي صلاة واحدة، صلّى الله عليه عشرا"

أخرجه أبو يعلى (3681) عن أبي الجهم الأزرق بن علي الحنفي ثنا حسان ثنا يوسف عن أبي إسحاق به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2692) عن إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي ثنا الأزرق بن علي ثنا حسان بن إبراهيم ثنا يوسف بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن يوسف إلا حسان، تفرد به الأزرق بن علي"

قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يغرب.

واختلف فيه على أبي إسحاق، فرواه أبو سلمة المغيرة بن مسلم الخراساني عن أبي إسحاق عن أنس ولم يذكر بريدا.

أخرجه الطيالسي (ص 283) عن المغيرة بن مسلم به.

وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(61) عن محمد بن المثنى عن الطيالسي به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي"(40) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1669) والشجري في "أماليه"(1/ 123)

عن شبابة بن سوّار

وأبو القاسم الأصبهاني أيضاً (1670)

عن محمد بن سواء السدوسي

كلاهما عن المغيرة بن مسلم به.

وتابعه إبراهيم بن طهمان الخراساني عن أبي إسحاق عن أنس به.

ص: 5129

أخرجه أبو يعلى (4002) والطبراني في "الأوسط"(2788 و 4945) وابن السني في "اليوم والليلة"(380) والقطيعي في "جزء الألف دينار"(142) والغطريفي (47) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 347) والبيهقي في "فضائل الأوقات"(277) وابن عساكر في "حديث أهل حُردان"(10) والذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 232 - 233) وفي "سير الأعلام"(7/ 383) وفي "تذكرة الحفاظ"(4/ 1341) والسبكي في "الطبقات"(1/ 161) من طريق عبد الرحمن بن سلام الجمحي ثنا إبراهيم بن طهمان به.

وأبو إسحاق السبيعي كان قد اختلط ولم أر أحدا ذكر هؤلاء الثلاثة الذين رووا عنه هذا الحديث فيمن روى عنه قبل الاختلاط.

وقال أبو حاتم: لا يصح لأبي إسحاق عن أنس رؤية ولا سماع (المراسيل ص 146)

الثاني: يرويه سلمة بن وَرْدان المدني عن أنس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج لحاجته، فلم يتبعه غير عمر، ومعه فخارة ماء، فوجده ساجدا، فتنحى عنه، حتى رفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه، فقال "أحسنت يا عمر حين تنحيت عني، أتاني جبريل وقال: من صلّى عليك صلاة، صلّى الله عليه عشرا، ورفع له عشر درجات"

أخرجه البزار (كشف 3159) واللفظ له

عن جعفر بن عون الكوفي

وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي"(4) وابن ماسي في "فوائده"(3)

عن عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي

وابن ماسي (4)

عن خالد بن يزيد العمري

ثلاثتهم عن سلمة بن وردان عن أنس به.

- ورواه أبو ضَمْرة أنس بن عياض المدني عن سلمة بن وردان واختلف عنه:

• فقال أبو موسى هارون بن موسى الفروي: ثني أبو ضمرة عن سلمة بن وردان قال: سمعت أنس بن مالك به.

أخرجه الإسماعيلي في "مسند عمر"(جلاء الأفهام ص 29)

• وقال يعقوب بن حميد بن كاسب: ثنا أبو ضمرة عن سلمة بن وردان ثني مالك بن أوس بن الحَدَثَان عن عمر قال: فذكره.

ص: 5130

أخرجه إسماعيل القاضي (5) وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي"(33)

ورواه عمران بن موسى بن مجاشع الجرجاني عن يعقوب بن حميد وزاد: وحدثني أنس بن مالك.

أخرجه الإسماعيلي.

- ورواه أبو نعيم الفضل بن دُكين عن سلمة بن وردان قال: سمعت أنسا ومالك بن أوس بن الحدثان.

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(642) والإسماعيلي.

وإسناده ضعيف لضعف سلمة بن وردان.

الثالث: يرويه عبد العزيز بن قيس بن عبد الرحمن عن حميد الطويل عن أنس مرفوعاً "من صلّى عليّ صلاة واحدة، صلّى الله عليه عشرا، ومن صلّى عليّ عشرا صلى الله عليه مائة، ومن صلى علي مائة كتب الله له بين عينيه براءة من النفاق وبراءة من النار وأسكنه الله يوم القيامة مع الشهداء"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7231) و"الصغير"(899) من طريق إبراهيم بن سالم بن رشيد الهجيمي البصري ثنا عبد العزيز بن قيس به.

وقال: لم يروه عن حميد إلا عبد العزيز بن قيس، تفرد به إبراهيم بن سالم"

وقال الهيثمي: إبراهيم بن سالم لم أعرفه" المجمع 10/ 163

الرابع: يرويه مِنْدل بن علي العَنَزي عن أبي هاشم عن عبد الوارث عن أنس مرفوعاً "من صلى علي واحدة، صلى الله عليه عشرا"

أخرجه ابن الأعرابي (ق 26/ ب) ومحمد بن مخلد في "حديث جعفر الخُلدي"(60)

وإسناده ضعيف لضعف مندل بن علي.

الخامس: يرويه نصر بن علي الجَهْضمي ثني النعمان بن عبد الله عن أبي ظِلال عن أنس مرفوعاً "خرج من عندي جبريل آنفا يخبرني عن ربه جل وعز: ما على الأرض مسلم صلى عليك واحدة إلا صليت عليه أنا وملائكتي عشرا. فأكثروا من الصلاة عليّ يوم الجمعة"

أخرجه ابن عساكر في "معجم الشيوخ"(109) من طريق أبي القاسم البغوي ثنا نصر بن علي به.

وقال: غريب من حديث أبي ظلال هلال بن أبي مالك القَسْمَلي البصري عن أنس، عالٍ من حديث النعمان بن عبد الله عنه"

ص: 5131

قلت: وإسناده ضعيف لضعف أبي ظلال، والنعمان بن عبد الله مجهول كما في "الميزان".

وأما حديث أبي بردة بن نيار فيرويه سعيد بن سعيد أبو الصبّاح التَّغْلِبي واختلف عنه:

- فقال أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي: عن سعيد بن سعيد عن سعيد بن عمير بن عقبة بن نيار عن عمه أبي بردة بن نيار مرفوعاً "من صلى عليّ من (1) تلقاء نفسه، صلى الله عليه بها عشر صلوات، وحطّ عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات (2) "

أخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي"(42) والبزار (كشف 3160) والنسائي في "اليوم والليلة"(65) واللفظ له والطبراني في "الكبير"(22/ 195 - 196) وابن بشران (800) والبيهقي في "الدعوات"(156) والمزي (11/ 27)

- وقال وكيع: عن سعيد بن سعيد عن سعيد بن عمير الأنصاري عن أبيه مرفوعاً.

أخرجه النسائي (64) والمزي (11/ 27)

وتابعه ابنه سفيان بن وكيع ثنا سعيد بن سعيد به.

أخرجه الطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل"(ص 576)

قال أبو زرعة: حديث أبي أسامة أشبه" تهذيب الكمال 11/ 27

قلت: وسعيد بن سعيد قال ابن معين: لا أعرفه، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأما حديث أبي طلحة فيرويه ثابت البُنَاني واختلف عنه:

- فقال حماد بن سلمة: عن ثابت البناني عن سليمان مولى الحسن بن علي عن عبد الله بن أبي طلحة عن أبيه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ذات يوم والبشر في وجهه، فقال "إنّه جاءني جبريل فقال: أما يرضيك يا محمد أنّه لا يصلي عليك أحد من أمتك صلاة إلا صليت عليه عشرا؟ ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشرا؟ "

أخرجه ابن المبارك في "المسند"(50) وابن أبي شيبة (2/ 516 و 11/ 505 - 506) وأحمد (4/ 29 - 30 و 30) والبخاري في "الكبير"(2/ 2/ 6 - 7) والدارمي (2776) وإسماعيل القاضي (2) وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي"(32) والنسائي (3/ 42 - 43) وفي "اليوم والليلة"(60) وفي "الكبرى"(1218) والروياني (978) والدينوري في

(1) ولفظ البيهقي "صلاة صادقا من قلبه" ولفظ المزي "صلاة مخلصا من قلبه"

(2)

زاد البيهقي وغيره "وكتب له عشر حسنات"

ص: 5132

"المجالسة"(995) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 232) وابن حبان (915) والطبراني في "الكبير"(4724) والحاكم (2/ 420) وابن بشران (825) والبيهقي في "الشعب"(1460) وابن بلبان في "المقاصد السنية"(ص 440) والمزي (12/ 113 - 114)

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: سليمان مولى الحسن بن علي ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال النسائي: ليس بالمشهور، وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى ثابت البناني، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.

- وقال غير واحد: عن ثابت البناني عن أنس بن مالك عن أبي طلحة (1)، منهم:

1 -

عبيد الله بن عمر العمري.

أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 2/ 7) وإسماعيل القاضي (1) والطبراني في "الكبير"(4717) و"الأوسط"(4228) و"الصغير"(579) والبيهقي في "الشعب"(1461) وابن عساكر (ترجمة العباس بن الفضل الأسفاطي ص 219) وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي"(49) من طريق إسماعيل بن أبي أويس ثني أخي عن سليمان بن بلال عن عبيد الله بن عمر به.

قال الدارقطني: تفرد به سليمان بن بلال عن عبيد الله بن عمر" العلل 6/ 10

وقال الطبراني: لم يروه عن عبيد الله إلا سليمان، تفرد به أبو بكر بن أبي أويس"

قلت: اسمه عبد الحميد بن عبد الله وهو ومن فوقه كلهم ثقات، وإسماعيل مختلف فيه.

2 -

جسر بن فرقد البصري.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي"(50) والطبراني في "الكبير"(4718) من طرق عن مسلم بن إبراهيم ثنا جسر به.

وجسر ضعفوه.

(1) رواه إبراهيم بن سليمان الزيات عن عبد الحكم بن عبد الله القَسْمَلي عن أنس عن أبي طلحة.

أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1686)

وتابعه أبو الجنيد حسين بن خالد المكفوف عن عبد الحكم به.

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(8/ 41)

وعبد الحكم ضعفوه.

ورواه أبو الجنيد أيضاً عن كثير بن فائد أني أبو عبيدة عن أنس عن أبي طلحة.

أخرجه الخطيب.

وأبو الجنيد قال ابن معين: ليس بثقة.

ص: 5133

3 -

صالح بن بشير المُرّي.

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(837) والطبراني في "الكبير"(4719)

وصالح ضعيف أيضاً.

4 -

سلام بن أبي الصهباء البصري.

قاله الدارقطني (1) في "العلل"(6/ 10)

وحديث حماد بن سلمة أصح لأنّ حمادا من أثبت الناس في ثابت كما قال ابن معين وغيره.

وقال أيضاً: من خالف حمادا في ثابت فالقول قول حماد.

ولم ينفرد سليمان مولى الحسن به بل تابعه إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أبيه عن جده به.

أخرجه إسماعيل القاضي (3) عن إسحاق بن محمد الفَرْوي ثنا أبو طلحة الأنصاري عن أبيه عن إسحاق بن عبد الله به.

والفروي مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وأبو طلحة الأنصاري وأبوه لم أعرفهما، ويحتمل أن يكون أبو طلحة هو عبد الله بن حفص المذكور في كنى الدولابى (2/ 7) والمترجم في كتاب ابن أبي حاتم (2/ 2/ 36)

3669 -

"من صلى على جنازة ولم يمش معها فليقم حتى تغيب عنه، وإن مشى معها فلا يقعد حتى توضع"

قال الحافظ: وروى أحمد من طريق سعيد بن مَرْجانة عن أبي هريرة مرفوعاً: فذكره" (2)

أخرجه أحمد (2/ 265)

عن محمد بن سلمة الحراني

والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 487)

عن أحمد بن خالد الوهبي

(1) وقال: وكلهم وَهِمَ فيه على ثابت، والصواب رواية حماد بن سلمة"

(2)

3/ 423 (كتاب الجنائز - باب من تبع جنازة فلا يقعد حتى توضع)

ص: 5134

كلاهما عن محمد بن إسحاق المدني عن محمد بن إبراهيم قال: أتيت سعيد بن مرجانة فسألته فقال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من صلى على جنازة فلم يمش معها فليقم حتى تغيب عنه، ومن مشى معها فلا يجلس حتى توضع"

ابن إسحاق صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من محمد بن إبراهيم، والباقون ثقات.

3670 -

"من صلى عليه ثلاثة صفوف فقد أوجب"

قال الحافظ: رواه أبو داود وغيره من حديث مالك بن هبيرة مرفوعاً: فذكره، حسنه الترمذي وصححه الحاكم، وفي رواية له "إلا غفر له"(1)

أخرجه ابن سعد (7/ 420) وابن أبي شيبة (3/ 321 - 322) وأحمد (4/ 79) والبخاري في "الكبير"(4/ 1/ 303) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 212 - 213) وأبو داود (3166) وابن ماجه (1490) والترمذي (1028) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2816) والروياني (1537) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(2067) وابن قانع في "الصحابة"(3/ 43 - 44) والطبراني في "الكبير"(19/ 299) والحاكم (1/ 362) وأبو نعيم في "الصحابة"(6013) والبيهقي (4/ 30) وأبو طاهر السلفي في "حديث أبي الحسين الثقفي"(37) والقاسم بن علي الدمشقي في "تعزية المسلم"(42) وابن الأثير في "أسد الغابة"(5/ 54) والمزي (27/ 165 - 166) من طرق عن محمد بن إسحاق المدني عن يزيد بن أبي حبيب عن مَرْثد بن عبد الله اليَزَني قال: كان مالك بن هبيرة إذا صلى على جنازة فَتَقَالَّ الناس عليها جزأهم ثلاثة أجزاء، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من صلى عليه ثلاثة صفوف (2) فقد (3) أوجب" اللفظ للترمذي.

وقال: حديث حسن"

وقال: هكذا رواه غير واحد عن ابن إسحاق، وروى إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق هذا الحديث وأدخل بين مرثد ومالك رجلاً، ورواية هؤلاء أصح عندنا"

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

قلت: لم يخرج مسلم لمالك بن هبيرة شيئاً، وأخرج لابن إسحاق في المتابعات، وهو صدوق مدلس، وقد صرح بالتحديث من يزيد عند الروياني فانتفى التدليس.

(1) 3/ 430 (كتاب الجنائز - باب الصفوف على الجنازة)

(2)

زاد ابن أبي شيبة وغيره "من المسلمين"

(3)

ولفظ أحمد وغيره "إلا غفر له" ولفظ المزي "إلا وجبت له الجنة"

ص: 5135

3671 -

"من صمت نجا"

ذكره الحافظ في ثلاثة مواضع:

قال في الموضع الأول: أخرجه الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص" (1)

وقال في الثاني: وللترمذي من حديث ابن عمرو: فذكره" (2)

وقال في الثالث: أخرجه الترمذي ورواته ثقات" (3)

حسن

أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(385) وابن وهب في "الجامع"(302) عن عبد الله بن لهيعة ثني يزيد بن عمرو المَعَافري عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي عن ابن عمرو به مرفوعاً.

ومن طريق ابن المبارك أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد"(1) وأبو الشيخ في "الأمثال"(207) والبغوي في "شرح السنة"(4129)

وأخرجه أحمد (2/ 177 و 159) وعبد بن حميد (345) والدارمي (2716) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 169) والترمذي (2501) وابن أبي الدنيا في "الصمت"(10) والطبراني في "الكبير"(13/ حديث رقم 113) والقضاعي (334) والبيهقي في "الشعب"(4629 و 4630) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1710) والمزي (32/ 215 - 216) من طرق عن ابن لهيعة به.

قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة، وأبو عبد الرحمن الحبلي هو عبد الله بن يزيد"

قلت: ابن لهيعة قال الدارقطني وغيره: لا يحتج به.

ولم ينفرد به بل تابعه عمرو بن الحارث المصري عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن ابن عمرو به.

أخرجه الطبراني (4) في "الأوسط"(1954)

عن أحمد بن محمد بن نافع الطحان المصري

(1) 8/ 150 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب أيام الجاهلية)

(2)

13/ 54 (كتاب الأدب - باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره)

(3)

14/ 90 (كتاب الرقاق - باب حفظ اللسان)

(4)

وأخرجه في "الكبير"(3/ حديث رقم 114) عن أحمد بن محمد بن نافع لكنّه لم يذكر ابن لهيعة.

ص: 5136

وابن شاهين في "الترغيب"(387) وابن عبد البر في "التمهيد"(21/ 37)

عن أبي بكر عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث

قالا: ثنا أحمد بن صالح المصري ثنا عبد الله بن وهب أخبرني ابن لهيعة وعمرو بن الحارث به.

قال ابن شاهين: هذا حديث غريب من حديث عمرو بن الحارث مشهور عن ابن لهيعة"

قلت: وإسناده حسن.

وقواه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(1/ 547)

3672 -

عن ابن عباس قال: لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من صنع كذا فله كذا" الحديث، فنزلت {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} [الْأَنْفَالِ: 1] "

قال الحافظ: وروى أبو داود والنسائي وابن حبان من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال: فذكره" (1)

صحيح

وله عن ابن عباس طريقان:

الأول: يرويه داود بن أبي هند عن عكرمة واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن داود عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر "من فعل كذا وكذا فله من النَّفل كذا وكذا" قال: فتقدم الفتيان ولزم المشيخة الرايات فلم يبرحوها، فلما فتح الله عليهم قال المشيخة: كنا رِدْءًا لكم، لو انهزمتم لفئتم إلينا، فلا تذهبوا بالمغنم ونبقى، فأبى الفتيان وقالوا: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا، فأنزل الله {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} [الأنفال: 1] إلى قوله {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ (5)} [الأنفال: 5]، يقول: فكان ذلك خيرا لهم، فكذلك أيضاً فأطيعوني فإني أعلم بعاقبة هذا منكم.

أخرجه ابن أبي شيبة (14/ 356) والطبري في "تفسيره"(9/ 172)

عن عبد الأعلي بن عبد الأعلى البصري

(1) 9/ 376 (كتاب التفسير: سورة الأنفال - قوله {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} [الأنفال: 1])

ص: 5137

وأبو داود (2737) والطبري (9/ 172) والحاكم (2/ 131 - 132) والبيهقي (6/ 291 - 292) وفي "الدلائل"(3/ 135)

عن خالد بن عبد الله الواسطي (1)

والنسائي في "الكبرى"(11197) والطبري (9/ 171 - 172) وابن حبان (5093) والحاكم (2/ 326 - 327) والبيهقي (6/ 315)

عن معتمر بن سليمان التيمي

وأبو داود (2738) والحاكم (2/ 221 - 222) والبيهقي (6/ 315 - 316)

عن هُشيم

وأبو داود (2739) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 232 و 279) والبيهقي (6/ 292) وفي "الدلائل"

عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة

كلهم عن داود بن أبي هند به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال أيضاً: هذا حديث صحيح فقد احتج البخاري بعكرمة، وقد احتج مسلم بداود"

قلت: وهو كما قال.

- ورواه عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن داود عن عكرمة مرسلاً، ولم يذكر ابن عباس.

أخرجه الطبري (9/ 172)

والأول أصح.

الثاني: يرويه محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قتل قتيلا فله كذا وكذا" فقتلوا سبعين، وأسروا سبعين، فجاء أبو اليَسَر بن عمرو بأسيرين فقال: يا رسول الله، إنك وعدتنا: من قتل قتيلا فله كذا، ومن أسر أسيرا فله كذا، فقد جئت بأسيرين، فقام سعد بن عبادة فقال: يا رسول الله، إنه لم تمنعنا زهادة في الآخرة، ولا جبن عن العدو، ولكنا قمنا هذا المقام خشية أن يقتطعك

(1) وسياق الحديث له.

ص: 5138

المشركون، وإنّك إن تعط هؤلاء، لم يبق لأصحابك شيء، قال: فجعل هؤلاء يقولون، وهؤلاء يقولون، فنزلت {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} [الأنفال: 1]، قال: فسلموا الغنيمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ثم نزلت: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} -.

أخرجه عبد الرزاق (9483) وفي "التفسير"(2/ 249 - 250) عن سفيان الثوري عن محمد بن السائب به.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 102 - 103) من طريق محمد بن يوسف الفِرْيابي وأبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي قالا: ثنا سفيان (1) به.

ورواه عبد الرزاق أيضاً (9484) وفي "التفسير"(2/ 250 - 251) عن مَعْمر بن راشد عن محمد بن السائب مرسلاً، ولم يذكر أبا صالح ولا ابن عباس.

ومحمد بن السائب الكلبي متهم بالكذب، قال أبو عاصم النبيل: زعم لي سفيان الثوري، قال: قال لنا الكلبي: ما حدثت عن أبي صالح عن ابن عباس فهو كذب، فلا ترووه.

3673 -

"من ضحى فليأكل من أضحيته"

قال الحافظ: وقد أخرج أبو الشيخ في "كتاب الأضاحي" من طريق عطاء بن يسار عن أبي هريرة رفعه: فذكره، ورجاله ثقات لكن قال أبو حاتم الرازي: الصواب عن عطاء مرسل" (2)

ضعيف

أخرجه أحمد (2/ 391) عن أسود بن عامر الشامي ثنا الحسن بن صالح عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعاً "إذا ضحى أحدكم فليأكل من أضحيته"

وتابعه العباس بن محمد الدوري ثنا أسود بن عامر به.

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(7/ 34)

قال العباس الدوري: ولم أسمع هذا من إنسان في الدنيا غيره"

وقال الخطيب: تفرد بوصله أسود، وخالفه مالك بن إسماعيل فرواه عن الحسن بن صالح مرسلاً لم يذكر فيه أبا هريرة"

(1) وهو في "تفسيره"(ص 115) رواية أبي حذيفة النّهدي عنه.

(2)

12/ 123 (كتاب الأضاحي - باب ما يؤكل من لحوم الأضاحي)

ص: 5139

قلت: وحديث مالك بن إسماعيل أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 38) عن أبيه ثنا أبو غسان -وهو مالك بن إسماعيل- عن حسن بن صالح به.

وإسناده ضعيف لضعف ابن أبي ليلى واسمه محمد بن عبد الرحمن.

قال شعبة وأحمد وأبو حاتم وابن المديني والنسائي والدارقطني: سيء الحفظ.

وقال أحمد: ضعيف وفي عطاء أكثر خطأ".

3674 -

عن أنس مرفوعا "من طلب الشهادة صادقا أُعطيها ولو لم يصبها"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (1908")(1)

3675 -

حديث بلال بن مرداس عن خيثمة عن أنس رفعه "من طلب القضاء واستعان عليه بالشفعاء وكل إلى نفسه، ومن أكره عليه أنزل الله عليه ملكا يسدده"

قال الحافظ: قال المهلب: أخرجه ابن المنذر. قلت: وكذا أخرجه الترمذي من طريق أبي عوانة عن عبد الأعلى الثعلبي، وأخرجه هو وأبو داود وابن ماجه من طريق أبي عوانة ومن طريق إسرائيل عن عبد الأعلى فأسقط خيثمة من السند. قال الترمذي: ورواية أبي عوانة أصح، وقال في رواية أبي عوانة: حديث حسن غريب. وأخرجه الحاكم من طريق إسرائيل وصححه، وتعقب بأنّ ابن معين لين خيثمة وضعف عبد الأعلى، وكذا قال الجمهور في عبد الأعلى: ليس بقوي" (2)

ضعيف

أخرجه الترمذي (1324) والبيهقي (10/ 100) وفي "الصغرى"(4109) والخطيب في "الموضح"(2/ 7) والشجري في "أماليه"(2/ 232) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله الواسطي عن عبد الأعلى الثعلبي عن بلال بن مرداس الفزاري عن خيثمة عن أنس مرفوعاً "من ابتغى القضاء وسأل عليه الشفعاء وكل إلى نفسه، ومن أكره عليه أنزل الله عليه ملكا يسدده"

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب"

قلت: هكذا رواه أبو عوانة عن عبد الأعلى عن بلال بن مرداس عن خيثمة عن أنس به.

(1) 6/ 356 (كتاب الجهاد - باب تمني الشهادة)

(2)

16/ 243 (كتاب الأحكام - باب من سأل الإمارة وكل إليها)

ص: 5140

وخالفه إسرائيل بن يونس الكوفي فرواه عن عبد الأعلى عن بلال بن أبي موسى -وفي رواية ابن أبي بردة- عن أنس به.

وأسقط منه عن خيثمة.

أخرجه أحمد (3/ 118 و 220) وأبو داود (3578) وابن ماجه (2309) والترمذي (1323) وإسحاق بن راهويه والبزار في "مسنديهما" كما في "نصب الراية"(4/ 69) والطبراني في "الأوسط"(5955) والحاكم (4/ 92) والبيهقي (10/ 100) وفي "معرفة السنن"(14/ 221) والخطيب في "الموضح"(2/ 7 - 8) والشجري في "أماليه"(2/ 232)

وقال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد الأعلى الثعلبي"

وقال الخطيب: بلال بن مرداس الفزاري هو بلال بن أبي موسى الذي روى إسرائيل بن يونس عن عبد الأعلى عنه هذا الحديث"

وقال الذهبي في "الميزان"(1/ 352): بلال بن مرداس هو ابن أبي موسى"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال الترمذي: حديث أبي عوانة أصح من حديث إسرائيل عن عبد الأعلى"

قلت: كلا الإسنادين ضعيف لضعف عبد الأعلي بن عامر الثعلبي.

قال أحمد وأبو زرعة: ضعيف الحديث.

وقال ابن معين: ليس بثقة.

وذكره البخاري وابن حبان والعقيلي والنسائي في الضعفاء.

3676 -

"من طلب حقا، فليطلبه في عفاف: وافٍ أو غير وافٍ"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وابن ماجه وابن حبان من حديث نافع عن ابن عمر وعائشة مرفوعاً: فذكره" (1)

حسن

أخرجه ابن ماجه (2421) وابن حبان (5080) والحاكم (2/ 32) والبيهقي (5/ 358) من طرق عن سعيد بن أبي مريم الجمحي ثنا يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن أبي جعفر عن نافع عن ابن عمر وعائشة به مرفوعاً.

(1) 5/ 210 (كتاب البيوع - باب السهولة والسماحة في البيع والشراء)

ص: 5141

قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري"

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح على شرط البخاري" مصباح الزجاجة 3/ 66

قلت: الحديث إسناده حسن رواته ثقات غير يحيى بن أيوب الغافقي المصري وهو حسن الحديث كما قال الذهبي في "سير الأعلام"(8/ 6)

ولم ينفرد عبيد الله بن أبي جعفر المصري به بل تابعه بكير بن عبد الله بن الأشج المدني عن نافع عن ابن عمر قال: لزم رجل رجلاً بحقه، فألحّ عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من طلب فليطلب بعفاف: واف أو غير واف"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(124) من طريق ابن لهيعة عن بكير به.

وابن لهيعة قال ابن معين وغيره: ضعيف.

طريق أخرى: أخرج أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 257) من طريق عامر بن إبراهيم ثنا يعقوب القمي ثنا عنبسة عن عباد عن سالم عن أبيه قال: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي بن كعب وقد لزم رجلاً في المسجد، فانطلق لحاجته ثم انصرف فوجده ملازما له، فقال "حتى الآن" فقال: نعم يا رسول الله، فقال "من طلب حقا له، فليطالبه بعفاف: واف أو غير واف"

عامر بن إبراهيم هو ابن واقد الأصبهاني وهو ثقة، ويعقوب هو ابن عبد الله القمي قال النسائي: ليس به بأس، وعنبسة هو ابن سعيد بن الضُّرَيس وهو ثقة، وعباد لم أعرف من هو ويغلب على الظن أنّه ابن كثير الثقفي، والله تعالى أعلم.

وللحديث شاهد عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لصاحب الحق "خذ حقك في عفاف: واف أو غير واف"

أخرجه ابن ماجه (2422) والحاكم (2/ 32 - 33) والمزي (16/ 290) من طرق عن أبي همام محمد بن مُحَبَّب القرشي ثنا سعيد بن السائب الطائفي عن عبد الله بن يامين عن أبي هريرة به.

قال العراقي والسخاوي: إسناده حسن" تخريج الإحياء للحداد 2/ 1039 - المقاصد ص 319

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات على شرط مسلم" مصباح الزجاجة 3/ 66 - 67

قلت: بل إسناده ضعيف. عبد الله بن يامين مجهول الحال كما في "التقريب"، وانفرد ابن ماجه بالتخريج له من بين الستة.

ص: 5142

وأخرجه الخطيب في "الكفاية"(ص 326) من طريق شعيب بن حرب المدائني عن سعيد بن السائب به.

وله شاهد آخر من حديث جرير بن عبد الله مثله.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(2295)

قال الهيثمي: وفيه داود بن عبد الجبار وهو متروك" المجمع 4/ 135

3677 -

"من طلب قضاء المسلمين حتى يناله، ثم غلب عَدْلُهُ جَوْرَهُ فله الجنة، ومن غلب جَوْرُهُ عدْلَهُ فله النار"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه أبو داود (3575) والبيهقي (10/ 88) والمزي (29/ 162) من طريق ملازم بن عمرو اليمامي ثني موسى بن نَجدة عن جده يزيد بن عبد الرحمن وهو أبو كثير ثني أبو هريرة رفعه قال: فذكره.

وإسناده ضعيف. موسى بن نجدة لا يعرف كما في "الميزان"، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.

3678 -

"من طمع منكم أن يقوم آخر الليل فليوتر من آخره فإنّ صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل، ومن خاف منكم أن لا يقوم من أخر الليل فليوتر من أوله"

قال الحافظ: ورد في حديث جابر عند مسلم (755) ولفظه: فذكره" (2)

3679 -

"من عاد مريضا أو زار أخا له في الله ناداه مناد: طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا"

قال الحافظ: عند الترمذي وحسنه وصححه ابن حبان من حديث أبي هريرة رفعه: فذكره، وله شاهد عند البزار من حديث أنس بسند جيد" (3)

ربي من حديث أبي هريرة ومن حديث أنس

(1) 16/ 242 (كتاب الأحكام - باب من لم يسأل الإمارة أعانه الله)

(2)

3/ 139 (كتاب الصلاة - أبواب الوتر - باب ساعات الوتر)

(3)

13/ 112 (كتاب الأدب - باب الزيارة)

ص: 5143

فأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:

الأول: يرويه أبو سنان القَسْمَلي الشامي عن عثمان بن أبي سَوْدَة عن أبي هريرة مرفوعاً به.

أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(708) وفي "المسند"(3) وأحمد (2/ 326 و 344 و354) والبخاري في "الأدب المفرد"(345) وعبد بن حميد (1451) وابن أبي الدنيا في "الإخوان"(97) وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(1059) وفي "عواليه"(28) وابن حبان (2961) والبيهقي في "الآداب"(239) وفي "الشعب"(8611) والشجري في "أماليه (2/ 140 - 141) والبغوي في "شرح السنة" (3472 و 3473) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب" (2120) والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (1/ 381) والمزي (19/ 388)

عن حماد بن سلمة

وابن ماجه (1443) والترمذي (2008) واللفظ له وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(208)

عن يوسف بن يعقوب السدوسي السِّلَعي

كلاهما عن أبي سنان به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وأبو سنان اسمه عيسى بن سِنان"

قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره.

واختلف عنه، فرواه عبد الوهاب بن عطاء العجلي عنه فأوقفه على أبي هريرة.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(8610)

الثاني: يرويه العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب المدني عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "إذا عاد الرجل أخاه أو زاره قال الله: طبت وطاب ممشاك وتبوأت منزلا في الجنة"

أخرجه ابن عدي (4/ 1367) عن جعفر بن أحمد بن خالد التنيسي ثني أحمد بن يعقوب الداري من ولد تميم الداري ثنا سعيد بن هاشم المخزومي ثنا مالك وشبل بن العلاء عن العلاء به.

وقال: منكر من حديث مالك وشبل بن العلاء بهذا الإسناد"

وأما حديث أنس فأخرجه البزار (كشف 1918) وأبو يعلى (4140) وابن عدي (6/ 2409) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 107) من طريق يوسف بن يعقوب الضُّبَعي ثنا

ص: 5144

ميمون بن عجلان عن ميمون بن سياه عن أنس مرفوعاً "ما من عبد مسلم أتى أخاه يزوره في الله إلا ناداه مناد من السماء: أن طبت وطابت لك الجنة. وإلا قال الله في ملكوت عرشه: عبدي زار فِيَّ، وعلي قِرَاه، فلم يرض الله له بثواب دون الجنة"

قال الهيثمي: رواه البزار وأبو يعلى ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان وهو ثقة" المجمع 8/ 173

قلت: ميمون بن عجلان هذا ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا عنه راويا إلا يوسف بن يعقوب الضبعي، وقال أبو حاتم: شيخ. فالظاهر أنّه مجهول.

وتابعه حماد بن جعفر بن زيد العبدي عن ميمون بن سياه به.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان"(102) وابن عدي (2/ 656) من طريق الضحاك بن حُمرة الواسطي عن حماد بن جعفر به.

والضحاك ضعفه ابن معين وغيره، وحماد وميمون مختلف فيهما.

3680 -

"من عاد مريضا خاض في الرحمة حتى إذا قعد استقر فيها"

قال الحافظ: وأخرج البخاري أيضاً (في الأدب المفرد) من طريق عمر بن الحكم عن جابر رفعه: فذكره، وأخرجه أحمد والبزار وصححه ابن حبان والحاكم من هذا الوجه وألفاظهم فيه مختلفة، ولأحمد نحوه من حديث كعب بن مالك بسند حسن" (1)

ورد من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث كعب بن مالك ومن حديث محمد بن عمرو بن حزم ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أنس ومن حديث أبي أمامة ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي الدرداء

فأما حديث جابر فيرويه أبو حفص عمر بن الحكم بن ثوبان المدني واختلف عنه:

- فرواه عبد الحميد بن جعفر الأنصاري واختلف عنه:

• فقال غير واحد: ثنا عبد الحميد بن جعفر عن عمر بن الحكم بن ثوبان عن جابر مرفوعاً "من عاد مريضا لم يزل يخوض في الرحمة حتى يجلس (2)، فإذا جلس اغتمس (3) فيها"

(1) 12/ 217 (كتاب المرضى - باب وجوب عيادة المريض)

(2)

ولفظ أحمد "حتى يرجع"

(3)

ولفظ البزار "انغمس" ولفظ ابن حبان "غُمِر"

ص: 5145

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 234) وأحمد (3/ 304) وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(84) وابن حبان (2956) والحاكم (1/ 350) والبيهقي (3/ 380) وفي "الشعب"(8749) وفي "الآداب"(360) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 274)

عن هُشيم بن بشير

والبزار (كشف 775)

عن عبد الله بن حُمران بن عبد الله البصري

والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 250) ومن طريقه ابن عبد البر (24/ 274)

عن محمد بن عمر الواقدي

قالوا: ثنا عبد الحميد بن جعفر به. واللفظ لابن أبي شيبة وغيره.

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال المنذري: رواه أحمد ورواته رواة الصحيح" الترغيب 4/ 321

وقال الهيثمي: ورجال أحمد رجال الصحيح" المجمع 2/ 297

قلت: لم يخرج مسلم رواية عمر بن الحكم عن جابر.

• وقال خالد بن الحارث البصري: ثنا عبد الحميد بن جعفر قال: أخبرني أبي أنّ أبا بكر بن حزم ومحمد بن المنكدر، في ناس من أهل المسجد، عادوا عمر بن الحكم بن رافع الأنصاري، قالوا: يا أبا حفص حدثنا، قال: سمعت جابر بن عبد الله قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول "من عاد مريضا خاض في الرحمة، حتى إذا قعد استقر فيها"

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(522)

وعمر بن الحكم بن رافع هو عمر بن الحكم بن ثوبان في قول ابن معين.

وقال أبو حاتم: عمر بن الحكم بن رافع ليس هو عمر بن الحكم بن ثوبان.

• وقال بكر بن بكار القيسي البصري: ثنا عبد الحميد بن جعفر قال: حدثتني أمي مندوس بنت علي قالت: مرض عمر بن الحكم بن رافع فعاده أهل المسجد، فقال عمر بن الحكم: سمعت جابر بن عبد الله يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من عاد مريضا خاض الرحمة، فإذا جلس عنده استنقع فيها، فإذا خرج من عنده، خاض الرحمة حتى يرجع إلى بيته"

أخرجه الدولابي في "الكنى"(849) وابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 273)

ص: 5146

- وقال عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الحكم الأنصاري: دخل أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم على عمر بن الحكم بن ثوبان، فقال: يا أبا حفص حدثنا حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه اختلاف، قال: ثني كعب بن مالك رفعه "من عاد مريضا خاض في الرحمة، فإذا جلس عنده استنقع فيها" وقد استنقعتم إن شاء الله في الرحمة.

أخرجه أحمد (3/ 460)

عن يونس بن محمد المؤدب

والطبراني في "الكبير"(19/ 102)

عن سريج بن النعمان الجوهري

وفي "الأوسط"(1)(907)

عن سعيد بن سليمان الواسطي

وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(2)(217)

عن زفر بن هبيرة المازني

كلهم عن أبي معشر المديني عن عبد الرحمن بن عبد الله به.

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن كعب إلا بهذا الإسناد"

وقال المنذري: رواه أحمد بإسناد حسن" الترغيب 4/ 322

قلت: بل ضعيف لضعف أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي، وعبد الرحمن بن عبد الله ذكره الحافظ في "التعجيل" وقال: استدركه شيخنا الهيثمي، وقال ابن شيخنا: لا أعرفه. قلت: هو ابن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري المدني وهو مترجم في "التهذيب" انتهى.

كذا قال، وإنما هو ابن أبي الحكم كما جاء مصرّحاً به في "الكبير" للطبراني ولم أقف له على ترجمة.

وأما حديث محمد بن عمرو بن حزم فأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(المطالب 2495) وعبد بن حميد (288) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 331 - 332) وابن

(1) رواه عن أحمد بن يحيى الحلواني ثنا سعد بن سليمان به، ورواه في "الكبير" (19/ 159) عن الحلواني به إلا أنّه وقع عنده: عن كعب بن عجرة.

(2)

ووقع عنده: عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري.

ص: 5147

أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(232) والعقيلي (3/ 468) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 200) والطبراني في "الأوسط"(5292) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(98 و278) والبيهقي (4/ 59) وفي "الشعب"(8840) وفي "الصغرى"(1136) والمزي (24/ 90 - 91) وشمس الدين الصالحي في "الأربعين في فضل الرحمة"(ص 89 - 90) من طريق قيس أبي عمارة مولى سودة بنت سعيد مولاة بني ساعدة من الأنصار عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري عن أبيه عن جده مرفوعا "من عاد مريضا فلا يزال في الرحمة حتى إذا قعد عنده استنقع فيها، ثم إذا قام من عنده ولا يزال يخوض فيها حتى يرجع من حيث خرج، ومن عزّى أخاه المؤمن من مصيبة كساه الله حلل الكرامة يوم القيامة" لفظ يعقوب وغيره.

قال المنذري: وإسناده إلى الحسن أقرب" الترغيب 4/ 322

وقال الهيثمي: ورجاله موثقون" المجمع 2/ 297

قلت: قيس قال البخاري: فيه نظر، وقال العقيلي: لا يتابع عليه ويروى بإسناد أصلح من هذا، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الطبراني في "الصغير"(139) عن أحمد بن الحسن المصري الأيلي ثنا أبو عاصم النبيل ثنا مفضل بن لاحق عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعاً "من عاد المريض خاض في الرحمة، فإذا جلس اغتمس فيها"

قال المنذري: رواته ثقات" الترغيب 4/ 321

وقال الهيثمي: رجاله ثقات غير شيخ الطبراني فإني لم أعرفه" المجمع 2/ 298

قلت: هو معروف ومترجم في "اللسان"(1/ 150) وغيره، قال الدارقطني: كذاب متروك، وقال ابن حبان: كذاب دجال من الدجاجلة يضع الحديث على الثقات وضعا لا يجوز الاحتجاج به بحال.

وأما حديث أنس فله عنه طرق:

الأول: يرويه الحكم بن أبان العدني عن عكرمة عن أنس مرفوعاً "من عاد مريضا خاض في الرحمة حتى يبلغه، فإذا قعد عنده غمرته الرحمة"

أخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(61) والطبراني في "الصغير"(519) من طريق إبراهيم بن الحكم بن أبان ثني أبي به.

قال الطبراني: لم يروه عن عكرمة إلا الحكم، تفرد به إبراهيم"

ص: 5148

قلت: ذكره ابن معين والنسائي فقالا: ليس بثقة، وقال البخاري: سكتوا عنه.

الثاني: يرويه هلال بن أبي داود الحبطي أبو هشام قال: قال أخي هارون بن أبي داود: ثني أبي قال: أتيت أنس بن مالك فقلت: يا أبا حمزة إنّ المكان بعيد ونحن يعجبنا أن نعودك، فرفع رأسه فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "أيما رجل يعود مريضا فإنما يخوض في الرحمة، فإذا قعد عند المريض غمرته الرحمة" فقلت: يا رسول الله هذا للصحيح الذي يعود المريض، فالمريض ماله؟ قال "تحط عنه ذنوبه"

أخرجه أحمد (3/ 174 و 255) عن حسن بن موسى الأشيب سمعت هلال بن أبي داود به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8846)

عن أسد بن موسى المصري

والبيهقي في "الشعب"(8751)

عن مسلم بن إبراهيم الأزدي

قالا: ثنا هلال بن أبي داود به.

إلا أنهما لم يذكرا فيه: عن أبيه.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن هارون إلا أخوه هلال"

وقال الهيثمي: وأبو داود ضعيف جداً" المجمع 2/ 297

قلت: هو نفيع بن الحارث أبو داود الأعمى قال ابن معين: يضع ليس بشيء، وقال الفلاس وغيره: متروك الحديث.

الثالث: يرويه عباد بن كثير الثقفي البصري عن ثابت البُنَاني عن أنس مرفوعاً "إنّ المرء المسلم إذا خرج من بيته يعود أخاه المسلم خاض في الرحمة إلى حقويه، فإذا جلس عند المريض غمرته الرحمة"

أخرجه أبو يعلى (3429)

قال الهيثمي: وفيه عباد بن كثير وكان رجلاً صالحا ولكنه ضعيف الحديث متروك لغفلته" المجمع 2/ 295 - 296

وقال الحافظ: تفرد به عباد بن كثير وهو واه" المطالب حديث رقم 3440

ص: 5149

الرابع: يرويه يزيد بن حمران حدثتني منة الزرقاء قالت: قلت لأنس: حدثني حديثا لم يداوله الرجال بينك وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "عائد المريض يخوض في الرحمة، فإذا جلس عنده غمرته"

أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 252) عن العباس بن الفضل العبدي الأزوق ثنا يزيد بن حمران به.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(216) عن أبي محمد التميمي ثنا العباس بن الفضل العبدي ثنا يزيد بن حمران حدثتني أمية الزرقاء عن أنس به.

والعباس بن الفضل قال ابن معين: كذاب خبيث، وقال البخاري: ذهب حديثه.

وأما حديث أبي أمامة فأخرجه أحمد (5/ 268) والروياني (1231) والطبراني في "الكبير"(7854) من طريق يحيى بن أيوب المصري عن عبيد الله بن زَحْر عن عليّ بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً "عائد المريض يخوض في الرحمة، وإذا جلس عنده غمرته الرحمة"

وإسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد الألهاني.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير"(11481) وابن عدي (6/ 2169) من طريق عامر بن سيار الرقي ثنا محمد بن عبد الملك الأنصاري ثنا عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعاً "من عاد مريضا خاض في الرحمة، فإذا جلس إليه غمرته الرحمة"

قال ابن علي: وهذا غير محفوظ عن عطاء، إنّما يرويه محمد بن عبد الملك عنه"

وقال الهيثمي: وفيه محمد بن عبد الملك الأنصاري ولم أجد عن ذكره" المجمع 2/ 298

قلت: ذكره غير واحد، وهو محمد بن عبد الملك الأنصاري أبو عبد الله المدني يقال: إنّه عن ولد أبى أيوب الأنصاري، له ترجمة في "اللسان" وكذبه أحمد وابن معين وأبو حاتم.

وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2221) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا عبد الله بن عمر بن أبان ثنا إسحاق بن سليمان ثنا معاوية بن يحيى عن يونس بن ميسرة بن حَلْبَس عن أبي إدريس عن أبي الدرداء مرفوعاً "إنّ الرجل إذا خرج يعود أخا له مؤمنا خاض في الرحمة إلى حِقْوَيه، وإذا جلس عند المريض فاستوى جالسا غمرته الرحمة"

ص: 5150

وأخرجه أبو يعلى (المطالب 2493) عن أبي هشام محمد بن يزيد الرفاعي ثنا إسحاق -يعني ابن سليمان- به.

وإسناده ضعيف لضعف معاوية بن يحيى الصَّدَفي.

3681 -

"من عال جاريتين"

قال للحافظ: وقد وقع في حديث أنس عند مسلم (2631): فذكره" (1)

وتمامه "حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو" وضم أصابعه.

3683 -

"من عُرض عليه طيب فلا يرده، فإنَّه خفيف الحمل، طيب الرائحة"

قال الحافظ: حديث صحيح رواه أبو داود (4172) والنسائي (8/ 165) وأبو عوانة من طريق عبيد الله بن أبي جعفر عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً. وأخرجه مسلم (2253) من هذا الوجه لكن قال "ريحان" بدل "طيب" ورواية الجماعة أثبت فإن أحمد وسبعة أنفس معه رووه عن عبد الله بن يزيد المقري عن سعيد بن أبي أيوب بلفظ "الطيب" ووافقه ابن وهب عن سعيد عند ابن حبان (5109) والعدد الكثير أولى بالحفظ من الواحد" (2)

وذكره في موضع آخر وقال: وقد أخرج أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان من رواية الأعرج عن أبي هريرة رفعه: فذكره، وأخرجه مسلم من هذا الوجه لكن وقع عنده "ريحان" بدل "طيب" قلت: مخرج الحديث واحد والذين رووه بلفظ "الطيب" أكثر عددا وأحفظ فروايتهم أولي.

وللحديث شاهد عن ابن عباس أخرجه الطبراني بلفظ "من عرض عليه الطيب فليصب منه"(3)

حديث ابن عباس بلفظ "ائتدموا من هذه الشجرة -يعني الزيت- واكتحلوا بهذا الإثمد، فإنه مَجلاة للبصر، ومن عرض عليه طيب فليصب منه"

قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط"(8336) عن شيخه موسى بن زكريا وهو متروك" المجمع 5/ 158

وقد تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة عند حديث "اكتحلوا بالإثمد"

(1) 13/ 33 (كتاب الأدب - باب رحمة الولد)

(2)

6/ 136 (كتاب الهبة - باب مالاً يرد من الهدية)

(3)

12/ 493 (كتاب اللباس - باب من لم يرد الطيب)

ص: 5151

3683 -

"من عقد لحيته أو تقلد وترا فإنّ محمدا بريء منه"

قال الحافظ: رواه أبو داود من حديث رويفع بن ثابت رفعه: فذكره" (1)

حسن

أخرجه أحمد (4/ 109) وأبو داود (36) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 186) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2196) والبزار (2)(2317) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(746) والطبراني في "الكبير"(4491) وأبو نعيم في "الصحابة"(2704) والخطابي في "الغريب"(1/ 422 - 423) والبيهقي (1/ 110) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(2680) والمزي (2/ 591 - 592) من طرق عن المُفَضل بن فَضَالة المصري ثني عياش بن عباس القِتْباني أنّ شِيَيْم بن بَيْتان أخبره أنه سمع شيبان القتباني يقول: إنّ مسلمة بن مخلد استعمل رويفع بن ثابت على أسفل الأرض، فسرنا معه من كوم شريك إلى علقماء، أو من علقماء إلى كوم شريك، يريد علقام، فقال رويفع: إن كان أحدنا في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأخذ نضو أخيه على أنّ له النصف مما يغنم ولنا النصف، وإن كان أحدنا ليطير له النصل والريش وللآخر القدح، ثم قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا رويفع لعل الحياة ستطول بك بعدي، فأخبر الناس أنه من عقد لحيته، أو تقلد وترا، أو استنجى برجيع دابة، أو عظم، فإنّ محمد صلى الله عليه وسلم منه بريء" اللفظ لأبي داود

تابعه عبد الله بن عياش بن عباس عن أبيه به.

أخرجه ابن عبد الحكم (ص 186)

وخالفهما حَيوة بن شريح المصري فرواه عن عياش أنّ شييم حدثه أنّه سمع رويفع بن ثابت به، ولم يذكر شيبان القتباني.

أخرجه النسائي (8/ 117) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 123) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 240) من طريق ابن وهب عن حيوة به.

وتابعه ابن لهيعة عن عياش به.

(1) 6/ 483 (كتاب الجهاد - باب ما قيل في الجرس)

و12/ 472 (كتاب اللباس - باب تقليم الأظفار)

(2)

ذكره موقوفا وقال: وهذا الحديث قد روى نحو كلامه غير واحد، وأما هذا اللفظ فلا يحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد غير رويفع، وقد أدخل في المسند لأنّه قال: فقد برئ مما أنزل على محمد، وإسناده حسن غير شيبان فإنه لا نعلم روى عنه غير شييم بن بيتان، وعياش بن عباس مشهور"

ص: 5152

أخرجه أحمد (4/ 108) عن يحيى بن إسحاق البجلي وعن حسن بن موسى الأشيب كلاهما عن ابن لهيعة به.

وأخرجه أبو القاسم البغوي (747) من طريق الوليد بن مسلم ثنا ابن لهيعة به.

وحديث المفضل بن فضالة عندي أصح لأنّه ثقة وقد زاد، فزيادته مقبولة، وقد توبع أيضاً، وشيبان هو ابن أمة وهو مجهول كما في "التقريب".

لكن رواه المفضل أيضاً عن عياش أنّ شييم بن بيتان أخبره بهذا الحديث أيضاً عن أبي سالم الجَيْشاني عن عبد الله بن عمرو يذكر ذلك وهو معه مرابط بحصن باب أليون.

أخرجه ابن عبد الحكم (ص 186) وأبو داود (37)

وإسناده صحيح، وأبو سالم الجيشاني اسمه سفيان بن هانئ قال الذهبي في "الكاشف": ثقة مشهور.

3684 -

أنّ النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أيّ الجهاد أفضل؟ قال: "من عُقر جواده، وأُهريق دمه"

قال الحافظ: رواه أحمد وابن حبان في "صحيحه" من حديث جابر، والدارمي وأحمد والطحاوي من حديث عبد الله بن حبشي، وابن ماجه من حديث عمرو بن عبسة" (1)

صحيح

ورد من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث عبد الله بن حُبشِي ومن حديث عمرو بن عبسة ومن حديث ابن عمرو ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي موسى ومن حديث عمير بن قتادة ومن حديث ابن عمر

فأما حديث جابر فله عنه طرق:

الأول: يرويه الأعمش عن أبي سفيان طلحة بن نافع عن جابر أنّ رجلاً قال: يا رسول الله، أيّ الإسلام خير (2)؟ قال "أنّ يسلم المسلمون من لسانك ويدك" (3) قال: يا رسول الله، فأيّ الشهادة (4) أفضل؟ قال "أن (5) يُعْقَرَ جوادك، ويُهراق دمك" قال: فأيّ الصلاة أفضل؟ قال "طول القنوت"

(1) 6/ 384 (كتاب الجهاد - باب الشهادة سبع سوى القتل)

(2)

وفي لفظ "أفضل"

(3)

زاد الطبراني وابن جميع "قيل: فأي الهجرة أفضل؟ قال: أن تهجر ما كره ربك"

(4)

وفي لفظ "الجهاد"

(5)

وفي لفظ "من عقر جواده، وأهريق دمه"

ص: 5153

أخرجه الطيالسي (ص 246) واللفظ له وابن أبي شيبة (5/ 290 - 291) وأحمد (3/ 300 و 302 و 372) والدارمي (2397) ومسلم (1/ 520) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 626) وابن حبان (4639) والطبراني في "الصغير"(713) وابن جميع في "معجمه"(ص 203) والبيهقي (3/ 8 و 9) وابن عبد البر في "التمهيد"(1/ 237) والبغوي في "شرح السنة"(15 و 660) وابن عساكر في "الأربعين في الحث على الجهاد"(ص 113) وفي "معجم الشيوخ"(1570) من طرق عن الأعمش به (1).

الثاني: يرويه أبو الزبير محمد بن مسلم المكي عن جابر مرفوعاً "أفضل الصلاة طول القيام، وأفضل الجهاد من أهريق دمه وعقر جواده، وأفضل الصدقة جَهْد المقل وما تصدق به عن ظهر غنى"

أخرجه الحميدي (1276) واللفظ له وأحمد (3/ 391 - 392) وعبد بن حميد (1060) ومسلم (756) وابن ماجه (1421) والترمذي (387) والبزار (كشف 1710) وابن نصر في "الصلاة"(646) وأبو يعلى (2081) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(363) والطبراني في "الأوسط"(1247 و 4444) والبيهقي (3/ 8) والبغوي في "شرح السنة"(659) من طرق عن أبي الزبير به.

قال الترمذي: حديث حسن صحيح"

وقال البغوي: حديث صحيح"

قلت: فيه عنعنة أبي الزبير فإنه كان مدلساً، وقد وقع التصريح بسماعه من جابر في رواية عند أحمد (3/ 346) وفيها ابن لهيعة وهو ضعيف، وعند ابن عدي (3/ 1085) وفيها زَمْعَة بن صالح اليماني وهو ضعيف كذلك.

الثالث: يرويه إبراهيم بن عقيل بن أخي وهب بن منبه عن أبيه عن وهب بن منبه قال: سألت جابرا: أقال النبي صلى الله عليه وسلم: أفضل الجهاد من عقر جواده وأهريق دمه؟ قال: نعم.

وسألت جابرا: أقال النبي صلى الله عليه وسلم: أفضل الصلاة طول القنوت؟ قال: نعم. وسألت جابرا: أقال النبي صلى الله عليه وسلم: أفضل المسلمين إسلاما من سلم المسلمون من لسانه ويده؟ قال: نعم.

أخرجه ابن الأعرابي (ق 52/ أ) عن محمد بن سعد العوفي ثنا إسماعيل بن عبد الكريم ثني إبراهيم بن عقيل به.

والعوفي قواه الدارقطني، ولينه الخطيب البغدادي، والباقون ثقات إلا أنّ ابن معين

(1) ساقه غير واحد مطولاً، واختصره بعضهم.

ص: 5154

قال في إسماعيل بن عبد الكريم: الصحيفة التي يرويها عن وهب عن جابر ليست بشيء إنما هو كتاب وقع إليهم ولم يسمع وهب من جابر شيئاً.

وتعقبه المزي بأنّ ابن خزيمة روى في "صحيحه" عن الذهلي عن إسماعيل عن إبراهيم بن عقيل عن أبيه عن وهب قال: هذا ما سألت جابر بن عبد الله. فذكر حديثا، قال: وهذا إسناد صحيح إلى وهب بن منبه، وفيه رد على من قال: إنّه لم يسمع من جابر.

وقال الحافظ في "التهذيب": لا يحسن الاعتراض على ابن معين بذلك الإسناد فإن الظاهر أنّ ابن معين كان يغلط إسماعيل في هذه اللفظة "عن وهب: سألت جابرا" والصواب عنده عن جابر والله أعلم.

الرابع: يرويه الحسن البصري عن جابر (1).

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(المطالب 2894/ 1)

والحسن لم يسمع من جابر.

وأما حديث عبد الله بن حبشي فأخرجه أحمد (3/ 411 - 412) عن حجاج بن محمد الأعور قال: قال ابن جريج ثني عثمان بن أبي سليمان عن عليّ الأزدي عن عبيد بن عمير عن عبد الله بن حبشي الخثعمي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أيّ الأعمال أفضل؟ قال "إيمان لا شك فيه، وجهاد لا غُلُول فيه، وحجة مبرورة" قيل: فأيّ الصلاة أفضل؟ قال "طول القنوت" قيل: فأيّ الصدقة أفضل؟ قال "جَهْدُ المُقِل" قيل: فأيّ الهجرة أفضل؟ قال "من هجر ما حرّم الله عليه" قيل: فأيّ الجهاد أفضل؟ قال "من جاهد المشركين بماله ونفسه" قيل: فأيّ القتل أشرف؟ قال "من أهريق دمه، وعقر جواده"

وأخرجه أبو داود (1325 و 1449) عن أحمد به.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(2/ 14) وفي "الصحابة"(4085) وابن الأثير (3/ 208 - 209) وسبط ابن الجوزي في "الجليس الصالح"(ص 68) والمزي (14/ 404 - 405) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به.

وأخرجه البخاري في "الكبير"(3/ 1/ 25) والدارمى (1431) وابن أبي عاصم في "الجهاد"(26 و 40 و 234) وفي "الآحاد"(2520) وابن نّصر في "قيام الليل"(ص 113)

(1) رواه هشام بن حسان عن الحسن هكذا.

ورواه معمر بن راشد عمن سمع الحسن مرسلاً.

أخرجه عبد الرزاق (4843)

ص: 5155

والنسائي (5/ 43 - 44 و 8/ 86) وفي "الكبرى"(2305 و 11717) وأبو القاسم البغوي (1) في "الصحابة"(1696) وابن الأعرابي (ق 115/ ب) وابن عدي (5/ 1826) وأبو نعيم في "الصحابة"(4085) والبيهقي (3/ 9 و 4/ 180 و 9/ 164) والحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 98 - 99) من طرق عن حجاج بن محمد به.

قال الحافظ: هذا حديث حسن"

وقال في "الإصابة"(6/ 50): إسناده قوي لكن ذكر البخاري في "التاريخ" له علة، وهي الاختلاف على عبيد بن عمير في سنده، رواه علي الأزدي عنه هكذا، وقال عبد الله بن عبيد بن عمير: عن أبيه عن جده، واسم جده: قتادة الليثي، ولكن لفظ المتن قال "السماحة والصبر" فمن هنا يمكن أن يقال: ليست العلة بقادحة، وقد أخرجه هكذا موصولا من وجهين في كل منهما مقال، ثم أورده من طريق الزهري عن عبد الله بن عبيد عن أبيه مرسلاً، وهذا أقوى"

وأما حديث عمرو بن عبسة فله عنه طريقان:

الأول: يرويه أيوب السَّخْتياني عن أبي قِلابة عن عمرو بن عبسة قال: قال رجل: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال "أن يسلم قلبك لله عز وجل، وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك" قال: فأيّ الإسلام أفضل؟ قال "الإيمان" قال: وما الإيمان؟ قال "تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت" قال: فأيّ الإيمان أفضل؟ قال "الهجرة" قال: فما الهجرة؟ قال "تهجر السوء" قال: فأيّ الهجرة أفضل؟ قال "الجهاد" قال: وما الجهاد؟ قال "أنْ تقاتل الكفار إذا لقيتهم" قال: فأيّ الجهاد أفضل؟ قال "من عقر جواده، وأهريق دمه، ثم عملان هما أفضل الأعمال إلا من عمل بمثلهما: حجة مبرورة أو عمرة"

أخرجه أحمد (4/ 114) وعبد بن حميد (301) عن عبد الرزاق -وهو في "مصنفه"(20107) - ثنا مَعْمَر عن أيوب به.

قال البوصيري: رجاله ثقات" مختصر إتحاف السادة 1/ 89 - 90

قلت: وهو كما قال، إلا أنّ المزي قال: أبو قلابة الجَرْمي عن عمرو بن عبسة مرسل (التهذيب 22/ 120)

الثاني: يرويه حجاج بن دينار عن محمد بن ذكوان واختلف عنه:

(1) سقط من إسناده: عن عبيد بن عمير.

ص: 5156

- فقال عبد الله بن نمير: ثنا حجاج بن دينار عن محمد بن ذكوان عن شهر بن حوشب عن عمرو بن عبسة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، من تبعك على هذا الأمر؟ قال "حر وعبد" قلت: ما الإسلام؟ قال "طيب الكلام وإطعام الطعام" قلت: ما الإيمان؟ قال "الصبر والسماحة" قلت: أيّ الإسلام أفضل؟ فذكر الحديث وفيه طول.

أخرجه أحمد (4/ 385) ومن طريقه المزي (25/ 183 - 184)

وتابعه يعلي بن عبيد الطنافسي ثنا حجاج بن دينار به.

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(757) وعبد بن حميد (300) وابن ماجه (2794) وابن بشران (568 و 1035) والمزي (25/ 183 - 184)

- وقال خلف بن خليفة: عن حجاج بن دينار عن محمد بن ذكوان عن عبيد بن عمير عن عمرو بن عبسة.

أخرجه ابن نصر في "الصلاة"(644)

والأول أصح.

ومحمد بن ذكوان ضعفه الجمهور.

وأما حديث ابن عمرو فأخرجه أحمد (2/ 191) عن وكيع ثنا المسعودي عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث المُكَتِّب عن أبي كثير الزُّبيدي عن ابن عمرو مرفوعاً "إياكم والشح، فإنّه أهلك من كان قبلكم، أمرهم بالظلم فظلموا، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالفجور ففجروا. وإياكم والظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، وإياكم والفحش فإنّ الله لا يحب الفحش ولا التفحش" قال: فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله، أيّ المسلمين أفضل؟ قال "من سلم المسلمون من لسانه ويده" قال: فقام هو أو آخر فقال: يا رسول الله، أيّ الجهاد أفضل؟ قال "من عقر جواده، وأهريق دمه"

وإسناده صحيح رواته ثقات، ووكيع (1) ممن سمع من المسعودي (2) قبل أن يختلط، وأبو كثير الزبيدي سمع من ابن عمرو كما قال الحاكم في "المستدرك"(1/ 11)

(1) وتابعه الطيالسي (ص 300) عن المسعودي به.

(2)

وتابعه: أ- شعبة.

أخرجه الطيالسي (ص 300) والدرامي (2519) والنسائي (7/ 129) وفي الكبرى" (7788) وابن حبان (5176) والحاكم (1/ 11 و 415) وابن اللمش في "تاريخ دنيسر" (ص 54)

ب- الأعمش.

أخرجه ابن حبان (4863)

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

ص: 5157

والحديث أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 291) عن وكيع لكن سقط من إسناده عن أبي كثير.

ومن طريقه أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(1/ 237)

ولم ينفرد عمرو بن مرة به بل تابعه المغيرة بن عبد الله اليشكري عن عبد الله بن الحارث عن أبي كثير عن ابن عمرو به.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6746) عن محمد بن أبي زرعة الدمشقي ثنا هشام بن عمار ثنا محمد بن عيسى بن سميع ثني معاوية بن سلمة النصري الكوفي عن المغيرة به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن معاوية بن سلمة إلا محمد بن عيسى، تفرد به هشام"

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(231) عن يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي معشر عن المَقْبري عن أبي هريرة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أيّ الشهداء أفضل؟ قال "من أهريق دمه، وعقر جواده"

وإسناده ضعيف لضعف أبي معشر نجيح.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن أبي عاصم (232) عن هشام بن عمار ثنا سعيد بن يحيى عن نافع السلمي عن عطاء عن ابن عباس قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: فأيّ الجهاد أفضل يا رسول الله؟ قال "من عقر جواده، وأهريق دمه"

وإسناده ضعيف جداً، نافع السلمي قال أبو حاتم: متروك الحديث.

ورواه الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ "ما من أيام العمل فيهنّ أفضل من عشر ذي الحجة" قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال "ولا الجهاد في سبيل الله إلا من عقر جواده، وأهريق دمه"

أخرجه الطبراني في "الصغير"(889) عن محمد بن سنان الشيزري ثنا عبد الوهاب بن نجدة الحَوْطى ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي به.

وقال: لم يروه عن الأوزاعي إلا الوليد، ولا عنه إلا الحوطي، تفرد به محمد بن سنان"

قلت: فيه عنعنة الوليد بن مسلم فإنّه كاد مدلساً.

وأما حديث أبي موسى فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2127) عن أحمد بن زهير التُّسْتَري ثنا أبو حفص عمرو بن علي ثنا خلاد بن يزيد الباهلي ثنا عبد الملك بن أبي غَنِيَّة عن الأعمش عن أبي وائل عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه سئل: أيّ الإسلام أفضل؟ قال

ص: 5158

"من سلم المسلمون من لسانه ويده" قيل: وأيّ الجهاد أفضل؟ قال "من عقر جواده، وأهريق دمه" قيل: فأيّ الصلاة أفضل؟ قال "طول القنوت"

وأخرجه البزار (3016) عن عمرو بن علي به.

وقال: وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه عن الأعمش عن أبي وائل عن أبي موسى إلا عبد الملك بن حميد بن أبي غنية، وغير ابن أبي غنية إنما يرويه عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعاً"

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الأعمش إلا ابن أبي غنية"

قلت: وهو ثقة كما قال ابن معين وغيره، وخلاد بن يزيد قال أبو حاتم: شيخ، والباقون ثقات.

وأما حديث عمير فأخرجه ابن نصر في "الصلاة"(645 و 882) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه"(198) والطبراني في "الكبير"(7/ 48) وابن بشران (603) والبيهقي في الشعب (9262) والواحدي في "الوسيط"(2/ 515) من طرق عن سويد بن إبراهيم أبي حاتم البصري ثني عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عن جده قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ما الإسلام؟ قال لا إطعام الطعام، ولين الكلام" قال: يا رسول الله، ما الإيمان؟ قال "السماحة والصبر" قال: يا رسول الله، فأيّ الإسلام أفضل؟ قال "من سلم المسلمون من لسانه ويده" قال: يا رسول الله، أيّ المؤمنين أكمل إيمانا؟ قال "أحسنهم خلقا" قال: يا رسول الله، أيّ القتل أشرف؟ قال "من أهريق دمه، وعقر جواده" وذكر الحديث.

وسويد أبو حاتم مختلف فيه، وعبد الله بن عبيد بن عمير قال ابن معين: لم يسمع من أبيه.

وخالفه عمرو بن دينار فرواه عن عبيد بن عمير -قال: لا أعلمه إلا رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره مرسلاً.

أخرجه عبد الرزاق (4844)

وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان:

الأول: يرويه أبو جُنادة محفوظ بن علقمة الحمصي عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي عن ابن عمر مرفوعاً "أشرف الإيمان أن يأمنك الناس، وأشرف الإسلام أن يسلم الناس من لسانك ويدك، وأشرف الهجرة أن تهجر السيئات، وأشرف الجهاد أن تقتل ويعقر فرسك"

أخرجه الطبراني في "الصغير"(10) وفي "مسند الشاميين"(655)

ص: 5159

عن منبه بن عثمان اللخمي

وابن أبي عاصم في "الجهاد"(233) والطبراني في "مسند الشاميين"(1/ 388)

عن عبد الله بن يزيد بن راشد المقري

كلاهما عن صدقة بن عبد الله ثنا الوَضِين بن عطاء عن محفوظ بن علقمة به.

وإسناده ضعيف لضعف صدقة بن عبد الله السمين.

الثاني: يرويه محمد بن جُحَادة الكوفي عن بكر بن عبد الله المزني عن ابن عمر (1) مرفوعاً "إياكم والظلم، فإنّ الظلم ظلمات يوم القيامة" فذكر نحو حديث ابن عمرو.

أخرجه الحسن بن عرفة (90) عن عمر بن عبد الرحمن أبي حفص الآثار عن محمد بن جحادة به.

ومن طريقه أخرجه ابن اللمش في "تاريخ دنيسر"(ص 54 - 55) والأصبهاني في "الترغيب"(546 و 2090) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(542)

وإسناده صحيح رواته ثقات.

3685 -

حديث عقبة بن عامر رفعه "من علّق تميمة فلا أتمّ الله له"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود" (2)

له عن عقبة طريقان:

الأول: يرويه خالد بن عبيد المَعَافري قال: سمعت أبو مصعب مِشْرح بن هاعان المعافري يقول: سمعت عقبة رفعه "من علّق (3) تميمة فلا أتمّ الله له، ومن علّق (4) وَدْعَةً فلا وَدَعَ (5) الله له"

(1) قال محقق جزء الحسن بن عرفة: ورد في الأصل، ت:(عبد الله بن عمرو) وصوابه عبد الله بن عمر، لأن بكر بن عبد الله المزني لم يرو عن ابن عمرو.

وكذا صوب محقق تاريخ دنيسر أنه ابن عمر، مع أن في الأصل عنده كما ذكر هو: ابن عمرو.

ووقع عند الأصبهاني في الموضع الأول: ابن عمر، ووقع عنده في الموضع الثاني وكذا عند الأنصاري: ابن عمرو.

(2)

6/ 482 (كتاب الجهاد - باب ما قيل في الجرس)

(3)

وفي لفظ "من تعلق"

(4)

وفي لفظ "من تعلق"

(5)

وفي لفظ "أودع"

ص: 5160

أخرجه ابن وهب في "الجامع"(662) عن حَيْوة بن شريح المصري عن خالد بن عبيد به.

وأخرجه الروياني (217) والحاكم (4/ 216) والبيهقي (9/ 350) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 162) من طرق عن ابن وهب به.

وأخرجه أحمد (4/ 154) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 194) وأبو يعلى (1759) والدولابي في "الكنى"(2/ 115) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 325) وابن حبان (6086) والطبراني في "الكبير"(17/ 297) والحاكم (4/ 417) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 162) من طرق عن حيوة بن شريح أنا خالد بن عبيد به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال المنذري: رواه أحمد وأبو يعلى بإسناد جيد" الترغيب 4/ 306

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 5/ 103

قلت: خالد بن عبيد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا حيوة بن شريح فهو مجهول.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان به.

أخرجه ابن عبد الحكم (ص 194) عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار المصري عن ابن لهيعة به.

وابن لهيعة فيه ضعف لكن لا بأس به في المتابعات.

الثاني: يرويه يزيد بن أبي منصور البصري عن دُخَيْن الحَجْري عن عقبة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل إليه وهي فبايع تسعة وأمسك عن واحد، فقالوا: يا رسول الله، بايعت تسعة وتركت هذا، قال "إنّ عليه (1) تميمة" فأدخل يده فقطعها، فبايعه وقال "من علّق تميمة فقد أشرك"

أخرجه أحمد (4/ 156) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 563) والطبراني في "الكبير"(17/ 319 - 320) ومحمد بن مخلد في "حديثه"(260) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(521)

(1) ولفظ الحاكم "في عضده"

ص: 5161

عن عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلِي

والحاكم (4/ 219)

عن سهل بن أسلم العدوي

قالا: ثنا يزيد بن أبي منصور به.

قال المنذري والهيثمي: رواه أحمد ورجاله ثقات"

قلت: وإسناده صحيح.

3686 -

"من علّم عبدا آية من كتاب الله فهو مولاه"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني من حديث أبي أمامة" (1)

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير"(7528) وفي "مسند الشاميين"(818) وابن عدي (1/ 292) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 505) والبيهقي في "الشعب"(2023) والمهرواني في "الفوائد المنتخبة"(89) وابن الجوزي في "العلل"(157) والشجري في "أماليه"(1/ 84) والقاضي عياض في "الإلماع"(ص 227) من طريق عبيد بن رزين أبي عبيدة الألهاني اللاذقي قال: سمعت إسماعيل بن عياش يقول: ثني محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة به مرفوعاً.

وزاد "لا ينبغي له أن يخذله ولا يستأثر عليه، فإن هو فعل قصم عروة من عرى الإسلام" قال ابن عدي: وهذا الحديث ينفرد به عبيد بن رزين هذا عن إسماعيل بن عياش، ورواه غير عبيد بن رزين عن إسماعيل بن عياش بإسناد مرسل، وأوصله عبيد بن رزين"

وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح. وأعله بإسماعيل (2).

وقال الهيثمي: وفيه عبيد بن رزين ولم أر من ذكره" المجمع 1/ 128

قلت: وخالفه يحيى بن يحيى النيسابوري فرواه عن إسماعيل بن عياش عن إبراهيم بن سليمان عن حماد الأنصاري مرفوعاً "من علم رجلاً القرآن فهو مولاه لا يخذله ولا يستأثر عليه"

أخرجه البيهقي في "الشعب"(2022) وأبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن"(66)

وقال البيهقي: هذا هو المحفوظ عن ابن عياش، وهو منقطع وضعيف"

(1) 9/ 316 (كتاب التفسير - سورة النساء - باب {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ} [النساء: 33])

(2)

وإسماعيل ثقة فيما روى عن الشاميين.

ص: 5162

3687 -

عن ابن عمر قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: إنّ ميسرة المسجد تعطلت، فقال "من عمّر ميسرة المسجد كتب له كِفْلان من الأجر"

قال الحافظ: رواه ابن ماجه، وفي إسناده مقال" (1)

ضعيف

أخرجه أبو أمية الطرسوسي في "مسند ابن عمر"(95) عن عمرو بن عثمان الكلابي عن عبيد الله بن عمرو الرقي عن ليث بن أبي سليم عن نافع عن ابن عمر به.

وأخرجه عثمان السمرقندي في "الفوائد"(55) عن أبي أمية به.

وأخرجه ابن ماجه (1007) عن أبي جعفر محمد بن أبي الحسين السِّمْناني

والطبراني في "الأوسط"(4675) عن أبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي

قالا: ثنا عمرو بن عثمان به (2).

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن نافع إلا ليث، ولا عن ليث إلا عبيد الله بن عمرو، تفرد به عمرو بن عثمان"

وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم" مصباح الزجاجة 1/ 122

وقال النووي والعراقي: سنده ضعيف" خلاصة الأحكام 2/ 712 - تخريج أحاديث الإحياء للحداد 1/ 463

قلت: وهو كما قالوا

3688 -

"من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد"

سكت عليه الحافظ (3).

أخرجه البخاري (فتح 6/ 230) ومسلم (1718) واللفظ له عن أبي هريرة.

(1) 2/ 355 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب ميمنة المسجد والإمام)

(2)

ورواه العباس بن إسماعيل مولى بني هاشم عن عمرو بن عثمان الكلابي ثنا عبيد الله بن عمرو عن ليث عن موسى بن عبيدة عن نافع عن ابن عمر.

أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(2/ 237)

وموسى بن عبيدة ضعيف أيضاً.

(3)

1/ 12 (باب كيف كان بدء الوحي)

ص: 5163

3689 -

"من غزا وهو لا ينوي إلا عِقَالا فله ما نوى"

قال الحافظ: أخرجه النسائي من حديث عبادة" (1)

أخرجه أحمد (5/ 315 و 320) وابنه في "زياداته"(5/ 329) والبخاري في "الكبير"(1/ 2/ 219 - 220) والدارمي (2421) وابن أبي عاصم في "الجهاد"(260) والنسائي (6/ 21 و 21 - 22) وفي "الكبرى"(4346 و 4347) وابن المنذر في "الأوسط"(11/ 174) وابن حبان (4638) والحاكم (2/ 109) والبيهقي (6/ 331) وفي "الصغرى"(3687 و 3688) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 809 - 810) من طرق عن حماد بن سلمة عن جَبَلَة بن عطية عن يحيى بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن جده به مرفوعاً.

واللفظ للحاكم وزاد بعد قوله ينوي "في غزاته"

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: يحيى بن الوليد لم يرو عنه إلا جبلة بن عطية فهو مجهول (2)، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال (3) الذهبي في "الميزان": صدوق إن شاء الله. وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث. ولم يصرّح بسماعه من جده فلا أدري أسمع منه أم لا.

3690 -

"من غسل الميت فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ"

قال الحافظ: رواه أبو داود من طريق عمرو بن عمير عن أبي هريرة مرفوعاً. رواته ثقات إلا عمرو بن عمير فليس بمعروف، وروى الترمذي وابن حبان من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة نحوه، وهو معلول لأن أبا صالح لم يسمعه من أبي هريرة رضي الله عنه. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: الصواب عن أبي هريرة موقوف، وقال أبو داود بعد تخريجه: هذا منسوخ. ولم يبين ناسخه، وقال الذهلي فيما حكاه الحاكم في "تاريخه": ليس فيمن غسل ميتا فليغتسل حديث ثابت" (4)

حسن

(1) 1/ 12 (باب كيف كان بدء الوحي)

(2)

قال ابن القطان الفاسي: لا يعرف بغير رواية جبلة بن عطية عنه، وروايته عن عبادة، فهو لا يعرف حاله" الوهم والإيهام 4/ 339

(3)

وقال في "الديوان": لا يعرف.

(4)

3/ 369 (كتاب الجنائز - باب غسل الميت)

ص: 5164

وله عن أبي هريرة طرق:

الأول: يرويه ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة مرفوعاً "من غسل ميتا فليغتسل، ومن حمل جنازة فليتوضأ"

أخرجه الطيالسي (ص 305) ثنا ابن أبي ذئب به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 303)

وأخرجه ابن أبي شيبة (3/ 269) وأحمد (2/ 433 و 454 و 472) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2/ 986 - 987) وابن شاهين في "الناسخ"(32) والبيهقي (1/ 303) والخطيب في "الموضح"(2/ 172) وابن الجوزي في "العلل"(622 و 623) والبغوي في "شرح السنة"(339) من طرق عن ابن أبي ذئب به.

قال البيهقي: صالح مولى التوأمة اختلط في آخر عمره، وسقط عن حد الاحتجاج بحديثه" المعرفة 2/ 135

وقال الحافظ في "التلخيص"(1/ 136): وصالح ضعيف" (1)

قلت: هو ضعيف بعد اختلاطه وأما قبل ذلك فلا، وسماع ابن أبي ذئب منه قبل اختلاطه. قاله ابن المديني وابن معين والجوزجاني وابن عدي، وهذه أقوالهم:

قال ابن المديني: ثقة إلا أنّه خرف وكبر فسمع منه قوم وهو خرف كبير فكان سماعهم ليس بصحيح، سفيان الثوري ممن سمع منه بعد ما خرف، وكان ابن أبي ذئب قد سمع منه قبل أن يخرف" سؤالات محمد بن عثمان ص 86 - 87

وقال ابن معين: ثقة حجة سمع منه ابن أبي ذئب قبل أن يخرف" الكامل 4/ 1374

وقال الجوزجاني: تغير أخيرا فحديث ابن أبي ذئب عنه مقبول لسنه وسماعه القديم" أحوال الرجال ص 144

وقال ابن عدي: لا بأس به إذا سمعوا منه قديما، والسماع القديم منه: سمع منه ابن أبي ذئب وابن جريج وزياد بن سعد وغيرهم ممن سمع منه قديما" الكامل 4/ 1375 - 1376

(1) وقال ابن الجوزي: هذا الحديث لا يصح، صالح مولى التوأمة قال مالك: ليس بثققة. وكان شعبة ينهي أن يؤخذ عنه"

هكذا ذكر من ضعفه ولم يذكر من قواه مثل ابن معين وابن عدي والعجلي وغيرهم.

ص: 5165

الثاني: يرويه سهيل بن أبي صالح عن أبيه واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "من غسل ميتا فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ"

أخرجه ابن ماجه (1463) والترمذي (993) والبيهقي (1/ 300 - 301) وابن الجوزي في "العلل"(625)

عن عبد العزيز بن المختار البصري

وابن حبان (1161)

عن حماد بن سلمة

والطبراني في "الأوسط"(989)

عن زهير بن محمد التميمي

ثلاثتهم عن سهيل به.

قال الترمذي: حديث حسن"

- ورواه ابن جريج عن سهيل واختلف عنه:

• فقال عبد الرزاق (1): ثنا ابن جريج ثني سهيل عن أبيه عن أبي هريرة.

أخرجه أحمد (2/ 272 - 273) عن عبد الرزاق به.

ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل"(626)

وأخرجه ابن شاهين في "الناسخ"(33 و 299) من طريق محمد بن عبد الملك بن زنجويه البغدادي ثنا عبد الرزاق به.

• وقال هشام بن سليمان المخزومي: عن ابن جريج عن ابن أبي ذئب عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة.

أخرجه ابن شاهين في "الناسخ"(300)

عن عثمان بن جعفر بن محمد الحربي

وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 279)

(1) أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"(6011) لكنه لم يسم ابن جريج.

ص: 5166

عن أبي الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن علي

قالا: ثنا عبد الله بن أحمد بن زكريا بن الحارث المكي أبو يحيى بن أبي مسرة ثنا أبي ثنا هشام بن سليمان به.

والأوله أصح، وهشام بن سليمان قال أبو حاتم: مضطرب الحديث محله الصدق ولا أرى به بأسا.

- ورواه سفيان بن عيينة عن سهيل عن أبيه عن إسحاق مولى زائدة عن أبي هريرة.

أخرجه أبو داود (3162) عن حامد بن يحيى البلخي عن سفيان (1) به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 301) وفي "المعرفة"(2/ 133 - 134) وفي "الخلافيات"(1005)

وتابعه الحميدي وابن أبي عمر العدني عن سفيان به.

قاله الدارقطني في "العلل"(10/ 162)

وإسناده حسن، إسحاق مولى زائدة وثقه ابن معين والعجلي وابن حبان، وقال ابن سعد: سمع من أبي هريرة (5/ 306) وسهيل صدوق، والباقون ثقات.

- ورواه وهيب بن خالد البصري عن سهيل عن أبيه عن الحارث بن مُخَلّد عن أبي هريرة.

أخرجه البيهقي (1/ 301)

وقال: كذا رواه -يعني وهيب- ولا أراه حفظه"

- ورواه إسماعيل بن جعفر المدني عن سهيل عن أبيه عن إسحاق مولى زائدة عن أبي هريرة موقوفا.

قاله الدارقطني.

وتابعه إسماعيل بن علية عن سهيل به.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 396 - 397)

قال الدارقطني: ويشبه أن يكون سهيل كان يضطرب فيه"

(1) رواه الشافعي عن سفيان فلم يذكر إسحاق مولى زائدة.

قاله الدارقطني في "العلل"(10/ 162)

ص: 5167

الثالث: يرويه القاسم بن عباس المدني عن عمرو بن عمير عن أبي هريرة مرفوعاً من غسل الميت فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ"

أخرجه أبو داود (3161) عن أحمد بن صالح المصري ثنا ابن أبي فُديك ثني ابن أبي ذئب عن القاسم بن عباس به.

ومن طريقه أخرجه ابن حزم في "المحلى"(2/ 33) والبيهقي (1/ 303) وفي "الخلافيات"(1004)

وعلقه البخاري في "الكبير"(3/ 2/ 355 - 356) عن ابن أبي فديك به.

قال البيهقي: هذا عمرو بن عمير إنما يعرف بهذا الحديث وليس بالمشهور"

وقال أبو الحسن بن القطان: عمرو بن عمير مجهول الحال (1)، وقال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه القاسم بن عباس.

الرابع: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً.

أخرجه البخاري (2) في "الكبير"(1/ 1/ 397) وابن شاهين في "الناسخ"(303) وابن حزم (1/ 340 و 5/ 33) والبيهقي (1/ 301)

عن حماد بن سلمة

وابن شاهين (34 و 301)

عن أبي بحر عبد الرحمن بن عثمان البكراوي

وابن عدي (6/ 2222) وابن الجوزي في "العلل"(624)

عن محمد بن شجاع بن نبهان مولى قريش (3)

ثلاثتهم عن محمد بن عمرو به.

(1) الوهم والإيهام 3/ 284

(2)

وقال: ولا يصح"

(3)

ساقه بلفظ "من غسل ميتا فليغتسل، ومن تبعها فلا يجلس حتى توضع"

ومحمد بن شجاع هذا قال البخاري وأبو حاتم: سكتوا عنه.

ص: 5168

قال أبو حاتم: هذا خطأ، إنما هو موقوف عن أبي هريرة لا يرفعه الثقات" العلل 1/ 351

- وقال غير واحد: عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة موقوفاً.

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 269)

عن عبدة بن سليمان الكلابي

وابن شاهين (35 و 302)

عن معتمر بن سليمان التيمي

والبخاري في "الكبير"(1/ 1/ 397) والبيهقي (1/ 301)

عن عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَردي

والبيهقي (1/ 302)

عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف

وابن المنذر في "الأوسط"(5/ 350)

عن إسماعيل بن إبراهيم (1)

كلهم عن محمد بن عمرو به.

قال البخاري: وهذا أشبه"

وقال البيهقي: هذا هو الصحيح موقوفاً على أبي هريرة"

وقال في "المعرفة"(2/ 134): والموقوف أصح"

قلت: مداره على محمد بن عمرو وهو مختلف فيه.

وتابعه صفوان بن سليم المدني عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً.

أخرجه البيهقي (1/ 302) من طريق ابن لهيعة عن حنين بن أبي حكيم عن صفوان به.

وقال: ابن لهيعة وحنين لا يحتج بهما، والمحفوظ الموقوف"

الخامس: يرويه يحيى بن أبي كثير واختلف عنه:

(1) أظنه: ابن علية.

ص: 5169

- فقال مَعْمَر بن راشد: عن يحيى عن رجل يقال له أبو إسحاق عن أبي هريرة مرفوعاً "من غسل ميتا فليغتسل"

أخرجه عبد الرزاق (6110) عن معمر به.

وأخرجه أحمد (2/ 280) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه ابن الجوزي في "العلل"(627) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به.

وقال: لا يصح، أبو إسحاق مجهول"

- وقال أبان بن يزيد العطار: عن يحيى عن رجل من بني ليث عن أبي إسحاق أنّه سمع أبا هريرة رفعه: فذكره.

أخرجه أحمد (2/ 280)

عن يونس بن محمد المؤدب

والبخاري في "الكبير"(1/ 1/ 397) والبيهقي (1/ 301)

عن موسى بن إسماعيل التبوذكي

كلاهما عن أبان به.

وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم، وأبو إسحاق لم أعرفه.

السادس: يرويه العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب المدني عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(990) وابن شاهين في "الناسخ"(31 و 298) والبيهقي (1/ 302) من طرق عن عمرو بن أبي سلمة التِّنِّيسي ثنا زهير بن محمد عن العلاء به.

قال البيهقي: زهير بن محمد قال البخاري: روى عنه أهل الشام مناكير، وقال النسائي: زهير ليس بالقوي"

وقال الدارقطني: ليس بمحفوظ" العلل 9/ 293

قلت: رواية أهل الشام عن زهير بن محمد ضعيفة وهذه منها.

السابع: يرويه ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن أبي هريرة مرفوعاً "من أراد أن يحمل ميتا فليتوضأ"

ص: 5170

أخرجه البيهقي (1/ 303) من طريق هشام بن عمار ثنا الوليد ثني ابن لهيعة به.

وقال: إسناده ضعيف"

قلت: ابن لهيعة قال النسائي وغيره: ضعيف.

الثامن: يرويه أبو واقد صالح بن محمد بن زائدة المدني عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان وإسحاق مولى زائدة عن أبي هريرة مرفوعاً "من غسله الغسل، ومن حمله الوضوء"

أخرجه البيهقي (1/ 301) من طريق موسى بن إسماعيل البصري ثنا وهيب ثنا أبو واقد.

وإسناده ضعيف لضعف أبي واقد.

وخالفه سعيد بن أبي سعيد مولى المهري فرواه عن إسحاق مولى زائدة عن أبي سعيد مرفوعاً.

أخرجه البيهقي (1/ 301) والبخاري في "الكبير"(1/ 1/ 397) من طريق ابن وهب عن أسامة عن سعيد بن أبي سعيد به.

وسعيد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

التاسع: يرويه القعقاع بن حكيم المدني عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً "من غسل ميتا فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ"

أخرجه البيهقي (1/ 300) عن أبي زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى ثنا أبو سهل أحمد بن محمد ثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير عن محمد بن عجلان عن القعقاع به.

وأبو زكريا وأبو سهل لم أر من ترجمهما، والباقون ثقات.

قال البيهقي: الروايات المرفوعة في هذا الباب عن أبي هريرة غير قوية لجهالة بعض رواتها وضعف بعضهم، والصحيح عن أبي هريرة من قوله موقوفاً غير مرفوع" (1)

وقال أحمد: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم "الغسل من غسل الميت" وليس يثبت" المسائل لابنه

عبد الله ص 23

(1) وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل هي غير بعيدة من القوة إذا ضم بعضها إلى بعض، وهي أقوى من حديث القلتين، وأقوى من أحاديث "الأرض مسجد إلا المقبرة والحمام" إلى غير ذلك مما احتج بأشباهه فقهاء الحديث" المهذب 1/ 302

ص: 5171

قلت: بل ثبت من حديث ابن أبي ذئب عن مولى التوأمة عن أبي هريرة كما تقدم.

وقال الحافظ: وفي الجملة هو بكثرة طرقه أسوأ أحواله أن يكون حسنا" التلخيص 1/ 137

العاشر: يرويه ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب واختلف عنه:

- فقال عُقيل بن خالد الأيلي: عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة قال: من غسل الميت فليغتسل، ومن أدخله قبره فليتوضأ.

أخرجه البيهقي (1/ 303) من طريق عبد الله بن صالح المصري ثني يحيى بن أيوب عن عقيل به.

قال الحافظ: رواته موثقون" التلخيص 1/ 137

قلت: عبد الله بن صالح ويحيى بن أيوب مختلف فيهما، والباقون ثقات.

- وقال معمر بن راشد: عن الزهري عن سعيد قوله.

أخرجه عبد الرزاق (6112) وابن أبي شيبة (3/ 269)

وإسناده صحيح.

وتابعه شعيب بن أبي حمزة عن الزهري عن سعيد به.

أخرجه البيهقي (1/ 303)

وللحديث شاهد عن حذيفة مرفوعاً "من غسل ميتا فليغتسل"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2781) وابن شاهين في "الناسخ"(37) والبيهقي (1/ 303 - 304) وابن الجوزي في "العلل"(1/ 354) من طرق عن محمد بن المنهال التميمي ثنا يزيد بن زُريع ثنا معمر بن راشد عن أبي إسحاق عن أبيه عن حذيفة به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا معمر، ولا عن معمر إلا يزيد، تفرد به محمد"

وقال البيهقي: قال أبو بكر بن إسحاق الفقيه: خبر أبي إسحاق عن أبيه عن حذيفة ساقط. قال: وقال علي بن المديني: لا يثبت فيه حديث"

وقال ابن الجوزي: أبو إسحاق تغير بأخرة، وأبوه ليس بمعروف في النقل"

وقال أبو حاتم: هذا حديث غلط" العلل 1/ 354

ص: 5172

وقال الحافظ: رواته ثقات" التلخيص 1/ 137

قلت: أبو إسحاق كان قد اختلط، ولم أر أحدا صرّح بسماع معمر منه أهو قبل الاختلاط أم بعده.

3691 -

"من غشنا فليس منا"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه مسلم (101) من حديث أبي هريرة.

3692 -

"من فارق الجماعة شبرا فكأنما خلع رِبْقَةَ الإسلام من عنقه"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان ومصححا من حديث الحارث بن الحارث الأشعري في أثناء حديث طويل، وأخرجه البزار والطبراني في "الأوسط" من حديث ابن عباس، وفي سنده خليد بن دعلج وفيه مقال، وقال "من رأسه" بدل "عنقه"(2).

صحيح

وحديث الحارث بن الحارث الأشعري أخرجه الطيالسي (ص 159 - 160) وابن سعد (4/ 359) والبخاري في "الكبير"(1/ 2/ 260) والترمذي (2863 و 2864) وابن نصر في "الصلاة"(124 و 126) وأبو يعلى (1571) وفي "المفاريد"(83) وابن خزيمة (1895) وفي "التوحيد"(10) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(459) وابن أبي حاتم في "التفسير"(10064) وابن حبان (6233) والآجري في "الشريعة"(ص 8) والطبراني في "الكبير"(3428) وأبو الشيخ في "الأمثال"(336) وابن بطة في "الإبانة"(124) وابن مندة في "الإيمان"(212) وابن أبي زمنين في "أصول السنة"(204) والحاكم (1/ 118 و 421 - 422) وأبو نعيم في "الصحابة"(2113) وأبو عمرو الداني في "الفتن"(140) والبيهقي في "الدعوات"(12) وفي "الشعب"(535 و 7090) وابن عبد البر في "التمهيد"(21/ 279 - 280) وابن عساكر في "الأربعين في الحث على الجهاد"(ص 61 - 64) وعبد الغني المقدسي في "التوحيد"(85)

عن أبان بن يزيد العطار

وأحمد (4/ 130 و 202) وابن نصر (125) وأبو القاسم البغوي (459) وابن المنذر

(1) 16/ 131 (كتاب الفتن - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: من حمل علينا السلاح فليس منا)

(2)

16/ 112 (كتاب الفتن - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: سترون بعدي أمورا تنكرونها)

ص: 5173

في "الأوسط"(1292) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 167 - 168) والطبراني في "الكبير"(3427) وابن بطة (124) وأبو نعيم في "الصحابة"(2114) وابن بشران (1082) واللالكائي (157) وابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 383) وعبد الغني المقدسي في "التوحيد"(83)

عن أبي خلف موسى بن خلف العَمِّي البصري

والطبراني (3431) والحاكم (1/ 117 - 118) وأبو نعيم في "الصحابة"(2116)

عن علي بن المبارك الهُنَائي

وأحمد (5/ 344) والطبراني (3429) وابن منده (1/ 377) وأبو نعيم في "الصحابة"(2115) والخطيب في "الفقيه"(1/ 164)

عن مَعْمر بن راشد

كلهم عن يحيى بن أبي كثير أنّ زيد بن سلام حدثه أنّ أبا سلام حدثه أنّ الحارث (1) الأشعري حدّثه أنّ نبي الله صلى الله عليه وسلم قال "إنّ الله عز وجل أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات -وذكر الحديث بطوله- وفيه: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهنّ: بالجماعة، والسمع، والطاعة، والهجرة، والجهاد في سبيل الله، فإنّه من (2) فارق الجماعة قِيْدَ شبر، فقد خلع رِبْقَة الإسلام (3) من عنقه (4)، إلا أن يرجع (5) "

قال الترمذي: هذه حديث حسن صحيح غريب"

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على ما أصلناه في الصحابة إذا لم نجد لهم إلا راويا واحدا فإنّ الحارث الأشعري صحابي معروف، سمعت إبا العباس محمد بن يعقوب يقول: سمعت الدوري يقول: سمعت ابن معين يقول: الحارث الأشعري له صحبة"

وقال أيضا: صحيح على شرط الشيخين"

وقال الذهبي: لم يخرجاه لأنّ الحارث تفرد أبو سلام"

وقال عبد الغني المقدسي: هذا حديث صحيح"

(1) يُكنى أبا مالك. انظر "تهذيب التهذيب" 12/ 218

(2)

وفي لفظ "فإنّه من خرج من الجماعة"

(3)

ولفظ ابن خزيمة "الإيمان والإِسلام" ولفظ الطيالسي "الإسلام أو الإيمان"

(4)

ولفظ أبي يعلى وغيره "من رأسه" ولفظ الحاكم وغيره "من عنقه أو من رأسه"

(5)

وفي لفظ "يراجع"

ص: 5174

قلت: إسناده صحيح رواته ثقات إلا أنّه ليس على شرط الشيخين؛ لأنّهما لم يخرجا للحارث الأشعري شيئا، ولم يخرج البخاري لزيد بن سلام ولا لأبي سلام ممطور الحبشي شيئاً (1).

ولم ينفرد يحيى بن أبي كثير به بل تابعه معاوية بن سلام الدمشقي عن زيد بن سلام عن أبي سلام عن الحارث به.

أخرجه ابن خزيمة (483 و 930) وأبو القاسم البغوي (459) والطبراني في "الكبير"(3430) وفي "مسند الشاميين"(2870) وابن بطة (124) وابن مندة في "التوحيد"(396) والحاكم (1/ 236) وأبو نعيم في "الصحابة"(2110) والبيهقي (8/ 157) وعبد الغني المقدسي في "التوحيد"(84) والمزي (5/ 217 - 219) والعراقي في "أماليه"(ص 88 - 89)

عن أبي توبة الربيع بن نافع الحلبي

والنسائي في "الكبرى"(تحفة الأشراف 3/ 3) وأبو نعيم في "الصحابة"(2111)

عن محمد بن شعيب بن شابور الدمشقي

وابن نصر (127)

عن مُعَمَّر بن يَعْمَر الليثي

وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2510) وأبو نعيم في "الصحابة"(2112)

عن مروان بن محمد الطاطري

كلهم عن معاوية بن سلام به.

وخالفهم حفص بن عمر العمري فرواه عن معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير ثني زيد بن سلام أنّه سمع أبا سلام يقول: ثني الحارث به.

أخرجه الحاكم (1/ 118)

والأول أصح، وحفص بن عمر أظنه أبو عمر الخطابي المترجم في "تاريخ بغداد"(8/ 202)

(1) رواه السري بن يحيى عن يحيى بن أبي كثير فلم يذكر زيد بن سلام.

أخرجه إبراهيم بن طهمان في "مشيخته"(200)

ص: 5175

ولم يذكر الخطيب فيه جرحا ولا تعديلا.

قال الحاكم في الموضع الأول: الحديث على شرط الأئمة صحيح محفوظ"

وقال ابن عبد البر: حديث حسن جامع لفنون من العلم، لم يحدث به عن أبي سلام بتمامه إلا معاوية بن سلام" الاستيعاب 2/ 227

وقال العراقي: هذا حديث صحيح"

وحديث ابن عباس أخرجه البزار (كشف 1635) عن إبراهيم بن هانئ النيسابوري

والطبراني في "الأوسط"(3429) عن الحسن بن جرير الصوري

قالا: ثنا محمد بن عثمان أبو الجُماهر ثنا خليد بن دَعْلج عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس مرفوعاً "من فارق المسلمين قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، ومن مات ليس عليه إمام فَمِيْتته جاهلية، ومن مات تحت راية عُمِّيَّة ينصر عصبية، فَقِتلته جاهلية" اللفظ للطبراني

قال البزار: لا نعلمه عن ابن عباس إلا من هذا الوجه، وخليد تفرد به، وخليد مشهور، روى عنه الوليد بن مسلم وأبو الجماهر والنفيلي وغيرهم"

وقال الطبراني: لم يروه عن قتادة إلا خليد، ولا يُروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه"

وقال الهيثمي: وفيه خليد بن دعلج وهو ضعيف" المجمع 5/ 224

3693 -

حديث ابن عمر رفعه "من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي بسند لين وصححه الحاكم فوهم" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل

"

3694 -

"من قاتل تحت راية عُمِّيَّة، يغضب لِعَصَبَة، أو يدعو إلى عَصَبَة، أو ينصر عصبة، فقتل، فقتلته جاهلية"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (1848) عن أبي هريرة رفعه" (2)

(1) 13/ 390 - 391 (كتاب الدعوات - باب يستجاب للعبد ما لم يعجل)

(2)

16/ 143 (كتاب الفتن - باب إذا التقى المسلمان بسيفيهما)

ص: 5176

3695 -

"من قال إذا أصبح وإذا أمسى: رضيت بالله ربا، وبالإِسلام دينا، وبمحمد رسولاً، إلا كان حقا على الله أن يرضيه"

قال الحافظ: وحديث سلام عمن خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم رفعه: فذكره، أخرجه أبو داود وسنده قوي، وهو عند الترمذي بنحوه من حديث ثوبان بسند ضعيف" (1)

يرويه أبو عَقيل هاشم بن بلال قاضي واسط واختلف عنه:

- فقال شعبة: عن أبي عقيل عن سابق بن ناجية عن أبي سلام الحبشي أنه كان في مسجد حمص فمرّ به رجل فقالوا: هذا خَدَمَ النبي صلى الله عليه وسلم فقام إليه فقال: حدثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتداوله بينك وبينه الرجال، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من قال (2) إذا أصبح وإذا أمسى (3): رضينا (4) بالله ربا، وبالإِسلام دينا، وبمحمد رسولاً، إلا كان حقا على الله أن يرضيه (5) "

أخرجه أحمد (4/ 337 و 5/ 367) وأبو داود (5072) واللفظ له والنسائي في "اليوم والليلة"(4) والطبراني في "الدعاء"(302) والحاكم (1/ 518) والبيهقي في "الدعوات"(28) والبغوي في "شرح السنة"(1324) والحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 353) من طرق عن شعبة به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال النووي: سنده جيد" الأذكار ص 74

- ورواه هُشيم عن أبي عقيل واختلف عنه:

• فقال علي بن حجر السعدي: ثنا هشيم عن أبي عقيل عن سابق عن أبي سلام عن خادم النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(565) وابن السني (68)

وتابعه سريج بن يونس البغدادي ثنا هشيم به.

أخرجه المزي (10/ 125 - 126)

(1) 13/ 379 (كتاب الدعوات - باب ما يقول إذا أصبح)

(2)

وفي لفظ "ما من عبد مسلم يقول"

(3)

زاد أحمد وغيره "ثلاث مرات"

(4)

وفي لفظ "رضيت"

(5)

زاد النسائي وغيره "يوم القيامة"

ص: 5177

• وقال مسدد: ثنا هشيم عن أبي عقيل عن سابق عن أبي سلام رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال.

أخرجه عبد الغني المقدسي في "الدعاء"(91)

- ورواه مِسْعَر بن كِدَام واختلف عنه:

• فقال وكيع: ثنا مسعر عن أبي عقيل عن أبي سلام عن سابق عن خادم النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أحمد (4/ 337)

• وقال مصعب بن المقدام الكوفي: ثنا مسعر عن أبي عقيل عن أبي سلام عن سابق خادم النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 326)

• وقال محمد بن بشر العبدي: عن مسعر ثني أبو عقيل عن سابق عن أبي سلام خادم النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 78 و 10/ 240 - 241) عن محمد بن بشر به.

وأخرجه ابن ماجه (3870) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 367) وفي "الدعاء"(301) وأبو أحمد الحاكم في "الكنى"(النكت الظراف 9/ 220) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(343) وابن عبد البر في "الاستيعاب"(1/ 305 - 306) والمزي (10/ 126 - 127) والحافظ في "النتائج"(2/ 354) من طرق عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(6834) من طريق أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد ثنا محمد بن بشر (1) به.

قال البوصيري: ورجال إسناده ثقات" المصباح 4/ 150

- وقال روح بن القاسم البصري: عن أبي عقيل عن سابق عن أبي سلام عن النبي صلى الله عليه وسلم.

(1) وتابعه نصر بن مزاحم المنقري ثنا مسعر به.

أخرجه ابن مردويه في "أماليه"(43)

ص: 5178

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(303) عن زكريا بن يحيى الساجي ثنا أحمد بن سعيد الهمداني ثنا ابن وهب ثنا شبيب بن سعيد عن روح بن القاسم به (1).

قال ابن عبد البر: هذا هو الصواب في إسناد هذا الحديث، وكذلك رواه هشيم وشعبة عن أبي عقيل عن سابق بن ناجية عن أبي سلام، وأما وكيع فقد أخطأ في إسناده"

يعني في قوله: عن أبي سلام عن سابق.

وقال المزي: رواه شعبة وهشيم عن أبي عقيل عن سابق عن أبي سلام عن خادم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الصواب" تحفة الأشراف 9/ 220

وقال في "التهذيب"(33/ 397): وهذا هو الصحيح، وأبو سلام هو الأسود" يعني ممطور.

وقال الذهبي: الصحيح أبو سلام عن صحابي" الكاشف 3/ 345

وقال الحافظ في "التقريب": أبو سلام خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كذا وقع، والصواب عن أبي سلام، وهو ممطور عن رجل خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم"

وكذا قال في "التهذيب": هو الصواب"

وقال في "النتائج": ورواية شعبة ومن وافقه أرجح من رواية مسعر؛ لأنّ أبا سلام ما هو صحابي هذا الحديث، بل هو تابعي شامي معروف، واسمه ممطور، وأخرج له مسلم وغيره"

وقال في "الإصابة"(11/ 176): وحديث شعبة في هذا هو المحفوظ"

قلت: وسابق بن ناجية ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، ولم يذكر هو ولا من ترجمه راويا عنه إلا هاشم بن بلال فهو مجهول.

وقال الذهبي في "الميزان": ما روى عنه سوى هاشم بن بلال.

وأما حديث ثوبان فأخرجه أبو سعيد الأشج في "حديثه"(28) والترمذي (3389) والطبراني في "الدعاء"(304) وابن جميع في "معجمه"(ص 296) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(3/ 968 - 969) والحافظ في "النتائج"(2/ 351 - 352) من طرق عن أبي سعد

(1) رواه ابن عدي (4/ 1346) عن أبي العلاء الكوفي عن أحمد بن سعيد الهمداني فقال: عن أبي سلام عن خادم النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه من طريق يونس بن عبد الأعلى المصري عن ابن وهب به.

ص: 5179

سعيد بن المَرْزُبَان البقال عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ثوبان مرفوعاً "من قال حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات: رضيت بالله ربا، وبالاسلام دينا، وبمحمد نبيا كان حقا على الله أن يرضيه"

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه"

وقال النووي: في إسناده أبو سعد البقال وهو ضعيف باتفاق الحفاظ" الأذكار ص 74

وقال الذهبي: غريب، تفرد به عقبة"

وقال الحافظ: هذا حديث حسن، وأما نقل النووي الاتفاق على تضعيف أبي سعد البقال ففيه نظر، فقد (1) نقل العقيلي أنّ وكيعا وثقه، وقال أبو هشام الرفاعي: حدثنا أبو أسامة ثنا أبو سعد البقال وكان ثقة، وقال أبو زرعة الرازي: لين الحديث صدوق، لم يكن يكذب، وقال أبو زكريا الساجي: صدوق، وأخرج له البخاري في "الأدب المفرد". نعم ضعفه الجمهور لأنّه كان يدلس وتغير بأخرة"

3696 -

حديث ابن مسعود "من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفرت ذنوبه وإن كان قد فرّ من الزحف"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والترمذي وصححه الحاكم" (2)

صحيح

ورد من حديث ابن مسعود ومن حديث زيد أبي يسار ومن حديث أبي هريرة

فأما حديث ابن مسعود فيرويه أبو سنان ضرار بن مرة الكوفي عن أبي الأحوص عوف بن مالك الجُشَمي عن ابن مسعود واختلف عنه:

- فرواه إسرائيل بن يونس عن أبي سنان مرفوعاً. وزاد بعد قوله "وأتوب إليه" ثلاثاً.

أخرجه الحاكم (1/ 511) والبيهقي في "الدعوات"(141)

عن محمد بن سابق التميمي

والحاكم (2/ 117 - 118)

(1) نص العبارة كما في ضعفاء العقيلي (2/ 115) قال محمود بن غيلان: سمعت وكيعا سئل عن أبي سعد البقال، فقال: نعم، كان يروي عن أبي وائل، وكان أبو وائل ثقة"

(2)

17/ 250 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} [الفتح:15])

ص: 5180

عن محمد بن يوسف الفِرْيابي

قالا: ثنا إسرائيل به.

قال الحاكم في الموضع الأول: صحيح على شرط الشيخين"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: أبو سنان لم يخرج له البخاري"

وقال الحاكم في الموضع الثاني: صحيح على شرط مسلم"

قلت: لم يخرج مسلم رواية إسرائيل عن أبي سنان ولا رواية أبي سنان عن أبي الأحوص.

- ورواه إسماعيل بن أبي خالد عن أبي سنان موقوفاً.

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 300) عن عبد الله بن نُمير عن إسماعيل به.

والأول أصح لأنّ الرفع زيادة من ثقة وهي مقبولة، وإسناده صحيح رواته ثقات.

وللحديث طريق أخرى يرويها أبو إسحاق السبيعي عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه، واختلف عن أبي إسحاق في رفعه ووقفه:

- فرواه حازم بن إبراهيم البجلي عن أبي إسحاق مرفوعاً.

أخرجه الخطيب في "تالي التلخيص"(171)

- ورواه حُديج بن معاوية الجعفي عن أبي إسحاق موقوفاً.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(8541)

وأبو إسحاق مدلس وقد عنعن، وكان قد اختلط أيضاً، ولم يُذكر حازم وحديج فيمن روى عنه قبل الاختلاط.

وأما حديث زيد أبي يسار فأخرجه ابن سعد (7/ 66) والبخاري في "الكبير"(2/ 1/ 379 - 380) وأبو داود (1517) عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي ثنا حفص بن عمر بن مرة الشني ثني أبي عمر بن مرة قال: سمعت بلال بن يسار بن زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال: سمعت أبي يحدثنيه عن جدي أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

وأخرجه الترمذي (3577) عن البخاري به.

وأخرجه ابن الأثير (2/ 278) من طريق أبي العباس محمد بن أحمد المحبوبي عن الترمذي به.

ص: 5181

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(4670) عن العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا موسى بن إسماعيل به.

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2869) عن الطبراني به.

وأخرجه المزي (4/ 301 - 302) من طريق أبي بكر بن رِيْذَة عن الطبراني به.

وقال الطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل"(11/ 552): حُدثت عن موسى بن إسماعيل به.

وأخرجه البيهقي في "الأسماء"(ص 139 - 145) والخطيب في "تالي التلخيص"

(85)

من طريق أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي ثنا موسى بن إسماعيل به.

وأخرجه (ص 67) من طريق أبي بكر بن داسة ثنا أبو داود به.

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(883) عن محمد بن علي الجوزجاني ثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل به.

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2870) من طريق أسد بن عمار ومحمد بن موسى القطان قالا: ثنا موسى بن إسماعيل به.

قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه"

وقال المنذري: إسناده جيد متصل" الترغيب 2/ 470

قلت: بلال وأبوه يسار ذكرهما ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

وقال الذهبي في "الميزان": يسار لا يعرف.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن عدي (2/ 445) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 303) وابن الجوزي في "العلل"(1396) من طريق صفوان بن عيسى الزهري عن بشر بن رافع عن محمد بن عبد الله عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعاً.

قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قال أحمد بن حنبل: بشر بن رافع ليس بشيء"

قلت: هو الحارثي أبو الأسباط النجراني ضعفه الجمهور.

وللحديث طريق أخرى عند هنّاد في "الزهد"(919) لكنها موقوفة، وفيها راوِ لم يُسم.

ص: 5182

3697 -

"من قال: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفرت ذنوبه وإن كان فرّ من الزحف"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وغيره من حديث يسار وغيره مرفوعا" (1)

انظر الحديث الذي قبله.

3698 -

"من قال: السلام عليكم، كتب له عشر حسنات، ومن زاد: ورحمة الله، كتب له عشرون حسنة، ومن زاد: وبركاته، كتبت له ثلاثون حسنة"

قال الحافظ: وأخرج الطبراني من حديث سهل بن حُنيف بسند ضعيف رفعه: فذكره" (2)

تقدم الكلام عليه في حرف العين فانظر حديث عمران بن حُصين قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم، فردّ عليه وقال "عشر"

3699 -

"من قال: إني بريء من الإسلام، فإن كان كاذبا، فهو كما قال، وإن كان صادقا، لم يعد إلى الإسلام سالما"

قال الحافظ: أخرجه النسائي وصححه من طريق الحسين بن واقد عن عبد الله بن بُريدة عن أبيه رفعه: فذكره" (3)

صحيح

أخرجه أحمد (5/ 355 و 355 - 356) وأبو داود (3258) وابن ماجه (2100) والنسائي (7/ 6 - 7) وفي "الكبرى"(4713) والخلال في "السنة"(1499) والحاكم (4/ 298) والبيهقي (10/ 30) من طرق عن الحسين بن واقد المروزي قال: سمعت عبد الله بن بريدة يقول: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

وفي لفظ "من حلف أنّه بريء من الإسلام"

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: هو على شرط مسلم وحده فإنّ الحسين بن واقد إنما أخرج له البخاري تعليقا فقط ولم يحتج به.

(1) 13/ 342 (كتاب الدعوات- باب أفضل الاستغفار)

(2)

13/ 242 (كتاب الاستئذان- باب بدء السلام)

(3)

14/ 346 (كتاب الإيمان والنذور- باب من حلف بملة سوى ملة الإسلام)

ص: 5183

3700 -

"من قال حين يأوي إلى فراشه: استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات، غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زَبَد البحر، وإن كانت عدد رمل عَالِج، وإن كانت عدد أيام الدنيا"

قال الحافظ: وللترمذي وحسنه من حديث أبي سعيد رفعه: فذكره" (1)

ضعيف جداً

أخرجه أحمد (3/ 10) والترمذي (3397) وأبو يعلى (1339) والبغوي في "شرح السنة"(1320) من طريق عبيد الله بن الوليد الوَصَّافي عن عطية العوفي عن أبي سعيد به مرفوعا.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الوصافي"

قلت: وهو متروك الحديث كما قال النسائي وغيره، وعطية العوفي ضعيف مدلس.

3701 -

حديث ابن عمر عن عمر رفعه "من قال حين يدخل السوق: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي وغيره، وهذا لفظ جعفر في "الذكر"، وفي سنده لين" (2)

أخرجه الطيالسي (ص 4) وبكر بن بكار في "جزئه"(47) عن حماد بن زيد عن عمرو بن دينار قَهْرَمان آل الزبير عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن عمر بن الخطاب مرفوعا "من دخل سوقا من هذه الأسواق" فذكر الحديث وزاد "كتب الله عز وجل له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، وبنى له قصرا في الجنة"

ومن طريق بكر بن بكار أخرجه الشجري في "أماليه"(1/ 28و 248)

وأخرجه أحمد (1/ 47) وابن ماجه (2235) والترمذي (3429) والبزار (125) وابن السني (182) وابن عدي (5/ 1785) والطبراني في "الدعاء"(789) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(ص 332) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(2/ 730) من طرق عن حماد بن زيد به.

(1) 13/ 376 (كتاب الدعوات- باب حدثنا أحمد بن يونس)

(2)

13/ 462 (كتاب الدعوات- باب فضل التهليل)

ص: 5184

وأخرجه الترمذي (3429) والدولابي في "الكنى"(1/ 129) والطبراني في "الدعاء"(790 و 791) والرامهرمزي (ص 333) وابن عدي (5/ 1786) وأبو الشيخ في "الطبقات"(185) وتمام (ق 96 - 97) وأبو نعيم في "أخبار أصهان"(2/ 180) وابن بشران (684) والبيهقي في "الأسماء"(ص 140) والخطيب في "الموضح"(2/ 286) والبغوي في "شرح السنة"(1338) من طرق عن عمرو بن دينار به.

- ورواه عمران بن مسلم المِنْقَري واختلف عنه:

• فقال بكير بن شهاب الدامغاني: عن عمران بن مسلم عن عمرو بن دينار عن سالم عن أبيه عن عمر.

أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 181) وأبو الشيخ في "الطبقات"(252) والشجري في "أماليه"(1511)

• وقال يحيى بن سليم الطائفي المكي: عن عمران بن مسلم عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعاً.

أخرجه العقيلي (3/ 304 - 305) وابن عدي (5/ 1745) والحاكم (1/ 539)

وسكت عليه، وقال الذهبي: قلت: قال البخاري: عمران منكر الحديث"

وقال ابن أبي حاتم: قال أبي: هذا حديث منكر.

قال ابن أبي حاتم: وهذا الحديث هو خطأ إنما أراد عمران بن مسلم عن عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم عن أبيه فغلط وجعل بدل عمرو عبد الله بن دينار وأسقط سالما من الإسناد" العلل 2/ 181

وقال أبو حاتم: عمران بن مسلم روى عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر، روى عنه يحيى بن سليم، منكر الحديث وهو شبه المجهول" الجرح 3/ 1/ 305

وقال العقيلي: وقد روى هذا الحديث عمرو بن دينار القهرمان وغيره عن سالم، والأسانيد فيه فيها لين"

وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه عمرو بن دينار وكيل آل الزبير عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن عمر، فذكر الحديث، فقال أبي: هذا حديث منكر جداً لا يحتمل سالم هذا الحديث"

وقال ابن القيم: هذا الحديث معلول، أعله أئمة الحديث" المنار المنيف ص 41

ص: 5185

قلت: عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير ضعفوه، وقال الفلاس وأبو حاتم والنسائي والساجي: روى عن سالم بن عبد الله بن عمر أحاديث منكرة.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه غير واحد عن سالم عن أبيه عن عمر، منهم:

1 -

محمد بن واسع البصري.

أخرجه البخاري في "الكنى"(ص 50) وعبد بن حميد (28) والدارمي (2695) والترمذي (3428) والعقيلي (1/ 133 - 134) والطبراني في "الدعاء"(792) وابن عدي (1/ 420) والحاكم (1/ 538) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 355) وابن بشران (1)(608) من طرق عن أزهر بن سنان القرشي ثنا محمد بن واسع به.

قال الترمذي: هذا حديث غريب"

قلت: أزهر بن سنان لينه أحمد، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال ابن حبان: منكر الرواية في قلته لم يتابع الثقات فيما رواه.

وخالفه يزيد الدورقي أبو الفضل صاحب الجواليق فرواه عن محمد بن واسع عن سالم بن عبد الله قوله.

أخرجه العقيلي (1/ 134)

وقال: وهذا أولى من حديث أزهر"

2 -

المهاجر بن حبيب.

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(793) عن عبيد بن غنام الكوفي ومحمد بن عبد الله الحضرمي قالا: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو خالد الأحمر عن المهاجر بن حبيب به.

وأخرجه أبو الفضل الزهري في "حديث"(176) من طريق أبي هشام محمد بن يزيد الرفاعي ثنا أبو خالد الأحمر به.

والمهاجر لم أقف له على ترجمة.

3 -

رجل بصري لم يسم.

أخرجه الحاكم (1/ 538) من طريق ابن وهب أخبرني عمر بن محمد بن زيد ثني رجل بصري عن سالم به.

(1) سقط من إسناده: عن عمر.

ص: 5186

وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم، ويحتمل أن يكون هو عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير فإنّه بصري، والله أعلم.

4 -

أبو عبد الله الفراء.

أخرجه البخاري في "الكنى"(ص 50) عن ضرار بن صُرَد ثنا الدَّرَاوَردي عن أبي عبد الله الفراء به.

وضرار بن صرد كذبه ابن معين، وقال البخاري والنسائي: متروك الحديث. وأبو عبد الله الفراء ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: مجهول.

وخالفهم عبيد الله بن عمر العمري فرواه عن سالم بن عبد الله عن أبيه ولم يذكر عمر بن الخطاب.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(13175) وعنه أبو نعيم في "الحلية"(8/ 280) من طريق عمرو بن أسلم الحمصي ثنا سلم بن ميمون الخواص عن علي بن عطاء عن العمري به.

وإسناده ضعيف لضعف سلم الخواص، وعلي بن عطاء لم أقف له على ترجمة.

وللحديث شاهد عن ابن عمر، وله عن ابن عمر طريقان:

الأول: يرويه هشام بن حسان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر.

أخرجه الحاكم (1/ 539) عن أبي بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا أبو العباس محمد بن الحسن بن حيدرة البغدادي ثنا مسروق بن المَرْزُبان ثنا حفص بن غياث عن هشام بن حسان به.

وقال: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: مسروق بن المرزبان ليس بحجة"

قلت: ذكره في "الميزان" فقال: صدوق معروف، وقال صالح جزرة: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي يكتب حديثه، وقال الحافظ: صدوق له أوهام.

فهو حسن الحديث، لكن لم يخرج له الشيخان شيئاً.

وشيخ الحاكم ترجمه الذهبي في "السير"(15/ 419) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا، والباقون كلهم ثقات.

ص: 5187

الثاني: يرويه خارجة بن مصعب السَّرَخْسي عن زيد بن أسلم عن ابن عمر.

أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 321)

وخارجة بن مصعب قال ابن معين وغيره: ليس بثقة.

وتابعه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر به إلا أنّه قال "كتب له ألف حسنة، ومُحي عنه ألف سيئة، وبنى له بيت في الجنة"

أخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 169)

وعبد الرحمن قال أحمد وجماعة: ضعيف.

3702 -

حديث أنس رفعه "من قال حين يصبح: اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك أنّك أنت الله لا إله إلا أنت وأنّ محمدا عبدك ورسولك، أعتق الله ربعه من النار، ومن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار"

قال الحافظ: رواه الثلاثة وحسنه الترمذي" (1)

له عن أنس طريقان:

الأول: يرويه هشام بن الغاز بن ربيعة الجُرَشي عن مكحول (2) الدمشقي عن أنس مرفوعاً "من قال حين يصبح أو يمسي (3): فذكر الحديث وزاد "ومن قالها ثلاثاً أعتق الله ثلاثة أرباعه، فإن قالها أربعاً أعتقه الله من النار"

وزاد بعد قوله: لا إله إلا أنت "وحدك لا شريك لك"

أخرجه أبو داود (5069) والطبراني في "الدعاء"(297) وفي "مسند الشاميين"(1542) وابن السني (738) والمزي (17/ 257) والحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 355 - 356)

عن أحمد بن صالح المصري

والطبراني في "الدعاء"(297) ومن طريقه الحافظ في "النتائج"(2/ 355 - 356)

(1) 13/ 379 (كتاب الدعوات- باب ما يقول إذا أصبح)

(2)

مكحول مختلف في سماعه من أنس، وهو موصوف بالتدليس ولم يذكر سماعا من أنس.

(3)

وفي لفظ "وحين يمسي"

ص: 5188

عن عبد الرحمن بن أبي جعفر الدمياطي

ومحمد بن عثمان في "العرش"(23)

عن يوسف بن يعقوب الصفار

والبيهقي في "الدعوات"(40) والمزي (17/ 255 - 256)

عن أبي الأزهر أحمد بن الأزهر بن منيع النيسابوري

وعبد الغني المقدسي في "الدعاء"(94)

عن أبي القاسم عبد العزيز بن يحيى الأويسي

والحافظ في "النتائج"

عن يحيى بن المغيرة المخزومي

قالوا: ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك ثني عبد الرحمن بن عبد المجيد السهمي عن هشام بن الغاز به.

- ورواه جعفر بن مسافر التِّنِّيسي عن ابن أبي فديك واختلف عنه في شيخ شيخه:

• فرواه عمرو بن أبي الطاهر عن جعفر بن مسافر وسماه: عبد الرحمن بن عبد المجيد.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1542)

• ورواه أبو بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني عن جعفر بن مسافر وسماه: عبد الرحمن بن عبد الحميد.

أخرجه ابن السني (738)

وهكذا رواه الفريابي (النتائج) عن سريج بن يونس، والخرائطي في "المكارم"(النتائج) عن عبد القدوس بن يحيى كلاهما عن ابن أبي فديك عن عبد الرحمن بن عبد الحميد به.

قال أبو عبد الله بن مندة: هذا حديث غريب من حديث مكحول وهشام، تفرد به ابن أبي فديك" تهذيب الكمال 17/ 256

وقال النووي: إسناده جيد لم يضعفه أبو داود" الأذكار ص 74

وقال الحافظ: هذا حديث حسن غريب، ووقع في نسخة الخطيب في سنن أبي داود: عبد الرحمن بن عبد المجيد كما في روايتنا، وفي بعض النسخ بتقديم الحاء المهملة

ص: 5189

على الميم، وكذا هو في رواية الخرائطي والفريابي، وجزم به صاحب الأطراف (1)، ورجحه المنذري، وأنّه أبو رجاء المكفوف، فإن كان كذلك فهو مصري صدوق، لكن تغير بأخرة، وإن كان عبد المجيد (2) فهو شيخ مجهول، ففي وصف هذا الإسناد بأنّه جيد نظر، ولعل أبا داود إنما سكت عنه لمجيئه من وجه آخر عن أنس، ومن أجله قلت: إنّه حسن"

قلت: واختلف فيه على هشام بن الغاز، فقال أبو بكر عبد الله بن يزيد بن راشد المقرئ: ثنا هشام بن الغاز عن أبان بن أبي عياش عن أنس.

أخرجه تمام (844)

قال الحافظ في "النتائج": وأبو بكر المذكور ضعيف، وأبان متروك"

الثاني: يرويه بقية بن الوليد ثني مسلم بن زياد مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال: سمعت أنس بن مالك رفعه "من قال حين يصبح: اللهم إنا أصبحنا نشهدك ونشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلفك أنّك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأنّ محمدا عبدك ورسولك، إلا أعتق الله ربعه في ذلك اليوم، ومن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار، ومن قالها أربع مرات أعتقه الله من النار في ذلك اليوم"

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1201) والنسائي في "اليوم والليلة"(9) وابن السني (75)

عن إسحاق بن راهويه

والحافظ في النتائج" (2/ 357)

عن محمد بن سليمان المصيصي لُوَين

كلاهما عن بقية به.

واختلف على بقية في لفظ الحديث.

فرواه غير واحد عن بقية بلفظ "إلا غفر الله له ما أصاب في يومه ذلك من ذنب، وإن قال حين يمسي غفر له ما أصاب تلك الليلة"

ذكروه مكان قوله "أعتق الله ربعه من النار"

(1) يعني المزى، ولم يجزم به بل قال: عن عبد الرحمن بن عبد المجيد السهمي ويقال: ابن عبد الحميد بن

سالم أبي رّجاء المكفوف.

(2)

قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه ابن أبي فديك"

ص: 5190

أخرجه أبو داود (5078) والنسائي في "اليوم والليلة"(15) والحافظ في "النتائج"(2/ 358)

عن عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي

والنسائي أيضاً (10)

عن كثير بن عبيد الحذَّاء

والترمذي (3501)

عن حَيوة بن شريح بن يزيد الحمصي

والبغوي في "شرح السنة"(1323)

عن يزيد بن عبد ربه الجُرْجُسِي

والحافظ (2/ 358)

عن عبد الرحيم بن حبيب

كلهم عن بقية به.

قال الترمذي: هذا حديث غريب"

وقال الحافظ: وبقية صدوق، أخرج له مسلم، وإنما عابوا عليه التدليس والتسوية، وقد صرّح بتحديث شيخه له وبسماع شيخه فانتفت الريبة، وشيخه روى عنه أيضاً إسماعيل بن عياش وغيره، وقد توقف فيه ابن القطان فقال: لا تعرف حاله، وَرُدّ بأنّه وُصف بأنّه كان على خيل عمر بن عبد العزيز، فدل على أنّه أمير، وذكره ابن حبان في "الثقات".

قلت: وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا.

3703 -

"من قال حين يصبح: اللهم لك الحمد لا إله إلا أنت"

قال الحافظ: ووقع عند الطبراني من حديث أبي أمامة: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير"(7802 و 7879) وفي "الدعاء"(310) وفي "الأوسط"(3120) من طريق علي بن يزيد عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة مرفوعاً "من قال

(1) 13/ 344 (كتاب الدعوات- باب أفضل الاستغفار)

ص: 5191

حين يصبح ثلاث مرات: اللهم لك الحمد لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، آمنت بك مخلصا لك ديني. أصبحت على عهدك ووعدك ما استطعت، أتوب إليك من سيئ عملي، واستغفرك لذنوبي التي لا يغفرها إلا أنت، فإن مات في ذلك اليوم دخل الجنة، وإن قال حين يمسي ثلاث مرات: اللهم لك الحمد لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك، آمنت بك مخلصا لك ديني، أمسيت على عهدك ووعدك ما استطعت، أتوب إليك من سيئ عملي، وأستغفرك لذنوبي التي لا يغفرها إلا أنت، فمات من تلك الليلة دخل الجنة"

قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحلف ما لا يحلف على غيره يقول: "والله مما قالها عبد حين يصبح ثلاث مرات فيموت في ذلك اليوم إلا دخل الجنة، ولا قالها حين يمسي ثلاث مرات فمات في تلك الليلة إلا دخل الجنة".

قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير" وفيه علي بن يزيد وهو ضعيف" المجمع 10/ 114

قلت: هو الألهاني قال ابن معين: علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة ضعاف كلها.

وقال الساجي: اتفق أهل العلم على ضعفه.

3704 -

حديث عبد الله بن غَنَّام البياضي رفعه "من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة، أو بأحد من خلقك، فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد، ولك الشكر، فقد أدّى شكر يومه"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان" (1)

ضعيف

أخرجه أبو داود (5073) ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة"(3/ 362)

عن يحيى بن حسان بن حيان التِّنِّيسي

وأبو داود أيضاً (5073) وابن أبي الدنيا في "الشكر"(166) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2163 و 2165) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1753) والبيهقي في "الدعوات"(41) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(1328) وابن الأثير (3/ 362 و 6/ 343)

(1) 13/ 379 (كتاب الدعوات- باب ما يقول إذا أصبح)

ص: 5192

عن إسماعيل بن أبي أويس

وابن أبي الدنيا في "الشكر"(166) وجعفر الفريابي في "الذكر"(نتائج الأفكار 2/ 360) والنسائي في "اليوم والليلة"(7) وأبو القاسم البغوي (1754) وابن منده في "معرفة الصحابة"(أسد الغابة 3/ 362) وأبو نعيم في "الصحابة"(4425 و 4679) والحافظ في "نتائج الأفكار"(2/ 359 - 360)

عن عبد الله بن مسلمة القَعْنَبي

وابن منده (أسد الغابة 3/ 362) والحافظ (2/ 359 - 360)

عن يحيى بن صالح الوُحَاظي

قالوا: ثنا سليمان بن بلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عبد الله بن عنبسة عن عبد الله بن غنام البياضي به مرفوعاً.

زاد أبو داود "ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدّى شكر ليلته"

- ورواه عبد الله بن وهب عن سليمان بن بلال واختلف عنه في اسم الصحابي:

• فرواه أحمد بن صالح المصري عن ابن وهب وسمى الصحابي: ابن غنام.

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(307) ومن طريقه المزي (15/ 391)

• ورواه يونس بن عبد الأعلى المصري عن ابن وهب وسمى الصحابي: عبد الله بن عباس.

أخرجه النسائي (تحفة الأشراف 6/ 404) وعنه ابن السني (41)

وتابعه يزيد بن خالد بن مَوْهَب الرملي ثنا ابن وهب به.

أخرجه ابن حبان (861)

- ورواه سعيد بن أبي مريم الجمحي عن سليمان بن بلال واختلف عنه في اسم الصحابي أيضاً:

• فرواه غير واحد عن سعيد بن أبي مريم وسموا الصحابي: ابن غنام، منهم:

1 -

يحيى بن أيوب العلاف.

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4425 و 7086)

2 -

الحسن بن علي الحُلْواني.

أخرجه ابن أبي عاصم (2164)

ص: 5193

3 -

عبيد بن شريك البزار.

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 64)

• ورواه أبو حبيب يحيى بن نافع المصري عن ابن أبي مريم وسمى الصحابي: عبد الله بن عباس.

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(306) ومن طريقه المزي (15/ 390 - 391)

قال المزي: قوله: عن ابن عباس، خطأ" تحفة الأشراف 6/ 404 - تهذيب الكمال 15/ 424

وقال: روى عبد الله بن عنبسة عن عبد الله بن غنام البياضي وهو الصحيح" تهذيب 15/ 390

وقال الحافظ في "تهذيب التهذيب"(5/ 345): ابن غنام هو الصحيح.

قال: ورجح الطبراني وغيره ابن غنام، وجزم أبو نعيم في "معرفة الصحابة" بأنّ من قال ابن عباس فقد صحّف، وكذا قال ابن عساكر: إنّه خطأ"

وقال في "الإصابة"(5/ 190): وقد صحّفه بعضهم فقال: ابن عباس"

والحديث قال النووي: إسناده جيد لم يضعفه أبو داود" الأذكار ص 74

وقال الحافظ: حديث حسن"

قلت: عبد الله بن عنبسة قال ابن معين: لا أدري من هو، وقال أبو زرعة: لا أعرفه إلا في هذا الحديث الواحد، وقال الذهبي في "الميزان": لا يكاد يعرف.

وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

3705 -

"من قال: صه، فقد تكلم، ومن تكلم فلا جمعة له"

قال الحافظ: ولأحمد من حديث علي مرفوعاً: فذكره، ولأبي داود نحوه" (1)

ضعيف

أخرجه أحمد (1/ 93)

عن الحجاج بن أرطاة

(1) 3/ 66 (كتاب الجمعة- باب الإنصات يوم الجمعة)

ص: 5194

وأبو داود (1051) والبيهقي (3/ 220)

عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي

كلاهما عن عطاء الخراساني عن مولى امرأته أم عثمان عن علي قال: إذا كان يوم الجمعة خرج الشياطين يُرَبِّثُون الناس إلى أسواقهم ومعهم الرايات، وتقعد الملائكة على أبواب المساجد يكتبون الناس على قدر منازلهم، السابق والمصلي والذي يليه حتى يخرج الإمام، فمن دنا من الإمام فأنصت أو استمع ولم يلغُ كان له كفلان من الأجر، ومن نأى عنه فاستمع وأنصت ولم يلغ كان له كفل من الأجر، ومن دنا من الإمام فلغا ولم ينصت ولم يستمع كان عليه كفلان من الوزر، ومن نأى عنه فلغا ولم ينصت ولم يستمع كان عليه كفل من الوزر، ومن قال: صه فقد تكلم، ومن تكلم فلا جمعة له. هكذا سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم. اللفظ لأحمد

وإسناده ضعيف للمولى الذي لم يسم.

3706 -

"من قال عند مريض لم يحضر أجله: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك، سبع مرات"

قال الحافظ: وفي النسائي: فذكره" (1)

صحيح

يرويه المنهال بن عمرو الأسدي واختلف عنه:

- فرواه شعبة واختلف عنه:

• فقال غير واحد: ثنا شعبة عن يزيد أبي خالد الدالاني قال: سمعت المنهال بن عمرو يحدث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً "ما من عبد مسلم يعود مريضا لم يحضر أجله فيقول سبع مرات: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عُوفي"

منهم:

1 -

محمد بن جعفر غُندر.

أخرجه أحمد (1/ 239) والترمذي (2083) والنسائي في "اليوم والليلة"(1048) وابن السني في "اليوم والليلة"(544) والحاكم (4/ 213) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب"(2125)

(1) 9/ 207 (كتاب المغازي- باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته)

ص: 5195

2 -

الربيع بن يحيى الأُشْناني.

أخرجه أبو داود (3106)

3 -

آدم بن أبي إياس العسقلاني.

أخرجه الحاكم (1/ 342 و4/ 213 و 416)

4 -

هاشم بن القاسم البغدادي.

أخرجه أحمد (1/ 243)

5 -

وهب بن جرير بن حازم.

أخرجه ابن جميع الصيداوي في "معجمه"(ص 262) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(2/ 575)

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث المنهال بن عمرو"

وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري" (1)

قلت: لم يخرج البخاري لأبي خالد الدالاني شيئاً، وهو مختلف فيه، قواه ابن معين وغيره، وضعفه ابن حبان وغيره، وقد توبع كما سيأتي.

وقال النووي في "الخلاصة"(2/ 912): حديث صحيح"

• وقال عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي: عن شعبة عن ميسرة بن حبيب النهدي عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(1047) وابن الأعرابي (ق 26/ أ) والطبراني في "الكبير"(12272) وفي "الدعاء"(1115 و 1118) والحاكم (4/ 213)

وإسناده صحيح.

• وقال حجاج بن نُصير البصري: ثنا شعبة عن يزيد أبي خالد الدالاني عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(12731) وفي "الدعاء"(1114)

وحجاج بن نصير قال النسائي وغيره: ضعيف.

(1) وقال في الموضع الثالث: صحيح على شرط الشيخين"

كذا قال، والشيخان لم يخرجا لأبي خالد الدالاني شيئاً.

ص: 5196

• ورواه أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي عن محمد بن شعيب بن شابور واختلف عنه:

فقال أحمد بن إبراهيم البسري الدمشقي: ثنا أبو النضر ثنا محمد بن شعيب ثني شعبة عن ميسرة عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(1045)

وإسناده حسن، البسري صدوق، والباقون ثقات.

وقال عبد الصمد بن عبد الوهاب الحمصي: ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا محمد بن شعيب عن رجل عن شعبة عن ميسرة عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.

أخرجه النسائي (1046)

وحديثا شعبة عن أبي خالد الدالاني (1) وميسرة بن حبيب صحيحان.

وقد تابعه:

1 -

داود بن عيسى النخعي عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به.

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(1119) وفي "الصغير"(35) عن أحمد بن محمد بن هاشم البعلبكي ثنا أبي ثنا سويد بن عبد العزيز عن داود بن عيسى به.

وقال: لم يروه عن داود بن عيسى إلا سويد بن عبد العزيز"

قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره

2 -

شريك بن عبد الله القاضي عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به.

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(1116) عن القاسم بن زكريا المُطَرِّز ثنا أحمد بن الصوفي ثنا عبد الرحمن بن شريك عن أبيه به.

وعبد الرحمن بن شريك قال أبو حاتم: واهي الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ.

(1) ولم ينفرد شعبة به بل تابعه عبد الله بن نمير ثنا أبو خالد الدالاني به.

أخرجه الحاكم (4/ 416) وقال: صحيح على شرط الشيخين"

ص: 5197

وأبوه مختلف فيه، ونسب إلى الإختلاط وإلى التدليس وإلى سوء الحفظ.

3 -

إسرائيل بن يونس الكوفي.

أخرجه ابن منده في "التوحيد"(299) واللالكائي في "الإعتقاد"(678) والخطيب في "المتفق"(1603)

- ورواه عمرو بن الحارث المصري عن عبد ربه بن سعيد الأنصاري عن المنهال بن عمرو واختلف عنه:

• فقال رشدين بن سعد المصري: عن عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن ابن عباس.

أخرجه ابن عدي (3/ 1014)

ورشدين بن سعد قال أبو زرعة وغير واحد: ضعيف الحديث.

• ورواه ابن وهب عن عمرو بن الحارث واختلف عنه:

فقال أحمد بن عيسى بن حسان المصري: ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد ثني المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس.

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(536)

وقال بحر بن نصر المصري: ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد ثني المنهال بن عمرو أخبرني سعيد بن جبير عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس.

أخرجه الحاكم (4/ 213)

وقال: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: لم يخرج مسلم للمنهال بن عمرو شيئاً.

وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري: ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.

أخرجه الحاكم (1/ 343)

وقال: هذا حديث شاهد صحيح غريب من رواية المصريين عن المدنيين عن الكوفيين"

وقال وهب بن بيان الواسطي: أنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن

ص: 5198

سعيد ثني المنهال بن عمرو ومرّة (1) سعيد بن جبير عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(1043)

وتابعه هارون بن معروف المروزي ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد ثني المنهال بن عمرو مرة (2) قال: أخبرني سعيد بن جبير عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس.

أخرجه أبو يعلى (2430) عن هارون بن معروف به.

ورواه ابن عدي (6/ 2332) عن أبي يعلى به.

ورواه ابن حبان (2978) عن أبي يعلى فلم يذكر عبد الله بن الحارث، ولم يقل فيه: مرة.

ورواه حرملة بن يحيى المصري عن ابن وهب واختلف عنه:

فقال عبد الله بن محمد بن سلم المقدسي: ثنا حرملة بن يحيى ثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد ثنا منهال بن عمرو أني سعيد بن جبير عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس.

أخرجه ابن حبان (2975)

ورواه علي بن محمد الأنضناوي عن حرملة بن يحيى فلم يذكر عبد الله بن الحارث.

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(1120)

- ورواه الحجاج بن أرطاة واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن الحجاج بن أرطاة عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس.

منهم:

1 -

عبد الرحيم بن سليمان الكناني.

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 46 - 47 و 10/ 314) وعبد بن حميد (718) وأبو يعلى (2483) والطبراني في "الكبير"(12733) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(352)

(1) في "تحفة الأشراف"(4/ 451 و 5/ 38) و"تهذيب الكمال"(27/ 384): عن مرة عن سعيد بن جبير.

(2)

وفي نسخة: ومرة، بزيادة الواو.

ص: 5199

2 -

يزيد بن هارون الواسطي.

أخرجه أحمد (1/ 239 و 352) والحاكم (1/ 343 و 4/ 213)

3 -

حفص بن غياث الكوفي.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(1044)

4 -

هشام الدَّسْتُوائي.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(12732)

5 -

حماد بن سلمة.

أخرجه البغوي في "شرح السنة"(1419)

• ورواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير عن حجاج بن أرطأة فشك في رفعه فقال: أراه رفعه.

أخرجه أحمد (1/ 239)

• ورواه حِبّان بن علي العَنَزِي عن حجاج بن أرطأة فلم يذكر المنهال بن عمرو.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(173)

وحبان وحجاج ضعيفان.

- ورواه زيد بن أبي أنيسة الجزري عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.

أخرجه الطبراني في "الدعاء"(1117) عن أبي عقيل أنس (1) بن سلم الخولاني ثنا أبو المعافى محمد بن وهب بن أبي كريمة ثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة به.

وأنس بن سلم ترجمه ابن عساكر في "تاريخه" ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا، ومحمد بن وهب صدوق، والباقون كلهم ثقات، ومحمد بن سلمة هو الحرّاني، وأبو عبد الرحيم هو خالد بن يزيد الحراني.

(1) وتابعه الحسين بن إسحاق التستري ثنا أبو المعافى به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(12277)

وإسناده حسن.

ص: 5200

ولم ينفرد زيد به بل تابعه إدريس بن يزيد الأودي عن المنهال به.

أخرجه الغطريفي (40) عن أبي عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفرائيني ثنا يزيد بن سنان ثنا زكريا بن يحيى ثنا إدريس الأودي به.

ومن طريقه أخرجه السبكي في "الطبقات"(10/ 90)

وزكريا بن يحيى ما عرفته، والباقون ثقات.

3707 -

"من قال لأخيه: كافر، فقد باء به أحدهما"

قال الحافظ: ويؤيده حديث: فذكره، وفي لفظ مسلم (61)"من رمى مسلما بالكفر أو قال عدو الله إلا حار عليه"(1)

أخرجه البخاري (فتح 13/ 129) من حديث أبي هريرة.

وأخرجه مسلم من حديث أبي ذر.

3708 -

حديث أبي ذر "من قال: لا إله إلا الله، دخل الجنة وإن زنى وإن سرق" سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه البخاري (فتح 12/ 398)

3709 -

"من قال: لا إله إلا الله، نفعته يوما من الدهر، أصابه قبل ذلك ما أصابه" سكت عليه الحافظ (3).

هو من حديث أبى هريرة وله عنه طريقان:

الأول: يرويه هلال بن يَسَاف الكوفي عن سلمان الأغر عن أبي هريرة واختلف عنه:

- فرواه منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف واختلف عنه:

• فقال أبو عَوَانة الوضاح بن عبد الله الواسطي: عن منصور عن هلال عن الأغر عن أبي هريرة به مرفوعاً.

أخرجه البزار (4)(كشف 3) عن أبي كامل فضيل بن حسين الجَحْدري ثنا أبو عوانة به.

(1) 15/ 329 (كتاب استتابة المرتدين- باب من ترك قتال الخوارج للتألف)

(2)

15/ 63 (كتاب الحدود- باب الزنا وشرب الخمر)

(3)

3/ 354 (كتاب الجنائز- باب في الجنائز)

(4)

سقط من إسناده "عن الأغر" والصواب إثباته كما في معجم ابن الأعرابي وشعب البيهقي.

ص: 5201

وأخرجه ابن الأعرابي (ق 89/ ب) عن البزار به.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(96) من طريق أحمد بن عبيد الصفار ثنا البزار به.

قال البزار: وهذا لا نعلمه يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد"

قلت: وهو إسناد صحيح.

ولم ينفرد أبو كامل به بل تابعه حَبّان بن هلال البصري عن أبي عوانة به.

قاله الدارقطني في "العلل"(11/ 239)

• وقال إبراهيم بن طهمان الخراساني وجرير بن عبد الحميد الرازي وأبو حفص عمر بن عبد الرحمن الأبار: عن منصور عن هلال عن أبي هريرة موقوفاً.

قاله الدارقطني (11/ 239)

• ورواه سفيان الثوري عن منصور واختلف عنه:

فقال عيسى بن يونس الكوفي: عن سفيان عن منصور عن هلال عن الأغر عن أبي هريرة مرفوعاً.

أخرجه ابن الأعرابي (ق 89/ ب) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 46 و 7/ 126 و 10/ 397) والبيهقي في "الشعب"(97 و98) والخطيب في "الموضح"(2/ 379) وابن عبد البر في "التمهيد"(6/ 51 و 52)

عن عمرو بن خالد الحراني نزيل مصر

وابن الأعرابي (ق 89 /ب و113/ب)

عن داود بن مهران الدَّباغ البغدادي

قالا: ثنا عيسى بن يونس به.

قال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري ومنصور لم نكتبه إلا من هذا الوجه"

وقال أيضاً: تفرد به عيسى بن يونس عن سفيان"

قلت: تابعه أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الفارسي ثنا سفيان به.

وزاد "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله"

أخرجه ابن حبان (3004) والدارقطني في "العلل"(11/ 240)

ص: 5202

وقال أبو نعيم الفضل بن دُكين: عن سفيان عن منصور عن هلال عن الأغر عن أبي هريرة موقوفاً.

قاله الدارقطني (11/ 239)

وقال عبد الرزاق (6045): عن سفيان عن حصين ومنصور أو أحدهما عن هلال عن أبي هريرة موقوفاً.

- ورواه حُصين بن عبد الرحمن السلمي عن هلال بن يساف واختلف عنه:

• فقال حُدَيج بن معاوية الجعفي: ثنا حصين عن هلال عن الأغر عن أبي هريرة مرفوعا.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6392)

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن حصين إلا حديج بن معاوية"

قلت: تابعه أخوه زهير بن معاوية عن حصين به.

قاله الدارقطني (11/ 240)

• وقال شعبة وهشيم وعَبْثر بن القاسم الكوفي: عن حصين عن هلال عن الأغر عن أبي هريرة موقوفاً.

قاله الدارقطني (11/ 240)

• وقال علي بن عابس الكوفي: عن حصين عن الأغر عن أبي هريرة موقوفاً، ولم يذكر هلالا.

قاله الدارقطني (11/ 240)

وعلي بن عابس قال ابن معين وغيره: ضعيف.

قال الدارقطني: والصحيح عن حصين ومنصور الموقوف" العلل 11/ 240

وقال البزار: وقد روي عن أبي هريرة موقوفاً، ورفعه أصح"

الثاني: يرويه حفص الغاضري عن موسى الصغير عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة مرفوعاً "من قال: لا إله إلا الله، نفعته يوما من دهره، ولو بعد ما يصيبه العذاب"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3510) و"الصغير"(393) عن الحسين بن محمد بن حاتم العجلي ثنا الحسين بن علي بن يزيد الصدائي ثني أبي ثنا حفص الغاضري به.

ص: 5203

ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الموضح"(2/ 48)

قال الطبراني: لا يُروى عن عبيد الله بن عبد الله إلا من هذا الوجه"

وقال أيضاً: لم يروه عن موسى الصغير إلا حفص الغاضري، تفرد به الحسين بن علي الصدائي عن أبيه"

قلت: حفص هو ابن سليمان الأسدي قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال البخاري: تركوه.

3710 -

حديث البراء "من قال: لا إله إلا الله" وفي آخره "عشر مرات كنّ له عدل رقبة"

قال الحافظ: أخرجه النسائي، وصححه ابن حبان والحاكم" (1)

له عن البراء طرق سيأتي الكلام عليها عند حديث "من منح منيحة أو هَدّى زُقَاقا"

وأضيف هنا أنّ حديث طلحة بن مصرّف عن عبد الرحمن بن عَوْسَجة عن البراء أخرجه أيضاً ابن فضيل في "الدعاء"(156) وابن أبي شيبة (10/ 301 - 302 و 310 و 13/ 459) والنسائي في "اليوم والليلة"(125) وابن حبان (850) والطبراني في "الدعاء"(1715 و 1716 و 1717 و 1718 و 1719 و1720 و 1721 و 1722 و1723 و 1724) والحاكم (1/ 501) من طرق عن طلحة به.

3711 -

"من قام مقام رياء وسمعة راءى الله به يوم القيامة وسمّع به"

قال الحافظ: عند أحمد والدارمي من حديث أبي هند الداري رفعه: فذكره، وللطبراني من حديث عوف بن مالك نحوه" (2)

حسن

ورد من حديث أبي هند الداري ومن حديث عوف بن مالك ومن حديث معاذ بن جبل ومن حديث بشير بن عَقْربة الجهني

فأما حديث أبي هند فأخرجه أحمد (5/ 270) والدارمي (2751) والحارث (3) في "مسنده"(بغية الباحث 880 و 1096) عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا

(1) 13/ 457 (كتاب الدعوات- باب فضل التهليل)

(2)

14/ 121 (كتاب الرقاق- باب الرياء والسمعة)

(3)

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(7053)

ص: 5204

حيوة (1) بن شريح ثنا أبو صخر حميد بن زياد أنّه سمع مكحولا يقول: حدثني أبو هند الداري به مرفوعاً.

إلا أنهم لم يذكروا "به" الثانية.

وفي لفظ للحارث "من قام بأخيه"

وأخرجه البزار (كشف 2026 و 3564) والدولابي في "الكنى"(1/ 60) والطبراني في "مسند الشاميين"(3449) وفي "الكبير"(22/ 319) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 187) وفي "معرفة الصحابة"(1243) والبيهقي في "الشعب"(6404) والضياء المقدسي في "حديث أبي عبد الرحمن المقرئ"(58) من طرق عن أبي عبد الرحمن المقرئ به.

قال أبو نعيم: غريب من حديث مكحول، تفرد به حميد أبو صخر"

قلت: وهو مختلف فيه: وثقه ابن حبان والعجلي والدارقطني، وقال أحمد: ليس به بأس، وضعفه النسائي، واختلف فيه قول ابن معين، وقال الحافظ في "التقريب": صدوق يهم، فهو حسن الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات فهو إسناد حسن.

وقد أنكر البخاري سماع مكحول من أبي هند، وخالفه الترمذي فقال: سمع منه.

وهذه الرواية تؤيده، فقد صرّح مكحول فيها بالتحديث من أبي هند.

قال المنذري: رواه أحمد بإسناد جيد" الترغيب 1/ 65

وقال الهيثمي: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح" المجمع 8/ 96

وأما حديث عوف بن مالك فأخرجه الطبراني في "الكبير"(18/ 56) عن يحيى بن عثمان بن صالح المصري أنا أبي ثنا ابن لهيعة ثني الحارث بن يزيد الحضرمي ثنا زياد بن نعيم الحضرمي عن كثير بن مرة الحضرمي عن عوف بن مالك مرفوعاً "من قام مقام رياء راءى الله به، ومن قام مقام سمعة سمّع الله به"

قال المنذري والهيثمي: إسناده حسن" الترغيب 1/ 65 - المجمع 10/ 223

قلت: بل إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة، وشيخ الطبراني قال ابن أبي حاتم:

(1) تابعه رشدين بن سعد المصري ثني أبو صخر به.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(3450)

وتابعه أيضًا ابن لهيعة ثنا أبو صخر به.

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1741) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 105 - 106)

ص: 5205

تكلموا فيه، وقال مسلمة: كان صاحب وراقة يحدث من غير كتبه فطعن فيه لأجل ذلك، وقال ابن يونس: كان حافظاً للحديث وحدث بما لم يكن يوجد عند غيره.

وأما حديث معاذ فأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(1/ 314) وابن أبي عاصم في "الزهد"(212) والطبراني في "الكبير"(20/ 119) وفي "مسند الشاميين"(1031) من طرق عن بقية بن الوليد ثنا صفوان بن عمرو قال: سمعت شرحبيل بن معشر العبسي يحدث عن معاذ رفعه "ما من عبد يقوم في الدنيا مقام سمعة ورياء إلا سمّع الله به على رؤوس الخلائق يوم القيامة، ومن راءى بمسلم راءى الله به يوم القيامة"

قال المنذري والهيثمي: إسناده حسن" الترغيب 1/ 66 - المجمع 10/ 223

قلت: شرحبيل بن معشر ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات" ولم يذكر عنه إلا راويان صفوان وآخر.

ولم يذكر سماعا من معاذ فلا أدري أسمع منه أم لا.

والحديث اختلف فيه على صفوان، فقال محمد بن إسماعيل بن عياش: ثني أبي عن صفوان عن شراحيل العنسي عن معاذ.

أخرجه البزار (2657)

وقال: وشراحيل العنسي لا نعلمه سمع من معاذ"

وأما حديث بشير بن عَقْربة فله عنه طريقان:

الأول: يرويه حُجْر بن الحارث الغَسَّاني الرَّمْلي عن عبد الله بن عوف الكناني وكان عاملا لعمر بن عبد العزيز على الرَّمْلة، أنّه شهد عبد الملك بن مروان قال لبشير بن عقربة الجهني يوم قتل عمرو بن سعيد بن العاص: يا أبا اليمان إني قد احتجت اليوم إلى كلامك، فقم فتكلم، قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من قام بخطبة لا يلتمس بها إلا رياء وسمعة، وقفه الله يوم القيامة موقف رياء وسمعة"

أخرجه ابن سعد (7/ 429) وأحمد (3/ 500) والبخاري في "الأوسط"(1/ 159) عن سعيد بن منصور ثنا حجر بن الحارث به.

ومن طريق أحمد أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(1/ 233)

ومن طريق البخاري أخرجه ابن عساكر (ترجمة عبد الله بن عوف الكناني ص 311)

وأخرجه البغوي في "معجم الصحابة"(193) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 95)

ص: 5206

والطبراني في "الكبير"(1227) وابن جميع في "معجمه"(ص 98) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1173) وفي "تسمية الرواة عن سعيد بن منصور"(10 و11 و 12) والبيهقي في "الشعب"(6401) والخطيب في "تالي التلخيص"(245) وابن عساكر (ترجمة عبد الله بن عوف الكناني ص 310 - 311) والشجري في "أماليه"(2/ 220) والحافظ في "الإصابة"(1/ 254 - 255) من طرق عن سعيد بن منصور به.

قال أبو نعيم: الحديث يتفرد به حجر بن الحارث أبو خلف الرّملي، ويعرف بالغساني، من أهل فلسطين"

قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحسيني في "الإكمال": محله الصدق.

وعبد الله بن عوف ترجمه البخاري وابن أبي حاتم وغيرهما ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات".

الثاني: يرويه إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد أنّه شهد عبد الملك بن مروان يوم قتل عمرو بن سعيد بن العاص قال لبشير بن عقربة الجهني: يا أبا اليمان قد احتجت اليوم إلى كلامك، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من قام بخطبة لا يلتمس بها إلا رياء وسمعة، أوقفه الله عز وجل يوم القيامة موقف رياء وسمعة"

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2582) عن عبد الوهاب بن الضحاك الحمصي ثنا إسماعيل بن عياش به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(1228) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1174) والشجري في "أماليه"(2/ 220)

عن إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي

وأبو نعيم أيضاً

عن الحسين بن محمد بن الحراني

قالا: ثنا عبد الوهاب بن الضحاك به.

وعبد الوهاب بن الضحاك كذبه أبو حاتم، وقال أبو داود: يضع الحديث، وقال الدارفطني وغيره: متروك.

لكنّه لم ينفرد به بل تابعه محمد بن إسماعيل بن عياش ثني أبي به.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(1648)

ص: 5207

ومحمد بن إسماعيل قال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئاً حملوه على أن يحدث فحدّث، وقال أبو داود: لم يكن بذاك.

3712 -

"من قتل دون ماله فهو شهيد"

قال الحافظ: وروى أصحاب السنن وصححه الترمذي من حديث سعيد بن زيد مرفوعاً: فذكره، وقال في الدين والدم والأهل مثل ذلك" (1)

وذكره في موضع آخر وسكت عليه (2).

صحيح

أخرجه الطيالسي (ص 32) عن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري عن أبيه عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن سعيد بن زيد مرفوعاً "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد"

وأخرجه أبو نعيم في "الإمامة"(186) والبيهقي (3/ 266 و 8/ 187) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 388) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني ثنا الطيالسي به.

زاد أبو نعيم والبيهقي "ومن قتل دون أهله فهو شهيد"

وأخرجه أبو داود (4772) ومن طريقه البيهقي (8/ 187) عن هارون بن عبد الله الحَمَّال ثنا الطيالسي به.

ولفظه "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله أو دمه أو دون دينه فهو شهيد"

وأخرجه أحمد (1/ 190) وعبد بن حميد (106) وأبو داود (4772) والترمذي (1421) والنسائي (7/ 107) وفي "الكبرى"(3557 و 3558) والخلال في "السنة"(195 و 196) والهيثم بن كليب (217) والقضاعي (341 و 342 و 343) وابن حزم في "المحلى"(13/ 322) والبيهقي (3/ 266 و 8/ 187 و 335) وفي "الصغرى"(3422) والمزي (17/ 300 - 301) من طرق عن إبراهيم بن سعد به.

ولفظ أحمد وغيره "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد"

(1) 6/ 383 (كتاب الجهاد- باب الشهادة سبع سوى القتل)

(2)

12/ 82 (كتاب الذبائح- باب المسك)

ص: 5208

ولفظ النسائي "من قاتل دون ماله"

ولفظ الخلال وغيره "من أصيب دون ماله"

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

قلت: وهو كما قال.

- ورواه ابن شهاب الزهري عن طلحة بن عبد الله واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن الزهري عن طلحة بن عبد الله عن سعيد بن زيد مرفوعاً "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن ظلم من الأرض شبرا طوقه من سبع أرضين"

منهم:

1 -

سفيان بن عيينة.

أخرجه الشافعي في "السنن المأثورة"(638) وعبد الرزاق (18565) والحميدي (83) وابن أبي شيبة (9/ 457) وأحمد (1/ 187) وابن ماجه (2580) وأحمد بن زهير بن حرب في "تاريخه"(أخبار المكيين 413) والبزار (1260) والنسائي (7/ 106) وفي "الكبرى"(3553) وأبو يعلى (949 و 953) والطحاوي في "المشكل"(6139) والهيثم بن كليب (204) والخرائطي في "المساوئ"(673) وابن الأعرابي (ق 191/ أ) وابن حبان (3194 و4790) والبيهقي (3/ 266 و 8/ 187) وفي "معرفة السنن"(5/ 36 و 8/ 303 - 304 و 12/ 228 و 13/ 80) والخطيب في "التاريخ"(10/ 81) وابن عساكر (7/ 192 و 192 - 193) وفي "معجم الشيوخ"(360) والمؤيد الطوسي في "الأربعين"(ص 141) والذهبي في "السير"(1/ 126)

وقال: هذا حديث صالح الإسناد، لكنه فيه انقطاع؛ لأنّ طلحة بن عبد الله لم يسمعه من سعيد. رواه مالك ويونس وجماعة عن الزهري فأدخلوا بين طلحة وسعيد: عبد الرحمن بن عمرو بن سهل الأنصاري"

وقال المؤيد الطوسي: هذا حديث حسن"

2 -

محمد بن إسحاق المدني.

أخرجه أحمد (1/ 189) والنسائي (7/ 106) وفي "الكبرى"(3554) وأبو يعلى (950) والخلال (193) والهيثم بن كليب (224) من طرق عن ابن إسحاق ثني الزهري عن طلحة بن عبد الله قال: أتتني أروى بنت أويس في نفر من قريش فيهم عبد الرحمن بن عمرو بن سهل فقالت: إنّ سعيد بن زيد قد انتقص من أرضي إلى أرضه ما ليس له وقد

ص: 5209

أحببت أن تأتوه فتكلموه، قال: فركبنا إليه وهو بأرضه بالعقيق، فلما رآنا قال: قد عرفت الذي جاء بكم، وسأحدثكم ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعته يقول "من أخذ من الأرض ما ليس له طوّقه إلى السابعة من الأرض يوم القيامة، ومن قتل دون ماله فهو شهيد"

3 -

سليمان بن كثير العبدي.

أخرجه الخلال (194) والطحاوي في "المشكل"(6144) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 260) من طرق عن سليمان بن كثير به.

وسليمان مختلف فيه وتكلم في روايته عن الزهري.

- ورواه عبد الرحمن السراج عن الزهري واختلف عنه:

• فقال سعيد بن أبي عَروبة: عن عبد الرحمن السراج عن الزهري عن طلحة بن عبد الله عن سعيد بن زيد مرفوعاً به، وقال فيه: من قاتل.

أخرجه الخلال (192) والهيثم بن كليب (220) من طرق عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ثنا سعيد بن أبي عروبة به.

• وقال شعبة: عن عبد الرحمن السراج عن الزهري عن سعيد بن زيد، ولم يذكر طلحة بن عبد الله.

أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(3/ 21) من طريق سعيد بن عامر الضُّبَعي ثنا شعبة به.

- وقال مَعْمَر بن راشد: عن الزهري عن طلحة بن عبد الله عن عبد الرحمن بن عمرو بن سهل عن سعيد بن زيد مرفوعاً "من سرق من الأرض شبرا طوّقه من سبع أرضين"

قال معمر: وبلغني عنه أنّه قال "ومن قتل دون ماله فهو شهيد"

أخرجه عبد الرزاق (18564) عن معمر به.

وأخرجه أحمد (1/ 188) عن عبد الرزاق به.

وقال في روايته: قال معمر: وبلغني عن الزهري ولم أسمعه منه زاد في هذا الحديث: فذكره.

وأخرجه الترمذي (1418) وابن حبان (3195) من طرق عن عبد الرزاق به.

قال ابن حبان: روى هذا الخبر أصحاب الزهري الثقات المتقنون، فاتفقوا كلهم على روايتهم هذا الخبر عن الزهري عن طلحة بن عبد الله عن سعيد بن زيد خلا معمر وحده، فإنّه أدخل بين طلحة بن عبد الله وبين سعيد بن زيد عبد الرحمن بن عمرو بن سهل وأخاف

ص: 5210

أن يكون ذلك وهما، وقد قال معمر في هذا الخبر: بلغني عن الزهري، فيشبه أن يكون سمعه من بعض أصحابه عن الزهري، فالقلب إلى رواية أولئك أميل"

وقال الحميدي: قيل لسفيان: فإنّ معمرا يدخل بين طلحة وبين سعيد رجلاً، فقال سفيان: ما سمعت الزهري أدخل بينهما أحدا" المسند 1/ 45

وقال الحافظ: وقد أسقط بعض أصحاب الزهري في روايتهم عنه هذا الحديث عبد الرحمن بن عمرو بن سهل، وجعلوه من رواية طلحة عن سعيد بن زيد نفسه، ويمكن الجمع بين الروايتين بأن يكون طلحة سمع هذا الحديث من سعيد بن زيد وثبته فيه عبد الرحمن بن عمرو بن سهل، فلذلك كان ربما أدخله في السند وربما حذفه" الفتح 6/ 28

- وقال صالح بن أبي الأخضر: عن الزهري عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن عبد الرحمن بن عمرو بن سهل عن سعيد بن زيد مرفوعاً "من قتل دون ماله فهو شهيد"

أخرجه البزار (1259)

وقال: هكذا رواه صالح، ورواه ابن عيينة عن الزهري عن طلحة بن عبد الله عن سعيد بن زيد، ولم يقل: عن عبد الرحمن بن عمرو بن سهل"

قلت: وصالح قال ابن معين وجماعة: ضعيف.

وقال ابن معين أيضًا والبخاري: صالح ليس بشيء في الزهري.

3713 -

"من قُتل دون مظلمته فهو شهيد"

قال الحافظ: وللنسائي من حديث سويد بن مقرن مرفوعاً: فذكره" (1)

أخرجه النسائي (7/ 107) وفي "الكبرى"(3559) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 292) والطبراني في "الكبير"(6454) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 48) والمزي (33/ 203 و 203 - 204) من طرق عن سعيد بن عمرو الأشعثي ثنا عَبْثَر بن القاسم عن مطرف بن طَرِيف عن سَوادة بن أبي الجَعْد عن أبي جعفر قال: كنت جالسا عند سويد بن مقرن فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

وإسناده ضعيف. أبو جعفر مجهول كما في "التقريب"، وقال الذهبي في "لميزان": لا يدرى من ذا. وسوادة ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات"(6/ 429) على قاعدته، والباقون ثقات.

(1) 6/ 383 (كتاب الجهاد- باب الشهادة سبع سوى القتل)

ص: 5211

وللحديث شاهد عن ابن عباس وآخر عن ابن مسعود

فأما حديث ابن عباس فأخرجه أحمد (1/ 305) عن موسى بن داود الضبي ثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن ابن عباس به مرفوعاً.

وإسناده منقطع بين سعد بن إبراهيم الزهري وبين ابن عباس فإنّه لم يلقه.

وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(5631) وابن عدي (5/ 1782) من طريق عمرو بن شمر الكوفي عن الأعمش عن أبي وائل شقيق عن ابن مسعود به مرفوعاً.

قال ابن عدي: عامة ما يرويه عمرو بن شمر غير محفوظ"

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الأعمش إلا عمرو بن شمر"

قلت: وهو متهم بالوضع.

3714 -

"من قتل كافرا فله سَلَبُه"

قال الحافظ: وقع في حديث أنس أنّ الذي خاطب النبي صلى الله عليه وسلم بذلك عمر، أخرجه أحمد من طريق حماد بن سلمة عن إسحاق بن أبي طلحة عنه ولفظه: إنّ هوازن جاءت يوم حنين، فذكر القصة قال: فهزم الله المشركين فلم يضرب بسيف ولم يطعن برمح، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ: فذكره، فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين راجلا وأخذ أسلابهم. وقال أبو قتادة: إني ضربت رجلاً على حبل العاتق وعليه درع فأعجلت عنه فقام رجل فقال: أخذتها فأرضه منها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسأل شيئاً إلا أعطاه أو سكت، فسكت، فقال عمر: والله لا يفيئ الله على أسد من أسده ويعطيكها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "صدق عمر" وهذا الإسناد قد أخرج به مسلم بعض هذا الحديث، وكذلك أبو داود" (1)

صحيح

أخرجه الطيالسي (ص 276 - 277) عن حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال: جاءت هوازن يوم حنين تكثر على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنساء والصبيان والإبل والغنم، فانهزم المسلمون يومئذ فجعل يقول "يا معشر المهاجرين والأنصار إني عبد الله ورسوله، يا معشر المسلمين إليّ أنا عبد الله ورسوله" فهزم المشركون من غير أن يطعن برمح أو يرمى بسهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ "من قتل مشركا فله سلبه" فقتل أبو

(1) 9/ 101 - 102 (كتاب المغازي- باب قول الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} [التوبة: 25])

ص: 5212

طلحة يومئذ عشرين رجلًا وأخذ أسلابهم. وقال أبو قتادة: إني حملت على رجل فضربته على حبل العاتق فأجهضت عنه وعليه درع فانظر من أخذها، فقال رجل: أنا أخذتها يا رسول الله فأعطنيها وأرضه منها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسأل شيئاً إلا أعطاه أو يسكت، فقال عمر: لا والله لا يفيئها الله على أسد من أسده ثم يعطيكها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "صدق عمر"

قال: ورأى أبو طلحة مع أم سليم خنجرا فقال: ما تصنعين بهذا؟ قالت: أريد إن دنا أحد من المشركين أن أبعج بطنه، فذكر ذلك أبو طلحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال "يا أم سليم إنّ الله قد كفى وأحسن" فقالت: يا رسول الله نقتل هؤلاء ينهزموا بك.

ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "المشكل"(4786) وفي "شرح المعاني"(3/ 227) والبيهقي (6/ 306 - 307)

وأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 369 - 370 و 14/ 524 و530 - 532) وأحمد (3/ 114 أو 123 و 190و 279) والدارمي (2487) ومسلم (3/ 1443) وأبو داود (2718) والبزار (1)(كشف 1835) وابن حبان (4836 و 4838) والحاكم (3/ 353) والبيهقي (6/ 306 - 307) وفي "الدلائل"(5/ 150) من طرق عن حماد بن سلمة به.

قال أبو داود: حديث حسن"

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

3715 -

"من قتل معاهدا في غير كنهه"

قال الحافظ: ولأبي داود والنسائي من حديث أبي بكرة: فذكره" (2)

انظر حديث "من قتل نفسا معاهدة"

3716 -

"من قتل معاهدا له ذمة الله ورسوله"

قال الحافظ: وللبيهقي من رواية صفوان بن سليم عن ثلاثين من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن آبائهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلفظ: فذكره" (3)

(1) وقال: لا نعلم رواه عن إسحاق عن أنس إلا حماد وحده"

(2)

15/ 283 (كتاب الديات - باب إثم من قتل ذميا بغير جرم)

(3)

15/ 283 (كتاب الديات- باب إثم من قتل ذميا بغير جرم)

ص: 5213

أخرجه البيهقي (9/ 205) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري أنبا ابن وهب أخبرني أبو صخر المدني أن صفوان بن سليم أخبره عن ثلاثين من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن آبائهم دنية مرفوعاً "ألا من ظلم معاهدا وانتقصه وكلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس منه فأنا حجيجه يوم القيامة" وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصبعه إلى صدره "ألا ومن قتل معاهدا له ذمة الله وذمة رسوله حرّم الله عليه ريح الجنة، وإن ريحها لتوجد من مسيرة سبعين خريفا"

ومن طريقه أخرجه الحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 183 - 184)

وقال: هذا حديث حسن رجاله ثقات ولا يضر الجهل بحال الأبناء المذكورين فإنّ كثرتهم تجبر ذلك"

قلت: أبو صخر واسمه حميد بن زياد مختلف فيه، قواه أحمد وغيره، وضعفه النسائي، واختلف فيه قول ابن معين.

والحديث أخرجه أبو داود (3052) عن سليمان بن داود المهري أنا ابن وهب به مختصرا في ظلم المعاهد.

3717 -

"من قتل نفسا معاهدا له ذمة الله وذمة رسوله"

قال الحافظ: وللترمذي من حديث أبي هريرة: فذكره.

وقال: ومثله في حديث أبي هريرة عند الترمذي من طريق محمد بن عجلان عن أبيه عنه ولفظه "وإنّ ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفا" ومثله في رواية صفوان بن سليم المشار إليها، ونحوه لأحمد من طريق هلال بن يساف عن رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم "سيكون قوم لهم عهد، فمن قتل منهم رجلاً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاما" وعند الطبراني في "الأوسط" من طريق محمد بن سيرين عن أبي هريرة بلفظ "من مسيرة مائة عام" وفي الطبراني عن أبي بكرة "خمسمائة عام" ووقع في "الموطأ" في حديث آخر "إنّ ريحها يوجد من مسيرة خمسمائة عام" وأخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" من حديث أبي هريرة، وفي حديث لجابر ذكره صاحب الفردوس "إنّ ريح الجنة يدرك من مسيرة ألف عام" وهذا اختلاف شديد" (1)

حديث أبي هريرة الأول له عنه طريقان:

الأول: يرويه محمد بن عجلان المدني عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "ألا من قتل

(1) 15/ 284 (كتاب الديات - باب إثم من قتل ذميا بغير جرم)

ص: 5214

نفسا معاهدا له ذمّة الله وذمّة رسوله فقد أخفر بذمّة الله فلا يرح رائحة الجنة، وإنّ ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفا"

أخرجه ابن ماجه (2687) والترمذي (1403)

عن محمد بن بشار

والحاكم (2/ 127)

عن نصر بن علي الجَهْضَمي

قالا: ثنا مَعْدي بن سليمان البصري عن ابن عجلان به.

قال الترمذي: حسن صحيح"

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال الحافظ: أما الترمذي فلعله قواه بشواهده، وأما الحاكم فلا عذر له، فإبن عجلان وإن كان مسلم يخرج له في الشواهد، لكن الراوي عنه معدي بن سليمان ليس من رجاله، بل هو ضعيف عند الأكثر" تخريج أحاديث المختصر 2/ 185

قلت: ضعفه البخاري وأبو زرعة والنسائي وابن حبان وغيرهم.

الثاني: يرويه عوف بن أبي جميلة عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا "من قتل معاهدا في غير كنهه لم يجد ريح الجنة، وإنّ ريحها ليوجد من مسيرة مائة سنة"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8007)

عن موسى بن هارون الحمّال

والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 323)

عن أبي إسحاق عمران بن موسى بن مجاشع السختياني الجرجاني

قالا: ثنا أبو جعفر محمد بن مهران الجمال ثنا عيسى بن يونس عن عوف به.

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عوف إلا عيسى بن يونس"

قلت: وإسناده صحيح.

ولم ينفرد محمد بن مهران به بل تابعه أبو الوليد أحمد بن جَنَاب المِصِّيصي ثنا عيسى بن يونس به.

أخرجه محمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(12)

ص: 5215

وحديث صفوان بن سليم تقدم في الحديث الذي قبله.

وحديث الرجل الذي لم يسم يرويه هلال بن يَسَاف الكوفي واختلف عنه:

- فقال شعبة: عن منصور عن هلال بن يساف عن القاسم بن مُخَيْمِرة عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رفعه "من قتل رجلاً من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاما"

أخرجه أحمد (4/ 237 و 5/ 369) والنسائي في "الكبرى"(6951) من طرق عن شعبة به.

- وقال سفيان الثوري: عن الأعمش عن هلال بن يساف عن رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أحمد (4/ 61 و 5/ 374) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي ثنا الأشجعي عن سفيان به.

وحديث أبي بكرة سيأتي الكلام عليه في الحديث الذي بعده.

وحديث الموطأ رواه مالك (2/ 913) عن مسلم بن أبي مريم المدني عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: نساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وريحها يوجد من مسيرة خمسمائة سنة"

وهو موقوف بإسناد صحيح.

وأخرجه مسلم (2128) من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ "وإنّ ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا"

وله طريق أخرى يرويها الربيع بن بدر عُلَيلة قال: ثنا هارون بن رياب الأسيدي عن مجاهد عن أبي هريرة مرفوعاً "تراح رائحة الجنة من مسيرة خمسمائة عام"

أخرجه الطبراني في "الصغير"(1/ 145 - 146) وأبو نعيم في "الحلية"(3/ 307) وفي "صفة الجنة"(194) من طريق عبد الواحد بن غياث البصري ثنا الربيع بن بدر به.

قال الطبراني: لم يروه عن هارون إلا الربيع"

وقال الهيثمي: وفيه الربيع بن بدر وهو متروك" المجمع 8/ 148

وحديث جابر أخرجه الطبراني في "الأوسط"(5660) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أحمد بن محمد بن طريف البجلي ثنا أبي ثنا محمد بن كثير الكوفي ثنا جابر الجُغفي عن أبي جعفر بن علي بن الحسين عن جابر قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن

ص: 5216

مجتمعون فقال "يا معشر المسلمين، اتقوا الله وصلوا أرحامكم، فإنه ليس من ثواب أسرع من صلة رحم، وإياكم والبغي، فإنّه ليس من عقوبة أسرع من عقوبة بغي، وإياكم وعقوق الوالدين، فإنّ ريح الجنة يوجد من مسيرة ألف عام"

وأخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة"(195) عن الطبراني به.

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن جابر إلا بهذا الإسناد، تفرد به أحمد بن محمد بن طريف"

وقال الهيثمي: وفيه محمد بن كثير وجابر الجعفي وهما ضعيفان جدا" المجمع 8/ 148 - 149

3718 -

"من قتل نفسا معاهدة بغير حِلِّها، حرّم الله عليه الجنة"

قال الحافظ: أخرجه النسائي وأبو داود من حديث أبي بكرة" (1)

صحيح

وله عن أبي بكرة طرق:

الأول: يرويه عيينة بن عبد الرحمن بن جَوْشَن الغَطَفاني عن أبيه عن أبي بكرة مرفوعاً "من قتل معاهدا في غير كُنْهِهِ حرّم الله عليه الجنة".

أخرجه الطيالسي (ص 118) عن عيينة به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (9/ 231)

وأخرجه أحمد (5/ 36 و 38 - 39) وأبو داود (2760) والنسائي (8/ 22) وفي "الكبرى"(6949) وابن أبي شيبة (9/ 425 - 426) والبزار (3679) وابن أبي عاصم في "الديات"(ص 87) والحاكم (2/ 142) والدارمي (2507) وابن الجارود (835 و 1070) والحافظ ابن حجر في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 183) والمزي (23/ 80 - 81) والضياء المقدسي في "حديث أبي عبد الرحمن المقرئ"(55) من طرق عن عيينة به.

زاد أحمد وابن الجارود "أن يجد ريحها"

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال الحافظ: هذا حديث حسن صحيح"

(1) 7/ 79 (كتاب فرض الخمس- باب إثم من قتل معاهدا بغير جرم)

ص: 5217

قلت: وهو كما قالا.

الثاني: يرويه الحكم بن الأعرج عن الأشعث بن ثُرْمُلَةَ العجلي عن أبي بكرة مرفوعاً "من قتل نفسا معاهدة بغير حلها (1)، حرّم الله تبارك وتعالى عليه الجنة أن (2) يشم ريحها (3) ".

أخرجه أبو عبيد في "الغريب"(1/ 115) وعبد الرزاق (18521) وابن أبي شيبة (9/ 425) وأحمد (5/ 36 و 38 و 52) والبخاري في "الكبير"(1/ 1/ 428) وابن أبي عاصم في "الديات"(ص 86 و 86 - 87) والبزار (3696) والنسائي (8/ 22) وفي "الكبرى"(6950 و 8743) وابن خزيمة في "التوحيد"(2/ 863) وابن حبان (4882) والحاكم (1/ 44) والبيهقي (9/ 205) من طرق عن يونس بن عبيد البصري عن الحكم به.

وإسناده صحيح رواته ثقات، والحكم هو ابن عبد الله بن إسحاق الأعرج البصري.

ولم ينفرد به بل تابعه حميد أبو المغيرة العجلي عن الأشعث به.

أخرجه الدولابي في "الكنى"(2/ 126)

وحميد لم أقف له على ترجمة.

الثالث: يرويه يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي بكرة مرفوعاً "من قتل نفسا معاهدة بغير حقها لم يجد (4) رائحة الجنة، وإنّ رائحتها لتوجد من مسيرة خمس (5) مائة عام".

أخرجه النسائي في "الكبرى"(8744) وابن حبان (4881 و 7382) والحاكم (1/ 44) واللفظ له من طرق عن يونس بن عبيد به.

قال البخاري: والأول أصح" التاريخ الكبير 1/ 1/ 428

وقال النسائي: هذا خطأ، والصواب حديث ابن عُلية -يعني عن يونس بن عبيد عن الحكم بن الأعرج عن الأشعث بن ثرملة عن أبي بكرة- وابن علية أثبت من حماد"

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، وقد كان شيخنا أبو علي الحافظ يحكم بحديث يونس بن عبيد عن الحكم بن الأعرج، والذي يسكن إليه القلب أنّ هذا إسناد، وذاك إسناد آخر لا يعلل أحدهما الآخر، فإن حماد بن سلمة إمام وقد تابعه عليه أيضاً شريك بن الخطاب وهو شيخ ثقة من أهل الأهواز"

(1) وفي لفظ "حقها"

(2)

وفي لفظ "أن يجد ريحها"

(3)

زاد عبد الرزاق "وإنّ ريحها ليوجد من مسيرة عام"

(4)

ولفظ ابن حبان "يَرَح"

(5)

ولفظ ابن حبان في الموضع الثاني "مسيرة مائة عام"

ص: 5218

قلت: هما إسنادان كما قال الحاكم، فالأول: رواه سفيان الثوري وإسماعيل بن علية ويزيد بن زريع وعبد الأعلي بن عبد الأعلى عن يونس بن عبيد، والثاني: رواه حماد بن سلمة وحماد بن زيد وشريك بن الخطاب العنبري عن يونس بن عبيد.

ولم ينفرد يونس بن عبيد بالإسناد الثاني بل تابعه غير واحد عن الحسن عن أبي بكرة به. أخرجه أحمد (5/ 46) والبزار (3639 و 3640) والطبراني في "الأوسط"(2944) والحاكم (2/ 126) والبيهقي (8/ 133) والبغوي في "شرح السنة"(2522)

عن قتادة

وابن حبان (7383)

عن هشام بن حسان

والطبراني في "الأوسط"(433)

عن شبيب بن شيبة السعدي

ثلاثتهم عن الحسن به (1).

الرابع: يرويه علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه مرفوعاً "من قتل نفسا معاهدة بغير حقها لم يجد رائحة الجنة، وإنّ ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام".

أخرجه أحمد (5/ 50 و 51)

وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جُدْعان.

3719 -

عن الفرزدق الشاعر أنه سمع أبا هريرة وأبا سعيد وسألهما فقال: إني رجل من أهل المشرق، وإنّ قوما يخرجون علينا يقتلون من قال لا إله إلا الله ويؤمّنون من سواهم، فقالا لي: سمعنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول "من قتلهم فله أجر شهيد، ومن قتلوه فله أجر شهيد"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني في "الأوسط" بسند جيد" (2)

ضعيف

(1) وأخرجه عبد الرزاق (18522) عن ابن عيينة عن عمرو عن الحسن عن أبي بكرة.

وعمرو هو ابن عبيد المعتزلي المشهور.

وأخرجه ابن شاهين في "الناسخ"(622) من طريق عبد الوارث بن سعيد البصري عن عمرو بن عبيد عن الحسن عن أبي بكرة.

(2)

15/ 333 (كتاب استتابة المرتدين - باب من ترك قتال الخوارج للتألف)

ص: 5219

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(959) عن محمد بن عبد الرحيم البغدادي المعروف بصاعقة

والطبراني في "الأوسط"(904) عن أحمد بن يحيى الحلواني

قالا: ثنا سعيد بن سليمان ثنا خلف بن خليفة ثنا يحيى بن يزيد الهُنَائي سمع الفرزدق به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الفرزدق الشاعر إلا يحيى بن يزيد، تفرد به خلف بن خليفة"

وقال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 6/ 234

قلت: الفرزدق ذكره ابن حبان في "الضعفاء"، وخلف بن خليفة صدوق اختلط بأخرة، ولم أر أحدا صرّح بسماع سعيد بن سليمان منه أهو قبل الإختلاط أم بعده.

3720 -

"من قدّم ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحِنْث كانوا له حصنا حصينا من النار" قال أبو ذر: قدمت اثنين، قال "واثنين" قال أبي بن كعب: قدمت واحدا، قال "وواحدا"

قال الحافظ: وحديث ابن مسعود مرفوعاً: فذكره، أخرجه الترمذي وقال: غريب" (1)

ضعيف

يرويه العوام بن حوشب الواسطي واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن العوام بن حوشب عن أبي محمد مولى عمر بن الخطاب عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه به مرفوعا وزاد "ولكن إنما ذاك عند الصدمة الأولى"

أخرجه ابن أبي شيبة" (3/ 353 - 354) وفي "مسنده" (348) وأحمد (1/ 429 و 451) والبيهقي في "الشعب" (9294) والمزي (34/ 262 - 263)

عن يزيد بن هارون الواسطي

وأحمد (1/ 429) وأبو يعلى (5116)

عن محمد بن يزيد الواسطي

وابن ماجه (1606) والترمذي (1061) والخرائطي في "المكارم"(1/ 567) والبيهقي في "الشعب"(9293)

(1) 3/ 361 (كتاب الجنائز - باب فضل من مات له ولد فاحتسب)

ص: 5220

عن إسحاق بن يوسف الأزرق

والطبراني في "الأوسط"(7864)

عن محمد بن الحسن المزني

كلهم عن العوام بن حوشب به

- وقال هُشيم: أنا العوام بن حوشب عن محمد بن أبي محمد مولى لعمر بن الخطاب عن أبي عبيدة عن أبيه.

أخرجه أحمد (1)(1/ 375 و 429) وأبو يعلى (5352) وأبو نعيم في "الحلية"، (4/ 209)

والأول أصح.

قال الحافظ: أبو محمد مولى عمر بن الخطاب، وقيل: محمد بن أبي محمد. أخرجه أحمد بالوجهين وأشار إلى ترجيح الأول، وبه جزم أبو أحمد الحاكم" التهذيب 12/ 225

وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه"

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي عبيدة إلا أبو محمد مولى عمر، تفرد به العوام بن حوشب"

وقال الذهبي في "الميزان": أبو محمد تفرد عنه العوام بن حوشب"

قلت: فهو مجهول.

3721 -

"من قرأ القرآن ثم نسيه لقي الله وهو أجذم"

قال الحافظ: ولأبي داود عن سعد بن عبادة مرفوعاً: فذكره، وفي إسناده مقال" (2)

تكلمت عليه في تخريجي لأحاديث "التبيان في آداب حملة القرآن" للإمام النووي فانظره.

3722 -

"من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1] فكأنما قرأ ثلث القرآن"

قال الحافظ: ولأبي عبيد من حديث أبي بن كعب: فذكره" (3)

(1) وقع عنده في الموضع الثاني: عن محمد بن أبي محمد عن أبيه.

(2)

10/ 463 (كتاب فضائل القرآن - باب نسيان القرآن)

(3)

10/ 437 (كتاب فضائل القرآن- باب فضل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1])

ص: 5221

له عن أبي بن كعب طرق:

الأول: يرويه عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب.

أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 143 - 144) وأحمد (5/ 141) عن هُشيم أنا حصين عن هلال بن يَسَاف عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب أو عن رجل من الأنصار مرفوعاً به.

وأخرجه الخطيب في "حديث الستة من التابعين"(16) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به.

وأخرجه الخطيب أيضاً (16) من طريق خلف بن هشام البغدادي ثنا هشيم به.

واختلف فيه على هشيم:

- فقال أحمد بن منيع البغوي: ثنا هشيم أنا حصين عن هلال بن يساف عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب أنّ رجلاً من الأنصار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(685)

- وقال العلاء بن هلال الباهلي الرقي: ثنا هشيم عن حصين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب مرفوعاً به.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(686)

واختلف فيه على حصين وهو ابن عبد الرحمن السلمي:

فرواه شعبة عن حصين عن هلال بن يساف عن الربيع بن خُثيم عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً "قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(10485) من طريق مسلم بن إبراهيم البصري ثنا شعبة به.

وتابعه سويد بن عبد العزيز الدمشقي ثنا حصين به.

أخرجه الحسن الخلال في "فضائل سورة الإخلاص"(3)

ورواه علي بن عاصم الواسطي عن حُصين عن هلال بن يساف عن ربيع بن خثيم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة.

أخرجه ابن البختري في "حديثه"(276 و 748)

ص: 5222

واختلف فيه على هلال بن يساف اختلافا كثيرًا:

- فرواه منصور بن المعتمر عن هلال بن يساف واختلف عنه:

• فقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن منصور عن هلال عن الربيع بن خثيم عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب مرفوعاً "أيعجز أحدكم أن يقرأ في كل ليلة ثلث القرآن" فسكتنا، فأعاد ثلاث مرات يقول لنا ونسكت، ثم قال "من قرأ في ليلة قل هو الله أحد فقد قرأ ثلث القرآن"

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(679) والطبراني في "الكبير"(4027)

• وقال إسرائيل بن يونس: عن منصور عن هلال عن الربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب قال: أتاها فقال: ألا ترين إلى ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: رب خير قد أتانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما هو؟ قال: قال لنا "أيعجز أحدكم" فذكر نحوه.

أخرجه الدارمي (3440) عن عبيد الله بن موسى الكوفي عن إسرائيل به.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(7/ 256 - 257) من طريق محمد بن سنجر الجرجاني ثنا عبيد الله بن موسى به.

• ورواه شعبة عن منصور واختلف عنه:

فقال غير واحد: عن شعبة عن منصور عن هلال عن الربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن امرأة عن أبي أيوب مرفوعاً "قل هو الله أحد ثلث القرآن"

منهم:

1 -

محمد بن جعفر غُندر.

أخرجه أحمد (5/ 418) عن محمد بن جعفر ثنا شعبة به.

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 168 - 169) والخطيب في "حديث الستة"(13)

وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(680) عن محمد بن المثنى ثنا محمد بن جعفر به.

وأخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 137) عن محمد (1) -ولم ينسبه- ثنا غندر به.

(1) يحتمل أنّه ابن المثنى ويحتمل أنّه ابن بشار والله أعلم.

ص: 5223

ورواه أبو بكر محمد بن خلاد الباهلي عن محمد بن جعفر فلم يذكر عمرو بن ميمون.

أخرجه الخطيب في "حديث الستة"(14)

والأول أصح.

2 -

عبد الصمد بن عبد الوارث البصري.

أخرجه الدارقطني في "العلل"(6/ 103) عن أبي عبد الله محمد بن مخلد العطار ثنا عباد بن الوليد أبو بدر ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث به.

ورواه أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي الفارسي عن محمد بن مخلد فقال فيه: عن امرأة عن أبي أيوب أو عن امرأة أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم.

3 -

حجاج بن محمد المصيصي.

أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 143) ومن طريقه الرافعي في "التدوين"(1/ 100)

وقال غير واحد: عن شعبة عن علي بن مُدْرك النخعي عن إبراهيم النخعي عن الربيع بن خثيم عن ابن مسعود مرفوعاً "أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن كل ليلة" قال: ومن يطيق ذلك، قال "بلى، قل هو الله أحد"

منهم:

1 -

معاذ بن معاذ العنبري.

أخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن"(243) والنسائي في "اليوم والليلة"(675) والطحاوي في "المشكل"(1211) وابن حبان (2576) والطبراني في "الكبير"(10484) وابن السني في "اليوم والليلة"(692) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 117و 7/ 168) والخطيب في "حديث الستة"(1 و 2) من طريق عبيد الله بن معاذ بن معاذ عن أبيه به.

قال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث الربيع بهذا الإسناد، تفرد به معاذ بن معاذ عن شعبة"

كذا قال، وقد توبع كما سيأتي.

وقال عبد المؤمن بن خلف النسفي: سمعت أبا علي صالح بن محمد البغدادي يقول: هذا غلط، وسمعت يحيى بن معين وسئل عنه فقال: خطأ، والصواب حديث الربيع بن

ص: 5224

خثيم عن عمرو بن ميمون عن ابن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب" حديث الستة ص 27

وقال يعقوب بن شيبة: حدثني أحمد بن العباس قال: قال يحيى بن معين: حدّث معاذ بن معاذ بحديث ما له أصل ولا رواه شعبة، فقال رجل: أي شيء هو؟ فقال: ما تصنع به؟ قال: نعرفه. قال: فذكر هذا الحديث.

قال ابن معين: وكان في أصل كتاب معاذ وليس بشيء ولم يسمعه منه أحد ولا حدّث به أحد إلا عبيد الله وهو صحيح في كتابه وليس بشيء.

قال يعقوب بن شيبة: وهكذا رواه عبيد الله بن معاذ عن أبيه عن شعبة عن علي بن مدرك عن إبراهيم عن الربيع بن خثيم عن ابن مسعود مرفوعاً، وهذا إسناد صحيح ولا أعلم أحدا رواه عن شعبة، من هاهنا أنكره يحيى، وقد بلغني أن أبا بحر البكراوي قد رواه عن شعبة، فإن كان هذا صحيحا فالحديث صحيح غريب" حديث الستة ص 28 - 29

2 -

أبو بحر عبد الرحمن بن عثمان البكراوي.

أخرجه البزار (1866) والخطيب في "حديث الستة"(4) من طرق عن أبي بحر به.

وأبو بحر مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

3 -

عثمان بن محمد النشيطي.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8475) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 168) والخطيب في "حديث الستة"(5)

والنشيطي هذا لم أقف له على ترجمة.

• ورواه زائدة بن قدامة الكوفي عن منصور عن هلال بن يساف عن الربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب مرفوعاً "أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة، فإنّه من قرأ قل هو الله أحد الله الصمد في ليلة فقد قرأ ليلتئذ ثلث القرآن".

رواه عن زائدة هكذا غير واحد، منهم:

1 -

عبد الرحمن بن مهدي.

أخرجه أحمد (5/ 418 - 419) عن عبد الرحمن بن مهدي به.

ومن طريقه أخرجه الخطيب في "حديث الستة"(6) والذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 289)

ص: 5225

وأخرجه الترمذي (1)(2896) والنسائي في "الصغرى"(2/ 133) وفي "اليوم والليلة"(681) عن محمد (2) بن بشار بُندار ثنا عبد الرحمن بن مهدي به.

وأخرجه الترمذي (3)(2896) عن قتيبة بن سعيد البلخي ثنا عبد الرحمن بن مهدي به.

وقال: هذا حديث حسن، ولا نعرف أحدا روى هذا الحديث أحسن من رواية زائدة، وتابعه على روايته إسرائيل والفضيل بن عياض، وقد روى شعبة وغير واحد من الثقات هذا الحديث عن منصور واضطربوا فيه"

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(7/ 256) من طريق محمد بن المثنى ثنا عبد الرحمن بن مهدي به.

2 -

معاوية بن عمرو الأزدي.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(4026) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 154) وأبو موسى المديني (701)

3 -

أبو حذيفة موسى بن مسعود النَّهدي.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(2/ 117 و 4/ 154)

4 -

يحيى بن أبي بكير الكِرماني.

أخرجه الخطيب في "حديث الستة"(9)

ورواه حسين بن علي الجعفي عن زائدة واختلف عنه:

فرواه غير واحد عن حسين بن علي كرواية عبد الرحمن بن مهدي ومن تابعه، منهم:

1 -

عبد بن حميد (222)

2 -

أحمد بن سليمان الرُّهَاوي.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(118)

3 -

أحمد بن عبد الحميد الحارثي.

(1) وقع في روايته: عن امرأة -وهي امرأة أبي أيوب- عن أبي أيوب.

(2)

رواه محمد بن إسماعيل البصلاني عن محمد بن بشار فأوقفه على أبي أيوب.

أخرجه الخطيب في "حديث الستة"(7)

وقال: ورفعه صحيح"

(3)

وقع في روايته: عن امرأة -وفي امرأة أبي أيوب- عن أبي أيوب.

ص: 5226

أخرجه البيهقي في "الشعب"(2313)

ورواه ابن أبي شيبة عن حسين بن علي فلم يذكر الربيع بن خثيم.

أخرجه ابن الضريس (1)(254) ومن طريقه الخطيب في "حديث الستة"(8) عن ابن أبي شيبة به.

والأول أصح.

• ورواه فضيل بن عياض عن منصور واختلف عنه:

فقال غير واحد: عن فضيل عن منصور عن هلال عن عمرو بن ميمون عن الربيع بن خثيم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب مرفوعاً.

منهم:

1 -

عبيد الله بن عمر القواريري.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(682)

2 -

يوسف بن مروان المؤدب.

أخرجه النسائي (682)

3 -

محمد بن زياد الزيادي.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(4028)

وقال سويد بن سعيد الحَدَثاني: ثنا فضيل بن عياض عن منصور عن هلال عن الربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب.

أخرجه الخطيب في "حديث الستة"(10)

وسويد قال البخاري: فيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة.

(1) وخالفه عمر بن حفص فرواه عن ابن أبي شيبة (المسند 7) ثنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن منصور عن هلال عن ربيع بن خثيم عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار عن أبي أيوب به.

وتابعه محمد بن وضاح القرطبي ثنا ابن أبي شيبة به.

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(7/ 255 - 256)

ص: 5227

وقال علي بن الأزهر الرازي: ثنا فضيل بن عياض عن منصور عن هلال عن عمرو بن ميمون عن الربيع بن خثيم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار مرفوعاً.

ولم يذكر أبا أيوب.

أخرجه الخطيب في "حديث الستة"(11)

• ورواه عبد العزيز بن عبد الصمد العَمِّي عن منصور عن ربعي بن حِرَاش عن عمرو بن ميمون عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن امرأة من الأنصار أنّ أبا أيوب أتاها.

أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 137) والنسائي في "اليوم والليلة"(683) والطبراني في "الكبير"(4029)

وقال البخاري: وربعي لا يصح"

وقال النسائي: هذا خطأ"

وقال أبو حاتم: هذا خطأ، الحديث عن منصور عن هلال بن يساف عن عمرو بن ميمون" العلل 2/ 80 - 81

وقال الدارقطني: وهم فيه عبد العزيز، أسقط من الإسناد الربيع وجعل مكان هلال بن يساف ربعي بن حراش، ووهم فيه، والقول قول زائدة بن قدامة" العلل 6/ 102

• ورواه عمرو بن مرة عن هلال بن يساف عن عمرو بن ميمون عن الربيع بن خثيم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى -قال هلال: فلقيت عبد الرحمن بن أبي ليلى- فقال: حدثتني امرأة من الأنصار أنّ أبا أيوب.

أخرجه أبو موسى المديني في "اللطائف"(636 و 700) وقال: هذا إسناد صحيح"

• ورواه موسى بن مسلم الصغير عن هلال بن يساف عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعاً "من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص] فكأنما قرأ ثلث القرآن"

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(1219) وابن المقرئ في "المعجم"(46) وابن عبد البر (7/ 258) من طريق أسد بن موسى المصري ثنا أبو معاوية محمد بن خازم عن موسى الصغير به.

وأخرجه ابن عدي (6/ 2278) والحسن الخلال في "فضائل سورة الإخلاص"(6) من طريق أبي جعفر محمد بن سليمان بن هشام ابن بنت مطر الوراق الخزاز ثنا أبو معاوية محمد بن خازم الضرير ثنا موسى الصغير به.

ص: 5228

وقال ابن عدي: وهذا الحديث يعرف من رواية أسد بن موسى عن أبي معاوية، سرقه من أسد محمد بن سليمان هذا، وهو أظهر أمرا في الضعف، وأحاديثه عامتها مسروقة سرقها من قوم ثقات ويوصل أحاديثه"

• ورواه إسماعيل بن أبي خالد عن هلال بن يساف واختلف عنه:

فقال غير واحد: عن إسماعيل عن هلال عن أبي مسعود الأنصاري قال: من قرأ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون] في ليلة فقد أكثر وأطاب" موقوف

منهم:

1 -

هشيم.

أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن"(ص 141)

2 -

يزيد بن هارون.

أخرجه أبو عبيد (ص 141)

3 -

يعلي بن عبيد الطنافسي.

أخرجه الخطيب في "حديث الستة"(21)

4 -

عبد الله بن نمير.

أخرجه الخطيب (21)

5 -

عبد العزيز بن مسلم القَسْمَلي.

أخرجه الخطيب (22)

ورواه سفيان الثوري عن إسماعيل بن أبي خالد واختلف عنه:

فرواه أبو حذيفة موسى بن مسعود النّهدي عن سفيان عن إسماعيل عن هلال عن ابن مسعود مرفوعاً "أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة" وكبر ذلك في أنفسهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم "الواحد الصمد ثلث القرآن"

أخرجه الخطيب في "حديث الستة"(19)

ورواه محمد بن كثير العبدي عن سفيان عن إسماعيل عن هلال عن أبي مسعود الأنصاري قال: من قرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص]، و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون] في ليلة فقد أكثر وأطيب"

أخرجه ابن الضريس (304) ومن طريقه الخطيب (20)

ص: 5229

- واختلف فيه على الربيع بن خثيم، فرواه منذر بن يعلى الثوري عن الربيع بن خثيم قال: قال أبو أيوب الأنصاري: من قرأْ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص] كانت عدل ثلث القرآن. موقوف.

أخرجه ابن الضريس (259) والنسائي في "اليوم والليلة"(678) والخطيب في "حديث الستة"(15) من طرق عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي عن سعيد بن مسروق عن منذر به.

- واختلف فيه على عمرو بن ميمون:

• فرواه الأعمش عن إبراهيم النخعي عن عمرو بن ميمون واختلف عنه:

رواه عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري عن الأعمش واختلف عنه:

فقال حميد بن الربيع اللخمي: ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود مرفوعاً "أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة: الله الواحد الصمد"

أخرجه الحسن الخلال (23)

وحميد بن الربيع مختلف فيه.

وقال محمد بن بشار: ثنا عبد الرحمن ثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسل.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(676)

ورواه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير عن الأعمش عن إبراهيم مرسلاً.

أخرجه النسائي (677)

• ورواه أبو قيس عبد الرحمن بن ثَرْوان الأودي عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود الأنصاري مرفوعا "أيغلب أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن كل ليلة" قلنا: ومن يطيق ذلك يا رسول الله، قال "قل هو الله أحد ثلث القرآن"

رواه عن أبي قيس غير واحد، منهم:

1 -

شعبة (1).

(1) هكذا رواه الطيالسي ووهب بن جرير بن حازم وأمية بن خالد القيسي وبشر بن المفضل البصري وبشر بن عمر الزهراني ومعاذ بن معاذ العنبري عن شعبة. =

ص: 5230

أخرجه الطيالسي (ص 86) ومسدد في "مسنده"(المصباح 4/ 126) وابن الضريس (255) والنسائي في "اليوم والليلة"(693) والطحاوي في "المشكل"(1214) والطبراني في "الكبير"(17/ 255) والخطيب في "حديث الستة"(24 و 25) وابن عبد البر (7/ 255)

2 -

سفيان الثوري (1).

أخرجه أبو عبيد (ص 143) وأحمد (4/ 122) والبخاري في "الكبير"(2/ 1/ 137) وابن ماجه (3789) وابن الضريس (257) والطبراني في "الكبير"(17/ 254 - 255) والخطيب في "التاريخ"(13/ 216) وفي "حديث الستة"(27 و 28)

3 -

مِسْعَر بن كِدَام.

أخرجه الطحاوي (1215) والطبراني في "الكبير"(17/ 255) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 154) وفي "أخبار أصبهان"(2/ 35) والخطيب في "حديث الستة"(26)

4 -

حصين.

أخرجه الطحاوي (1216)

5 -

محمد بن جُحادة الكوفي.

أخرجه الطبراني (17/ 255) وفي "لأوسط"(5996) وفي "الصغير"(865)

6 -

حجاج بن أرطاة.

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 11)

قال البخاري: كان يحيى ينكر على أبي قيس هذا الحديث"

وقال النسائي: لم يتابع أبو قيس على ذلك"

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 4/ 126

قلت: أبو قيس وثقه ابن معين وغير واحد، ولينه أبو حاتم.

= ورواه محمد بن جعفر البصري عن شعبة فجعله عن عبد الله بن مسعود.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 168)

(1)

رواه عن سفيان: أبو نعيم الفضل بن دُكين ووكيع وعبد الرحمن بن مهدي وأبو عاصم الضحاك بن مخلد ومحمد بن يوسف الفريابي ويزيد بن أبي حكيم العدني.

ص: 5231

• ورواه أبو إسحاق السبيعي عن عمرو بن ميمون واختلف عنه:

فقال زكريا بن أبي زائدة: عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال: ثني بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رفعه " {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص] ثلث القرآن"

أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 137) والنسائي في "اليوم والليلة"(689)

وقال شريك بن عبد الله القاضي: عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود به مرفوعاً.

وفي لفظ "أما يستطيع أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟ " قالوا: يا رسول الله، ومن يطيق هذا؟ قال "يقرأ أحدكم {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص] فإنها تعدل ثلث القرآن"

أخرجه البزار (1856) وابن الضريس (247) وابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 61) والطبراني في "الكبير"(10318) والخطيب في "حديث الستة"(23) من طرق (1) عن شريك به.

وقال زائدة بن قدامة الكوفي: عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون مرسلاً.

أخرجه النسائي (690)

وقال شعبة: عن أبي إسحاق قال: سمعت عمرو بن ميمون يقول: قل هو الله أحد ثلث القرآن"

أخرجه ابن الضريس (261) والنسائي (692)

وقال ابن جريج: أني عطاء عن أبي إسحاق عن أبي مسعود أو ابن مسعود مرفوعاً.

أخرجه أبو عبيد (ص 143)

وقال أبو طيبة عيسى بن سليمان الجُرْجاني: عن أبي إسحاق عن الحارث عن عمرو بن ميمون عن ابن مسعود.

قاله الدارقطني في "العلل"(5/ 229)

وقال: وقول شريك أصح، وذكر الحارث فيه وهم"

ورواه سفيان الثوري عن أبي إسحاق واختلف عنه:

(1) وقال بعضهم عن شريك: أراه عن ابن مسعود.

ص: 5232

فقال عبد الرحمن بن مهدي: ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون مرسلاً.

أخرجه أبو عبيد (ص 143) والنسائي (691)

وقال عبد الصمد بن حسان المروروذي: ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن أبي مسعود مرفوعاً.

أخرجه الحسن الخلال (24) والخطيب في "حديث الستة"(29)

وقال وكيع: عن سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن أبي أيوب الأنصاري مرفوعاً.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(4/ 154 و 7/ 134) وفي "أخبار أصبهان"(2/ 223)

• ورواه عامر الشعبي واختلف عنه:

فقال عبد الله بن عون البصري: عن الشعبي عن عمرو بن ميمون أنّ أبا أيوب قال: موقوف.

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(688)

وقال إسماعيل بن أبي خالد: عن الشعبي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب مرفوعا.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(4024)

وتابعه عبد الله بن أبي السَّفَر الكوفي عن الشعبي به.

أخرجه الطبراني (4025) والدارقطني في "العلل"(6/ 102 - 103) وأبو نعيم في "الحلية"(7/ 168) والخطيب في "حديث الستة"(17)

ورواه زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي واختلف عنه:

فقال أسباط بن محمد القرشي: ثنا زكريا عن الشعبي ثني عبد الرحمن بن أبي ليلى ثني أبو أيوب مرفوعاً.

أخرجه الدارقطني في "العلل"(6/ 103 و 179) والبيهقي في "الشعب"(2312) والخطيب في "حديث الستة"(18)

وقال جعفر بن عون الكوفى: أنا زكريا عن الشعبى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب قوله.

أخرجه البخاري في "الكبير"(2/ 1/ 137)

ص: 5233

وتابعه يعلي بن عبيد الطنافسي ثنا زكريا به.

أخرجه النسائي (687)

وقال يزيد بن هارون: عن زكريا عن الشعبي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب قوله.

أخرجه أبو عبيد (ص 144)

الثاني: يرويه سهل بن سعد عن أبي بن كعب.

أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده"(المطالب 3800) عن الفضل بن دُكين ثنا عبد الله بن عامر الأسلمي عن عمران بن أبي أنس عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب أو رجل من الأنصار مرفوعاً به.

وإسناده ضعيف لضعف عبد الله بن عامر الأسلمي.

الثالث: يرويه أبو أمامة عن أبي بن كعب.

أخرجه أحمد بن منيع (المطالب 3800) عن يوسف بن عطية الصفار عن هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أبي بن كعب مرفوعاً به وزاد "وكتب له حسنات بعدد من آمن ومن أشرك"

وإسناده ضعيف لضعف يوسف بن عطية، وهارون بن كثير مجهول.

3723 -

"من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة"

قال الحافظ: رواه أبو داود والحاكم من طريق كثير بن مرة الحضرمي عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره" (1)

وذكره في موضع آخر وسكت عليه (2).

حسن

ورد من حديث معاذ ومن حديث أبي هريرة ومن حديث ابن مسعود

فأما حديث معاذ فأخرجه أحمد (5/ 233 و 247) وأبو داود (3116) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 312) والبزار (2626) وابن المنذر في "الأوسط"(5/ 319)

(1) 3/ 352 (كتاب الجنائز - باب في الجنائز)

(2)

13/ 358 (كتاب الدعوات - باب إذا بات طاهرا)

ص: 5234

والهيثم بن كليب (1372 و 1373) والطبراني في "الكبير"(20/ 112) وفي "الدعاء"(1471) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 348) وابن مندة في "التوحيد"(187) والحاكم (1/ 351 و 500) وفي "علوم الحديث"(ص 76) والخليلي في "الإرشاد"(2/ 677 - 678) والبيهقي في "الشعب"(93 و 8798 و 8800) وفي "الأسماء"(ص 125) والخطيب في "التاريخ"(10/ 335) وفي "الموضح"(2/ 176) والشجري في "أماليه"(1/ 13 و 14) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(692 و 693) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(2/ 620 - 621) والمزي (13/ 74) من طريق عبد الحميد بن جعفر الأنصاري ثنا صالح بن أبي عَرِيب عن كثير بن مرة الحضرمي عن معاذ به مرفوعاً.

ولفظ أحمد وابن المنذر "وجبت له الجنة"

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: صالح بن أبي عريب ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله.

وعبد الحميد وكثير ثقتان.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن حبان (3004) عن أحمد بن محمد بن الشرقي ثنا محمد بن يحيى الذهلي ثنا محمد بن إسماعيل الفارسي ثنا الثوري عن منصور عن هلال بن يَسَاف عن الأغر عن أبي هريرة مرفوعاً "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله، فإنّه من كان آخر كلمته لا إله إلا الله عند الموت، دخل الجنة يوما من الدهر، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه"

محمد بن إسماعيل الفارسي ذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 78) وقال: يغرب. ولم يذكر عنه راويا إلا الذهلي، وباقي رجال الإسناد ثقات.

وأما حديث ابن مسعود فأخرجه الخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 420) من طريق عمر بن شبيب المسلي عن عمرو بن قيس المُلائي عن أبي إسحاق عن يحيى بن وثاب عن ابن مسعود مرفوعاً "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة"

وإسناده ضعيف لضعف المسلي.

3724 -

"من كان حالفا فليحلف بالله"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه البخاري (فتح 17/ 152) ومسلم (1646) عن ابن عمر.

(1) 13/ 484 (كتاب الدعوات- باب لله مائة اسم غير واحدة)

ص: 5235

3725 -

"من كان ذا طَوْل فلينكح"

قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه من حديث عائشة، والبزار من حديث أنس" (1)

حديث عائشة أخرجه ابن ماجه (1846) عن أحمد بن الأزهر النيسابوري ثنا آدم ثنا عيسى بن ميمون عن القاسم عن عائشة مرفوعا "النكاح من سنتي، فمن لم يعمل بسنتي فليس مني، وتزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم، ومن كان ذا طول فلينكح، ومن لم يجد فعليه بالصيام فإنّ الصوم له وِجَاء"

قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف عيسى بن ميمون المديني" المصباح 2/ 94

قلت: هو متروك الحديث كما قال الفلاس وأبو حاتم والنسائي، وقال البخاري ويعقوب بن سفيان: منكر الحديث، وقال أبو نعيم والحاكم: روى عن القاسم بن محمد أحاديث موضوعة.

وحديث أنس له عنه طريقان:

الأول: يرويه ثابت البُنَاني عن أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم خرج على فتية من شباب قريش، فقال "يا معشر الشباب من استطاع منكم الطَّوْل فلينكح، أو فليتزوج، وإلا فعليه بالصوم، فإنّه له وجاء"

أخرجه البزار (كشف 1398) عن محمد بن الليث ثنا علي بن عبد الحميد المَعْني ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابث به.

وقال: لا نعلم رواه عن ثابت إلا سليمان"

قلت: محمد بن الليث هو الهدادي لم أقف له على ترجمة، وتابعه العباس بن محمد الدوري ثنا علي بن عبد الحميد به وزاد "ومحسمة للعرق"

أخرجه البيهقي في "الشعب"(3325) عن الحاكم ثنا أبو العباس الأصم ثنا العباس بن محمد به.

وإسناده صحيح.

الثاني: يرويه هشام بن حسان القُرْدُوسي عن الحسن البصري عن أنس مرفوعا "يا معشر الشباب من كان منكم ذا طول فليتزوج، ومن لا فعليه بالصوم -أحسبه قال- فإنّ له وجاء"

(1) 11/ 9 (كتاب النكاح- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: من استطاع الباءة فليتزوج)

ص: 5236

أخرجه البزار (كشف 1399) عن أحمد بن الفرج الحمصي ثنا بقية بن الوليد ثنا هشام بن حسان به.

وأخرجه ابن عساكر (ترجمة أحمد بن الفرج الحمصي ص 135) من طريق خيثمة بن سليمان الأطرابلسي ثنا أحمد بن الفرج به.

قال البزار: لا نعلم رواه عن هشام عن الحسن عن أنس إلا بقية، ورواه غير بقية عن هشام عن الحسن عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم"

قلت: أحمد بن الفرج مختلف فيه: وثقه الحاكم وغيره، وكذبه محمد بن عوف الحمصي، وقال ابن عدي: ليس ممن يحتج بحديثه.

وبقية ثقة إلا أنّ ابن المديني وابن عدي تكلما في روايته عن غير الشاميين، والحسن مدلس وقد عنعن.

3726 -

"من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث، ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس أو سادس"

قال الحافظ: ووقع في حديث عبد الرحمن بن أبي بكر في قصة أضياف أبي بكر: فذكره" (1)

أخرجه مسلم (2057)

3727 -

"من كان له شَعْر فليكرمه"

قال الحافظ: وقد أخرج أبو داود بسند حسن عن أبي هريرة رفعه: فذكره، وله شاهد من حديث عائشة في "الغيلانيات" وسنده حسن أيضاً" (2)

حديث أبي هريرة أخرجه أبو داود (4163) عن سليمان بن داود المَهري أنا ابن وهب ثني ابن أبي الزناد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعاً.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(24/ 10) من طريق سُحْنون عبد السلام بن حبيب التنوخي ثنا ابن وهب به.

- ورواه داود بن عمرو بن زهير الضبي البغدادي واختلف عنه:

• فقال معاذ بن المثنى بن معاذ العنبري: ثنا داود بن عمرو ثنا ابن أبي الزناد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة.

(1) 11/ 465 (كتاب الأطعمة- باب طعام الواحد يكفي الاثنين)

(2)

12/ 491 (كتاب اللباس- باب الترجل والتيمن فيه)

ص: 5237

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8480) والبيهقي في "الآداب"(834) وفي "الشعب"(6036)

• وقال محمد بن الورد البغدادي: ثنا داود بن عمرو ثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(3365)

- ورواه سعيد بن منصور واختلف عنه:

• فقال معاذ بن المثنى: ثنا سعيد بن منصور ثنا ابن أبي الزناد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8480) والبيهقي في "الآداب"(834) وفي "الشعب"(6036)

• وقال إسماعيل بن عبد الله العبدي سمويه: ثنا سعيد بن منصور ثنا ابن أبي ذئب عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة.

أخرجه أبو نعيم في "تسمية الرواة عن سعيد بن منصور"(22)

والأول أصح، وعبد الرحمن بن أبي الزناد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

والحديث ذكره الذهبي في "الميزان"(2/ 576) في ترجمة ابن أبي الزناد وعدّه من مناكيره.

وللحديث شاهد عن عائشة وعن ابن عباس وعن أبي قتادة وعن أشياخ لم يسموا فأما حديث عائشة فله عنها طريقان:

الأول: يرويه عُمارة بن غَزِيَّة المدني عن القاسم بن محمد عن عائشة مرفوعاً "إذا كان لأحدكم شعر فليكرمه"

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(3360) وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"(733) والبيهقي في "الشعب"(6037) من طريق عياش بن الوليد الرقَّام ثنا محمد بن يزيد الواسطي ثنا ابن إسحاق عن عمارة بن غزية به (1).

(1) وأخرجه أبو بكر الشافعي (734) من طريق سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق به.

وأخرجه أسلم في "تاريخ واسط"(ص 241 - 242) من طريق محمد بن الحسن عن ابن إسحاق به.

ص: 5238

ورواته ثقات غير ابن إسحاق وهو صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من عمارة بن غزية.

الثاني: يرويه خالد بن إلياس المدني عن هشام عن أبيه عن عائشة مرفوعاً "أكرموا الشعر"

أخرجه البزار (2974) وابن عدي (3/ 879) وابن (1) عبد البر في "التمهيد"(24/ 10) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(203) من طرق عن خالد بن إلياس به.

قال البزار: لا نعلم أحدا رواه بهذا الإسناد إلا خالد"

وقال الهيثمي: وفيه خالد بن إلياس وهو متروك" المجمع 5/ 164

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الخطيب في "الموضح"(2/ 125 - 126) من طريق سليمان بن أرقم البصري عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس مرفوعاً "من كان له شعر فليحسن إليه وإلا فليجزه"

وسليمان بن أرقم قال أبو حاتم وجماعة: متروك الحديث.

وتابعه عمر بن موسى بن وجيه الحمصي عن عطاء عن ابن عباس به.

أخرجه ابن عدي (5/ 1672)

وقال: عمر بن موسى يضع الحديث"

وأما حديث أبي قتادة فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3945) عن علي بن سعيد بن بشير الرازي ثنا سليمان بن عمر بن خالد الرقي ثنا يحيى بن سعيد الأموي عن ابن جريج عن عطاء عن أبي قتادة مرفوعاً "من اتخذ شعرا فليحسن إليه، أو ليحلقه"

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا يحيى بن سعيد الأموي"

وقال الهيثمي: علي بن سعيد الرازي قال الدارقطني: ليس بالقوي، وبقية رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 164

قلت: سليمان بن عمر بن خالد لم يخرجاه، وعلي بن سعيد مختلف فيه: وثقه مسلمة بن القاسم، وقال الدارقطني: ليس في حديثه بذاك.

وأما حديث الأشياخ الذين لم يسموا فأخرجه عبد الرزاق (20516) عن مَعْمر بن

(1) وقع عنده: عن هشام بن عروة ومسلم بن يسار.

ص: 5239

راشد عن سعيد بن عبد الرحمن الجحشي عن أشياخهم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي قتادة "إن اتخذت شعرا فأكرمه"

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب"(6038)

وإسناده ضعيف للأشياخ الذين لم يسموا.

3728 -

"من كان له فَرَطان من أمتي أدخله الله الجنة" فقالت عائشة: فمن كان له فَرَط واحد؟ قال "ومن كان له فرط واحد"

قال الحافظ: وعنده (أي الترمذي) من حديث ابن عباس رفعه: فذكره، وليس في شيء من هذه الطرق ما يصلح للإحتجاج" (1)

أخرجه أحمد (1/ 334 - 335) والترمذي (1062) وابن عدي (4/ 1491) والبيهقي (4/ 68) وفي "الشعب"(9295) والخطيب في "التاريخ"(12/ 208) والبغوي في "شرح السنة"(1550) وإسماعيل الأصبهاني في "الترغيب"(2289) من طرق عن عبد ربه بن بارق الحنفي قال: سمعت جدي أبا أمي سِماك بن الوليد أبو زميل الحنفي يحدث أنّه سمع ابن عباس رفعه "من كان له فَرَطان من أمتي أدخله الله بهما الجنة" فقالت عائشة: فمن كان له فَرَط من أمتك؟ قال "ومن كان له فرط، يا مُوَفَقة" قالت: فمن لم يكن له فرط من أمتك؟ قال "فأنا فرط أمتي، لن يصابوا بمثلي"

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد ربه بن بارق"

قلت: وهو مختلف فيه: قواه أحمد وابن حبان، وضعفه ابن معين والنسائي، وجده قال ابن عبد البر: أجمعوا على أنّه ثقة.

والحديث رواه بعضهم عن عبد ربه بن بارق فجعله عن ابن عباس عن عائشة.

أخرجه ابن عدي (4/ 1492)

3729 -

"من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار"

قال الحافظ: وأخرج أبو داود من حديث عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وفي الباب عن أنس أخرجه ابن عبد البر بهذا اللفظ" (2)

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 558) وفي "مسنده"(431) عن شريك بن عبد الله القاضي عن الرُّكين بن الربيع عن نعيم بن حنظلة عن عمار به مرفوعاً.

(1) 3/ 361 (كتاب الجنائز - باب فضل من مات له ولد فاحتسب)

(2)

13/ 85 - 86 (كتاب الأدب- باب ما قيل في ذي الوجهين)

ص: 5240

وأخرجه أبو داود (4873) وابن أبي عاصم في "الزهد"(213) وعبد الله بن أحمد في "زيادات الزهد"(ص 265) وأبو يعلى (1620) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه ابن حبان (5756) عن أبي يعلى عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(1310)

عن محمد بن سعيد ابن الأصبهاني

والدارمي (2767)

عن الأسود بن عامر الشامي

وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2414) ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(4540) وابن عساكر في "ذم ذي الوجهين"(9) والمزي (29/ 482)

عن عثمان بن أبي شيبة

وابن أبي عاصم في "الزهد"(215) والخرائطي في "المساوئ"(291) وفي "اعتلال القلوب"(ص 179)

عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري

وابن أبي الدنيا في "الصمت"(274)

عن يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني

وأبو نعيم الأصبهاني في "الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين"(2) والبيهقي (10/ 246) وفي "الآداب"(507) والقاسم بن الفضل الثقفي في "الأربعين"(ص 259 و 274)

عن أبي نعيم الفضل بن دُكين

وأبو نعيم في "الرواة عن أبي نعيم"(2)

عن أبي داود عمر بن سعد الحَفَري

وأبو يعلى (1637)

عن عبد الله بن عامر بن زرارة الكوفي

كلهم عن شريك به.

واختلف فيه على شريك:

- فرواه الطيالسي (ص 89) عن شريك عن الركين عن حصين بن قبيصة عن عمار مرفوعاً.

ص: 5241

ورواه ابن أبي عاصم في "الزهد"(214) عن محمد بن أبي بكر المقدمي عن الطيالسي عن شريك عن الركين عن قبيصة بن النعمان أو النعمان بن قبيصة عن عمار مرفوعا.

- ورواه علي بن الجَعْد البغدادي عن شريك عن الركين عن نعيم بن حنظلة عن عمار موقوفا.

أخرجه أبو القاسم البغوي (2412) ومن طريقه أبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3568)

والأول أصح.

قال ابن المديني: إسناده حسن، ولا نحفظه عن عمار عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الطريق" تهذيب الكمال 29/ 482

وقال العراقي: سنده حسن" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 4/ 1777

قلت: شريك مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه يحيى القطان وغيره.

وهو سيئ الحفظ، قاله الجوزجاني وغيره.

وكان يدلس، قاله الدارقطني وغيره.

ولم يصرح بالتحديث من الركين إلا في رواية يحيى الحماني عنه، ويحيى مختلف فيه.

وتغير حفظه لما ولي القضاء، قاله صالح جزرة وغيره.

وعن شريك قال: قد اختلطت عليّ أحاديثي وما أدري كيف هي؟ " تاريخ الدوري 2/ 252

ونعيم بن حنظلة قال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه ركين بن الربيع لكن وثقه العجلي وابن حبان.

وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، ولم يذكرا عنه راويا إلا الركين فهو مجهول.

وقال الحافظ في "التقريب": مقبول. أي عند المتابعة وإلا فلين الحديث.

وحديث أنس الذي أشار إليه الحافظ لم أره باللفظ الذي ذكره وإنما هو بلفظ "من كان ذا لسانين في الدنيا جعل الله له يوم القيامة لسانين من نار"

ص: 5242

وله عن أنس طرق:

الأول: يرويه إسماعيل بن مسلم المكي عن الحسن عن أنس.

أخرجه البزار (كشف 2025) وابن ماسي في "حديث الأنصاري"(71) وأبو نعيم في "الحلية"(2/ 160) والقضاعي (463) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(129) وابن عساكر في "ذم ذي الوجهين"(8) وفي "معجم الشيوخ"(1141)

عن محمد بن عبد الله الأنصاري

وابن أبي عمر في "مسنده"(المطالب 2686/ 1) وابن أبي عاصم في "الزهد"(217)

عن مروان بن معاوية الفزاري

والخرائطي في "المساوئ"(296) وفي "اعتلال القلوب"(ص 177)

عن أبي يعقوب محمد بن يوسف الصفار

ثلاثتهم عن إسماعيل بن مسلم به.

وأخرجه هناد في "الزهد"(1137) وابن أبي الدنيا في "الصمت"(280) وأبو يعلى (2771)

عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي

وأبو يعلى (2772) وابن عساكر (7)

عن عَرْعرة بن البِرِنْد البصري

وابن أبي عاصم في "الزهد"(216)

عن سليمان بن حيان

وابن عبد البر في "التمهيد"(18/ 262)

عن علي بن هاشم بن البريد الكوفي

كلهم عن إسماعيل عن الحسن وقتادة عن أنس.

قال البزار: لا نعلم رواه عن الحسن عن أنس إلا إسماعيل"

قلت: وهو ضعيف الحديث كما قال أبو زرعة وغيره.

الثاني: يرويه أيوب بن خُوْط البصري عن قتادة عن أنس.

ص: 5243

أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(1/ 166) والطبراني في "الأوسط"(8880)

وأيوب بن خوط قال ابن معين: لا يكتب حديثه، وقال النسائي وغيره: متروك.

الثالث: يرويه أبو حفص عمر بن حفص العبدي عن ثابت عن أنس.

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(12/ 103)

وأبو حفص العبدي قال أبو زرعة: واهي الحديث.

وفي الباب عن أبي هريرة وعن جندب وعن سعد بن أبي وقاص

فأما حديث أبي هريرة فأخرجه هناد في "الزهد"(1138) والطبراني في "الأوسط"(6681) وتمام (ق 78/ ب) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 282) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(867) من طريق يحيى بن عبيد الله بن عبد الله بن مَوْهَب عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "من كان ذا وجهين في الدنيا كان له لسانين من نار يوم القيامة" اللفظ للطبراني

ويحيى بن عبيد الله قال أحمد: ليس بثقة، وقال ابن معين: ليس بشيء.

وأما حديث جندب فأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 648) عن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كُهيل ثني أبي إسماعيل بن يحيى عن سلمة بن كهيل عن جندب مرفوعاً "من يرائي يرائي الله عز وجل به، ومن يسمع يسمع الله عز وجل به، ومن كان ذا لسانين وذا وجهين كان في النار ذا لسانين ووجهين"

وإسناده ضعيف جداً، إسماعيل بن يحيى قال الدارقطني: متروك.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه محمد بن جُحادة الكوفي عن سلمة بن كهيل عن جندب به.

أخرجه الخرائطي في "المساوئ"(297) والطبراني في "الكبير"(1697) والشجري في "أماليه"(2/ 223) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(487) من طريق عبد الحكيم بن منصور الواسطي عن محمد بن جحادة به.

قال الهيثمي: وفيه عبد الحكيم بن منصور وهو متروك" المجمع 8/ 95 - 96

وأما حديث سعد فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6274) من طريق خالد بن يزيد العمري ثنا سعيد بن مسلم بن بَانَك عن سعيد بن أبي أويس عن ابن كعب عن سعد مرفوعاً "ذو الوجهين في الدنيا يأتي يوم القيامة وله وجهان من نار"

وقال: لا يُروى هذا الحديث عن سعد إلا بهذا الإسناد، تفرد به خالد بن يزيد العمري"

ص: 5244

وقال الهيثمي: وفيه خالد بن يزيد العمري وهو كذاب" المجمع 8/ 95

3730 -

"من كان متحريها فليتحرها ليلة سابعة"

قال الحافظ: وروى عبد الرزاق عن مَعْمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه عبد الرزاق (7688) عن معمر بن راشد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني رأيت في النوم ليلة القدر كأنها ليلة سابعة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أرى رؤياكم قد تواطأت في ليلة سابعة، فمن كان متحريها منكم فليتحراها في ليلة سابعة".

قال معمر: فكان أيوب يغتسل في ليلة ثلاث وعشرين ويمس طيبا.

وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات.

قال الذهبي في "سير الأعلام"(7/ 12): ومع كون معمر ثقة ثبتا فله أوهام لا سيما لما قدم البصرة لزيارة أمه فإنّه لم يكن معه كتبه فحدث من حفظه فوقع للبصريين عنه أغاليط، وحديث هشام وعبد الرزاق عنه أصح لأنهم أخذوا عنه من كتبه"

ولم ينفرد معمر به بل تابعه حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً نحوه.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 91) عن إبراهيم بن مرزوق بن دينار الأموي البصري ثنا عارم أبو النعمان ثنا حماد بن زيد به.

وإسناده صحيح، وعارم لقب لمحمد بن الفضل السدوسي.

3731 -

"من كان موسرا فلم ينكح فليس منا"

قال الحافظ: أخرجه الدارمي والبيهقي من حديث أبي نجيح، وجزم بأنه مرسل، وقد أورده البغوي في "معجم الصحابة"(2).

مرسل

(1) 5/ 168 (صلاة التراويح - باب تحري ليلة القدر في الوترَ من العشر الأواخر)

(2)

11/ 12 (كتاب النكاح - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: من استطاع الباءة فليتزوج)

ص: 5245

أخرجه عبد الرزاق (10376) عن ابن جريج أني أبو المُغَلِّس أن أبا نجيح أخبره أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال "من كان موسرا لأن ينكح ثم لم ينكح فليس مني"

ومن طريقه أخرجه أبو داود في "المراسيل"(تحفة الأشراف 13/ 422 - تهذيب الكمال 29/ 244 - 245) والطبراني في "الكبير"(22/ 366 - 367) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(7039)

وأخرجه ابن أبي شيبة (4/ 126) وأبو داود في "المراسيل" والخلال في "السنة"(1447)

عن معاذ بن معاذ العنبري

والدارمي (2170)

عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد

والدولابي في "الكنى"(1/ 58 و 91) والخلال في "السنة"(1455)

عن يحيى بن سعيد القطان

والبيهقي (7/ 78) وفي "الشعب"(5096)

عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف

وفي "الشعب" أيضا (5095)

عن سفيان

والطبراني في "الأوسط"(993)

عن زهير بن محمد التميمي

كلهم عن ابن جريج عن أبي المغلس (1) عن أبي نجيح به مرفوعاً.

- ورواه الحكم بن موسى القَنْطري عن الوليد بن مسلم عن ابن جريج واختلف عنه:

• فقال الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 482): ثنا الحكم بن موسى ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن جريج ثني أبو المغلس قال: سمعت أبا نجيح السلمي رفعه قال: فذكره.

• وقال جعفر بن محمد الفِرْيابي: ثنا الحكم بن موسى ثنا الوليد بن مسلم ثنا ابن

(1) سماه معاذ بن معاذ وعبد الوهاب بن عطاء ميمونا، وسماه يحيى القطان وزهير بن محمد عميرا.

ص: 5246

جريج قال: سمعت أبا المغلس يقول: سمعت أبا نجيح يقول: من قدر على أن ينكح ولم ينكح، فليس منا" لم يرفعه

أخرجه المزي (29/ 244)

والأول أصح.

قال البيهقي: هذا مرسل"

وقال الدولابي: سمعت العباس بن محمد يقول: سمعت ابن معين يقول: ابن جريج عن أبي المغلس اسمه ميمون، يروي أبو المغلس هذا عن أبي نجيح عن النبي صلى الله عليه وسلم في النكاح وهو مرسل، وهو أبو عبد الله بن أبي نجيح واسم أبي نجيح هذا يسار، وكانت كنية عبد الله ابنه أبو يسار"

وقال المنذري: رواه الطبراني بإسناد حسن، والبيهقي، وهو مرسل، واسم أبي نجيح يسار، وهو والد عبد الله بن أبي نجيح المكي" الترغيب 3/ 43

وقال المزي في "التحفة": أبو نجيح هو يسار والد عبد الله بن أبي نجيح"

وقال الحافظ في "التقريب" في ترجمة ميمون أبي المغلس: مقبول، وشيخه أبو نجيح ليس صحابيا"

قلت: أبو المغلس وثقه ابن حبان والعجلي، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، ولا هو بحجة، تفرد عنه ابن جريج، يقال: اسمه ميمون، وقيل: عمير.

3732 -

حديث رُوَيفع بن ثابت مرفوعاً "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يأخذ دابة من المغنم فيركبها حتى إذا أعجفها ردها إلا المغانم"

قال الحافظ: وهو حديث حسن أخرجه أبو داود والطحاوي" (1)

صحيح

له عن رويفع بن ثابت طرق:

الأول: يرويه محمد بن إسحاق المدني عن يزيد بن أبي حبيب واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن ابن إسحاق ثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي مرزوق مولى

(1) 7/ 65 (كتاب فرض الخمس- باب ما يصيب من الطعام في أرض الحرب)

ص: 5247

تُجِيْب عن حنش بن عبد الله الصنعاني قال: غزونا مع رويفع (1) بن ثابت الأنصاري قرية (2) من قرى المغرب يقال لها: جِرْبة، فقام فينا خطيبا فقال: أيها الناس إني لا أقول فيكم إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، قام فينا يوم (3) حنين فقال "لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقي ماءه زَرْع غيره -يعني إتيان الحبالى من السبايا (4) -، وأن يصيب (5) امرأة ثيبا من السبي حتى يستبرأها (6) -يعني إذا اشتراها- وأن يبيع (7) مغنما حتى يقسم، وأن يركب دابة من فيئ المسلمين حتى إذا أعجفها ردّها فيه، وأن يلبس ثوبا من فيئ المسلمين حتى إذا أَخلَقَهُ رَدَّهُ فيه"

أخرجه أحمد (4/ 108 - 109) واللفظ له والطبراني في "الكبير"(4485) وأبو نعيم في "الصحابة"(2700 أ)

عن إبراهيم بن سعد الزهري

وأبو داود (2158) والبيهقي (7/ 449)

عن محمد بن سلمة الحراني

وسعيد بن منصور (2722) وأبو داود (2159 و 2708) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2194) وأبو نعيم في "الصحابة"(2700 أ) والبيهقي (7/ 449) وفي "معرفة السنن"(13/ 192)

عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي

والدارمي (2383 و 2394 و 2491) وابن أبي عاصم (2193) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(748) والطبراني (4482) وأبو نعيم في "الصحابة"(2700 أ)

(1) وفي حديث يونس بن بيهر "مع أبي رويفع"

(2)

ولفظ سيد بن منصور "مدينة بالمغرب"

(3)

وفي حديث يونس بن بيهر "يوم خيبر"

قال البيهقي: كذا قال يونس بن بكير: يوم خيبر، وإنما هو يوم حنين، كذلك رواه غيره عن ابن إسحاق، وكذلك رواه غير ابن إسحاق، وقال غيره: رويفع بن ثابت، وهو الصحيح"

(4)

ولفظ حديث يونس بن بكير "الفيئ"

(5)

ولفظ سعيد بن منصور "يطأ جارية من السبي"

(6)

زاد سعيد بن منصور "بحيضة"

قال أبو داود: الحيضة ليست بمحفوظة، وهو وهم من أبي معاوية"

وقال البيهقي: رواه غيره عن ابن إسحاق فلم يذكرها"

(7)

ولفظ سعيد بن منصور "يبيع نصيبه من المغنم حتى يقبضه"

ص: 5248

عن أحمد بن خالد الوهبي

والبيهقي (7/ 449 و 9/ 124) وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 240)

عن يونس بن بكير الشيباني

والطبراني (4486) وأبو نعيم في "الصحابة"(2700أ)

عن زهير بن معاوية الجعفي (1)

كلهم عن ابن إسحاق به.

- ورواه عبد الرحيم بن سليمان الكناني عن ابن إسحاق فلم يذكر حنشا.

أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 369 و 12/ 222 - 223 و 436 و 14/ 465)(2)

وتابعه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن ابن إسحاق به.

أخرجه أحمد (4/ 108) وأبو القاسم البغوي (749)

- وقال عبد الله بن المبارك: عن ابن إسحاق عن يزيد بن أبى حبيب عن فلان الجَيشاني، أو قال: أبو مرزوق مولى تجيب عن حنش.

أخرجه أبو إسحاق الفزاري في "السير"(408) وابن سعد (2/ 114 - 115) وأبو نعيم في "الصحابة"(2700 أ، ب)

- وقال عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري: عن ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الحسن عن رويفع.

أخرجه البزار (2314)

وقال: وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه إلا رويفع بن ثابت وحده فإسناده حسن"

قلت: والأول أصح، وهكذا أخرجه ابن إسحاق في "مغازيه"(سيرة ابن هشام 2/ 331 - 332)

وإسناده حسن، فابن إسحاق صدوق يدلس، وقد صرّح بالتحديث من يزيد فانتفى

(1) رواه أبو نعيم عن الطبراني عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا الحسن بن بشر ثنا زهير بن معاوية به.

ورواه أبو القاسم البغوي (750) عن عمه علي بن عبد العزيز فقال فيه: عن يزيد بن أبي حبيب وعبيد الله بن جعفر، ولم يذكر حنشا.

(2)

وأخرجه في "المسند"(735) وذكر حنشا.

ص: 5249

التدليس، ويزيد ثقة مشهور، وأبو مرزوق قال الحافظ في "التقريب": اسمه حبيب بن الشهيد على الأشهر ثقة.

ووثقه العجلي وابن حبان والذهبي في "الكاشف".

وحنش بن عبد الله وثقه أبو زرعة وجماعة.

ولم ينفرد يزيد بن أبي حبيب المصري به بل تابعه جعفر بن ربيعة عن أبي مرزوق التجيبي عن حنش الصنعاني عن رويفع مرفوعاً "لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أو من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يسق ماءه ولد غيره"

أخرجه الطبراني (4489) وعبد الغني بن سعيد في "الأوهام التي في مدخل الحاكم"(ص 80 - 81) وأبو نعيم في "الصحابة"(2699) وابن عبد البر في "التمهيد"(3/ 142 - 143) والخطيب في "الموضح"(1/ 86 - 87) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(29) من طرق عن بكر بن مضر المصري ثنا جعفر بن ربيعة به.

وإسناده صحيح.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 251) والطبراني في "الكبير"(4484) وفي "الأوسط"(3228) من طرق عن ابن لهيعة عن جعفر بن ربيعة عن أبي مرزوق عن حنش عن رويفع به.

وابن لهيعة ضعيف لكن لا بأس به في المتابعات.

ولم ينفرد أبو مرزوق التجيبي به بل تابعه:

1 -

ربيعة بن سليم مولى عبد الرحمن بن حسان التجيبي أنه سمع حنشا الصنعاني يحدث أنّه سمع رويفع بن ثابت في غزوة أياس قِبَل المغرب يقول: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في غزوة خبير "إنّه بلغني أنكم تتبايعون المثقال بالنصف، أو الثلثين، وإنّه لا يصلح إلا المثقال بالمثقال، والوزن بالوزن"

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يركب دابة من المغانم حتى إذا أنقضها ردّها في المغانم، ولا ثوبا يلبسه حتى إذا أخلق ردّه في المغانم"

وقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يسق ماءه ولد غيره"

أخرجه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 185) عن سعيد بن أبي مريم الجمحي عن نافع بن يزيد ثني ربيعة بن سليم به.

ص: 5250

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(2195)

عن محمد بن مسكين اليمامي

والطبراني في "الكبير"(4483) وأبو نعيم في "الصحابة"(2695)

عن يحيى بن أيوب العلاف المصري

وابن قانع في "الصحابة"(1/ 216 - 217)

عن عبد الله بن شريك البزار

وابن المنذر في "الأوسط"(11/ 78 - 79)

عن علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة المصري

قالوا: ثنا سعيد بن أبي مريم به.

وربيعة بن سليم ذكره ابن حبان في "مشاهير علماء الأمصار"(ص 189) وقال: من جلة المصريين ومتقنيهم.

وذكره في "الثقات" أيضاً.

وسعيد بن أبي مريم ونافع بن يزيد الكَلاعي المصري ثقتان، فالإسناد صحيح.

ولم ينفرد نافع بن يزيد به بل تابعه يحيى بن أيوب الغافقي عن ربيعة بن سليم عن حنش بن عبد الله عن رويفع.

أخرجه الطحاوي (3/ 251)

عن يونس بن عبد الأعلى المصري

وابن حبان (4850)

عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو المصري

وأبو نعيم في "الصحابة"(2696)

عن حرملة بن يحيى التجيبي

والبيهقي (9/ 62) وفي "الصغرى"(3607 و 3608)

عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري

أربعتهم عن عبد الله بن وهب أني يحيى بن أيوب به.

ص: 5251

واختلف فيه على ابن وهب، فرواه عمر بن حفص الشيباني البصري عن ابن وهب ثنا يحيى بن أيوب عن ربيعة بن سليم عن بُسْر بن عبيد الله عن رويفع.

أخرجه الترمذي (1131)

وقال: هذا حديث حسن"

قلت: رواية يونس بن عبد الأعلى ومن تابعه أصح لأنّهم أكثر عددا وأوثق.

وإسناده حسن رواته ثقات غير يحيى بن أيوب وهو مختلف فيه.

2 -

الحارث بن يزيد الحضرمي.

أخرجه أحمد (4/ 108 و 109) والطبراني في "الكبير"(4488) وأبو نعيم في "الصحابة"(2701) من طرق عن ابن لهيعة ثني الحارث بن يزيد قال: حدثني حنش قال: كنا مع رويفع بن ثابت في غزوة جِرْبة فقسمها علينا وقال لنا رويفع: من أصاب من هذا السبي فلا يطؤها حتى تحيض فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لا يحل لرجل أن يسقي ماءه ولد غيره"

وفي لفظ "لا يحل لرجل أن يسقي ماءه ولد غيره، ولا يقع على أمة حتى تحيض أو يبين حملها"

وابن لهيعة قال ابن معين: لا يحتج بحديثه.

3 -

راو لم يسم.

أخرجه أحمد (4/ 109) من طريق إبراهيم بن سعد الزهري عن ابن إسحاق ثني عبيد الله بن أبي جعفر المصري ثني من سمع حنشا الصنعاني قال: سمعت رويفع بن ثابت رفعه "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يبتاعن ذهبا بذهب إلا وزنا بوزن، ولا ينكح ثيبا من السبي حتى تحيض"

وأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(2698) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به.

وخالفهم بكر بن سوادة المصري رواه عن حنش عن رويفع موقوفاً.

أخرجه سعيد بن منصور (2727) عن عبد الله بن وهب أني عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة أنّ حنشا حدثه أنّ رويفع بن ثابت كان يقول: يركب أحدكم الدابة حتى إذا نقضها ردّها في المقاسم فأيّ غلول أشد من ذلك، ويلبس أحدكم الثوب حتى إذا أخلقه ردّه في المقاسم فأيّ غلول أشد من ذلك.

ص: 5252

وإسناده صحيح.

الثاني: يرويه زياد المنقري عن الحسن ثني رويفع بن ثابت رفعه "إياي والغلول والرجل ينكح المرأة قبل أن يقسم الفيئ ثم يردّها إلى المغنم، ويلبس الثوب حتى يخلق ثم يردّه إلى المقسم"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(4487) عن عبيد بن غنام الكوفي ومحمد بن عبد الله

الحضرمي قالا: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبيد الله بن موسى ثنا إسرائيل عن زياد المنقري به.

وزياد المنقري لم أقف له على ترجمة.

الثالث: يرويه حميد بن عبد الله العدوي عن عبد الله بن أبي حذيفة عن رويفع قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى أن توطأ الحامل حتى تضع، وقال "إنّ أحدكم يزيد في سمعه وفي بصره، وأن توطأ السبايا حتى يطهرن، ثم قال "إياكم وربا الغلول" قلنا: وما ربا الغلول يا رسول الله؟ قال "أن يصيب أحدكم الثوب فيلبسه حتى يذهب عينه ثم يلقيه في المغنم، والدواب يركبها حتى يحسرها ثم يأتي بها إلى المغنم"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(4490) عن أحمد بن عبد الله بن زكريا الأيادي ثنا عبد الوهاب بن نجدة الحَوْطي ثنا بقية بن الوليد ثني محمد بن الوليد الزبيدي عن إسحاق عن حميد بن عبد الله به.

وحميد بن عبد الله وعبد الله بن أبي حذيفة لم أر من ترجمهما.

3733 -

"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يدار عليها الخمر"

قال الحافظ: أخرجه النسائي من حديث جابر مرفوعاً، وإسناده جيد، وأخرجه الترمذي من وجه آخر فيه ضعف عن جابر، وأبو داود من حديث ابن عمر بسند فيه انقطاع، وأحمد من حديث عمر" (1)

روي من حديث جابر بن عبد الله ومن حديث ابن عمر ومن حديث عمر ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة

فأما حديث جابر فله عنه طريقان:

الأول: يرويه ليث بن أبي سُليم عن طاوس عن جابر مرفوعاً "من كان يؤمن بالله

(1) 11/ 159 (كتاب النكاح - باب هل يرجع إذا رأى منكرا في الدعوة)

ص: 5253

واليوم والآخر فلا يدخل الحمام بغير إزار، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يُدخل حَلِيْلَتَه الحمّام، ومن كان يؤمن بالله واليوم والآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر".

أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(إتحاف الخيرة 742) والترمذي (2801) واللفظ له وأبو يعلى (1925) وابن عدي (2/ 728) والطبراني في "الأوسط"(592)

وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث طاوس عن جابر إلا من هذا الوجه. قال محمد بن إسماعيل: ليس صدوق وربما يهم في الشيء، وقال أحمد بن حنبل: ليث لا يفرح بحديثه، كان ليث يرفع أشياء لا يرفعها غيره ولذلك ضعفوه"

قلت: ضعفه النسائي وأحمد وابن معين وأبو حاتم وابن سعد وغيرهم.

وقال ابن معين: كان ليث ضعيف الحديث عن طاوس.

الثاني: يرويه أبو الزبير محمد بن مسلم المكي عن جابر مرفوعاً.

أخرجه أحمد (1)(3/ 339) والدارمي (2098) والبزار (كشف 320) والنسائي (1/ 163) وفي "الكبرى"(6741) والطبراني في "الأوسط"(692 و 1715 و 2531 و 8210) وابن عدي (3/ 964) وأبو الشيخ في "الطبقات"(3/ 183 - 184) والحاكم (4/ 288) وابن بشران (189) والسهمي (2) في "تاريخ جرجان"(ص 191 - 192) والبيهقي في "الشعب"(5207) والخطيب في "التاريخ"(1/ 244 و 244 - 245) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(178) والجورقاني في "الأباطيل"(335) وابن الجوزي في "العلل"(556) من طرق عن أبي الزبير به.

قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال الجورقاني: هذا حديث مشهور وصحيح"

قلت: فيه عنعنة أبي الزبير فإنّه كان مدلساً.

وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان:

الأول: يرويه الزهري عن سالم عن أبيه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مَطْعَمين: عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر، وأن يأكل الرجل وهو منبطح على بطنه".

(1) وزاد "ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس معها ذو محرم منها فإنّ ثالثهما الشيطان"

(2)

وزاد "ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه الجمعة إلا عبدا أو صبيا أو امرأة أو مريضا، ومن استغنى بلهو أو تجارة استغنى الله عنه والله غني حميد"

ص: 5254

أخرجه أبو داود (3774)

عن عثمان بن أبي شيبة

وابن ماجه (3370) والروياني (1392 و 1407)

عن محمد بن بشار

والروياني (1407)

عن محمد بن المثنى

والعقيلي (1/ 184)

عن عيسى بن محمد الكسائي

والحاكم (4/ 129)

عن الحارث بن أبي أسامة

والبيهقي (7/ 266) وفي "الصغرى"(2585) وفي "الشعب"(5206 و 5588)

عن عبد الرحمن بن مرزوق بن عطية البغدادي

قالوا: ثنا كثير بن هشام ثنا جعفر بن برقان عن الزهري به.

قال العقيلي: الرواية في الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر فيها لين، وجعفر بن برقان ضعيف في روايته عن الزهري"

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال البيهقي: هذا المتن بهذا الإسناد غريب"

وقال أبو حاتم: هذا الحديث خطأ، يروى عن جعفر عن رجل عن الزهري هكذا، وليس هذا من صحيح حديث الزهري، وقصة المائدة مفتعل ليس من حديث "الثقات" العلل 1/ 402 - 403

وقال أبو داود: هذا الحديث لم يسمعه جعفر من الزهري وهو منكر"

ثم أخرجه (3775) عن هارون بن زيد بن أبي الزرقاء الموصلي ثنا أبى ثنا جعفر أنّه بلغه عن الزهري.

قلت: وجعفر بن برقان ضعيف في الزهري كما قال النسائي وابن عدي وغيرهما.

ص: 5255

الثاني: يرويه محمد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يشرب عليها الخمر".

أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(2/ 264) من طريق محمد بن الحارث الحارثي ثني محمد بن عبد الرحمن به.

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن عبد الرحمن البيلماني، والحارثي مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

وأما حديث عمر فأخرجه أحمد (1/ 20) وأبو يعلى (251) والبيهقي (7/ 266) وفي "الشعب"(7380) من طريق عبد الله بن وهب وهو في "الموطأ"(64) له قال: ثني عمرو بن الحارث أنّ عمر بن السائب حدّثه أنّ القاسم بن أبي القاسم السبائي حدّثه أنّه سمع قاصَّ الأجناد بالقسطنطينية يحدث عن عمر قال: يا أيها الناس إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعدن على مائدة يدار عليها بالخمر، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بإزار، ومن كانت تؤمن بالله واليوم الآخر فلا تدخل الحمام".

وإسناده ضعيف للقاص الذي لم يسم.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الطبراني في "الكبير"(11462) ثنا محمد بن زكريا الغلابي ثنا عبد الله بن رجاء أنا يحيى بن أبي سليمان المدني عن عطاء عن ابن عباس مرفوعاً "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يشرب الخمر، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يشرب عليها الخمر، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلونّ بامرأة ليس بينه وبينها محرم".

الغلابي قال الدارقطني: يضع الحديث، وقال البيهقي في "الشعب" (1/ 174): متروك، وقال الذهبي في "الميزان": ضعيف. وذكره ابن حبان في "الثقات".

ويحيى بن أبي سليمان مختلف فيه.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(3469) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 445) من طريق طالوت بن عباد الصيرفي ثنا بشر بن سعيد البصري قال: سمعت مكحولا الشامي وسئل عن الخمر فقال: سمعت أبا هريرة رفعه "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يشرب عليها الخمر".

قال الخطيب: كذا قال هذا الشيخ (أي بشر بن سعيد) وسماع مكحول من أبي هريرة لا يثبت"

ص: 5256

3734 -

حديث ابن مسعود رفعه "من كانت له ابنة فأدبها وأحسن أدبها، وعلّمها فأحسن تعليمها، وأوسع عليها من نعمة الله التي أوسع عليه"

قال الحافظ: أخرجه الطبراني بسند واه" (1)

موضوع

أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق"(683) والطبراني في "الكبير"(10447) وابن عدي (4/ 1430) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 57) من طريق عبيد الله بن عمرو الآمدي ثنا طلحة بن زيد عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود مرفوعاً "من كانت له ابنة فأدبها فأحسن تأديبها، وعلّمها فأحسن تعليمها، وأوسع عليها من نعم الله التي أسبغ عليه، كانت له منعة وسترة من النار" اللفظ للطبراني

قال ابن عدي: وهذا الحديث لا أعلم يرويه عن الأعمش غير طلحة بن زيد، ولا عن طلحة غير عبيد الله بن عمرو"

وقال أبو نعيم: غريب من حديث الأعمش، تفرد به الآمدي عن طلحة"

وقال العراقي: سنده ضعيف" تخريج الإحياء للحداد 2/ 995

وقال الهيثمي: وفيه طلحة بن زيد وهو وضاع" المجمع 8/ 158

قلت: قال أحمد وابن المديني وأبو داود: طلحة بن زيد الرقي يضع الحديث.

3735 -

حديث أبي أمامة رفعه "من كثر تفكره قل طعمه، ومن قلَّ تفكره كثر طعمه وقسا قلبه"

سكت عليه الحافظ (2).

موضوع

أخرجه الحاكم (1/ 28) وابن بشران (52) والبيهقي في "الشعب"(5742 و 5743) وابن النقور في "الفوائد الحسان"(51) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(1381) وابن الجوزي في "الموضوعات"(1443) من طرق عن محمد بن يونس الكُدَيمي ثنا عبد الله بن داود الواسطي التمار ثنا إسماعيل بن عياش عن ثور بن يزيد عن خالد بن مَعدان عن أبي أمامة مرفوعاً "عليكم بلباس الصوف تجدوا حلاوة الإيمان في قلوبكم، وعليكم بلباس

(1) 13/ 34 (كتاب الأدب- باب رحمة الولد وتقبيله)

(2)

11/ 470 (كتاب الأطعمة - باب المؤمن يأكل في معي واحد)

ص: 5257

الصوف تجدوا قلة الأكل، وعليكم بلباس الصوف تعرفوا به في الآخرة، فإن النظر في الصوف يورث في القلب التفكر، والتفكر يورث الحكمة، والحكمة تجري في الجوف مجرى الدم، فمن كثر تفكره قلّ طعمه، وكلّ لسانه، ورقّ قلبه، ومن قلّ تفكره كثر طعمه، وعظم بدنه، وقسا قلبه، والقلب القاسي بعيد من الله، بعيد من الجنة، قريب من النار"

قال ابن النقور: غريب، تفرد به عبد الله بن داود الواسطي التمار، وفيه نظر، وعنه الكديمي"

وقال ابن عساكر: غريب جداً، وشاذ بمرة"

وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن حبان: عبد الله بن داود لا يحتج به، والكديمي كان يضع الحديث"

قلت: واتهمه بوضع الحديث أيضًا:

1 -

موسى بن هارون الحمال (تاريخ بغداد 3/ 441)

2 -

الدارقطني (سؤالات حمزة السهمي ص 111 - 112)

3 -

ابن عدي (الكامل)

وكذبه أبو داود وعبد الله بن أحمد.

وعبد الله بن داود التمار قال البخاري: فيه نظر، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، وقال النسائي: ضعيف، وقال أبو حاتم: ليس بقوي.

3736 -

عن ابن مسعود مرفوعا "من كثّر سواد قوم فهو منهم، ومن رضي عمل قوم كان شريك من عمل به"

قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى، وله شاهد عن أبي ذر في "الزهد" لابن المبارك غير مرفوع" (1)

ضعيف

أخرجه أبو يعلى (نصب الراية 4/ 346 - المطالب 1673 - إتحاف الخيرة 4454) ثنا أبو همام ثنا ابن وهب أنا بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث أنّ رجلاً دعا عبد الله بن مسعود إلى وليمة، فلما جاء ليدخل سمع لهوا فلم يدخل، فقال له: لم رجعت؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من كثر سواد قوم فهو منهم، ومن رضي عمل قوم كان شريك من عمل به"

(1) 16/ 146 - 147 (كتاب الفتن - باب من كره أن يكثر سواد الفتن والظلم)

ص: 5258

ورواه علي بن معبد في كتاب "الطاعة والمعصية" كما في "نصب الراية" ثنا ابن وهب به.

وإسناده منقطع بين عمرو بن الحارث وبين ابن مسعود فإنّه لم يدركه.

وحديث أبي ذر أخرجه ابن المبارك في "الزهد" كما في "نصب الراية" ثنا خالد بن حميد عن عبد الرحمن بن زياد بن أنْعُم أنّ أبا ذر الغفاري دعي إلى وليمة، فلما حضر إذا هو بصوت فرجع، فقيل له: ألا تدخل، قال: إني أسمع صوتا، ومن كثّر سوادا كان من أهله، ومن رضي عملا كان شريك من عمله.

وإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زياد بن أنعم.

3737 -

"من كذب عليّ ليضل به الناس فليتبوأ مقعده من النار"

قال الحافظ: وتمسك بعضهم بما ورد في بعض طرق الحديث من زيادة لم تثبت، وهي ما أخرجه البزار من حديث ابن مسعود بلفظ: فذكره. وقد اختلف في وصله وإرساله، ورجح الدارقطني والحاكم إرساله، وأخرجه الدارمي من حديث يعلي بن مرة بسند ضعيف" (1)

روي من حديث ابن مسعود ومن حديث يعلي بن مرة ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث البراء بن عازب ومن حديث عمرو بن عبسة ومن حديث عمرو بن حريث ومن حديث ابن عمرو

فأما حديث ابن مسعود فيرويه الأعمش والحسن بن عُمارة واختلف عن الأعمش:

- فرواه يونس بن بكير الشيباني عن الأعمش واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن يونس بن بكير عن الأعمش عن طلحة بن مصرّف عن أبي ميسرة عمرو بن شُرحبيل عن ابن مسعود مرفوعاً "من كذب عليّ متعمدا ليضل به فليتبوأ مقعده من النار"

أخرجه البزار (1876) والطحاوي في "المشكل"(418) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 345) وفي "المستخرج على مسلم"(36) وابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 65)

عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج وهو في "حديثه"(53)

وابن عدي (1/ 20)

(1) 1/ 210 (كتاب العلم - باب إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم)

ص: 5259

عن محمد بن أبان بن وزير البلخي

والحاكم في "المدخل إلى الصحيح"(ص 98 - 99) والقضاعي (560) وابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 65)

عن عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الأموي الكوفي الملقب بمشكدانه

والهيثم بن كليب (779) والحاكم في "المدخل"(ص 98 - 99 و 99) والخطيب في "التاريخ"(1/ 265) وفي "المتفق"(1205) وأبو محمد الثقفي في "فوائده"(لقط اللآلئ المتناثرة للزبيدي ص 268)

عن أبي عمر أحمد بن عبد الجبار العُطَاردي الكوفي

والحاكم في "المدخل"(ص 98 - 99)

عن أبي قدامة

كلهم عن يونس بن بكير به.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أسنده عن الأعمش عن طلحة إلا يونس بن بكير، وقد رواه غير يونس عن الأعمش مرسلا"

وقال الطحاوي: هذا حديث منكر، وليس أحد يرفعه بهذا اللفظ غير يونس بن بكير"

وقال ابن عدي: وهذا الحديث اختلفوا فيه على طلحة، فمنهم من أرسله، ومنهم من قال: عن عليّ بدل ابن مسعود، ويونس بن بكير جوّد إسناده"

وقال أبو محمد الثقفي: هذا حديث غريب من حديث الأعمش، لا أعلم أحدا حدّث به عنه هكذا إلا يونس بن بكير"

• وقال محمد بن جعفر بن أبي مواثة الكلبي: ثنا يونس بن بكير عن الأعمش عن طلحة بن مصرف عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل عن ابن مسعود.

أخرجه الهيثم بن كليب (780) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 146 - 147) وفي "المستخرج (1) على مسلم"(35)

وتابعه عبيد بن يعيش الكوفي ثنا يونس بن بكير به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(10074) عن علي بن عبد العزيز البغوي ثنا عبيد بن يعيش به.

(1) وسقط من إسناده: عن أبي عمار.

ص: 5260

قال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث طلحة والأعمش لم يروه مجودا مرفوعاً إلا يونس بن بكير"

قلت: وهو مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره.

- ورواه سفيان الثوري عن الأعمش عن طلحة بن مصرف عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(420) عن النسائي ثنا محمود بن غيلان ثنا أبو أحمد ثنا سفيان به.

وإسناده إلى الأعمش صحيح.

- ورواه أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي عن الأعمش واختلف عنه:

• فقال أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني: ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن طلحة عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل مرسلاً.

أخرجه الطحاوي (419)

وقال: غريب"

• وقال يحيى بن طلحة اليربوعي: ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن طلحة عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل عن علي.

أخرجه الطبراني في "طرق حديث من كذب علي"(21) والحاكم في "المدخل"(ص 100) وأبو نعيم في "المستخرج"(38)

قال الحاكم: قال أبو علي الحافظ: وهذا وهم، والوهم فيه من يحيى بن طلحة"

وكذا قال أبو نعيم.

وقال الدارقطني: ولم يتابع يحيى بن طلحة عليه، وهو وهم" العلل 4/ 88

قلت: ويحيى بن طلحة مختلف فيه.

• وقال هناد في "الزهد"(1387): ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن طلحة عن عمرو بن شرحبيل مرسلاً.

- ورواه عبد الحميد الحِمّاني عن الأعمش عن طلحة عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل عن حذيفة.

ص: 5261

أخرجه الحاكم في "المدخل"(ص 100) وأبو نعيم في "المستخرج"(37) من طريق زياد بن أبي يزيد القصري ثنا الحِمّاني به.

وقال الحاكم: قال أبو علي الحافظ: هذا الإسناد وهم، والوهم فيه من الحماني"

وقال أبو نعيم: والواهم في هذا الحديث الحماني أو زياد القصري، وهو أشبه"

- رواه زهير بن معاوية الكوفي عن الأعمش عن طلحة عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل مرسلاً.

أخرجه الحاكم في "المدخل"(ص 101)

وتابعه فضيل بن عياض عن الأعمش به.

أخرجه مسدد في "مسنده"(المطالب 3122)

وقال الحاكم: قال أبو علي الحافظ: هذا هو المحفوظ"

وكذا قال أبو نعيم.

وقال الدارقطني: رواه أبو معاوية ووكيع وفضيل بن عياض وزهير بن معاوية عن الأعمش عن طلحة عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل مرسلاً، والمرسل أصح" العلل 5/ 220

وقال في موضع آخر: حديث يونس بن بكير وهم، والصواب عن الأعمش عن طلحة عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل مرسلا"

وأما حديث الحسن بن عمارة فيرويه شعيب بن إسحاق الدمشقي عن الحسن بن عمارة عن طلحة بن مصرف عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل عن ابن مسعود.

أخرجه الطبراني في "طرق حديث من كذب علي متعمدا"(48)

والحسن بن عمارة قال أحمد وجماعة: متروك الحديث.

وأما حديث يعلي بن مرة فأخرجه الدارمي (240) والعقيلي (3/ 177) والطبراني في "الكبير"(22/ 262 - 263) وفي "طرق حديث من كذب علي"(153) وابن عدي (1/ 20) وتمام (873) وأبو نعيم في "الصحابة"(6642) والقضاعي (557) وابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 90) والحافظ في "الإمتاع بالأربعين"(ص 56 - 57) من طرق عن الصَّبَّاح بن مُحارب الكوفي عن عمر بن عبد الله بن يعلي بن مرَّة عن أبيه عن جده مرفوعاً "من كذب عليّ متعمدا ليضل به فليتبوأ مقعده من النار" اللفظ لابن عدي وغيره.

ص: 5262

قال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإسناد لا يرويه فيما علمت إلا الصباح بن محارب"

قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: صدوق.

وعمر بن عبد الله بن يعلى قال أحمد وجماعة: ضعيف الحديث.

وأما حديث جابر فأخرجه ابن عدي (1/ 25) وابن بشران (1099) من طريق محمد بن عمرو بن حنان الحمصي ثنا بقية ثنا محمد الكوفي عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعاً "من كذب عليّ متعمدا ليضل به الناس فليتبوأ مقعده من النار"

وأخرجه ابن عدي (1/ 21) عن محمد بن عبد الله بن فضيل الحمصي ثنا محمد بن مُصَفى ثنا بقية عن محمد الكوفي به.

وأخرجه الطبراني في "طرق حديث من كذب علي"(94) عن الحسين بن إسحاق التستري ثنا محمد بن مصفى ثنا بقية عن محمد بن عبد الرحمن القشيري عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر به إلا أنّه لم يذكر "ليضل به".

قال ابن عدي: وهذا الحديث لا يرويه بهذا الإسناد غير بقية عن محمد، ومحمد الكوفي ربما نسبه بقية فقال: محمد بن عبد الرحمن، وهو مجهول"

قلت: ذكره الدارقطني في "العلل"(1/ 282) وقال: مجهول، وقال في "غرائب مالك": متروك الحديث، وقال الذهبي في "المغنى": كذاب مشهور.

وأما حديث البراء بن عازب فأخرجه الطبراني في "طرق حديث من كذب علي"(98) وابن عدي (1/ 19) والحاكم في "المدخل"(ص 97) وأبو نعيم في "المستخرج على مسلم"(34) والخطيب في "تالي التلخيص"(69) وابن الجوزي في "الموضوعات"(1/ 75 - 76) من طريق محمد بن سلمة الحراني عن الفزاري عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عَوْسَجة عن البراء مرفوعاً "من كذب عليّ متعمدا ليضل به الناس فليتبوأ مقعده من النار"(1)

قال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإسناد لا يرويه عن طلحة بن مصرف غير الفزاري، وهذا الفزاري هو محمد بن عبيد الله العرزمي الكوفي، هكذا يخبر عنه محمد بن سلمة الحراني في هذا الحديث وفي غيره ولا يسميه لضعفه، ولا يروي هذا الحديث عن العرزمي وهو الفزاري إلا محمد بن سلمة الحراني"

(1) لم يذكر الخطيب وابن الجوزي "ليضل به الناس"

ص: 5263

وقال الحاكم: وهذا الحديث واه، وقد روى الفزاري عن طلحة بن مصرف، والفزاري الراوي عن طلحة بن مصرف هو محمد بن عبيد الله العرزمى متروك الحديث بلا خلاف أعرفه بين أئمة أهل النقل فيه"

ولم ينفرد محمد بن سلمة به بل تابعه سلم بن قتيبة ثنا محمد بن عبيد الله العرزمي به إلا أنه لم يقل "ليضل به الناس"

أخرجه أبو يعلى (المطالب 3127)

وأما حديث عمرو بن عبسة فذكره الهيثمي في "المجمع"(1/ 146) وزاد فيه "ليضل به الناس"

وقال: رواه الطبراني في "الكبير" وإسناده حسن"

قلت: أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 196) والطبراني في "طرق حديث من كذب علي"(139) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 154) والسهمي في "تاريخ جرجان"(ص 256 - 257) والقضاعي (559) وابن الجوزي (1/ 70) من طريقين عن محمد بن أبي نوار عن يزيد بن أبي مريم عن عدي بن أرطأة عن عمرو بن عبسة به مرفوعاً إلا أنّهم لم يذكروا "ليضل به الناس"

وابن أبي نوار ذكره ابن حبان في "الثقات"، ويزيد وعدي ثقتان لكن لا أدري أسمع عدي بن أرطاة من عمرو بن عبسة أم لا فإنّه لم يذكر سماعا منه.

وأما حديث عمرو بن حريث فأخرجه الطبراني في "طرق حديث من كذب علي"(138) من طريق محمد بن يعلى الكوفي زُنْبُور عن عمر بن صبح عن خالد بن ميمون عن عبد الكريم بن أبي المُخَارق عن عامر بن عبد الواحد عن عمرو بن حريث مرفوعاً "من كذب عليّ متعمدا للكذب، ليضل به، فليتبوأ مقعده من النار"

وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات"(170) من طريق حامد بن يحيى ثنا عمر بن صبح به إلا أنّه لم يقل: ليضل به.

قال الهيثمي: وفيه عبد الكريم بن أبي المخارق وهو ضعيف" المجمع 1/ 146

قلت: ومحمد بن يعلى قال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة.

وعمر بن صبح قال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات، وقال الدارقطني: متروك، وقال أبو حاتم: منكر الحديث.

وأما حديث ابن عمرو فأخرجه الحاكم في "المدخل"(ص 101 - 102) عن خلف بن

ص: 5264

محمد البخاري ثني أبو بكر محمد بن حاتم البيكندي ثنا إسحاق بن حمزة ثنا أبو خزيمة حازم بن خزيمة عن أبي حمزة اليشكري عن العرزمي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً "من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار"

قال: فمكثنا شهرا لا نحدث عنه شيئا، فجلسنا إليه يوما كأنّ على رؤوسنا الطير، فقال "ما لكم لا تحدثون؟ " قلنا: يا رسول الله، كيف نحدث عنك وقد سمعناك تقول الذي تقول؟ قال "فحدثوا عني ولا حرج، من كذب عليّ متعمدا ليضل به الناس فليتبوأ مقعده من النار"

خلف بن محمد قال الخليلي: كان له حفظ ومعرفة. وهو ضعيف جداً، روى في الأبواب تراجم لا يتابع عليها، وكذلك متونا لا تعرف (الإرشاد 3/ 972)

والعرزمي تقدم.

3738 -

"من كذب في حُلْمه كلّف يوم القيامة عقد شعيرة"

قال الحافظ: وأشار بقوله "كذب في حلمه" مع أنّ لفظ الحديث "تحلّم" إلى ما ورد في بعض طرقه، وهو ما أخرجه الترمذي من حديث علي رفعه: فذكره، وسنده حسن، وقد صححه الحاكم ولكنّه من رواية عبد الأعلي بن عامر، ضعفه أبو زرعة" (1)

أخرجه أحمد (1/ 76 - 77 و 90 و 91 و 101) وابنه (1/ 129 و 131) وعبد بن حميد (86) والدارمي (2151) والترمذي (2281 و 2282) والبزار (594 و 595) والحاكم (4/ 392 و 392 - 393) ومحمد بن مخلد في "حديث ابن السماك"(44) من طرق عن عبد الأعلى بن عامر الثعلبي عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي به مرفوعاً.

وفي لفظ "شعيرتين"

قال الترمذي: هذا حديث حسن"

وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن علي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: عبد الأعلى ضعفه أبو زرعة"

قلت: وضعفه أحمد وابن سعد وأبو حاتم والنسائي وغيرهم، فالإسناد ضعيف.

(1) 16/ 86 (كتاب التعبير- باب من كذب في حلمه)

ص: 5265

3739 -

"من كفل يتيما ذا قرابة أو لا قرابة له"

قال الحافظ: وأخرج البزار من حديث أبي هريرة موصولا: فذكره" (1)

ضعيف

أخرجه البزار (كشف 1909) عن إسحاق بن سليمان البغدادي ثنا بيان بن حمران ثنا المفضل بن فضالة أخو مبارك بن فضالة عن ليث عن أبي رزين عن أبي هريرة مرفوعاً به، وزاد "فأنا وهو في الجنة كهاتين -وضم أصبعيه- ومن سعى على ثلاث بنات فهو في الجنة، وكان له كأجر مجاهد في سبيل الله صائما قائما"

وقال: لا نعلمه يُروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، والمفضل بصري مشهور"

قلت: وثقه ابن حبان، ولينه النسائي وغيره، وليث هو ابن أبي سليم قال النسائي وغير واحد: ضعيف.

3740 -

"من كنت مولاه فعليّ مولاه"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي وهو كثير الطرق جداً، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان، وقد روينا عن الإمام أحمد قال: ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي بن أبي طالب" (2)

صحيح

ورد من حديث عليّ بن أبي طالب ومن حديث بُريدة بن الحُصيب ومن حديث زيد بن أرقم ومن حديث سعد بن أبي وقاص ومن حديث طلحة بن عبيد الله ومن حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أنس بن مالك ومن حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث مالك بن الحويرث ومن حديث حُبشي بن جُنادة ومن حديث ابن عمر ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث أبي أيوب الأنصاري ومن حديث البراء بن عازب ومن حديث أسعد بن زرارة ومن حديث حذيفة بن أسيد الغفاري ومن حديث عمارة ومن حديث عمار بن باسر ومن حديث يعلي بن مرة ومن حديث عدة لم يسموا ومن حديث أبي ذؤيب الهذلي.

فأما حديث علي فله عنه طرق:

الأول: يرويه أبو عبد الرحيم الكندي عن زاذان أبي عمر قال: سمعت عليا في الرُّحْبة

(1) 13/ 43 (كتاب الأدب- باب فضل من يعول يتيما)

(2)

8/ 76 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب مناقب علي بن أبي طالب)

ص: 5266

وهو ينشد الناس: من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خُم وهو يقول ما قال. فقام ثلاثة عشر رجلاً فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول "من كنت مولاه فعليّ مولاه"

أخرجه أحمد (1/ 84) وفي "الفضائل"(991)

عن عبد الله بن نمير

وابن أبي عاصم في "السنة"(1372) وأبو نعيم في "الصحابة"(7213)

عن إسحاق بن يوسف الأزرق

قالا: ثنا عبد الملك بن أبي سليمان ثني أبو عبد الرحيم به.

قال ابن كثير: وأبو عبد الرحيم هذا لا يعرف" البداية والنهاية 5/ 210

وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفهم" المجمع 9/ 107

الثاني: يرويه يزيد بن أبي زياد القرشي الكوفي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: شهدت عليا في الرُّحْبة يناشد الناس، أنشد الله من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في يوم غدير خم "من كنت مولاه فعلي مولاه" لَمَا قام فشهد. فقام اثنا عشر بدريا كأني انظر إلى أحدهم عليه سراويل. فقالوا: نشهد أنّا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم "ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وأزواجي أمهاتهم؟ " قلنا: بلى يا رسول الله. قال "فمن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه"

أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(1/ 119) وأبو يعلى (567) عن عبيد الله بن عمر القواريري ثنا يونس بن أرقم ثنا يزيد بن أبي زياد به.

ويونس بن أرقم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن خراش: لين الحديث.

وتابعه العلاء بن سالم العطار عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: فذكر نحوه.

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 227 - 228)

عن أبي جعفر محمد بن الحسين بن إبراهيم بن زياد بن عجلان أبي الشيخ الأبهري والخطيب في "التاريخ"(14/ 236)

عن أبي جعفر أحمد بن محمد الضبعي

وفي "المتفق والمفترق"(1277)

ص: 5267

عن يحيى بن محمد بن صاعد

قالوا: ثنا عبد الله بن سعيد الكندي أبو سعيد الأشج ثنا العلاء بن سالم به.

والعلاء بن سالم ترجمه الحافظان المزي وابن حجر في التهذيبين ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.

وقال ابن كثير: إسناد ضعيف غريب" البداية 5/ 211

قلت: يزيد بن أبي زياد قال أبو حاتم وغيره: ليس بالقوي.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه:

1 -

مسلم بن سالم النّهدي الكوفي.

أخرجه البزار (632)

عن يوسف بن موسى القطان

والمحاملي (133)

عن عبد الأعلى بن واصل الأسدي

والخطيب في "تالي التلخيص"(53)

عن محمد بن الحسين بن أبي الحنين الكوفي

قالوا: ثنا مالك بن إسماعيل ثني جعفر بن زياد الأحمر عن يزيد بن أبي زياد ومسلم بن سالم قالا: ثنا عبد الرحمن بن أبي ليلي قال: فذكره.

وإسناده حسن.

2 -

سِمَاك بن عبيد بن الوليد العَنْسي.

أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(1/ 119) عن أحمد بن عمر الوكيعي ثنا زيد بن الحباب ثنا الوليد بن عُقبة بن نِزار العنسي ثني سماك بن عبيد قال: دخلت على عبد الرحمن بن أبي ليلى فحدثني أنّه شهد عليا فذكر الحديث وليس فيه "من كنت مولاه فعلي مولاه" وزاد فيه "وانصر من نصره، واخذل من خذله" فقام إلا ثلاثة لم يقوموا، فدعا عليهم فأصابتهم دعوته.

والوليد بن عقبة قال الذهبي في "الكاشف" والحافظ في "التقريب": مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، تفرد عنه زيد بن الحباب.

ص: 5268

وسماك بن عبيد ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحسيني في "الإكمال": غير مشهور، وقال الحافظ في "التعجيل": فيه جهالة.

الثالث: يرويه فِطْر بن خليفة عن أبي الطُّفيل عامر بن واثلة قال: جمع عليّ الناس في الرُّحْبة، فقال: أنشد بالله كل امرئ سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خُم ما سمع. فقام أناس فشهدوا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم غدير خُم "ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ " وهو قائم، ثم أخذ بيد عليّ فقال "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه"

قال أبو الطفيل: فخرجت وفي نفسي منه شيء، فلقيت زيد بن أرقم، فأخبرته، فقال: وما تنكر؟ أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أحمد (4/ 370) وفي "فضائل الصحابة"(1167) وابن أبي عاصم في "السنة"(1367 و 1368) والبزار (492) والنسائي في "الخصائص"(93) واللفظ له والطحاوي في "المشكل"(1762) وابن حبان (6931) والطبراني في "الكبير"(4968) والخطيب في "المتفق والمفترق"(216) من طرق عن فطر به.

وإسناده صحيح.

الرابع: يرويه هانئ بن أيوب عن طلحة بن مصرّف الأيامي قال: ثنا عَميرة بن سعد أنّه سمع عليا وهو ينشد في الرحبة: من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من كنت مولاه فعلي مولاه"

فقام بضعة عشر فشهدوا.

أخرجه النسائي في "الخصائص"(85) وفي "مسند علي" كما في "تهذيب الكمال"(22/ 397)

وهانئ بن أيوب هو الحنفي الكوفي ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن سعد: فيه ضعف، وقال الذهبي في "الكاشف" وابن كثير في "البداية" (5/ 211): ثقة، وقال الذهبي في "الميزان": صدوق، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي حيث يتابع. وقد تابعه:

1 -

مِسْعر بن كِدَام.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2275) و"الصغير"(175) وفي "ما انتقاه ابن مردويه من حديثه"(105) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 27) وفي "أخبار أصبهان"(1/ 107) والمزي (22/ 398) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا مسعر عن طلحة بن مصرف

ص: 5269

عن عميرة بن سعد قال: شهدت عليا على المنبر ناشد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول ما قال فيشهد؟ فقام اثنا عشر رجلاً منهم أبو سعيد وأبو هريرة وأنس بن مالك فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه".

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن مسعر إلا إسماعيل بن عمرو"

قلت: وهو ضعيف كما قال أبو حاتم والدارقطني وابن عدي وغيرهم.

2 -

الأجلح بن عبد الله الكندي.

أخرجه أبو الحسن الحميري (1) في "جزئه"(35) عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الكندي الأشج ثنا ابن الأجلح عن الأجلح عن طلحة بن مصرف عن عميرة بن سعد قال: سمعت عليا ينشد الناس: من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من كنت مولاه فعلي مولاه" إلا قام فشهد، فقام ثمانية عشر رجلاً فشهدوا.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(2131)

عن أحمد بن زهير التُّستَري

واللالكائي في "السنة"(2639)

عن محمد بن هارون الروياني

والآجري في "الشريعة"(1521)

عن عبد الله بن أبي داود السجستاني

قالوا: ثنا أبو سعيد الأشج ثنا عبد الله بن الأجلح عن أبيه عن طلحة عن عميرة به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الأجلح إلا ابنه عبد الله"

قلت: ولا بأس به كما قال أبو حاتم وغيره، والأجلح مختلف فيه: وثقه العجلي وغيره، وضعفه النسائي وغيره (2).

(1) ومن طريقه أخرجه المزي 22/ 397

(2)

واختلف عنه، فقال محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي: ثنا أبي عن الأجلح عن طلحة بن مصرف قال: سمعت المهاجر بن عميرة أو عميرة بن المهاجر يقول: سمعت عليا ناشد الناس"

أخرجه ابن أبي عاصم (1373)

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن خالد الواسطي، وقد كذبه ابن معين.

ص: 5270

3 -

محمد بن طلحة بن مُصَرِّف الكوفي.

أخرجه أبو موسى المديني في "اللطائف"(875)

ولم ينفرد طلحة بن مصرف به بل تابعه الزبير بن عدي الكوفي عن عميرة بن سعد: فذكر نحو حديث الأجلح.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6878) عن محمد بن إبراهيم الرازي الطرسوسي ثنا زُنَيج أبو غسان ثنا هارون بن المغيرة عن عمرو بن أبي قيس عن الزبير بن عدي به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الزبير بن عدي إلا عمرو بن أبي قيس"

قلت: هو الرازي الأزرق وهو ثقة كما قال ابن معين، ومحمد بن إبراهيم الرازي لم أقف له على ترجمة، وعميرة بن سعد قال يحيى القطان: لم يكن ممن يعتمد عليه، وذكره ابن حبان في "الثقات"، والباقون ثقات، وزنيج اسمه محمد بن عمرو بن بكر.

الخامس: يرويه محمد بن عمر بن عليّ عن أبيه عن عليّ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم حضر الشجرة بخم، فخرج آخذا بيد عليّ، فقال "يا أيها الناس ألستم تشهدون أنّ الله عز وجل ربكم؟ " قالوا: بلى. قال "ألستم تشهدون أنّ الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم، وأنّ الله عز وجل ورسوله مَوْلَياكم؟ " قالوا: بلى. قال "فمن كنت مولاه، فإنّ هذا مولاه، إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به، لن تضلوا: كتاب الله سببه بأيديكم، وأهلَ بيتي"

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(1760) واللفظ له.

عن إبراهيم بن مرزوق الأموي

وابن أبي عاصم في "السنة"(1361)

عن سليمان بن عبيد الله الغيلاني

وابن جرير في "غدير خم"(البداية والنهاية 5/ 211)

عن أحمد بن منصور

قالوا: ثنا أبو عامر العَقَدي ثنا كثير بن زيد عن محمد بن عمر به.

ورواه إسحاق في "مسنده"(المطالب 3943) عن أبي عامر العقدي به.

قال الحافظان العسقلاني والبوصيري: إسناده صحيح" المطالب 4/ 252 - مختصر الإتحاف 9/ 194

ص: 5271

قلت: كثير بن زيد هو الأسلمي وهو مختلف فيه: وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين.

ومحمد بن عمر ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الميزان": ما علمت به بأسا، ولا رأيت لهم فيه كلاما، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله.

وأبوه وثقه العجلي وابن حبان.

السادس: يرويه نُعيم بن حكيم قال: ثني أبو مريم ورجل من جلساء عليّ عن عليّ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم غدير خم "من كنت مولاه فعليّ مولاه"

أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(1/ 152) وفي "زيادات الفضائل"(1206) عن حجاج بن الشاعر ثنا شَبَابة ثني نعيم بن حكيم به.

ورواه إسحاق في "مسنده"(المطالب 3944) عن شبابة بن سَوَّار به.

ونعيم بن حكيم هو المدائني وهو مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره. وأبو مريم هو الثقفي المدائني وثقه ابن حبان والذهبي في "الكاشف"، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.

السابع: يرويه محمد بن سلمة بن كُهيل عن أبيه عن حَبّة العُرَني قال: نشد عليّ الناس في الرحبة فقام بضعة عشر رجلاً منهم رجل عليه جبة تحتها إزار حضرمية صنفتها حمراء فشهدوا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من كنت مولاه فإنّ عليا مولاه"

أخرجه ابن عدي (6/ 2222) عن علي بن العباس ثنا عباد بن يعقوب ثنا علي بن هاشم عن محمد بن سلمة به.

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن سلمة بن كهيل.

ورواه أخوه يحيى بن سلمة بن كهيل عن حبّة العرني عن أبي قِلابة قال: نشد الناس عليّ في الرحبة وذكر الحديث.

أخرجه الدولابي في "الكنى"(2/ 88)

ويحكى بن سلمة قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث.

الثامن: يرويه أبو إسحاق السبيعي (1) وعنه غير واحد، منهم:

1 -

فطر بن خليفة.

(1) واختلف عنه كما سيأتي.

ص: 5272

أخرجه البزار (786)

عن يوسف بن موسى القطان

وابن جرير في "غدير خم"(البداية 5/ 210 - 211)

عن أحمد بن منصور

كلاهما عن عبيد الله بن موسى العبسي عن فطر بن خليفة عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مُرّ وعن سعيد بن وهب وعن زيد بن يُثَيع قالوا: سمعنا عليا يقول: نشدت الله رجلاً سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم لما قام، فقام إليه ثلاثة عشرة رجلاً فشهدوا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فأخذ بيد عليّ فقال "من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وأحبّ من أحبه وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره واخذل من خذله".

ورواه أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي عن عبيد الله بن موسى عن فطر عن أبي إسحاق عن زيد بن يُثيع وحده عن علي.

أخرجه ابن أبي عاصم (1370)

وعمرو ذو مر قال البخاري: روى عنه أبو إسحاق وحده، لا يعرف.

وقال ابن عدي: لا يروي عنه غير أبي إسحاق أحاديث، وهو غير معروف، وهو في جملة مشايخ أبي إسحاق المجهولين الذين لا يحدث عنهم غير أبي إسحاق.

وسعيد بن وهب هو الهمداني الكوفي وثقه ابن معين وغيره.

وزيد بن يثيع لم يرو عنه غير أبي إسحاق كما قال الذهبي في "الميزان" والمزي في "التهذيب"، ووثقه ابن حبان والعجلي.

والباقون ثقات.

2 -

شعبة.

أخرجه أحمد (5/ 366) وفي "الفضائل"(1021) عن محمد بن جعفر غُنْدر ثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت سعيد بن وهب قال: نشد علي الناس فقام خمسة أو ستة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فشهدوا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من كنت مولاه فعلي مولاه".

ص: 5273

وأخرجه النسائي في "الخصائص"(86) عن محمد بن المثنى ثنا محمد بن جعفر به. وأخرجه الآجري في "الشريعة"(1541) من طريق محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر به.

قال ابن كثير: وهذا إسناد جيد" البداية 5/ 210

قلت: إسناده صحيح رواته كلهم ثقات.

ورواه محمد بن جعفر أيضاً عن شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت عمرا ذا مر: فذكر الحديث وزاد فيه: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأحب من أحبه" قال شعبة: أو قال: أبغض من أبغضه.

أخرجه أحمد في "الفضائل"(1022) والآجري (1542)

3 -

الأعمش.

أخرجه النسائي في "الخصائص"(157) وفي "مسند علي"(تهذيب الكمال 11/ 100) عن يوسف بن عيسى بن دينار المروزي ثنا الفضل بن موسى ثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب قال: قال علي في الرحبة: أنشد بالله من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول "الله وليي، وأنا ولي المؤمنين، ومن كنت وليه فهذا وليه. اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره" فقال سعيد بن وهب: قام إلى جنبي ستة.

وقال حارثة بن مُضَرِّب: قام عندي ستة.

وقال زيد بن يثيع: قام عندي ستة.

وقال عمرو ذو مر: أحب من أحبه، وأبغض من أبغضه.

وأخرجه النسائي في "الخصائص"(98) عن الحسين بن حريث المروزي ثنا الفضل بن موسى به.

إلا أنّه لم يذكر حارثة بن مضرب.

ورواه عبد الواحد بن زياد العبدي عن الأعمش عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع وحده عن علي.

قاله الدارقطني في "العلل"(3/ 224)

4 -

إسرائيل بن يونس.

أخرجه النسائي في "الخصائصِ"(87) عن علي بن محمد بن علي قاضي المصيصة

ص: 5274

ثنا خلف بن تميم ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال: ثني سعيد بن وهب أنّه قام مما يليه ستة، وقال زيد بن يثيع: وقام مما يليني ستة فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من كنت مولاه فإنّ عليا مولاه"

وإسناده صحيح.

وأخرجه النسائي أيضاً (99) عن علي بن محمد بن علي ثنا خلف بن تميم ثنا إسرائيل ثنا أبو إسحاق عن عمرو ذي مر قال: شهدت عليا بالرحبة فذكر الحديث وزاد "اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره".

ورواه عبد الرزاق بن همام عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب وعبد خير عن عليّ.

أخرجه ابن جرير في "غدير خم"(البداية 5/ 210)

5 -

شريك بن عبد الله القاضي.

أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(1/ 118) عن علي بن حكيم الأودي أنبا شريك عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب وعن زيد بن يثيع قالا: نشد على الناس في الرحبة: من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم إلا قام، قال: فقام من قبل سعيد ستة، ومن قبل زيد ستة فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلىّ يوم غدير خم "أليس الله أولى بالمؤمنين؟ " قالوا: بلى. قال "اللهم من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه"

ومن طريقه أخرجه المزي (11/ 99 - 100)

وأخرجه البزار (كشف 2541) عن إبراهيم بن هانئ النيسابوري ثنا علي بن حكيم به.

وأخرجه عبد الله بن أحمد أيضاً (1/ 118) عن علي بن حكيم أنبا شريك عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مر: فذكر الحديث بمثل حديث سعيد وزيد وزاد "وانصر من نصره، واخذل من خذله"

وأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 67 - 68) عن شريك عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع وحده عن علي.

وأخرجه النسائي في "الخصائص"(88)

عن عمران بن أبان الواسطي

ص: 5275

وابن أبي عاصم (1374)

عن محمد بن خالد الواسطي (1)

قالا: ثنا شريك به.

ورواه إسحاق بن محمد العرزمي عن شريك عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب وزيد بن وهب عن علي.

قال الدارقطني: ووهم إنما أراد زيد بن يثيع" العلل 3/ 225

6 -

الأجلح بن عبد الله الكندي.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(2130) عن أحمد بن زهير التُّستَري ثنا عبد الله بن سعيد الكندي ثنا عبد الله بن الأجلح عن أبيه عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مر قال: سمعت عليا ينشد الناس: من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول "من كنت مولاه فعليّ مولاه" إلا قام، فقام اثنا عشر فشهدوا.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن الأجلح إلا ابنه عبد الله"

قلت: ولا بأس به كما تقدم، والأجلح مختلف فيه.

7 -

عيسى بن عبد الرحمن السلمي البجلي.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(1756) عن أبي أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي ثنا سهل بن عامر البجلي ثنا عيسى بن عبد الرحمن ثنا أبو إسحاق عن عمرو ذي مر قال: سمعت عليا ينشد الناس في الرحبة: من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم إلا قام، فقام بضعة عشر رجلاً، فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم غدير خم يقول "اللهم من كنت مولاه فإنّ عليا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وأعن من أعانه، وانصر من نصره، واخذل من خذله".

سهل بن عامر قال البخاري: منكر الحديث لا يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، روى أحاديث بواطيل، أدركته بالكوفة، وكان يفتعل الحديث. وذكره ابن حبان في "الثقات".

(1) ورواه محمد بن خالد الواسطي أيضاً عن شريك قال: قلت لأبي إسحاق: أسمعت من زيد بن أرقم هذا؟ قال: نعم.

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1375)

ومحمد بن خالد كذبه ابن معين، وضعفه أبو زرعة وغيره.

ص: 5276

8 -

جابر بن الحر.

أخرجه العقيلي (3/ 271) عن القاسم بن محمد النّهمي ثنا مخول بن إبراهيم ثنا جابر بن الحر عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مر عن عليّ مرفوعاً "من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه"

وقال: وقد روي هذا بإسناد أصلح من هذا الإسناد"

وأخرجه ابن المقرئ في "المعجم"(15) من طريق إسحاق بن إبراهيم ثنا جابر بن الحر به.

9 -

حُبيب بن حَبيب الزيات.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(5059) عن أحمد بن زهير التستري ثنا علي بن حرب الجند يسابوري ثنا إسحاق بن إسماعيل حيويه ثنا حبيب بن حبيب الزيات عن أبي إسحاق عن عمرو ذي مر وزيد بن أرقم قالا: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم فقال "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأعن من أعانه".

وحُبيب بن حبيب قال أبو زرعة: واهي الحديث.

10 -

موسى بن عثمان الحضرمي.

أخرجه ابن عدي (6/ 2349) وابن شاهين في "مذاهب أهل السنة"(87) وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء"(18) من طريق عبد الرحمن بن صالح الأزدي عن موسى بن عثمان الحضرمي عن أبي إسحاق عن زيد بن أرقم والبراء قالا: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم ونحن نرفع غصن الشجرة عن رأسه فقال "ألا إنّ الله وليي، وأنا ولي كل مؤمن، من كنت مولاه فعلي مولاه"

قال ابن شاهين: هذا حديث غريب صحيح، وقد روى حديث غدير خم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو مائة نفس وفيهم العشرة، وهو حديث ثابت، لا أعرف له علة"

قلت: موسى بن عثمان قال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال أبو زرعة: منكر الحديث جداً.

9 -

عمرو بن ثابت بن هُرْمُز البكري الكوفي.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(5058) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا عمرو بن ثابت عن أبي إسحاق عن هُبيرة بن يَرِيْم عن سعيد بن وهب وحبة العرني وزيد بن أرقم أنّ عليا ناشد الناس: من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من كنت وليه فعليّ وليه" فقام بضعة عشر فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من كنت وليه فعليّ وليه"

ص: 5277

وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن عمرو وعمرو بن ثابت.

التاسع: يرويه علي بن الحسن العبدي عن سعد عن الأَصْبَغ بنُ نباتَة قال: نشد الناس علي في الرّحْبة: من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم؟ فقام بضعة عشر رجلاً، منهم أبو أيوب الأنصاري فقالوا: نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ بيدك يوم غدير خم فقال "ألستم تشهدون أن قد بلغت ونصحت؟ " قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت. قال: "ألا إنّ الله وليي، وأنا ولي المؤمنين، ألا فمن كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وأعن من أعانه"

أخرجه ابن قدامة المقدسي في "المتحابين"(92)

وسعد هو ابن طَرِيف قال أحمد وجماعة: ضعيف الحديث، والأصبغ قال ابن معين وغيره: ليس بثقة.

وأما حديث بريدة فله عنه طرق:

الأول: يرويه الأعمش عن سعد بن عبيدة عن ابن (1) بريدة عن أبيه أنه مرّ على مجلس وهم يتناولون من عليّ، فوقف عليهم فقال: إنّه قد كان في نفسي على عليّ شيء، وكان خالد بن الوليد كذلك، فبعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية عليها عليّ، وأصبنا سبيا، فأخذ عليّ جارية من الخمس لنفسه، فقال خالد بن الوليد: دونك، فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم جعلت أحدثه بما كان، ثم قلت: إنّ عليا أخذ جارية من الخمس، قال: وكنت رجلاً مِكْبابا، فرفعت رأسي فإذا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تغير، فقال "من كنت وليه فعليّ وليه"

أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 57) وفي "مسنده"(المطالب 3928) وأحمد (5/ 350 و 358 و 361) وفي "الفضائل"(947 و 1177) واللفظ له وابن أبي عاصم (1354) والبزار (كشف 2535) والنسائي في "الخصائص"(80) وفي "الكبرى"(8144) والروياني (62) وابن حبان (6930) والحاكم (2/ 129 - 130 و 130) واللالكائي (2637 و 2638) من طرق عن الأعمش به.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: رواته ثقات إلا أنّ الشيخين لم يخرجا رواية سعد بن عبيدة عن ابن بريدة (2).

(1) قلت: هو عبد الله كما جاء مسمى عند الحاكم.

(2)

وقال البوصيري: سنده صحيح، مختصر الإتحاف 9/ 195

ص: 5278

الثاني: يرويه سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: حدثني بريدة قال: بعثنى النبي صلى الله عليه وسلم مع عليّ إلى اليمن، فرأيت منه جفوة، فلما رجعت شكوته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرفع رأسه إليّ وقال "يا بريدة، من كنت مولاه فعليّ مولاه"

أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 83 - 84) وأحمد (5/ 347) وفي "الفضائل"(989) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2357) والنسائي في "الخصائص"(82) وفي "الكبرى"(8145) والحاكم (3/ 110) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 129 - 130)

عن أبي نعيم الفضل بن دُكين

وسمويه في "الفوائد"(49) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2358) والبزار (كشف 2533) والنسائي في "الخصائص"(81) واللفظ له والآجري في "الشريعة"(1513 و 1514)

عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري

قالا: ثنا عبد الملك بن أبي غَنيِّة عن الحكم بن عتيبة عن سعيد بن جبير به.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: لم يخرج مسلم رواية عبد الملك عن الحكم، ولم يخرج الشيخان رواية ابن عباس عن بريدة، والحديث إسناده صحيح رواته ثقات.

ولم ينفرد الحكم بن عتيبة به بل تابعه عدي بن ثابت الكوفي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن بريدة به.

أخرجه البزار (كشف 2534)

عن خالد بن مخلد الكوفي

وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2359)

عن حسين بن حسن الفزاري

كلاهما عن أبي مريم عبد الغفار بن القاسم عن عدي بن ثابت به.

قال البزار: لا نعلم أسند ابن عباس عن بريدة إلا هذا"

قلت: وعبد الغفار بن القاسم قال ابن المديني وأبو داود: يضع الحديث.

الثالث: يرويه عمرو بن دينار عن طاوس عن بريدة مرفوعاً "من كنت مولاه فعليّ مولاه"

ص: 5279

أخرجه الطبراني في "الصغير"(191) وعنه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 126) ثنا أحمد بن إسماعيل بن يوسف العابد الأصبهاني ثنا أحمد بن الفرات الرازي ثنا عبد الرزاق أنبا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار به.

قال الطبراني: لم يروه عن ابن عيينة إلا عبد الرزاق، تفرد به أحمد بن الفرات"

قلت: وهو ثقة، وكذا من فوقه كلهم ثقات، وأحمد بن إسماعيل بن يوسف ترجمه أبو الشيخ في "الطبقات" وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلا.

ولم ينفرد عبد الرزاق به بل تابعه:

1 -

حسين بن الحسن الأشقر الفزاري.

أخرجه ابن عدي (2/ 772) وأبو نعيم في "الحلية"(4/ 23)

وقال: غريب من حديث طاوس لم نكتبه إلا من هذا الوجه"

قلت: وحسين الأشقر مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

2 -

شهاب بن عباد العبسي.

أخرجه ابن الأعرابي (ق 24 - 25) عن أبي بكر محمد بن صالح الأنماطي كيلجة ثنا شهاب بن عباد به.

وإسناده صحيح رواته كلهم ثقات، وشهاب بن عباد العبسي كذا في الأصل والذي يغلب على الظن أنّه مصحف من العبدي وهو أبو عمر الكوفي وثقه أبو حاتم والعجلي وغيرهما.

ولم ينفرد عمرو بن دينار به بل تابعه ابن طاوس عن أبيه عن بريدة به.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(348) عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد المصري ثنا محمد بن أبي السري العسقلاني ثنا عبد الرزاق عن مَعْمر عن ابن طاوس به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن طاوس إلا ابنه، ولا عن ابن طاوس إلا معمر وابن عيينة، تفرد به عبد الرزاق"

قلت: رواه عبد الرزاق في "مصنفه"(20388) عن معمر بن راشد عن ابن طاوس عن أبيه مرسلاً.

ص: 5280

وأخرجه أحمد في "الفضائل"(1007) عن عبد الرزاق به.

وهذا أصح.

وأما حديث زيد بن أرقم فله عنه طرق:

الأول: يرويه أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي عن زيد بن أرقم، وعن أبي الطفيل غير واحد، منهم:

1 -

حبيب بن أبي ثابت.

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1365) وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(1/ 118) والبزار (كشف 2538 و 2539) والنسائي في "الخصائص"(79) وفي "الكبري"(8148) والطحاوي في "المشكل"(1765) والطبراني في "الكبير"(4969 و4970) وفي "الأوسط"(1987) والآجري (1523و 1706) والحاكم (3/ 109) وأبو نعيم في "الصحابة"(2966) من طرق عن الأعمش ثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حجة الوداع، ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن، ثم قال "كأني قد دعيت فأجبت، وإني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض" ثم قال "إنّ الله مولاي، وأنا وليّ كل مؤمن" ثم أخذ بيد عليّ فقال "من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه"

فقلت لزيد: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما كان في الدوحات أحد إلا رآه

بعينيه، وسمعه بأذنيه. اللفظ للنسائي

قال الطحاوي: هذا الحديث صحيح الإسناد، لا طعن لأحد في أحد من رواته"

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" (1)

وقال ابن كثير: قال شيخنا أبو عبد الله الذهبي: وهذا حديث صحيح" البداية 5/ 209

قلت: هو صحيح كما قالوا، وحبيب وإن كان مدلساً إلا أنّ فطر بن خليفة قد تابعه عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم كما تقدم في حديث عليّ.

واختلف فيه على حبيب بن أبي ثابت، فرواه كامل بن العلاء أبو العلاء الكوفي عن حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن جَعْدة عن زيد بن أرقم.

(1) قلت: لم يخرج الشيخان رواية حبيب عن أبي الطفيل ولا رواية أبي الطفيل عن زيد.

ص: 5281

أخرجه ابن أبي عاصم (1) في "السنة"(1364) وابن جرير في "غدير خم"(البداية 5/ 212) وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(112) والطبراني في "الكبير"(4986) وابن عدي (6/ 2102) والحاكم (2)(3/ 533) وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء"(19)

والأول أصح، وكامل أبو العلاء مختلف فيه.

2 -

حكيم بن جبير الأسدي.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(4971) والمزي (11/ 90)

وحكيم قال أحمد وغيره: ضعيف.

3 -

سلمة بن كُهيل الكوفي. واختلف عنه:

- فقال شعبة: عن سلمة بن كُهَيل قال: سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد أو زيد بن أرقم -شعبة الشاك- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال "من كنت مولاه فعليّ مولاه"

فقال سعيد بن جبير: وأنا قد سمعت مثل هذا عن ابن عباس.

أخرجه أحمد في "الفضائل"(959) عن محمد بن جعفر غُنْدر ثنا شعبة به.

وأخرجه الترمذي (3713) والمحاملي (35) والطبراني في "الكبير"(3049) من طرق عن محمد بن جعفر به.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

قلت: وهو كما قال.

- وقال سليمان بن قرة: عن سلمة بن كهيل ثنا أبو الطفيل أنّه سمع زيد بن أرقم يقول:

أخرجه الشجري في "أماليه"(1/ 145)

- وقال محمد بن سلمة بن كهيل: عن أبيه عن أبي الطفيل عن ابن واثلة أنّه سمع زيد بن أرقم يقول: فذكر نحو حديث حبيب عن أبي الطفيل.

زاد فيه "عن ابن واثلة" وما أظنه إلا وهما فإنّ ابن واثلة هو أبو الطفيل.

(1) سقط من إسناده: عن يحيى بن جعدة.

(2)

وقال: صحيح الإسناد"

ص: 5282

أخرجه الحاكم (3/ 109 - 110)

وقال: صحيح على شرطهما"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: لم يخرجا لمحمد، وقد وهاه السعدي"

قلت: وقال أبو زرعة وغيره: ضعيف.

الثاني: يرويه عطية بن سعد العوفي قال: أتيت زيد بن أرقم فقلت له: إنّ ختنا لي حدثني عنك بحديث في شأن عليّ يوم غدير خم فأنا أحب أن أسمعه منك، فقال: إنكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم. فقلت له: ليس عليك مني بأس، فقال: نعم كنا بالجحفة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلينا ظهرا وهو آخذ بعضد عليّ فقال "يا أيها الناس ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ " قالوا: بلى، قال "فمن كنت مولاه فعليّ مولاه"

قال: فقلت له: هل قال: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه؟ قال: إنما أخبرك كما سمعت.

أخرجه أحمد (4/ 368) وفي "الفضائل"(992) واللفظ له والطبراني في "الكبير"(1)(5069 و 5070) والآجري (1522)

عن عبد الملك بن أبي سليمان العَرْزَمي الكوفي

والطبراني (5071) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 235)

عن فضيل بن مرزوق الكوفي

كلاهما عن عطية به.

وإسناده ضعيف لضعف عطية.

الثالث: يرويه ميمون أبو عبد الله قال: قال زيد بن أرقم وأنا أسمع: نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بواد يقال له: وادي خم، فأمر بالصلاة فصلاها بهجير فخطبنا وظلل لرسول الله صلى الله عليه وسلم بثوب على شجرة سمرة من الشمس فقال "ألستم تعلمون أولستم تشهدون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ " قالوا: بلى، قال "فمن كنت مولاه فإنّ عليا مولاه، اللهم عاد من عاداه، ووال من والاه"

أخرجه أحمد (4/ 372 و 372 - 373) وفي "الفضائل"(1017) واللفظ له وابن أبي

(1) وزاد في الموضع الأول "اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه"

ص: 5283

عاصم في "السنة"(1362) والبزار (كشف 2537) والنسائي في "الخصائص"(84) والدولابي في "الكنى"(2/ 61) والطبراني في "الكبير"(5092) وابن عدي (6/ 2408) والخطيب في "المدرج"(1/ 565 - 566 و 566 - 567) والآجري في "الشريعة"(1520) من طرق عن ميمون به (1).

قال ابن كثير: وهذا إسناد جيد رجاله ثقات على شرط السنن وقد صحح الترمذي بهذا الإسناد حديثا" البداية 5/ 212

قلت: بل إسناده ضعيف لضعف ميمون أبي عبد الله.

الرابع: يرويه الحسن بن عبيد الله النخعي عن أبي الضُّحَى مسلم بن صُبَيْح عن زيد بن أرقم مرفوعاً "من كنت مولاه فعليّ مولاه"

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1371) عن أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي ثنا عمرو بن عون عن خالد بن عبد الله الواسطي عن الحسن بن عبيد الله به.

ورواته ثقات لكن لا أدري أسمع أبو الضحى من زيد بن أرقم أم لا فإنّه لم يذكر سماعا منه، ولم أر أحدا صرّح بسماعه منه.

ولم ينفرد خالد بن عبد الله الواسطي به بل تابعه علي بن عابس الكوفي عن الحسن بن عبيد الله به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(4983)

وعلي بن عابس قال ابن معين وغيره: ضعيف. لكن لا بأس به في المتابعات فقد قال الدارقطني: يعتبر به، وقال ابن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه.

الخامس: يرويه محمد بن إسحاق المدني عن حبيب بن زيد بن خلاد الأنصاري عن أنيسة بنت زيد بن أرقم عن أبيها قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشجرات فقم ما تحتها ورش، ثم خطبنا فوالله ما من شيء يكون إلى أن تقوم الساعة إلا وقد أخبرنا به يومئذ، ثم قال "يا أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم؟ " قلنا: الله ورسوله أولى بنا من أنفسنا، قال "فمن كنت مولاه فهذا مولاه" يعني عليا، ثم أخذ بيده فكشطها ثم قال "اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه"

(1) وفي رواية: قال ميمون: فحدثني بعض القوم عن زيد: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه"

ص: 5284

أخرجه الطبراني في "الكبير"(5128) عن محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا يوسف بن موسى القطان ثنا سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق به.

قال الهيثمي: وفيه حبيب بن خلاد الأنصاري ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" المجمع 9/ 105

قلت: حبيب هو ابن زيد بن خلاد الأنصاري وهو من رجال التهذيب، أخرج له أصحاب السنن الأربعة ووثقه ابن معين والنسائي وغيرهما.

وسلمة بن الفضل مختلف فيه، وابن إسحاق صدوق يدلس ولم يذكر سماعا من حبيب بن زيد، وأنيسة ذكرها ابن حبان في "الثقات"، والحضرمي والقطان ثقتان.

السادس: يرويه سلمة بن كهيل عن أبي عبد الله الشيباني قال: كنت جالسا في مجلس بني الأرقم فأقبل رجل من مراد يسير على دابته حتى وقف على المجلس فسلم فقال: أفي القوم زيد؟ قالوا: نعم هذا زيد. فقال: أنشدك بالله الذي لا إله إلا هو يا زيد: أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعليّ: من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه"؟ قال: نعم. فانصرف عنه الرجل.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(5065) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه به.

وإسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن عمرو ويحيى بن سلمة.

السابع: يرويه سليمان بن قَرْم البصري عن هارون بن سعد عن ثُوَيْر بن أبي فاختة عن زيد بن أرقم قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الغدير فقال "ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ " قالوا: بلى. فأخذ بيد عليّ فقال "من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(5066)

وثوير ضعفوه.

الثامن: يرويه الأعمش عن أبي ليلى الحضرمي عن زيد بن أرقم قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "ألست أولى بكم من أنفسكم؟ " قالوا: بلى. فقال "من كنت مولاه فعلي مولاه".

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(1369) عن أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي ثنا عاصم بن مهجع ثنا يونس بن أرقم عن الأعمش به.

ص: 5285

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(5068) عن عبد الله بن محمد بن العباس الأصبهاني ثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات به.

ويونس بن أرقم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن خراش: لين الحديث، والأعمش مدلس ولم يذكر سماعا من أبي ليلى، وأبو ليلى لم أعرفه، وعبد الله بن محمد ترجمه أبو الشيخ وأبو نعيم ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وأحمد بن الفرات وعاصم بن مهجع ثقتان.

التاسع: يرويه يونس بن خَبّاب الكوفي ثنا يزيد بن شريك عن زيد بن أرقم مرفوعاً "من كنت وليه فعليّ وليه"

أخرجه بحشل في "تاريخ واسط"(ص 154) عن زكريا بن يحيى الواسطي ثنا إبراهيم بن عطية الثقفي أبو إسحاق ثنا يونس بن خباب به.

وإسناده ضعيف جداً، إبراهيم بن عطية قال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً.

العاشر: يرويه سلمة بن كهيل عن أبي ليلى الكندي قال: سمعت زيد بن أرقم يقول ونحن ننتظر جنازة فسأله رجل من القوم فقال: أبا عامر أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم لعليّ: من كنت مولاه فعليّ مولاه؟ قال: نعم. قال أبو ليلى: فقلت لزيد بن أرقم: قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم قد قالها له أربع مرات؟ فقال: نعم.

أخرجه القطيعي في "زيادات الفضائل"(1048) عن علي بن الحسين ثنا إبراهيم بن إسماعيل ثنا أبي عن أبيه عن سلمة بن كهيل به.

وإسناده ضعيف جداً، إبراهيم بن إسماعيل هو ابن يحيى بن سلمة بن كهيل وهو مختلف فيه، وأبوه إسماعيل قال الدارقطني: متروك الحديث، وجده يحيى قال النسائي: متروك الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث.

الحادي عشر: يرويه أبو إسرائيل إسماعيل بن خليفة الملائي عن الحكم بن عتيبة واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن أبي إسرائيل عن الحكم عن أبي سلمان المؤذن عن زيد بن أرقم قال: استنشد عليّ الناس فقال: أنشد الله رجلاً سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قال: فقام ستة عشر رجلاً فشهدوا.

أخرجه أحمد (5/ 370)

ص: 5286

عن الأسود بن عامر الشامي

والطبراني في "الكبير"(4996)

عن يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني

وأبو بكر الشافعي في "فوائده"(120) والمزي (33/ 368)

عن عبيد الله بن موسى الكوفي

ثلاثتهم عن أبي إسرائيل به.

- وقال إسماعيل بن عمرو البجلي: ثنا أبو إسرائيل عن الحكم عن أبي سليمان زيد بن وهب عن زيد بن أرقم.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(4985)

والأول أصح.

وإسماعيل بن عمرو قال أبو حاتم وغيره: ضعيف، وأبو إسرائيل مختلف فيه، وأبو سلمان المؤذن قال الدارقطني: مجهول.

الثاني عشر: يرويه خلف بن خليفة عن أبي هارون العبدي عن زيد بن أرقم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم غدير خم "من كنت مولاه فعلي مولاه"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(5096)

ورواه حماد بن زيد عن أبي هارون عن رجل عن زيد بن أرقم به وزاد "اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه"

أخرجه الطبراني (5097)

وأبو هارون قال ابن معين وغيره: ليس بثقة.

الثالث عشر: يرويه عمارة الأحمر قال: أخبرني حبيب بن زيد وأبو ليلى مولى بني فلان بن سعيد وحبيب بن ياسر قالوا: كنا مع زيد بن أرقم جلوس، فجاءه رجل فجلس فقال: إنّ الناس قد أكثروا في هذين الرجلين علي وعثمان، فأخبرني عنهما، قال: لا أحدثك إلا بما شهدته ووعاه قلبي، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقبلني بوجهه، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال "ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ " قالوا: بلى، فأعادها علينا ثلاثاً، كل ذلك نقول: بلى يا رسول الله، وعلىّ ساكت، قال "قم يا عليّ" وأخذ بعضده أو بعضديه، فرفعها، أو فرفعهما: من كنت مولاه فعلي مولاه"

ص: 5287

أخرجه البزار (كشف 2540) عن محمد بن معمر البحراني ثنا أبو عاصم ثنا عمارة الأحمر به.

وعمارة الأحمر قال الذهبي في "الميزان": شيخ لأبي عاصم النبيل مجهول. وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

الرابع عشر: يرويه سليمان بن قرة عن محمد بن السائب ثني عبد الله بن باقل اليماني عن زيد بن أرقم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الدوحات وهنّ غدير خم يقول "ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ " قالوا: بلى، قال "فمن كنت مولاه فعلي مولاه"

أخرجه الشجري في "أماليه"(1/ 145)

الخامس عشر: يرويه نوح بن قيس ثنا الوليد بن صالح عن ابن امرأة زيد بن أرقم عن زيد بن أرقم.

أخرجه السرقسطي في "الغريب"(1/ 152)

وأما حديث سعد بن أبي وقاص فله عنه طرق:

الأول: يرويه موسى بن مسلم الشيباني الصغير عن عبد الرحمن بن سابط قال: قدم معاوية في بعض حجاته فأتاه سعد فذكروا عليا فنال منه معاوية، فغضب سعد فقال: تقول هذا لرجل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: له ثلاث خصال لأن تكون لي خصلة منها أحب إليّ من الدنيا وما فيها، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من كنت مولاه فعلي مولاه" وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنّه لا نبي بعدي" وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله".

أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 61 - 62) وابن ماجه (121) وابن أبي عاصم في "السنة"(1387)

عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير

والنسائي في "الخصائص"(12)

عن عبد السلام بن حرب الملائي

كلاهما عن موسى بن مسلم به.

ورواته ثقات إلا أنّ ابن معين قال: لم يسمع عبد الرحمن بن سابط من سعد بن أبي وقاص.

ص: 5288

الثاني: يرويه عبد الله بن داود الخُرَيْبي عن عبد الواحد بن أيمن واختلف عنه:

- فقال محمد بن يحيى الذهلي: ثنا عبد الله بن داود ثنا عبد الواحد بن أيمن عن أبيه عن جده قال: ذكر بريدة أنّ معاوية لما قدم نزل بذي طوى فجاء سعد فأقعده على سريره فقال سعد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من كنت مولاه فعليّ مولاه"

أخرجه ابن أبي عاصم (1359)

- وقال نصر بن علي الجَهْضَمي: أنا عبد الله بن داود عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه أنّ سعدا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

أخرجه النسائي في "الخصائص"(83)

الثالث: يرويه المهاجر بن مسمار القرشي واختلف عنه:

- فقال موسى بن يعقوب الزَّمْعِي: عن المهاجر بن مسمار عن عائشة بنت سعد عن سعد قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد علي فخطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال "ألستم تعلمون أني أولى بكم من أنفسكم؟ " قالوا: نعم، صدقت يا رسول الله، ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال "من كنت وليه فهذا وليه، وإنّ الله يوالي من والاه، ويعادي من عاداه"

أخرجه ابن أبي عاصم (1189) والبزار (1203) والنسائي في "الخصائص"(9 و 94 و 95) وابن جرير في "غدير خم"(البداية 5/ 212) والطحاوي في "المشكل"(1767 و 1768) من طرق عن موسى بن يعقوب به.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم يروى من حديث عائشة بنت سعد عن أبيها إلا من هذا الوجه، ولا نعلم روى المهاجر بن مسمار عن عائشة عن أبيها إلا هذا الحديث"

وقال ابن كثير: الزمعي صدوق، وقال شيخنا الذهبي: وهذا حديث حسن غريب"

وقال الهيثمي: ورجاله ثقات" المجمع 9/ 107

قلت: الزمعي مختلف فيه، وثقه ابن معين وغيره، وضعفه ابن المديني وغيره.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه يعقوب بن جعفر بن أبي كثير المدني عن المهاجر بن مسمار قال: أخبرتني عائشة بنت سعد عن سعد قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق مكة، وهو موجه إليها، فلما بلغ غدير خم وقف الناس، ثم ردّ من مضى، ولحقه من تخلف، فلما اجتمع الناس إليه قال "أيها الناس: هل بلغت؟ " قالوا: نعم، قال "اللهم اشهد" ثلاث مرات يقولها، ثم قال "أيها الناس من وليكم؟ " قالوا: الله ورسوله، ثلاثاً، ثم أخذ بيد عليّ فأقامه ثم قال "من كان الله ورسوله وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه".

ص: 5289

أخرجه النسائي في "الخصائص"(96) واللفظ له وابن جرير في "غدير خم"(البداية 5/ 212 - 213) والطحاوي في "المشكل"(1766)

ويعقوب بن جعفر ترجمه المزي في "التهذيب" ولم يذكر عنه راويا إلا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني فهو مجهول، وقال الطحاوي: ليس بالمشهور بالعلم، ولا عند أهله من أهل المثبت في الرواية.

- وقال إبراهيم بن المهاجر بن مسمار: عن أبيه عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: قال سعد: أما والله إني لأعرف عليا وما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم، أشهد لقال لعلي يوم غدير خم ونحن قعود معه، فأخذ بضبعه ثم قام به ثم قال "أيها الناس من مولاكم؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم عاد من عاداه، ووال من والاه" وذكر الحديث

أخرجه الهيثم بن كليب (106) وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء"(17)

وإبراهيم بن المهاجر قواه ابن معين، وضعفه النسائي وجماعة.

الرابع: يرويه خيثمة بن عبد الرحمن الكوفي قال: سمعت سعد بن مالك وقال له رجل: إنّ عليا يقع فيك أنّك تخلفت عنه. فقال سعد: والله إنّه لرأي رأيته، وأخطأ رأيي، إنّ علي بن أبي طالب أعطي ثلاثاً لأن أكون أعطيت إحداهن أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها، لقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم بعد حمد الله والثناء عليه "هل تعلمون أني أولى بالمؤمنين؟ " قلنا: نعم، قال "اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، وال من والاه، وعاد من عاداه" وذكر الحديث.

أخرجه الحاكم (3/ 116 - 117) من طريق محمد بن فضيل الكوفي ثنا مسلم الملائي عن خيثمة به.

قال الذهبي: سكت الحاكم عن تصحيحه ومسلم متروك"

الخامس: يرويه عبد الله بن شريك الكوفي عن الحارث بن مالك قال: أتيت مكة فلقيت سعد بن أبي وقاص فذكر الحديث وفيه طول وفيه: والرابعة: يوم غدير خم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبلغ ثم قال "يا أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ " ثلاث مرات، قالوا: بلى، قال "ادن عليّ" فرفع يده ورفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده حتى نظرت إلى بياض إبطيه فقال "من كنت مولاه فعليّ مولاه" حتى قالها ثلاث مرات.

أخرجه الهيثم بن كليب (63) واللفظ له

ص: 5290

عن أحمد بن شداد الترمذي

وابن أبي عاصم في "السنة"(1376)

عن أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي

قالا: ثنا علي بن قادم ثنا إسرائيل عن عبد الله بن شريك به.

وعلي بن قادم وعبد الله بن شريك مختلف فيهما، والحارث بن مالك قال النسائي: لا أعرفه، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.

السادس: يرويه عبد الله بن أبي نجيح المكي عن أبيه عن ربيعة الجُرَشي قال: ذكر عليّ عند معاوية وعنده سعد بن أبي وقاص، فقال له سعد: أيذكر عليّ عندك؟ إنّ له لمناقب أربع لأن يكون لي واحدة منهنّ أحب إلي من كذا وكذا ذكر حمر النعم، قوله "لأعطين الراية" وقوله "بمنزلة هارون من موسى" وقوله "من كنت مولاه" ونسي سفيان الرابعة.

أخرجه ابن أبي عاصم (1386) عن يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح به.

وابن كاسب مختلف فيه، والباقون كلهم ثقات.

وأما حديث طلحة فأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" والبزار (كشف 2528) والنسائي في "مسند علي"(تهذيب الكمال 9/ 200) عن أحمد بن عبدة الضبي ثنا حسين بن حسن ثنا رفاعة بن إياس الضبي عن أبيه عن جده أنّ عليا قال لطلحة: أنشدك بالله: أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من كنت مولاه فعليّ مولاه" قال: نعم.

وأخرجه المزي (9/ 200) من طريق أبي بكر بن فُوْرَك القباب أنا ابن أبي عاصم به.

وإسناده ضعيف، حسين بن حسن هو الأشقر وهو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وإياس بن نُذَير مجهول كما في "الميزان" و"التقريب".

وأما حديث ابن عباس فله عنه طرق:

الأول: يرويه أبو بَلْج يحيى الفزاري ثنا عمرو بن ميمون قال: إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة وهي فذكر حديثا طويلًا وفيه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال "من كنت مولاه فإنّ مولاه عليّ"

أخرجه أحمد (1/ 330 - 331 و 331) وفي "الفضائل"(1168) وابن أبي عاصم في

ص: 5291

"السنة"(1351) والبزار (كشف 2525 و 2536) والنسائي في "الخصائص"(24) والطحاوي في "المشكل"(3586) والطبراني في "الكبير"(12593) والآجري في "الشريعة"(1488 و 1527) والحاكم (3/ 132 - 134) من طريق أبي عَوَانة الوَضّاح بن عبد الله الواسطي ثنا أبو بلج به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: إسناده حسن، أبو بلج مختلف فيه: وثقه ابن معين وغيره، وضعفه البخاري وغيره، والوضاح وعمرو ثقتان (1).

الثاني: يرويه محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله عز وجل {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)} [المائدة: 67] نزلت في عليّ، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبلغ فيه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد علي فقال "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه"

أخرجه الشجري في "أماليه"(1/ 145 - 146)

والكلبي قال مسلم وجماعة: متروك الحديث.

الثالث: يرويه المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس مرفوعاً "من كنت مولاه فعليّ مولاه"

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(12/ 343 - 344) من طريق عبيد الله بن جعفر بن محمد الرازي ثنا عامر بن بشر ثنا أبو حسان الزيادي ثنا الفضل بن الربيع عن أبيه عن المنصور به.

والفضل بن الربيع هو ابن يونس حاجب هارون الرشيد، وأبوه الربيع بن يونس كان حاجب أبي جعفر المنصور، والمنصور هو أبو جعفر الخليفة العباسي واسمه عبد الله بن محمد بن علي.

وأبو حسان الزيادي اسمه الحسن بن عثمان بن حماد وثقه الخطيب.

وأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق:

الأول: يرويه داود بن يزيد الأودي عن أبيه قال: دخل أبو هريرة المسجد فاجتمعنا

(1) وقد أعل الحديث. انظر شرح علل الترمذي لابن رجب 2/ 688 ومنهاج السنة النبوية لابن تيمية 5/ 34 وميزان الاعتدال للذهبي 4/ 384

ص: 5292

إليه، فقام إليه شاب فقال: أنشدك بالله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه؟ فقال: نعم.

أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 68) وفي "مسنده"(المطالب 3930) عن شريك بن عبد الله القاضي عن داود الأودي به.

وأخرجه أبو يعلى (6423) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه البزار (كشف 2531) وابن جرير في "غدير خم"(البداية 5/ 213) وابن عدي (3/ 948 و 4/ 1327) من طرق عن شريك به (1).

وشريك مختلف فيه، وداود الأودي ضعفوه، لكنه لم ينفرد به بل تابعه ادريس بن يزيد أخوه عن أبيه عن أبي هريرة.

أخرجه البزار (كشف 2532) عن أحمد بن يحيى بن زكريا الصوفي ثنا رجل عن منصور بن أبي الأسود عن داود وادريس عن أبيهما عن أبي هريرة.

وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم (2).

ورواه عكرمة بن إبراهيم الأزدي عن ادريس عن أبيه عن أبي هريرة.

أخرجه البزار (كشف 2532) والطبراني في "الأوسط"(1115) وابن المقرئ في "المعجم"(18)

وعكرمة بن إبراهيم قال النسائي: ضعيف، وقال ابن معين: ليس بشيء.

الثاني: يرويه مطر الوراق عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمان عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير خم، لما أخذ

(1) تابعه عبد النور عن داود الأودي عن أبيه به.

أخرجه الشجري في "أماليه"(1/ 146)

(2)

هكذا رواه البزار عن أحمد بن يحيى الصوفي فقال: ثنا رجل، ولم يسمه، وقال: عن داود وإدريس عن أبيهما.

ورواه غير واحد عن أحمد بن يحيى الصوفي قال: ثنا علي بن ثابت الدهان. وقالوا: عن إدريس عن أخيه داود عن أبيهما، منهم:

1 -

أحمد بن علي بن الجارود.

2 -

محمد بن محمد بن الأشعث.

3 -

أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة.

أخرجه أبو موسى المديني في "اللطائف"(746 و 747)

ص: 5293

النبي صلى الله عليه وسلم بيد علي بن أبي طالب فقال "ألست ولي المؤمنين؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال "من كنت مولاه فعلي مولاه" فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم، فأنزل الله {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3].

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(8/ 290) والشجري في "أماليه"(1/ 42 و 146 و 259) من طريق أبي نصر حبشون بن موسى بن أيوب الخلال وأحمد بن عبد الله بن أحمد بن العباس بن سالم بن مهران المعروف بابن النيري قالا: ثنا علي بن سعيد الرملي ثنا ضَمْرة بن ربيعة القرشي عن ابن شَوْذب عن مطر به.

قال ابن كثير: حديث منكر جداً بل كذب لمخالفته لما ثبت في الصحيحين عن عمر بن الخطاب أنّ هذه الآية نزلت في يوم الجمعة يوم عرفة ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بها، وكذا قوله: إنّ صيام يوم الثامن عشر من ذي الحجة وهو يوم غدير خم يعدل صيام ستين شهرا، لا يصح لأنّه قد ثبت ما معناه في الصحيح أنّ صيام شهر رمضان بعشرة أشهر فكيف يكون صيام يوم واحد يعدل ستين شهرا هذا باطل.

وقد قال شيخنا الحافظ أبو عبد الله الذهبي بعد ايراده هذا الحديث: هذا حديث منكر جداً. ورواه حبشون الخلال وأحمد بن عبد الله بن أحمد النيري وهما صدوقان عن علي بن سعيد الرملي عن ضمرة. قال: وأما هذا الصوم فليس بصحيح ولا والله ما نزلت هذه الآية إلا يوم عرفة قبل غدير خم بأيام" البداية 5/ 214

قلت: ورواه أيضاً أبو محمد جعفر بن محمد بن نصر الخواص المعروف بالخلدي ثنا علي بن سعيد الرملي به.

أخرجه الشجري في "أماليه"(2/ 73)

الثالث: يرويه عمرو بن ثابت بن هُرْمز الكوفي عن السري بن إسماعيل عن الشعبي عن أبي هريرة قال: جاء رجل من الأنصار فقال: أنشدك بالله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعليّ مولاه؟ قال: نعم.

أخرجه ابن عدي (5/ 1773) في ترجمة عمرو بن ثابت وقال: الضعف على رواياته بين"

قلت: والسري بن إسماعيل الكوفي قال النسائي وغيره: متروك الحديث.

وأما حديث أنس فأخرجه الخطيب في "التاريخ"(7/ 377) من طريق الحسن بن علي بن سهل العاقولي ثنا حمدان بن المختار ثنا حفص بن عبيد الله بن عمر عن سفيان الثوري عن علي بن زيد عن أنس مرفوعاً "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه"

ص: 5294

قال ابن كثير: قال الذهبي: إسناده واه" البداية 5/ 214

قلت: علي بن زيد بن جُدعان قال ابن معين وجماعة: ضعيف.

وله طريق أخرى عند ابن البختري في "الأمالي"(15) وفي "حديثه"(269) والآجري (1525) وفيها مسلم بن كيسان الأعور وهو ضعيف.

وأما حديث أبي سعيد فأخرجه ابن أبي عاصم (1366)

عن الأعمش

والطبراني في "الأوسط"(8429)

عن فضيل بن مرزوق الكوفي

كلاهما عن عطية العوفي عن أبي سعيد مرفوعاً "من كنت مولاه فعليّ مولاه"

قال ابن كثير: قال شيخنا الذهبي: إسناده واه" البداية 5/ 214

قلت: عطية العوفي قال النسائي وغيره: ضعيف.

وأما حديث مالك بن الحويرث فأخرجه الطبراني (19/ 291) والآجري في "الشريعة"(1516) وابن عدي (6/ 2378) من طريق عمران بن أبان ثنا مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث ثني أبي عن جدي رفعه "من كنت مولاه فعليّ مولاه"

قال ابن عدي: هذا الحديث بهذا الإسناد عن مالك بن الحسن هذا لا يرويه عن مالك إلا عمران بن أبان الواسطي، وعمران بن أبان لا بأس به وأظن أنّ البلاء فيه من مالك بن الحسن هذا فإنّ هذا الإسناد بهذا الحديث لا يتابعه عليه أحد"

وقال ابن كثير: قال شيخنا الذهبي: إسناده واه" البداية 5/ 214

قلت: مالك بن الحسن ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الديوان": تفرد بالرواية عنه عمران بن أبان. فهو مجهول، وقال البغوي: ليس بمشهور، وقال الذهبي في "الميزان": منكر الحديث.

وأما حديث حبشي بن جنادة فأخرجه ابن أبي عاصم (1360) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 199)

عن علي بن بحر البغدادي

وابن عدي (3/ 1106 - 1107)

ص: 5295

عن محمد بن حميد الرازي

قالا: ثنا سلمة بن الفضل ثنا سليمان بن قَرْم الضبي عن أبي إسحاق قال: سمعت حبشي بن جنادة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي يوم غدير خم "من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأعز من أعانه" اللفظ لابن عدي

وسليمان بن قرم مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، وأبو إسحاق السبيعي اختلط بأخرة ولم أر أحدا صرح بسماع سليمان بن قرم منه أهو قبل الاختلاط أم بعده.

وأما حديث ابن عمر فله عنه طريقان:

الأول: يرويه عمر بن شبيب المسلي عن عبد الله بن عيسى عن عطية عن ابن عمر مرفوعاً "من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه"

أخرجه ابن عدي (5/ 1691)

بإسناده ضعيف لضعف عمر بن شبيب.

الثاني: يرويه جميل بن عمارة الوالبي عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه مرفوعاً "من كنت مولاه فعليّ مولاه"

أخرجه ابن أبي عاصم (1357) عن محمد بن عوف الطائي ثنا عبيد الله بن موسى ثنا إسماعيل بن نشيط عن جميل بن عمارة به.

وأخرجه ابن جرير في "غدير خم"(البداية 5/ 213) عن محمد بن عوف به.

إلا أنّه وقع عنده: عن سالم بن عبد الله بن عمر -قال ابن جرير: أحسبه قال: عن عمر وليس في كتابي- وزاد "اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه".

ورواه يونس بن بكير الشيباني عن إسماعيل بن نشيط ولم يسم ابن عمر.

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/375) وقال: في إسناده نظر"

وقال ابن كثير: وهذا حديث غريب بل منكر وإسناده ضعيف، قال البخاري في جميل بن عمارة هذا: فيه نظر"

قلت: وإسماعيل بن نشيط مختلف فيه: قال أبو حاتم: ليس بالقوي شيخ مجهول، وقال أبو زرعة: صدوق.

وأما حديث جابر فأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 59) وفي "مسنده"(المطالب 3929)

ص: 5296

وعنه ابن أبي عاصم (1356) قال: ثنا المطلب بن زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر مرفوعاً "من كنت مولاه فعليّ مولاه".

وأخرجه الآجري في "الشريعة"(1519) من طريق عبد الله بن عمر الكوفي ثنا المطلب به.

وأخرجه ابن عساكر في "معجم الشيوخ"(1042) والذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 234 - 235) من طريق أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج ثنا المطلب به.

قال ابن عساكر: هذا حديث غريب من حديث ابن عقيل، تفرد به المطلب بن زياد الكوفي الثقفي عنه"

وقال الذهبي: وهو حديث صالح الإسناد"

وقال ابن كثير: قال شيخنا الذهبي: هذا حديث حسن" البداية 5/ 213

قلت: ابن عقيل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، والمطلب (1) مختلف فيه أيضاً: وثقه أحمد وغيره، وضعفه ابن سعد وغيره

وللحديث طريق أخرى عند الطبراني في "مسند الشاميين"(2128) قال: ثنا مطلب بن شعيب ثنا عبد الله بن صالح ثني ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة وبكر بن سوادة عن قبيصة بن ذؤيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر: فذكر حديثا وفيه "اللهم من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه"

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

وأما حديث أبي أيوب فأخرجه ابن أبي شيبة (12/ 60) وأحمد (5/ 419) وابن أبي عاصم (1355) وأبو القاسم البغوي في "الصحابة"(1822) والطبراني في "الكبير"(4052 و 4053) والآجري (1517) من طرق عن حنش بن الحارث بن لقيط النخعي الأشجعي عن رِياح بن الحارث قال: جاء رهط إلى عليّ بالرحبة فقالوا: السلام عليكم يا مولانا، قال: كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب؟ قالوا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول "من كنت مولاه فإنّ هذا مولاه"

قال رياح: فلما مضوا تبعتهم، فسألت: من هؤلاء؟ قالوا: نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري.

(1) تابعه عمرو بن ثابت بن أبي المقدام الكوفي عن عبد الله بن محمد بن عقيل به.

أخرجه الآجري في "الشريعة"(1518)

وعمرو قال ابن معين وغيره: ليس بثقة.

ص: 5297

وإسناده صحيح.

وأما حديث البراء فله عنه طريقان:

الأول: يرويه علي بن زيد بن جُدْعان عن عدي بن ثابت عن البراء قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا: الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلّى الظهر وأخذ بيد عليّ فقال "ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم" قالوا: بلى، قال "ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه" قالوا: بلى، قال: فأخذ بيد علي فقال "من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه"

قال: فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.

أخرجه ابن أبي شيبة (12/ 78) وأحمد (4/ 281) وفي "الفضائل"(1016)

عن عفان بن مسلم الصفار

وابن ماجه (116)

عن أبي الحسين زيد بن الحباب

وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(4/ 281)

عن هُدْبة بن خالد البصري

والآجري (1524)

عن حجاج بن منهال البصري

أربعتهم عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد به.

ورواه ابن أبي عاصم في "السنة"(1363) وأبو يعلى والحسن بن سفيان في مسنديهما كما في "البداية"(5/ 209 - 210) عن هدبة بن خالد عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد وأبي هارون العبدي عن عدي بن ثابت عن البراء.

وهكذا رواه أبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي عن حماد به.

أخرجه ابن جرير في "غدير خم"(البداية 5/ 210) عن أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي عن أبي سلمة التبوذكي.

ورواه عمران بن عبد الرحيم عن زيد بن عوف وأبي سلمة التبوذكي عن حماد ولم يذكر أبا هارون.

ص: 5298

أخرجه الشجري في "أماليه"(1/ 145)

قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان" المصباح 1/ 19

قلت: وأبو هارون العبدي واسمه عُمارة بن جُوين قال النسائي وغيره: متروك الحديث.

الثاني: يرويه أبو حنيفة سعيد بن بيان سابق الحاج عن أبي إسحاق السبيعي عن البراء قال: لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم الغدير قام في الظهيرة، فأمر بقم الشجرات، ثم جمعت له أحجار، وأمر بلالاً فنادى في الناس، فاجتمع المسلمون، فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على تلك الأحجار، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال "أيها الناس من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأبغض من أبغضه، وأحب من أحبه، وعز من نصره".

قال أبو إسحاق: قال البراء: في يوم صائف شديد حره، حتى جعل الرجل منا بعض ثوبه تحت قدمه، وبعضه على رأسه. فلما همّ بالنزول قال "ألستم تشهدون أني أولى بكم من أنفسكم؟ " قالوا: بلى. قال "فمن كنت مولاه فعليّ مولاه".

أخرجه الدولابي في "الكنى"(1/ 160) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(1/ 244) واللفظ له من طريق إبراهيم بن محمد بن ميمون ثنا أبو حنيفة به.

وإبراهيم بن محمد بن ميمون ترجمه الحافظ في "اللسان" وقال: ذكره الأسدي في "الضعفاء" وقال: إنّه منكر الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ونقلت من خط شيخنا أبي الفضل الحافظ أنّ هذا الرجل ليس بثقة.

وشيخه ذكر الخطيب الحديث في ترجمته وقال: لا نعلم أسند غير هذا الحديث الواحد.

وأما حديث أسعد بن زرارة فأخرجه الخطيب في "الموضح"(1/ 191) من طريق ابن عقدة ثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم الأشعري ثنا أبي ثنا مثنى بن القاسم الحضرمي عن هلال أبي أيوب بن مقلاص الصيرفي عن أبي كثير الأنصاري عن عبد الله بن أسعد بن زرارة عن أبيه مرفوعاً "من كنت مولاه فعليّ مولاه"

محمد بن المفضل وأبوه والمثنى بن القاسم لم أر من ترجمهم.

وأما حديث حذيفة بن أسيد فأخرجه الطبراني في "الكبير"(3052) من طريق زيد بن الحسن الأنماطي ثنا معروف بن خَرَّبُوذ عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد قال: فذكر حديثا طويلا وفيه "أيها الناس إنّ الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا مولاه -يعني عليا- اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه"

ص: 5299

زيد بن الحسن مختلف فيه: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: منكر الحديث.

ومعروف بن خربوذ مختلف فيه كذلك: ذكره ابن حبان في "الثقات"، واحتج به الشيخان، وضعفه ابن معين وغيره.

لكنّه لم ينفرد به بل تابعه عبد الله بن سنان عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد وعامر بن ليلى بن ضمرة قالا: لما صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع، فذكرا الحديث.

أخرجه ابن عقدة في "الموالاة"(الإصابة 5/ 296)

قال الحافظ: وأخرجه أبو موسى من طريق ابن عقدة وقال: غريب جداً"

وأما حديث عمارة فأخرجه البزار (كشف 2530) عن محمد بن عثمان بن كرامة الكوفي ثنا عبيد الله بن موسى عن إسماعيل بن نشيط عن جميل بن عمارة قال: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، وهو آخذ بيد علي "من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه"

وقال: لا نعلم روى عن جميل بن عمارة إلا إسماعيل"

قلت: وهو مختلف فيه كما تقدم، وجميل قال البخاري: فيه نظر.

وأما حديث عمار بن ياسر فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(6228) عن محمد بن علي الصائغ ثنا خالد بن يزيد العمري ثنا إسحاق بن عبد الله بن محمد بن علي بن حسين عن الحسن بن زيد عن أبيه زيد بن الحسن عن جده قال: سمعت عمار بن ياسر يقول: وقف على عليّ بن أبي طالب سائل وهو راكع في تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه بذلك، فنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)} [المائدة: 55] فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال "من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه"

وقال: لا يُروى هذا الحديث عن عمار بن ياسر إلا بهذا الإسناد، تفرد به خالد بن يزيد" (1)

(1) قلت: له إسناد آخر. قال ابن عقدة في "الموالاة"(تهذيب الكمال 33/ 284): ثنا الحسين بن عبد الرحمن بن محمد الأزدي عن أبيه عن علي بن عابس عن عمرو بن عمير أبي الخطاب الهجري عن زيد بن وهب الهجري عن أبي نوح الحميري عن عمار قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول: فذكره.

وإسناده ضعيف لضعف علي بن عابس الكوفي.

ص: 5300

قلت: كذبه ابن معين وأبو حاتم وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات.

وأما حديث يعلي بن مرة فأخرجه ابن عقدة في "الموالاة"(الإصابة 5/ 296 - 297) وأبو موسى المديني (1)(أسد الغابة 3/ 139) من طريق عمر بن عبد الله بن يعلي بن مرة عن أبيه عن جده مرفوعاً "من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه"

فلما قدم عليّ الكوفة نشد الناس: من سمع النبي صلى الله عليه وسلم، فانتشد له بضعة عشر رجلاً، فيهم: عامر بن ليلى الغفاري.

وإسناده ضعيف لضعف عمر بن عبد الله.

وأما حديث العدة الذين لم يسموا فأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(5/ 363 - 364) من طريق عمر بن شبة ثني عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب ثني يزيد بن عمر بن مورق قال: كنت بالشام وعمر بن عبد العزيز يعطي الناس، فتقدمت إليه فقال لي: ممن أنت؟ قلت: من قريش، قال: من أي قريش؟ قلت: من بني هاشم، قال: من أي بني هاشم؟ قال: فسكت. فقال: من أي بني هاشم؟ قلت: مولى عليّ، قال: من علي، فسكت، قال: فوضع يده على صدري وقال: وأنا والله مولى علي بن أبي طالب، ثم قال: حدثني عدة أنهم سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم يقول "من كنت مولاه فعليّ مولاه".

وقال: غريب من حديث عمر، تفرد به عمر بن شبة عن عيسى"

قلت: وعيسى قال الدارقطني: متروك الحديث.

وأما حديث أبي ذؤيب فأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(6779) عن أبي بكر أحمد بن محمد بن موسى ثنا محمد بن سهل بن الحسن العطار ثني عبد الله بن محمد البلوي ثنا عمارة بن زيد ثنا عبد الله بن العلاء ثنا محمد بن مخشي العدواني عن الأخنس بن زهير عن أبي ذؤيب قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم وقد نصب علي بن أبي طالب للناس وهو يقول "من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه"

فيه من لا يعرف.

(1) أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 290) عن أبي موسى أنا حمزة بن العباس العلوي أبو محمد أنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني أنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ثنا عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة أنا الحسن بن زياد بن عمر أنا عمر بن سعيد البصري عن عمر بن عبد الله بن يعلى به.

ص: 5301

3741 -

حديث أبي سعيد مرفوعاً "من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة، وإن دخل الجنة لبسه أهل الجنة، ولم يلبسه هو"

قال الحافظ: أخرجه الطيالسي وصححه ابن حبان" (1)

وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه أحمد والنسائي وصححه الحاكم" (2)

أخرجه الطيالسي (ص 294) عن هشام الدَّستُوائي عن قتادة عن داود السَّرَّاج عن أبي سعيد به مرفوعاً.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 246) وفي "المشكل"(4845) عن بكار بن قتيبة البكراوي عن الطيالسي به.

وأخرجه الخطيب في "المدرج"(1/ 589) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني عن الطيالسي به.

وأخرجه أحمد (3/ 23) ومن طريقه المزي (8/ 471)

عن يحيى بن سعيد القطان

والنسائي في "الكبرى"(9611) والطحاوي في "المشكل"(4849) وابن حبان (5437) والحاكم (4/ 191) والخطيب في "المدرج"(1/ 589 - 590)

عن معاذ بن هشام الدستوائي

وابن عبد البر في "التمهيد"(15/ 8)

عن مسلم بن إبراهيم الفراهيدي

ثلاثتهم عن هشام الدستوائي عن قتادة به.

- ورواه شعبة عن قتادة واختلف عنه:

• فرواه الطيالسي عن شعبة عن قتادة عن داود السراج عن أبي سعيد مرفوعاً.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(9608) والطحاوي في "المشكل"(4847) والخطيب في "المدرج"(1/ 587)

• ورواه يحيى بن سعيد القطان عن شعبة عن قتادة عن أبي داود عن أبي سعيد مرفوعاً.

(1) 12/ 129 (كتاب الأشربة - باب رقم 1)

(2)

12/ 405 (كتاب اللباس - باب لبس الحرير للرجال)

ص: 5302

أخرجه النسائي (9607) والطحاوي في "المشكل"(4846)

وقال النسائي: هذا خطأ، والصواب: داود السراج"

• ورواه غير واحد عن شعبة عن قتادة عن داود السراج عن أبي سعيد موقوفاً، منهم:

1 -

شَبَابة بن سَوّار المدائني.

أخرجه النسائي (9609)

2 -

يحيى بن أبي بكير الكرماني.

أخرجه النسائي (9610) والطحاوي (4848)

3 -

علي بن الجَعْد الجوهري.

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1010) والخطيب في "الكفاية"(ص 334) وفي "المدرج"(1/ 589) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3101)

4 -

محمد بن جعفر غُنْدر.

أخرجه الخطيب في "المدرج"(1/ 588)

5 -

أبو معاوية محمد بن خازم الضرير.

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 353 - 354)

والأول أصح لأنّ الرفع زيادة من ثقة وهي مقبولة (1).

وقال الحاكم: صحيح"

قلت: رواته ثقات غير داود السراج ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال ابن المديني: مجهول لا أعرفه، وقال الذهبي في "الميزان": وعنه قتادة فقط.

وللفقرة الأولى من الحديث شاهد عن جماعة من الصحابة، وأما الفقرة الثانية منه فلم أرها إلا في هذا الحديث، والله تعالى أعلم.

وللحديث طريق أخرى عن أبي سعيد عند ابن البختري في "حديثه"(624)

وفيه سيف بن مسكين الأسواري ويزيد الرقاشي وهما ضعيفان.

(1) قال شعبة: قال هشام الدستوائي -وكان أحفظ عن قتادة وأكثر مجالسة له مني-: هو عن النبي صلى الله عليه وسلم"

السنن الكبرى للنسائي 5/ 471 - المدرج للخطيب 1/ 589

ص: 5303

3742 -

"من لبس ثوبا جديدا فقال: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي، ثم عمد إلى الثوب الذي أخلق فتصدق به كان في حفظ الله وفي كنف الله حيا وميتا"

قال الحافظ: وأخرج الترمذي وابن ماجه وصححه الحاكم من حديث عمر رفعه: فذكره" (1)

ضعيف

وله عن عمر طريقان:

الأول: يرويه أصبغ بن زيد الوراق قال: ثنا أبو العلاء الشامي عن أبي أمامة قال: لبس عمر بن الخطاب ثوبا جديدا فقال: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من لبس ثويا جديدا فقال: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي، ثم عمد إلى الثوب الذي أخلق أو قال ألقى فتصدق به كان في كنف الله وفي حفظ الله وفي ستر الله حيا وميتا" قالها ثلاثاً.

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 453 و 10/ 401 - 402) وأحمد (1/ 44) وعبد بن حميد (18) عن يزيد بن هارون الواسطي أنا أصبغ بن زيد به.

وأخرجه ابن ماجه (3557) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه ابن الجوزي في "العلل"(1130) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به.

وأخرجه الترمذي (3560) وابن السني (272) والمزي (34/ 157 - 158) من طرق عن يزيد بن هارون به.

قال الترمذي: هذا حديث غريب"

وقال الدارقطني: أبو العلاء هذا مجهول، والحديث غير ثابت"

وقال ابن الجوزي: هذا الحديث لا يصح. وأعله بأصبغ بن زيد وبأبي العلاء الشامي.

قلت: أصبغ مختلف فيه.

(1) 12/ 420 (كتاب اللباس- باب ما يدعى لمن لبس ثوبا جديدا)

ص: 5304

الثاني: يرويه علي بن يزيد الألهاني عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة أنّ عمر بن الخطاب دعا بقميص له جديد ولبسه فلا أحسبه بلغ تراقيه حتى قال الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي، ثم قال: أتدرون لم قلت هذا؟ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بثياب له جدد فلبسها، فلا أحسبها بلغت تراقيه حتى قال مثل ما قلت، ثم قال "والذي نفسي بيده ما من عبد مسلم يلبس ثوبا جديدا ثم يقول مثل ما قلت ثم يعمد إلى سَمَل من أخلاقه التي وضع فيكسوه انسانا مسكينا، فقيرا مسلما لا يكسوه إلا لله عز وجل إلا كان في حرز الله، وفي ضمان الله، وفي جوار الله ما دام عليه منها سلك واحد حيا وميتا حيا وميتا حيا وميتا"

أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(749) عن يحيى بن أيوب المصري أنّ عبيد الله بن زَحْر حدّثه عن علي بن يزيد به.

ومن طريقه أخرجه الحاكم (4/ 193) والبيهقي في "الشعب"(5873)

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(393) من طريق سعيد بن أبي مريم الجمحي أنبا يحيى بن أيوب به.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الشكر"(75) عن علي بن الجَعْد الجوهري ثنا ياسين الزيات عن عبيد الله بن زحر به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب"(5874)

وقال: إسناد هذا الحديث غير قوي"

وقال الحاكم: هذا حديث لم يحتج الشيخان بإسناده"

قلت: إسناده ضعيف لضعف علي بن يزيد.

3743 -

"من لبس ثوبا فقال: الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر الله له ما تقدم من ذنبه"

قال الحافظ: وأخرج أحمد والترمذي وحسنه من حديث معاذ بن أنس رفعه: فذكره" (1)

أخرجه البخاري في "الكبير"(4/ 1/ 360 - 361)

عن إسحاق بن راهوية

(1) 12/ 420 (كتاب اللباس - باب ما يدعى لمن لبس ثوبا جديدا)

ص: 5305

وأبو داود (4023) ومن طريقه البيهقي في "الشعب"(5872)

عن نُصير بن الفرج الأسَلِي

وأبو يعلى (1488) وفي "المفاريد"(6) وابن السني (271 و 467)

عن أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني

وأبو يعلى (1498) وفي "المفاريد"(6) وابن السني (271 و 467)

عن أبي عبد الله أحمد بن إبراهيم الدورقي

وابن السني (271 و 467)

عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي

والطبراني في "الكبير"(20/ 181) وفي "الدعاء"(396) ومن طريقه الحافظ في "النتائج"(1/ 119 - 120)

عن بشر بن موسى الأسدي

والحاكم (1/ 507) والبيهقي في "الدعوات"(433 و 456) وفي "الشعب"(5872) وفي "الآداب"(778)

عن عبد الصمد بن الفضل البلخي

كلهم عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا سعيد بن أبي أيوب ثني أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه مرفوعاً "من أكل طعاما فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومن لبس ثوبا فقال: الحمد لله الذي كساني هذا الثوب ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر".

ورواه أحمد (3/ 439) عن أبي عبد الرحمن المقرئ بالفقرة الأولى منه فقط.

ورواه الدارمي (2590) عن أبي عبد الرحمن المقرئ بالفقرة الثانية منه فقط.

ورواه الترمذي (3458) عن محمد بن إسماعيل البخاري عن أبي عبد الرحمن المقرئ بالفقرة الأولى منه فقط.

واختلف فيه على أبي عبد الرحمن المقرئ، فرواه السري بن خزيمة الأبِيْوَرْدِي عن أبي عبد الرحمن المقرئ ثنا يحيى بن أيوب عن أبي مرحوم عن سهل بن معاذ عن أبيه.

ص: 5306

أخرجه الحاكم (4/ 192 - 193)

وقال: صحيح الإسناد"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: أبو مرحوم ضعيف"

قلت: الأول أصح.

قال الترمذي: حسن غريب"

وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري"

وقال الحافظ: حديث حسن"

قلت: أبو مرحوم مختلف فيه: ضعفه ابن معين وغيره، وقواه النسائي وغيره، ولم يخرج له البخاري شيئاً.

وسهل بن معاذ مختلف فيه كذلك: ضعفه ابن معين، ووثقه العجلى، واختلف فيه قول ابن حبان، ولم يخرج له البخاري شيئاً.

ولم ينفرد أبو عبد الرحمن المقرئ به بل تابعه ابن وهب أني سعيد بن أبي أيوب بالفقرة الأولى منه فقط.

أخرجه ابن ماجه (3285)

3744 -

"من لعب بالنردشير فكأنما غمس يده في لحم خنزير"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه مسلم (2260) من حديث بريدة.

3745 -

"من لعق العسل ثلاث غدوات في كل شهر لم يصبه عظيم بلاء"

قال الحافظ: وقد أخرج أبو نعيم في "الطب النبوي" بسند ضعيف من حديث أبي هريرة رفعه، وابن ماجه بسند ضعيف من حديث جابر رفعه: فذكره" (2)

ضعيف

أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(3/ 2/ 54 - 55) وابن ماجه (3450) والدولابي (1/ 185) وأبو يعلى (6415) والعقيلي (3/ 40) وابن حبان في "المجروحين"(1/ 313)

(1) 6/ 163 (كتاب الهبة - باب لا يحل لاحد أن يرجع في هبته وصدقته)

(2)

12/ 245 (كتاب الطب - باب الدواء بالعسل)

ص: 5307

والطبراني في "الأوسط"(410) وابن عدي (3/ 1080) وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 215) والمزي في "التهذيب"(10/ 438) من طرق عن سعيد بن زكريا أبي عمرو المدائني ثنا الزبير بن سعيد الهاشمي عن أبي سالم عبد الحميد بن سالم عن أبي هريرة به مرفوعا.

قال البخاري: عبد الحميد بن سالم لا نعرف سماعه من أبي هريرة"

وقال العقيلي: ليس له أصل عن ثقة"

وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح"

وقال البوصيري: هذا إسناد فيه لين وانقطاع" مصباح الزجاجة 4/ 54

قلت: وعلته الزبير بن سعيد فإنّه ضعيف كما قال ابن معين وابن المديني والنسائي وغيرهم، ولم يثبت أنّ ابن معين وثقه.

تنبيه: لم أر الحديث في سنن ابن ماجه عن جابر وإنما هو عن أبي هريرة.

3746 -

عن ابن عمر قال بعثني خالي عثمان بن مظعون في حاجة فاستأذنت النبي صلى الله عليه وسلم فأذن لي وقال "من لقيت فقل لهم: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن ترجعوا"

قال: فلا والله ما عطف عليّ منهم اثنان.

قال الحافظ: رواه الطبراني بإسناد صحيح" (1)

حسن

أخرجه الطبراني في "الكبير"(13369) و"الأوسط"(5295) عن محمد بن نصر الصائغ ثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري ثنا عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: بعثني خالي عثمان بن مظعون لآتيه بلحاف، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنته وهو بالخندق فأذن لي، وقال لي "من لقيت فقل لهم: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن ترجعوا" وكان ذلك في برد شديد، فخرجت فلقيت الناس فقلت لهم: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن ترجعوا، قال: فلا والله ما عطف عليّ اثنان أو واحد.

وقال: لم يرو هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر إلا عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَردي"

وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 6/ 135

قلت: وإسناده حسن، الدراوردي ومن دونه صدوقون، وعبيد الله ونافع ثقتان.

(1) 8/ 406 (كتاب المغازي - باب غزوة الخندق)

ص: 5308

3747 -

"من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا"

سكت عليه الحافظ (1).

ضعيف

روي من حديث ابن عباس ومن حديث أنسر ومن حديث عمران بن حُصين ومن حديث ابن عمر ومن حديث الحسن البصري مرسلاً

فأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(17340) والطبراني في "الكبير"(11025) والقضاعي (509) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم الضرير عن ليث عن طاوس عن ابن عباس به مرفوعاً.

قال العراقي: إسناده لين" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 1/ 338

قلت: إسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم.

وأما حديث أنس فأخرجه الواحدي في "الوسيط"(3/ 421) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي ثنا عمر بن شاكر عن أنس به مرفوعاً.

وإسناده ضعيف لضعف عمر بن شاكر، والطرائفي مختلف فيه.

وأما حديث عمران فأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (17339) عن محمد بن هارون المخرمي الفلاس ثنا عبد الرحمن بن نافع أبو زياد ثنا عمر بن أبي عثمان ثنا الحسن عن عمران قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: 45] قال "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له"

وإسناده ضعيف، الحسن قال ابن المديني وغيره: لم يسمع من عمران، وقال الحاكم وغيره: سمع منه.

وعلى فرض صحة سماعه منه فإنه كان مدلسًا ولم يذكر سماعا من عمران.

وعمر بن أبي عثمان أظنه المترجم في "الجرح والتعديل"(3/ 1/ 123) ولم يذكر ابن أبي حاتم فيه جرحًا ولا تعديلا.

وقد خولف كما سيأتي.

وأما حديث ابن عمر فأخرجه الخطيب في "الرواة عن مالك" كما في "الدر المنثور"(6/ 465)

(1) 17/ 157 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران: 28])

ص: 5309

وأما حديث الحسن فله عنه طريقان:

الأول: يرويه هشيم عن يونس بن عبيد عن الحسن به مرفوعاً.

أخرجه القضاعي (508) من طريق مقدام بن داود الرُّعَيْني ثنا علي بن معبد ثنا هشيم به.

قال العراقي: رواه علي بن معبد في كتاب "الطاعة والمعصية" من حديث الحسن مرسلاً بإسناد صحيح، ووصله ابن مردويه في "تفسيره" بذكر عمران بن حصين، والمرسل أصح" 1/ 338

قلت: هشيم مدلس وقد عنعن، ومقدام بن داود قال النسائي: ليس بثقة.

الثاني: يرويه إسماعيل بن مسلم المكي عن الحسن مرفوعاً.

أخرجه الطبري (20/ 155) وابن الأعرابي (1954) والبيهقي في "الشعب"(2992) من طرق عن إسماعيل به.

وإسناده ضعيف لضعف اسماعيل.

3748 -

"من لم يأخذ شاربه فليس منا"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي والنسائي من حديث زيد بن أرقم مرفوعاً: فذكره، وسنده قوي، وأخرج أحمد من طريق يزيد بن عمرو نحوه وزاد "حلق العانه وتقليم الأظفار"(1)

صحيح

أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 564 - 565) وفي "مسنده"(518) وأحمد (4/ 366 و 368) ومحمد بن أسلم الطوسي في "الأربعين"(41) وعبد بن حميد (264) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(3/ 233) والترمذي (2761) والنسائي (1/ 19 و 8/ 112) وفي "الكبرى"(14 و 9293) والخلال في "السنة"(1451) وابن حبان (1481و 5477) والطبراني في "الكبير"(5033 و 5034 و 5036) وفي "الأوسط"(7882) وابن عدي (6/ 2361) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(214) وابن أبي زمنين في "أصول السنة"(175) وأبو نعيم في "الصحابه"(2980) والقضاعي (356 و 357 و 358) والبيهقي في "الشعب"(6024) وفي "الآداب"(831) والخطيب في "التاريخ"(11/ 324 و 325) وفي "الجامع"(864) وابن عبد البر في "التمهيد"(21/ 63 و 24/ 144) وأبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء"(ص 28)

(1) 12/ 456 (كتاب اللباس - باب قص الشارب)

ص: 5310

والمزي (5/ 406) من طرق كثيرة عن يوسف بن صهيب الكوفى عن حبيب بن يسار عن زيد بن أرقم به مرفوعاً.

ورواه خلاد بن يحيى الكوفي عن يوسف بن صهيب عن حبيب بن يسار عن أبي رملة عن زيد بن أرقم.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(1349)

والأول أصح.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

قلت: وهو كما قال.

ولم ينفرد يوسف بن صهيب به بل تابعه:

1 -

الزِّبْرِقان بن عبد الله السراج.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(5035) وفي "الأوسط"(3051) وفي "الصغير"(278) وابن عدي (6/ 2360) من طرق عن مصعب بن سلام التميمي عن الزبرقان به.

ورواه إسحاق بن موسى بن حماد الأسدي عن مصعب بن سلام عن الزبرقان عن أبي رزين عن زيد بن أرقم.

أخرجه ابن عدي (6/ 2360)

وقال: أظن أنّ أبا رزين هذا هو حبيب بن يسار"

وقال أبو زرعة: منكر، إنما روى هذا يوسف بن صهيب، وأنكره عن الزبرقان"

سؤالات البرذعي 2/ 332

2 -

زكريا بن يحيى البدي.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(526)

والبدي قال ابن معين وغيره: ليس بثقة.

وأما الحديث الآخر الذي أشار إليه الحافظ فأخرجه أحمد (5/ 410) عن حسن بن موسى الأشيب ثنا ابن لهيعة ثنا يزيد بن عمرو المَعَافري عن رجل من بني غفار مرفوعاً "من لم يحلق عانته ويقلم أظفاره ويجز شاربه فليس منا"

وإسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة.

ص: 5311

3749 -

"من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له"

قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن من حديث عبد الله بن عمر عن أخته حفصة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، لفظ النسائي، ولأبي داود والترمذي "من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له" واختلف في رفعه ووقفه، ورجح الترمذي والنسائي الموقوف بعد أن أطنب النسائي في تخريج طرقه، وحكى الترمذي في "العلل" عن البخاري ترجيح وقفه، وعمل بظاهر الإسناد جماعة من الأئمة فصححوا الحديث المذكور، منهم: ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وابن حزم، وروى له الدارقطني طريقا آخر وقال: رجالها ثقات" (1)

يرويه ابن شهاب الزهري واختلف عنه:

- فقال عبد الله بن وهب: ثني ابن لهيعة ويحيى بن أيوب عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن حفصة مرفوعاً "من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له"

وفي لفظ "من لم يجمع الصيام"

أخرجه أبو داود (2454) ومن طريقه البيهقي في "المعرفة"(6/ 229)

عن أحمد بن صالح المصري

وابن خزيمة (1933) والطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 54) والدارقطني (2/ 172) والخطيب في "التاريخ"(3/ 92 - 93)

عن يونس بن عبد الأعلى المصري

والبيهقي (4/ 202)

عن الربيع بن سليمان المصري

وابن خزيمة (3/ 212)

عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم المصري

كلهم عن ابن وهب (2) به.

قال الدارقطني: رفعه عبد الله بن أبي بكر عن الزهري وهو من الثقات الرفعاء"

(1) 5/ 44 (كتاب الصوم- باب إذا نوى بالنهار صوما)

(2)

وهو في "الموطأ"(284) له.

ص: 5312

وقال البيهقي: وعبد الله بن أبي بكر أقام إسناده ورفعه وهو من الثقات الأثبات"

وأخرجه البغوي في "شرح السنة"(1744) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1839) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 208) من طريق الحاكم ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني قال: قرئ على ابن وهب: حدثك يحيى بن أيوب وغيره عن عبد الله بن أبي بكر عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه عن حفصة مرفوعاً "من لم يجمع"

قال ابن وهب: وقال الليث بن سعد مثل ذلك.

قال الحاكم: قد احتج البخاري في "الجامع" بيحيى بن أيوب المصري في مواضع، وهذا حديث صحيح على شرطه.

وقول ابن وهب: فقال الليث مثل ذلك، إشارة إلى أنّ الليث رواه عن عبد الله بن أبي بكر كذلك، فيصح أيضاً على شرط مسلم. وقد احتج به أبو بكر بن إسحاق في الصحيح.

وروى معمر وسفيان هذا موقوفاً على حفصة، وعبد الله بن أبي بكر ثقة، وقد رفعه، والزيادات عن الثقات مقبولة"

وتعقبه الحافظ فقال: لم يحتج البخاري بيحيى بن أيوب وهو الغافقي المصري وثقه جماعة، وقال النسائي: ليس بالقوي، وإنما يخرج له البخاري في المتابعات، ولم ينفرد به كما يوهمه كلام الحاكم، بل أخرج له مسلم أيضاً، والغير المبهم هو ابن لهيعة"

ولم ينفرد ابن وهب به بل تابعه:

1 -

الليث بن سعد.

أخرجه البيهقي (4/ 213) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير المصري ثنا الليث بن سعد وابن وهب عن يحيى بن أيوب عن عبد الله بن أبي بكر به.

وأخرجه النسائي (4/ 166) وفي "الكبرى"(2641)

عن شعيب بن الليث بن سعد

وابن نصر في "السنة"(118) والطحاوي (2/ 54)

عن عبد الله بن صالح المصري

والطبراني في "الكبير"(23/ 196 - 199) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 210)

ص: 5313

عن عبد الله بن عبد الحكم المصري

ثلاثتهم عن الليث بن سعد عن يحيى بن أيوب عن عبد الله بن أبي بكر به.

قال عبد الله بن صالح: رواه الليث عن عبد الله بن أبي بكر، وسمعته من يحيى بن أيوب عنه"

ورواه سعيد بن شُرَحبيل الكوفي عن الليث بن سعد فلم يذكر الزهري.

أخرجه الدارمي (1705) والنسائي (4/ 166) وفي "الكبرى"(2640) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(2/ 80)

وقال: هذا حديث حسن"

قلت: حديث ابن بكير ومن تابعه أصح.

2 -

أشهب بن عبد العزيز القيسي.

أخرجه النسائي (4/ 166) وفي "الكبرى"(2642) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري عن أشهب قال: أخبرني يحيى بن أيوب وذكر آخر أن عبد الله بن أبي بكر حدثهما عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه عن حفصة مرفوعاً به.

3 -

سعيد بن أبي مريم الجمحي.

أخرجه البخاري في "الأوسط"(1/ 134) ثنا ابن أبي مريم أنا يحيى بن أيوب عن عبد الله بن أبي بكر عن ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر عن حفصة به مرفوعاً.

وأخرجه الترمذي (730) وفي "العلل"(1/ 348) وابن نصر في "السنة"(117) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(676) والبيهقي (4/ 202 و 221) وفي "المعرفة"(6/ 228 - 229) وفي "الصغرى"(1292) والبغوي في "شرح السنة"(1744) من طرق عن سعيد بن أبي مريم به.

قال الترمذي: قال البخاري: هذا خطأ، وهو حديث فيه اضطراب، والصحيح عن ابن عمر موقوف، ويحيى بن أيوب صدوق"

4 -

المُفَضّل بن فَضالة بن عبيد المصري ثني يحيى بن أيوب به.

أخرجه الذهبي في "تذكرة الحفاظ"(1/ 252)

5 -

عبد الله بن يوسف التِّنِّيسي.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(2/ 54)

ص: 5314

عن يونس بن عبد الأعلى المصري

والطبراني في "الكبير"(23/ 209)

عن بكر بن سهل الدمياطي

قالا: ثنا عبد الله بن يوسف ثنا ابن لهيعة ثنا عبد الله بن أبي بكر عن ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر عن حفصة مرفوعاً.

واختلف فيه على ابن لهيعة، فرواه حسن بن موسى الأشيب عن ابن لهيعة ولم يذكر ابن عمر.

أخرجه أحمد (6/ 287)

والأول أصح، قال الذهلي: ابن وهب قديم السماع من ابن لهيعة، ومن سمع منه في القديم فهو أولى؛ لأنّه خلط بأخرة.

واختلف فيه على عبد الله بن أبي بكر، فرواه إسحاق بن حازم المدني البزاز عن عبد الله بن أبي بكر عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن حفصة مرفوعاً.

ولم يذكر ابن شهاب.

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 31 - 32) وابن ماجه (1700) والسرقسطي في "الغريب"(3/ 1184) وعثمان السمرقندي في "الفوائد"(82) والطبراني في "الكبير"(23/ 209 - 210) وفي "الأوسط"(9090) والعسكري في "التصحيفات"(2/ 540 - 541) والدارقطنى (2/ 172) والخطابي في "الغريب"(1/ 206)

والأول أصح.

ولم ينفرد عبد الله بن أبي بكر به بل تابعه ابن جريج عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه عن حفصة مرفوعاً.

أخرجه النسائي (4/ 167) وفي "الكبرى"(2643) وابن حرّم في "المحلى"(6/ 234) والبيهقي (4/ 202) وفي "فضائل الأوقات"(134) من طريق عبد الرزاق عن ابن جريج به.

قال ابن حزم: وهذا إسناد صحيح"

قلت: فيه عنعنة ابن جريج فإنّه كان مدلساً.

- ورواه غير واحد عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه عن حفصة موقوفاً.

ص: 5315

منهم:

1 -

عبيد الله بن عمر العمري.

أخرجه النسائي (4/ 167) وفي "الكبرى"(2644)

2 -

عبد الرحمن بن إسحاق المدني.

أخرجه البخاري في "الأوسط"(1/ 133)

3 -

مَعْمر بن راشد.

أخرجه عبد الرزاق (1)(7786) عن معمر به.

وأخرجه البخاري في "الأوسط"(1/ 133) عن محمود (2)

والطحاوي (2/ 55) عن حسين بن مهدي الأُبُلي

كلاهما عن عبد الرزاق به.

4 -

محمد بن الوليد الزبيدي.

قاله البخاري في "الأوسط"(1/ 133) وأبو داود في "السنن"(2/ 824)

- ورواه ابن وهب عن يونس بن يزيد الأيلي عن ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر قوله.

قاله البخاري في "الأوسط"(1/ 133)

وتابعه عبد الرحمن بن نمر اليَحْصَبي عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه به.

قاله البخاري أيضاً (1/ 134)

- ورواه عُقيل بن خالد الأيلي عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله أنّ عبد الله بن عمر وحفصة بنت عمر قالا: موقوف.

أخرجه البخاري في "الأوسط"(1/ 134) عن عبد الله بن صالح المصري ثني الليث ثني عقيل به.

- ورواه صالح بن أبي الأخضر عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه قوله.

أخرجه الطحاوي (2/ 55)

(1) سقط من إسناده: عن أبيه.

(2)

أظنه: ابن غيلان المروزي.

ص: 5316

- ورواه صالح بن أبي الأخضر أيضاً عن ابن شهاب عن السائب بن يزيد عن المطلب بن أبي وداعة عن حفصة قولها.

أخرجه الطحاوي (2/ 55)

وصالح قال ابن معين وغيره: ضعيف.

- ورواه مالك (1/ 288) عن ابن شهاب عن عائشة وحفصة قولهما.

ومن طريقه أخرجه النسائي (4/ 168) وفي "الكبرى"(2650) والطحاوي (2/ 55) والبيهقي (4/ 202 - 203)

• ورواه ابن شهاب الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر واختلف عنه:

• فرواه غير واحد عن ابن شهاب عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن حفصة قولها، منهم:

1 -

معمر بن راشد.

أخرجه البخاري في "الأوسط"(1/ 133) والنسائي (4/ 167) وفي "الكبرى"(2646 و 2647) من طريق ابن المبارك أنا معمر به.

2 -

يونس بن يزيد الأيلي.

أخرجه النسائي (4/ 167) وفي "الكبرى"(2645) عن الربيع بن سليمان المرادي ثنا ابن وهب أني يونس به.

3 -

عبد الرحمن بن إسحاق المدني.

أخرجه البخاري في "الأوسط"(1/ 133)

4 و5 -

عبد الرحمن بن خالد بن مسافر الفهمي وإسحاق بن راشد الجزري.

قاله البخاري (1/ 133)

- ورواه سفيان بن عيينة عن ابن شهاب واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن سفيان عن ابن شهاب عن حمزة بن عبد الله عن أبيه عن حفصة قولها.

أخرجه البخاري في "الأوسط"(1/ 133) والنسائي (4/ 167) وفي "الكبرى"(2647)

ص: 5317

عن ابن المبارك

والطحاوي (2/ 55)

عن رَوح بن عبادة البصري

والدراقطني (2/ 173)

عن الحسن بن عرفة

ثلاثتهم عن سفيان به.

• وقال غير واحد: عن سفيان عن ابن شهاب عن حمزة بن عبد الله عن حفصة قولها، ليس فيه: عن أبيه.

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 32) عن سفيان به.

وأخرجه البخاري في "الأوسط"(1/ 132)

عن علي بن المديني

و (1/ 133)

عن صدقة بن الفضل المروزي

والنسائي (4/ 167) وفي "الكبرى"(2648 و 2649)

عن إسحاق بن راهوية

وأحمد بن حرب الموصلي

كلهم عن سفيان به.

- ورواه رشدين بن سعد المصري عن عقيل بن خالد الأيلي وقرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل عن ابن شهاب عن حمزة عن أبيه عن حفصة مرفوعاً.

أخرجه ابن عدي (3/ 1010 و 6/ 2077)

ورشدين قال أبو زرعة وغيره: ضعيف الحديث.

- ورواه يحيى بن أبي أُنيسة الجزري عن ابن شهاب عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن حفصة مرفوعاً.

أخرجه أبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(678)

ص: 5318

ويحيى بن أبي أنيسة قال أحمد وجماعة: متروك الحديث.

- ورواه إسماعيل المكي عن ابن شهاب عن حمزة بن عبد الله بن الزبير عن حفصة مرفوعا (1).

أخرجه أبو علي الطوسي (677)

واسماعيل بن مسلم المكي ضعفوه.

قال النسائي: والصواب عندنا موقوف، ولم يصح رفعه والله أعلم لأنّ يحيى بن أيوب ليس بذاك القوي، وحديث ابن جريج عن الزهري غير محفوظ"

وقال البخاري: غير المرفوع أصح"

وقال ابن حزم: المرفوع والموقوف صحيحان، والإختلاف فيه يزيد الخبر قوة"

وقال الحافظ: واختلف في رفع هذا الحديث ووقفه، وقد رجح الجمهور منهم الترمذي والنسائي الموقوف"

ومنهم أبو حاتم حيث قال: حديث الزهري عن حمزة بن عبد الله بن عمر عن حفصة قولها غير مرفوع هذا عندي أشبه" العلل 1/ 225

وللحديث شاهد عن عائشة مرفوعا "من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له"

أخرجه الدارقطني (2/ 171 - 172) والبيهقي (4/ 203) من طريق أبي الزنباع روح بن الفرج المصري ثنا أبو عباد عبد الله بن عباد ثنا المفضل بن فضالة ثني يحيى بن أيوب عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عَمْرة عن عائشة.

قال الدارقطني: تفرد به عبد الله بن عباد عن المفضل بهذا الإسناد وكلهم ثقات"

قلت: عبد الله بن عباد ذكره ابن حبان في "المجروحين" وقال: يقلب الأخبار، ثم ذكر له هذا الحديث، وقال: وهذا مقلوب إنما هو عند يحيى بن أيوب عن عبد الله بن أبي بكر عن الزهري عن سالم عن أبيه عن حفصة.

صحيح من غير هذا الوجه فيما يشبه هذا. روى عنه روح بن الفرج أبو الزنباع نسخة موضوعة.

(1) ومن هذا الطريق أخرجه الشجري في "أماليه"(2/ 26) ووقع عنده: عن حمزة بن عبد الله بن عمر.

ص: 5319

وقال الحافظ: الحديث معلول انقلب الإسناد على راويه" تخريج أحاديث المختصر 2/ 211

وقال في "التلخيص"(2/ 189): وفيه عبد الله بن عباد وهو مجهول"

3750 -

عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: جاء رجل فقال: يا رسول الله، ما الكلالة؟ قال "من لم يترك ولدا ولا والدا فورثته كلالة"

قال الحافظ: أخرج أبو داود في "المراسيل" من وجه آخر عن أبي إسحاق عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: فذكره" (1)

ضعيف

يرويه أبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي واختلف عنه:

- فقال زكريا بن أبي زائدة: عن أبي إسحاق عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الكلالة، فقال "ألم تسمع الآية التي أنزلت في الصّيف {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً} [النساء: 12] إلى آخر الآية"

أخرجه الطبري في "تفسيره"(6/ 44) عن سفيان بن وكيع ثنا أبو أسامة عن زكريا به.

وإسناده ضعيف لضعف سفيان بن وكيع، وزكريا سمع من أبي إسحاق بعد اختلاطه، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل.

- ورواه يحيى بن آدم الكوفي واختلف عنه:

• فقال حسين بن علي بن الأسود: ثنا يحيى بن آدم الكوفي ثنا عمار بن رزيق عن أبي إسحاق عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} [النساء: 176] قال "من لم يترك ولدا ولا والدا فورثته كلالة"

أخرجه أبو داود في "المراسيل"(تحفة الأشراف 13/ 433) عن حسين بن علي به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 224)

وقال: حديث أبي إسحاق عن أبي سلمة منقطع وليس بمعروف، والمشهور ما رواه عمار بن رزيق عن أبي إسحاق عن البراء في الكلالة قال: تكفيك آية الصيف.

(1) 15/ 27 (كتاب الفرانض- باب {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} [النساء: 176])

ص: 5320

• وقال يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني: ثنا يحيى بن آدم ثنا عمار بن رزيق عن أبي إسحاق عن أبي سلمة عن أبي هريرة.

أخرجه الحاكم (4/ 336)

وقال: صحيح الإسناد على شرط مسلم"

وتعقبه الذهبي فقال: قلت: الحماني ضعيف"

قلت: وعمار بن رزيق الكوفي سمع من أبي إسحاق بعد اختلاطه.

- وقال أبو بكر بن عياش: عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن الكلالة فقال "تكفيك آية الصيف"

أخرجه أحمد (4/ 293) وأبو داود (2889) والترمذي (3042) والبيهقي (6/ 224) من طرق عن أبي بكر بن عياش به.

قال ابن كثير: وهذا إسناد جيد" التفسير 1/ 593

قلت: قال أبو حاتم: سماع أبي بكر بن عياش من أبي إسحاق ليس بذاك القوي (العلل 1/ 35)

وتابعه الحجاج بن أرطأة عن أبي إسحاق عن البراء به.

أخرجه أحمد (4/ 295 و 303) وأبو يعلى (1656)

والحجاج ضعيف.

3751 -

"من لم يدع الخنا والكذب"

قال الحافظ: وحديث أنس أخرجه الطبراني في "الأوسط" بلفظ: فذكره، ورجاله ثقات" (1)

ضعيف

أخرجه عبد الرزاق (7455) عن ابن جريج قال: حُدثت عن أنس بن مالك أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من لم يدع الكذب والخنا، فليس حاجة لله في أن يدع طعامه وشرابه" يعني الصائم

(1) 5/ 18 (كتاب الصوم - باب من لم يدع قول الزور)

ص: 5321

ورواه عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد عن ابن جريج عن ثابت البُنَاني عن أنس به.

أخرجه الطبراني في "الصغير"(472) وابن عدي (5/ 1984) والحسن بن محمد الخلال في "أماليه"(48) والشجري في "أماليه"(1/ 282 و 2/ 33 - 34 و 115 - 116) من طرق عن عبد الله بن عمر الخطابي ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز به.

قال ابن عدي: هذا الحديث غير محفوظ، وعبد المجيد بن عبد العزيز يتثبت في حديث ابن جريج"

وقال الطبراني: لم يروه عن ابن جريج إلا عبد المجيد، تفرد به عبد الله بن عمر الخطابي"

قلت: وهو ثقة، وعبد المجيد مختلف فيه، وثقه أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم، وضعفه ابن حبان وابن سعد وأبو حاتم وغيرهم، وابن جريج موصوف بالتدليس ولم يذكر سماعا من ثابت البناني.

3752 -

" من لم يرحم المسلمين لم يرحمه الله"

قال الحافظ: وفي حديث الأشعث بن قيس عند الطبراني في "الأوسط": فذكره" (1)

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6184) عن أبي حنيفة محمد بن حنيفة الواسطي ثنا محمد بن عبد الله بن حبيب ثنا عبد الله بن غالب ثنا هشام بن عبد الرحمن عن علقمة بن مرثد عن أبي حبيبة عن الأشعث بن قيس مرفوعاً "من لم يرحم المسلمين فلن يرحمه الله"

وقال: لم يرو هذا الحديث عن علقمة بن مرثد إلا هشام بن عبد الرحمن، ولا يُروى عن الأشعث بن قيس إلا بهذا الإسناد"

وقال الهيثمي: وفيه من لم أعرفه" المجمع 8/ 187

3753 -

حديث أبي هريرة رفعه "من لم يسأل الله يغضب عليه"

قال الحافظ: أخرجه أحمد والبخاري في "الأدب المفرد" والترمذي وابن ماجه والبزار والحاكم كلهم من رواية أبي صالح الخُوْزي عنه، وهذا الخوزي مختلف فيه، ضعفه ابن معين وقواه أبو زرعة، وظنّ الحافظ ابن كثير أنّه أبو صالح السمان فجزم بأنّ أحمد تفرد

(1) 13/ 47 (كتاب الأدب - باب رحمة الناس والبهائم)

ص: 5322

بتخريجه، وليس كما قال، فقد جزم شيخه المزي في "الأطراف" بما قلته. ووقع في رواية البزار والحاكم عن أبي صالح الخوزي: سمعت أبا هريرة" (1)

أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 200) وأحمد (2/ 442 و 443 و 477) والبخاري في "الأدب المفرد"(658) وابن ماجه (3827) والترمذي (3373) وأبو يعلى (6655) والطبراني في "الدعاء"(23) وفي "الأوسط"(2452) وابن عدي (7/ 2750) والحاكم (1/ 491) وابن بشران (1203) والبيهقي في "الدعوات"(22) وفي "الشعب"(1065) والبغوي في "شرح السنة"(1389) وفي "التفسير"(6/ 101) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(346) وعبد الغني المقدسي في "الدعاء"(9) والمزي (33/ 418) من طرق عن أبي المَلِيح صَبيح الفارسي المدني ثنا أبو صالح الخُوْزي عن أبي هريرة به مرفوعاً.

قال الترمذي: لا نعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه"

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن أبي صالح إلا أبو المليح"

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد فإنّ أبا صالح الخوزي وأبا المليح الفارسي لم يذكرا بالجرح، إنما هما في عداد المجهولين لقلة الحديث"

قلت: أبو المليح وثقه ابن معين وابن حبان، وأبو صالح مختلف فيه: قال ابن معين: ضعيف الحديث، وقال أبو زرعة: لا بأس به.

3754 -

"من لنا بابن الأشرف فإنه قد استعلن بعداوتنا"

قال الحافظ: وأخرج ابن عائذ من طريق أبي الأسود عن عروة أنّه كان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين ويحرض قريشا عليهم وأنّه لما قدم على قريش قالوا له: أديننا أهدى أم دين محمد؟ قال: دينكم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره" (2)

3755 -

عن أبي سعيد بن معاذ قال: نزلت هذه الآية (3) في الأنصار: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "من لي بمن يؤذيني؟ " فذكر منازعة سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وأسيد بن حضير ومحمد بن مسلمة، قال: فأنزل الله هذه الآية.

(1) 13/ 339 (كتاب الدعوات وقول الله تعالى {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60])

(2)

8/ 340 (كتاب المغازي- باب قتل كعب بن الأشرف)

(3)

يعني قوله تعالى - {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} -

ص: 5323

قال الحافظ: وأخرج ابن أبي حاتم من طريق زيد بن أسلم عن أبي سعيد بن معاذ قال: فذكره" (1)

أخرجه سعيد بن منصور وابن المنذر (الدر المنثور 2/ 609) وابن أبي حاتم (5740) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن زيد بن أسلم عن ابن سعد بن معاذ به.

3756 -

حديث فضالة بن عبيد "من مات على مرتبة من هذه المراتب بعث عليها يوم القيامة"

قال الحافظ: أخرجه أحمد" (2)

صحيح

أخرجه سعيد بن منصور (2303) وأحمد (6/ 19 و 20) وابن عبد الحكم في "فتوح مصر"(ص 184) وابن قتيبة في "الغريب"(1/ 524 - 525) والحارث في "مسنده"(بغية الباحث 37) وابن أبي عاصم في "الجهاد"(302) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 277) والطحاوي في "المشكل"(252 و 253) والطبراني في "الكبير"(18/ 305) والحاكم (1/ 340 و 2/ 144) والبيهقي في "القضاء والقدر"(122) والخطيب في "الفقيه"(1/ 29 - 30) والضياء المقدسي في "حديث أبي عبد الرحمن المقرئ"(42) من طرق عن أبي هانئ حميد بن هانئ الخولاني أخبرني أبو علي عمرو بن مالك الجَنْبِي أنّه سمع فضالة بن عبيد يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: هو صحيح الإسناد فقط لأنّ البخاري لم يخرج لأبي هانئ ولا لأبي علي شيئاً، وأخرج مسلم لأبي هانئ فقط.

وقال البوصيري: رواه الحارث وأبو يعلى ورواته ثقات" مختصر إتحاف السادة 1/ 114

3757 -

"من مات في سبيل الله أو قتل فهو شهيد"

قال الحافظ: وهو حديث حسن أخرجه أحمد وسعيد بن منصور وغيرهما من طريق محمد بن سيرين عن أبي العجفاء -بفتح المهملة وسكون الجيم ثم فاء- عن عمر. وله شاهد في حديث مرفوع أخرجه أبو نعيم من طريق عبد الله بن الصلت عن أبي ذر قال: قال

(1) 8/ 359 - 360 (كتاب المغازي- باب غزوة أحد)

(2)

14/ 172 (كتاب الرقاق- باب الحشر)

ص: 5324

رسول الله صلى الله عليه وسلم "من تعدون الشهيد؟ " قالوا: من أصابه السلاح. قال "كم من أصابه السلاح وليس بشهيد ولا حميد، وكم من مات على فراشه حتف أنفه عند الله صديق وشهيد" وفي إسناده نظر فإنّه من رواية عبد الله بن خنبيق -بالمعجمة والموحدة والقاف مصغر- عن يوسف بن أسباط الزاهد المشهور" (1)

حسن

أخرجه سعيد بن منصور (596) ثنا هُشيم أنا منصور بن زاذان عن ابن سيرين قال: ثنا أبو العَجْفَاء السلمي قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يخطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ألا لا تغالوا في صُدُق النساء فإنّها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله كان أولاكم به النبي صلى الله عليه وسلم، ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه ولا أُصدقت امرأة من بناته فوق ثنتي عشرة أوقية، ألا وإنّ أحدكم ليغلي بصُدُقة امرأة حتى يبقى لها عداوة في نفسه فيقول: لقد كلفت إليك عَلَق أو عرق القِرْبة، وأخرى تقولونها في مغازيكم: قتل فلان شهيدا، ومات فلان شهيدا، ولعله أن يكون قد أوقر دف راحلته أو عجزها ذهبا أو فضة، يريد الدينار والدراهم، فلا تقولوا ذلكم ولكن قولوا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من مات في سبيل الله أو قتل فهو شهيد".

وأخرجه الدارمي (2206) عن عمرو بن عون الواسطي أنا هشيم به.

ولم ينفرد منصور به بل تابعه غير واحد عن ابن سيرين به، منهم:

1 -

أيوب السَّخْتِياني.

أخرجه الحميدي (23) وسعيد بن منصور (595) وأحمد (340) والترمذي (1114) وابن أبي خيثمة في "تاريخه"(أخبار المكيين 433) والمزي (34/ 79 - 80)

عن سفيان بن عيينة

وسعيد بن منصور (597) والنسائي (6/ 96 - 97) وفي "الكبرى"(5511) والحاكم (2/ 109)

عن إسماعيل بن علية

وأبو داود (2106) وابن البختري في "حديثه"(609) والبيهقي (6/ 332 و 9/ 168) وابن عبد البر في "التمهيد"(18/ 344 - 345)

(1) 6/ 429 - 430 (كتاب الجهاد - باب لا يقال فلان شهيد)

ص: 5325

عن حماد بن زيد

والبيهقي (7/ 234)

عن حماد بن سلمة

وعبد الرزاق (10399)

عن مَعْمر بن راشد

كلهم عن أيوب به.

وخالفهم عمرو بن أبي قيس الرازي فرواه عن أيوب عن ابن سيرين عن ابن أبي العجفاء عن أبيه عن عمر.

أخرجه البيهقي (6/ 332 و 7/ 234)

والأول أصح، قال ابن معين: ليس أحد أثبت في أيوب من حماد بن زيد.

وقال يعقوب بن شيبة: كان حماد بن زيد يعد من المتثبتين في أيوب خاصة.

وقال الخليلي: والمعتمد في حديث يرويه حماد ويخالفه غيره عليه والرجوع إليه.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

2 -

عبد الله بن عون البصري.

أخرجه سعيد بن منصور (597) وابن أبي شيبة (4/ 188) وابن ماجه (1887) والنسائي (6/ 96 - 97) وفي "الكبرى"(5511) والطحاوي (1) في "المشكل"(5102) وابن حبان (4620) والحاكم (2/ 109 و 175 - 176) والقاسم بن علي الدمشقي في "تعزية المسلم"(104) والمزي (34/ 80 - 81)

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال أيضًا: هذا حديث كبير صحيح"

3 -

هشام بن حسان البصري.

أخرجه سعيد بن منصور (597) وابن أبي شيبة (4/ 187 - 188) والنسائي (6/ 96 - 97) وفي "الكبرى"(5511) وابن حبان (4620) والحاكم (2/ 109) والبيهقي (7/ 234)

(1) ووقع في روايته: عن أبي العجفاء أو عن ابن أبي العجفاء قال: قال عمر.

ص: 5326

4 -

إسماعيل بن مسلم العبدي.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 111) من طريق الفضل بن موسى المروزي عن سفيان عن إسماعيل به.

وقال: تفرد به الفضل بن موسى عن الثوري"

5 -

أشعث بن عبد الله الحُداني.

أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 187 - 188)

6 -

حبيب بن الشهيد البصري.

أخرجه البيهقي (7/ 234)

7 و 8 - أبو حمزة وسعيد بن عبد الرحمن.

أخرجه الطحاوي في "المشكل"(5103)

9 -

عاصم بن سليمان الأحول.

أخرجه عبد الرزاق (10400)

وخالفهم سلمة بن علقمة البصري فرواه عن ابن سيرين قال: نبئت عن أبي العجفاء قال: سمعت عمر يقول:

أخرجه أحمد (285 و 287) والنسائي (6/ 96 - 97) وفي "الكبرى"(5511)

والأول عندي أصح فقد صرّح ابن سيرين بالتحديث من أبي العجفاء في رواية منصور عنه، وصرح بالسماع في رواية أيوب عنه.

وإسناده حسن للخلاف في أبي العجفاء السلمي.

وشاهده الذي ذكره الحافظ أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(8/ 251) عن إبراهيم بن محمد بن يحيى ثنا محمد بن المسيب ثنا عبد الله بن خبيق ثنا يوسف بن أسباط عن حماد بن سلمة عن أبي عمران الجَوْني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من تعدون الشهيد فيكم؟ " قالوا: من أصابه السلاح، قال "كم ممن أصابه السلاح وليس بشهيد ولا حميد، وكم ممن مات على فراشه حتف أنفه عند الله صديق شهيد"

وقال: غريب بهذا الإسناد واللفظ لم نكتبه إلا من حديث يوسف"

قلت: وهو مختلف فيه.

ص: 5327

3758 -

"من مات له ثلاثة أولاد في الإسلام فماتوا قبل أن يبلغوا أدخله الله الجنة"

قال الحافظ: وعن عمرو بن عبسة مرفوعاً: فذكره، أخرجه أحمد" (1)

حسن

وله عن عمرو بن عبسة طريقان:

الأول: يرويه أبو أمامة عن عمرو بن عبسة مرفوعاً "من ولد له ثلاثة أولاد في الإسلام فماتوا قبل أن يبلغوا الحِنْث أدخله الله عز وجل الجنة برحمته إياهم"

أخرجه أحمد (4/ 386) عن هاشم بن القاسم البغدادي ثنا الفرج ثنا لقمان عن أبي أمامة به.

قال المنذري: رواه أحمد بإسناد حسن" الترغيب 3/ 77

قلت: بل ضعيف لضعف الفرج بن فضالة.

الثاني: يرويه شهر بن حوشب ثني أبو ظَبْية قال: إنّ شُرحبيل بن السِّمْط دعا عمرو بن عبسة فقال: يا ابن عبسة، هل أنت محدثي حديثا سمعته أنت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه تزيد ولا كذب ولا تحدثنيه عن آخر سمعه منه غيرك. قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكر حديثا طويلًا وفيه "وأيما رجل مسلم قدّم لله عز وجل من صلبه ثلاثة لم يبلغوا الحنث أو امرأة فهم له سترة من النار"

أخرجه أحمد (4/ 386)

عن هاشم بن القاسم

وعبد بن حميد (304)

عن أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي

قالا: ثنا عبد الحميد بن بَهرام ثني شهر بن حَوْشَب به.

قال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله ثقات" المجمع 10/ 279

قلت: إسناده حسن، عبد الحميد بن بهرام وشهر بن حوشب صدوقان، والباقون ثقات.

(1) 3/ 362 (كتاب الجنائز- باب فضل من مات له ولد فاحتسب)

ص: 5328

ولم ينفرد أبو ظبية به بل تابعه عبد الرحمن بن عائذ الأزدي أنّ شرحبيل بن السمط قال لعمرو بن عبسة: فذكر نحوا مما تقدم إلا أنّه قال فيه "إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(9076) وفي "الصغير"(1095) وفي "مسند الشاميين"(654) عن مسلمة بن جابر اللخمي الدمشقي ثنا منبه بن عثمان ثنا الوضين بن عطاء عن محفوظ بن علقمة عن عبد الرحمن بن عائذ به.

وقال: لم يروه عن الوضين إلا منبه"

وقال الهيثمي: ومنبه لم أجد من ترجمه" المجمع 3/ 6

قلت: ترجمه ابن أبي حاتم في "كتابه"(4/ 1/ 419) وقال عن أبيه: صدوق.

وذكره ابن حبان في "الثقات"(9/ 198)

وتابعه صدقة بن عبد الله السمين عن الوضين بن عطاء به.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(654)

وصدقة بن عبد الله قال ابن معين وغيره: ضعيف.

والحديث تقدم الكلام عليه أيضاً في حرف الحاء فانظر حديث "حقت محبتي للمتزاورين في"

3759 -

"من مات له ثلاثة من الولد فاحتسبهم دخل الجنة" قلنا: يا رسول الله، واثنان؟ قال "واثنان"

قال الحافظ: وروى أحمد من طريق محمود بن لبيد عن جابر رفعه: فذكره" (1)

حسن

أخرجه أحمد (3/ 306)

عن محمد بن أبي عدي البصري

والبخاري في "الأدب المفرد"(146) وابن حبان (2946)

عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي

(1) 3/ 361 (كتاب الجنائز - باب فضل من مات له ولد فاحتسب)

ص: 5329

والبيهقي في "الشعب"(9289) وفي "الآداب"(1063)

عن يزيد بن زُريع البصري

ثلاثتهم عن محمد بن إسحاق المدني ثني محمد بن إبراهيم بن الحارث عن محمود بن لبيد عن جابر به مرفوعاً.

قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 3/ 7

قلت: إسناده حسن رواته ثقات غير ابن إسحاق وهو صدوق.

3760 -

"من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث كانوا له حجابا من النار"

قال الحافظ: وفي صحيح أبي عوانة من طريق عاصم عن أنس: مات ابن للزبير فجزع عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره" (1)

3761 -

"من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث لم يرد النار إلا عابر سبيل"

قال الحافظ: رواه الطبراني من حديث عبد الرحمن بن بشير الأنصاري مرفوعا" (2)

أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4647) عن الطبراني ثنا أحمد بن مسعود ثنا الهيثم بن جميل ثنا عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن بشير الأنصاري به مرفوعاً.

قال المنذري: إسناده لا بأس به" الترغيب 3/ 77

وقال الهيثمي: رجاله موثقون خلا شيخ الطبراني أحمد بن مسعود المقدسي ولم أجد من ترجمه" المجمع 3/ 6 - 7

قلت: ترجمه ابن عساكر في "تاريخه" وقال: صدوق، والباقون ثقات، لكن عبد الملك مدلس ولم يذكر سماعا من عبد الرحمن.

3762 -

"من مات له ولدان في الإسلام أدخله الله الجنة"

قال الحافظ: حديث أبي ثعلبة الأشجعي قال: قلت: يا رسول الله مات لي ولدان، قال: فذكره، أخرجه أحمد والطبراني" (3)

(1) 3/ 487 (كتاب الجنائز - باب ما قيل في أولاد المسلمين)

(2)

3/ 366 (كتاب الجنائز - باب فضل من مات له ولد فاحتسب)

(3)

3/ 362 (كتاب الجنائز - باب فضل من مات له ولد فاحتسب)

ص: 5330

أخرجه أحمد (6/ 396) ثنا حماد بن مسعدة ثنا ابن جريج عن أبي الزبير عن عمر بن نبهان عن أبي ثعلبة الأشجعي قال: قلت: مات لي يا رسول الله ولدان في الإسلام، فقال "من مات له ولدان في الإسلام أدخله الله عز وجل الجنة بفضل رحمته إياهما"

قال: فلما كان بعد ذلك لقيني أبو هريرة فقال: أنت الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم في الولدين ما قال؟ قال: نعم. فقال: لئن قاله لي أحبّ إليّ مما غلقت عليه حمص وفلسطين.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(1311) والطبراني في "الكبير"(22/ 384) وأبو الشيخ في "أحاديث أبي الزبير عن غير جابر"(87) وابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 43)

عن الحسن بن علي الحُلْواني

والدولابي في "الكنى"(1/ 21)

عن سهل بن صالح الأنطاكي

وأبو الشيخ (87)

عن أبي موسى محمد بن المثنى

ومحمد بن بشار بُنْدار

قالوا: ثنا حماد بن مسعدة به.

وخالفهم إسحاق بن راهويه وشعثم بن أصيل البيوردي فروياه عن حماد بن مسعدة وقالا فيه: عن أبي ثعلبة الخشني.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 229)

والأول أصح فقد رواه سعيد بن يحيى بن سعيد بن أبان الأموي عن أبيه عن ابن جريج فقال فيه عن أبي ثعلبة الأشجعي.

أخرجه البخاري في "الكبير"(22/ 201) والخطيب في "المتفق والمفترق"(1073)

وتابعه مِنْدَل بن علي العنزي عن ابن جريج به.

أخرجه ابن سعد (4/ 284) والطبراني في "الكبير"(22/ 383 - 384) وأبو نعيم في "الصحابة"(6711)

ص: 5331

ومندل (1) ضعيف لكن لا بأس به في المتابعات فقد قال ابن معين وابن عدي: يكتب حديثه.

وعمر بن نبهان فيه جهالة كما قال الذهبي في "الميزان"، وقال البخاري: لا أدري من هو، وقال أبو حاتم: لا أعرفه. وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

3763 -

"من مات مرابطا مات شهيدا"

قال الحافظ: ولابن حبان من حديث أبي هريرة: فذكره" (2)

ضعيف جداً

وله عن أبي هريرة طرق:

الأول: يرويه إبراهيم بن محمد عن موسى بن وردان عن أبي هريرة مرفوعاً "من مات مرابطا مات شهيدا، ووقي فتان القبر، وغُدِيَ وريحَ برزقه من الجنة، وجرى عليه عمله".

أخرجه عبد الرزاق (9622)

ومن طريقه أخرجه الخطيب في "الموضح"(1/ 366)

وأسند عن عبد المؤمن بن خلف النسفي قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن عبد الرزاق عن إبراهيم بن محمد فقلت: من هو؟ فقال: هو ابن أبي يحيى"

قلت: هذه رواية إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق، ورواه غيره عن عبد الرزاق عن ابن جريج أني إبراهيم بن محمد بن أبي عطاء عن موسى بن وردان عن أبي هريرة مرفوعاً "من مات مريضا مات شهيدا"

فزاد فيه: عن ابن جريج، وقال فيه "مريضا" بدل "مرابطا"

أخرجه ابن ماجه (1615)

عن أحمد بن يوسف الأزدي

والعسكري في "تصحيفات المحدثين"(1/ 134)

(1) وخالفهما إسماعيل بن علية فرواه عن ابن جريج عن أبي الزبير عن عمر بن نبهان عن أبي مالك

الأشجعي.

أخرجه ابن أبي عاصم (1312)

(2)

6/ 384 (كتاب الجهاد- باب الشهادة سبع سوى القتل)

ص: 5332

عن محمد بن حماد الطهراني

وابن عدي (1/ 223) ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 216)

عن الفضل بن أحمد بن إسماعيل الخراساني

قالوا: ثنا عبد الرزاق به.

وهكذا رواه جماعة عن ابن جريج عن إبراهيم بن محمد بن أبي عطاء عن موسى بن وردان عن أبي هريرة به، منهم:

1 -

حجاج بن محمد المصيصي.

أخرجه ابن ماجه (1615) وأبو يعلى (6145) وابن حبان في "المجروحين"(1/ 106) وابن عدي (1/ 223، 6/ 2346) والحاكم في "علوم الحديث"(ص 178) والبيهقي في "إثبات عذاب القبر"(154) وفي "الشعب"(9427) والخطيب في "الموضح"(1/ 366) وفي "السابق"(ص 96) وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 216)

2 -

عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد.

أخرجه ابن عدي (1/ 223) من طريق عبد الوهاب بن الحكم الوراق ثنا عبد المجيد (1) بن عبد العزيز به.

3 -

سعيد بن سالم القداح.

أخرجه ابن عدي (1/ 222) من طريق سفيان بن عيينة (2) وزياد بن يحيى بن زياد الحساني كلاهما عن القداح به.

- ورواه الوليد بن عبد الملك بن مسرح الحراني عن القداح عن ابن جريج عن إبراهيم بن محمد بن أبي عاصم.

أخرجه ابن عدي (1/ 222)

وهكذا رواه مخلد وهو ابن يزيد الحراني فما أظن عن ابن جريج عن إبراهيم بن أبي عاصم.

أخرجه ابن عدي (1/ 222)

(1) رواه محمد بن قدامة الجوهري عن عبد المجيد بن عبد العزيز فلم يذكر إبراهيم بن محمد.

أخرجه أبو يعلى (6146)

(2)

ومن هذا الطريق أخرجه الطبراني في "الأوسط"(5258) وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 216)

ص: 5333

وتابعه يحيى بن المتوكل الباهلي عن ابن جريج عن إبراهيم بن أبي عاصم.

أخرجه ابن عدي (1/ 222 - 223)

- ورواه الحسن بن زياد اللؤلؤي عن ابن جريج عن إبراهيم بن محمد.

أخرجه ابن عدي (1/ 223 و 2/ 732)

وخالفهم محمد بن ربيعة الكلابي قال: ثنا ابن جريج عن موسى بن وردان عن أبي هريرة (1).

ليس فيه إبراهيم بن محمد.

أخرجه أبو يعلى (6146)

قال ابن عدي: هذا الحديث يرويه ابن جريج عن إبراهيم بن أبي يحيى عن موسى بن وردان ويقول: إبراهيم بن أبي عطاء، هكذا يسميه، فإذا روى ابن جريج عن موسى هذا الحديث يكون قد دلسه" الكامل 2/ 732

- ورواه ذَوّاد بن عُلبة الكوفي عن ابن جريج عن أبي الذئب عن أبي هريرة.

أخرجه ابن عدي (3/ 987) ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 216 - 217)

قال ابن عدي: وهذا هكذا يرويه ذواد عن ابن جريج عن أبي الذئب عن أبي هريرة، وقد رواه عبد الرزاق وحجاج بن محمد وغيرهما عن ابن جريج عن إبراهيم بن محمد بن عطاء وهو إبراهيم بن أبي يحيى عن موسى بن وردان عن أبي هريرة"

وقال ابن الجوزي: أبو الذئب هو إبراهيم أيضًا وإنما كنوه بهذا ليخفى وقد أسقط ذواد موسى بن وردان، وذواد ليس بشيء أصلا ولا هذا الحديث. قال أحمد بن حنبل: إنما هو "من مات مرابطا" وليس هذا الحديث بشيء"

وقال العسكري: وإبراهيم بن محمد بن أبي عطاء هو إبراهيم بن أبي يحيى، وإنما دلس ابن جريج باسمه بسبب المذهب"

ولم ينفرد ابن جريج به بل تابعه محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة الحلبي قال:

(1) ورواه علي بن مهران عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة.

أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"(1144) وقال: قال الدارقطني: غريب من حديث ابن جريج عن عطاء"

ص: 5334

سمعت إبراهيم بن أبي يحيى يقول: حكم الله بيني وبين مالك هو سماني قدريا، وأما ابن جريج فإني حدثته عن موسى بن وردان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من مات مرابطا مات شهيدا" فنسبني إلى جدي من قبل أمي وروى عني "من مات مريضا مات شهيدا" وما هكذا حدثته.

أخرجه العسكري في "التصحيفات"(1/ 136) والدارقطني كما في "تحفة الأشراف"(10/ 377 - 378) والبيهقي في "الشعب"(17/ 423) والخطيب في "الكفاية"(ص 524) وفي "الموضح"(1/ 367 - 368) وابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 217)

وقال: قلت: ابن جريج هو الصادق"

وقال أيضاً: هذا حديث لا يصح، ومدار الطرق على إبراهيم وهو ابن أبي يحيى، وقد كانوا يدلسونه لأنّه ليس بثقة، وكان ابن جريج يقول: إبراهيم بن أبي عطاء، وتارة يقول: إبراهيم بن محمد بن عطاء، وتارة يقول: حدثنا أبو الذئب، وهذا الرجل هو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي. قال مالك ويحيى بن سعيد وابن معين: هو كذاب، وقال أحمد بن حنبل: قد ترك الناس حديثه، وقال الدارقطني: هو متروك"

وقال الحاكم: إبراهيم هو ابن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: حديث "من مات مريضا مات شهيدا" كان ابن جريج يقول فيه: إبراهيم بن أبي عطاء، وهو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى"

وقال أبو حاتم: هذا خطأ، إنما هو "من مات مرابطا" غير أن ابن جريج هكذا رواه، وإبراهيم بن محمد هو عندي ابن أبي يحيى" العلل 1/ 358

قلت: ولم ينفرد به بل تابعه ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن أبي هريرة مرفوعاً به إلا أنّه لم يقل "مات شهيدا"

أخرجه أحمد (2/ 404) ثنا موسى بن داود ثنا ابن لهيعة به.

ومن طريقه أخرجه شمس الدين المقدسي في "فضل الجهاد"(23)

وابن لهيعة ضعيف.

وتابعه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن موسى بن وردان عن أبي هريرة مرفوعاً "من مات مرابطا مات شهيدا"

أخرجه ابن عدي (1/ 322) من طريق الواقدي ثنا أبو بكر بن أبي سبرة عن ابن أبي فروة به.

ص: 5335

والواقدي وابن أبي سبرة متهمان بالكذب، وابن أبي فروة متروك.

الثاني: يرويه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة مرفوعاً "من مات مرابطا أجري عليه رزقه من الجنة، ونما له عمله إلى يوم القيامة، ووقي فتان القبر"

أخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(297 و 312) وابن حبان في "المجروحين"(2/ 59)

بإسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.

وخالفه عمر بن صُهبان المدني فرواه عن زيد بن أسلم عن عطاء عن ابن عمرو.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد"(314)

وعمر بن صهبان قال النسائي وغيره: متروك الحديث.

الثالث: يرويه زهرة بن معبد بن عبد الله المدني عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "من مات مرابطا في سبيل الله أجري عليه أجر عمله الصالح الذي كان يعمل، وأجري عليه رزقه، وأمن من الفتان، وبعثه الله يوم القيامة آمنا من الفزع"

أخرجه ابن ماجه (2767) وأبو عوانة (5/ 91) وابن عساكر في كتاب "الأربعين في الحث على الجهاد"(ص 88 - 89) من طريق عبد الله بن وهب أني الليث بن سعد عن زهرة بن معبد به.

واختلف فيه على الليث بن سعد، فرواه عبد الله بن صالح المصري عنه عن زهرة بن معبد عن أبي صالح مولى عثمان بن عفان عن عثمان وأبي هريرة.

أخرجه البزار (كشف 1655)

وقال: لا نعلمه عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه، ولا روى أبو صالح مولى عثمان واسمه الحارث عن أبي هريرة إلا هذا"

قلت: والأول أصح، وعبد الله بن صالح موصوف بكثرة الغلط.

والحديث قال المنذري: إسناده صحيح" الترغيب 2/ 244

وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" المصباح 3/ 155

كذا قالا، ومعبد أبو زهرة تفرد عنه ابنه كما في "الميزان" فهو مجهول، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته.

ص: 5336

الرابع: يرويه محمد بن عمرو بن عطاء عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً "من مات مريضا مات شهيدا، ووقي فتن القبر، وغدا برزقه وراح برزقه من الجنة"

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 200 - 201) من طريق الحارث بن أبي أسامة وهو في "مسنده"(بغية الباحث 254) ثنا الحسن بن قتيبة ثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن محمد بن عمرو به.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(9428) من طريق الحسن بن مكرم البغدادي ثنا الحسن بن قتيبة به.

قال أبو نعيم: غريب من حديث عبد العزيز عن محمد، ما كتبناه عاليا إلا من حديث الحسن"

قلت: الحسن بن قتيبة هو الخزاعي المدائني قال أبو حاتم: ليس بقوي الحديث ضعيف الحديث، وقال الدارقطني: متروك الحديث، وقال العقيلي: كثير الوهم، وقواه ابن عدي.

3764 -

حديث عبد الله بن عمرو رفعه "من مات من أمتي وهو يشرب الخمر، حَرم الله عليه شربها في الجنة"

قال الحافظ: أخرجه أحمد بسند حسن" (1)

يرويه ميمون بن أستاذ واختلف عنه:

- فرواه سعيد بن إياس الجُريري عن ميمون بن أستاذ واختلف عنه:

• فقال يزيد بن هارون: أنا الجريري عن ميمون بن أستاذ عن الصدفي عن ابن عمرو به مرفوعا وزاد "ومن مات من أمتي وهو يتحلى الذهب، حرّم الله عليه لباسه في الجنة"

أخرجه أحمد (6948)

قال عبد الله بن أحمد: ضرب أبي على هذا الحديث، فظننت أنّه ضرب عليه لأنّه خطأ، وإنما هو ميمون بن أستاذ عن عبد الله بن عمرو، ليس فيه عن الصدفي. ويقال: إنّ ميمون هذا هو الصدفي، لأنّ سماع يزيد بن هارون من الجريري آخر عمره"

• وقال أبو بحر عبد الرحمن بن عثمان البكراوي: ثنا الجريري عن ميمون بن أستاذ الصدفي قال: قلت لابن عمرو: لا تحدثني إلا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من مات وهو يشرب الخمر، حرم شرابها يوم القيامة"

(1) 12/ 129 (كتاب الأشربة وقول الله تعالى: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ} [المائدة: 90])

ص: 5337

أخرجه البزار (كشف 2935) عن زياد بن يحيى الحساني ثنا أبو بحر به.

وأبو بحر مختلف فيه: قواه بعضهم وضعفه الجمهور، ولم أر أحدا صرح بسماعه من الجريري أهو قبل الاختلاط أم بعده

وتابعه عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي عن الجريري عن ميمون بن أستاذ عن ابن عمرو مرفوعاً "من مات من أمتي وهو يشرب الخمر حرّمها الله عليه في الآخرة، ومن مات من أمتي وهو يلبس الحرير حرّم الله عليه لبسه في الآخرة"

أخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 5480) عن سفيان بن وكيع ثنا عبد الأعلى به.

وسفيان ضعيف.

• ورواه بشر بن المفضل البصري عن الجريري واختلف عنه:

فرواه محمد بن عبد الأعلى الصنعاني عن بشر بن المفضل ثنا الجريري عن ميمون بن أستاذ الصيرفي قال: قلت لابن عمرو: لا تحدثني إلا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لا أحدثك إلا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال "من مات من أمتي وهو يتحلى بالذهب، حُرم حليته في الآخرة، ومن مات وهو يلبس الحرير، حُرم لبسه في الآخرة"

أخرجه ابن شاهين في "الناسخ"(587) عن إبراهيم بن عبد الله الزبيبي ثنا محمد بن عبد الأعلى به.

ورواه عبيد الله بن عمر القواريري عن بشر بن المفضل ثنا الجريري عن ميمون بن أستاذ عن الصرفي قال: قلت لابن عمرو: فذكر الحديث وفيه ذكر التحلي بالذهب ولبس الحرير وشرب الخمر.

أخرجه أبو يعلى (إتحاف الخيرة 5479)

- ورواه عوف (1) بن أبي جميلة الأعرابي عن ميمون بن أستاذ (2) عن ابن عمرو.

أخرجه مسدد في "مسنده"(إتحاف الخيرة 5477)

عن يحيى بن سعيد القطان

وأحمد (6947)

(1) لم يذكر شرب الخمر في حديثه.

(2)

زاد هوذة في حديثه عند أحمد: الهزاني.

ص: 5338

عن إسحاق بن يوسف الأزرق

وابن أبي شيبة في "مسنده"(إتحاف الخيرة 5478) وأحمد (6947)

عن هَوذة بن خليفة الثقفي

وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 5481)

عن مروان بن معاوية الفزاري

كلهم عن عوف به.

• ورواه محمد بن جعفر غُندر عن عوف واختلف عنه:

فقال أحمد (6556): ثنا محمد بن جعفر ثنا عوف عن ميمون بن أستاذ الهزاني عن عبد الله بن عمرو الهزاني عن ابن عمرو مرفوعاً "من لبس الذهب من أمتي، فمات وهو يلبسه، حَرم الله عليه ذهب الجنة، ومن لبس الحرير من أمتي، فمات وهو يلبسه، حرّم الله عليه حرير الجنة"

عبد الله بن عمرو الهزاني لم أقف له على ترجمة، ولم يذكره الحسيني في "الإكمال" ولا الحافظ في "التعجيل"، ورجح الشيخ أحمد شاكر أنّ ذكره في السند خطأ من الناسخ والله أعلم.

وقال عبد الله بن محمد بن المسور: ثنا غندر عن عوف عن ميمون بن أستاذ الهزاني عن ابن عمرو.

ولم يذكر عبد الله بن عمرو الهزاني.

أخرجه ابن شاهين في "الناسخ"(585) عن محمد بن غسان بن جبلة ثنا عبد الله بن محمد بن المسور به.

ومحمد بن غسان وعبد الله بن محمد لم أر من ترجمهما، وغندر وعوف ثقتان مشهوران، وميمون بن أستاذ وثقه ابن معين (الجرح 4/ 1/ 233) وذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 418)

وللحديث شاهد عن أبي هريرة مرفوعاً "من لبس الحرير في الدنيا، لم يلبسه في الآخرة، ومن شرب الخمر في الدنيا، لم يشربه في الآخرة، ومن شرب في آنية الفضة والذهب، لم يشرب بهما في الآخرة"

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 247) عن حسين بن نصر المصري

ص: 5339

ومحمد بن حميد قالا: ثنا عبد الله بن يوسف ثنا يحيى بن حمزة ثني زيد بن واقد أنّ خالد بن عبد الله بن حسين حدثه قال: حدثني أبو هريرة به.

خالد بن عبد الله بن حسين ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، ومحمد بن حميد لم أعرفه، والباقون كلهم ثقات.

3765 -

حديث عبد الله بن عمرو رفعه "من مات من أمتي وهو يلبس الذهب حرّم الله عليه ذهب الجنة"

قال الحافظ: أخرجه أحمد والطبراني" (1)

انظر الحديث الذي قبله.

3766 -

حديث ابن عمر رفعه "من مات وعليه دينار أو درهم قضي من حسناته"

قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه" (2)

صحيح

وله عن ابن عمر طرق:

الأول: يرويه مطر الوراق عن نافع عن ابن عمر، وعن مطر غير واحد منهم:

1 -

حسين المعلم.

أخرجه ابن ماجه (2320 و2414)

عن محمد بن ثعلبة بن سواء البصري

والطبراني في "الأوسط"(2942)

عن إبراهيم بن هاشم البغوي

وابن بشران (546 و 1033)

عن محمد بن عبد الرحمن العلاف

قالوا: ثنا محمد بن سواء عن حسين المعلم عن مطر الوراق عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "من قال سبحان الله، كتبت له عشرا، ومن قالها عشر مرار كتبت له مائة، ومن

(1) 12/ 436 (كتاب اللباس- باب خواتيم الذهب)

(2)

14/ 187 (كتاب الرقاق- باب القصاص يوم القيامة)

ص: 5340

استغفر الله غفر له، ومن أعان على خصومة بظلم أو (1) بغير علم، لم يزل في سخط الله حتى يدع (2)، ومن حالت شفاعته دون حدّ من حدود الله، فقد حادّ الله، ومن مات وعليه دينار أو درهم قُصَّ (3) من حسناته، ليس ثم دينار ولا درهم" اللفظ للطبراني

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن حسين إلا محمد"

وقال المنذري: رواه ابن ماجه بإسناد حسن" الترغيب 2/ 599

وقال البوصيري: هذا إسناد فيه مقال، مطر الوراق مختلف فيه، ومحمد بن ثعلبة قال أبو حاتم: أدركته ولم أكتب عنه. ولم أر لغيره من الأئمة فيه كلاما، وباقي رجال الإسناد ثقات على شرط مسلم، رواه الطبراني في معجمه الكبير من هذا الوجه" المصباح 3/ 65

قلت: لم ينفرد محمد بن ثعلبة به كما تقدم، والحديث اختلف فيه على مطر الوراق كما سيأتي.

2 -

روح بن القاسم التميمي العنبري.

أخرجه المزي (22/ 613 - 614) من طريق أبى طاهر المُخَلِّص ثنا يحيى بن محمد بن صاعد ثنا عمرو بن علي ثنا عيسى بن شعيب أبو الفضل ثنا روح بن القاسم عن مطر عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً "اذكروا الله عباد الله فإنّ العبد إذا قال: سبحان الله وبحمده كتب الله له عشر حسنات، ومن عشر إلى مائة، ومن مائة إلى ألف، ومن زاد زاده الله، فذكر الحديث وزاد فيه "ومن قذت مؤمنا أو مؤمنة حبسه الله في ردغة الخبال حتى يأتي بالمخرج"

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(6310) من طريق أبي حامد محمد بن هارون الحضرمي ثنا عمرو بن علي به.

وأخرجه الخطيب في "التاريخ"(3/ 391 - 392) من طريق أبي عبد الله محمد بن يعقوب بن إسحاق الخطيب ثنا عمرو بن علي به.

ورواه النسائي في "اليوم والليلة"(160) عن عمرو بن علي مختصرا.

وعيسى بن شعيب قال عمرو بن علي: صدوق، وقال ابن حبان: كان ممن يخطئ حتى فحش خطؤه، فلما غلب الأوهام على حديثه استحق الترك.

(1) ولفظ ابن ماجه "أو يعين على ظلم"

(2)

ولفظ ابن ماجه "حتى ينزع"

(3)

ولفظ ابن ماجه "قضي"

ص: 5341

وخالفه عبد الله بن بزيغ الأنصاري فرواه عن روح بن القاسم عن مطر الوراق عن عطاء الخراساني عن نافع عن ابن عمر.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2418) عن أسحاق بن داود الصواف التستري ثنا يحص بن غيلان ثنا عبد الله بن بزيغ به.

وإسحاق بن داود لم أقف له على ترجمة، ويحيى بن غيلان ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: مستقيم الحديث، وعبد الله بن بزيغ قال ابن عدي: ليس هو عندي ممن يحتج به.

3 -

المثنى بن يزيد البصري.

أخرجه أبو داود (1)(3598) عن علي بن الحسين بن إبراهيم العامري ثنا عمر بن يونس لنا عاصم بن محمد بن زيد العمري ثني المثنى بن يزيد عن مطر عن نافع عن ابن عمر.

وأخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(تحفة الأشراف 6/ 232) عن أحمد بن أبي سريج الرازي عن عمر بن يونس به.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(6311) من طريق محمد بن يونس ثنا عمر بن يونس اليمامي به.

والمثنى بن يزيد قال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه عاصم بن محمد العمري، وقال الحافظ: مجهول.

الثاني: يرويه عمارة بن غَزِيَّة المدني عن يحيى بن راشد الدمشقي أنهم جلسوا لابن عمر قال: فما رأيته أراد الجلوس معنا حتى قلنا: هلم إلى المجلس يا أبا عبد الرحمن. قال: فرأيته تذمم، قال: فجلس فسكتنا فلم يتكلم منا أحد، فقاله: ما لكم لا تنطقون؟ ألا تقولون: سبحان الله وبحمده فإن الواحدة بعشر، والعشر بمائة، والمائة بألف، وما زدتم زادكم الله، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من حالت شفاعته دون حد من حدوو الله عز وجل فقد ضادّ الله في أمره (2)، ومن مات وعليه دين فليس بالدينار والدرهم ولكنها الحسنات والسيئات، ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه (3) الله عز وجل في ردغة خبال حتى يخرج مما قال"

(1) ومن طريقه أخرجه البيهقي (6/ 82).

(2)

وفي لفظ "حكمه"

(3)

وفي لفظ "حبس في"

ص: 5342

أخرجه أحمد (2/ 70) وأبو داود (3597) والحاكم (2/ 27) والبيهقي (6/ 82 و 8/ 332) وفي "الشعب"(6309 و 7267) والسياق له من طرق عن زهير بن معاوية الكوفي ثنا عمارة بن غزية به.

قال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: وهو كما قال.

الثالث: يرويه النعمان بن الزبير اليماني عن أيوب بن سلمان - رجل من أهله صنعاء - قال: كنا بمكة فجلسنا إلى عطاء الخراساني إلى جنب جدار المسجد فلم نسأله ولم يحدثنا، ثم جلسنا إلى ابن عمر مثل مجلسكم هذا فلم نسأله ولم يحدثنا فقال: ما لكم لا تتكلمون ولا تذكرون الله قولوا: الله أكبر والحمد لله وسبحان الله وبحمده بواحدة عشرا، وبعشر مائهّ، من زاد زاده الله، ومن سكت غفر له، ألا أخبركم بخمس سمعتهنّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: بلى. قال "من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فهو مضاد لله في أمره، ومن أعان على خصومة بغير حق فهو مستطل في سخط الله حتى يترك، ومن قفى مؤمنا أو مؤمنة حبسه الله في ردغة الخبال عصارة أهل النار، ومن مات وعليه دين أخذ لصاحبه من حسناته لا دينار ثم ولا درهم، وركعتا الفجر حافظوا عليهما فإنهما من الفضائل"

أخرجه أحمد (2/ 82) ثنا محمد بن الحسن بن آتش أني النعمان بن الزبير عن أيوب بن سلمان به"

وأيوب بن سلمان لا يعرف حاله كما في "اللسان"، وفي "الإكمال": فيه جهالة. فالإسناد ضعيف.

الرابع: يرويه عبد الله بن عامر بن ربيعة عن ابن عمر مرفوعاً "من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضادّ الله في أمره"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(13084) والحاكم (4/ 383) من طريق عبد الله بن جعفر ثني مسلم بن أبي مريم عن عبد الله بن عامر به.

وإسناده ضعيف لضعف عبد الله بن جعفر بن نجيح المديني.

الخامس: يرويه عطاء عن ابن عمر مرفوعاً "قولوا خيرا، قولوا: سبحان الله وبحمده ومن حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضادّ الله في أمره، ومن أعان على خصومة بما لا يعلم فهو في سخط الله حتى ينزع، ومن قذف مؤمنا أو مؤمنة حبسه الله عز وجل في ردغة الخبال حتى يأتي مما قال مخرجا، ومن مات وعليه حق لأحد يوم القيامة أخذ من حسناته ليس هناك دينار ولا درهم، وحافظوا على ركعتي الفجر أو قال الصبح فإنّ فيهما رغب الدهر"

ص: 5343

أخرجه ابن عدي (2/ 796) واللفظ له وأبو الشيخ في "التوبيخ"(222) من طريق حفص بن عمر الرّملي ثنا ابن جريج عن عطاء به.

قال ابن عدي: الرّملي أحاديثه غير محفوظة"

قلت: وقال ابن معين: ليس بشيء.

السادس: يرويه عطاء بن أبي مسلم الخراساني واختلف عنه:

- فقال مطر الوراق: عن عطاء الخراساني عن ابن عمر رفعه "من قال سبحان الله وبحمده أثبتت له مائة حسنة، ومن قالها مائة مرة أثبتت له ألف حسنة، ومن زاد زاده الله، ومن استغفر غفر الله له" وذكر الحديث.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(2461) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(757) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(554) من طريق الحسن بن عرفة ثني المبارك بن سعيد أخو سفيان الثوري عن أخيه عمر بن سعيد الثوري عن مطر الوراق به.

ومطر مختلف فيه كما تقدم، وعطاء صدوق لكنه لم يسمع من ابن عمر كما قال أحمد وغيره، والباقون ثقات.

قال ابن عساكر: هذا حديث غريب من حديث مطر عن عطاء. ولم يسمع من ابن عمر"

ولم ينفرد مطر به بل تابعه المثنى بن الصباح عن عطاء الخراساني قال: سمعت ابن عمر.

أخرجه أبو يعلى في "معجمه"(84)

عن محمد بن فضيل وهو في "الدعاء"(94) له

وأبو الشيخ في "التوبيخ"(223)

عن محمد بن الحسن

كلاهما عن فطر بن خليفة عن المثنى بن الصباح به.

والمثنى بن الصباح ضعفوه.

واختلف فيه على فطر بن خليفة، فقال أبو الجواب أحوص بن جوّاب الكوفي: ثنا عمار بن رزيق عن فطر بن خليفة عن القاسم بن أبي بزة عن عطاء الخراساني عن حُمران قال: سمعت ابن عمر.

ص: 5344

أخرجه النسائي في "اليوم والليلة"(158) والطبراني في "مسند الشاميين"(2460) وفي "الكبير"(12/ 388) وفي "الأوسط"(6487) وأبو الشيخ في "التوبيخ"(221)

وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عطاء عن حمران إلا القاسم، ولا رواه عن القاسم إلا فطر، ولا رواه عن فطر إلا عمار، تفرد به أبو الجواب"

قلت: وحمران ذكره ابن حبان في "الثقات"، وعطاء صدوق كما تقدم، والباقون ثقات.

- وقال إبراهيم بن ميمون الصائغ: عن عطاء بن أبي مسلم عن نافع عن ابن عمر.

أخرجه الحاكم (4/ 99) عن أبي العباس قاسم بن القاسم السياري ثنا محمد بن موسى بن حاتم ثنا علي بن الحسن بن شقيق أنبا أبو حمزة ثنا إبراهيم الصائغ به.

وقال: صحيح الإسناد"

قلت: محمد بن موسى بن حاتم قال أبو العباس السياري: أنا بريء من عهدته، وقال ابن أبي سعدان: كان محمد بن علي الحافظ سيء الرأي فيه (اللسان)

3767 -

"من مات وهو بريء من الكبر والغلول والدَّين دخل الجنة"

قال الحافظ: وأخرج الترمذي والنسائي وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم من حديث ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره" (1)

صحيح

يرويه قتادة واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن مَعدان بن أبي طلحة عن ثوبان مرفوعاً "من فارق الروح الجسد وهو بريء من ثلاث دخل الجنة: الكبر، والدَّين، والغلول"

أخرجه أحمد (5/ 281 - 282)

عن شعبة

وأحمد (5/ 276)

عن أبان بن يزيد العطار

(1) 13/ 102 (كتاب الأدب - باب الكبر)

ص: 5345

وأحمد (5/ 276 و 277) والخرائطي في "المساوئ"(608)

عن همام بن يحيى العَوْذي

وأحمد (5/ 281) والدارمي (2595) وابن ماجه (2412) والترمذي (1573) والنسائي في "الكبرى"(تحفة الأشراف 2/ 140) والروياني (611 و 612) وابن حبان (198) والحاكم (2/ 26) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"(1382) والبيهقي (5/ 355) وابن عساكر (7/ 58)

عن سعيد بن أبي عروبة

والطبراني في "الأوسط"(7747)

عن رَوح بن القاسم البصري

كلهم عن قتادة به.

- ورواه أبو عوانة الوَضَّاح بن عبد الله اليشكري واختلف عنه:

• فقال أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي: ثنا أبو عوانة عن قتادة عن سالم عن معدان عن ثوبان مرفوعاً "من مات وهو بريء من ثلاث: الكبر، والغلول، والدين، دخل الجنة"

أخرجه الحاكم (2/ 26) والبيهقي (9/ 101 - 102) وفي "الشعب"(5151)

وتابعه عفان بن مسلم البصري ثنا أبو عوانة به.

أخرجه الحاكم (2/ 26) والبيهقي في "الشعب"(5151)

• ورواه قتيبة بن سعيد البلخي عن أبي عوانة فلم يذكر معدان بن أبي طلحة.

أخرجه الترمذي (1572)

وقال: ورواية سعيد أصح"

قلت: ورواية الطيالسي وعفان أصح من رواية قتيبة.

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

كذا قال، ومعدان لم يخرج له البخاري شيئا.

- ورواه معمر بن راشد عن قتادة مرسلاً.

أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره"(2/ 273)

وحديث شعبة ومن تابعه أصح.

ص: 5346

وإسناده صحيح رواته ثقات، ورواية شعبة عن قتادة مأمون فيها من تدليس قتادة لأنّه كان لا يسمع منه إلا ما سمع.

فعنه قال: كان همتي من الدنيا شفتي قتادة فإذا قال: سمعت، كتبت. وإذا قال: قال: تركت" مسند أبي عوانة 2/ 42

3768 -

"من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة"

قال الحافظ: ففي "المسند" من طريق أبي ظبيان أنّ أبا أيوب غزا الروم فمرض، فلما حضر قال: سأحدثكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا حالي هذه ما حدثتكموه، سمعته يقول: فذكره" (1)

له عن أبي أيوب طريقان:

الأول: يرويه الأعمش عن أبي ظبيان حصين بن جندب واختلف عنه:

- فقال أبو معاوية محمد بن خازم الضرير: أنا الأعمش عن أبي ظبيان عن أشياخه عن أبي أيوب الأنصاري أنه خرج غازيا في زمن معاوية، فمرض، فلما ثقل قال لأصحابه: إن أنا مت فأحملوني فإذا صاففتم العدو فادفنوني تحت أقدامكم، وسأحدثكم بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لولا ما حضرني لم أحدثكم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

أخرجه ابن سعد (3/ 484 - 485) والطبراني في "الكبير"(4044 و 4045)

وتابعه جرير بن عبد الحميد الرازي عن الأعمش به.

أخرجه الطبراني (4042)

- ورواه عبد الله بن نمير واختلف عنه:

• فقال ابن سعد (3/ 484 - 485): أنا عبد الله بن نمير أنا الأعمش عن أبي ظبيان عن أشياخه عن أبي أيوب.

• وقال أحمد (5/ 419): ثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش قال: سمعت أبا ظبان قال: غزا أبو أيوب الروم

ولم يذكر: عن أشياخه.

- ورواه يعلي بن عبيد الطنافسي عن الأعمش عن أبي ظبيان قال: غزا أبو أيوب الروم ولم يذكر: عن أشياخه.

(1) 1/ 238 - 239 (كتاب العلم- باب من خص بالعلم قوما دون قوم)

ص: 5347

أخرجه أحمد (5/ 419) والهيثم بن كليب (1155) والطبراني (4043)

وتابعه أبو بكر بن عياش عن الأعمش به.

أخرجه أحمد (5/ 423)

- ورواه إسماعيل بن عمرو البجلي عن زائدة بن قدامة عن الأعمش عن أبي ظبيان قال: غزا أبو أيوب بلد الروم فذكر الحديث بلفظ "من مات يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة"

أخرجه الطبراني (4041)

واسماعيل ضعفه أبو حاتم وجماعة.

وحديث أبي معاوية أصح لأنّ أبا معاوية من أثبت الناس بعد سفيان في الأعمش كما قال أبو حاتم.

وإسناده ضعيف للأشياخ الذين لم يسموا.

الثاني: يرويه عاصم عن رجل من أهل مكة أنّ يزيد بن معاوية كان أميرا على الجيش الذي غزا فيه أبو أيوب، فدخل عليه عند الموت، فقال له أبو أيوب: إذا مت فاقرءوا على الناس مني السلام، فأخبروهم أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من مات لا يشرك بالله شيئا جعله الله في الجنة" ولينطلقوا بي فليبعدوا بي في أرض الروم ما استطاعوا، فحدّث الناس لما مات أبو أيوب فاستلأم الناس وانطلقوا بجنازته.

أخرجه أحمد (5/ 416) عن عفان بن مسلم البصري ثنا عاصم به.

وإسناده ضعيف للرجل الذي لم يسم.

والمتن صحيح أخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود، وأخرجه مسلم من حديث جابر.

3769 -

"من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (93) من حديث جابر: قيل: يا رسول الله: ما الموجبتان؟ قال: فذكره" (1)

(1) 3/ 355 (كتاب الجنائز- باب في الجنائز)

ص: 5348

3770 -

"من مثل بذي روح ثم لم يتب مثل الله به يوم القيامة"

قال الحافظ: ولأحمد من وجه آخر عن أبي صالح الحنفي عن رجل من الصحابة أراه عن ابن عمر رفعه: فذكره" (1)

أخرجه أحمد (2/ 115) عن أسود بن عامر الشامي وحسين بن محمد المروذي قالا: ثنا شريك عن معاوية بن إسحاق عن أبي صالح الحنفي عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أراه ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

وأخرجه في موضع آخر (2/ 92) عن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي ثنا شريك عن معاوية بن إسحاق عن أبي صالح الحنفي عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قال الهيثمي: رجاله ثقات" المجمع 6/ 249 - 250

قلت: شريك بن عبد الله هو القاضي وهو مختلف فيه، ونسب إلى التدليس ولم يذكر سماعا من معاوية بن إسحاق.

لكنه لم ينفرد به بل تابعه قيس بن الربيع عن معاوية بن إسحاق عن أبي صالح الحنفي عن ابن عمر به.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(7293) من طريق إسحاق بن منصور السلولي ثنا قيس بن الربيع به.

وقال: لم يرو هذا الحديث عن معاوية بن إسحاق إلا قيس، تفرد به إسحاق بن منصور"

قلت: قيس مختلف فيه كذلك لكن الأكثر على تضعيفه.

3771 -

"من مسح رأس يتيم لا يمسحه إلا الله كان له بكل شعرة تمرّ يده عليها حسنة"

قال الحافظ: أخرجه أحمد والطبراني عن أبي أمامة، وسنده ضعيف" (2)

ضعيف

روي من حديث أبي أمامة ومن حديث بريدة ومن حديث عبد الله بن أبي أوفى ومن حديث أنس

(1) 12/ 64 (كتاب الذبائح - باب ما يكره من المثلة)

(2)

13/ 401 (كتاب الدعوات- باب الدعاء للصبيان)

ص: 5349

فأما حديث أبي أمامة فأخرجه ابن المبارك في "الزهد"(655) وفي "البر والصلة"(207) عن يحيى بن أيوب المصري عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً "من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كانت له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات، ومن أحسن إلى يتيمه أو يتيم غيره كنت أنا وهو في الجنة كهاتين، وقرن بين أصابعه"

وأخرجه أحمد (5/ 250 و 265) وابنه في "زيادات الزهد"(ص 28) وابن أبي الدنيا في "العيال"(609) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 178 - 179) والبغوي في "شرح السنة"(3456) وفي "التفسير"(1/ 523) وابن الجوزي في "البر والصلة"(402) من طرق عن ابن المبارك به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(7821) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 179) والبيهقي في "الشعب"(10525) من طريق سعيد بن أبي مريم الجمحي أنا يحيى بن أيوب به.

قال أبو نعيم: غريب من حديث أبي أمامة لم نكتبه إلا من هذا الوجه"

وقال العراقي: إسناده ضعيف" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 3/ 1209

وقال الهيثمي: وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف" المجمع 8/ 160

قلت: ولم ينفرد به بل تابعه خالد بن أبي عمران التُّجيبي عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة مرفوعاً نحوه.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(7929) و"الأوسط"(3190)

عن شعيب بن يحيى التجيبي

وفي "المكارم"(106)

عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار المرادي المصري

قالا: ثنا ابن لهيعة عن خالد بن أبي عمران به.

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن خالد إلا ابن لهيعة"

قلت: وهو ضعيف كما قال ابن معين وغيره.

وأما حديث بريدة فيرويه مندل بن علي العَنَزي عن محمد بن عبد الله بن أبي رافع واختلف عنه:

- فقال إسماعيل بن عمرو البجلي: ثنا مندل عن محمد بن عبيد الله عن أبيه عن أبي

ص: 5350

داود عن بريدة مرفوعاً "من مسح رأس يتيم رحمة له كتب الله له بكل شعرة وقعت عليها يده حسنة"

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 208)

واسماعيل بن عمرو البجلي ضعفه ابن عدي وأبو حاتم وغيرهما.

- ورواه عبد العزيز بن الخطاب الكوفي عن مندل فلم يذكر عن أبيه.

أخرجه ابن أبي الدنيا في "العيال"(614) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 296)

وإسناده ضعيف جداً، أبو داود هو نفيع بن الحارث الأعمى قال ابن عبد البر: أجمعوا على ضعفه، وكذبه بعضهم، وأجمعوا على ترك الرواية عنه.

وقال الحاكم: روى عن بريدة أحاديث موضوعة.

ومندل مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، واختلف فيه قول ابن معين.

ومحمد بن عبيد الله قال البخاري: منكر الحديث.

وأما حديث عبد الله بن أبي أوفى فأخرجه أحمد بن حنبل (4/ 382) وأحمد بن منيع في "مسنده"(المطالب 2580/ 1) وابن أبي الدنيا في "العيال"(627) والحارث (بغية الباحث 905) والبزار (كشف 1911) وابن حبان في "المجروحين"(2/ 203 - 204) والسمرقندي في "تنبيه الغافلين"(ص 276) وابن شاذان في "المشيخة الصغرى"(55) وابن الجوزي في "البر والصلة"(401) من طرق عن فائد بن عبد الرحمن أبي الورقاء قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى رفعه "من مسح يده على رأس يتيم رحمة له كتب له بكل شعرة حسنة، ورفع له بكل شعرة درجة، ومحا عنه بكل شعرة سيئة"

قال عبد الله بن أحمد: لم يحدثنا أبي بهذا الحديث، ضرب عليه من كتابه، لأنّه لم يرض حديث فائد بن عبد الرحمن، أو كان عنده متروك الحديث"

وقال ابن حبان: فائد بن عبد الرحمن كان ممن يروي المناكير عن المشاهير ويأتي عن ابن أبي أوفى بالمعضلات لا يجوز الاحتجاج به"

وقال الهيثمي: وفيه فائد أبو الورقاء وهو متروك" المجمع 8/ 161 - 162

وقال البوصيري: مدار إسناده على فائد بن عبد الرحمن وهو ضعيف" مختصر الإتحاف 7/ 198

وأما حديث أنس فأخرجه المهرواني في "الفوائد المنتخبة"(164) من طريق محمد بن

ص: 5351

غالب بن حرب التمار ثنا يحيى بن عنبسة ثنا حميد الطويل عن أنس مرفوعاً "من مسح يده على رأس يتيم كتب الله له بكل شعرة مرت على يده حسنة"

قال الخطيب في تخريج الفوائد المذكورة: هذا حديث غريب من حديث أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن حديث حميد عن أنس، تفرد بروايته يحيى بن عنبسة، وهو شيخ يتفرد بأكثر رواياته عن شيوخه"

قلت: ذكره ابن حبان في "الضعفاء" فقال: شيخ دجال يضع الحديث على الثقات.

وقال الدارقطني: بغدادي كذاب.

3772 -

"من مَسَّ ذكره فليتوضأ"

سكت عليه الحافظ (1)

صحيح

ورد من حديث بُسرة بنت صفوان ومن حديث أبي هريرة ومن حديث جابر بن عبد الله ومن حديث ابن عباس ومن حديث أم حبيبة ومن حديث أبي أيوب ومن حديث ابن عمر ومن حديث ابن عمرو

فأما حديث بسرة فله عنها طريقان:

الأول: يرويه عروة بن الزبير واختلف عنه:

- فرواه عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عروة واختلف عنه:

• فقال مالك (1/ 42): عن عبد الله بن أبي بكر أنّه سمع عروة يقول: دخلت على مروان بن الحكم فتذاكرنا ما يكون منه الوضوء، فقال مروان: ومن مس الذكر الوضوء، فقال عروة: ما علمت هذا.

فقال مروان: أخبرتني بسرة بنت صفوان أنّها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إذا

مس أحدكم ذكره فليتوضأ"

وأخرجه الشافعي في "الأم"(1/ 15) وفي "اختلاف مالك والشافعي"(7/ 178) عن مالك به.

(1) 1/ 396 (كتاب الغسل - باب غسل المذي والوضوء منه)

ص: 5352

وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(1/ 197) عن الربيع بن سليمان المرادي أنا الشافعي به.

وأخرجه البيهقي (1/ 128) وفي "المعرفة"(1/ 385) وفي "الخلافيات"(502) والخطيب في "تلخيص المتشابه"(2/ 859) والحازمي في "الاعتبار"(ص 43) من طريق أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا الربيع بن سليمان به.

وأخرجه أبو داود (181) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3230) والنسائي (1/ 83 - 84) وفي "الكبرى"(193) والعقيلي في "الضعفاء"(1/ 273 - 274) وابن حبان (1112) والطبراني في "الكبير"(24/ 196) والبيهقي (1/ 128) وفي "الخلافيات"(503) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 186) والبغوي في "شرح السنة"(165) من طرق عن مالك به.

ولم ينفرد مالك به بل تابعه:

1 -

إسماعيل بن عُلية قال: ثنا عبد الله بن أبي بكر قال: سمعت عروة يحدث أبي قال: ذاكرني مروان مس الذكر، فقلت: ليس فيه وضوء، فقال: إنّ بسرة تحدث فيه، فأرسل إليها رسولاً، فذكر الرسول أنّها تحدث أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من مسَّ ذكره فليتوضأ"

أخرجه ابن أبي شيبة (101) وإسحاق (2172) وأحمد (6/ 406) عن إسماعيل بن علية به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(3228) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 197) عن عبيد بن غنام الكوفي ثنا ابن أبي شيبة به.

وأخرجه ابن الجوزي في "التحقيق"(1/ 122) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي به.

2 -

عمرو بن الحارث المصري عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن مروان عن بسرة قالت: ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يتوضأ منه فقال "ومن مسّ الذكر يتوضأ"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 197) عن أحمد بن رشدين وإسماعيل بن الحسن الخفاف المصريين قالا: ثنا أحمد بن صالح ثنا ابن وهب أني عمرو بن الحارث به.

3 -

محمد بن إسحاق المدني عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن مروان عن بسرة مرفوعاً به.

أخرجه الدارمي (731) عن أحمد بن خالد الوهبي عن ابن إسحاق به.

ص: 5353

• ورواه سفيان بن عيينة عن عبد الله بن أبي بكر واختلف عنه:

فقال الحميدي (352) وأحمد (6/ 406): ثنا سفيان قال: ثنا عبد الله بن أبي بكر قال: تذاكر أبي وعروة ما يتوضأ منه، فذكر عروة مس الذكر، فقال أبي: إنّ هذا لشيء ما سمعت به، قال عروة: بلى، أخبرني مروان بن الحكم أنّه سمع بسرة تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من مسّ ذكره فليتوضأ"

فقلت لمروان: فإني أشتهى أن ترسل إليها، فأرسل إليها وأنا شاهد رجلاً، أو قال: حرسيا، فجاء الرسول من عندها فقال: إنّها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من مسّ ذكره فليتوضأ"

السياق للحميدي

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 186 - 187) من طريق محمد بن إسماعيل الترمذي ثنا الحميدي به.

وأخرجه ابن الجارود (16) عن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا سفيان به.

وأخرجه إسحاق في "مسنده"(2171): أنا سفيان عن عبد الله بن أبي بكر قال: التقى أبي وعروة فذكرا مس الذكر، فقال أبي: لم أسمع بشيء، قال عروة: وأنا لم أسمع فيه بشيء، فأرسل إلى بسرة فأخبرت أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من مس فرجه فليتوضأ"

وقال قتيبة بن سعيد البلخي: عن سفيان عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن بسرة، ولم يذكر مروان بن الحكم.

أخرجه النسائي (1/ 177)

وقال: ولم أتقنه"

قلت: والأول أصح لأنه رواية الأكثر ولأنّ الحميدي من أثبت الناس في ابن عيينة وهو رئيس أصحابه كما قال أبو حاتم.

• ورواه الضحاك بن عثمان الحزامي عن عبد الله بن أبي بكر واختلف عنه:

فقال محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك: عن الضحاك بن عثمان عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن مروان عن بسرة.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(3229) عن يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا ابن أبي فديك به.

ص: 5354

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 197) عن محمد بن علي الصائغ المكي ثنا يعقوب بن حميد به.

ويعقوب بن حميد مختلف فيه.

وقال عبد العزيز بن أبي حازم المدني: عن الضحاك بن عثمان عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة أخبرتني بسرة.

ولم يذكر مروان بن الحكم.

أخرجه البيهقي في "الخلافيات"(509)

وابن أبي حازم صدوق ليس به بأس، والضحاك مختلف فيه.

• ورواه ابن شهاب الزهري عن عبد الله بن أبي بكر واختلف عنه:

فقال غير واحد: عن الزهري عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن مروان عن بسرة.

منهم:

1 -

شعيب بن أبي حمزة.

أخرجه أحمد (6/ 407) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(3222) والنسائي (1/ 84) والطبراني في "الكبير"(24/ 195) والبيهقي (1/ 129) وفي "الخلافيات"(504) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 188) من طرق عن شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال: أني عبد الله بن أبي بكر أنّه سمع عروة يقول: ذكر مروان في إمارته على المدينة أنّه يتوضأ من مس الذكر إذا أفضى إليه الرجل بيده، فأنكرت ذلك عليه فقلت: لا وضوء على من مسّه، فقال مروان: أخبرتني بسرة أنّها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ما يتوضأ منه فقال "ويتوضأ من مس الذكر"

قال عروة: فلم أزل أماري مروان حتى دعا رجلاً من حرسه فأرسله إلى بسرة يسألها عما حدثت من ذلك، فأرسلت إليه بسرة بمثل الذي حدثني عنها مروان.

2 -

عُقيل بن خالد الأيلي.

أخرجه البيهقي (1/ 132) وفي "الخلافيات"(505) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير المصري ثنا الليث عن عقيل عن الزهري أنّه قال: أني عبد الله بن أبي بكر أنّه سمع عروة يقول: فذكر مثل حديث شعيب بن أبي حمزة.

أخرجه البيهقي (1/ 132) وفي "الخلافيات"(505)

ص: 5355

وقال: هذا هو الصحيح من حديث الزهري"

قلت: اختلف فيه على الليث بن سعد:

فرواه شعيب بن الليث عن الليث عن الزهري عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن مروان عن بسرة.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 72)

وتابعه شعيب بن يحيى التجيبي عن الليث به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 194) وأبو نعيم في "الصحابة"(7530)

ورواه قتيبة بن سعيد البلخي عن الليث عن الزهري عن عروة عن مروان عن بسرة، ولم يذكر عبد الله بن أبي بكر.

أخرجه النسائي (1/ 177)

ورواه عبد الله بن صالح كاتب الليث عن الليث واختلف عنه:

فقال مطلب (1) بن شعيب الأزدي: ثنا عبد الله بن صالح ثني الليث عن الزهري عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن مروان عن بسرة.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 194) وأبو نعيم في "الصحابة"(7530)

وقال هارون بن كامل المصري: ثنا عبد الله بن صالح ثني الليث ثني يونس عن الزهري عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن مروان عن بسرة.

أخرجه الطبراني (24/ 196)

وتابعه الحسن بن علي الحُلْواني ثنا عبد الله بن صالح به.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(3227)

3 -

ابن أبي ذئب.

أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(3223) عن عمرو بن عثمان الحمصي ثنا عبد الملك بن محمد الصنعاني عن ابن أبي ذئب عن الزهري ثني عبد الله بن أبي بكر أنّه سمع عروة: فذكر مثل حديث شعيب.

(1) ورواه مطلب بن شعيب أيضًا عن عبد الله بن صالح ثني الليث ثني عبد الرحمن بن خالد بن مسافر عن الزهري عن عبد الله بن أبي بكر بمثل حديث شعيب.

أخرجه الطبراني (24/ 195)

ص: 5356

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 196) عن إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي ثنا عمرو بن عثمان به.

ورواه الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن نمر اليَحْصبي عن الزهري واختلف عنه:

فقال أبو موسى إسحاق بن موسى بن عبد الله الأنصاري: ثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن نمر قال: سألت الزهري عن مسّ المرأة فرجها أتتوضأ؟ فقال: أخبرني عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن مروان عن بسرة مرفوعاً "إذا أفضى أحدكم بيده على فرجه فليتوضأ" قال: والمرأة كذلك.

أخرجه البيهقي (1/ 132)

وقال: ظاهر هذا يدل على أنّ قوله "قال: والمرأة مثل ذلك" من قول الزهري، ومما يدل عليه أنّ سائر الرواة رووه عن الزهري دون هذه الزيادة"

وقال هشام بن عمار: عن الوليد بن مسلم ثنا عبد الرحمن بن نمر عن الزهري عن عروة عن مروان عن بسرة.

ولم يذكر عبد الله بن أبي بكر.

أخرجه ابن أبي عاصم (3231) والطبراني (24/ 193) وابن عدي (4/ 1602) والبيهقي (1/ 132)

وتابعه صفوان بن صالح الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم به.

أخرجه البيهقي في "المعرفة"(1/ 396 - 397)

وقال عبد الله بن أحمد بن ذكوان الدمشقي: عن الوليد بن مسلم ثنا عبد الرحمن بن نمر عن الزهري عن عروة عن بسرة.

ولم يذكر عبد الله بن أبي بكر ولا مروان بن الحكم.

أخرجه ابن حبان (1117)

قال ابن عدي: وهذا الحديث بهذه الزيادة التي ذكر في متنه "والمرأة مثل ذلك" لا يرويه عن الزهري غير ابن نمر هذا"

وقال ابن أبي عاصم: لا نعلم أحداً يقول هذا عن الزهري غيره"

قلت: وهو مختلف فيه: وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه ابن معين وغيره

ص: 5357

ورواه مَعْمر بن راشد عن الزهري واختلف عنه:

فقال الواقدي: أنا معمر قال: أنا الزهري عن عبد الله بن أبي بكر: سمعت عروة يقول: سمعت مروان بن الحكم يقول: سمعت بسرة رفعته "إذا مسّ أحدكم ذكره فليتوضأ"

أخرجه ابن سعد (8/ 245) عن الواقدي به.

وقال عبد الرزاق في "مصنفه"(1)(411): عن معمر عن الزهري عن عروة عن مروان عن بسرة.

ولم يذكر عبد الله بن أبي بكر.

وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 71)

عن الحسين بن مهدي البصري

والطبراني (24/ 193) وابن حزم في "المحلى"(1/ 318)

عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري

قالا: ثنا عبد الرزاق به.

ورواه يعقوب بن حميد بن كاسب عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن مروان عن بسرة.

أخرجه ابن أبي عاصم (3224)

وابن كاسب مختلف فيه كما تقدم.

وقال شعبة: عن معمر عن الزهري عن عروة عن بسرة.

ولم يذكر عبد الله بن أبي بكر ولا مروان بن الحكم.

أخرجه النسائي (1/ 177)

عن محمد بن سواء العنبري

والطبراني في "الصغير"(1113) والبيهقي (2) في "الخلافيات"(506)

(1) هو من رواية إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق.

(2)

وزاد في روايته "قال -يعني عروة-: فحدثت به مروان بن الحكم، فأرسل إليها، فأخبرته بذلك"

ولفظه عنده وعند النسائي "إذا أفضى أحدكم بيده إلى فرجه فليتوضأ"

ولفظ الطبراني "من مسّ فرجه فليتوضأ"

ص: 5358

عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف

كلاهما عن شعبة به.

قال البيهقي: هكذا قال، والصواب رواية عقيل بن خالد إسنادا ومتنا"

ورواه ابن أخي الزهري محمد بن عبد الله بن مسلم بن شهاب عن الزهري قال: أخبرني عروة أنّه سمع بسرة.

ولم يذكر عبد الله بن أبي بكر ولا مروان بن الحكم.

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(9/ 331 - 332)

ورواه ابن جريج عن الزهري واختلف عنه:

فرواه حجاج بن محمد المصيصي عن ابن جريج واختلف عنه:

فقال أحمد بن هارون المصيصي: ثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج عن الزهري عن عروة عن عائشة وزيد بن خالد الجهني مرفوعاً "من مسّ فرجه فليتوضأ"

أخرجه ابن عدي (1/ 196) ومن طريقه البيهقي في "الخلافيات"(537)

وقال ابن عدي: غير محفوظ، والمصيصي يروي مناكير عن قوم ثقات لا يتابع عليه أحد"

وقال البيهقي: أخطأ فيه هذا المصيصي حيث قال: عن عائشة، وإنما هو عن بسرة"

ثم أخرجه (538) من طريق إبراهيم بن الحسن المقسمي ثنا حجاج: قال ابن جريج: أخبرني ابن شهاب عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة، ولم يسمع ذلك منه -يعني الزهري- أنه كان يحدث عن بسرة بنت صفوان وزيد بن خالد.

ورواه إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق في "مصنفه"(412) عن ابن جريج ثني ابن شهاب عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة أنّه كان يحدث عن بسرة بنت صفوان أو عن زيد بن خالد.

وأخرجه الطبراني (24/ 194 - 195) عن الدبري به.

وأخرجه ابن أبي عاصم (1) في "الآحاد"(3226)

(1) ورواه ابن أبي عاصم (3225) أيضاً بهذا الإسناد فقال فيه: عن عروة عن بسرة.

ص: 5359

عن الحسن بن علي الحُلواني

والبيهقي في "الخلافيات"(540)

عن محمد بن رافع النيسابوري

قالا: ثنا عبد الرزاق به.

ورواه محمد بن بكر البُرْساني عن ابن جريج ثني الزهري عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة -ولم أسمعه منه- عن بسرة وعن زيد بن خالد.

أخرجه البيهقي في "المعرفة"(1/ 390) من طريق إسحاق بن راهوية وهو في "مسنده" كما في "التلخيص"(1/ 132) و"المطالب العالية"(138) و"إتحاف الخيرة"(875)

وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح لم يشك فيه راويه وذكر الحديث عنهما جميعاً"

قلت: رواه أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي عن البرساني فقال فيه: عن بسرة أو زيد بن خالد.

أخرجه البيهقي في "الخلافيات"(539)

ورواه الأوزاعي عن الزهري واختلف عنه:

فرواه عمرو بن عثمان الحمصي عن عبد الملك بن محمد الصنعاني عن الأوزاعي عن الزهري ثني عبد الله بن أبي بكر سمع عروة، فذكر مثل حديث شعيب بن أبي حمزة.

أخرجه ابن أبي عاصم (3223)

ورواه محمد بن مصعب القَرْقَسَاني عن الأوزاعي عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن بسرة.

ولم يذكر الزهري ولا مروان بن الحكم.

أخرجه البيهقي في "الخلافيات"(507)

والقرقساني ضعفه ابن معين وجماعة، وقواه بعضهم، وتكلم غير واحد في روايته عن الأوزاعي، فقال أبو زرعة: يخطئ كثيرا عن الأوزاعي، وقال صالح جزرة: ضعيف في الأوزاعي.

ورواه غير واحد عن الأوزاعي عن الزهري قال: ثني أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ثني عروة عن بسرة.

ص: 5360

أخرجه الدارمي (730)

عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي

وابن أبي عاصم (3220) والطبراني (24/ 194)

عن الوليد بن مسلم

والطبراني (24/ 193)

عن يحيى بن عبد الله البَابَلُتِّي

والبيهقي في "الخلافيات"(508)

عن الوليد بن مزيد البيروتي

والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 72)

عن بشر بن بكر التِّنِّيسي

وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 187 - 188)

عن عبد الحميد بن حبيب الدمشقي

كلهم عن الأوزاعي به.

ورواه محمد بن كثير الصنعاني عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة عن بُسرة.

أخرجه ابن البختري في "حديثه"(524)

ورواه عبيد الله بن عمرو الرقي عن إسحاق بن راشد الجزري عن الزهري واختلف عنه:

فقال عمرو بن قُسيط أبو علي الرقي: ثنا عبيد الله بن عمرو عن إسحاق بن راشد عن الزهري عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن مروان عن بسرة.

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 188 - 189)

وقال عمرو بن عثمان الكلابي: عن عبيد الله بن عمرو عن إسحاق بن راشد عن الزهري عن أبي بكر بن عمرو بن حزم أنّ عروة حدثه أنّ مروان بن الحكم ذكر أنّ بسرة قالت.

أخرجه ابن أبي عاصم (3221) والطبراني (1)(24/ 194)

(1) سقط من إسناده: عن الزهري.

ص: 5361

وإسحاق بن راشد ثقة، لكن تكلم ابن معين وغيره في حديثه عن الزهري.

ورواه محمد بن إسحاق المدني عن الزهري عن عروة عن زيد بن خالد مرفوعاً "من مسّ فرجه فليتوضأ"

أخرجه ابن أبي شيبة (1699) وفي "مسنده"(إتحاف الخيرة 878) وأحمد (5/ 194) والبزار (3762) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 879) والطحاوي (1/ 73) وابن عدي (6/ 2125) والطبراني (5221 و 5222) وابن شاهين في "الناسخ"(109 و 110) وأبو نعيم في "الصحابة"(3017) والبيهقي في "معرفة السنن"(1/ 391) وفي "الخلافيات"(535) وابن الجوزي في "التحقيق"(1/ 118) من طرق عن ابن إسحاق ثني الزهري به.

قال علي بن المديني: حديث ابن إسحاق عن الزهري عن عروة عن زيد بن خالد "إذا مسّ أحدكم فرجه" منكر" المعرفة والتاريخ 2/ 27 - 28 والخلافيات 2/ 260 - 261

وقال أبو يعلى وابن عدي: قال زهير بن حرب: هذا عندي وهم، إنما رواه عروة عن بسرة"

وقال ابن عبد البر: هذا خطأ لا شك فيه" التمهيد 17/ 185

وقال ابن عبد الهادي: غلط فيه ابن إسحاق، وصوابه عن بسرة بدل زيد" التنقيح 1/ 458

ورواه عمر بن سعيد بن سريج عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعاً "من مسّ فرجه فليتوضأ"

أخرجه إسحاق بن راهوية في "مسند عائشة"(1174) والبزار (كشف 284) والطحاوي (1/ 74) وابن حبان في "المجروحين"(1/ 110) وابن شاهين في "الناسخ"(115) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 8 و 289) وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين"(89) من طرق عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي عن عمر بن سعيد بن سريج به.

قال ابن حبان: وهذا مقلوب ما لعائشة وذكرها في هذا الخبر معنى، إنما عروة سمع الخبر من مروان ثم من شرطي له ثم ذهب إلى بسرة فسمع منها.

قال: وإبراهيم بن إسماعيل كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل"

قلت: هو مختلف فيه: وثقه أحمد وغيره، وضعفه النسائي وغيره.

وعمر بن سعيد قال أبو زرعة: ضعيف الحديث يروي عن الزهري أحاديث مقلوبة، وقال ابن عدي: أحاديثه عن الزهري ليست بمستقيمة.

ص: 5362

ولم ينفرد به بل تابعه:

1 -

مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة به.

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 185) من طريق الحسين بن الحسن الخياط أنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا مالك به.

وقال: وهذا إسناد منكر عن مالك، ليس يصح عنه، وأظن الحسين هذا وضعه أو وهم فيه"

2 -

المهاجر بن عكرمة المخزومي ثني الزهري عن عروة عن عائشة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم توضأ، فقيل له: يا رسول الله، مم توضأت؟ قال "إني حككت ذكري أو أفضيت بيدي إلى ذكري"

أخرجه أبو موسى المديني في "اللطائف"(166 و 373)

والمهاجر قال أبو حاتم: ليس بالمشهور، وذكره ابن حبان في "الثقات".

ورواه يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن عمرو بن شعيب عن عروة عن عائشة.

أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"(3/ 601 - 602) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 39) والبيهقي في "الخلافيات"(548) من طريق إبراهيم بن فهد بن حكيم البصري ثنا أحمد بن شبيب ثنا أبي عن يونس به.

وإبراهيم بن فهد ضعفه البرذعي وغيره.

• ورواه شعبة عن عبد الله بن أبي بكر واختلف عنه:

فقال الطيالسي (ص 230): ثنا شعبة عن عبد الله أو محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عروة أنّ مروان أرسل إلى بسرة يسألها فحدثت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من مسّ ذكره فليتوضأ"

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 159) من طريق يونس بن حبيب الأصبهاني ثنا الطيالسي به.

ورواه محمد بن جعفر غُندر عن شعبة عن محمد بن أبي بكر ولم يشك.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 159)

ورواه سعيد بن سفيان الجَحْدري عن شعبة ثنا أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: سمعت عروة يقول: أرسل مروان إلى بسرة

ص: 5363

أخرجه الطبراني (24/ 198)

• ورواه سفيان الثوري عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن بسرة ولم يذكر مروان بن الحكم.

أخرجه الطبراني (24/ 196 - 197)

وتابعه عمر بن محمد العمري عن عبد الله بن أبي بكر به.

أخرجه الطبراني (24/ 197)

- ورواه هشام بن عروة عن أبيه واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن هشام عن أبيه عن مروان عن بسرة.

منهم:

1 -

أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي.

أخرجه الترمذي (83) وابن أبي عاصم (3232) وابن خزيمة (33) وابن الجارود (17) والطبراني (24/ 201 - 202) وابن الجوزي في "التحقيق"(1/ 121)

2 -

عبد الله بن إدريس الأودي.

أخرجه إسحاق في "مسنده"(2173) وابن ماجه (479) والطبراني (24/ 199)

3 -

ربيعة بن عثمان الهُدَيري.

وقال في روايته: قال عروة: فسألت بسرة فصدقته.

أخرجه ابن الجارود (18) وابن حبان (1114) والطبراني (24/ 201) والحاكم (1/ 137) والبيهقي (1/ 129) وفي "الخلافيات"(512)

4 -

عنبسة بن عبد الواحد القرشي.

وقال في روايته: قال عروة: فأتيت بسرة فحدثتني كما حدثني مروان عنها أنّها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.

أخرجه الحاكم (1/ 137) والبيهقي (1/ 129) وفي "الخلافيات"(514)

5 -

شعيب بن إسحاق الدمشقي.

وقال في روايته: قال عروة: فسألت بسرة فصدقته بما قال.

أخرجه الدارقطني (1/ 146) وابن حبان (1113) والحاكم (1/ 136 - 137) وابن

ص: 5364

حزم في "المحلى"(1/ 325) والبيهقي (1/ 129 - 130 و 131) وفي "معرفة السنن"(1/ 387) وفي "الصغرى"(33) وفي "الخلافيات"(511)

وقال الدارقطني: صحيح"

6 -

سفيان الثوري.

أخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل"(2/ 90) وابن حبان (1116) والطبراني (24/ 201) والدارقطني (1/ 146) والبيهقي في "الخلافيات"(510) من طرق عن سفيان به (1).

وقال الدارقطني: صحيح"

7 -

أبو الأسود حميد بن الأسود البصري.

وقال في روايته: فأنكر ذلك عروة وسأل بسرة فصدقته.

أخرجه البيهقي (1/ 130) وفي "الخلافيات"(515)

8 -

أنس بن عياض المدني.

أخرجه البيهقي (1/ 129)

9 -

علي بن مسهر الكوفي.

أخرجه الطحاوي (1/ 72) والطبراني (24/ 199)

10 -

حماد بن سلمة.

أخرجه ابن أبي عاصم (3234) والطحاوي (1/ 72) والطبراني (24/ 199 - 200) وابن شاهين في "الناسخ"(121)

11 -

مَعْمر بن راشد.

أخرجه عبد الرزاق (411)

12 -

المنذر بن عبد الله الحزامي.

(1) هكذا رواه عبد الله بن الوليد العدني ويزيد بن أبي حكيم العدني وأبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي عن سفيان به.

ورواه أبو همام محمد بن مُحَبّب البصري عن سفيان فلم يذكر عن أبيه.

أخرجه ابن المقرئ في "المعجم"(1125)

ص: 5365

وقال في روايته: فأنكر عروة فسأل بسرة فصدقته.

أخرجه الحاكم (1/ 137) وعنه البيهقي في "الخلافيات"(513)

13 -

إسماعيل بن عياش.

أخرجه الدارقطني (1/ 147)

14 -

ابن جريج.

ولفظ حديثه "من مسّ ذكره أو أنثييه فليتوضأ"

أخرجه الطبرانه (24/ 201) والدارقطني (1/ 148) والخطيب في "المدرج"(1/ 345 - 346)

وقوله "أو أنثييه" مدرج من كلام عروة كما سيأتي.

15 -

يزيد بن سنان الرُّهَاوي.

أخرجه الدراقطني (1/ 147)

16 -

هشام بن حسان البصري.

أخرجه الطبراني (24/ 200 - 201)

17 -

وهيب بن خالد البصري.

أخرجه الطبراني (24/ 201) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 190)

18 -

حماد بن زيد ثنا هشام عن أبيه أنّه كان عند مروان بن الحكم فسئل عن مسّ الذكر فلم ير به بأسا، فبعث مروان بعض حرسه إلى بسرة فقال: حدثتني أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال "إذا مسّ الرجل فرجه بيده فلا يصلي حتى يتوضأ" فرجع فقال: قالت: نعم.

فكان أبي بعد يقول: من مس رُفْغَه أو أنثييه فليتوضأ.

أخرجه الطبراني (24/ 199)

عن محمد بن أبي بكر المُقَدّمي

والبيهقي في "المعرفة"(1/ 397)

عن محمد بن عبيد بن حساب البصري

قالا: ثنا حماد بن زيد به.

ص: 5366

وأخرجه الحاكم (1/ 136) من طريق سليمان بن حرب البصري ومحمد بن الفضل البصري عارم وخلف بن هشام البغدادي قالوا: ثنا حماد بن زيد عن هشام أنّ عروة كان عند مروان بن الحكم فسئل عن مسّ الذكر فلم ير به بأسا، فقال عروة: إنّ بسرة حدثتني أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إذا أفضى أحدكم إلى ذكره فلا يصلّ حتى يتوضأ" فبعث مروان حرسيا إلى بسرة فرجع الرسول فقال: نعم.

قال هشام: قد كان أبي يقول: إذا مسّ ذكره أو أنثييه أو فرجه فلا يصلي حتى يتوضأ.

وأخرجه الدارقطني (1/ 148) والبيهقي (1/ 138) والخطيب في "المدرج"(1/ 346 - 347) من طريق خلف بن هشام ثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة قال: كان أبي يقول: إذا مسّ رفغه أو أنثييه أو فرجه فلا يصل حتى يتوضأ"

قال الدارقطني: كلهم ثقات"

وقال البيهقي: وروي ذلك عن هشام بن عروة من وجه آخر مدرجا في الحديث، وهو وهم، والصواب أنّه من قول عروة"

19 -

يحيى بن هاشم الكوفي.

أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 87)

• ورواه عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة واختلف عنه:

فقال يحيى بن صالح الوُحَاظي: ثنا ابن أبي الزناد عن هشام عن أبيه عن مروان عن بسرة.

أخرجه الطحاوي (1/ 73)

وقال علي بن حجر السعدي: عن ابن أبي الزناد عن أبيه عن عروة عن بسرة.

أخرجه الترمذي (84)

وتابعه زكريا بن يحيى الواسطي زحمويه ثنا ابن أبي الزناد به.

أخرجه الطبراني (24/ 198)

وابن أبي الزناد مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

• وقال غير واحد: عن هشام بن عروة عن أبيه عن بسرة، ولم يذكروا مروان بن الحكم.

منهم:

1 -

يحيى بن سعيد القطان.

أخرجه أحمد (6/ 407) وفي "العلل"(2/ 90) والترمذي (82) والنسائي (1/ 177)

ص: 5367

والطبراني (24/ 202) والبيهقي في "الخلافيات"(517) وابن الجوزي في "التحقيق (1/ 117) وابن الأثير في "أسد الغابة" (7/ 40)

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال ابن الجوزي: هذا الإسناد لا مطعن فيه"

2 -

محمد بن دينار الطاحي.

ولفظ حديثه "من مسّ رفغه أو أنثييه أو ذكره فلا يصليّ حتى يتوضأ".

أخرجه الطبراني (24/ 202)

3 -

علي بن المبارك الهُنَائي.

أخرجه ابن حبان (1115) وابن عدي (5/ 1827) والقطيعي في "جزء الألف دينار"(138) والشاموخي في "حديثه"(23)

4 -

سفيان بن عيينة.

أخرجه الدارقطني (1/ 147)

5 -

سعيد بن عبد الرحمن الجُمَحي.

أخرجه الطحاوي (1/ 73) والبيهقي (1/ 128)

6 -

عبد الحميد بن جعفر الأنصاري.

ولفظ حديثه "من مسّ ذكره أو أنثييه أو رفغيه فليتوضأ"

أخرجه ابن أبي عاصم (3235) والطبراني في "الكبير"(24/ 200) و"الأوسط"(1480 و 4004) والدارقطني (1/ 148) والبيهقي (1/ 137) والخطيب في "المدرج"(1/ 343 - 344)

وقال الطبراني: لم يقل في هذا الحديث عن هشام عن أبيه عن بسرة "وأنثييه" إلا عبد الحميد بن جعفر"

وقال الخطيب: تفرد عبد الحميد بن جعفر بذكر الأنثيين والرفغين" (1)

(1) واختلف فيه على عبد الحميد بن جعفر، فرواه سعيد بن أبي هلال عن عبد الحميد عن عروة بن الزبير عن مروان بن الحكم عن بسرة، ولم يذكر الأنثيين والرفغين، وزاد "قبل أن يصلّي"

أخرجه ابن المقرئ في "المعجم"(163)

ص: 5368

قلت: قاله محمد بن دينار الطاحي أيضاً كما تقدم.

وقال الدارقطني: كذا رواه عبد الحميد بن جعفر عن هشام ووهم في ذكر الأنثيين والرفغ وإدراجه ذلك في حديث بسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والمحفوظ أنّ ذلك من قول عروة غير مرفوع، كذلك رواه الثقات عن هشام، منهم: أيوب السَّخْتِياني وحماد بن زيد وغيرهما"

7 -

مالك بن أنس.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(484)

8 -

عبد العزيز بن أبي حازم المدني.

أخرجه ابن شاهين في "الناسخ"(120)

9 -

أيوب السختياني.

أخرجه الطبراني (24/ 200) من طريق أبي كامل فضيل بن حسين الجَحْدري ثنا يزيد بن زُريع ثنا أيوب عن هشام عن أبيه عن بسرة مرفوعاً "إذا مسّ أحدكم ذكره أو أنثييه أو رُفغَيه فليتوضأ"

وقوله "أو أنثييه أو رفغيه" مدرج من كلام عروة.

قال أبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(69): ثنا أحمد بن المقدام العجلي أبو الأشعث البصري قال: ثنا يزيد بن زريع عن أيوب عن هشام عن أبيه عن بسرة مرفوعاً "إذا مسّ أحدكم ذكره فليتوضأ"

وقال عروة: إذا مسّ أحدكم ذكره أو رفغيه أو أنثييه فليتوضأ"

وأخرجه الدارقطني (1/ 148) والبيهقي (1/ 138) من طريق أحمد بن عبيد الله العنبري وأبي الأشعث العجلي قالا: ثنا يزيد بن زريع به.

وأخرجه الخطيب في "المدرج"(1/ 347) من طريق عمرو بن علي الفلاس ثنا يزيد بن زريع به.

10 -

أبو علقمة عبد الله بن محمد الفَرْوي.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8566) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(837)

• وقال هشام بن زياد أبو المقدام المدني: عن هشام عن أبيه عن أروى بنت أنيس مرفوعاً "من مسّ فرجه فليتوضأ"

ص: 5369

أخرجه ابن السكن والدارقطني في "العلل" كما في "الإصابة"(12/ 108) وأبو نعيم في "الصحابة"(7527) والبيهقي في "الخلافيات"(554)

وقال: هذا خطأ، والصحيح رواية الجماعة عن هشام بن عروة عن أبيه عن بسرة"

وقال ابن السكن: لا يثبت، ولم يحدث به عن هشام بن عروة غير أبي المقدام، وهو بصري ضعيف" الإصابة

وقال الحافظ: وهذا خطأ، وسأل الترمذي البخاري عنه فقال: ما تصنع بهذا؟ لا تشغل به" التلخيص 1/ 125

وقال في "الدراية"(1/ 39): وإسناده ضعيف"

قلت: وهشام أبو المقدام قال ابن معين وغيره: ليس بثقة.

• وقال عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن حفص العمري: عن هشام عن أبيه عن

عائشة مرفوعاً "ويل للذين يمسّون فروجهم ثم يصلون ولا يتوضئون" قالت عائشة: بأبي وأمي هذا للرجال أفرأيت النساء؟ قال "إذا مست إحداكنّ فرجها فلتتوضأ للصلاة"

أخرجه ابن حبان في "المجروحين"(2/ 54) والدارقطني (1/ 147 - 148) وابن الجوزي في "التحقيق"(1/ 120)

وقال الدارقطني: عبد الرحمن العمري ضعيف"

قلت: رواه يحيى بن أيوب المصري عن هشام عن أبيه عن عائشة مرفوعاً بلفظ "من مسّ فرجه فليتوضأ"

أخرجه ابن شاهين في "الناسخ"(116) من طريق جامع بن سوادة ثنا زياد بن يونس الحضرمي ثنا يحيى بن أيوب به.

وجامع بن سوادة ضعفه الدارقطني كما في "اللسان"(2/ 93)

قال ابن عبد البر: من رواه عن هشام عن أبيه عن عائشة فقد أخطأ فيه، والحديث الصحيح الإسناد في هذا عن عروة عن مروان عن بسرة" التمهيد 17/ 185

وقال الحاكم: هذا وهم ظاهر من عبد الرحمن العمري ويحيى بن أيوب ومن تابعهما" الخلافيات 2/ 238

• ورواه همام بن يحيى العَوْذي عن هشام واختلف عنه:

فقال الخَصِيب بن ناصح البصري: ثنا همام عن هشام ثني أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عروة أنّه كان جالسا مع مروان وذكر الحديث.

ص: 5370

أخرجه الطحاوي (1/ 73) وتمام (ق 11/ ب)

وقال الحجاج بن منهال البصري: عن همام ثنا هشام أني أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عروة عن بسرة، ولم يذكر مروان بن الحكم.

أخرجه ابن أبي عاصم (3233) والطبراني (24/ 198)

قال النسائي (1/ 177): هشام لم يسمع من أبيه هذا الحديث" (1)

قلت: بل سمعه منه، فقد صرّح هشام بسماع هذا الحديث من أبيه في رواية يحيى القطان عنه.

قال عبد الله بن أحمد في "العلل"(2/ 90): قرأت على أبي وسمعته منه قال: حدثنا يحيى بن سعيد قال: قال شعبة: لم يسمع هشام حديث أبيه في مسّ الذكر. قال يحيى: فسألت هشاما فقال: أخبرني أبي".

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(24/ 202) عن عبد الله بن أحمد به.

وأخرجه البيهقي في "الخلافيات"(516) وفي "المعرفة"(1/ 402) من طريق الفضل بن محمد الشعراني قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: حدثني يحيى بن سعيد عن شعبة قال: فذكره.

فيحمل هذا إن كان همام بن يحيى حفظه على أنّ هشاما سمعه من أبي بكر بن محمد عن عروة، وسمعه من عروة بدون واسطة.

قال الحافظ: رواه الجمهور من أصحاب هشام عنه عن أبيه بلا واسطة، فهذا إما أن يكون هشام سمعه من أبي بكر عن أبيه، ثم سمعه من أبيه، فكان يحدث به تارة هكذا، وتارة هكذا. أو يكون سمعه من أبيه وثبته فيه أبو بكر، فكان تارة يذكر أبا بكر، وتارة لا يذكره، وليست هذه العلة بقادحة عند المحققين" التلخيص 1/ 123

- ورواه أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن يتيم عروة عن عروة عن بسرة.

أخرجه الطحاوي (1/ 73) من طريق ابن لهيعة ثنا أبو الأسود به.

وابن لهيعة قال النسائي وغيره: ضعيف.

(1) وقال الطحاوي: إنّ هشام بن عروة لم يسمع هذا من أبيه، وإنما أخذه من أبي بكر فدلس به عن أبيه" 1/ 73

ص: 5371

- ورواه رجل لم يسم عن عروة عن عائشة.

أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسند عائشة"(323) ومن طريقه البيهقي في "الخلافيات"(550)

عن معاذ بن هشام الدَّسْتُوائي

والطحاوي (1/ 73)

عن أبي داود الطيالسي

والبيهقي في "الخلافيات"(551)

عن خالد بن الحارث البصري

ثلاثتهم عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير ثني رجل في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم عن عروة عن عائشة به.

واختلف فيه على هشام الدستوائي:

فقال عبيد الله بن موسى العبسي: عن هشام الدستوائي عن رجل عن عروة عن عائشة.

ولم يذكر يحيى بن أبي كثير.

أخرجه العجلي في "الثقات"(ص 319)

وقال عبد العزيز بن أبان الكوفي: عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عن عائشة.

أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 85) ومن طريقه أبو موسى المديني في "اللطائف"(368)

وتابعه شعيب بن إسحاق الدمشقي ثنا هشام الدستوائي به.

أخرجه البيهقي في "الخلافيات"(549)

الثاني: يرويه المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب عن بسرة قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، هل على إحدانا الوضوء إذا مسّ فرجها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مسّ فرجه من الرجال والنساء فعليه الوضوء"

أخرجه إسحاق في "مسنده"(2174) والطبراني (24/ 203) وأبو نعيم في "الصحابة"(7529) والبيهقي (1/ 133)

ص: 5372

وإسناده ضعيف لضعف المثنى بن الصباح.

فصل: في ذكر أقوال أهل العلم في تصحيح حديث بسرة والرد على الطحاوي في تضعيفه للحديث.

قد تقدم أنّ الترمذي والدارقطني والبيهقي صححوا الحديث، وكذا ابن خزيمة وابن حبان والحاكم حيث أخرجوه في صحاحهم.

وقال ابن حبان بعد أن أخرجه من طريق مالك: عائذ بالله أن نحتج بخبر رواه مروان بن الحكم وذووه في شيء من كتبنا، لأنا لا نستحل الاحتجاج بغير الصحيح من سائر الأخبار، وإن وافق ذلك مذهبنا، ولا نعتمد من المذاهب إلا على المنتزع من الآثار، وإن خالف ذلك قول أئمتنا.

وأما خبر بسرة الذي ذكرناه، فإنّ عروة سمعه من مروان بن الحكم عن بسرة، فلم يقنعه ذلك حتى بعث مروان شرطيا له إلى بسرة فسألها، ثم أتاهم، فأخبرهم بمثل ما قالت بسرة، فسمعه عروة ثانيا عن الشرطي عن بسرة، ثم لم يقنعه ذلك حتى ذهب إلى بسرة فسمع منها، فالخبر عن عروة عن بسرة متصل ليس بمنقطع، وصار مروان والشرطي كأنهما عاريتان يسقطان من الإسناد"

قلت: الروايات التي تقدمت تدل على صحة ما قاله ابن حبان، فعروة سمع الحديث من ثلاثة: سمعه من مروان عن بسرة، وسمعه من شرطي مروان عن بسرة، وسمعه من بسرة بدون واسطة.

وقال ابن خزيمة: إنّ عروة قد سمع خبر بسرة منها، لا كما توهم بعض علمائنا أنّ الخبر واه لطعنه في مروان"

وقال الحاكم: حديث ثابت صحيح" الخلافيات 2/ 238

وقال في "المستدرك": نظرنا فإذا القوم الذين أثبتوا سماع عروة من بسرة أكثر، وبعضهم أحفظ من الذين جعلوه عن مروان، إلا أنّ جماعة من الأئمة الحفاظ أيضاً ذكروا فيه مروان، منهم: مالك والثوري ونظراؤهما فظنّ جماعة ممن لم ينعم النظر في هذا الاختلاف أنّ الخبر واه لطعن أئمة الحديث على مروان، فنظرنا فوجدنا جماعة من الثقات الحفاظ رووا هذا عن هشام بن عروة عن أبيه عن مروان عن بسرة، ثم ذكروا في رواياتهم أنّ عروة قال: ثم لقيت بعد ذلك بسرة فحدثتني بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حدثني مروان عنها، فدلنا ذلك على صحة الحديث وثبوته على شرط الشيخين وزال عنه الخلاف والشبهة وثبت سماع عروة من بسرة"

ص: 5373

وقال مضر بن محمد: سألت يحيى بن معين: أي حديث يصح في مس الذكر؟ فقال يحيى: لولا حديث جاء عن عبد الله بن أبي بكر، لقلت لا يصح فيه شيء، فإنّ مالكا يقول: حدثنا عبد الله بن أبي بكر ثنا عروة ثنا مروان حدثتني بسرة، فهذا حديث صحيح" التمهيد 17/ 192 - الاستذكار 1/ 309

وقال أبو داود: قلت لأحمد: حديث بسرة ليس بصحيح في مسّ الذكر. قال: بل هو صحيح وذلك أنّ مروان حدّثهم ثم جاءهم الرسول عنها بذلك" مسائل أبي داود ص 309

وقال الترمذي: وسألت محمدا عن أحاديث مسّ الذكر فقال: أصح شيء عندي في مس الذكر حديث بسرة ابنة صفوان، والصحيح عن عروة عن مروان عن بسرة" العلل 1/ 156

وذكر ابن السكن حديث بسر فصححه وقال: إن صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في مسّ الذكر شيء، فحديث بسرة" التمهيد 17/ 193 و 194

وقال ابن الجوزي: إسناده صحيح ومن الممكن أن يقال أنّ عروة حين سمعه من بسرة لم يكن سمعه منها ثم سمعه منها، يدل على هذا أنّ الدارقطني روى في كتابه عن عروة أنه قال بعد أن حدثه مروان: فسألت بسرة بعد ذلك فصدقته" التحقيق 1/ 123

وقال النووي: رواه مالك والثلاثة بأسانيد صحيحة" الخلاصة 1/ 133

وأما الطحاوي فقد ذكر الحديث في "شرح معاني الآثار" وأعله بما يلي: (1)

1 -

أنّ عروة حين حدّثه مروان بحديث بسرة لم يرفع بحديثها بأسا لأنّها عنده في حال من لا يؤخذ ذلك عنها.

والجواب عن ذلك أنّ هذه العبارة "لم يرفع بحديثها بأسا" ذكرها الطحاوي في كتابه من طريق عبد الرزاق، وكذا أخرجه الطبراني في "الكبير" من طريق عبد الرزاق وفيه "فكأنّ عروة لم يرفع لحديثه" أي لحديث مروان.

والحديث في مصنف عبد الرزاق (411) عن معمر عن الزهري عن عروة قال: فذكر الحديث وفيه "فكأنّ عروة لم يقنع بحديثه" أي بحديث مروان. فطلب منه أن يبعث إلى بسرة من يسألها عن هذا الحديث فبعث حرسيا فأخبرته أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك، ثم لم يقنع عروة بذلك حتى ذهب بنفسه وسألها عن هذا الحديث فصدقت مروان.

(1) انظر رد البيهقي على الطحاوي في "معرفة السنن والآثار"(1/ 398)

ص: 5374

قال الطحاوي: وإن كان إنما ترك أن يرفع بذلك رأسا لأنّ مروان عنده ليس في حال من يجب القبول عن مثله فإنّ خبر شرطي مروان عن بسرة دون خبره هو عنها، فإن كان مروان خبره في نفسه عند عروة غير مقبول فخبر شرطيه إياه عنها كذلك أحرى أن لا يكون مقبولا"

قلت: إن كان مروان وشرطيه غير مقبولان عند عروة فقد ذهب عروة بنفسه إلى بسرة وسألها عن هذا الحديث فصدقت مروان بما قال.

2 -

أنّ الزهري لم يسمعه من عروة وإنما سمعه من عبد الله بن أبي بكر أو من أبي بكر بن محمد بن عمرو، وعبد الله بن أبي بكر ليس في حديثه بالمتقن.

والجواب عن ذلك أنّ الرواة اختلفوا فيه على الزهري والأكثرون رووه عنه عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة، وفيه تصريح الزهري بالإخبار من عبد الله بن أبي بكر، فقول الأكثرين أولى بالقبول.

ويحتمل أن يكون الزهري قد سمعه من كليهما ففي حديث إسماعيل بن علية وحديث سفيان بن عيينة اللذين تقدما أنّ عبد الله بن أبي بكر وأبا بكر بن محمد بن عمرو قد سمعا هذا الحديث من عروة، على أنّ هذا الاختلاف أهو عن عبد الله أو عن أبيه لا يضر لأنّهما ثقتان.

قال ابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن سعد والعجلي: عبد الله بن أبي بكر ثقة، زاد النسائي: ثبت، وقال أحمد: حديثه شفاء. واحتج به الستة.

وقال ابن معين وابن خراش وغيرهما: أبو بكر بن محمد بن عمرو ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات".

واحتج به الستة.

قال البيهقي في "المعرفة"(1/ 400): ولم يخطر ببالي أن يكون إنسان يدعي معرفة الآثار والرواية ثم يطعن في أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وابنه عبد الله"

3 -

أنّ هشام بن عروة لم يسمعه من أبيه وإنّما سمعه من أبي بكر بن محمد فدلس به عن أبيه.

والجواب عن ذلك أنّ هشاما قد صرّح بسماع هذا الحديث من أبيه كما تقدم في رواية يحيى القطان عن هشام، واختلف الرواة عن هشام فرواه أكثرهم عنه عن أبيه، ورواه همام وحده عن هشام عن أبي بكر بن محمد عن عروة، وقد تقدم الجواب عن هذا الاختلاف.

ص: 5375

قال البيهقي: وايش يكون إذا كان يرويه عن أبي بكر، وأبو بكر ثقة حجة عند كافة أهل العلم بالحديث، إنما يضعف الحديث بأن يدخل الثقة بينه وبين من فوقه مجهولا أو ضعيفاً، فإذا أدخل ثقة معروفا قامت به الحجة، على أنه يحتمل أن يكون أخذه عنه أولاً، ثم سمعه من أبيه، فحدث به عن أبيه، ثم ذكر رواية يحيى القطان" المعرفة 1/ 401 - 402

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الشافعي في "الأم"(1/ 15) ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط"(1/ 208) والبيهقي في "معرفة السنن"(1/ 387 - 388) وفي "الخلافيات"(1)(525) وفي "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي"(2)(ص 312 - 313) والحازمي في "الاعتبار"(ص 43) والبغوي في "شرح السنة"(166)

عن سليمان بن عمرو ومحمد بن عبد الله

وابن المقرئ في "المعجم"(1261) والدارقطني (1/ 147) وابن الجوزي في "التحقيق"(1/ 119 - 120)

عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي

والبيهقي (1/ 130 - 131) وفي "الخلافيات"(520)

عن إسحاق بن محمد الفَرْوي

والبزار (كشف 286) والطحاوي (1/ 74) وابن عدي (7/ 2715) وابن شاهين في "الناسخ"(112) ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(208)

عن مَعْن بن عيسى القَزّاز

وأحمد (2/ 333) والبيهقي في "الخلافيات"(526) والخطيب في "المتفق والمفترق"(368)

عن يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي

كلهم عن يزيد بن عبد الملك بن المغيرة النوفلي الهاشمي عن سعيد بن أبي سعيد المَقبُري عن أبي هريرة مرفوعا "إذا أفضى أحدكم بيده إلى ذكره ليس بينه وبينه شيء فليتوضأ" اللفظ للشافعي.

قال البزار: لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه، ويزيد لين الحديث"

(1) ووقع فيه: عن محمد بن عبد الله ورجل آخر.

(2)

ولم يذكر: عن سليمان بن عمرو.

ص: 5376

قلت: واختلف عنه، فرواه عبد الله بن نافع الصائغ عن يزيد بن عبد الملك عن أبي موسى الحنّاط عن المقبري عن أبي هريرة.

أخرجه الشافعي في "سنن حرملة" كما في "المعرفة" للبيهقي (1/ 388) عن عبد الله بن نافع به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة"(1/ 388) وفي "الخلافيات"(524)

وأخرجه الخطيب في "الفقيه"(2/ 47) من طريق يعقوب بن حميد ثنا عبد الله بن نافع به.

وتابعه خالد بن نزار الأيلي ثنا يزيد بن عبد الملك به.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8829) عن مقدام بن داود بن عيسى الرُّعَيْني المصري ثنا خالد بن نزار به.

قال البيهقي: قال ابن معين (1): أبو موسى هذا رجل مجهول" التلخيص الحبير 1/ 126

وقال الطبراني: أبو موسى هو عيسى بن أبي عيسى"

قلت: وهو متروك الحديث كما قال أبو داود وغيره.

والأول أصح لأنّ عبد الله بن نافع مختلف فيه وقد تكلموا في حفظه، قال أبو حاتم ليس بالحافظ هو لين تعرف حفظه وتنكر وكتابه أصح، وقال البخاري: في حفظه شيء، وقال أيضاً: يعرف وينكر في حفظه وكتابه أصح.

وخالد بن نزار وثقه الدارقطني وغيره، لكن الراوي عنه مقدام بن داود قال النسائي: ليس بثقة.

ولم ينفرد يزيد بن عبد الملك النوفلي به بل تابعه نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم القارئ عن المقبري عن أبي هريرة به.

أخرجه ابن حبان (1118) والطبراني في "الأوسط"(1871) و"الصغير"(1/ 42) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 195 و 196) و"الاستذكار"(1/ 311) وابن عبد الهادي في "التنقيح"(1/ 459) من طرق عن أحمد بن سعيد الهمداني ثنا أصبغ بن الفرج ثنا

(1) وقال مضر بن محمد عن ابن معين: رواه يزيد بن عبد الملك عن المقبري جعل بينهما رجلاً مجهولا"

التمهيد 17/ 192

ص: 5377

عبد الرحمن بن القاسم ثنا نافع بن أبي نعيم القارئ ويزيد بن عبد الملك النوفلي عن المقبري عن أبي هريرة به (1).

قال ابن حبان: احتجاجنا في هذا الخبر بنافع بن أبي نعيم دون يزيد بن عبد الملك النوفلي، لأنّ يزيد بن عبد الملك تبرأنا من عهدته في كتاب الضعفاء".

وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن نافع إلا عبد الرحمن بن القاسم المصري، ولا عن عبد الرحمن إلا أصبغ، تفرد به أحمد بن سعيد الهمداني"

وقال ابن عبد البر: حديث حسن"

وقال: قال ابن السكن: هذا الحديث من أجود ما روي في هذا الباب، لرواية ابن القاسم له عن نافع بن أبي نعيم، وأما يزيد فضعيف.

قال ابن عبد البر: كان هذا الحديث لا يعرف إلا ليزيد بن عبد الملك النوفلي هذا، وهو مجتمع على ضعفه، حتى رواه عبد الرحمن بن القاسم صاحب مالك عن نافع بن أبي نعيم، وهو إسناد صالح إن شاء الله، وقد أثنى ابن معين على عبد الرحمن بن القاسم في حديثه ووثقه، وكان النسائي يثني عليه أيضًا في نقله عن مالك لحديثه، ولا أعلمهم يختلفون في ثقته، ولم يرو هذا الحديث عنه عن نافع بن أبي نعيم ويزيد بن عبد الملك إلا أصبغ بن الفرج، وأما سحنون فإنما رواه عن ابن القاسم عن يزيد وحده" (2)

قلت: وكذلك رواه يحيى بن عبد الله بن بكير المصري عن عبد الرحمن بن القاسم عن يزيد بن عبد الملك وحده عن المقبري عن أبي هريرة.

أخرجه البيهقي (1/ 133) وفي "الخلافيات"(522)

وتابعه سعيد بن عيسى بن تَليد الرُّعَيني ثنا عبد الرحمن بن القاسم به.

أخرجه ابن شاهين في "الناسخ"(113)

- ورواه حبيب بن أبي حبيب كاتب مالك عن شبل بن عباد عن سعيد المقبري واختلف عنه:

• فقال مقدام بن داود الرعيني: ثنا حبيب كاتب مالك ثنا شبل بن عباد عن سعيد المقبري عن أبي هريرة.

(1) ومن هذا الطريق أخرجه البيهقي في "الخلافيات"(521) إلا أنّه لم يذكر يزيد بن عبد الملك.

(2)

وقال في "الاستذكار": أصبغ وابن القاسم ثقتان فقيهان، فصّح الحديث بنقل العدل على ما ذكر ابن السكن، إلا أنّ أحمد بن حنل كان لا يرضى نافع بن أبي نعيم. وخالفه ابن معين فيه فقال: هو ثقة. وقال أحمد بن حنبل: هو ضعيف منكر الحديث"

ص: 5378

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(8904) وفي "ما انتقاه ابن مردويه من حديثه"(41) والخطيب في "الموضح"(2/ 46)

وقال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن شبل إلا حبيب كاتب مالك"

• وقال غير واحد: عن حبيب كاتب مالك ثنا شبل بن عباد عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6664)

عن محمد بن خلف العسقلاني

وابن عدي (2/ 819)

عن عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي وأحمد بن الفضل بن عبيد الله العسلقلاني

قالوا: ثنا حبيب كاتب مالك به.

قال ابن عدي: وهذا الحديث عن حبيب عن شبل عن شيخه موضوع على شبل"

قلت: حبيب كذبه أحمد وأبو داود، وقال أبو حاتم وغيره: متروك الحديث.

وأما حديث جابر فيرويه ابن أبي ذئب عن عقبة بن عبد الرحمن بن معمر عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان واختلف عنه:

- فقال عبد الله بن نافع الصائغ: عن ابن أبي ذئب عن عقبة بن عبد الرحمن عن محمد بن عبد الرحمن عن جابر مرفوعا "إذا أفضى أحدكم بيده إلى ذكره فليتوضأ"

أخرجه الشافعي في "الأم"(1/ 15 - 16) عن عبد الله بن نافع به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 134) وفي "المعرفة"(1/ 389) وفي "الخلافيات"(542 و 543)

وأخرجه ابن ماجه (480) والطحاوي (1/ 74) وابن شاهين في "الناسخ"(105) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 154) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 193) والمزي (20/ 209) من طرق عن عبد الله بن نافع به.

وتابعه معن بن عيسى القزاز عن ابن أبي ذئب به.

أخرجه ابن ماجه (480) ومن طريقه ابن الجوزى في "التحقيق"(1/ 120 - 121)

قال الشافعي: وسمعت غير واحد من الحفاظ يرويه ولا يذكر فيه جابرا"

ص: 5379

وقال أبو داود في "مسائله"(ص 314): سمعت أحمد سئل عن هذا الحديث فقال: هذا من ابن نافع كان لا يحسن الحديث. يريد بذلك قوله: عن جابر، يعني جابر وهم وأنّ الحديث عن محمد بن عبد الرحمن عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل"

وقال البخاري في "الكبير"(3/ 2/ 436) روى عقبة بن عبد الرحمن عن ابن ثوبان وعنه ابن أبي ذئب مرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم في مسّ الذكر، وقال بعضهم: عن جابر ولا يصح"

وقال أبو حاتم: هذا خطأ، الناس يروونه عن ابن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا لا يذكرون جابرا" العلل 1/ 19

وقال مضر بن محمد عن ابن معين: هو غير صحيح" التمهيد 17/ 192

وقال ابن عبد البر: وهذا إسناد صحيح، كل مذكور فيه ثقة معروف بالعلم، إلا عقبة بن عبد الرحمن، فإنّه ليس بمشهور بحمل العلم"

- وقال أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي: ثنا ابن أبي ذئب عن عقبة عن محمد بن عبد الرحمن مرسلًا.

أخرجه الطحاوي (1/ 75)

- ورواه محمد بن إسماعيل بن أبي فُديك عن ابن أبي ذئب واختلف عنه:

• فقال الشافعي في "الأم"(1/ 15 - 16): أنا ابن أبي فديك عن ابن أبي ذئب عن عقبة بن عبد الرحمن عن محمد بن عبد الرحمن مرسلًا.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 134) وفي "المعرفة"(1/ 389) وفي "الخلافيات"(544)

• وقال عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي دحيم: ثنا ابن أبي فديك عن ابن أبي ذئب عن عقبة بن عبد الرحمن عن محمد بن عبد الرحمن عن جابر.

أخرجه ابن شاهين في "الناسخ"(105)

وقال: هذا حديث غريب"

قلت: مداره على عقبة بن عبد الرحمن، ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلا، وقال ابن المديني والحافظ في "التقريب": مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن عدي (4/ 1418) والبيهقي في "الخلافيات"(541) والخطيب في "التاريخ"(13/ 425 - 426) من طريق الضحاك بن حجوة المَنْبِجي

ص: 5380

ثنا الهيثم بن جميل ثنا أبو هلال الراسبي عن ابن بريدة عن يحيى بن يَعْمَر عن ابن عباس مرفوعا "من مسّ ذكره فليتوضأ"

قال ابن عدي: وهذا لا أعرفه إلا من رواية الضحاك بن حجوة بهذا الإسناد، والضحاك منكر الحديث عن الثقات"

وقال البيهقي: والضحاك بن حجوة منكر الحديث"

وأما حديث أم حبيبة فأخرجه ابن أبي شيبة (1700) وإسحاق في "مسنده"(2070) وابن ماجه (481) والترمذي في "العلل"(1/ 159) وأبو يعلى (7144) والدولابي في "الكنى"(2/ 168) والطحاوي (1/ 75) والطبراني في "الكبير"(23/ 234 و 235) و"الأوسط"(3108) و"مسند الشاميين"(1516 و 3632) والرامهرمزي في "المحدث الفاصل"(ص 444) وابن شاهين في "الناسخ"(119) وتمام (ق 87/ ب) وابن بشران (1433) والبيهقي (1/ 130) وفي "الخلافيات"(552) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 191) و "الاستذكار"(1/ 310 - 311) وابن عساكر (39/ 382) والذهبي في "تذكرة الحفاظ"(2/ 566)

عن الهيثم بن حميد الغساني

وابن الجوزي في "التحقيق"(1/ 120)

عن الأوزاعي

قالا: ثنا العلاء بن الحارث عن مكحول عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة مرفوعا "من مسّ فرجه فليتوضأ"

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن مكحول إلا العلاء بن الحارث، ولا يروى عن أم حبيبة إلا بهذا الإسناد"

وقال الترمذي: سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: مكحول لم يسمع من عنبسة.

وسألت أبا زرعة (1) عن حديث أم حبيبة فاستحسنه ورأيته كأنّه يعده محفوظا"

وقال في "السنن"(1/ 130): وقال أبو زرعة: حديث أم حبيبة في هذا الباب صحيح.

قال: وكأنّ محمدا لم ير هذا الحديث صحيح"

(1) وقال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عن حديث أم حبيبة في مس الفرج، فقال: مكحول لم يسمع من عنبسة شيئا" المراسيل ص 212 - 213

ص: 5381

وقال الحاكم: كان ابن معين يثبت سماع مكحول من عنبسة، فإذا ثبت سماعه منه فهو أصح حديث في الباب" الخلافيات 2/ 275

وقال الطحاوي: هذا منقطع لأنّ مكحولا لم يسمع من عنبسة شيئًا، ثنا بذلك ابن أبي داود قال: سمعت أبا مسهر يقول ذلك"

وقال ابن السكن: لا أعلم في حديث أم حبيبة علة، إلا أنّه قيل: إنّ مكحولا لم يسمعه من عنبسة" التمهيد 17/ 193

وقال ابن عبد البر: قد صّح عند أهل العلم سماع مكحول من عنبسة، ذكر ذلك دحيم وغيره" 17/ 194

وذكر في "الاستذكار" أنّ أحمد قال: حديث أم حبيبة حسن الإسناد"

وقال في "التمهيد": قال أحمد: حديث حسن ثابت"

وقال: ذكر أبو زرعة الدمشقي قال: كان أحمد بن حنبل يعجبه حديث أم حبيبة في مسّ الذكر، ويقول: هو حسن الإسناد"

قال ابن عبد البر: الحديثان -حديث بسرة وأم حبيبة- جميعًا عند أحمد وابن معين صحيحان"

وقال البوصيري: هذا إسناد فيه مقال، مكحول مدلس وقد رواه بالعنعنة فوجب ترك حديثه لا سيما وقد قال البخاري: إنّه لم يسمع من عنبسة، فالإسناد منقطع" المصباح 1/ 69

قلت: رواته ثقات إلا أنّه اختلف في سماع مكحول من عنبسة، وعلى فرض صحة سماعه منه فإنّه كان مدلسًا ولم يذكر سماعا منه.

وأما حديث أبي أيوب فأخرجه ابن ماجه (482) والهيثم بن كليب (1156) وابن شاهين في "الناسخ"(114) والبيهقي في "الخلافيات"(545) وابن الجوزي في "التحقيق"(1/ 121) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن الزهري عن عبد الله بن عبد القاري عن أبي أيوب مرفوعا "من مسّ فرجه فليتوضأ"

قال البيهقي: وهذا غير محفوظ بهذا الإسناد"

وقال الزيلعي: وهو حديث ضعيف فإنّ إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة متروك باتفاقهم وقد اتهمه بعضهم" نصب الراية 1/ 57

ص: 5382

وأما حديث ابن عمر فله عنه طرق:

الأول: يرويه نافع عن ابن عمر واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن نافع عن ابن عمر مرفوعا.

منهم:

1 -

عبد الله بن عمر العمري.

أخرجه ابن عدي (4/ 1460) والدارقطني (1/ 147) والبيهقي في "الخلافيات"(528) وابن الجوزي في "التحقيق"(1/ 119) من طريق عثمان بن معبد بن نوح البغدادي ثنا إسحاق بن محمد الفَرْوي ثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "من مسّ ذكره فليتوضأ وضوءه للصلاة" لفظ الدارقطني.

قال ابن عدي: وهذا الحديث بهذا الإسناد منكر"

قلت: الفروي والعمري مختلف فيهما.

2 -

صخر بن جويرية

أخرجه العقيلي (2/ 143 - 144) من طريق سليمان بن وهب الأنصاري ثنا صخر بن جويرية عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "من مسّ فرجه فليتوضأ"

وقال: سليمان بن وهب بصري يخالف في حديثه"

ثم أخرجه من طريق مسلم بن إبراهيم البصري ثنا صخر بن جويرية عن نافع عن ابن عمر قوله.

3 -

هاشم بن زيد الدمشقي.

أخرجه البزار (كشف 285) والطحاوي (1/ 74) وابن شاهين في "الناسخ"(106) من طريق عمرو بن أبي سلمة التِّنِّيسي عن صدقة بن عبد الله السمين عن هاشم بن زيد عن نافع عن ابن عمر مرفوعا "من مسّ فرجه فليتوضأ"

وإسناده ضعيف لضعف صدقة بن عبد الله وهاشم بن زيد.

- وقال غير واحد: عن نافع عن ابن عمر موقوفًا.

منهم:

1 -

مالك.

أخرجه في "الموطأ"(1/ 42)

ص: 5383

ومن طريقه أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(1/ 194) والعقيلي (1/ 273 و 2/ 144) والبيهقي (1/ 131) وفي "المعرفة"(1/ 393 - 394) وفي "الخلافيات"(556)

وقال العقيلي: الموقوف أولى"

قلت: وإسناده صحيح.

ورواه حفص بن عمر العدني عن مالك عن نافع عن ابن عمر أنّه كان يتوضأ من مسّ الذكر وقال: سمعت بسرة بنت صفوان تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "الوضوء من مس الذكر"

أخرجه العقيلي (1/ 273) وابن حبان في "المجروحين"(1/ 257) وابن عدي (2/ 793) والبيهقي في "الخلافيات"(529 و530)

وقال ابن عدي: وهذا ليس يرويه عن مالك إلا حفص بن عمر، وهذا الحديث في "الموطأ" عن نافع عن ابن عمر موقوف أنّه كان يتوضأ من مس الذكر، وأما قوله: عن بسرة، فهو باطل كأنّه يحكى عن ابن عمر عن بسرة، وحديث بسرة في "الموطأ" عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن مروان عن بسرة في قصة فذكره"

وقال ابن حبان: وهذا خبر مقلوب الإسناد، إنّما هو عن مالك عن نافع عن ابن عمر فقلبه، وعن مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة عن مروان عن بسرة مرفوعا"

وقال البيهقي: قال الحاكم: تفرد به حفص بن عمر العدني الملقب بفرخ عن مالك"

وقال ابن عبد البر: وهذا خطأ وإسناد منكر، والصحيح فيه عن مالك ما في الموطأ" التمهيد 17/ 185

قلت: وحفص بن عمر قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة.

2 -

عبد الله بن عون البصري.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 163 - 164) عن إسماعيل بن علية عن ابن عون عن نافع أنّ ابن عمر كان إذا مسّ فرجه أعاد الوضوء.

وإسناده صحيح

3 -

أيوب السَّختياني.

أخرجه الطحاوي (1/ 76) عن ابن خزيمة ثنا حجاج ثنا حماد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر

وإسناده صحيح، وحجاج هو ابن منهال.

ص: 5384

4 -

عبد الله بن مُحَرَّر الجزري.

أخرجه عبد الرزاق (421) عن عبد الله بن محرر عن نافع عن ابن عمر قال: من مسّ ذكره فليتوضأ".

وعبد الله بن محرر قال النسائي وجماعة: متروك الحديث.

الثاني: يرويه العلاء بن سليمان الرقي عن الزهري عن سالم عن أبيه مرفوعا "من مسّ فرجه فليتوضأ"

أخرجه الطحاوي (1/ 74) والطبراني (13118) وابن عدي (5/ 1865) وابن شاهين في "الناسخ"(107) والبيهقي في "الخلافيات"(533)

وقال: وهذا أيضًا ضعيف، والحمل فيه على العلاء بن سليمان كما أظن"

قلت: العلاء بن سليمان قال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال ابن عدي: منكر الحديث، وقال أبو علي محمد بن سعيد القشيري في "تاريخ الرقة: حدّث عن الزهري في مسّ الذكر حديثا منكرا.

وتابعه عُقيل بن خالد الأيلي عن الزهري عن سالم عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا به.

أخرجه البيهقي في "الخلافيات"(534) من طريق ابن لهيعة عن عقيل به.

وقال: وابن لهيعة لا يحتج به"

وخالفهما مالك "الموطأ"(1/ 43) فرواه عن الزهري عن سالم عن أبيه موقوفًا.

ومن طريقه أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(1/ 194) والبيهقي (1/ 131)

وتابعه سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه.

أخرجه زكرويه في "حديث ابن عيينة"(10) والطحاوي (1/ 76)

وإسناده صحيح.

الثالث: يرويه أيوب السخيتاني عن ابن سيرين عن ابن عمر مرفوعا "إذا مسّ أحدكم ذكره فليتوضأ"

أخرجه الخليلي في "الإرشاد"(ق 70/ أ) والبيهقي في "الخلافيات"(532) والخطيب في "التاريخ"(4/ 310 - 311) وابن عساكر (7/ 33) من طريق محمد بن أحمد بن أبي العوام الرياحي ثنا عبد العزيز بن أبان ثنا سفيان الثوري عن أيوب به.

ص: 5385

قال الخليلي: هذا منكر بهذا الإسناد، لا يصح من حديث أيوب، ولا من حديث سفيان، والحمل فيه على عبد العزيز بن أبان الكوفي فإنهم ضعفوه"

وقال البيهقي: ضعيف، قال الحاكم: تفرد به ابن أبي العوام عن عبد العزيز بن أبان"

الرابع: يرويه ابن جريج عن عبد الواحد بن قيس عن ابن عمر مرفوعا، وعنه غير واحد، منهم:

1 -

أبو مسلم سَليم بن مسلم المكي.

أخرجه ابن عدي (3/ 1166) عن الحسن بن سفيان ثنا عبد الرحمن بن سلام ثنا سليم بن مسلم عن ابن جريج عن عبد الواحد بن قيس أو بشير عن ابن عمر مرفوعا "من مسّ ذكره فليتوضأ"

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "المعرفة"(1/ 391 - 392) وفي "الخلافيات"(531)

قال ابن عدي: وهذا رواه عن ابن جريج مسلم بن خالد الزَّنْجي وغيره فقالوا: عن عبد الواحد بن قيس عن ابن عمر ويكون مرسلًا، وسليم بن مسلم عامة ما يرويه غير محفوظ"

قلت: ذكره النسائي في "الضعفاء" وقال: متروك الحديث، وقال ابن معين: ليس بثقة.

2 -

مسلم بن خالد الزنجي.

أخرجه الشافعي في "القديم"(الخلافيات 2/ 254) عن مسلم بن خالد عن ابن جريج عن عبد الواحد بن قيس عن ابن عمر مرفوعا "إذا مسّ أحدكم ذكره فليتوضأ"(1)

قال البيهقي: وهذا مرسل عن ابن عمر"

قلت: مسلم بن خالد قال أبو داود وغيره: ضعيف، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث.

وعبد الواحد بن قيس مختلف فيه ولم يدرك ابن عمر.

3 -

عبد الرزاق بن همام الصنعاني.

قال الدارقطني في "المؤتلف"(2/ 905): فيما قرأته في أصل أبي عبد الله بن مخلد

(1) ورواه الشافعي أيضًا عن مسلم بن خالد عن ابن جريج عن عمرو بن شيب قال: سمع ابن عمر بسرة تحدث بحديثها عن النبي صلى الله عليه وسلم في مسّ الذكر فلم يدع الوضوء منه حتى مات.

قال البيهقي: وهذا مرسل عن ابن عمر"

ص: 5386

عن علي بن الحسين عن كتاب أبيه، قال أبو زكريا يحيى بن معين: رأيت في كتاب: عن ابن الخلال الحُلْواني عن عبد الرزاق عن ابن جريج عن عبد الواحد بن قيس عن ابن عمر مرفوعا "من مسّ رفغيه أو أنثييه فليتوضأ"

وأما حديث ابن عمرو فأخرجه إسحاق بن راهوية في "مسنده" كما في "المعرفة" للبيهقي (1/ 403) عن بقية بن الوليد ثني الزبيدي ثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "أيما رجل مسّ فرجه فليتوضأ، وأيما امرأة مسّت فرجها فلتتوضأ"

ومن طريقه أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"(1/ 210) والطبراني في "مسند الشاميين"(1831) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 208) والحازمي في "الاعتبار"(ص 44)

وأخرجه أحمد (2/ 223) وابن الجارود (19) والطحاوي (1/ 75) والدارقطني (1/ 147) وابن شاهين (108) والبيهقي (1/ 132) وفي "المعرفة"(1/ 402 - 403) وابن الجوزي في "التحقيق"(1/ 119) والحافظ في "تخريج أحاديث المختصر"(1/ 399 و 400) من طرق عن بقية بن الوليد به.

قال الترمذي في "العلل"(1/ 161): قال محمد: وحديث ابن عمرو في مس الذكر هو عندي صحيح"

وقال الحازمي: هذا إسناد صحيح لأنّ إسحاق بن راهوية إمام غير مدافع وقد خرجه في "مسنده"، وبقية بن الوليد ثقة في نفسه وإذا روى عن المعروفين فمحتج به، وقد أخرج مسلم بن الحجاج فمن بعده من أصحاب الصحاح حديثه محتجين به، والزبيدي هو محمد بن الوليد قاضي دمشق من ثقات الشاميين محتج به في الصحاح كلها، وعمرو بن شعيب ثقة باتفاق أئمة الحديث وإذا روى عن غير أبيه لم يختلف أحد في الاحتجاج به، وأما روايته عن أبيه عن جده فالأكثرون على أنّها متصلة ليس فيها إرسال ولا انقطاع"

وقال ابن عبد الهادي: إسناده قوي" التنقيح 1/ 458

وقال ابن المنذر: حديث ابن عمرو لا يثبت"

وقال الطحاوي: أنتم تزعمون أنّ عمرو بن شعيب لم يسمع من أبيه شيئًا، وإنّما حديثه عنه عن صحيفة، فهذا على قولكم منقطع، والمنقطع فلا يجب به عندكم حجة"

وتعقبه البيهقي فقال: فقلنا: من يزعم هذا؟ نحن لا نعلم خلافا بين أهل العلم بالحديث في سماع عمرو بن شعيب من أبيه.

قال البخاري في "التاريخ": عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص سمع أباه وسعيد بن المسيب وطاوسا.

ص: 5387

قلت: وإنما الخلاف في سماع شعيب من جده عبد الله بن عمرو.

ثم أخرج من طريق الدارقطني عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري عن محمد بن علي بن حمدان الوراق قال: قلت لأحمد بن حنبل: عمرو بن شعيب سمع من أبيه شيئًا؟ قال: يقول: حدثني أبي، قلت: فأبوه سمع عن عبد الله بن عمرو؟ قال: نعم، أراه قد سمع.

قال الدارقطني: سمعت أبا بكر النيسابوري يقول: قد صّح سماع عمرو بن شعيب من أبيه شعيب، وصّح سماع شعيب من جده عبد الله بن عمرو" المعرفة 1/ 405 - 406

وقال الحافظ: هذا حديث حسن، أخرجه أحمد عن عبد الجبار بن محمد عن بقية، ووقع عنده معنعنا، فتوقف فيه بعضهم لذلك، وقد زال بهذه الرواية من تدليس بقية وتسويته" تخريج أحاديث المختصر

قلت: وهو كما قال، فبقية والزبيدي ثقتان، وعمرو بن شعيب وأبوه صدوقان.

ولم ينفرد الزبيدي به بل تابعه:

1 -

عبد الله بن المؤمل المخزومي.

أخرجه ابن أبي عاصم (3236) والطحاوي (1/ 75) والطبراني (24/ 192) وأبو نعيم في "الصحابة"(7528)

وابن المؤمل مختلف فيه ولا بأس به في المتابعات.

2 -

ثابت بن ثوبان العَنْسي.

أخرجه ابن عدي (7/ 2668) والبيهقي (1/ 132)

عن ضَمْرة بن ربيعة الفلسطيني

والطبراني في "الأوسط"(3542)

عن سليمان بن داود المنقري

قالا: ثنا يحيى بن راشد عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن ابن ثوبان إلا يحيى بن راشد"

قلت: هو المازني قال ابن معين: ليس بشيء.

ص: 5388

3773 -

"من ملك ذا رَحِم فهو حر"

قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن من حديث الحسن عن سَمُرة، واستنكره ابن المديني ورجح الترمذي إرساله، وقال البخاري: لا يصح، وقال أبو داود: تفرد به حماد وكان يشك في وصله، وغيره يرويه عن قتادة عن الحسن قوله، وعن قتادة عن عمر قوله منقطعا. أخرج ذلك النسائي، وله طريق أخرى أخرجه أصحاب السنن أيضًا إلا أبا داود من طريق ضَمْرة عن الثوري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر، وقال النسائي: منكر، وقال الترمذي: خطأ، وقال جمع من الحفاظ: دخل لضمرة حديث في حديث، وإنما روى الثوري بهذا الإسناد حديث النهي عن بيع الولاء وعن هبته. وجرى الحاكم وابن حزم وابن القطان على ظاهر الإسناد فصححوه" (1)

روي من حديث سمرة ومن حديث ابن عمر

فأما حديث سمرة فيرويه قتادة واختلف عنه:

- فقال حماد بن سلمة: عن قتادة عن الحسن عن سمرة مرفوعا "من ملك ذا رحم مَحْرَم فهو حر"

أخرجه الطيالسي (ص 123) عن حماد به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(4898) والروياني (818) والبيهقي في "المعرفة"(14/ 406) من طرق عن الطيالسي به.

وتابعه ابن المبارك في "مسنده"(224) عن حماد به.

ومن طريقه أخرجه النسائي في "الكبري"(4900)

وأخرجه أحمد (5/ 15 و 18 و 20) وأبو داود (3949) والترمذي (1365) وفي "العلل"(1/ 561) والنسائي في "الكبرى"(4898 و 4899 و 4901) والروياني (818) وابن الجارود (973) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 109) وفي "المشكل"(5400 و 5401 و 5402) والطبراني في "الكبير"(6852) والبيهقي (10/ 289) من طرق (2) عن حماد به.

(1) 6/ 93 (كتاب العتق - باب إذا أسر أخو الرجل أو عمه هل يفادى إذا كان مشركا)

(2)

رواه حجاج بن المنهال البصري وأسد بن موسى المصري ويزيد بن هارون الواسطي وأبو كامل مظفر بن مدرك الخراساني ومسلم بن إبراهيم الأزدي وموسى بن إسماعيل البصري وعبد الله بن معاوية الجمحي وبهز بن أسد البصري وإبراهيم بن الحجاج السامي وعبد الواحد بن غياث البصري وسريج بن النعمان البغدادي وعبيد الله بن عائشة التيمي وأبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي عن حماد بن سلمة.

ص: 5389

قال أبو داود: لم يحدث هذا الحديث إلا حماد بن سلمة، وقد شك فيه"

وقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه مسندا إلا من حديث حماد بن سلمة، وسألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه عن الحسن عن سمرة إلا من حديث حماد بن سلمة"

وقال البيهقي: والحديث إذا انفرد به حماد بن سلمة ثم يشك (1) فيه، ثم يخالفه فيه من هو أحفظ منه وجب التوقف فيه، وقد أشار البخاري إلى تضعيف هذا الحديث، وقال ابن المديني: هذا عندي منكر"

وقال ابن التركماني: ومن شك ليس بحجة على من لم يشك كيف والذين لم يشكوا جماعة" الجوهر النقي 10/ 289

• ورواه محمد بن بكر البُرْساني عن حماد بن سلمة عن عاصم الأحول وقتادة عن الحسن عن سمرة.

أخرجه ابن ماجه (2524) والترمذي (3/ 638) والنسائي في "الكبرى"(4902) والروياني (822) والطحاوي في "المشكل"(5403) والطبراني في "الأوسط"(1461) والحاكم (2/ 214) والبيهقي (10/ 289) من طرق عن البرساني به.

قال الترمذي: لا نعلم أحدا ذكر في هذا الحديث عاصما الأحول عن حماد بن سلمة غير محمد بن بكر"

وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عاصم الأحول إلا حماد بن سلمة ولا عن حماد إلا محمد"

وقال الحاكم: حديث صحيح محفوظ عن سمرة"

قلت: اختلف في سماع الحسن من سمرة، وعلى فرض صحة سماعه منه فإنّه مدلس وقد عنعن.

• ورواه عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن سلمة عن مطر الوراق عن الحكم بن عتيبة أنّ عمر قال: من ملك ذا رحم محرم فهو حر.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(4907)

والحكم لم يدرك عمر.

(1) قلت: وقع الشك في رواية موسى بن إسماعيل فقط، قال: عن سمرة بن جندب فيما يحسب حماد.

ص: 5390

- وقال سعيد بن أبي عروبة: عن قتادة عن الحسن قوله.

أخرجه أبو داود (3951)

عن عبد الوهاب (1) بن عطاء الخفّاف

والنسائي في "الكبرى"(4905)

عن محمد (2) بن أبي عدي البصري

كلاهما عن سعيد به.

وأخرجه أبو داود (3952) ومن طريقه البيهقي (10/ 289)

عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي

والنسائي في "الكبرى"(4904)

عن هشام الدَّسْتُوائي

و (4903)

عن عبد الأعلى (3) بن عبد الأعلى البصري

ثلاثتهم عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن وجابر بن زيد قولهما.

قال أبو داود: سعيد أحفظ من حماد"

قلت: وقتادة مدلس وقد عنعن.

وأما حديث ابن عمر فأخرجه ابن ماجه (2525) والنسائي في "الكبرى"(4897)

(1) أخرجه أبو داود عن محمد بن سليمان الأنباري ثنا عبد الوهاب به.

وأخرجه أبو داود أيضًا (3950) عن محمد بن سليمان الأنباري ثنا عبد الوهاب عن سعيد عن قتادة أنّ عمر بن الخطاب قال: من ملك ذا رحم محرم فهو حر"

ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 289)

(2)

أخرجه النسائي عن محمد بن بشار ثنا ابن أبي عدي به.

وأخرجه أيضًا (4906) عن محمد بن بشار ثنا ابن أبي عدي عن سعيد عن قتادة قال: قال عمر: من ملك ذا رحم فهو حر.

وقتادة لم يدرك عمر.

(3)

أخرجه النسائي عن محمد بن يحيى بن فياض البصري عن عبد الأعلى به.

وأخرجه أيضًا عن محمد بن يحيى عن عبد الأعلى ثنا سعيد عن قتادة عن عمر قوله.

ص: 5391

وابن الجارود (972) والطحاوي في "المشكل"(5398 و 5399) وفي "شرح المعاني"(3/ 109) والخليلي في "الإرشاد"(2/ 476) وابن حزم في "المحلى"(10/ 222 - 223) والبيهقي (10/ 289 و290) من طرق عن ضمرة بن ربيعة الفلسطيني عن سفيان الثوري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا "من ملك ذا رحم محرم فهو (1) حر"

قال النسائي: لا نعلم أنّ أحدا روى هذا الحديث عن سفيان غير ضمرة، وهو حديث منكر"

وقال الترمذي: لم يتابع ضمرة على هذا الحديث، وهو حديث خطأ عند أهل الحديث" السنن 3/ 638

وقال الخليلي: لم يروه أحد عن سفيان غير ضمرة بن ربيعة، وهو من أهل الرملة.

ينفرد بأحاديث، غير مخرج في الصحيح، ولا يروى عن ابن دينار إلا بهذا الإسناد"

وقال البيهقي: هذا وهم فاحش، والمحفوظ بهذا الإسناد حديث النهي عن بيع الولاء وعن هبته، وضمرة بن ربيعة لم يحتج به صاحبا الصحيح" المعرفة 14/ 407

وقال أبو زرعة الدمشقي: قلت لأحمد: فإنّ ضمرة يحدث عن الثوري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر: من ملك ذا رحم فهو حر. فأنكره وردّه ردّا شديدا" التاريخ ص 217

وقال ابن حزم: هذا خبر صحيح كل رواته ثقات تقوم به الحجة"

وقال الذهبي: تفرد به ضمرة عن الثوري عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر" الميزان 2/ 330

قلت: قال الحاكم (2/ 214): حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة وعبد الله بن محمد بن سالم قالا: ثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف الفِرْيابي ثنا ضمرة بن ربيعة عن سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا "من ملك ذا رحم محرم فهو حر"

وحدثنا أبو علي بإسناده سواء أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الولاء وعن هبته.

سمعت أبا علي الحافظ يقول: إنما ذكرت المتن الثاني ليزول به الوهم عن ضمرة.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"

(1) وفي لفظ "فهو عتيق"

ص: 5392

كذا قال، وضمرة لم يخرجا له شيئًا.

3774 -

"من منح منيحة أو هَدّى زُقَاقا كان له عدل عتق رقبة"

قال الحافظ: وللبخاري في "الأدب المفرد" والترمذي وصححه من حديث البراء رفعه: فذكره" (1)

صحيح

وله عن البراء بن عازب طرق:

الأول: يرويه طلحة بن مصرّف اليامي قال: سمعت عبد الرحمن بن عَوْسَجة النَّهْمي قال: سمعت البراء بن عازب رفعه "من منح منيحة (2) ورِق أو هدّى زُقَاقا (3) أو سقى لبنا كان له عدل رقبة أو نسمة، ومن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، عشر مرار كان له عدل رقبة أو نسمة"

وكان يأتينا إذا قمنا إلى الصلاة فيمسح (4) صدورنا أو عواتقنا يقول: "لا تختلف (5) صفوفكم فتختلف قلوبكم"

وكان يقول "إنّ الله وملائكته يصلون على الصف الأول أو الصفوف الأول"

وقال "زينوا القرآن بأصواتكم"

أخرجه الطيالسي (ص 100 و 100 - 101) وعبد الرزاق (2431 و 4175 و 4176) وأبو عبيد في "الغريب"(1/ 292) وابن أبي شيبة (7/ 31) وأحمد (4/ 285 و 296 و 300 و 304) واللفظ له ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(3/ 177 و 177 - 178 و 178) والترمذي (1957) والسرقسطي في "الغريب"(1/ 317) والروياني (353 و 358 و 359 و 360) والخرائطي في "المكارم"(1/ 134 و 135) وابن البختري في "حديثه"(333) وابن حبان (5096) والطبراني في "الأوسط"(2611 و 7202) وفي "مسند الشاميين"(767) والخطابي في "الغريب"(1/ 728 - 729) وتمام (789 و 1272 و 1273 و 1274 و 1707) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 27) والبيهقي في "الشعب"(3113) والخطيب في "الجامع"(1281)

(1) 13/ 248 (كتاب الإستئذان- باب قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ} [النور: 27])

(2)

وفي لفظ "منحة"

(3)

وفي لفظ "طريقا"

(4)

وفي لفظ "يسوي"

(5)

وفي لفظ "استووا ولا تختلفوا"

ص: 5393

والشجري في "أماليه"(1/ 115) والبغوي في "شرح السنة"(1663) وابن عساكر في "معجم الشيوخ"(1548) والمزي (17/ 323) من طرق عن طلحة بن مصرف به.

قال ابن عساكر: هذا الحديث حسن غريب"

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

قلت: وهو كما قال.

ولم ينفرد طلحة بن مصرف به بل تابعه قَنَان بن عبد الله النهمي عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء مرفوعا "من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، أو منح منحة أو هدى زقاقا (1)، كان كمن أعتق رقبة"

أخرجه أحمد (4/ 286 - 287) عن أبي معاوية محمد بن خازم الكوفي ثنا قنان به.

واللفظ له.

وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(890) عن محمد بن سلام السلمي ثنا الفزاري ثنا قنان به.

وقنان وثقه ابن معين وابن حبان، وقال النسائي: ليس بالقوي.

الثاني: يرويه محمد بن عجلان المدني عن أبان بن صالح عن البراء مرفوعا "من منح منحة ورقا، أو لبنا فكعتق نسمة، ومن هدى زقاقا، فكعتق نسمة، ومن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شىء قدير، فكعتق نسمة، وإنّ الله وملائكته يصلون على الصف المقدم"

أخرجه هناد في "الزهد"(1070) عن حاتم بن إسماعيل المدني عن ابن عجلان به.

ورواته ثقات لكن لم أر أحدا ذكر أبان بن صالح وهو ابن عمير في الرواة عن البراء فلعله لم يسمع منه.

الثالث: يرويه الحكم بن عتيبة عن سعد بن عبيدة عن البراء.

أخرجه الروياني (397) عن محمد بن إسحاق الصاغانى أنا محمد بن سابق ثنا إبراهيم بن طهمان عن منصور عن الحكم به.

وإسناده حسن، محمد بن سابق صدوق، والباقون ثقات.

(1) زاد البخاري "أو قال: طريقا"

ص: 5394

3775 -

حديث ابن عباس رفعه "من نذر نذرا لم يسمه فكفارته كفارة يمين"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود وفيه "ومن نذر في معصية فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذرا لا يطيقه فكفارته كفارة يمين" ورواته ثقات لكن أخرجه ابن

أبي شيبة موقوفًا وهو أشبه، وأخرجه الدارقطني من حديث عائشة" (1)

انظر حديث "كفارة النذر كفار اليمين"

3776 -

"من نزل منزلًا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يتحول"

قال الحافظ: وصحح الترمذي من حديث خولة بنت حكيم مرفوعا: فذكره" (2)

قلت: أخرجه مسلم (2708)

3777 -

"من نسي الصلاة علي خطئ طريق الجنة"

قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه عن ابن عباس، والبيهقي في "الشعب" من حديث أبي هريرة، وابن أبي حاتم من حديث جابر، والطبراني من حديث حسين بن علي، وهذه الطرق يشدّ بعضها بعضا" (3)

حسن

روي من حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث جابر ومن حديث علي بن أبي طالب ومن حديث الحسين بن علي ومن حديث محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب مرسلًا.

فأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن ماجه (908) عن جُبارة بن المُغَلس ثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس به مرفوعا.

وأخرجه الطبراني في "الكبير"(12819) وعنه أبو نعيم في"الحلية"(3/ 91) عن عبدان بن أحمد الأهوازي ثنا جبارة به.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 267) عن محمد بن عبد الرحمن ثنا عبدان بن أحمد ثنا جبارة بن المغلس ثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس، وعن عمرو بن دينار عن أبي جعفر قالا.

(1) 14/ 398 (كتاب الإيمان والنذور - باب النذر فيما لا يملك)

(2)

12/ 305 (كتاب الطب - باب الرقي بالقرآن والمعوذات)

(3)

13/ 421 (كتاب الدعوات - باب الصلاة على النبي)

ص: 5395

وأخرجه ابن عدي (2/ 603) عن أبي يعلى ثنا جبارة ثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن ابن عباس وأبي جعفر به.

قال ابن عدي: هذا الحديث غير محفوظ بهذا الإسناد"

وقال أبو نعيم: غريب من حديث جابر وعمرو لم نكتبه إلا من حديث جبارة، تفرد به"

وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف جبارة بن المغلس" المصباح 1/ 112

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه ابن الأعرابي (ق 35 - 36) عن محمد بن سليمان بن الحارث الباغندي ثنا عمر بن حفص بن غياث ثني أبي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا "من نسي الصلاة عليّ نسي طريق الجنة"

وأخرجه البيهقي (9/ 286) وفي "الدعوات"(154) وفي "الشعب"(1473) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(1685) من طرق عن الباغندي به (1).

قال الرشيد العطار: إسناده حسن" القول البديع ص 146

قلت: وهو كما قال، محمد بن سليمان ومحمد بن عمرو بن علقمة صدوقان، والباقون ثقات.

وأما حديث جابر فذكر السخاوي أنّه عند ابن أبي حاتم، وحكى عن الرشيد العطار أنّه قال: إسناده جيد حسن متصل"

وأما حديث علي فذكره السخاوي وقال: أخرجه ابن بشكوال بسند ضعيف"

وأما حديث الحسين بن علي فأخرجه الدولابي في "الذرية الطاهرة"(155) والطبراني في "الكبير"(2887) من طريق محمد بن بشير الكندي ثنا عَبيدة بن حُميد ثني فِطْر بن خليفة عن أبي جعفر محمد بن علي بن حسين عن أبيه عن جده حسين بن علي مرفوعا "من ذكرت عنده فخطئ الصلاة عليّ خطئ طريق الجنة"

وإسناده ضعيف لضعف محمد بن بشير.

وأما حديث محمد بن علي بن الحسين فأخرجه ابن أبي شيبة (11/ 507 - 508) وإسماعيل القاضي في "الصلاة على النبي"(41 و 42 و 43 و 44) وابن أبي عاصم في "الصلاة

(1) وأخرجه ابن شاهين في "الأفراد"(81) من طريق إبراهيم بن هانئ النيسابوري ثنا عمر بن حفص بن غياث به.

وقال: وهذا حديث غريب تفرد به عمر بن حفص بن غياث عن أبيه، لا أعلم رواه عن حفص إلا ابنه"

ص: 5396

على النبي" (83) والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند طلحة بن عبيد الله 358) والبيهقي في "الشعب" (1472) من طرق عن محمد بن علي بن الحسين به.

قال البيهقي: هذا مرسل"

3778 -

"من نسي الوتر أو نام عنه فليصله إذا ذكره"

قال الحافظ: رواه أبو داود من حديث أبي سعيد مرفوعا" (1)

صحيح

أخرجه أبو داود (1431) والدارقطني (2/ 22) والحاكم (1/ 302) والبيهقي (2/ 480) من طريق عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي ثنا أبو غسان محمد بن مطرف المدني عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد مرفوعا "من نام عن وتره أو نسيه فليصلّه إذا أصبح أو ذكره"

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين" (2)

قلت: إسناده صحيح رواته ثقات، والشيخان لم يخرجا لعثمان بن سعيد شيئًا، ولم ينفرد أبو غسان به بل تابعه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه به.

أخرجه أحمد (3/ 31 و 44) وابن ماجه (1188) والترمذي (465) وفي "العلل"(1/ 266) وابن نصر في "الوتر"(ص 305 - 306) وأبو يعلى (1114 و 1289) وأبو علي الطوسي في "مختصر الأحكام"(445) وابن حبان في "المجروحين"(2/ 59) وابن عدي (4/ 1583) وأبو نعيم في "الحلية"(9/ 305 و 10/ 25)

وعبد الرحمن بن زيد ضعيف.

وتابعه عبد الله بن سلمة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قيل له: إنّ أحدنا يصبح ولم يوتر، قال "فليوتر إذا أصبح"

أخرجه الدارقطني (2/ 22) من طريق محمد بن إسماعيل الجعفري ثنا عبد الله بن سلمة به.

وعبد الله بن سلمة قال أبو زرعة: منكر الحديث.

(1) 3/ 132 (كتاب الصلاة - أبواب الوتر - باب رقم 1)

(2)

وقال النووي في "الخلاصة"(1/ 561): رواه أبو دواد والبيهقي بإسنادين صحيحين، والترمذي بإسناد ضعيف، فهو حديث صحيح"

ص: 5397

وخالفهم عبد الله بن زيد بن أسلم فرواه عن أبيه مرسلًا.

أخرجه الترمذي (466) وفي "العلل"(1/ 266 - 267) وقال: وهذا أصح من الحديث الأول، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف الحديث"

قلت: بل الحديث الأول أصح لأنّ أبا غسان ثقة ثبت، وعبد الله بن زيد بن أسلم مختلف فيه.

3779 -

"من نظر إلى فرج إمرأة لم تحل له أمها ولا بنتها"

قال الحافظ: حديث ضعيف أخرجه ابن أبي شيبة من حديث أم هانئ مرفوعا: فذكره، وإسناده مجهول. قاله البيهقي" (1)

أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 165) عن جرير بن عبد الحميد الرازي عن حجاج عن أبي هانئ به مرفوعا.

3780 -

"من نظر من صير الباب ففقئت عينه فهي هدر"

قال الحافظ: قال أبو عبيد في "غريب الحديث" في الكلام على حديث: فذكره.

الصير: الشق ولم نسمعه إلا في هذا الحديث" (2)

وذكره في موضع آخر وسكت عليه (3).

قلت: ذكره أبو عبيد في "الغريب"(2/ 42) بغير إسناد.

3781 -

حديث محجن بن الأدرع الأسلمي قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي، فذكر حديثا قال فيه: فدخل المسجد فإذا رجل يصلي، فقال لي "من هذا؟ " فأثنيت عليه خيرا، فقال "أسكت لا تسمعه فتهلكه"

وفي رواية له: قلت: يا رسول الله، هذا فلان وهذا وهذا.

وفي أخرى له: هذا فلان من أحسن أهل المدينة صلاة أو من أكثر أهل المدينة.

قال الحافظ: أخرجه أحمد والبخاري في "الأدب المفرد"(4)

تقدم الكلام عليه في حرف الخاء فانظر حديث "خير دينكم أيسره"

(1) 11/ 60 (كتاب النكاح - باب ما يحل من النساء وما يحرم)

(2)

3/ 410 (كتاب الجنائز - باب من جلس عند المصيبة يعرف فيه الحزن)

(3)

9/ 55 (كتاب المغازي - باب غزوة مؤته)

(4)

13/ 87 (كتاب الأدب - باب ما يكره من التمادح)

ص: 5398

3782 -

حديث بريدة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أتى المسجد وأبو موسى يقرأ، قال: فجئت، فقال "من هذا؟ " قلت: أنا بريدة.

قال الحافظ: وقد أخرج المصنف في "الأدب المفرد" وصححه الحاكم من حديث بريدة: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(805 و 1087) عن علي بن الحسن بن شقيق المروزي ثنا الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد وأبو موسى يقرأ فقال "من هذا؟ " فقلت (2): أنا بريدة، جُعلت فداك. فقال "قد أعطي هذا مزمارا من مزامير آل داود"

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1969)

عن محمد بن إسحاق بن راهوية

والحاكم (4/ 282)

عن محمد بن موسى بن حاتم الباشاني

قالا: ثنا علي بن الحسن بن شقيق به.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: هو على شرط مسلم وحده لأنّ حسين بن واقد أخرج له البخاري تعليقا فقط.

والحديث أخرجه مسلم (793) من طريق مالك بن مِغول عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا "إنّ عبد الله بن قيس أو الأشعري أعطي مزمارا من مزامير آل داود"

3783 -

عن حبيبة بنت سهل أنّها كانت تحت ثابت بن قيس بن شَمّاس، وأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى الصبح فوجد حبيبة عند بابه في الغلس، فقال "من هذه؟ " قالت: أنا حبيبة بنت سهل، قال "ما شأنك؟ " قالت: لا أنا ولا ثابت بن قيس، لزوجها، الحديث.

قال الحافظ: أخرجه مالك في "الموطأ" عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عَمرة بنت عبد الرحمن عن حبيبة بنت سهل: فذكره، وأخرجه أصحاب السنن الثلاثة وصححه ابن

(1) 13/ 273 (كتاب الاستئذان- باب إذا قال من ذا)

(2)

وعند الطبراني "فقلت: أبو موسى، جعلت فداك"

ص: 5399

خزيمة وابن حبان من هذا الوجه، وأخرجه أبو داود من طريق عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة أنّ حبيبة بنت سهل كانت عند ثابت.

وقال: وأخرج ابن سعد حديث حبيبة بنت سهل عن حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد قال: كانت حبيبة بنت سهل تحت ثابت بن قيس وكان في خلقه شدة، فذكر نحو حديث مالك وزاد في آخره: وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم همّ أنّ يتزوجها ثم كره ذلك لغيرة الأنصار وكره أن يسوءهم في نسائهم.

وقال: وكذا وقع في قصة حبيبة بنت سهل عند أبي داود أنّه ضربها فكسر بعضها.

وقال: وفي حديث حبيبة بنت سهل: فأخذها منها وجلست في أهلها" (1)

الحديث ترويه عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة واختلف عنها:

- فرواه يحيى بن سعيد الأنصاري واختلف عنه:

• فقال مالك (2/ 564): عن يحيى بن سعيد عن عمرة أنّها أخبرته عن حبيبة بنت سهل الأنصارية أنّها كانت تحت ثابت بن قيس بن شماس، وأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى الصبح فوجد حبيبة بنت سهل عند بابه في الغلس، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "من هذه؟ " فقالت: أنا حبيبة بنت سهل يا رسول الله، قال "ما شأنك؟ " قالت: لا أنا ولا ثابت بن قيس، لزوجها. فلما جاء زوجها ثابت بن قيس قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "هذه حبيبة بنت سهل قد ذكرت ما شاء الله أن تذكر" فقالت حبيبة: يا رسول الله كلّ ما أعطاني عندي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس "خذ منها" فأخذ منها، وجلست في بيت أهلها.

أخرجه أحمد (2)(6/ 433) وأبو داود (2227) والنسائي (6/ 138) وفي "الكبرى"(5656) وابن الجارود (749) والطبري في "التفسير"(2/ 462) وابن حبان (4280) والطبراني في "الكبير"(24/ 223) وأبو نعيم في الصحابة" (7568) والبيهقي (7/ 312 - 313) وفي "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي" (ص 257) والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص 416) وابن بشكوال في "المبهمات" (643) والمزي (35/ 148) من طرق عن مالك به.

ورواه الشافعي في "الأم"(5/ 179) عن مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة أنّ حبيبة بنت سهل أخبرتها.

(1) 11/ 317 و 318 و 319 (كتاب الطلاق - باب الخلع)

(2)

ووقع عنده: عن حبيبة بنت سهل قالت: إنّها كانت تحت ثابت بن قيس.

ص: 5400

ومن طريقه أخرجه البيهقي في "معرفة السنن"(11/ 7 - 8) وفي "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي"(ص 254 - 255)

وقال: هكذا وقع هذا الحديث في كتاب الخلع والنشوز، وقد رواه في كتاب الحجة عن مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة أخبرته أنّ حبيبة بنت سهل كانت تحت ثابت بن قيس (1)، وهو الصحيح.

وقوله: أخبرتها في هذه الرواية خطأ من الكاتب، وإنّما أخبرته في إخبار عمرة يحيى بن سعيد، كذلك رواه عامة أصحاب مالك عنه"

قلت: ولم ينفرد مالك به بل تابعه غير واحد عن يحيى بن سعيد به، منهم:

1 -

ابن جريج.

قال عبد الرزاق (11762): أنا ابن جريج أخبرني يحيى بن سعيد الأنصاري أنّ عمرة حدثته أنّ حبيبة حدثتها أنّ ثابت بن قيس بن شماس

ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد"(3339) والطبراني في "الكبير"(24/ 222 - 223)

وإسناده صحيح.

2 -

سفيان بن عيينة.

قال الشافعي في "الأم"(5/ 179): أنا ابن عيينة عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن حبيبة أنّها أتت النبي صلى الله عليه وسلم في الغلس

ومن طريقه أخرجه البيهقي (7/ 313) وفي "معرفة السنن"(11/ 9)

ورواه سعيد بن منصور (1431) عن سفيان فقال فيه: عن عمرة قالت: جاءت حبيبة بنت سهل وكانت تحت ثابت بن قيس بن شماس، فقالت يا رسول الله مرسل.

3 -

يزيد بن هارون.

قال ابن سعد (8/ 445) والدارمي (2276): أنا يزيد بن هارون أنا يحيى بن سعيد أنّ عمرة أخبرته أنّ حبيبة بنت سهل تزوجها ثابت بن قيس بن شماس، نذكرت أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان همّ أنّ يتزوجها وكانت جارة له، وأنّ ثابتا ضربها

(1) ومن هذا الطريق أخرجه في "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي"(ص 256)

ص: 5401

وأخرجه ابن مندة في "الصحابة"(الإصابة 12/ 192 - 193) من طريق الدارمي به.

4 -

هُشيم بن بشير.

قال سعيد بن منصور (1430): ثنا هشيم أنا يحيى بن سعيد عن عمرة أنّ حبيبة بنت سهل كانت تحت ثابت بن قيس بن شماس

5 -

سويد بن عبد العزيز السلمي الدمشقي.

قال ابن أبي عاصم (1)(3338): ثنا أبو سعيد دحيم وإبراهيم بن خليل قالا: ثنا سويد بن عبد العزيز عن يحيى بن سعيد عن حبيبة بنت سهل امرأة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هَمّ أنّ يتزوجها، فخطبها ثابت بن قيس فتزوجها

وقال الطبراني في "الكبير"(24/ 223): ثنا إبراهيم بن دحيم ثنا أبي ثنا سويد بن عبد العزيز به.

6 -

حماد بن سلمة.

أخرجه ابن بشكوال (644) من طريق حجاج بن منهال ثنا حماد ثنا يحيى بن سعيد عن عمرة أنّ سهيلة (2) بنت حبيب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم همّ أنّ يتزوجها، فتزوجها ثابت بن قيس

• وقال حماد بن زيد: عن يحيى بن سعيد قال: كانت حبيبة بنت سهل تحت ثابت بن قيس بن شماس فذكر الحديث ولم يذكر فيه عمرة.

أخرجه ابن سعد (8/ 445 - 446) عن عارم بن الفضل ثنا حماد بن زيد به.

وحديث مالك ومن تابعه أصح.

- ورواه عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة أنّ حبيبة بنت سهل كانت عند ثابت بن قيس بن شماس فضربها فكسر بعضها، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الصبح فاشتكته إليه، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ثابتا فقال "خذ بعض مالها وفارقها"

فقالت: ويصلح ذلك يا رسول الله؟ قال "نعم" قال: فإني أصدقتها حديقتين وهما بيدها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "خذهما وفارقها" ففعل.

أخرجه أبو داود (2228) والطبري (2/ 462) من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي عن أبي عمرو سعيد بن سلمة بن أبي الحسام السدوسي المديني عن عبد الله بن أبي بكر به.

(1) ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(7568)

(2)

هكذا وقع عنده وما أظنه إلا مقلوبا، والصواب حبيبة بنت سهل.

ص: 5402

وأخرجه البيهقي (7/ 315) وأبو محمد بن صاعد في "الجزء الخامس من حديثه"(تهذيب التهذيب 12/ 182) من طريق عبد الله بن رجاء الغُدَاني أنا سعيد بن سلمة بن أبي الحسام ثنا عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة أنّ حبيبة بنت سهل تزوجت ثابت بن قيس بن شماس فأصدقها حديقتين له، وكان بينهما اختلاف فضربها حتى بلغ أن كسر يدها فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفجر فوقفت له حتى خرج عليها، فقالت: يا رسول الله، هذا مقام العائذ عن ثابت بن قيس بن شماس، قال "ومن أنت؟ " قالت: حبيبة بنت سهل، قال "ما شأنك تربت يداك؟ " قالت: ضربني، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ثابت بن قيس، فذكر ثابت ما بينهما، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم "ماذا أعطيتها؟ " قال: قطعتين من نخل

أو حديقتين، قال "فهل لك أن تأخذ مالك وتترك لها بعضه" قال: هل يصلح ذلك يا رسول الله؟ قال "نعم" فأخذ إحداهما ففارقها ثم تزوجها أبي بن كعب بعد ذلك فخرج بها إلى الشام فتوفيت هناك.

وحديث يحيى بن سعيد أصح، وسعيد بن سلمة مختلف فيه، وثقه ابن حبان، وضعفه النسائي.

3784 -

حديث خُريم بن فاتِك رفعه "من همّ بحسنة فلم يعملها" فذكر الحديث وفيه "ومن عمل حسنة كانت له بعشر أمثالها، ومن أنفق نفقة في سبيل الله كانت له بسبعمائة ضعف"

قال الحافظ: فعند أحمد وصححه ابن حبان والحاكم من حديث خريم بن فاتك رفعه "ومن همّ بحسنة يعلم الله أنه قد أشعر بها قلبه وحرص عليها"

وقال: في حديث خريم بن فاتك رفعه: فذكره" (1)

تقدم الكلام عليه فانظر حديث "من أنفق نفقة في سبيل الله كتب له سبعمائة ضعف"

3785 -

"من وجد أحدا يصيد في حرم المدينة فليسلبه"

قال الحافظ: وقيل: الجزاء في حرم المدينة أخذ السلب لحديث صححه مسلم عن سعد بن أبي وقاص. وفي رواية لأبي داود: فذكره" (2)

صحيح

وله عن سعد طرق:

الأول: يرويه عامر بن سعد بن أبي وقاص أنّ سعدا ركب إلى قصره بالعقيق، فوجد

(1) 14/ 107 و 109 (كتاب الرقاق - باب من هم بحسنة أو بسيئة)

(2)

4/ 455 (كتاب الحج - فضائل المدينة - باب حرم المدينة)

ص: 5403

عبدا يقطع شجرا أو يخبطه، فَسَلَبَهُ، فلما رجع سعد جاءه أهل العبد فكلموه أن يرد على غلامهم، أو عليهم ما أخذ من غلامهم، فقال: معاذ الله أن أرد شيئاً نَفّلْنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي أن يردّ عليهم.

أخرجه أحمد (1/ 186) ومسلم (1364) والدورقي في "مسند سعد"(32) والبزار (1102) والجندي (1)"في فضائل المدينة"(68) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 191) وفي "المشكل"(4799) والحاكم (1/ 487) والبيهقي (5/ 199) من طريق عبد الله بن جعفر المَخْرَمي عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن عامر بن سعد به.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم راوه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا سعد، ولا نعلم رواه عن سعد إلا عامر"

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: هو على شرط مسلم وحده، وقد رواه غير عامر عن سعيد كما سيأتي.

ولم ينفرد إسماعيل بن محمد به بل تابعه إسحاق بن سالم عن عامر بن سعد عن أبية: فذكر نحو حديث إسماعيل.

أخرجه البزار (1126) والحاكم (1/ 486 - 487) والبيهقي (5/ 199) من طريق بشر بن المفضل البصري ثنا عبد الرحمن بن إسحاق ثني أبي إسحاق بن سالم به.

قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروي إلا عن سعد، ولا نعلم رواه عن سعد إلا عامر، ورواه عن عامر إسحاق بن سالم وإسماعيل بن محمد بن سعد"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: عبد الرحمن بن إسحاق بن سالم لم أقف له على ترجمة، وأبوه أظنه مولى بني نوفل بن عدي قال الحافظ في "التقريب": مجهول الحال.

الثاني: يرويه جرير بن حازم البصري. عن يعلى بن حكيم سليمان بن أبي عبد الله قال: رأيت سعد بن أبي وقاص أخذ رجلًا يصيد في حرم المدينة الذي حرّم رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلبه ثيابه، فجاء مواليه فكلموه فيه، فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حرّم هذا الحرم. وقال "من أخذ أحدا يصيد فيه فليسلبه ثيابه" فلا أردّ عليكم طعمة أطعمنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن إن شئتم دفعت إليكم ثمنه.

(1) سقط من إسناده: عن عامر بن سعد.

ص: 5404

أحْرجه أحمد (1/ 170) والدورقي (122) وأبو داود (2037) والسياق له وأبو يعلى (806) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 191) وفي "المشكل"(4800 و 4801) والبيهقي (5/ 199 - 200) والمزني (12/ 19 - 20) من طرق عن جرير بن: حازم به.

وسليمان بن أبي عبد الله قال أبو حاتم: "ليس بالمشهور فيعتبر بحديثه، وذكره ابن حبان في "الثقات".

وجرير ويعلى ثقتان.

والثالث: يرويه ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة قال: حدثني بعض ولد سعد عن سعد مرفوعا "من أخذْتموه يقطع من الشجر شيئا -يعني شجر الحرم- فله سلبه- لا يعضد" فرأى سعد غلمانا يقطعون، فأخذ متاعهم، فانتهوا إلى مواليهم فأخبروهم أنّ سعدا فعل: كذا وكذا، فأتوه فقالوا: يا أبا إسحاق إنّ غلمانك، أو مواليك أخذوا متاع غلماننا، فقال: بل أنا أخذته، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من أخذتموه يقطع من شجرالحرم فلكم سلبه" ولكن سلوني من مالي ما شئتم.

أخرجه الطيالسي (ص 30) عن ابن أبي ذئب به.

ومن طريقه أخرجه البيققي (5/ 119)

وأخرجه أبو داود (1)(2038) والهيثم بن كليب (139) من طريق يزيد بن هارون أنا ابن أبي ذئب به.

وإسناده ضعيف للذي لم يسم، وصالح مولي التوأمة صدوق اختلط بأخره، وسماع ابن أبي ذئب منه قبل اختلاطه.

3786 -

"من وجد تمرا فليفطر عليه، ومن لا فليفطر على الماء"

قال الحافظ: أخرجه الحاكم من طريق عبد العزيز بن صهيب عن أنس مرفوعا، وصححه الترمذي وابن حبان من حديث سلمان بن عامر" (2)

أخرجه ابن خزيمة (2066) وأبو علي الطوسي في "المختصر الأحكام"(638) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1/ 630) والطبراني في "الصغير"(1029) والحاكم (1/ 431) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان "(2/ 231 - 232) - والبيهقي (4/ 239)

(1) وقع عنده: عن مولى لسعد.

(2)

5/ 101 (كتاب الصوم - باب يفطر بما تيسر من الماء أو غيره)

ص: 5405

عن أبي بكر محمد بن إسحاق الصاغاني

والترمذي (694) وفي "العلل"(1/ 335) والنسائي في "الكبرى"(3317 و 6712) وابن خزيمة (2066)

عن محمد بن عمر بن علي بن مقدم المُقَّدّمي

وأبو علي الطوسي (638)

عن إسحاق بن زياد العطار الأيلي

قالوا ثنا سعيد بن عامر الضُّبَعي ثنا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس مرفوعا به وزاد "فإنّه طهور"

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

وقال الترمذي: حديث أنس لا نعلم أحدا رواه عن شعبة مثل هذا غير سعيد بن عامر. وهو حديث غير محفوظ، ولا نعلم له أصلًا من حديث عبد العزيز بن صهيب عن أنس. وقد روى أصحاب شعبة هذا الحديث عن شعبة عن عاصم الأحول عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن سلمان بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أصح من حديث سعيد بن عامر. وهكذا رووا عن شعبة عن عاصم عن حفصة بنت سيرين عن سلمان. ولم يذكر فيه شعبة "عن الرباب" والصحيح ما رواه سفيان الثوري وابن عيينة وغير واحد عن عاصم الأحول عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن سلمان بن عامر"

وقال في "العلل": سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: الصحيح حديث شعبة عن عاصم عن حفصة بنت سيرين عن سلمان بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحديث سعيد بن عامر وهم"

وقال النسائي: هذا خطأ، والصواب حديث سلمان بن عامر، ولا نعلم أنّ أحدا تابع سعيد بن عامر على هذا الإسناد"

وقال البيهقي: رواه سعيد بن عامر عن شعبة فغلط في إسناده"

وقال الطبراني: لم يروه عن شعبة إلا سعيد بن عامر"

قلت: وهو ثقة، واختلف عليه في هذا الحديث:

فرواه محمد بن يحيى الذهلي عن سعيد بن عامر عن شعبة عن خالد الحَذّاء عن حفصة بنت سيرين عن سلمان بن عامر الضبي به مرفوعا.

ص: 5406

أخرجه ابن حبان (3514)

وتابعه إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني عن سعيد بن عامر به.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3316)

واختلف فيه على شعبة:

- فرواه غير واحد عن شعبة عن عاصم بن سليمان الأحول عن حفصة عن سلمان.

أخرجه أحمد (4/ 18 - 19 و 215) والنسائي في "الكبرى"(3315 و 6710)

عن محمد بن جعفر غندر

والطبراني في "الكبير"(6197)

عن مسلم بن إبراهيم الأزدي

وابن قانع في "الصحابة"(1/ 285)

عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي

وأبو نعيبم في "الصحابة"(3356)

عن رَوح بن عبادة البصري (1)

كلهم عن شعبة به.

- ورواه الطيالسي (ص 177) عن شعبة عن عاصم: سمعت حفصة بنت سيرين تحدث عن الرباب أم الرائح بنت صليع عن عمها سلمان بن عامر به.

فزاد فيه عن الرباب.

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(3357) والبيهقي (4/ 239)

وقال: هكذا وجدته في "المسند" قد أقام إسناده الطيالسي، وقد رواه محمود بن غيلان. عن الطيالسي دون ذكر الرباب".

قلت: رواه جماعة عن عاصم الأحول عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن سلمان بن عامر به، منهم:

(1) قال في روايته: ثنا شعبة عن خالد الحذاء وعاصم الأحول.

ص: 5407

1 -

سفيان بن عيينة.

أخرجه الحميدي (823) وأحمد (4/ 17 و 214) والترمذي (658 و695) والنسائي في "الكبرى"(3320 - 6707) وابن خزيمة (2068) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2/ 826 - 827) والطبراني فى الكبير (6194) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(1684و1743) والمزي (35/ 171 - 172)

وقال الترمذي: هذا حديث صحيح"

وقال أيضاً: حديث سلمان حديث حسن. وهكذا روى سفيان الثوري عن عاصم عن حفصة عن الرباب عن سلمان بن عامر مرفوعا. وروى شعبة عن عاصم عن حفصة عن سلمان بن عامر ولم يذكر فيه "عن الرباب".

وحديث الثوري وابن عيينة أصح"

2 -

سفيان الثوري.

أخرجه عبد الرزاق (7587) وابن أبي شيبة (3/ 107) وأحمد (4/ 18) والترمذي (695) والطبراني في "الكبير"(6193)

3 -

أبو معاوية محمد بن خازم الكوفي.

أخرجه أحمد (4/ 18و214) والترمذي (695)

4 -

عبد الواحد بن زياد العبدي.

أخرجه أبو داود (2355) والحاكم (1/ 431 - 432) والبيهقي (4/ 238)

وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري"

قلت: الرباب أخرج لها البخاري تعليقا فقط.

5 -

محمد بن فضيل الكوفي.

أخرجه ابن أبي شيبة (3/ 107) وابن ماجه (1699) وابن خزيمة (2067)

6 -

عبد الرحيم بن سليمان الكناني.

أخرجه ابن ماجه (1699)

7 -

حماد بن زيد.

أخرجه النسائي في "الكبري"(3319) وابن خزيمة (2067) والطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل"(ص568) والطبراني في "الكبير"(6196)

ص: 5408

8 -

ثابت بن يزيد الأحول.

أخرجه الدارمي (1708)

9 -

شريك بن عبد الله القاضي.

أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2/ 826 - 827) والدارقطني في "المؤتلف"(2/ 1048) أبو محمد البغوي في "شرح السنة"(1743)

10 -

عبد العزيز بن المختار البصري.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(6195) والبيهقي في "فضائل الأوقات"(141)

ولم ينفرد عاصم الأحول به بل تابعه هشام بن حسان عن حفصة بنت سيرين عن الرباب عن سلمان مرفوعا.

أخرجه عبد الرزاق (7586) وعنه أحمد (4/ 18 - 214) ثنا هشام بن حسان به.

وأخرجه ابن حبان (3515)

عن سلمة بن شبيب النيسابوري

والطبراني في "الكبير"(6192) ومن طريقه الخطيب في "المدرج"(1/ 590)

عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري

كلاهما عن عبد الرزاق به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(3321)

عن إسماعيل بن علية

و (3322)

عن قُرّان بن تمام الكوفي

و (3323)

عن خالد بن الحارث البصري

والبيهقي في "الشعب"(3615) والخطيب في "المدرج"(1/ 590)

عن عبد الله بن بكر السهمي

كلهم عن هشام بن حسان به.

ص: 5409

واختلف عن هشام:

• فرواه أبو قتيبة سَلم بن قتيبة الخراساني عن شعبة عن هشام ولم يذكر الرباب.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(3314 و 6711)

• ورواه حماد بن مسعدة البصري عن هشام عن حفصة عن سلمان موقوفا.

أخرجه النسائي (3324 و 6709)

• ورواه غير واحد عن هشام عن حفصة عن الرباب عن سلمان موقوفا، منهم:

1 -

يوسف بن يعقوب السدوسي.

أخرجه النسائي (3326)

2 -

محمد بن جعفر البصري (1).

أخرجه أحمد (4/ 17 و 213 - 214) والخطيب في "المدرج"(1/ 592)

3 -

رَوح بن عبادة البصري (2).

أخرجه الخطيب في "المدرج"(1/ 591)

4 -

حماد بن زيد.

أخرجه الخطيب (1/ 592)

والرباب ذكرها ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لا تعرف إلا برواية حفصة بنت سيرين عنها.

وقال الخطيب في "الموضح"(2/ 102): تفرد بالرواية عنها حفصة بنت سيرين"

3787 -

حديث أبي هريرة رفعه "من وجد سعة فلم يضحّ فلا يقربنّ مصلانا"

قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه وأحمد ورجاله ثقات لكن اختلف في رفعه ووقفه، والموقوف أشبه بالصواب، قاله الطحاوي وغيره" (3)

موقوف صحيح

(1) قال محمد بن جعفر: قال هشام: وحدثني عاصم الأحول أنّ حفصة رفعته إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

قال روح: قال هشام: حدثني عاصم الأحول عن حفصة عن الرباب عن سلمان بن عامر مرفرعا. قال هشام: وكذلك ظننت.

(3)

12/ 98 (كتاب الأضاحي - باب سنة الأضحية).

ص: 5410

يرويه عبد الرحمن بن هُرْمُز الأعرج عن أبي هريرة واختلف عنه:

- فرواه عبد الله بن عياش بن عباس القِتْباني المصري عن الأعرج وأختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن عبد الله بن عياش عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا

منهم:

1 -

أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ.

أخرجه أحمد (2/ 321) والحاكم (4/ 231 - 232) وابن عبد البر في "التمهيد (23/ 190)

وقال الحاكم: صحيح الأسناد"

2 -

زيد بن الحباب.

أخرجه ابن ماجه (3123) والحاكم (2/ 389) والبيهقي (9/ 260) والخطيب في "التاريخ"(8/ 338) وابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 190) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(358)

3 -

يحيى بن سعيد العطار.

قاله الدارقطني في "العلل"(10/ 304)

4 -

حيوة بن شريح المصري.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(6952)

• وقال ابن وهب: عن عبد الله بن عياش عن الأعرج عن أبي هريرة موقوفا.

أخرجه الحاكم (4/ 232) عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبا ابن وهب به (1).

وقال: أوقفه ابن وهب إلا أنّ الزيادة من الثقة مقبولة، وأبو عبد الرحمن المقري فوق الثقة"

(1) رواه أحمد بن عبد الرحمن بن وهب المصري عن ابن وهب عن عبد الله بن عياش عن عيسى بن عبد الرحمن بن فروة الأنصاري عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة موقوفًا.

أخرجه الدارقطني (4/ 276 - 277) والبيهقي (9/ 260)

وأحمد بن عبد الرحمن مختلف فيه.

ص: 5411

وقال البيهقي: بلغني عن الترمذي أنّه قال: الصحيح عن أبي هريرة موقوف، قال: ورواه جعفر بن ربيعة وغيره عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة موقوفًا، وحديث زيد بن الحباب غير محفوظ"

وقال في "السنن الصغرى"(2/ 222): الموقوف أصح"

وقال عبد الحق الأشبيلي: الصواب موقوف" الوهم والإيهام 3/ 279

قلت: عبد الله بن عياش مختلف فيه، قال أبو داود والنسائي: ضعيف، وقال أبو حاتم: ليس بالمتين، صدوق، يكتب حديثه، وهو قريب من ابن لهيعة، وقال ابن يونس: منكر الحديث.

وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأخرج له مسلم حديثا واحدا فقط.

- ورواه عبيد الله بن أبي جعفر المصري عن الأعرج واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن عبيد الله بن أبي جعفر عن الأعرج عن أبي هريرة موقوفًا.

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(23/ 191) من طريق سعيد بن أبي مريم أنا يحيى بن أيوب والليث بن سعد وبكر بن مضر ثلاثتهم عن عبيد الله بن أبي جعفر به.

وقال: عبيد الله بن أبي جعفر فوق عبد الله بن عياش، والأغلب عندي في هذا الحديث أنّه موقوف على أبي هريرة"

قلت: وهو كما قال، وهذا إسناد صحيح رواته ثقات.

• وقال عمرو بن الحصين العقيلي: ثنا ابن عُلاثة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا.

أخرجه الدارقطني: (4/ 285).

• وعمرو بن الحصين قال أبو حاتم: ذاهب الحديث، وقال أبو زرعة، واهي الحديث، وقال ابن عدي: مظلم الحديث.

وابن علاثة واسمه محمد بن عبد الله مختلف فيه.

3788 -

"من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوه"

قال الحافظ: لم يصح" (1)

تقدم الكلام عليه فانظر حديث "من أتي بهيمة فاقتلوه"

(1) 15/ 223 و 224 (كتاب الديات - باب قول الله تعالى: أَنَّ النفس بالنفس)

ص: 5412

3789 -

"من وجدني راكعا أو قائما أو ساجدا فليكن معي على حالتي التى أنا عليها"

قال الحافظ: أخرجه ابن أبي شيبة من طريق عبد العزيز بن رفيع عن رجل من الأنصار مرفوعا" (1)

وذكره في موضع آخر وقال: وقد ورد الأمر بذلك صريحا في سنن سعيد بن منصور في رواية عبد العزيز بن رفيع عن أناس من أهل المدينة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال "من وجدني قائما أو راكعا أو ساجدا فليكن معي على الحال التي أنا عليها" وفي الترمذي نحوه عن علي ومعاذ بن جبل مرفوعا، وفي إسناده ضعف،- لكنه ينجبر بطريق سعيد بن منصور المذكورة" (2)

يرويه عبد العزيز بن رفيع المكي واختلف عنه:

- فقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن عبد العزيز بن رفيع عن رجل من أهل المدينة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع خفق نعلي وهو ساجد، فلما فرغ من صلاته قال "من هذا الذي سمعت خفق نعله؟ " قال: أنا يا رسول الله، قال "فما صنعت؟ " قال "وجدتك ساجد فسجدت، فقال "هكذا فاصنعوا، ولا تعتدوا بها، من وجدني راكعا أو قائما أو ساجدا فليكن معي: على حالي التي أنا عليها"

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 253)

- وقال سفيان الثوري: ثني عبد العزيز بن رفيع عن شيخ للأنصار قال: دخل رجل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، فسمع خفق نعليه، فلما انصرف قال "على أي حال وجدتنا؟ " قال: سجودا، فسجدت، قال "كذلك فافعلوا، ولا تعتدوا بالسجود إلا أنّ تدركوا الركعة، وإذا وجدتم الإمام قائما فقوموا، أو قاعدا فاقعدوا، أو راكعا فاركعوا، أو ساجدًا فاسجدوا، أو جالسا فاجلسوا"

أخرجه عبد الرزاق (3373) عن سفيان به.

ورواه يحيى القطان عن سفيان فقال: عن شيخ من الأنصار.

أخرجه مسدد (المطالب 493)

وتابعه يعلي بن عبيد الطنافسي عن سفيان به.

(1) 2/ 259 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان- باب لا يسعى إلى الصلاة)

(2)

2/ 412 (كتاب الصلاة - أبواب صفة الصلاة- باب إذا ركع دون الصلاة)

ص: 5413

أخرجه البيهقي (2/ 296)

قال الحافظ: صحيح" المطالب 1/ 211

قلت: ذكره الدارقطني في "العلل"(6/ 59) فقال: مرسل"

وقال أبو بكر بن عياش: عن عبد العزيز بن رفيع عن رجل من الأنصار.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 253 - 254)

وقال شعبة: عن عبد العزيز بن رفيع عن رجل.

أخرجه البيهقي (2/ 89) من طريق عمرو بن مرزوق الباهلي البصري أنبأ شعبة به.

وقال: مرسل"

- وقال زائدة بن قدامة الكوفي: ثنا عبد العزيز بن رفيع عن ابن مغفل المزني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا وجدتم الإمام ساجدا فاسجدوا، أو راكعا فاركعوا، أو قائما فقوموا، ولا تعتدوا بالسجود إذا لم تدركوا الركعة"

أخرجه إسحاق بن منصور المروزي في "مسائل أحمد وإسحاق"(الصحيحة 3/ 185) عن محمد بن رافع النيسابوري ثنا حسين بن علي عن زائدة به.

وإسناده صحيح إن كان عبد العزيز بن رفيع سمع من عبد الله بن مغفل فإنه لم يذكر سماعا منه.

وللحديث شاهد عن علي وعن معاذ وعن أبي هريرة وعن عبد الرحمن بن الأزهر

فأما حديث علي فأخرجه الترمذي (591) والهيثم بن كليب (1359) والطبراني في "الكبير"(20/ 132) والبغوي في "شرح السنة"(825) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن الحجاج بن أرطأة عن أبي إسحاق عن هُبيرة بن يَرِيم عن علي مرفوعا "إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حال فليصنع كما يصنع الإمام"

قال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعلم أحدا أسنده إلا ما روي من هذا الوجه"

قلت: إسناده ضعيف، وفيه علل:

1 -

المحاربي مدلس وقد عنعن.

2 -

الحجاج ضعيف مدلس وقد عنعن.

3 -

أبو إسحاق السبيعي مدلس كذلك وقد عنعن.

ص: 5414

وكان قد اختلط أيضا، ولم أر أحدا صرّح بسماع الحجاج منه أهو قبل الاخلاط أم بعده.

4 -

هبيرة مختلف فيه، وثقه العجلي وغيره، ولينه النسائي وغيره، وقال أبو حاتم: لا يحتج بحديثه هو شبيه بالمجهولين.

وأما حديث معاذ فأخرجه الترمذي (591) والهيثم بن كليب (1359) والطبراني في "الكبير"(20/ 132) والبغوي في "شرح السنة"(825)

عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي

والهيثم (1358) والطبراني (20/ 132)

عن أبي شهاب عبد ربه بن نافع الحناط

والدارقطني في "العلل"(6/ 61)

عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر

ثلاثتهم عن الحجاج بن أرطأة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ مرفوعا "إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حال فليصنع كما يصنع الإمام"

وإسناده ضعيف لضعف الحجاج، وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ.

وقد رواه إبراهيم بن الزبرقان الكوفي عن الحجاج بن أرطأة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أشياخهم عن معاذ.

أخرجه الهيثم (1361) والطبراني (20/ 132)

ورواه غير واحد عن عمرو بن مرة واختلف عن بعضهم في حديث طويل تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة عند حديث "إنها لرؤيا حق إن شاء الله تعالى"

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أبو داود (893) وابن خزيمة (1622) وابن عدي (7/ 2686) والدارقطني (1/ 347) والحاكم (1/ 216 و 273 - 274) والبيهقي (2/ 89) وفي "معرفة السنن"(3/ 9) من طريق سعيد بن أبي مريم الجُمحي ثنا نافع بن يزيد ثني يحيى بن أبي سليمان المدني عن زيد بن أبي العتّاب وسعيد بن أبي سعيد المَقْبري عن أبي هريرة مرفوعا "إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجود فاسجدوا، ولا تعدوها شيئا، ومن أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة"

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ويحيى بن أبي سليمان من ثقات المصريين"

ص: 5415

وقال أيضاً: هذا حديث صحيح، قد احتج الشيخان برواته عن آخرهم غير يحيى بن أبي سليمان، وهو شيخ من أهل المدينة، سكن مصر، ولم يذكر بجرح"

وقال البيهقي: تفرد به يحيى بن أبي سليمان هذا، وليس بالقوي"

قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال البخاري: منكر الحديث ، وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث، ليس بالقوي، يكتب حديثه، وقال ابن عدي: تكتب أحاديثه وإن كان بعضها غير محفوظة، وذكره العقيلي في "الضعفاء".

وأما حديث عبد الرحمن بن الأزهر فأخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(4592) من طريق إسماعيل بن عبد الله العبدي سمويه ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا نافع بن يزيد ثني جعفر بن ربيعة عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن السائب عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن الأزهر حدثه عن أبيه رفعه "إذا جئتم الصلاة ونحن سجود فاسجدوا، ولا تعدوها شيئا، ومن أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة"

ومن طريقه أخرجه ابن عساكر (ترجمة عبد الرحمن بن الأزهر ص 143)

وعبد الحميد وعبيد الله ترجمهما البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيهما جرحا ولا تعديلا، وذكرهما ابن حبان في "الثقات".

والباقون ثقات.

3790 -

"من وحّد الله وكفر بما يعبد من دونه حَرُم دمه وماله"

قال الحافظ: وفي رواية طارق عند مسلم (23): فذكره، وأخرجه الطبراني من حديثه كرواية الجمهور" (1)

أخرجه الطبراني (8191) بلفظ "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقه وحسابهم على الله"

3791 -

"من وقاه الله شرّ ما بين لَحْيَيْه وشرّ ما بين رجليه دخل الجنة"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي من طريق محمد بن عجلان عن أبي حازم عن أبي هريرة بلفظ: فذكره، وحسنه، ونبه على أنّ أبا حازم الراوي عن سهل غير أبي حازم الراوي عن أبي هريرة. قلت: وهما مدنيان تابعيان، لكن الراوي عن أبي هريرة اسمه سلمان، وهو

(1) 15/ 303 (كتاب استتابة المرتدين - باب قتل من أبى قبول الفرائض)

ص: 5416

أكبر من الراوي عن سهل واسمه سلمة، ولهذا اللفظ شاهد من مرسل عطاء بن يسار في "الموطأ"(1).

صحيح

ورد بهذا اللفظ من حديث أبي هريرة ومن حديث صحابي لم يسم ومن حديث عطاء بن يسار مرسلا

فأما حديث أبي هريرة فله عنه طريقان:

الأول: يرويه محمد بن عجلان المدني واختلف عنه:

- فرواه أبو خالد سليمان بن حيان الأحمر عن ابن عجلان عن أبي حازم عن أبي هريرة.

أخرجه أبو سعيد الأشج في "حديثه"(91) والترمذي (2409) وفي "العلل"(2/ 836) وأبو يعلى (6200) وابن حبان (5703)

وتابعه خالد بن الحارث البصري ثنا ابن عجلان به.

أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(5/ 63 - 64)

ومن هذا الطريق أخرجه الحاكم (4/ 357) لكن سقط منه إسناده إلي ابن عجلان.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وأبو حازم اسمه سلمان مولى عَزّة الأشجعية وهو كوفي"

وخالفه الدراقطني فقال: وأبو حازم هذا اسمه سلمه بن دينار لم يسمع من أبي هريرة شيئا، والحديث يرويه أبو حازم عن سهل بن سعد" العلل 8/ 238

قلت: قول الترمذي أصح لأنّ ابن عجلان معروف بالرواية عن أبي حازم سلمان الأشجعي، وهما ثقتان فالإسناد صحيح.

- وقال زين بن شعيب الإسكندراني: عن القاسم بن عبد الله عن ابن عجلان عن أبيه عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة.

أخرجه تمام (950)

والقاسم بن عبد الله هو العمري قال أحمد: كذاب كان يضع الحديث، وقال أبو حاتم وغير واحد: متروك الحديث.

(1) 14/ 91 (كتاب الرقاق - باب حفظ اللسان)

ص: 5417

- وقال سعيد بن أبي أيوب: عن ابن عجلان عن أبي حازم عن أبي صالح عن أبي هريرة.

قاله الدارقطني في "العلل"(8/ 238)

وإسناده صحيح.

الثاني: يرويه أبو واقد صالح بن محمد بن زائدة الليثي ثني إسحاق مولى زائدة عن أبي هريرة مرفوعاً "من حفظ ما بين لحييه وما بين رجليه دخل الجنة"

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(688) من طريق أحمد بن إسحاق الحضرمي ثنا وهيب ثنا أبو واقد الليثي به.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(5023) من طريق معلي بن أسد البصري ثنا وهيب عن أبي واقد عن إسحاق مولى زائدة ومُحَمَّدْ بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي هريرة.

ومن هذا الطريق أخرجه الحاكم (4/ 357) ووقع عنده: عن إسحاق مولى زائدة عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أبي هريرة.

وسقط منه إسناده إلى وهيب.

وقال: صحيح الإسناد"

قلت: بل ضعيف لضعف أبي واقد الليثي.

وأما حديث الصحابي الذي لم يسم فأخرجه أحمد (5/ 362) عن عبد الله بن نمير عن عثمان بن حكيم أني تميم بن يزيد مولى بنى زمعة عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، ثم قال "أيها الناس اثنتان من وقاه الله شرهما دخل الجنة" فقام رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله، لا تخبرنا ما هما. ثم قال "اثنتان من وقاه الله شرهما دخل الجنة" حتى إذا كانت الثالثة أجلسه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد يبشرنا فتمنعه، فقال: إني أخاف أن يتكل الناس، فقال "اثنتان من وقاه الله شرهما دخل الجنة: ما بين لحييه وما بين رجليه"

قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح خلا تميم وهو ثقة" المجمع 10/ 298

وقال البوصيري: رواته ثقات" مختصر الإتحاف 10/ 535

قلت: تميم بن يزيد قال الحسيني في "الإكمال": مجهول.

وقال الحافظ في "التعجيل": لم يذكروا عنه راويا غير عثمان، لكن ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: روى عن أنس بن مالك.

ص: 5418

وأما حديث عطاء بن يسار فأخرجه مالك (2/ 987 - 988) عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار مرفوعا "من وقاه الله شرّ اثنتين ولج الجنة" فقال رجل: يا رسول الله لا تخبرنا، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مثل مقالته الأولى، فقال له الرجل: لا تخبرنا يا رسول الله. فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك أيضا، فقال الرجل: لا تخبرنا يا رسول الله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك أيضا، ثم ذهب الرجل يقول مثل مقالته الأولى فأسكته رجل إلى جنبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من وقاه الله شرّ اثنتين ولج الجنة، ما بين لَحْيَيه وما بين رجليه، ما بين لحييه وما بين رجليه، ما بين لحييه وما بين رجليه".

وأخرجه ابن وهب في "الجامع"(309) عن مالك به.

ورواته ثقات لكن اختلف فيه على زيد بن أسلم:

فقال سفيان الثوري: عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: أخذ أبو بكر الصديق لسانه وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من وقاه الله عز وجل شرّ ما بين لحييه وما بين رجليه دخل الجنة"

أخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(20) عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي ثنا وكيع عن سفيان به.

وإسناده صحيح رواته ثقات، وأسلم قال أبو حاتم: سمع أبا بكر (الجرح والتعديل 1/ 1/ 306)

3792 -

"من وَقصَهُ فرسه أو بعيره في سبيل الله أو لدغته هَامَّة أو مات على أي حتف شاء الله فهو شهيد"

قال الحافظ: أخرجه أبو داود والحاكم والطبراني من حديث أبي مالك الأشعري مرفوعا" (1)

أخرجه أبو داود (2499) وابن أبي عاصم في "الجهاد"(54 و 235) والطبراني في "الكبير"(3418) والحاكم (2/ 78) والبيهقي (9/ 166) وفي "الشعب"(3943) والقاسم (2) بن علي الدمشقي في "تعزية المسلم"(105) من طرق عن بقية بن الوليد ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه يرده إلى مكحول إلى عبد الرحمن بن غَنْم الأشعري أنّ أبا مالك الأشعري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من فَصَل في سبيل الله فمات أو قتل فهو شهيد، أو وَقَصَه فرسه أو بعيره أو لدغته هامَّة أو مات على فراشه أو بأي حتف شاء الله فإنّه شهيد وإنّ له الجنة".

(1) 6/ 359 (كتاب الجهاد - باب من ينكب أو يطعن في سبيل الله)

(2)

سقط من إسناده "عن أبيه"

ص: 5419

قال الحكم: صحيح على شرط مسلم"

وقال الذهبي: قلت: ابن ثوبان لم يحتج به مسلمِ وليس بذاك، وبقية ثقة، وعبد الرحمن بن غنم لم يدركه مكحول فيما أظن"

3793 -

حديث عائشة مرفوعا "من ولي منكم عملا، فأراد الله به خيرا، جعل له وزيرا صالحا، إن نسي ذكّره، وإن ذكر أعانه"

سكت عليه الحافظ (1).

صحيح

وله عن عائشة طريقان:

الأول: يرويه عمر بن سعيد بن أبي حسين المكي عن القاسم بن محمد قال: سمعت عمتي عائشة تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

أخرجه النسائي (7/ 142) وفي "الكبرى"(7827 و 8752)

عن عمرو بن عثمان بن سعيد الحمصي

والبيهقي (10/ 111) وفي "الشعب"(7017) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2175)

عن أبي عتبة أحمد بن الفرج الحمصي

قالا: ثنا بقية ثنا ابن المبارك عن ابن أبي حسين به.

وإسناده صحيح رواته ثقات.

ولم ينفرد ابن أبي حسين به بل تابعه:

1 -

عبد الرحمن بن القاسم بن محمد التيمي.

أخرجه أبو داود (2932) وابن حبان (4494) وابن عدي (3/ 1076) والبيهقي (10/ 111 - 112) ومُحَمَّدْ بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(59) من طرق عن الوليد بن مسلم ثنا زهير بن محمد عن عبد الرحمن بن القاسم عن أييه عن عائشة موفوعا "إذا أراد الله بالأمير خيرا جعل له وزير صدق: إن نسي ذكّره، وإن ذكر أعانه، وإذا أراد الله به غير ذلك جعل له وزير سوء: إن نسي لم يذكره، وإن ذكر لم يعنه"

زهير بن محمد هو التميمي الخراساني تكلموا في رواية أهل الشام عنه وهذه منها.

(1) 16/ 315 (كتاب الأحكام - باب بطانة الإمام)

ص: 5420

2 -

عبد الرحمن بن أبي بكر التيمي المُلَيْكي.

أخرجه إسحاق في "مسند عائشة"(956 و 972) وأحمد (6/ 70) وأبو يعلى (4439) من طرق عن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: سمعت القاسم بن محمد يحدث عن عائشة مرفوعا "من ولي منكم عملا أو شيئا فأراد الله به خيرا جعل له وزير صدق: إن ذكر أعانه، وإن نسي ذكّره"

عبد الرحمن بن أبي بكر ضعفوه.

الثاني: يرويه فرج بن فضالة الشامي عن يحيى بن سعيد عن عَمْرة عن عائشة مرفوعا "إذا أراد الله بأمير خيرا جعل له وزيرا صالحا"

أخرجه أبو نعيم في "فضيلة العادلين"(28) والخليلي في "الإرشاد"(ق 61/أ) والخطيب في "التاريخ"(7/ 376) من طرق عن الفرج به.

وقال الخليلي: لم يتابع الفرج أحد عن يحيى ويتفرد بأمثاله"

قلت: هو ضعيف كما قال ابن معين وغيره، وروايته عن يحيى بن سعيد متكلم فيها.

لكنه لم ينفرد به، فقد تابعه أبو سعيد محمد بن مسلم بن أبي الوضاح المؤدب الجَزَري عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة مرفوعا "من ولي من أمر المسلمين شيئا فأراد الله به خيرا جعل له وزيرا صالحا، إن نسي ذكره، وإن ذكر أعانه"

أخرجه البزار (كشف 1592) عن الفضل بن سهل الأعرج ثنا منصور بن أبي مزاحم ثنا أبو سعيد المؤدب به.

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح" المجمع 5/ 210

قلت: وإسناده حسن، منصور صدوق، والباقون ثقات.

3794 -

"من ولاه الله من أمر الناس شيئا فاحتجب عن حاجتهم، احتجب الله عن حاجته يوم القيامة".

قال الحافظ: أخرج أبو داود والترمذي بسند جيد عن أبي مريم الأسدي أنّه قال لمعاوية: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره" (1)

صحيح

(1) 16/ 252 - 253 (كتاب الأحكام - باب ما ذكر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن له بواب)

ص: 5421

وله عن أبي مريم طريقان:

الأول: يرريه يزيد بن أبي مريم الدمشقي أنّ القاسم بن مُخَيْمِرة أخبره (1) أنّ أبا مريم الأزدي (2) أخبره قال (3): دخلت على معاوية فقال: ما أنعمنا بك أبا فلان - وهي كلمة تقولها العرب - فقلت: حديثا سمعته أخبرك به، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من ولاه الله عز وجل شيئا من أمر المسلمين (4) فاحتجب دون (5) حاجتهم وخَلَّتِهِم وفقرهم (6)، احتجب الله (7) عنه دون حاجته وخَلّتِه وفقره (8) "

قال: فجعل رجلا على حوائج الناس.

أخرجه أبو داود (2948) والسياق له والترمذي (1333) وفي "العلل"(1/ 537) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(2317) والدولابي في "الكنى"(1/ 54) والطبري في "المنتخب من كتاب ذيل المذيل"(ص 591) وابن قانع في "الصحابة"(1/ 225 - 226) والطبراني في "الكبير"(22/ 331) وفي "مسند الشاميين"(1404) والحاكم (4/ 93 - 94) وأبو نعيم في "الصحابة"(6990) والبيهقي (10/ 101 - 102) وأبو الغنائم النرسي في "قضاء الحوائج"(14) وابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 285) والمزي (34/ 279 - 280) من طرق عن يزيد بن أبي مريم به.

قال الترمذي: أبو مريم هو عمرو بن مرة الجهني. وحكاه في "العلل" عن البخاري.

وقال البغوي: وأبو مريم سكن فلسطين وفد على النبي صلى الله عليه وسلم يقال له: عمرو بن الجهني" الإصابة 12/ 18

وتعقبهما الحافظ فقال: وذكر الترمذي عن البخاري أنّ صاحب هذا الحديث هو عمرو بن مرة الجهني، وأورد الترمذي (9)(1332) من طريق علي بن الحكم عن أبي

(1) وعند ابن أبي عاصم وغيره "عن رجل من أهل فلسطين يكنى أبا مريم" وزاد البيهقي وغيره "من الأسْد"

(2)

وفي "مسند الشاميين": "من الأسد"، وعند الترمذي وغيره "صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم"

(3)

وعند الطبري "أنّه قدم على معاوية، فقال له معاوية: حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم"

(4)

ولفظ الترمذي وغيره "الناس"

(5)

وفي لفظ "عن"

(6)

ولفظ البيهقي وغيره "وفاقتهم" وعند الترمذي والحاكم "وفقرهم وفاقتهم"

(7)

زاد الترمذي وغيره "يوم القيامة"

(8)

ولفظ الطبري وغيره "وفاقته" وفي الكبير للطبراني والحاكم "وفقره وفاقته"

(9)

وأحمد (4/ 231) وأبو يعلى (1565) وفي "المفاريد"(77) والحاكم (4/ 94) والمزي (22/ 239 - 240) وقال الحاكم: صحيح" =

ص: 5422

الحسن قال: قال عمرو بن مرة لمعاوية: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من أغلق بابه" فذكر الحديث بنحوه، وقال: غريب ويروى عن غير وجه عن عمرو بن مرة. وذكر البخاري أنّه عمرو بن مرة الجهني، وكأنه سلف البغوي في ذلك، وفيه نظر فإنّ سند الحديثين مختلف وكذا سياق المتن، وقد جزم غير واحد بأنّه غيره" الإصابة 12/ 18 - 19

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وإسناده شامي صحيح"

قلت: وهو كما قال، لكن اختلف فيه على القاسم بن مخيمرة، فرواه الذيال بن حرملة الكوفي عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.

أخرجه مسدد في "مسنده"(المطالب 2193) عن عبد الله بن داود الخُرَيبي ثنا فِطر عن الذيال به.

والأول أصح، وللذيال ترجمه البخاري وابن أبي حاتم في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في "الثقات".

الثاني: يرويه محمد بن شعيب بن شابور الدمشقي قال: أخبرني أبو المعطل مولى بنى كلاب وكان قد أدرك معاوية بن أبي سفيان قال: أقبل رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له: أبو مريم غازيا حتى بلغ الحفير، قال: ولا أعلم إلا قال لنا أبو المعطل: وقد استأذن أبو مريم على معاوية بدمشق حين مَرّ بها فلم يجد أحدا يأذن له، فلما بلغ الحفير ذكر حديثا سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرجع حتى أتى باب معاوية، فقال لبعض من عليه: أما منكم أحد رشيد يقول لأمير المؤمنين: ههنا أخوك أبو مريم، فقال معاوية: ويحكم أوحبستموه، فائذنوا له، فلما دخل عليه قال: ههنا ههنا يا أبا مريم، فقال أبو مريم: إني لم أجئك طالب حاجة ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من أغلق بابه دون ذوي الفقر والحاجة أغلق الله عن فقره وحاجته باب السماء"

أخرجه الدولابي في "الكنى"(1/ 54) والطبراني في "الأوسط"(1) وابن عساكر كما في "الإصابة"(12/ 19)

وقال الطبراني: كان أبو المعطل من الثقات"

وقال أبو زرعة: ما نعرفه إلا في هذا الحديث، ولم يرو عنه غير محمد بن شعيب"

= قلت: أبو الحسن قال الذهبي في "الميزان": تفرد عنه علي بن الحكم، وقاله الحافظ في "التقريب":

مجهول.

(1)

لم أر الحديث فيه.

ص: 5423

وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف.

الثالث: يرويه محمد بن المهاجر الأنصاري عن الزبير بن عبد الله عن أبي مريم الأزدي أنّه دخل على معاوية، ثم ذكر نحو حديث يزيد بن أبي مريم.

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(1/ 226) عن إدريس بن عبد الكريم الحداد ثنا أحمد بن حاتم الطويل ثنا محمد بن الحسن الواسطي عن محمد بن مهاجر به.

3795 -

"من لا يرحم لا يرحم"

قال الحافظ: أخرجه أبو يعلى في "مسنده" بسند رجاله ثقات إلى أبي هريرة قال: دخل عيينة بن حصن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه يقبل الحسن والحسين، فقال: أتقبلهما يا رسول الله؟! إنّ لي عشرة فما قبلت أحدا منهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره" (1)

أخرجه أحمد (2/ 228) عن هُشيم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة.

وأخرجه أبو يعلى (5892 و 6113)

عن زكريا بن يحيى الواسطي زحمويه

و (5983)

عن نوح بن حاتم البغدادي

قالا: ثنا هشيم به.

ورجاله ثقات كما قال الحافظ إلا أنّ هشيما موصوف بالتدليس ولم يذكر سماعا من الزهري، وخالفه جماعة رووه عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة فقالوا فيه: الأقرع بن حابس التميمي مكان عيينة بن حصن، منهم:

1 -

سفيان بن عيينة.

أخرجه الحميدي (1106) وأحمد (2/ 241) ومسلم (2318) وأبو داود (5218) والترمذي (1912) وابن حبان (457)

2 -

مَعْمر بن راشد.

أخرجه عبد الرزاق (20589) وأحمد (2/ 269) وابن حبان (5594) والبيهقي (7/ 100) وفي "الآداب"(14)

(1) 13/ 36 (كتاب الأدب - باب رحمة الولد وتقبيله)

ص: 5424

3 -

شعيب بن أبي حمزة.

أخرجه البخاري (فتح 13/ 35) وفي "الأدب المفرد"(91) والبغوي في "شرح السنة"(3446)

4 -

محمد بن أبي حفصة البصري.

أحْرجه أحمد (2/ 514)

5 -

سليمان بن كثير البصري.

أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 401)

3796 -

"من يُحرم الرفق يحرم الخير كله".

قال الحافظ: وفي حديث جرير عند مسلم (2592) فذكره" (1).

3797 -

حديث جابر: لما كان يوم الأحزاب وردّهم الله بغيظهم قال النبي صلى الله عليه وسلم "من يحمي أعراض المسلمين؟ " فقام كعب وابن رواحة وحسّان، فقال لحسّان "اهجهم أنت فإنّه سيعينك عليهم روح القدس"

قال الحافظ: ووقع في حديث جابر عند ابن مردويه: فذكره" (2)

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 297 - 298 و 298) من طريق محمد بن فضيل الكوفي عن مجالد عن الشعبي عن جابر مرفوعا "من يحمي أعراض المؤمنين؟ " قال كعب: أنا. قال ابن رواحة: أنا، قال "إنك لتحسن الشعر" قال حسان بن ثابت: أنا إذاً، قال "اهجهم، فإنه سيعينك عليهم روح القدس"

وإسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد الهمداني.

3798 -

عن زيد بن أسلم أنّ رجلا قال لحذيفة: أدركتم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ندركه. فقال: يا ابن أخي والله لا تدري لو أدركته كيف تكون، لقد رأيتنا ليلة الخندق في ليلة باردة مطيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من يذهب فيعلم لنا علم القوم جعله الله رفيق إبراهيم يوم القيامة" فوالله ما قام أحد، فقال لنا الثانية:"جعله الله رفيقي" فلم يقم أحد، فقال أبو بكر: ابعث حذيفة، فقال "اذهب" فقلت: أخشى أن أؤسر، قال "إنك لن تؤسر" فذكر أنّه انطلق وأنّهم تجادلوا وبعث الله عليهم الريح فما تركت لهم بناء إلا هدمته ولا إناء إلا أكفأته.

(1) 13/ 57 (كتاب الأدب - باب الرفق في الأمر كله)

(2)

8/ 420 (كتاب المغازي- باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب)

ص: 5425

قال الحافظ: وروى البيهقي في "الدلائل" من طريق زيد بن أسلم: فذكره، ومن طريق عمرو بن سريع عن حذيفة نحوه" (1)

أخرجه البيهقي في "الدلائل"(3/ 454 - 455) أنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب أنّ رجلا قال لحذيفة: فذكره.

وإسناده منقطع بين زيد بن أسلم وحذيفة فإنّه لم يدركه، وبين وفاتيهما مائة سنة.

وأخرجه أيضا (3/ 453 - 454) من طريق محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي ثنا عبد بن خالد عن علقمة بن مرثد عن عمران بن سريع قال: كنا مع حذيفة، فذكر حديثا طويلا.

ومحمد بن يزيد مختلف فيه، وعمران بن سريع ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال البخاري: في حديثه نظر.

وأخرجه الواحدي في "الوسيط"(3/ 460 - 461) من طريق زياد بن عبد الله البكائي عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي قال: قال شاب لحذيفة بن اليمان، وذكر الحديث.

وإسناده ضعيف، ابن اسحاق مدلس وقد عنعن، ومحمد بن كعب لم يدرك حذيفة.

3799 -

"من يردهم عنا وهو رفيقي في الجنة؟ "

قال الحافظ: روى مسلم (1789) من طريق ثابت عن أنس قال: أَفْرِدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش.

وقال: في حديث أنس عند مسلم "فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فذكره، فقام رجل من الأنصار"(2)

3800 -

حديث أنس أنّه صلى الله عليه وسلم باع حلسا وقدحا وقال "من يشتري هذا الحلس والقدح؟ " فقال رجل: أخذتهما بدرهم، فقال "من يزيد على درهم" فأعطاه رجل درهمين فباعهما منه.

قال الحافظ: أخرجه أحمد وأصحاب السنن مطولا ومختصرا واللفظ للترمذي وقال: حسن" (3)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ المسألة لا تحل إلا لثلاثة"

(1) 8/ 403 (كتاب المغازي - باب غزوة الخندق)

(2)

8/ 363 (كتاب المغازي - باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا)

(3)

5/ 257 (كتاب البيوع - باب بيع المزايدة)

ص: 5426

3801 -

عن جابر أنّ رجلا من الأنصار يقال له: أبو مذكور أعتق غلاما له يقال له: يعقوب عن دبر لم يكن له مال غيره، فدعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "من يشتريه؟ " فاشتراه نعيم بن عبد الله النحام بثمانمائة درهم فدفعها إليه.

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2/ 693) وأبو داود (3957) والنسائي (7/ 267 - 268) من طريق أيوب عن أبي الزبير عن جابر: فذكره " (1)

3802 -

"من يقم ليلة القدر فيوافقها"

قال الحافظ: وقع عند مسلم (1/ 524) من حديث أبي هريرة بلفظ: فذكره" (2)

3803 -

حديث ابن مسعود: أقبل النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية ليلا فنزل فقال "من يكلؤنا؟ " فقال بلال: أنا.

قال الحافظ: وفي أبا داود من حديث ابن مسعود: فذكره" (3)

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 64 و 14/ 161 و 453 - 454) وفي "المسند"(276) وأحمد (1/ 386 و 464) والبخاري في "الكبير"(3/ 1/ 251) وأبو داود (447) والبزار (2029) والنسائي في "الكبرى"(8853) والطبري في "تفسيره"(26/ 69) والطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 465 - 466) وفي "المشكل"(3985) والهيثم بن كليب (839) والطبراني في "الكبير"(10549) والبيهقي في "الدلائل"(4/ 156 و 274) وابن عبد البر في "التمهيد"(5/ 252) والمزي (17/ 292 - 293) من طرق عن شعبة عن جامع بن شداد قال: سمعت عبد الرحمن (4) بن أبي علقمة قال: سمعت ابن مسعود يقول: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن (5) الحديبية، فذكروا أنهم نزلوا دَهاساً من الأرض - يعني بالدهاس: الرمل - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من يكلؤنا؟ " فقال بلال: أنا يا رسول لله، قال "إذاً ننام" فناموا حتى طلعت الشمس، فاستيقظ ناس فيهم فلان وفلان، وفيهم عمر، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"افعلوا كما كنتم تفعلون" ففعلنا، قال "كذلك فافعلوا لمن نام أو نسي"

(1) 5/ 326 (كتاب البيوع - باب بيع المدبر)

(2)

5/ 172 (صلاة التراويح - باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر)

(3)

1/ 464 (كتاب التيمم - باب الصعيد الطيب وضوء المسلم)

(4)

وفي بعض الروايات "عبد الرحمن بن علقمة" قال النسائي: والصواب عبد الرحمن بن أبي علقمة (الكبرى 5/ 267)

(5)

وفي حديث زافر بن سليمان الإيادي عن شعبة عند الطحاوي والهيثم والبيهقي في "الدلائل": في غزوة تبوك. والأول أصح، وزافر مختلف فيه ونسب إلى كثرة الوهم، ومن قال: زمن الحديبية أثبت، منهم: يحيى القطان ومحمد بن جعفر وغيرهما.

ص: 5427

قال: وضلت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فطلبتها فوجدت حبلها قد تعلق بشجرة فجئت بها، فركب، فسرنا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي اشتد ذلك عليه وعرفنا ذلك فيه، فتنخَّى منتبذا خلفنا، فجعل يغطي رأسه فيشتد عليه حتى عرفنا أنّه قد أنزل عليه، فأتانا فأخبرنا أنّه أنزل عليه {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)} [الفتح: 1].

وأخرجه الطيالسي (ص 49 - 50) عن شعبه به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (2/ 218)

وتابعه سفيان الثوري ثنا جامع بن شداد به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(10549) عن معاذ بن المثنى العنبري ثنا مسدد ثنا يحيى بن سعيد ثنا سفيان وشعبة قالا: ثنا جامع بن شداد عن عبد الرحمن بن أبي علقمة قال: سمعت ابن مسعود يقول: فذكر نحوه، ولم يذكر قصة الناقة وما بعدها.

قال البزار: وهذا الحديث بهذا الحرف لا نحفظه إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"

قلت: عبد الرحمن بن أبي علقمة ذكره ابن حبان في "الثقات" ولم يذكر عنه راويا إلا جامع بن شداد، والباقون ثقات.

ورواه عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي عن جامع بن شداد عن عبد الرحمن بن أبي علقمة عن ابن مسعود، قال: لما انصرفنا من غزوة الحديبية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من يحرسنا الليلة؟ " قال عبد الله: فقلت: أنا، حتى عاد مرارا، قلت: أنا يا رسول الله، قال:"فأنت إذاً" قال: فحرستهم حتى إذا كان وجه الصبح أدركني قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنّك تنام" فنمت فما أيقظنا إلا حرّ الشمس في ظهورنا، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصنع كما يصنع من الوضوء وركعتي الفجر، ثم صلّى بنا الصبح، فلما انصرف قال:"إنّ الله عز وجل لو أراد أن لا تناموا لم تناموا، ولكن أراد أن تكونوا لمن بعدكم، فهكذا لمن نام أو نسي"

قال: ثم إنّ ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإبل القوم تفرقت، فخرج الناس في طلبها، فجاءوا يإبلهم إلا ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عبد الله: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "خذ ههنا" فأخذت حيث قال لي، فوجدت زمامها قد التوى على شجرة ما كانت لتحلها إلا يد، قال: فجئت بها النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق نبيا لقد وجدت زمامها ملتويا على شجرة ما كانت لتحلها إلا يد.

قال: ونزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الفتح {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)} [الفتح: 1]

أخرجه أحمد (1/ 391) والهيثم بن كليب (840 و 841)

ص: 5428

عن يزيد بن هارون

وأبو يعلى (5285)

عن عبد الرحمن بن مهدي

والنسائي في "الكبرى"(8854)

عن عبد الله بن المبارك

والبخاري في "الكبير"(3/ 1/ 251)

عن آدم بن أبي إياس

والطحاوي في "المشكل"(3984)

عن عبد الرحمن بن زياد الرصاصي

والطبراني في "الكبير"(10548) والبيهقي في "الدلائل"(4/ 274 - 275)

عن قرة بن حبيب القَنَوي

والبيهقي في "الدلائل"(4/ 155)

والبيهقي في "الأسماء"(ص180)

عن عمرو بن مرزوق الباهلي البصري

كلهم عن المسعودي به.

ورواه الطيالسي (ص49 - 50) عن المسعودي به.

ومن طريقه أخرجه الطحاوي في "المشكل"(3983)

والمسعودي كان قد اختلط، وسماع عمرو بن مرزوق منه قبل اختلاطه، وسماع يزيد بن هارون وعبد الرحمن بن مهدي وأبو داود الطيالسي منه بعد اختلاطه، وأما الباقون فلم أر أحدا صرّح بسماعهم منه أهو قبل الاختلاط أم بعده.

طريق أخرى: يرويها سِمَاك بن حرب عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن جده قال: سرينا ليلة مع النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: قلنا: يا رسول الله، لو أمسسنا الأرض فنمنا ورعت ركابنا، قال: ففعل، قال: فقال "ليحرسنا بعضكم" فقلت: أنا أحرسكم، قال: فأدركني النوم فنمت لم أستيقظ إلا والشمس طالعة، ولم يستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بكلامنا، فأمر بلالاً فأذّن ثم أقام الصلاة، فصلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 5429

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 83) وفي "المسند"(285) وأحمد (1/ 450) عن حسين بن علي الجعفي عن زائدة بن قدامة عن سماك به.

وأخرجه أبو يعلى (5010) عن ابن أبي شيبة به.

وأخرجه ابن حبان (1580) عن أبي يعلى به.

وأخرجه البيهقي (1/ 404) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي به.

وسماك مختلف فيه، والباقون ثقات، وعبد الرحمن اختلف في سماعه من أبيه.

ولم ينفرد زائده به بل تابعه أسباط بن نصر الهمداني عن سماك به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(10349) والبيهقي في "الأسماء"(ص 180 - 181)

3804 -

"من ينتدب لقتل كعب"

قال الحافظ: ووجدت في فوائد عبد الله بن إسحاق الخرساني من مرسل عكرمة بسند ضعيف إليه لقتل كعب سببا آخر وهو أنّه صنع طعاما وواطأ جماعة من اليهود أنّه يدعو النبي صلى الله عليه وسلم إلى الوليمة فإذا حضر فتكوا به، ثم دعاه فجاء ومعه بعض أصحابه، فأعلمه جبريل بما أضمروه بعد أن جالسه، فقام فستره جبريل بجناحه فخرج، فلما فقدوه تفرقوا فقال حينئذ: فذكره" (1)

3805 -

حديث ابن مسعود: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من ينكح هذه؟ " فقام رجل.

قال الحافظ: حديث ابن مسعود عند الدراقطني.

وقال: وفي حديث ابن مسعود "ألك مال؟ "

وقال: ووقع في حديث ابن مسعود: قال: نعم، سورة البقرة وسورة المفصل.

وقال: وفي حديث ابن مسعود "قد أنكحتكها على أن تقرئها وتعلمها، وإذا رزقك الله عوضتها" فتزوجها الرجل على ذلك" (2)

ضعيف

أخرجه الدارقطني (3/ 249 - 250) عن أبا عبيد القاسم بن إسماعيل المَحَاملي ثنا القاسم بن هاشم السمسار ثنا عتبة بن السكن ثنا الأوزاعي أني محمد بن عبد الله بن أبي

(1) 8/ 340 (كتاب المغازي - باب قتل كعب بن الأشرف)

(2)

11/ 111 و112 و114 و115 (كتاب النكاح - باب التزويج على القرآن)

ص: 5430

طلحة ثني زياد بن أبي زياد ثني عبد الله بن سَخْبَرة عن ابن مسعود أنّ امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، رأ في رأيك، فقال "من ينكح هذه؟ " فقام رجل عليه بردة عاقدها في عنقه، فقال: أنا يا رسول الله، فقال:"ألك مال؟ " قال: لا، يا رسول الله، قال "اجلس" ثم جاءت مرة أخرى، فقالت: يا رسول الله، رأ في رأيك، فقال "من ينكح هذه؟ " فقام ذلك الرجل فقال: أنا يا رسول الله، فقال "ألك مال؟ " قال: لا، يا رسول الله، فقال "اجلس" ثم جاءت الثالثة فقالت: يا رسول الله، رأ في رأيك، فقال "من ينكح هذه؟ " فقام ذلك الرجل فقال: أنا يا رسول الله، فقال "ألك مال؟ " قال: لا، يا رسول الله، قال "فهل تقرأ من القرآن شيئا؟ " قال: نعم، سورة البقرة وسورة المفصل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قد أنكحتكها على أن تقرئها وتعلمها، وإذا رزقك الله تعالى عوضتها" فتزوجها الرجل على ذلك.

وأخرجه البيهقي (7/ 243) عن أبي بكر بن الحارث الفقيه أنبأ الدارقطني به.

قال الدارقطني: تفرد به عتبة وهو متروك الحديث"

وقال البيهقي: عتبة بن السكن منسوب إلى الوضع، وهذا باطل لا أصل له"

قلت: عتبة ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطئ ويخالف، وقال القراب: روى عن الأوزاعي أحاديث لم يتابع عليها.

3806 -

عن جابر: مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين يتبع الناس في منازلهم في المواسم بمنى وغيرها يقول: "من يؤويني من ينصرني حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة" حتى بعثنا الله من يثرب فصدقناه. فذكر الحديث حتى قال: فرحل إليه منا سبعون رجلا فواعدناه بيعة العقبة فقلنا: علام نبايعك؟ فقال "على السمع وللطاعة في النشاط والكسل وعلى النفقة في العسر واليسر وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى أن تنصروني إذا قدمت عليكم يثرب فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة" الحديث

قال الحافظ: وعند أحمد بإسناد حسن وصححه الحكم وابن حبان عن جابر: فذكره.

ولأحمد من وجه آخر عن جابر قال: كان العباس آخذا بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أخذت وأعطيت" وللبزار من وجه آخر عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنقباء من الأنصار "تؤووني وتمنعوني؟ " قالوا: نعم. قالوا: فما لنا؟ قال "الجنة"(1).

(1) 8/ 223 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب وفود الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمكة)

ص: 5431

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "أسألكم لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا"

وحديث "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين يتبع الناس في منازلهم"

3807 -

"منعت العراق درهمها وقفيزها"

قال الحافظ: قال الحميدي: أخرج مسلم (2896) معنى هذا الحديث من وجه آخر عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رفعه: فذكره" (1)

3808 -

"موت الغريب شهادة"

قال الحافظ: وصحح الدراقطني من حديث ابن عمر: فذكره" (2)

ضعيف

روي من حديث ابن عباس ومن حديث أبي هريرة ومن حديث أنس ومن حديث عنترة

فأما حديث ابن عباس فله عنه طريقان:

الأول: يرويه عبد العزيز بن أبي رواد المكي واختلف عنه:

- فرواه الهذيل بن الحكم البصري عن ابن أبي روّاد واختلف عنه:

• فقال محمد بن صدران: ثنا الهذيل بن الحكم ثنا ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر به مرفوعا.

أخرجه ابن عدي (1/ 256 و7/ 2584) عن محمد بن الحسين بن شهريار ثنا محمد بن صدران به.

واختلف فيه على محمد بن صدران، فقال إبراهيم بن عبدان: ثنا محمد بن صدران ثنا الهذيل بن الحكم ثنا ابن أبي رواد عن عكرمة عن ابن عباس.

أخرجه ابن شاهين في "الأفراد"(56)

• وقال غير واحد: عن الهذيل بن الحكم عن ابن أبي رواد عن عكرمة عن ابن عباس.

(1) 7/ 90 (كتاب فرض الخمس - باب إثم من عاهد ثم غدر)

(2)

6/ 384 (كتاب الجهاد - باب الشهادة سبع سوى القتل)

ص: 5432

منهم:

1 -

أبو بكر بن أبي شيبة.

أخرجه في "مسنده" كما في "مصباح الزجاجة"(2/ 54) وعنه أبو يعلى (2381)

وأخرجه ابن عدي (7/ 2584) عن أبي يعلى به.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(9426) عن أَبي سعد أحمد بن محمد الماليني أنا ابن عدي به.

وأخرجه القاسم بن علي الدمشقي في "تعزية المسلم"(81 و 82) من طريق محمد بن حمدان الفقيه وأبي بكر محمد بن إبراهيم بن علي الأصبهاني قالا: أنا أبو يعلى به.

وأخرجه ابن شاهين في "الأفراد"(56) عن عبد الله بن محمد البغوي ثنا ابن أبي شيبة به.

2 -

جميل بن الحسن الأزدي.

أخرجه ابن ماجه (1613)

3 -

محمد بن كثير العبدي.

أخرجه العقيلي (4/ 365) والطبراني في "الكبير"(11628) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 201) والبيهقي في "الشعب"(9426)

4 -

أبو موسى محمد بن المثنى.

أخرجه الدولابي في "الكنى"(2/ 131) وابن عدي (7/ 2584)

5 -

حفص بن عمرو الربالي.

أخرجه الآجري في "الغرباء"(50) وابن عدي (7/ 2584) والدارقطني في "العلل"(الوهم والإيهام 2/ 263)

6 -

محمد بن أبان البلخي.

أخرجه ابن عدي (7/ 2584)

7 -

عقبة بن بكر العمي.

أخرجه ابن فيل في "جزئه" كما في "اللآلىء"(2/ 123)

8 -

وهب بن بقية.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(8/ 201)

ص: 5433

9 -

هارون بن سليمان.

أخرجه أبو نعيم (8/ 201)

وقال: غريب من حديث عبد العزيز، تفرد به الهذيل"

10 -

عبدة الصفار.

أخرجه ابن عدي (7/ 2584)

11 -

عمر بن شبة.

أخرجه الدارقطني في "العلل"(الوهم والإيهام 2/ 263)

وقال: هذا هو الصحيح"

وقال ابن معين: ليس هذا الحديث بشيء، هذا حديث منكر" سؤالات ابن الجنيد ص 328

• وقال معلي بن أسد العَمّي: ثنا الهذيل بن الحكم ثنا الحكم بن أبان عن وهب عن طاوس مرسلا.

أخرجه العقيلي (4/ 365 - 366)

وقال: حديث معلى أولى"

وخالفه ابن عدي فقال: الصواب رواية من رواه عن الهذيل عن ابن أبي رواد عن عكرمة عن ابن عباس"

وقال ابن القطان الفاسي: الحديث لا يصح" الوهم والإيهام 2/ 265

وقال الحافظ: أخرجه ابن ماجه بسند واه" بذل الماعون ص 185

وقال في "التلخيص"(2/ 141): وإسناده ضعيف، الهذيل منكر الحديث كما قال البخاري"

قلت: وقال العقيلي: لا يقيم الحديث، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا، وقال ابن القطان الفاسي: ضعيف.

وقال الذهبي في "الميزان": هذا الحديث من مناكير الهذيل.

- ورواه إبراهيم بن بكر الشيباني عن ابن أبي رواد واختلف عنه:

ص: 5434

• فقال محمد بن حرب النشائي: ثنا إبراهيم بن بكر عن ابن أبي رواد عن عكرمة عن ابن عباس.

أخرجه ابن عدي (1/ 256) وابن الجوزي في "العلل"(1486)

وتابعه عبد الله بن أيوب المخرمي ثنا إبراهيم بن بكر به.

أخرجه ابن الأعرابي (ق 194/ب) والقضاعي (83) والبيهقي في "الشعب"(9426) وابن الجوزي في "الموضوعات"(2/ 221) والقاسم بن علي الدمشقي (83)

• وقال عامر بن أبي الحسين الواسطي: ثنا إبراهيم بن بكر ثنا عمر بن ذر عن عكرمة عن ابن عباس.

أخرجه ابن شاهين في "الأفراد"(55) والدارقطني في "الأفراد" كما في "اللآلئ"(2/ 132) وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 119) وابن الحطاب الرازي في "مشيخته"(61) وابن الجوزي في "العلل"(1485) والقاسم بن علي الدمشقي (80)

وقال أبو نعيم: غريب من حديث عمر بن ذر، لم نكتبه إلا من هذا الوجه"

وقال ابن عدي: هذا الحديث يعرف بالهذيل بن الحكم عن ابن أبي رواد عن عكرمة عن ابن عباس، وإبراهيم بن بكر يسرق هذا الحديث من الهذيل"

وقال الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث عمر بن ذر عن عكرمة عن ابن عباس، تفرد به إبراهيم بن بكر، ولم يروه عنه غير عامر بن أبي الحسين" مشيخة ابن الحطاب ص 176

وقال ابن شاهين: هذا حديث غريب من حديث عمر بن ذر عن عكرمة، لا أعلم حدّث به إلا إبراهيم بن بكر عن عمر بن ذر، والمشهور حديث ابن أبي رواد عن عكرمة"

وقال ابن الجوزي: لا يصح"

وقال الحافظ: إسناده ضعيف، تفرد به إبراهيم بن بكر عن عمر بن ذر عن عكرمة" التلخيص 2/ 141

قلت: إبراهيم بن بكر قال الدارقطني: متروك، وقال العقيلي: كثير الوهم، وقال أحمد: كانت أحاديثه موضوعة.

الثاني: يرويه عمرو بن الحصين العقيلي عن محمد بن عبد الله بن عُلاثة عن الحكم بن أبان عن وهب بن منبه عن ابن عباس مرفوعا "موت الغريب شهادة" إذا احتضر فرمى ببصره

ص: 5435

عن يمينه وعن يساره فلم ير إلا غريبا وذكر أهله وولده وتنفس فله بكل نفس ينفسه يمحو الله ألفي ألف سيئة ويكتب له ألفي ألف حسنة"

أخرجه الطبراني في "الكبير"(11034) والقاسم بن علي الدمشقي (79)

وعمرو بن الحصين قال أبو حاتم: ذاهب الحديث، وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال ابن عدي: مظلم الحديث.

وابن علاثة مختلف فيه.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه العقيلي (2/ 288) والآجري في "الغرباء"(51) والقضاعي (349) وابن بشران (1)(1059) وابن الجوزي في "العلل"(1487) من طريق أبي زياد عبد الرحمن بن نافع المخزومي ثنا أبو رجاء الخراساني عبد الله بن الفضل عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا "موت الغريب شهادة".

قال العقيلي: أبو رجاء منكر الحديث، وفي هذا رواية من غير هذا الوجه شبيهة بهذه في الضعف"

وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أحمد بن حنبل: هو حديث منكر"

وقال ابن القطان الفاسي: لا يصح" الوهم والإيهام 2/ 265 - 266

وأما حديث أنس فأخرجه أبو طاهر المخلص في "فوائده" كما في "اللآلئ"(2/ 133) والقاسم بن علي الدمشقي (84) من طريق عبيد بن عبد الواحد البزار البغدادي ثنا نعيم بن حماد ثنا سليمان بن المغيرة ثني سليمان التيمي عن مولى لآل مجروح عن محمد بن يحيى بن حسن المازني عن أبيه عن أنس مرفوعا "من مات غريبا مات شهيدا"

وأخرجه ابن عساكر في "أماليه" كما في "اللآلىء"

وقال: تفرد به نعيم بن حماد"

قلت: وهو مختلف فيه، وفيه المولى الذي لم يسم فالإسناد ضعيف.

وأما حديث عنترة فأخرجه الطبراني كما في "اللآلىء"(2/ 133) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي عن المُشمَعِل بن ملحان أنبأ عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم: "ما تعدون الشهيد فيكم؟ " قلنا: يا رسول الله، من

(1) سقط من إسناده: عن محمد بن سيرين.

ص: 5436

قتل في سبيل الله فهو شهيد، والمتردي شهيد، والنفساء شهيد، والغريق شهيد، والسل شهيد، والحريق شهيد، والغريب شهيد"

قال الهيثمي: رواه الطبراني وعبد الملك متروك" المجمع 5/ 301

وقال الحافظ: لا يصح" التلخيص 2/ 142

وقال في "بذل الماعون"(ص 185): وعبد الملك متروك"

قلت: كذبه ابن معين والجوزجاني، وقال ابن حبان: يضع الحديث.

قال المنذري: وقد جاء في أنّ موت الغريب شهادة جملة من الأحاديث لا يبلغ شيء منها درجة الحسن فيما أعلم" الترغيب 4/ 87

قلت: وهو كما قال.

3809 -

"موت الفُجاءة أخذَةُ أسف"

قال الحافظ: قال ابن رشيد: رواه أبو داود وفي إسناده مقال.

وقال: والحديث المذكور أخرجه أبو داود من حديث عبيد بن خالد السلمي ورجاله ثقات إلا أنّ راويه رفعه مرّة ووقفه أخرى، وقد روى ابن أبي الدنيا في "كتاب الموت" من حديث أنس نحو حديث عبيد بن خالد وزاد فيه "المحروم من حرم وصيته"(1)

أخرجه أحمد (3/ 424 و 4/ 219) عن يحيى بن سعيد القطان ثنا شعبة قال: حدثني منصور عن تميم بن سلمة أو سعد بن عبيدة عن عبيد بن خالد وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: موت الفجاءة أخذة أسف.

قال: وحدّث به مرّة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن طريقه أخرجه المزي (19/ 201)

وأخرجه أبو داود (3110) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 182) والبيهقي (3/ 378)

عن مسدد

والبيهقي (3/ 378)

عن علي بن المديني

(1) 3/ 498 (كتاب الجنائز - باب موت الفجاءة البغتة)

ص: 5437

قالا: ثنا يحيى بن سعيد القطان به (1).

• ورواه روح بن عبادة البصري عن شعبة عن منصور عن تميم بن سلمة عن عبيد بن خالد من غير شك ورفعه.

قال شعبة: هكذا حدثنيه، وحدثنيه مرة أخرى فلم يرفعه.

أخرجه ابن عدي (2/ 649) والبيهقي (3/ 378)

• ورواه محمد بن جعفر البصري عن شعبة عن منصور عن تميم بن سلمة عن عبيد بن خالد من غير شك وأوقفه.

أخرجه أحمد (3/ 424 و 4/ 219) وابن عدي (2/ 649) والبيهقي (3/ 378)

• ورواه المثنى بن معاذ العنبري عن شعبة عن منصور عن تميم بن سلمة أو سعد بن عبيدة عن عبيد بن خالد قوله.

أخرجه ابن قانع (2/ 182)

3810 -

"موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها"

سكت عليه الحافظ (2).

أخرجه البخاري (فتح 14/ 7) من حديث سهل بن سعد.

3811 -

"موعدكم حوضي"

قال الحافظ: وممن كان ينكر الحوض عبيد الله بن زياد أحد أمراء العراق لمعاوية وولده، فعند أبي داود من طريق عبد السلام بن أبي حازم قال: شهدت أبا برزة الأسلمي دخل على عبيد الله بن زياد فحدثني فلان وكان في السماط فذكر قصة فيها أنّ ابن زياد ذكر الحوض فقال: هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر فيه شيئا؟ فقال أبو برزة: نعم، لا مرة، ولا مرتين، ولا ثلاثا، ولا أربعا، ولا خمسا، فمن كذب به فلا سقاه الله منه.

وأخرجه البيهقي في "البعث" من طريق أبي حمزة عن أبي برزة نحوه، ومن طريق

(1) قال النووي: إسناده صحيح" الخلاصة 2/ 903

وقال الحافظ: وسنده صحيح، وليس في الباب حديث صحيح غيره" تخريج أحاديث المختصر 1/ 317 قلت: رواته ثقات إلا أنّ راويه رواه مرّة مرفرعا ورواه مرة موقوفا، وتميم بن سلمة لم يذكر سماعا من عبيد بن خالد فلا أدري أسمع منه أم لا.

(2)

3/ 310 (كتاب الصلاة - أبواب التطوع - باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة)

ص: 5438

يزيد بن حيان التيمي: شهدت زيد بن أرقم وبعث إليه ابن زياد فقال: ما أحاديث تبلغني أنك تزعم أنّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم حوضا في الجنة، قال: حدثنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعند أحمد من طريق عبد الله بن بريدة عن أبي سَبْرة الهذلي قال: قال عبيد الله بن زياد: ما أصدق بالحوض، وذلك بعد أن حدثه أبو برزة والبراء وعائذ بن عمرو، فقال له أبو سبرة: بعثني أبوك في مال إلى معاوية فلقيني عبد الله بن عمرو فحدثني وكتبته بيدي من فِيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره، فقال ابن زياد حينئذ: أشهد أنّ الحوض حق.

وعند أبي يعلى من طريق سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس: دخلت على ابن زياد وهم يذكرون الحوض فقال: هذا أنس، فقلت: لقد كانت عجائز بالمدينة كثيرا ما يسألن ربهنّ أن يسقيهنّ من حوض نبيهم. وسنده صحيح

وروينا في فوائد العيسوي وهو في "البعث" للبيهقي من طريقه بسند صحيح عن حميد عن أنس نحوه وفيه: ما حسبت أن أعيش حتى أرى مثلكم ينكر الحوض.

وأخرج البيهقي أيضا من طريق يزيد الرقاشي عن أنس في صفة الحوض "وسيأتيه قوم ذابلة شفاههم لا يطعمون منه قطرة، من كذب به اليوم لم يصب الشرب منه يومئذ" ويزيد ضعيف، لكن يقويه ما مضى، ويشبه أن يكون الكلام الأخير من قول أنس" (1)

حديث أبي برزة له عنه طرق:

الأول: يرويه أبو طالوت عبد السلام بن أبي حازم العبدي واختلف عنه:

- فرواه غير واحد عن أبي طالوت عن أبي برزة، منهم:

1 -

مسلم بن إبراهيم الأزدي.

قال أبو داود (4749): ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا عبد السلام بن أبي حازم قال: شهدت أبا برزة دخل على عبيد الله بن زياد فحدثني فلان وكان في السماط: فلما رآه عبيد الله قال: إن مُحَمَّدِيَّكم هذا الدّحداح، ففهمها الشيخ فقال: ما كنت أحسب أني أبقى في قوم يعيروني بصحبة محمد صلى الله عليه وسلم، فقال له عبيد الله: إنّ صحبة محمد صلى الله عليه وسلم لك زين غير شين، ثم قال: إنما بعثت إليك لأسألك عن الحوض، سمعتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر فيه شيئا؟ فقال له أبو برزة: نعم لا مرّة ولا ثنتين ولا ثلاثا ولا أربعا ولا خمسا، فمن كذّب به فلا سقاه الله منه، ثم خرج مغضبا.

رواته ثقات.

(1) 14/ 263 (كتاب الرقاق - باب في الحوض)

ص: 5439

2 -

حماد بن مسعدة التميمي.

قال البزار (3851): ثنا محمد بن معمر ثنا حماد بن مسعدة ثنا عبد السلام بن أبي حازم قال: رأيت أبا برزة وبعث إليه ابن زياد يسأله عن الحوض قال: وأخبرني من دخل معه قال: فلما رآه ابن زياد قال: إنّ محمديكم هذا لدحداح، قال: فلما سمعها قال: ما كنت أرى أن أعيش حتى أعير بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقيل له: إنك لا تعيّر بذاك، وقال: وسأله ابن زياد عن الحوض فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ لي حوضا" فمن كذب به فلا أورده الله.

رواته ثقات.

3 -

محمد بن مهزم العبدي.

قال أحمد (4/ 421): ثنا يزيد بن هارون أنا محمد بن مهزم العبدي عن أبي طالوت العبدي قال: سمعت أبا برزة وخرج من عند عبيد الله بن زياد وهو مغضب فقال: ما كنت أظن أني أعيش حتى أخلف في قوم يعيروني بصحبة محمد صلى الله عليه وسلم قالوا: إنّ محمديكم هذا لدحداح، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الحوض فمن كذب فلا سقاه الله تبارك وتعالى منه.

وأخرجه ابن أبي الدنيا كما في "النهاية" لابن كثير (ص 255) عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي ثنا يزيد بن هارون به.

وإسناده صحيح.

- ورواه غير واحد عن أبي طالوت عن العباس بن فروخ الجريري عن أبي برزة، منهم:

1 -

عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد البصري عن عبد السلام أبي طالوت ثنا العباس الجريري أنّ عبيد الله بن زياد قال لأبي برزة: هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ذكره قط، يعني الحوض؟ قال: نعم لا مرة ولا مرتين، فمن كذب به فلا سقاه الله منه.

أخرجه أحمد (4/ 424)

2 -

أبو علي عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي: ثنا أبو طالوت عبد السلام ثنا العباس بن فروخ الجريري قال: كان عبيد الله بن زياد يكذب بالحوض ويقول: يا ليتنا وجدنا من يخبرنا عنه، فقال له أصحابه: أصلح الله الأمير إنّ أبا برزة الأسلمي ها هنا فأرسل إليه

أخرجه الخطيب في "الموضح"(2/ 301)

ص: 5440

3 -

عبد الله بن حُمْرَان القرشي: ثنا عبد السلام أبو طالوت عن عباس بن أبي عباس قال: قال عبيد الله بن زياد: وددت أني وجدت رجلاً يحدثني عن الحوض سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم تكلم به، فقال له جلساؤه: أصلح الله الأمير إنّ هاهنا أبا برزة

أخرجه الخطيب في "الموضح"(2/ 301 - 302)

وقال: عباس بن أبي عباس هو عباس بن فروخ الجريري"

قلت: وهو ثقة كما قال أحمد وغير واحد.

الثاني: يرويه قرة بن خالد السدوسي عن أبي حمزة قال: دخل أبو برزة على عبيد الله بن زياد فقال: إنّ محمدكم هذا لدحداح. فقال: ما كنت أراني أن أعيش في قوم يعدون صحبة محمد صلى الله عليه وسلم عارا. قالوا: إنّ الأمير إنما دعاك ليسألك عن الحوض. فقال: عن أي باله. قال: أحق هو؟ قال: نعم، فمن كذب به فلا سقاه الله منه.

أخرجه البيهقي في "البعث"(154) وفي "الاعتقاد"(ص 213) من طريق محمد بن يحيى الذهلي ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن قرة بن خالد به.

وأبو حمزة (1) ما عرفته، والباقون ثقات.

الثالث: يرويه محمد بن موسى السيباني ثنا صالح المُرِّي ثنا سيار بن سلامة الرياحي عن أبيه أنّ عبيد الله بن زياد قال لجلسائه: هل ها هنا أحد يحدثنا عن الحوض؟ قالوا: أبو برزة الأسلمي. قال: إنّ محمديكم هذا الدحداح، قال: إنما أرسلنا إليك لتحدثنا عن الحوض، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ لي حوضا يوم القيامة، عرضه ما بين أيلة إلى صنعاء، ماؤه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا، ومن كذب به فلا سقاه الله منه"

أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(719 و 737) عن عقبة بن مكرم البصري ثنا محمد بن موسى به.

وإسناده ضعيف لضعف صالح المري.

واختلف عنه، فرواه يونس بن محمد المؤدب عنه فلم يذكر سلامة الرياحي.

أخرجه الروياني (1316)

وللحديث طريق رابعة سيأتي ذكرها عند الكلام على حديث ابن عمرو.

(1) لعله أبو جمرة الضبعي واسمه نصر بن عمران قال ابن معين وغير واحد: ثقة.

ص: 5441

وأما حديث زيد بن أرقم فأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(517) وفي "مصنفه"(8/ 764 و 11/ 452 - 453) وأحمد (4/ 367) وابن أبي عاصم في "السنة"(716) والبزار (كشف 217) والطحاوي في "المشكل"(459) والطبراني في "الكبير"(5018 و 5019 و 5020 و 5021 و 5022) وفي "طرق حديث من كذب علي متعمدا"(100 و 101 و 102) والحاكم (1/ 77) وأبو نعيم في "الصحابة"(2969 و 2970 و 2971 و 2972) والبيهقي في "البعث"(153) والخطيب في "المتفق"(1761) وابن الجوزي في "الموضوعات"(123) من طرق عن أبي حيان يحيى بن سعيد بن حيان التيمي ثني يزيد بن حيان التيمي قال (1): شهدت زيد بن أرقم وبعث إليه عبيد الله بن زياد فقال: ما أحاديث بلغني عنك تحدث بها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزعم أنّ له حوضا في الجنة. فقال: حدثنا ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعدناه. فقال: كذبت ولكنك شيخ قد خرفت، قال: أما إنه سمعته أذناي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمعته يقول "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" وما كذبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

السياق للحاكم

وقال: على شرط مسلم"

وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح" المجمع 1/ 144

قلت: وهو كما قالا.

ولم ينفرد أبو حيان به بل تابعه عمرو بن ثابت بن أبي المقدام الكوفي عن يزيد بن حيان به.

أخرجه الطبراني في "طرق حديث من كذب علي"(99) وأبو نعيم في "الصحابة"(2973)

وللحديث طريق ثانية سيأتي الكلام عليها مع حديث ابن عمرو (2) الآتي:

وهو حديث يرويه عبد الله بن بريدة عن أبي سبرة الهذلي، وعن ابن بريدة غير واحد، منهم:

1 -

حسين بن ذكوان المعلم.

أخرجه أحمد (2/ 162 - 163) وابن أبي عاصم في "السنة"(718 و 736)

(1) وعند أحمد: حدثنا زيد بن أرقم.

(2)

تقدم الكلام على حديث ابن عمرو أيضا في حرف الهمزة فانظر حديث "إنّ الله لا يحب كل فاحش متفحش"

ص: 5442

عن يحيى بن سعيد القطان

والحاكم (1/ 75 - 76)

عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي

والخرائطي في "المساوئ"(286) والبيهقي في "البعث"(155) وابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 307)

عن رَوح بن عبادة البصري

ثلاثتهم عن حسين المعلم ثنا عبد الله بن بريدة عن أبي سبرة الهذلي (1) قال: كان عبيد الله يسأل عن الحوض حوض محمد صلى الله عليه وسلم وكان يكذب به بعد ما سأل أبا برزة والبراء بن عازب وعائذ بن عمرو ورجلا آخر وكان يكذب به، فقال أبو سبرة: أنا أحدثك بحديث فيه شفاء هذا إنّ أباك بعث معي بمال إلى معاوية فلقيت عبد الله بن عمرو فحدثني مما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأملى عليّ فكتبت بيدي فلم أزد حرفا ولم أنقص حرفا حدثني أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إنّ الله لا يحب الفحش أو يبغض الفاحش والمتفحش" قال "ولا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفاحش وقطيعة الرحم وسوء المجاورة، وحتى يؤتمن الخائن ويخون الأمين" وقال "ألا إنّ موعدكم حوضي عرضه وطوله واحد، وهو كما بين أيلة ومكة، وهو مسيرة شهر، فيه مثل النجوم أباريق، شرابه أشد بياضا من الفضة، من شرب منه مشربا لم يظمأ بعده أبدا"

فقال عبيد الله: ما سمعت في الحوض حديثا أثبت من هذا. فصدق به وأخذ الصحيفة فحبسها عنده.

ورواه محمد بن أبي عدي البصري عن حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة قال: ذُكِرَ أنّ أبا سبرة بن سلمة سمع ابن زياد يسأل عن الحوض

أخرجه الحسين المروزي في "زيادات الزهد لابن المبارك"(1610) عن ابن أبي عدي به.

وأخرجه الآجري في "الشريعة"(825) عن يحيى بن محمد بن صاعد ثنا الحسين المروزي به.

وأخرجه الحاكم (1/ 75 - 76) من طريق أحمد بن حنبل ثنا ابن أبي عدي به.

(1) وعند البيهقي: الهمداني

ص: 5443

وقال: هذا حديث صحيح فقد اتفق الشيخان على الاحتجاج بجميع رواته غير أبي سبرة الهذلي وهو تابعي كبير مبين ذكره في المسانيد والتواريخ غير مطعون فيه"

قلت: اسمه سالم بن سلمة (1) ذكره ابن حبان في "الثقات"(4/ 308)، وترجمه البخاري في كتابه (2/ 2 / 113) ومسلم في "الكنى"(ص 51) والحسيني في "الإكمال" ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا.

وقال ابن عبد البر في "الاستغناء": قيل: إنه مجهول.

وقال الذهبي في "الميزان"(4/ 527): لا يعرف.

وقال في موضع آخر (2/ 111): مجهول.

2 -

قتادة.

أخرجه البزار (2435) والحاكم (1/ 76 و 4/ 513) من طرق عن عبد الله بن رجاء الغُدَاني ثنا همام عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبي سبرة الهذلي قال: ذكر الحوض عند ابن زياد فبعث إلى رجال فيهم ابن عمرو المزني يعني عائذ بن عمرو، وبعث إلى أبي برزة فجاءه في بردين، فقال ابن زياد: إنّ محمديكم هذا لدحداح، فسمعها الشيخ فقال: ما ظننت أني أعيش حتى أعير بصحبة محمد صلى الله عليه وسلم، قال: فاستلقى ابن زياد وكان إذا استحى من الشيء استلقى، فقال له رجل: إنّ الأمير دعاك يسألك عن الحوض: هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكره؟ قال: نعم قد سمعته فمن كذب به فلا سقاه الله منه.

قال أبو سبرة: بعثني أبوك إلى معاوية فلقيت عبد الله بن عمرو فحدثني حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم فهمته وكتبته بيدي، وذكر الحديث بطوله.

قال البزار: ولا نعلم روى أبو سبرة عن عبد الله بن عمرو إلا هذا الحديث، ولا رواه عن أبي سبرة إلا عبد الله بن بريدة"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

قلت: أبو سبرة مجهول كما تقدم، والباقون ثقات، وقتادة مدلس وقد عنعن.

3 -

مطر الوراق.

قال عبد الرزاق (20852): أخبرنا معمر عن مطر الوراق عن عبد الله بن بريدة الأسلمي قال: شك عبيد الله بن زياد في الحوض، وكانت فيه حرورية، فقال: أرايتم

(1) وقيل: سبرة.

ص: 5444

الحوض الذي يذكر ما أراه شيئا، قال: فقال له ناس من صحابته: فإنّ عندك رهطا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليهم فاسألهم، فأرسل إلى رجل من مزينة فسأله عن الحوض، فحدثه، ثم قال: أرسل إلى أبي برزة الأسلمي، فأتاه وعليه ثوبا حبرة، قد ائتزر بواحد وارتدى بالآخر، قال: وكان رجلاً لحيما إلى القصر، فلما رآه عبيد الله ضحك، ثم قال: إنّ محمديكم هذا لدحداح، قال: ففهمها الشيخ، فقال: واعجباه! ألا أراني في قوم يعدّون صحابة محمد صلى الله عليه وسلم عارا، قال: فقال له جلساء عبيد الله: إنما أرسل إليك الأمير ليسألك عن الحوض، هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه شيئا؟ قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكره، فمن كذب به فلا سقاه الله منه، قال: ثم نفض رداءه، وانصرف غضبانا. قال: فأرسل عبيد الله إلى زيد بن الأرقم فسأله عن الحوض، فحدثه حديثا مُونقاً أعجبه، فقال: إنما سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا، ولكن حدثنيه أخي، قال: فلا حاجة لنا في حديث أخيك، فقال أبو سبرة رجل من صحابة عبيد الله: فإن أباك حين انطلق وافدا إلى معاوية، انطلقت معه فلقيت عبد الله بن عمرو بن العاص، فحدثني من فيه إلى فِيَّ حديثا سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأملاه عليّ وكتبته، قال: فإني أقسمت عليك لما أعرقت هذا البرذون حتى تأتيني بالكتاب، قال: فركبت البرذون فركضته حتى عرق، فأتيته بالكتاب، فإذا فيه: هذا ما حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ الله يبغض الفحش والتفحش، والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفحش، وسوء الجوار، وقطيعة الأرحام، وحتى يخوّن الأمين، ويؤتمن الخائن، والذي نفس محمد بيده إنّ أسلم المسلمين لمن سلم المسلمون من لسانه ويده، وإنّ أفضل الهجرة لمن هجر ما نهاه الله عنه، والذي نفسي بيده، إنّ مثل المؤمن كمثل القطعة من الذهب، نفخ عليها صاحبها فلم تتغير ولم تنقص، والذي نفس محمد بيده إنّ مثل المؤمن كمثل النخلة أكلت طيبا، ووضعت طيبا، ووقعت فلم تكسر ولم تفسد، ألا وإنّ لي حوضا ما بين ناحيتيه كما بين أيلة إلى مكة - أو قال: صنعاء إلى المدينة - وإنّ فيه من الأباريق مثل الكواكب، هو أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا"

قال أبو سبرة: فأخذ عبيد الله الكتاب فجزعت عليه، فلقيت يحيى بن يَعْمَر فشكوت ذلك إليه، فقال: والله لأنا أحفظ له مني لسورة من القرآن، فحدثني به كما كان في الكتاب سواء.

أخرجه أحمد (2/ 199 و 4/ 374 و 419 و 425 - 426) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(717 و 720 و 735) عن الحسن بن علي الحُلْواني ثنا عبد الرزاق به.

وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"(2/ 306 - 307) من طريق إسحاق بن إبراهيم ثنا عبد الرزاق به.

ص: 5445

وأما حديث أنس فله عنه طرق:

الأول: يرويه ثابت البُنَاني عن أنس أنّ عبيد الله بن زياد قال: يا أبا حمزة، هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الحوض؟ فقال: لقد تركت بالمدينة لعجائز يُكثرن أن يسألن الله أن يوردهن حوض محمد صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أبو يعلى (3355) عن عبد الرحمن بن سلام الجمحي ثنا حماد عن ثابت به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة"(715) عن هُدْبة بن خالد البصري ثنا حماد بن سلمة به.

وإسناده صحيح، عبد الرحمن بن سلام صدوق، والباقون ثقات.

ولم ينفرد حماد به بل تابعه سليمان بن المغيرة البصري عن ثابت به.

أخرجه البيهقي في "البعث"(157)

الثاني: يرويه حميد الطويل عن أنس قال: دخلت على عبيد الله بن زياد وهم يتراجعون بينهم الحوض فلما رآني قال: قد جاءكم أنس، فانتهيت إلى القوم، فقالوا: ما تقول في الحوض يا أنس؟ قال: فاسترجعت وقلت: ما حسبت أن أعيش حتى أرى مثلكم ينكرون الحوض، لقد تركت بعدي عجائز ما تصلي واحدة منهن صلاة إلا سألت الله عز وجل أن يوردها حوض محمد صلى الله عليه وسلم.

أخرجه الحسين المروزي في "زيادات الزهد"(1609) والآجري في "الشريعة"(838) والحاكم (1/ 78) والبيهقي في "البعث"(158) من طرق عن حميد به.

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين"

قلت: وهو كما قال.

الثالث: يرويه حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جُدْعان واختلف عنه:

- فقال يونس بن محمد المؤدب: أنبأ حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس أنّ قوما ذكروا عند عبيد الله بن زياد الحوض فأنكره وقال: ما الحوض، فبلغ ذلك أنس بن مالك فقال: لا جرم والله لأفعلن، فأتاه فقال: ذكرتم الحوض؟ فقال عبيد الله: هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكره؟ فقال: نعم، يقول أكثر من كذا وكذا مرة "إنّ ما بين طرفيه كما بين أيلة إلى مكة أو بين صنعاء ومكة، وإن آنيته أكثر من نجوم السماء"

أخرجه أحمد (3/ 230) عن يونس به.

وتابعه حسن بن موسى الأشيب عن حماد به.

ص: 5446

أخرجه أحمد (3/ 230)

- وقال عفان بن مسلم البصري: ثنا حماد عن علي بن زيد عن الحسن عن أنس.

أخرجه أحمد (3/ 230)

وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد.

الرابع: يرويه مجالد بن سعيد الهمداني عن الشعبي قال: حلف رجل عند ابن زياد فقال: لا سقاه الله من حوض محمد، فقال له ابن زياد، ولمحمد حوض؟ قال: نعم، هذا أنس بن مالك يحدث أنّ له حوضا، فجاء أنس فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ لي حوضا، وأنا فرطكم عليه"

أخرجه الطبراني في "الصغير"(1027) والآجري في "الشريعة"(826) وابن عدي (6/ 2416)

وقال الطبراني: لم يروه عن الشعبي إلا مجالد"

وقال الهيثمي: إسناده حسن" المجمع 10/ 365

قلت: بل إسناده ضعيف لضعف مجالد.

الخامس: يرويه عكرمة بن عمار اليمامي ثنا يزيد الرقاشي قال: قلت: يا أبا حمزة إنّ قوما يشهدون علينا بالكفر والشرك، قال أنس: أولئك شر الخلق والخليقة. قلت: ويكذبون بالحوض، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنّ لي حوضا عرضه كما بين أيلة إلى الكعبة - أو قال: صنعاء - أشدّ بياضا من اللبن وأحلى من العسل، فيه آنية عدد نجوم السماء، يمده ميزابان من الجنة، من كذّب به لم يصب به الشرب"

أخرجه أبو يعلى (4099) عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي ثنا عمر بن يونس ثنا عكرمة به.

وإسناده ضعيف لضعف يزيد الرقاشي.

3812 -

"مولى القوم منهم، وحليف القوم منهم، وابن أخت القوم منهم"

قال الحافظ: ووقع في حديث أبي هريرة عند البزار مضمون الترجمة وزيادة عليها بلفظ: فذكره" (1)

تقدم الكلام عليه في حرف الهمزة فانظر حديث "ادخلوا عليّ ولا يدخل عليّ إلا قرشي"

(1) 7/ 364 (كتاب أحاديث الأنبياء - باب ابن أخت القوم منهم، ومولى القوم منهم)

ص: 5447

3813 -

عن ميمونة قالت: أجنبت فاغتسلت من جَفْنَة ففضلت فيها فضلة، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يغتسل منه، فقلت له، فقال:"الماء ليس عليه جنابة" واغتسل منه.

قال الحافظ: أخرجه أصحاب السنن والدارقطني، وصححه الترمذي وابن خزيمة وغيرهما من حديث ابن عباس عن ميمونة قالت: فذكرته. لفظ الدارقطني.

وقد أعلّه قوم بسماك بن حرب راويه عن عكرمة لأنّه كان يقبل التلقين، لكن قد رواه عنه شعبة، وهو لا يحمل عن مشايخه إلا صحيح حديثهم" (1)

يرويه سِماك بن حرب عن عكرمة مولى ابن عباس واختلف عنه:

- فرواه شريك بن عبد الله القاضي عن سماك واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن شريك عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس عن ميمونة قالت: أجنبت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم، فاغتسلت من جَفْنَة، وفضلت فضلة، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ليغتسل منها، فقلت: إني قد اغتسلت منه، فقال "إنّ الماء ليس عليه جنابة" قال: فاغتسل منه.

أخرجه أحمد (6/ 330)

عن هاشم بن القاسم البغدادي

وأبو عبيد في "الطهور"(139)

عن عاصم بن علي الواسطي

وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(2424) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(259)

عن علي بن الجَعْد الجوهري

وأبو يعلى (7098)

عن إسحاق بن منصور السلولي

والطبري في "تهذيب الآثار"(مسند ابن عباس 2/ 695)

عن أسود بن عامر الشامي

(1) 1/ 312 (كتاب الوضوء - باب وضوء الرجل مع امرأته)

ص: 5448

و (2/ 696)

عن يحيى بن حسان التِّنِّيسي

والحسن بن الربيع

والحسن بن عطية القرشي

والدراقطني (1/ 52)

عن يحيى بن أبي بكير الكرماني

وابن سعد (8/ 137) والطبراني في "الكبير"(24/ 18) وابن شاهين في "الناسخ"(58)

عن أبي غسان مالك بن إسماعيل النَّهْدي

والطبراني (24/ 18)

عن عصمة بن سليمان الخزاز

كلهم عن شريك به.

ورواه الطيالسي (ص 226) عن شريك به مختصرا.

ورواه أحمد (6/ 330) عن الطيالسي به.

ورواه ابن ماجه (372) والطبراني (24/ 17) والدارقطني (1/ 53) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص300) من طرق عن الطيالسي به.

• وقال حجاج بن محمد المصيصي: أنا شريك عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: أجنب النبي صلى الله عليه وسلم وميمونة. جعله عن ابن عباس

أخرجه أحمد (1/ 337)

• وقال يحيى بن آدم الكوفي: ثنا شريك عن سماك عن عكرمة عن ميمونة أو عن ابن عباس عن ميمونة.

أخرجه إسحاق في "مسنده"(2016)

- ورواه غير واحد عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس.

منهم:

1 -

أبو الأحوص سلاّم بن سليم الحنفي.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 33 و 143 و 14/ 160) وأبو داود (68) وابن ماجه (370)

ص: 5449

والترمذي (65) وأبو يعلى (2411) والطبري (2/ 692 و 693) وابن حبان (1241 و 1248 و 1261) والطبراني في "الكبير"(11716) والبيهقي (1/ 189 و 267) وفي "الصغرى"(200) والذهبي في "معجم الشيوخ"(2/ 428)

2 -

يزيد بن عطاء اليشكري.

أخرجه الدارمي (740)

3 -

أسباط بن نصر الهمداني.

أخرجه الطبري (2/ 692)

4 -

سعيد بن سماك بن حرب.

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(10/ 423)

- ورواه سفيان الثوري عن سماك واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن سفيان عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس.

منهم:

1 -

عبد الرزاق (396)

وأخرجه أحمد (1/ 284) عن عبد الرزاق به.

وأخرجه ابن الجوزي في "التحقيق"(26) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثني أبي ثنا عبد الرزاق به.

وأخرجه ابن الجارود (49) والطبري (2/ 693) والطبراني (11714) والبيهقي (1/ 267) والخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص300) من طرق عن عبد الرزاق به.

2 -

عبد الله بن المبارك.

أخرجه أحمد (1/ 235) والنسائي (1/ 141) وابن خزيمة (109) وابن حبان (1242) والحاكم (1/ 159)

3 -

عبد الله بن الوليد العدني.

أخرجه أحمد (1/ 308) وابن المنذر في "الأوسط"(1/ 268 و 296)

4 -

وكيع.

أخرجه إسحاق في "مسنده"(2017) وأحمد (1/ 308) وابن ماجه (371) والطبري (2/ 691) وابن عبد البر في "التمهيد"(1/ 333) وابن الجوزي في "التحقيق"(25)

ص: 5450

5 -

عبيد الله بن موسى العبسي.

أخرجه الدارمي (741) وابن الجارود (48) والبيهقي (1/ 188)

6 -

أبو حذيفة موسى بن مسعود النّهدي.

أخرجه البيهقي في "معرفة السنن"(2/ 95)

7 -

قبيصة بن عقبة الكوفي.

أخرجه الحاكم (1/ 159)

8 -

القاسم الجرمي.

أخرجه ابن شاهين في "الناسخ"(57)

• وقال أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي: ثنا سفيان عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه الطبري (2/ 696 - 697)

• ورواه أبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري عن سفيان واختلف عنه:

فقال محمد بن المثنى: ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا سفيان عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس.

أخرجه الطبري (2/ 692)

وتابعه أبو بكرة بكار بن قتيبة البكراوي ثنا أبو أحمد الزبيري به.

أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 26)

وقال عمر بن شبة: ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا سفيان عن سماك عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.

أخرجه الخطيب في "الأسماء المبهمة"(ص 299)

وقال: وهذا الحديث إنما يحفظ عن سماك عن عكرمة لا عن سعيد بن جبير"

- ورواه شعبة عن سماك واختلف عنه:

• فقال محمد بن بكر البُرْساني: ثنا شعبة عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس.

أخرجه البزار (كشف 250) وابن خزيمة (91) والحاكم (1/ 159) والبيهقي في "الخلافيات"(907 و 908 و 909) من طرق عن محمد بن بكر به.

ص: 5451

قال البزار: لا نعلم أسنده عن شعبة إلا محمد بن بكر، وأرسله غيره، ولا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه"

• ورواه محمد بن جعفر غندر عن شعبة عن سماك عن عكرمة مرسلا.

أخرجه الطبري (2/ 697)

• ورواه عون بن عمارة الغبري عن شعبة عن سماك عن عكرمة عن عائشة.

أخرجه القطيعي في "جزء الألف دينار"(266) عن محمد بن يونس الكُديمي ثنا الغبري به.

والكديمي والغبري ضعيفان.

- ورواه حماد بن سلمة عن سماك واختلف عنه:

• فقال يحيى بن إسحاق السَّيْلَحيني: ثنا حماد عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس.

أخرجه الطبراني (11715)

• وقال غير واحد: عن حماد عن سماك عن عكرمة مرسلا.

أخرجه أبو عبيد في "الطهور"(144)

عن محمد بن كثير المصيصي

والطبري (2/ 697)

عن أبي داود الطيالسي

و (2/ 698)

عن حجاج بن منهال البصري

ثلاثتهم عن حماد به.

- ورواه إسرائيل بن يونس الكوفي عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: قالت ميمونة.

أخرجه الطبري (2/ 695) عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني ثنا فردوس ثنا إسرائيل به.

وفردوس هو ابن الأشعري ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال أبو حاتم: شيخ.

ص: 5452

ورواية من روى الحديث عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس أصح.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال الطبري: وهذا خبر عندنا صحيح سنده"

وقال الحاكم: قد احتج البخاري بأحاديث عكرمة، واحتج مسلم بأحاديث سماك، وهذا حديث صحيح في الطهارة ولم يخرجاه، ولا يحفظ له علة"

وقال الحازمي: لا يعرف مجودا إلا من حديث سماك عن عكرمة، وسماك مختلف فيه، وقد احتج به مسلم" التلخيص 1/ 14

قلت: لم يخرج مسلم رواية سماك عن عكرمة، وإنما أخرج له من روايته عن جابر بن سمرة والنعمان بن بشير وإبراهيم النخعي وتميم بن طرفة وجعفر بن أبي ثور وسعيد بن جبير والشعبي وعلقمة بن وائل وغيرهم.

وقد تكلم غير واحد في رواية سماك عن عكرمة.

فقال العجلي: كان في حديث عكرمة ربما وصل الشيء عن ابن عباس، وربما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما كان عكرمة يحدث عن ابن عباس.

وقال يعقوب بن شيبة: قلت لابن المديني: رواية سماك عن عكرمة؟ فقال: مضطربة.

قال يعقوب: وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وهو في غير عكرمة صالح وليس من المتثبتين.

وقال الذهبي: سماك عن عكرمة عن ابن عباس نسخة عدة أحاديث، فلا هي على شرط مسلم لإعراضه عن عكرمة، ولا هي على شرط البخاري لإعراضه عن سماك، ولا ينبغي أن تعد صحيحة، لأنّ سماكا إنما تكلم فيه من أجلها" السير 5/ 248

3814 -

"الماء من الماء"

سكت عليه الحافظ (1).

أخرجه مسلم (343) عن أبي سعيد مرفوعا "إنّما الماء من الماء"

(1) 1/ 404 (كتاب الغسل - باب إذا احتلمت المرأة)

و1/ 413 (كتاب الغسل - باب غسل ما يصيب من رطوبة فرج المرأة)

ص: 5453

3815 -

حديث ابن عباس مرفوعا "الماء لا ينجسه شيء"

قال الحافظ: وهو حديث صحيح رواه الأربعة وابن خزيمة وغيرهم" (1)

تقدم قبل حديث.

3816 -

"المائد في البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيد"

قال الحافظ: ولأبي داود من حديث أم حرام: فذكره" (2)

أخرجه الحميدي (349) عن مروان بن معاوية الفزاري ثنا هلال بن ميمون الجهني الرّملي عن يعلي بن شداد أبي ثابت عن أم حرام قالت: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم غزاة البحر "للمائد أجر شهيد، وللغرق أجر شهيدين" قالت: فقلت: يا رسول الله ادع الله عز وجل أن يجعلني منهم، قال "اللهم اجعلها منهم" فغزت البحر، فلما خرجت ركبت دابتها فسقطت فماتت.

وأخرجه أبو داود (2493) وابن أبي عاصم في "الجهاد"(277 و 278) وفي "الآحاد"(3315) والعباس الدوري في "التاريخ"(2/ 741) والطبراني في "الكبير"(25/ 133 - 134) وابن عبد البر في "التمهيد"(1/ 239) من طرق عن مروان بن معاوية به.

وإسناده حسن إن كان يعلي بن شداد سمع من أم حرام فإني لم أر أحدا صرّح بسماعه منها.

3817 -

"المجالس بالأمانة"

قال الحافظ: وأخرج القضاعي في "مسند الشهاب" من حديث علي مرفوعا: فذكره، وسنده ضعيف. ولأبي داود من حديث جابر مثله وزاد "إلا ثلاثة مجالس: ما سفك فيه دم حرام أو فرج حرام أو اقتطع فيه مال بغير حق" (3)

ضعيف

وحديث علي له عنه طريقان:

الأول: يرويه حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده عن علي به مرفوعا.

أخرجه العقيلي (1/ 247) والخرائطي في "اعتلال القلوب"(ص 299) وأبو الفضل

(1) 1/ 356 (كتاب الوضوء - باب ما يقع من النجاسات في السمن والماء)

(2)

6/ 384 (كتاب الجهاد - باب الشهادة سبع سوى القتل)

(3)

13/ 325 (كتاب الاستئذان - باب حفظ السر)

ص: 5454

الزهري في "حديثه"(149) والقضاعي (3) والخطيب في "التاريخ"(11/ 169) والعسكري في "الأمثال" والديلمي في "مسند الفردوس" كما في "المقاصد"(ص 376)

وحسين بن عبد الله بن ضميرة كذبه مالك وابن معين وأبو حاتم وغيرهم.

الثاني: يرويه مسعدة بن صدقة العبدي قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد يحدث عن أبيه عن جده عن أبيه عن جده عليّ مرفوعا "المجالس بالأمانة"، ولا يحل لمؤمن أن يأثر على مؤمن قبيحا"

أخرجه الخطيب في "التاريخ"(14/ 23)

ومسعدة بن صدقة قال الدارقطني: متروك.

وأما حديث جابر فأخرجه أحمد (3/ 342 - 343) وأبو داود (4869) والخرائطي في "المكارم"(2/ 702) وفي "اعتلال القلوب"(ص 299) والبيهقي (10/ 247) وفي "الآداب"(136) من طريق عبد الله بن نافع عن ابن أبي ذئب عن ابن أخي جابر بن عبد الله عن جابر بن عبد الله مرفوعا "المجالس بالأمانة إلا ثلاثة مجالس: مجلس يسفك فيه دم حرام، ومجلس يستحل فيه فرج حرام، ومجلس يستحل فيه مال من غير حق".

قال المنذري: ابن أخي جابر مجهول. وفي إسناده عبد الله بن نافع الصائغ فيه مقال" عون المعبود 13/ 218

3818 -

"المرء مع من أحب"

قال الحافظ: أخرج الطبراني وصححه أبو عوانة من حديثه (أي صفوان بن قدامة) قال: قلت: يا رسول الله، إني أحبك. قال: فذكره" (1)

أخرجه دعلج السجزي كما في "التهذيب"(6/ 200) والطبراني في "الكبير"(7400) وفي "الصغير"(133) وفي "الأوسط"(2022) وأبو نعيم في "الصحابة"(3822) من طريق موسى بن ميمون بن موسى المَرَئي ثني أبي عن أبيه عن جده عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة قال: هاجر أبي صفوان إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة، فبايعه على الإسلام، فمدّ النبي صلى الله عليه وسلم إليه يده، فمسح عليها، فقال له صفوان: إني أحبك يا رسول الله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "المرء مع من أحب" وذكر الحديث وفيه طول.

(1) 13/ 178 (كتاب الأدب - باب علامة الحب في الله)

ص: 5455

قال الطبراني: لا يروى عن صفوان بن قدامة إلا بهذا الإسناد، تفرد به موسى بن ميمون عن أبيه" (1).

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الثلاثة وفيه موسى بن ميمون المرئي وهو ضعيف" المجمع 10/ 281

قلت: وقال أبو حاتم: ليس بمشهور.

وأبوه ميمون بن موسى المرئي مختلف فيه، وقال أحمد وغيره: يدلس، ولم يذكر سماعا من أبيه.

وأبوه موسى بن عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة المرئي ذكره ابن حبان في "الثقات"(7/ 452) ولم يذكر عنه راويا إلا ابنه ميمون.

وعبد الرحمن بن صفوان ذكره ابن عبد البر في "الاستيعاب" وجزم بصحبة أبيه، وقال ابن السكن: يقال له صحبة.

والحديث أخرجه أبو عوانة كما في "الإصابة"(5/ 151) من طريق مهدي بن موسى بن عبد الرحمن ثني أبي عن أبيه عن صفوان بن قدامة. المرفوع منه فقط.

ومهدي بن موسى هذا لم أقف له على ترجمة.

3819 -

"المرء يموت على فراشه في سبيل الله شهيد"

قال الحافظ: وللطبراني من حديث ابن عباس مرفوعا: فذكره" (2)

ضعيف

أخرجه الطبراني في "الكبير"(11686) من طريق عمرو بن عطية بن الحارث الوادعي عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما لأصحابه "ما تعدون الشهداء فيكم؟ " قالوا: من يقتل في سبيل الله صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر شهيد، قال "إنّ شهداء أمتي إذاً لقليل: المقتول في سبيل الله شهيد، والمرء يموت على فراشه في سبيل الله شهيد، والمبطون شهيد، واللديغ شهيد، والغريق شهيد، والشريق شهيد، والذي يفترسه السبع شهيد، والخار عن دابته شهيد، وصاحب الهدم شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والنفساء يقتلها ولدها يجرها بسرره إلى الجنة"

(1) قلت: تابعه موسى بن هارون البزاز ثنا ميمون بن موسى به.

أخرجه ابن قانع في "الصحابة"(2/ 14 - 15)

(2)

6/ 384 (كتاب الجهاد - باب الشهادة سبع سوى القتل)

ص: 5456

قال الهيثمي: وفيه عمرو بن عطية بن الحارث الوادعي وهو ضعيف"

المجمع 5/ 300

3820 -

"المرأة وحدها صف"

قال الحافظ: أخرجه ابن عبد البر من حديث عائشة مرفوعا" (1)

ذكره ابن عبد البر في "التمهيد"(1/ 268) وقال: حديث موضوع، وضعه إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي عن المسعودي عن ابن أبي مُليكة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "المرأة وحدها صف" وهذا لا يعرف إلا بإسماعيل هذا"

3821 -

"المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان"

قال الحافظ: وصحح ابن حبان من حديث العِرْباض بن سارية قال: فذكره" (2)

يرويه قتادة واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن قتادة عن يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير عن عياض بن حمار مرفوعا "إنّ الله أوحى إليّ أن تواضعوا، حتى لا يبغي أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد"

فقلت: يا رسول الله! أرأيت لو أنّ رجلاً سبني في ملأٍ هم أنقص مني، فرددت عليه، هل عليّ في ذلك جناح؟ قال "المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان".

أخرجه الطيالسي (3)(ص 146) وابن أبي شيبة في "مسنده"(إتحاف الخيرة 7415) وأحمد (4/ 162 و 266) والطبراني في "الكبير"(17/ 365) وأبو نعيم في "الصحابة"(5429) والبيهقي (10/ 235)

عن همام بن يحيى العَوْذي

(1) 2/ 354 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب المرأة وحدها تكون صفا)

(2)

13/ 74 (كتاب الأدب - باب ما ينهى من السباب واللعن)

(3)

رواه الطيالسي عن عمران واختلف عنه:

فرواه يونس بن حبيب الأصبهاني عن الطيالسي في "مسنده"(ص 146) عن عمران عن قتادة عن مطرف عن عياش.

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الصحابة"(5429)

ورواه محمد بن المثنى عن الطيالسي عن عمران عن قتادة عن يزيد عن عياض.

أخرجه البزار (3493)

ص: 5457

والبخاري في "الأدب المفرد"(428) واللفظ له

عن حجاج بن حجاج الباهلي

و (427) والطبراني في "الأوسط"(2547) والبيهقي (10/ 235) وفي "الشعب"(6239)

عن عمران بن داود القطان

ثلاثتهم عن قتادة به.

- وقال سعيد بن أبي عَروبة: عن قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عياض.

جعله عن مطرف لا عن يزيد.

أخرجه مسدد في "مسنده"(إتحاف الخيرة 7414) وأحمد (4/ 162) وابن أبي عاصم في "الآحاد"(1194) وأبو يعلى (إتحاف الخيرة 7416) والخرائطي في "المساوئ"(32) وابن حبان (5726 و 5727) والطبراني في "الكبير"(17/ 365)

وتابعه شيبان بن عبد الرحمن التميمي عن قتادة به.

أخرجه أحمد (4/ 162) وابن أبي عاصم (1195) والبيهقي (10/ 235)

وهذا الاختلاف لا يضر لأنّ يزيد ومطرف ابني عبد الله بن الشخير ثقتان، لكن قتادة مدلس وقد رواه بالعنعنة.

والفقرة الأولى من الحديث أخرجها مسلم (4/ 2198 - 2199) من طريق مطر الوراق ثني قتادة عن مطرف عن عياض.

3822 -

"المسك أطيب الطيب"

قال الحافظ: وقد أخرج مسلم (2252) في أثناء حديث عن أبي سعيد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، وأخرجه أبو داود (3158) مقتصرا منه على هذا القدر" (1)

وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه مالك من حديث أبي سعيد رفعه قال: فذكره، وهو عند مسلم أيضاً" (2)

(1) 12/ 82 (كتاب الذبائح - باب المسك)

(2)

12/ 493 (كتاب اللباس - باب ما يستحب من الطيب)

ص: 5458

3823 -

"المسلمون على شروطهم"

سكت عليه الحافظ (1).

روي من حديث أبي هريرة ومن حديث عائشة ومن حديث أنس ومن حديث عمرو بن عوف ومن حديث ابن عمر ومن حديث رافع بن خديج ومن حديث عطاء مرسلا

فأمّا حديث أبي هريرة فأخرجه أحمد (2/ 366) وأبو داود (3594) وابن الجارود (637 و 638) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 90) وابن حبان (5091) وابن عدي (6/ 2088) والدارقطني (3/ 27) والحاكم (2/ 49 و 4/ 101) والبيهقي (6/ 63 و 64 - 65 و 65 و 79 و 166 و 7/ 249) وفي "الشعب"(4039) وفي "الصغرى"(2105) من طرق عن كثير بن زيد المدني عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة مرفوعا "الصلح جائز بين المسلمين، إلا صلحا أحلّ حراما، أو حرّم حلالا، والمسلمون على (2) شروطهم (3) ".

الحديث ضعفه ابن حزم وعبد الحق كما في "تلخيص الحبير"(3/ 23)

وقال الذهبي: لم يصححه الحاكم، وكثير ضعفه النسائي ومشاه غيره" تلخيص المستدرك 2/ 49

قلت: هو مختلف فيه، وثقه ابن حبان وابن عمار، وضعفه النسائي وغيره، واختلف فيه قول ابن معين.

وأمّا حديث عائشة فأخرجه الدارقطني (3/ 27) والحاكم (2/ 49 - 50) والبيهقي (7/ 249) من طريق إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي ثنا عبد العزيز بن عبد الرحمن الجزري عن خُصيف عن عروة عن عائشة مرفوعا "المسلمون عند شروطهم ما وافق الحق"

قال البيهقي: ضعيف"

وقال الحافظ: في "تلخيص الحبير"(3/ 23): إسناده واهي"

قلت: عبد العزيز بن عبد الرحمن قال أحمد: اضرب على أحاديثه هي كذب أو قال موضوعة (الجرح 2/ 2/ 388)

وقال النسائي: ليس بثقة.

(1) 5/ 233 (كتاب البيوع - باب البيعان بالخيار ما لم يتفرقا)

(2)

ولفظ الطحاوي "عند"

(3)

زاد ابن الجارود والبيهقي "ما وافق الحق منها"

ص: 5459

وأما حديث أنس فأخرجه الدارقطني (3/ 28) والحاكم (2/ 50) والبيهقي (7/ 249) بالإسناد السابق إلى خصيف قال: ثني عطاء بن أبي رباح عن أنس مرفوعا "المسلمون على شروطهم ما وافق الحق من ذلك".

وأما حديث عمرو بن عوف فأخرجه الشافعي في "سنن حرملة" كما في "معرفة السنن" للبيهقي (10/ 238) وابن ماجه (2353) والترمذي (1352) والطحاوي في "شرح المعاني"(4/ 90) وابن عدي (6/ 2081) والدارقطني (3/ 27) والحاكم (4/ 101) والبيهقي (6/ 65 و 79 و 7/ 249) وفي "المعرفة"(10/ 237) من طرق عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده مرفوعا "الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا حرّم حلالا أو أحل حراما، والمسلمون على شروطهم إلا شرطا حرّم حلالا أو أحلّ حراما".

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح"

وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": واه"

قلت: وهو كما قال الذهبي فإنّ كثير بن عبد الله هذا متروك الحديث كما قال النسائي، وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وكذبه الشافعي وأبو داود.

وقال الذهبي في "الميزان": وأمّا الترمذي فروى من حديثه "الصلح جائز بين المسلمين" وصححه، فلهذا لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي.

وأما حديث ابن عمر فأخرجه العقيلي في "الضعفاء"(4/ 48) من طريق محمد بن الحارث البصري ثني محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني عن أبيه عن ابن عمر مرفوعا "المسلمون على شروطهم ما وافق الحق"

وقال: وهذا يروى بإسناد أصلح من هذا بخلاف هذا اللفظ"

قلت: وهذا الحديث إسناده ضعيف، محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني منكر الحديث. قاله البخاري وأبو حاتم والنسائي.

وقال ابن عدي: كل ما يرويه ابن البيلماني فالبلاء فيه منه، وإذا روى عنه محمد بن الحارث فهما ضعيفان.

وقال الحاكم: يروي عن أبيه عن ابن عمر المعضلات.

وأما حديث رافع بن خديج فأخرجه الطبراني في "الكبير"(4404) وابن عدي (6/ 2065) والإسماعيلي في "معجمه"(ص 748 - 749) من طريق جُبارة بن المُغَلس

ص: 5460

ثنا قيس بن الربيع عن حكيم بن جبير عن عباية بن رفاعة عن رافع بن خديج مرفوعا "المسلمون عند شروطهم فيما أحل".

وإسناده ضعيف لضعف جبارة وحكيم، وقيس ضعفه الجمهور.

وأما حديث عطاء فأخرجه ابن أبي شيبة كما في "تلخيص الحبير"(3/ 23) ثنا يحيى بن أبي زائدة عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء مرسلا.

ورجاله ثقات إلا أنّه مرسل.

3824 -

"المغرب وتر النهار"

قال الحافظ: أخرجه الترمذي من حديث ابن عمر" (1)

صحيح

وله عن ابن عمر طرق:

الأول: يرويه محمد بن سيرين واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن ابن سيرين عن ابن عمر مرفوعا.

منهم:

1 -

هشام بن حسان.

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 282) وأحمد (2/ 30 و 41) عن يزيد بن هارون أنا هشام بن عن ابن سيرين عن ابن عمر مرفوعا "صلاة المغرب وتر النهار فأوتروا صلاة الليل"

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(1382) وابن عبد البر في "التمهيد"(13/ 257 - 258) من طريق الفضيل بن عياض عن هشام به.

وإسناده صحيح رواته ثقات.

2 -

خالد الحذاء.

أخرجه ابن عدي (5/ 1837) من طريق علي بن عاصم بن صهيب الواسطي عن خالد وهشام عن ابن سيرين عن ابن عمر مرفوعا "صلاة المغرب وتر صلاة النهار فأوتروا صلاة الليل"

وعلي بن عاصم قال الذهبي في "الكاشف": ضعفوه.

(1) 5/ 28 (كتاب الصوم - باب شهرا عيد لا ينقصان)

ص: 5461

3 -

هارون بن إبراهيم الأهوازي.

أخرجه أحمد (2/ 82 - 83 و 154) عن عبد الصمد بن عبد الوارث البصري ثنا هارون الأهوازي ثنا ابن سيرين عن ابن عمر مرفوعا "صلاة المغرب وتر صلاة النهار فأوتروا صلاة الليل، وصلاة الليل مثنى مثنى، والوتر ركعة من آخر الليل".

وإسناده صحيح.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(8409) و"الصغير"(1081) من طريق عباد بن صهيب البصري ثنا هارون الأهوازي به.

وقال: لم يروه عن هارون إلا عباد بن صهيب، سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: سألت أبي عن عباد بن صهيب فقال: إنما أنكروا عليه مجالسته لأهل القدر فأمّا الحديث فلا بأس به"

قلت: كذا قال الطبراني، وقد تابعه عبد الصمد بن عبد الوارث كما تقدم، وعباد بن صهيب ضعفه الأكثرون.

- وقال خالد بن عبد الرحمن السلمي: عن ابن سيرين مرسلا.

أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 282 - 283) عن محمد بن عبيد الطنافسي عن خالد السلمي به.

وتابعه أشعث بن عبد الملك البصري عن ابن سيرين به.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(1383)

والأول أصح.

الثاني: يرويه مالك بن سليمان الهروي ثنا مالك بن أنس عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا "المغرب وتر النهار"

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 348)

وقال: غريب من حديث مالك، تفرد به مالك بن سليمان"

قلت: ذكره العقيلي في "الضعفاء"، وضعفه الدارقطني، وقال الساجي: يروي مناكير، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: يخطىء كثيرا.

الثالث: يرويه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عطية العوفي ونافع عن ابن عمر قال: صلّيت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الحضر والسفر: فصلّيت معه في الحضر أربعا وبعدها

ص: 5462

ركعتين، وصلّيت معه في السفر الظهر ركعتين وبعدها ركعتين، والعصر ركعتين ولم يصلّ بعدها شيئا، والمغرب في الحضر والسفر سواء، ثلاث ركعات، لا تنقص في الحضر ولا في السفر، وهي وتر النهار، وبعدها ركعتين" (1)

أخرجه الترمذي (552) وابن الأعرابي (ق 57 - 58) والبغوي في "شرح السنة"(1035)

وقال الترمذي: هذا حديث حسن. سمعت محمداً يقول: ما روى ابن أبي ليلى حديثا أعجب إليّ من هذا، ولا أروي عنه شيئا"

قلت: هو ضعيف لسوء حفظه وكثرة غلطه.

3825 -

"المغضوب عليهم: اليهود، ولا الضالين: النصارى"

قال الحافظ: وروى أحمد وابن حبان من حديث عدي بن حاتم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.

هكذا أورده مختصرا وهو عند الترمذي في حديث طويل، وأخرجه ابن مردويه بإسناد حسن عن أبي ذر، وأخرجه أحمد من طريق عبد الله بن شقيق أنّه أخبره من سمع النبي صلى الله عليه وسلم نحوه" (2)

ورد من حديث عدي بن حاتم ومن حديث أبي ذر

فأمّا حديث عدي فله عنه طريقان:

الأول: يرويه سماك بن حرب واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن سماك بن حرب قال: سمعت عباد بن حُبَيْش يحدث عن عدي بن حاتم قال: فذكر حديثا طويلا وفيه "إنّ المغضوب عليهم اليهود، وإنّ الضالين النصارى"

أخرجه أحمد (4/ 378 - 379) والترمذي (2954) وابن أبي عاصم في "الأوائل"(157 و 158) وأبو بكر المروزي في "حديث ابن معين"(20) والطبري في "تفسيره"(1/ 79 و 83) وفي "تاريخه"(3/ 112) وابن أبي حاتم في "تفسيره"(40) وابن حبان (6246 و 7206) والطبراني في "الكبير"(17/ 99 - 100) والبيهقي في "الدلائل"(5/ 339 - 341) والمزي (14/ 111 - 112)

(1) ومن هذا الطريق أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(1/ 418) لكنّه لم يذكر نافعا.

(2)

9/ 226 (كتاب التفسير - باب {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7])

ص: 5463

عن شعبة

والترمذي (5/ 202 - 204) وابن أبي حاتم (41) والبغوي في "الشمائل"(200)

عن عمرو بن أبي قيس الرازي

والطبراني (17/ 98 - 99)

عن قيس بن الربيع الكوفي

ثلاثتهم عن سماك به.

- وقال حماد بن سلمة: عن سماك عن مري بن قطري عن عدي.

أخرجه الطبري (1/ 79 و 83)

- وقال عمرو بن ثابت البكري: عن سماك عمن سمع عدي بن حاتم.

أخرجه الطيالسي (ص 140)

قال البوصيري: بسند ضعيف" مختصر إتحاف السادة 1/ 61

قلت: عمرو بن ثابت قال ابن معين وغيره: ليس بثقة.

والأول أصح.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث سماك بن حرب"

قلت: وهو صالح الحديث كما قال الذهبي في "الديوان"، وقد تكلموا في روايته عن عكرمة خاصة وقالوا: إنّه تغير بأخرة. ورواية شعبة عنه قبل تغيره.

قال يعقوب بن شيبة: من سمع منه قديما مثل شعبة وسفيان فحديثهم عنه صحيح مستقيم.

وعباد بن حبيش لم يرو عنه إلا سماك، وذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لا يعرف، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف له حال، ولا يعرف روى عنه غير سماك بن حرب (الوهم والإيهام 4/ 668 - 669)

الثاني: يرويه إسماعيل (1) بن أبي خالد عن الشعبي عن عدي مرفوعا "المغضوب عليهم: اليهود، ولا الضالين: النصارى"

(1) وتابعه مجالد بن سعيد الهمداني عن الشعبي عن عدي به.

أخرجه ابن بشران (1391)

ص: 5464

أخرجه الطبري (1/ 79 و 82) عن أحمد بن الوليد الأمي الرّملي ثنا عبد الله بن جعفر الرقي ثنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد به.

وأخرجه الطبراني في "الأوسط"(3825)

عن علي بن سعيد الرازي

وتمام (ق 32/ ب)

عن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي

كلاهما عن أحمد بن الوليد الرّملي به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن إسماعيل بن أبي خالد إلا ابن عيينة، تفرد به عبد الله بن جعفر"

قلت: وهو ومن فوقه كلهم ثقات، وأحمد بن الوليد الرملي ترجمه الخطيب في "التاريخ"(5/ 187 - 188) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

واختلف فيه على سفيان، فرواه سعيد بن منصور (179) عن سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

وأما حديث أبي ذر فيرويه عبد الله بن شقيق واختلف عنه:

- فرواه بُديل بن ميسرة العقيلي عن عبد الله بن شقيق واختلف عنه:

• فقال إبراهيم بن طهمان الخراساني: عن بديل عن عبد الله بن شقيق عن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المغضوب عليهم قال "اليهود" قلت: الضالين. قال "النصارى".

أخرجه ابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير"(1/ 30)

• وقال مَعْمر بن راشد: عن بديل أخبرني عبد الله بن شقيق أنْه أخبره من سمع النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه الطبري (1/ 80 و 83) عن الحسن بن يحيى أنبا عبد الرزاق أنا معمر به.

• وقال حماد بن سلمة: عن بديل عن عبد الله بن شقيق عن رجل من بَلْقَين قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أبو يعلى (7179) عن عبد الواحد بن غياث البصري ثنا حماد به.

ص: 5465

ومن طريقه أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 401)

وأخرجه البيهقي (6/ 336) من طريق يوسف بن يعقوب القاضي ثنا عبد الواحد بن غياث به.

قال البوصيري: ورجاله ثقات" مختصر إتحاف السادة 1/ 71 - 72

وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى وإسناده صحيح" المجمع 1/ 48 - 49

وتابعه حماد بن زيد عن بديل بن ميسرة وخالد والزبير بن الخِرِّيت عن عبد الله بن شقيق عن رجل من بلقين.

أخرجه البيهقي (6/ 336) من طريق مسدد ثنا حماد بن زيد به.

- وخالد هو الحذاء رواه عنه خالد بن عبد الله الواسطي واختلف عنه:

• فقال يحيى بن يحيى النيسابوري: أنبا خالد بن عبد الله عن خالد عن عبد الله بن شقيق عن رجل من بلقين عن ابن عم له قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه ابن نصر في "السنة"(ص 45)

• وقال الحسين بن داود سُنيد المصيصي: ثنا خالد الواسطي عن خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق أنّ رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم، مرسل.

أخرجه الطبري (1/ 80 و 83)

• ورواه هُشيم ثنا خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق قال: حدثني رجل من بلقين أنّ رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم

أخرجه أحمد بن منيع في "مسنده"(المطالب 2082/ 1)

- ورواه سعيد بن إياس الجُريري واختلف عنه:

فقال بشر بن المفضل البصري: ثنا الجريري عن عبد الله بن شقيق مرسلا.

أخرجه الطبري (1/ 80 و 83)

وقال إسماعيل بن علية: عن الجريري عن عروة عن عبد الله بن شقيق مرسلا.

أخرجه الطبري (1/ 80 و 83)

والجريري كان قد اختلط وسماع بشر وإسماعيل منه قبل اختلاطه.

ص: 5466

3826 -

"المفلس من أمتي"

قال الحافظ: ففي صحيح مسلم (2581) عن أبي هريرة: فذكره" (1)

3827 -

"المقسطون يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين"

قال الحافظ: وثبت عند مسلم (1827) من حديث عبد الله بن عمرو رفعه: فذكره" (2)

وذكره في موضع آخر وقال: أخرجه مسلم" (3)

3828 -

"المِقَةُ من الله، والصيت من السماء، فإذا أحب الله عبدا" الحديث

قال الحافظ: أخرجه أحمد والطبراني وابن أبي شيبة من طريق محمد بن سعد الأنصاري عن أبي ظَبْيَة عن أبي أمامة مرفوعاً قال: فذكره" (4)

أخرجه أحمد (5/ 259)

عن يحيى بن إسحاق السَّيْلَحيني

و (5/ 263)

عن أسود بن عامر الشامي شاذان

وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند"(5/ 263) والطبراني في "الكبير"(7551) و "الأوسط"(3639 و 6578) وأبو الفضل الزهري في "حديثه"(718) والمزي (25/ 262)

عن ابن أبي شيبة

والروياني (1236)

عن شهاب بن عباد العبدي الكوفي

وعبد الله بن أحمد (5/ 263)

عن علي بن حكيم الأودي

وابن ماجه في "التفسير"(تهذيب الكمال 25/ 262)

عن عبد الله بن عامر بن زرارة الكوفي

(1) 14/ 47 (كتاب الرقاق - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: ما يسرني أنّ عندي مثل أحد هذا ذهبا)

(2)

17/ 168 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75])

(3)

17/ 325 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [الأنبيَاء: 47])

(4)

13/ 70 (كتاب الأدب - باب المقة من الله)

ص: 5467

كلهم عن شريك بن عبد الله القاضي عن محمد بن سعد الأنصاري عن أبي ظبية الشامي عن أبي أمامة به مرفوعا، وزاد "قال: يا جبريل إنّ ربك يحب فلانا فأحبه، قال: فينادي جبريل في السماء: إنّ ربكم يحب فلانا فأحبوه، قال: فينزل له المقة على أهل الأرض"

قال الطبراني: لا يُروى هذا الحديث عن أبي أمامة إلا بهذا الإسناد، تفرد به شريك"

قلت: وهو مختلف فيه، ومحمد بن سعد قال ابن معين: ليس به بأس، وأبو ظبية قال ابن معين: ثقة.

3829 -

"المُكَاتب عبد ما بقي عليه درهم"

قال الحافظ: روي ذلك مرفوعا، أخرجه أبو داود والنسائي من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وصححه الحاكم. وأخرجه ابن حبان من وجه آخر عن عبد الله بن عمرو في أثناء حديث" (1)

حسن

أخرجه أبو داود (3926) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 111) والبيهقي (10/ 324) وفي "الصغرى"(4/ 219 - 220)

عن إسماعيل بن عياش

والطبراني في "مسند الشاميين"(1386)

عن يحيى بن حمزة الدمشقي

قالا: ثني أبو سلمة سليمان بن سُلَيْم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا "المكاتب عبد ما بقي عليه من مكاتبته درهم"

قال الشافعي: لا أعلم أحدا روى هذا إلا عمرو بن شعيب، ولم أر من رضيت من أهل العلم يثبته، وعلى هذا فتيا المفتين" تلخيص الحبير 4/ 216

وقال الزيلعي: وفيه إسماعيل بن عياش، لكنه عن شيخ شامي ثقة" نصب الراية 4/ 143

قلت: إسناده حسن، عمرو بن شعيب وأبوه صدوقان، والباقون ثقات.

(1) 6/ 122 (كتاب المكاتب - باب بيع المكاتب إذا رضي)

ص: 5468

وله طريق أخرى يرويها عطاء الخراساني عن ابن عمرو، وسيأتي الكلام عليها في حرف النون فانظر حديث "نهى عن ربح ما لم يضمن"

وله شاهد عن أم سلمة مرفوعا "المكاتب عبد ما بقي عليه درهم أو وقية"

أخرجه ابن عدي (3/ 1102) من طريق المسيب بن شريك الكوفي عن سليمان بن أرقم عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أم سلمة به.

وقال: النبلاء من المسيب بن شريك فإنّه شر من سليمان"

قلت: المسيب وسليمان متروكان.

3830 -

"المُكاتَب يعتق منه بقدر ما أدّى"

قال الحافظ: وروى النسائي عن ابن عباس مرفوعا: فذكره، ورجال إسناده ثقات لكن اختلف في إرساله ووصله" (1)

أخرجه النسائي (8/ 41) وفي "الكبرى"(7014) عن محمد بن عيسى النقاش ثنا يزيد بن هارون أنبا حماد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "المكاتب يعتق بقدر ما أدّى، ويقام عليه الحد بقدر ما عتق منه، ويرث بقدر ما عتق منه"

ومحمد بن عيسى النقاش ترجمه المزي ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا (2)، وقد تفرد بقوله "المكاتب يعتق بقدر ما أدى"

وقد رواه جماعة عن يزيد بن هارون بلفظ "يُوَدَّى المكاتب بحصة ما أدى دية الحر، وما بقي دية عبد"

منهم:

1 -

أحمد بن حنبل (1/ 369)

2 -

هارون بن عبد الله البزاز. وزاد "إذا أصاب المكاتب حدا أو ميراثا ورث بحساب ما عتق منه"

أخرجه الترمذي (1259)

وقال: حديث حسن"

(1) 6/ 122 (كتاب المكاتب - باب بيع المكاتب إذا رضي)

(2)

وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق: وقال الحافظ في "التقريب": مقبول.

ص: 5469

3 -

علي بن شيبة السدوسي.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 110)

4 -

يحيى بن أبي طالب البغدادي. ولفظه كلفظ هارون البزاز وزاد "وأقيم عليه الحد بحساب ما عتق منه"

أخرجه البيهقي (10/ 325) وفي "الصغرى"(4440 و 4441)

وقال: هو من أفراد حماد"

5 -

تميم بن المنتصر الواسطي.

رواه بلفظ "يودى المكاتب بقدر ما أدى، ويقام عليه الحد بقدر ما عتق، ويرث بقدر ما عتق"

أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 91)

ورواه غير واحد عن يزيد بن هارون فلم يذكروا الدية، منهم:

1 -

محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن مِقْسم البصري.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(5021)

2 -

محمد بن إسماعيل بن البختري.

أخرجه ابن الأعرابي (ق 159/ أ)

3 -

محمد بن عمرو بن سليمان بن أبي مذعور القحطبي.

أخرجه الدارقطني (4/ 121)

ولم ينفرد يزيد بن هارون به بل تابعه موسى بن إسماعيل التبوذكي ثنا حماد بن سلمة عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "إذا أصاب المكاتب حدا أو ورث ميراثا يرث على قدر ما عتق منه"

أخرجه أبو داود (4582) عن موسى بن إسماعيل به.

وأخرجه الحاكم (2/ 218 - 219) من طريق السري بن خزيمة الأبِيْوَرْدِي ومحمد بن أيوب الرازي قالا: ثنا موسى بن إسماعيل به.

وزاد "ويقام عليه بقدر ما عتق منه"

وقال: صحيح الإسناد"

ص: 5470

قلت: اختلف فيه على أيوب:

- فرواه حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة أنّ مكاتبا قُتل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر أن يُودى ما أدى دية الحر، ومالاً ديةَ المملوك" مرسل.

وفي لفظ "يودى المكاتب بحصة ما أدى دية حر، وما بقي دية عبد"

أخرجه النسائي (8/ 41) وفي "الكبرى"(5024 و 7015) والطحاوي (3/ 110) وابن الأعرابي (ق 159/ ب) من طريق عن حماد بن زيد به (1).

- ورواه وهيب بن خالد البصري عن أيوب عن عكرمة عن عليّ مرفوعا "يودى المكاتب بقدر ما أدى"

أخرجه أحمد (1/ 94) والنسائي في "الكبرى"(5022) والبيهقي (10/ 325 - 326) وفي "الصغرى"(4438)

وقال: ورواية عكرمة عن عليّ مرسلة"

- ورواه إسماعيل بن علية عن أيوب عن عكرمة عن علي قوله.

أخرجه النسائي في "الكبرى"(5023)

وروى يحيى بن أبي كثير هذا الحديث أيضاً عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه عبد الرزاق (15731) ومن طريقه الطبراني (11991)

عن عمر بن راشد اليمامي

وأحمد (1/ 363) والنسائي (8/ 40) وفي "الكبرى"(7013) وأبو داود (4581) والطحاوي (3/ 111) والدارقطني (4/ 123)

عن حجاج بن أبي عثمان الصواف

والنسائي (8/ 40) وفي "الكبرى"(5020 و 7012) والطبراني (11992)

عن معاوية بن سلام الدمشقي

(1) ورواه سعيد بن عمرو الأشعثي عن حماد بن زيد عن أيوب عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا.

أخرجه النسائي (8/ 41) وفي "الكبرى"(7015) وابن الأعرابي (ق 159/ ب)

ص: 5471

والطبراني (11994) والحاكم (1)(2/ 218)

عن أبان بن يزيد العطار

وابن أبي عاصم في "الديات"(ص 182) والنسائي (8/ 40) وفي "الكبرى"(7011) والطحاوي (3/ 111) والحاكم (2/ 218) والبيهقي (10/ 326) وفي "الصغرى"(4442)

عن علي بن المبارك الهُنائي

وأبو داود (4581)

عن يحيى بن سعيد القطان

كلهم عن يحيى بن أبي كثير به.

- ورواه هشام الدَّسْتُوائي عن يحيى بن أبي كثير واختلف عنه:

• فقال الطيالسي (ص 350): ثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (10/ 326)

وأخرجه أحمد (1/ 222 - 223 و 226) وأبو داود (4581)

عن إسماعيل بن علية

وأحمد (1/ 260)

عن محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري

والطبراني (11993)

عن حماد بن زيد

والبيهقي (10/ 326)

عن يزيد بن هارون

والنسائي في "الكبرى"(5019) والدارقطني (4/ 122 - 123)

عن معاذ بن هشام الدستوائي (2)

(1) وقال: صحيح على شرط البخاري"

(2)

ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الأوسط"(3515) لكن وقع عنده: حدثني أبي عن قتادة عن يحيى بن أبي كثير.

ص: 5472

والنسائي في "الكبرى"(5019) والدارقطني

عن النضر بن شميل المازني

كلهم عن هشام الدستوائي به.

وقال محمد بن جعفر البصري: عن هشام عن يحيى عن عكرمة عن ابن عباس قوله.

أخرجه البيهقي (10/ 326)

والأول أصح.

واختلف فيه على عكرمة، فرواه أبو حنيفة عن حماد بن أبي سليمان عن عكرمة عن ابن عباس عن عليّ قوله.

أخرجه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة"(ص 91)

3831 -

"الملحمة الكبرى وفتح القسطنطينية وخروج الدجال في سبعة أشهر"

قال الحافظ: وله (أي ابن ماجه) من حديث معاذ بن جبل مرفوعا: فذكره" (1)

صحيح

أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن"(1474) وأحمد (5/ 234) وأبو داود (4295) وابن ماجه (4092) ويعقوب بن سفيان في "المعرفة"(2/ 313 - 314) والترمذي (2238) والهيثم بن كليب (1395 و 1396) والطبراني في "الكبير"(20/ 91) وفي "مسند الشاميين"(1501) والحاكم (4/ 426) وأبو عمرو الداني في "الفتن"(490) وابن عساكر (38/ 6 - 7) والمزي (31/ 16 و 17) من طرق عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن الوليد بن سفيان بن أبي مريم الغساني عن يزيد بن قطَيْب السَّكُوني عن أبي بَحْرِية عبد الله بن قيس عن معاذ به مرفوعا.

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه"

قلت: إسناده ضعيف لضعف أبي بكر بن أبي مريم.

والوليد بن سفيان ذكره ابن حبان في "الثقات" على قاعدته، وقال الذهبي في "الميزان": لا يدرى من هو، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.

ويزيد بن قطيب ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: مقبول، أي عند المتابعة.

(1) 7/ 88 (كتاب فرض الخمس - باب ما يحذر من الغدر)

ص: 5473

وتابعه ضَمْرة بن حبيب الحمصي عن أبي بحرية عن معاذ مرفوعا.

أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"(691) عن أبي زرعة الدمشقي ثنا أبو اليمان ثنا إسماعيل بن عياش عن أرطاة بن المنذر عن ضمرة به.

وإسناده صحيح رواته ثقات، وأبو اليمان اسمه الحكم بن نافع.

لكن رواه عبد الرحمن بن حاتم المرادي عن نعيم بن حماد في "الفتن"(1476) ثنا بقية وعبد القدوس عن أبي بكر بن أبي مريم أني ضمرة بن حبيب أنّ عبد الملك بن مروان كتب إلى أبي بحرية أنّه بلغه أنك تحدث عن معاذ في الملحمة والقسطنطينية وخروج الدجال، فكتب إليه أبو بحرية: أنّه سمع معاذا يقول: الملحمة العظمى، موقوف.

وأبو بكر بن أبي مريم ضعيف كما تقدم.

3832 -

"المُنبَتُّ لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى"

سكت عليه الحافظ (1).

ضعيف

روي من حديث جابر ومن حديث ابن عمرو

فأما حديث جابر فيرويه محمد بن سُوقة الغَنَوي واختلف عنه:

- فقال أبو عقيل يحيى بن خالد بن المتوكل الضرير: عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا "إنّ هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق، ولا تبغض إلى نفسك عبادة الله، فإنّ المنبت لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى"

أخرجه حسين المروزي في "زيادات زهد ابن المبارك"(1179) والبزار (كشف 74) وأبو محمد الفاكهي في "حديثه"(57) وابن الأعرابي (ق 185 - 186) وأبو الشيخ في "الأمثال"(229) والكلاباذي في "معاني الأخبار"(ص 200) والخطابي في "العزلة"(ص 91) والحاكم في "علوم الحديث"(ص 95 - 96) وابن بشران (847) والقضاعي (1147 و1148) والبيهقي (3/ 18) والخطيب في "الفقيه"(2/ 101) والهروي في "ذم الكلام"(ق 46/ أ) وابن طاهر في "صفة التصوف"(الأجوبة المرضية للسخاوي 1/ 10) وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين"(61) من طرق عن خلاد بن يحيى المكي ثنا أبو عقيل به.

(1) 1/ 78 (كتاب الإيمان - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: أنا أعلمكم بالله)

و11/ 5 (كتاب النكاح - باب الترغيب في النكاح)

ص: 5474

قال البخاري: لا يصح" التاريخ الأوسط 1/ 339

وقال الحاكم: هذا حديث غريب الإسناد والمتن، فكل ما روي فيه فهو من الخلاف على محمد بن سوقة، فأما ابن المنكدر عن جابر فليس يرويه غير محمد بن سوقة وعنه أبو عقيل وعنه خلاد بن يحيى"

وقال العراقي: لا يصح إسناده" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 2/ 872

وقال النووي في "الخلاصة"(1/ 599): رواه البيهقي بإسناد ضعيف"

وقال الهيثمي: وفيه يحيى بن المتوكل أبو عقيل وهو كذاب" المجمع 1/ 62

قلت: هو ضعيف فقط، قال ابن عبد البر: هو عند جميعهم ضعيف.

- وقال عبيد الله بن عمرو الرقي: عن محمد بن سوقة عن ابن المنكدر عن عائشة.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(3602) من طريق عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثنا علي بن معبد ثنا عبيد الله بن عمرو به.

قال البزار: وابن المنكدر لم يسمع من عائشة" كشف الأستار 1/ 57

قلت: وعبد الله بن محمد تكلم فيه ابن عدي فقال: يحدث عن الفريابي وغيره بالبواطيل، وهو إما أن يكون مغفلا لا يدري ما يخرج من رأسه أو متعمدا فإني رأيت له غير حديث غير محفوظ.

- وقال شهاب بن خراش الشيباني: عن شيبان النحوي عن محمد بن سوقة عن علي.

قاله الدارقطني (العلل المتناهية 2/ 337)

- ورواه مروان بن معاوية الفزاري عن محمد بن سوقة عن ابن المنكدر مرسلا.

أخرجه حسين المروزي في "زيادات الزهد"(1178)

وتابعه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير عن محمد بن سوقة عن ابن المنكدر به.

أخرجه أبو عبيد في "الغريب"(2/ 27)

قال البيهقي في "الشعب": وهو الصحيح" (1)

(1) ورواه شيخ من بني جعفر لم يسم عن ابن المنكدر مرسلا.

أخرجه وكيع في "الزهد"(234)

ص: 5475

- ورواه عيسى بن يونس الكوفي عن محمد بن سوقة ثنا ابن محمد بن المنكدر رفعه "إنّ هذا الدين متين"

أخرجه البخاري في "الكبير"(1/ 1/ 102 - 103) و"الأوسط"(730) عن إسحاق بن راهويه أنا عيسى بن يونس به.

وقال: وهذا أصح من حديث أبي عقيل"

- وقيل: عن محمد بن سوقة عن الحسن البصري مرسلا.

قاله الدارقطني (العلل المتناهية 2/ 337)

- وقيل: عن محمد بن سوقة عن ابن المنكدر قال: قال عمر.

قاله الدارقطني (العلل المتناهية 2/ 337)

وقال: ليس فيها حديث ثابت"

وأما حديث ابن عمرو فأخرجه البيهقي (3/ 19) وفي "الشعب"(3603) من طريق "الفضل بن محمد الشعراني ثنا أبو صالح ثنا الليث عن ابن عجلان عن مولى لعمر بن عبد العزيز عن ابن عمرو مرفوعا "إنّ هذا الدين متين، فاوغل فيه برفق، ولا تبغض إلى نفسك عبادة ربك، فإنّ المنبت لا سفرا قطع ولا ظهرا أبقى، فأعمل عمل امرئ يظنّ أن لن يموت أبدا، واحذر حذرا تخشى أن يموت غدا"

وإسناده ضعيف للمولى الذي لم يسم، والفضل بن محمد وأبو صالح عبد الله بن صالح مختلف فيهما.

قال السخاوي: الحديث ضعيف، والفضل بن محمد: قال أبو حاتم: تكلموا فيه، وقال الحاكم: ثقة لم يطعن فيه بحجة، وقد سئل عنه الحسين بن محمد القباني فرماه بالكذب، وقال: سمعت أبا عبد الله بن الأخرم يُسأل عنه فقال: صدوق. والمولى لم أقف على اسمه وما عرفته" الأجوبة المرضية 1/ 12 و 13

وقال النووي: رواه البيهقي بإسناد ضعيف" الخلاصة 1/ 599

واختلف فيه على ابن عجلان، فقال ابن المبارك في "الزهد" (1334): أنا محمد بن عجلان أنّ عبد الله بن عمرو بن العاص قال: فذكره، موقوف.

وإسناده منقطع.

ولأوله شاهد من حديث أنس أخرجه أحمد (3/ 198 - 199) عن زيد بن الحباب أني

ص: 5476

عمرو بن حمزة ثنا خلف أبو الربيع إمام مسجد سعيد بن أبي عروبة ثنا أنس رفعه "إنّ هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق"

ومن طريقه أخرجه الخلال في "العلل"(المنتخب لابن قدامة 35)

قال أحمد: حديث منكر"

وقال الهيثمي: ورجاله موثقون إلا أنّ خلف بن مهران لم يدرك أنسا" المجمع 1/ 62

قلت: خلف بن مهران أبو الربيع الذي لم يدرك أنسا هو إمام مسجد بني عدي، روى عن عامر الأحول وعمرو بن عثمان، وروى عنه حرمي بن عمارة وعبد الواحد بن واصل.

وأما خلف أبو الربيع إمام مسجد سعيد بن أبي عروبة فهو غيره كما في "التاريخ الكبير" للبخاري (2/ 1/ 193).

قال البخاري: سمع منه عمرو بن حمزة القيسي، ولا يتابع عمرو في حديثه.

وقال الدارقطني: عمرو بن حمزة ضعيف، وقال ابن عدي: مقدار ما يرويه غير محفوظ.

وقال السخاوي: الحديث ضعيف" الأجوبة المرضية 1/ 15

3833 -

حديث أبي هريرة "المنتزعات والمختلعات هنّ المنافقات"

قال الحافظ: أخرجه أحمد والنسائي وفي صحته نظر لأنّ الحسن عند الأكثر لم يسمع من أبي هريرة، لكن وقع في رواية النسائي: قال الحسن: لم أسمع من أبي هريرة غير هذا الحديث. وقد تأوله بعضهم على أنّه أراد: لم يسمع هذا إلا من حديث أبي هريرة، وهو تكلف، وما المانع أن يكون سمع هذا منه فقط وصار يرسل عنه غير ذلك فتكون قصته في ذلك كقصته مع سمرة في حديث العقيقة، وقد أخرجه سعيد بن منصور من وجه آخر عن الحسن مرسلا لم يذكر فيه أبا هريرة" (1)

يرويه الحسن البصري واختلف عنه:

- فقال أيوب السَّختياني: عن الحسن عن أبي هريرة به مرفوعا.

قال الحسن: لم أسمعه من أحد غير أبي هريرة.

(1) 11/ 322 (كتاب الطلاق - باب الخلع)

ص: 5477

أخرجه النسائي (6/ 138) وفي "الكبرى"(5655)

عن المغيرة بن سلمة المخزومي

وأبو يعلى (6237) والبيهقي (7/ 316)

عن عباس بن الوليد النرسي

قالا: ثنا وهيب بن خالد ثنا أيوب به.

قال النسائي: الحسن لم يسمع من أبي هريرة شيئا"

وقال الحافظ: وهذا إسناد لا مطعن من أحد في رواته، وهو يؤيد أنّ الحسن البصري سمع من أبي هريرة في الجملة، وقصته في هذا شبيهة بقصته في سمرة سواء" التهذيب 2/ 270

قلت: قد صرّح كثير من الحفاظ بأنّ الحسن لم يسمع من أبي هريرة، منهم: ابن المديني وأبو حاتم وأبو زرعة والترمذي والحاكم، بل قد قال غير واحد منهم بأنّ الحسن لم ير أبا هريرة. لكن هذه الرواية تدل على أنّ الحسن قد سمع هذا الحديث خاصة من أبي هريرة، والإسناد إلى الحسن صحيح.

• ورواه عفان بن مسلم البصري عن وهيب واختلف عنه:

فقال أحمد (2/ 414): ثنا عفان ثنا وهيب ثنا أيوب عن الحسن عن أبي هريرة.

وقال الحسن بن محمد الزعفراني: ثنا عفان ثنا وهيب عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي هريرة.

أخرجه الدارقطني في "العلل"(10/ 267)

- ورواه غير واحد عن الحسن مرسلا.

منهم:

1 -

علي بن الأحول.

أخرجه سعيد بن منصور (1408) عن أبي قدامة الحارث بن عبيد الأيادي ثنا علي بن الأحول أنّ امرأة جاءت إلى الحسن فقالت: يا أبا سعيد إنّ زوجها صوام قوام وإنها لم تحبه أفتختلع منه؟ قال: لا، إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "المنتزعات والمختلعات هنّ المنافقات" قالت: أعد عليّ، فأعاد عليها الحديث، قالت: والله لأصبرن. فلما انصرفت قال الحسن: ما كنت أرى بقيت امرأة تصبر نفسها على مكروه لما بلغها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 5478

علي بن الأحول لم أقف له على ترجمة، والحارث بن عبيد قال النسائي وغيره: ليس بالقوي.

2 -

حَزْم بن أبي حزم القُطَعِي.

قال سعيد بن منصور (1409): ثنا حزم بن أبي حزم قال: سمعت الحسن رفعه "إنّ المنتزعات والمختلعات هنّ المنافقات"

حزم بن أبي حزم قال أحمد وغيره: ثقة، وقال أبو حاتم: هو من ثقات من بقي من أصحاب الحسن.

3 -

أبو الأشْهَب جعفر بن حيان العُطَارِدي.

أخرجه ابن أبي شيبة (5/ 271) عن وكيع ثنا أبو الأشهب عن الحسن رفعه "إنّ المختلعات المنتزعات هنّ المنافقات"

أبو الأشهب قال ابن معين وجماعة: ثقة.

4 -

قتادة.

قاله الدارقطني في "العلل"(10/ 267)

- وقال أشعث بن سَوَّار الكندي: عن الحسن عن ثابت بن يزيد عن عقبة بن عامر مرفوعا "إنّ المختلعات والمنتزعات هنّ المنافقات"

أخرجه الطبري في "تفسيره"(2/ 467)

عن حفص بن بشر

والطبراني في "الكبير"(17/ 339)

عن عاصم بن علي الواسطي

قالا: ثنا قيس بن الربيع عن أشعث بن سوار به.

قال العراقي: رواه الطبراني بسند ضعيف" تخريج أحاديث الإحياء للحداد 2/ 1005

قلت: قيس بن الربيع مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

وخالفه سفيان الثوري فرواه عن أشعث عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.

أخرجه عبد الرزاق (11891)

وأشعث قال النسائي وغيره: ضعيف، واختلف فيه قول ابن معين.

ص: 5479

- ورواه مَعْمر بن راشد عن الحسن فلم يرفعه.

قال عبد الرزاق (11890): عن معمر قال: جاءت امرأة إلى الحسن فقالت: يا أبا سعيد، لا والله ما خلق الله شيئاً أبغض إليّ من زوجي، وإنّه ليخيل إليه أنّه ما في الأرض أحبّ إليّ منه، فهل تأمرني أنّ أختلع؟ فقال الحسن: كنا نتحدث أنّ المختلعات هنّ المنافقات، قال: فضربت رأسها بيدها، فقالت: إذاً أصبر على بركة الله تعالى، فقال الحسن: يرحمها الله، ما كنت أرى أن تفعل.

ومعمر لم يسمع من الحسن.

- وقال إسماعيل بن أبي زياد مولى الضحاك: عن يونس بن عبيد وهشام عن الحسن عن ابن عمر مرفوعا "إنّ المختلعات هنّ المنافقات، حرّم الله ريح الجنة على امرأة سألت زوجها الطلاق"

أخرجه الخطيب في "المتفق"(184)

وللحديث شاهد عن ثوبان وآخر عن ابن مسعود

فأما حديث ثوبان فيرويه ليث بن أبي سليم واختلف عنه:

- فقال ذَوَّاد بن عُلْبَة: عن ليث عن أبي الخطاب عن أبي زرعة عن أبي إدريس عن ثوبان مرفوعا "المختلعات هنّ المنافقات"

أخرجه الترمذي (1186) وفي "العلل"(1/ 468) والطبري (2/ 467) وابن عدي (3/ 986)

وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي"

قلت: ذواد بن علبة الكوفي قال ابن معين: ضعيف لا يكتب حديثه، وقال النسائي: ليس بالقوي.

- وقال معتمر بن سليمان التيمي: عن ليث عن أبي إدريس عن ثوبان.

أخرجه الروياني (638) والطبري (2/ 467)

- وقال أبو بكر بن عياش: عن ليث عن أبي الخطاب عن أبي زرعة عن ثوبان.

أخرجه الحربي في "الغريب"(3/ 1052) والبيهقي في "الشعب"(5115)

قال الترمذي في "العلل": سألت محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه، فقلت له: أبو الخطاب من هو؟ قال: لعله الهجري، وأبو زرعة لعله يحيى بن أبي عمرو السيباني"

ص: 5480

قلت: أبو الخطاب قال أبو زرعة الرازي: لا أعرفه، وقال أبو حاتم: مجهول.

وأبو زرعة قيل: هو ابن عمرو بن جرير، وقيل: هو يحيى بن أبي عمرو السيباني.

وليث بن أبي سليم ضعفه أحمد وابن معين وجماعة.

وأما حديث ابن مسعود فأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(8/ 375 - 376) والخطيب في "التاريخ"(3/ 358) من طريق أبي حامد محمد بن هارون بن عبد الله الحضرمي ثنا الحسين بن علي بن الأسود العجلي ثنا وكيع ثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود مرفوعا "المختلعات والمتبرجات هنّ المنافقات"

قال أبو نعيم: غريب من حديث الأعمش والثوري، تفرد به وكيع"

وقال الخطيب: قال الدارقطني: ما حدّث به غير الحضرمي"

قلت: وهو ثقة، وشيخه مختلف فيه: ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: ربما أخطأ، وقال أبو حاتم: صدوق، وقال ابن عدي: يسرق الحديث، وأحاديثه لا يتابع عليها.

ومن فوقه كلهم ثقات.

3834 -

"المؤذن يغفر له مدى صوته، ويشهد له كل رطب ويابس"

قال الحافظ: ولأبي داود والنسائي من طريق أبي يحيى عن أبي هريرة بلفظ: فذكره، ونحوه للنسائي وغيره من حديث البراء، وصححه ابن السكن" (1)

صحيح

ورد من حديث أبي هريرة ومن حديث البراء بن عازب ومن حديث ابن عمر ومن حديث أبي سعيد ومن حديث أنس ومن حديث جابر

فأما حديث أبي هريرة فله عنه طرق:

الأول: يرويه شعبة عن موسى بن أبي عثمان قال: حدثني أبو يحيى قال: سمعت أبا هريرة رفعه: فذكره، وزاد "وشاهد الصلاة، تكتب له خمسة وعشرون حسنة، وتكفر عنه ما بينهما"

أخرجه الطيالسي (ص 331) عن شعبة به.

ومن طريقه أخرجه البيهقي (1/ 397) والحافظ في "نتائج الأفكار"(1/ 318)

(1) 2/ 229 (كتاب الصلاة - أبواب الأذان - باب رفع الصوت بالنداء)

ص: 5481

وأخرجه أحمد (2/ 411 و 429 و 458 و 461) والبخاري في "خلق الأفعال"(176 و 177 و 178 و 179) وأبو داود (515) وابن ماجه (724) والباغندي في "جزئه"(52) والنسائي (2/ 11) وفي "الكبرى"(1609) وابن خزيمة (390) وابن حبان (1666) والبيهقي في "الشعب"(2794) والبغوي في "شرح السنة"(411) من طرق عن شعبة به.

قال ابن حبان: أبو يحيى هذا اسمه سمعان مولى أسلم من أهل المدينة"

قلت: وقيل: غيره، قال أبو عبيد الآجري: قيل لأبي داود: موسى بن أبي عثمان عن أبي يحيى عن أبي هريرة، قال: هذا المكي، يعني أبا يحيى.

وقال ابن القطان (1): لا يعرف، وقال المنذري والنووي: مجهول.

وقال الحافظ: هذا حديث حسن ورجاله رجال الصحيح إلا أبا يحيى فلم يسم في الرواية ولم ينسب، وقد قيل إنّه الأسلمي، فإن يكن كذلك فهو ثقة، واسمه سمعان"

الثاني: يرويه معمر بن راشد عن منصور بن المعتمر عن عباد بن أنيس عن أبي هريرة مرفوعا "إنّ المؤذن يغفر له مدى صوته، ويصدقه كل رطب ويابس سمعه، والشاهد عليه خمس وعشرون درجة"

أخرجه عبد الرزاق (1863) عن معمر به.

وأخرجه إسحاق في "مسند أبي هريرة"(152) وأحمد (2/ 266) وعبد بن حميد (1437) عن عبد الرزاق به.

وعباد ذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 141) وقال أبو داود: منصور لا يروي

إلا عن كل ثقة.

لكنّه لم يذكر سماعا من أبي هريرة فلا أدري أسمع منه أم لا.

وقال أبو زرعة: حديث معمر وهم" العلل 1/ 194

الثالث: يرويه يحيى بن عباد أبو هبيرة الكوفي عن شيخ عن أبي هريرة رفعه "المؤذن يغفر له مد صوته، ويصدقه كل رطب ويابس"

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 225 - 226) عن أبي أسامة حماد بن أسامة الكوفي ثني الحسن بن الحكم ثني يحيى بن عباد به.

(1) الوهم والإيهام 4/ 147

ص: 5482

وإسناده ضعيف للشيخ الذي لم يسم.

- ورواه منصور بن المعتمر عن يحيى بن عباد واختلف عنه:

• فقال وهيب بن خالد البصري: عن منصور عن يحيى بن عباد عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا.

أخرجه أبو محمد الفاكهي في "حديثه"(190) وابن بشران في "الأمالي"(974) والخطيب في "المتفق"(1725)

• وقال جرير بن عبد الحميد الرازي: عن منصور عن يحيى بن عباد عن عطاء رجل من أهل المدينة عن أبي هريرة موقوفا (علل ابن أبي حاتم 1/ 194)

الرابع: يرويه حفص بن غياث الكوفي عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه "المؤذن يغفر له مدى صوته ويشهد له كل رطب ويابس سمعه"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(121)

عن يحيى بن سليمان الجُعْفي

والبيهقي (1/ 431)

عن سعيد بن سليمان الواسطي

كلاهما عن حفص بن غياث به.

وإسناده صحيح.

واختلف فيه على الأعمش، فرواه عمرو بن عبد الغفار الفُقَيمي عن الأعمش عن مجاهد عن أبي هريرة.

أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"(1223)

وعمرو بن عبد الغفار قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، متروك الحديث.

وله طريق خامسة عند محمد بن عبد الباقي الأنصاري في "المشيخة الكبرى"(724) وفيه أبو نعيم عبد الرحمن بن هانئ النخعي قال أحمد: ليس بشيء، وقال ابن معين: كذاب.

وأما حديث البراء فأخرجه أحمد وابنه (4/ 284) والنسائي (2/ 12) وفي "الكبرى"(1610) والروياني (328) والطبراني في "الأوسط"(8194) وأبو الفضل الزهري في

ص: 5483

"حديثه"(396) والرافعي في "التدوين"(1/ 305 - 306) والحافظ (1) في "نتائج الأفكار"(1/ 319) من طرق عن معاذ بن هشام الدَّسْتُوائي ثني أبي عن قتادة عن أبي إسحاق الكوفي عن البراء رفعه "إنّ الله وملائكته يصلون على الصف المقدم، والمؤذن يغفر له مد صوته، ويصدقه من سمعه من رطب ويابس، وله مثل أجر من صلي معه"

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن معاذ إلا هشام، تفرد به معاذ"

وقال المنذري: إسناده حسن جيد" الترغيب 1/ 176

قلت: رواته ثقات إلا أنّ قتادة وأبا إسحاق السبيعي مدلسان وقد عنعنا.

وأما حديث ابن عمر فيرويه الأعمش عن مجاهد واختلف عنه:

- فقال عمار بن رزيق الكوفي: عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر رفعه "يغفر الله للمؤذن مد صوته، ويشهد له كل رطب ويابس سمع صوته"

أخرجه أحمد (2/ 136) والبزار (كشف 355) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(2/ 301) والبيهقي (1/ 431)

وقال البزار: لا نعلمه عن ابن عمر إلا من هذا الوجه، تفرد به عن الأعمش عمار" (2)

قلت: تابعه عبد الله بن بشر الرقي عن الأعمش به.

أخرجه الطبراني في "الكبير"(13469) وابن عدي (4/ 1559)

- وقال زائدة بن قدامة الكوفي: عن الأعمش عن رجل عن ابن عمر مرفوعا نحوه.

أخرجه أحمد (2/ 136)

- ورواه إبراهيم بن طهمان الخراساني عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر قوله.

أخرجه البيهقي (1/ 431)

- ورواه عمرو بن عبد الغفار الفقيمي عن الأعمش عن مجاهد عن أبي هريرة مرفوعا.

أخرجه البيهقي (1/ 431)

وعمرو بن عبد الغفار قال أبو حاتم: ضعيف الحديث متروك الحديث.

(1) وقال: هذا حديث حسن، وهو مما تفرد به معاذ، ورجاله رجال الصحيح إلا أنّ فيه عنعنة قتادة وشيخه"

(2)

قال المنذري: رواه أحمد بإسناد صحيح" الترغب 1/ 175

ص: 5484

- ورواه وكيع عن الأعمش عن مجاهد قوله.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 226)

وأما حديث أبي سعيد فيرويه سفيان بن عيينة عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار واختلف عنه:

- فقال أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي: ثنا ابن عيينة عن صفوان عن عطاء عن أبي سعيد رفعه "المؤذن يغفر له مد صوته، ويشهد له كل رطب ويابس"

أخرجه ابن الأعرابي (ق 94/ ب) عن أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري ثنا أبو معمر (1) به.

وإسناده صحيح رواته ثقات.

وأخرجه الخطيب في "التاريخ"(12/ 61) من طريق علي بن محمد بن ناجية مولى بني هاشم ثنا أبو معمر به.

- ورواه عبد الرزاق (1864) عن ابن عيينة عن صفوان عن عطاء مرسلا.

وأخرجه أبو الحسن الحميري في "حديثه"(54) عن هارون بن إسحاق الهمداني عن ابن عيينة به.

وهكذا رواه الحميدي وابن المبارك وقتية بن سعيد عن ابن عيينة فأرسلوه.

قال الدارقطني: وهو الصحيح" العلل 11/ 265

وأما حديث أنس فأخرجه ابن عدي (2/ 790 - 791) من طريق أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني ثنا حفص بن أبي داود ثنا ثابت البُنَاني عن أنس رفعه "يغفر الله للمؤذن مد صوته، ويشهد له كل رطب ويابس سمعه".

وإسناده ضعيف جدا، حفص هو ابن عبد الله الأسدي قال ابن معين: ليس بثقة، وقال مسلم: متروك.

وأما حديث جابر فأخرجه الخطيب في "الموضح"(2/ 421 - 422) وفي "الكفاية"(ص 523) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمّاني ثنا علي بن سويد عن نفيع أبي داود عن جابر

(1) وتابعه سعيد بن منصور عن ابن عيينة به.

أخرجه العسكري في "التصحيفات"(1/ 288)

ص: 5485

رفعه "يغفر للمؤذن مد صوته، ويشهد له يوم القيامة كل من سمع صوته من شجر أو حجر أو مدر أو بشر أو رطب أو يابس، ويكتب له مثل أجر من صلّى بأذانه" وذكر حديثا طويلا.

وأسند عن أبي زرعة الرازي قال: قلت لابن نمير: شيخ يحدث عنه الحماني يقال له: علي بن سويد، فقال: لم تفطن من هذا؟ قلت: لا، قال: هذا معلي بن هلال، جعل الحماني معلى عليا، ونسبه إلى جده وهو معلي بن هلال بن سويد"

قلت: ومعلي بن هلال قال الحافظ في "لتقريب": اتفق النقاد على تكذيبه.

ونفيع قال الذهبي في "المغنى": هالك تركوه.

3835 -

"المؤمن أخو المؤمن، فلا يحل للمؤمن أن يبتاع على بيع أخيه،

ولا يخطب على خطبته حتى يذر"

قال الحافظ: حديث عقبة بن عامر عند مسلم (1414): فذكره" (1)

3836 -

"المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم"

قال الحافظ: أخرجه ابن ماجه بسند حسن عن ابن عمر رفعه: فذكره، وأخرجه الترمذي من حديث صحابي لم يسم" (2)

صحيح

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(388) وابن قانع في "الصحابة"(2/ 83) واللالكائي في "السنة"(1693) وعثمان السمرقندي في "الفوائد"(31) والبيهقي في "الآداب"(226) وفي "الشعب"(7748) وفي "الأربعين الصغرى"(146)

عن آدم بن أبي إياس

والطحاوي في "المشكل"(5545)

عن حفص بن غياث الكوفي

والطبراني في "المكارم"(32)

عن مسلم بن إبراهيم الأزدي

(1) 11/ 106 (كتاب النكاح - باب لا يخطب على خطبة أخيه)

(2)

13/ 125 - 126 (كتاب الأدب - باب الصبر على الأذى)

ص: 5486

والخرائطي في "اعتلال القلوب"(ص 61) وابن شاهين في "الترغيب"(282) والبيهقي (10/ 89)

عن وهب بن جرير بن حازم

والبيهقي (10/ 89) وفي "الشعب"(9277)

عن عمار بن عبد الجبار المروزي

وابن أبي الدنيا في "المداراة"(1) وأبو القاسم البغوي في "الجعديات"(767) والطحاوي في "المشكل"(5544) وابن عبد البر في "التمهيد"(17/ 446 - 447) وأبو محمد البغوي في "شرح السنة"(3585) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(2400)

عن علي بن الجعد الجوهري (1)

كلهم عن شعبة عن الأعمش عن يحيى بن وَثَّاب عن ابن عمر به مرفوعا.

- ورواه الطيالسي (ص 256) عن شعبة أني الأعمش سمعت يحيى بن وثاب يحدث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يراه ابن عمر.

- ورواه محمد بن جعفر البصري وحجاج بن محمد المصيصي عن شعبة فقالا: عن شيخ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: وأراه ابن عمر.

قال حجاج بن محمد: قال شعبة: قال الأعمش: وهو ابن عمر.

أخرجه أحمد (2/ 43)

- ورواه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العَقَدي عن شعبة فقال: عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: أحسبه ابن عمر -.

أخرجه الطحاوي (5543)

- ورواه محمد بن أبي عدي البصري عن شعبة ولم يسم الصحابي.

وقال: كان شعبة يرى أنّه ابن عمر.

أخرجه الترمذي (2507) وابن الأثير في "أسد الغابة"(6/ 448)

وإسناده صحيح رواته ثقات، ويحيى بن وثاب سمع ابن عمر كما قال البخاري في "التاريخ الكبير".

(1) ووقع في روايته: عن شيخ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. قلت: من هو؟ قال: ابن عمر.

ص: 5487

ولم ينفرد شعبة به بل تابعه غير واحد عن الأعمش، منهم:

1 -

سفيان الثوري.

أخرجه الطبراني في "المكارم"(32) عن عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثنا محمد بن يوسف الفِرْيابي ثنا سفيان عن الأعمش عن يحيى بن وثاب عن ابن عمر.

وأخرجه أحمد (5/ 365) عن يزيد بن هارون عن سفيان فقال فيه: عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: أظنه ابن عمر.

وإسناده صحيح.

وأخرجه أبو الفضل الزهري في "حديثه"(702) من طريق أحمد بن عبيد بن ناصح البغدادي عن يزيد بن هارون وجزم بأنّه عن ابن عمر.

2 -

إسحاق بن يوسف الأزرق.

أخرجه ابن ماجه (4032) عن علي بن ميمون الرقي ثنا عبد الواحد بن صالح ثنا إسحاق بن يوسف عن الأعمش عن يحيى بن وثاب عن ابن عمر.

وعبد الواحد بن صالح لم يرو عنه إلا علي بن ميمون الرقي كما في "الميزان" و"الكاشف"، وقال الحافظ في "التقريب": مجهول.

3 -

داود بن نُصَير الطائي.

أخرجه ابن المقرئ في "المعجم"(656) عن أبي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة ثنا شعيب بن أيوب - هو الصَّرِيفيني - ثنا مصعب بن المقدام عن داود الطائي عن الأعمش عن يحيى بن وثاب عن ابن عمر.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 365) عن محمد بن أحمد بن محمد

والسكن بن جميع في "حديثه"(7) عن أبي صادق محمد بن نصر الطبري

كلاهما عن إبراهيم بن محمد بن عرفة به.

ورواه محمد بن العباس بن أيوب الأخرم الأصبهاني عن شعيب بن أيوب فلم يذكر ابن عمر.

أخرجه أبو نعيم (7/ 365)

ص: 5488

4 -

زائدة بن قدامة الكوفي.

أخرجه الحارث في "مسنده"(بغية الباحث 809) عن معاوية بن عمرو الأزدي ثنا زائدة عن الأعمش عن يحيى بن وثاب عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمه -.

5 -

محمد بن عبيد الطنافسي.

قال ابن أبي شيبة في "مسنده"(المطالب 2770/ 2 و3207/ 1) وفي "الأدب"(1)(19) وهناد في "الزهد"(1246): ثنا محمد بن عبيد عن الأعمش عن يحيى بن وثاب وأبي صالح عن رجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ولم يسمه-.

وأخرجه البيهقي (10/ 89) من طريق العباس بن محمد الدوري ثنا محمد بن عبيد الطنافسي به.

وإسناده صحيح، وفيه متابعة أبي صالح ليحيى بن وثاب.

واختلف فيه على الأعمش:

- فقال أبو بكر عبد الله بن حكيم الداهري: عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(370) وعنه أبو نعيم في "الحلية"(5/ 62) ثنا أحمد بن رشدين ثنا زهير بن عباد الرؤاسي ثنا أبو بكر الداهري به.

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الأعمش عن حبيب إلا أبو بكر الداهري، تفرد به زهير بن عباد"

وقال أبو نعيم: غريب من حديث حبيب والأعمش، تفرد به الداهري"

قلت: قال ابن معين والنسائي: أبو بكر الداهري ليس بثقة، وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث.

- وقال روح بن مسافر البصري: عن الأعمش عن يحيى بن وثاب عن ابن مسعود.

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 175) عن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن يزيد ثنا محمد بن إبراهيم بن عامر الأشعري ثنا أبي ثنا أبي ثنا إبراهيم بن فرقد ثنا روح بن مسافر به.

(1) وليس فيه: وأبي صالح.

ص: 5489

ورواه أبو الشيخ في "الطبقات"(2/ 91) وعنه أبو نعيم (1/ 175) عن محمد بن إبراهيم بن عامر الأشعري فقال فيه: عن روح بن مسافر عن أبي إسحاق عن يحيى بن وثاب عن ابن مسعود.

وروح بن مسافر قال أحمد: متروك الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، لا يكتب حديثه.

وحديث شعبة ومن تابعه أصح.

ولم ينفرد الأعمش به بل تابعه حصين بن عبد الرحمن السلمي عن يحيى بن وثاب عن ابن عمر.

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(5950) عن محمد بن محمد التمار ثنا أبو يعلى التَوَّزِي ثنا سفيان بن عيينة عن حصين به.

وقال: لم يرو هذا الحديث عن حصين إلا ابن عيينة، تفرد به أبو يعلى التوزي"

قلت: اسمه محمد بن الصلت وهو صدوق، ومن فوقه كلهم ثقات.

3837 -

"المؤمن القوي خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك ولا تعجز، فإن غلبك أمر فقل: قدر الله وما شاء الله، وإياك واللو فإنّ اللو تفتح عمل الشيطان"

قال الحافظ: أخرجه النسائي وابن ماجه والطحاوي من طريق محمد بن عجلان عن الأعرج عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره، لفظ ابن ماجه.

ولفظ النسائي: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والباقي سواء إلا أنه قال "وما شاء وإياك واللو" وأخرجه الطبري من هذا الوجه بلفظ "احرص" الخ ولم يذكر ما قبله وقال "فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا ولكن قدر الله وما شاء فعل فإنّ لو مفتاح الشيطان"

وأخرجه النسائي والطبري من طريق فضيل بن سليمان عن ابن عجلان فأدخل بينه وبين الأعرج أبا الزناد ولفظه "مؤمن قوي خير وأحب" وفيه "فقل قدر الله وما شاء صنع"

قال النسائي: فضيل بن سليمان ليس بقوي.

وأخرجه النسائي والطبري والطحاوي من طريق عبد الله بن المبارك عن ابن عجلان فأدخل بينه وبين الأعرج ربيعة بن عثمان، ولفظ النسائي كالأول لكن قال "وأفضل" وقال "وما شاء صنع"

ص: 5490

وأخرجه من وجه آخر عن ابن المبارك عن ربيعة قال: سمعته من ربيعة وحفظي له عن ابن عجلان عن ربيعة. وكذا أخرجه الطحاوي وقال: دلسه ابن عجلان عن الأعرج، وإنما سمعه من ربيعة، ثم رواه الثلاثة أيضا من طريق عبد الله بن إدريس عن ربيعة بن عثمان فقال: عن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج، بدل محمد بن عجلان.

ولفظ النسائي "وفي كل خير" وفيه "احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإذا أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل" وهذه الطريق أصح طرق هذا الحديث وقد أخرجها مسلم (2664) من طريق عبد الله بن إدريس أيضا واقتصر عليها ولم يخرج بقية الطرق من أجل الاختلاف على ابن عجلان في سنده. ويحتمل أنّ يكون ربيعة سمعه من ابن حبان ومن ابن عجلان فإنّ ابن المبارك حافظ كابن إدريس، وليس في هذه الرواية لفظ اللو بالتشديد" (1)

3838 -

"المؤمن أمره كله له خير، وليس ذلك إلا للمؤمن، إن أصابته سراء فشكر الله فله أجر، وإن أصابته ضرّاء فصبر فله أجر، فكل قضاء الله للمسلم خير"

قال الحافظ: أخرجه مسلم (2999) من حديث صهيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص بلفظ "عجبت من قضاء الله للمؤمن، إن أصابه خير حمد وشكر، وإن أصابته مصيبة حمد وصبر، فالمؤمن يؤجر في كل أمره" أخرجه أحمد والنسائي" (2)

حديث سعد يرويه العَيْزَار بن حُرَيث الكوفي واختلف عنه:

- فقال بدر بن عثمان القرشي الأموي: ثنا العيزار عن عمر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه مرفوعا "والله إنّ المؤمن ليؤجر في كل شيء حتى في اللقمة يرفعها إلى فِيه"

أخرجه الهيثم بن كليب (129) عن أحمد بن زهير بن حرب النسائي ثنا أبو نعيم ثنا بدر بن عثمان به.

وعمر بن سعد ذكره العجلي في "الثقات" وقال: كان يروي عن أبيه أحاديث، وروى الناس عنه، وهو الذي قتل الحسين.

وقال أحمد بن زهير بن حرب: سألت ابن معين عن عمر بن سعد أثقة هو؟ فقال: كيف يكون من قتل الحسين ثقة.

(1) 16/ 355 (كتاب التمني - باب ما يجوز من اللو)

(2)

12/ 213 (كتاب المرضى - باب ما جاء في كفارة المرض)

ص: 5491

والباقون كلهم ثقات.

ولم ينفرد بدر بن عثمان به بل تابعه جرير بن أيوب البجلي عن العيزار عن عمر بن سعد عن أبيه مرفوعا "عجبت للمؤمن إن أصابه خير حمد الله وشكر، وإن أصابته مصيبة حمد ربه وصبر، وفي كلٍ يؤجر المؤمن حتى في أكلة يرفعها إلى فيه"

أخرجه الطبراني في "الأوسط"(6119) عن محمد بن زكريا الغلابي ثنا عبد الله بن رجاء أني جرير بن أيوب به.

وقال: لم يَرو هذا الحديث عن جرير بن أيوب إلا ابن رجاء"

قلت: والغلابي قال الدارقطني: يضع الحديث، وقال البيهقي: متروك، وقال ابن مندة: تكُلم فيه، وذكره ابن حبان في "الثقات"

وجرير بن أيوب قال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث.

- ورواه أبو إسحاق السبيعي عن العيزار بن حريث واختلف عنه:

• فقال غير واحد: عن أبي إسحاق قال: سمعت العيزار يحدث عن عمر بن سعد عن أبيه مرفوعا "عجبت من قضاء الله عز وجل للمؤمن إن أصابه خير حمد ربه وشكر، وإن أصابته مصيبة حمد ربه وصبر، المؤمن يؤجر في كل شيء حتى في اللقمة يرفعها إلى (1) فِيّ امرأته"

أخرجه الطيالسي (ص 29) وأحمد (1/ 177) وعبد بن حميد (143) وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"(224) والبزار (1190) والهيثم بن كليب (132) وأبو الشيخ في "الأقران"(280) والبيهقي في "الشعب"(9477) وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب"(567)

عن شعبة

وأحمد (1/ 173) والدورقي في "مسند سعد"(70) والبزار (1189) والدارقطني في "العلل"(4/ 353)

عن سفيان الثوري

ووكيع في "الزهد"(98) وأحمد (1/ 182) وابن أبي الدنيا في "الصبر"(53) والبغوي في "شرح السنة"(1541)

(1) وفي لفظ "إلى فِيه"

ص: 5492

عن إسرائيل بن يونس الكوفي

والنسائي في "اليوم والليلة"(1067) والهيثم بن كليب (130 و 131)

عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي

وعبد الرزاق (20310) وعبد بن حميد (139) والبيهقي (3/ 375 - 376) وفي "الآداب"(1025) والبغوي في "شرح السنة"(1540)

عن مَعْمر بن راشد

كلهم عن أبي إسحاق به (1).

• وقال أبو سنان سعيد بن سنان الكوفى: عن أبي إسحاق عن عمر بن سعد عن أبيه، ولم يذكر العيزار.

أخرجه البيهقي في "الشعب"(4168)

• وقال الأعمش: عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد عن أبيه.

أخرجه البزار (1138) عن الحسن بن محمد الزعفراني ثنا عفان بن مسلم ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا الأعمش به.

وأخرجه أبو الشيخ في "الأقران"(73) من طريق طالوت بن عباد الصيرفي ثنا عبد الواحد بن زياد به.

قال البزار: وهذا الحديث قد روي عن سعد من غير وجه، ولا نعلم رواه عن الأعمش عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد عن أبيه إلا عبد الواحد بن زياد، وإنما يعرف من حديث أبي إسحاق عن العيزار عن عمر بن سعد عن أبيه"

• ورواه أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق واختلف عنه:

فقيل: عن أبي بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن عمر بن سعد عن أبيه.

قاله ابن أبي حاتم في "العلل"(2/ 177)

وقال مسلم بن سلام الكوفي مولى بني هاشم: عن أبي بكر عن أبي إسحاق عن العيزار عن عمر عن أبيه.

(1) ورواه حُدَيْج بن معاوية الجعفي عن أبي إسحاق أيضا (علل الدارقطني 4/ 352)

ص: 5493

قاله الدارقطني في "العلل"(4/ 352)

وقال أبو بكر بن أبي شيبة: عن أبي بكر عن أبي إسحاق عن عمر بن سعد عن أبيه، لم يذكر العيزار.

قاله الدارقطني (4/ 352)

• وقال عبيد الله بن عبد الله السجستاني: عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد أو عمر بن سعد عن أبيه.

قاله الدارقطني (4/ 353)

• وقال زيد بن أبي أنيسة الجزري: عن أبي إسحاق عن العيزار مرسلا.

قاله الدارقطني.

قال أبو حاتم: الصحيح أبو إسحاق عن العيزار عن ابن سعد عن أبيه، كذا رواه شعبة وإسرائيل وجماعة العلل 2/ 177

قلت: وهو كما قال.

- وقال إسماعيل بن أبي خالد: عن العيزار عن عمر بن سعد عن أبيه قوله.

قاله الدارقطني.

- وقال يونس بن أبي إسحاق: عن العيزار عن أبي بكر قوله.

قاله الدارقطني.

وقال: والصحيح من ذلك قول الثوري وشعبة وإسرائيل عن أبي إسحاق"

ولما أخرجه البزار من طريق شعبة عن أبي إسحاق قال: لا نعلم يروى هذا الحديث عن سعد بإسناد صحيح إلا من هذا الوجه، وهذا الحديث قد ذكرناه من حديث الأعمش عن أبي إسحاق عن مصعب عن أبيه، والصواب ما رواه شعبة والثوري عن أبي إسحاق عن العيزار عن عمر بن سعد عن أبيه"

3839 -

"المؤمن كيس"

قال الحافظ: أخرجه صاحب "مسند الفردوس" من حديث أنس بسند ضعيف" (1)

موضوع

(1) 13/ 147 (كتاب الأدب - باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين)

ص: 5494

أخرجه أبو الشيخ في "الأمثال"(258) والقضاعي في "مسند الشهاب"(128) من طريق سليمان بن عمرو النخعي عن أبان بن أبي عياش عن أنس مرفوعا "المؤمن كيس فطن حذر وقاف متثبت عالم ورع لا يعجل، والمنافق همزة لمزة حطمة لا يقف عند شبهة ولا ينزع عن كل ذي محرم كحاطب ليل لا يبالي من أين كسب وفي ما أنفق"

وهذا حديث موضوع، قال ابن عدي: سليمان بن عمرو أجمعوا على أنّه يضع الحديث.

3840 -

"المؤمن يذبح على اسم الله سمى أو لم يسم"

قال الحافظ: قال الغزالي في "الإحياء": صح قوله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

قلت: الحديث الذي اعتمد عليه وحكم بصحته بالغ النووي في إنكاره فقال: هو مجمع على ضعفه، قال: وقد أخرجه البيهقي من حديث أبي هريرة وقال: منكر لا يحتج به. وأخرج أبو داود في "المراسيل: عن الصلت أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال "ذبيحة المسلم حلال ذكر اسم الله أو لم يذكر" قلت: الصلت يقال له السدوسي ذكره ابن حبان في "الثقات" وهو مرسل جيد، وحديث أبي هريرة فيه مروان بن سالم وهو متروك، ولكن ثبت ذلك عن ابن عباس كما تقدم في أول باب التسمية على الذبيحة، واختلف في رفعه ووقفه فإذا انضم إلى المرسل المذكور قوي، أما كونه يبلغ درجة الصحة فلا"(1)

ضعيف

ردي من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث الصلت السدوسي مرسلا ومن حديث راشد بن سعد مرسلا.

فأما حديث أبي هريرة فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(4766) وابن عدي (6/ 2381) والدارقطني (4/ 295) والبيهقي (9/ 240) والواحدي في "الوسيط"(2/ 317) من طريق مروان بن سالم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أرأيت الرجل يذبح وينسى أن يسمي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اسم الله على فم كل مسلم"

قال الطبراني: لم يَرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا مروان بن سالم"

وقال الدارقطني: مروان بن سالم ضعيف"

وقال البيهقي: مروان بن سالم الجزري ضعيف، ضعفه أحمد والبخاري وغيرهما، وهذا الحديث منكر بهذا الإسناد"

(1) 12/ 56 (كتاب الذبائح - باب ذبيحة الأعراب)

ص: 5495

وقال ابن كثير: هذا إسناده ضعيف فإنّ مروان بن سالم القرقساني الشامي ضعيف تكلم فيه غير واحد من الأئمة" التفسير 2/ 170

وقال الهيثمي: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه مروان بن سالم الغفاري وهو متروك" المجمع 4/ 30

قلت: الحديث إسناده ضعيف جدا، مروان بن سالم متروك الحديث كما قال النسائي وغيره، واتهمه غير واحد بالوضع.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه الدارقطني (4/ 296) والبيهقي (9/ 239) وفي "المعرفة"(13/ 447) والواحدي في "الوسيط"(2/ 317 - 318) من طريق محمد بن يزيد ثنا معقل بن عبيد الله عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا "المسلم يكفيه اسمه فإن نسي أن يسمي حين يذبح فليسم وليذكر اسم الله ثم ليأكل"

قال عبد الحق الأشبيلي: الحديث ضعيف"

وقال أبو الحسن بن القطان: وليس في هذا الإسناد على أصل عبد الحق إلا ثقة، إلا محمد بن يزيد وهو ابن سنان الرُّهاوي" الوهم والإيهام 3/ 580

قلت: هو مختلف فيه والأكثر على تضعيفه.

واختلف في هذا الحديث على عمرو بن دينار، فرواه معقل بن عبيد الله الجزري عنه كما تقدم، ورواه سفيان بن عيينة عنه عن أبي الشعثاء جابر بن زيد عن عين يعني عكرمة عن ابن عباس موقوفا.

أخرجه عبد الرزاق (8548) والحميدي (اتحاف الخيرة 6386) وسعيد بن منصور كما في "نصب الراية"(4/ 182) والدارقطني (4/ 295 - 296) والبيهقي (9/ 239 - 240 و 239) وفي "معرفة السنن"(13/ 447) وأبو موسى المديني في "اللطائف"(221)

وهذا هو الصحيح كما قال ابن عبد الهادي في "التنقيح"(1)(نصب الراية 4/ 183) فقد رواه أيوب السختياني عن عكرمة عن ابن عباس موقوفا.

(1) قال البيهقي: والمحفوظ رواية سفيان بن عيينة عن عمرو عن أبي الشعثاء عن عكرمة عن ابن عباس موقوفا عليه" المعرفة 13/ 447

وقال الحافظ: وسنده صحيح" الفتح 12/ 43

وقال ابن كثير: وهذا الحديث رفعه خطأ، أخطأ فيه معقل بن عبيد الله فإنّه وإن كان من رجال مسلم إلا أنّ سعيد بن منصور والحميدي روياه عن ابن عيينة عن أبي الشعثاء عن عكرمة عن ابن عباس من قوله، فزادا في إسناده أبا الشعثاء ووقفاه، وهذا أصح، نصّ عليه البيهقي وغيره من الحفاظ" التفسير 2/ 170

ص: 5496

أخرجه عبد الرزاق (8538) عن معمر بن راشد عن أيوب به.

وإسناده صحيح.

وأما حديث الصلت فأخرجه أبو داود في "المراسيل" كما في "تحفة الأشراف"(13/ 235)

ومن طريقه البيهقي (9/ 240) عن مسدد وهو في "مسنده"(إتحاف الخيرة 6385) عن عبد الله بن داود عن ثور بن يزيد عن الصلت مرفوعا "ذبيحة المسلم حلال ذكر اسم الله أو لم يذكر"

قال عبد الحق الأشبيلي: مرسل وضعيف.

وقال أبو الحسن بن القطان: وعلته مع الإرسال أنّ الصلت السدوسي لا يعرف له حال، ولا يعرف بغير هذا، ولا روى عنه إلا ثور بن يزيد" الوهم والإيهام 3/ 579

قلت: وقال ابن حزم: مجهول، وقال الذهبي في "الميزان": روى عنه ثور بن يزيد وحده.

وذكره ابن حبان في أتباع التابعين من كتاب "الثقات" وقال: يروي المراسيل، وقال البخاري في "الكبير": روى عنه ثور بن يزيد منقطع.

وأما حديث راشد بن سعد فأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده"(بغية الباحث 410) عن الحكم بن موسى القنطري ثنا عيسى بن يونس عن الأحوص بن حكيم عن راشد بن سعد مرفوعا "ذبيحة المسلم حلال وإن لم يسم ما لم يتعمد، والصيد كذلك".

وإسناده ضعيف لإرساله ولضعف الأحوص بن حكيم.

3841 -

"المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم"

قال الحافظ: وللنسائي من طريق الأشتر وغيره عن علي: فإذا فيها: فذكره" (1)

يرويه قتادة واختلف عنه:

- فقال غير واحد: عن سعيد بن أبي عَروبة عن قتادة عن الحسن عن قيس بن عباد قال: انطلقت أنا والأشتر إلى عليّ رضي الله عنه فقلنا: هل عهد إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً لم يعهده إلى الناس عامة؟ قال: لا، إلا ما في كتابي هذا، فأخرج كتابا من قراب سيفه، فإذا

(1) 1/ 215 (كتاب العلم - باب كتبة العلم)

ص: 5497

فيه "المؤمنون تكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، ألا لا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده، من أحدث حدثا فعلى نفسه، ومن أحدث حدثا، أو آوى محدثا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"

أخرجه أبو عبيد في "الغريب"(2/ 102) وأحمد (1/ 122) وفي "السنة"(1248) وأبو داود (4530) والبزار (714) والنسائي (8/ 18) وفي "الكبرى"(6936) وأبو يعلى (628) والطحاوي في "شرح المعاني"(3/ 192) وفي "المشكل"(1243 و 5889) والحاكم (2/ 141) والبيهقي (7/ 133 - 134) والبغوي في "شرح السنة"(2531)

عن يحيى بن سعيد القطان

والبزار (713)

عن حماد بن زيد

والخطابي في "الغريب"(1/ 633) والحاكم (2/ 141)

عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف

والحاكم (2/ 141)

عن رَوح بن عبادة البصري

كلهم عن سعيد بن أبي عروبة به.

ورواه يزيد بن زُريع البصري عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن قيس بن عباد قال: أتينا عليا أنا وجارية بن قدامة السعدي وذكر الحديث.

أخرجه البيهقي (8/ 29)

ومن هذا الطريق أخرجه أبو يعلى (338) لكن قال فيه: عن قيس بن عباد قال: انطلقت إلى عليّ أنا ورجل، ولم يسمه.

قال البزار: وهذا الحديث قد روي عن علي من غير وجه، وهذا الإسناد أحسن إسنادا يروى في ذلك وأصحه"

قلت: قتادة والحسن مدلسان وقد عنعنا، واختلف فيه على قتادة كما سيأتي.

- وقال الحجاج بن الحجاج الباهلي: عن قتادة عن أبي حسان الأعرج عن الأشتر عن علي.

ص: 5498

أخرجه النسائي (8/ 21 - 22)

- وقال همام بن يحيى العَوْذي: عن قتادة عن أبي حسان عن علي.

أخرجه أحمد (1/ 119) وأبو داود (2035) والنسائي (8/ 21)

وتابعه عمر بن عامر السلمي عن قتادة به.

أخرجه عبد الله بن أحمد في "زيارات المسند"(1/ 122) والنسائي (8/ 18) وفي "الكبرى"(6937) وأبو يعلى (562)

- ورواه مَعْمر بن راشد عن قتادة قال: قيل لعلي: مرسل.

أخرجه عبد الرزاق (18507)

3842 -

"الملائكة تلعن أحدكم إذا أشار إلى الآخر بحديدة، وإن كان أخاه لأبيه وأمه"

قال الحافظ: وقد وقع في حديث أبي هريرة عند ابن أبي شيبة وغيره مرفوعا من رواية ضمرة بن ربيعة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عنه: فذكره، وأخرجه الترمذي من وجه آخر عن أبي هريرة موقوفا من رواية أيوب عن ابن سيرين عنه، وأخرج الترمذي أصله موقوفا من رواية خالد الحذاء عن ابن سيرين بلفظ "من أشار إلى أخيه بحديدة لعنته الملائكة" وقال: حسن صحيح غريب، وكذا صححه أبو حاتم من هذا الوجه وقال في طريق ضمرة: منكر" (1)

صحيح

وله عن أبي هريرة طريقان:

الأول: يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا به.

أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(6/ 134)

عن إبراهيم بن محمد بن يوسف الفِرْيابي

والخطيب في "المتفق"(104)

عن إبراهيم بن حمزة بن سليمان بن أبي يحيى الرملي

(1) 16/ 132 (كتاب الفتن - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: من حمل علينا السلاح فليس منا)

ص: 5499

كلاهما عن ضمرة بن ربيعة عن عبد الله بن شوذب عن محمد بن عمرو به.

قال أبو حاتم: لا نعلم أحدا رواه عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة غير ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب، وهو منكر بهذا الإسناد" العلل 2/ 421

الثاني: يرويه محمد بن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا به.

أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 106) وأحمد (2/ 256 و 505) ومسلم (4/ 2020) والطبراني في "الأوسط"(4181) والبيهقي (8/ 23) وفي "الآداب"(599)

عن عبد الله بن عون البصري

وابن حبان (5944 و 5947)

عن هشام بن حسان البصري

والترمذي (2162)

عن خالد الحذاء

والطبراني في "الأوسط"(4442)

عن مطر الوراق

أربعتهم عن ابن سيرين به.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، يستغرب من حديث خالد الحذاء"

- ورواه أيوب السَّختياني عن ابن سيرين واختلف عنه:

• فرواه سفيان بن عيينة عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا.

أخرجه مسلم (2616) والنسائي في "الكبرى"(تحفة 10/ 336)

• ورواه حماد بن زيد عن أيوب موقوفا.

أخرجه الترمذي (4/ 464) عن قتيبة بن سعيد البلخي ثنا حماد به.

وأخرجه النسائي في "الكبرى"(تحفة 10/ 331) عن قتيبة بن سعيد ويحيى بن حبيب بن عربي البصري عن حماد عن أيوب ويونس عن ابن سيرين عن أبي هريرة.

قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث حماد بن زيد هذا فقال: قد رواه حماد بن سلمة عن أيوب ويونس عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعا. قلت لأبي: فأيهما الصحيح موقوف أو مسند؟ قال: المسند أصح" العلل 2/ 410

ص: 5500

3843 -

"الميت يعذب ببكاء الحي إذا قالت النائحة: واعَضُداه واناصِرَاه واكاسِيَاه جُبذ الميت وقيل له: أنت عضدها؟ أنت ناصرها؟ أنت كاسيها"

قال الحافظ: كما روى أحمد من حديث أبي موسى مرفوعا: فذكره، ورواه ابن ماجه بلفظ "يُتَعْتَع به ويقال: أنت كذلك؟ " ورواه الترمذي بلفظ "ما من ميت يموت فتقوم نادبته فتقول: واجبلاه واسنداه أو شبه ذلك من القول، إلا وُكل به ملكان يلهزانه: أهكذا كنت؟ " (1)

حسن

أخرجه أحمد (4/ 414) والترمذي (1003) وابن ماجه (1594) والحاكم (2/ 471) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 61) والمزي (29/ 155 - 156) من طرق عن أسيد بن أبي أسيد البرّاد قال: سمعت موسى بن أبي موسى الأشعري يقول: سمعت أبا موسى رفعه: فذكره.

قال الترمذي: حسن غريب"

وقال الحاكم: صحيح الإسناد"

وقال البوصيري: هذا إسناد حسن" مصباح الزجاجة 2/ 49

قلت: وهو كما قال، أسيد صدوق كما في "الكاشف" و"التقريب"، وموسى بن أبي موسى ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن معين: ثقة.

3844 -

"الميزان بيد الرحمن، يرفع أقواما ويضع آخرين"

قال الحافظ: ووقع في حديث النواس بن سمعان عند مسلم: فذكره" (2)

سيأتي الكلام عليه في حرف الياء فانظر حديث "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"

وليس هو عند مسلم كما قال الحافظ.

(1) 3/ 396 (كتاب الجنائز - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه)

(2)

17/ 167 (كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75])

ص: 5501