الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مُقَدِّمَة
الحمد لله البرِّ الرحيم، الذي أمر بالبِرِّ وأداء الحقوق، وحرَّم البغي والظلم والعقوق، والصلاة والسلام على نبينا محمد رحمة الله لجميع الأنام الداعي إلى دار السلام، المبعوث ليتمم مكارم الأخلاق، الناهي عن القطيعة، والأمر بصلة الأرحام، صلى الله عليه وعلى آله الأبرار، وصحبه الأخيار والتابعين لهم بإحسان إلى يوم القرار. وبعد:
فقد حفظ الله للمسلمين هذا الجزء المبارك كتاب "بر الوالدين" للإمام المبارك محمد بن إسماعيل البخاري بمكتبة السيد عبد الحي الكتاني رحمه الله.
واليوم أقدمه للأمة الإسلامية ولأهل العلم وطلبته ليرى النور بعد غياب طويل، سائلا الله عز وجل أن يجعل ذلك في ميزان حسناتي يوم ألقاه وأن ينفع به عباده الصالحين. وسينتظم حديثي بين يدي الكتاب في أربعة فصول:
الأول: في فضل بر الوالدين وأهميته والتحذير من العقوق
الثاني: من تصانيف أهل العلم المفردة في هذا الباب
الثالث: في ترجمة موجزة للإمام البخاري.
الرابع: في توثيق الكتاب وبيان نُسخه، والخطوات التي اتبعتها في العناية به.
أسأل الله تعالى أن ينفع بهذا الكتاب مؤلفه ومحققه وناشره وكل من تعلمه وعلمه وساعد في نشره. ولا حول ولا قوة إلا بالله وهو حسبنا ونعم الوكيل.
دبي: في مكتبتي العامرة
يوم الخميس 5 من ذي الحجة 1434 هـ
الموافق 10 أكتوبر 2013 م
أبو يعقوب الأزهري
الفصل الأول في فضل بر الوالدين وأهميته والتحذير من العقوق
وقال جل وعلا: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الأنعام: 151].
وقال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8)} [العنكبوت: 8].
وأما الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وآثار السلف فدونك هذا المصنف الجليل للإمام البخاري لتنهل منه.
* * *
الفصل الثاني تصانيف أهل العلم المفردة في هذا الباب
اعتنى العلماء قديما وحديثا بالبر والصلة عموما وببر الوالدين خصوصا
(1)
، فأفردوا لها كتبا مستقلة، وخصصوا لها بعض التراجم والأبواب في طي دواوين السنة وغرها من كتب الإسلام.
فمن الكتب المفردة في هذا الباب
(2)
1 -
كتاب البر والصلة: لابن المبارك ت 181 هـ
(3)
.
3 -
كتاب البر والصلة (عن ابن المبارك وغيره): لحسين بن الحسن بن حرب السلمي المروزي ت 246 هـ
(4)
4 -
كتاب الإمام البخاري ت 256 هـ: الذي بين أيدينا.
5 -
كتاب البر والصلة: لأبي بكر عبد الله بن أبي الدنيا ت 281 هـ
(5)
.
6 -
جزء من بر الوالدين: الإبراهيم الحربي ت 285 هـ.
(1)
استفدت في هذا الفصل من الدراسة التي كتبها الأستاذ الدكتور محمد سعيد البخاري حفظه الله في مقدمة تحقيقه لكتاب البر والصلة للمروزي مع زيادات وإضافات.
(2)
المعجم المفهرس لا بن حجر 84، وصلة الخلف بموصول السلف 141.
(3)
المعجم المفهرس لابن حجر 233، وصلة الخلف ص 140، طبع دار الكتب العلمية 1991
بتحقيق د. مصطفى عثمان محمد.
(4)
طبع بتحقق الشيخ محمد سعيد البخاري دار الوطن للنشر 1419 هـ.
(5)
نقل عنه السخاوي في المقاصد الحسنة عند حديث 805 ص 318.
6 -
كتاب بر الوالدين: لقاسم بن أصبغ القرطبي ت 340 هـ
(1)
.
7 -
برالوالدين: ليُمن بن أحمد التجيبي الطليطلي (ت 390 هـ)
(2)
.
8 -
بر الوالدين: لمحمد بن الوليد بن محمد بن خلف بن سليمان بن أيوب الفهري المعروف بأبي بكر الطرطوشي المالكي
(3)
.
9 -
كتاب البر والصلة: لأبي الشيخ عبد الله الأنصاري ت 369 هـ
(4)
.
10 -
كتاب بر الوالدين: للخلال
(5)
.
11 -
البر والصلة: لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي ت 597 هـ
(6)
.
(1)
"الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب" 279 ط. دار الكتب العلمية.
(2)
"الصلة" لابن بشكوال 2/ 290.
(3)
"الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب" 328، ومنه نسخة بمكتبة عبد الله كنون بطنجة بالمغرب برقم (10401) كما في فهرس المكتبة ص 247، وطبع ببيروت بتحقيق محمد عبد الحكيم القاضي سنة 1986 م.
(4)
ذكره السمعاني في "التحبير" ص 351، والذهبي في "سير أعلام النبلاء 19/ 483.
(5)
ابن خير الإشبيلي ص 278. يرويه في "فهرسته" قال: حدثني به القاضي أبو بكر بن العربي رحمه الله قال حدثنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الطيوري عن الخلال مؤلفه.
"فهرست ابن خير" 1/ 234.
(6)
منه نسخه في دار الكتب المصرية برقم 118/ 1 (63 م) مجاميع، وفي الظاهرية برقم (1145) في (53 ورقه) ومنه نسخة في تشستربتي بأيرلندا برقم (3945) الناسخ يوسف بن محمد السومري، 735 هـ. وقد طبع في المكتبة التجارية 1413 هـ، وله عدة طبعات أخرى منها طبعة مكتبة السنة بالقاهرة سنة 1993 هـ بتحقيق عادل عبد الموجود وعلي معوض.
13 -
كتاب البر والعقوق وشرح الكبائر لأبي بكر أحمد بن بدران
(1)
.
14 -
رساله في بر الوالدين لعلي بن عبد الكافي السبكي (ت 756 هـ)
(2)
.
15 -
موجب دار السلام في بر الوالدين وصله الأرحام ل محمد بن عبد السلام بن الناشري (ت 906 هـ)
(3)
.
16 -
رسالة في بر الوالدين ل محمد بن أحمد الخطيب الشربيني (ت 977 هـ)
(4)
.
17 -
بر الوالدين: لمحمد بن محمد بن رشيد العراقي
(5)
18 -
بر الوالدين: لعبد الله بن الحسن بن عبد الله الحداد
(6)
19 -
كتاب أسني المطالب في صله الأقارب: لشهاب الدين أحمد بن محمد بن علي المشهور بابن حجر الهيتمي السعدي الأنصاري ت 974 هـ.
20 -
كتاب مطالع البدور في جوامع أخبار البرور: لأحمد بن محمد بن الصديق الغماري الحسني ت 1380 هـ
(7)
. وغيرها كثير.
(1)
المعجم المفهرس ص 61، و "صلة الخلف بموصول السف" ص 140.
(2)
منه نسخة في مكتبة الدولة ببرلين برقم 5599.
(3)
منه نسخة في المكتبة الأزهرية برقم (151)5711.
(4)
منه نسخة في دار الكتب المصرية (الخديوية) برقم (4/ 7).
(5)
منه نسخة بمكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض نسخها محمد بن إدريس السلمي الشهير بابن فرتوت 1328 هـ، وهي برقم 835/ 5.
(6)
منه نسخة في مكتبة الأحقاف باليمن برقم (46 الحداد).
(7)
طبع بطنجة، وبمصر بمكتبة القاهرة الحديثة سنة 1406 هـ.
* وأما حديث العلماء عن البر والصلة عموما وبر الوالدين وما يتعلق به وبضده خصوصا في ثنايا مؤلفاتهم فكثير، خاصة ما عقده المحدثون من الأبواب والتراجم في مصنفاتهم، فيرجع إليها في مظنتها.
ومنها على سبيل المثال:
* الإمام البخاري ت 256 هـ في صحيحه كتابا بعنوان: البر والصلة.
*والإمام مسلم ت 261 هـ في صحيحه: كتاب البر والصلة والأدب.
* والإمام الترمذي ت 279 هـ في جامعه: كتاب البر والصلة.
* والحاكم في المستدرك: كتاب البر والصلة.
وغيرهم رحمهم الله.
* * *
الفصل الثالث ترجمة موجزة للإمام البخاري
(1)
اسمه ونسبه:
هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه - وقيل بذدزبه - البخاري.
و "بردزبه" لفظة بخارية معناها الزراع.
ولد رحمه الله في شوال سنة أربع وتسعين ومئة.
شيوخه وتلاميذه:
سمع ببخارى قبل أن يرتحل من مولاه من فوق عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن اليمان الجعفي المسندي ومحمد بن سلام البيكندي وجماعة ليسوا من كبار شيوخه.
ثم سمع ببلخ من مكي بن إبراهيم، وهو من عوالي شيوخه.
وسمع بمرو من عبدان بن عثمان وعلي بن الحسن بن شقيق وصدقة بن الفضل وجماعة، وبنيسابور من يحيى بن يحيى، وبالري إبراهيم بن موسى.
(1)
يراجع: ترجمة الإمام البخاري للحافظ ابن حجر العسقلاني في مقدمة فتح الباري "هدي الساري"، وهناك دراسات كثيرة أفردت حول ترجمة الإمام البخاري، منها:"كتاب تحفة الأخباري؛ للإمام ابن ناصر الدين الدمشقي، و "الفوائد الدراري في ترجمة الإمام البخاري؛ للعجلوني.
وسمع من محمد بن عيسى بن الطباع وسريج بن النعمان ومحمد بن سابق وعفان وأبي عاصم النبيل والانصاري وحجاج بن منهال وعبد الله بن رجاء وعبيد الله بن موسى وأبي نعيم وخلاد بن يحيى وأبي الوليد أحمد بن محمد الأزرقي والحميدي وأيوب بن سليمان بن بلال وإسماعيل بن أبي أويس وسعيد بن أبي مريم، وأحمد بن إشكاب، وعبد الله بن يوسف، وأصبغ وأبا اليمان وآدم بن أبي إياس، وعلي بن عياش، وبشر بن شعيب وقد سمع من أبي المغيرة عبد القدوس، وأحمد بن خالد الوهبي، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبي مسهر، وأمم سواهم، وخلق كثير رحمهم الله.
فأعلى شيوخه الذين حدثوه عن التابعين وهم أبو عاصم والأنصاري ومكي بن إبراهيم وعبيد الله بن موسى وأبو المغيرة وأبو المغيرة رحمهم الله.
روى عنه خلق كثير منهم:
أبو عيسى الترمذي، وأبو حاتم، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وأبو بكر بن أبي الدنيا وأبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، وصالح بن محمد جزرة، ومحمد بن عبد الله الحضرمي مطين، وإبراهيم بن معقل النسفي، وأبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، ويحيى بن محمد بن صاعد، والحسين والقاسم بن المحاملي، وعبد الله بن محمد بن الأشقر، ومحمد بن سليمان بن فارس، ومحمود بن عنبر النسفي، وأمم لا يحصون رحمهم الله.
وروى عنه مسلم في غير "صحيحه".
وقيل: إن النسائي روى عنه في الصيام من "سننه" لكن قد حكى النسائي في كتاب "الكنى" له أشياء عن عبد الله بن أحمد الخفاف عن البخاري.
وقال محمد بن طاهر المقدسي: روى صحيح البخاري جماعة منهم: الفربري، وحماد بن شاكر، وإبراهيم بن معقل، وطاهر بن محمد بن مخلد النسفيان.
وقال الأمير الحافظ أبو نصر بن ماكولا: آخر من حدث عن البخاري بالصحيح أبو طلحة منصور بن محمد بن علي البزدي من أهل بزدة.
ثناء العلماء عليه:
قال عمرو بن علي الفلاس: حديث لا يعرفه محمد بن إسماعيل ليس بحديث
وقال إسحاق بن راهويه: اكتبوا عن هذا الشاب - يعني البخاري - فلو كان في زمن الحسن لاحتاج إليه الناس لمعرفته بالحديث وفقهه.
وقال علي بن حجر: أخرجت خراسان ثلاثة: أبو زرعة، ومحمد بن إسماعيل، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي. ومحمد عندي أبصرهم وأعلمهم وأفقههم.
وقال أحمد بن الضوء سمعت أبا بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير يقولان: ما رأينا مثل محمد بن إسماعيل.
وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: ما أخرجت خراسان
مثل محمد بن إسماعيل.
وقال محمد بن إبراهيم البوشنجي: سمعت بن دارا محمد بن بشار سنة ثمان وعشرين ومئتين يقول ما قدم علينا مثل محمد بن إسماعيل.
وقال إبراهيم بن خالد المروزي رأيت أبا عمار الحسين بن حريث يثني على أبي عبد الله البخاري ويقول: لا أعلم أني رأيت مثله كأنه لم يخلق إلا للحديث.
وقال قتيبة بن سعيد: شباب خراسان أربعة: محمد بن إسماعيل وعبد الله بن عبد الرحمن يعني الدارمي وزكريا بن يحيى اللؤلؤي والحسن بن شجاع.
وقال إسحاق وراق عبد الله بن عبد الرحمن سألني عبد الله عن كتاب "الأدب" من تصنيف محمد بن إسماعيل فقال: احمله لأنظر فيه، فأخذ الكتاب مني وحبسه ثلاثة أشهر فلما أخذت منه قلت: هل رأيت فيه حشوًا أو حديثا ضعيفًا؟ فقال: ابن إسماعيل لا يقرأ على الناس إلا الحديث الصحيح.
وقال رجاء الحافظ: فضل محمد بن إسماعيل على العلماء كفضل الرجال على النساء.
وقال أبو عبد الله الحاكم: محمد بن إسماعيل البخاري إمام أهل الحديث.
وقال محمد بن إسحاق بن خزيمة: ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحفظ له من محمد بن إسماعيل.
وقال أبو عيسى الترمذي: لم أر بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بن إسماعيل.
وفاته:
قال مهيب بن سليم الكرميني: مات عندنا البخاري ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين وقد بلغ اثنتين وستين سنة، وكان في بيت وحده فوجدناه لما أصبح وهو ميت.
وقال الحسن بن الحسين البزاز البخاري: توفي البخاري ليلة السبت ليلة الفطر عند صلاة العشاء، ودفن يوم الفطر بعد صلاة الظهر سنة ست وخمسين ومئتين.
عاش الإمام البخاري اثنتين وستين سنة إلا ثلاثة عشر يوما.
أسأل الله العلي العظيم أن يجمعنا به مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
* * **
الفصل الرابع في توثيق نسبة الكتاب للبخاري وبيان نُسخه الخطية والخطوات التي اتبعتها في العناية به
تسمية الكتاب وتوثيق نسبته للإمام البخاري:
جاءا تسميته بـ "كتاب بر الوالدين" وهو ما يطابق مخطوطة الأصل التي اعتمدت عليها، وذكر نسبته للبخاري غير واحد من العلماء، منهم:
*الحافظ ابن حجر في "هدي الساري" ضمن مصنفات الإمام البخاري الموجودة والمروية له بالسماع أو الإجازة، وقال:"يرويه عنه محمد بن دِلُّوية الوراق"
(1)
.
* وذكره أيضًا الحافظ ابن حجر في "المعجم المفهرس"، فقال: "كتاب بر الوالدين للبخاري: قرأته على أبي الحسن علي بن محمد بن أبي المجد بالقاهرة وعلى أم الحسن فاطمة بنت المنجا بدمشق كلاهما عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن أبي الهيجاء بن الزراد أنبأنا علي بن يوسف الصوري قال قُرئ على زينب بنت عبد الرحمن الشعري وأنا أسمع أنبأنا عمر وعائشة ابن أحمد بن منصور الصفار قال عمر أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف وقالت عائشة أنبأنا محمد بن إسماعيل التفليسي قالا أنبأنا أبو علي حمزة بن عبد العزيز المهلبي أنبأنا
(1)
"هدي الساري" ص 492.
أبو بكر محمد بن أحمد بن دلويه أنبأنا محمد بن إسماعيل البخاري به"
(1)
.
* ويرويه الحافظ في "المجمع المؤسس"
(2)
من طريق الفربري عن الإمام البخاري بعد أن رواه من طريق ابن دِلُّوْيه.
* وفي "فتح الباري" في فضائل المدينة: باب آطام المدينة، حيث يقول في متابعة ذكرها الإمام البخاري هناك:"وأما متابعة سليمان بن كثير فوصلها المؤلف في "بر الوالدين" له خارج الصحيح"
(3)
.
* وفي "فتح الباري" في كتاب الهبة: باب هبة المرأة لغير زوجها .. يقول عند وصله لحديث معلق ذكره البخاري هناك: "وطريق بكر بن مضر المعلقة وصلها البخاري في "بر الوالدين "له، وهو مُفْرد، وسمعناه من طريق أبي بكر بن دِلّويه عنه"
(4)
، ثم ساق إسناده.
* كما نَسَبه له الحافظ شمس الدين السخاوي، وعزاه إليه، فقال في كتابه "القول البديع" في أول الباب الثالث عقب حديث:"إن جبريل عرض لي"، فقال:"بَعُد من أدرك رمضان فلم يغفر له"، فقلت: آمين. فلما رقيت الثانية قال: "بعد من ذكرت عنده فلم يصل عليك". فقلت: آمين. فلما رقيت الثالثة قال: "بَعد من أدرك أبويه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة فقلت آمين".
(1)
"المعجم المفهرس": 83 ورقم الكتاب (231).
(2)
"المجمع المؤسس" 2/ 392.
(3)
"فتح الباري"(4/ 95).
(4)
"فتح الباري"(5/ 219).
قال: "رواه الحاكم في "المستدرك"، وقال: صحيح الإسناد، وابن حبان في " ثقاته" و "صحيحه"، والبخاري في "الأدب المفرد"، و "بر الوالدين" له، وإسماعيل القاضي، والبيهقي في "شعب الإيمان"، وسمُّويه في "فوائده"، والضياء المقدسي، ورجاله ثقات". انتهى.
* وذكره الوادي آشي في "برنامجه" حيث قال: "والبخاري عن أصحاب الحجار ووزيرة و "الأدب "له"، و"القراءة خلف الإمام"، له، و "رفع اليدين" له، و "بر الوالدين" له"
(1)
.
* وذكره الروداني في "الصّلة": "كتاب بر الوالدين لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري به الي العز بن جماعة عن أحمد بن هبة الله بن عساكر عن زينب ابنة عبد الرحمن الشعري عن عمر بن منصور الصفار عن أحمد بن علي بن خلف عن يعلي بن حمزة المهلبي عن أبي بكر محمد بن أحمد بن دولوية عنه"
(2)
.
*وذكره صديق حسن خان في "الحطة" في تعداد مؤلفات البخاري فقال: "ومنها "بر الوالدين" ويرويه عنه محمد بن دلويه الوراق"
(3)
.
(1)
"ثبت أبي جعفر البلوي"118.
(2)
"صلة الخلف بموصول السلف"140.
(3)
"الحطة في ذكر الصحاح الستة" 240 ط. دار الكتب العلمية.
نسخ الكتاب الخطية:
وقفت للكتاب على نسختين في مكتبات العالم:
النسخة الأولى: نسخة محفوظة ضمن مجموع بمكتبة العلامة الولي الصالح السيد عبد الحي الكتاني رحمه الله، وهو الآن من محفوظات مكتبة القصر الملكي العامرة بمراكش من بلاد المغرب ضمن مجموع برقم 452، ويقع في 270 ورقة، وقد حصلت عليها بحمد الله وجعلتها أصلا معتمدا في التحقيق.
كتبت النسخة بخط نسخ واضح. ويبدأ ترقيمها في المجموع من ورقة 144، وينتهي بورقة 151، وتقع مسطرتها ما بين 20، 21 سطرا.
وميزت أوائل الأحاديث باللون الأحمر لكلمة (حدثنا).
وقد كتبت سنة 887 هـ وكتب وبآخرها كتب: "علقه لنفسه العبد محمد بن محمد بن منصور بن علي الحسيني الحلبي نهار الثلاثاء 28 شوال لسنة 887 بعلو جامع الأزهر بالقاهرة حماها الله تعالى. اللهم صل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. أنهى سماعه على الفقير محمد عبد الحي الكتاني العلامة الفاضل محمد بن أحمد الإسماعيلي الزرهوني بقصر كتامة لما جاء يلقاني فيه من مقدمي للحج وذلك في ربيع الثاني سنة 1324 هـ".
النسخة الثانية: نسخة أخري في مركز بحوث ودراسات الجهاد الليبي برقم: 1545. وهي نسخة بعنوان "كتاب في الحديث"، مجهولة العنوان والمؤلِّف. ولم أستطع الحصول عليها حتى الآن، فلعل الله بيسر ذلك.
ولكن من خلال البيانات توقعت أنها نسخة من كتاب "بر الوالدين" للإمام البخاري لموافقة أولها للنسخة التي بين يدي. فأولها: "حدثنا أبو الوليد قال ناشعبة قال الوليد بن عيزار قال سمعت أبو عمر الشيباني يقول أخبرنا صاحب هذه الدار أوما بيده إلى دار عبد الله قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله قال الصلاة على وقتها قال ثم أي قال بر الوالدين قال ثم أي قال الجهاد .... ".
الخطوات التي اتبعتها العناية به:
1 -
قمت بنسخ المخطوطة متبعًا في ذلك قواعد الإملاء الحديثة ثم قابلتها بعد النسخ، وقمت بترقيم الأحاديث والآثار بالكتاب
2 -
قمت بضبط النص والتعليق عليه والكلام على الأسانيد وتخريج الطرق على وجه التوسط.
3 -
قمت بعمل مقدمة مختصرة لتوثيق الكتاب وترجمة موجزة للبخاري، وتوثيق نسبة الكتاب له، وبيان المصنفات في باب البر، ووصف النسخة المعتمدة وبيان عملي في الكتاب.
4 -
علقت عند الحاجة ببعض الفوائد الفقهية المستنبطة من الأحاديث.
5 -
صنعت بعض الفهارس المهمة للكتاب للآيات القرآنية والأحاديث والآثار وشيوخ البخاري.
صورة النسخة الخطية
طرة مجموع رقم 452 لنسخة مكتبة القصر الملكي العامرة بمراكش وبه أسماء الرسائل التي تضمنها
طرة جزء رفع اليدين نسخة مكتبة القصر الملكي العامرة بمراكش
الورقة الأولى من نسخة مكتبة القصر الملكي العامرة بمراكش
الورقة الثانية من نسخة مكتبة القصر الملكي العامرة بمراكش
الورقة الثالثة من نسخة مكتبة القصر الملكي العامرة بمراكش
الورقة الرابعة من نسخة مكتبة القصر الملكي العامرة بمراكش
الورقة الخامسة من نسخة مكتبة القصر الملكي العامرة بمراكش
الورقة السادسة من نسخة مكتبة القصر الملكي العامرة بمراكش
الورقة الأخيرة من نسخة مكتبة القصر الملكي العامرة بمراكش