المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌العقلانية التعريف: العقلانية مذهب (*) فكري يزعم أنه يمكن الوصول إلى معرفة - الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة - جـ ٢

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌النصرانية وما تفرع عنها من مذاهب

- ‌النصرانية

- ‌الأرثوذكس

- ‌الكاثوليك

- ‌البروتستانت

- ‌المارونية

- ‌الجزويت

- ‌المورمون

- ‌شهود يَهْوَه

- ‌الأبوس ديي

- ‌المونية (حركة صن مون التوحيدية)

- ‌فلسفات ولدت في كنف الحضارة الغربية ومتأثرة بالنصرانية

- ‌التنصير

- ‌العلمانية

- ‌الاستشراق

- ‌التغريب

- ‌الأديان الشرقية

- ‌الأديان الشرقيةمقدمة عامة:

- ‌الصابئة المندائيون

- ‌الهندوسية

- ‌الشنتوية

- ‌الطاوية

- ‌الجينية

- ‌الكونفوشيوسية

- ‌البوذية

- ‌السيخية

- ‌المهاريشية

- ‌المذاهب الفلسفية والمدارس الأدبية

- ‌وحدة الوجود

- ‌اللذة

- ‌الأفلاطونية الحديثة

- ‌العقلانية

- ‌النزعة الإنسانية

- ‌الإلحاد

- ‌المنفعة

- ‌الوضعية

- ‌المثالية

- ‌الوجودية

- ‌الفرويدية

- ‌الذرائعية

- ‌الروحية الحديثة

- ‌من المدارس الأدبية

- ‌الإسلامية في الأدب

- ‌الكلاسيكية

- ‌الرومانسية

- ‌الرمزية

- ‌الحداثة

- ‌الواقعية

- ‌العدمية

- ‌البرناسية

- ‌الانطباعية

- ‌الوجودية

- ‌التعبيرية

- ‌العبثية

- ‌البنيوية

- ‌السريالية

- ‌الميتافيزيقية

- ‌من الفلسفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية

- ‌الرأسمالية

- ‌الشيوعية

- ‌الداروينية

الفصل: ‌ ‌العقلانية التعريف: العقلانية مذهب (*) فكري يزعم أنه يمكن الوصول إلى معرفة

‌العقلانية

التعريف:

العقلانية مذهب (*) فكري يزعم أنه يمكن الوصول إلى معرفة طبيعة الكون والوجود عن طريق الاستدلال العقلي بدون الاستناد إلى الوحي (*) الإلهي أو التجربة البشرية وكذلك يرى إخضاع كل شيء في الوجود للعقل (*) لإثباته أو نفيه أو تحديد خصائصه.

ويحاول المذهب إثبات وجود الأفكار في عقل الإنسان قبل أن يستمدها من التجربة العملية الحياتية أي أن الإدراك العقلي المجرد سابق على الإدراك المادي المجسد.

التأسيس وأبرز الشخصيات:

العقلانية مذهب قديم جديد بنفس الوقت. برز في الفلسفة (*) اليونانية على يد سقراط وأرسطو، وبرز في الفلسفة الحديثة والمعاصرة على أيدي فلاسفة أثَّروا كثيراً في الفكر البشري أمثال: ديكارت وليبنتز وسبينوزا وغيرهم.

رينيه ديكارت 1596 - 1650م فيلسوف فرنسي اعتمد المنهج (*) العقلي لإثبات الوجود عامة ووجود الله على وجه أخص وذلك من مقدمة واحدة عُدت من الناحية العقلية غير قابلة للشك (*) وهي: "أنا أفكر فأنا إذن موجود".

ليبنتز: 1646 - 1716م فيلسوف ألماني، قال بأن كل موجود حي وليس بين الموجودات مِنْ تفاوت في الحياة إلا بالدرجة - درجة تميز الإدراك - والدرجات أربع: مطلق الحي أي ما يسمى جماداً، والنبات فالحيوان فالإنسان.

وفي المجتمع الإسلامي نجد المعتزلة تقترب من العقلانية جزئيًّا، إذ اعتمدوا على العقل (*) وجعلوه أساس تفكيرهم ودفعهم هذا المنهج إلى تأويل (*) النصوص من الكتاب والسنة التي تخالف رأيهم. ولعل أهم مقولة لهم قولهم بسلطة العقل وقدرته على معرفة الحسن والقبيح ولو لم يرد بها شيء. ونقل المعتزلة الدين (*) إلى مجموعة من القضايا العقلية والبراهين المنطقية وذلك لتأثرهم بالفلسفة (*) اليونانية.

وقد فنَّد علماء الإسلام آراء المعتزلة في عصرهم، ومنهم الإمام أحمد بن حنبل ثم جاء بعد ذلك ابن تيمية وردَّ عليهم ردًّا قويًّا في كتابه درء تعارض العقل والنقل وبيّن أن صريح العقل (*) لا يمكن أن يكون مخالفاً لصحيح النقل. وهناك من يحاول اليوم إحياء فكر

ص: 796

المعتزلة إذ يعدونهم أهل الحرية الفكرية في الإسلام، ولا يخفى ما وراء هذه الدعوة من حرب على العقيدة الإسلامية الصحيحة، وإن لبست ثوب التجديد (*) في الإسلام أحياناً.

العقائد والأفكار:

تعتمد العقلانية على عدد من المبادئ الأساسية هي:

العقل لا الوحي (*) هو المرجع الوحيد في تفسير كل شيء في الوجود.

يمكن الوصول إلى المعرفة عن طريق الاستدلال العقلي وبدون لجوء إلى أية مقدمات تجريبية.

عدم الإيمان بالمعجزات (*) أو خوارق العادات.

العقائد الدينية ينبغي أن تختبر بمعيار عقلي.

الجذور الفكرية والعقائدية:

كانت العقلانية اليونانية لوناً من عبادة العقل وتأليهه وإعطائه حجماً أكبر بكثير من حقيقته. كما كانت في الوقت نفسه لوناً من تحويل الوجد إلى قضايا تجريدية.

وفي القرون الوسطى سيطرت الكنيسة (*) على الفلسفة الأوروبية، حيث سخَّرت العقل لإخراج تحريفها للوحي (*) الإلهي في فلسفة عقلية مسلَّمة لا يقبل مناقشتها.

وفي ظل الإرهاب الفكري الذي مارسته الكنيسة انكمش نشاط العقل الأوروبي، وانحصر فيما تمليه الكنيسة والمجامع المقدسة، واستمرت على ذلك عشرة قرون.

وفي عصر النهضة (*) ، ونتيجة احتكاك أوروبا بالمسلمين - في الحروب الصليبية والاتصال بمراكز الثقافة في الأندلس وصقلية والشمال الإفريقي - أصبح العقل الأوربي في شوق شديد لاسترداد حريته في التفكير، ولكنه عاد إلى الجاهلية (*) الإغريقية ونفر من الدين (*) الكنسي، وسخَّر العقل (*) للبعد عن الله، وأصبح التفكير الحر معناه الإلحاد (*) ، وذلك أن التفكير الديني معناه عندهم الخضوع للفقيد الذي قيدت به الكنيسة العقل وحجرت عليه أن يفكر.

يتضح مما سبق:

أن العقلانية مذهب (*) فكري فلسفي يزعم أن الاستدلال العقلي هو الطريق الوحيد للوصول إلى معرفة طبيعة الكون والوجود، بدون الاستناد إلى الوحي (*) الإلهي أو التجربة البشرية، وأنه لا مجال للإيمان بالمعجزات أو خوارق العادات، كما أن العقائد الدينية يمكن، بل ينبغي أن تختبر بمعيار عقلي، وهنا تكمن علله التي تجعله مناوئاً ليس فقط للفكر الإسلامي، بل أيضاً لكل دين سماوي صحيح.

ص: 797

مراجع للتوسع:

- مذاهب فكرية معاصرة، محمد قطب، دار الشروق - بيروت ط1407هـ.

- الموسوعة الفلسفية المختصرة، بإشراف د. زكي نجيب محمود دار القلم، بيروت.

- قصة الفلسفة الحديثة، أحمد أمين، زكي نجيب محمود، لجنة التأليف والنشر القاهرة 1978م.

- تاريخ الفلسفة الحديثة، يوسف كرم، دار المعارف - القاهرة.

- درء تعارض العقل والنقل، ابن تيمية ط. جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بتحقيق د. محمد رشاد سالم.

ص: 798