الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقدمة
الحمد لله رب العالمين الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين
…
وبعد
تعنى الأمم بدراسة تواريخها سياسيا وحضاريا، كما تعنى بدراسة تاريخ عظمائها وذوي الرأي فيها ممن لهم تأثير في تطوير المجتمع ورقيه.
ولعل أمة من الأمم لم تبلغ عنايتها بالتاريخ ما بلغت الأمة الإسلامية، ولقد تجلى ذلك في أمرين:
الأول: في الشروط التي لا بد منها في توثيق الرواية، وقبول الأخبار، والتي كان لعلماء الحديث القدح المعلى في ضبط أصولها وتحديد قواعدها.
الثاني: في الإتجاهات التاريخية المتخصصة، والتي يقصر فيها كل مؤرخ جهده على إتجاه بعينه إستيعابا لمادته وجمعا للأشباه والنظائر، حتى تتكامل الصور التي يفيد منها في دراسته دون تشتيت للجهد، أو تضييع للوقت، تمييزا له عن غيره من المؤرخين.
ومن هنا تعددت أشكال البحث التاريخي عند مؤرخي الإسلام، كما تعددت مجالاته وعصوره، وكان التاريخ - بمعناه الكلي - الذي ينتظم كل نشاط إنساني مؤثر في حركة التاريخ مناط بحث دائم ومستمر، وبصور مختلفة في فكر مؤرخي الإسلام.
ولقد بدأ اشتغال مؤرخي الإسلام بكتابة سيرة الرسول، صلى الله عليه وسلم، ومغازيه، وحولها تفجرت أفكارهم، فتناولها من كل جوانبها منذ منتصف القرن الثاني الهجري، وكان أول كتاب جامع لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم هو كتاب «المبتدأ
والمبعث والمغازي» المسمى ب «سيرة محمد بن إسحاق»
(1)
.
ثم جاء عبد الملك بن هشام، فهذب «سيرة ابن إسحاق» في كتابه السيرة النبوية، المعروفة ب «سيرة ابن هشام»
(2)
.
ثم عكف العلماء على «سيرة ابن هشام» بالشرح، أو الإختصار، أو النظم شعرا.
وما زال العلماء يكتبون في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقد أضحى هذا الإتجاه شغل كثير من مفكري الإسلام.
ومن الإتجاهات في الكتابة التأريخية:
فقد شهد النصف الثاني من القرن الثالث الهجري تطورات هامة في الحياة السياسية للدولة العباسية، وكان أبرز هذه التطورات، استقلال بعض العمال بالأقاليم التي تحت أيديهم، فصارت إمارات ودويلات مستقلة
(3)
،
(1)
محمد بن إسحاق بن يسار، أبو عبد الله المطلبي، كان حافظا اخباريا نسابة، وأصحاب الحديث يضعفونه ويتهمونه، (ت 151 هـ)، وهو صاحب السيرة النبوية.
انظر: ابن قتيبة: المعارف، ص 491 - 492، الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 214، ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 38 - 46.
وقام الدكتور: سهيل زكار بجمع قطعة من سيرة ابن إسحاق وحققها باسم «السير والمغازي» طبعة دار الفكر، بيروت 1398 هـ - 1978 م.
(2)
عبد الملك بن هشام، أبو محمد الحميري المعافري، كان أديبا إخباريا ونسابة، جمع سيرة ابن إسحاق وهذبها، فصارت تنسب إليه، (ت 218 هـ).
انظر: ابن كثير: البداية والنهاية 10/ 267، السيوطي: حسن المحاضرة 1/ 521.
وكتاب ابن هشام طبع أكثر من مرة تحت عنوان: «سيرة ابن هشام» ، وقد إعتمدت على طبعة الحلبي بالقاهرة 1375 هـ - 1955 م.
(3)
ومن هذه الدويلات والإمارات المستقلة:
فتأثرت إتجاهات الكتابة التأريخية بهذا التفرق السياسي، فتعددت بذلك مراكز الثقافة الإسلامية، وتنافست فيما بينها، فكثر العلماء في الأمصار الإسلامية وترتب على ذلك ظهور «التواريخ المحلية للأمصار والمدن الإسلامية وخططها» ، ومما هو جدير بالذكر أن هذا النوع من الكتابة التأريخية - التأريخ للمدن وخططها - انفرد به المؤرخون في ديار الإسلام عن غيرهم من الأمم المعاصرة لهم.
والتأريخ المحلي هو وليد الشعور بالإنتماء وتعبير صادق عن ارتباط المؤرخ بوطنه ومدينته واعتزازه بهما.
وقد اشتغل بعض المؤرخين المسلمين بالتأريخ للمدن الإسلامية وخططها، وأخذت كتابتهم صورا متعددة من صور المعالجة التأريخية، وإذا كان التأريخ لبعض المدن جاء عرضا في كتب السيرة، إلا أنه لم يحظ بوقفات طويلة يروي ظمأ، أو يشفي غلة، اللهم إلا ما كان يتصل بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بمكة المكرمة، أو القدس الشريف، وهو ما يعرف ب «التأريخ للمدن المقدسة» .
(3)
الدولة الطاهرية: على يد طاهر بن الحسين في خراسان سنة (205 - 259 هـ)، والدولة الصفارية: على يد يعقوب بن الليث بن الصفار في سجستان سنة (254 - 290 هـ)، والدولة السامانية: على يد أحمد بن أسد بن سامان في بلاد ما وراء النهر سنة (266 - 389 هـ)، والدولة الطولونية: على يد أحمد بن طولون في مصر سنة (254 - 292 هـ)، ثم الإخشيدية: على يد محمد بن طغج الإخشيد سنة (323 - 358 هـ).
وعن ظهور الدويلات والإمارات المستقلة عن الخلافة العباسية، والعوامل التي أدت إلى هذه الظاهرة. انظر: الطبري: تاريخ الرسل، حوليات قيام هذه الدول، جزء 7،8، ابن الجوزي: المنتظم، حوليات قيام هذه الدول، جزء 12،13، حسين محمد سليمان: الدولة الإسلامية في العصر العباسي ص 138، حسن محمود: مصر في عهد الطولونيين ص 3 - 4، محمود شاكر: التاريخ الاسلامي - الدولة العباسية ص 21 - 22، فاروق عمر: الخلافة العباسية في عصر الفوضى العسكرية ص 211 - 233، عصام الدين عبد الرؤف: الدولة الإسلامية المستقلة في الشرق ص 13 - 30، محمد الخطيب: تاريخ الدويلات الإسلامية ص 176 - 375.
نشأ تاريخ المدن في نهاية القرن الثاني الهجري على يد محمد بن الحسن بن زبالة في كتابه «تاريخ المدينة»
(1)
بيد أن هذا الكتاب مفقود، ولم نعرف عنه إلا ما رواه المؤرخون الذين جاءوا من بعده ونقلوه عنه، وقد أفرد ما نقله المؤرخون عنه المستشرق «فستنفيلد» منذ قرن من الزمان تقريبا في كتاب سماه «تاريخ المدينة لابن زبالة»
(2)
.
ثم كان القرن الثالث الهجري حيث تبلور تأريخ المدن، وظهر فيه أول كتاب عن تاريخ المدن وصلنا وبين أيدينا الآن، وهو كتاب «أخبار مكة» لأبي الوليد الأزرقي
(3)
.
وقد حظى فن تأريخ المدن بكثير من عناية المؤرخين منذ هذا القرن - الثالث الهجري - وما تلاه، فظهرت مصنفات كثيرة في تواريخ المدن وخططها من أبرزها:
* «فتوح مصر» عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، أبو القاسم المصري، مؤرخ وفقيه من أهل مصر، توفي في سنة سبع وخمسين ومائتين
(4)
، ومن مؤلفاته كتاب «فتوح مصر وأخبارها» طبع بمصر 1967 م.
(1)
محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي، إخباري من أصحاب مالك بن أنس، متروك الحديث، مات بعد سنة (199 هـ)، ومن آثاره «أخبار المدينة» لم يصل إلينا. انظر: ابن النديم: الفهرست ص 158، ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 115، كحالة: معجم المؤلفين 9/ 191.
(2)
انظر: مقدمة كتاب «تاريخ المدينة المنورة» لابن شبة /1 ل.
(3)
محمد بن عبد الله، أبو الوليد الأزرقي، مؤرخ من أهل مكة، يماني الأصل، من تصانيفه كتاب «أخبار مكة» ، (ت 244 هـ) وقيل في (250 هـ).
انظر: ابن النديم: الفهرست ص 162، تقي الدين الفاسي: العقد الثمين 2/ 49 - 50، وقد طبع كتاب الأزرقي في بيروت 1399 هـ1979/ م.
(4)
انظر: السيوطي: حسن المحاضرة 1/ 446.
* «تاريخ المدينة المنورة» عمر بن شبة، أبو زيد النميري البصري، كان محدثا ومؤرخا ثقة، توفى سنة اثنتين وستين ومائتين
(1)
. ومن مؤلفاته كتاب «تاريخ المدينة المنورة» طبع في مدينة جدة 1402 هـ.
* «كتاب بغداد» أحمد بن طاهر، أبو الفضل طيفور، كان أحد البلغاء والشعراء الرواة، مات في سنة ثمانين ومائتين
(2)
. ومن مؤلفاته كتاب «بغداد» طبع في مكتبة المثنى بغداد 1388 هـ1968/ م.
* «أخبار مكة» محمد بن إسحاق الفاكهي، مؤرخ من أهل مكة، مات في سنة اثنتين وسبعين ومائتين، وقيل في سنة تسع وسبعين ومائتين تقريبا
(3)
.
ومن مؤلفاته كتاب «أخبار مكة» طبع بمكة المكرمة 1407 هـ1986/ م.
* «فضائل المدينة» المفضل بن محمد، أبو سعيد الجندي، مؤرخ يماني الأصل، مات بمكة في سنة ثمان وثلثمائة
(4)
. ومن مؤلفاته كتاب «فضائل المدينة» طبع بدمشق 1405 هـ1985/ م.
* «تاريخ بغداد» أحمد بن علي، أبو بكر الخطيب البغدادي، كان مؤرخا ومحدثا ثقة، مات في سنة ثلاث وستين وأربعمائة
(5)
. ومن مؤلفاته كتاب «تاريخ بغداد» طبع دار الكتاب العربي - بيروت، عن طبعة الخانجي بالقاهرة.
(1)
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 11/ 208 - 210، ابن الجوزي: المنتظم 12/ 184، ياقوت: معجم الأدباء 16/ 60، ابن العماد: شذرات الذهب 2/ 146.
(2)
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 4/ 211 - 212، ياقوت: معجم الأدباء 3/ 87 - 97.
(3)
انظر: مقدمة كتاب أخبار مكة للفاكهي 1/ 32، تقي الدين الفاسي: العقد الثمين 1/ 410 - 411.
(4)
انظر: ابن حجر: لسان الميزان 6/ 81، ابن العماد: شذرات الذهب 2/ 253.
(5)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 16/ 128 - 135، ياقوت: معجم الأدباء 1/ 248،4/ 13 - 45، ابن العماد: شذرات الذهب 3/ 311.
* «تاريخ دمشق» علي بن الحسن الشافعي، أبو القاسم المعروف بابن عساكر، الدمشقي، كان مؤرخا حافظا، مات في سنة إحدى وسبعين وخمسمائة
(1)
. ومن مؤلفاته كتاب «تاريخ دمشق» مطبعة روضة الشام 1329 - 1332 هـ.
* «الدرة الثمينة في تاريخ المدينة» محمد بن محمود محب الدين ابن النجار، محدث العراق، توفي في سنة ثلاث وأربعين وستمائة
(2)
. ومن مؤلفاته كتاب «الدرة الثمينة في تاريخ المدينة» طبع ملحقا بكتاب شفاء الغرام، طبعة الحلبي بالقاهرة 1956 م.
* «التعريف بما أنست دار الهجرة» محمد بن أحمد المدني، أبو عبد الله جمال الدين المطري، كان عالما بالحديث والفقه والتاريخ، مات بالمدينة سنة إحدى وأربعين وسبعمائة
(3)
. ومن مؤلفاته كتاب «التعريف بما أنست دار الهجرة» وقام بنشره أسعد درابزوني الحسيني 1372 هـ.
* «بهجة النفوس والأسرار في تأريخ دار هجرة النبي المختار» عفيف الدين عبد الله بن عبد الملك المرجاني، المتوفى بعد سنة سبعين وسبعمائة. «وهو موضوع التحقيق» .
ويستمر تيار التأريخ للمدن منطلقا عبر القرون، ومن هذه الكتب في تاريخ المدينة المنورة بعد عصر المرجاني:
(1)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 18/ 224 - 225، ابن العماد: شذرات الذهب 4/ 239.
(2)
انظر: ياقوت: معجم الأدباء 19/ 49 - 51، الذهبي: سير أعلام 23/ 131 - 154، ابن العماد: شذرات الذهب 5/ 226.
(3)
انظر: ابن حجر: الدرر الكامنة 3/ 403 - 404، السخاوي: التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة 2/ 413 - 415.
* «تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة» أبو بكر بن الحسين المراغي، مؤرخ وفقيه استوطن المدينة المنورة، وتوفي بها في سنة ست عشر وثمانمائة
(1)
. ومن مؤلفاته كتاب «تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة» طبع في مدينة القاهرة 1374 هـ1955/ م.
* «المغانم المطابة في معالم طابة» محمد بن يعقوب، أبو الطاهر، مجد الدين الشيرازي الفيروز آبادي، من أئمة اللغة والأدب، وتوفي في زبيد سنة سبع عشرة وثمانمائة
(2)
. ومن مؤلفاته كتاب «المغانم المطابة في معالم طابة» طبع في مدينة الرياض 1389 هـ1969/ م.
* «تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف» محمد بن محمد بن أحمد المكي جمال الدين المعروف بابن الضياء، مؤرخ وفقيه وقاضي مكة، توفي بمكة سنة خمس وثمانين وثمانمائة
(3)
. ومن كتبه «تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة» ، طبع بمكة المكرمة 1416 هـ1996/ م.
* «التحفة اللطيفة في أخبار المدينة الشريفة» محمد بن عبد الرحمن، شمس الدين السخاوي، مؤرخ وفقيه وأديب، وتوفي في سنة اثنتين وتسعمائة
(4)
. ومن كتبه: «التحفة اللطيفة في أخبار المدينة الشريفة» طبع في بيروت 1414 هـ1993/ م.
* «وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى» علي بن عبد الله بن أحمد
(1)
انظر: ابن العماد: شذرات الذهب 7/ 120.
(2)
انظر: تقي الدين الفاسي: العقد الثمين 2/ 392 - 400، ابن العماد: شذرات الذهب 7/ 126.
(3)
انظر: السخاوي: الضوء اللامع 7/ 84.
(4)
ابن العماد: شذرات الذهب 8/ 15.
نور الدين، أبو الحسن السمهودي، مؤرخ وفقيه، نزل المدينة المنورة، ومات في سنة إحدى عشر وتسعمائة
(1)
. ومن مؤلفاته كتاب «وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى» طبع في بيروت 1374 هـ1955/ م.
* «تاريخ المدينة المنورة» قطب الدين محمد بن أحمد النهرواني، الهندي، ثم المكي الحنفي، مؤرخ وفقيه، مات في سنة تسعين وتسعمائة
(2)
.
ومن تصانيفه كتاب «تاريخ المدينة المنورة»
(3)
.
وبعد:
لقد ترك لنا المؤرخون من أولئك وهؤلاء آثارا حفيلة، وتراثا حضاريا ضخما، ومادة علمية خصيبة غنيت بالمثل العليا، والصور الحية، والدروس المستفادة.
وهذا التراث العلمي نحن في مسيس الحاجة إلى الكشف عن نفائسه، والتنقيب عن ذخائره، لنعرف منه مدى ما لنا من أصالة ومكانة، ومدى ما يمكن أن نسهم به الآن في إبراز الفكر، وإرساء القيم، وتدعيم الحضارة الإسلامية.
ومن منطلق اهتمامي بتواريخ المدن المقدسة، ولا سيما تاريخ الحرمين الشريفين، وقع الإختيار على تحقيق مخطوط في تاريخ المدينة المنورة، ومن أبرز الكتب المتخصصة في تاريخ المدينة المنورة وخططها في القرن الثامن الهجري - بعد كتاب «التعريف بما أنست دار
(1)
انظر: السخاوي: الضوء اللامع 5/ 245، ابن العماد: شذرات الذهب 8/ 50 - 51.
(2)
انظر: ابن العماد: شذرات الذهب 8/ 240.
(3)
مخطوط بمركز إحياء التراث - جامعة أم القرى - رقم 166 تاريخ.
الهجرة للمطري (ت 741 هـ) كتاب:
«بهجة النفوس والأسرار في تأريخ دار هجرة النبي المختار» لأبي محمد عفيف الدين عبد الله بن عبد الملك البكري القرشي المرجاني، المتوفى بعد سنة سبعين وسبعمائة.
وقد أبان المؤلف في مقدمة الكتاب عن رغبته في وضع كتاب في تاريخ المدينة المنورة، حاويا كل الدرر
…
وانتخب ذلك من مصنفات كتب تنيف على المائتين.
ومن خلال القراءة والتتبع، والرصد الدقيق لهذا الكتاب الموسوعي، يلاحظ أن المادة العلمية والتاريخية والأدبية واسعة، تفوق المادة التي أودعها عمر بن شبه النميري، صاحب أول كتاب طبع في تاريخ المدينة المنورة، بل إن المرجاني في كتابه «بهجة النفوس والأسرار في تأريخ دار هجرة النبي المختار» انفرد بأبواب ضافية
(1)
، وهذا يكشف لنا عن أهمية الكتاب.
وكان المرجاني حريصا على استيفاء المسائل التي تناولها في كتابه، واجتهد في أن يجمع أكبر عدد من المصادر، تنوعت بتنوع الموضوعات التي عالجها في تاريخه، واستطاع أن يطوع المادة التي جمعها لخدمة الموضوع وتجليته.
ولهذا ترجع أهمية كتاب «بهجة النفوس والأسرار في تأريخ دار هجرة النبي المختار» إلى استقصائه واستيعابه وجمعه لشتى الأخبار التي تتعلق بأخبار وخطط المدينة المنورة حتى عصر المؤلف.
(1)
مثل ما ورد في الباب الأول، الثاني، الثالث، الخامس، السادس، التاسع.
وقد قسمت العمل إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول:
دراسة عن الكتاب، والمؤلف، ومنهج التحقيق.
القسم الثاني:
تحقيق متن الكتاب.
القسم الثالث:
الفهارس العامة للكتاب.
القسم الأول
دراسة عن الكتاب، والمؤلف، ومنهج التحقيق
وبمشيئة الله تعالى سوف أتناول في هذا القسم الأمور الآتية:
أولا - مصادر الكتاب.
ثانيا - محتويات الكتاب.
ثالثا - دراسة موجزة عن مؤلف الكتاب.
رابعا - فكرة تاريخية عن عصر المؤلف.
خامسا - عنوان ونسبة الكتاب إلى المؤلف.
سادسا - منهج المؤلف في الكتاب.
سابعا - الأصول المخطوطة للكتاب.
ثامنا - منهج التحقيق.
أولا - مصادر الكتاب
تتضح لنا أهمية كتاب «بهجة النفوس والأسرار في تأريخ دار هجرة النبي المختار» من خلال المصادر المتنوعة التي أشار إليها المؤلف في ثنايا تضاعيف الأخبار التي أوردها في كتابه، ولا سيما أن بعض المصادر والنصوص التي نقلها، واعتمد عليها، منقولة عن كتب خطية ما تزال مفقودة لدى الباحثين حتى اليوم، أو مخطوطة في دور الأرشيف التاريخي تنتظر النور، ولولاه بهذه النقول لاندثرت وضاعت مثل غيرها من الكتب التي فقدت في العالم الإسلامي إبان الغزو المغولي، فحافظت هذه النقول للأخبار على هذا
التراث التاريخي، وتلك فائدة كبرى يهتم بها الباحثون في الدراسات التاريخية، وتطور الكتابة في فن التاريخ في ديار الإسلام على حد سواء.
وحرص المرجاني على ذكر مصادره يدل على أمانته فيما يكتب، وهذه المصادر المتنوعة، تبرز لنا سعة إطلاع المؤلف وثقافته الإسلامية الواسعة.
والمصادر التي اعتمد عليها المرجاني من خلال الرصد الدقيق لأبواب وفصول الكتاب، ثلاثة أنواع:
أ - مصادر صرح فيها باسم الكتاب والمؤلف.
ب - مصادر صرح فيها باسم الكتاب فقط.
ج - مصادر صرح فيها باسم المؤلف فقط.
وكان المؤلف أمينا في الإعتماد على هذه المصادر، وقد وضح هذا من خلال مطابقة أسماء الكتب والمؤلفين بما ورد في كتب الفهارس المتخصصة، وأيضا في مقارنة المادة العلمية التي نقلها المؤلف عن هذه المصادر المتعددة، لكي يتضح للقاريء الكريم مدى المعاناة الشديدة في ضبط وتحقيق الآثار، والأخبار، والإشارات التاريخية، والنوادر، والفوائد التي أوردها المؤلف في ثنايا السطور وتضاعيف الأخبار في كتابه.
إن ضخامة هذا الكتاب، والمنهج الموسوعي الذي سار عليه المؤلف في كتابه، جعلته يتوسع في المصادر التي اعتمدها في معارف شتى في زمانه، ولذلك يكون للمرجاني فضل كبير في الإحتفاظ بنصوص كثيرة من كتب منشورة، أو مخطوطة، أو مفقودة.
وبمشيئة الله تعالى، سأذكر أمثلة لهذه المصادر، وبقية المصادر سترد في المتن المحقق مع الإشارة إليها في حواشي التحقيق، وهذه المصادر منها ما
هو في تاريخ المدينة المنورة ومكة المكرمة مثل:
* «تاريخ المدينة» محمد بن الحسن بن زبالة، المتوفى بعد سنة 199 هـ.
* «أخبار مكة» محمد عبد الله، أبو الوليد الأزرقي، المتوفى سنة 244 هـ.
* «فضائل المدينة» المفضل بن محمد، أبو سعيد الجندي، المتوفى سنة 308 هـ.
* «مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن» عبد الرحمن بن علي، أبو الفرج، المعروف بابن الجوزي، الواعظ والمحدث المفسر والمؤرخ، توفى في بغداد سنة 597 هـ
(1)
. وكتابه «مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن» مخطوط بمركز إحياء التراث الإسلامي، رقم 421 تاريخ.
* «الدرة الثمينة في تاريخ المدينة» محب الدين محمد بن محمود بن النجار، المتوفى سنة 647 هـ.
* «التعريف بما أنست دار الهجرة من معالم دار الهجرة» جمال الدين محمد بن أحمد المطري، المتوفى سنة 741 هـ.
ومنها كتب تتعلق بالسيرة النبوية، والمناقب، والأنساب، والتاريخ، والطبقات مثل:
* «سيرة ابن إسحاق» محمد بن إسحاق المطلبي، المتوفي سنة 151 هـ.
(1)
انظر: الذهبي: سير أعلام النبلاء 21/ 365 - 384، ابن العماد: شذرات الذهب 4/ 329.
* «مغازي الواقدي» محمد بن عمر، أبو عبد الله الواقدي، كان عالما بالمغازي والسير والفتوح والأخبار، مات في سنة 208
(1)
. وكتاب «المغازي للواقدي» طبع في بيروت 1966 م.
* «سيرة ابن هشام» عبد الملك بن هشام الحميري، المتوفي سنة 218 هـ.
* «الطبقات الكبرى» محمد بن سعد، أبو عبد الله الزهري، كاتب الواقدي وتلميذه، كان ثقة بأخبار الصحابة والتابعين، مات في سنة 231 هـ
(2)
. وكتاب «الطبقات الكبرى» طبع في دار صادر، بيروت (بدون تاريخ).
* «المعارف» عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، أبو محمد الكاتب، كان محدثا ثقة، مات في سنة 276 هـ
(3)
. وكتاب «المعارف» طبع بدار المعارف بالقاهرة 1969 م.
* «تاريخ الرسل والملوك» محمد بن جرير، أبو جعفر الطبري، كان حافظا وفقيها، خبيرا بأيام الناس، مات سنة 310 هـ
(4)
. وكتاب «تاريخ الرسل والملوك» المشهور بتاريخ الطبري، طبع بدار المعارف بالقاهرة 1387 هـ1967/ م.
(1)
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 3/ 3 - 12، ابن الجوزي: المنتظم 10/ 170 - 176، ياقوت: معجم الأدباء 18/ 277 - 278.
(2)
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 5/ 221 - 222، ابن الجوزي: المنتظم 11/ 161، ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 182.
(3)
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 170 - 171، ابن الجوزي: المنتظم 12/ 276 - 277.
(4)
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 2/ 162 - 169، ابن الجوزي: المنتظم 13/ 215، ابن العماد: شذرات الذهب 2/ 260.
* «مروج الذهب ومعادن الجوهر» علي بن الحسين، أبو الحسن المسعودي، كان اخباريا صاحب ملح ونوادر، مات في سنة 346 هـ
(1)
، وكتاب «مروج الذهب» طبع في بيروت 1402 هـ1982/ م.
* «حلية الأولياء وطبقات الأصفياء» أحمد بن عبد الله، أبو نعيم الأصبهاني، كان محدثا حافظا، مات في سنة 430 هـ
(2)
. وكتاب «حلية الأولياء» طبع في مطبعة الخانجي بالقاهرة 1387 هـ1967/ م.
* «تاريخ بغداد» أحمد بن علي، أبو بكر الخطيب البغدادي، المتوفي سنة 463 هـ.
* «الإستيعاب في معرفة الأصحاب» يوسف بن عبد الله، أبو عمر بن عبد البر القرطبي، كان محدثا ثقة، مات في سنة 463 هـ
(3)
. وكتاب «الاستيعاب
…
» طبع في مكتبة نهضة مصر بالقاهرة (بدون تاريخ).
* «الشفا بتعريف حقوق المصطفى» القاضي عياض بن موسى اليحصبي السبتي، أبو الفضل، عالم المغرب، مات في سنة 544 هـ
(4)
، وكتاب «الشفا
…
» طبع في مطبعة الحلبي بالقاهرة 1369 هـ1950/ م.
* «دلائل النبوة» أحمد بن الحسين، أبو بكر البيهقي، شيخ خراسان، كان محدثا ثقة، مات في سنة 458 هـ
(5)
. وكتاب «دلائل النبوة» طبع في
(1)
انظر: ياقوت: معجم الأدباء 13/ 90 - 94، الذهبي: سير أعلام 5/ 569، ابن تغري: النجوم الزاهرة 3/ 315.
(2)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 15/ 268، ابن العماد: شذرات الذهب 3/ 245.
(3)
انظر: الذهبي: سير أعلام 18/ 153 - 162، ابن العماد: شذرات الذهب 3/ 214.
(4)
انظر: ابن العماد: شذرات الذهب 5/ 99.
(5)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 16/ 97، ابن العماد: شذرات الذهب 3/ 304 - 305.
بيروت 1405 هـ1985/ م.
* «تاريخ دمشق» علي بن الحسن، أبو القاسم ابن عساكر الدمشقي، المتوفي سنة 571 هـ.
* «الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية» عبد الرحمن بن عبد الله السهيلي الأندلسي النحوي الحافظ، مات في سنة 581 هـ
(1)
. وكتاب «الروض الأنف
…
» طبع بالقاهرة 1387 هـ1967/ م.
* «المدهش» .
* «المنتظم في تاريخ الملوك والأمم» عبد الرحمن بن علي، أبو الفرج ابن الجوزي، المتوفي سنة 597 هـ. وكتاب «المدهش» طبع في بيروت 1973 م، وكتاب «المنتظم» طبع في بيروت 1412 هـ1992/ م.
* «وفيات الأعيان وأنباء الزمان» شمس الدين أحمد بن محمد المعروف بابن خلكان الإربلي، كان مؤرخا ثقة، مات في سنة 681 هـ
(2)
، وكتاب «وفيات الأعيان» طبع في بيروت 1398 هـ1978/ م.
* «لطائف المنن في مناقب المرسى أبي الحسن» كان من أشد خصوم شيخ الإسلام ابن تيمية، مات في سنة 709 هـ
(3)
. وكتاب «لطائف المنن
…
» طبع بالقاهرة 1974 م.
* «المختصر في أخبار البشر» إسماعيل بن علي، أبو الفداء عماد الدين، اشتغل بالعلوم وتفنن فيها، مات في سنة 732 هـ
(4)
. وكتاب «المختصر
(1)
انظر: ابن العماد: شذرات الذهب 4/ 271.
(2)
انظر: ابن العماد: شذرات الذهب 5/ 271.
(3)
انظر: ابن حجر: الدرر الكامنة 1/ 291 - 293.
(4)
انظر: ابن العماد: شذرات الذهب 6/ 98 - 99.
في أخبار البشر» طبع بالقاهرة 1325 هـ.
* «خلاصة سير سيد البشر» أحمد بن عبد الله، أبو جعفر محب الدين الطبري، حافظ وفقيه، من شيوخ الحرم المكي، مات في سنة 694 هـ
(1)
، وكتاب «خلاصة سير» طبع بمكة المكرمة 1412 هـ1992/ م.
ومنها كتب تتعلق بالحديث النبوي، والتفسير، والآثار مثل:
* «الموطأ» مالك بن أنس الأصبحي، أبو عبد الله المدني، إمام دار الهجرة، مات في سنة 179 هـ
(2)
، وكتاب «الموطأ» طبع بمطبعة الحلبي بالقاهرة 1951 م.
* «غريب الحديث» القاسم بن سلام، أبو عبيد الهروي، كان إماما حافظا، مات سنة 224 هـ
(3)
، وكتاب «غريب الحديث» طبع في مطبعة دائرة المعارف العثمانية بالهند، حيدرآباد - الدكن 1396 هـ1976/ م.
* «المسند» أحمد بن محمد بن حنبل، أبو عبد الله الشيباني، عالم بغداد وناصر السنة، مات في سنة 241 هـ
(4)
، وكتاب «المسند» طبع دار صادر، بيروت (بدون تاريخ).
(1)
تقي الدين الفاسي: العقد الثمين 3/ 61 - 66، ابن تغري: النجوم الزاهرة 8/ 74، ابن العماد: شذرات الذهب 5/ 425.
(2)
انظر ترجمته: البخاري: التاريخ الكبير 7/ 210، ابن قتيبة: المعارف ص 498 - 499، ابن الجوزي: المنتظم 9/ 42 - 45، الذهبي: سير أعلام 8/ 48 - 130.
(3)
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 403 - 416، ابن الجوزي: المنتظم 11/ 95 - 97، ياقوت: معجم الأدباء 16/ 254.
(4)
انظر ترجمته: الخطيب: تاريخ بغداد 4/ 416 - 423، ابن الجوزي: المنتظم 11/ 286، صفة الصفوة 2/ 336 - 359.
* «سنن الدارمي» عبد الله بن عبد الرحمن، أبو محمد الدارمي السمرقندي، كان محدثا ثقة، مات في سنة 255 هـ
(1)
، وكتاب «السنن» طبع ونشر دار إحياء السنة النبوية بالقاهرة (بدون تاريخ).
* «الجامع الصحيح» محمد بن إسماعيل، أبو عبد الله البخاري، صاحب الجامع الصحيح، مات في سنة 256 هـ
(2)
، وكتاب «الجامع الصحيح» مع الفتح، طبعة السلفية بالقاهرة - 138 هـ.
* «صحيح مسلم» مسلم بن الحجاج، أبو الحسين القشيري، مات في سنة 271 هـ
(3)
، وكتاب «صحيح مسلم» طبعة الحلبي بالقاهرة 1374 هـ 1955/ م.
* «سنن ابن ماجة» محمد بن يزيد القزويني، المعروف بابن ماجة، كان محدثا ثقة، مات في سنة 273 هـ
(4)
. وكتاب «السنن» طبعة الحلبي بالقاهرة 1372 هـ1952/ م.
* «سنن أبي داود» سليمان بن الأشعث، أبو داود السجستاني، كان محدثا ثقة، مات في سنة 275 هـ
(5)
، وكتاب «السنن» طبع بدار إحياء السنة النبوية بالقاهرة (بدون تاريخ).
* «تأويل مختلف الحديث» عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري،
(1)
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 29 - 32، ابن الجوزي: المنتظم 12/ 92.
(2)
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 2/ 6، ابن الجوزي: المنتظم 12/ 113 - 119.
(3)
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 100، ابن الجوزي: المنتظم 21/ 171 - 172، ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 126.
(4)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 12/ 258، ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 530 - 531.
(5)
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 55 - 59، ابن الجوزي: المنتظم 12/ 268، ابن حجر: تهذيب التهذيب 4/ 169 - 173.
المتوفي سنة 276 هـ، وكتاب «تأويل مختلف الحديث» طبع بالقاهرة 1386 هـ1966/ م.
* «جامع البيان في تأويل القرآن» - تفسير الطبري - محمد بن جرير، أبو جعفر الطبري، المتوفي سنة 310 هـ، وتفسير الطبري طبعة الحلبي بالقاهرة 1388 هـ1968/ م.
* «الغيلانيات» محمد بن عبد الله، أبو بكر الشافعي، كان محدثا ثقة، مات في سنة 354 هـ
(1)
. وهو صاحب كتاب «الفوائد المنتخبة العوالي عن الشيوخ» المشهور بالغيلانيات، مخطوط بالمتحف البريطاني، ودار الكتب المصرية بالقاهرة.
* «عمل اليوم والليلة» أحمد بن محمد، أبو بكر الدينوري المعروف بابن السني، كان محدثا مشتغلا بالسنة، مات في سنة 364 هـ
(2)
. وكتاب «عمل اليوم والليلة» طبع بالقاهرة 1389 هـ1969/ م:
* «معرفة علوم الحديث» محمد بن عبد الله، أبو عبد الله الحاكم النيسابوري، كان محدثا فاضلا، مات في سنة 405 هـ
(3)
. وكتاب «المستدرك» نشر بالرياض 1968 م، وكتاب «معرفة علوم الحديث» نشر المكتب التجاري، بيروت (بدون تاريخ).
* «السنن الكبرى» أحمد بن الحسين، أبو بكر البيهقي، المتوفي سنة
(1)
انظر: ابن العماد: شذرات الذهب 3/ 16، الزركلي: الأعلام 6/ 224.
(2)
انظر: ابن العماد: شذرات الذهب 4/ 47 - 48.
(3)
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 5/ 472، ابن الجوزي: المنتظم 15/ 109 - 110.
458 -
هـ. وكتاب «السنن الكبرى» طبع بدائرة المعارف العثمانية بالهند، حيدرآباد، الدكن 1344 هـ.
* «فردوس الأخبار بمأثور الخطاب» شيرويه بن شهر، أبو شجاع الهمداني، مؤرخ من علماء الحديث، مات في سنة 509 هـ، وكتاب «فردوس الأخبار» مخطوط جزء منه في شستربتي رقم 3037
(1)
.
* «شعب الإيمان» عبد الجليل بن موسى الأنصاري، أبو محمد القصري، كان مفسرا، مات في سنة 608 هـ
(2)
. وكتاب «شعب الإيمان» مخطوط في خزانة الرباط رقم 208 أوقاف.
* «الجامع لأحكام القرآن» - تفسير القرطبي - محمد بن أحمد، أبو عبد الله القرطبي، من كبار المفسرين، مات بمصر في سنة 671 هـ
(3)
. وكتاب «الجامع» طبع بالرياض 1372 هـ1952/ م.
* «بهجة النفوس وتحليها بمعرفة ما لها وما عليها» عبد الله بن سعد بن أبي حمزة الأندلسي، أبو محمد، كان محدثا، مات في سنة 699 هـ
(4)
.
وكتاب «بهجة النفوس» شرح مختصر صحيح البخاري، طبع بالقاهرة 1348 هـ.
* «الفتوحات الربانية» عبد الله بن محمد بن عبد الملك، أبو محمد المرجاني، له علم بالتفسير، أملى فيه دروسا جمعها ابن السكري سماها
(1)
انظر: الذهبي: سير أعلام 19/ 294، الزركلي: الأعلام 3/ 183.
(2)
انظر: الزركلي: الأعلام 3/ 276.
(3)
انظر: الزركلي: الأعلام 6/ 217 - 218.
(4)
انظر: كحالة: معجم المؤلفين 6/ 40.
«الفتوحات الربانية» مخطوط في التيمورية، ومات في سنة 699 هـ
(1)
.
ومنها كتب تتعلق بعلوم الفلك مثل:
* «السر المكتوم في مخاطبة النجوم» محمد بن عمر، أبو عبد الله فخر الدين الرازي، كان مفسرا، عالما في علوم الأوائل، مات في سنة 606 هـ
(2)
، وكتاب «السر المكتوم» مخطوط.
ومنها كتب تتعلق بالمواعظ والرقائق مثل:
* «سبل الخيرات» يحيى بن نجاح الأموي، أبو الحسين القرطبي، كان فقيها، مات بمصر سنة 422 هـ، وله كتاب «سبل الخيرات» في المواعظ والوصايا، مخطوط
(3)
.
* «إحياء علوم الدين» محمد بن محمد، أبو حامد الغزالي، صاحب كتاب «إحياء علوم الدين» ، مات في سنة 505 هـ
(4)
، وكتاب «الإحياء» طبع بمطبعة عالم الكتب دمشق (بدون تاريخ).
* «سلوة الأحزان» عبد الرحمن بن علي، أبو الفرج، المعروف بابن الجوزي، المتوفي سنة 597 هـ، وكتاب «سلوة الأحزان» طبع بالأسكندرية 1970 م.
* «مصباح الظلام» محمد بن موسى، أبو عبد الله شمس الدين بن
(1)
انظر: ابن العماد: شذرات الذهب 5/ 451، حاجي خليفة: كشف الظنون 2/ 1237، الزركلي: الأعلام 4/ 125.
(2)
انظر: ابن العماد: شذرات الذهب 5/ 21، الزركلي: الأعلام 6/ 313.
(3)
انظر: الزركلي: الأعلام 8/ 174.
(4)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 17/ 124 - 127، الذهبي: سير أعلام 19/ 322 - 346.
النعمان التلمساني، من علماء المالكية، مات سنة 683 هـ، وكتاب «مصباح الظلام» مخطوط
(1)
في شستربتي رقم 3677.
ومنها ما يتعلق بالطب مثل:
* «المغني في تدبير الأمراض» سعيد بن هبة الله، أبو الحسن، طبيب واسع الإطلاع، من أهل بغداد، مات في سنة 495 هـ، وكتاب «المغني» مخطوط في استانبول، وشستربتي رقم 3978
(2)
.
ومنها ما يتعلق بالفقه مثل:
* «مدونة ابن القاسم» عبد الرحمن بن القاسم، أبو عبد الله العتقي المصري، فقيه تفقه على الإمام مالك، مات في سنة 191 هـ
(3)
، ومدونة ابن القاسم طبع بالقاهرة.
* «المختار في فروع الحنفية» مجد الدين عبد الله بن محمود الموصلي، أبو الفضل، فقيه حنفي، مات في سنة 683 هـ، وكتاب «المختار» مخطوط في شستربتي رقم 4360
(4)
.
ومنها ما يتعلق بالمفردات اللغوية ومعاجم اللغة والبلدان، مثل:
*أدب الكاتب» عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، المتوفي سنة 276 هـ، وطبع كتاب «أدب الكاتب» في مؤسسة الرسالة، بيروت 1405 هـ/ 1985 م.
(1)
ابن العماد: شذرات الذهب 5/ 384، حاجي خليفة: كشف الظنون 2/ 1706، الزركلي: الأعلام 7/ 118.
(2)
انظر: ابن العماد: شذرات الذهب 3/ 402، الزركلي: الأعلام 3/ 156.
(3)
انظر: السيوطي: حسن المحاضرة 1/ 303، ابن العماد: شذرات الذهب 1/ 329.
(4)
انظر: حاجي خليفة: كشف الظنون 2/ 1622، الزركلي: الأعلام 4/ 135.
* «الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية» إسماعيل بن حماد أبو نصر الجوهري، أحد أئمة اللغة، مات في سنة 393 هـ
(1)
، وطبع كتاب «الصحاح» بدار العلم، بيروت 1404 هـ1984/ م.
* «مقاييس اللغة» أحمد بن فارس، أبو الحسين اللغوي، أحد أئمة اللغة، مات في سنة 395 هـ
(2)
، وطبع كتاب «مقاييس اللغة» بمطبعة الخانجي بالقاهرة 1402 هـ1981/ م.
* «معجم ما استعجم» عبد الله بن عبد العزيز، أبو عبيد البكري الأندلسي، كان إماما لغويا إخباريا، مات في سنة 487 هـ
(3)
، والكتاب طبع في مطبعة عالم الكتب، بيروت (بدون تاريخ).
هذه المصادر المتنوعة، التي اعتمد عليها المرجاني في كتابه، توضح لنا القيمة العلمية للكتاب
…
وتبرز لنا سعة إطلاع المؤلف، ومدى ثقافته الإسلامية الواسعة، وتظهر لنا مدى ما انطوى عليه الكتاب أخبار تاريخية منذ عهد النبوة، حتى عصر المؤلف.
ثانيا - محتويات الكتاب
رتب المؤلف كتابه ترتيبا موضوعيا من مقدمة وعشرة أبواب كبرى، معنونة بعناوين واضحة ومناسبة لموضوع الكتاب، ويندرج تحت كل باب فصول متعددة، تتصل اتصالا مباشرا بعنوان الباب، مما يدل على حسن
(1)
انظر: السيوطي: بغية الوعاة 1/ 446 - 448، ابن العماد: شذرات الذهب 3/ 142.
(2)
انظر: السيوطي: بغية الوعاة 1/ 352.
(3)
انظر: السيوطي: بغية الوعاة 2/ 49.
العرض والتبويب، ومدى فهم المؤلف لموضوع الكتاب، وسلامة المنهج، وحسن إخراج الكتاب.
والباب الأول بعنوان:
في ذكر حد قطر المدينة، وذكر أسمائها، وأول ساكنيها.
والباب الثاني بعنوان:
في ذكر فتح المدينة الشريفة، وذكر فضائلها، وتحريمها، وتحديد حدود حرمها، وحكم الصيد فيها.
والباب الرابع بعنوان:
في ذكر أودية المدينة الشريفة، وآبارها المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفضل جبل أحد، وفضل الشهداء عنده.
والباب الخامس بعنوان:
في ذكر إجلاء بني النضير من المدينة، وحفر الخندق، وقتل بني قريظة بالمدينة.
الباب السادس بعنوان:
في ذكر مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفضله، وما زيد فيه، أو نقص منه إلى هذا التاريخ.
الباب السابع بعنوان:
في ذكر المساجد التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم المعروفة بالمدينة الشريفة
وغيرها.
الباب الثامن بعنوان:
في ابتداء خلقه صلى الله عليه وسلم وشرف نسبه، وطهارة مولده، وذكر أسمائه، وذكر وفاته، ووفاة صاحبيه، أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وذكر نبذ من فضائلهما.
الباب التاسع بعنوان:
في حكم زيارة النبي صلى الله عليه وسلم وفضلها، وكيفيتها، وحكم الصلاة والسلام على النبي، وفرض ذلك، وكيفيته، وفضيلته، والتوسل به إلى الله عز وجل، وإثبات حياته صلى الله عليه وسلم، وحرمته، وذكر ما شوهد في حرمه وحجرته من العجائب، أو رأى بها من الغرائب.
الباب العاشر بعنوان:
في ذكر بقيع الغرقد، وفضله، وكيفية زيارته، والحض على زيارة القبور مطلقا، وذكر من يعرف به من أهل البيت والصحابة وغيرهم.
ثالثا: دراسة موجزة عن مؤلف الكتاب.
مما يدعو إلى الاستغراب أننا لا نجد في كتب التراجم شيئا عن المؤلف، عدا ما جاء في «العقد الثمين»
(1)
لتقي الدين الفاسي، وفي «التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة»
(2)
لشمس الدين السخاوي، وفي «قلادة النحر
(1)
انظر: تقي الدين الفاسي: العقد الثمين 5/ 203.
(2)
انظر: شمس الدين السخاوي: التحفة اللطيفة 2/ 56.
في وفيات أعيان الدهر»
(1)
لمحمد الطيب باخرمة، وفي الأوراق الملحقة في نهاية مصورة مخطوط الحرم المكي لكتاب «بهجة النفوس والأسرار في تأريخ دار هجرة النبي المختار»
(2)
للمؤلف.
ويلاحظ أن ترجمة المؤلف التي وردت في «العقد الثمين» لتقي الدين الفاسي، جاءت مطابقة لما ورد في المصادر الأخرى، بمعنى أنها منقولة عن «العقد الثمين» ، كما يلاحظ أيضا أن ترجمة المؤلف التي وردت في هذه المصادر - بصفة عامة - جاءت مقتضبة لا تشفي غليل البحث، وهي لا تتعدى اسمه، وكنيته، وعمله، وتسمية بعض الكتب التي صنفها، ومن بينها الكتاب موضوع التحقيق.
ولا نعرف لماذا أغفلت المصادر - التي بين أيدينا - ذكره، فلم تترجم له بطريقة ضافية، فهل كان ذلك مقصودا لعوامل نجهلها؟ أم أن المؤلف لم يكن بتلك الدرجة من الشهرة والمنزلة في ميدان العلم والتأليف بحيث لا يستحق أن تنوه به الكتب وأن تترجم له بطريقة ضافية؟
وقد يكون سبب عدم شهرة المؤلف أنه كان يؤثر العزلة في حياته، ولعله كان مرهقا في مهنته الخاصة في تعليم القرآن الكريم وإقرائه للأولاد الأيتام
(3)
، وقد آثرها على الكسب من تقربه إلى ذوي السلطان، فلم يطرق أبوابهم، أو يتردد على مجالسهم، فابتعد بذلك عن مجالس الإشتهار.
وبمشيئة الله تعالى سوف أتناول المسائل الآتية في حياة المؤلف:
(1)
انظر: باخرمة: قلادة النحر، مخطوط بمركز إحياء التراث، تاريخ رقم 1150 ق 163.
(2)
انظر: المرجاني: بهجة النفوس، مخطوط بمركز إحياء التراث، تاريخ رقم 79، أوراق ملحقة (ق 1).
(3)
انظر: المرجاني: بهجة النفوس، مخطوط بمركز إحياء التراث، تاريخ رقم 79، أوراق ملحقة (ق 5).
اسمه ونسبه:
هو الشيخ أبو محمد عبد الله بن عبد الملك بن الشيخ أبي محمد عبد الله بن محمد بن محمد البكري
(1)
القرشي التونسي الأصل، الأسكندري المولد، المكي الدار، المعروف بالمرجاني
(2)
، الملقب ب «عفيف الدين»
(3)
.
مولده:
لم تصرح المصادر التي بين أيدينا بتاريخ مولده، وإنما أشارت فقط، أنه ولد بالأسكندرية
(4)
.
نشأته:
ينتمي عفيف الدين المرجاني إلى أسرة معروفة، ومشهورة بالعلم والتقوى والصلاح، فوالده عبد الملك بن عبد الله بن محمد بن محمد البكري، أبو مروان، المعروف بالمرجاني، التونسي الأصل نزيل مكة، وصحب الشيخ
(1)
كما ورد في نهاية مصورة مخطوط الحرم المكي، تاريخ رقم 79 (ق 2) - ترجمة والد المؤلف ما نصه: «رأيت بخط العلامة جار الله بن فهد المكي ما نصه: عبد الملك بن عبد الله بن محمد بن محمد ابن محمد بن يوسف بن إسماعيل بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق القرشي البكري.
(2)
انظر: تقي الدين الفاسي: العقد الثمين 5/ 203، السخاوي: التحفة اللطيفة 2/ 56، بامخرمة: قلادة النحر، مخطوط بمركز إحياء التراث رقم 1150 تاريخ (ق 163)، أوراق ملحقة في نهاية مصورة الحرم المكي رقم 79 تاريخ (ق 1).
(3)
يلاحظ أن لقبه «عفيف الملة والدين» ورد مثبتا على غلاف مصورة «لالى بتركيا» رقم 1125 تاريخ - مركز إحياء التراث، وأن لقبه «عفيف الدين» ورد في «تاريخ المدينة» لقطب الدين النهرواني، مخطوط بمركز إحياء التراث رقم 166 تاريخ (ق 27،30،31،46،54).
(4)
انظر: تقي الدين الفاسي: العقد الثمين 5/ 203، السخاوي: التحفة اللطيفة 2/ 56، بامخرمة: قلادة النحر، مخطوط بمركز إحياء التراث رقم 1150 تاريخ (ق 163)، أوراق ملحقة في نهاية مصورة الحرم المكي بمركز إحياء التراث رقم 1150 تاريخ (ق 1).
نجم الدين الأصبهاني
(1)
، وروى عنه، ومولده بتونس سنة أربع وثمانين وستمائة، وتوفي يوم الخميس سابع عشر جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وسبعمائة بمكة، ودفن بالمعلاة
(2)
.
أما جده فهو: أبو محمد عبد الله بن محمد القرشي البكري المرجاني، التونسي، الإمام، القدوة، الواعظ المفسر، ذو الفنون، أحد الأعلام، كان عالما بمذهب الإمام مالك، ورأسا في التفسير، وعالما بالحديث، قدم مصر، وذكر بها واشتهر، ومات بتونس في ربيع الثاني سنة تسع وتسعين وستمائة
(3)
.
في بيئة عرفت بالعلم، نشأ بمكة «عفيف الدين المرجاني» ، وكان ينتمي إلى دين وصلاح، ويشتغل بتعليم القرآن الكريم للأولاد والأيتام، ينام بحرم الله الشريف بمكة المكرمة، وهو مع ذلك في العلم، والفضل، والأدب، ولطافة الثياب والشأن، مع الحشمة والرياسة والسعادة والغنى عن الحاجة لما في أيدي الناس من الدنيا والمتاع
(4)
.
(1)
عبد الله بن محمد نجم الدين الأصبهاني، نزيل مكة، كان شيخا جليلا، فاضلا، تفقه على مذهب الشافعي وبرع في علم الأصول، مات بمكة في جمادى الآخرة سنة (721 هـ).
انظر: تقي الدين الفاسي: العقد الثمين 5/ 271 - 277، ابن العماد: شذرات الذهب 6/ 55.
(2)
انظر: تقي الدين الفاسي: العقد الثمين 5/ 503 - 506، ابن فهد: إتحاف الورى 3/ 262، أوراق ملحقة في نهاية مصورة الحرم المكي بمركز إحياء التراث رقم 79 تاريخ (ق 2).
(3)
انظر: مخطوط «بهجة النفوس» للمؤلف، مصورة الحرم المكي، بمركز إحياء التراث رقم 79 تاريخ (ق 30) الباب الثامن، الفصل التاسع، أوراق ملحقة في نهاية مصورة الحرم المكي، مركز إحياء التراث رقم 79 تاريخ (ق 3)، ابن الملقن: طبقات الأولياء ص 441، ابن العماد: شذرات الذهب 5/ 451.
(4)
انظر: أوراق ملحقة في نهاية مصورة الحرم المكي بمركز إحياء التراث رقم 79 تاريخ (ق 2).
شيوخه:
لم تصرح المصادر التي بين أيدينا - التي ترجمت للمؤلف - بأسماء الشيوخ الذين تلقى عليهم العلم، فإذا رجعنا إلى الترجمة التي أوردها «تقي الدين الفاسي» عن المؤلف، وبعد أن ذكر اسمه قال: «وسمع من
…
»
(1)
هكذا بياض في أصل كتاب «العقد الثمين لتقي الدين الفاسي» ، وقد نقل «بامخرمة في قلادة النحر» ما أورده تقي الدين الفاسي بتمامه، فقد ذكر اسمه، ثم أورد عبارة تقي الدين الفاسي «سمع من
…
»
(2)
.
فالمصادر التي بين أيدينا - التي ترجمت للمؤلف - لم تصرح بأسماء شيوخه وتلاميذه، وكل ما وقفت عليه من خلال قراءة كتاب «بهجة النفوس» للمؤلف، ذكر في (ق 238) الفصل التاسع من الباب الثامن، وهو يتحدث عن نقش خاتم أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال المؤلف: «سمعت من الأستاذ الكبير ابن سيد الناس
…
».
ومعنى ذلك أن المؤلف سمع من ابن سيد الناس، ولذا اعتبرته ممن سمع عنه.
وابن سيد الناس هو: محمد بن محمد بن محمد بن يحيى اليعمري، فتح الدين، أبو الفتح، المعروف ب «ابن سيد الناس» الأندلسي الأصل، المصري، الإمام الحافظ، والأديب البارع، ولي درس الحديث بالظاهرية وغيرها، وألف السيرة النبوية، وسماها «عيون الأثر في فنون المغازي والسير» ، توفي في شعبان سنة أربع وثلاثين وسبعمائة
(3)
.
(1)
انظر: تقي الدين الفاسي: العقد الثمين 5/ 203.
(2)
انظر: بامخرمة: قلادة النحر، بمركز إحياء التراث رقم 1125 تاريخ (ق 163).
(3)
انظر: ابن حجر: الدرر الكامنة 4/ 330 - 335، تقي الدين الفاسي: ذيل التقييد 1/ 414 - 440. السيوطي: حسن المحاضرة 1/ 358، ابن العماد: شذرات الذهب 6/ 108.
وفاته:
لم نعثر حتى الآن على نص صريح يحدد لنا وفاة المؤلف، وقد أشارت المصادر التي بين أيدينا - والتي ترجمت للمؤلف - أنه توجه إلى بلاد المغرب بعد سنة سبعين وسبعمائة، ورحل إلى تونس ثم دخل بلاد المغرب، وانقطع عنا خبره
(1)
.
ولهذا يمكن القول بأن المؤلف: مات بعد سنة سبعين وسبعمائة (770 هـ).
وما ذكره أحد الباحثين في جريدة المدينة المنورة «أن مولده كان في سنة أربع وعشرين وسبعمائة، وأن وفاته كانت في سنة إحدى وثمانين وسبعمائة»
(2)
بعيد عن الصواب، لأنه لم يعتمد على نص صريح في تحديد سنتي ميلاده ووفاته، ولذك اضطرب الأمر بين يديه، فنسب تاريخا شقيق المؤلف إلى المؤلف كما أجمعت المصادر التي ترجمت لشقيق المؤلف، وهو:
محمد بن عبد الملك بن عبد الله المرجاني، يقول تقي الدين الفاسي
(3)
: «ووجد بخط شيخنا ابن سكر
(4)
أنه ولد في سنة أربع وعشرين وسبعمائة، وتوفي في شوال سنة إحدى وثمانين وسبعمائة، ودفن بالجبل الذي يقال أن فيه عبد الله بن
(1)
انظر: تقي الدين الفاسي: العقد الثمين 2/ 204، السخاوي: التحفة اللطيفة 2/ 56، بامخرمة: قلادة النحر، مخطوط بمركز إحياء التراث رقم 1150 تاريخ (ق 163)، أوراق ملحقة في نهاية مصورة الحرم المكي بمركز إحياء التراث رقم 79 تاريخ (ق 2).
(2)
بحث نشر في جريدة المدينة المنورة، ملحق التراث، الخميس 23 شوال 1413 هـ15/ أبريل 1993 م، العدد (9466).
(3)
راجع كتابه: العقد الثمين 2/ 127، وذيل التقييد 1/ 284، وانظر أيضا: ابن حجر: أنباء الغمر 1/ 324، ابن فهد: إتحاف الورى 3/ 353، ابن العماد: شذرات الذهب 6/ 272.
(4)
محمد بن علي البكري المصري، شمس الدين، أبو عبد الله، المعروف ب «ابن سكر» ، نزيل مكة الحنفي، كان محدثا وفقيها، مات بمكة سنة (801 هـ).
انظر: تقي الدين الفاسي: العقد الثمين 2/ 201 - 205.
عمر»
(1)
.
وهذا ما أورده كل من ابن حجر
(2)
، وابن فهد
(3)
، وابن العماد
(4)
، وبذلك يتبين لنا أن الذي توفي في سنة إحدى وثمانين وسبعمائة، هو: محمد بن عبد الملك المرجاني، شقيق المؤلف وليس المؤلف، وأن الباحث المذكور قد التبست عليه هذه الحقيقة.
آثاره:
اشتغل عفيف الدين المرجاني في فنون من العلم وبرع في معرفة الأوفاق والحروف
(5)
، وكان له من المؤلفات:
(1)
عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي، أبو عبد الرحمن، كان من أهل الورع والعلم، شديد التحري والإحتياط في فتواه، مات بمكة سنة ثلاث وسبعين. ويقول تقي الدين الفاسي بشأن تحديد موضع دفنه:«ولم يختلفوا أنه توفي بمكة، ولكن اختلفوا في موضع قبره، فقيل: بذي طوى في مقبرة المهاجرين، وقيل: بالمحصب، وقال بعض الناس: بفخ، والصحيح أنه دفن بالمقبرة العليا عند ثنية أذاخر، ولا يصح بوجه ما يقوله الناس من أنه مدفون بالجبل الذي بالمعلاة» . انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 950 - 953، ابن الجوزي: المنتظم 6/ 333 - 337، تقي الدين الفاسي: العقد الثمين 5/ 215 - 217.
(2)
في كتابه: إنباء الغمر 1/ 324.
(3)
في كتابه: إتحاف الورى 3/ 353.
(4)
في كتابه: شذرات الذهب 6/ 272.
(5)
انظر: أوراق ملحقة في نهاية مصورة الحرم المكي لكتاب بهجة النفوس، بمركز إحياء التراث رقم 79 تاريخ (ق 1).
وعن علم الحروف والأسماء يقول صاحب كشف الظنون: «قال الشيخ داود الأنطاكي: وهو علم باحث عن خواص الحروف إفرادا وتركيبا، وموضوعه الحروف الهجائية، ومادته الأوفاق والتراكيب، وصورته تقسيمها كما وكيفيا، وتأليف الأقسام وما ينتج منها، وقال ابن خلدون: علم أسرار الحروف وهو المسمى لهذا العهد بالسيمياء» ثم أورد صاحب كشف الظنون أهم الكتب المصنفة في هذا العلم، ولم يذكر أي كتب للمرجاني في علم الحروف والأسماء.
انظر: حاجي خليفة: كشف الظنون 1/ 650 - 651.
*شرح أسماء الله الحسنى
(1)
.
*التصريف
(2)
.
*أسماء أئمة العلم والأعيان
(3)
.
*مختصر التاريخ من آدم إلى زمنه
(4)
.
*سمط اللآلي الدرية وأسلوب الجواهر البحرية
(5)
.
هذا بالإضافة إلى كتابه المشهور، موضوع التحقيق:
*بهجة النفوس والأسرار في تاريخ دار هجرة النبي المختار».
رابعا: فكرة تاريخية عن عصر المؤلف.
1 - إحياء الخلافة العباسية في القاهرة:
شهد القرن السابع والثامن الهجري تحولات جذرية في الحياة السياسية للدولة الإسلامية، ففي صفر سنة ست وخمسين وستمائة سقطت بغداد في أيدي
(1)
ورد ذكر اسم الكتاب في الأوراق الملحقة في نهاية مصورة الحرم المكي لكتاب بهجة النفوس، مركز إحياء التراث رقم 79 تاريخ (ق 2) ولم يرد ذكر له في مصادر أخرى.
(2)
ورد ذكر اسم الكتاب في الأوراق الملحقة في نهاية مصورة الحرم المكي لكتاب بهجة النفوس، مركز إحياء التراث رقم 79 تاريخ (ق 2) ولم يرد ذكر له في مصادر أخرى.
(3)
ورد ذكر اسم الكتاب في الأوراق الملحقة في نهاية مصورة الحرم المكي لكتاب بهجة النفوس، مركز إحياء التراث رقم 79 تاريخ (ق 2) ولم يرد ذكر له في مصادر أخرى.
(4)
ورد ذكر اسم الكتاب في الأوراق الملحقة في نهاية مصورة الحرم المكي لكتاب بهجة النفوس، مركز إحياء التراث رقم 79 تاريخ (ق 2) ولم يرد له ذكر في مصادر أخرى.
(5)
ورد ذكر اسم الكتاب في متن كتاب بهجة النفوس، عن مصورة الحرم المكي، مركز إحياء التراث رقم 79 تاريخ (ق 174).
التتار، وقتل الخليفة المستعصم بالله
(1)
، فشغر كرسي الخلافة، ولم يجرؤ واحد من حكام المسلمين على إعادة الخلافة إلى سابق عهدها، حيث تقوقع كل منهم في دويلته، وشغل بمقاومة الأخطار الخارجية، خاصة تلك التي يبيتها التتار والصليبيون، وظل الأمر كذلك حتى اعتلى الظاهر بيبرس
(2)
السلطنة في مصر سنة 658 هـ، فبعد توطيد سلطانه بقمع الفتن الداخلية، بادر سلطان مصر إلى إحياء الخلافة العباسية في القاهرة، لإيجاد سند شرعي لسلطنته ضد أعدائها في الداخل والخارج، يكسبها مركزا مرموقا حتى تبدو حامية حمى الإسلام والمسلمين، وإذا لم يكن الظاهر بيبرس أول من فكر في نقل الخلافة العباسية إلى القاهرة
(3)
، فإنه أول من نجح في
(1)
المستعصم بالله، أبو أحمد عبد الله، آخر خلفاء بني العباس بالعراق، تولى الخلافة في سنة 640 هـ، وكان حليما كريما، قتله التتار في المحرم سنة 656 هـ.
انظر: ابن كثير: البداية 13/ 211 - 216، الذهبي: العبر 3/ 280 - 281، السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 464 - 472.
(2)
السلطان ركن الدين، أبو الفتوح بيبرس التركي البندقداري، ثم الصالحي، صاحب مصر والشام، ولي السلطنة في سنة 658 هـ، وكان غازيا مجاهدا، مات في سنة 676 هـ.
انظر: ابن كثير: البداية 13/ 274 - 277، الذهبي: العبر 3/ 331، ابن العماد: شذرات الذهب 5/ 350.
(3)
فقد فكر الملك الناصر يوسف، صاحب الشام في إحياء الخلافة العباسية أوائل سنة 658 هـ، لما علم أن أميرا عباسيا يدعى أبا العباس أحمد، هرب من بغداد عند عيسى بن مهنا أمير آل فضل، ويريد القدوم إلى دمشق، لكن إجتياح التتار للشام، صرف الناصر يوسف عن مشروعه، كما عمد قطز إلى تحقيق الفكرة نفسها، لما علم بخبر أبي العباس أحمد - المذكور - غداة إنتصاره على التتار في عين جالوت - رمضان 658 هـ - وطلب من عيسى بن مهنا إنفاذ المذكور إلى مصر لتنصيبه خليفة وإعادته إلى بغداد، غير أن الأجل لم يمهد قطز حتى يحقق هدفه. انظر: ابن أبي الفضائل: النهج السديد ص 93، السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 478 - 479، فمهما يقال أن بعض الحكام المسلمين في بلاد الشام ومصر قد فكروا في إحياء الخلافة قبل بيبرس، فإن هذه المشروعات لم تتحقق، فضلا عن أن أحدها لم يتجه نحو التفكير في إحياء الخلافة العباسية في القاهرة بالذات، مما ضمن للظاهر بيبرس في التاريخ فخر تنفيذ الفكرة عمليا من ناحية، وفخر ربط الخلافة العباسية في ذلك الدور الجديد من أدوار تاريخها بمصر والقاهرة من ناحية أخرى.
انظر: سعيد عاشور: العصر المملوكي ص 355.
تحقيق تلك الفكرة
(1)
، فما أن جلس على كرسي السلطنة، حتى ورد إليه كتاب من نائبه في الشام، بأن رجلا قدم دمشق يدعى أنه أبو القاسم أحمد ابن الظاهر بالله محمد بن الناصر لدين الله أحمد العباسي، وأنه فر من سجنه في بغداد إثر سقوطها سنة 656 هـ، نزل عند عرب بني خفاجة
(2)
، ويود الحضور إلى السلطان، فكتب السلطان إلى نائب الشام بخدمته حتى يصل إلى مصر
(3)
.
ولما وصل أبو القاسم أحمد إلى القاهرة، خرج السلطان لإستقباله في موكب حافل يوم الخميس تاسع رجب سنة 659 هـ، وأنزله في قلعة الجبل، وبالغ في إكرامه وإقامة نظامه
(4)
.
وفي يوم الإثنين الثالث عشر من رجب عقد السلطان مجلسا عاما بالقلعة حضره قاضي القضاة، والعلماء، والأمراء، ووجوه الناس، وفيهم الشيخ عز الدين ابن عبد السلام
(5)
، فمثل الجميع بحضرة الإمام العباسي، وبعد أن شهد جماعة من العربان والبغاددة - الذين قدموا معه - بصحة نسبه، وأثبت قاضي
(1)
انظر: سعيد عاشور: العصر المماليكي ص 355.
(2)
وهم بنو خفاجة بن عمرو بن عقيل، انتقلوا إلى العراق والجزيرة، وهم أمراء العراق. انظر: القلقشندي: نهاية الأرب ص 246 - 247.
(3)
انظر: ابن عبد الظاهر: الروض ص 99، اليونيني: ذيل مرآة الزمان 2/ 94 - 98، النويري: نهاية الأرب 28/ 18.
(4)
انظر ابن كثير: البداية والنهاية 13/ 231، السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 477.
(5)
عبد العزيز بن عبد السلام، أبو محمد السلمي الدمشقي الشافعي، المعروف بعز الدين ابن عبد السلام، والملقب بسلطان العلماء، برع في الفقه والأصول والعربية، ودرس وأفتى وصنف، وبلغ رتبة الاجتهاد، وانتهت إليه رياسة المذهب مع الورع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصلابة في الدين، مات بالقاهرة سنة 660 هـ.
انظر: الذهبي: العبر 3/ 299، ابن العماد: شذرات الذهب 5/ 301.
القضاة تلك الشهادات، بايع الإمام أحمد بالخلافة، فتبعه السلطان بيبرس مبايعا له على العمل بكتاب الله وسنة رسوله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله، وأخذ أموال المسلمين بحقها، وصرفها في مستحقها، ثم تلاه جميع الحضور مبايعين، ولقب بلقب أخيه «المستنصر بالله» ولما تمت البيعة، قلد الخليفة السلطان بيبرس «البلاد الأسلامية وما يضاف إليها، وما سيفتحه الله على يديه من بلاد الكفار» ، فكتب السلطان بذلك إلى نوابه بجميع المماليك، وطلب منهم مبايعة الخليفة، والخطبة باسمه على المنابر، كما نقش اسمه على العملة معه، وتلقب «بقسيم أمير المؤمنين»
(1)
.
وهكذا تحقق للسلطان بيبرس ما أراد من تثبيت دعائم ملكه، وإحاطة سلطنته بهالة من العظمة والهيبة داخل مصر وخارجها بوصفه سلطانا شرعيا من ناحية، وتحويل مصر من مجرد سلطنة تابعة للخلافة إلى مركز لها يوجه العالم الإسلامي من ناحية أخرى.
ويبدو أن سلطان مصر قد تخوف من إقامة الخليفة بجانبه في مصر بوصفه صاحب السلطة الدينية التي تتعلق بها قلوب الكافة، فعمل على التخلص من ممثل تلك السلطة - بعد أن حقق لنفسه ما أراد - فأغرى الخليفة بالخروج إلى بغداد بزعم استرجاعها من التتار، ولم يصحبه سوى ثلثمائة فارس في مسيره لمحاربة التتار في معركة غير متكافئة بعد
(1)
انظر: ابن عبد الظاهر: الروض ص 100، الذهبي: العبر 5/ 258،259، السيوطي: حسن المحاضرة 2/ 53، تاريخ الخلفاء ص 477، ابن العماد: شذرات الذهب 5/ 297، غير أن أبا الفدا، وابن أبي الفضائل قد شككا في صحة نسب الخليفة المستنصر. انظر: المختصر 4/ 8، والنهج السديد ص 105.
ما أبدى من ضروب الشجاعة والإستبسال، ولم ينجح ممن معه سوى الأمير أبي العباس أحمد في خمسين نفرا، وذلك في ثالث المحرم سنة 660 هـ
(1)
.
ومهما قيل من حزن السلطان بيبرس على فقد الخليفة، وتأسفه على مصرعه بسبب ضياع ما بذله من الأموال، فضلا عن فقد السند الشرعي لسلطنته
(2)
، فإن سلطان مصر سرعان ما سنحت له فرصة أخرى لتجديد الخلافة في شخص أبي العباس أحمد بن الحسن، حتى لا يتهم بأنه عمل على التخلص من الخليفة السابق، كما أضحى من غير المقبول أن يظل منصب الخلافة شاغرا مرة أخرى أمام الرأي العام الإسلامي.
هذه الظروف والحوادث هيأت الأمر للأمير أبي العباس أحمد، إذ أرسل السلطان بيبرس يستدعيه إلى القاهرة، فوصلها في سابع عشر ربيع الثاني سنة 660 هـ، فاحتفل بيبرس بقدومه، ثم بايعه بالخلافة في ثامن المحرم سنة 661 هـ، بعد إثبات صحة نسبه ولقبه «بالحاكم بأمر الله»
(3)
، فقلد الخليفة السلطان أمور البلاد والعباد
(4)
.
(1)
انظر: اليونيني: ذيل مرآة الزمان 2/ 108 - 113، ابن تغري: النجوم الزاهرة 7/ 115 - 117، السيوطي: حسن المحاضرة 2/ 58، تاريخ الخلفاء ص 478، الذهبي: العبر 3/ 298، ابن العماد: شذرات الذهب 5/ 297.
(2)
انظر: أبو الفدا: المختصر 3/ 213، المقريزي: السلوك 1/ 67.
(3)
وكانت خلافة، الحاكم بأمر الله أحمد بن الحسن نيفا وأربعين سنة (661 - 701 هـ) حتى توفاه الله في جمادى الأولى سنة إحدى وسبعمائة. انظر: ابن كثير: البداية والنهاية 13/ 250، الذهبي: العبر 3/ 301، السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 478 - 483.
(4)
انظر: ابن عبد الظاهر: الروض ص 141، ابن تغري: النجوم الزاهرة 7/ 119، ابن العماد: شذرات الذهب 5/ 304.
واتجهت أنظار السلطان بيبرس، إلى استبقاء الخليفة العباسي الحاكم بأمر الله في القاهرة، ولم يعد يفكر بإرساله إلى بغداد لقتال التتار واسترجاع بغداد كحاضرة للعباسيين، وإنما أراد تقوية مركز الخلافة بالقاهرة بوجود الخليفة فيها، وليس هو رمز إلا رمز تقوى به السلطة، ويدعمه السلطان، ويقوى به أهل السنة أيضا، وتعود إلى المسلمين خلافتهم، ويقوى سلطانهم بالتفافهم حول الخليفة الذي هو رمز السلطة الإسلامية، وتكتسب الدولة المملوكية الصفة الشرعية، ويعظم نفوذها، وتزداد أهميتها لدى الدول الإسلامية الأخرى، وبالفعل فقد أصبح المماليك محط أنظار المسلمين، وأقوى دولة في تلك الحقبة من التاريخ
(1)
.
ويبدو أن رغبة السلطان بيبرس في استبقاء الخلافة العباسية في مصر لتكون تحت بصره ومراقبته، كانت رغبة سياسية أكثر منها دينية، وبمعنى أوضح أن بيبرس كان يعي أن العالم الإسلامي ما يزال متعلقا بأهداب الخلافة، ناظرا إليها وإلى من يحتضنها نظرة إكبار، فقام بهذا العمل حتى يستطيع توسيع ملكه بمساعدة الخليفة على اعتبار أنه حامي حمى الدين، ولما تحقق للظاهر بيبرس ما أراد، وأصبح في غناء عن الخليفة، عمل على إضعاف شأنه، فأسكنه في مناظر قلعة الكبش حتى لا يتصل بالشعب، أو يتدخل في شؤون الدولة، بعد أن رتب له ما يكفيه وعائلته من القوت كل يوم، وقصر وظيفته على الصعود إلى القلعة لتقديم فروض الولاء والتهنئة إلى السلطان المملوكي في المناسبات العامة، كما استقدم السلطان عددا من أبناء البيت العباسي إلى مصر ليلوح بهم في وجه الخليفة الحاكم بأمر الله إذا ما حدثته نفسه بالخروج
(1)
انظر: محمود شاكر: التاريخ الاسلامي، العهد المملوكي ص 46.
من الدائرة التي وضعه السلطان فيها
(1)
.
وهكذا سعى السلطان بيبرس لإستخدام الخلافة في توطيد ملكه، وإحكام سيطرته على الحجاز والبحر الأحمر، كما فرض بيبرس لنفسه وخلفائه مقاما ساميا على ملوك العالم الإسلامي، إذ أنكر عليهم حق التلقب بلقب «سلطان» ، لأن المماليك وحدهم أصحاب هذا الحق باعتبارهم حماة الخلافة المتمتعين ببيعتها
(2)
.
وكما استفاد السلطان بيبرس من الخلافة، تمتعت القاهرة - بسببها أيضا - بشهرة دينية وعلمية واسعة، فضلا عن شهرتها التجارية، كما عظم أمرها حين أضحت مركز الخلافة، ومسكن العلماء والفضلاء، إذ علا فيها قدر السنة وعفت منها البدعة
(3)
.
وبعد وفاة الخليفة الحاكم بأمر الله في جمادى الأولى سنة إحدى وسبعمائة، تولى الخلافة من بعده ابنه سليمان بن أحمد المستكفي بالله، أبو الربيع (701 - 736 هـ) وظل في الخلافة، حتى اعتقله السلطان الناصر محمد ابن قلاوون في ذي الحجة سنة ست وثلاثين وسبعمائة، ومنعه من الاجتماع بالناس، وبقي معتقلا في قوص - إحدى مدن صعيد مصر - إلى أن مات في شعبان سنة أربعين وسبعمائة
(4)
.
وقبل وفاة المستكفي بالله في قوص، عهد إلى ابنه أحمد بن المستكفي،
(1)
انظر: النويري: نهاية الأرب 28/ 129، المقريزي: السلوك 1/ 554، السيوطي: حسن المحاضرة 2/ 48.
(2)
انظر: ابن شاهين الظاهري: زبدة كشف الممالك ص 98.
(3)
انظر: السيوطي: حسن المحاضرة 2/ 66، ابن إياس: بدائع الزهور جزء 1 ق 1 ص 321.
(4)
انظر: ابن كثير: البداية والنهاية 13/ 250، الذهبي: العبر 3/ 301،4/ 4، السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 478 - 483، ابن العماد: شذرات الذهب 6/ 126.
فلم يلتفت السلطان الناصر محمد بن قلاوون إلى ذلك، وبايع إبراهيم بن محمد ابن أحمد، ولقب بالواثق بالله (736 - 742 هـ) وخطب له بالقاهرة إلى أن حضرت السلطان الناصر محمد بن قلاوون الوفاة، فندم على ما صدر منه - لأن الواثق لم يكن أهلا للخلافة - وعزل إبراهيم هذا، وبايع ولي العهد أحمد بن المستكفي، ولقب «الحاكم بأمر الله» (742 - 753 هـ) وذلك في أول المحرم سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة، وظل الحاكم بأمر الله في منصب الخلافة إلى أن مات في الطاعون سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة
(1)
.
وحدث في عهد الحاكم بأمر الله حدث، أن توالى على أمر السلطنة ثمانية من أبناء السلطان الناصر محمد بن قلاوون بعضهم بعد بعض، في مدة لا تزيد على عشر سنوات، وكانت الأحداث الداخلية هذه هي شاغل الناس، مما جعل الأمراء ينصرفون إلى قضاياهم، فيشتغل بعضهم ببعض، ولهذا كثر خلع السلاطين وقتلهم، والإنتقام من بعض الأمراء
(2)
.
وبعد وفاة الحاكم بأمر الله أحمد بن المستكفي، بويع بالخلافة لأخيه المعتضد بالله، أبو الفتح (753 - 763 هـ)، واستمر في الخلافة إلى أن مات في سنة ثلاث وستين وسبعمائة
(3)
.
وبقيت البلاد خلال خلافته في شغل تام، وشبه عزلة، كل الإهتمام منصب على الأوضاع الداخلية، من خلع سلاطين المماليك وعزلهم، وهذا يدل على ضعف السلاطين واضطراب الأمور الداخلية خلال هذه الفترة
(4)
.
(1)
انظر: السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 488 - 499، ابن العماد: شذرات الذهب 6/ 135،137.
(2)
انظر: محمود شاكر: التاريخ الاسلامي، العهد المملوكي ص 64.
(3)
انظر: السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 500، ابن العماد: شذرات الذهب 6/ 197.
(4)
انظر: محمود شاكر: التاريخ الاسلامي، العهد المملوكي ص 65.
ولم يكن وضع الخلفاء بأفضل من السلاطين، فقد تركوا الأمر على غاربه ونفضوا من تفكيرهم أي نفوذ أو تدخل في شؤون الدولة، وذلك مذ قدموا إلى القاهرة، إذ أخذ الحكم من آبائهم في بغداد، وقتلوا، أو أبعدوا على يد هولاكو طاغية التتار، ففرّ منهم من فرّ خوفا من السيف، واختفى من اختفى، وشرد من شرد، وأتى بهم السلاطين المماليك، ورفعوا عنهم ما أصابهم، وأعادوا إليهم بعض ما فقدوا، وأعزوهم بعد ذل، وحضنوهم بعد تشريد، وجمعوا أمرهم بعد إختفاء، فكيف يتدخل هؤلاء الخلفاء في شؤون من آواهم، وأوضاع من نصرهم ورفعهم؟ أو كيف ينافسونهم وينازعونهم؟ وأصبح ذلك أمرا متبعا وطريقة سائرة، فبقوا صورة في الحكم، بل إسما ليس له دلالة على شيء، وزاد أمر ما صاروا عليه عما كان عليه أسلافهم في بغداد في أسوأ أوضاعهم عند ما كان يسيطر عليهم العسكريون من عرب أو ترك أو فرس، وهذا ما جعل الخلفاء لا يعرفون، ويختفون خلف السلاطين من المماليك الذين بيدهم الحل والعقد كله.
2 - ومن ناحية وضع سلاطين المماليك:
حكم المماليك البحرية
(1)
مصر مدة أربع وأربعين ومائة سنة (648 - 792 هـ) ولقد كان أمر أكثر السلاطين الذين تولوا أمر البلاد ضعيفا، والقليل منهم كان قويا، وغالبا ما يحاول السلطان أن يؤسس أسرة تتولى الحكم من بعده، وما أن يموت حتى يثب الجند على ولده فيخلعوه ويتولى
(1)
وهم مماليك الصالح نجم الدين أيوب (637 - 647 هـ) الذين كثر عددهم، وزادت تعدياتهم، فضج منهم السكان، فبنى لهم قلعة في جزيرة الروضة عام 638 هـ، فعرفوا ب «المماليك البحرية» كما عرفوا أيضا باسم «الصالحيين» نسبة إلى لقب سيدهم، ويقال لهم «النجميين» نسبة إلى اسم سيدهم.
انظر: محمود شاكر: التاريخ الاسلامي، العهد المملوكي ص 36.
كبيرهم السلطة
(1)
.
ولقد تمثل حكم المماليك البحرية في أسرتين فقط، وهما: أسرة الظاهر بيبرس البندقداري، وقد دام حكمها مدة عشرين سنة (658 - 678 هـ) وقد حكم هو وولداه، ودام حكمه ثماني عشرة سنة (658 - 676 هـ) وحكم ابنه الأول السعيد بركة
(2)
ما يقرب من سنتين (676 - 678 هـ) ثم خلع، وحكم ابنه الثاني العادل بدر الدين سلامش
(3)
عدة أشهر وخلع بعدها سنة 678 هـ
(4)
.
فلم يستطع الظاهر بيبرس أن يؤسس أسرة حاكمة لمدة طويلة، لأن الجند وثبوا على أبنائه من بعده، فانتهى أمر ولديه ولم يمض على وفاته أكثر من ثلاث سنوات، وقد خلع ابنه الأول، وخلع الثاني ولم تنته هذه المدة القصيرة.
فقد دعا المنصور قلاوون
(5)
أمراء المماليك، وبسط لهم الوضع القائم،
(1)
انظر: محمود شاكر: التاريخ الاسلامي، العهد المملوكي ص 12.
(2)
السعيد ناصر الدين، أبو المعالي محمد بن بيبرس، تولى السلطنة بعد أبيه، خلع من السلطنة، فأقام بالكرك أشهرا، ومات فجأة في ذي القعدة سنة ثمان وسبعين وستمائة.
انظر: ابن كثير: البداية والنهاية 13/ 290، الذهبي: العبر 3/ 339، ابن العماد: شذرات الذهب 5/ 362.
(3)
السلطان العادل بدر الدين سلامش بن بيبرس، رتبه الجند في السلطنة وله سبع سنين، وجعلوا أتابكه سيف الدين قلاوون في سنة 678 هـ، ثم خلع في رجب من نفس السنة، وتولى السلطنة المنصور قلاوون.
انظر: الذهبي: العبر 3/ 337.
(4)
انظر: الذهبي: العبر 3/ 288،330 - 331، ابن العماد: شذرات الذهب 5/ 291،350.
(5)
السلطان المنصور سيف الدين، أبو المعالي قلاوون التركي الصالحي، تولى السلطنة سنة 678 هـ، وتوفي بالقاهرة سنة 689 هـ.
انظر: الذهبي: العبر 3/ 370، ابن تغري بردى: النجوم الزاهرة 7/ 386، ابن العماد: شذرات الذهب 5/ 409.
وأن الأمر يتطلب رجلا حكيما يدير شؤون الدولة، وأن الصغير «بدر الدين سلامش» يعيق الأمر ولا يصلح للسلطنة، فاتفق الجميع على خلع العادل بدر الدين سلامش وسلطنة المنصور قلاوون سنة 678 هـ
(1)
.
أما الأسرة الثانية: فهي أسرة المنصور قلاوون نفسه، وقد استمر أمرها أربع عشرة ومائة سنة (678 - 792 هـ) وحكم هو وأولاده وأحفاده، ولم يتخللها سوى خمس سنوات خرج أمر مصر من أيديهم
(2)
.
ويلاحظ أن أسرة المنصور قلاوون قد حكم منها خمسة عشر سلطانا، وكان أكثرهم يتولى الأمر وهو صغير، لذا يكون ألعوبة بيد كبار الأمراء فيخلعونه أو يقتلونه، وما بقاء هذه الأسرة في الحكم هذه المدة الطويلة إلا بسبب ما تمتع به المنصور قلاوون وابنه الناصر محمد بن قلاوون من حب، فقد تولى الناصر محمد أكثر من مرة
(3)
آخرها من سنة 907 - 741 هـ، ففي هذه المدة الأخيرة من حكم الناصر محمد اشتد عوده، وزادت خبرته، فقبض على زمام الأمور بشكل محكم، واستمر أكثر من إثنتين وثلاثين سنة، ولكن أبناء الناصر محمد الذين جاءوا من بعده كانوا سلاطين بلا سلطان، ومنفذين بلا قوة، حيث كان الواحد منهم يخلع أو يقضى عليه ويؤتى بابنه كأنه للبقاء على
(1)
انظر: الذهبي: العبر 3/ 337.
(2)
إذ تسلم العادل كتبغا الحكم من سنة 694 - 696 هـ، والمنصور لاجين من سنة 696 - 698 هـ، والمظفر بيبرس الجاشنكير سنة واحدة 708 - 709 هـ، وقد قتل ثلاثتهم.
انظر: الذهبي: العبر 3/ 381،386، ابن العماد: شذرات الذهب 5/ 434.
(3)
السلطان الناصر محمد بن قلاوون الصالحي، ولي السلطنة لأول مرة لمدة سنة وعمره تسع سنين من سنة 693 - 694 هـ، ثم تسلطن في المرة الثانية عشر سنوات من سنة 698 - 708 هـ والثالثة اثنتين وثلاثين سنة من سنة 709 - 741 هـ حيث مات في هذه السنة.
انظر: الذهبي: العبر 3/ 379،381، ابن العماد: شذرات الذهب 5/ 422،440،6/ 18، 134.
أسرة فقط، أو محافظة على تراث
(1)
.
وهذا كله يدل على مدى ضعف هؤلاء السلاطين باستثناء اثنين منهم، وتلاعب أمراء المماليك بالسلاطين لصغر سنهم والحسد الذي كان بينهم، فالمماليك كانوا يشعرون أنهم مماليك الأصل وأعتقوا لما امتازوا به من فروسية وقدرة فهم أكفاء، وليس لأحدهم سوى ذلك من سابقة أو فضل أو جاه سابق أو ملك ماض، لذا كان الحسد بينهم كثيرا، وما أن يتسلم أحدهم السلطنة حتى يحسده الآخرون، فإذا كان السلطان القائم ضعيفا أزاحه غيره خلعا أو قتلا وتسلم مكانه، وإن كان محنكا مقتدرا كظم ما في نفسه، حتى إذا وافته فرصته بوفاة صاحب السلطة وثب على ابن من مات والذي كان أبوه قد عهد إليه من قبل، وخلعه أو قتله واستلم مكانه
(2)
.
هذه الحياة تقتضي أن يحرص كل أمير منهم على شراء عدد من المماليك خاصين به ليتقوى بهم، ويكونوا مطية لتنفيذ أغراضه، أو درعا يتقي بهم خصومه، وهذا ما يقضي في الوقت نفسه على توفير مبالغ كبيرة من المال لدى السلطان ليتمكن من شراء المماليك، وهذا يستدعي فرض ضرائب جديدة كثيرا ما أن الشعب من وطأتها، وانكسر ظهره من ثقلها
(3)
.
ورغم هذه الصفحة القاتمة في تاريخ المماليك، فقد كان لهم دور بارز في الغزو والجهاد، وأثر واضح فيه، وهو الذي أعطى تلك السمعة وأظهر لهم الهيبة لدى المسلمين في كل أرض، ولو أنصفناهم في هذا الميدان لرفعنا من سمعتهم.
(1)
انظر: محمود شاكر: التاريخ الاسلامي، العهد المملوكي ص 12 - 13.
(2)
انظر: محمود شاكر: التاريخ الاسلامي، العهد المملوكي ص 13 - 14.
(3)
انظر: محمود شاكر: التاريخ الاسلامي، العهد المملوكي ص 13 - 14.
لقد وقف المماليك أمام التتار الذين لم يستطع أن يقف أمامهم أحد، وانتصروا عليهم في معركة «عين جالوت» رمضان سنة 658 هـ، وتابعوا فلولهم حتى أخرجوهم من بلاد الشام مهزومين بعد أن دخلوها ظافرين
(1)
.
وكان لعين جالوت صدى واسعا، قد جعل دعاية واسعة للمماليك، وخاصة أن الناس كانوا لا يتصورون هزيمة كهذه تلحق بالتتار بسبب الرعب الذي أصابهم والهلع الذي ملأ قلوبهم بأن التتار العدو الذي لا يقهر، وسرعان ما بدد فرسان المماليك وجنود الإسلام هذه النظرية.
إن الهجوم التتاري الوحشي من الشرق على ديار الإسلام، والحقد الواضح الذي بدا منهم، جعل المسلمين يعودون قليلا إلى دينهم، كما كانت دعوة حكامهم بالدرجة الأولى إلى وحدة صفوف المسلمين للوقوف في وجه الأعداء، وخاصة أولئك التي تعرضت بلادهم للتخريب والتدمير التتاري.
وكما وقف المماليك في وجه التتار، وقفوا كذلك في وجه الصليبيين، وتمكنوا من إخراج بقاياهم من بلاد الشام سنة 690 هـ، ومن جزيرة أرواد سنة 702 هـ
(2)
.
3 - الحجاز تحت حكم المماليك:
حرصت مصر في عصر المماليك على بسط نفوذها السياسي على الحجاز، وكان شرفا عظيما، وسندا قويا لكل حاكم مسلم، أن يظهر أمام الرأي العام الإسلامي في صورة حامي حمى الحرمين الشريفين، والمدافع عن الحجاز وبقاعه المقدسة.
(1)
. انظر: الذهبي: العبر 3/ 288، ابن العماد: شذرات الذهب 5/ 291.
(2)
. انظر: الذهبي: العبر 3/ 371، ابن العماد: شذرات الذهب 5/ 411.
ومنذ قيام دولة المماليك وسلاطينها يظهرون إهتماما خاصا بالحجاز، لم يقتصر على العناية بعمارة الحرم النبوي وإرسال الكسوة إلى الكعبة المشرفة فحسب، وإنما امتدت عناية المماليك إلى بسط نفوذهم السياسي على الحجاز لأهميته الدينية والسياسية والتجارية
(1)
، فهو - الحجاز - مهوى أفئدة المسلمين في كل مكان، حيث هناك بيت الله الحرام، ومهبط الوحي، ومنطلق الدعوة، ومدينة الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وهذا ما جعل لدولة المماليك مكانة خاصة في سائر بلاد المسلمين، إضافة إلى لفها خلفاء بني العباس وأبنائهم، وإعادة الخلافة بعد سقوطها.
هذا بالنسبة إلى تبعية الحجاز العامة، أو دعاء الخطباء في الجمع والأعياد، أما بالنسبة إلى السلطة الفعلية فقد كانت بيد أسر، تنتسب إلى الحسن أو الحسين أبناء علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وتعد نفسها عمالا لأصحاب السلطة في القاهرة
(2)
.
والواقع أن الخلافات بين أشراف الحجاز أنفسهم هي التي أتاحت للسلطان بيبرس تحقيق هدفه في الحجاز، ذلك أنه قدم إلى مصر الشريف بدر الدين مالك بن منيف ليشكو عمه جماز بن شيحة
(3)
أمير المدينة، الذي حرمه نصيبه في نصف إمرتها إلى السلطان بيبرس سنة 665 هـ، فقلده السلطان نصف إمرة المدينة، وأرسل إلى عمه يعلمه بذلك، فامتثل لأمر
(1)
انظر: المقريزي: السلوك 1/ 445،504،512، سعيد عاشور: العصر المماليكي ص 238.
(2)
انظر: محمود شاكر: التاريخ الإسلامي، العهد المملوكي ص 97.
(3)
جماز بن شيحة بن هاشم، عز الدين، أبو سند الحسيني، أمير المدينة المنورة، وليها بعد موت أخيه منيف سنة ست وخمسين وستمائة، ثم انتزعها منه ابن أخيه مالك بن منيف في سنة 665 هـ، ثم رجعت إليه في سنة سبعمائة، فوليها إلى أن مات في سنة 704 هـ.
انظر: السخاوي: التحفة اللطيفة 1/ 244.
سلطان مصر بيبرس
(1)
.
ولم يمض عامان حتى وقع خلاف في مكة بين الشريف نجم الدين محمد أبي نمي
(2)
، وبين عمه وشريكه في إمرتها الشريف بهاء الدين إدريس
(3)
، فاغتنم السلطان بيبرس الفرصة لتسوية النزاع بينهما لتأكيد سلطانه على مكة، ورتب لهما عشرين ألف درهم كل سنة، شريطة ألا يجمعا من أحد مكوسا، ولا يمنعا أحدا من زيارة البيت الحرام، أو يتعرضا للتجار بسوء في الحرم والمشاعر المقدسة، فضلا عن نقش إسمه على نقود الحجاز، فوافق الأميران على ذلك، ثم كتب لهما السلطان بيبرس تقليدا بالإمرة، وسلم لنوابهما أوقاف الحرم في مصر والشام، وبذلك ضمن بيبرس سيادته الفعلية على الحجاز
(4)
.
ولم يبق بعد ذلك أمام بيبرس سلطان مصر، سوى أن يذهب بنفسه إلى الحجاز لإشاعة جو الإستقرار فيه من ناحية، وتأدية مناسك الحج من ناحية أخرى، فسار إليه في سنة 667 هـ، فزار المدينة المنورة، ثم توجه إلى مكة المكرمة، فغسل الكعبة المشرفة بيديه، وانتهز فرصة وجوده هناك، فعين أحد
(1)
انظر: ابن عبد الظاهر: الروض ص 284 - 285، السخاوي: التحفة اللطيفة 1/ 244.
(2)
محمد بن حسن الحسني، مجد الدين أبو نمي، صاحب مكة، ولي إمرة مكة نحو خمسين وشاركه عمه إدريس في بعضها، بدأت إمرته في سنة 653 هـ، مات في صفر سنة 701 هـ.
انظر: تقي الدين الفاسي: العقد الثمين 1/ 456 - 471.
(3)
إدريس بن قتادة الحسني، بهاء الدين، أمير مكة، ولي إمرتها نحو سبع عشرة سنة شريكا لابن أخيه، قتله أبو نمي في سنة 669 هـ.
انظر: الفاسي: العقد الثمين 3/ 279.
(4)
انظر: ابن عبد الظاهر: الروض ص 351،352، المقريزي: السلوك 1/ 560،579، الفاسي: العقد الثمين 1/ 459، سعيد عاشور: العصر المماليكي ص 238.
أمرائه «شمس الدين مروان»
(1)
نائبا عنه في مكة ليكون الحل والعقد في يديه، ومرجع صاحبي مكة إليه
(2)
.
وقد وضح من تلك الزيارة أن العلاقة بين الظاهر بيبرس، وبين أشراف المدينة لم تكن على ما يرام بدليل رفضهم مقابلة السلطان، وفرارهم منها خوفا منه، مما يدل على إحساسهم بثقل وطأة الحكم المصري عليهم
(3)
.
ولم تستقر الأوضاع لدولة المماليك في الحجاز بعد عهد بيبرس، إذا استمرت الخلافات بين الأشراف في مكة والمدينة تثير مشاكل عديدة في وجه دولة المماليك.
وظل الأمر كذلك حتى تولى السلطان الناصر محمد بن قلاوون سلطنة مصر - ولا سيما في الفترة الثالثة 709/ 741 هـ - فاهتم بشؤون مكة والمدينة، وأعانه على بسط قبضته على الحجاز، ذلك الخلاف الذي تجلى بين أمراء مكة والمدينة، والتجاء المنهزم منهم إليه، ليستمد العون والنصرة - بعد الله - منه، فقد استغل استنجاد الشريف منصور بن جماز
(4)
له على ابن
(1)
مروان الظاهري شمس الدين، أمير مكة، حج مع الظاهر بيبرس في سنة 667 هـ، فسأل أمير مكة إدريس، وابن أخيه أبي نمي السلطان بيبرس أن يولي من جهته نائبا تقوى به نفسهما، فرتب السلطان مروان هذا، أخرجه أشراف مكة من مكة في سنة 668 هـ.
انظر: الفاسي: العقد الثمين 7/ 172.
(2)
انظر: ابن عبد الظاهر: الروض ص 355،356، المقريزي: الذهب في ذكر من حج من الخلفاء ص 91 - 92، الفاسي: العقد الثمين 7/ 172.
(3)
انظر: المقريزي: السلوك 1/ 580 - 582، سعيد عاشور: العصر المماليكي ص 239.
(4)
منصور بن جماز بن شيحة الحسيني، أمير المدينة المنورة، قتل في رابع عشرين شهر رمضان سنة خمس وعشرين وسبعمائة، فكانت مدة ولايته على المدينة ثلاثا وعشرين سنة وأياما.
انظر: ابن تغري: النجوم الزاهرة 9/ 264.
أخيه ماجد بن مقبل
(1)
، الذي انتزع من منصور إمرة المدينة سنة 717 هـ، وأمده الناصر محمد بجيش استعاد به إمرته، التي بقي محتفظا بها حتى توفي سنة 725 هـ
(2)
.
كذلك لم تكن الحال مستقرة في مكة المكرمة، بسبب تنافس أمرائها على الإمرة فيها، فقد تولى مجد الدين محمد أبو نمي شرافة مكة سنة 653 - 701 هـ، وشغل وأولاده من بعده بالرسوليين
(3)
والمماليك قرنا من الزمن، حيث لم يثبت أحد من الأشراف على الولاء أكثر من عام على الغالب لبعد الشقة بين مكة ومصر من جهة أو بين مكة واليمن من جهة ثانية، فما أن يبعث المماليك جيشا يخضع مكة حتى يسارع الرسوليين إلى إرسال جيش في العام التالي، ولم يكن لكلا الجانبين قوة كبيرة تسمح له بترك حامية معززة في مكة تحول دون تمرد الشرفاء، أو تمنع قدوم قوة الآخرين إلى مكة
(4)
.
كما كان الخلاف يقع بين الأخوة، فيستعين هذا بجانب وذاك بجانب آخر، فيتعاقب الأخوة على شرافة مكة، وفي الوقت نفسه يتعاقب النفوذ الذي يدعم الشريف على أخيه أو خصمه، ولعل أشد هذه الخلافات ما وقع بين
(1)
ماجد بن مقبل بن جماز الحسيني، قتل بالمدينة في جمادى الأولى سنة 717 هـ.
انظر: السخاوي: التحفة اللطيفة 2/ 399.
(2)
انظر: ابن تغري: النجوم الزاهرة 9/ 264، سعيد عاشور: العصر المماليكي ص 239.
(3)
حكمت اليمن أسرة آل رسول من سنة 626 - 858 هـ، وبلغت قوة اليمن في أثناء ذلك درجة كبيرة بحيث كانت تسيطر أحيانا على الحجاز، ويمتد نفوذها إلى نهاية حضرموت شرقا، وكان أول الأمراء من آل رسول بدر الدين الحسن بن علي بن رسول، ثم نور الدين عمر بن علي بن رسول منذ سنة 626 هـ.
انظر: محمود شاكر: التاريخ الإسلامي، العهد المملوكي ص 103 - 105.
(4)
انظر: محمود شاكر: التاريخ الإسلامي، العهد المملوكي ص 98.
أولاد مجد الدين محمد أبو نمي وهم: حميضة
(1)
، ورميثة
(2)
، وعطيفة
(3)
، وأبو الغوث
(4)
وتدخل سلاطين مصر واليمن في هذا النزاع.
فلم تكن الحالة مستقرة في مكة بسبب تنافس أمرائها على الإمرة فيها، فبعد وفاة محمد أبو نمي سنة 701 هـ، زاد الصراع، وتفرقت الكلمة، ووقع القتال بين الأخوة، وقتل بعضهم بعضا، مما سهل على الناصر محمد بن قلاوون بسط سلطانه عليها، وتعيين أمرائها من قبله، وقد واتته الفرصة حينما جأر الأهالي بالشكوى من الأخوين حميضة ورميثة ولدي أبي نمي، فأرسل السلطان الناصر محمد في سنة 714 هـ حملة إلى مكة صحبة أخيهما أبي الغيث لخلعهما وإقرار أخيهما أبو الغوث على إمارة مكة
(5)
، وحين وصل أبو الغوث إلى مكة هرب منه حميضة ورميثة إلى عسير، واستولى أبو الغوث على
(1)
حميضة بن أبي نمي محمد الحسني المكي، الملقب عز الدين أمير مكة، ولي إمرة مكة إحدى عشر سنة ونصف، في أربع مرات، منها مرتان شريكا لأخيه رميثة. قتل في سنة 720 هـ.
انظر: تقي الدين الفاسي: العقد الثمين 4/ 232 - 243.
(2)
رميثة بن أبي نمي محمد الحسني المكي، الملقب بأسد الدين، أمير مكة، ولي إمرة مكة ثلاثين سنة في سبع مرات، منها مرتان شريكا لأخيه حميضة، مات في سنة 746 هـ.
انظر: تقي الدين الفاسي: العقد الثمين 4/ 403.
(3)
عطيفة بن أبي نمي محمد الحسني المكي، يلقب بأسد الدين، أمير مكة نحو خمس عشرة سنة، مات محبوسا بالقاهرة سنة 743 هـ.
انظر: تقي الدين الفاسي: العقد الثمين 6/ 95 - 101.
(4)
أبو الغوث بن أبي نمي محمد الحسني المكي، عماد الدين، أمير مكة، ولي إمرتها سنة 701 هـ شريكا لأخيه، ثم عزل في الموسم سنة 704 هـ بأخويه رميثة وحميضة، ثم ولي سنة 713 هـ، فلما علم به أخواه هربا، فسار إليهما في سنة 714 هـ، فانهزم أبو الغوث وقتل في سنة 715 هـ. انظر: تقي الدين الفاسي: العقد الثمين 8/ 79 - 80.
(5)
انظر: أبو الفدا: المختصر 4/ 73، النويري: نهاية الأرب 30/ 89، تقي الدين الفاسي: العقد الثمين 4/ 232 - 243.
مكة، ولكن رجع حميضة في سنة 715 هـ، فقتل أخاه أبا الغوث واستولى على مكة، فغضب سلطان مصر الناصر محمد بن قلاوون، فجهز جيشا تحت إمرة عطيفة، فاستولى على مكة، وغادرها حميضة هاربا نحو الشرق
(1)
.
وهكذا ظلت مكة مسرحا لمنازعات عديدة بين ذرية أبي نمي، الأمر الذي جعل السلطان الناصر محمد بن قلاوون يرسل بين الحين والآخر تجريدات عسكرية إلى هناك لإقرار الأمور في مكة، أو مناصرة أمير على آخر حسب ولائه لمصر، فضلا عن ذهاب السلطان الناصر محمد المتكررة إلى الحجاز للحج، وعندئذ يغتنم فرصة وجوده هناك لبحث مشاكل أهل الحرمين وإقرار الأمن والنظام في الأراضي المقدسة
(2)
.
ورغم ذلك فقد ظل الحجاز يعيش حالة من عدم الإستقرار إبان هذه الفترة، فقد كان الصراع شديدا على الشرافة منذ مطلع القرن الثامن وحتى منتصف القرن التاسع الهجري.
4 - وأهم ما يميز العصر من الناحية الثقافية:
أصبحت مصر في عهد سلاطين المماليك محورا لنشاط علمي واسع بسبب ما أصاب المسلمين من كوارث على أيدي التتار في العراق والشام، إذ تحول كثير من علماء تلك الأقطار إلى مصر، واختاروها محلا لإقامتهم عقب سقوط بغداد في أيدي التتار سنة 656 هـ، وحرقهم للمكتبات، وإغراقهم للكتب في نهر دجلة، وتنكيلهم بالعلماء، ثم أن إحياء الخلافة العباسية في مصر على أيدي سلاطين المماليك سنة 659 هـ هيأ القاهرة لأن ترث بغداد،
(1)
انظر: تقي الدين الفاسي: العقد الثمين 4/ 232 - 243،8/ 79 - 80، ابن العماد: شذرات الذهب 6/ 33.
(2)
انظر: المقريزي: السلوك 2/ 197.
وتصبح مركز النشاط العلمي والديني والسياسي في العالم الإسلامي.
والواقع أنه ما كان لهذا النشاط العلمي أن يزدهر في عصر المماليك لولا تشجيع السلاطين للعلم والعلماء، وأن ذلك مما يقربهم إلى قلوب الأمة، فبذلوا للعلماء من المال الكثير والمنصب المرموق ما جعلهم يجدون لجمع شوارد العلوم حتى فاضت خزائن الكتب بآثار عقولهم وثمار أفكارهم، فازدهرت الحركة الثقافية، واتت ثمارها المرجوة بسبب التنافس بين العلماء، والغيرة على تراث المسلمين الذي أباد التتار كثيرا منه.
وقد ربط السيوطي بين إحياء الخلافة العباسية في مصر وبين النشاط العلمي الواسع فيها بقوله: «أنه منذ إحياء الخلافة العباسية في مصر غدت هذه البلاد محل سكن العلماء ومحط رجال الفضلاء»
(1)
.
وتضافرت جهود العلماء لخدمة اللغة والدين، وصار بمصر نهضة علمية مباركة امتدت روافدها إلى الحرمين الشريفين مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وكانت الروح الدينية لدى السلاطين المماليك والشعب عامة مرتفعة، ويبدو هذا في كثرة المنشآت الدينية التي ظهرت في تلك المرحلة من مساجد، ومدارس، وحلقات العلم، وتقوم على تدريس العلوم الدينية، وتقديم الخدمات لطلبة العلم، هذا بالإضافة إلى الكتب الدينية التي صدرت انذاك، وربما كان ذلك يعود إلى الحروب الدينية التي خاضها المماليك ضد التتار من جهة وضد الصليبيين من جهة ثانية، أو إلى الحماس الديني الذي انتشر في تلك الآونة، حيث وجد المسلمون أنفسهم أنهم وعقيدتهم الهدف من الهجمات الشرسة من أعداء الإسلام.
(1)
انظر: السيوطي. حسن المحاضرة 2/ 94.
وربما كان تدوين الكتب الدينية وانصراف الناس نحوها نتيجة هجوم أعداء الإسلام على تراث المسلمين فدمروه، فانبرى أهل العلم إلى التدوين، وربما كانت هذه المرحلة أغنى أوقات التدوين للتراث الإسلامي، فظهر وبرز كثير من مشاهير العلماء كظاهرة ثقافية للعصر، ومن هؤلاء العلماء:
*النووي يحيى بن شرف الحزامي، محي الدين، أبو زكريا، ولد ببلدة نوى من قرى حوران بالشام، وكان فقيها محدثا، توفي ببلدته سنة 776 هـ، ومن مصنفاته «تهذيب الأسماء واللغات» ، «المنهاج في شرح صحيح مسلم»
(1)
.
*عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي، المتوفي سنة 660 هـ. ومن مصنفاته «قواعد الأحكام في إصلاح الأنام» ، «الإلمام في أدلة الأحكام» .
*ابن تيمية شيخ الإسلام تقي الدين، أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن عبد السلام بن عبد الله بن تيمية الحراني الحنبلي، ولد بحران سنة 661 هـ، وسمع من العلماء وهو صغير، وأقبل على العلوم فظهر نبوغه، وتأهل للفتوى والتدريس، وأمده الله بكثرة الكتب وسرعة الحفظ وقوة الإدراك والفهم، مما أعانه على نصرة الكتاب والسنة اشترك في جهاد التتار، ومات رحمه الله في قلعة دمشق معتقلا في ذي القعدة سنة 728 هـ. ومن مصنفاته:«الفتاوى» ، «منهاج السنة»
(2)
.
(1)
انظر: الذهبي: العبر 3/ 334، ابن تغري. النجوم الزاهرة 7/ 278، ابن العماد: شذرات الذهب 5/ 354.
(2)
انظر: ابن كثير: البداية والنهاية 14/ 135، الذهبي: العبر 4/ 84، ابن تغري: النجوم الزاهرة 9/ 271، ابن العماد: شذرات الذهب 6/ 80.
*ابن قيم الجوزية محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي، أبو عبد الله شمس الدين، تتلمذ على يد استاذه ابن تيمية ونشر علمه، توفي بدمشق سنة 751 هـ. ومن مصنفاته «أعلام الموقعين» ، «زاد المعاد»
(1)
.
*المزي يوسف بن عبد الرحمن، أبو الحجاج جمال الدين، محدث الديار الشامية في عصره، توفي بدمشق سنة 742 هـ، ومن مصنفاته «تهذيب الكمال» ، «تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف»
(2)
.
*شمس الدين الذهبي محمد بن أحمد، أبو عبد الله، حافظ ومؤرخ طاف البلاد، توفي بدمشق سنة 748 هـ، ومن مصنفاته «تاريخ الإسلام الكبير» ، «سير أعلام النبلاء» ، «ميزان الإعتدال»
(3)
.
*ابن كثير إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي، أبو الفدا عماد الدين، حافظ ومؤرخ فقيه، توفي بدمشق سنة 774 هـ، ومن مصنفاته «البداية والنهاية» ، «تفسير القرآن الكريم» ، «النهاية أو الفتن والملاحم»
(4)
.
خامسا - عنوان الكتاب ونسبته إلى المؤلف.
لا يحتاج عنوان الكتاب وهو: «بهجة النفوس والأسرار في تأريخ دار
(1)
انظر: الذهبي: العبر 4/ 155، ابن تغري: النجوم الزاهرة 10/ 249، ابن العماد: شذرات الذهب 6/ 168.
(2)
انظر: ابن كثير: البداية والنهاية 14/ 191، الذهبي: العبر 4/ 126، ابن تغري: النجوم الزاهرة 10/ 76، ابن العماد: شذرات الذهب 6/ 136.
(3)
انظر: ابن العماد: شذرات الذهب 6/ 153.
(4)
انظر: ابن العماد: شذرات الذهب 6/ 231.
هجرة النبي المختار» إلى تحقيق أو جهد في نسبة الكتاب إلى المؤلف، وأيضا في إنتساب الكتاب إليه، ذلك أن عفيف الدين المرجاني قد أثبته في مقدمة الكتاب من مصورة الحرم المكي
(1)
، وفي مصورة لالى بتركيا
(2)
فقال: «وسميته: بهجة النفوس والأسرار في تأريخ دار هجرة النبي المختار» .
وفي الأوراق الملحقة في نهاية مصور الحرم المكي
(3)
صرحت بأن:
فقد صرحت هذه الأوراق الملحقة باسم الكتاب، والمؤلف كاملا، وأكدت نسبة الكتاب إلى صاحبه.
وأشارت كتب فهارس المخطوطات الحديثة
(4)
بأن كتاب: «بهجة النفوس والأسرار في تأريخ دار هجرة النبي المختار» مؤلفه هو: عبد الله بن عبد الملك المرجاني، وأشار الفهرس بأن للكتاب مصورتين:
الأولى: برقم (79) تاريخ مصورة عن نسخة خطية بمكتبة الحرم المكي الشريف.
(1)
انظر: مصورة بمركز إحياء التراث رقم 79 تاريخ (ق 1).
(2)
انظر: مصورة بمركز إحياء التراث رقم 1125 تاريخ (ق 4).
(3)
انظر: أوراق ملحقة في نهاية مصورة الحرم المكي بمركز إحياء التراث رقم 79 تاريخ (ق 1).
(4)
انظر: فهرس مخطوطات التاريخ والتراجم، مركز إحياء التراث الإسلامي، جامعة أم القرى، الجزء الأول، حرف (ب).
والثانية: برقم (1125) تاريخ مصورة عن نسخة خطية بمكتبة لالي تركيا.
وتوجد نسخة خطية في مكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة تحت رقم (45) تاريخ.
وجميع هذه الأصول والمصورات للمخطوط صرحت كما هو مثبت عليها باسم الكتاب، وأكدت نسبته إلى المؤلف.
وأشار حاجي خليفة
(1)
إلى الكتاب بقوله: «بهجة النفوس والأسرار في تأريخ هجرة المختار، لأبي محمد عبد الله بن عبد الملك القرشي البكري المرجاني» .
وفي المصادر المطبوعة صرحت باسم الكتاب، والمؤلف كاملا، فقد صرح تقي الدين الفاسي
(2)
باسم المؤلف والكتاب فقال: «عبد الله بن عبد الملك ابن عبد الله بن محمد بن محمد البكري التونسي الأصل الأسكندري المولد، المكي الدار، المعروف بالمرجاني، صاحب كتاب: بهجة النفوس والأسرار في تأريخ دار هجرة المختار» .
كما صرح شمس الدين السخاوي في كتابه
(3)
، وكما ورد في العقد الثمين نقلا عن تقي الدين الفاسي.
وصرح ابن الضياء المكي، في كتابه باسم الكتاب والمؤلف
(4)
.
(1)
انظر: حاجي خليفة: كشف الظنون 1/ 259.
(2)
انظر: تقي الدين الفاسي: العقد الثمين 5/ 202 - 205.
(3)
انظر: شمس الدين السخاوي: التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة 2/ 56.
(4)
انظر: ابن الضياء المكي: تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة ص 45،49،51، 81،83،84،86،94،124،127،145،167،172،177 الخ.
وفي المصادر المخطوطة، فقد صرحت أيضا باسم المؤلف والكتاب كاملا، فقد صرح قطب الدين النهرواني في كتابه بأن الشيخ عبد الله المرجاني، عفيف الدين ألف كتاب:«بهجة النفوس والأسرار في تأريخ دار هجرة المختار»
(1)
.
وصرح محمد بامخرمة في كتابه
(2)
باسم الكتاب والمؤلف، وأورد ما ذكره تقي الدين الفاسي.
وبذلك أجمعت فهارس المخطوطات، والمصادر المطبوعة والمخطوطة بأن كتاب:«بهجة النفوس والأسرار في تأريخ دار هجرة النبي المختار، لأبي محمد عفيف الدين عبد الله بن عبد الملك المرجاني» .
ويلاحظ أن مصورة الحرم المكي أضاف إلى العنوان في مقدمة المؤلف كلمة «النبي» قبل المختار خلافا للعنوان المثبت على لوحة الغلاف، وبالنسبة إلى غلاف مصورة لالي بتركيا أضاف إلى العنوان كلمة «النبي» قبل المختار، وأثبت في لقبه «عفيف الملة والدين» خلافا لقطب الدين النهرواني فصرح بأن لقبه «عفيف الدين»
(3)
.
ويلاحظ - أيضا - أن كلا من «كحالة»
(4)
(5)
أشارا بأن جد المؤلف وهو: عبد الله بن محمد المرجاني، المتوفي سنة تسع
(1)
انظر: قطب الدين النهرواني: تاريخ المدينة المنورة، مخطوط بمركز إحياء التراث، جامعة أم القرى، رقم (166) تاريخ ق 27،30،31،76.
(2)
انظر: محمد بامخرمة: قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر، مخطوط بمركز إحياء التراث، جامعة أم القرى، رقم (1429) تاريخ ق 163.
(3)
انظر: قطب الدين النهرواني: تاريخ المدينة المنورة، مخطوط بمركز إحياء التراث، جامعة أم القرى، رقم (166) تاريخ ق 27،30،31،46،54.
(4)
انظر: كحالة: معجم المؤلفين 6/ 130.
(5)
انظر: الزركلي: الأعلام 4/ 125.
وتسعون وستمائة، هو صاحب كتاب «بهجة النفوس والأسرار في تأريخ هجرة النبي المختار» ، وأشار «خير الدين الزركلي»
(1)
إلى عنوان الكتاب:
«بهجة الشموس
(2)
والأسرار في تأريخ هجرة المختار».
ولكننا إذا تصفحنا أوراق مخطوط «بهجة النفوس والأسرار
…
» من أوله وحتى نهايته، نجد كثيرا من الإشارات التاريخية تحدث فيها المؤلف عن نفسه ومشاهداته في تواريخ لاحقة على وفاة جده، ومعاصره لحياة المؤلف «عفيف الدين المرجاني» وبعد وفاة جده أيضا، وهذا يؤكد نسبة الكتاب إلى «عفيف الدين المرجاني» وليس إلى جده كما ذكر كلا من: كحالة، وخير الدين الزركلي، ومن هذه المشاهدات المؤرخة:
*ما ورد في (ق 20): «وأنشدت بالجبل لمعنى رأيته في سنة أربع وخمسين وسبعمائة» .
*وما ورد في (ق 47): «وفي سنة تسع وأربعين وسبعمائة شاهدنا الطاعون الأعظم، واستمر إلى نصف سنة خمسين وسبعمائة» .
*وما ورد في (ق 111): «وفي سنة تسع وأربعين وسبعمائة، أراني والدي ما تبقى من جدار الخندق بالمدينة» .
*وما ورد في (ق 138): «رأيت بمكة نسخة من مصحف عثمان في سنة ثمان وأربعين وسبعمائة» .
*وما ورد في (ق 232): «رأيت مدينة حمص في سنة سبع وخمسين وسبعمائة» .
(1)
انظر: الزركلي: الأعلام 4/ 125.
(2)
يبدو أن كلمة «الشموس» هنا محرفة عن أصل الكلمة «النفوس» .
كل هذه المشاهدات المدونة، والمؤرخة بتواريخ ثابتة في الكتاب بعد وفاة جده - المتوفي في سنة 699 هـ - تؤكد نسبة الكتاب إلى «عفيف الدين عبد الله ابن عبد الملك بن عبد الله بن محمد البكري القرشي، المعروف بالمرجاني» .
سادسا - منهج المؤلف في الكتاب.
يمكن أن نبرز الملامح العامة لمنهجه في الكتاب فيما يلي:
1 -
وضع عفيف الدين المرجاني مقدمة للكتاب، وضح فيها تبويبه لمحتويات الكتاب لكي ينير الطريق للقاريء بتوضيح منهجه الذي يسير عليه، وتلك طريقة فريدة في التأليف.
2 -
في المقدمة أشار المؤلف أنه حذف الإسناد وانتخب ما أورده من مصنفات كتب تنيف على المائتين.
3 -
رتب المؤلف كتابه ترتيبا «موضوعيا» من مقدمة وعشرة أبواب معنونة بعناوين واضحة ومناسبة لموضوع الكتاب، وأدرج تحت كل باب فصولا تتصل اتصالا مباشرا بعنوان الباب مما يدل على حسن العرض والتبويب، والفهم لموضوع الكتاب، مع سلامة المنهج في إخراج الكتاب.
4 -
يلاحظ أنه ليس هناك تطابق في طول الفصول أو قصرها، وإنما يتوقف ذلك على الأخبار التي يرى أنها توفي بالغرض.
5 -
أن الجانب الأدبي، وما أورده المؤلف في كتابه من أشعار شيء يلفت النظر، فنراه يبدأ الكتاب بقصيدة في فضائل المدينة، وقصيدة أخرى في فضل التربة المكرمة على من سواها من الأماكن، ونراه في ثنايا الفصول يورد لنا كثيرا من الأشعار، قيلت في مناسبات عديدة، سواء كان ذلك من إنشاده،
أم من إنشاد غيره.
6 -
أن الجانب الفقهي في الكتاب محدود، ولا سيما فيما يتعلق بإثبات حرمة المدينة الشريفة، وذكر فضائلها، وتحريمها، وتحديد حدود حرمها، وحكم الصيد فيها، وحكم زيارة النبي صلى الله عليه وسلم، وفضلها، وكيفيتها، وحكم الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم، وفضيلة ذلك.
7 -
كان المؤلف يصرح بالنقل عمن سبقه، فقد أورد في مقدمة الكتاب أبرز المصادر التي اعتمد عليها، بخلاف الكتب الأخرى، والتي أشار إليها في تضاعيف الأخبار التي أوردها في الكتاب، فكان يصرح بالنقل عمن سبقه، أو عاصره - مثل جمال الدين المطري ت 741 هـ - بذكر اسمه، وكتابه، أو بذكر إسم الكتاب، أو بذكر اسم صاحب الكتاب فقط محافظا على ألفاظ الأداء محافظة دقيقة.
فالمؤلف نهج طريقة مثلى في التأليف، فكان يقول: قال فلان كذا، وقال آخر في كتابه كذا، والمتصفح لأوراق المخطوط يلحظ ذلك بشكل واضح ومكثف، وبذلك يعرض الآراء والأخبار للموضوع الذي يتناوله.
والمرجاني حينما كان يسند المنقول إلى المؤلف مع إغفال ذكر كتابه كنحو «قال فلان» ولا يخفي ما لهؤلاء من مؤلفات متعددة في فنون مختلفة، مما لا يتحدد معه المصدر المنقول عنه بسهولة.
وحينما كان المرجاني يذكر اسم الكتاب فقط دون أن يشير إلى صاحبه، وربما يكون اسم الكتاب مشتركا بين أكثر من مؤلف، مما لا يتحدد معه اسم صاحب الكتاب بسهولة.
وهذه المآخذ على منهج المؤلف، لا تقلل من قيمة الكتاب، لأن هذه النقول حفظت لنا كتبا قيمة نقلها عن كتب أصبحت مفقود أصولها حتى الآن.
2 -
بهجة النفوس 1
8 -
التزم المؤلف بالعناوين التي أوردها، ولكنه يستطرد كثيرا على عادة المؤرخين الذين كانوا لا يتقيدون بالعناوين التي يضعونها، وإنما يخرجون عن الموضوعات الرئيسية إلى موضوعات جانبية كثيرة، وقد التزم المؤلف بالعناوين التي أوردها إلا في الحالات التي أورد لها عناوين فرعية رآها - من وجهة نظره - مناسبة لما أورده.
والرجل معذور في ذلك لأنه ابن العصر الذي نشأ فيه، والذي لا يعيب هذا المنهج، ومن هنا يبدو الكتاب، وكأنه أشبه بدائرة للمعارف المتنوعة، بحيث لا يخلو فصل من فصول الكتاب من استعراض لهذا الإستطراد، بالخروج عن الموضوع الرئيسي، ثم العودة إليه، مشيرا إلى ذلك في البداية والنهاية بأن يقول:
«رجعنا إلى القصة» أو «رجعنا إلى ما كنا بسببه» أو «رجعنا إلى المقصود» أو «رجعنا إلى الموضوع» أو «والآن نشير إلى ما نحن بصدده» أو «رجعنا إلى المقصد الأول» ومن أمثلة ذلك:
*في الباب الأول:
- وفي الفصل الأول منه: ابتداء خلق الأرض، أقاليم الأرض.
- وفي الفصل الثاني: الأرض في القرآن.
- وفي الفصل الثالث: الفراعنة، والأوائل.
*في الباب الرابع:
- وفي الفصل الأول منه: العشرة المبشرون بالجنة، المؤآخاة بين الصحابة، عمات النبي صلى الله عليه وسلم، فرسان الإسلام، فرسان الجاهلية، فقهاء المدينة، طبقات الفقهاء بالمدينة
…
الخ
*في الباب السادس:
- وفي الفصل السابع عشر: الناس في القرآن.
- وفي الفصل السادس والعشرون: المصحف العثماني، أول من جمع القرآن، أول من ضبط القرآن بالنقط.
*في الباب الثامن:
- وفي الفصل التاسع: تسمية الخلفاء بعد أبي بكر رضي الله عنه، حتى آخر خلفاء بني العباس.
- في الفصل العاشر: بعض العجائب في فتح مصر.
سابعا - الأصول المخطوطة للكتاب.
يوجد للكتاب مصورتان، عن نسخ خطيّة وهما:
1 -
مصورة عن نسخة خطية، بمكتبة الحرم المكي الشريف، رقم (13) تاريخ دهلوي، ورقم مصورة «الميكرو فيلم» بمركز إحياء التراث الإسلامي، جامعة أم القرى - (79) تاريخ.
2 -
مصورة عن نسخة خطية، بمكتبة «لالي تركيا» رقم (2001)، ورقم مصورة «الميكرو فيلم» بمركز إحياء التراث الإسلامي، جامعة أم القرى (1125) تاريخ.
*كما توجد نسخة خطية بمكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة، رقم (45) تاريخ.
*
المصورة الأولى «مصورة الحرم المكي» :
تبين لي من فحص «مصورة الحرم المكي» ما يلي:
هذه المصورة نقلت بالتصوير «الميكرو فيلم» وعنوان لوحة الغلاف:
«بهجة النفوس والأسرار في تأريخ دار هجرة المختار لمولانا العلامة، المشار في حل المشكلات إليه، والفهامة المعول في كشف المعضلات عليه، المحقق الذي لا يراع له مراع، المدقق الذي راق فضله، وراع ناشر علمي العلم والعمل، أبي محمد عبد الله بن عبد الملك القرشي البكري القرطبي المرجاني، أدام الله محامده، وكبت حاسده، ولا شق له غبار، ولا كبى به جواد في مضماره» «تاريخ تحريره سنة 751 هـ»
(1)
.
وكتب على غلاف «مصورة الحرم المكي» بخط مغاير: «الوقف لله بالمكتبة الفيضية المباركشاهن، البكرية بمكة المشرفة البهية، حرسها رب البرية، عن كل آفة وبلية آمين» .
ومكتوب على الحاشية اليمنى تمليكه: «ملك الفقير إلى ربه الحنفي عبد الستار بن عبد الوهاب الكتبي المكي سنة 1309 هـ» .
(1)
كيف نوفق بين ما هو مدون على غلاف مصورة الحرم المكي بأن «تحريره سنة 751 هـ» ، وبين الإشارات والمشاهدات المدونة داخل المخطوط، ومؤرخة بتواريخ محددة، وقعت للمؤلف في تاريخ لا حق على تحريره؟
ومن هذه الإشارات والمشاهدات ما ورد في ورقة (20،47،111،138) فما هو مدون على غلاف مصورة الحرم المكي أنها حررت سنة 751 هـ لا يتفق وهذه المشاهدات التي سجلها المؤلف داخل أوراق المخطوط في سنة 754 هـ،757 هـ فكيف نوفق بين هذا؟
يمكن أن نقول: بأن المؤلف بدأ تحرير الكتاب في سنة 751 هـ، واستمر فيه إلى ما بعد سنة 757 هـ، ويرجح صحة ما توصلت إليه: ما ورد في الأوراق الملحقة في نهاية مصورة الحرم المكي، فقد أشار عبد العزيز بن عمر بن فهد، بأن المرجاني بدأ تأليفه في شوال سنة 751 هـ، وتمامه في ذي الحجة سنة 760 هـ.
وعدد الأوراق (313) ورقة، ومسطرتها من 28 - 30 سطرا، ويقارب عدد الكلمات في السطر الواحد (12) كلمة، كتبت بخط نسخي معتاد.
وهذه النسخة متأكلة من الجوانب، وبها آثار رطوبة وبلل، وأولها جدول - فهرس - لموضوعات الكتاب استغرق (6) ورقات، كتب بعد نسخ المخطوط.
وتبدأ الورقة الأولى بذكر البسملة، ومقدمة الكتاب، وقد كتبت عناوين الكتاب الرئيسية بالمداد الغامق، ولم يجعل الناسخ للعناوين سطرا مستقلا، وإنما تابع الحديث، حتى ولو كان بداية الباب أو الفصل في نهاية السطر، لكنه مكتوب بخط متميز واضح، ويبدأ كل خبر بإبراز أول كلمة فيه بخط واضح، وأثبت الناسخ للمخطوط «تعقيبة» بين أوراق المخطوط، حيث يثبت في أسفل كل ورقة يمنى ومن جهة اليسار بخط صغير اللفظة التي يبدأ بها وجه الورقة التالية والمقابلة للورقة اليمنى ولا سيما في الأوراق المتتابعة التي ليس فيها نقص، وذلك للإطمئنان على سلامة ترتيب أوراق المخطوط.
وعن الرسم الإملائي في هذه النسخة:
أهمل الناسخ رسم الهمزة بعد ألف المد وفي آخر الكلمة، فحذف الهمزة من الكلمات المهموزة وأبدلها ياء وقصر الممدود، كما حذف الألف في وسط بعض الأعلام، والنسخة بها بعض التصحيفات والتحريفات وعارية عن الضبط والشكل، والنص خال من الفواصل، وتوجد بعض الصفحات بيضاء، وعلى الحواشي بعض التعليقات والإضافات.
وفي الكتاب نقص في الباب السادس وذلك من بداية الفصل الرابع، وحتى بداية الفصل الخامس عشر من ورقة (121).
ويلاحظ أن تسلسل الأوراق سليم - رغم وجود النقص - بدليل أن مسلسل الأوراق في الفصل الرابع - (ق 121) ومسلسل أوراق الفصل
الخامس عشر - (ق 122).
وقد أشار واضع جدول - فهرس - محتويات الكتاب إلى هذا السقط عند ذكره لمحتويات فهرس الفصل الرابع - من الباب السادس - (ق 121) فقال:
«قف على أن في الكتاب نقص في هذا المكان» ثم يذكر بعد ذلك محتويات الفصل الخامس عشر (ق 122) وهذا يؤكد أن واضع الفهرس لم يكن هو الناسخ للمخطوط.
ويوجد نقص آخر في نهاية المخطوط، حيث انتهت المخطوطة بالورقة رقم (313) وتتناول الحديث عن مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وحسب ترتيب الفصول فإن مقتل عثمان يقع ضمن محتويات الفصل الرابع من الباب العاشر، وبذلك يكون النقص هنا: بقية الفصل الرابع عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ثم الفصل الخامس والأخير من الكتاب في ذكر من استوطن المدينة الشريفة من الصحابة رضي الله عنهم وغيرهم من التابعين.
وتلي ورقة (313) من المخطوط - والخاصة بمقتل عثمان رضي الله عنه أوراقا أخرى ألحقت بالمخطوط غير مرقمة وبدون ترتيب ومدون فيها ترجمة للمؤلف وآبائه وبعض أفراد أسرته، وإشارات تدل على تاريخ نسخ الكتاب ومكان النسخ، ومالك النسخة المنسوبة إلى المؤلف، ومن انتسخ منها بعد، ولهذا:
ورغم وجود النقص في فصول الباب السادس والعاشر، ووجود آثار الرطوبة والتأكل في بعض أوراق اللمخطوط فسوف أتخذها أما للعمل لأنها منقولة عن نسخة أصلية كانت ملكا لآل عمر بن فهد، ويتضح ذلك من الأوراق الملحقة في نهاية مصورة الحرم المكي، فقد أشار عبد العزيز بن عمر بن فهد - معلقا على قول تقي الدين الفاسي صاحب «العقد الثمين» عند ترجمة
للمؤلف بأن له كتابا في تاريخ المدينة بعنوان «بهجة النفوس والأسرار في تأريخ دار هجرة المختار» في مجلد رأيته بخطه بدأ تأليفه في شوال سنة 751 هـ وتمامه في ذي الحجة سنة 760 هـ قال عبد العزيز بن عمر بن فهد - معلقا على ما سبق: وهي ملك والدي عمر بن فهد
…
ثم أشار في موقع آخر بقوله: وكانت تلك النسخة بخط عبد العزيز بن عمر بن فهد الهاشمي المكي الشافعي في يوم الأحد سادس عشر من جمادى الثانية عام أربع وسبعين وثمانمائة بمنزلنا بمكة المشرفة.
ويستدل مما سبق:
أن نسخة الحرم المكي منقولة عن نسخة أصلية كما أشار عبد العزيز بن عمر بن فهد بأنه نسخ عن هذه النسخة التي هي ملك والده نسخة أخرى مسجلا عليها نفس تحرير المؤلف للكتاب - سنة 751 هـ - أمانة منه على نقل كل ما هو مدون على غلاف النسخة، ثم أشار عبد العزيز إلى تاريخ نسخه ومكانه:
في يوم الأحد سادس عشر من جمادى الثانية عام أربع وسبعين وثمانمائة بمنزلنا بمكة المشرفة.
ثم علق كاتب التعليق بقوله: «وأظنه هي هذه النسخة بعينها والله أعلم» .
أي أن النسخة - الملحق في نهايتها هذه التعليقات - من نسخ عبد العزيز بن عمر بن فهد، وهي التي بين أيدينا «نسخة الحرم المكي» .
وبذلك ترقى هذه النسخة لقدم عهدها وأصالتها أن تكون جديرة أما للعمل.
وبمشيئة الله تعالى سوف أستعين بمصورة «لالي بتركيا» والتي نسخت سنة 1122 هـ في تكملة النقص وفي سد الفراغات من آثار الرطوبة والتأكل في بعض الأوراق بما هو مدون فيها.
وبهذا نستطيع أن نصل إلى أقرب صورة للكتاب كما أراده المؤلف.
*
المصورة الثانية «لالي بتركيا» :
وقد تبين لي من فحص المصورة ما يلي:
المصورة نقلت بالتصوير «الميكرو فيلم» ، والورقة الأولى تحتوي على الغلاف، وعنوان الغلاف:
وعلى الغلاف ختم دائري منقوش عليه:
«هذا وقف سلطان الزمان الغازي سلطان سليم خان بن السلطان مصطفى خان عفى عنهما الرحمن» .
وقد مهرت أوراق المخطوط بخاتم السلطان الغازي في أماكن متفرقة من المخطوط، في أوله، وفي وسطه، وعند الخاتمة.
والورقة الثانية تبدأ بالبسملة، ومقدمة، وأبواب وفصول الكتاب.
ويبلغ عدد أوراق هذه المصورة (235 ورقة) تساوي (470 صفحة)، ومسطرتها (21) سطرا، ويقارب عدد الكلمات في السطر الواحد (12) كلمة تقريبا، وهي سليمة من جانبيها، وخالية من الخرم في باطنها، وكتبت بقلم النسخ العادي، والناسخ دقيق، ونرجح أن يكون ناسخها خطاطا، وكتبت عناوين الكتاب الرئيسية بالمداد الغامق، وكذلك أوائل الأخبار، حيث يبدأ كل خبر بإبراز أول كلمة في الخبر بخط واضح، وأدرجت العناوين فيها غالبا مع النص، فعناوين المقدمة، والأبواب، والفصول لم يخصص لها سطرا مستقلا،
وإنما تابع الناسخ الحديث، حتى ولو كان بداية الباب أو الفصل في نهاية السطر، لكنه مكتوب بخط متميز.
وفي النسخة بعض التصحيفات والتحريفات، وهي عارية عن الشكل، وعن النقط في أحيان كثيرة، والنص خال من الفواصل، ولم نجد فيها ما يدل على سماعها، أو مقابلتها بأصل من الأصول.
وتبين لي من فحص مصورة «لالي بتركيا» سلامة النص من النقص الكبير في الأبواب، والتعقيب بين أوراقها يؤيد سلامتها، لتعاقب الكلام فيها دون خلل، حيث يثبت الناسخ في أسفل كل صفحة يمنى ومن جهة اليسار بخط صغير اللفظة التي يبدأ بها وجه الورقة التالية والمقابلة لها، وذلك تأكيدا على سلامة ترتيب الأوراق.
ومن خصائص الرسم الإملائي في نسخة «لالي بتركيا» :
- اتبع الناسخ أسلوب التسهيل في رسم الهمزة في وسط الكلمة، ونادرا ما أثبتها.
- أهمل الناسخ رسم الهمزة بعد ألف المد، وأهمل إثباتها في آخر الكلمة.
- حذف الناسخ الألف في وسط أسماء بعض الأعلام المشهورة، والكثيرة التداول.
وقد استعمل الناسخ أحيانا إشارات هكذا (ر) بين الكلمات، وهي تدل على أن كلاما سقط أثناء النسخ، وهو موجود بالحواشي قبالة ذلك الإشارة.
وقد جاء في ختام النسخة: «قد تحصل الفراغ من انتساخ هذه النسخة المباركة بعد صلاة الظهر نهار السبت تسع وعشرين من شهر الربيع
الثاني سنة 1122 هـ».
وليس فيها ما يشير إلى الأصل الذي نسخت منه، ولم يذكر اسم الناسخ، وهو نقص يؤسف له.
ثامنا - منهج التحقيق.
عند مباشرة التحقيق واجهتني بعض المصاعب التي يقدرها من عالج الكتب المخطوطة، والحمد لله حالفنا توفيق الله ورعايته في التغلب على بعض هذه المصاعب، إن لم يكن معظمها.
وقمت - والحمد لله - بجمع المصورات الممكنة للكتاب فتجمع لدي منها مصورتان «ميكرو فيلم» من مصورات مركز إحياء التراث الإسلامي - جامعة أم القرى.
*الأولى: برقم (79) تاريخ عن نسخة خطية بمكتبة الحرم المكي الشريف، ورمزت لها بالرمز «ت» أو الأصل.
*والثانية: برقم (1125) تاريخ عن نسخة خطية بمكتبة «لالي بتركيا» ورمزت لها بالرمز (ط).
وبمشيئة الله تعالى، سوف أتبع في تحقيق الكتاب النهج التالي:
*1 - الإعتماد على مصورة «الحرم المكي» في التحقيق، فأتخذها أصلا، وذلك للاعتبارات العلمية التي ذكرتها عند «وصف النسخ» وقد رمزت لها بحرف «ت» أو «الأصل» فأثبتها بنصها، ولا أبدل إلا ما ظهر لي فيه تصحيف أو تحريف، أو خطأ، وأشير إلى ذلك في الحواشي.
*2 - الإستفادة من «مصورة لالي بتركيا» وأرمز إليها بحرف (ط)
لكي تساعدنا على قراءة ما لم نستطع قراءته من الكلمات في الأصل (ت)، وفي إكمال النقص الذي جاء في بعض أبوابها، وفي تصحيح الإضطراب والإرتباك في بعض عباراتها، فنضع ما أخذناه من المصورة (ط) بين معقوفتين ليكمل النقص الذي في مصورة الأصل (ت) مع الإشارة في حواشي التحقيق إلى مصدر الزيادة.
أما الكلمات التي أجدها تتباين بألفاظها ومعانيها بين النسختين المصورتين، فسوف أثبت ما في مصورة نسخة الأصل (ت)، ثم أشير في الحاشية إلى ما ورد في مصورة نسخة (ط)، إلا في حالات قليلة عند ما لا نجد ما ورد في مصورة الأصل (ت) ما يطابق سياق الكلام، فنأخذها كما وردت في المصورة (ط)، ونشير إلى ذلك في الحاشية.
*3 - الإهتمام بمصادر الكتاب عند المقارنة، ولا سيما المصادر التي أشار إليها المؤلف، أو إلى أسماء مؤلفيها في تضاعيف الأخبار، ولذا سأقوم - إن شاء الله - بمراجعة الأصل (ت) ومقابلة ما ورد فيها على المصادر التي أشار إليها المؤلف بالنقل عنها، لكي أوفق بين ما ورد في النص الأصلي، وبين النصوص التي نقلها المؤلف بهدف تحرير النص، وأثبت في الحواشي وجه الخلاف والتعارض، والنقص والزيادة، مع الإشارة في الحاشية إلى ما ورد في المصادر مشابها لنص المتن في المعنى، وذلك بعبارات توضح ذلك مثل: «كذا ورد عند فلان
…
».
وبهذه الوسيلة نستطيع التعرف على مصادر الكتاب، وكيف استفاد المؤلف من المصادر التي سبقته.
وتتمة للفائدة في منهج البحث التاريخي: أوليت - أيضا - إهتماما خاصا بالمصادر التي نقلت عن المؤلف، وأفادت منه، وصرحت بذلك، لكي يتضح لنا
مدى سلامة المتن، ومدى ما استفاد منه اللاحقون الذين جاءوا من بعده، وهذا يعطي لنا قيمة علمية وأهمية للكتاب المحقق.
ومن أبرز المصادر التي نقلت عن المؤلف:
*محمد بن محمد بن الضياء المكي، (ت 885 هـ)، وهو صاحب كتاب:«تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة»
(1)
.
*نور الدين علي بن أحمد المصري السمهودي (ت 911 هـ)، وهو صاحب كتاب:«وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى»
(2)
.
*قطب الدين محمد بن علاء الدين أحمد النهرواني الهندي، ثم المكي (ت 990 هـ)، وهو صاحب كتاب:«تاريخ المدينة المنورة» مخطوط بمركز إحياء التراث، جامعة أم القرى، رقم (166) تاريخ
(3)
.
وبمراجعة هذه النقول التي نقلها «ابن الضياء المكي» و «السمهودي» و «قطب الدين النهرواني» نجدها مطابقة لما ورد في كتاب «بهجة النفوس للمرجاني» ، والتي يستدل بها على أمرين:
*استفادة اللاحقين من كتاب المرجاني، مما يوضح لنا القيمة العلمية
(1)
ومن أبرز الإشارات التي نقلها «ابن الضياء المكي» في كتابه، وكما صرح بالنقل عن المرجاني باسمه، وباسم الكتاب في صفحات:45،49،51،81،83،84،86،94،124،127،145،167،172،177،186،188،191،198،202،206،213،225،231، 237،238،244،258،259.
(2)
ومن أبرز الإشارات التي نقلها السمهودي في كتابه، وبالتحديد في صفحات:119،349،353،368،654،799،853،1036،1123،1355.
(3)
ومن أبرز ما نقله قطب الدين النهرواني في كتابه المخطوط في ورقة:27،30،31،46،54، 76،90،96،105،120،123،128،140،146،154،167،187،189،191، 199،209،213،222،246،247،248.
للكتاب بظهور أقوال وآراء المرجاني في مؤلفات اللاحقين.
*صحة نسبة الكتاب، وما ورد فيه من أقوال إلى المرجاني، وتلك قيمة علمية نحرص عليها.
*4 - التعريف بالأعلام الواردة في المتن، وبالقدر الذي يخدم النص.
*5 - عزو الآيات القرآنية الكريمة إلى سورها.
*6 - تخريج الأحاديث النبوية الشريفة.
*7 - تخريج الشعر الواردة في المتن من مظانها.
*8 - تعريف الجماعات، والقبائل، والأنساب، والفرق، والمذاهب، والأيام الواردة في المتن.
*9 - الكشف عن غريب الألفاظ من معاجم اللغة.
*10 - التعريف بالأعلام الجغرافية الواردة في المتن، لتوضيح خطط المدينة المنورة، وما يتصل بها.
*11 - التعريف بالكتب وبمؤلفيها، التي استعان بها المؤلف في توثيق الكتاب.
*12 - القيام بوضع فهارس فنية تتصل بالمقدمة، ومتن الكتب وتشمل:
- فهرس الآيات القرآنية الكريمة.
- فهرس الأحاديث النبوية الشريفة.
- فهرس الأعلام.
- فهرس الشعر.
- فهرس الأماكن والبلدان.
- فهرس الأيام والفتوح.
- فهرس الأمم والقبائل والجماعات والملل.
- فهرس الكتب الواردة في المتن.
- فهرس المصادر والمراجع العامة في الدراسة والتحقيق.
- فهرس عام لمحتويات الكتاب.
وغير ذلك مما يحتاج إلى تعريف، مرتبا على حروف المعجم لتيسير الكشف والإفادة.
*13 - الرموز:
بمشيئة الله تعالى - سوف أستخدم في التحقيق الرموز، والأقواس، والإشارات المبينة أدناه:
(ت) أو الأصل: - «بهجة النفوس» مصورة الحرم المكي الشريف.
(ط): - «بهجة النفوس» مصورة «لالى بتركيا» .
(هـ): - إشارة إلى السنة الهجرية.
[]: - القوسان المربعان، أو المعقوفتان لحصر الإضافات أو النقص الطاريء على النص.
(ص): - في الحواشي إشارة إلى صفحات المصادر.
(ق): - إختصار لكلمة «ورقة» عند ذكر المخطوطات.
/ -[]: - الخط المائل والمعقوفتان على يسار المتن إشارة إلى الفصل بين صفحات الأصل.
(//): - علامات التنصيص المزهرة لحصر الآيات القرآنية الكريمة.
«» : - علامات التنصيص الصغيرة لحصر الأحاديث النبوية الشريفة، والأقوال، وأسماء الكتب الواردة في المتن.
: - تدل على بياض في الأصل.
وبعد:
فإني أرجو أن يكون توفيق الله قد حالفنا فيما بذلناه من جهد نحو إخراج هذا الكتاب.
والله أسأل أن يوفقنا إلى خدمة تاريخ تراث الإسلام، ولا سيما «تاريخ الحرمين الشريفين» .
فإن وفقت فالفضل من الله، والحمد لله، وإلا فالكمال لله وحده، وحسبي أني حاولت وأقدمت {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الْإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَما تَوْفِيقِي إِلاّ بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} «سورة هود 88» .
المحقق
أ. د/محمد عبد الوهاب فضل
مكة المكرمة
رمضان 1417 هـ
يناير 1997 م
القسم الثاني
تحقيق متن كتاب:
«بهجة النفوس والأسرار في تأريخ دار هجرة النبي المختار»
للشيخ أبي محمد عفيف الدين عبد الله بن عبد الملك المرجاني، المتوفي بعد سنة 770 هـ
نماذج مصورة للأصول التي اعتمدت عليها في تحقيق الكتاب:
1 -
نماذج من مصورة نسخة «الحرم المكي» بمركز إحياء التراث الإسلامي - جامعة أم القرى رقم (79 تاريخ).
2 -
نماذج من مصورة نسخة «لالي بتركيا» بمركز إحياء التراث الإسلامي - جامعة أم القرى رقم (1125 تاريخ).
اللوحة الأولى - ورقة الغلاف، من مصورة الحرم المكي بمركز إحياء التراث (رقم 79 تاريخ).
لوحة الورقة الأولى، من مصورة الحرم المكي بمركز إحياء التراث (رقم 79 تاريخ).
لوحة الورقة الثانية، من مصورة الحرم المكي بمركز إحياء التراث (رقم 79 تاريخ).
اللوحة الأخيرة من مصورة الحرم المكي بمركز إحياء التراث (رقم 79 تاريخ) وعلى يسارها ورقة من الملحق في نهاية مصورة الحرم المكي وتمثل الورقة الثانية
لوحة من الملحق في نهاية مصورة الحرم المكي بمركز إحياء التراث (رقم 79 تاريخ وتمثل ورقة 1،3
اللوحة الأولى - ورقة الغلاف من مصورة «لالي بتركيا» بمركز إحياء التراث (رقم 1125 تاريخ)
لوحة الورقة الأولى، من مصورة «لالي بتركيا» بمركز إحياء التراث (رقم 1125 تاريخ)
لوحة الورقة الأخيرة، من مصورة «لالي بتركيا» بمركز إحياء التراث (رقم 1125 تاريخ)
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
[الحمد لله]
(1)
الذي عمر بجود لطفه الوجود، وأبرز بقدرته الأشياء من عدم إلى الوجود، ورتب البسيطة بإتقان مصنوعاته، وحد الحدود، تسبحه الكائنات ومن فيها قياما وقعودا وركعا وسجودا
(2)
، فهو العليم القادر الفرد المتعال المعبود. شرف طيبة بحلول المصطفى، ففاقت الوجود، شرقا وغربا ببذل الفضل والجود، فصارت شبه عقد در منظوم
(3)
منضود، معدن الذهب الإبريز، والدر المنقود
(4)
. أحمده فله الحمد من إله وهاب لطيف ودود، وأسأله التوفيق فهو المقصود والموجود، وأصلي على رسوله المجتبى محمد صلى الله عليه وسلم، أفديه من سيد ومسود صاحب الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة والمقام المحمود صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وأزواجه والتابعين وتابعيهم بإحسان وجود، صلاة دائمة ما دامت قائمة بالحق أحزاب الجنود
(5)
وبعد:
فقد أعز الله المدينة الشريفة وأعلاها فأعلاها بحلول رسوله المكين، وأشادها على قواعد الإيمان وأولاها ببراهين شدة التمكين، وخصها بمحمد صلى الله عليه وسلم، وجلاها بحلول ملائكته المقربين، جبريل - وهو المكثر مأتاها - وغيره من أملك الله القوي المتين. علت فضائلها على ما سواها ببركة سيد المرسلين، وفاقت تربتها أقاليم الأرض ورباها والقدس والبلد الأمين بلا منازع وبحجج لست أراها وهذا نص المتقدمين، رزقنا الله حبها وحب حماها والسكنى فيها،
(1)
سقط من الأصل والإضافة من (ط).
(2)
في الأصل «قعود وركع وسجود» وما أثبتناه من (ط).
(3)
في الأصل «منضوم» وما أثبتناه من (ط).
(4)
المنقود أي المختبر حتى نتثبت سلامته من الغش.
(5)
كذا ورد ورسم العبارة بالمخطوط.
أمين، مقام التنزيه والتعظيم ومحل الشرف العظيم، والموقف السّني الأعلى، وواسطة العقد المحلى دار الهجرة لسيد المرسلين والمفتخرة به على جميع الأرضين. جاءت بذكر فضائلها الآثار مشهودة، وأتت بها الكتب الإلهية مسرودة، فحارت في بحار أوصاف صفاتها الأوهام، وعجز عن إدراك خصائصها جميع الأنام، وجلى نور صفائها صدأ العقول، إذ جالت في عرصاتها بالعرض والطول، وضاقت الكتب [في تصانيف]
(1)
مسيرها والفصول، وأمعن الغزالي في ذلك وأشار في «الإحياء» ، وكذلك ابن زبالة وابن الجوزي [وابن النجار]
(2)
والنووي يحي فكم أمات نشر شرفها إذ طرق مسامع الأحياء، وكم سرى طيب عرفها على جدث الموتى فأحيا، فلقد ساوى سرها سرائر طور سيناء
(3)
، إذ شفى ترابها ما أتعب أرسطاليس
(4)
، وابن سينا
(5)
، فتلمح - أيدك الله - مليح معانيها، وتأمل أسرارا أودعت فيها، فلقد أنشدنا فيها على بعض فضائلها تنبيها
(6)
:
إلى طيبة شد الرحال ومشيها
…
فطيبة قد جلت بمن قد ثوى فيها
هي الموقف الأسنى الذي اختار ربنا
…
لخير الورى لو لم سوى ذا ليكفيها
(1)
سقط منم الأصل والاضافة من (ط).
(2)
سقط منم الأصل والاضافة من (ط).
(3)
طور سيناء: بضم فسكون، معناه الجبل، وبالقرب من مصر عند موضع يسمى «مدين» جبل يسمى الطور عليه كان الخطاب الثاني من الله لموسى عليه السلام عند ما خرج من مصر ببني إسرائيل، انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 47.
(4)
أرسطاليس الفيلسوف اليوناني، ترجمت كتبه إلى العربية، توفي في أيام الاسكندر. انظر: ابن النديم: الفهرست ص 345 - 352.
(5)
الحسين بن عبد الله أبو علي المعروف بابن سينا، امتلأت تصانيفه بآراء الفلاسفة وأفكار الباطنية، (ت 428 هـ). انظر: ابن تغري: النجوم الزاهرة 5/ 25، ابن العماد: شذرات الذهب 3/ 234 - 237.
(6)
في الأصل: «وتنبيها» ، وما أثبتناه من (ط).
فناهيك ما حازته من كل غاية
…
من الفضل تقديما وما هو موتيها
بها تربة الهادي وكانت مقره
…
فلا بلدة في الأرض حقا تساويها
وبالروضة الغراء كفى الفخر أنها
…
من الجنة العليا كذا قد أتى فيها
فشرقيها الهادي وغربيها به
…
المنبر من تحته الحوض يهنيها
غبار ثراها للسقيم مداويا
(1)
…
لداء تقف عنه الأطباء ويبريها
كذلك يوقي السم والسحر تمرها
…
ويكفيك هذا الفخر يا صاح توحيها
فكم من عنايات وكم من فضائل
…
بطيبة لا تقوى عليها فتحصيها
وكم من موقف فيها وكم من مآثر
…
بها مثبتات وسطها وحواليها
وكم من معظمات قد حوت وكم مكارم
…
وكم مكرمات لم نطق وصف دانيها
وأيضا [بقيع الغرقد انظر]
(2)
…
فضائلا
به وأحاديثا [أتت فيه نرويها]
(3)
به الآل والأزواج والصحب ثم من
…
لهم رفعة في الدين يسمو تجليها
كذا الشهداء فانظر بطاح بسيطهم
…
فياليت جسمي قد ثوى معهم فيها
وقد ذكرت في كتب موسى تقدما
…
وطهرها رب الخلائق تنزيها
فقارنت السعد السعيد وقابلت
(4)
…
جليلا بسيماه عن الشر يزويها
وأشرق نور الحق فيها وأظهرت
(5)
…
وأبدت عروس الحسن مكنون ما فيها
(1)
في الأصل: «مداوية» وما أثبتناه من (ط).
(2)
سقط من الأصل والإضافة من (ط).
(3)
سقط من الأصل والإضافة من (ط).
(4)
في الأصل: «وقابلة» ، وما أثبتناه من (ط).
(5)
في الأصل: «فأظهرت» وما أثبتناه من (ط).
فها نورها يبني على نور أحمد
…
وريح شذاها فاق للمسك تنبيها
فلله ما أحلى رباها وأرضها
…
وتربتها فيما حوت وأساميها
تردت/برود الحسن معلمة
(1)
…
وحازت بما حازت تجل في تدانيها
فتا [هت به الألباب حبا]
(2)
…
وأذهلت
قلوب الورى فاستعذبت وصل واديها
فمنها بدا الإفضال والجود رفعة
…
ومنها بدا الإقبال سبحان منشيها
بجاه رسول الله جلت وقد علت
…
ومن فضله جاءت فضائل ما فيها
فصلى عليه الله ما لاح بارق
…
وما دامت الدنيا دواما بمن فيها
لما تبدت في ديباج حليتها
…
رفعت حجابا عن مليح هيلتها
(3)
فسطا ساطع نور طلعتها على صفاء صفح بسيط بسطتها، فقابل نورانية نور مرآة أشعتها، فهامت به الألباب من لمحتها، فانظر لعظيم شرفها وحرمتها، وعظم سفح موفقها وتربتها، واستجل بصفاء نور جوهر تربتها، واستجلى ايجاد جلبات جبلتها، وأنشد ما أنشدناه في زيارتها:
هي بلدة خصت بأكرم مرسل
(4)
…
نشدت بطيب الهواء كالمبدل
(5)
(1)
في الأصل: «مقامه به» ، وما أثبتناه من (ط).
(2)
سقط من الأصل والإضافة من (ط).
(3)
في القصيدة إضطراب بيّن في الوزن، إذ الأصل فيها أنها من بحر «الطويل» ، إلا أنها تخرج عن دائرة هذا البحر إلى دوائر بحور أخرى كما في آخر القصيدة، ونراه يتجاوز القياس اللغوي للكلمة طلبا للقافية لملاء متها لقوافي بقية القصيدة.
(4)
في الأصل: «المرسل» ، وما أثبتناه من (ط).
(5)
في الأصل: «كالمبدول» وما أثبتناه من (ط).
ومعنى لمبدل: أي لمن سكن المدينة من الغرباء فأبدل وطنه بها، لأن من بدل وطنه بها استمتع بطيب هوائها وأقام في بلد خص بأكرم مرسل صلى الله عليه وسلم. ابن منظور: اللسان، مادة «بدل» .
تزهو كزهر في الربا شرفا على
…
كل البلاد
(1)
بأجل من فن المنزل
وقال مسرا في الرحلة إليها ومشوقا فيما فيها:
ترحل وفز من أرض طيبة السكنى
…
فطيبة قد جلّت بمن حوى الحسنا
تراها تباهي الأرض طرا بمرسل
…
فها قد به صارت هي الموقف الأسنى
ميز لعظيم فضلها العميم اللائق بمقام التنزيه والتعظيم، وانظر لسابق خطبها الجسيم المنزه عن حصر التقسيم لما اختلف في تفضيل الحرمين الشريفين، ووقع الخلاف بين المسجدين الكريمين، قطع بتفضيل التربة المكرمة على ما سواها من الأماكن المحترمة، فقيل في ذلك
(2)
:
جزم الجميع بأن خير الأرض ما
…
قد حاط ذات المصطفى وحواها
ونعم لقد صدقوا بساكنها علت
…
كالنفس حين زكت زكى مأواها
وفي هذا المعنى الحالي ينشد لسان حالي:
لطيبة فخر فاق كل بلاد
…
سقاها إلهي من صبيب عواد
بها جملة الخيرات فانظر نتاجها
…
ترى في الحمى منها لهن كواد
بها الموقف الأسنى بها الفوز والمنى
…
بها العز والمغنى بها تربة الهاد
فكم تيمت معزا وكم هتكت هوى
…
وكم فتكت حبا بسيف عناد
نفى حبها طيف المنام وأبدلت
…
جفوني مدى دهري بطيف سهاد
(1)
في الأصل: «بلد» ، وما أثبتناه من (ط).
(2)
البيتان للإمام أبي محمد عبد الله بن موسى اليشكري المغراوي، وقد أوردها المراغي في كتابه تحقيق النصرة ص 208 ضمن قصيدة طويلة، وسيذكرها المؤلف كاملة في الفصل الثامن من الباب التاسع.
وصرت بوجدي من هواها متيما
…
كأني أنا المضني بحب سعاد
فلو حبها لاقى البحار تفجرت
…
ولم يبق منها لما لقصد مراد
ولو صادف الصمّ الجبال لدكها
…
وصارت كرمل وسط قيعة واد
ولو عشر معشار المحبة قد سرى
…
على الخلق منه لم يناد مناد
فلا ماء إلا بعض فيض مدامعي
…
ولا نار إلا من لهيب فؤاد
أشير لأهل الركب من كل مقدم
…
مريدا لماء أو لقدح زناد
متى شئتم للمزن عوجوا
(1)
…
لأدمعي
ونار أخدودها من لهيب فؤاد
بليت بوجدي حبها وبعادها
…
ومن ذا يطق حبا وصبر بعاد
يلوموني العذال فيمن تصورت
…
كبدر بدا في ظلمة وسواد
فجلّي بنور إذ تجلى سواد ما
…
نرى كم بدى فيها كلون مداد
جوابي لهم زيدوا وإلا فأقصروا
…
فحبي فيها عدتي لمعادي
وعذلكم فيما عذلتم جميعه
…
يزيد به حبي لها وودادي
شفى السقم مني إن تحنّ مطيتي
…
على بابها من خارج وأناد
فشوقي سير والهوى لي مركب
…
وحبي قصدي والمحبة زادي
ارتاحت قلوب/المحبين بحبها، وهامت حين ارتفاع ستر حجبها، وأسكرت من كاسات رحيق [قربها لما بدى النور]
(2)
السني غربها، فلله ما أحلى ذكرها وأهنى، وما أعلى ذلك المقام [الأسنى وما ألذ]
(3)
وصال ذلك
(1)
في الأصل: «غوغوا» ، رما أثبتناه من (ط).
(2)
سقط من الأصل، الإضافة من (ط).
(3)
سقط من الأصل، الإضافة من (ط).
المغنى. ولقد أنشد بعضهم في هذا المعنى:
إذا لم تطب في طيبة
(1)
…
عند طيب
به طيبة طابت فأين تطيب؟
فهي النوارية ذات النور، والمعدنية بين الثغور، عجزت البلغاء عن إثبات تصوير صور سماتها، وكلّ كل ذي فهم عن إفتهام أوصاف صفاتها، ووقف المهندسون عند تحديد حدود أقطار ست جهاتها، وتناهت في فضائلها أرباب العقول بتفكراتها، فلم تنحصر فضائلها بعد، ولم تتناهى لحدّ.
لما رأيتها دار سكنى خير البشر، أردت وضع مختصر في تاريخها حاويا كل الدرر، رجاء ثواب الله العميم، وتوسلا لشفاعة رسوله الكريم، وسألته التيسير على ما أمّلته وحسن التيسير فيما أمليته وسمّيته:
«بهجة النفوس والأسرار في تأريخ دار هجرة النبي المختار» صلى الله عليه وسلم، وشرف وكرم، وقد انتخبت فيه ما اخترته، وحذفت إسناد ما ذكرته، وذلك من جملة مصنفات كتب تنيف على المائتين تغني معرفتها لمقتنيها من كتابي هذا عن تسميتها، ومن الله تعالى أطلب التوفيق إنه الكريم الوهاب، وقد حصرت الكلام في عشرة أبواب:
الباب الأول:
في ذكر حد قطر المدينة الشريفة من حدود أقطار الأقاليم السبعة، وذكر أسمائها وأول ساكنيها، وفيه سبعة فصول.
الباب الثاني:
في ذكر فتح المدينة الشريفة وهجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه إليها، وفيه
(1)
طيبة: صرفت لضرورة الشعر، وهذا مما يباح للشاعر دون الناثر، والشاعر يقصد أن طيبة الطيبة هي مكان تطيب فيه النفوس، لأنها طابت بوجود رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها.
فصلان.
الباب الثالث:
في إثبات حرمة المدينة الشريفة وذكر فضائلها وتحريمها وتحديد حدود حرمها وحكم الصيد فيها، وفيه إثنا عشر فصلا.
الباب الرابع:
في ذكر أودية المدينة الشريفة وآبارها المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفضل جبل أحد وفضل الشهداء عنده، وفيه خمسة فصول.
الباب الخامس:
في ذكر إجلاء بني النضير من المدينة الشريفة وحفر الخندق وقتل بني قريظة بالمدينة، وفيه ثلاثة فصول.
الباب السادس:
في ذكر مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفضله، وذكر ما زيد فيه أو نقص منه إلى هذا التاريخ، وفيه سبعة وعشرون فصلا.
الباب السابع:
في ذكر المساجد التي صلى النبي صلى الله عليه وسلم فيها المعروفة بالمدينة الشريفة وغيرها، وفيه خمسة فصول.
الباب الثامن:
في ذكر مولد النبي صلى الله عليه وسلم وابتداء منشأه وذكر أسمائه ونسبه ووفاته ووفات صاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وذكر نبذة من فضائلهما، وفيه اثنا عشر فصلا.
الباب التاسع:
في حكم زيارة النبي صلى الله عليه وسلم وفضلها وكيفيتها وحكم الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم وفضيلة ذلك وكيفيته، وفيه عشرة فصول.
الباب العاشر:
في ذكر البقيع وفضله وكيفية زيارته والحض على زيارة القبور مطلقا وذكر من يعرف به من أهل البيت والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وفيه خمسة فصول.
الباب الأول
في ذكر حد قطر المدينة الشريفة
من حدود أقطار الأقاليم السبعة
(1)
وذكر أسمائها وأول ساكنيها
وفيه سبعة فصول:
الفصل الأول
في ذكر حد قطر المدينة الشريفة من حدود أقطار الأرض
اعلم أن الله تعالى خلق العالم في ستة أيام، ابتداؤها يوم الأحد /والإثنين، لقوله [تعالى]
(2)
{أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ}
(3)
وخلق الجبال يوم الثلاثاء، والماء والشجر يوم الأربعاء، والسماء يوم الخميس، والشمس والقمر والنجوم والملائكة وآدم يوم الجمعة
(4)
، ولذلك سمي الجمعة، لأنه جمع فيه خلق كل شيء
(5)
. قاله
(1)
قسم الحكماء الأرض إلى سبعة أقسام دعوها: الأقاليم، وجعلوا لكل إقليم منها أحد الكواكب السبعة، وأورد المسعودي وياقوت الصور البيانية بالرسم والكتابة لهذه الأقاليم.
انظر: المسعودي: مروج الذهب 1/ 75 - 76، ياقوت: معجم البلدان 1/ 25 - 32، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 131 - 133.
(2)
سقط من الأصل والإضافة من (ط).
(3)
سورة فصلت آية (9).
(4)
أخرجه الطبري في تفسيره 24/ 94 بلفظه عن ابن عباس مرفوعا، وفي تاريخه 1/ 44 عن أبي سعيد، وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/ 314 وعزاه للطبري من حديث ابن عباس.
(5)
أخرجه الطبري في تاريخه 1/ 43،45 وأورد اختلاف السلف في اليوم الذي ابتدأ الله تعالى فيه خلق السموات والأرض وختم الأقوال بقوله «وأولى الأقوال عندي بالصواب قول من قال: اليوم الذي ابتدأ الله تعالى ذكره فيه خلق السموات والأرض يوم الأحد لإجماع السلف من أهل العلم» وانظر آراء العلماء حول هذه القضية في: المسعودي: مروج الذهب 1/ 52، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 123، والمدهش ص 57، ابن كثير: البداية 1/ 13، السيوطي: الدر المنثور 7/ 314.
الشعبي
(1)
وحكاه الشهرستاني
(2)
في «أعلام النبوة» له.
وقال محمد بن عبد الله الكسائي: في «بدء الدنيا» له: «أول ما خلق الله تعالى اللوح ثم القلم ثم الماء، قال: وكل شيء [لا]
(3)
يفتر عن تسبيحه في وقت عن وقت إلا الماء، وتسبيحه: إضطرابه»
(4)
.
وقيل: بدأ بخلق السموات قبل الأرض يوم الأحد والإثنين
(5)
، لقوله تعالى:{فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ}
(6)
.
وقيل: خلق الله السماء دخانا قبل الأرض، وفتقها سبعا بعد الأرض، لقوله تعالى:{ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ}
(7)
.
(1)
عامر بن شراحيل، أبو عمرو الشعبي الكوفي، كان محدثا وفقيها ثقة من خيار التابعين (ت 104 هـ) انظر: ابن سعد: الطبقات 6/ 246، ابن حجر: التهذيب 5/ 65.
(2)
محمد بن عبد الكريم، أبو الفتح الشهرستاني (ت 549 هـ). انظر: ابن تغري: النجوم الزاهرة 5/ 305، الذهبي: سير أعلام 20/ 286 - 288.
(3)
سقط من الأصل والإضافة من (ط).
(4)
ذكر نحوه السيوطي في الدر المنثور 5/ 291 بلفظ «صوت البحر تسبيحه وأمواجه صلاته» وعزاه لابن أبي حاتم عن أبي غالب الشيباني من قوله،
(5)
أخرجه ابن جرير الطبري في تاريخه 1/ 44، وذكر هذا الرأي ابن كثير في البداية 1/ 13 وذكر أن حجة من قال به التمسك بظاهر قوله تعالى: أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها
…
وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها ثم عقب ابن كثير بأن القائلين بتقدم خلق السماء على الأرض خالفوا صريح آيتين صرحتا بخلق الله للسماء بعد الأرض وهما قوله تعالى: أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً
…
وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً، أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما
…
وَجَعَلْنا فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ.
(6)
سورة فصلت آية (12).
(7)
أخرجه ابن جرير الطبري في تاريخه 1/ 43، وأيضا في تفسيره 7/ 155، والآية من سورة فصلت آية (11).
قيل: إن ظهور الطاعة منهما قام مقام قولهما
(1)
.
[الثاني:]
(2)
إنه تعالى خلق فيهما كلاما نطق بذلك، فنطق من الأرض موضع الكعبة، ونطق من السماء ما بحيالها، فوضع الله تعالى فيها حرمة. قاله أبو النضر السكسكي.
وفي هذا إشارة لإتصال حرمة البيت المعمور علويا ولإتصال حرمة البيت الحرام سفليا، وأساس البيت الحرام متصلا إلى الأرض السابعة
(3)
.
قيل: والبيت المعمور في السماء السابعة، وقيل: في سماء الدنيا.
وعن علي رضي الله عنه «أنه في السماء السادسة مسجد يقال له الضراح يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه أبدا»
(4)
. قيل: هؤلاء السبعون ألفا من الملائكة، وقيل: من أولاد إبليس
(5)
. حكاه أسفنديار البوشنجي
(6)
في تفسيره.
والبيت المعمور هو الذي كان في الأرض لآدم عليه السلام
(7)
.
(1)
ذكره ابن كثير في تفسيره 1/ 156، والطبري في تاريخه 1/ 43، والماوردي في أعلام النبوة ص 41.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
أخرجه الطبري في تفسيره 27/ 17 عن أنس مرفوعا «البيت المعمور في السماء السابعة» ، وذكره ابن كثير في تفسيره 7/ 404 وعزاه لابن أبي حاتم عن أبي هريرة، ابن كثير في البداية 1/ 37.
(4)
أخرجه الطبري في تفسيره 27/ 16 عن علي، وذكره ابن كثير في تفسيره 7/ 404 وعزاه للطبري.
(5)
أخرجه الطبري في تفسيره 27/ 17 عن الضحاك وذكر أن الملائكة السبعين ألف من قبيلة إبليس، وأخرج الطبري حديثا آخر عن ابن عباس أنهم من الملائكة، وذكر السيوطي في الدر المنثور 7/ 628 الحديثين وعزى الأول للطبري عن الضحاك والثاني للطبري عن ابن عباس.
(6)
هو أبو الفضل أسفنديار بن الموفق بن أبي علي البوشنجي الواسطي مولدا البغدادي المقريء الواعظ، (ت 625 هـ). انظر: المنذري: التكملة 3/ 219.
(7)
أخرجه الأزرقي في أخبار مكة 1/ 51.
قال عطاء: «وكانوا يروون أن العرش على الحرم»
(1)
.
وقيل: خلق الله تعالى الأشياء من يوم الأحد إلى يوم الخميس، وخلق في يوم الخميس ثلاثة أشياء: السموات والملائكة والجنة إلى ثلاث ساعات بقيت من يوم الجمعة، فخلق في الساعة الأولى: الأوقات، وفي الثانية: الأرزاق، وفي الثالثة: آدم عليه السلام
(2)
.
قال الثعلبي في كتابه «العرائس والتنبيه»
(3)
: «حين ذكر بدء الأرض:
أن [الله تعالى خلق جوهرة]
(4)
خضراء، ثم نظر إليها بإلهيته، فصارت ماء، فخلق الأرض من زبده، والسماء من بخاره، [فأول]
(5)
ما ظهر على وجه الأرض مكة، ثم دحا الأرض منها طبقا واحدا ثم فتقها بعد ذلك، وكذلك السماء لقوله تعالى:{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما}
(6)
ثم حمل الأرض على عاتق ملك، والملك واقف على ياقوتة خضراء، والياقوتة على سنام الثور، [واسمه: يونان» - حكاه الكسائي - والثور على صخرة]
(7)
خضراء، وهي المذكورة في سورة «لقمان»
(8)
التي
(1)
أخرج الطبري في تفسيره 27/ 10 هذا النص عن علي موقوفا، وذكر نحوه السيوطي في الدر المنثور 7/ 628 وعزاه لإسحاق بن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن علي موقوفا.
(2)
ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/ 314 وعزاه لابن جرير في تفسيره 24/ 61 عن ابن عباس، والحاكم في المستدرك 2/ 450 عن ابن عباس.
(3)
انظر: الثعلبي: العرائس ص 15.
(4)
سقط من الأصل والإضافة من (ط).
(5)
سقط من الأصل والإضافة من (ط).
(6)
سورة الأنبياء آية (30).
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(8)
هو قوله تعالى فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ
…
سورة لقمان آية (16).
وتأويل الصخرة التي في آية لقمان لا مبرر له، لأنها نكرة، والنكرة تفيد الاستغراق، فتشمل -
ذكرها في آخر حكمه، والصخرة [على النون، وهو الحوت]
(1)
(2)
واسمه:
لوثيا، وقيل: بهموت ولقبه ينموت، والحوت على البحر، [والبحر على الريح، والريح على]
(3)
القدرة، وهذا الحوت الذي تأكل أهل الجنة كبده، وهو المذكور [في سورة - نون والقلم - وقيل: المراد به]
(4)
الدواة»
(5)
.
وطالع الدنيا السرطان، وهو برج متقلب [وأوتاده متقلبة، وفيه دليل على ما حكاه]
(6)
المجريطي في الرسائل. وهذا بدء الدنيا. وسيأتي ذكر [إنتهائها في الباب العاشر.
وأول من سكن الأرض]
(7)
بعد الجن آدم عليه السلام وذريته
(8)
إلى [زمن نوح عليه السلام، ثم قسم نوح]
(9)
الأرض بين أولاده: سام، وحام، ويافث.
(8)
- أي صخرة، وتأويلها بأن الثور فوقها والأرض فوق الصخرة لا أصل له إلا السماع من بعض أهل الكتاب الذين اعتادوا التفسير المادي للحقائق الدينية والظواهر الكونية، والحق ما أثبته العلم وأقره الشرع من أن قوى جذب الأجرام السماوية بعضها لبعض مهيأ بحيث يلزم كل جرم السير في فلكه دون الإصطدام بغيره.
(1)
أخرج بعضه الطبري في تفسيره 29/ 14 عن ابن عباس من قوله من غير طريق، وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 522 وعزاه لابن أبي حاتم عن ابن عباس.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
سقط من الأصل والاضافة في (ط)، وذكره ابن الجوزي في المنتظم 1/ 128 وعزاه للسدي.
عن أبي الجلد: [«أن الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخ]
(1)
، إثنا عشر ألفا للسودان، وثمانية آلاف للروم، [وثلاثة آلاف لفارس، وألف]
(2)
للعرب»
(3)
.
وقيل: الدنيا درهم خمسة أسداسه للروم. وحام أبو السودان، ويافث أبو الروم والترك [والصقالبة]
(4)
ويأجوج، وسام أبو العرب
(5)
. وقيل: سام أبو العرب، وفارس، والروم تنسب إلى جدهم روم بن عيص
(6)
وهم بنو الأصفر. وقيل: بنو الأصفر ملوك الروم.
والأصفر اسم لبالوس بن روم
(7)
أول ملوك الروم، وربما سمت العرب الأسود أصفر. قال برناش بن باعل: ملك الروم ملوك يقال لهم: بنو صوفر.
والاسرائيليون يقولون: أن صوفر هو الأصفر بن يعراء بن عيص بن إسحاق.
والروم تنكر ذلك وتزعم أن أول من ملك منهم بوليس، وملك منهم ثلاثون ملكا في مدة ثلثمائة واثنتين وثمانين سنة. وقيل: الأصفر رجل أسود ملك الروم فولد له ابن في غاية الحسن فنسبت إليه الروم.
وقال وهب بن منبه
(8)
في كتاب «التيجان» : إن إسحاق ولد له يعقوب
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
ذكره ابن الجوزي في المنتظم 1/ 29، وفي تلقيح فهوم ص 2 وعزاه لأبي الجلد.
(4)
الإضافة للضرورة من الطبقات لابن سعد 1/ 42.
(5)
أخرج بعضه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 42 عن سمرة مرفوعا والبعض الآخر عن ابن المسيب من قوله، وأخرجه الطبري في تاريخه 1/ 201،209.
(6)
أخرجه الطبري في تاريخه 1/ 317، وذكره المسعودي في مروج الذهب 1/ 40، وابن كثير في البداية والنهاية 1/ 163،181، والماوردي في أعلام النبوة ص 48.
(7)
بالوس بن روم، أول ملوك الروم، وهو جاليوس الأصغر، وكان ملكه اثنتين وعشرين سنة. أخرج خبره الطبري في تاريخه 1/ 606، وذكره المسعودي في مروج الذهب 1/ 268.
(8)
وهب بن منبه اليماني أبو عبد الله الأبناوي، تابعي إخباري كثير الأخبار (ت 114 هـ). انظر: ابن قتيبة: المعارف ص 459، ابن الجوزي: صفة الصفوة 2/ 291 - 296.
وعيص. فيعقوب هو إسرائيل، أبو الأسباط، وهو بالعربي: صفوة الله، وعيص هو الأصفر، سمي به لأن النيروز كان عندهم عيدا، فحلّته جدته سارة بالذهب في ذلك اليوم، وأدخلته على أخوته فقيل له: الأصفر لصفرة الذهب، وقيل: إنه كان أسمر إلى الصفرة موجود في ذريته إلى اليوم
(1)
.
وفي زمن يعقوب بعث أيوب بن موص، وكان صهر يعقوب، لأن زوجة يعقوب بنت ليا بن أيوب عليه السلام
(2)
، وهي التي ضربها بالضغث
(3)
، وكان أيوب ممن آمن بالخليل يوم أحرق
(4)
.
وكانت نبوة يعقوب ومن بعده من ولده مقصورة على أنفسهم حين دعا موسى إلى نبوته بني إسرائيل. وأما العرب: فمن ولد إسماعيل، وسموا عربا لأن ولد إسماعيل نشأوا من عربة
(5)
، وعربة من تهامة فنسبوا إليها.
وقال قتادة
(6)
: الأرض عشرون ألف فرسخ، إثنا عشر ألف عمران والباقي خراب. وقيل: المعمور منها أربعة وعشرون ألف فرسخ اثنا عشر ألف للسند والهند، وثمانية آلاف ليأجوج ومأجوج وثلاثة آلاف للروم والعجم
(1)
أخرجه الطبري في تاريخه 1/ 317، وذكره المسعودي في مروج الذهب 1/ 36 - 40، وابن كثير في البداية والنهاية 1/ 163، والماوردي في أعلام النبوة ص 48.
(2)
لعل الصواب «لأن يعقوب زوج أيوب من ابنته ليا» ، لأن هذه العبارة جاءت صريحة في المنتظم لابن الجوزي 1/ 320 فقد حكى عن وهب بن منبه قال: كان أيوب في زمن يعقوب، وراجع ابن كثير في البداية والنهاية 1/ 221.
(3)
الضغث حزمة فيها مائة عود لتكون الضربة بمنزلة مائة سوط، وقيل عثكالا فيه مائة شمراخ. انظر: السيوطي: الدر المنثور 7/ 194 - 196.
(4)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 322.
(5)
عربة بالتحريك، اسم لبلاد العرب.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 96.
(6)
هو قتادة بن دعامة أبو الفضل السدوسي، كان محدثا ثقة (ت 117 هـ).
انظر: ابن قتيبة: المعارف ص 462، ابن الجوزي: صفة الصفوة 3/ 259.
وألف للعرب
(1)
. ومعمور الأرض هو جزء من استواء الشمس على وسط كرة الأرض إلى البحر المحيط بالأرض من ناحية المجوف والشرق والغرب، وهو المسكون الذي قسمه نوح [عليه السلام]
(2)
على بنيه، فقسم سام: وسط الأرض منها بيت المقدس، والنيل، والفرات، ودجلة، وسيحون، وجيحون، وذلك ما بين قيسون إلى شرقي النيل، وما بين منخر الريح الجنوبي إلى منخر الريح الشمالي، ولحام قسمه: النيل وما وراءه إلى منخر الريح الدبور
(3)
، وليافث: من قاسيون
(4)
وما وراءه إلى منخر الصبا
(5)
.
وقيل: إن العجم من [وراء البحر مسيرة]
(6)
اثنتي عشر سنة، وبلاد الروم مسيرة خمس سنين، وبلاد مسك [عن يمين الدنيا مسيرة]
(7)
خمس عشر سنة، وبلاد يأجوج مسيرة مائة سنة.
وقيل: للأرض ستة [أجزاء خمسة منها ليأ]
(8)
جوج ومأجوج، وجزء للخلق. حكاه القرطبي.
وقال المنجمون: «[الأرض أربعة وعشرون]
(9)
قيراطا، العامر منها أربعة قراريط وكسر، وقيل: ما العامر [في الخراب إلا كفسطاط في فلاة]
(10)
(1)
ذكره ابن الجوزي في المنتظم 1/ 129 عن قتادة بلفظه، وفي تلقيح فهوم أهل الأثر ص 2.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
الدبور: الريح التي تقابل الصبا، وهي ريح تهب من نحو المغرب، والصبا تقابلها من ناحية المشرق. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «دبر» .
(4)
قاسيون: بالفتح فسين مهملة فياء مضمومة آخره نون، هو الجبل المشرف على مدينة دمشق. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 295.
(5)
منخر الصبا: مهبها، حيث إنها تهب من موضع مطلع الشمس إذا استوى الليل والنهار. انظر: ابن منظور: اللسان، مادة «صبا» .
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(8)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(9)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(10)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
من الأرض». حكاه ابن الجوزي في ترياق الذنوب
(1)
. [وقال في كتابه المدهش
(2)
: أقاليم الأرض سبعة: الإقليم]
(3)
الأول: إقليم الهند، والثاني:
إقليم الحجاز، والثالث: إقليم مصر، والرابع: إقليم بابل، والخامس: إقليم الشام [والروم]
(4)
، والسادس:[إقليم بلاد الترك، والسابع:]
(5)
إقليم بلاد الصين كل إقليم مائة فرسخ، وأوسطها إقليم بابل [وفيه جزيرة العرب]
(6)
[وفيه العراق الذي هو سرة الدنيا]
(7)
والحجاز: هو مكة والمدينة واليمن واليمامة ومخاليفها وقراها، وسمي [حجازا: لأنه حجز]
(8)
بين السراة ونجد، وقيل: لأنه حجز بين الشام والبادية، وقيل: لأنه حجز بين نجد والغور.
وقال الأصمعي: لأنه احتجز الحرار [الخمس]
(9)
.» - حكاه أبو عبيد القاسم بن سلام
(10)
في «مشكل غريب الحديث» .
صورة المثال المحجوز على الربع المسكون من عملياتي على ما قسمه الرازي
(11)
في «السر المكتوم
(12)
»، وذكر نحوه الحاسبي
(13)
في «أصول
(1)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 1/ 129.
(2)
انظر: ابن الجوزي: المدهش ص 57، المنتظم 1/ 131.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط) والمدهش.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط) والمدهش.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط) والمدهش.
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط) والمدهش.
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط) والمدهش.
(8)
سقط من الأصل والإضافة من (ط).
(9)
لمعرفة حدود الحجاز وعلة تسميته. انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 218 - 220، السمهودي: وفاء الوفاء ص 1182،1183.
(10)
انظر: أبو عبيد القاسم بن سلام: غريب الحديث 4/ 120.
(11)
هو: محمد بن عمر فخر الدين الرازي، (ت 606 هـ).
انظر: ابن العماد: شذرات الذهب 5/ 21.
(12)
السر المكتوم في مخاطبة النجوم، مخطوط. انظر: الزركلي: الأعلام 7/ 203.
(13)
هو: الحسين بن علي أبو عبد الله الحاسبي، فلكي، (ت 340 هـ) وله كتاب «الحركات السماوية». انظر: كحالة: معجم المؤلفين 4/ 29.
الحركات السماوية» له. أما ....
…
واعلم أن عرض المدينة الشريفة خمس وعشرون درجة زائدة عن مكة بأربع درجات إلا أربعين دقيقة، ومعنى العرض هنا الاتساع ليس هو ضد الطول، تقول العرب: بلاد عريضة، ومنه قوله تعالى {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا}
(1)
{السَّماواتِ وَالْأَرْضِ}
(2)
أي سعتها، ولم يرد العرض الذي هو ضد الطول.
[وأما]
(3)
صفة طول [كل]
(4)
مدينة وعرضها: فاعلم أن طول كل مدينة هي بعدها من أول الربع المسكون مما يلي المشرق [والمغرب]
(5)
، وهو بمقدار ما بين دائرة نصف نهار المدينة وبين دائرة نصف نهار أول الربع [المسكون]
(6)
من دور معدل النهار، وأما العرض فهو تباعد المدينة عن دائرة الاستواء وهو إرتفاع القطب عن الأفق. والله أعلم.
الفصل الثاني
ما جاء في أسماء المدينة الشريفة
اعلم أنها قد أتت لها أسماء جليلة
(7)
في الكتب المتقدمة، وعلامات
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
سورة آل عمران آية (133).
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(7)
انظر: السمهودي: وفاء الوفاء ص 8 - 27.
عظيمة بالتشريف [معلمة]
(1)
، وقد ضربت على بعض أسمائها ألغازا في كثير [من الآثار]
(2)
.
وأما ذكرها في الكتاب العزيز [باسم الأرض]
(3)
الغرض على معنى الاستقرار، فسماها الله تعالى بأرضه وأضاف ضميرها إلى نفسه، فقال [جل وعلا]
(4)
في ملكه: {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها}
(5)
المراد بالأرض هنا أرض المدينة. حكاه ابن الجوزي في كتابه «المدهش»
(6)
، ومقاتل
(7)
في «الوجوه والنظائر» والثعلبي في «التفسير
(8)
والعرائس»، فصار إسما من أسمائها المحصورة، ولم يسبق إلى وضعه في التاريخ. وكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى
(9)
.
[والأرض]
(10)
في القرآن على سبعة عشر وجها
(11)
: الأول: ما ذكرناه، الثاني: تذكر ويراد بها أردن {وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ}
(12)
، الثالث: تذكر ويراد بها القبر {لَوْ تُسَوّى بِهِمُ الْأَرْضُ}
(13)
، الرابع: تذكر
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
سورة النساء آية (97).
(6)
انظر: ابن الجوزي: المدهش ص 11، ونزهة الأعين النواظر ص 169.
(7)
مقاتل بن سليمان أبو الحسن البلخي المفسر، اتهم بالوضع، (ت 150 هـ) انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 60، ابن حجر: تهذيب التهذيب 10/ 279.
(8)
كتاب الثعلبي في التفسير هو «الكشف والبيان في تفسير القرآن» وبمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة منه نسخة - فهرس 1/ 37.
(9)
انظر: السمهودي: وفاء الوفاء ص 8.
(10)
سقط من الأصل، (ط) والمثبت يقتضيه السياق كما في المدهش ص 11.
(11)
انظر: ابن الجوزي: المدهش ص 11، ونزهة الأعين النواظر ص 168 - 172.
(12)
سورة البقرة آية (60).
(13)
سورة النساء آية (42).
ويراد بها [مكة]
(1)
{كُنّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ}
(2)
، الخامس:
أرض الإسلام {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً}
(3)
، السادس: أرض التيه {يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ}
(4)
، السابع: أرض الشام {مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا}
(5)
، الثامن: الأرضون السبع {وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ}
(6)
، التاسع: أرض المغرب {مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ}
(7)
، العاشر: الجنة {أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها}
(8)
، الحادي عشر: مصر {اِجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ}
(9)
، الثاني عشر: أرض الحجر {فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ}
(10)
، الثالث عشر: القلب {فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}
(11)
، الرابع عشر: أرض الروم {الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ}
(12)
، الخامس عشر: أرض بني قريظة {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ}
(13)
، السادس عشر:
أرض فارس {وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها}
(14)
، السابع عشر:[أرض]
(15)
القيامة {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها}
(16)
.
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
سورة النساء آية (97).
(3)
سورة المائدة آية (33).
(4)
سورة المائدة آية (26).
(5)
سورة الأعراف آية (137).
(6)
سورة الأنعام آية (38).
(7)
سورة الكهف آية (94).
(8)
سورة الأنبياء آية (105).
(9)
سورة يوسف آية (55).
(10)
سورة الأعراف آية (73).
(11)
سورة الرعد آية (17).
(12)
سورة الروم آية (1 - 3).
(13)
سورة الأحزاب آية (27).
(14)
سورة الأحزاب آية (27).
(15)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(16)
سورة الزمر آية (69).
قال المطري
(1)
في تاريخه المسمى «بالتعريف بما آنست الهجرة من [معالم دار]
(2)
الهجرة»، عن إبراهيم بن أبي يحي
(3)
قلت: وقد جمعتها في خمسة أبيات وهي:
لطيبة أحد عشر اسما بهم تسمى
…
وكثرتها تنبي على شرف المسمى
مدينة خير الخلق طابة فاستمع
…
وطيبة أيضا ثم مسكينة أسمى
وجابرة مجبورة ومحبة محبوبة
…
هذراء وقاصمة واسما
ومرحومة فانظر إلى سر وصفها
…
وكيف أتت تسمى مهذبة الأسما
وذلك في توراة موسى تخصصا
…
لقدر علاها من على صاحب الأسما
/وذكر عن ابن زبالة عن عبد العزيز بن محمد
(4)
عن موسى بن عقبة عن عطاء بن أبي مروان عن كعب
(5)
قال: نجد في كتاب الله تعالى الذي نزل على موسى عليه الصلاة والسلام أن الله تعالى قال [للمدينة]
(6)
: يا طابة يا
(1)
راجع كتابه التعريف ص 19، الدرة الثمينة لابن النجار 2/ 323.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
هو: إبراهيم بن أبي يحيى المكي التميمي، أبو إسماعيل، متروك، وثقه يحيى بن معين. انظر: ابن حجر: لسان الميزان 1/ 52 - 53.
(4)
هو: عبد العزيز بن محمد الدراوردي المدني، محدث ثقة إذا حدث من كتابه (ت 187 هـ) انظر: البخاري: التاريخ الكبير 6/ 25، ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل 5/ 395.
(5)
كعب بن ماتع الحميري، أبو إسحاق المعروف بكعب الأحبار، نسبت إليه الإسرائيليات الكثيرة (ت 32 هـ) انظر: ابن قتيبة: المعارف ص 430، ابن الجوزي: المنتظم 5/ 38.
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
مسكينة، لا تقبلي الكنوز، أرفع أجاجيرك
(1)
على أجاجير القرى
(2)
.
قال عبد العزيز بن محمد: وبلغني أن لها في التوراة أربعين إسما
(3)
.
وعن جابر بن سمرة
(4)
رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(5)
. وعن أبي حميد
(6)
قال: أقبلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك
(7)
حتى أشرفنا على المدينة فقال: «هذه طابة»
(8)
.
وروينا في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «هي المدينة يثرب»
(9)
.
(1)
الأجاجير: جمع إجّار بكسر الهمزة وتشديد الجيم، آخره راء مهملة. هو السطح الذي لا سترة عليه. انظر: ابن شبة: تاريخ المدينة 1/ 163، السمهودي: وفاء الوفا ص 23.
(2)
أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 163 عن كعب الأحبار، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 323، والمطري في التعريف ص 19.
(3)
أخرجه ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 323 عن عبد العزيز بن محمد، وذكره المطري في التعريف ص 19، السمهودي في وفاء الوفا ص 27.
(4)
جابر بن سمرة السوائي، صحابي، (ت 66 هـ). انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 224.
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الحج باب المدينة تنفي شرارها برقم 491 عن جابر بن سمرة، ورواه أحمد في مسنده 5/ 97،94 عن جابر بن سمرة، ورواه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 164 عن جابر بن سمرة، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 323 عن جابر بن سمرة.
(6)
أبو حميد الساعدي الأنصاري، مات في آخر خلافة معاوية. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 834، ابن حجر: تهذيب التهذيب 12/ 79.
(7)
تبوك. بالفتح ثم بالضم، موضع بين وادي القرى والشام وآخر غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك. انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 14.
(8)
أخرجه البخاري في كتاب فضائل المدينة باب المدينة طابة عن أبي حميد الساعدي 3/ 51، وأخرجه مسلم في كتاب الحج باب أحد جبل يحبنا ونحبه برقم (503) 2/ 1011، وأخرجه أحمد في مسنده 5/ 425 عن أبي حميد الساعدي، والبيهقي في السنن الكبرى 6/ 572، وأخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 82.
(9)
أخرجه البخاري في كتاب فضائل المدينة باب فضل المدينة عن أبي هريرة، ومسلم في كتاب الحج باب المدينة تنفي شرارها برقم (488) عن أبي هريرة 2/ 1006، وأحمد في مسنده 2/ 237 عن أبي هريرة.
تنبيه على ما ورد من معاني أسمائها:
قال الشيخ جمال المطري
(1)
: «أنكر العلماء تسميتها يثرب لقوله صلى الله عليه وسلم:
(2)
، ولما رواه أحمد في مسنده
(3)
عن البراء بن عازب
(4)
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سمى المدينة يثرب فليستغفر الله هي طابة هي طابة» ، وتسميتها في القرآن يثرب حكاية عن قول من قال لها من المنافقين:{وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ}
(5)
وقال عيسى بن دينار
(6)
: من سمى المدينة يثرب كتبت عليه خطيئة، وهو مأخوذ من الثرب وهو الفساد أو التثريب وهو المؤاخذة بالذنب».
وقال ابن فارس اللغوي
(7)
: «يثرب اسم مأخوذ من التثريب وهو اللوم، ويفتح الفعل في عين فاعله قال الله تعالى:{لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ}
(8)
.
(1)
ذكره المطري في التعريف ص 19، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 323، ونقله عنه السمهودي في وفاء الوفا ص 10.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الحج برقم (488) عن أبي هريرة 2/ 1006، وأخرجه الحميدي في مسنده برقم (1152) عن أبي هريرة.
(3)
أخرجه أحمد في مسنده 4/ 285 عن البراء بن عازب، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 300 وعزاه لأحمد.
(4)
البراء بن عازب، أبو عمارة الأنصاري الحارثي، أول مشاهده الخندق، مات أيام مصعب بن عمير. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 155 - 157.
(5)
سورة الأنفال آية (49).
(6)
عيسى بن دينار الخزاعي، أبو علي الكوفي، روى عنه ابن المبارك، ثقة. انظر: ابن حجر: تهذيب التهذيب 8/ 210.
(7)
انظر قول ابن فارس في معجم البلدان 5/ 430 عند الحديث عن يثرب. وابن فارس هو: أحمد ابن فارس، أبو الحسين القزويني الرازي (ت 395 هـ). انظر: القفطي: انباه الرواة 1/ 92.
(8)
سورة يوسف آية (92).
وروى محمد بن السائب عن ابن عباس [رضي الله عنهما]
(1)
أن يثرب هو: يثرب بن نابتة بن مهلائيل بن رام بن عوص بن إرم بن سام بن نوح، وبه سميت المدينة، يثرب
(2)
.
وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: يثرب اسم أرض ومدينة النبي صلى الله عليه وسلم في ناحية منها
(3)
.
قال الشيخ جمال الدين
(4)
: «وهي اليوم معروفة بهذا الإسم، وفيها [نخيل]
(5)
كثير ملك لأهل المدينة وأوقاف للفقراء وغيرهم، وهي غربي مشهد سيدنا حمزة بن عبد المطلب، وشرقي الموضع المعروف بالبركة مصرف عين الأزرق ينزلها الركب الشامي في وروده وصدوره، ويسميها الحجاج عيون حمزة، وكانت يثرب منازل بني حارثة
(6)
بن الحارث بطن ضخم من الأوس، ونقل محمد [بن الحسن]
(7)
بن زبالة: أن يثرب كانت في قديم الزمان وقبل نزول الأوس والخزرج أم قرى المدينة، وهي ما بين طرف
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
انظر رواية محمد بن السائب في معجم البلدان 5/ 430.
ومحمد بن السائب الكلبي أبو النضر الكوفي، اخباري نسابة، متروك (ت 146 هـ). انظر: ابن قتيبة: المعارف ص 535، ابن حجر: تهذيب التهذيب 9/ 178.
(3)
انظر قول أبي عبيدة في الدرة الثمينة 2/ 323، وفي التعريف ص 19، وأبو عبيدة هو: معمر بن المثنى التميمي البصري، كان إخباريا نسابة من الخوارج (ت 209 هـ) انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 252، ابن الجوزي: المنتظم 10/ 206 - 209.
(4)
انظر قول المطري في التعريف ص 19، السمهودي: وفاء الوفا ص 9.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
بنو حارثة بطن من الأوس، وهم بنو حارثة بن الحارث ابن الخزرج بن عمرو. انظر: ابن حزم: جمهرة نسب قريش ص 340، القلقشندي: نهاية الأرب ص 224.
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
قناة
(1)
إلى طرف الجرف
(2)
، وما بين المال الذي يقال له البرني
(3)
إلى زبالة
(4)
، وبها كان معظم اليهود الغالبين على المدينة بعد العماليق، قيل كان بها ثلثمائة صائغ من اليهود».
وأما تسميتها بالمدينة فقال ابن الجوزي في كتابه «مثير العزم الساكن إلى أشرف المساكن
(5)
قلت: وقد سماها الله تعالى بالمدينة، فقال عز من قائل:{ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ}
(6)
وقال تعالى: {وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ}
(7)
. والمدينة على فعيلة والجمع مدن. وقال قطرب: هي من دان أي أطاع
(8)
. وقال ابن فارس: قوم
(1)
قناة: واد بالمدينة، وهي أحد أوديتها الثلاثة، عليه حرث ومال، وهو بين أحد والمدينة. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 401، الفيروز ابادي: المغانم المطابة ص 351، السمهودي: وفاء الوفا ص 1292.
(2)
الجرف: بضم الجيم فسكون الراء، موضع بالمدينة على ثلاثة أميال من جهة الشام. انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 128، الفيروز ابادي: المغانم المطابة ص 88، السمهودي: وفاء الوفا ص 1175.
(3)
في الدرة الثمينة لابن النجار 2/ 323 «البرناوي» .
(4)
زبالة: بضم الزاي قرية من أعمال المدينة في شماليها بين يثرب والمدينة. انظر: الفيروز ابادي: المغانم المطابة ص 170، السمهودي: وفاء الوفا ص 1227.
(5)
انظر قول ابن الجوزي في مثير العزم ص 54.
(6)
سورة التوبة آية (120).
(7)
سورة التوبة آية (101).
(8)
انظر قول قطرب في وفاء الوفا للسمهودي ص 22.
وقطرب هو: محمد بن المستنير البصري، أبو علي ويعرف بقطرب النحوي صاحب سيبويه (ت 206 هـ) انظر: القفطي: انباه الرواة 3/ 219، ابن العماد: شذرات الذهب 2/ 15.
يقولون المدينة من الدين، والدين الطاعة فسميت مدينة لأن فيها طاعة واليها
(1)
. وقال آخرون: سميت مدينة من دين أهلها أي ملك. ويقال: دان فلان بني فلان أي ملكهم، وفلان في دين فلان أي في طاعته. ويقال: دين فلان أمره أي ملكه. ويقال للأمة مدينة لأنها مملوكة مذللة
(2)
.
وأما تسميتها بطابة وطيبة: فذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب الاسم الحسن، فلذلك سماها طيبة وطابة، لما في إسم طيبة من الطّيّب
(3)
.
وقال ابن فارس: طيبة وطابة من الطيب، وذلك أنها طهرت من الشرك، وكل طاهر طيب، ولذلك سمي الإستنجاء الإستطابة، وهو من الطيب [يقال:
طيب جسده مما عليه من الخبث
(4)
]
(5)
، وقيل: طابة بمعنى طيبة يعني تنفي الخبث والخبيث. حكاه أبو بكر بن العربي
(6)
. وقيل: الطيب الشرف يقال: بيت طيب أي شريف. وقيل: معناه نقي من الآفات والمكاره، يقال: عيش طيب إذا كان خاليا عن ذلك. ومنه طوبى. قيل: شجرة في الجنة، وقيل: الجنة لأنها جمعت الشرف والتنزه واللذة
(7)
.
(1)
انظر قول ابن فارس في وفاء الوفا للسمهودي ص 22 - 23.
(2)
ذكر نحو هذا النص السمهودي في وفاء الوفا ص 23.
(3)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 19.
وطابة: بتخفيف الموحدة، وطيبة بسكون المثناة. انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 16.
(4)
انظر قول ابن فارس في وفاء الوفا للسمهودي ص 17.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
هو: محمد بن عبد الله المعافري الإشبيلي المالكي، أبو بكر بن العربي، من حفاظ الحديث (ت 543 هـ). انظر: الذهبي: سير أعلام 20/ 197، ابن تغري: النجوم الزاهرة 5/ 302.
(7)
أخرجه الطبري في تفسيره 13/ 145 عن مجاهد أن طوبى اسم الجنة وذلك عند تفسير آية 9 من سورة الرعد، وأخرج عن سعيد بن جبير أنه اسم الجنة بالهندية، وأخرجه عن ابن عباس أن طوبى اسم شجرة في الجنة، وذكر السيوطي الأقوال الثلاثة في الدر المنثور 4/ 643 وعزاها للطبري.
وقال صلى الله عليه وسلم لعمار
(1)
: «مرحبا بالطّيّب»
(2)
. يعني الطاهر، وقيل:
الطّيّب اللذيذ، ومنه الأطيبان: الطعام والنكاح، وحقيقة الطّيّب السلامة، ورائحة الطيب موجود في المدينة
(3)
.
قال الشيخ جمال الدين
(4)
: «ذكروا أنه يوجد أبدا في رائحة هوائها أو تربتها أو سائر أمورها، وقيل: لموافقتها من قول الله تعالى {بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ}
(5)
، وقيل: لطهارتها من الكفر - كما تقدم - من قوله تعالى {الطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ}
(6)
، والطيب والطاب لغتان بمعنى واحد، يقال: طيب وطاب كما يقال: ديم ودائم. قاله أبو عبيد».
قلت: وذلك موجود في هوائها وترابها، وإنما يتحقق حقيقته الواردون لا أهل البقعة لمجاورتهم إياه، ومن دقة لطافته مع لطف سريان هبوبه لم يدر ما هو فيخصص إنما هو كنفحات الأزهار.
وفي معنى ذلك قلت:
تأمل تجد طيبا يفوق على الندى
…
بأرض بها المولى محمد المهدي
فكالمسك يبدو في ارتياح نسيمها
…
إذا هب أو كالزهر والورد في الربى
(1)
عمار بن ياسر العنسي، أبو اليقظان، من السابقين للاسلام وممن عذب في الله، قتل شهيدا في صفين مع علي عام 37 هـ. انظر: البلاذري: أنساب الأشراف 1/ 156، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1135.
(2)
أخرجه الترمذي في سننه برقم 3798 كتاب المناقب باب مناقب عمار عن علي 5/ 626، وابن ماجة في سننه برقم 146 - 1/ 52 عن علي، والحاكم في المستدرك 3/ 388 عن علي برقم 5662.
(3)
انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 17.
(4)
ورد قول المطري في التعريف ص 19.
(5)
سورة يونس آية (22).
(6)
سورة النور آية (26).
وقال بعضهم في أثناء مديحه - يأتي ذكرها في الباب التاسع إن شاء الله تعالى -:
لا تحسب المسك الذكي كتربها
…
هيهات أين المسك من رباها
طابت فإن تبغ التطيب يا فتى
…
فأدم على الساعات لثم ثراها
وابشر ففي الخبر الصحيح مقررا
…
إن الإله بطابة سمّاها
واختصها بالطيبين لطيبها
…
واختارها ودعا إلى سكناها
(1)
/وأما تسميتها بالمسكينة
(2)
: فإشارة إلى جبرها بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم إليها ووفاته بها ومنه تسميتها بالمجبورة
(3)
والمرحومة
(4)
.
وأما تسميتها بجابرة
(5)
: فلجبرها قلوب عباد الله تعالى بإظهار بركتها عليهم وتضاعف الأجور بها.
وأما تسميتها بالمحبة
(6)
: فإشارة إلى تأليف قلوب ساكنيها بها وإيناس جبلتهم فيها.
(1)
سيأتي ذكر ذلك في الفصل الثامن من الباب التاسع، والشعر للإمام عبد الله بن عمر بن موسى اليشكري المغراوي، وأورده المراغي في كتابه تحقيق النصرة ص 208.
(2)
أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 163 عن عبد الله بن يحيى، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 323، والمطري في التعريف ص 19، وذكره السمهودي في وفاء الوفا ص 23.
(3)
سميت بهذا الإسم لأن الله تعالى جبرها بسكنى نبيه لها حيا وضمها لأعضائه الشريفة ميتا. انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 23.
(4)
سميت به لأنها دار المبعوث رحمة للعالمين ومحل تنزيل الرحمة من الله تعالى. انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 23.
(5)
سميت به لأنها تجبر الكسير وتغني الفقير وجبرت البلاد على الإسلام. انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 12.
(6)
المحبة بضم الميم فحاء مهملة وتشديد الموحدة. انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 21.
[وأما تسميتها بالمحبوبة
(1)
: فلأنه قل من سكنها أو ورد إليها وأراد النقلة منها إلا شق عليه ذلك.
وأما تسميتها بالهذراء
(2)
: فإشارة إلى تفرد ذاتها]
(3)
.
وأما تسميتها بالقاصمة
(4)
: فلقصمها عظام الجبابرة، وكما ورد فيمن أرادها بسوء
(5)
، والقصم ضد الفصم، لأن الانفصام صدع الشيء من غير كسر ومنه قوله تعالى {لا انْفِصامَ لَها}
(6)
والقصم قطع الشيء وكسره
(7)
.
قال الشيخ أبو عبد الله محمد بن أبي أحمد بن مسدي المهلبي
(8)
: وقد اعتنيت بجمع أسمائها، فحصلت منها على عشرين اسما وهي: مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، والمدينة، ودار الهجرة ودار الإيمان، والدار - بالألف واللام - وقبة الإسلام، والهذراء [والمجبورة، والمسكينة، والمحبة، والمحبوبة، والمرحومة،
(1)
انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 21.
(2)
سميت به لشدة حرها لأنه يقال لليوم الشديد الحر يوم هاذر، أو سميت به لكثرة مائها. انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 26، الفيروز ابادي: القاموس مادة «هذر» .
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 19.
(5)
سيأتي تفصيل ذلك في الفصل السابع من الباب الثالث.
(6)
سورة البقرة آية (256).
(7)
الإنفصام الإنكسار من غير بينونة، والقصم كسر ببينونة، فيقال: فصم الشيء كسره من غير أن يبين. انظر: القرطبي: الجامع لأحكام القرآن 3/ 282، ابن منظور: اللسان مادة «قصم وفصم» .
(8)
محمد بن يوسف الأزدي المهلبي، أبو بكر الأندلسي المعروف بابن مسدي، من حفاظ الحديث (ت 663 هـ). انظر ابن تغري: النجوم الزاهرة 6/ 228، ابن العماد: شذرات الذهب 5/ 313.
والقاصمة]
(1)
والمعصومة، ويندد، والعاصمة، وهي طابة، وطيبة على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، ويثرب كان إسمها في الجاهلية
(2)
.
وأرض الله هو الإسم الحادي والعشرون الذي استخرجته
(3)
، والبلد الاسم الثاني والعشرون على خلاف فيه، قال الله تعالى {لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ}
(4)
[قال مكي
(5)
: يعني مكة، وقال الواسطي
(6)
: أي نحلف لك بهذا البلد]
(7)
الذي شرفته بمكانك فيه حيا وببركتك ميتا يعني المدينة، والأول أصح لأن السورة مكية وما بعده يصححه
(8)
.
قال ابن مسدي: ومن أغرب ما سمعت أن أسماءها إذا كتب في ورقة أو قطعة أديم، ثم علقت في عنق المحموم، أقلعت عنه الحمى، ولهذا أصل من بركة النبي صلى الله عليه وسلم ودعائه لها بالبركة
(9)
واجلاء الحمى عنها إلى الجحفة
(10)
.
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 8 - 27 فقد ذكر هذه الأسماء وعلل تسمية المدينة بها.
(3)
انظر: ابن الجوزي: المدهش ص 11، ونزهة الأعين ص 169، السمهودي: وفاء الوفا ص 10.
(4)
سورة البلد آية (1).
(5)
مكي بن أبي طالب حموش بن محمد الأندلسي القيسي أبو محمد، مقريء ومفسر للقرآن (ت 437 هـ) انظر: القفطي: أنباه الرواة 3/ 313 - 315، ياقوت: معجم الأدباء 19/ 167.
(6)
أبو بكر موسى الواسطي، توفي بعد سنة 320 هـ. انظر: الخفاجي: نسيم الرياض 1/ 196.
(7)
سقط من الأصل والإضافة من (ط).
(8)
كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 1/ 21، وراجع الجامع للقرطبي 20/ 60.
(9)
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للمدينة بالبركة في حديث «اللهم بارك لنا في مدينتنا» أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب الترغيب في سكنى المدينة برقم 480 جزء 2/ 1003 عن عائشة، ومالك في الموطأ 2/ 891 عن عائشة، وابن ماجة في سننه برقم 3329 كتاب الأطعمة باب إذا أوتي بأول الثمر 2/ 1105 عن أبي هريرة، والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 171 عن أبي هريرة، وأحمد في المسند 2/ 124 عن ابن عمر، والدارمي في السنن 2/ 106،107 عن أبي هريرة.
(10)
الجحفة: بضم الجيم فسكون الحاء، قرية على طريق المدينة من مكة على أربعة مراحل، وكان اسمها مهيعة ثم اجتحفها السيل، فسميت الجحفة. انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 111، السمهودي: وفاء الوفا ص 1174.
قلت: وقد وضعت لأسمائها وفقا يليق بها - أعني لأسمائها الإحدى والعشرين - بعد حساب جملتها بالجمّل الكبير، فكانت سبعة آلاف وثلثمائة وخمسة أعداد، فركبتها في تربيع عددي معشر مستوى الأضلاع معتدل الست الجهات على النظام الطبيعي وهذا مثاله:
|
جرب للحمى فنفع ولغيرها من الأمراض، فنفع نفعا تاما
(1)
.
(1)
الأحق بأن ما يستشفى به تلاوة كتاب الله تعالى امتثالا لقوله: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ الاسراء آية 82 - وقول المصنف «جرب للحمى فنفع ولغيرها من الأمراض» نتيجة غير مبنية على مقدمات ضرورية أو بديهية أو نظرية، وإنما هو مبني على الإستقراء والتجربة. وأما الإستشفاء بكلام الله تعالى كما أمرنا وبما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما حثنا فهو الحق الواجب الاتباع، لأنه نتائج مبنية على مقدمات قطعية - آيات متواترة وأحاديث صحيحة - فهي لا تحتاج إلى تجربة، لأنها محققة النتائج لقوله تعالى: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً سورة النساء آية 87.
الفصل الثالث
في ذكر أول من نزل المدينة الشريفة
قال أهل السير: أول من نزل المدينة بعد الطوفان قوم يقال لهم: صعل، وفالج، فغزاهم داود عليه السلام، فأخذ منهم مائة ألف عذراء، ثم سلط الله تعالى عليهم الدود في أعناقهم فهلكوا، فقبورهم هذه التي في السهل والجبل
(1)
.
داود عليه السلام هو: من ولد يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، بينه وبين يهوذا عشرة آباء
(2)
، عاش مائة سنة، وقيل: مائة وأربعون، وقيل: سبعون، وكان يدعو إلى شريعة موسى عليه السلام، لأن الزبور لم يكن فيه أحكام، وكان خمسون ومائة سورة، في خمسين منها: ذكر ما يلقون من بخت نصر
(3)
وأهل بابل، وفي خمسين: ذكر ما يلقون من أهل أيرون، وخمسين: مواعظ وحكم، وكان يقرؤه بسبعين لحنا
(4)
. وكل كتاب يكتب يكون غليظ الكتابة يقال له: زبور، وقيل: الزبور كل كتاب يصعب [الوقوف عليه من الكتب الالهية. وقيل: الزبور الكتاب المقصور على الحكمة العقلية دون الأحكام الشرعية، ونزل عليه]
(5)
الزبور بالعبرانية، وكانت مدة
(1)
ذكر ابن النجار نحو هذه العبارة في الدرة الثمينة 2/ 323، ونقلها عنه السمهودي في وفاء الوفا ص 158.
(2)
هكذا أورده الطبري في تاريخه 1/ 476، وابن الجوزي في المنتظم 1/ 310، وابن كثير في البداية والنهاية 2/ 9.
(3)
بختنصر كلداني من أهل بابل، غزا الشام، ودمر بيت المقدس وسبى بني إسرائيل، هلك بالبعوضة بعد مضي إحدى وخمسين سنة من رئاسته. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 588، المسعودي: مروج الذهب 1/ 195، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 420.
(4)
أخرج نحوه الطبري في تاريخه 1/ 485، وراجع مروج الذهب للمسعودي 1/ 48، والبداية لابن كثير 2/ 15،16.
(5)
سقط من الأصل والاضافة عن (ط).
ملكه أربعين سنة، كان يبيع الدرع بأربعه آلاف، وهو أول من عمل الدروع
(1)
[قال الله تعالى: {وَأَلَنّا لَهُ الْحَدِيدَ}
(2)
…
الآية]
(3)
ابتدأ في عمارة بيت المقدس الأولى لإحدى عشرة سنة مضت من ملكه. وفي الثالث والعشرين من حزيران خر داود عليه السلام
(4)
- حكاه عبد الملك بن حبيب
(5)
.
قال أهل السير: وكانت سكنى العماليق غزة وعسقلان وساحل بحر الروم وما بين مصر وفلسطين، ثم سكنوا مكة والمدينة والحجاز كله، وعتوا [عتوا كبيرا]
(6)
فبعث إليهم موسى عليه السلام جندا من بني إسرائيل فقتلوهم
(7)
.
عن زيد بن أسلم قال: بلغني أن ضبعا رؤيت هي وأولادها رابضة في حجاج
(8)
عين رجل من العماليق، قال: ولقد كان يمضي في ذلك الزمان أربعمائة سنة وما يسمع بجنازة، وكان جالوت
(9)
من العماليق - والضبع الأنثى خاصة والضبعان الذكر منها - وكان عوج وأمه عناق من العماليق
(1)
كذا ورد في تاريخ الطبري 1/ 478، والشفا للقاضي عياض 1/ 89، والمدهش لابن الجوزي ص 45، والبداية والنهاية لابن كثير 2/ 10.
(2)
سورة سبأ آية (10).
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
ذكر ابن كثير في البداية والنهاية 2/ 16 خبر وفاة داود عليه السلام بالتفصيل، وذكر أنه مات فجأة يوم السبت.
(5)
عبد الملك بن حبيب البصري، أبو عمران الجوني، محدث ثقة (ت 123 هـ). انظر: البخاري: التاريخ الكبير 5/ 410، ابن حجر: تهذيب التهذيب 6/ 389.
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(7)
ذكر ابن النجار نحو هذا الخبر في الدرة الثمينة 2/ 324، والسمهودي في وفاء الوفا ص 157.
(8)
حجاج العين ما يحيط بالحدقة. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «حج» .
(9)
جالوت أشجع الكنعانيين، وأحد ملوكهم، قتله نبي الله داود. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 472.
الذين كانوا بأريحا
(1)
.
عن ابن عمر رضي الله عنه قال: كان طول عوج ثلاثة وعشرون ألف ذراع وثلثمائة وثلاثين ذراعا وثلث بذراع الملك، وعاش ثلاثة آلاف سنة، أمه إحدى بنات آدم عليه السلام لصلبه، وهي أول من بغى على وجه الأرض فهلكت، كان أصبع من أصابعها ثلاثة أذرع في ذراعين، ولدت حواء على أثرها قابيل ثم هابيل
(2)
.
قال ابن قتيبة في «تأويل مختلف الحديث»
(3)
: ومن العجب أن عوجا كان في زمن موسى عليه السلام، وله هذا الطول العجيب، وفرعون في زمنه وهو ضده في القصر على ما ذكره الحسن قال: ما كان من طول فرعون إلا ذراعا، وكانت لحيته ذراعا، وقيل: كان طوله ذراعان.
والفراعنة أربعة
(4)
- الأول: سنان الأشل بن علوان بن عبيد بن عويج ابن عملاق بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام، وهو فرعون الخليل عليه السلام، فرعون مصر الأول/. وقيل: فرعون الخليل عمرو بن بابليون.
حكاه وهب.
الثاني: الريان بن الوليد فرعون يوسف عليه السلام، فرعون مصر الثاني.
الثالث: الوليد بن مصعب بن الريان، فرعون موسى عليه السلام،
(1)
قول زيد بن أسلم أورده ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 324، والسمهودي في وفاء الوفا ص 157.
(2)
انظر القصة في الطبقات الكبرى لابن سعد 1/ 36، تاريخ الطبري 1/ 137، والمنتظم لابن الجوزي 1/ 222، والبداية والنهاية لابن كثير 1/ 86.
(3)
قول ابن قتيبة ورد في كتابه تأويل مختلف الحديث ص 286.
(4)
أورد ابن الجوزي في تلقيح فهوم أهل الأثر ص 455 جريدة أسماء الفراعنة.
فرعون مصر الثالث، مات غريقا في بحر القلزم
(1)
يوم عاشوراء.
الرابع: أبو جهل فرعون النبي صلى الله عليه وسلم، فرعون هذه الأمة، وأبو جهل لقب لقب به لكثر جهله، وإنما هو عمرو بن هشام
(2)
.
وفرعون اسم أعجمي
(3)
فهو لا ينصرف، وهو معرفة. [وقال المسعودي في كتاب «مروج الذهب»
(4)
: ملك مصر اثنان وثلاثون فرعونا، فيكون كل من ملكها سمي فرعون]
(5)
.
وعن عبد الواحد بن نافع قال: ولاني خالد بن عبد الله القسري
(6)
حفر المبارك
(7)
، فجاءني العمال بضرس فوزنته، فإذا فيه تسعة أرطال.
وقال العائشي
(8)
: أول الفراعنة: سنان بن علوان يكنى أبا مالك، وهو الأشل الذي شلت يده حين مدها إلى سارة، فوهب لها هاجر بنت ثويب أم إسماعيل. والثاني: فرعون يوسف عليه السلام الريان بن الوليد بن ثروان بن راشد بن قاران بن عمرو بن عملاق، وهو خير الفراعنة يقال أنه أسلم على يد يوسف عليه السلام. الثالث: فرعون موسى عليه السلام، وهو أخبث الفراعنة
(1)
بحز القلزم: بضم القاف وسكون اللام فزاي مضمومة فميم، مكانه عند خليج السويس بمصر. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 387.
(2)
قتل يوم بدر كافرا. انظر: الواقدي: المغازي 1/ 88 - 91.
(3)
كذا في المعرب للجواليقي ص 294.
(4)
راجع قول المسعودي في كتابه مروج الذهب 1/ 317.
(5)
سقط من الأصل والإضافة من (ط).
(6)
خالد بن عبد الله القسري، الأمير (ت 126 هـ)، انظر: ابن قتيبة: المعارف ص 398، ابن الجوزي: المنتظم 7/ 253.
(7)
نهر المبارك أي نهر البصرة، حفره خالد القسري في خلافة هشام بن عبد الملك. انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 50.
(8)
قول العائيشي ورد في تقليح فهوم أهل الأثر لابن الجوزي ص 455، والبداية والنهاية لابن كثير 1/ 143.
الوليد بن مصعب بن معاوية بن قاران بن عمرو بن عمليق. الرابع: توفيل قتله بخت نصر حين غزا مصر. الخامس: أليس بن استاذان، كان طوله ألفي ذراع، وكان قصيراه حسرا نيل مصر دهرا طويلا، وكان لفرعون من فسطاط
(1)
مصر إلى أرض الحبشة جبال فيها معادن الذهب والفضة والزبرجد والياقوت، طمس الله عليها، فصارت حجارة
(2)
لقول موسى: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ}
(3)
الآية. اتبع فرعون موسى عليه السلام في ألفي ألف وستمائة ألف، وكان بنو إسرائيل ستمائة ألف وعشرون ألفا، وقيل: كان على مقدمة فرعون هامان في ألف ألف وسبعمائة ألف، وقوم فرعون ألف ألف وخمسمائة ألف ملك مسود مع كل ملك ألف
(4)
، وفرعون أول من خضب بالسواد
(5)
.
ومن المتناسب: ذكر الأوائل.
أول من طبخ الآجر هامان
(6)
. أول شجرة في الأرض:
(1)
الفسطاط: فيه لغات، وله تفسير واشتقاق، وهو مجتمع أهل المصر. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «فسط» ، وقول المصنف «من فسطاط مصر» نقله عن المصادر ولم يتحرى الدقة، كما أورد القرطبي في الجامع 8/ 373 وصواب العبارة «وكان لفرعون من منف مصر إلى أرض الحبشة» لأن الفسطاط لم تكن موجودة أيام فرعون وإنما كانت عاصمة مصر ومركز فرعون هو مدينة «منف» تقع على النيل كما ذكر ياقوت في معجم البلدان 5/ 213.
(2)
طمس الله تعالى أموال الفراعنة إجابة لدعوة موسى عليه السلام.
(3)
سورة يونس آية (88).
(4)
راجع قصة إهلاك الله فرعون في البحر في البداية والنهاية لابن كثير 1/ 251، وعقب ابن خلدون في المقدمة ص 10 على أغلاط المؤرخين في إحصاء الأعداد من الأموال والعساكر فيما ذكروه بشأن جيوش بني إسرائيل، بأن موسى عليه السلام أحصاهم في التيه بعد أن أجاز من يطيق حمل السلاح خاصة من ابن عشرين فما فوقها، فكانوا ستمائة ألف أو يزيدون ويذهل في ذلك عن تقدير مصر والشام واتساعهما لمثل هذا العدد من الجيوش.
(5)
انظر: النهرواني: تاريخ المدينة (ق 3)، السكتواري: الأوائل ص 91.
(6)
أخرجه الطبري في تاريخه 1/ 405، وذكره القرطبي في الجامع 13/ 288، والسيوطي في الدر المنثور 6/ 415 وعزاه لابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد.
العوسجة
(1)
. أول شجرة أكل منها آدم عليه السلام بعد هبوطه: النبق
(2)
.
أول ما خلق من آدم: رأسه
(3)
. أول الأيام: الأحد
(4)
. أول من قاس:
إبليس
(5)
فقال: {خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ}
(6)
. أول من تجبر:
نمروذ
(7)
. أول من اكتحل بالإثمد: اليمامة بنت زرقاء
(8)
. أول من غيّر دين إسماعيل: عمرو بن لحي
(9)
. أول ما رؤيت الحصباء والجدري بأرض العرب:
عام الفيل
(10)
. أول ما رؤي بأرض العرب من الشجر: الحرمل، والحنظل، والعشرق
(11)
. أول من استعمل النورة والصابون: سليمان
(12)
./أول من سمى يحي: يحى بن زكريا
(13)
. أول ما اتخذ آدم من الحديد: السّندان والكلبتين
(14)
. أول صلاة صلى آدم: صلاة الظهر، وكذلك نبينا صلى الله عليه وسلم
(15)
.
(1)
أخرجه الطبري في تاريخه 2/ 402، العوسجة: شجر شاك نجدى له ثمر مدور. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «عسج» .
(2)
انظر: السكتواري: الأوائل ص 91.
(3)
انظر: السكتواري: الأوائل ص 91.
(4)
انظر: السكتواري: الأوائل ص 91.
(5)
انظر: السكتواري: الأوائل ص 91.
(6)
سورة ص آية (76).
(7)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 287، ابن كثير: البداية والنهاية 1/ 139.
(8)
اليمامة بنت مر الزرقاء كانت تبصر الركب على مسيرة ثلاثة أيام حتى ضرب بها المثل. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 629، السكتواري: الأوائل ص 92.
(9)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 76، الكلبي: الأصنام ص 8،54 - 55.
(10)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 54، الأزرقي: أخبار مكة 1/ 148، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 139.
(11)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 54، الأزرقي: أخبار مكة 1/ 148 والحنظل والحرمل: شجر مر، والعشّرق: شجر له صمغ ولبن مر. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «حرمل» ، «مر» «حنظل» .
(12)
انظر: الطبراني: الأوائل ص 37، السكتواري: الأوائل ص 91، والنورة: من الحجر الذي يحرق ويسوى من الكلس ويستخدم لإزالة الشعر. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «نور» .
(13)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 462، السكتواري: الأوائل ص 78.
(14)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 130، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 211، والكلبتين ما يمسك به الحداد الحديد المحمى. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «كلب» .
(15)
انظر: السكتواري: الأوائل ص 92 - 93.
أول من صلى العصر: يونس بن متي
(1)
. أول من صلى المغرب: عيسى
(2)
.
أول من صلى العشاء الأخيرة: موسى
(3)
. أول بقلة زرعها آدم: الهندباء
(4)
.
أول شجرة زرعها آدم: الحناء. أول من أسقطت: حواء، أسقطت توأمين ذكرا وأنثى في الشهر الثامن، ثم أسقطت توأمين آخرين
(5)
. أول من خط بالقلم: إدريس، وقيل: أنوش
(6)
. أول من لبس الخاتم: آدم. أول من قال:
{إِنّا لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ}
(7)
: شيث. أول من تقلد بالسيف: شيث
(8)
.
أول حرب بين بني آدم: قتال شيث مع قابيل حتى أخذه أسيرا
(9)
. أول أسير على وجه الأرض: قابيل. أول من شرب الخمر: درميل بن عويد بن لامك بن حنح بن قابيل، وهو الملك الذي كان على زمان لامك بن نوح عليه السلام
(10)
، وهو أول من اتخذ القمار، وهو أول من قعد على الأسرة، وهو أول من أمر بصنعة الحديد والنحاس والرصاص، وهو أول من اتخذ الثياب المنسوجة بالذهب، وكان يعبد الأصنام
(11)
، وهو من قوم إدريس عليه السلام، وكان لهم ألف وسبعمائة صنم. أول امرأة آمنت بنوح: امرأة يقال لها: عمذرة
(12)
أم سام وحام ويافث، وثلاث بنات: خصومة وسورة ومحبورة، ثم آمنت به
(1)
انظر: السكتواري: الأوائل ص 92 - 93.
(2)
انظر: السكتواري: الأوائل ص 92 - 93.
(3)
انظر: السكتواري: الأوائل ص 92 - 93.
(4)
الهندباء: نوع من البقول. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «هند» .
(5)
انظر: السكتواري: الأوائل ص 88 - 89.
(6)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 1/ 234، السكتواري: الأوائل ص 6.
(7)
سورة البقرة آية (156).
(8)
انظر: السكتواري: الأوائل ص 44.
(9)
انظر: السكتواري: الأوائل ص 44.
(10)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 1/ 230.
(11)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 165.
(12)
وهي التي ولدت لنوح سلم وحام ويافث. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 173.
امرأة يقال لها: ولعث ابنة سحرابيل وهي أم كنعان
(1)
الذي قال: {سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ}
(2)
. أول أمة تدخل النار: قوم نوح. أول أولاد عاد: شداد. أول نسوة ركبن بعضهن على بعض: نساء أصحاب الرّس - والرّس البئر - أول من بنى قواعد مدينة: أصحاب الرّس
(3)
. أول من مات من ركاب السفينة: الهدهد. أول ملوك الروم: بالوس
(4)
. أول حرف كتبه القلم: حرف الراء. أول حرف في صحيفة آدم: ب، وكذلك في صحيفة نوح، وكذلك أول الوحي. أول مخلوق في الحروف: الألف. أول الأفلاك: فلك العقل. أول الأعداد: اثنان. أول الأشكال: المثلث. أول من استخرج علم الموسيقى: فيثاغورث
(5)
. أول منازل الآخرة: القبر
(6)
، أول من حفر:
الغراب. أول من دفن: هابيل، وهو أول شهيد على وجه الأرض
(7)
. أول أعجمي متوج: نمروذ بن ماشي
(8)
. أول من عمل الحديد: الهالك بن عمرو بن أسد بن خزيمة
(9)
. أول أموال عبد المطلب: كسبهم من أهل الفيل
(10)
. أول جبل وضع في الأرض: أبو قبيس بمكة
(11)
. أول ما وضع في الأرض
(1)
انظر: الطبري: جامع البيان «تفسير» 12/ 45.
(2)
سورة هود آية (43).
(3)
انظر: القرطبي: الجامع 13/ 32، ياقوت: معجم البلدان 3/ 43.
(4)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 606، المسعودي: مروج الذهب 1/ 268.
(5)
انظر: السكتواري: الأوائل ص 71،145.
(6)
انظر: السكتواري: الأوائل ص 71،145.
(7)
راجع قصة هابيل وقابيل وما فعله الغراب فَبَعَثَ اللهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ المائدة 31 - في طبقات ابن سعد 1/ 36 - 37، تاريخ الطبري 1/ 137 - 138، الجامع للقرطبي 6/ 141.
(8)
انظر: السكتواري: الأوائل ص 55.
(9)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 37.
(10)
ذكر ابن كثير أن عبد المطلب أصاب من ذهب أصحاب الفيل ما ملأ به حفرة. انظر: تفسير ابن كثير 4/ 551.
(11)
انظر: الأزرقي: أخبار مكة 2/ 267، ابن الجوزي: المدهش ص 44، وأبو قبيس: اسم الجبل المشرف على مكة وأحد أخشبي مكة وهو المشرف على الصفا، والأخشب الآخر هو الجبل الأحمر المشرف وجهه على قعيقعان.
انظر: الأزرقي: أخبار مكة 2/ 266، الفاكهي: أخبار مكة 4/ 47.
للناس: الحجر الأسود
(1)
. أول الأنبياء: آدم
(2)
. أول الرسل: نوح
(3)
. أول من سن القتل: قابيل
(4)
. أولا أولاد آدم: قابيل وتوأمته إقليميا وآخرهم أبو المغيث وتوأمته أم المغيث
(5)
. أول من غزل: حواء
(6)
. أول من نسج الصوف:
آدم
(7)
. أول من توضأ: آدم. أول ما خلق الله: القلم
(8)
. أول من صلى الفجر: آدم، ثم شيث، ثم أنوش/ثم نوح
(9)
. أول من غرس النخل:
أنوش
(10)
. أول ما عبدت الأصنام: في زمن أنوش
(11)
. أول من عبد النار:
قابيل
(12)
. أول من زنا: عناق
(13)
. أول ما يخلق من الإنسان: عجب الذنب، ويقال: عجم بالميم
(14)
. أول ما يهلك من الأمم: الجراد
(15)
. أول ما بعث الله تعالى الأنبياء: في الجان، وهم أول من قتل نبيه
(16)
. أول كلمة تكلم بها آدم:
الحمد لله
(17)
. أول من علم بهبوط آدم: النسر. أول قرية بنيت: مكة، بناها
(1)
انظر: الأزرقي: أخبار مكة 1/ 37.
(2)
انظر: الطبراني: الأوائل ص 39، ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 463.
(3)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 178، الطبراني: الأوائل ص 39.
(4)
انظر: ابن سعد: الطبقات الكبرى 1/ 37، الطبري: تاريخ الرسل 1/ 144.
(5)
انظر: ابن سعد: الطبقات الكبرى 1/ 36، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 217.
(6)
انظر: ابن سعد: الطبقات الكبرى 1/ 36، الطبرى: تاريخ الرسل 1/ 161.
(7)
انظر: ابن سعد: الطبقات الكبرى 1/ 36.
(8)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 32، القرطبي: الجامع 18/ 225.
(9)
انظر: السكتواري: الأوائل ص 90.
(10)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 1/ 230، السكتواري: الأوائل ص 90.
(11)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 1/ 232.
(12)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 165، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 229.
(13)
انظر: السكتواري: الأوائل ص 107.
(14)
انظر: السكتواري: الأوائل ص 144،145.
(15)
انظر: السكتواري: الأوائل ص 144،145.
(16)
انظر: السكتواري: الأوائل ص 12،94،134.
(17)
انظر: السكتواري: الأوائل ص 12،94،134.
آدم
(1)
. أول من أقر بالتوحيد يوم أخذ الميثاق: محمد صلى الله عليه وسلم. أول من خرج من أهل الشمال في المسخة الثانية: قابيل وذريته. أول مسجد: المسجد الحرام
(2)
. أول من اقتنى المال: تولين بن لمك بن متوشلح
(3)
. أول من بنى الكعبة: الملائكة
(4)
. أول من نصب أنصاب الحرم: إبراهيم
(5)
. أول من سن الرحلتين: هاشم بن عبد مناف
(6)
. أول من كسا البيت الحرام: أسعد الحميري تبع
(7)
. أول من صنع المنجنيق: إبليس في زمن إبراهيم
(8)
. أول أنبياء بني إسرائيل: موسى وآخرهم عيسى وبينهما مائة ألف نبي. حكاه الماوردي
(9)
. أول من صنع الفلك: نوح
(10)
. أول من عمل الدروع: داود
(11)
.
أول عربية كست البيت الحرير والديباج: نتيلة بنت جناب أم العباس بن عبد المطلب
(12)
. أول ما وضعت البحار: من زمن الطوفان
(13)
. أول من قص شاربه واستحد، واختتن، وقلم أظفاره واستاك وتمضمض واستنشق،
(1)
انظر: الأزرقي: أخبار مكة 1/ 37.
(2)
انظر: الطبراني: الأوائل ص 104، ابن الجوزي: المدهش ص 44.
(3)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 165.
(4)
انظر: الأزرقي: أخبار مكة 1/ 32.
(5)
انظر الواقدي: المغازي 2/ 842.
(6)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 136، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 252.
(7)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 20 - 25، الأزرقي: أخبار مكة 1/ 249، الحميري: ملوك حمير ص 134.
(8)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 465 والمنجنيق: فارسي معرب آلة ترمى بها الحجارة. انظر: الجواليقي: المعرب ص 353.
(9)
انظر: الطبراني: الأوائل ص 39.
(10)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 1/ 240.
(11)
انظر: القاضي عياض: الشفا 1/ 89، ابن الجوزي: المدهش ص 45.
(12)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 465.
(13)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 186، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 242.
واستنجى وأضاف الضيف وثرد الثريد: إبراهيم
(1)
. أول يوم انتصف فيه العرب من العجم: يوم ذي قار
(2)
. أول من خبز الرقاق: نمروذ بن كنعان
(3)
.
أول من كتب في القرطاس: الحجاج بن يوسف
(4)
. أول من عمل السويق:
ذو القرنين. أول من عمل القراطيس: يوسف بن يعقوب
(5)
. أول من لبس الخفاف: الحجاج. أول من لبس الخزوقود الطرازي: عبد الله بن عامر
(6)
.
أول من تكلم بالعربية بعد إبراهيم: يعرب بن قحطان بن الهميسع
(7)
. أول من خدّ الأخدود: يوسف ذو نواس
(8)
. أول من كتب من العرب بالعربية: حرب بن أمية بن عبد شمس
(9)
. أول ما أوتي داود: فصل الخطاب وهي كلمة: أما بعد
(10)
. أول من تهود: خفادة بن الأصم، وأربعين رجلا من بني عمه.
أول من اغترس الأموال وابتنى الآطام بالمدينة: اليهود
(11)
. أول من أرق الشعر: مهلهل
(12)
. أول سبي دخل المدينة من العراق: يسار جد ابن
(1)
انظر: ابن سعد: الطبقات الكبرى 1/ 47، الطبراني: الأوائل ص 35.
(2)
يوم ذي قار: وقعت لتمام أربعين سنة من مولده صلى الله عليه وسلم وكانت بين بكر بن وائل والهرمزان صاحب كسرى. انظر: ابن قتيبة: المعارف ص 603، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 193.
(3)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 464.
(4)
الحجاج بن يوسف الثقفي، من ولاة بني أمية (ت 95 هـ). انظر: ابن قتيبة: المعارف ص 395، ابن الجوزي: المنتظم 7/ 403.
(5)
وذلك حين ولاه ملك مصر خزائن الأرض، انظر: ابن الجوزي: المدهش ص 44.
(6)
انظر: ابن سعد: الطبقات الكبرى 5/ 47، وعبد الله بن عامر بن كريز القرشي العبشمي، كان كريما حليما (ت 59 هـ). انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 931.
(7)
انظر: ابن قتيبة: المعارف ص 27، ابن الجوزي: المنتظم 1،304، ابن كثير: البداية والنهاية 1/ 180.
(8)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 31، السكتواري: الأوائل ص 111.
(9)
انظر: السكتواري: الأوائل ص 27.
(10)
انظر: الطبراني: الأوائل ص 68، ابن الجوزي: المدهش ص 45، وتلقيح فهوم ص 463.
(11)
انظر: ابن النجار: الدرة الثمينة 2/ 325.
(12)
انظر: ابن قتيبة: الشعر والشعراء 1/ 297.
إسحاق
(1)
. أول من صلى جماعة بمكة يوم الفتح: هلب والد قبيصة
(2)
. أول من مات/من النقباء من الأوس: البراء بن معرور، وهو أول من تكلم ليلة العقبة
(3)
. أول حجة حجها بنو العباس: سنة اثنتين وثلاثين ومائة
(4)
. أول من بنى مذهبه على الظاهر: داود الظاهري
(5)
. أول من اتخذ الخدم والقباب من الفضة والأبنوس والصندل: زبيدة، وهي أول من اتخذ الخفاف المرصعة بالجوهر
(6)
. أول من رمى بسهم في سبيل الله: سعد بن أبي وقاص
(7)
. أول من ضرب الدنانير والدراهم في الإسلام: عبد الملك بن مروان
(8)
. أول من سمي في الإسلام محمد: محمد بن حاطب الجمحي
(9)
. أول من اشتغل بأحكام النجوم من الملوك في الإسلام: المأمون
(10)
. أول شهيدة في الإسلام: سمية
(12)
- والمهلهل بن ربيعة، كان شاعرا، سمي بذلك لأنه هلهل الشعر أي أرقه. انظر: المرزباني: معجم الشعراء ص 11.
(1)
كان يسار مولى قيس بن مخرمة بن المطلب، من سبي عين التمر سنة 13 هـ، ويسار هو جد محمد بن إسحاق صاحب السيرة. انظر: الذهبي: سير أعلام 7/ 33 - 35.
أم عمار
(1)
. أول ما رأت العرب خبز الحوّار: حين افتتحت المدائن
(2)
. أول ما اتهم بعمل قوم لوط: في زمن عمر بن الخطاب
(3)
. أول من جلس في الخطبة يوم الجمعة: معاوية
(4)
. أول من صنف في الذكر [والخلاف:]
(5)
أبو علي الحسن بن القاسم الطبري [صاحب المحرر في الخلاف
(6)
، كان مدرس بغداد ومفتيها]
(7)
. أول من صلى ركعتين قبل القتل: خبيب بن عدي
(8)
. أول من أسس العربية: ظالم بن عمرو
(9)
. أول من دعي قاضي القضاة: يعقوب بن إبراهيم أبو يوسف القاضي
(10)
. أول من جاهد ووضع الأوزان، ولبس الثياب
(1)
سمية أم عمار أسلمت مع ابنها وزوجها، ماتت في السنة الخامسة من البعثة بعد أن طعنها أبو جهل بحربة. انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 320، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 863.
(2)
انظر: السكتواري: الأوائل ص 90.
والمدائن: أقام بها ملوك آل ساسان وفتحت على يد سعد بن أبي وقاص سنة (16 هـ). انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 74.
(3)
انظر: السكتواري: الأوائل ص 112.
(4)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 464، السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 200.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
الحسن بن القاسم الطبري، سكن بغداد ومات بها سنة (305 هـ) وله كتاب «المحرر في الخلاف» وهو أول كتاب في الخلاف المجرد. انظر: الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 8/ 87، الذهبي: سير أعلام 2/ 84، الزركلي: الأعلام 2/ 227.
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(8)
انظر: الطبراني: الأوائل ص 108. وخبيب بن عدي الأنصاري، أسر يوم الرجيع، وقتل بمكة. انظر: الواقدي: المغازي 1/ 350، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 440 - 441.
(9)
انظر: ابن الجوزي: المدهش ص 46، القفطي: انباه الرواة 1/ 14 وظالم بن عمرو أبو الأسود الدؤلي، كان من القراء، وضع قواعد العربية (ت 69 هـ بالبصرة). انظر: ابن سعد: الطبقات الكبرى 7/ 99، ابن الجوزي: المنتظم 6/ 96.
(10)
انظر: وكيع: أخبار القضاة 3/ 254 - 264 وأبو يوسف القاضي هو يعقوب بن إبراهيم، صاحب أبي حنيفة (ت 182 هـ). انظر: الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 14/ 242.
وكتب: إدريس
(1)
. أول من صلب في الإسلام: عمر بن الخطاب
(2)
، وهو أول من سمي أمير المؤمنين
(3)
. أول من أحدث الشرافات والمحراب: عمر بن عبد العزيز
(4)
. أول من رأى المشيب: إبراهيم
(5)
. أول من بنى المدارس: نظام الملك
(6)
. أول مدفون بالبقيع: أسعد بن زرارة، وقيل: عثمان بن مظعون
(7)
، أول من كتب الوحي بالمدينة: أبي بن كعب، وهو أول من كتب في آخر الكتاب: وكتب فلان
(8)
. أول من ولد من الأنصار بالمدينة: النعمان بن بشير
(9)
. أول من تسمى أحمد بعد النبي صلى الله عليه وسلم: أبو الخليل أحمد
(10)
. أول من أنشأ العروض: الخليل بن أحمد
(11)
. أول مولود ولد في الهجرة:
(1)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 464، السكتواري: الأوائل ص 84.
(2)
انظر: السكتواري: الأوائل ص 108.
(3)
راجع سبب تسمية عمر بن الخطاب بأمير المؤمنين في: الطبقات الكبرى لابن سعد 3/ 281، تاريخ الطبري 4/ 208، الاستيعاب لابن عبد البر 3/ 1145.
(4)
أمر الخليفة الوليد بن عبد الملك واليه على المدينة عمر بن عبد العزيز بتعمير المسجد النبوي، فبنى الشرافات والمحراب المجوف عام (91 هـ). انظر: ابن النجار: الدرة الثمينة 2/ 373، السمهودي: وفاء الوفا ص 525.
(5)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 464، السكتواري: الأوائل ص 38.
(6)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 16/ 304، السكتواري: الأوائل ص 120. ونظام الملك هو الحسن ابن علي، أبو علي الطوسي الوزير (ت 485 هـ). انظر: الذهبي: سير أعلام 19/ 94، ابن تغري: النجوم الزاهرة 5/ 136.
(7)
أسعد بن زرارة أول من دفن بالبقيع من الأنصار، وعثمان بن مظعون أول من دفن بها من المهاجرين. انظر: ابن سعد: الطبقات الكبرى 1/ 441،3/ 397، ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 81،3/ 1054.
(8)
انظر: ابن سعد: الطبقات الكبرى 3/ 498، ابن الأثير: أسد الغابة 7/ 627.
(9)
ولد النعمان بن بشير بعد الهجرة بأربعة عشر شهرا. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 402، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1497.
(10)
انظر: القفطي: انباه الرواه 1/ 342، الذهبي: سير أعلام 7/ 429.
(11)
انظر: القفطي: انباه الرواة 1/ 342، الذهبي: سير أعلام 7/ 429.
والخليل بن أحمد بن عبد الرحمن الفراهيدي الأدي، نحوي ولغوي عروضي (ت 175 هـ). انظر: السمعاني: الأنساب 10/ 167، القفطي: انباه الرواة 1/ 341، ابن حجر: تهذيب التهذيب 3/ 163 - 164.
عبد الله بن الزبير
(1)
. أول من بايع بيعة الرضوان: أبو سنان بن الحارث
(2)
. أول لواء عقد في الإسلام: لواء عبد الله بن جحش
(3)
. أول من وضع العشور: عمر بن الخطاب
(4)
، وهو أول من أرخ التاريخ
(5)
. أول مغنم قسم في الإسلام: مغنم عبد الله بن جحش
(6)
. أول من رد شهادة العبيد: عمر ابن الخطاب. أول من أخرج المنبر إلى الجبانة وأذن في العيدين: مروان بن الحكم
(7)
. أول من نقص التكبير في الصلاة: معاوية
(8)
. أول من جعل النعش على سرير المرأة: أسماء بنت عميس
(9)
. أول من وضع العودين على المنبر:
عبيد الله بن زياد
(10)
. أول من حفظ آية من كتاب الله عز وجل: عبد الله بن مسعود
(11)
. أول من بنى المقصورة بالبصرة: زياد
(12)
، وهو أول من جعل
(1)
ولد عبد الله بن الزبير بعد الهجرة بعشرين شهرا، وأمه أسماء بنت أبي بكر (ت 73 هـ). انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 401،6/ 187، الطبراني: الأوائل ص 98.
(2)
انظر: ابن الجوزي: المدهش ص 46 وعن بيعة الرضوان وما يتعلق بها. انظر: ابن هشام: السيرة 2/ 315 - 321.
(3)
انظر: الواقدي: المغازي 1/ 13 - 18، ابن هشام: السيرة 1/ 601، ابن سعد: الطبقات الكبرى 2/ 10.
(4)
انظر: السكتواري: الأوائل ص 97.
(5)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 463، السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 132.
(6)
وهو ما غنمه المسلمون في سرية نخلة. انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 601، الطبراني: الأوائل ص 90.
(7)
انظر: السكتواري: الأوائل ص 95،97.
(8)
انظر: السكتواري: الأوائل ص 95،97.
(9)
انظر: ابن شبة: تاريخ المدينة 1/ 108 وأسماء بنت عميس (ت 39 هـ). انظر: ابن سعد: الطبقات الكبرى 8/ 280 - 285، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1784.
(10)
انظر: السكتواري: الأوائل ص 95. وعبيد الله بن زياد (ت 67 هـ). انظر: الطبري: تاريخ الرسل 5/ 295، ابن الجوزي: المنتظم 6/ 67.
(11)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 314، الطبراني: الأوائل ص 115. وعبد الله بن مسعود (ت 32 هـ). انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 987.
(12)
انظر: السكتواري: الأوائل ص 95. وزياد هو ابن عبيد الثقفي استلحقه معاوية (ت 53 هـ). انظر: ابن قتيبة: المعارف ص 346، ابن الجوزي: المنتظم 5/ 261 - 265.
الأذانين يوم الجمعة، وهو أول من جلس الناس بين يديه/على الكراسي، وهو أول من رقع الثياب. أول قتيل في الإسلام: الحارث بن أبي هالة
(1)
. أول من وضع النحو من الكوفيين: أبو جعفر الرؤاسي
(2)
. أول من ضرب الدراهم المدورة: عبد الله بن الزبير
(3)
. أول من جمع المغازي وألفها: محمد بن إسحاق
(4)
. أول من خوطب في الإسلام بشاه شاه: عضد الدولة بن بويه ابن تمام
(5)
. أول من عرقب فرسا في سبيل الله: جعفر بن أبي طالب
(6)
. أول من لبس الطيلسان في الإسلام بالمدينة: جبير بن مطعم
(7)
. انتهى ذلك.
الفصل الرابع
في ذكر سكنى اليهود الحجاز بعد العماليق
اعلم
(8)
: أن موسى عليه السلام لما أهلك فرعون وطيء الشام، وأهلك من بها، وبعث بعثا من اليهود إلى الحجاز، وأمرهم أن لا يستبقوا من
(1)
الحارث بن أبي هالة التيمي، قتل تحت الركن اليماني. انظر: ابن حجر: الإصابة 1/ 605.
(2)
انظر: القفطي: انباه الرواة 4/ 100، السكتواري: الأوائل ص 69. وأبو جعفر الرؤاسي هو محمد بن الحسن الكوفي (ت 187 هـ). انظر: ياقوت: معجم الأدباء 6/ 480،7/ 41، 18/ 121.
(3)
انظر: البلاذري: فتوح البلدان ص 454.
(4)
انظر: ابن النديم: الفهرست ص 136، الذهبي: سير أعلام 7/ 48.
(5)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 14/ 291. وعضد الدولة هو فنا خسرو بن الحسن بن بويه (ت 372 هـ). انظر: ابن الجوزي: المنتظم 14/ 290 - 291، الذهبي: سير أعلام 16/ 249.
(6)
وكان ذلك حين أمّر النبي صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب على جيش لغزو مؤته سنة (8 هـ). انظر: ابن سعد: الطبقات الكبرى 2/ 12، ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 242.
(7)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 233، ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 464.
(8)
الفصل كاملا أورده ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 324، ونقله عنه السمهودي في وفاء الوفا ص 159.
العماليق أحدا بلغ الحلم، فقدموا، فقتلوهم، وقتلوا ملكهم وكان يقال له:
الأرقم
(1)
واستحيوا ابنا له شابا، وقدموا به، فقبض موسى عليه السلام قبل قدومهم، فتلقتهم بنو إسرائيل، فوجدوا الغلام معهم، فقالوا لهم: إن هذا لمعصية منكم لما خالفتم من أمر نبيكم، وحالوا بينهم وبين الشام، فرجعوا، فسكنوا الحجاز، وكان إذ ذاك أشجر بلاد الله وأطهره وأكثره ماء، وكانوا جميعهم بزهرة بين الحرة
(2)
والسافلة
(3)
مما يلي القف
(4)
، وكانت لهم الأموال بالسافلة، ونزل جمهورهم بيثرب مجتمع السيول: سيل بطحان وسيل العقيق وسيل قناة مما يلي زغابة
(5)
. وخرجت قريظة وأخوتهم، بنو هدّل وهدل هو عمرو بن الخزرج بن الصريح بن القوم بن السبيط بن اليسع بن سعد بن لاوي بن جسر بن النحام بن ينحوم بن عاذر بن عزار بن هارون بن عمران أخو موسى عليهما السلام. والنضير هو ابن النحام بن الخزرج بن الصريح، وقيل: قريظة والنضير أخوان وهما ابنا الخزرج بن الصريح بن القومان بن السبط بن سعد بن لاوي [بن جسر بن النحام]
(6)
بن يعقوب، فخرجوا بعد
(1)
الأرقم بن أبي الأرقم، كان ملكا على الحجاز. انظر: ابن النجار: الدرة الثمينة 2/ 324، السمهودي: وفاء الوفا ص 157.
(2)
المراد بالحرة هنا: الحرة الشرقية، وهي حرة واقم، وتعرف بحرة بني قريظة وحرة زهرة. انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 1188.
(3)
السافلة: مقابلة عالية المدينة وأدناها السنح على ميل من المسجد النبوي. انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 1230.
(4)
القفّ: بضم القاف فتشديد الفاء، هو ما ارتفع من الأرض، وهو علم لواد من أودية المدينة بوادي مهزور. انظر: الفيروز أبادي: المغانم المطابة ص 449، وفاء الوفا ص 1291.
(5)
زغابة: بفتح الزاي والغين المعجمة، موضع من المدينة وهو مجتمع السيول، وهو غرب قبر حمزة. انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 141، الفيروز أبادي: المغانم المطابة ص 127، السمهودي: وفاء الوفا ص 1227.
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
هؤلاء، فتتبعوا آثارهم فنزلوا بالعالية على واديين يقال لهما: مذينب ومهزوز
(1)
، وبنوا النضير على مذينب، وبنو قريظة وهدل على مهزوز، وكانوا أول من احتفر بها البيار، واغترس الأموال وابتنى الآطام والمنازل، فكان جميع ما ابتنى اليهود بالمدينة من الآطام تسعا وخمسين أطما
(2)
.
الآطام: الحصون، واحدها: أطم. قال أبو سليمان الخطابي
(3)
: هو بناء من الحجارة، ومثله الآجام والصياصي.
الفصل الخامس
في ذكر نزول أحياء العرب على يهود
(4)
وذلك أن قرا وأسواق كانوا من يهود بني إسرائيل، وكان قد نزلها عليهم أحياء من العرب وابتنوا معهم الآطام والمنازل قبل نزول الأوس والخزرج، وهم: بنو أنيف حيّ من بلي
(5)
، ويقال: أنهم من بقية العماليق،
(1)
مذينب: بضم الميم وفتح الذال وسكون الياء، شعبة من سيل بطحان، يجتمع مع وادي مهزور بمشارق بني قريظة.
ومهزور: بفتح الميم وسكون الهاء وضم الزاي بعدها واو ثم راء، هو وادي بني قريظة في عالية المدينة. فمذينب ومهزور يهبطان من حرة تنصب منها مياه عذبة.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 234، الفيروز أبادي: المغانم المطابة ص 373،398، السمهودي: وفاء الوفا ص 1075 - 1077.
(2)
الأطم: الحصن العالي. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «طم» .
(3)
الخطابي هو: حمد بن محمد بن إبراهيم، أبو سليمان الخطابي، الحافظ اللغوي (ت 388 هـ). انظر: الذهبي: سير أعلام 17/ 23، ابن تغري: النجوم الزاهرة 4/ 199.
(4)
الفصل الخامس من أوله حتى نهايته ورد بعبارة المصنف في: الدرة الثمينة لابن النجار 2/ 325، تاريخ المدينة للنهرواني (ق 5).
(5)
بلى: بفتح الباء فكسر اللام، وياء آخر الحروف، بطن من قضاعة من القحطانية، وهم بنو بلى بن عمرو. انظر: القلقشندي: نهاية الأرب ص 180.
وبنو مرثد
(1)
حي من بلي، وبنو معاوية بن الحارث بن بهثة
(2)
، وبنو الجذماء حي من اليمن، وكان جميع ما ابتنى/العرب من الآطام بالمدينة ثلاثة عشر أطما.
الفصل السادس
في ذكر نزول الأوس والخزرج المدينة
اعلم
(3)
أن اليهود لم تزل الغالبة على المدينة حتى جاء سيل العرم، وذلك أن أهل مأرب، وهي أرض سبأ، وسبأ اسم أرض، وقيل: رجل.
حكاه العزيزي
(4)
، وقيل: القبيلة من أولاد سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان
(5)
، وقيل: بل هو رجل له عشرة أولاد باليمن منهم ستة وبالشام أربعة، فاليمانيون: مذحج وكندة والأزد والأشعريون وأنمار، وحمير، وأما الشاميون: فلخم وجذام وعاملة، وغسان
(6)
.
ثم أن أهل مأرب كان من كثرة أمنهم تخرج المرأة من منزلها
(7)
لا
(1)
بنو مرثد: بفتح الميم فسكون الراء، ويقال لهم الأوزاع، وهم بطن من زيد الجمهور من حمير. انظر: القلقشندي: نهاية الأرب ص 418.
(2)
بنو بهثة: بضم الباء، بطن من سليم من العدنانية من قيس عيلان، وهم بنو بهثة بن سليم، وكان لبهث من الولد: الحارث، وثعلبة، وعوف، ومعاوية. انظر: القلقشندي: نهاية الأرب ص 181،294 - 295.
(3)
الفصل السادس من أوله حتى نهايته ورد بعبارة المصنف في: الدرة الثمينة لابن النجار 2/ 325، تاريخ المدينة للنهرواني (ق - 7).
(4)
محمد بن عزيز، أبو بكر السجستاني:، المسفر (ت 330 هـ). انظر: الذهبي: سير أعلام 15/ 216 - 217.
(5)
انظر: المسعودي: مروج الذهب 1/ 391، السمهودي: وفاء الوفا ص 166.
(6)
انظر: ابن كثير: البداية والنهاية 2/ 147، السيوطي: الدر المنثور 6/ 687.
(7)
انظر: ابن النجار: الدرة الثمينة 2/ 325.
تتزود شيئا، تبيت في قرية، وتقيل في أخرى إلى الشام، ولم يكن في أرضهم حية ولا عقرب، ولا ما يؤذي، فبعث الله إليهم ثلاثة عشر نبيا فكذبوهم
(1)
، وقالوا:{رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا}
(2)
، فأرسل الله عليهم سيل العرم.
والعرم: السيل الشديد الذي لا يطاق، وقيل: العرم اسم الوادي، وقيل: اسم المياه
(3)
. حكاه ابن الجوزي في «الترياق» .
وذلك أن الله بعث عليهم جرذا يسمى: الخلد، والخلد الفأر الأعمى، فنقب السد من أسفله، فغرق أرضهم وخربها، وقيل: أرسل عليهم ماء أحمر
(4)
[فخرب السد]
(5)
، وتمزق من سلم منهم في البلاد، وكان السد فرسخا [في فرسخ]
(6)
بناه لقمان الأكبر العادي للدهر على زعمه، وكان يجتمع إليه مياه اليمن من مسيرة شهر، وكانت طريفة بنت ربيعة الكاهنة عند تخريب السد رأت رؤيا، فأخذت زوجها ثعلبة بن امرؤ القيس بن ثعلبة، وخرجوا حتى دخلوا العرم لينظروا ما قد حدث، فإذا بجرذ يحفر في أصله ويقلب بيديه ورجليه الصخرة ما يقلبها خمسون رجلا، فكتموا أمرهم ورجعوا وقال زوجها لابن أخيه وداعة بن عمرو: إني سأشتمك في المجلس فقم فالطمني، ففعل ذلك، فقال عمرو: والله لا أسكن بلدا لطمت فيها
(7)
، فلما أراد الظعن قالت
(1)
انظر: ابن كثير: البداية والنهاية 2/ 148.
(2)
سورة سبأ آية (19).
(3)
العرم: هو اسم وادي سبأ الذي يقع فيه السد، كانت تجتمع إليه المياه من مسائل شتى، فسدوا بين جبلين بالقير، وجعلوا عليه أبوابا يأخذون منه حسب الطلب. انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 14، السهيلي: الروض الأنف 1/ 114، السمهودي: وفاء الوفا ص 166.
(4)
أخرجه الطبري في تفسيره 22/ 80 عن وهب، وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 691 وعزاه للطبري وابن أبي حاتم عن مجاهد.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(7)
انظر: ابن النجار: الدرة الثمينة 2/ 326.
طريفة: من كان يريد خمرا وخميرا وشعيرا وذهبا وحريرا فلينزل بصرى
(1)
وسديرا
(2)
، ومن أراد الراسيات في الرحل المطعمات في المحل، فليلحق يثرب ذات النحل، ومن كان ذا حمل معن، وهو راض مدن فليلحق بأرض شن
(3)
، فلحقت فرقة منهم بالشام وهم: غسان، ولحق عمران بن عامر وهم الأزد
(4)
بأرض عمان
(5)
وبها يومئذ شن، ولحقت خزاعة
(6)
بتهامة، ولحقت بنو عمرو ابن ثعلبة بن عمرو بن عامر يثرب وهي المدينة
(7)
، وكان ممن بقي من اليهود حين نزلت عليهم الأوس والخزرج: بنو قريظة وبنو النضير ومحمم وزعوراء، وماسكة والقمعة وزيد اللات - وهم رهط عبد الله بن سلام
(8)
- وقينقاع وثعلبة وأهل زهرة وأهل زبالة وأهل يثرب وبنو القضيض، وناغصة وعكوة ومراثة، فوجدت الأوس والخزرج الآطام والأموال والقوة لليهود، فعاملوهم/زمانا،
(1)
بصرى: بالضم والقصر، مدينة بالشام، وهي قصبة كورة حوران. انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 441.
(2)
سديرا: من أرض الشام سكنه آل جفنة بن غسان. انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 171.
(3)
شن: ناحية السراة، وهي الجبال المتصل بعضها بالبعض الحاجزة بين تهامة واليمن. انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 368.
(4)
الأزد: بفتح الهمزة فسكون الزاي فدال مهملة، والأزد ثلاثة: أزد شنوءة، وأزد السراة، وأزد عمان، وهي ثغر بالبحرين نزلتها فرقة من الأزد هم بنو عمران بن عمرو عند انهيار السد. انظر: القلقشندي: نهاية الأرب ص 91، السمهودي: وفاء الوفا ص 170.
(5)
أرض عمان: بضم العين وتخفيف الميم آخره نون، اسم كورة على ساحل بحر اليمن والهند. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 150.
(6)
خزاعة: قبيلة من الأزد من القحطانية وسموا خزاعة لأن أباهم انخزع من غسان. انظر: القلقشندي: نهاية الأرب ص 244، السمهودي: وفاء الوفا ص 171.
(7)
كان بنو عمرو بن ثعلبة ساروا من اليمن نحو الحجاز - عند انهيار سد مأرب - فساروا إلى يثرب وبها يهود، فأقاموا بها بين قريظة والنضير. انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 173.
(8)
عبد الله بن سلام الأنصاري، يكنى أبا يوسف، كان حليفا للأنصار، وهو أحد أحبار اليهود، أسلم يوم قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة (ت 43 هـ). انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 921، ابن حجر: الاصابة 4/ 118.
فصار لهم مالا وعددا، فخافت منهم قريظة والنضير، وكان بينهم حلفا
(1)
فقطعوه اليهود، فخافت الأوس والخزرج، ولم يزالوا كذلك، حتى نجم مالك بن العجلان أخو بني سالم بن عوف بن الخزرج.
الفصل السابع
في قتل اليهود واستيلاء الأوس والخزرج على المدينة
قالوا: ولما نجم مالك بن العجلان سوّده الحيان عليهما، فبعث هو وجماعة قومه إلى من وقع بالشام من قومهم يخبرونهم حالهم ويشكون إليهم غلبة اليهود، وكان رسولهم الرمق بن زيد
(2)
، فقدم على ملك من ملوك غسان الذين ساروا من يثرب يقال له: أبو جبيلة
(3)
فشكى إليهم حالهم، فقدم أبو جبيلة لنصرة الأوس والخزرج، فلما قدم المدينة وهي يومئذ يثرب صنع طعاما وأرسل إلى رؤساء اليهود، وكان قد بنى حيزا وجعل فيه قوما وأمرهم بقتل من دخل عليهم حتى أتى على وجوههم ورؤسائهم
(4)
، فاتخذ الأوس والخزرج الديار والأموال والآطام، وكان ابتنوا من الآطام مائة وسبعا وعشرين أطما،
(1)
للتعرف على حلف الأوس والخزرج مع اليهود. انظر: ابن النجار: الدرة الثمينة 2/ 326، السمهودي: وفاء الوفا ص 178.
(2)
الرمق بن زيد بن امريء القيس، أحد بني سالم بن عوف بن الخزرج، كان شاعرا، أرسله ملك الخزرج حتى قدم الشام على ملوك غسان. انظر: ابن النجار: الدرة الثمينة 2/ 327.
(3)
أبو جبيلة الخزرجي، أحد ملوك غسان بالشام، قدم يثرب فمهدها للأوس والخزرج بأن قتل وجهاء اليهود ثم عاد إلى الشام. انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 179، النهرواني: تاريخ المدينة (ق 8).
(4)
عبارة ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 327 «فلما فعل ذلك عزت الأوس والخزرج في المدينة واتخذوا الديار
…
».
ثم دخلت بين الأوس والخزرج حروب
(1)
عظيمة إلى أن بعث الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم فأكرمهم باتباعه
(2)
.
الأوس والخزرج: حيان ينتسبان إلى قحطان، لأن من قحطان افترقت سبع وعشرون قبيلة، منهم الأوس والخزرج، وهما الأنصار
(3)
.
والأنصار: جمع نصير مثل شريف وأشراف وسموا أنصارا حين آووا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصروه
(4)
.
قال ابن إسحاق
(5)
: الأنصار هم أولاد حارثة بن ثعلبة، وهو العنقاء ابن عمرو - وسمي عنقاء لطول عنقه - ابن عامر هو مزيقاء، وأبوه عامر وهو المعروف بماء السماء، وهو عامر بن الغطريف، وهو اسمه حارثة. والأوس والخزرج هما ابنا حارثة هذا، وقيلة هي أم الأوس والخزرج [وهي قيلة
(6)
بنت كاهل من بني عذرة
(7)
من قضاعة
(8)
.
(1)
عن هذه الحروب وآخرها حرب «بعاث» عند هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة. انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 215.
(2)
من أول الفصل كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 327، والسمهودي في وفاء الوفا ص 178 - 180.
(3)
كذا ورد عند النهرواني في تاريخ المدينة (ق 9). وعن نسب الأوس والخزرج، انظر: ابن حزم: جمهرة النسب ص 470،471، القلقشندي: نهاية الأرب ص 52 - 53،93 - 94، السمهودي: وفاء الوفا ص 173.
(4)
كذا ورد عند النهرواني في تاريخ المدينة (ق 9).
(5)
قول ابن إسحاق كذا ورد عند ابن هشام في السيرة 1/ 9، والسمهودي في وفاء الوفا ص 172.
(6)
قيلة أم الأوس والخزرج، ولهذا يقال لهم: بنو قيلة، وهم بطن من الأزد من كهلان. انظر: القلقشندي: نهاية الأرب ص 404.
(7)
بنو عذرة: بطن من قضاعة من القحطانية، وهم بنو عذرة بن سعد بن هذيم. انظر: القلقشندي: نهاية الأرب ص 359.
(8)
قضاعة: قبيلة من حمير من القحطانية غلب عليهم اسم أبيهم، وهم بنو قضاعة بن مالك. انظر: القلقشندي: نهاية الأرب ص 404.
وعنه صلى الله عليه وسلم: «أسلمت الملائكة طوعا والأوس والخزرج]
(1)
طوعا وجميع العرب كرها»
(2)
.
قيل: كل الأوس والخزرج غسانيين إلا قبائل قليلة في الشام. وقال أبو عمرو: الأنصار كلهم من الأوس، وقيل: هم من بني عمرو بن عامر بن الأزد. والأزد جرثومة من جراثيم قحطان، والجراثيم كل شيء مجتمع واحدتها جرثومة. وجاء في الحديث:«الأزد أسد الله»
(3)
أراد بهم جنده - يعني أزد شنوءة، وأزد عمان، وفيهم تقول العرب:
وكنت كذي رجلين رجل صحيحة
…
ورجل بها ريب من الحدثان
فأما التي صحت فأزد شنوءة
…
وأما التي شلّت فأزد عمان
وأزد شنوءة من أولاد الأزد، وأسمه - أعني الأزد - ذرا بن الغوث بن نبت بن مالك بن أد بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وإليه تنسب الأنصار/ويقال فيه: الأسد بالسين
(4)
. وأزد الحجر شنوءة، والحجر من أولاد الأزد من العرب، واسم شنوءة: الحارث، وقيل: عبد الله بن مالك بن النضير بن الأزد، والحجر هو: حجر بن عمران بن عمرو ابن عامر بن ماء السماء بن حارثة بن امريء القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد.
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 31 وعزاه للطبراني عن شيخه علي بن سعيد، وفيه لين، وبقية رجاله ثقات.
(3)
أخرجه الترمذي في سننه 5/ 683 برقم (3937) عن أنس كتاب المناقب باب فضل اليمن.
(4)
ويقال الأسد بالسين المهملة، قال الجوهري: وبالزاي أفصح. راجع أقسام الأزد الثلاثة (أزد شنوءة، وأزد السراة، وأزد عمان) في: الصحاح للجوهري 2/ 440، نهاية الأرب للقلقشندي ص 91.
فائدة:
في قوله تعالى {وَالسّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ}
(1)
قيل لأنس بن مالك
(2)
: أرأيت قول الله تعالى لكم: الأنصار اسم سماكم الله به أم كنتم تدعون به في الجاهلية؟ قال: بل اسم سمانا الله به في القرآن
(3)
.
والسابقون الأولون: هم الذين صلوات إلى القبلتين في قول سعيد بن المسيب
(4)
وطائفة.
وفي قول أصحاب الشافعي
(5)
: هم الذين شهدوا بيعة الرضوان - يعني بيعة الحديبية
(6)
. قاله الشعبي
(7)
.
وعن محمد بن كعب، وعطاء بن يسار
(8)
: هم أهل بدر. واتفقوا على أن من هاجر قبل تحويل القبلة فهو من الأولين
(9)
.
(1)
سورة التوبة آية (100).
(2)
أنس بن مالك أورد له المصنف ترجمة في الفصل الرابع، الباب الرابع، وانظر ترجمته في: الاستيعاب لابن عبد البر 1/ 109، والإصابة لبابن حجر 1/ 126.
(3)
راجع قول أنس في الاستيعاب لابن عبد البر 1/ 15، وفي الدر المنثور للسيوطي 4/ 270.
(4)
راجع قول ابن المسيب في الاستيعاب لابن عبد البر 1/ 10، وفي معرفة الصحابة لأبي نعيم 1/ 109، وسعيد بن المسيب أورد له المصنف ترجمة في الفصل الأول الباب الرابع، وانظر ترجمته في: طبقات ابن سعد 5/ 119، وأسد الغابة لابن الأثير 1/ 151.
(5)
محمد بن إدريس، أبو عبد الله الشافعي، ناصر السنة (ت 204 هـ). انظر: الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 2/ 56، ابن الجوزي: المنتظم 10/ 134.
(6)
راجع بيعة الرضوان في: سيرة ابن هشام 2/ 308، تاريخ الطبري 2/ 620، المنتظم لابن الجوزي 3/ 267.
(7)
راجع قول الشعبي في: الاستيعاب لابن عبد البر 1/ 10.
(8)
راجع قول محمد بن كعب وعطاء بن يسار في: الاستيعاب لابن عبد البر 1/ 14، الدر المنثور للسيوطي 4/ 265، وعطاء بن يسار أبو محمد الهلالي المدني المحدث (ت 103 هـ). انظر: ابن سعد: الطبقات الكبرى 5/ 137، ابن حجر: تهذيب التهذيب 7/ 217.
(9)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 14.
وأما أفضلهم: فقال منصور البغدادي التميمي
(1)
: أصحابنا مجمعون على أن أفضلهم الخلفاء الأربعة، ثم الستة الباقون تمام العشرة، ثم البدريون، ثم أصحاب أحد، ثم أهل بيعة الرضوان، وسموا المهاجرين مهاجرين لأنهم هجروا بلادهم أي تركوها وصاروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
(2)
.
واعلم أن الخزرجيين، والأوسيين، والنجاريين، والحارثيين، والساعديين، والسلميين
(3)
كلهم أنصاريون، فهؤلاء شعب من قبيلة.
قال ابن الكلبي: الشعوب أكبر من القبائل واحدها شعب بفتح الشين
(4)
، ثم القبائل
(5)
، ثم العمائر
(6)
، واحدها عمارة بفتح العين، ثم البطون
(7)
، ثم الأفخاذ
(8)
، ثم الفصائل
(9)
، ثم العشائر.
(1)
هو: منصور بن محمد، أبو المظفر التميمي السمعاني (ت 489 هـ). انظر: ابن الجوزي: المنتظم 17/ 37، الذهبي: سير أعلام 19/ 114.
(2)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 10.
(3)
في الأصل «واعلم أن الخزرجيون والأوسيون والنجاريون والحارثيون والساعديون والسلميون
…
» وما أثبتناه من (ط).
(4)
الشعب: بفتح الشين، هو النسب الأبعد كعدنان، وسمي شعبا لأن القبائل تتشعب منه. انظر: الجوهري: الصحاح 1/ 155، القرطبي: الجامع 16/ 343، القلقشندي: نهاية الأرب ص 13.
(5)
القبيلة: هي ما انقسم فيها الشعب كربيعة ومضر، وسميت قبيلة لتقارب الأنساب فيها. انظر: القلقشندي: نهاية الأرب ص 13.
(6)
العمارة: بكسر العين وفتحها، وهي ما انقسم فيه أقسام القبيلة كقريش وكنانة. انظر: القلقشندي: نهاية الأرب ص 13.
(7)
البطن: ما انقسم فيه أقسام العمارة كبني عبد مناف وبني مخزوم. انظر: القلقشندي: نهاية الأرب ص 13.
(8)
الفخذ: هو ما انقسم فيه أقسام البطن كبني هاشم وبني أمية. انظر: القلقشندي: نهاية الأرب ص 13.
(9)
الفصيلة: هي ما انقسم فيه إلى أقسام الفخذ كبني العباس. انظر: القلقشندي: نهاية الأرب ص 13.
وقيل: العشائر قبل الفصائل، وقيل: الشعوب الجماهير والجراثيم التي تفرقت منها العرب، ثم تفرقت القبائل من الشعوب، ثم تفرقت العمائر من القبائل، ثم البطون من العمائر، ثم الأفخاذ من البطون، ثم الفصائل من الأفخاذ وليس دون الفصائل شيء.
قيل: الشعوب للعجم والقبائل للعرب، قال الله تعالى:{وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا}
(1)
، والقبائل في بني إسماعيل، والأسباط في بني إسحاق. حكاه القرطبي
(2)
.
وقال أبو عبيد: العشيرة رهط الرجل، والفصيلة أهل بيت الرجل
(3)
.
وعن محمد بن السائب: إنما سميت العرب شعوبا لأنهم قيل لهم ذلك حين تفرقوا من ولد إسماعيل، ومن ولد قحطان، ثم القبائل حين تقابلوا ونظر بعضهم إلى بعض في حلة واحدة، ثم العمائر حين سكنوا الأرض وعمروها، ثم البطون حين استبطنوا الأودية وبنوا بها البيوت الشعر، ثم الأفخاذ، والفخذ أصغر من البطن، ثم الفصائل وهم الأحياء، ثم العشائر حين انضم كل بني أب إلى أبيهم دون عمهم، وليس بعد العشيرة شيء ينسب إليه.
والشعب
(4)
مثل: ربيعة
(5)
، ومضر
(6)
، وإياد
(7)
،
(1)
سورة الحجرات آية (13).
(2)
راجع ما حكاه القرطبي في الجامع 16/ 344.
(3)
انظر: القرطبي: الجامع 16/ 345، القلقشندي: نهاية الأرب ص 14.
(4)
في (ط): «فالشعب» .
(5)
ربيعة: بطن من سواءة بن عامر بن صعصعة، من العدنانية. انظر: القلقشندي: نهاية الأرب ص 258.
(6)
مضر: من العدنانية، وهم مضر بن نزار بن معد بن عدنان. انظر: القلقشندي: نهاية الأرب ص 422.
(7)
إياد: من معد بن عدنان، وهم بنو إياد بن نزار بن معد. انظر: القلقشندي: نهاية الأرب ص 94.
وأنمار
(1)
، وحمير
(2)
. والقبائل مثل: كنانة
(3)
، وأسد
(4)
، وهذيل
(5)
، وتميم
(6)
، وضبة
(7)
، والرّباب
(8)
، ومزينة
(9)
./والبطون مثل: فهر بن مالك قريش
(10)
، وبني بكر بن عبد مناة بن كنانة
(11)
، وبني الحارث بن عبد مناة
(12)
، وبني عامر بن عبد مناة
(13)
، وبني مدلج بن مر بن عبد مناة
(14)
كلهم
(1)
أنمار: من معد بن عدنان، وهم بنو أنمار بن نزار. انظر: القلقشندي: نهاية الأرب ص 88.
(2)
حمير: من سبأ من القحطانية، وهم بنو حمير بن سبأ بن يعرب بن قحطان. انظر: ابن حزم: جمهرة ص 432، القلقشندي: نهاية الأرب ص 237.
(3)
كنانة: هم بنو النضر بن كنانة، وهم قريش بنو فهر بن مالك. انظر: ابن حزم: جمهرة ص 11، 464.
(4)
أسد: من بني خزيمة من العدنانية، وهم بنو أسد بن خزيمة بن مدركة. انظر: ابن حزم: جمهرة ص 11،467، القلقشندي: نهاية الأرب ص 37.
(5)
هذيل: من خندف من مضر، وهم بنو هذيل بن مدركة بن إلياس،. انظر: ابن حزم: جمهرة ص 196، القلقشندي: نهاية الأرب ص 435.
(6)
تميم: من طابخة، وهم بنو تميم بن مر بن أد بن طابخة. انظر: ابن حزم: جمهرة ص 466، القلقشندي: نهاية الأرب ص 188. القلقشندي: نهاية الأرب ص 188.
(7)
ضبة: من طابخة من العدنانية، وهم بنو ضبة من أد بن طابخة. انظر: ابن حزم: جمهرة ص 203.
(8)
الرّباب: هم أولاد عبد مناة، سموا بذلك لأنهم تحالفوا مع بني عمهم ضبة على بني عمهم تميم بن مرة، فغمسوا أيديهم في ربّ. انظر: ابن حزم: جمهرة ص 198.
(9)
مزينة: من طابخة من العدنانية، وهم بنو عثمان وأوس ابني عمرو، ومزينة أمهما عرفوا بها. انظر: ابن حزم: جمهرة ص 480، القلقشندي: نهاية الأرب ص 490.
(10)
بنو فهر بن مالك قريش: من كنانة، وفهر بن مالك إليه جماع قريش. انظر: ابن الكلبي: جمهرة النسب 1/ 80 - 81، ابن حزم: جمهرة ص 180.
(11)
بنو بكر بن عبد مناة: من العدنانية. انظر: ابن حزم: جمهرة ص 180.
(12)
بنو الحارث بن عبد مناة: من العدنانية، وهم بنو الرشد. انظر: ابن حزم: جمهرة ص 188.
(13)
بنو عامر بن عبد مناف: من العدنانية، وهو بنو عامر بن ليث. انظر: ابن حزم: جمهرة ص 187.
(14)
بنو مدلج بن مرة: بطن من كنانة، وفي بني مدلج كان علم القيافة. انظر: ابن حزم: جمهرة ص 187.
من كنانة. والأفخاذ مثل: لؤي بن غالب
(1)
، وتميم الأدرم بن غالب
(2)
، ومحارب والحارث ابنا فهر
(3)
. والفصائل مثل: قصي بن كلاب
(4)
، [وزهرة ابن كلاب
(5)
]
(6)
، وبني مخزوم
(7)
، وبني تميم
(8)
، وجمح
(9)
، وسهم
(10)
، وعدي بن كعب
(11)
. والعشائر مثل: عبد مناف
(12)
، وعلي عبد مناف [اقتصر رسول الله صلى الله عليه وسلم]
(13)
.
وقيل: ولم يسلم من جميع قبائل العرب ألف إنسان في وقت واحد إلا من بني سليم
(14)
، وذلك أن إنسانا منهم أتى بضب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(1)
انظر: ابن حزم: جمهرة ص 12، القلقشندي: نهاية الأرب ص 412.
(2)
انظر: ابن حزم: جمهرة ص 12، القلقشندي: نهاية الأرب ص 412.
(3)
انظر: ابن حزم: جمهرة ص 176، القلقشندي: نهاية الأرب ص 394.
(4)
قصي بن كلاب، واسمه زيد، وهو سيد قريش، بنى دار الندوة. انظر: ابن الكلبي: جمهرة النسب 1/ 86، ابن حزم: جمهرة ص 14، القلقشندي: نهاية الأرب ص 399.
(5)
زهرة بن كلاب: من قريش من العدنانية، وهو جد امنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم. انظر: ابن حزم: جمهرة ص 128، القلقشندي: نهاية الأرب ص 275.
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(7)
بنو مخزوم: من قريش من العدنانية. انظر: ابن حزم: جمهرة ص 464، القلقشندي: نهاية الأرب ص 416.
(8)
بنو تميم بن مر بن أد بن طابخة. انظر: ابن حزم: جمهرة ص 207، القلقشندي: نهاية الأرب ص 188.
(9)
بنو جمح: من قريش من العدنانية. انظر: ابن حزم: جمهرة ص 159، القلقشندي: نهاية الأرب ص 218.
(10)
بنو سهم: من قريش من العدنانية. انظر: ابن حزم: جمهرة ص 163، القلقشندي: نهاية الأرب ص 298.
(11)
عدي بن كعب: من قريش من العدنانية، ومنهم عمر بن الخطاب. انظر: ابن حزم: جمهرة ص 150 - 151.
(12)
عبد مناف بن قصي: من قريش من العدنانية، وكانت له السقاية والرفادة، ومن ولده هاشم. انظر: ابن حزم جمهرة ص 14، القلقشندي: نهاية الأرب ص 343.
(13)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(14)
بنو سليم: بضم السين، وهم بنو سليم بن منصور بن عكرمة من قيس بن عيلان. انظر: ابن حزم: جمهرة ص 261 - 264، القلقشندي: نهاية الأرب ص 294 - 295.
[وقال: والله لا أسلم حتى يسلم هذا الضب، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم الضب فأجابه، فأسلم الرجل ورجع إلى قومه، فأتى منهم ألف، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم]
(1)
أن يكونوا تحت راية خالد بن الوليد
(2)
. حكاه الشهرستاني.
الضب: دابة لا ترد الماء أبدا
(3)
. انتهى.
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
ذكره القاضي عياض في الشفا 1/ 204 عن عمر بن الخطاب، والبيهقي في دلائل النبوة 6/ 36 عن عمر بن الخطاب، وابن الجوزي في الوفا 1/ 337 عن عمر، وذكر السيوطي حديث الضب في الخصائص الكبرى 2/ 275 وعزاه للطبراني في الأوسط وابن عدي والحاكم في المعجزات والبيهقي وأبو نعيم عن عمر.
(3)
الضب: بفتح الضاد، حيوان بري يشبه الورل، ومن خصائصه أنه لا يرد الماء حتى ضرب به المثل. انظر: الدميري: حياة الحيوان 2/ 67.
الباب الثاني
في ذكر المدينة الشريفة
وهجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إليها
وفيه فصلان:
الفصل الأول
ما جاء في فتحها
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كل البلاد افتتحت بالسيف، وافتتحت المدينة بالقرآن
(1)
.
واختلف في فتح مكة، فذهب مالك وأبو حنيفة وجماعة من المتقدمين والمتأخرين أنها افتتحت عنوة، وقال الشافعي وحده: افتتحت صلحا
(2)
.
حكاه القاضي عبد الوهاب في «عيون المجالس» .
قال الحافظ محب الدين بن النجار في تاريخه
(3)
: «فالمدينة الشريفة لم تفتح بقتال، إنما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعرض نفسه في كل موسم على قبائل العرب ويقول: «ألا رجل يحملني إلى قومه، فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ
(1)
أخرجه ابن عدي في الكامل 6/ 2180 عن عائشة، وذكره القرطبي في الجامع 18/ 23 عن عائشة، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 327 عن عائشة، والمتقي في كنز العمال برقم (34803) وعزاه السيوطي للبيهقي في شعب الإيمان عن عائشة.
(2)
انظر: السهيلي: الروض الأنف 7/ 105 - 106، القرطبي: الجامع 18/ 23، ابن القيم: زاد المعاد 2/ 191 - 195، محب الطبري: القرى ص 226.
(3)
ورد قول ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 327 - 328، السمهودي: وفاء الوفا ص 220 - 223، وذكر بعض الحديث ابن ماجة في سننه 1/ 73.
كلام ربي». فيأتونه، فيقولون له: قوم الرجل أعلم به، حتى لقي
(1)
في بعض السنين نفرا عند العقبة
(2)
الأولى من الأوس والخزرج
(3)
، قدموا في المنافرة التي كانت بينهم، فجلسوا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فدعاهم إلى الله عز وجل، وتلى عليهم القرآن، وكانوا أصحاب أوثان، وكان إذا وقع بينهم وبين اليهود واقع، قالت [اليهود]
(4)
لهم: إن النبي المبعوث الآن قد أظل زمانه، فنتبعه ونقتلكم معه قتل عاد وإرم، فقال النفر بعضهم لبعض: تعلمون والله أنه النبي الذي توعدكم به يهود فلا يسبقنكم إليه، فاغتنموه، فأجابوه، وصدقوه، ثم انصرفوا راجعين إلى المدينة، وكانوا ستة:
الأول: أسعد بن زرارة أبو أمامة من بني مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي، بايع في العقبة الأولى والثانية، فهو أحد النقباء الستة ليلة العقبة الأولى، [وأحد النقباء في العقبة الثانية]
(5)
- وكانوا إثنا عشر رجلا - كما سيأتي
(6)
- وهو أول من بايع النبي، صلى الله عليه وسلم، من أصحابه
(7)
، وأول من قدم المدينة بالإسلام
(8)
، وأول من دفن بالبقيع من الأنصار
(9)
، توفي قبل بدر
(1)
راجع لقاءات النبي صلى الله عليه وسلم بأهل يثرب في: سيرة ابن هشام 1/ 427 - 450، طبقات ابن سعد 1/ 217، تاريخ الطبري 2/ 352 - 367.
(2)
العقبة: بالتحريك الجبل الطويل يعرض للطريق، والعقبة التي بويع فيها النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بين منى ومكة عند مسجد العقبة، ومنها ترمى جمرة العقبة. انظر: الفاكهي: أخبار مكة 4/ 26، ياقوت: معجم البلدان 4/ 134.
(3)
الصواب أن هؤلاء النفر الذين قدموا بهدف المنافرة كانوا من الأوس فقط من بني عبد الأشهل، جاءوا يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج، حيث كانت حرب بعاث مشتعلة بين الطرفين كما ذكر ابن هشام في السيرة 1/ 427 - 428، والطبري في تاريخه 2/ 352 - 353.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
سيأتي ذكر العقبة الثانية في الورقة التالية.
(7)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 81، ابن الجوزي: المدهش ص 46.
(8)
انظر: ابن سعد: الطبقات الكبرى 3/ 608.
(9)
انظر: ابن سعد: الطبقات الكبرى 3/ 612، ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 81.
في شوال على رأس تسعة أشهر من الهجرة، وكانت بدر في رمضان سنة إثنتين
(1)
.
وأول من مات من النقباء المذكورين: البراء بن معرور، وهو أول من تكلم ليلة العقبة
(2)
.
قال أبو عبد الله الحاكم في «علوم الحديث» : وجدت بخط أبي العباس محمد بن يعقوب عن محمد/بن عبد الوهاب، قال: قلت لعلي بن عثام - بالثاء المثلثة - لم سموا نقباء؟ قال: النقيب ضمين، ضمنوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إسلام قوم، فسموا بذلك نقباء
(3)
.
الثاني من الستة: عوف بن عفراء، وعفراء أمه، وأبوه الحارث بن رفاعة. الثالث: رافع بن مالك بن العجلان. الرابع: قطبة بن عامر بن حديدة.
الخامس: عقبة بن عامر بن نابي. السادس: جابر بن عبد الله بن رئاب، وهؤلاء هم النقباء الستة
(4)
.
فلما قدموا المدينة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكروا لقومهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ودعوهم إلى الإسلام، ففشى ذلك حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا
(1)
كذا ورد عن ابن سعد في الطبقات 3/ 611، وابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 81.
(2)
مات البراء في صفر قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم بشهر. انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 620، ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 152، وراجع ما تكلم به البراء ليلة العقبة في طبقات ابن سعد 3/ 618.
(3)
النقيب: عريف القوم وشاهدهم وضمينهم المتعرف على أخبارهم المنقب عن أحوالهم وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً المائدة 12. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «نقب».
(4)
الصواب أن يقول: «وهؤلاء هم الرجال الستة» لأن لفظ «النقباء» أطلق لأول مرة على الرجال الإثنى عشر الذين اختارهم القوم بعد تمام بيعة العقبة الكبرى ليكونوا ضامنين لقومهم أمام الرسول صلى الله عليه وسلم.
وراجع ترتيبات اللقاء الثاني - لقاء الستة من الخزرج - في: سيرة ابن هشام 1/ 428 - 430، طبقات ابن سعد 1/ 219. طبقات ابن سعد 1/ 219.
ولرسول الله، صلى الله عليه وسلم، فيها ذكر
(1)
.
ووافى الموسم في العام القابل منهم إثنا عشر رجلا: أسعد بن زرارة، وسعد بن عبادة، وسعد بن الربيع، وسعد بن خيثمة، والمنذر بن عمرو، وعبد الله بن رواحة، والبراء بن معرور، وأبو الهيثم بن التيهان، وأسيد بن حضير، وعبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر، وعبادة بن الصامت، ورافع بن مالك. فبايعوا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالعقبة الأولى
(2)
، فلما انصرفوا بعث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، معهم مصعب بن عمير إلى المدينة، وأمره أن يقرئهم القرآن، ويعلمهم الإسلام، فقدموا المدينة، وكان منزله على أسعد بن زرارة
(3)
.
ولقيه صلى الله عليه وسلم في الموسم الثالث
(4)
: سبعون رجلا من الأنصار، ومعهم امرأتان، فبايعوه
(5)
.
وفي هذه البيعة نزل قول الله تعالى: {إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ}
(6)
الآية، وكان أصغرهم سنا: عقبة بن عمرو، وهذه بيعة العقبة الكبرى، وأرسل رسول الله، صلى الله عليه وسلم أصحابه إلى المدينة، ثم خرج إلى غار ثور
(7)
بعد ذلك
(8)
.
(1)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 328، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 12).
(2)
عن بيعة العقبة الأولى والعهد الذي أخذه الرسول صلى الله عليه وسلم على رجال العقبة. انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 431، ابن سعد: الطبقات الكبرى 1/ 219، البيهقي: دلائل النبوة 2/ 433.
(3)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 328، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 12).
(4)
عن بيعة العقبة الكبرى وما تقرر فيها من أمر الهجرة. انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 438، ابن سعد: الطبقات 1/ 221، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 360.
(5)
أورد ابن هشام في السيرة 1/ 454 - 466، وابن الجوزي في المنتظم 3/ 39 - 42 جريدة أسماء رجال العقبة الثانية، والمرأتان هما: نسيبة بنت كعب أم عمارة، وأسماء بنت عمرو أم منيع كما ذكر ابن هشام في السيرة 1/ 441، والطبري في تاريخه 2/ 362.
(6)
سورة التوبة آية (111).
(7)
غار ثور: اختفى فيه النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة، وهو جنوب مكة بالمفجر على طريق اليمن. انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 86.
(8)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمنية 2/ 328.
الفصل الثاني
في ذكر هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة المشرفة
اعلم أن هجرة النبي، صلى الله عليه وسلم، إلى المدينة هي من بعض معرفة دلائل صفات نعوته في الكتب الإلهية، وقد نطقت الأخبار بأن المدينة دار هجرة نبي يخرج في آخر الزمان
(1)
.
ذكر صاحب «الدر المنظم»
(2)
، والشهرستاني في كتابه «أعلام النبوة» في قصة مختصرها
(3)
: أن سيف بن ذي يزن الحميري
(4)
لما ظفر بالحبشة، وذلك بعد مولد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قصدته وفود العرب بالتهنئة، وخرج إليه وفد قريش، وفيهم عبد المطلب إلى صنعاء، وهو في قصره المعروف: بغمدان
(5)
، فلما دخلوا عليه، واتفق ما اتفق، قال سيف لعبد المطلب: «إني وجدت في الكتاب المكنون، والعلم المخزون، الذي اخترناه لأنفسنا دون غيرنا، خبرا جسيما، وخطرا عظيما، فيه شرف الحياة وفضيلة الوفاة، وهو للناس عامة، ولرهطك كافة، ولك خاصة، ثم قال له: إذا ولد بتهامة غلام به علامة كانت له الإمامة، ولكم به الزعامة/إلى يوم القيامة، ولولا أن الموت يجتاحني قبل
(1)
كذا ورد عند النهرواني في تاريخ المدينة (ق 12).
(2)
كتاب «الدر المنظم في مولد النبي الأعظم» ألفه أحمد بن معد أبو العباس الأندلسي، المحدث (ت 550 هـ). انظر: القفطي: انباه الرواة 1/ 136، ابن العماد: شذرات الذهب 4/ 154، البغدادي: ايضاح المكنون 1/ 452، الزركلي: الأعلام 1/ 259.
(3)
القصة أوردها الأزرقي في أخبار مكة 1/ 149 - 154، والبيهقي في دلائل النبوة 2/ 9 - 14، وابن الجوزي في المنتظم 2/ 276 - 280، والحميري في ملوك حمير ص 149 - 155.
(4)
سيف بن ذي يزن، أحد ملوك حمير، توج ملكا على اليمن بمساعدة كسرى، قتله حرسه من السودان. انظر: الأزرقي: أخبار مكة 1/ 159، الهمذاني: ملوك حمير ص 149.
(5)
قصر غمدان: بضم أوله وسكون ثانيه، قصر عظيم بين صنعاء، وطيوه. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 210.
مبعثه لسرت بخيلي ورجلي، حتى أصير بيثرب دار مملكته، فإني أجد في الكتاب الناطق، والعلم السابق، أن يثرب استحكام ملكه وأهل نصرته، وموضع قبره فيها، ولولا أني أقيه الآفات، وأحذر عليه العاهات، لأوطأته العرب، ولكني صارف إليك ذلك، عن غير يقين بمن معك، ثم أمر لكل واحد من قومه بجائزة
(1)
، وأجاز عبد المطلب بأضعافها، ثم قال له: إئتني بخبره، وما يكون من أمره على رأس الحول، فمات سيف قبل أن يحول عليه الحول.
وقد جاء في بعض الأحاديث: أخبرنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم عن صفته في التوراة: «عبدي أحمد المختار، مولده مكة، ومهاجره بالمدينة - أو قال:
طيّبة - أمته الحمادون لله على كل حال»
(2)
.
وقيل: في معنى قوله تعالى {وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدى}
(3)
أي: وجدك ضالا عن الهجرة، فهداك إليها
(4)
. وقيل: وجدك ضالا بين مكة والمدينة فهداك إلى المدينة
(5)
.
وقيل: في قوله تعالى {التّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السّائِحُونَ}
(6)
أن السائحين: المهاجرون
(7)
.
وقيل: لم يهاجر النبي، صلى الله عليه وسلم، حتى طلب الهجرة، لقوله تعالى حكاية
(1)
لمعرفة الجائزة انظر: الأزرقي: أخبار مكة 1/ 153، الحميري: ملوك حمير ص 155، ابن كثير: البداية والنهاية 2/ 306.
(2)
ذكره القاضي عياض في الشفا 1/ 15، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 14).
(3)
سورة الضحى آية (7).
(4)
انظر: القرطبي: الجامع 20/ 97.
(5)
انظر: القاضي عياض: الشفا 2/ 95، النهرواني: تاريخ المدينة (ق 14).
(6)
سورة التوبة آية (112).
(7)
انظر: القرطبي: الجامع 8/ 270، النهرواني: تاريخ المدينة (ق 14).
(1)
فالداعي: محمد، صلى الله عليه وسلم، والقرية: مكة، والولي النصير: الأنصار
(2)
.
وعن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أتاني جبريل عليه السلام، فقلت له: يا جبريل من يهاجر معي؟، قال: أبو بكر، وهو يلي أمتك من بعدك، وهو أفضل أمتك»
(3)
.
وروى البخاري في صحيحه
(4)
من حديث الهجرة: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال للمسلمين:«إني رأيت دار هجرتكم ذات نخل بين لابتين، وهما الحرتان» .
وروينا في الصحيحين
(5)
: من حديث أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم أنه قال: «رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وهلي
(6)
إلى أنها اليمامة أو هجر
(7)
، فإذا هي المدينة:
(1)
سورة النساء آية (75).
(2)
ذكره الطبري في تفسيره 5/ 168، والقرطبي في الجامع 5/ 279، والسيوطي في الدر المنثور 2/ 593، وعزاه لابن أبي حاتم عن عائشة وذكر أن القرية مكة.
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب اللباس باب التقنع عن عائشة برقم (5807)، وذكره النهرواني في تاريخ المدينة (ق 15)، وذكر المتقي في كنز العمال برقم (32588) وعزاه السيوطي للبخاري عن عائشة.
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الكفالة باب جوار أبي بكر في عهد النبي عن عائشة برقم (2297) 3/ 82، وذكره ابن سعد في طبقاته 1/ 226 عن عائشة، والبيهقي في دلائل النبوة 2/ 459 عن عائشة.
(5)
أخرجه البخاري في كتاب المناقب باب علامات النبوة عن أبي موسى الأشعري برقم (3622) 4/ 220، ومسلم في كتاب الرؤيا باب رؤيا النبي برقم (20) 4/ 1779 عن أبي موسى، والبيهقي في الدلائل 3/ 203 عن أبي موسى.
(6)
وهلى: أي وهمى كذا في اللسان وهل بمعنى وهم. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «وهل» .
(7)
هجر: قاعدة البحرين، انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 393.
يثرب». فلما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا المقام لأصحابه هاجر من هاجر منهم قبل المدينة، ورجع عامة من كان هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة
(1)
.
وكان أول من هاجر إلى أرض الحبشة: حاطب بن عمرو
(2)
، وقيل:
عبد الله بن عبد الأسد بن هلال
(3)
، وأول مولود ولد في الإسلام بأرض الحبشة:
عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه
(4)
.
وتجهز أبو بكر رضي الله عنه قبل المدينة، فقال له رسول الله، صلى الله عليه وسلم:
على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي. فقال له أبو بكر: وهل ترجو ذلك بأبي أنت وأمي؟ قال: نعم، فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ليصحبه وعلف راحلتين كانتا عنده الخبط
(5)
أربعة أشهر
(6)
.
قالت عائشة، رضي الله عنها: فبينما نحن يوما جلوس في بيت /أبي بكر في نحر
(7)
الظهيرة، قال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، متقنعا - في ساعة لم يكن يأتينا فيها - فقال أبو بكر: فداء له أبي وأمي، والله ما جاء في هذه الساعة إلا لأمر، فجاء رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فاستأذن،
(1)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 329، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 5).
(2)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 323، البلاذري: أنساب الأشراف 1/ 219.
(3)
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 239، البلاذري: أنساب الأشراف 1/ 207.
(4)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 323، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 880، ابن حجر: الاصابة 4/ 40 - 42.
(5)
ورق الخبط: هو ورق السّمر، والخبط ما يخبط من ورق الشجر بالعصا فيسقط. انظر: ابن حجر: فتح الباري 7/ 235، ابن منظور: اللسان مادة «خبط» .
(6)
أخرجه البغوي في شرح السنة 13/ 357 عن عائشة، والبيهقي في الدلائل 2/ 459 عن عائشة، وذكره محب الطبري في الرياض النضرة 1/ 83.
(7)
نحر الظهيرة: أول الزوال، وهو أشد ما يكون في حرارة النهار. انظر: ابن حجر: فتح الباري 7/ 235.
فأذن له، فدخل، قال:«فإني قد أذن لي في الخروج» فقال أبو بكر:
الصحابة بأبي أنت وأمي يا رسول الله، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: نعم، فقال أبو بكر:[فخذ]
(1)
بأبي أنت يا رسول الله إحدى راحلتي هاتين، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:«بالثمن»
(2)
.
قالت عائشة: فجهزناهما أحث الجهاز، وصنعت لهما سفرة في جراب.
السفرة: طعام يتخذه المسافر، وكان أكثر ما يحمل في جلد مستدير، فنقل اسم الطعام إلى الجلد، كالراوية اسم البعير ونقلت إلى المزادة
(3)
. قاله الخليل.
قالت عائشة: فقطعت أسماء ابنة أبي بكر قطعة من نطاقها، فربطت به على فم الجراب، فلذلك سميت: ذات النطاقين.
النطاق أن تأخذ المرأة الثوب فتشتمل به ثم تشد وسطها بخيط، ثم ترسل الأعلى على الأسفل
(4)
.
أسماء ابنة أبي بكر، رضي الله عنه، تزوجها الزبير بن العوام، فولدت له عبد الله وعروة والمنذر وعاصم والمهاجر وخديجة وأم الحسن
(5)
، توفيت سنة ثلاث وسبعين بمكة
(6)
، جميع ما روت ثمانية وخمسون حديثا
(7)
.
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
أخرجه البخاري كتاب مناقب الأنصار باب هجرة النبي وأصحابه إلى المدينة عن عائشة. والبيهقي في دلائل النبوة 2/ 473 عن عائشة.
(3)
عن تفسير معنى «السفرة» انظر: ابن حجر: فتح الباري 7/ 236، ابن منظور: اللسان مادة «سفر» .
(4)
عن تفسير معنى «النطاق» . انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 486، ابن حجر: فتح الباري 7/ 236، ابن منظور: اللسان مادة «نطق» ، محب الطبري: الرياض النضرة 1/ 84.
(5)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 6/ 130، محب الطبري: الرياض النضرة 2/ 368 - 375.
(6)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1782، ابن الجوزي: المنتظم 6/ 130 - 131.
(7)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 364.
قالت عائشة، رضي الله عنها: ثم لحق رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر بغار في جبل ثور، فكمنا فيه ثلاث ليال
(1)
.
عن أنس بن مالك، وزيد بن أرقم والمغيرة بن شعبة أن ليلة الغار أمر الله تعالى شجرة فنبتت تجاه النبي، صلى الله عليه وسلم، فسترته، وأمر حمامتين فوقفتا بفم الغار
(2)
.
وفي حديث آخر: أن العنكبوت نسجت على باب الغار
(3)
.
قلت: وهذا الغار معروف إلى اليوم، وسمي الجبل ثورا، وإنما اسمه أطحل، سمي بثور بن عبد مناة بن طابخة لأنه كان ينزله
(4)
.
فائدة:
ذكر بعض العمالين أنه عرف رجلا كان له بنون جماعة، وأموال كثيرة، وأنه أصيب في ذلك كله، فلم يحزن على شيء من ذلك لقوة صبره، قال فسألته عن ذلك فقال: أنه روي أنه من دخل غار ثور - الذي آوى إليه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر الصديق، رضي الله عنه وسأل الله تعالى أن يذهب عنه الحزن، لم يحزن بعدها على شيء من مصائب الدنيا، وقد فعلت ذلك فما ترى منه.
(1)
كان خروج النبي صلى الله عليه وسلم، من الغار ليلة الإثنين لأربع ليال خلون من ربيع الأول. انظر: ابن سعد: الطبقات الكبرى 1/ 232.
(2)
أخرجه البيهقي في الدلائل 2/ 481 - 482 عن أنس والمغيرة بن شعبة، وذكره القاضي عياض في الشفا 1/ 206، ومحب الطبري في الرياض النضرة 1/ 94.
(3)
أخرجه البيهقي في الدلائل 2/ 482 عن أنس، وذكره القاضي عياض في الشفا 1/ 206.
(4)
انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 86 وذكر فيه أن علة تسمية الجبل بجبل ثور هي أن ثور بن عبد مناة ولد عنده، فنسب إليه.
قلت: والخاصية في ذلك من قوله تعالى {ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا}
(1)
.
ورأيت بهذا الجبل حيوانا يسمى «الحلقوم» له ألف كراع، في مائتي رجل، ورأيته بأرض الطائف ونخلة
(2)
وبالقدس من أرض فلسطين، وأنشدت بالجبل حين غروب الشمس لمعنى رأيته في سنة أربع وخمسين وسبعمائة
(3)
، وأنا ناظر إلى البحر منه:
واصفر لون محيا الشمس إذ شهدت
…
من قدرة الله في الأكوان كم عجب
وامتد بالشط من أنوار بهجتها
…
والنور جسر يحاكي صفرة الذهب
/قالت عائشة، رضي الله عنها: فكمنا فيه ثلاث ليال، يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر
(4)
، وهو غلام شاب لقن
(5)
، فيدلج
(6)
من عندهما بسحر، ويصبح مع قريش بمكة كبائت، فلا يسمع أمرا يكتادان
(7)
به إلا وعاه حتى
(1)
سورة التوبة آية (40).
(2)
نخلة: واد من الحجاز بينه وبين مكة مسيرة ليلتين. انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 277.
(3)
في الأصل «وأربعمائة» والصواب ما أثبتناه، لأن المؤلف كان يعيش في القرن الثامن الهجري.
(4)
عبد الله بن أبي بكر الصديق التيمي، شهد الطائف فرمي بسهم فدمل جرحه، ثم انتفض عليه فمات عام (11 هـ). انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 874، ابن الأثير: أسد الغاية 3/ 299.
(5)
لقن: أي حسن الفهم لما يلقن. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «لقن» .
(6)
فيدلج: أي يعود من غار ثور بالسحر، فالإدلاج السير بآخر الليل. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «دلج» ، ابن حجر: فتح الباري 7/ 237.
(7)
يكتادان به: أي يطلب لهما فيه المكروه. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «كاد» ، ابن حجر: فتح الباري 7/ 237.
يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام.
وفي حديث مرسل أن النبي، صلى الله عليه وسلم قال: «مكثت في الغار مع صاحبي بضعة عشر يوما ما لنا طعام إلا ثمر البرير
(1)
» - يعني ثمر الأراك. الحديث المرسل
(2)
: هو الذي يرويه التابعي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، من غير واسطة.
قالت عائشة، رضي الله عنها: ويرعى عليهما عامر بن فهيرة، مولى أبي بكر منحة
(3)
من غنم، فيريحها
(4)
عليهما حين تذهب ساعة من العشاء، فيبيتان في رسل
(5)
حتى ينعق بها عامر بغلس
(6)
، يفعل ذلك في كل ليلة.
عامر بن فهيرة أحد كتاب النبي، صلى الله عليه وسلم
(7)
.
وكتابه
(8)
صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر:
الأربعة الخلفاء. الخامس: عامر - المذكور - قتل يوم بئر معونة
(9)
.
(1)
كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 965 وقال: «وهذا غير صحيح عند أهل العلم بالحديث» .
(2)
كذا ورد عند الحاكم في معرفة علوم الحديث ص 25.
(3)
منحة من غنم: أي عطية شاة، ومنيحة اللبن أن تعطي الشاة أحدا غيرك يحلبها ثم يردها إليك. انظر: ابن حجر: فتح الباري 7/ 237، محب الطبري: الرياض 1/ 85.
(4)
يريحها: أراح ماشيته إذا ردها إلى المراح، ولا يكون إلا بعد الزوال. انظر: محب الطبري: الرياض 1/ 85.
(5)
فى رسل: بكسر الراء اللبن الطري، وأرسل القوم صاروا ذا رسل. انظر: ابن حجر: فتح الباري 7/ 237، محب الطبري: الرياض 1/ 85.
(6)
غلس: الغلس محركة ظلام آخر الليل. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «غلس» .
(7)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 485،486، ابن حديدة: المصباح المضي 1/ 137.
(8)
كذا ورد عند محب الطبري في خلاصة سير ص 154، وابن حديدة في المصباح المضي 1/ 27 فذكر كتاب البني ورتبهم على حروف المعجم.
(9)
وذلك في صفر سنة أربع من الهجرة. انظر: ابن هشام: السيرة 2/ 186، ابن سعد: الطبقات الكبرى 3/ 231، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 296.
السادس: عبد الله بن الأرقم بن عبد يغوث، كتب للنبي، صلى الله عليه وسلم، ولأبي بكر ولعمر، توفي سنة سبع وثلاثين
(1)
.
السابع: أبي بن كعب، وهو أول من كتب الوحي لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، عند مقدمه إلى المدينة، توفي سنة ثلاث، وقيل: اثنتين وثلاثين
(2)
، جميع ما روى مائة حديث وأربعة وستون حديثا
(3)
.
الثامن: ثابت بن قيس بن شماس الخزرجي، قتل يوم اليمامة، سنة إحدى عشر
(4)
، وهو الذي أجيزت وصيته بعد موته، وذلك أنه كان عليه درع نفيس، فلما قتل أخذه بعض المسلمين، فبينما رجل نائم إذ أتاه ثابت وقال له: إني قتلت أمس، وأخذ درعي رجل منزله في أقصى الناس، وقد كفأ على الدرع برمة، وفوق البرمة رحل، فمر خالدا - يعني خالد بن الوليد - فيأخذ درعي، فإذا قدمت المدينة على خليفة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، - يعني أبا بكر الصديق، رضي الله عنه فقل له: إن عليّ من الدين كذا وكذا، وفلان من رقيقي عتيق فلان، فأخذوا الدرع، وفعلوا ما أمر به، فلا يعلم من أجيزت وصيته بعد موته غير ثابت
(5)
.
(1)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 865، ابن حديدة: المصباح المضي 1/ 138 - 139.
(2)
الأكثر أنه مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين، وهو أثبت الأقوال، لأن عثمان أمره أن يجمع القرآن. انظر: ابن سعد: الطبقات الكبرى 3/ 502، ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 69، ابن حديدة: المصباح المضي 1/ 71 - 72.
(3)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 364.
(4)
انظر: خليفة: تاريخ خليفة 1/ 81، ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 201، ابن حديدة: المصباح المضي 1/ 79.
ويوم اليمامة: من بلاد نجد، كان بها وقعة عقرباء ومقتل مسيلمة الكذاب سنة (12 هـ). انظر: خليفة: تاريخ خليفة 1/ 72 - 77، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 281 - 297، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 79 - 83.
(5)
ذكر الخبر ابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 202، وابن حديدة في المصباح المضيس 1/ 79 - 80.
التاسع: خالد بن سعيد بن العاص
(1)
.
العاشر: حنظلة بن الربيع الأسيدي
(2)
.
الحادي عشر: زيد بن ثابت بن الضحاك، كان يقرأ الكتب التي ترد على النبي، صلى الله عليه وسلم، بالخط السرياني
(3)
، توفي سنة إثنتين أو ثلاث أو خمس وأربعين
(4)
، وخلف من الذهب مائة ألف دينار، ومن الفضة ما كان يكسر بالفؤوس، جميع ما روي إثنان وتسعون حديثا
(5)
.
الثاني عشر: معاوية بن أبي سفيان، كان أميرا عشرين سنة، وخليفة عشرين سنة، وقال: أنا أول الملوك. ولاه عمر الشام عند موت أخيه يزيد، وقال فيه عمر لما دخل الشام ورآه: هذا كسرى العرب، توفي سنة ستين بدمشق
(6)
. جميع ما روي مائة حديث وثلاثة وستون حديثا
(7)
.
الثالث عشر: شرحبيل بن حسنة بن عبد الله بن المطاع، توفي في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة
(8)
.
(1)
أسلم قديما، (ت 14 هـ). انظر: البلاذري: أنساب الأشراف 1/ 199، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 420 - 422، ابن حديدة: المصباح المضي 1/ 90.
(2)
في الأصل «الأسدي» وما أثبتناه من المصادر التي ترجمت له. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 379، ابن حديدة: المصباح المضي 1/ 81 - 82.
(3)
أمر النبي صلى الله عليه وسلم زيدا، فتعلم السريانية في بضعة عشر يوما. انظر: ابن سعد: الطبقات الكبرى 2/ 358، ابن حديدة: المصباح المضي 1/ 94.
(4)
انظر ابن سعد: الطبقات الكبرى 2/ 360، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 540.
(5)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 365.
(6)
كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1417 - 1418، وابن الجوزي في المنتظم 5/ 332، وابن حديدة في المصباح المضي 1/ 185.
(7)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 364.
(8)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 699، ابن حديدة: المصباح المضي 1/ 108.
وقال ابن الجوزي في «المنتخب»
(1)
(2)
.
رجعنا إلى القصة: قالت عائشة، رضي الله عنها: واستأجر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر رجلا من بني الدّئل - وهو من بني عبد بن عدي
(3)
- ماهرا بالهداية، وهو على دين كفار قريش، فأمناه ودفعا إليه راحلتيهما، وواعداه غار ثور بعد ثلاث، وانطلق معهما عامر بن فهيرة، والدليل فأخذ بهم طريق السواحل
(4)
.
وكان اسم دليلهم: عبد الله بن الأريقط الليثي، ولم يعرف له إسلام بعد ذلك
(5)
.
وكانت هجرته، صلى الله عليه وسلم، يوم الإثنين لثمان خلون من ربيع الأول
(6)
، وقيل:
كانت آخر ليلة من صفر، وعمره إذ ذاك ثلاثا وخمسين سنة، بعد المعراج بسنة
(1)
راجع قول ابن الجوزي في المدهش ص 42، وتلقيح فهوم ص 80.
(2)
راجع قول محب الطبري في كتابه خلاصة سير سيد البشر ص 154.
(3)
الرجل هو: عبد الله بن أريقط، من بني الدئل من بني عبد بن عدي بن بكر بن عبد مناة، كان حليفا لقريش من بني سهم ثم آل العاص بن وائل. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 376، البيهقي: دلائل النبوة 2/ 475.
(4)
لمعرفة طريق الهجرة. انظر: ابن هشام: السير 1/ 491، ابن سعد: الطبقات الكبرى 1/ 232 - 233، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 377، ابن النجار: الدرة الثمينة 2/ 330.
(5)
كذا ورد عند محب الطبري في خلاصة سير ص 30، وعند النهرواني في تاريخ المدينة (ق 18).
(6)
انظر: ابن هشام: السير 1/ 492، ابن سعد: الطبقات الكبرى 1/ 633،2/ 6، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 381.
وشهرين ويوم واحد، فكان بين المبعث والهجرة إثنتا عشرة سنة وتسعة أشهر وعشرين يوما، وقيل: كانت إقامته بمكة بعد النبوة ثلاث عشرة سنة
(1)
.
وقيل: كان دليل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلى المدينة سعد العرجي، وهو سعد ابن الحارث بن كعب بن هوازن
(2)
، وإنما قيل له العرجي، لأنه اجتمع مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالعرج
(3)
وهو يريد المدينة، فأسلم وكان دليلهم
(4)
.
ومروا على خيمتي أم معبد الخزاعية
(5)
، فوجدوا عندها شاة قد خلفها الجهد، فاستأذنها في أن يحلبها، فأذنت له، فمسح رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ضرعها بيده، وسمى الله تعالى ودعا لها في شاتها، فتفاجت عليه ودرت.
فتفاجت: أي فتحت ما بين رجليها - فحلب، وسقى أصحابه، وسقى أم معبد، وشرب، ثم حلب إناء وغادره عندها، ثم بايعها صلى الله عليه وسلم، على الإسلام، وارتحل عنها
(6)
، وأصبح صوت بمكة عال يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه وهو ينشد
(7)
:
(1)
كذا ورد عند محب الطبري في خلاصة سير ص 28، وعند النهرواني في تاريخ المدينة (ق 18) وحول اختلاف أهل العلم في مدة مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بعد ما استنبيء. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 283 - 284.
(2)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 612، ابن حجر: الاصابة 3/ 92 - 93.
(3)
العرج: عقبة بين مكة والمدينة على طريق الحاج. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 99.
(4)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 612.
(5)
أم معبد الخزاعية، اسمها عاتكة بنت خالد، كان منزلها بقديد، عاشت حتى كان زمان الرمادة سنة (18 هـ). انظر: ابن سعد: الطبقات الكبرى 1/ 232،8/ 288، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1958 - 1961.
(6)
راجع قصة أم معبد في: سيرة ابن هشام 1/ 487، طبقات ابن سعد 1/ 230 - 231، دلائل النبوة للبيهقي 2/ 493، الاستيعاب لابن عبد البر 4/ 1959.
(7)
خبر الهاتف من الجن وشعره ورد في: سيرة ابن هشام 1/ 487، طبقات ابن سعد 1/ 230، تاريخ الطبري 2/ 380.
جزى الله رب الناس خير جزائه
…
رفيقين حلا خيمتي أم معبد
هما نزلاها بالهدى فاهتدت به
…
فقد فاز من أمسى رفيق محمد
فيا آل قصي ما زوى الله عنكم
…
به من فعال لا يجازى وسؤدد
ليهن بني كعب مكان فتاتهم
…
ومقعدها للمؤمنين بمرصد
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها
…
فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حائل فتحلّبت له
…
بصريح ضرة الشاة مزبد
/الصريح الخالص، والضرة لحم الضرع.
قال أهل السير
(1)
:
ولقي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الزبير في ركب من المسلمين كانوا تجارا قافلين من الشام، فكسى الزبير رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر ثياب بياض وسمعوا أهل المدينة بقدوم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فكان المسلمون في كل يوم يخرجون من الصبح إلى ثنية الوداع
(2)
ينتظرون قدوم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فحين قدم قال قائلهم:
طلع البدر علينا
…
من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا
…
ما دعى لله داع
أنت مرسل حقا
…
جئت من أمر مطاع
(1)
أخرجه البخاري في كتاب مناقب الأنصار باب هجرة النبي وأصحابه إلى المدينة 4/ 310 عن عروة، وأخرجه البيهقي في الدلائل 2/ 498 عن عروة، وكذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 330.
(2)
ثنية الوداع: مشرفة على المدينة يطؤها من يريد مكة. انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 86.
جئتنا تمشي رويدا
…
نحونا يا خير ساع
(1)
قال صاحب «رفع الغواشي» : أضيفت الثنية إلى الوداع، لأنها موضع التوديع، وهو اسم قديم جاهلي، وهذه الثنية خارج المدينة الشريفة
(2)
.
وأقبل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلى المدينة، وكان مردفا لأبي بكر، وأبو بكر شيخ يعرف، والنبي صلى الله عليه وسلم، شاب لا يعرف، فيلقى الرجل أبا بكر فيقول:
يا أبا بكر من هذا الرجل الذي بين يديك؟ فيقول: هذا الرجل الذي يهديني السبيل، فيحسب الحاسب أنه يعني الطريق، وإنما يعني سبيل الخير
(3)
.
وقدم صلى الله عليه وسلم، المدينة حين اشتد الضحى من يوم الإثنين، وتلقى المسلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهر الحرة، فعدل بهم ذات اليمين، حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف - كما سيأتي - فقام أبو بكر للناس، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، صامتا، وطفق من جاء من الأنصار ممن لم ير رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يحيى أبا بكر، حتى أصابت الشمس رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأقبل أبو بكر، حتى ظلل عليه بردائه، فعرف الناس رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عند ذلك
(4)
.
إشارة إلى ميل النفس إلى الوطن فيما ظهر منها أو بطن:
يروى أن النبي، صلى الله عليه وسلم، لما سار إلى المدينة تذكر مكة في طريقه، فاشتاق
(1)
الخبر والشعر أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 2/ 506 عن عائشة، وذكره السمهودي في وفاء الوفا ص 262.
(2)
كذا ورد عند النهرواني في تاريخ المدينة (ق 22)، وعند ياقوت في معجم البلدان 2/ 86.
(3)
كذا ورد عند ابن النجار في الدر الثمينة 2/ 330، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 104.
(4)
أخرجه البخاري ضمن حديث طويل عن عروة كتاب مناقب الأنصار باب هجرة النبي وأصحابه إلى المدينة 4/ 311، وأخرجه الطبري في تاريخه 2/ 381، وذكره ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 330.
إليها فأتاه جبريل عليه السلام فقال: أتشتاق إلى بلدك ومولدك؟ قال:
نعم، قال: فإن الله تعالى يقول: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ}
(1)
أي مرجع. قيل معناه: لرادك إلى معاد مكة
(2)
، وقيل:
معاده الجنة
(3)
. حكاه العزيزي في تفسيره.
قال ابن الجوزي في «المدهش» : فهذا دليل على [أن]
(4)
النبي، صلى الله عليه وسلم، خرج من مكة، وهو مشتاق فيها، وكذلك كل شخص فارق وطنه، ومما يؤكد دليل حب الوطن قوله تعالى {وَلَوْ أَنّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلاّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ}
(5)
فساوى بين القتل والخروج من الأوطان.
وقد أوصى الإسكندر عند موته إذا مات أن يحمل إلى بلده حبا لوطنه
(6)
.
واعتل أسفنديار
(7)
في بعض غزواته، فقيل له: ما تشتهي؟ فقال:
(1)
سورة القصص آية (85).
(2)
أخرجه الطبري في تفسيره 20/ 125 عن ابن عباس، وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 445 وعزاه لابن أبي حاتم عن الضحاك والبخاري والنسائي عن ابن عباس.
(3)
أخرجه الطبري في تفسيره 20/ 124 عن ابن عباس، وذكره السيوطي في الدر المنثور 6/ 446 وعزاه للحاكم في تاريخه والديلمي عن علي.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
سورة النساء آية (66).
(6)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 578، البلخي: البدء والتاريخ 3/ 154.
والاسكندر بن فليبس اليوناني، اجتاح أرض الشام والعراق وفارس وسار إلى الهند والصين، ورجع من سفره فمرض في مدينة شهرزور، وعهد إلى بطليموس أن يحمل تابوته إلى والدته بالاسكندرية من أرض مصر فدفن بها. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 577 - 578، المسعودي: مروج الذهب 1/ 249 - 253، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 422.
(7)
أسغنديار بن بشتاسب، كان والده أحد ملوك الفرس. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 563 - 564.
شمة من تربة بلخ
(1)
، وشربة من ماء واديها.
واعتل/سابور ذو الأكتاف
(2)
بالروم، وكان مأسورا بها وكانت بنت ملكهم قد عشقته، فقالت له: ما تشتهي؟ فقال: شربة من ماء دجلة وشميما من تراب إصطخر
(3)
، فعرت عنه أياما، ثم أتت بماء من الفرات وقبضة من شاطئه، وقالت: هذا من دجلة، وهذا من [تربة]
(4)
أرضك، فشرب بالوهم، واشتم من تلك التربة فنقته من علته.
وكانت العرب إذا سافرت حملت معها من تربة بلدها، فتستشفى به عند مرض يعرض لها.
ذو الأكتاف كان من أطرف ملوك فارس ولاية
(5)
، وكان أول ملوك فارس دارا، ملك نحوا من مائتي سنة ثم ملك بعده خمسة عشر ملكا
(6)
، منهم امرأتان
(7)
، وكان آخر القوم: يزدجرد
(8)
، هلك في زمان عثمان رضي
(1)
بلخ: مدينة مشهورة بخراسان. انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 479.
(2)
سابور بن هرمز ذو الأكتاف، ملك وهو في بطن أمه، وهو أحد ملوك الفرس، أسرته الروم. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 55 - 60، المسعودي: مروج الذهب 1/ 220.
(3)
إصطخر: بلدة بفارس. انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 211.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 59.
(6)
في الأصل «وكان أول ملوك فارس دارا ملك نحوا من مائتي سنة، ثم ملك بعده خمس وعشرون ملكا
…
». والصواب: «وكان آخر ملوك فارس دارا بن دارا ملك ثلاثين سنة ثم ملك بعده ثلاثون ملكا» ، فقد أجمعت المصادر بأن دارا بن دارا هو الذي قتله الإسكندر، وهو آخر ملوك دولة الفرس الأولي وأتى بعده ملوك الطوائف، ومن بعدهم ملوك الفرس الثانية الساسانية. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 572، البلخي: البدء والتاريخ 3/ 152، المسعودي: مروج الذهب 1/ 198،211.
(7)
تولى حكم الفرس من النساء امرأتان: الأولى: بوران بنت كسرى، والثانية: أرزمى دخت بنت كسرى أبرويز. انظر: المسعودي: مروج الذهب 1/ 242.
(8)
يزدجرد بن شهريار بن كسرى أبرويز، آخر ملوك أردشير، قتل عام (31 هـ). انظر: الطبري: تاريخ الرسل 4/ 300، المسعودي: مروج الذهب 1/ 242، ابن الجوزي: المنتظم 5/ 14.
الله عنه، وكان ملكهم خمسمائة سنة وكسرا
(1)
.
ولا يعرف من ملك، وهو في بطن أمه غير سابور، فإن أباه مات ولا ولد له، وإنما كان هذا حملا، فقال المنجمون: هذا الحمل يملك الأرض، فوضع التاج على بطن أمه، وكتب منه إلى الآفاق وهو جنين
(2)
.
وقال وهب في كتابه «التيجان في ذكر آل النعمان» وهو المعافر بن يعفر الملك المتوج ملك أيضا وهو في بطن أمه.
وأما سابور، فإنما لقب بذي الأكتاف: لأنه حين ملك، كان ينزع أكتاف مخالفيه، كما لقب فرعون بذي الأوتاد، وذلك لأنه كان يضرب أوتادا في الأرض يربط بها من أراد عذابه
(3)
.
وسابور: هو الذي بني الإيوان
(4)
وسجستان
(5)
والسوس
(6)
، وما زال الملك ينتقل فيهم إلى أن ملك أنوشروان
(7)
، وهو آخرهم، وكان له إثنا عشر ألف امرأة وجارية، وخمسون ألف دابة، وألف فيل إلا واحدا، وفي زمانه ولد نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، ومات لثمان سنين مضت من المولد الكريم، ولما دخل
(1)
انظر: المسعودي: مروج الذهب 1/ 243.
(2)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 59، وراجع تمليك سابور وهو في بطن أمه في: تاريخ الطبري 2/ 55 - 60، مروج الذهب للمسعودي 1/ 220.
(3)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 59، وانظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 60، المسعودي: مروج الذهب 1/ 221.
(4)
إيوان كسرى: بناه سابور بالمدائن، وهو من أعظم الأبنية وأعلاها. انظر: المسعودي: مروج الذهب 1/ 224، ياقوت: معجم البلدان 1/ 294.
(5)
سجستان: ولاية واسعة، اسم مدينتها زرنج. انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 190.
(6)
السوس: بلدة بخوزستان، فيها قبر دانيال. انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 280.
(7)
هو: كسرى أنوشروان بن قباذ. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 98، البلخي: البدء والتاريخ 3/ 168.
الناس المدائن أحرقوا ستر باب الإيوان، فأخرجوا ألف ألف مثقال ذهب
(1)
.
قالوا: ولما هلك من ملوك الفرس أردشير بن شيرويه، ملك بعده رجل ليس من أهل بيت المملكة، فاحالت عليه امرأة من أهل بيت الملك، يقال لها:
بوران بنت كسرى، فقتلته، وكان ملكه اثنين وعشرين يوما، وقيل:
شهرين
(2)
. ثم ملك بعده رجل من ولد هرمز، يقال له: كسرى بن قباذ، فوثب عليه ملك خراسان، فقتله، وكان ملكه ثلاثة أشهر
(3)
. ثم ملكت بوران - المذكورة - سنة وستة أشهر، فلم تجبي الخراج، وفرقت الأموال بين الجنود والأشراف، فبلغ ذلك النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال:«لا يفلح قوم أسندوا - أو ملكوا - أمرهم إلى امرأة»
(4)
.
واعلم أن الملوك الذين كانوا قبل ملوك الطوائف
(5)
- أعني ملوك العجم - كان بعضهم ينزل بلخ، وبعضهم بابل، وبعضهم فارس، فممن نزل فارس:
جم
(6)
، وكان ملكه تسعمائة/وستين سنة، وهو عندهم سليمان النبي عليه
(1)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 59.
(2)
بعد وفاة أردشير بن شيرويه، ملك بعده جرهان ماه أسفنديار، ولم يكن من أهل بيت المملكة، فاغتالته ابنة كسرى أرزمى دخت. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 231، البلخي: البدء والتاريخ 3/ 172.
(3)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 231، المسعودي: مروج الذهب 1/ 242.
(4)
أخرجه البخاري كتاب الفتن باب (18) عن أبي بكرة وفي كتاب المغازي باب كتاب النبي إلى كسرى وقيصر من حديث أبي بكرة، وأحمد في المسند 5/ 43،47، والترمذي: كتاب الفتن باب (75) 4/ 257 عن أبي بكرة.
(5)
ملوك الطوائف كانوا بين دولة الفرس الأولى «العجم» ودولة الفرس الثانية «الساسانية» ، وسموا بذلك لأن كل ملك كان في ناحية لا يتعداها إلى غيرها. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 582، وأورد المسعودي في مروجه 1/ 201 - 203 جريدة بأسمائهم.
(6)
ويقال له «جمشيد» ملك بعد طهمورت. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 174، المسعودي: مروج الذهب 1/ 191، البلخي: البدء والتاريخ 3/ 140.
السلام، ومنهم طهمورث ملك ألف سنة
(1)
، ومنهم بيوراست ملك ألف سنة، ومنهم الضحاك الحميري ملك تسعون سنة
(2)
.
وممن نزل بخراسان: الشناشق
(3)
ملك تسعون سنة، وهو الذي أتاه زرادشت بكتاب المجوس
(4)
، ومنهم بهمن بن أسفنديار وهو الذي بعث على عهد موسى عليه السلام، ولم يزل أمرهم [مستقيما]
(5)
حتى ملك دارا [بن دارا]
(6)
، وكان ينزل ببابل فأغضبه الإسكندر الرومي، وقتله وخرب [أرض]
(7)
فارس، وخلف على كل ناحية ملك ممن كان أسر من أشراف أهل فارس، فهم ملوك الطوائف، ولم يزل الأمر كذلك أربعمائة سنة وخمسا وستين سنة
(8)
.
[بدء ملك آل ساسان:]
(9)
وكان أردشير بن بابك بن ساسان
(10)
أحد ملوك الطوائف على إصطخر،
(1)
يقال أن ملك طهمورث: ثلاثين سنة. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 171، البلخي: البدء والتاريخ 3/ 193.
(2)
في الأصل «ومنهم بيوراسب ملك ألف سنة ومنهم الضحاك الحميري» ، والصواب: أن بيوراسب هو الضحاك الحميري لأن العرب تسميه الضحاك كما ورد في البدء والتاريخ للبلخي 3/ 141 وفي تاريخ الطبري 1/ 194، وفي مروج الذهب للمسعودي 1/ 191.
(3)
وهو بشتاسف بن بهراسف، ملك طويلا، وفي أيامه ظهر زرادشت وادعى النبوة. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 561، البلخي: البدء والتاريخ 3/ 149، وراجع مقدمة ابن خلدون ص 10 - 12 وتعقيبه على أغلاط المؤرخين ومبالغتهم في عدد سني حكم ملوك الفرس، وأنه بعيد عن الصواب وأقرب إلى الخيال.
(4)
كتاب المجوس: هو الكتاب المعروف بالزمزمة عند عوام الناس، واسمه عند المجوس «بستاه» وهو يدور على ستين حرفا. انظر: المسعودي: مروج الذهب 1/ 196.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(8)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 575، البلخي: البدء والتاريخ 3/ 152.
(9)
من المحقق لإبراز العنوان.
(10)
أردشير بن بابك بن ساسان، مؤسس ملوك الساسانية. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 37، المسعودي: مروج الذهب 1/ 211 - 215.
وهو الذي فتح الحضر
(1)
، وهي بإزاء مسكن
(2)
، وكان ملك السواد متحصنا فيها والعرب تسميه الساطرون
(3)
، وكانت ابنته هويت أردشير، فدلته على عورة حصن المدينة، ثم قتلها، وبنى مدينة جور
(4)
بفارس، ومدينة رام أردشير
(5)
بفارس، وبهمن أردشير
(6)
وهي فرات البصرة، وأستار أباذ وهي كرخ ميسان
(7)
وهي بين كور دجلة
(8)
ومدينة سوق الأهواز
(9)
، ومدينة الأبلة
(10)
وغير ذلك، ومدة ملكه أربع عشرة سنة وستة أشهر
(11)
.
(1)
الحضر: بالفتح ثم السكون، حصن بناه الساطرون على حافة الفرات. انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 71، ياقوت: معجم البلدان 2/ 267، والصواب أن الذي استولى على الحضر هو: سابور بن أردشير بن بابك. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 47، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 81، ياقوت: معجم البلدان 2/ 268.
(2)
مسكن: بفتح الميم ثم السكون وكسر الكاف، موضع على نهر دجيل. انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 127.
(3)
الساطرون ملك السواد، والعرب تسميه «الضيزن بن معاوية» وكان أحد ملوك الطوائف. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 47، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 81.
(4)
جور: بضم الجيم، مدينة بفارس. انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 181.
(5)
رام أردشير: اسم مدينة بين أصفهان وخوزستان في الجبال. انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 16.
(6)
بهمن أردشير: بفتح الباء وسكون الهاء وفتح الميم، كورة واسعة بين واسط والبصرة. انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 516.
(7)
ميسان: بالفتح ثم السكون، اسم كورة واسعة بين البصرة وواسط يقال لها استار أباذ، قصبتها ميسان. انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 242.
(8)
كور دجلة: إذا أطلق هذا الاسم، فإنما يراد به أعمال البصرة ما بين ميسان إلى البحر. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 489.
(9)
الأهواز: اسم للكورة بأسرها، والعامة يطلقون على البلد «سوق الأهواز». انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 284 - 285.
(10)
الأبلة: بضم أوله وثانيه وتشديد اللام وفتحها، بلدة على شاطئ دجلة. انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 76.
(11)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 37،40 - 41،42، المسعودي: مروج الذهب 1/ 211 - 215، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 79.
ثم ملك بعده ابنه سابور بن أردشير متوج، فملك ثلاثين سنة وشهرا
(1)
، واستخلف ابنه هرمز بن سابور المتوج - ويقال له هرمز البطل - وملكه سنة وعشرة أشهر
(2)
، فملك بعده ابنه بهرام بن هرمز متوج ثلاث سنين وثلاثة أشهر
(3)
، ثم ملك بعد ابنه بهرام بن بهرام وملكه سبعة عشر سنة
(4)
، وملك بعده ابنه بهرام بن بهرام بن بهرام متوج وهو الذي يقال له شاه شاه، فملك أربعة أشهر
(5)
، ثم ملك بعده ابنه نرسي بن بهرام متوج تسع سنين
(6)
، وملك بعده ابنه هرمز بن نرسي متوج سبع سنين وخمسة أشهر
(7)
، وملك بعده سابور بن هرمز ذو الأكتاف متوج، وكان فطنا دخل بلاد الروم مختفيا أول أمره لينظر شدتهم فأولم قيصر
(8)
وليمة، وجمع المساكين، فحضر جمعهم متنكرا، فأتى قيصر بإناء من أواني سابور منقوش فيه بمثال، فجعلوا يشربون به، فوصل الإناء إلى شيخ ذي فراسة، نظر في التمثال، وكان قد رأى وجه سابور، فمسك الإناء وقال: إني أرى في هذه الجماعة صاحب هذه الصورة، وأومأ إلى سابور، فمسك سابور وسئل، فأخبر أنه سابور، فأوثقه
(1)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 44،51، المسعودي: مروج الذهب 1/ 215 - 216، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 81 - 82.
(2)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 51، المسعودي: مروج الذهب 1/ 216، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 82.
(3)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 53، المسعودي: مروج الذهب 1/ 217، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 83.
(4)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 54، المسعودي: مروج الذهب 1/ 217، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 83.
(5)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 54، المسعودي: مروج الذهب 1/ 219.
(6)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 54، المسعودي: مروج الذهب 1/ 220، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 83.
(7)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 54، المسعودي: مروج الذهب 1/ 220، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 83.
(8)
هو قسطنطين بن هلاني ملك الروم. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 58، المسعودي: مروج الذهب 1/ 275.
قيصر، وسار إلى بلاده فأخربها، فما كان الليل غفل الموكلون بحراسة سابور، فهرب إلى بلده وشد ورجع على الروم فقتلهم، وأخذ قيصر [أسيرا وقال له: إني مستحييك كما أحييتني وآخذك بصلاح ما أفسدت فبنى]
(1)
قيصر ما كان خرب، وغرس مكان كل نخلة/زيتونة، ولم يكن بفارس زيتون، وأطلق قيصر
(2)
. وبنى بالسوس مدينة سماها: فيروز سابور
(3)
، وبنى بنيسابور مدينة السند، وأخرى بسجستان وملك اثنتين وسبعين سنة
(4)
.
ثم ملك بعده أخوه أردشير بن هرمز متوجا - وكان سابور بن سابور صغيرا - فكان ملك أردشير أربع سنين
(5)
.
ثم ملك سابور بن سابور متوجا خمس سنين وأربعة أشهر
(6)
.
ثم ملك بعده بهرام بن سابور متوجا، وكان يدعى كرمان شاه، بنى مدينة كرمان
(7)
، وملكه إحدى عشرة سنة
(8)
.
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
الخبر ورد كاملا في: تاريخ الطبري 2/ 60 - 61، مروج الذهب للمسعودي 1/ 222 - 223، المنتظم لابن الجوزي 2/ 87.
(3)
فيروز سابور: اسم لمدينة الأنبار وما اتصل بها إلى قرى بغداد. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 283.
(4)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 61، المسعودي: مروج الذهب 1/ 220.
(5)
أردشير بن هرمز هو أخ سابور ذي الأكتاف. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 62، المسعودي: مروج الذهب 1/ 225.
(6)
سابور بن سابور بن هرمز، كانت له حروب كثيرة مع اياد بن نزار وغيره من العرب. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 62، المسعودي: مروج الذهب 1/ 225.
(7)
بهرام بن سابور كرمان شاه، ولقب بكرمان شاه لأن والده ولاه في حياته كرمان. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 62، المسعودي: مروج الذهب 1/ 226.
(8)
كرمان: بالفتح ثم السكون، ولاية واسعة بين فارس ومكران وخراسان. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 454.
وملك بعده يزدجرد بن بهرام متوجا إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر وثمانية عشر يوما
(1)
.
وملك بعده بهرام جور بن يزدجرد متوجا ثلاثا وعشرين سنة، وكان يمسك الفيل الهائج فيقتله
(2)
.
ثم ولى بعده ابنه يزدجرد بن بهرام متوجا ثماني عشرة سنة وخمسة أشهر غير أيام
(3)
.
فولى الأمر بعده فيروز بن يزدجرد متوجا سبعا وعشرين سنة
(4)
.
وولى الأمر بعده بلاش بن فيروز متوجا أربع سنين
(5)
.
وملك بعده قباذ بن فيروز - أخو بلاش - متوجا ثلاثا وأربعين سنة
(6)
.
وملك بعده كسرى أنوشروان بن قباذ متوجا سبعا وأربعين سنة وسبعة أشهر
(7)
.
وملك بعده هرمز بن كسرى متوجا، وهو الذي قتل خاقان ملك الترك،
(1)
يزدجرد بن بهرام بن سابور، الملقب بالأثيم، كان سيئ السيرة. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 63، المسعودي: مروج الذهب 1/ 226.
(2)
بهرام جور بن يزدجرد، كان محبوبا من أهل فارس. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 68، المسعودي: مروج الذهب 1/ 226.
(3)
يزدجرد بن بهرام جور، كان حسن السيرة. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 81، المسعودي: مروج الذهب 1/ 227.
(4)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 88، المسعودي: مروج الذهب 1/ 228، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 105.
(5)
ويسميه المسعودي في مروجه 1/ 228 «بلاس» .
(6)
وفي أيامه ظهر «مزدك» الزنديق. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 90، المسعودي: مروج الذهب 1/ 228.
(7)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 103، المسعودي: مروج الذهب 1/ 228.
ثم قتل، وكان ملكه إحدى عشرة سنة وسبعة أشهر
(1)
.
فملك بعده ابنه أبرويز متوجا، وهو يعرف بكسرى ثمان وثلاثين سنة، خلع من الملك
(2)
.
وملك شيرويه ابنه متوجا، وهو ابن ابنة قيصر، ملك لخمس سنين وأشهر من الهجرة، ملك سبعة أشهر
(3)
.
ثم ملك بعده أردشير بن شيرويه، وهو ابن سبع سنين، وقيل: كان ملكه خمسة أشهر
(4)
.
ثم ملك جرهان، فقتلته بوران، وملكه اثنان وعشرون يوما
(5)
.
ثم ملك بعده كسرى بن قباذ متوجا - وهو من ولد هرمز - ثلاثة أشهر، قتله ملك خراسان
(6)
.
ثم ملكت بوران بنت كسرى كما تقدم.
رجعنا إلى ما كنا بسببه:
قال ابن الجوزي: وكذلك القلوب تشتاق مكة وعرفات بسبب يوم {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ}
(7)
وهو موطنهم الأول، لأنهم خرجوا كالذر في
(1)
في آخر أيامه تخرم الملك عليه، ثم وثب عليه الأشراف بالمدائن فخلعوه، ثم قتلوه. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 172، انظر: تاريخ الرسل 2/ 176، المسعودي: مروج الذهب 1/ 234.
(2)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 176، المسعودي: مروج الذهب 1/ 235،238.
(3)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 218، المسعودي: مروج الذهب 1/ 241.
(4)
سار إليه من أنطالية جرهان فقتله. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 230، المسعودي: مروج الذهب 1/ 241.
(5)
لم يكن جرهان من أهل بيت المملكة. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 231، المسعودي: مروج الذهب 1/ 241 - 242، ابن الجوزي: المنتظم 5/ 14.
(6)
انظر: المسعودي: مروج الذهب 1/ 242.
(7)
سورة الأعراف آية (172).
وادي نعمان
(1)
، فصار ذلك المكان وطنا لهم، ونعمان وادي عرفة، ثم قال:
فهذا يدل على أن ذلك المكان أول وطن، والنفس أبدا تنازع إلى الوطن، وليس لقائل أن يقول: هذا شيء لا تتخايله النفس فكيف تشتاق إليه؟ لأن النفس كانت في أحوال وتقلب، فنسيت، كما أن الإنسان قد يميل إلى شخص، فلا يدري لم ذلك، ثم يظهر بينهما تشاكل أوجب ذلك أو مناسبة، ثم ليس نسيان النفس لذلك المعهد بأعجب من نسيانها للعهد، والأوطان أبدا محبوبة.
وقيل لتلك المحبة ثلاثة أسباب:
الأول: ما ذكرناه./الثاني: دعاء الخليل عليه السلام بقوله:
(فاجعل أفئدة من الناس)
(2)
. قال ابن عباس: [رضي الله عنهما]
(3)
تحن إليهم، قال: وأراد حب سكنى مكة، ولو قال: فاجعل أفئدة الناس لحجة اليهود والنصارى
(4)
.
الثالث: جاء في الحديث: «إن الله تعالى ينظر إلى الكعبة ليلة النصف من شعبان فتحن القلوب إليها» ، وقد روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال:«ليلة النصف من شعبان تنسخ فيها الآجال ويكتب فيها الحاج»
(5)
. ذكره محب الدين الطبري في «التشويق إلى البيت العتيق» .
(1)
وادي نعمان: بالفتح ثم السكون، وهو نعمان بن الأراك، واد بين مكة والطائف، وهو وادي عرفة. انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 293.
(2)
سورة إبراهيم آية (37).
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
أخرجه القرطبي في الجامع 9/ 373 - 374 عن ابن عباس.
(5)
أخرجه ابن أبي شيبة بالمصنف 3/ 103 عن عطاء بن يسار، والطبري في تفسيره 28/ 109 عن عكرمة، وذكره السيوطي في الدر المنثور 7/ 401 وعزاه للطبري عن عكرمة وابن أبي شيبة عن عطاء بن يسار.
قيل: أن الله تعالى لما أخذ الميثاق على عباده بالإقرار كتبه في رق أبيض وألقمه الحجر الأسود، وكان إذ ذاك له لسان وشفتان وعينان، وجعله في موضعه وقال: أشهد لمن وافاك بالوفاء إلى يوم القيامة
(1)
. حكاه أبو سعيد المفضل في «فضائل مكة المشرفة» .
سمعت بعض الفضلاء يقول: سمعت الشيخ أبا الطيب وقد سئل: ما سبب محبة قلوب الخلائق لمكة وأهلها؟ وما سبب محبة قلوب أهل المدينة للواردين عليهم؟ فقال: الأول لدعاء إبراهيم عليه السلام {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ}
(2)
وقال تعالى في أهل المدينة {يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ}
(3)
فبلطيف سر هذا الموضع سرى لطف المحبة من المحب للحبيب وسرى سر الموقع الثاني بلطيف المحبة من الحبيب للمحب. انتهى.
قال أهل السير: وقدم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، المدينة الشريفة حين اشتد الضحى من يوم الإثنين لإثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول
(4)
، وقيل:
لليلتين خلتا منه
(5)
، وقيل: لهلال ربيع الأول
(6)
. والأول أصح. وقيل: كانت الهجرة مستهل ربيع الأول، ووصل المدينة يوم الإثنين لإثنتي عشرة ليلة خلت
(1)
أخرجه الفاكهي في أخبار مكة 1/ 93 عن مجاهد من غير طريق، والأزرقي بلفظه عن أبي سعيد الخدري في أخبار مكة 1/ 324.
(2)
سورة إبراهيم آية (37) وحول تفسير الآية الكريمة ودعاء إبراهيم عليه السلام ربه، واستجابة الله لدعائه. انظر: القرطبي: الجامع 9/ 373.
(3)
سورة الحشر آية (9).
(4)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 492، ابن سعد: الطبقات 1/ 233، الطبري: تاريخ 2/ 381، السمهودي: وفاء الوفا ص 247.
(5)
أخرجه البيهقي في الدلائل 2/ 305 عن محمد بن إسحاق، وذكره السمهودي في وفاء الوفا ص 247.
(6)
أخرجه البيهقي في الدلائل 2/ 499 عن عروة.
من الشهر، وذلك لعشرين يوما خلت من أيلول سنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة للإسكندر.
ونزل على كلثوم بن الهدم بعد أن تلقاه المسلمون بظهر الحرة
(1)
، وفي هذه الحرة قطعة تسمى أحجار الزيت، سميت به لسواد أحجارها كأنها طليت بالزيت، وهو موضع كان يستسقي فيه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويقال لها: أحجار البيت، وأحجار الليث وكله خطأ
(2)
.
قال البراء بن عازب: أول من قدم علينا المدينة من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم: مصعب بن عمير وابن أم مكتوم
(3)
، وكانا يقرئان الناس القرآن ثم عمار بن ياسر وبلال ثم عمر بن الخطاب في عشرين راكبا من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ثم قدم النبي صلى الله عليه وسلم، فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء قط فرحهم برسول الله، صلى الله عليه وسلم، حتى جعل الإماء يقلن: قدم رسول الله، صلى الله عليه وسلم فما قدم حتى قرأت:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وسورا من المفصل
(4)
.
(1)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 492، ابن سعد: الطبقات 1/ 233، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 381.
وكلثوم بن الهدم، شيخ من الأنصار أسلم قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، ومات قبل غزوة بدر بيسير. انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 623، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1327.
(2)
كذا ورد عند النهرواني في تاريخ المدينة (ق 23).
وأحجار الزيت: موضع بالمدينة قريب من الزوراء، وهو موضع صلاة الإستسقاء، وأحجار الزيت في بني عبد الأشهل. انظر: ابن شبة: تاريخ المدينة 1/ 307، ياقوت: معجم البلدان 1/ 109، السمهودي: وفاء الوفا ص 1121 - 1123، واستدرك على المرجاني فقال:«اشتبه على المرجاني أحد الموضعين بالآخر، لأن الإستسقاء إنما كان بالموضع الذي بقرب الزوراء» .
(3)
هو: عمرو بن قيس القرشي العامري، استشهد في فتح القادسية. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1198، ابن حجر: الاصابة 4/ 600 - 602.
(4)
أخرجه البخاري في كتاب مناقب الأنصار باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة عن البراء برقم (3926) 4/ 318، وفي كتاب التفسير عن البراء برقم (4941) 6/ 98، وابن سعد في الطبقات 1/ 324 عن البراء، والحاكم في المستدرك 2/ 626 عن البراء، والبيهقي في الدلائل 2/ 505 عن البراء.
ومصعب بن عمير أول مهاجر [إلى]
(1)
المدينة
(2)
.
وقالت عائشة رضي الله عنها: لما قدم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، المدينة، وعك أبو بكر وبلال، رضي الله عنهما،/فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:
كل امريء مصبّح في أهله
…
والموت ادنى من شراك نعله
(3)
ذكر أبو عبيد الله المرزباني
(4)
: [أن هذا البيت]
(5)
لحكيم بن الحارث ابن نهيك النهشلي، وكان جاهليا، قتل يوم الوقيط
(6)
[وهو يوم كان لبني]
(7)
قيس بن ثعلبة، علي بني تميم، وكان حكيم ينشده في ذلك اليوم وهو يقاتل بني تميم من ولد إسماعيل
(8)
، وهم أولاد تميم بن إلياس بن مضر بن نزار
(9)
،
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 334، ابن سعد: الطبقات 1/ 220، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 357، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1473.
(3)
أخرجه البخاري في كتاب مناقب الأنصار باب مقدم النبي المدينة عن عائشة 4/ 318، وأخرج مسلم بعضه في كتاب الحج باب الترغيب في سكنى المدينة 2/ 1003 عن عائشة، ومالك في الموطأ 2/ 890 عن عائشة، والبيهقي في الدلائل 2/ 565 عن عائشة.
(4)
في الأصل «أبو عبد الله» والصواب ما أثبتناه وهو: محمد بن عمران أبو عبيد الله المرزباني، كان إخباريا (ت 384 هـ).
انظر: الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 3/ 135، ابن الجوزي: المنتظم 14/ 372، الذهبي: سير أعلام 16/ 447 - 448.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
يوم الوقيط: بفتح الواو فكسر القاف فسكون الياء، اسم موضع وقعت فيه الحرب بين اللهازم من بني قيس بن ثعلبة وبين بني تميم. انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 382.
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(8)
كذا ورد عند النهرواني في تاريخ المدينة (ق 24).
(9)
بنو تميم من ولد إسماعيل: وهم بنو طابخة بن إلياس، بطن من مضر من العدنانية وهم بنو طابخة. انظر: ابن حزم: جمهرة ص 466، القلقشندي: نهاية الأرب ص 222.
وكذلك عكل
(1)
، وبنو عدي
(2)
.
والتميمي: منسوب إلى تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس، وكان لتميم ثلاثة أولاد: زيد مناة وعمرو والحارث
(3)
.
والقيسيون: بطن من تميم، وهم رهط قيس بن عاصم المنقري
(4)
. حكاه الحاكم
(5)
.
قالت عائشة رضي الله عنها: وكان بلال إذا أقلع عنه يرفع عقيرته، فيقول:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
…
بواد وحولي أذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجّنة
(6)
…
وهل يبدو لي شامة وطفيل
اللهم إلعن شيبة بن ربيعة
(7)
، وعتبة بن ربيعة
(8)
، وأمية بن خلف
(9)
،
(1)
بنو عكل: بطن من العدنانية، وهم بنو عوف بن وائل، وعكل حاضنة لهم فغلبت عليهم. انظر: ابن حزم: جمهرة ص 480، القلقشندي: نهاية الأرب ص 367.
(2)
بنو عدي: بطن من طابخة من العدنانية، وهم بنو عدي بن عبد مناة. انظر: ابن حزم: جمهرة ص 200، القلقشندي: نهاية الأرب ص 356.
(3)
انظر: ابن حزم: جمهرة ص 207، القلقشندي: نهاية الأرب ص 188.
(4)
قيس بن عاصم المنقري، من بني منقر بن عبيد بن مقاعس، ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقات قومه، وكان عاقلا حليما، نزل البصرة فمات بها. انظر: ابن حزم: جمهرة ص 216، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1294.
(5)
ذكر الحاكم في المستدرك 3/ 611 نسب قيس بن عاصم، وذكره ابن حزم في جمهرة النسب ص 216.
(6)
مجنة: بالفتح وتشديد النون، اسم لسوق العرب في الجاهلية بمر الظهران أسفل مكة. انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 58.
(7)
قتل كافرا يوم بدر. انظر: الواقدي: المغازي 1/ 148.
(8)
قتل كافرا يوم بدر. انظر: الواقدي: المغازي 1/ 148.
(9)
قتل يوم بدر صبرا. انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 713، الواقدي: المغازي 1/ 83.
كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء
(1)
. ثم قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:«اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة، أو أشد اللهم بارك لنا في صاعنا وفي مدنا وصححها لنا، وانقل حمّاها إلى الجحفة» . فكان كذلك
(2)
.
وفي رواية
(3)
: وانقل وباها إلى خم
(4)
، أو قال: الجحفة.
قولها: عقيرته - تعني: صوته، والأذخر والجليل
(5)
: نبات معروفة بمكة، وشامة وطفيل
(6)
: جبلان بها أيضا، وقيل: عينان.
قالت رضي الله عنها: وكان عامر بن فهيرة يقول:
قد رأيت الموت قبل ذوقه
…
إن الجبان حتفه من فوقه
قالت رضي الله عنها: وقدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله فكان بطحان يجري نجلا - تعني ماء آجنا.
(1)
أخرجه البخاري في كتاب فضائل المدينة باب (13) عن عائشة برقم (1889) 2/ 274، والطبراني في الكبير 12/ 216 برقم (13113) عن ابن عمر، والبيهقي في السنن الكبرى 2/ 97 عن أبي هريرة مرفوعا، وذكره المتقي في كنز العمال برقم (4304) وعزاه لابن أبي شيبة عن ابن عمر مرفوعا.
(2)
أخرجه البخاري عن عائشة كتاب المرض والطب باب عيادة النساء الرجال برقم (5654) 7/ 6، ومسلم في كتاب الحج عن عائشة برقم (480) 2/ 1003، والبغوي بشرح السنة 7/ 317 عن عائشة، وأحمد في المسند 5/ 309 عن أبي قتادة.
(3)
هي رواية الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي بكر بن إسحاق بن يسار عن عبد الله بن عروة عن عائشة أخرجها البيهقي في الدلائل 2/ 566، وذكرها الواقدي في المغازي 1/ 22.
(4)
خم: بضم الخاء، اسم موضع غدير خم بالجحفة بين مكة والمدينة موصوف بكثرة الوخامة. انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 389.
(5)
نبت ضعيف يحشى به خصاص البيوت. انظر: ابن حجر: فتح الباري 7/ 263.
(6)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 589، الأزرقي: أخبار مكة 1/ 191، ياقوت: معجم البلدان 4/ 37.
بطحان: بضم الباء الموحدة، وإسكان الطاء المهملة واد بالمدينة معروف
(1)
.
قال ابن الجوزي في «المثير»
(2)
: «دعا النبي، صلى الله عليه وسلم، للمدينة، ونقل حماها إلى الجحفة، فكان المولود يولد بالجحفة، فما يبلغ حتى تصرعه الحمى» . - يأتي ذكر الجحفة في الباب السابع -.
بلال بن حمامة، مولى أبي بكر رضي الله عنهما، اسم أبيه رباح
(3)
.
وفي الصحابة جماعة يعرفون بأمهاتهم
(4)
:
كمحمد بن الحنفية، وخفاف بن ندبة - واسم أبيه عمير، وبشير بن الخصاصية - واسم أبيه معبد، ومعاذ ومعوذ ابنا عفراء - أبوهما الحارث، ومالك بن نميلة، وشرحبيل بن حسنة - أبوه عبد الله، وعبد الله وجبير ابنا بحينة - وأبوهما مالك.
وكذلك ممن بعد الصحابة من العلماء: كإسماعيل بن عليه - أبوه إبراهيم، ومنصور بن صفية - أبوه عبد الرحمن، ومحمد بن عائشة - وأبوه حفص/وإبراهيم بن هراسة - أبوه سلمة، ومحمد بن عثمة - أبوه خالد.
ولم ينسب من الأنبياء لأمه إلا: يونس وعيسى عليهما السلام.
(1)
وسمي بذلك لسعته وانبساطه من البطح وهو البسط، انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 446، الفيروز ابادي: المغانم ص 56.
(2)
قول ابن الجوزي ورد في كتابه «مثير العزم» (ق 238). وأخرجه البيهقي في الدلائل 2/ 568 عن عائشة، ونقله ابن كثير في البداية والنهاية 3/ 222.
(3)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 317، البلاذري: أنساب الأشراف 1/ 184، ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 179.
(4)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 47، وفي تلقيح فهوم ص 483 الذين عرفوا بأمهاتهم وأحصاهم.
مر أبو بكر رضي الله عنه، وبلال مدفون في الحجارة يعذب في الله، فاشتراه بخمس أواقي ذهبا، وقيل: بسبع، وقيل: بتسع، فقالوا لأبي بكر:
لو أبيت إلا وقية لبعناك، فقال: لو أبيتم إلا مائة لاشتريته، ثم أعتقه
(1)
، فقيل في ذلك:
أبو بكر حبا في الله مالا
…
وأعتق من ذخائره بلالا
لو أن البحر عائذه بسوء
…
لما أبقى الإله له بلالا
وقد آسى النبي بكل خير
…
وأعطاه ما تكسبه بلالا
وبلال هو الذي قتل أمية
(2)
بن خلف يوم بدر، وكان ممن يعذب في الله، فقال فيه أبو بكر رضي الله عنه أبياتا منها:
هنيئا زادك الرحمن خيرا
…
فقد أدركت ثأرك يا بلال
(3)
شهد المشاهد كلها
(4)
، وأذّن بلال في حياة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولأبي بكر، ولعمر حين دخل الشام
(5)
.
توفي بدمشق، وهو ابن بضع وستين سنة، ودفن عند الباب الصغير
(1)
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 232، البلاذري: أنساب الأشراف 1/ 186، محب الطبري: الرياض النضرة 1/ 116.
(2)
في الأصل «أبي بن خلف» والصواب ما أثبتناه، وكان عبد الرحمن بن عوف أسر أمية بن خلف يوم بدر، فلما رآه بلال قال: رأس الكفر أمية بن خلف لا نجوت إن نجا، وصاح بأعلى صوته: يا أنصار الله رأس الكفر أمية بن خلف، فأحاطوا به فقتلوه. انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 632،713، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 452.
(3)
أورد ابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 182 ما قاله أبو بكر من شعر في حق بلال.
(4)
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 239، ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 178.
(5)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 180 - 181، وقال ابن كثير في البداية والنهاية 5/ 333 «والأصح والأشهر أنه لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان فيمن خرج إلى الشام للغزو» .
سنة عشرين، أو إحدى وعشرين، وقيل: ثماني عشرة، وقيل: توفي بحلب، ودفن بباب الأربعين
(1)
.
جميع مروياته أربعة وأربعون حديثا
(2)
. وفي الصحابة بلال آخر وهو:
بلال بن الحارث المزني
(3)
.
وبلال أحد حراس النبي، صلى الله عليه وسلم، في غزواته.
وجميع من كان يحرسه صلى الله عليه وسلم، في غزواته ثمانية
(4)
:
الأول: بلال حرسه بوادي القرى
(5)
.
الثاني: سعد بن معاذ حرس النبي، صلى الله عليه وسلم يوم بدر، حين نام بالعريش
(6)
.
الثالث: ذكوان بن عبد قيس.
الرابع: محمد بن مسلمة الأنصاري
(7)
، حرس النبي، صلى الله عليه وسلم، بأحد،
(1)
كذا ورد عند ابن سعد في الطبقات 3/ 238، وأكثر الروايات أنه مات سنة عشرين. انظر: ابن قتيبة: المعارف ص 176، البلاذري: أنساب الأشراف 1/ 193، ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 179، ابن الجوزي: صفة الصفوة 1/ 440.
(2)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 366.
(3)
أسلم مع وفد مزينة سنة خمس (ت 60 هـ). انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 183، ابن الجوزي: المنتظم 5/ 329.
(4)
كذا ورد عند محب الطبري في خلاصة سير ص 149.
(5)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 17، ابن الجوزي: المنتظم 3/ 298.
ووادي القرى: بين الشام والمدينة فيما بين تيماء وخيبر فيه قرى كثيرة. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 338.
(6)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 620، ابن سعد: الطبقات 2/ 15.
(7)
محمد بن مسلمة الأنصاري، شهد بدرا وما بعدها (ت 46 هـ). انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 443، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1377.
جميع ما روى ستة عشر حديثا
(1)
.
الخامس: الزبير بن العوام، حرس النبي، صلى الله عليه وسلم، يوم الخندق - يأتي ذكره في الباب الرابع.
السادس: عباد بن بشر
(2)
.
السابع: سعد بن أبي وقاص - يأتي ذكره في العشرة المبشرون بالجنة رضي الله عنهم
(3)
.
الثامن: أبو لبابة، حرس النبي، صلى الله عليه وسلم، بخيبر ليلة بنى بصفية، رضي الله عنها يأتي ذكره في الباب السادس. ولما أنزل الله تعالى {يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ}
(4)
ترك الحرس عند ذلك، صلى الله عليه وسلم
(5)
.
وبلال رضي الله عنه ممن خدم النبي، صلى الله عليه وسلم من الأحرار.
وجميع من خدم النبي، صلى الله عليه وسلم من الأحرار أحد عشر
(6)
:
الأول: بلال.
(1)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 368.
(2)
عباد بن بشر الأنصاري، شهد بدرا وما بعدها، قتل شهيدا يوم اليمامة. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 801.
(3)
وذلك في الفصل الأول من الباب الرابع.
(4)
سورة المائدة آية (67).
(5)
انظر: القاضي عياض: الشفا 1/ 228، ابن الجوزي: تلقيح مفهوم ص 81، وذكر القرطبي في الجامع 6/ 243 عن سعيد بن جبير مرسلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما نزلت وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ قال: «لا تحرسوني إن ربي قد عصمني» .
(6)
كذا ورد عند ابن الجوزي في تقليح فهوم ص 38، وعند محب الطبري في خلاصة سير ص 147.
الثاني: أنس بن مالك بن النضر - وسيأتي ذكره في الباب الرابع.
الثالث، والرابع: هند
(1)
، وأسماء
(2)
ابنا حارثة الأسلميان.
الخامس: ربيعة بن كعب بن/بن مالك الأسلمي
(3)
.
السادس: عبد الله بن مسعود
(4)
، مروياته ثمانية وسبعون حديثا
(5)
.
قال الشعبي: القضاة أربعة: عمر وعلي وابن مسعود وزيد بن ثابت، والدهاة أربعة: معاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وزياد
(6)
.
السابع: عقبة بن عامر الجهني
(7)
.
الثامن: ذو مخمر ابن أخي النجاشي، وقيل ابن أخته، ومخمر:
بالخاء المعجمة والراء، ويقال: بالباء الموحدة والراء المهملة
(8)
، حدث عنه أبو حي المؤذن
(9)
.
(1)
هند بن حارثة الأسلمي، من أهل الصفة توفي في المدينة زمن معاوية. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1544.
(2)
أسماء بن حارثة الأسلمي، من أهل الصفة (ت 66 هـ) انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 86.
(3)
ربيعة بن كعب بن مالك الأسلمي، كان يلزم النبي صلى الله عليه وسلم في السفر والحضر (ت 63 هـ). انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 494، ابن الجوزي: المنتظم 6/ 17 - 18.
(4)
كان عبد الله بن مسعود يعرف بين الصحابة بصاحب السواد والسواك. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 988.
(5)
عده ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 363 من أصحاب المئين.
(6)
قول الشعبي ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1446.
(7)
عقبة بن عامر الجهني، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، (ت 58 هـ). انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1073، ابن حجر: الاصابة 5/ 520 - 521.
(8)
وهو ابن أخي النجاشي، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مع من قدم من الحبشة، ولزمه وخدمه، (ت 60 هـ)، انظر: ابن سعد: الطبقات 7/ 425، السيوطي: رفع شأن ص 302.
(9)
شداد بن حي أبو حي المؤذن الحمصي، روى عن ذي مخمر وكان ثقة. انظر: ابن حجر: التهذيب 4/ 315.
التاسع: بكر بن شداخ الليثي
(1)
.
العاشر: سعد مولى أبي بكر، رضي الله عنه
(2)
.
الحادي عشر: أبو ذر الغفاري، واسمه: جندب بن جنادة الغفاري، منسوب إلى غفار قبيلة من كنانة. روى [مائتي حديث وإحدى وثمانين]
(3)
حديثا، أخرج له منها في الصحيحين: ثلاثة وثلاثون، المتفق عليه منها: اثنا عشر، وانفرد البخاري بحديثين، ومسلم بتسعة عشر
(4)
.
وبلال رضي الله عنه، أحد رفقاء النبي، صلى الله عليه وسلم، النجباء
(5)
.
ورفقاؤه صلى الله عليه وسلم النجباء ثلاثة عشر
(6)
:
الخلفاء الأربعة.
الخامس: بلال المذكور.
السادس: حمزة رضي الله عنه.
السابع: جعفر رضي الله عنه.
الثامن: أبو ذر الغفاري.
التاسع: المقداد بن الأسود، نسب إلى الأسود بن عبد يغوث، وإنما هو
(1)
بكر بن شداخ الليثي، كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام وكان فارسا. انظر: ابن الأثير: أسد الغابة 1/ 240.
(2)
سعد مولى أبي بكر الصديق، كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، ويعد في أهل البصرة. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 612.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 364،389.
(5)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1481، السيوطي: رفع شأن الحبشان ص 254.
(6)
كذا ورد عند محب الطبري في خلاصة سير ص 155.
المقداد بن عمرو، قيل: مات بالجرف، ودفن بالمدينة، وقيل: قتل بصفين
(1)
، وهو الأصح.
عن بريدة قال: قال النبي، صلى الله عليه وسلم:«إن الله عز وجل أمرني بحب أربعة، وأخبرني أنه يحبهم، فقيل يا رسول الله من هم؟ قال: علي وسلمان والمقداد وأبو ذر»
(2)
.
جميع ما روى إثنان وأربعون حديثا
(3)
.
العاشر: سلمان الفارسي - وسيأتي ذكره في الباب الثامن.
الحادي عشر: حذيفة بن اليمان، حليف لبني عبد الأشهل، كان فتح همذان
(4)
، والري
(5)
، والدينور
(6)
على يديه، وذلك في سنة اثنتين وعشرين
(7)
، وتوفي في سنة ستة وثلاثين
(8)
.
الثاني عشر: عبد الله بن مسعود.
الثالث عشر: عمار بن ياسر. ومن قال أنهم إثنا عشر لم يذكر بلالا.
(1)
اتفقت المصادر التي ترجمت له أنه مات بالجرف وحمل إلى المدينة فدفن بها وصلى عليه عثمان سنة (33 هـ). انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 161 - 163، البلاذري: أنساب الأشراف 1/ 205، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1480، ابن الجوزي: المنتظم 5/ 42، ابن حجر: الاصابة 6/ 202.
(2)
أخرجه الترمذي برقم (3718) عن بريدة كتاب المناقب باب مناقب علي، وابن ماجة برقم (149) عن بريدة 1/ 53، والحاكم في المستدرك 3/ 130 عن بريدة.
(3)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 366.
(4)
همذان: بالتحريك من أعظم مدن الجبال. انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 410.
(5)
الري: يفتح أوله وتشديد ثانيه، قصبة بلاد الجبال. انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 116.
(6)
الدينور: بكسر الدال وفتح النون. من أعظم مدن الجبال. انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 545.
(7)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 4/ 146 - 150، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 321.
(8)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 335، ابن الجوزي: المنتظم 5/ 107.
وقد رأيت بمكة خارج باب اليمن المكان المعروف بكديّ
(1)
- برفع الكاف وتشديد الياء - قبرا عليه حجر مكتوب فيه: هذا قبر مشيع بن يعيش ابن سليمان مولى أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، قريب من البركة المعروفة ببركة الماجن
(2)
.
رجعنا إلى المقصود:
قال أهل السير: وأقام علي، رضي الله عنه بمكة بعد ما هاجر النبي، صلى الله عليه وسلم، ثلاث ليال وأيامها، حتى أدى عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الودائع التي كانت عنده للناس، حتى إذا فرغ لحق برسول الله، صلى الله عليه وسلم، فنزل معه على كلثوم بن الهدم، ولم يبق بمكة من المهاجرين إلا من حبسه أهله أو فتنوه
(3)
.
عن زيد بن أسلم، عن أبيه في قول الله عز وجل:/ {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً}
(4)
، قال: جعل الله مدخل صدق: المدينة، ومخرج صدق: مكة، وسلطانا نصيرا: الأنصار [نزلت]
(5)
حين أمر النبي، صلى الله عليه وسلم بالهجرة
(6)
.
وقيل: أدخلني - يعني غار ثور: مدخل صدق، وأخرجني - يعني
(1)
كدي: إنما هو لمن خرج من مكة إلى اليمن. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 441.
(2)
بركة ماجن: أسفل مكة، ويقال: ماجل - باللام - أبي صلاية. انظر: الأزرقي: أخبار مكة 2/ 232.
(3)
أخرجه الطبري في تاريخه 2/ 382، وذكره ابن هشام في السيرة 1/ 493، كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 332، والسمهودي في وفاء الوفا ص 249.
(4)
سورة الإسراء آية (80).
(5)
سقط من الأصل والإضافة من (ط).
(6)
أخرجه الطبري في تفسيره 15/ 148 عن زيد بن أسلم من قوله، وذكره القرطبي في الجامع 10/ 313 عن زيد بن أسلم، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 332 عن زيد بن أسلم.
منه - إلى المدينة: مخرج صدق، وقيل: غير ذلك
(1)
.
قال الكلبي: سلطانه النصير: عتّاب بن أسيد بن أمية، وهو الذي استعمله رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على مكة
(2)
.
قال الحاكم: قد صح عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال:«لا هجرة بعد الفتح إنما هو جهاد ونية»
(3)
.
فائدة:
اعلم أن من الهجرة وضعت العرب تاريخ سنيها، وأول من أرخه عمر رضي الله عنه
(4)
.
قال الأجدابي
(5)
: أرخ عمر التاريخ لما مضت من خلافته خمس سنين في السنة السابعة عشرة من الهجرة، وقدموا التاريخ للمحرم، لأن
(1)
كذا بقية الأقوال عند النهرواني في تاريخ المدينة (ق 25).
(2)
أخرجه الطبري في تفسيره 15/ 150،151 عن قتادة وغيره، وذكره ابن حجر في الاصابة 4/ 430 في تفسير قوله تعالى وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً .. الاسراء 80 بأنه عتاب بن أسيد. وعتاب بن أسيد الأموي: أسلم يوم فتح مكة واستعمله النبي على مكة حين خرج إلى حنين (ت 13 هـ). انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1023، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 175، الفاسي: شفاء الغرام 2/ 162، العقد الثمين 6/ 3 - 7.
(3)
أخرجه البخاري في كتاب الجهاد باب لا هجرة بعد الفتح وباب فضل الجهاد عن ابن عباس برقم (3077) 4/ 172، ومسلم كتاب الإمارة باب المبايعة بعد فتح مكة على الاسلام عن ابن عباس برقم (85) 3/ 1487، وأحمد في المسند 1/ 226 عن ابن عباس، وأبو داود في سننه 3/ 4 عن ابن عباس، والترمذي في سننه برقم (1590) 4/ 126 عن ابن عباس، والحاكم في المستدرك 2/ 257 عن أبي سعيد.
(4)
أخرجه الطبري في تاريخه 2/ 388، وابن سعد في طبقاته 3/ 381، وذكره ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 7، والجواليقي في المعرب ص 137.
(5)
هو: إبراهيم بن إسماعيل الأجدابي الطرابلسي، باحث من أهل طرابلس، له كتاب الأنواء (ت 470 هـ). انظر: الزركلي: الأعلام 1/ 25، كحالة: معجم المؤلفين 1/ 13.
النبي، صلى الله عليه وسلم، إنما هاجر آخر صفر - كما تقدم - وإنما كانت العرب تؤرخ بالخريف لأنه كان أول جذاذهم وقطافهم، فتاريخهم: من أول يوم من السنة التي هاجر فيها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من مكة إلى المدينة، وكان أول المحرم منها يوم الخميس
(1)
.
وتاريخ الفرس: من أول السنة التي ملك فيها يزدجرد بن شهريار - وقيل: يزدجرد بن بهرام جور - وكان أولها يوم الثلاثاء
(2)
.
وتاريخ الروم والسريان: من أول ملك الاسكندر، وكان أول أكتوبر يوم الإثنين، ولهم تاريخ بمولد المسيح
(3)
.
وتاريخ القبط في كتاب المجسطي
(4)
: من أول السنة التي ملك فيها «بخت رش» وهو «بخت نصر» ، وأولها يوم الأربعاء، وفي تاريخ بطليموس أن تاريخ القبط: من أول سني فليقوس، وكان أولها يوم الأحد
(5)
.
والذي بين بخت نصر ويزدجرد من التاريخ ألف وثلثمائة وتسعة وسبعون سنة فارسية وثلاثة أشهر، والذي بين تاريخ فيلقوس وتاريخ يزدجرد تسعمائة وخمسة وخمسون سنة وثلاثة أشهر، والذي بين تاريخ الإسكندر وبين تاريخ يزدجرد [تسعمائة واثنتان وأربعون سنة من سني الروم ومائتان وتسعة وخمسون يوما، والذي بين تاريخ يزدجرد وتاريخ الهجرة]
(6)
من الأيام
(1)
قول الأجدابي أورده المسعودي في مروج الذهب 1/ 498 بلفظه.
(2)
كذا ورد عند المسعودي في مروج الذهب 1/ 498 بلفظه.
(3)
كذا ورد عند المسعودي في مروج الذهب 1/ 498 بلفظه.
(4)
كتاب المجسطي لبطليموس: يتكون من ثلاث عشرة مقالة. وأول من عني بتفسيره وترجمته إلى العربية يحيى بن خالد بن برمك، حيث عهد إلى صاحب بيت الحكمة بهذه المهمة. انظر: ابن النديم: الفهرست ص 374.
(5)
كذا ورد عند المسعودي في مروج الذهب 1/ 498 بلفظه.
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
ثلاثة آلاف وستمائة وأربعة وعشرون يوما
(1)
.
فأول التواريخ: تاريخ بخت نصر، ثم تاريخ فيلقوس، ثم تاريخ الإسكندر، ثم تاريخ الهجرة، ثم تاريخ يزدجرد، ثم تاريخ العرب
(2)
، لأن يزدجرد هو الذي قتله
(3)
عبد الله به عامر بن كريز القرشي، ولاه عثمان، رضي الله عنه البصرة
(4)
، فافتتح بلادا كثيرة من خراسان، وقتل يزدجرد، وأحرم من نيسابور
(5)
شكرا لله تعالى، وعمل السقايات بعرفة، وهو الذي شق نهر البصرة
(6)
، توفي سنة تسع وخمسين
(7)
.
(1)
كذا ورد عند المسعودي في مروج الذهب 1/ 498 بلفظه.
(2)
كذا ورد عند المسعودي في مروج الذهب 1/ 498 بلفظه.
(3)
كان مقتل يزدجرد في سنة (31 هـ) وهو آخر ملوك الساسانية. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 4/ 300، المسعودي: مروج الذهب 1/ 242.
(4)
ولاه عثمان بن عفان رضي الله عنه البصرة سنة (29 هـ) إلى أن قتله عثمان. انظر: ابن سعد: الطبقات 5/ 45، الطبري: تاريخ الرسل 4/ 264، ابن الجوزي: المنتظم 5/ 311.
(5)
نيسابور: بفتح النون وسكون الياء وفتح السين، من أعظم مدن خراسان، فتحت سنة (31 هـ). انظر: الطبري: تاريخ الرسل 4/ 300، ياقوت: معجم البلدان 5/ 331.
(6)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 4/ 300 - 302، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 932، الذهبي: سير أعلام 3/ 19.
(7)
في الأصل «توفي سنة تسع وستين» ، والصواب ما أثبتناه. انظر: ابن سعد: الطبقات 5/ 49، ابن الجوزي: المنتظم 5/ 314، الذهبي: سير أعلام 3/ 21.
الباب الثالث
فى إثبات حرمة المدينة الشريفة وذكر فضائلها
وتحريمها وتحديد حدود حرمها وحكم الصيد/فيها
وفيه إثنا عشر فصلا:
الفصل الأول
في إثبات حرمتها
روينا في الشفا للقاضي عياض [رحمه الله تعالى]
(1)
«أن مالك بن أنس رحمه الله كان لا يركب في المدينة دابة، وكان يقول: استحي من الله أن أطأ تربة فيها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بحافر دابتي.
وروي أنه وهب للشافعي رحمه الله كراعا كثيرا كان عنده، فقال له الشافعي: أمسك منها دابة، فأجابه بمثل هذا الجواب.
وقد أفتى مالك رحمه الله فيمن قال: تربة المدينة ردية يضرب ثلاثين درّة وأمر بحبسه، وكان له قدر، وقال: ما أحوجه إلى ضرب عنقه تربة دفن فيها النبي، صلى الله عليه وسلم، يزعم أنها غير طيبة»
(2)
.
وعن عبد الرحمن بن القاسم
(3)
أن أسلم مولى عمر بن الخطاب
(4)
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
كذا ورد في الشفا للقاضي عياض 2/ 44، وفي تاريخ مكة لابن الضياء ص 123.
(3)
عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق التيمي، ثقة (126 هـ). انظر: ابن حجر: التهذيب 6/ 254.
(4)
أسلم العدوي، أبو خالد مولى عمر، كان ثقة من كبار التابعين (ت 80 هـ). انظر: ابن حجر: التهذيب 1/ 266.
- رضي الله عنه أخبره أنه زار عبد الله بن عياش المخزومي
(1)
، فرأى عنده نبيذا وهو بطريق مكة، فقال له أسلم: إن هذا الشراب يحبه عمر بن الخطاب، فحمل عبد الله بن عياش المخزومي قدحا عظيما، فجاء به إلى عمر بن الخطاب، فوضعه في يديه، فقربه عمر إلى فيه، ثم رفع رأسه، فقال عمر: إن هذا الشراب طيب، فشرب منه، ثم ناوله رجلا عن يمينه، فلما أدبر عبد الله ناداه عمر بن الخطاب، فقال: أأنت القائل: لمكة خير من المدينة؟ فقال عبد الله:
فقلت: هي حرم الله وأمنه وفيها بيته، فقال عمر: لا أقول في بيت الله ولا في حرمه شيئا، ثم قال عمر: أأنت القائل: لمكة خير من المدينة؟ قال: فقلت هي حرم الله وأمنه وفيها بيته، فقال عمر: لا أقول في حرم الله ولا في بيته شيئا ثم انصرف. رواه مالك
(2)
.
تنبيهان:
[التنبيه الأول:]
(3)
انظر لسر زيارة البيت الحرام للنبي، صلى الله عليه وسلم، ودخول الكعبة المشرفة مدينة الرسول، صلى الله عليه وسلم
(4)
. روى أبو سعيد المفضل في باب رفع الكعبة المشرفة إلى البيت المقدس: [عن الزهري أنه قال: إذا كان يوم القيامة رفع الله تعالى الكعبة البيت الحرام إلى البيت المقدس]
(5)
فتمر بقبر النبي، صلى الله عليه وسلم، بالمدينة فتقول: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فيقول عليه السلام: وعليك السلام يا كعبة الله، ما حال أمتي؟
(1)
عبد الله بن عياش المخزومي، ولد بأرض الحبشة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 961.
(2)
أخرجه مالك في الموطأ 2/ 894 عن أسلم بلفظه.
(3)
الاضافة يقتضيها السياق.
(4)
نقله النهرواني عن المؤلف في تاريخ المدينة (ق 26 - 27).
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
فتقول: يا محمد أما من وفد إليّ من أمتك فأنا القائمة بشأنه، وأما من لم يفد إليّ من أمتك فأنت القائم بشأنه. وكفى بهذا الشرف تعظيما
(1)
.
التنبيه الثاني: لما جرى سابق شرفها في القدم، أخذ من تربتها حين خلق آدم، فأوجد الموجد وجودها من بعد العدم
(2)
.
قال أهل السير: إن الله تعالى لما خمر طينة آدم عليه السلام حين أراد خلقه أمر جبريل عليه السلام أن يأتيه بالقبضة البيضاء التي هي قلب الأرض وبهاءها ونورها ليخلق منها محمدا، صلى الله عليه وسلم، فهبط جبريل في ملائكة الفراديس المقربين [وملائكة]
(3)
الصفح الأعلى، فقبض قبضة من موضع قبر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهي يومئذ بيضاء نقية/فعجنت بماء التسنيم ورعرعت حتى صارت كالدرة البيضاء، ثم غمست في أنهار الجنة كلها، وطيف بها في السموات والأرض والبحار، فعرفت الملائكة حينئذ محمدا، صلى الله عليه وسلم، وفضله قبل أن تعرف آدم وفضله، ثم عجنت بطينة آدم بعد ذلك، ولا يخلق ذلك الجسد إلا من أفضل بقاع الأرض
(4)
. حكاه الثعلبي.
تحقيق الحرمة: حكى عبيد الجرهمي
(5)
- وكان كبير السن عالما
(1)
ذكره المتقي في كنز العمال برقم (12398) وعزاه السيوطي للديلمي عن جابر وقال في إسناده محمد بن سعيد البورقي كذاب وضاع كذا في ميزان الاعتدال 3/ 566، وذكره النهرواني في تاريخ المدينة (ق 27) وابن الضياء في تاريخ مكة ص 124 عن المؤلف.
(2)
نقله عن المؤلف: النهرواني في تاريخ المدينة (ق 27) وابن الضياء في تاريخ مكة ص 124.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
ذكره ابن الجوزي في الوفا 1/ 34 - 35 بنحوه، والسمهودي في وفاء الوفا ص 32، وذكره نقلا عن المؤلف: النهرواني في تاريخ المدينة (ق 27 - 28) وابن الضياء في تاريخ مكة ص 124 - 125.
(5)
في الأصل «أبو عبيد الجرهمي» وهو: عبيد بن شرية الجرهمي، تابعي مخضرم، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، وفد على معاوية فسأله عن أجداده من بني أمية وقريش وعن بعض -
بأخبار الأمم - أن تبع الأصغر
(1)
، وهو تبع بن حسان بن تبع، سار إلى يثرب، فنزل في سفح جبل أحد، وذهب إلى اليهود وقتل منهم ثلثمائة وخمسين رجلا حبرا، وأراد خرابها، فقام إليه حبر من اليهود، فقال له: أيها الملك، مثلك لا يقبل على الغضب، ولا يقبل قول الزور، أمرك أعظم من أن يطير بك برق أو تصرع بك لجاج، فإنك لا تستطيع أن تخرب هذه القرية، قال: ولم؟ قال: لأنها مهاجر نبي من ولد إسماعيل عليه السلام يخرج من هذه البنية - يعني البيت الحرام - فكف تبع، ومضى إلى مكة، ومعه هذا اليهودي ورجل آخر عالم من اليهود، فكسى
(2)
البيت الحرام كسوة، ونحر عنده ستة آلاف جزور، وأطعم الناس، وقال:
قد كسونا البيت الذي حرم الله
…
ملاء معضدا وبرودا
ولم يزل بعد ذلك يحوط المدينة الشريفة، ويعظمها
(3)
.
(5)
- ملوك العرب والعجم، عاش إلى أيام عبد الملك بن مروان. وضبط اسمه ابن حجر فقال: شري ة بن عبيد
…
» انظر: ابن الند يم: الفهرست ص 132، الاصابة 3/ 385.
(1)
تبع بن حسان الحميري، أحد ملوك حمير، كانت له مع الأوس والخزرج حروب، وأراد هدم الكعبة فمنعه بعض من ك ان معه من أحبار اليهود، فكساها القصب اليماني، ملك مائة سنة، وسماه ابن هشام والطبري: تبان أسعد أبو كرب.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 19، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 105، المسعودي: مروج الذهب 1/ 393.
قيل أن تبع هذا ملك ثلثمائة وعشرين سنة
(1)
، وكان اسم الحبرين اللذين أتيا معه من المدينة: سحيت ومنبّه. الأول: بالسين والحاء المهملتين والياء المثناة من أسفل وتاء عكسها، والآخر: بالميم والنون والباء الموحدة
(2)
. هكذا ذكره في «الدلائل»
(3)
.
وذكر ابن إسحاق في غير رواية ابن هشام في السيرة أن إسم أحدهما نقيامين
(4)
.
ويروى أن سليمان عليه السلام لما حملته الريح من اصطخر على ممره بوادي النمل، سار إلى اليمن، فتوغل في البادية، فسلك مدينة الرسول، صلى الله عليه وسلم، فقال سليمان عليه السلام: هذه دار هجرة نبي في آخر الزمان، طوبى لمن آمن به واتبعه. فقال له قومه: كم بيننا وبين خروجه؟ قال:
زهاء ألف عام
(5)
. وادي النمل هو: وادي السديرة
(6)
بأرض الطائف من أرض الحجاز. قاله كعب. وقيل: هو بالشام
(7)
.
وسليمان اسم عبراني
(8)
، كان عسكره مائة فرسخ، خمسة وعشرون
(1)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 153.
(2)
كذا ورد عند السهيلي في الروض 1/ 163.
(3)
كتاب الدلائل في شرح غريب الحديث ألفه قاسم بن ثابت العوفي السرقسطي، عالم بالحديث واللغة (302 هـ). انظر: الزركلي: الأعلام 6/ 7.
(4)
ذكر السهيلي في الروض 1/ 163 رواية يونس بن بكير عن ابن إسحاق وفيها أن اسم الحبر الذي كلم الملك: «بليامين» .
(5)
كذا ورد عند النهرواني في تاريخ المدينة (ق 28 - 29)، وعند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 125.
(6)
وادي السديرة: ماء بين جراد والمروت من أرض الحجاز. انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 202.
(7)
كذا ورد عند النهرواني في تاريخ المدينة (ق 29)، وعند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 125.
(8)
انظر: الجواليقي: المعرب ص 239.
للإنس، ومثلها
(1)
للجن، ومثلها للوحش، ومثلها للطير، وكان له ألف بيت من قوارير على الخشب فيها ثلثمائة صريحة، وسبعمائة سرية تحملها الريح، وكان في ظهره مياه مائة رجل، ويحكى أنه كان يتعشى كل يوم عشرين بيضة، وفي كل بيضة نصف درهم فلفل وزنجبيل ودار صيني، وبذر الجرجير، وبذر الفجل مسحوقة مخلوطة، وكان يجامع كل ليلة أربعين امرأة، وكان ارتفاعه في كل سنة ستة وثلاثين ألف ألف وثلاثة وثلاثين ألف ألف وثلثمائة/ألف مثقال
(2)
.
حكاه الشهرستاني. ملك أربعين سنة، وذهب الخاتم بعد عشرين سنة من ملكه، ووجده بعسقلان، فمشى منها إلى بيت المقدس تواضعا لله تعالى
(3)
.
وكان ذهاب ملكه أربعين يوما
(4)
، وكان عمره اثنتين وخمسين
(1)
ذكر الطبري في تاريخه 1/ 487 قريبا منه.
(2)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 487، الماوردي: أعلام النبوة ص 183 وارتفاع سليمان في كل سنة: جملة إيراد بيت ماله سنويا سواء كان من الخراج أو الزكاة.
(3)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 184.
(4)
فتنة سليمان في ملكه، وأنه زال عنه ملكه أربعين يوما مبسوطة في كتب التفسير والتاريخ من باب استيعاب ما ورد في الموضوع من مرويات لا على سبيل صحتها، لأنها لا أصل في الكتاب والسنة لها، بل كل ما روي منها فهو عن بعض سفهاء اليهود الذين دأبوا على انتقاص قدر الأنبياء ونفي العصمة عنهم، والقصة بتمامها في تاريخ الطبري 1/ 486 - 487، وفي البداية لابن كثير 2/ 42، وفي تفسيره 7/ 58، وفي الدر المنثور للسيوطي 7/ 178 - 179 وغاية اليهود من وضع القصة محاولة إرجاع ملك سليمان إلى السحر لا إلى المعجزة، ومن ثم زعموا أن سر ملك سليمان كان في خاتمه، فلما غفل عنه وأخذه رجل من الجن سلب ملكه، وهذا افتراء باطل روي عن سفائهم، ويكذبه ما حكاه المقريزي بالخطط عن عقلائهم أن فرعون فكر في تجريد موسى من العصا - وهي تناظر الخاتم - متوهما أن في ذلك ابطال لما يصدر عن العصا من خوارق، فأرسل إليه فرقة انتحارية وهو نائم مع هارون وبجوارهما العصا، فلما اقتحموا عليهما داره ليلا تعقبتهما العصا فقتلت كل من اجتاز عتبة باب موسى وهارون وتعقبت الفارين فآذتهم. وعلى هذا فمهما غفل سليمان بنوم أو ذهاب لإغتسال عن خاتمه، فخاتمه جماد، والجماد ساكن ميت فشأنه شأن الجماد، ورب العالمين رب سليمان وغيره لا يغفل ولا ينام، وعلى هذا فسر ملك سليمان كان معجزة من الملك الوهاب سبحانه وتعالى. وهذه الروايات رواها الحشوية عن اليهود وقد استبعدها أهل التحقيق لأدلة منها: لو أمكن تشبه الشياطين بصور الأنبياء لتطرق الإحتمال إلى كون جميع الرسل الذين أرسلوا إلى البشر هم الشياطين جاءوهم في صورة رسل الأمر الذي يفضي إلى ابطال جميع الشرائع. -
سنة
(1)
، وحكم في الحرث
(2)
وهو ابن إحدى عشرة سنة، ولما توفي حملته الجن على سريره إلى غار بشط بحر القلزم، فوضعوه فيه، وخاتمه في إصبعه من يده اليسار، قيل: أنه ملك جميع الأرض.
وملك بعده ابنه رحبعم، فنبأه الله تعالى، فكان نبيا ولم يكن رسولا، فملك سبعة عشر سنة
(3)
.
ثم ملك بعده ابنه أبيّا ثلاث سنين
(4)
، ثم ملك بعده ابنه أساو بن أبيّا
(5)
، فغزاه زرج الهندي، فغرق زرج قبل وصوله
(6)
.
(4)
- لو استطاع الشيطان معاملة سليمان بهذه المعاملة لأمكنه بطريق الأولى معاملة الزهاد والعلماء بذلك فيقتلهم او يمزق مؤلفاتهم.
والحق في تأويل فتنة سليمان: أنه ولد له ولد فخشي عليه الجن لظنه أنهم سيقتلوه لئلا يطول تعذيبهم، فرماه في السحاب، ثم أن سليمان تشاغل ببعض مهماته فغفل عن ولده فسقط على كرسيه عقابا له لعدم تربيته ولده في حجره متوكلا على من (لا تأخذه سنة ولا نوم) سبحانه وتعالى، فاستغفر الله لذلك.
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أقسم سليمان أن يطوف بأربعين امرأة وأن تحمل كل امرأة منهن بفارس يقاتل في سبيل الله، ونسي أن يقول إن شاء الله، فلم تلد منهم إلا واحدة ولدت شق غلام ألقته على كرسيه، فاستغفر الله لذلك. ذكره السيوطي في الدر المنثور 7/ 182 وعزاه لابن سعد.
(1)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 503، المسعو دي: مروج الذهب 1/ 49، ابن كثير: البداية 2/ 29.
(2)
انظر: السيوطي: الدر المنثور 5/ 645 - 649.
ثم لم يزل الله تعالى حافظا لهم، حتى عصوا فسلط عليهم بخت نصر، وهو ابن ولد سنحاريب الملك، وسنحاريب جده
(1)
، وكان سنحاريب ملك بابل، فلما مات استخلف بخت نصر.
قال الثعلبي: من قال إن بخت نصر إنما غزا بني إسرائيل عند قتلهم يحي بن زكريا، فهو غلط
(2)
، إنما غزاهم عند قتلهم نبيهم شعيا عليه السلام في عهد أرميا، وهي الوقعة الأولى
(3)
، ومن عهد أرميا وتخريب
(4)
بخت نصر بيت المقدس إلى مولد يحي عليه السلام أربعمائة وإحدى وستون سنة، وذلك أنهم يعدون من لدن تخريب بيت المقدس على يد بخت نصر إلى حين عمرانه
(5)
في زمن كيرش بن أخشويرش
(6)
أصبهبذ بابل من قبل أردشير بهمن بن أسفنديار بن شاسب سبعون سنة، ثم من بعد عمرانه إلى ظهور الإسكندر
(7)
ثمانية وثمانون سنة، ثم من بعد مملكة الإسكندر إلى مولد يحي ثلثمائة سنة وثلاث سنين
(8)
.
وذكر إبن إسحاق أن آخر من بعث فيهم من الأنبياء زكريا، ويحي،
(1)
راجع نسب بختنصر في تاريخ الطبري 1/ 542.
(2)
كذا ورد عند الطبري في تاريخه 1/ 589 - 590، وعند ابن الجوزي في المنتظم 2/ 12 - 13.
(3)
عن تاريخ الوقعة الأولى. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 592 - 593، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 14.
(4)
عن تخريب بيت المقدس وأسر اليهود. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 532 - 538، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 406 - 407، ابن كثير: البداية 2/ 31 - 36.
(5)
عن تعمير بيت المقدس. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 539، ابن كثير: البداية 2/ 39.
(6)
في عهده عاد بنو إسرائيل إلى بيت المقدس. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 571.
(7)
كان ظهور الإسكندر الرومي في عهد دارا بن دارا. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 575، المقدسي: البدء والتاريخ 3/ 152، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 423.
(8)
كذا ورد في تاريخ الطبري 1/ 579.
وعيسى عليهم السلام
(1)
.
ومن خراب بيت المقدس على يد بخت نصر إلى نبينا، صلى الله عليه وسلم، سبعمائة سنة.
ولما ملك بخت نصر الأقاليم السبعة داخلته العزة، فمسخه الله تعالى وحشا سبع سنين
(2)
، ثم رده إلى حالته، فكان دانيال من خاصته، ثم أنه أراد قتل دانيال، فأهلك الله بخت نصر بالطّبرزين
(3)
، ضربه بعض حرسه ليلا وهو لم يدر.
وقيل: أنه هلك بالبعوضة
(4)
، وكان عمره بأيام مسخه ألفان وخمسمائة عام وخمسين يوما
(5)
، فلما مات استخلف الله تعالى بلطا ابنه، ولم يلبث إلا يسيرا وهلك، وبقي دانيال بأرض بابل إلى أن مات بالسوس
(6)
.
رجعنا/إلى التاريخ:
روى ابن النجار والمطري
(7)
في تاريخهما، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم قال: «إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز
(1)
ذكره الطبري في تاريخه 1/ 590 نقلا عن ابن إسحاق.
(2)
ذكر الطبري في تاريخه 1/ 588 - 589 سبب مسخ الله تعالى بختنصر وحشا سبع سنين.
(3)
الطبرزين: لفظ فارسي معرب، معناه فأس السرج، كانت تحمله فرسان العجم ليقاتلوا به. انظر: الجواليقي: المعرب ص 276.
(4)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 556، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 420.
(5)
والأقرب للصواب ما ذكره ابن الجوزي في المنتظم 1/ 411 أن عمره (300 سنة).
(6)
في (ط): بالسويس. وراجع الخبر في: تاريخ الطبري 4/ 93، البدء والتاريخ للبلخي 3/ 115، المنتظم لابن الجوزي 1/ 420،4/ 236، البداية لابن كثير 2/ 37.
(7)
أوردها ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 333، والمطري في التعريف ص 13.
الحية إلى جحرها»
(1)
. أي تأوي. قال ابن النجار
(2)
: «أي ينقبض إليها» ، وقيل: ينضم إليها ويجتمع بعضه إلى بعض.
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي، صلى الله عليه وسلم «كان إذا قدم من سفر [نظر]
(3)
إلى جدران المدينة أوضع راحلته، وإن كان على دابة حركها من حبها»
(4)
.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون أحدا أعلم من عالم المدينة. قال الترمذي
(5)
:
حديث حسن.
روى عن سفيان بن عيينة أنه قال: هو مالك بن أنس رحمه الله وكذلك قال عبد الرزاق.
وروى عن ابن عيينة - أيضا - أنه قال: هو العمري الزاهد، واسمه:
عبد الله بن عبد العزيز
(6)
.
(1)
أخرجه البخاري كتاب فضائل المدينة باب الإيمان يأرز إلى المدينة برقم (1876) 2/ 271 عن أبي هريرة، ومسلم كتاب الإيمان برقم (233) 1/ 31 عن أبي هريرة، وابن ماجة في سننه برقم (3111) 2/ 1038 عن أبي هريرة، وأحمد في مسنده 2/ 286 عن أبي هريرة، والبغوي بشرح السنة 1/ 119 عن أبي هريرة، والبيهقي في الدلائل 2/ 520 عن أبي هريرة.
(2)
ذكره ابن النجار بالدرة الثمينة 2/ 333.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
أخرجه البخاري كتاب فضائل المدينة باب المدينة تنفي الخبث عن أنس برقم (1886) 2/ 273، وأحمد في مسنده 3/ 159 عن أنس، والترمذي في سننه عن أنس برقم (3441) 5/ 465 وقال: حسن صحيح غريب.
(5)
أخرجه الترمذي في سننه عن أبي هريرة برقم (2682) 5/ 46 وقال: حديث حسن. وذكر قولي سفيان بن عيينة عقب الحديث، وأحمد في المسند 2/ 299 عن أبي هريرة. والحاكم في المستدرك 1/ 91 عن أبي هريرة. والعمري هو: عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي العمري، كان عابدا مجتهدا، مات بالمدينة سنة (184 هـ). انظر: ابن قتيبة: المعارف ص 186، ابن الجوزي: المنتظم 9/ 89 - 100، الذهبي: سير أعلام 8/ 373 - 378.
(6)
أخرجه الترمذي في سننه عن أبي هريرة برقم (2682) 5/ 46 وقال: حديث حسن. وذكر قولي سفيان بن عيينة عقب الحديث، وأحمد في المسند 2/ 299 عن أبي هريرة. والحاكم في المستدرك 1/ 91 عن أبي هريرة. والعمري هو: عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي العمري، كان عابدا مجتهدا، مات بالمدينة سنة (184 هـ). انظر: ابن قتيبة: المعارف ص 186، ابن الجوزي: المنتظم 9/ 89 - 100، الذهبي: سير أعلام 8/ 373 - 378.
وقد أشار سيدي وجدي أبو محمد عبد الله المرجاني، فيما نقل عنه من «الفتوحات الربانية»
(1)
في بعض كلام تقدمه شيء من عظيم شرف سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال رحمه الله: فمن ألهم الهداية، واتحف بجميل العناية، اهتدى بهداه
(2)
صلى الله عليه وسلم، وتتبع أوامره، ووقف عند زواجره، واستسن بسنته، وهاجر إلى مدينته وشهد آثار شريف حجرته، ليستمد من مناهل بركته، فإذا تحقق ذلك، فليس مقصود الكل سوى سلوك نهج سنته، فليس المقصود إلا ذلك قرب مستوطن أبعد من بعيد لعدم ملاحظته كما وقعت الإشارة به مما يقتضي المهاجرة إلى حرمه المنيف وحرم ربه الشريف بقوله صلى الله عليه وسلم:
«إن الإيمان ليأرز فيما بين الحرمين»
(3)
يعني مكة إذ هي مشرق طلعته ومهبط الوحي وموطن الأنس، وحرم المدينة وهي بقعة مغرب روحه الطاهرة، فهذا دليل على خصوصية البقعة لذاتها قبل الجواب عن ذلك، وذلك أن الإشارة الشريفة ظهرت معجزاتها وعمت الخافقين بركتها، وذلك أن سر الشريعة التي هي المقصد الأسنى في الإشارة ظهرت في مكة شرفها الله تعالى على يد الإمام الشافعي رضي الله عنه فكانت مشرفة بها نور مذهبه، ومالك - رضوان الله عليه - إمام دار الهجرة ظهرت إشارته المباركة في انتحاله ومذهبه فتمت عليه بركات مغرب روحه، فأخذ كل من الإمامين مراده صلوات الله عليه وسلامه بحظ وافر، فاختص أهل الشرف بمن كسي محاسن المشارق واختص أهل الغرب بمن حلّ بملابس المغارب، فتعلم من ذلك أن
(1)
كتاب «الفتوحات الربانية في المواعيد المرجانية» مخطوط في التيمورية. انظر: حاجي خليفة: كشف الظنون 2/ 1237، الزركلي: الأعلام 4/ 125، كحالة: معجم المؤلفين 6/ 130.
(2)
في (ط): «بهديه» .
(3)
له شاهد في دلائل النبوة للبيهقي 2/ 520 عن ابن عمر مرفوعا، وفي صحيح مسلم عن ابن رافع كتاب الايمان برقم (233) 1/ 31.
الإشارة/قد وقعت بأن الإيمان ظهر فيما بين هذين الحرمين الشريفين.
وبالله التوفيق
(1)
.
إشارة:
[قال صاحب]
(2)
«المقدمات»
(3)
: أجمع أهل العلم على فضلها على غيرها، وعند مالك والقاضي عبد الوهاب [وجماعة]
(4)
من المالكية: المدينة أفضل من مكة
(5)
بخلاف الشافعي وأبي حنيفة [وقد قال في آخر «التلقين»
(6)
:
وبلدة الرسول، صلى الله عليه وسلم، أفضل من البقاع كلها]
(7)
.
قال القاضي [عياض]
(8)
بعد ذكره الخلاف: ولا خلاف أن موضع قبر النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه أفضل بقاع الأرض
(9)
. كما سيأتي
(10)
.
(1)
تحدث المصنف عن جده بالفتوحات الربانية عن أمرين: الأول: تصريحه بأن من ألهمه مولاه الهداية يسر له الإحاطة بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وحسن انتهاجها في سلوكه وأقواله وأفعاله مهما تباعد وطنه عن طيبة، وهذه حقيقة لا غبار عليها، والأمر الثاني: فهو تكلفه البعيد في تأويل قول النبي صلى الله عليه وسلم «إن الايمان ليأرز من الحرمين» وزعم أن ذلك لم يتجلى إلا في ظهور مذهب مالك بالمدينة ومذهب الشافعي بمكة، وهذا تكلف باطل لا يحتمل اللفظ بمعناه الحقيقي والمجازي، ولقول السيوطي في الإتقان:«الأصل حمل اللفظ على ظاهره ما لم تقم قرينة تصرفه إلى المعنى المجازي، ولا قرينة تصرفه إلى المعنى المجازي، ولا قرينة هنا تبرز تأويله البعيد» .
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
كتاب «المقدمات» لأبي القاسم علي بن عبيد الله الدقيقي، من علماء العربية (ت 415 هـ). انظر: ايضاح المكنون 2/ 541، الزركلي: الأعلام 5/ 125.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
فصل القاضي عياض أقوال العلماء في المفاضلة بين مكة والمدينة في الشفا 2/ 74 - 75.
(6)
كتاب «التلقين» في الفروع في فقه المالكية للقاضي عبد الوهاب بن علي أبو محمد الثعلبي. انظر: حاجي خليفة كشف الظنون 1/ 481، الزركلي: الأعلام 4/ 335.
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(8)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(9)
انظر: القاضي عياض: الشفا 2/ 75.
(10)
في الفصل الرابع من الباب السادس.
سمعت والدي رحمه الله غير ما مرة يقول: العقوبة معجلة بالمدينة لمن فعل بها ما يستحق العقوبة جرى لفلان واتفق لفلان عددا جما
(1)
.
وسمعته أيضا يقول: كنت ذات يوم جالسا في البستان، فإذا بمقدار ثلاثين - أو أربعين - فارسا لابسين بياض [معممين]
(2)
ملثمين جميعهم، قاصدين المدينة، فأتبعتهم في أثرهم، فلم أجد لهم خبرا، فسألت عنهم، فلم أجد من يخبرني عنهم بخبر ولم أجد لهم أثرا، فعلمت أنهم من الملائكة، أو من مؤمني الجن، أو من صالحي الإنس، أتوا لزيارة النبي، صلى الله عليه وسلم، والبستان اليوم باق معروف بالمرجانية بالقرب من المصلى
(3)
.
وسمعته - رحمة الله عليه - يقول: من بركة أرض المدينة أني زرعت بالبستان بطيخا أخضر، فلما استوى أتاني بعض الفقراء من أصحابي، فأشاروا إلى بطيخة قد انتهت، وقالوا: هذه لا تتصرف فيها فهي لنا إلى اليوم الفلاني، فلما خرجوا أتى من قطعها ولم أعلم فتشوشت من ذلك، ونظرت فإذا بنوارة قد طلعت مكان تلك البطيخة وعقدت بطيخة، فلم يأت يوم وعد الفقراء إلا وهي أكبر من الأولى، فأتوا وأكلوها ولم يشكوا أنها الأولى
(4)
.
(1)
كذا ورد عند النهرواني في تاريخ المدينة (ق 30) نقلا عن المصنف، وعند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 126 نقلا عن المصنف.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
كذا ورد عند النهرواني في تاريخ المدينة (ق 30) نقلا عن المصنف، وعند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 126 نقلا عن المصنف.
(4)
كذا ورد عند النهرواني في تاريخ المدينة (ق 31) نقلا عن المصنف، وعند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 127 نقلا عن المصنف.
الفصل الثاني
في ذكر ما جاء في غبار المدينة الشريفة
عن محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:«غبار المدينة شفاء من الجذام»
(1)
. [رواه الحافظ محب الدين
(2)
]
(3)
.
قال الفيلسوف أبو الحسن سعيد بن هبة الله في كتابه «المغني»
(4)
: هذا المرض هو المسمى بداء السبع، وهو نوعان، منه ما يحدث من الخلط السوداوي، ومنه ما يحدث عن احتراق المرة الصفراء. رواه أبو القاسم بن الطيلسان
(5)
.
عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «شموا النرجس
(6)
ولو في اليوم مرة واحدة، ولو في الشهر مرة، ولو في السنة مرة،
(1)
ذكره المتقي في كنز العمال برقم (34828) وعزاه لأبي نعيم في الطب عن ثابت، والمطري في التعريف ص 18 نقلا عن ابن النجار، والمراغي في تحقيق النصرة ص 203 عن ابن النجار.
(2)
رواه الحافظ ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 332 عن محمد بن إبراهيم بن إسماعيل.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
سعيد بن وهبة الله، أبو الحسن، طبيب من أهل بغداد (ت 495 هـ) وله كتاب:«المغنى في تدبير الأمراض والعلل والأعراض وأسبابها وعلاماتها ومداواتها» . مخطوط في استامبول وشبستريني رقم (3978).
انظر: ابن أبي أصيبعة: طبقات الأطباء 1/ 254، ابن العماد: شذرات الذهب 3/ 402، الزركلي: الأعلام 3/ 156، كحالة: معجم المؤلفين 4/ 233.
(5)
القاسم بن محمد القرطبي، أبو القاسم المعروف بابن الطيلسان، حافظ مصنف (ت 642 هـ). انظر: ابن العماد: شذرات الذهب 5/ 215.
(6)
نبات له ورق شبيه بورق الكرات، طيب الرائحة. انظر: ابن البيطار: الجامع لمفردات الأدوية 4/ 179.
ولو في الدهر مرة، فإن في القلب حبة من الجنون والجذام والبرص لا يقطعها إلا النرجس»
(1)
.
ونهى عن قطع رأس الرمانة بالفم، وذكروا أن فيها دودة إذا وصلت إلى فم الإنسان تجذم. حكاه القرطبي.
وعن ابن عمر أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم/لما دنى من المدينة منصرفة من تبوك خرج إليه يتلقاه أهل المدينة، من المشائخ [والغلمان]
(2)
ثار من آثارهم غبرة، فخمر بعض من كان مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أنفه من الغبار، فمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يده فأماطه عن وجهه وقال:«أما علمتم أن عجوة المدينة شفاء من السقم، وغبارها شفاء من الجذام»
(3)
.
وعن [إبراهيم]
(4)
بن الجهم أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أتى بني الحارث
(5)
، فإذا هم روبى
(6)
فقال: «ما لكم يا بني الحارث روبى؟ قالوا: نعم يا رسول الله، أصابتنا هذه الحمى. قال: فأين أنتم من صعيب
(7)
قالوا: يا رسول
(1)
ذكره ابن الجوزي في الموضوعات 3/ 61 عن علي، والعجلوني في كشف الخفاء 2/ 16، وعزاه للطبراني وقال فيه السيوطي رواية غير معل ولا مفلس، وذكره السيوطي في اللآليء 2/ 147 عن علي.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
حديث «أما علمتم أن عجوة المدينة شفاء من السقم وترابها شفاء من الجذام» بهذه الزيادة موضوع ذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة 2/ 102 أما بدون زيادة ذكره المتقي في كنز العمال برقم (34830) وعزاه السيوطي للزبير بن بكار في أخبار المدينة وابن السني وأبو نعيم في الطب.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
بنو الحارث: بطن من الأوس، مساكنهم بالسنح على ميل من المسجد النبوي. انظر: ابن حزم: جمهرة ص 361، القلقشندي: نهاية الأرب ص 46.
(6)
روبى جمع روبان مثل عطشان وعطشى، وهو الخائر النفس الشديد الإعياء المختلط العقل. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «روب» .
(7)
صعيب: تصغير صعب، موضع في وادي بطحان مع ركن الماجشونية الشرقي بالقرب من ديار بني الحارث. انظر: الفيروز أبادي: المغانم ص 218، السمهودي: وفاء الوفا ص 68،1252.
الله ما نصنع به؟ قال: تأخذون من ترابه، فتجعلونه في ماء ثم يتفل عليه أحدكم، ويقول: بسم الله تراب أرضنا، بريق بعضنا، شفاء لمريضنا بإذن ربنا» ففعلوا، فتركتهم الحمى
(1)
. تفل معه شيء من الريق والنفث عكسه.
وأما صعيب فقال أبو القاسم طاهر بن يحي العلوي: هو وادي بطحان
(2)
، دون الماجشونية
(3)
، وفيه حفرة يأخذ الناس منها، وهو اليوم إذا وبأ إنسان أخذ منه
(4)
.
وقال الشيخ جمال الدين
(5)
: صعيب مع ركن الماجشونية الشرقي الشمالي.
قال أبو عبيد القاسم بن سلام: بطحان بضم الباء الموحدة، وسكون الطاء المهملة، سمي بذلك لسعته وانبساطه من البطح وهو البسط
(6)
.
قال الحافظ محب الدين
(7)
: رأيت هذه الحفرة والناس يأخذون منها،
(1)
أخرج بعضه البخاري عن عائشة في كتاب الطب باب رقية النبي صلى الله عليه وسلم برقم (5745) 4/ 32، وأحمد في المسند 6/ 93 عن عائشة، والحاكم في المستدرك 4/ 412 عن عبادة بن الصامت، وأخرجه كاملا ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 332 عن إبراهيم بن الجهم.
(2)
وادي بطحان: بالضم فسكون، واد بالمدينة، وأودية المدينة ثلاثة: العقيق، وبطحان، وقناة. انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 446، الفيروز ابادي: المغانم ص 56.
(3)
الماجشونية: نسبة إلى ما جشون، موضع بوادي بطحان. انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 366، السمهودي: وفاء الوفا ص 1298.
(4)
قول طاهر العلوي كذا ورد في الدرة الثمينة لابن النجار 2/ 333، والتعريف للمطري ص 52، وتحقيق النصرة للمراغي ص 203، ووفاء الوفا للسمهودي ص 68.
(5)
قول جمال الدين المطري ورد في كتابه التعريف ص 52.
(6)
راجع ما حكاه النهرواني في تاريخ المدينة (ق 33) عن أبي عبيد القاسم بن سلام، وفي تاريخ مكة لابن الضياء ص 129.
(7)
قول محب الدين ابن النجار ورد في كتابه الدرة الثمينة 2/ 333، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 204، والسمهودي في وفاء الوفا ص 68، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 128.
وذكروا أنهم قد جربوه، فوجدوه صحيحا، ثم قال: وأخذت أنا منها أيضا.
وعن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن أبي سلمة أن رجلا أتى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وبرجله قرحة، فرفع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، طرف الحصير، ثم وضع إصبعه التي تلي الإبهام على التراب بعد ما مسها بريقه فقال:«بسم الله بريق بعضنا، بتربة أرضنا يشفي سقيمنا بإذن ربنا، ثم وضع إصبعه على القرحة، فكأنما حل من عقال»
(1)
.
الفصل الثالث
في ذكر ما جاء في تمر المدينة الشريفة وثمارها
أول من غرس النخل في الأرض: أنوش بن شيث
(2)
، وأول من غرسه بالمدينة: بنو قريظة وبنو النضير
(3)
.
حدث العوفي عن الكلبي في «تاريخ ملوك الأرض» : أن شرية الخثعمي
(4)
عمر ثلثمائة سنة، وأدرك زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال وهو بالمدينة: لقد رأيت هذا الوادي الذي أنتم فيه، وما به نخلة ولا شجرة
(1)
أخرجه البخاري في كتاب الطب باب رقية النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة برقم (5745،5746) 7/ 172، والبيهقي في الدلائل 6/ 170 عن عائشة، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 333.
(2)
كذا ورد في تاريخ المدينة للنهرواني (ق 33)، وفي تاريخ مكة لابن الضياء ص 129، وفي محاضرة الأوائل للسكتواري ص 90.
(3)
كذا ورد في الدرة الثمينة لابن النجار 2/ 325، وفي تاريخ المدينة للنهرواني (ق 33)، وفي تاريخ مكة لابن الضياء ص 129.
(4)
شرية: بفتح أوله وسكون الراء وفتح التحتانية، معمر أدرك الجاهلية والاسلام، ودخل المدينة في عهد عمر. انظر: ابن حجر: الاصابة 3/ 385.
مما ترون، ولقد سمعت أخريات قومي يشهدون بمثل شهادتكم هذه - يعني لا إله إلا الله
(1)
.
وممن عمّر مثل هذا جماعة منهم: سلمان الفارسي
(2)
، والمستوعز بن ربيعة
(3)
، وبابارتن
(4)
، وهو الذي/رويت عنه حديث المعمر المشهور، عن والدي، عن نجم الدين الأصبهاني، عن [ابن]
(5)
بابارتن، عن أبيه بابارتن، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، حسبما هو في البرنامج
(6)
.
روينا في صحيح مسلم
(7)
، من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: «من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها،
(1)
كذا ورد في تاريخ مكة لابن الضياء ص 129، وذكره ابن حجر في الاصابة 3/ 385 عن عبد الله بن حكيم.
(2)
عاش سلمان 250 سنة، وحكى الحافظ ابن حجر قول الذهبي: وجدت الأقوال كلها في سنه على أنه جاوز المائتين وخمسين. انظر: ابن الجوزي: صفة الصفوة 1/ 555، ابن الأثير: أسد الغابة 2/ 421، ابن حجر: الاصابة 3/ 142.
(3)
المستوعز بن ربيعة بن كعب السعدي، كان من فرسان الجاهلية، أدرك زمن معاوية، عاش زهاء 230 سنة. انظر: ابن حجر: الاصابة 6/ 290.
(4)
رتن بن عبد الله الهندي البترندي، قال الذهبي: شيخ دجال بلا ريب طال عمره وظهر بعد الستمائة فادعى الصحبة، والصحابة لا يكذبون. انظر: الذهبي: ميزان الاعتدال 2/ 45، ابن حجر: الاصابة 2/ 523، الزرقاني على المواهب 7/ 31 وعلى هذا فمتن هذا الحديث بإسناد رتن باطل.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
هو حديث «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له مائة مرة» وهو مخرج في الصحيحين، فقد أخرجه البخاري في كتاب الدعوات باب فضل التهليل عن أبي هريرة برقم (6403)، وأخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء باب فضل التهليل عن أبي هريرة 4/ 2071، فهذا الحديث بإسناد الصحيحين صحيح وبإسناد رتن باطل. وقال تقي الدين الفاسي في العقد 5/ 271،503 «وإسناده في هذا الحديث باطل لأن رتن الهندي كاذب في دعواه الصحبة» .
(7)
أخرجه مسلم في كتاب الأشربة باب فضل تمر المدينة عن سعد بن أبي وقاص برقم (154) 3/ 1618، والبخاري في كتاب الطب باب الدواء بالعجوة للسحر عن سعد بن أبي وقاص برقم (5768) 4/ 39، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 333.
حين يصبح، لم يضره سم حتى يمسي».
اللاّبة: الحرة، والحرة حجارة سود من الجبلين، وجمع اللاّبة لابات ما بين الثلاثة إلى العشرة، فإذا كثرت فهي اللاّب واللّوب لغتان بمعنى واحد
(1)
، والحرة: جمعها حرور وحرّات وحرار
(2)
، فقوله:«ما بين لابتيها» يعني ما بين حرتيها. قاله ابن وهب، وهو قول مالك
(3)
.
وروينا في الصحيحين
(4)
من حديث سعد أيضا رضي الله عنه عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال:«من تصبح كل يوم بسبع تمرات عجوة، لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر» .
العجوة: ضرب من أجود التمر بالمدينة يسمى نخلها اللينة
(5)
.
فائدة:
ذكر الغزالي في «الإحياء»
(6)
: أن من أكل كل يوم سبع تمرات عجوة قتلت كل دابة في بطنه، ومن أكل كل يوم إحدى وعشرين زبيبة حمراء لم ير في جسمه شيئا يكرهه.
وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال: من ابتدأ غذاءه بالملح أذهب
(1)
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «لوب» ، «حرر» وعن حرتي المدينة: حرة واقم وحرة الوبرة. راجع: الفيروز ابادي: المغانم ص 112،114، السمهودي: وفاء الوفا ص 1188، 1189.
(2)
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «لوب» ، «حرر» وعن حرتي المدينة: حرة واقم وحرة الوبرة. راجع: الفيروز ابادي: المغانم ص 112،114، السمهودي: وفاء الوفا ص 1188، 1189.
(3)
كذا ورد في تاريخ المدينة للنهرواني (ق 34).
(4)
أخرجه البخاري في كتاب الطب باب الدواء بالعجوة عن سعد بن أبي وقاص برقم (5769) 4/ 40، ومسلم في كتاب الأشربة باب فضل تمر المدينة عن سعد برقم (155) 3/ 1618، وأبو داود في سننه 4/ 8.
(5)
كذا في فتح الباري لابن حجر 10/ 239، ووفاء الوفا للسمهودي ص 71.
(6)
انظر: الغزالي: إحياء علوم الدين 2/ 19.
الله تعالى عنه سبعين نوعا من البلاء
(1)
.
قوله: «سم ولا سحر» السم: كل ما هو مخالف لبدن الإنسان [مخالفة جاوزت مزاج الإنسان]
(2)
بحيث يهلكه بجوهره ويفسده عند ملاقات البدن. قال أبو الحسن سعيد بن هبة الله الفيلسوف: والفرق بين السم والدواء القتال أن السم لا يكون إلا من حيوان وما يقتل من غيره يسمى دواء قتالا.
وقد وضع أبو بكر بن وحشية
(3)
في ذلك تصنيفا غريبا، وذكر منها ما يقتل بالسم، ومنها ما يقتل بالشرب، ومنها ما يقتل بالنظر، ومنها ما يقتل بالسمع وأطلق على جميعها اسم السم، ومنها ما هو من حيوان، ومنها ما هو من دواء مركب.
فقوله عليه الصلاة والسلام «لم يضره سم ولا سحر» يدخل تحته جميع أجناس السموم، ويدخب فيها أيضا ما يناسبها من لدغ الحيات والعقارب وشبهها والله أعلم.
وقد قيل أن بعض العلماء - وهو: الشيخ جمال الدين محمد بن مكرم
(4)
- كان يحمل بندقة
(5)
(1)
ذكره الغزالي في الإحياء 2/ 19 عن علي بن أبي طالب.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
أحمد بن علي الكلداني، أبو بكر بن وحشية، عالم بالفلاحة والكيمياء والسحر والسموم، له كتاب «السحر والطلسمات» وكتاب «السحر الكبير» (ت 296 هـ). انظر: ابن النديم: الفهرست ص 433، كحالة: معجم المؤلفين 2/ 23.
(4)
محمد بن مكرم، أبو الفضل جمال الدين ابن منظور الأنصاري، صاحب اللسان (ت 711 هـ). انظر: ابن حجر: الدرر الكامنة 5/ 31، السيوطي: حسن المحاضرة 1/ 534.
(5)
البندق: بالضم وهو الجلوز واحدته بندقة، زعموا أن تعليقه بالعضد يمنع لسع العقارب. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «بندق» . -
وعفصة
(1)
. فالبندقة: تدفع لدغ العقارب، والعفصة: تمنع طلوع الدمامل.
وجاء أن من نظر إلى السّها
(2)
وهو النجم الخفي المقارن لإحدى بنات نعش لم تلسعه في تلك الليلة حية ولا عقرب. وقيل: من عليه الغاريقون لم تلسعه عقرب.
وأما السحر: فقيل: إنه تخيل لا حقيقة له/ولا يقلب عينا ولا يحيل طبيعة ذكره علي بن أحمد بن سعيد بن حزم
(3)
في كتاب «الدرة» .
(5)
- قد يكون في التركيب الطبيعي لبعض النباتات ما يجعلها تصدر رائحة طاردة لبعض الحشرات مثل الشيح، فقد ثبت بالإستقراء أن وجوده بالمنزل طارد للثعابين، وعلى الرغم من ذلك فإن بعض الثعابين بمجرد ما يقترب منها الإنسان تلقي بنفسها عليه لتلدغه. أما البندقة فلا ريح لها مطلقا، وعلى هذا فحملها مع الاعتقاد الجازم بأن حملها يحمي من لدغ العقرب سحر من إملاء شياطين الجن، ومهما باتت الشياطين تحرس المعتقد فلن تمنعه من قدر الله تعالى. والمؤمن القوي هو الذي بمجرد ما يملي عليه وجود ارتباط بين البندقة وبين الحماية من العقرب سارع إلى نفيه فقال لا تأثير في الأكوان لغير قدرة الله، والعقل يحيل اجتماع مؤثرين - قدرة الله وقدرة الساحر - على أثر واحد فيزداد إيمانه قوة. وأما ضعيف الإيمان فإن لدغ وأخبر بهذا الارتباط سرعان ما يأسف على عدم حمله بندقة فيقول ياليتني حملت بندقة فحمتني من اللدغ فيزداد إيمانه ضعفا، وذلك لإعتقاده في إمكان النفع والضرر بغير الله تعالى بجزمه بصدق الإرتباط بين حمل البندق والأثر المرصود لحملها وهو الحماية من اللدغ.
(1)
عفصة: بفتح العين وسكون الفاء، شجرة من البلوط، ومنها يتخذ دواء قابض مجفف. انظر: الزبيدي: تاج العروس، مادة «عفص» وحماية العفصة حاملها من الدمامل فهذه سحر يكذبه الشرع والعلم. فأما الشرع فلقول النبي صلى الله عليه وسلم «إن الدمامل والزكام من الرحمن» . والعلم أثبت أن الميكروبات إذا زادت في الجسم زيادة كثيرة بسبب تلوث الأطعمة وعجز عن التخلص منها جهاز المناعة تنتشر في الجسم متلمسة أضعف طبق من الجلد فتطفح عليه في صورة دمامل، والمؤمن القوي هو الذي يجتهد في الإحتياط لتنزيه الإعتقاد من إمكان جلب النفع أو دفع الضر بغير الله تعالى، لأن أحكام عقيدة الإسلام هي نتائج يقينية لأقيسة شرعية يقينية المقدمات. والمؤمن القوي تظهر قوة إيمانه بوضوح حين ينفي ما يثمره قدرة السحر من أوهام ويجزم بأنه لا تأثير لغير قدرة الله وحده.
(2)
السها: كويكب صغير خفي الضوء في بنات نعش الكبرى. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «سهو» . والنظر إلى النجوم أو إلى السها لا للتأمل في عظمة خلق الله تعالى لها ولكن للربط بين تحركاتها وأفعال العباد فهذا سحر، وقد نبهنا نبينا المعصوم صلى الله عليه وسلم لذلك كله.
(3)
علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري، كان عالما بالمذاهب والملل والعربية (ت 456 هـ). انظر: ابن العماد: شذرات الذهب 3/ 299 - 300.
سمعت والدي - رحمه الله تعالى - يقول: سحرت امرأة من أهل اليمن زوجها، وغيّرت صورته، واتفق لهم حكاية طويلة، ثم تشفّع فيه بعض الناس، فقالت امرأته: لا بد أن أترك فيه علامة، فأطلقته ولكن بعد أن نبت له ذنب نعت ذنب الحمار، فحج وهو على تلك الحالة، فشكى ذلك إلى أبي عبد الله محمد بن يحي الغرناطي
(1)
- فقيه كان بمكة - فأمره بالسفر إلى المدينة، فسافر في طريق المشيان إليها، قال: فعند وصوله إلى قباء سقط منه ذلك الذنب بإذن الله تعالى
(2)
.
(1)
محمد بن علي بن يحيى الأندلسي، أبو عبد الله الغرناطي، كان عارفا بمذهب مالك (ت 715 هـ). انظر: الفاسي: العقد الثمين 2/ 218 - 219.
(2)
كذا ورد عند النهرواني في تاريخ المدينة (ق 31 - 32) نقلا عن المصنف، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 127 - 128 نقلا عن المصنف أيضا.
وحكاية المصنف هذه القصة بهذا الأسلوب الذي يدل بدلالة مفهومة على أن للسحر تأثيرا في الأعيان، وأن مجرد التبرك بدخول المدينة كفيل بالعلاج من السحر المؤثر في الأعيان اعتقاد باطل من وجوه:
لم نقف على سند لهذه القصة في مصنفات السابقين للمرجاني، والمرجاني لم يذكر سندها ولا تاريخ وقوعها ولم يسندها إلى الثقات وإنما ذكرها على سبيل الحكاية.
أن الله تعالى صرح في قرآنه باستحالة جريان السحر على المحسوس وصرح بأنه يجري على المرئي فقط، وذلك بدليل أن الله تعالى صرح بأن كل ما صنعه سحرة فرعون مجرد تخيل وإيهام جرى على المرئي لا على المحسوس فقال تعالى: قالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذا حِبالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى - طه آية 66 - وبدليل أن الله شهد على موسى بالرعب والذهول حين سحرت الفراعنة عينية حين خيلوا إليه من سحرهم أن الحبال حيات تسعى فقال تعالى: فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى - طه آية 67 - .
والوجه الصحيح لتأويل صيرورة المسحور له ذنب: أن يحمل ذلك على التخييل القوي الذي ملك قلب المسحور والذي قوى تخييله ضعف إيمانه، الأمر الذي حدا به إلى الاعتقاد بأنه غدا له ذنب كذنب الحمار.
ومن ابتلى بالسحر فيلزمه أمور منها: قراءة آيات السحر المأثور قراءتها عن النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجها ابن السني في عمل اليوم ص 236 حديث برقم (237) ر، التوبة الخالصة لله تعالى من الكبائر، الصبر على بلاء السحر بدليل أن صحابية كانت تصرع وتنكشف فقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ادع الله تعالى لي بالشفاء، فقال لها: اصبري ولك الجنة، قالت فادع الله ألا أنكشف، فدعي، فكانت بعد النبي صلى الله عليه وسلم تصرع ولا تنكشف. أخرجه أحمد في المسند 3/ 347 عن ابن عباس.
والسحر معدود في الكبائر، وهو أول ذنب عصي الله تعالى به.
وأصح ما قيل في الكبائر أنها عشرون، اثنان في اليد: السحر والقتل، واثنان في الفرج: الزنا واللواطة، وثمان في الفم: الغيبة والنميمة وقذف المحصنات المؤمنات وشهادة الزور ويمين الغموس وشرب الخمر وأكل الربا، وأكل مال اليتيم بالباطل، وأربع في القلب: الرياء والحسد والعجب والكبر، وأربع في جميع البدن: ترك الصلاة وعقوق الوالدين والتولي يوم الزحف وإفساد أحوال المسلمين.
وقيل: إذا افتتحت سورة النساء فكل شيء نهي عنه إلى ثلاث وثلاثين آية فهو كبيرة. وقال ابن جبير: كل ذنب عصي الله به فهو كبيرة.
واختلف في هاروت وماروت
(1)
فقيل: ملكين على الحقيقة وأنكر ذلك خالد ابن أبي عمران، وقال غيره: أنهما مأذون لهما في تعليمه بشرط أن يبينا أنه كفر. وقال مكي: هما جبريل وميكائيل ادعى اليهود عليهما المجيء به كما ادعوا على سليمان فأكذبهم الله في ذلك
(2)
(3)
وقيل: هما رجلان تعلماه.
وقال الحسن: هاروت وماروت هما علجان من أهل بابل، وقيل: كانا ملكين من بني إسرائيل فمسخهما الله تعالى
(4)
. حكاه السمرقندي.
وقالوا أيضا في إبليس: أنه لم يكن من الملائكة، وإنما هو أبو الجن كما أن آدم أبو البشر
(5)
.
(1)
بسط الخلاف في المسألة القاضي عياض في الشفا 2/ 155.
(2)
كذا ورد في الشفا 2/ 156.
(3)
سورة البقرة آية (102).
(4)
كذا ورد في الشفا 2/ 157.
(5)
كذا ورد في الشفا 2/ 157.
وقيل: أن هاروت كان اسمه هدى، وماروت عزايا، وإبليس عزازيل، والزهرة هو اسمها بالعربية وبالفارسية ناهيد وبالنبطية بيدخت وهي من الممسوخين وكانت امرأة بغية، ومن الممسوخين: سهيل والضب والوزعة والعضاة والقردة والخنازير والفيل والدعموص والحبرى والدب والعقرب والقنفذ/والعنكبوت والخفاش والثعلب والسرطان والخنفساء والسلحفاة والزنبور والعقاب والعقعق والفاختة والبغبغاء والقنبرة والعصفور والفارة والبوم والهامة والذئب والأرنب
(1)
. واعلم أن الخفاش هو الطير الذي صوره عيسى عليه السلام من الطير، وهو يلد ولا يبيض، قالوا: وسببه أن ما كان من الحيوان له أذنان ظاهرتان فهو يحيض ويلد، وما كان له أذنان باطنتان
(1)
خبر الممسوخين الاثنى عشر الذي رواه ابن الجوزي بسنده في الموضوعات 1/ 185 - 186 وقال حديث موضوع، لأن في سنده مغيث الأزدي خبيث كذاب لا يساوي شيئا روى حديث المسوخ وهو حديث منكر. فخبر ابن الجوزي بهذا الإسناد موضوع.
أما أخبار الممسوخين التي رواها أصحاب السنن والمسانيد فهي صحيحة، فمنها ما أخرجه النسائي في سننه 7/ 199 كتاب الأطعمة باب أكل الضب، وأبو داود في سننه برقم (3795) كتاب الأطعمة باب أكل الضب، وأحمد في المسند 4/ 320، وثبت في التنزيل مسخ الله تعالى الذين اعتدوا في السبت بالصيد قردة.
وخبر المصنف رحمه الله تعالى مجرد جمع للمسوخين بلا تنقيب عن كل ممسوخ، وما روي بشأنه من أحاديث، فهو بهذا اللفظ يوهم بل ويدل بدلالة مفهومة أن هذه الكائنات الثلاثون الممسوخة هي ونسلها للآن كانت بشرا ومسخت ويعضده دلالة مفهوم امتناع النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل الضباب حين وضعت وأكلت على سفرته صلى الله عليه وسلم، وهذا المعنى باطل بدليل ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم «ما مسخ أحد قط فكان له نسل ولا عقب» ، قال ابن كثير عند تفسير آية مسخ المعتدين في السبت عاشوا ثلاثة أيام وكانوا يتزاورون أي يزور كل ممسوخ أقاربه للاعتبار ثم ماتوا، وهذا الحديث أخرجه الطبراني في الكبير برقم (746) عن أم سلمة وأبو نعيم في تاريخ أصبهان 2/ 248، وذكره السيوطي في الكنز برقم (20024) وعزاه للطبراني عن أم سلمة.
وعلى هذا فجميع الحيوانات والطيور الموجودة الآن ليس فيها فرع أصله ممسوخ مطلقا، وإنما مسخ الله بعض عصاة الإنس على مثال بعضها وشاكلته، وعلى هذا يكون امتناع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل الضباب لا لكونه فرع لأصل ممسوخ، ولكنه لمجرد التحرج من أكل شيء لم يعهده، ولأنه كان مكلفا بتحري أكمل وجوه الشريعة.
فهو يبيض
(1)
.
رجعنا إلى المقصود:
في أفراد مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان الناس إذا رأوا أول الثمر، جاءوا به إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فإذا أخذه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال:«اللهم بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مدّنا، اللهم إن إبراهيم عليه السلام عبدك وخليلك ونبيك وإني عبدك ونبيك وإنه دعاك لمكة، وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك لمكة ومثله معه، ثم يدعو أصغر وليد له فيعطيه ذلك الثمر»
(2)
.
الثمر: بفتح الثاء المثلثة جمع ثمرة من ثمار المأكول، وبضمها وضم الميم: المال
(3)
. حكاه العزيزي.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان يؤتى بأول الثمر فيقول:«اللهم بارك لنا في مدينتنا وفي ثمارنا وفي مدنا، وفي صاعنا بركة مع بركة» ثم يعطيه أصغر من يحضره من الولدان
(4)
. وفي رواية الترمذي
(5)
: أصغر وليد يراه.
(1)
انظر: الدميري: حياة الحيوان 1/ 269.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الحج باب فضل المدينة عن أبي هريرة برقم (473) 2/ 1000، ومالك في الموطأ 2/ 885 عن أبي هريرة، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 334 عن أبي هريرة.
(3)
ما كان في القرآن من ثمر فهو من الثمار، وما كان من ثمر فهو مال، فالثمر الذهب والفضة. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «ثمر» .
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحج باب فضل المدينة عن أبي هريرة برقم (474) 2/ 1000، ومالك في الموطأ 2/ 885 عن أبي هريرة، وأحمد في المسند 2/ 142 عن أبي هريرة.
(5)
أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات باب ما يقول إذا رأوا الباكورة عن أبي هريرة برقم (3454) 5/ 472، وذكره المتقي في كنز العمال برقم (34882) وعزاه للسيوطي والترمذي عن أبي هريرة.
وفي رواية ابن السني: عن أبي هريرة: «رأيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إذا أوتي بباكورة الرطب وضعها على عينيه، ثم [على شفتيه، وقال: اللهم كما أريتنا أوله فأرنا آخره» ثم يعطيه من يكون عنده من الصبيان
(1)
.
وعنه أيضا قال: «كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إذا أتي بباكورة الرطب وضعها على عينيه]
(2)
ثم دفعها إلى أصغر القوم سنا»
(3)
. ذكره بقي بن مخلد في مسنده ورواه النووي في الأذكار.
الفصل الرابع
ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لها بالبركة
عن علي رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كنا بالسقيا
(4)
التي كانت لسعد بن أبي وقاص، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:
«ائتوني بوضوء، فلما توضأ قام فاستقبل القبلة، ثم كبر ثم قال: اللهم إن إبراهيم كان عبدك، وخليلك، دعاك لأهل مكة بالبركة، وأنا محمد عبدك ورسولك أدعوك لأهل المدينة: أن تبارك لهم في مدهم، مثل ما باركت لأهل
(1)
أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة ص 113 عن أبي هريرة، وذكره ابن الضياء في تاريخ مكة ص 130.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة ص 113 عن أبي هريرة، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 5/ 42.
(4)
السقيا: بضم السين وسكون القاف، قرية جامعة من أعمال الفرع بطريق الحاج، وهي سقيا سعد بن أبي وقاص بالحرة الغربية على يسار السالك إلى ذي الحليفة.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 228، الفيروز أبادي: المغانم ص 179، السمهودي: وفاء الوفا ص 1234.
مكة ومع البركة بركتين»
(1)
.
وعن ابن شهاب قال: أخبرني أنس بن مالك أنه سمع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول:«اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة» . أخرجاه في الصحيحين
(2)
.
وعن أنس بن مالك أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال:«اللهم بارك لهم في مكيالهم وبارك لهم في صاعهم وفي مدهم»
(3)
- يعني أهل المدينة.
فائدة:
مدّ النبي صلى الله عليه وسلم رطل وثلث بالعراقي، والصاع منه أربعة أمداد وذلك خمسة أرطال وثلث، وإلى هذا رجع أبو يوسف القاضي حين ناظره مالك بين يدي الرشيد، وكان يقول: إن الصاع ثمانية أرطال على أن/في المد رطلين
(4)
.
قال أبو محمد عبد الله بن أبي زيد: قد غير المد في غير ما بلد، وغير ما زمان، فاختلف على حسب إختلاف الموازين، ولم أجد لها عيارا، أقول: ولا أصح من أن [الصاع]
(5)
أربع جفنات بكف الرجل المتوسط الكفين.
(1)
أخرجه الترمذي كتاب المناقب باب فضل المدينة عن علي برقم (3914) 5/ 674، وابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 72 عن علي، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 333 - 334 عن علي.
(2)
أخرجه البخاري في كتاب فضائل المدينة باب المدينة تنفي الخبث عن أنس برقم (1885) 2/ 273، ومسلم في كتاب الحج باب فضائل المدينة عن أنس برقم (466) 2/ 994، وأحمد في المسند 3/ 142 عن أنس، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 334.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الحج باب فضل المدينة عن أنس برقم (465) 2/ 994، والبخاري في كتاب البيوع بركة صاع النبي ومده عن أنس برقم (2130)، ومالك في الموطأ 2/ 885 عن أنس.
(4)
انظر: ابن حجر: فتح الباري 11/ 598.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
والأمداد الشرعية ثلاثة: [مد النبي]
(1)
صلى الله عليه وسلم للزكوات والكفارات، ومد مروان بن الحكم للنفقات خاصة وفيه مد وثلث بمد النبي صلى الله عليه وسلم وقيل: مد وربع، ومد هشام لكفارات الظهار خاصة، وفيه مدان إلا ثلثا بمد النبي صلى الله عليه وسلم.
قاله ابن القاسم في المدونة
(2)
. وذكر البغداديون عن معن بن عيسى: أنه مدان بمد النبي، صلى الله عليه وسلم، وقال ابن حبيب: هو مد وثلث كالقول الأول.
بيان الرطل العراقي: هو [اثنا عشر]
(3)
أوقية، والأوقية عشرة دراهم وثلثان من درهم الكيل، فيكون الرطل مائة وثمانية وعشرون درهما، ودرهم الكيل هو الذي تحققت به المكاييل والأوزان زنته من حب الشعير خمسون حبة وخمسا حبة، والحب
(4)
متوسط مقطوع منها ما خرج عن خلقتها، وفي هذا الدرهم ستة دوانق كل دانق سدس، والدانق من حب الشعير ثمان حبات وخمسا حبة
(5)
.
والأوقية: جمعها أواقي بتشديد الياء فيهما، وأواق بتخفيفها في الجمع
(6)
. حكاه اللحياني.
وقية: بفتح الواو وجمعها وقايا، وقال: هي لغة قليلة، وقال أبو عبيدة:
يقال: أوقية وأواقي غير مصروفة لأنه بزنة جمع الجمع ولك أن تخفف الياء، ولك أيضا في جمعها أواق بلا ياء
(7)
.
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
عبد الرحمن بن القاسم، أبو عبد الله العتقي المصري، تفقه على مالك ونظرائه (ت 191 هـ). انظر: السيوطي: حسن المحاضرة 1/ 303، ابن العماد: شذرات الذهب 1/ 329.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
من هنا وحتى قوله «وخمسا حبة» ساقط من (ط).
(5)
انظر: ابن منظور: اللسان، الفيروز أبادي: القاموس مادة «دانق» ، «درهم» ، «مكك» .
(6)
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «أوق» ، «وقى» .
(7)
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «أوق» ، «وقى» .
الفصل الخامس
ما جاء في فضل الصبر على لأواء المدينة وشدتها
روى مسلم في صحيحه، من حديث سعد بن أبي وقاص، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال:«لا يثبت أحد على لأوائها وجهدها إلا كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة»
(1)
. اللأواء: الجوع.
وفي أفراد مسلم من حديث عمر ومثله،
وعن أبي سعيد مولى المهري أنه جاء إلى أبي سعيد الخدري
(2)
ليالي الحرة
(3)
واستشاره في الجلاء من المدينة، وشكى إليه أسعارها وكثرة عياله، وأخبره أنه لا صبر له على جهد المدينة فقال: ويحك لا آمرك بذلك لأني سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول:«لا يصبر أحد على جهد المدينة ولأوائها فيموت، إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة إذا كان مسلما»
(4)
.
وعن جابر بن عبد الله، عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: «ليعودن هذا الأمر
(1)
أخرجه مسلم في كتاب الحج باب فضل المدينة ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم فيها بالبركة عن سعد برقم (459) 2/ 992، وأحمد في المسند 1/ 181 عن سعد، والترمذي في كتاب المناقب باب فضل المدينة عن سعد برقم (3924) 5/ 678، والطبراني في الكبير عن ابن عمر برقم (13307) 12/ 347، والبيهقي في الدلائل 2/ 569 عن أبي هريرة، وابن النجار في الدرة 2/ 334 عن أبي سعيد.
(2)
سعد بن مالك، أبو سعيد الخدري الأنصاري، كان من الحفاظ (ت 74 هـ). انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 602،4/ 1671، ابن الجوزي: المنتظم 6/ 144.
(3)
يعني الفتنة المشهورة التي نهبت فيها المدينة سنة ثلاث وستين. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 5/ 482، ابن الجوزي: المنتظم 5/ 12.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحج باب الترغيب في سكنى المدينة عن أبي سعيد برقم (475) 2/ 1000، وبرقم (482،483) 2/ 1004، وأحمد في المسند 2/ 113 عن أبي سعيد، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 334 عن أبي سعيد.
إلى المدينة كما بدأ منها حتى لا يكون إيمان إلا بها ولا يترك المدينة رجل رغبة عنها إلا أبدلها الله بمن هو خير منه، وليسمعن أقوام بريف وعيش فيأتونه والمدينة خير لهم لو/كانوا يعلمون، لا يصبر على لأوائها أحد إلا كان له أجر مجاهد»
(1)
.
وعن قطن بن وهب بن عويمر بن الأجدع، أن يحنس مولى الزبير بن العوام أخبره، أنه كان جالسا عند عبد الله بن عمر في الفتنة، فأتته مولاة له تسلم عليه فقالت: إني أردت الخروج يا أبا عبد الرحمن! اشتد علينا الزمان، فقال لها عبد الله بن عمر: اقعدي لكاع، فإني سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول:«لا يصبر على لأوائها وشدتها أحد إلا كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة»
(2)
.
اللكاع: بفتح اللام، وبعدها كاف، وكسر العين كذا وقع في رواية ابن بكير وغيره، وهو الدنية، ووقع في رواية يحي: لكع بفتح الكاف وضم العين.
والصواب الأول، وقيل: اللكع بغير ألف العبد أو اللئيم، وقيل: العبد والسفلة، ويقال: للأمة لكاع، كان عمر إذا رأى أمة متقنعة ضربها بالدرة وقال: يا لكاع لا تتشبهي بالحرائر أكشفي رأسك، ولكاع بفتح اللام، ولكع بضمها، وكذلك يقال للرجل: يا خبث ويا خباث للأنثى
(3)
.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول
(1)
أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 454 عن جابر وقال: صحيح على شرط مسلم.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الحج باب الترغيب في سكنى المدينة عن ابن عمر برقم (482) 2/ 1004، وأحمد في المسند 2/ 133 عن ابن عمر، ومالك في الموطأ 2/ 885 عن ابن عمر، والترمذي في كتاب المناقب باب 68 عن ابن عمر 5/ 676.
(3)
راجع المفردات اللغوية لكلمة «لكاع» في اللسان لابن منظور مادة «لكع» ، «خبث» .
: «من صبر على لأوائها كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة»
(1)
.
جملة ما روى ابن عمر ألفا حديث وستمائة وثلاثون حديثا
(2)
، أخرج له منها في الصحيحين: مائتا حديث وثمانون، المتفق عليه منها: مائة وثمانية وستون، انفرد البخاري بأحد وثمانين، ومسلم بأحد وثلاثين
(3)
. قيل: سمّه الحجاج في زج رمح، فتوفي بالسم سنة ثلاث وسبعين - وقيل: أربع وسبعين
(4)
- ودفن بذي طوى
(5)
- وقيل: بفخ
(6)
- بمقبرة المهاجرين، سميت به لأنه يدفن بها من هاجر إلى المدينة ثم رجع إلى مكة. قلت: والآن بمكة قبر على الجبل المقابل للمعلاة
(7)
على يمين الخارج من باب مكة المشرفة، أشار بعض الصالحين أنه قبر ابن عمر رضي الله عنهما
(8)
- والله أعلم.
(1)
أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب الترغيب في سكنى المدينة عن ابن عمر برقم (481) 2/ 1004، وأحمد في المسند 3/ 29 عن أبي سعيد.
(2)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 363،395.
(3)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 363،395.
(4)
قاله الواقدي وابن سعد، وبه جزم خليفة وقال:«انه أثبت وخطأ من قال أنه مات سنة ثلاث وسبعين» . انظر: خليفة: تاريخ خليفة 1/ 268، ابن حجر: الاصابة 4/ 188، الفاسي: العقد الثمين 5/ 217.
(5)
ذو طوى: بضم الطاء وقيل بالفتح وهو أشهر، واد بمكة وهو الأبطح. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 45.
(6)
فخ: بفتح أوله وتشديد ثانيه، واد بمكة. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 237.
(7)
المعلاة: بفتح الميم وسكون العين، وحد المعلاة: من شق مكة الأيمن ما حازت دار الأرقم والزقاق الذي على الصفا يصعد منه إلى جبل أبي قبيس، وحدها من الشق الأيسر من زقاق البقر. انظر: الأزرقي: أخبار مكة 2/ 266، الفاكهي: أخبار مكة 4/ 129.
(8)
يقول تقي الدين الفاسي في العقد الثمين 5/ 217 «والصحيح أنه دفن بالمقبرة العليا من ثنية أذاخر، وهو يقرب من قال: أنه دفن بالمحصب، ولا يصح بوجه ما يقوله الناس من أنه مدفون بالجبل الذي بالمعلاة» .
الفصل السادس
ما جاء في ذم من رغب عنها
خرّج مسلم في صحيحه
(1)
، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «يأتي على الناس زمان يدعو الرجل لابن عمه أو قريبه هلم إلى الرخاء، هلم إلى الرخاء، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، والذي نفسي بيده لا يخرج منهم أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيرا منه، ألا إن المدينة كالكير
(2)
تخرج الخبيث، لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الحديد».
وعن أبي هريرة - أيضا رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم،:
«أمرت بقرية تأكل القرى، يقولون: يثرب، وهي المدينة، تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد»
(3)
.
وعن مالك أنه بلغه أن عمر بن عبد العزيز حين خرج من المدينة التفت إليها فبكى ثم قال: يا مزاحم
(4)
أتخشى أن نكون ممن نفت المدينة
(5)
.
(1)
أخرجه مسلم في كتاب الحج باب المدينة تنفي شرارها عن أبي هريرة برقم (487) 2/ 1005، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 334.
(2)
الكير: بكسر الكاف، زق أو جلد غليظ ذو حافات ينفخ فيها الحداد. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «كير» .
(3)
أخرجه البخاري في كتاب فضائل المدينة باب فضل المدينة عن أبي هريرة برقم (1871) 2/ 270، ومسلم في كتاب الحج باب المدينة تنفي خبثها عن أبي هريرة برقم (488) 2/ 1006، ومالك في الموطأ 2/ 787 عن أبي هريرة، وأحمد في المسند 2/ 237 عن أبي هريرة، وقال السمهودي في وفاء الوفا ص 38 «قال ابن عبد المنذر: يحتمل أن يكون المراد بأكلها القرى غلبة فضلها على فضل غيرها، فمعناه أن الفضائل تضمحل في جنب عظيم فضلها حتى تكون عدما».
(4)
مزاحم بن أبي مزاحم المكي، مولى عمر بن عبد العزيز، كان محدثا ثقة. انظر: ابن حجر: التهذيب 10/ 101.
(5)
أخرجه مالك في الموطأ 2/ 889 بلاغا.
/قال مالك بن دينار
(1)
: قرأت في التوراة أن عمر بن عبد العزيز صديق، وعن خالد الربعي قال: قرأت في التوراة إن السماء والأرض تبكي على موت عمر بن عبد العزيز أربعين سنة
(2)
.
وعن جابر بن عبد الله أن أعرابيا بايع رسول الله، صلى الله عليه وسلم على الإسلام، فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة، فأتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله أقلني بيعتي، فأبى، فخرج الأعرابي، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم:«إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وتنصع طيّبها»
(3)
. تنصع: أي يبقى ويظهر
(4)
.
وعن سفيان بن أبي زهير، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال:
سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول:«تفتح اليمن، فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهلهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتفتح الشام، فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهلهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتفتح العراق، فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهلهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون»
(5)
.
(1)
مالك بن دينار السلمي، كان محدثا ثقة (ت 121 هـ). انظر: ابن حجر: التهذيب 10/ 14 - 15.
(2)
أخرجه أبو نعيم في الحلية 5/ 342 عن خالد الربعي.
(3)
أخرجه البخاري في كتاب فضائل المدينة باب المدينة تنفي الخبث عن جابر برقم (1883) 2/ 273، ومسلم في كتاب الحج باب المدينة تنفي شرارها عن ابن عمر برقم (489) 2/ 1006، ومالك في الموطأ 2/ 886 عن ابن عمر، والترمذي في سننه كتاب المناقب عن جابر برقم (3920) 5/ 677.
(4)
تنصع: أي يصف، ويخلص، والناصع الصافي الخالص من كل شيء. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «نصع» ، والسمهودي: وفاء الوفا ص 43.
(5)
أخرجه البخاري في كتاب فضائل المدينة باب من رغب عن المدينة عن سفيان بن أبي زهير برقم (1875) 2/ 271، ومسلم في كتاب الحج باب الترغيب في المدينة عن سفيان بن أبي زهير برقم (497) 2/ 1009، ومالك في الموطأ 2/ 887 عن سفيان بن أبي زهير، وأحمد في المسند 5/ 220 عن سفيان بن أبي زهير.
يبسون: بضم الياء المثناة، وكسر الباء الموحدة من أبس يبس قيل: معناه يزينون لهم البلد الذي جاءوا منها ويحببونه إليهم ويدعون إلى الرحيل إليه
(1)
.
وروى ابن بكير: يبسون بفتح الياء المثناة وفسره بيسيرون من قوله تعالى {وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا}
(2)
أي سارت، وقيل: بفتح الياء وكسر الباء وفتحها أيضا معناه يسيرون، وقيل: يدعون إلى المسير دليله قوله «فيتحملون» ، وقيل: معناه يزجرون دوابهم بس يبس، وهو صوت الزجر إذا سقيتها، وفي لغة اليمن: بسست وأبسست فيكون يبسون ويبسون
(3)
.
الفصل السابع
ما جاء في ذم من أخاف المدينة الشريفة وأهلها
روى البخاري بإسناده إلى سالم بن عبد الله قال: سمعت أبي يقول:
سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: اشتد الجهد بالمدينة وغلا السعر، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: «اصبروا يا أهل المدينة وأبشروا فإني قد باركت على صاعكم ومدّكم جميعا ولا تفرقوا، فإن طعام الرجل يكفي الإثنين، فمن صبر على لأوائها وشدتها كنت له شفيعا وكنت له شهيدا يوم القيامة، ومن خرج عنها رغبة عما فيها أبدل الله عز وجل فيها من هو خير منها، ومن
(1)
انظر: ابن حجر: فتح الباري 4/ 92، السمهودي: وفاء الوفا ص 41.
(2)
سورة الواقعة آية (5).
(3)
انظر: القرطبي: الجامع 17/ 197، ابن منظور: اللسان مادة «بس» ، ابن حجر: فتح الباري 4/ 92.
بغاها أو كادها بسوء أذابه الله تعالى كما يذوب الملح في الماء»
(1)
.
وخرّج البخاري في صحيحه
(2)
، من حديث سعد بن أبي وقاص، عن النبي،/صلى الله عليه وسلم، أنه قال:«لا يكيد أهل المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح في الماء» .
وعن محمد بن جابر بن عبد الله، عن أبيه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم،:
«من أخاف أهل المدينة أخافه الله»
(3)
.
وعن معقل بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المدينة مهاجري فيها مضجعي وفيها مبعثي، حق على أمتي حفظ جيراني ما اجتنبوا الكبائر ومن حفظهم كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة ومن لم يحفظهم سقي من طينة الخبال»
(4)
. قيل للمزني
(5)
: ما طينة الخبال؟ قال: عصارة أهل النار يعني الدم والقيح.
(1)
ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 305 وعزاه لابن ماجة والبزار، وأخرجه البزار في مسنده كما في كشف الأستار 2/ 52 وقال الهيثمي: قال البزار لا نعلمه عن عمر إلا من هذا الوجه، وذكره المتقي في كنز العمال برقم (38123) وقال السيوطي رواه البزار عن ابن عمر وتفرد به عمرو بن دينار البصري وهو لين، وأخرجه ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 335 عن عمر.
(2)
أخرجه البخاري في كتاب فضائل المدينة باب من كاد أهل المدينة عن سعد برقم (1877) 2/ 271، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 335 عن سعد.
(3)
أخرجه أحمد في المسند 3/ 393 عن جابر، والبخاري في التاريخ الكبير 1/ 117،3/ 186، والطبراني في الكبير 7/ 169 عن ابن خلاد.
(4)
أخرجه ابن عدي في الكامل 5/ 1762 عن معقل عن عائشة، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 310 وعزاه للطبراني عن معقل، والمتقي في كنز العمال برقم (34885) وعزاه السيوطي للدارقطني بالافراد عن جابر، وأخرجه ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 236 عن معقل بن يسار المزني.
(5)
المزني هو: معقل بن يسار، كان ممن بايع تحت الشجرة، مات بالبصرة في آخر خلافة معاوية. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1432، ابن حجر: التهذيب 10/ 235.
وعن أبي عبد الله القراظ
(1)
قال: أشهد أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: «من أراد أهل هذه البلدة بسوء - يعني المدينة - أذابه الله كما يذوب الملح في الماء»
(2)
.
وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم قال:«من أخاف أهل المدينة فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، ومن أخاف أهلها فقد أخاف ما بين هذين ووضع يديه على جنبيه تحت ثدييه»
(3)
.
وعن السائب بن خلاد أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال:«من أخاف أهل المدينة ظلما أخافه الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله من صرفا ولا عدلا»
(4)
.
اللعن في اللغة: أصله الطرد، ولعن الله إبليس أي طرده حين قال له {اُخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً}
(5)
.
سمعت والدي - رحمه الله تعالى - يقول: لعنة الله من الأرض على أرض السويس
(6)
، قلت ما سبب ذلك؟ قال: إن الخطيب سراج الدين عمر بن
(1)
دينار أبو عبد الله القراظ الخزاعي، مولاهم المدني، روى عن أبي هريرة ومعاذ بن جبل. كان ثقة. انظر: ابن حجر: التهذيب 3/ 217.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الحج باب من أراد أهل المدينة بسوء عن أبي عبد الله القراظ برقم (492، 493) 2/ 1008، وأحمد في المسند 1/ 84 عن سعد وأبي هريرة، وابن ماجة كتاب المناسك عن أبي هريرة برقم (3114) 2/ 1039، والبيهقي في الدلائل 2/ 570 عن سعد وأبي هريرة.
(3)
أخرجه أحمد في المسند 3/ 354 عن جابر، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 306 وعزاه لأحمد وقال: رجاله رجال الصحيح، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 235 عن جابر.
(4)
أخرجه أحمد في المسند 4/ 55 عن السائب بن خلاد، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 335 عن السائب بن خلاد.
(5)
سورة الأعراف آية (18) وعن معنى اللعن راجع: القرطبي: الجامع 7/ 176، ابن منظور: اللسان مادة «لعن» .
(6)
السويس: بليد على ساحل بحر القلزم - الأحمر - من نواحي مصر، وهو ميناء أهل مصر إلى مكة والمدينة. انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 286.
أحمد بن الخضر الأنصاري
(1)
، كان قاضي المدينة الشريفة وإمامها وخطيبها قريبا من أربعين سنة، أراد السفر إلى مصر، فرأى النبي، صلى الله عليه وسلم في النوم، فقال له: أريد السفر إلى مصر، فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم: لا تسافر، فقال: بل أسافر يا رسول الله، فقال، كرر السؤال ثلاث مرات، والنبي، صلى الله عليه وسلم يقول له:
لا تسافر، فبعد ثالث مرة قال له صلى الله عليه وسلم: سافر إلى لعنة الله، فتجهز وسافر، فمات بالسويس قبل قدومه مصر، وذلك في أوائل سنة خمس وعشرين وسبعمائة
(2)
.
قوله: «صرفا ولا عدلا» الصرف: التوبة
(3)
، والعدل: الفدية
(4)
، وقيل الصرف: الحيلة
(5)
، قال الله تعالى:{فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلا نَصْراً}
(6)
وقال: {وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْها}
(7)
.
(1)
عمر بن أحمد بن الخضر، القاضي سراج الدين الأنصاري قاضي المدينة، حصل له مرض فسافر إلى مصر ليتداوى فأدركه أجله بالسويس سنة (726 هـ). انظر: السخاوي: التحفة 2/ 328 - 329، ابن العماد: شذرات الذهب 6/ 72.
(2)
حكى المصنف هذه الرؤيا بلا إسناد للرائي. وهي رؤيا صريحة لا تحتاج التكلف في تأويلها، لأن مفادها ترغيبه في البقاء بالمدينة رجاء أن يدفن بالبقيع فيشفع له النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة. ويؤل قول النبي صلى الله عليه وسلم له:«سافر إلى لعنة الله» في المرة الثالثة. أي سافر لتموت بالأرض التي كتب لك أن تموت بها ولتكون عاقبة عدم موتك بالمدينة أن تحرم من شفاعتي لك عند الله، فاللعن في اللغة الطرد والحرمان وهنا المراد بها الحرمان من الشفاعة لأهل البقيع خاصة.
(3)
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «صرف» .
(4)
انظر: القرطبي: الجامع 7/ 16.
(5)
انظر: القرطبي: الجامع 13/ 12، السيوطي: الدر المنثور 6/ 242.
(6)
سورة الفرقان آية (19).
(7)
سورة الأنعام آية (70).
الفصل الثامن
ما جاء في منع الطاعون والدجال من دخول المدينة الشريفة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:«على أنقاب المدينة ملائكة يحرسونها، لا يدخلها الطاعون ولا الدجال»
(1)
. النقب:
الطريق
(2)
.
وعنه - أيضا - قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:«المدينة ومكة محفوفتان /بالملائكة، على كل نقب منها ملك لا يدخلها الطاعون ولا الدجال»
(3)
.
الطاعون: رجس أرسله الله تعالى على بعض الأمم السالفة، قيل: هو الموت الذريع من الوباء العام، ومعنى الذريع
(4)
: [أي الكثير]
(5)
، ويسمى الموت الكثير طوفانا
(6)
كما يسمى السيل العظيم. قاله الفربري
(7)
.
(1)
أخرجه البخاري كتاب فضائل المدينة باب لا يدخل الدجال المدينة عن أبي هريرة برقم (1880) 2/ 272، ومسلم في كتاب الحج باب صيانة المدينة من دخول الطاعون والدجال عن أبي هريرة برقم (485) 2/ 1005، ومالك في الموطأ 2/ 892 عن أبي هريرة، وأحمد في المسند 2/ 237 عن أبي هريرة.
(2)
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «نقب» .
(3)
أخرجه أحمد في المسند 2/ 483 عن أبي هريرة، والبخاري في تاريخه 6/ 180 عن أبي هريرة، وذكره السيوطي في الخصائص 3/ 181، والهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 309 وعزاه لأحمد وقال:«رجاله رجال الصحيح» .
(4)
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «ذرع» .
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
في الأصل «طوفان» وما أثبتناه من (ط).
والطوفان: هو الماء الذي يغشى كل مكان، ويقال للقتل الذريع والموت الجارف طوفان. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «طوف» .
(7)
محمد بن يوسف، أبو عبد الله الفربري، راوية البخاري (ت 320 هـ). انظر: الذهبي: سير أعلام 15/ 10 - 13، ابن العماد: شذرات الذهب 2/ 286.
وقيل: هو داء [يصيب]
(1)
الإنسان من غلبة الدم وشدة الحرارة، وهو قريب من الجذام، وإذا غلب على [موضع لا يسلم]
(2)
منه إلا القليل، وحكمه الشهادة، وقيل: الثواب، وليس هو [يختص بصفة]
(3)
واحدة، ولكن كل مرض يعم عامة الناس ويهلكون به يسمى طاعونا
(4)
، وبه أهلك الله تعالى قوم حزقيل النبي عليه السلام في قوله تعالى {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ}
(5)
الآية. وذلك أن قرية داوردان
(6)
، وهي قبلي واسط نزل بها طاعون، فخرجت منها طائفة فسلمت فوقع بها من قابل، فخرج عامة أهلها فهلكوا، وكانوا أربعة آلاف وقيل: سبعون ألفا، ثم أحياهم الله تعالى وتناسلوا
(7)
.
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نسل تلك الطائفة ليوجد اليوم في ذلك السبط من اليهود
(8)
. حكاه الثعلبي.
تحذير:
عن عبد الرحمن بن عوف، عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم قال:«إذا سمعتم بهذا الوباء بالبلد فلا تقدموا عليه، وإذا وقع وأنتم فيه فلا تخرجوا فرارا منه»
(9)
.
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
في الأصل «طاعون» وما أثبتناه من (ط).
(5)
سورة البقرة آية (243).
(6)
داوردان: بفتح الواو وسكون الراء، من نواحي شرقي واسط بينهما فرسخ. انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 434.
(7)
انظر: القرطبي: الجامع 3/ 230، السيوطي: الدر المنثور 1/ 741 - 743.
(8)
انظر: القرطبي: الجامع 3/ 231، السيوطي: الدر المنثور 1/ 741.
(9)
أخرجه مالك في الموطأ 2/ 894 عن ابن عوف، وأخرجه البخاري في كتاب الطب باب ما يذكر في الطاعون عن ابن عوف برقم (5729) 7/ 238، ومسلم في كتاب السلام باب الطاعون عن ابن عباس برقم (98) 3/ 1740، وأبو داود في سننه برقم (3103) 2/ 394 عن ابن عوف، والطبراني في الكبير 1/ 130 عن ابن عوف من طرق عديدة.
وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام، فلما جاء سرغ، بلغه أن الوباء قد وقع بالشام، فأخبره عبد الرحمن بن عوف - الحديث الذي قدمناه عنه - فرجع عمر من سرغ
(1)
.
سرغ: بفتح السين المهملة، وإسكان الراء، ويقال أيضا: بفتح الراء، بعدها غين معجمة. قال ابن وضاح: من المدينة إلى سرغ ثلاث عشرة مرحلة
(2)
.
وعن مالك أنه بلغه أن عمر بن الخطاب قال: لبيت بركبة أحب إليّ من عشرة أبيات بالشام. قال مالك: يريد لطول الأعمار والبقاء ولشدة الوباء بالشام
(3)
. وركبة: ما بين الطائف ومكة، وقيل: في ناحية اليمن تقال: بفتح الكاف وسكونها
(4)
.
وروت عمرة أنها دخلت مع أمها على عائشة، فسألتها: ما سمعت من رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول في الفرار من الطاعون؟ قالت: سمعته يقول:
(5)
.
عمرة هذه هي: عمرة بنت قيس العدوية، وقد يروي نساء أو رجال عن شخص واحد تتساوي أسماؤهم، فإن عمرة المذكورة، وعمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية، وعمرة بنت أرطاة، وعمرة الطاحنية، جميعهم
(1)
أخرجه مسلم مطولا كتاب السلام باب الطاعون برقم (98) 4/ 1740 عن ابن عباس.
(2)
كذا ورد عند ياقوت في معجم البلدان 3/ 212، وابن وضاح هو: محمد بن وضاح، أبو عبد الله القرطبي، محدث قرطبة (286 هـ). انظر: الذهبي: لسان الميزان 5/ 416.
(3)
أخرجه مالك في الموطأ 2/ 897 عن عمر.
(4)
ركبة وما يتعلق بها أورده ياقوت في معجم البلدان 3/ 63.
(5)
أخرجه ابن سعد في الطبقات 8/ 490 عن عمرة، وابن الجوزي في المدهش ص 54.
يروي عن عائشة
(1)
.
ومثله: الأغر واسمه: سلمان
(2)
، والأغر الثاني أبو مسلم
(3)
وكلاهما يروي عن أبي هريرة
(4)
.
وعطاء بن أبي/رباح، وعطاء الخراساني، وعطاء بن ميناء، وعطاء ابن يسار، وعطاء مولى أم صبية، وجميعهم يروي عن أبي هريرة
(5)
.
وفي الصحابة
(6)
جماعة ليس لأسمائهم مثل منهم:
الأغر، وأبي اللحم، وأجمد [بن عجبان]
(7)
وأسمر، وأيفع وهو ذوو الكلاح، وجندرة، وحممة، وحطاب، [وصحار]
(8)
وصدى، وصنابح، وعكاف، وفيروز، وكناز، ومحيّصة، والمقداد، ونبيشة، [ونعيمان]
(9)
والنواس، وواثلة، ووابصة، وهداج، والمهلب، وبرد
(10)
.
وقال ابن الجوزي: في المحدثين خلق كثير إلا أن أعجبهم: مسدّد البصري لإسمه أمثال غير أن ليس لأسماء آبائه مثال، لأنه: مسدّد بن مسرهد بن مسرهد [بن مغربل بن مرعبل بن أرثدل بن سرندل بن
(1)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 54.
(2)
سلمان الأغر، أبو عبد الله المدني مولى جهينة، روى عن أبي هريرة. انظر: ابن حجر: التهذيب 3/ 139.
(3)
الأغر أبو مسلم المدني، روى عن أبي هريرة وأبي سعيد، وكان ثقة. انظر: ابن حجر: التهذيب 1/ 365.
(4)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 54.
(5)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 53.
(6)
في الأصل «صحابة» وما أثبتناه من (ط).
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(8)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(9)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(10)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 51.
غرندل بن ماشك بن المستورد بن أسد بن شريك]
(1)
بن مالك بن فهم بن غنم ابن دوس البصري، روى عنه البخاري وقال: مات سنة [ثمان و]
(2)
عشرين ومائتين
(3)
.
وقال أبو الحسن المدائني
(4)
: كانت الطواعين المشهورة في الإسلام خمسة:
طاعون شيرويه - بكسر الشين المعجمة، وسكون الياء المثناة من أسفل، ورفع الراء، وفتح الياء والهاء - بالمدائن سنة ست من الهجرة
(5)
.
ثم طاعون عمواس في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالشام، مات فيه خمسة وعشرون ألفا
(6)
.
ثم طاعون في شوال سنة ستة وتسعين، مات في ثلاثة أيام في كل يوم سبعون ألفا، ومات فيه لأنس بن مالك ثلاثة وثمانون ابنا، وقيل: ثلاثة وسبعون، ومات لعبد الرحمن بن أبي بكرة أربعون ابنا
(7)
.
ثم طاعون الفتيات في شوال سنة سبع وثمانين
(8)
.
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المنتظم 11/ 142.
(4)
قول المدائني ورد في المنتظم 3/ 273، والمدائني هو: علي بن محمد، أبو الحسن، راوية ومؤرخ (ت 225 هـ). انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 54 - 55، ابن الجوزي: المنتظم 11/ 94 - 95.
(5)
خبر طاعون شيرويه في: المعارف لابن قتيبة ص 665، ومروج الذهب للمسعودي 1/ 241.
(6)
خبر طاعون عمواس في: المعارف لابن قتيبة ص 601، تاريخ الطبري 4/ 60،96، المنتظم لابن الجوزي 4/ 247، المدهش ص 64.
(7)
خبر طاعون سنة 96 هـ كذا ورد في المدهش لابن الجوزي ص 64.
(8)
يقال له: طاعون الأشراف كذا ورد في المعارف لابن قتيبة ص 601.
ثم طاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة، كان يحصي في سكة المدينة كل يوم ألف جنازة، ابتدأ في رجب وخف في شوال
(1)
.
وكان بالكوفة طاعون سنة خمسين، وفيه توفي المغيرة بن شعبة.
وذكر ابن قتيبة في كتاب «المعارف»
(2)
، عن الأصمعي نحوا من ذلك قال: وسمي طاعون الفتيات لأنه بدأ في العذارى، قال: ويقال [له]
(3)
طاعون الأشراف، كان بنواحي البصرة، والكوفة، وواسط، والشام، قال:
ولم يقع بالمدينة ولا مكة طاعون قط.
وذكر ابن الجوزي في «المدهش»
(4)
: أن طاعون [عمواس كان في سنة الرمادة، وعمواس: بفتح العين والميم
(5)
- قرية بين الرملة
(6)
وبيت المقدس، وسمي عام الرمادة: لأنه]
(7)
كان عام قحط، وكانت الريح تسفي غبارا كالرماد، وكان هذا الطاعون بالأردن وفلسطين.
قال
(8)
: وفي سنة أربع وستين: وقع طاعون بالبصرة، فماتت أم أميرهم، فما وجدوا من يدفنها، وطاعون سنة تسعة وستين: كان يسمى الجارف، وكان يموت فيه أهل الدار فيطين الباب عليهم، وقيل للهيثم بن عدي: لم كره الناس
(1)
ويقال له طاعون سلم بن قتيبة كذا ورد في المعارف لابن قتيبة ص 602، والمنتظم لابن الجوزي 7/ 27، المدهش ص 65.
(2)
كذا ورد في المعارف لابن قتيبة ص 601 - 602.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
كذا ورد في المدهش لابن الجوزي ص 64، وفي المنتظم له 4/ 247.
(5)
كذا ورد في معجم البلدان 4/ 157.
(6)
الرملة: مدينة بفلسطين. انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 69.
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(8)
أي ابن الجوزي في المدهش ص 64.
البناء فيه؟ قال: مات فيه - في طاعون الجارف - بضعة عشر ألف عروس، فتطير
(1)
الناس منه.
وفي سنة إحدى وثلاثين ومائة: وقع الطاعون، مات فيه أول يوم سبعون ألفا، وفي اليوم الثاني جماعة
(2)
.
وفي سنة تسع/عشرة وثلثمائة: كثر الموت، فكان يدفن في القبر الواحد جماعة
(3)
.
وفي سنة ست وأربعين وثلثمائة: [عم المرض، فكان يموت أهل الدار كلهم
(4)
.
وفي سنة ثمان وأربعين وأربعمائة:]
(5)
أصاب أهل البصرة حرّ، فكانوا يتساقطون موتا في الطرقات
(6)
.
وفي سنة تسع وأربعين وأربعمائة: وقع الوباء، فكان تحفر زبية
(7)
لعشرين وثلاثين
(8)
.
(1)
أصل التطير في اللغة توقع صدور الشر من زجر الطير وطيرانه يسارا ثم العمل بضد مقتضى ذلك أي مع إمضاء الأمر مع أن مقتضى طيرانه على اليسار عدم المضي. وقد أبطل النبي صلى الله عليه وسلم التطير وهو التشاؤم فقال صلى الله عليه وسلم: «الطيرة شرك» . أخرجه أبو داود في سننه برقم (3910) 4/ 17، والترمذي في سننه برقم (1614) 4/ 137.
(2)
خبر طاعون سنة (131 هـ) ورد في: المعارف لابن قتيبة ص 602، المدهش لابن الجوزي ص 65، المنتظم 7/ 287.
(3)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 65.
(4)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 65.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 65.
(7)
زبية: أي حفرة كبيرة عميقة كانت تحفر للأسد ليقع فيها. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «زبى» .
(8)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 65.
وفي سنة ست وخمسين وأربعمائة: وقع الوباء، وبلغ الرطل من التمر هندي أربعة دنانير
(1)
.
وفي سنة اثنتين وستين وأربعمائة: اشتد الجوع والوباء بمصر، وبيع اللوز والسكر وزنا بوزن الدراهم، والبيضة بعشرة قراريط، وخرج وزير صاحب مصر
(2)
، ونزل عن بغلته فأخذها ثلاثة نفر، فأكلوها، فصلبوا، فأصبح الناس لا يرون إلا عظامهم وقد أكلوا
(3)
.
وفي سنة أربع وستين وأربعمائة: وقع الموت في الدواب، حتى أن راعيا قام وقت الصباح إلى الغنم يسوقها، فوجدها موتى كلها
(4)
.
قلت: وفي سنة تسع وأربعين وسبعمائة: شاهدنا الطاعون الجارف على الحقيقة، واستمر إلى نصف سنة خمسين، طاف جميع الأرض، وابتدأ من أدنى أقطار بلاد المشرق، ومر إلى أن انتهى أقصى أقطار بلاد المغرب من جهة الجنوب، ثم سار في الشمال إلى أن انتهى أقصى المشرق، وبالجملة أنه طاف جميع الأرض، وكان يموت بمصر أياما كل يوم نيف وسبعون ألفا، ومات
(1)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 65.
(2)
صاحب مصر هو: المستنصر بالله معد، أبو تميم العبيدي، حكم مصر من سنة 427 - 487 هـ، وكان وزيره في سنة 462 هو: أبو عبد الله الماسكي. انظر: ابن تغري: النجوم 5/ 1 - 3،83.
(3)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 66، وفي المنتظم 16/ 118 وتؤل عبارة المصنف أن الثلاثة المصلوبين أصبحوا «وقد أكلوا» بأن يحمل ذلك على أنهم أصبحوا وقد أكلت لحومهم سباع الحيوان والطير. وقد بالغ ابن الجوزي حين نقل عبارة المؤرخين عن حادثة سبقته بثلاثة قرون بلا إسناد فنقل عبارتهم بلا تمحيص، والصواب أن ذلك يخرج من باب مبالغات المؤرخين في وصف شدة المجاعة، ومعلوم أن أكل لحوم الإنسان ممنوع شرعا تحت أي ظروف غير واقع في تاريخ الاسلام، وقد صح أن الصحابة أكلوا لحاء الشجر والهلعز حين كانوا في أيام الحصار بشعب أبي طالب. والفقهاء مجمعون على إباحة أكل الميتة من المأكول لحمه من الحيوان والطير وما لا يضر أكله من النبات عند الضرورة، أما أكل لحم الإنسان فممنوع.
(4)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 66.
في أيام يسيرة بالمغرب ما ينيف على ثلثمائة ألف، ومات فيه سبع ملوك للنصارى منهم الفنس، وأخلى قرى كثيرة وديارا
(1)
، ولما كان قبل ذلك - في سنة ست وثلاثين وسبعمائة - كنا بالاسكندرية، فأرسل إلى والدي: عمي محمد بن عبد الله المرجاني، كتابا من أرض تونس وفيه: يا أخي إن في سنة خمسين يكون أمر عظيم لا أدري ما هو، فارتحل إلى مكة، فكان ممن توفي بذلك الفناء.
واعلم أن التختم بسائر أصناف الياقوت يدفع الطاعون، لا سيما الأزرق منه.
رجعنا إلى ما كنا بسببه:
وأما منع دخول الدجال المدينة الشريفة: فروي عن أنس رضي الله عنه أنه قال: ليس [من]
(2)
بلد إلا سيطؤه الدجال، إلا مكة والمدينة، ليس نقبا من نقابها إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها، فينزل السبخة، ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فيخرج إليه كل كافر ومنافق
(3)
.
وخرّج البخاري في صحيحه
(4)
، من حديث أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: «لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال، لها يومئذ
(1)
تفصيلات الطاعون الجارف ومظاهره وآثاره ورد في البداية لابن كثير 14/ 237، وفي شذرات الذهب لابن العماد 6/ 158.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
أخرجه البخاري في كتاب فضائل المدينة باب لا يدخل الدجال المدينة عن أنس برقم (1881) 3/ 53، ومسلم في كتاب الفتن باب قصة الجساسة عن أنس بنحوه برقم (123) 2/ 2265، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 336.
(4)
أخرجه البخاري في كتاب فضائل المدينة باب لا يدخل الدجال المدينة عن أبي بكر برقم (1879) 3/ 272، ومسلم في كتاب الفتن باب 19 عن أنس بنحوه برقم (89،91) 4/ 2265، وأحمد في المسند 5/ 43 عن أبي بكرة، والحاكم في المستدرك 4/ 542 عن أبي بكرة.
سبعة أبواب على كل باب ملكان».
قال أبو جعفر الطحاوي
(1)
: ولا يدخل الدجال مسجد الطور. طحا: قرية بصعيد مصر
(2)
.
وقيل: يمنع - أيضا - من دخول بيت المقدس. ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم،/حديثا طويلا عن الدجال، فكان مما حدثنا به أن قال: «يأتي الدجال - وهو محرّم عليه أن يدخل نقاب المدينة - فينزل بعض السباخ التي بالمدينة، فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس - أو من خير الناس - فيقول:
أشهد أنك الدجال الذي حدثنا عنك رسول الله، صلى الله عليه وسلم حديثه، فيقول الدجال:
أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته هل تشكون في الأمر؟ فيقولون: لا، فيقتله ثم يحييه، فيقول حين يحييه: والله ما كنت قط أشدّ بصيرة مني اليوم، فيقول الدجال: اقتلوه فلا يسلط عليه»
(3)
. قيل: إن هذا الرجل هو الخضر عليه السلام. حكاه القرطبي في «التذكرة»
(4)
.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال:
(1)
أحمد بن محمد بن سلامة، أبو جعفر الطحاوي الفقيه (ت 321 هـ). انظر: ابن الجوزي: المنتظم 13/ 318، الذهبي: سير أعلام 15/ 27.
(2)
طحا: بالفتح والقصر، كورة بمصر شمال الصعيد غربي النيل. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 22.
(3)
أخرجه البخاري في كتاب فضائل المدينة باب لا يدخل الدجال المدينة عن أبي سعيد برقم (1882) 2/ 272، وذكره ابن كثير في البداية 1/ 334، والسمهودي في وفاء الوفا ص 62.
(4)
كتاب «التذكرة بأحوال الموتى وأحوال الآخرة» للقرطبي، مخطوط بدار الكتب المصرية بالقاهرة. انظر: الزركلي: الأعلام 5/ 322.
(1)
.
وعنه صلى الله عليه وسلم: «يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين» - لا أدري أربعين يوما أو أربعين شهرا أو أربعين عاما
(2)
.
قال القرطبي: ويمكث الناس بعد أن يقتله عيسى عليه السلام سبع سنين ليس بين إثنين عداوة، ثم يرسل الله تعالى ريحا من قبل الشام، فلا تبقى من في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته، ثم يأمر إبليس بعبادة الأوثان، ثم ينفخ في الصور.
وعنه صلى الله عليه وسلم قال: «عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب، خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية [وفتح القسطنطينية خروج الدجال ابن صياد
(3)
في سبعة أشهر.
وقال: بين الملحمة]
(4)
وفتح القسطنطينية ست سنين ويخرج الدجال في السابعة، يخرج من أرض يقال لها: خراسان، وقيل: من ناحية أصبهان من قرية يقال لها: العقودية، وهو ممخرق يدعي الإلهية، ويخرج عيسى - عليه
(1)
أخرجه مسلم في كتاب الحج باب صيانة المدينة من دخول الطاعون والدجال إليها عن أبي هريرة برقم (486) 2/ 1005، وذكره السمهودي في وفاء الوفا ص 61.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الفتن باب خروج الدجال عن ابن عمر برقم (116) 4/ 2258، وأحمد في المسند 2/ 166 عن ابن عمر، والحاكم في المستدرك 4/ 550 عن بن عمر، وذكره ابن كثير في الفتن 1/ 137.
(3)
حديث ابن صياد ورد في صحيح مسلم كتاب الفتن باب ذكر ابن صياد برقم (85 - 99) 4/ 2240، وفي تاريخ المدينة لابن شبة 2/ 401 - 406.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
السلام - من قبل المغرب فيقتله بباب لد
(1)
الشرقي»
(2)
. حكاه القرطبي.
وعنه صلى الله عليه وسلم: «ما بين خلق آدم إلى أن تقوم الساعة خلق أكبر من الدجال»
(3)
. وأضاف: ابن الصياد اسمه عبد الله بن صياد، وقيل:[ابن]
(4)
صائد، من يهود المدينة، وقيل: دخيل فيهم مكث أبواه ثلاثين سنة لم يولد لهما غلاما أعور أضرس. - الأضرس: العظيم الأضراس - اختلف الصحابة ومن بعدهم في أمره، فقيل: هو الدجال
(5)
. فقد يوم الحرة، وكانت الحرة في آخر ذي الحجة من سنة ثلاث وستين
(6)
.
وحلف جابر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما بحضرة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أنه هو الدجال فلم ينكر ذلك عليهما
(7)
.
وقيل: إن هذا الولد أسلم وولد له وحج ومات بالمدينة، وصلى عليه المسلمون أو كشفوا عن وجهه حتى رآه جمع كثير من المسلمين
(8)
.
قال الشعبي: وكنية الدجال أبو يوسف، وسمي دجالا لضربه في
(1)
لد: بالضم والتشديد، قرية قرب بيت المقدس. انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 15.
(2)
أخرجه أبو داود في سننه عن معاذ برقم (4294) 3/ 110، وأحمد في المسند 5/ 232 عن معاذ، وابن ماجة في سننه عن معاذ برقم (4092) 2/ 1370، والحاكم من المستدرك 4/ 420 عن معاذ.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الفتن باب 25 عن هشام بن عامر برقم (126) 4/ 2267، وأحمد في المسند 4/ 19 عن هشام بن عامر، والحاكم في المستدرك 4/ 528 عن هشام بن عامر، وابن سعد في الطبقات 7/ 26.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
انظر: ابن حجر: الإصابة 5/ 192 - 194.
(6)
راجع أخبار يوم الحرة في: تاريخ الطبري 5/ 482 - 494، المنتظم لابن الجوزي 5/ 12 - 16.
(7)
أخرجه مسلم في كتاب الفتن باب ذكر ابن صياد عن محمد بن المنكدر برقم (94) 4/ 2243، وذكره ابن حجر في الاصابة 5/ 193.
(8)
كذا ورد عند ابن حجر في الاصابة 5/ 192 - 193.
الأرض وقطعه أكثر نواحيها.
وقيل: سمي بذلك لتمويهه على الناس، وقيل: الدجال الكذاب ودجله كذبه وسحره
(1)
. قاله الخليل، وقيل: سمي به لأنه مطموس العين اليمنى، وسمي/مسيحا: لأنه يمسح الإيمان، وقيل: لأنه ممسوح العين
(2)
، وقيل: اسمه المسيخ بالخاء المعجمة، وقيل: المسّيح بكسر الميم وتشديد السين
(3)
. حكاه الثعلبي. ومن قرأ سورة الكهف يوم الجمعة عصم من الدجال.
الفصل التاسع
في تضعيف الأعمال بالمدينة الشريفة
وفضيلة الموت بها، وما يؤول إليه أمرها
[ما جاء في تضعيف الأعمال بالمدينة الشريفة]
(4)
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:«صلاة الجمعة بالمدينة كألف صلاة فيما سواها»
(5)
.
وعنه أيضا قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:«صيام شهر رمضان في المدينة كصيام ألف شهر فيما سواها»
(6)
.
فريضة رمضان أنزلت في شهر شعبان من السنة الثانية من الهجرة،
(1)
انظر: ابن منظور: اللسان مادة، «دجل» ، «مسح» ، «مسخ» .
(2)
انظر: ابن منظور: اللسان مادة، «دجل» ، «مسح» ، «مسخ» .
(3)
انظر: ابن منظور: اللسان مادة، «دجل» ، «مسح» ، «مسخ» .
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
ذكره ابن الجوزي في العلل المتناهية 2/ 87 وقال: «حديث لا يصح» ، وأخرجه ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 337 عن ابن عمر.
(6)
ذكره ابن الجوزي في العلل المتناهية 2/ 87 وقال: «حديث لا يصح» ، وأخرجه ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 337 عن ابن عمر.
وأمر رسول الله، صلى الله عليه وسلم فيها بزكاة الفطر
(1)
.
ما جاء في فضيلة الموت بها:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:
«من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت فإن من مات بالمدينة شفعت له يوم القيامة»
(2)
.
وعنه أيضا أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم قال:«من زارني في المدينة فمات بها كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة»
(3)
.
ويروى عنه، صلى الله عليه وسلم:«من مات في أحد الحرمين حاجا أو معتمرا بعثه الله يوم القيامة لا حساب عليه ولا عذاب»
(4)
. وفي طريق آخر: «بعث من الآمنين يوم القيامة»
(5)
.
(1)
أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 248، والطبري في تاريخه 2/ 417 - 418، وذكره ابن الجوزي في المنتظم 3/ 95.
(2)
أخرجه الترمذي في سننه عن ابن عمر برقم (3917) 5/ 676، وأحمد في المسند 2/ 74 عن ابن عمر، وابن ماجة في سننه عن ابن عمر برقم (3112) 2/ 1039، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 306 وعزاه للطبراني في الكبير، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 337 عن ابن عمر.
(3)
ذكر نحوه السيوطي في الدر المنثور 1/ 237 بلفظ «من زارني في المدينة محتسبا كنت له شهيدا» وعزاه للطبراني عن ابن عمر، وذكره المتقي الهندي في كنز العمال برقم (42584) وعزاه السيوطي للبيهقي في الشعب عن أنس، وذكره السمهودي في وفاء الوفا ص 1342 عن ابن عمر.
(4)
أخرجه ابن عدي في الكامل 4/ 1455 عن جابر، وذكره عياض في الشفا 2/ 76 عن ابن عمر، والمتقي في كنز العمال برقم (35007) وعزاه السيوطي للبيهقي بالشعب عن أنس، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1345 عن ابن عمر.
(5)
هذا الطريق ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 315 عن حاطب، والمراغي في تحقيق النصرة ص 206، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1344 عن حاطب.
وروى البخاري في صحيحه
(1)
، عن أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنهما قالت: قال عمر: اللهم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقلت أنى يكون هذا؟ فقال يأت الله به إذا، فكان كذلك. وهذا مما يؤيد استحباب دعاء الإنسان بأن يكون موته في البلد الشريف. قاله: النووي.
ذكر ما يؤول إليه أمر المدينة الشريفة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم يقول:
«لتتركن المدينة على خير ما كانت، مذللة ثمارها، لا يغشاها إلا العوافي
(2)
- يريد عوافي الطير والسباع - وآخر من يحشر منها راعيان من مزينة
(3)
، يريدان المدينة ينعقان بغنمهما فيجدانها وحشا، حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرّا على وجوههما». أخرجه البخاري في صحيحه
(4)
.
وعنه أيضا أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم قال: «لتتركن المدينة على أحسن ما كانت حتى يدخل الكلب - أو الذئب - فيغذّى
(5)
على بعض سواري المسجد -
(1)
أخرجه البخاري في كتاب الجهاد باب الدعاء بالجهاد والشهادة عن حفصة برقم (2788،2789) وفي كتاب فضائل المدينة باب حدثنا مسدد عن حفصة برقم (1890) 2/ 275، ومالك في الموطأ 1/ 462 عن حفصة، وابن شبة في تاريخ المدينة 3/ 878 عن حفصة.
(2)
العافية: كل طالب رزق من إنسان أو بهيمة أو طائر، مأخوذ من عفوته إذا أتيته تطلب معروفه. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «عفا» .
(3)
مزينة: بطن من طابخة وهم بنو عثمان وأوس ابني عمرو، ومزينة أمهما عرفوا بها. انظر: ابن حزم: جمهرة ص 480، القلقشندي: نهاية الأرب ص 420.
(4)
أخرجه البخاري في كتاب فضائل المدينة باب من رغب عن المدينة عن أبي هريرة برقم (1874) 2/ 272، ومسلم في كتاب الحج باب المدينة حين يتركها أهلها عن أبي هريرة برقم (499) 2/ 1010، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 336.
(5)
يغذى: أي يبول عليها دفعة واحدة. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «غزا» .
أو على المنبر، فقالوا: يا رسول الله فلمن تكون الثمار ذلك الزمان؟ فقال:
للعوافي: الطير والسباع». رواه مالك في الموطأ
(1)
.
وقد جاء في الحديث: «أن سواد المدينة يزيد بزيادة أهلها وزيادة عماراتها حتى تتصل مساكنهم إلى إهاب»
(2)
.
إهاب: بكسر الهمزة، ويهاب: بكسر الياء، إسمان لموضع بقرب المدينة، وروي نهاب بالنون، ولعله تصحيف، وهذا الموضع بعيد من المدينة /بأميال
(3)
.
قال الشيخ شهاب الدين فضل الله: نهاب بالنون المكسورة
(4)
، وقال الشيخ سراج الدين داود: قيل: هما موضعان قريبان من خيبر.
الفصل العاشر
ما جاء في تحريم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة الشريفة
عن رافع بن خديج أنه سمع رسول الله، صلى الله عليه وسلم يقول - وذكر مكة - فقال
(1)
أخرجه مالك في الموطأ كتاب الجامع 2/ 888 عن أبي هريرة، ومسلم في كتاب الحج باب المدينة حين يتركها أهلها عن أبي هريرة برقم (499) 2/ 1010، وأحمد في المسند 2/ 385 عن أبي هريرة.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الفتن باب في سكنى المدينة عن أبي هريرة برقم (43) 4/ 2228، وذكره السمهودي في وفاء الوفا ص 119.
(3)
إهاب: اسم موضع يقع حول بئر إهاب بالحرة الغربية كان لسعد بن عثمان، ونهاب بالنون ولا يعرف هذا الحرف في غير هذا الحديث ولا من ذكره كما قال التميمي.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 283، الفيروز ابادي: المغانم ص 21، السمهودي: وفاء الوفا ص 1132.
(4)
كما ورد في: معجم البلدان 1/ 283، المغانم المطابة ص 21.
: «إن إبراهيم حرم مكة وإني أحرم ما بين لابتيها» . يريد المدينة
(1)
.
وعن عبد الله بن زيد بن عاصم، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«إن إبراهيم حرم مكة ودعا لأهلها، وإني حرمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة، وإني دعوت في صاعها ومدها بمثلي ما دعا به إبراهيم لأهل مكة»
(2)
.
وعن نافع بن جبير، أن مروان بن الحكم خطب الناس فذكر مكة وأهلها وحرمتها، ولم يذكر المدينة وأهلها وحرمتها، فناداه رافع بن خديج فقال:
مالي أسمعك ذكرت مكة وأهلها وحرمتها، ولم تذكر المدينة وأهلها وحرمتها وقد حرم رسول الله، صلى الله عليه وسلم ما بين لابتيها وذلك عندنا في أديم خولاني
(3)
إن شئت أقرأتكه. قال: فسكت مروان، ثم قال: قد سمعت بعض ذلك
(4)
.
وعن عثمان بن حكيم، حدثني عامر بن سعد، عن أبيه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:«إني أحرم ما بين لابتي المدينة أن يقطع عضاهها أو يقتل صيدها، وقال: المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه، ولا يثبت أحد على لأوائها وجهدها إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة»
(5)
.
(1)
أخرجه مسلم في كتاب الحج باب فضل المدينة عن رافع بن خديج برقم (456) 2/ 992، وأحمد في المسند 4/ 141 عن رافع بن خديج، والدارقطني في السنن 3/ 93 عن علي، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 198 عن أبي سعيد.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الحج باب فضل المدينة عن عبد الله بن زيد برقم (454) 2/ 991، والبخاري في كتاب البيوع باب بركة صاع النبي عن عبد الله بن زيد برقم (2129) 3/ 29، وأحمد في المسند 4/ 40 عن عبد الله بن زيد، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 197 عن عبد الله بن زيد.
(3)
أديم خولاني: أي جلد مدبوغ في خولان كورة من اليمن. انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 407.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحج باب فضل المدينة عن نافع بن جبير (457) 2/ 991.
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الحج باب فضل المدينة عن عامر بن سعد برقم (459) 2/ 992.
وعن عامر بن سعد بن أبي وقاص مثل هذا الحديث، وزاد فيه:«ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص أو ذوب الملح في الماء»
(1)
.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي، صلى الله عليه وسلم قال:«حرّم ما بين لابتي المدينة على لساني»
(2)
.
وعن علي بن مسهر [عن الشيباني، عن يسير بن عمرو، عن سهل بن حنيف]
(3)
رضي الله عنه قال: أهوى رسول الله، صلى الله عليه وسلم بيده إلى المدينة وقال:
(4)
.
وفي السنن لأبي داود
(5)
أن سعد بن أبي وقاص أخذ رجلا يصيد في حرم المدينة الذي حرم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فسلبه ثيابه، فجاء مواليه فكلموه فيه فقال: إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حرم هذا الحرم، وقال:«من وجد أحدا يصيد فيه فليسلبه ثيابه» ، فلا أرد عليكم طعمة أطعمنيها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولكن إن شئتم دفعت إليكم ثمنه.
وعن جابر بن عبد الله أنه قال: لا يخبط شجرها ولا يعضد حمى
(1)
أخرجه مسلم في كتاب الحج باب فضل المدينة عن عامر بن سعد برقم (460) 2/ 993.
(2)
أخرجه البخاري في كتاب فضائل المدينة باب حرم المدينة عن أبي هريرة رقم (1869) 2/ 269، وأحمد في المسند 2/ 286 عن أبي هريرة، وذكره المتقي في كنز العمال برقم (34817) وعزاه للبخاري عن أبي هريرة.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحج باب الترغيب في سكنى المدينة عن سهل بن حنيف برقم (479) 2/ 1003، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 198 عن أبي سعيد، والطبراني في الكبير 6/ 92 عن سهل بن حنيف.
(5)
أخرجه أبو داود في سننه كتاب المناسك عن سعد برقم (2037) 2/ 217، وذكره ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 338.
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولكن يهش هشا رفيقا
(1)
.
الفصل الحادي عشر
في تحديد حدود حرم المدينة الشريفة
روى أبو داود في سننه
(2)
، من حديث علي رضي الله عنه عن النبي، صلى الله عليه وسلم قال: «المدينة حرام ما بين عير
(3)
إلى ثور
(4)
، فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف، ولا عدل، ولا يختلى خلاها ولا ينفر صيدها/ولا تلتقط لقطتها إلا لمن أشاد بها ولا يصلح لرجل أن يحمل فيها السلاح لقتال، ولا يصلح أن يقطع منها شجرة إلا أن يعلف رجل بعيره».
وروينا في الصحيحين
(5)
، من حديثه أيضا، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال:
«المدينة حرم ما بين عير إلى ثور فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة
(1)
أخرجه أبو داود في سننه باب تحريم المدينة عن جابر برقم (2038) 2/ 217، وذكره ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 338.
(2)
أخرجه أبو داود في سننه عن علي برقم (2034،2035) 2/ 81، وذكره ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 337.
(3)
عير: بفتح العين المهملة وسكون الياء، جبل مشهور بالقرب من ذي الحليفة. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 171، الفيروز ابادي: المغانم ص 287، السمهودي: وفاء الوفا ص 92.
(4)
ثور: بالمثلثة، جبل صغير خلف جبل أحد من شماليه. انظر: المطري: التعريف ص 68،69، الفيروز ابادي: المغانم ص 81، السمهودي: وفاء الوفا ص 92.
(5)
أخرجه البخاري في كتاب فضائل المدينة باب حرم المدينة عن علي برقم (1870) 2/ 270، ومسلم في كتاب الحج باب فضل المدينة عن علي برقم (467) 2/ 994، وأبو داود في سننه عن علي برقم (2034) 2/ 216.
صرفا ولا عدلا».
وعن عبد الله بن سلام أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم «حرم ما بين أحد وعير»
(1)
.
وعن إبراهيم التيمي
(2)
، عن أبيه قال: خطبنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: من زعم أن عندنا شيئا نقرؤه إلا كتاب الله وهذه الصحيفة - معلقة في قراب سيفه - فقد كذب، فيها أسنان الإبل وشيئا من الجراحات، وفيها قال النبي، صلى الله عليه وسلم: «المدينة حرم ما بين عير إلى ثور، فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه [يوم القيامة]
(3)
صرفا ولا عدلا، وذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم، ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا»
(4)
.
قيل: أن ما بين عير مكة المشرفة إلى ثورها من المدينة مثله حرام
(5)
.
(1)
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 14/ 198 عن علي في كتاب الرد على أبي حنيفة، وذكره المطري في التعريف ص 68 عن عبد الله بن سلام، والسمهودي في وفاء الوفا ص 68 عن عبد الله بن سلام.
(2)
في الأصل، (ط):«التميمي» والصواب ما أثبتناه من المصادر التي ترجمت له وهو: إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي، أبو أسماء الكوفي، كان ثقة (ت 92 هـ). انظر: ابن سعد: الطبقات 6/ 285، ابن حجر: التهذيب 1/ 186.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الحج باب فضل المدينة عن علي برقم (467) 2/ 995، والبخاري في كتاب فضائل المدينة باب حرم المدينة عن علي برقم (1870) 2/ 270، وأبو داود في سننه باب تحريم المدينة عن علي برقم (2034) 2/ 216، والبيهقي في الدلائل 7/ 227 عن علي، وذكره ابن النجار في الدرة 2/ 337.
(5)
كذا ورد عند الفيروز ابادي في المغانم ص 83.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه حرم المدينة اثنا عشر ميلا حواليها
(1)
. وهذا قدر ما روي عن أبي بكر بن النعمان. كما سيأتي. وعنه أيضا: جعل اثنا عشر ميلا حول المدينة حمى
(2)
.
قال الماذري
(3)
: نقل بعض أهل العلم أن ذكر ثور هنا وهم من الراوي، لأن ثورا بمكة، والصحيح ما بين عير إلى أحد
(4)
.
وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: عير وثور جبلان بالمدينة - وهو قول أبي سليمان الخطابي - وأهل المدينة لا يعرفون بها جبلا يقال له ثور، إنما ثور بمكة فيرى أن الحديث أصله: ما بين عير إلى أحد
(5)
.
قالوا: أو يكون رسول الله، صلى الله عليه وسلم، سماّ ثورا تشبيها بثور مكة لوقوعه في مقابلة جبل يسمى عيرا
(6)
.
وقيل: أراد بهما مأزمي المدينة، لما ورد في حديث أبي سعيد: حرمت المدينة ما بين مأزميها، وهما شعبتان يكتنفانها فشبههما بعير عدو وثور المحل،
(1)
أخرجه مسلم مطولا في كتاب الحج باب فضل المدينة عن أبي هريرة بلفظه برقم (472) 2/ 1000، وذكره المراغي في تحقيق النصرة ص 196 عن أبي هريرة، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 37) عن أبي هريرة.
(2)
أخرجه مسلم مطولا في كتاب الحج باب فضل المدينة عن أبي هريرة بلفظه برقم (472) 2/ 1000، وذكره المراغي في تحقيق النصرة ص 196 عن أبي هريرة، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 37) عن أبي هريرة.
(3)
محمد بن علي التميمي الماذري، أبو عبد الله محدث من فقهاء المالكية (ت 536 هـ). انظر: ابن العماد: شذرات الذهب 4/ 114.
(4)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 68، وعند المراغي في تحقيق النصرة ص 197، والسمهودي في وفاء الوفا ص 93، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 37).
(5)
قول القاسم ورد في كتابه غريب الحديث 1/ 315، وفي الدرة الثمينة لابن النجار 2/ 338، وفي التعريف للمطري ص 68، وفي وفاء الوفا للسمهودي ص 93.
(6)
كذا ورد في وفاء الوفا للسمهودي ص 93، وفي تاريخ المدينة للنهرواني (ق 37).
والمحل اسم الجبل
(1)
.
وإنما غلب عليه اسم ثور: لأن ثور بن مناة بن أد بن طابخة كان ينزله، فعرف به، فقيل: جبل ثور وغلب عليه ذلك، حتى قيل للجبل: ثور ثم أضيف إلى المحل لإختلاف الإسمين
(2)
.
وقيل: أراد به لابتيها، وقيل: أراد به الحرتين شبه أحد الحرتين بعير لنتوء وسطه ونشوزه، والآخر بثور لإمتناعه تشبيها بثور الوحش أو لإجتماعه
(3)
.
وإنما/قيل هذه التأويلات: لما لم يعرف بالمدينة جبل يسمى ثورا، حكى ذلك أبو عبيد في «مشكل غريب الحديث»
(4)
.
قال المطري وأبو القاسم السروري وغيرهما
(5)
(1)
كذا ورد في تاريخ المدينة للنهرواني (ق 37) ويقول ابن حجر في فتح الباري 4/ 83 «ادعى بعض الحنفية أن الحديث مضطرب، لأنه وقع في رواية - ما بين جبليها - وفي رواية - ما بين لابتيها - وفي رواية - ما بين مأزميها - وتعقب بأن الجمع بينهما واضح، وبمثل هذا لا ترد الأحاديث الصحيحة، فإن الجمع لو تعذر أمكن الترجيح، ولا شك أن رواية - ما بين لابتيها - أرجح لتوارد الرواة عليها، ورواية - جبليها - لا تنافيها، وأما رواية - مأزميها - فهي في بعض طرق حديث أبي سعيد، والمأزم: بكسر الزاي، المضيق بين الجبلين وقد يطلق على الجبل نفسه» .
(2)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 86 نقلا عن المصنف.
(3)
كذا ورد عند النهرواني في تاريخ المدينة (ق 38)، وعند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 133.
(4)
كذا ورد عند أبي عبيد في غريب الحديث 1/ 314 - 315، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 38).
(5)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 68، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 38)، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 133.
قال المطري
(1)
[والسروري:]
(2)
«قد شاهدنا الجبل ولم يختلف في ذلك أحد، وعسى أن يكون أشكل على من تقدم لقلة سكناهم المدينة» .
قال المطري
(3)
: «وهو خلف جبل أحد من شماليه وهو جبل صغير مدور وعير شرقية» قال
(4)
: «وهما حد الحرم كما نقل» . ثم قال رحمه الله
(5)
: «ولعل هذا الاسم لم يبلغ أبا عبيد ولا الماذري وحسبك» .
وعن أنس بن مالك أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم طلع له أحد فقال:«هذا جبل يحبنا ونحبه اللهم إن إبراهيم حرم مكة وإني أحرم ما بين لابتيها»
(6)
.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه كان يقول: «لو رأيت الظباء ترتع بالمدينة ما زعرتها» ، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:«ما بين لابتيها حرام»
(7)
.
وعن عطاء بن يسار، عن أبي أيوب الأنصاري: أنه وجد غلمانا قد ألجأوا ثعلبا إلى زاوية فطردهم عنه، قال مالك: لا أعلم إلا أنه قال: أفي حرم رسول الله، صلى الله عليه وسلم يفعل هذا؟
(8)
.
(1)
قول المطري ورد في التعريف ص 68.
(2)
سقط من الأصل والاضافة عن (ط).
(3)
قول المطري ورد في التعريف ص 68.
(4)
قول المطري ورد في التعريف ص 68.
(5)
قول المطري ورد في التعريف ص 68.
(6)
أخرجه مسلم مطولا في كتاب الحج باب فضل المدينة عن أبي هريرة برقم (462) 2/ 993، والبخاري في كتاب الأنبياء باب «10» عن أنس برقم (3367) 2/ 141، ومالك في الموطأ 2/ 889 عن أنس، وأحمد في المسند 3/ 149 عن أنس، والترمذي في سننه 5/ 678 عن أنس، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 197 عن أنس.
(7)
أخرجه البخاري في كتاب فضائل باب لابتي المدينة عن أبي هريرة برقم (1873) 2/ 270، ومسلم في كتاب الحج باب فضل المدينة عن أبي هريرة برقم (471) 2/ 1000، ومالك في الموطأ 2/ 889 عن أبي أيوب، وأحمد في المسند 2/ 236 عن أبي هريرة، والترمذي في سننه 5/ 677 عن أبي هريرة.
(8)
أخرجه مالك في الموطأ 2/ 890 عن عطاء عن أبي أيوب، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 306 عن زيد بن ثابت.
وعن مالك، عن رجل، قال: دخل عليّ زيد بن ثابت وأنا بالأسواف
(1)
قد اصطدت نهسا
(2)
، فأخذه من يدي فأرسله
(3)
. الرجل هو: شرحبيل بن سعد الأنصاري
(4)
، ولم يسمه مالك لأن في حديثه بعض الضعف. وشرحبيل: اسم أعجمي، وكذلك شراحيل، قال عيسى بن عمرو: أحسبهما منسوبين إلى إيل مثل جبرائيل وميكائيل وإيل هو الله عز وجل.
وعن أبي بكر بن النعمان بن عبد الله بن كعبل بن مالك، عن أبيه، عن جده كعب بن مالك قال:«حرّم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الشجر بالمدينة بريدا في بريد وأرسلني فأعلمت على الحرم على شرف ذات الجيش، وعلى مشيرب، وعلى أشراف المجتهر، وعلى تيم»
(5)
.
وفي السنن لأبي داود
(6)
، من حديث عدي بن زيد قال:«حمى رسول الله، صلى الله عليه وسلم كل ناحية من المدينة بريدا في بريد: لا يخبط شجرها ولا يعضد إلا ما يساق به الجمل» .
وعن النعمان بن عبد الله، عن أبيه، عن جده كعب بن مالك - رضي
(1)
الأسواف: بالفتح، اسم حرم المدينة، وقيل: موضع بعينه بناحية البقيع. انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 191، الفيروز ابادي: المغانم ص 15، السمهودي: وفاء الوفا ص 1125.
(2)
النهس: طائر يشبه الصرد يصيد العصافير وينهس لحمها. انظر: الدميري: حياة الحيوان 2/ 323.
(3)
أخرجه مالك في الموطأ 2/ 890 بلفظه، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 306 بنحوه وعزاه لأحمد والطبراني في الكبير وقال:«رجاله رجل الصحيح» .
(4)
شرحبيل بن سعد، أبو سعد الخطمي المدني، صدوق اختلط بآخرة وضعفه أكثر من واحد (ت 123 هـ). انظر: ابن حجر: التهذيب 4/ 320 - 322.
(5)
أخرجه الطبراني في الكبير 19/ 98 عن كعب، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 102 وعزاه للطبراني في الكبير والأوسط، وذكره ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 238 عن كعب، والسمهودي في وفاء الوفا ص 97.
(6)
أخرجه أبو داود في سننه عن عدي بن زيد برقم (2036) 2/ 217، وذكره ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 338 عن عدي بن زيد، والسمهودي في وفاء الوفا ص 96 عن عدي بن زيد.
الله عنه - قال: «بعثني رسول الله، صلى الله عليه وسلم أعلم على أشراف حرم المدينة، فأعلمت على شرف ذات الجيش، وعلى مشيرب، وعلى أشراف مخيض، وعلى الحفياء، وعلى ذي العشيرة، وعلى تيم
(1)
».
وعن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:«ما عندنا شيء إلا كتاب الله وهذه الصحيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المدينة حرام ما بين عير إلى كذا من أحدث/فيها حدثا أو آوي فيها محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا»
(2)
.
ويروى أن النبي، صلى الله عليه وسلم، أتى بني حارثة فقال:«أراكم يا بني حارثة قد خرجتم من الحرم، ثم التفت فقال: بل أنتم فيه»
(3)
، وقد تقدمت منازل بني حارثة
(4)
.
وعن حزام بن عثمان، عن ابني جابر، عن أبيهما رضي الله عنهما قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:«كل دافقة دفقت علينا من هذه الشعاب فهي حرام أن تعضد أو تخبط أو تقطع إلا لعصفور قتب أو مسد محالة أو عصا حديدة»
(5)
.
(1)
ذكره المطري في التعريف ص 68 عن النعمان بن عبد الله عن أبيه عن جده، والمراغي في تحقيق النصرة ص 198 عن النعمان بن عبد الله عن أبيه عن جده.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الحج باب فضل المدينة عن علي برقم (467) 2/ 995، والبخاري في كتاب فضائل المدينة باب حرم المدينة عن علي برقم (1870) 2/ 270، وأبو داود في سننه عن علي برقم (2034) 2/ 216.
(3)
أخرجه البخاري مطولا في كتاب فضائل المدينة باب حرم المدينة عن أبي هريرة برقم (1869) 2/ 269، وذكر المطري في التعريف ص 14 عن أبي هريرة.
(4)
وذلك في الفصل الثاني من الباب الأول، وفي الفصل الثاني من الباب الثالث.
(5)
أخرجه ابن عدي في الكامل 2/ 851 عن جابر، وذكره المطري في التعريف ص 68 عن جابر. والقتب: رحل البعير وعصفوره أحد أعواده، والمسد: مرود البكرة أو حبل مفتول من لحاء الشجر أو خوص أو وبر. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «قتب» ، «مسد» .
وعن خارجة بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن جده رضي الله عنهما عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «أنه حمى الشجر ما بين لابتي المدينة إلى وعيرة
(1)
، وإلى ثنية المحدث، وإلى أشراف مخيصن، وإلى ثنية الحفيا، وإلى مضرب القبة، وإلى ذات الجيش: من الشجر أن يقطع، وأذن لهم في متاع الناضح أن يقطع من حمى المدينة»
(2)
.
وعن عبد الله بن سليمان بن الحكم الديناري، عن أبيه: أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم نزل بمضرب القبة وقال:«ما بيني وبين المدينة حمى لا يعضد شجره، فقالوا: إلا المسد، فأذن لهم في المسد»
(3)
.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «بعثتني عمتي إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم تستأذنه في مسد، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أقرء عمتك السلام، وقل لها: لو أذنت لكم في مسد طلبتم ميزابا، ولو أذنت لكم في ميزاب طلبتم خشبة، ثم قال: حماي من حيث ايتسقت بنو فزارة لقاحي»
(4)
.
قال الشيخ جمال الدين
(5)
: «وكانت لقاحه
(6)
صلى الله عليه وسلم ترعى بالغابة
(7)
وما
(1)
وعيرة: بفتح الواو وكسر العين المهملة وسكون المثناة تحت وفتح الراء، جبل شرقي ثور. انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 430.
(2)
ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 304 وعزاه للطبراني عن كعب، والمطري في التعريف ص 69 عن كعب، والسمهودي في وفاء الوفا ص 69 عن كعب.
(3)
ذكره المطري في التعريف ص 69 عن عبد الله بن سليمان عن أبيه.
(4)
ذكره المطري في التعريف ص 69 عن أبي سعيد، والسمهودي في وفاء الوفا ص 98 وعزاه لابن زبالة عن أبي سعيد.
(5)
قول المطري ورد في التعريف ص 69، وفي تحقيق النصرة للمراغي ص 199 نقلا عن المطري.
(6)
اللقاح: بالكسر وخفة القاف، وهي ذوات اللبن القريبة العهد بالولادة. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «لقح» .
(7)
الغابة: غيضة ذات شجر على تسعة أميال من المدينة من ناحية الشام. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 182، الفيروز ابادي: المغانم ص 299.
حولها، فأغار عليها عيينة بن حصن الفزاري يوم ذي قرد كما ورد في الصحاح
(1)
، واتفق لسلمة بن الأكوع ما اتفق من استنقاذه اللقاح، ولحقهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم بالناس بعد ما استنقذوا اللقاح، وقتلوا من قتلوا، وسميت غزوة ذي قرد
(2)
بالموضع الذي كان فيه القتال».
بنو فزارة: منسوبون إلى فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان، وهم بطن كبير من بني غطفان
(3)
، وفزارة من الأسماء المنقولة عن الأجناس والأنواع إلى العلمية.
تفسير ما غمض في هذه الأحاديث:
أما ذات الجيش: فنقب ثنية الحفيرة
(4)
من طريق مكة والمدينة، وهي قبل عير وسط البيداء
(5)
، وبين ذات الجيش/والعقيق عشرة أميال.
قاله ابن القاسم
(6)
. وذكر أبو بكر الأثرم، عن القعنبي أن بينهما اثنى عشر ميلا
(7)
، وذكر علي بن عبد العزيز، عن القعنبي أنه قال: ذات الجيش على بريد من المدينة، والبريد أربعة فراسخ، وقال محمد بن وضاح: بينهما سبعة أميال، وروي عن ابن وهب: ستة أميال
(8)
.
(1)
حديث غزوة ذي قرد أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الجهاد والسير باب غزوة ذي قرد عن سلمة برقم (131،132) 3/ 1432 - 1433.
(2)
ذي قرد: موضع بين المدينة وخيبر على يومين مما يلي غطفان، وكانت الغزوة في جمادى الأولى سنة ست. انظر: ابن هشام: السيرة 2/ 281 - 285، ابن سعد: الطبقات 2/ 80، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 595، ياقوت: معجم البلدان 4/ 182.
(3)
انظر: ابن حزم: الجمهرة ص 255، القلقشندي: نهاية الأرب ص 392.
(4)
ثنية الحفير: منزل بين ذي الحليفة وملل يسلكه الحاج. انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 277، الفيروز ابادي: المغانم ص 117، السمهودي: وفاء الوفا ص 1192.
(5)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 68.
(6)
كذا ورد عند السمهودي في وفاء الوفا ص 1180.
(7)
كذا ورد عند السمهودي في وفاء الوفا ص 1180.
(8)
كذا ورد عند السمهودي في وفاء الوفا ص 1180.
وأما مشيرب: فهو ما بين جبال في شامي ذات الجيش بينهما وبين خلائق الضبوعة
(1)
.
وأما أشراف مخيض: فجبال مخيض من طريق الشام
(2)
.
وأما الحفياء: فهو شمالي الغابة من شامي المدينة. والحفيا: بفتح الحاء المهملة وسكون الفاء مدا أو قصرا، وضم الحاء خطأ
(3)
.
وأما ذي العشيرة: فنقب في الحفياء
(4)
.
وأما تيم: فجبل كبير في شرقي المدينة، وهو أبعد جهات الحرم، وذلك كله يشبه أن يكون بريدا في بريد
(5)
.
وأما مضرب القبة: فقال المطري
(6)
وأما عير: «فهو الجبل الكبير الذي من جهة قبلة المدينة»
(7)
.
وأما البيداء: «فهي التي إذا رجع الحجاج بعد الإحرام من ذي
(1)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 68، والسمهودي في وفاء الوفا ص 99، وخلائق الضبوعة: بالفتح، اسم منزل قرب المدينة عند بليل. انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 227.
(2)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 68،69، والسمهودي في وفاء الوفا ص 100، والحفياء: موضع قرب المدينة أجرى منه رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل المضمرة إلى ثنية الوداع. انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 276، الفيروز ابادي: المغانم ص 117.
(3)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 68،69، والسمهودي في وفاء الوفا ص 100، والحفياء: موضع قرب المدينة أجرى منه رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل المضمرة إلى ثنية الوداع. انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 276، الفيروز ابادي: المغانم ص 117.
(4)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 68.
(5)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 68، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1164.
(6)
قول المطري ورد في التعريف ص 69.
(7)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 69، والسمهودي في وفاء الوفا ص 99.
الحليفة استقبلوها مصعدين إلى جهة المغرب، وهي التي ورد فيها حديث عائشة
(1)
رضي الله عنها: حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش، وفيها نزلت آية التيمم»
(2)
.
وشماليها جبل كبير يسمى أعظم: «وهو على جادة الطريق، وورد في تاريخ المدينة: ما برقت السماء على أعظم إلا استهلت، ويقال: أن في أعلاه نبيا مدفونا أو رجلا صالحا، وهو جبل كبير مسطح ليس بالشاهق، وإذا نزل الغيث أيام الربيع حصل لأهل المدينة بما فيه من العشب والنبات رفق كثير، وشماليه جبل مخيض - المذكور - إلى جهة طريق الشام - كما تقدم
(3)
- ويليه من الشام الحفياء»
(4)
.
قال الشيخ جمال الدين
(5)
: فهذا الذي يعرف اليوم باسمه.
فائدة في القياس:
من العلماء من يضبط قياس الميل بالخطوة من رجل واحدة
(6)
، وذلك أربعة أقدام، وهي ذراعان، وهي خطوة البعير ويدخلها الخلل بحسب التقارب بين الأشخاص، والميل منها ألف خطوة، وذلك ألفا ذراع على إحدى الروايات
(1)
أخرجه البخاري في كتاب التيمم باب قول الله تعالى فَلَمْ تَجِدُوا ماءً عن عائشة برقم (334) 1/ 99، ومسلم في كتاب الحيض باب التيمم عن عائشة برقم (108) 1/ 279، ومالك في الموطأ 1/ 53 عن عائشة.
(2)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 69، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1157.
(3)
سبق أن أورده المؤلف عند مضرب القبة في تحديد حرم المدينة الفصل الحادي عشر من الباب الثالث.
(4)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 69 - 70، والفيروز ابادي في المغانم ص 17، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1128.
(5)
قول المطري ورد في التعريف ص 70.
(6)
في الأصل «وقصده» وما أثبتناه من (ط).
عن مالك، وقيل: ألف ذراع.
ومنهم من يقيس بخطى رجليه جميعا، وذلك قياسه بها كقياسه بالذراع قالوا: وحد الميل بالنظر أن ترى شخصا لا تدري هل هو غاد أو رائح.
وأصح ما يقاس به/بالأذرع بالذراع المالكي وهو المسمى بذراع الملك، وهو ستة قبضات، والقبضة أربع أصابع، وذراع الهادي أكبر من هذا الذراع قليلا
(1)
.
والهادي هو: علي بن محمد الهادي، أحد الأئمة الإثنى عشر
(2)
.
والبريد: أربع فراسخ، والفرسخ ثلاثة أميال.
قال عبد الملك بن حبيب: الميل ألف باع، وذلك ألفا ذراع، والباع على هذا من حد مارن الأنف إلى آخر أطراف الأصابع يمينا أو يسارا.
وقيل الباع: أربعة أذرع وذلك فجوة ما بين اليدين، وهو مقدار إقامة الإنسان.
وقال أبو عمر بن عبد البر: أصح ما قيل في الميل أنه ثلاثة آلاف وخمسمائة ذراع
(3)
.
وقال النووي: الميل الهاشمي ستة آلاف ذراع، وأميال بني أمية أكبر من أميال بني هاشم، كل خمسة ستة
(4)
، وقال في «شرح لغات المهذب»:
(1)
انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 103.
(2)
كان فقيها، وهو عاشر الأئمة الإثنى عشر (ت 254 هـ).
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 56 - 57، ابن الجوزي: المنتظم 12/ 74، ابن العماد: شذرات الذهب 2/ 128.
(3)
انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 103.
(4)
انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 103.
الميل أربعة آلاف خطوة، الخطوة ثلاثة أقدام، وهو قول ابن يونس في «شرح التنبيه» ، ووافقه علاء الدين الطاووسي في «شرح الحاوي» ، وقال الحاسب النجومي: الميل أربعة آلاف ذراع بالذراع السوداء على ما امتحن به أيام المأمون.
الفصل الثاني عشر
في حكم الصيد بالمدينة الشريفة
اتفق مالك والشافعي وأحمد على تحريم صيد المدينة واصطياده وقطع شجرها
(1)
.
وقال أبو حنيفة: لا يحرم شيء من ذلك
(2)
، واختلفت الرواية عن أحمد:
هل يضمن صيدها وشجرها بالجزاء أم لا؟ فروي عنه: أنه لا جزاء فيه، وبه قال مالك، وروى أنه يضمن
(3)
.
وللشافعي قولان كالروايتين، قال في الجديد: لا شيء عليه، وقال في القديم: يسلب القاطع والصائد، وإذا قلنا بضمانه فجزاؤه سلب القاتل بتملكه الذي يسلبه، وهل يكون السلب للسالب أو يتصدق به على فقراء المدينة؟ قولان، وقال مالك: لا شيء فيه، وقال ابن نافع: فيه الجزاء كحرم مكة، وعن أحمد روايتان في سلب القاتل، وإن أدخل إلى الحرم المحرم صيدا لم يجب عليه رفع يده عنه، ويجوز ذبحه وأكله وبه قال مالك. وقال أبو حنيفة وأحمد: إذا أدخله حيا وجب رفع يده عنه، ولا يصاد الجراد في حرم المدينة
(4)
.
(1)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 338، والمطري في التعريف ص 70، والمراغي في تحقيق النصرة ص 200، والسمهودي في وفاء الوفا ص 105.
(2)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 338، والمطري في التعريف ص 70، والمراغي في تحقيق النصرة ص 200، والسمهودي في وفاء الوفا ص 105.
(3)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 338، والمطري في التعريف ص 70، والمراغي في تحقيق النصرة ص 200، والسمهودي في وفاء الوفا ص 105.
(4)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 338، والمطري في التعريف ص 70، والمراغي في تحقيق النصرة ص 200، والسمهودي في وفاء الوفا ص 105.
ويروى أن جماعة صادوا ظبيا في وادي طوى من مكة، فنزلت عليهم نار فأحرقتهم.
قال قاضي القضاة عز الدين ابن جماعة
(1)
في منسكه: أن وادي النار الذي يفيض الناس إليه من المشعر الحرام إنما سمي وادي النار: لأن شخصا صاد فيه صيدا فنزلت عليه نار فأحرقته.
ويجوز أن يؤخذ من شجر المدينة الشريفة ما تدعو الحاجة إليه لأجل الوسائد، ومن حشيشها ما يحتاج إليه للعلف بخلاف مكة شرفها الله
(2)
.
ونهى النبي، صلى الله عليه وسلم عن الخبط، وقال: هشوا وارعوا
(3)
.
قال مالك: الهش تحريك الشجر بالمحجن يقع الورق ولا يخبط ولا يعضد
(4)
/ومعنى العضد: الكسر
(5)
، ولا يقطع أحد من شجر الحرم شيء يبس أو لم ييبس، فإن فعل فليستغفر الله ولا شيء عليه.
(1)
عبد العزيز بن محمد الكناني عز الدين ابن جماعة الحافظ قاضي القضاة (ت 767 هـ) ومن كتبه: هداية السالك إلى المذاهب الأربعة في المناسك. مخطوط كما ذكر الزكلي. انظر: ابن حجر: الدر الكامنة 2/ 489، الفاسي: العقد الثمين 5/ 457، الزركلي: الأعلم 4/ 6.
(2)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 338، والمطري في التعريف ص 70، والسمهودي في وفاء الوفا ص 110.
(3)
أخرج نحوه أبو داود في سننه عن جابر برقم (2039) 2/ 217، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 200 عن جابر.
والخبط: ضرب من الشجر بالعصا ليتناثر ورقها، واسم الورق الساقط خبط بالتحريك، وهو من علف الإبل. انظر: ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث 2/ 7.
(4)
أي انثروه نثرا بلين ورفق كذا في النهاية في غريب الحديث لابن الأثير 5/ 264 من حديث جابر.
(5)
كذا في النهاية في غريب الحديث لابن الأثير 3/ 251 يقال: عضدت الشجر أعضده عضدا، والعضد بالتحريك أي القطع والكسر. وراجع اللسان لابن منظور مادة «عضد» .
الباب الرابع
في ذكر أودية المدينة الشريفة وآبارها
المنسوبة إلى النبي، صلى الله عليه وسلم وفضل جبل أحد، وفضل الشهداء عنده
وفيه خمسة فصول:
الفصل الأول
ما جاء في وادي العقيق
(1)
وفضله
روى البخاري في صحيحه
(2)
، حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم بوادي العقيق يقول:«أتاني الليلة آت من ربي عز وجل فقال: صل في هذا الوادي المبارك وقل: عمرة في حجّة» .
وكان عبد الله بن عمر ينيخ بالوادي يتحرى معّرس رسول الله، صلى الله عليه وسلم ويقول: «هو أسفل من المسجد الذي ببطن الوادي بينه وبين الطريق وسط من ذلك
(3)
.
(1)
العقيق: بفتح العين وكسر القاف، اسم لكل مسيل ماء شقه السيل في الأرض فأنهره ووسعه، وهو علم لواد عظيم عليه أموال المدينة على ثلاثة أميال منها. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 139، الفيروز ابادي: المغانم ص 266، السمهودي: وفاء الوفا ص 1039.
(2)
أخرجه البخاري في كتاب الحج باب قول النبي صلى الله عليه وسلم «العقيق واد مبارك» عن عمر برقم (1534) 2/ 176، وأحمد في المسند 1/ 24 عن عمر، وأبو داود في سننه برقم (1800) 2/ 159 عن عمر، وابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 146 عن عمر، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 339 عن عمر.
(3)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 339، والمراغي في تحقيق النصرة ص 181، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 41).
وعن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: ركب رسول الله، صلى الله عليه وسلم إلى العقيق ثم رجع فقال:«يا عائشة جئنا من هذا العقيق فما ألين موطأه وما أعذب ماءه، قالت: «أفلا تنتقل إليه؟ قال: كيف وقد ابتنى الناس فيه»
(1)
.
قال أهل السير: وجد قبر إرمي
(2)
به عند جمّاء أم خالد
(3)
بالعقيق مكتوب عليه: أنا عبد الله رسول رسول الله سليمان بن داود إلى أهل يثرب.
ووجد حجر آخر على قبر إرمي عليه مكتوب: أنا أسود بن سوادة رسول رسول الله عيسى بن مريم إلى أهل هذه القرية
(4)
.
قال الشيخ جمال الدين
(5)
: «والجماوات أربعة أجبل غربي وادي العقيق، وابتنى الناس بالعقيق من خلافة عثمان رضي الله عنه ونزلوه وحفروا به الآبار وغرسوا فيه النخيل والأشجار من جميع نواحيه على جنبي وادي العقيق إلى هذه الجماوات، وسميت كل جماء منها باسم من بنى فيها، ونزله
(6)
جماعة من الصحابة رضي الله عنهم منهم: أبو هريرة رضي الله عنه وسعيد بن العاص بن سعيد بن العاص، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد، وماتوا جميعهم به وحملوا إلى المدينة ودفنوا بالبقيع».
(1)
أخرجه ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 339 عن عامر بن سعد، وذكره المطري في التعريف ص 65، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1038، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 41).
(2)
إرمي: بكسر الهمزة وفتح الراء أي قديم وعادي. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «أرم» .
(3)
جماء أم خالد: بالفتح وتشديد الميم وبالمد، جبل بالمدينة، وهي التي تسيل على قصر محمد بن عيسى وما والاه، وفي أصلها بيوت الأشعث وقصر يزيد بن عبد الملك.
انظر: ابن شبة: تاريخ المدينة 1/ 149، الفيروز ابادي: المغانم ص 90، السمهودي: وفاء الوفا ص 1064.
(4)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 339، والمطري في التعريف ص 65، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 42).
(5)
قول المطري ورد في التعريف ص 66، وفي تحقيق النصرة للمراغي ص 182 نقلا عن المطري.
(6)
في (ط)، والتعريف للمطري: نزل فيه.
فأما سعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد: فهما من العشرة الذين شهد لهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم بالجنة
(1)
، وهم الذين قيل فيهم:
لقد بشرت من خير أصحاب أحمد
…
بجنة عدن زمرة شهداء
سعيد وسعد والزبير وعامر
…
وطلحة والزهري والخلفاء
وأنشد منشدهم أيضا في الفقهاء السبعة، فقهاء المدينة الآتي ذكرهم
(2)
:
ألا كل من لا يقتدي بأئمة
…
فتسمعه ظئرا عن الحق خارجه
فخذهم عبيد الله وعروة قاسم
…
سعيد أبو بكر سليمان خارجه
فأما العشرة: فأولهم الخلفاء الأربعة.
الخامس: سعد بن أبي وقاص الزهري القرشي:
أمه حمنة بنت سفيان بن أبي أمية
(3)
، أسلم قبل أن تفرض الصلاة
(4)
، وهو أحد الستة الذين جعل فيهم عمر/الشورى
(5)
، له كان فتوح القادسية
(1)
حديث العشرة المبشرين بالجنة أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة 1/ 145، ومحب الطبري في الرياض النضرة 1/ 30 عن عبد الرحمن بن عوف.
(2)
سيأتي ذكرهم في الفصل الأول من الباب الرابع.
(3)
في الأصل و (ط): حمنة بنت أبي سيد» وما أثبتناه من طبقات ابن سعد 3/ 137، والمنتظم لابن الجوزي 5/ 281، والرياض النضرة لمحب الطبري 2/ 390 وأوردت هذه المصادر عمود نسبه ونسب أمه.
(4)
وهو ممن أسلم على يد أبي بكر. انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 139، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 607.
(5)
راجع قصة الشورى في: طبقات ابن سعد 3/ 61، تاريخ الطبري 4/ 227، الرياض النضرة لمحب الطبري 2/ 97.
وقتل رستم
(1)
، وهزم جيوش كسرى، وفتح المدائن، وطرد يزدجرد، وفتح أكثر فارس، وكان على مقدمته في حروب الفرس زهرة بن حوية التميمي، وهو الذي قتل الجالينوس - أعني زهرة
(2)
.
وسعد هو الذي كوف الكوفة وبناها ووليها
(3)
. توفي بقصره بالعقيق على سبعة أميال من المدينة، وقيل: على عشرة، ودفن بالبقيع سنة خمس وخمسين، وهو آخر العشرة وآخر المهاجرين موتا
(4)
.
جملة ما روي مائتا حديث وأحد وسبعون حديثا
(5)
، وجميع من في الصحابة اسمه سعد أحد وستون.
السادس: سعيد بن زيد:
ابن عم عمر بن الخطاب، أمه فاطمة بنت بعجة
(6)
، أسلم قبل أن يدخل رسول الله، صلى الله عليه وسلم دار الأرقم - يعني دار الخيزران
(7)
بمكة - والأرقم هو:
(1)
القادسية: بينها وبين الكوفة خمسة عشر فرسخا، وبهذا الموضع كان يوم القادسية بين المسلمين والفرس بقيادة سعد، وقد انتصر سعد وقتل قائد الفرس رستم.
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 480 - 590، وابن الجوزي: المنتظم 4/ 160 - 179، ياقوت: معجم البلدان 4/ 291 - 292.
(2)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 480 - 590، وابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 608.
(3)
اختط سعد الكوفة في سنة 17 هـ ووليها لعمر بن الخطاب. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 4/ 40،144، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 608 - 609، ابن الجوزي: المنتظم 3/ 308، ياقوت: معجم البلدان 4/ 490 - 491.
(4)
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 147 - 149، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 610، الحاكم: المستدرك 3/ 496، ابن الجوزي: المنتظم 5/ 282.
(5)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 364.
(6)
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 379، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 614 - 615، محب الطبري: الرياض 2/ 406.
(7)
الخيزران زوجة محمد المهدي وأم ولده الهادي والرشيد، صير إليها المهدي دار الأرقم فبنتها وعرفت بها (ت 173 هـ). -
أرقم بن أبي الأرقم، اشترى المهدي داره بسبعة عشر ألف دينار، ووهبها للخيزران أم الخليفتين: الهادي والرشيد
(1)
.
توفي سعيد بن زيد بالعقيق ودفن بالبقيع، وقيل: توفي بالكوفة
(2)
. جملة ما روى ثمانية وأربعون حديثا
(3)
، وفي الصحابة أربعة وعشرون سعيد.
وسعيد هذا: هو أخو سعد بن أبي وقاص اخى الرسول، صلى الله عليه وسلم بينهما
(4)
.
وكان صلى الله عليه وسلم قد اخى بين جماعة
(5)
: اخى بين أبي طلحة وبين إياس بن البكير والحارث بن حر، واخى بين الأرقم وأبي طلحة وبين بشر بن البراء وواقد بن عبد الله، وبين بلال وعبيدة بن الحارث، وبين تميم مولى خراش وخباب مولى عتبة، وبين ثابت بن قيس وعامر بن البكير، وبين ثعلبة بن حاطب ومعتب بن الحمراء، وبين جعفر ومعاذ، وبين حبيب بن عتيك وخباب بن الأرت، وبين حاطب وعويم، وبين حارثة بن سراقة والسائب بن عثمان، وبين الحصين بن الحارث ورافع بن عنجرة، وبين خالد بن البكير وزيد بن الدثنة، وبين خالد بن حذاقة وأبي عبس، وبين ذكوان بن عبد قيس ومصعب بن عمير،
(7)
- انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 242 - 244، الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 430 - 431، ابن الجوزي: المنتظم 8/ 346 - 347.
وبين ذي الشمالين ويزيد بن الحارث، وبين الزبير وابن مسعود، وبين زيد بن حارثة وحمزة، وبين زيد بن الخطاب ومعن بن عدي، وبين سالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن ماعص، وبين سعد بن الربيع، وبين عبد الرحمن بن عوف، وبين سعد بن خيثمة وأبي سلمة، وبين سلمان وأبي الدرداء، وبين سلمة بن سلامة وأبي سبرة، وبين سويبط وعائذ بن ماعص، وبين شجاع بن وهب وأوس بن خولي، وبين شماس بن عثمان وحنظلة بن الراهب، وبين صهيب والحارث بن الصمة وبين عمر وأبي بكر، وبين عمير بن أبي وقاص وعمرو ابن معاذ، وبين عبادة بن الصامت وكناز بن الحصين، وبين عثمان بن مظعون/وأبي الهيثم.
وكان سعد وسعيد - المذكوران - قد لزما بيوتهما بالعقيق ولم يكونا يأتيان المدينة الجمعة ولا غيرها حتى ماتا. حكاه ابن نجاح في «سبل الخيرات»
(1)
.
السابع: الزبير بن العوام
(2)
:
وهو أخو السائب
(3)
، أمه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أسلمت دون أخواتها الخمس وهاجرت، توفيت في خلافة عمر - رضي الله
(1)
يحيى بن نجاح الأموي، أبو الحسن القرطبي، فقيه مات بمصر سنة (422 هـ)، وله كتاب «سبل الخيرات» مخطوط في المواعظ والوصايا والزهد والرقائق كما ذكر الزركلي. انظر: الزركلي: الأعلام 8/ 174.
(2)
راجع عمود نسب الزبير في: الطبقات لابن سعد 3/ 100، الاستيعاب لابن عبد البر 2/ 510، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري 2/ 352.
(3)
السائب بن العوام القرشي الأسدي، قتل شهيدا يوم اليمامة. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 575، ابن حجر: الاصابة 3/ 25.
عنه - سنة عشرين
(1)
.
وعمات النبي، صلى الله عليه وسلم ست بنات عبد المطلب
(2)
:
الأولى صفية: وهي أخت حمزة لأمه
(3)
.
الثانية عاتكة: قيل أنها أسلمت، كانت عند أبي أمية بن المغيرة
(4)
.
الثاثة أروى: كانت عند عميرة بن وهب
(5)
، قيل: أروى هي أم حكيم.
الرابعة أميمة: كانت عند جحش بن رئاب الأسدي
(6)
.
الخامسة برة: كانت عند عبد الأسد بن هلال المخزومي
(7)
.
السادسة أم حكيم البيضاء: وكانت عند كريز بن ربيعة، فولدت أروى، وهي أم عثمان رضي الله عنه
(8)
-. انتهى.
والزبير: أحد الستة أهل الشورى
(9)
، وهو أحد فرسان الإسلام، وفرسان الإسلام: علي وطلحة، وعبد الله بن حازم السلمي، وعباد بن الحصين، وعمير بن الحباب، وقطري بن الفجاءة، والحريش بن هلال، وشبيب الحروري.
(1)
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 100، ابن قتيبة: المعارف ص 128 - 129، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 510، محب الطبري: الرياض 2/ 352.
(2)
كذا ورد عند محب الطبري في خلاصة سير ص 137.
(3)
راجع ترجمة صفية في: الطبقات لابن سعد 8/ 41، الاستيعاب لابن عبد البر 4/ 1873.
(4)
راجع ترجمة عاتكة في: الطبقات لابن سعد 8/ 43، الاستيعاب لابن عبد البر 4/ 1780، أسد الغابة لابن الأثير 7/ 185 - 186.
(5)
راجع ترجمة أروى في: طبقات ابن سعد 8/ 42، الاستيعاب لابن عبد البر 4/ 1781، الاصابة لابن حجر 7/ 480.
(6)
راجع ترجمة أميمة في: طبقات ابن سعد 8/ 46، الاستيعاب لابن عبد البر 4/ 1781.
(7)
راجع ترجمة برة في: طبقات ابن سعد 8/ 45، الاستيعاب لابن عبد البر 4/ 1780.
(8)
راجع ترجمة أم حكيم في: طبقات ابن سعد 8/ 45، الاستيعاب لابن عبد البر 4/ 1780.
(9)
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 61، الطبري: تاريخ الرسل 4/ 227، ابن الجوزي: المنتظم 5/ 281.
وفرسان الجاهلية: ربيعة بن مكرم، وعنترة، وعتبة بن الحارث، وعامر ابن مالك، وزيد الخير، وبسطام بن قيس، والأحمير، وعامر بن الطفيل، وعمرو بن ود، وعمرو بن معدي كرب.
قتل الزبير بعد إنصرافه من وقعة الجمل بوادي السباع
(1)
، وكانت وقعة الجمل لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين
(2)
.
وروى الواقدي أن الزبير حمل يوم اليرموك على عشرة آلاف فارس فهزمهم، وكانت وقعة اليرموك سنة خمس عشرة، قيل: يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الأولى
(3)
.
وفي الصحابة زبيران آخران
(4)
، جملة ما روى ثمانية وثلاثون حديثا
(5)
.
الثامن: عامر بن عبد الله بن الجراح
(6)
:
توفى في طاعون عمواس
(7)
.
(1)
وادي السباع: على خمسة أميال من البصرة. انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 343.
(2)
تفصيل وقعة الجمل في: تاريخ خليفة 1/ 160، طبقات ابن سعد 3/ 224، تاريخ الطبري 4/ 534.
(3)
تفصيل وقعة اليرموك في: تاريخ الطبري 3/ 394 - 406، المنتظم لابن الجوزي 5/ 434. وذكر الطبري في تاريخه تقسيم الجيش إلى 36 كردوسا، وكل كردوس فيه ألف مقاتل على كل كردوس قائد، فحمل الزبير بكردوسه وحده على عشرة آلاف فهزمهم.
واليرموك: واد بناحية الشام في طرف الغور يصب في نهر الأردن. انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 434.
(4)
وهما: الزبير بن عبد الله الكلابي، والزبير بن عبيد الأسدي. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 510.
(5)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 366.
(6)
راجع عمود نسبه في: طبقات ابن سعد 3/ 409، ابن قتيبة: المعارف ص 247، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 792.
(7)
وذلك في سنة (18 هـ). انظر: طبقات ابن سعد 3/ 414، الاستيعاب لابن عبد البر 2/ 794، الرياض النضرة لمحب الطبري 2/ 422.
التاسع: طلحة بن عبيد الله:
أمه الصعبة بنت الحضرمي
(1)
، وهو أحد الستة أهل الشورى
(2)
، كان يسمى طلحة الفياض
(3)
، قتل يوم الجمل
(4)
أتاه سهم غرب - بتسكين الراء وتحريكها والأقوى التحريك عند أهل العربية - وهو الذي لا يعرف راميه، وقيل: بتسكين الراء إذا أتاه من حيث لا يدري، وتفتح إذا رماه فأصاب غيره، وقيل: الغرب بالفتح ضرب من الشجر وهو بالفارسية «أسفيد واو» وقد يتخذ منه السهام، فيقال سهم غرب باسم الشجرة ويقال: سهم عائر إذا ذهب عن وجهه كأنه ينفلت، ويقال: سهم عائر للذي لا يدري راميه
(5)
، وقيل: أن راميه مروان بن الحكم
(6)
.
كانت غلّته من العراق كل يوم ألف دينار وأكثر، وبناحية الشراة أكثر من هذا، وقد/خلف مائة بهار في كل بهار ثلاث قناطير ذهبا وفضة، وقيل: ثلثمائة بهار، وقيل: البهار ثلثمائة رطل
(7)
. جملة ما روى ثمانية وثلاثون حديثا
(8)
.
(1)
راجع عمود نسبه وأمه في: طبقات ابن سعد 3/ 214، الاستيعاب لابن عبد البر 2/ 764، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري 2/ 334.
(2)
انظر: محب الطبري: الرياض النضرة 2/ 340.
(3)
لقب بطلحة الفياض وطلحة الجود لسعة عطائه وكرمه، وكان جوادا. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 764، محب الطبري: الرياض 2/ 335.
(4)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 770، ابن الجوزي: المنتظم 5/ 114، محب الطبري: الرياض 2/ 349.
(5)
راجع هذه المعاني اللغوية عن السهم الغرب في اللسان لابن منظور مادة «عور» ، «غرب» .
(6)
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 223، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 766، محب الطبري: الرياض 2/ 348.
(7)
كذا ورد عند ابن سعد في الطبقات 3/ 222، ومحب الطبري في الرياض 2/ 346.
(8)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 366.
العاشر: الزهري عبد الرحمن بن عوف:
أمه الشفا بنت عوف
(1)
، وهو أحد الستة أهل الشورى
(2)
، وكان على مربضه ألف فرس ترعى بالنقيع
(3)
- والنقيع بالنون موضع معروف - وألف بعير، وثلاثة آلاف شاة، وقيل: عشرة آلاف، وكان يزرع بالجرف على عشرين ناضحا، وصولحت امرأته التي طلقها في مرضه من ثلث الثمن - وقيل: غرم ربع الثمن - بثلاثة وثمانين ألفا
(4)
.
توفي سنة اثنتين وثلاثين، وقيل: إحدى وثلاثين، ودفن بالبقيع
(5)
. جملة ما رواه خمسة وستون حديثا
(6)
.
وأما فقهاء المدينة:
فاعلم أنه كان يفتي في حياة رسول الله، صلى الله عليه وسلم أربعة عشر رجلا:
الخلفاء الأربعة، وعبد الرحمن بن عوف، وابن مسعود، وعمار، وأبي، ومعاذ، وسلمان، [وأبو موسى]
(7)
وحذيفة، وأبو الدرداء، وزيد، ولم يفت منهم بحضرة رسول الله، صلى الله عليه وسلم إلا أبو بكر
(8)
.
(1)
راجع عمود نسبه وأمه في: طبقات ابن سعد 3/ 124، الاستيعاب لابن عبد البر 2/ 844، والرياض لمحب الطبري 2/ 376.
(2)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 846، محب الطبري: الرياض 2/ 387.
(3)
النقيع: موضع على عشرين فرسخا من المدينة.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 301، الفيروز ابادي: المغانم ص 415، السمهودي: وفاء الوفا ص 1082.
(4)
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 136، محب الطبري: الرياض 2/ 389.
(5)
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 136، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 850.
(6)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 365.
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(8)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 43.
قال علي بن المديني: وانتهى علم أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم من الأحكام إلى ثلاثة ممن أخذ عنهم العلم: ابن مسعود، وزيد، وابن عباس، وأخذ عن ابن مسعود ستة: علقمة، والأسود، وعبيدة، ومسروق، والحارث بن قيس، وعمرو بن شرحبيل
(1)
.
وانتهى علم هؤلاء إلى: النخعي، والشعبي، ثم انتهى علم هؤلاء إلى:
أبي إسحاق، والأعمش، ثم انتهى علم هؤلاء إلى: الثوري
(2)
.
وأخذ عن زيد أحد عشر رجلا: قبيصة، وخارجة، وعبيد الله بن عبد الله، وعروة، وأبو سلمة، وأبو بكر بن عبد الرحمن، والقاسم، وسالم، وابن المسيب، وأبان بن عثمان، وسليمان بن يسار، ثم صار علم هؤلاء كلهم إلى: الزهري، وأبي الزناد، وبكير الأشج، ثم صار علم هؤلاء إلى مالك
(3)
.
وصار علم ابن عباس إلى ستة: سعيد بن جبير، وعطاء بن أبي رباح، وعكرمة، ومجاهد، وطاووس، وحماد بن زيد، وصار علم هؤلاء إلى عمرو بن دينار
(4)
.
قال العلماء: وانتهت الفتيا في أهل المدينة إلى سبعة: سعيد بن المسيب، والقاسم، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وخارجة، وعبيد الله بن عبد الله، وعروة، وسليمان بن يسار
(5)
.
(1)
كذا ورد عند ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 458 وعلي بن عبد الله أبو الحسن السعدي المعروف بابن المديني، برع في علم الحديث (ت 234 هـ). انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 11/ 458، ابن الجوزي: المنتظم 11/ 214.
(2)
كذا ورد عند ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 459.
(3)
كذا ورد عند ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 459.
(4)
كذا ورد عند ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 459.
(5)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 44.
وقال عباس الدوري: إنتهى علم أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم إلى ستة نفر من الصحابة: عمر، وعلي، وابن مسعود، وأبي، ومعاذ، وزيد
(1)
. فهؤلاء طبقات الفقهاء.
وأما طبقات الرواة فستة:
أبو هريرة، وأنس، وجابر، وابن عمر، وأبو سعيد الخدري، وعائشة
(2)
.
وأما طبقات أصحاب الأخبار والقصص فستة:
عبد الله بن سلام، وكعب، ووهب، وطاووس، وابن إسحاق، والواقدي
(3)
.
وأما طبقات أهل التفسير/فستة:
ابن عباس، وابن جبير، ومجاهد، وقتادة، والضحاك، والسدي
(4)
.
وأما خزان العلم فستة:
الأعمش، ومالك، والأوزاعي، والثوري، ومسعر، وشعبة
(5)
.
وأما طبقات الحفاظ فستة:
ابن حنبل، ويحي بن معين، وعلي بن المديني، وأبو زرعة الرازي، والبخاري، ومسلم
(6)
.
[وقال ابن عيينة: محدثو الناس ثلاثة: ابن عباس في زمانه، والشعبي، والثوري في زمانه
(7)
]
(8)
.
(1)
كذا ورد عند ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 460.
وعباس بن محمد الدوري، أبو الفضل البغدادي، من أئمة الحديث (ت 271 هـ). انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 144، ابن الجوزي: المنتظم 12/ 247.
(2)
كذا ورد عند ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 460.
(3)
كذا ورد عند ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 460.
(4)
كذا ورد عند ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 460.
(5)
كذا ورد عند ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 460.
(6)
كذا ورد عند ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 460.
(7)
كذا ورد عند ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 460.
(8)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
وقال عبيد الله بن عمرو القواريري: أملى عليّ عبد الرحمن بن مهدي عشرين ألف حديث حفظا، ولقد كتب المحدثون عن أبي داود الطيالسي أربعين ألف حديث وليس معه كتاب
(1)
.
وسأل رجل أبا زرعة فقال: ما تقول في رجل حلف بطلاق امرأته أنك تحفظ مائة ألف حديث؟ فأطرق مليا، ثم قال: اذهب فأنت بار في يمينك أحفظ مائتي ألف حديث
(2)
.
وقال يزيد بن هارون: أحفظ [للشاميين عشرين ألف حديث
(3)
.
ونقل عن الإمام أحمد: أنه كان يحفظ]
(4)
ألف ألف حديث، توفي أحمد ببغداد وحضر جنازته من الرجال ثمانمائة ألف، ومن النساء ستون ألفا، وأسلم يوم مات عشرون ألفا ما بين يهودي ونصراني ومجوسي
(5)
.
وقال محمد بن سلام: أبو محلم أحفظ الناس، وكذلك قال مؤرج
(6)
.
قال أبو محلم: لما قدمت مكة لزمت مجلس ابن عيينة، فقال لي يوما: لا أراك تخطيء بشيء مما تسمع، قلت: وكيف؟ قال: لأني لا أراك تكتب، فقلت: إني أحفظ، فاستعادمني مجالس فأعدتها على الوجه فقال: حدثنا
(1)
كذا ورد عند الذهبي في سير أعلام 9/ 195.
والقواريري هو: عبيد الله بن عمر، أبو سعيد كان محدثا ثقة (ت 235 هـ). انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 320، ابن الجوزي: المنتظم 11/ 231.
(2)
كذا ورد عند الخطيب في تاريخ بغداد 10/ 335، وابن الجوزي في المنتظم 12/ 194.
(3)
كذا ورد عند الخطيب في تاريخ بغداد 14/ 340، وابن الجوزي في المنتظم 10/ 156 ويزيد بن هارون، أبو خالد السلمي، كان ثقة (ت 206 هـ). انظر: الخطيب: تاريخ 14/ 337، ابن الجوزي: المنتظم 10/ 155.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
راجع وفاة ابن حنبل في: المنتظم 11/ 288، صفة الصفوة لابن الجوزي 2/ 356،358.
(6)
كذا ورد عند ابن العماد في شذرات الذهب 2/ 109.
الزهري، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه قال: يولد في كل سبعين سنة من يحفظ كل شيء، قال: وضرب بيده على جنبي فقال: أراك صاحب السبعين
(1)
.
أبو محلم هو: محمد بن هشام بن عوف التميمي، وقيل: السعدي، توفي سنة خمس وأربعين ومائتين
(2)
.
قال الحاكم: فقهاء المدينة: سعيد بن المسيب، والقاسم بن محمد، وعروة بن الزبير، وخارجة بن زيد، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وسليمان بن يسار
(3)
. وفي رواية: ذكر سالم بن عبد الله فيهم بدلا عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وأبي بكر بن عبد الرحمن
(4)
.
فأولهم: سعيد بن المسيب بن حزن:
ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر
(5)
رضي الله عنه ولم يلحق العشرة، وروى عنهم من التابعين، غير ابن المسيب، وقيس بن أبي حازم، ولم يعمل الشافعي بمراسيل أحد إلا بمراسيل ابن المسيب، وأكثر ما تروى المراسيل من أهل المدينة [عنه]
(6)
، ومن أهل مكة عن عطاء بن أبي رباح، ومن أهل مصر عن سعيد بن أبي هلال
(7)
، ومن أهل الشام عن مكحول
(1)
كذا ورد عند ابن العماد في شذرات الذهب 2/ 109.
(2)
ترجمته في: لسان الميزان لابن حجر 5/ 414، تاريخ الاسلام للذهبي حوادث سنة 245 هـ ص 477، شذرات الذهب لابن العماد 2/ 109.
(3)
كذا ورد عند الحاكم في معرفة علوم الحديث ص 43.
(4)
كذا ورد عند الحاكم في معرفة علوم الحديث ص 43.
(5)
انظر: ابن سعد: الطبقات 5/ 119، ابن قتيبة: المعارف ص 438، ابن الجوزي: صفة الصفوة 2/ 79.
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(7)
سعيد بن أبي هلال الليثي مولاهم، أبو العلاء المصري، كان محدثا ثقة (ت 135 هـ). انظر: ابن حجر: التهذيب 4/ 94.
الدمشقي
(1)
، ومن أهل البصرة عن الحسن، ومن أهل الكوفة عن النخعي.
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: لما مات العبادلة ابن عباس، وابن عمر، وابن الزبير، وابن عمرو بن العاص: صار الفقه في جميع البلدان إلى الموالي، ففقيه مكة عطاء، وفقيه اليمن طاووس، وفقيه/اليمامة يحي بن أبي كثير، وفقيه البصرة الحسن، وفقيه الكوفة النخعي، وفقيه الشام مكحول، وفقيه خراسان عطاء الخراساني، إلا المدينة فإن الله تعالى خصها بقرشي فقيه غير مدافع: سعيد بن المسيب
(2)
.
توفي سعيد بالمدينة سنة إحدى - أو اثنتين - وتسعين، قاله: يحي بن سعيد، وقيل: توفي سنة خمس ومائة
(3)
.
وسعيد بن المسيب ثلاثة: أحدهم هذا، والثاني بلوي روى عنه يحي بن عبد الله بن بكير، والثالث الشيرازي روى عنه أبو روق
(4)
.
الثاني: القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق:
أمه أم ولد
(5)
، توفي بين مكة والمدينة حاجا - أو معتمرا - سنة سبع، وقيل: سنة ثمان ومائة
(6)
.
(1)
مكحول الشامي، أبو عبد الله الفقيه الدمشقي، تابعي ثقة (ت 118 هـ). انظر: ابن حجر: التهذيب 10/ 289.
(2)
ذكره ابن الجوزي في المنتظم 6/ 319 عن عبد الرحمن بن زيد.
(3)
ذكر ابن سعد في الطبقات 5/ 143، وابن قتيبة في المعارف ص 438، وابن الجوزي في المنتظم 6/ 326 بأن سعيد توفي بالمدينة سنة 94 هـ في خلافة الوليد بن عبد الملك.
(4)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 56، وفي تلقيح فهوم ص 612.
وأبو روق هو: عطية بن الحارث الهمداني الكوفي، روى عن أنس وعكرمة والشعبي. انظر: ابن حجر: التهذيب 7/ 224.
(5)
يقال لها: سودة. انظر: ابن سعد: الطبقات 5/ 187، ابن الجوزي: المنتظم 7/ 123.
(6)
انظر: ابن سعد: الطبقات 5/ 194، ابن الجوزي: صفة الصفوة 2/ 90.
[الثالث: عروة بن الزبير بن العوام:
أمه أسماء بنت الصديق
(1)
، مات صائما بناحية الفرع
(2)
، ودفن هناك سنة أربع وتسعين
(3)
.
الرابع: خارجة بن يزيد بن ثابت:
مات بالمدينة سنة مائة
(4)
]
(5)
.
الخامس: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث:
يقال له راهب قريش لكثرة صلاته، مات فجأة في مغتسله سنة أربع وتسعين
(6)
.
السادس: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة:
[توفى]
(7)
سنة ثمان وتسعين
(8)
.
السابع: سليمان بن يسار:
مولى ميمونة زوج النبي، صلى الله عليه وسلم، توفي سنة سبع ومائة
(9)
.
(1)
انظر: ابن سعد: الطبقات 5/ 178، ابن الجوزي: المنتظم 6/ 333، صفة الصفوة 2/ 85.
(2)
الفرع: بضم أوله وسكون ثانيه، قرية من نواحي المدينة على طريق مكة. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 252، الفيروز ابادي: المغانم ص 315.
(3)
انظر: ابن سعد: الطبقات 5/ 182، ابن الجوزي: المنتظم 6/ 334.
(4)
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 262، ابن الجوزي: المنتظم 7/ 58.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
انظر: ابن سعد: الطبقات 5/ 208، ابن الجوزي: صفة الصفوة 2/ 92.
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(8)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 7/ 29، ابن حجر: التهذيب 7/ 23.
(9)
انظر: ابن سعد: الطبقات 5/ 174، ابن حجر: التهذيب 4/ 228.
وذكر الحاكم: أن فقهاء المدينة إثنا عشر رجلا: ابن المسيب، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، والقاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله، [وحمزة بن عبد الله]
(1)
بن عمر، وزيد بن عبد الله بن عمر، وعبيد الله بن عبد الله بن عمر، [وبلال بن عبد الله بن عمر،]
(2)
وأبان بن عثمان بن عفان، وقبيصة بن ذؤيب، وخارجة بن زيد، وإسماعيل بن زيد بن ثابت
(3)
. انتهى.
رأيت كثيرا من مشائخنا العارفين بالله تعالى يذكرون أن من كتب أسماء هؤلاء الفقهاء السبعة واستعملها شربا من به الحمى، نفعته بإذن الله تعالى
(4)
، واعلم أني اعتبرت عدد أسمائهم فوجدت ذلك ألفين وأربعين أثبته في مربع سبعة في سبعة على الوضع الطبيعي، وصححت كسر ذلك، وهذا مثاله فاستعمله فهو أنجح في المقصود. انتهى.
|
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط) ومن معرفة علوم الحديث ص 44.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط) ومن معرفة علوم الحديث ص 44.
(3)
كذا ورد عند الحاكم في معرفة علوم الحديث ص 44.
(4)
أحكام العقيدة الإسلامية لا تلتمس باستقراء التجارب وملاحظة مدى ثبوت نتائجها، وإنما تلتمس دلائلها من محكم القرآن الكريم وصحيح السنة وما أجمع عليه المتكلمون من سلوة الأمة الأخيار رضوان الله عليهم، وهذا الجدول بحساب يدعي حساب الجمّل المنسوب للفلكيين، فلا يجوز التعويل عليه والعمل به.
والآن نشير إلى ما نحن بصدده:
قال أهل السير: ولما بنى عروة بن الزبير قصره بالعقيق ونزله قيل له:
جفوت عن مسجد رسول الله، صلى الله عليه وسلم. فقال: إني رأيت مساجدهم لاهية، وأسواقهم لاغية، والفاحشة في فجاجهم عالية، فكان فيما هنالك عما هم فيه في عافية
(1)
.
وكذلك سكنه جماعة من التابعين ومن بعدهم، وكانت فيه القصور المشيدة والآبار العذبة، وولي رسول الله، صلى الله عليه وسلم العقيق لرجل اسمه هيصم المزني
(2)
، ولم تزل الولاة على المدينة الشريفة يولون عليه واليا، حتى كان داود بن عيسى
(3)
فتركه في سنة ثمان وتسعين ومائة
(4)
.
قال الحافظ محب الدين
(5)
: «وهو اليوم ليس به سكان، وفيه بقايا بنيان خراب وآثار تجد النفس برؤيتها أنسا» .
وذكر محمد بن الحسن بن زبالة: أن تبعا لما وصل إلى المدينة - كما قدمنا
(6)
- كان [منزله بقناة، قال: فلما شخص عن منزله بقناة قال: هذه قناة الأرض فسميت قناة، فلما مر بالجرف قال:]
(7)
هذا جرف الأرض
(1)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 339، والمراغي في تحقيق النصرة ص 183، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 137، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 42).
(2)
هيصم المزني. كناه ابن حجر «أبو هيصم» . انظر: ابن حجر: الاصابة 7/ 451.
(3)
داود بن عيسى العباسي، أمير الكوفة للرشيد، ولي إمرة الحرمين (ت 201 هـ). انظر: الذهبي: تاريخ الاسلام حوادث 201 هـ ص 147.
(4)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 339، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 137، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 43).
(5)
ورد في كتابه الدرة الثمينة 2/ 340، وفي التعريف للمطري ص 66 نقلا عن محب الدين ابن النجار.
(6)
وذلك في الفصل الأول من الباب الثالث.
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
فسمي الجرف، ثم مر بالعرصة
(1)
وكانت تسمى السليل فقال: هذا عقيق الأرض فسمي به
(2)
.
قال الشيخ منتخب الدين أبو الفتح: وبالمدينة الشريفة عقيقان: الأصغر فيه بئر رومة، والأكبر فيه بئر عروة، سميا بذلك لأنهما عقا من حرة المدينة أي قطعا
(3)
.
قال الشيخ جمال الدين
(4)
: «ورمل مسجد رسول الله، صلى الله عليه وسلم يحمل من العرصة التي تسيل من الجماء الشمالية إلى الوادي، فيحمل منه وليس في الوادي رمل أحمر غير ما يسيل من الجبل، وأصل مسيل وادي العقيق من النقيع [- بالنون والقاف والياء المثناة من تحت -]
(5)
قبلي المدينة من طريق المشيان، بينه وبين قباء مقدار يوم ونصف [ويعرف اليوم بوادي النقيع]
(6)
ويصل إلى بئر على العليا المعروفة بالخليفة
(7)
- بالخاء المعجمة والقاف - ثم يأتي إلى غربي جبل عير، ويصل إلى بئر على بذي الحليفة محرم الحجاج، ثم يأتي مشرفا إلى قريب الحرة التي تطلع منها إلى المدينة ثم يعرج يسارا، ومن
(1)
العرصة: بفتح العين وسكون الراء، وبالمدينة عرصتان بعقيق المدينة، وتسمى السليل، وبها قصور وآبار.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 101، الفيروز ابادي: المغانم ص 252، السمهودي: وفاء الوفا ص 1264.
(2)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 323 عن محمد بن زبالة، والمراغي في تحقيق النصرة ص 184.
(3)
قول الشيخ منتخب الدين ذكره ابن الضياء في تاريخ مكة ص 137، والفيروز ابادي في المغانم ص 266، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 43).
(4)
قول المطري ورد في كتابه التعريف ص 67، ونقله عنه ابن الضياء في تاريخ مكة ص 137، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 43).
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(7)
الخليقة: منزل على 12 ميلا من المدينة بينها وبين ديار بني سليم.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 387، الفيروز ابادي: المغانم ص 133.
بئر المحرم يسمى العقيق ينتهي إلى غربي بئر رومة».
ثم وادي رانوناء
(1)
:
«براء ونونين - يأتي من شمالي جبل عير إلى غربي مسجد قباء، موضع معروف بالعصبة
(2)
، وهي منازل بني جحجبي من الأوس، وينتهي إلى مسجد الجمعة منازل بني سالم بن عوف من الخزرج، ثم يصب في وادي بطحان»
(3)
.
ثم وادي جفاف
(4)
:
«وهو أعلى موضع بالعوالي إلى شرقي مسجد قباء»
(5)
.
ثم وادي مذينيب
(6)
:
(7)
.
(1)
رانوناء: أحد أودية المدينة، فيه ديار بني سالم بن عوف، وفيه صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الجمعة بعد خروجه من قباء. انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 19، السمهودي: وفاء الوفا ص 1072.
(2)
العصبة: بضم العين وفتحها وسكون الصاد المهملة، منازل بني جحجبا بن كلفة. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 128، السمهودي: وفاء الوفا ص 1266.
(3)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 63، والمراغي في تحقيق النصرة ص 185.
(4)
وادي جفاف: بكسر الجيم وفتح الفاء، موضع أمام عوالي المدينة به حدائق حسنة. انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 89، السمهودي: وفاء الوفا ص 1177.
(5)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 63، والمراغي في تحقيق النصرة ص 186.
(6)
وادي مذينب: ويقال مذينيب: شعبة من سيل بطحان، يسيل بماء المطر. انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 373، السمهودي: وفاء الوفا ص 1075.
(7)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 63، والمراغي في تحقيق النصرة ص 187.
ثم وادي مهزور
(1)
:
«شرقي العوالي شمالي مذينيب ويشق في الحرة الشرقية إلى العريض
(2)
، ثم يصب في وادي الشظاة»
(3)
.
ثم وادي الشظاة
(4)
:
«يأتي من شرقي المدينة من أماكن بعيدة عنها إلى أن يصل إلى السد الذي أحدثته النار»
(5)
.
نار الحرة
(6)
:
وقصة هذه النار على ما نقله أبو شامة
(7)
والمطري وغيرهما: وذلك أنه لما كانت ليلة، الأربعاء ثالث جمادى الآخرة من سنة أربع وخمسين وستمائة ظهر بالمدينة دوي عظيم، ثم زلازل رجفت منها المدينة والحيطان ساعة بعد ساعة، وكان بين اليوم والليلة أربعة عشر زلزلة واضطرب المنبر إلى أن سمع منه صوت
(1)
وادي مهزور: بفتح أوله وسكون الهاء وضم الزاي، وادي بالمدينة يسيل بماء المطر خاصة، وهو وادي بني قريظة. انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 398، السمهودي: وفاء الوفا ص 1076.
(2)
العريض: واد بالمدينة، وهو شامي المدينة قرب وادي قناة. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 114، السمهودي: وفاء الوفا ص 1265.
(3)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 63، والمراغي في تحقيق النصرة ص 187.
(4)
وادي الشظاة: بالفتح، اسم لوادي قناة. انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 1074،1243.
(5)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 63، والمراغي في تحقيق النصرة ص 190.
(6)
خبر نار الحرة ورد ذكرها في: التعريف للمطري ص 63، والبداية لابن كثير 13/ 199، والعبر للذهبي 3/ 271، وتاريخ مكة لابن الضياء ص 190، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص 465، ووفاء الوفا للسمهودي ص 142، وتاريخ المدينة للنهرواني (ق 125)، وشذرات الذهب 5/ 263.
(7)
في الأصل، (ط):«ابن أبي شامة» والصواب ما أثبتناه، وأبو شامة هو: شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي، كان محدثا ونحويا ومؤرخا (ت 665 هـ).
انظر: الذهبي: العبر 3/ 313، ابن كثير: البداية 13/ 264.
الحديد، واضطربت قناديل المسجد وسمع لسقف المسجد صرير، وتمت الزلازل إلى يوم الجمعة ضحى، ثم انبجست الأرض بنار عظيمة من واد يقال له أحيليين
(1)
- بينه وبين المدينة نصف يوم - ثم انبجست من رأسه في الحرة الشرقية من وراء قريظة على طريق السوارقية
(2)
، ثم ظهر لها دخان عظيم في السماء ينعقد حتى يبقى كالسحاب الأبيض، وللنار ألسن حمر صاعدة في الهواء، وبقي الناس في مثل ضوء القمر وصارت النار على قدر المدينة العظيمة وما ظهرت إلا ليلة السبت، وكان اشتعالها أكثر من ثلاث منائر، وهي ترمي بشرر كالقصر، وشررها صخر كالجبال، وسال من هذه النار واد يكون مقداره خمسة فراسخ وعرضه أربعة أميال وعمقه قامة ونصف، وهو يجري على وجه الأرض [وتخرج]
(3)
منه أمهاد وجبال تسير على وجه الأرض، وهو صخر يذوب حتى يصير كالآنك
(4)
فإذا جمد صار أسود، وقبل الجمود لونه أحمر، وسال منها واد من نار حتى حاذى جبل أحد، وسالت من أحيليين نار تنحدر مع الوادي إلى الشظاة والحجارة تسير معها حتى عادت تقارب حرة العريض، ثم وقفت أياما تخرج من النار ألسن ترمي بحجارة خلفها وأمامها حتى نبت لها جبل، ولها كل يوم صوت من آخر النهار، ورؤي ضوء هذه النار من مكة ومن الينبع
(5)
ولا ترى الشمس والقمر من يوم ظهور النار
(1)
وادي أحيلين: بضم الهمزة وسكون الحاء المهملة، ثم مثناة تحتية ثم لام ومثناتين، في شرق المدينة على طريق السوارقية. انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 1327.
(2)
السوارقية: بفتح أوله وضمه، قرية أبي بكر الصديق، وكانت لبني سليم، وهي بين مكة والمدينة. انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 276، الفيروز ابادي: المغانم ص 189.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
الآنك: هو الرصاص القلعي أو القصدير. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «أنك» .
(5)
ينبع: بالفتح ثم السكون والباء الموحدة المضمومة، من عمل المدينة على سبع مراحل. انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 449، الفيروز ابادي: المغانم ص 440.
إلا كاسفين
(1)
.
قال أبو شامة: «ظهرت عندنا بدمشق أثر الكسوف من ضعف نور الشمس على الحيطان، وكلنا حيارى من ذلك ما هو؟ حتى أتى خبر النار»
(2)
.
قال المطري
(3)
: «سارت النار من مخرجها الأول جهة الشمال مدة ثلاثة أشهر/تدب كدبيب النمل تأكل كل ما مرت عليه من جبل أو حجر ولا تأكل الشجر فتثير كل ما مرت عليه فيصير سدا لا مسلك فيه لإنسان ولا دابة إلى منتهى الحرة من جهة الشمال فقطعت في وسط وادي الشظاة إلى جبل وعيرة فسدت الوادي المذكور بسد عظيم بالحجر المسبوك بالنار ولا كسد ذي القرنين لا يصفه إلا من رآه طولا وعرضا وارتفاعا، وانقطع وادي الشظاة بسببه
(4)
وصار السيل [إذا سال]
(5)
ينحبس خلف السد، وهو واد عظيم فتجتمع خلفه المياه حتى تصير بحرا كنيل مصر عند زيادته».
قال رحمه الله
(6)
: «شاهدته كذلك في شهر رجب من سنة سبع وعشرين وسبعمائة» . قال
(7)
: «وأخبرني علم الدين سنجر المعزي
(8)
- من عتقاء
(1)
راجع التعريف للمطري ص 63، وتحقيق النصرة للمراغي ص 190، وتاريخ مكة لابن الضياء ص 190، ووفاء الوفا للسمهودي ص 142.
(2)
ورد الخبر في المصادر الآتية نقلا عن أبي شامة: البداية لابن كثير 13/ 202، تاريخ مكة لابن الضياء ص 191، وفاء الوفا للسمهودي ص 148، تاريخ المدينة للنهرواني (ق 127).
(3)
قول المطري ورد في كتابه التعريف ص 63، ونقله عنه: المراغي في تحقيق ص 190، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 191، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 127).
(4)
في الأصل «بسرعة» وما أثبتناه من التعريف للمطري ص 63، فقد نقل عنه المؤلف.
(5)
الاضافة من التعريف للمطري ص 63.
(6)
أي المطري في كتابه التعريف ص 63.
(7)
أي المطري في كتابه التعريف ص 63.
(8)
سنجر علم الدين المعزي، مولى عز الدين منيف بن شيحة أمير المدينة. انظر: السخاوي: التحفة 1/ 429، النهرواني: تاريخ المدينة (ق 128).
الأمير عز الدين منيف بن شيحه بن القاسم بن مهني الحسيني
(1)
أمير المدينة - قال: أرسلني مولاي - المذكور - بعد ظهور النار بأيام، ومعي شخص من العرب يسمى حطيب بن سنان وقال لنا: اقربا من هذه النار، وانظرا هل يقدر
(2)
أحد على القرب منها؟ فخرجت أنا وصاحبي إلى أن قربنا منها، فلم نجد لها حرا، فنزلت عن فرسي، وسرت إلى أن وصلت إليها، وهي تأكل الصخر والحجر، ومددت يدي إليها بسهم فعرق النصل ولم يحترق العود واحترق الريش». انتهى.
انظر إلى عظيم لطف الباري تعالى بعباده إذ سخرها بلا حرارة، إذ لو كانت كنارنا لأحرقت من هذا البعد
(3)
فناهيك بقربها وعظمها، ولكنها ليست بأول مكارمه صلى الله عليه وسلم، وامتنان خالقها عز وجل، إذ أخمد حرها وجعل سيرها تهويدا لا تنقيبا
(4)
حفظا لنبيه صلى الله عليه وسلم، وأمته ورفقا لعباده ولطفا بهم {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}
(5)
وقد ظهر بظهورها معجزات بان بها آيات أسرار بديعة وعنايات ربانية منيعة، ففي انطماس نورها وسببه عدم حرها،
(1)
عز الدين منيف بن شيحة الحسيني، كان أمير المدينة المنورة عند ظهور نار الحرة بالمدينة الشريفة. انظر: السخاوي: التحفة 1/ 429.
(2)
في الأصل «يقذف» ، وما أثبتناه من التعريف للمطري ص 63 فقد نقل المؤلف عنه.
(3)
اضطرب كلام المصنف لفظا حين جزم بفقدان نار البركان خاصية الإحراق في قوله «قربنا فلم نجد لها حرا» ومع ذلك تأكل الصخر والحجر، فهذه عبارة تدل على فقدان نار البركان خاصية الإحراق، وبعدها قال:«ومددت يدي إليها بسهم فعرق النصل ولم يحترق العود واحترق الريش» فهذه العبارة تقطع بأن هذه النار لم تفقد خاصيتها لأنها أكلت الريش وعرق النصل أي أخرجت النار ما في النصل من رطوبة فعرق. وهذا الإضطراب يستلزم القطع بمبالغة المصنف كغيره من المؤرخين في وصف الحوادث كالحروب والمجاعات ونحو ذلك.
(4)
التنقيب: الإسراع، يقال نقبوا أي ساروا في البلاد طلبا للمهرب. والتهويد: عكس الإسراع، فالتهود الإبطاء في السير واللين والترفق، والتهويد المشي الرويد والسير الرفيق. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «نقب» ، «هود» .
(5)
سورة الملك آية (14).
وفي عدم حرها عبرة وسببه خفة سيرها، وفي استرسال دبيبها قدرة وسببه عدم أكلها، وفي عدم أكلها حرمة وسببه لا يعضد نبتها
(1)
.
قال الشيخ جمال الدين
(2)
: «وأخبرتني بعض من أدركتها من النساء أنهن كن يغزلن على ضوئها بالليل على أسطحة البيوت» .
قال رحمه الله
(3)
: «وظهرت بظهورها معجزة من معجزات رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهي ما ورد في الصحيحين
(4)
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم،:«لا تقوم الساعة حتى تظهر نار بالحجاز تضيء بها أعناق الإبل ببصرى»
(5)
فكانت هي هذه النار إذ لم يظهر قبلها من أيامه صلى الله عليه وسلم نار مثلها.
ثم قال رحمه الله
(6)
(1)
تعليق المؤلف على تأثير النار في الصخر نقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 191، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 128).
(2)
قول المطري ورد في كتابه التعريف ص 64، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 190، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 192، والسمهودي في وفاء الوفا ص 147، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 129).
(3)
قول المطري ورد في كتابه التعريف ص 64، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 190، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 192، والسمهودي في وفاء الوفا ص 147، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 129).
(4)
أخرجه البخاري في كتاب الفتن باب خروج النار عن أبي هريرة برقم (7118) 2/ 128، ومسلم في كتاب الفتن باب لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز عن أبي هريرة برقم (42) 4/ 2227، والحاكم في المستدرك 4/ 443 عن أبي هريرة، وذكره ابن كثير في البداية 13/ 204 وعزاه للشيخين.
(5)
بصرى: بالضم والقصر، مدينة بالشام، وهي قصبة حوران على ثلاث مراحل من دمشق. انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 441.
(6)
أي جمال الدين المطري في كتابه التعريف ص 64.
وقدم إلى المدينة الشريفة في جمادي الآخرة - من السنة المذكورة
(1)
- نجابة من العراق وأخبروا أن بغداد أصابها غرق عظيم حتى دخل [الماء]
(2)
من أسوارها إلى البلد وغرّق كثيرا من البلد، ودخل الماء دار الخليفة، وانهدمت دار الوزير وثلثمائة وثمانون دارا، وتهدم مخزن الخليفة وهلك من السلاح شيء كثير وأشرف الناس على الهلاك، وتخرقت أزقة بغداد، ودخلت السفن وسط البلد
(3)
.
وفي تلك السنة - المذكورة - احترق مسجد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكانت ليلة الجمعة أول ليلة من رمضان المعظم. كما سيأتي
(4)
.
قال الشيخ جمال الدين
(5)
: «وانخرق السد من تحته في سنة تسعين وستمائة لتكاثر الماء من خلفه فجرى في الوادي - المذكور - سنة كاملة سيلا يملأ ما بين جانبي الوادي، ثم سنة أخرى دون ذلك، ثم انخرق مرة أخرى في العشر الأول بعد السبعمائة، فجرى سنة أو أزيد، ثم انخرق في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة بعد تواتر أمطار عظيمة في الحجاز في تلك السنة وكثر الماء وعلا من جانبي السد ومن دونه مما يلي جبل وعيرة وتلك النواحي فجاء سيل طام لا يوصف ومجراه على مشهد حمزة [رضي الله عنه وحفر واديا
(1)
أي سنة 654 هـ.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 192، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 130).
(4)
سيأتي خبر احتراق المسجد النبوي في سنة 654 هـ في الفصل الرابع والعشرون من الباب السادس.
(5)
قول جمال الدين المطري ورد في كتابه التعريف ص 64 ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 191، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 192، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 130).
آخر قبلي الوادي ومشهد حمزة]
(1)
وقبلي جبل عينين
(2)
، وبقي المشهد وجبل عينين في وسط السيل أربعة أشهر أو نحو ذلك لا يقدر أحد على الوصول إلى قبر حمزة ولا إلى الجبل المذكور إلا بمشقة، ولو زاد الماء مقدار ذراع وصل إلى المدينة الشريفة».
قال رحمه الله
(3)
: «وكنا نقف خارج باب البقيع على التل الذي هناك، فنراه ونسمع خريره ثم استقر في الوادي [بين القبلي الذي أحدثته النار والشمالي قريبا من سنة وكشف عن عين قديمة
(4)
قبل الوادي]
(5)
فجددها الأمير وديّ بن جماز أمير المدينة في ولايته» انتهى.
واعلم أنه يصب في وادي الشظاة أيضا رومة مجتمع السيول فمنها:
سيل بطحان، والعقيق، وزغابة، والنقمي
(6)
، وسيل غراب
(7)
من جهة الغابة
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
جبل عينين تثنية عين، بفتح فسكون فكسر، هو الجبل الذي كان عليه الرماة يوم أحد. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 180، الفيروز ابادي: المغانم ص 289، السمهودي: وفاء الوفا ص 1270.
(3)
أي جمال الدين المطري في كتابه التعريف ص 94، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 192، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 193، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 131).
(4)
وأصل هذه العين القديمة كانت في جبل عينين، ومغيض هذه العين عند المسجد الذي في ركن عينين الشرقي وعليها حديقة حسنة. انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 289، السمهودي: وفاء الوفا ص 1271.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
نقمى: بالتحريك والقصر، موضع من أعراض المدينة كان لآل أبي طالب، نزلت به غطفان يوم الخندق. انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 300، السمهودي: وفاء الوفا ص 1323.
(7)
سيل غراب: جبل بناحية المدينة على طريق الشام.
انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 301، السمهودي: وفاء الوفا ص 1277.
فيصير سيلا واحدا ويأخذ في وادي الضيقة
(1)
إلى أضم
(2)
- جبل معروف - إلى منزلة أكرا من طريق مصر، ثم يصب في البحر المالح
(3)
.
تنبيه على ما سبق يدل على قدرة العلي الأعلى سبحانه وتعالى:
حكى ابن الجوزي في «المدهش»
(4)
وفي سنة أربع وتسعين: دامت الزلازل أربعين يوما وتهدمت دور مدينة أنطاكية
(5)
.
وفي شوال سنة أربع وعشرين ومائتين: زلزلزلت الأرض بفرغانة
(6)
، فمات منها أكثر من خمسة عشر ألفا
(7)
.
وفي السنة التي تليها: (رجفت الأهواز وتصدعت الجبال، وهرب أهل البلد إلى البر والسفن ودامت ستة عشر يوما
(8)
.
(1)
وادي الضيقة: يسمى بها أعلى وادي أضم. انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 1258.
(2)
أضم: بضم الألف وما بعدها، اسم الوادي الذي تجتمع فيه أودية المدينة وأوله مجتمع السيول، وسمي اضما لإنضمام السيول إليه.
انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 18، السمهودي: وفاء الوفا ص 1127.
(3)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 64، والمراغي في تحقيق النصرة ص 192.
(4)
راجع ما حكاه ابن الجوزي في كتابه المدهش ص 66، والمنتظم 4/ 295.
(5)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 66، المنتظم 6/ 318.
(6)
فرغانة: بالفتح ثم السكون وغين معجمة، مدينة وكورة واسعة بما وراء النهر.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 253.
(7)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 66، المنتظم 11/ 89،99.
(8)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 66، المنتظم 11/ 89،99.
وفي السنة التي تليها:)
(1)
أمطر أهل تيماء
(2)
مطرا عظيما وبردا كالبيض، فقتل ثلثمائة وسبعين إنسانا وهدم دورا وسمع في ذلك صوتا [يقول: ارحم عبادك، أعف عن عبادك، ونظروا إلى أثر قدم طول ذراع بلا أصابع، وعرضها شبران من الخطوة إلى الخطوة خمسة أذرع أو ستة، فاتبعوا الصوت فجعلوا، يسمعون صوتا]
(3)
ولا يرون شخصا
(4)
.
وفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين: رجفت دمشق رجفة شديدة لإرتفاع الضحى وانتقضت منها البيوت وسقطت على من فيها خلق كثير، وانكفأت قرية بالغوطة
(5)
على من فيها فهلكوا إلا رجل واحد، وزلزلت أنطاكية، فمات منها عشرون ألفا
(6)
.
وفي السنة التي تليها: هبت ريح شديدة لم يعهد مثلها، فاتصلت نيفا وخمسين يوما شملت بغداد، والبصرة، والكوفة، وواسط، وعبّادان
(7)
، والأهواز، ثم ذهبت إلى همذان فأحرقت الزرع، ثم ذهبت إلى الموصل
(8)
فمنعت الناس من الإنتشار فتعطلت الأسواق، وزلزلت هراة
(9)
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
تيماء: بالفتح والمد، بلد في أطراف الشام، بين الشام ووادي القرى على طريق حاج الشام. انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 67.
(3)
سقط من الإصل والاضافة من (ط).
(4)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 66، المنتظم 11/ 111.
(5)
الغوطة: بالضم ثم السكون، كورة منها دمشق والغوطة كلها أشجار وأنهار.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 219.
(6)
كذا ورد عن ابن الجوزي في المدهش ص 67، والمنتظم 11/ 189.
(7)
عبادان: بفتح وتشديد الباء، بلد بنواحي البصرة إلى البحر.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 74.
(8)
الموصل: بفتح الميم وكسر الصاد، إحدى قواعد بلاد العراق ومفتاح خراسان، تقع على دجلة. انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 223.
(9)
هراة: بفتح الهاء والراء، إحدى أمهات مدن خراسان. انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 396.
فوقعت الدور
(1)
.
وفي سنة ثمان وثلاثين ومائتين: وجه طاهر بن عبد الله
(2)
إلى المتوكل حجرا سقط بناحية طبرستان
(3)
وزنه ثمانمائة وأربعين درهما فيه صدع، وذكروا أنه سمع لسقوطه هدة عظيمة من أربعة فراسخ في مثلها وأنه ساخ في الأرض خمسة أذرع
(4)
.
وفي سنة أربعين ومائتين: خرجت ريح من بلاد الترك، فمرت بمرو
(5)
وقتلت خلقا كثيرا بالزكام، ثم صارت إلى نيسابور، وإلى الري، ثم إلى همذان وحلوان
(6)
، ثم صارت إلى العراق، فأصاب أهل مدينة السلام
(7)
، وسامراء
(8)
حمّى وسعال وزكام، وجاءت كتب من المغرب أن ثلاث عشرة قرية من قرى القيروان
(9)
خسف بها، فلم ينج من أهلها إلا اثنان وأربعون رجلا
(1)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 67، والمنتظم 11/ 209.
(2)
طاهر بن عبد الله بن طاهر الخزاعي، أمير خراسان، (ت 248 هـ).
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 12/ 7، ابن تغري: النجوم 2/ 328.
(3)
طبرستان: بفتح أوله وثانيه وكسر الراء، ولاية واسعة بين الري وقومس والبحر والديلم. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 13 - 16.
(4)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 67، والمنتظم 11/ 258.
(5)
مرو: بفتح الميم وسكون الراء، وهي مرو الشاهجان العظمى، أشهر مدن خراسان وقصبتها. انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 112.
(6)
حلوان: بضم الحاء وسكون اللام، هي حلوان العراق في آخر حدود سواد العراق مما يلي الجبال من بغداد. انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 290.
(7)
مدينة السلام: وهي بغداد. انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 233.
(8)
سامراء: مدينة بين بغداد وتكريت شرقي دجلة فوق بغداد بثلاثين فرسخا، بناها المعتصم. انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 173.
(9)
القيروان: مدينة بشمال أفريقية أسسها عقبة بن نافع عام 51 هـ. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 420.
سود الوجوه، فأتوا القيروان فأخرجهم أهلها، وقالوا: أنتم مسخوط عليكم، فبنى لهم العامل حظيرة خارج البلد فنزلوها
(1)
.
وفي سنة إحدى وأربعين ومائتين: ماجت النجوم في السماء وجعلت تتطاير شرقا وغربا ويتناثر بعضها من خلف بعض كالجراد من قبل غروب الشمس إلى الفجر، ولم يكن مثل هذا إلا عند ظهور رسول الله، صلى الله عليه وسلم
(2)
.
وفي السنة التي تليها: رجمت قرية يقال لها السويداء بناحية مصر بخمسة أحجار، وقع منها حجر على خيمة أعرابي، فاحترقت، ووزن منها حجر فكان عشرة أرطال
(3)
.
وزلزلت الري، وجرجان
(4)
، وطبرستان، ونيسابور، وأصبهان
(5)
، وقم
(6)
، وقاشان
(7)
كلها في وقت واحد
(8)
.
وزلزلت الدامغان
(9)
فهلك من أهلها خمسة وأربعين ألفا، وسقطت الجبال ودنا/بعضها من بعض، وسمع للسماء والأرض أصوات عالية
(10)
.
(1)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 67،68، المنتظم 11/ 270،283، 295.
(2)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 67،68، المنتظم 11/ 270،283، 295.
(3)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 67،68، المنتظم 11/ 270،283، 295.
(4)
جرجان: بالضم فسكون الراء، مدينة مشهورة بين طبرستان وخراسان.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 119.
(5)
أصبهان: بفتح الهمزة وسكون الصاد، مدينة من نواحي الجبل بفارس. انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 206.
(6)
قم: بالضم وتشديد الميم، مدينة مستحدثة اسلامية، وهي بفارس ومعظم أهلها شيعة.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 397.
(7)
قاشان: مديمة قرب أصبهان، وأهلها شيعة. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 296.
(8)
كذا ورد عند الطبري في تاريخه 9/ 207، وعند ابن الجوزي في المدهش ص 68، والمنتظم 11/ 294.
(9)
الدامغان: بلد كبير بين الري ونيسابور. انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 433.
(10)
كذا ورد عند الطبري في تاريخه 9/ 207، ور عند ابن الجوزي في المدهش ص 68، والمنتظم 11/ 294.
وسار جبل باليمن عليه مزارع حتى أتى مزارع قوم آخرين
(1)
.
ووقع طائر أبيض دون الرخمة
(2)
وفوق الغراب على دابة بحلب لسبع أتين من رمضان فصاح ينادي: يا معشر الناس اتقوا الله الله الله حتى صاح أربعين صوتا، ثم طار وجاء من الغد فصاح أربعين صوتا ثم طار، فكتب صاحب البريد بذلك وأشهد خمسمائة إنسان سمعوه
(3)
.
ومات رجل في بعض كور الأهواز فسقط طائر أبيض على جنازته، فصاح بالفارسية والخوزية: إن الله قد غفر لهذا الميت ولمن شهده
(4)
.
وفي سنة خمس وأربعين ومائتين: تزلزلت أنطاكية فسقط منها ألف وخمسمائة دار، ووقع من سورها نيف وتسعون برجا، وسمع أهلها أصواتا هائلة من كوى
(5)
المنازل
(6)
.
(1)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 68، والمنتظم 11/ 295، وقد نقل المصنف عبارة المؤرخين بلا تمحيص ومسير الجبل يحمل على أن ذلك من أثر بركان عظيم، وأما النقل فهو من زيادة المؤرخين.
(2)
الرخمة: طائر أبقع اللون يشبه النسر يقال له الأنوق.
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «رخم» .
(3)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 68، والمنتظم 11/ 295،296، وخبر نطق الطائر كان قبل حياة المصنف ب خمسة قرون، وهذا يقطع تساهله في قبول أخبار المؤرخين المقطوعة الأسانيد بلا تمحيص، واعجابه بما فيها من مبالغات وتهويلات وعدم احتفائه بإسناد هذه الأخبار. ويجب الإعتقاد بأن صلاح الرجل منوط شرعا باستقامته على شرع الله لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم الرجل يرتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان. ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: وجبت - أي الجنة - لصاحب الجنازة التي أثنى عليها الصحابة.
(4)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 68، والمنتظم 11/ 295،296، وخبر نطق الطائر كان قبل حياة المصنف ب خمسة قرون، وهذا يقطع تساهله في قبول أخبار المؤرخين المقطوعة الأسانيد بلا تمحيص، واعجابه بما فيها من مبالغات وتهويلات وعدم احتفائه بإسناد هذه الأخبار. ويجب الإعتقاد بأن صلاح الرجل منوط شرعا باستقامته على شرع الله لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم الرجل يرتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان. ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: وجبت - أي الجنة - لصاحب الجنازة التي أثنى عليها الصحابة.
(5)
كوى المنازل: الكوة نقب بالبيت، وجمعها كوى، والمراد بها النافذة الصغيرة.
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «كوى» .
(6)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 68، والمنتظم 11/ 328.
وسمع أهل تنيس
(1)
ضجة هائلة دامت، فمات منها خلق كثير، وذهبت جبلة
(2)
بأهلها
(3)
.
وفي سنة خمس وثمانين ومائتين: مطرت قرية حجارة بيض وسود
(4)
.
وفي سنة ثمان وثمانين ومائتين: زلزلت دبيل
(5)
في الليل، فأصبحوا ولم يبق من المدينة إلا اليسير، فأخرج من تحت الردم خمسون ومائة ألف ميت
(6)
.
وفي سنة تسع عشرة وثلثمائة: عدل الحاج عن الجادة خوفا من العرب، فرأوا في البرية صور الناس من حجارة، ورأوا امرأة وهي قائمة على تنور وهي من حجارة والخبز الذي في التنور من حجارة
(7)
.
سمعت والدي رحمه الله يقول: كنا بأرض برقة
(8)
، فعدلنا عن الطريق قليلا، فوجدنا مغائر عظيمة في جبل من تلك الجبال ملآنة دراهم جميعها من حجارة، فملأت منها خريطة، فقال لي بعض المشائخ: - وأظنه سيدي أبو عبد الله القصري - لا تحمل من آثار قوم سخط الله عليهم، هذه آثار قوم عاد وفرعون، وكذلك وجدت خريطة بمصر، فأخرج منها الفواكه
(1)
تنيس: بكسرتين وتشديد النون وياء ساكنة وسين مهملة، جزيرة في بحر مصر بين الفرما ودمياط. انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 51.
(2)
جبلة: بالتحريك، قلعة مشهورة بساحل الشام، من أعمال حلب. انظر: ياقوت: معجم البلد 2/ 105.
(3)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 69، وفي المنتظم 11/ 329،12/ 377.
(4)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 69، وفي المنتظم 11/ 329،12/ 377.
(5)
دبيل: بفتح أوله وكسر ثانيه، مدينة بأرمينية، كانت ثغرا فتحت أيام عثمان بن عفان. انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 438 - 439.
(6)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 69، وفي المنتظم 12/ 417،13/ 299.
(7)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 69، وفي المنتظم 12/ 417،13/ 299.
(8)
برقة: بفتح الباء وسكون الراء وفتح القاف، اسم صقع كبير بين الاسكندرية وأفريقية. انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 388.
والدراهم والدنانير من حجارة [سمعت في قوله تعالى: {وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ}
(1)
]
(2)
.
وفي سنة ثمان وسبعين وثلثمائة: هبت ريح بفم الصّلح
(3)
شبهت بالتنين خرقت دجلة، حتى ذكر أنه بانت أرضها من ممر الريح وأهلكت خلقا كثيرا، واحتملت زورقا منحدرا وفيه دواب فطرحته في أرض جوخى
(4)
.
وفي سنة عشرين وأربعمائة: جاء ثلج هائل، ووقعت بردة حزرت بمائة وخمسين رطلا وكانت كالثور النائم
(5)
.
وفي سنة أربع وثلاثين وأربعمائة: زلزلت تبريز
(6)
، فهدم سورها وقلعتها، وهلك تحت الردم خمسون ألفا
(7)
.
وفي سنة أربع وأربعين وأربعمائة: كانت بأرجان
(8)
زلازل انقلعت منها
(1)
سورة الأنبياء آية (95) والدراهم التي وجدت من حجارة بمصر قال فيها عمر بن عبد العزيز: هي مال الفراعنة الذي مسخ بمجرد نداء الكليم مولاه رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ يونس 88، وذكر القصة ابن كثير في تفسير هذه الآية، ولم يثبت طمس مال في القرآن إلا طمس مال الفراعنة فقط في زمان موسى عليه السلام.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
فم الصلح: نهر كبير فوق واسط، عليه عدة قرى.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 276.
(4)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 69، وفي المنتظم 14/ 329، وجوخى: بالضم والقصر وقد يفتح، اسم نهر عليه كورة واسعة في سواد بغداد بالجانب الشرقي.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 179.
(5)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 69، وفي المنتظم 15/ 194.
(6)
تبريز: بكسر أوله وسكون ثانيه وكسر الراء، مدينة عامرة من أشهر مدن أذربيجان.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 13.
(7)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 69، وفي المنتظم 15/ 286.
(8)
أرجان: بفتح أوله وتشديد الراء وجيم وألف ونون، مدينة كبيرة كثيرة الخيرات، وهي برية بحرية بينها وبين شيراز ستون فرسخا. انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 142.
الحيطان، فروي أن بعضهم كان قاعدا في إيوان داره فانفرج حتى رأى السماء من وسطه ثم عاد
(1)
.
/وفي سنة ستين وأربعمائة: كانت زلزلة بفلسطين، فهلك منها خمسة عشر ألفا وانشقت صخرة بيت المقدس، ثم عادت فالتأمت وغار البحر مسيرة يوم، فصاح في الأرض، فدخل الناس يلتقطون منه، فرجع عليهم، فأهلك منهم خلقا كثيرا
(2)
.
وفي سنة اثنتين وستين وأربعمائة: خسفت أيلة
(3)
.
وفي سنة ست وخمسمائة: سمع ببغداد [هدة عظيمة في أقطار بغداد، قال ابن الجوزي: قال شيخنا أبو بكر بن عبد الباقي
(4)
: أنا سمعتها فظننت حائطا وقع ولم يعلم ما ذلك ولم يكن في السماء غيم
(5)
.
وفي سنة سبع وخمسمائة: وقعت زلزلة بناحية الشام، فوقع من سور الرها
(6)
ثلاثة عشر برجا، وخسف بسميساط
(7)
وقلب بنصف القلعة
(8)
.
(1)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 69، وفي المنتظم 15/ 336.
(2)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 69، وفي المنتظم 16/ 105.
(3)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 70، وفي المنتظم 16/ 116.
وأيلة: بالفتح على ساحل بحر القلزم - الأحمر - مما يلي الشام. انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 292.
(4)
محمد بن عبد الباقي، أبو بكر البزار شيخ ابن الجوزي، كان محدثا ثقة (ت 535 هـ).
انظر: ابن الجوزي: المشيخة ص 58، المنتظم 18/ 13 - 15.
(5)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 70، وفي المنتظم 17/ 129.
(6)
الرها: بضم أوله والمد والقصر، مدينة بالجزيرة بين الموصل والشام.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 106.
(7)
سميساط: بضم أوله وفتح ثانيه ثم ياء مثناة من تحت ساكنة، مدينة على شاطئ الفرات في طرف بلاد الروم على غربي الفرات. انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 258.
(8)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 70، وفي المنتظم 17/ 140.
وفي سنة إحدى عشر وخمسمائة: زلزلت الأرض ببغداد يوم عرفة، فكانت الستور]
(1)
والحيطان تمر وتجيء
(2)
.
وفي سنة خمس عشرة وخمسمائة: وقع الثلج ببغداد، فامتلأت منه الشوارع والدروب
(3)
.
وفي سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة: كانت زلزلة بجنزة
(4)
، أتت على مائتي ألف وثلاثين ألفا، فأهلكتهم، وكانت الزلزلة في مقدار عشرة فراسخ في مثلها
(5)
. قال ابن الجوزي
(6)
: «وسمعت شيخنا ابن ناصر
(7)
يقول: قد جاء أنه خسف بجنزة وصار مكان البلد ماء أسود، وقدم التجار من أهلها فلزموا المقابر يبكون على أهاليهم، وزلزلت حلوان فتقطع جبل حلوان وهلك خلق كثير».
وفي سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة: كانت زلازل بالشام في ثلاثة عشر بلدا من بلاد الإسلام، فمنها ما هلك كله، ومنها ما هلك بعضه
(8)
.
وقيل إنه في سنة اثنتين وستمائة: وكان يوم الخميس زلزلت الأرض وانشقت وتهدم البنيان.
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 70، وفي المنتظم 17/ 156.
(3)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 70، وفي المنتظم 17/ 196.
(4)
جنزة: بالفتح، مدينة عظيمة بأران، بين شروان وأذربيجان.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 171.
(5)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 70، وفي المنتظم 17/ 335.
(6)
قول ابن الجوزي ورد في كتابه المنتظم 17/ 335.
(7)
محمد بن ناصر، أبو الفضل السلامي، شيخ ابن الجوزي، كان ثقة من أهل السنة (ت 550 هـ). انظر: ابن الجوزي: المشيخة ص 126، المنتظم 18/ 103.
(8)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 70، وفي المنتظم 18/ 119.
وفي سنة خمس - أو ست - وتسعين وستمائة: دخل سيل عظيم مكة المشرفة وعلا على الحجر الأسود، ثم دخل الكعبة منه قيد ذراع، وغرق فيه ناس كثير.
وفي سنة سبعمائة: وقع الغلاء بمكة، فلم يؤكل إلا الجراد، وحب الحنظل، وأكلت الميتة والجلود، والعظام، وفيه يقول أبو البركات محمد القريشي البهنسي، حين ارتفع:
يا أهل مكة أنتم جيران لي أحيا
…
كم بعد الممات تفضل
ولقد صفحنا عنكم فيما مضى
…
وتداركتكم رحمتي في منزل
ان تنتهوا جدنا وإن لم تنتهوا
…
فجزاؤكم باق وحب الحنظل
ثم حج سنة واحد وسبعمائة: الأمير جاشنكير
(1)
والغلاء باق، وحج والدي رحمه الله وكانت أول حجاته.
ثم حج سلار الأمير
(2)
بعده سنة اثنتين وسبعمائة
(3)
، وحج أيضا معه والدي رحمه الله وسمعته يقول: حج سلار بخمسة وعشرين ألف إردب قمح وشعير للصدقة، وبعشرة أحمال فضة للصدقة.
(1)
في الأصل «ششنكير» والصواب ما أثبتناه وكما أورد ابن فهد في إتحاف الورى 3/ 134 - 135.
والجاشنكير هو: بيبرس بن عبد الله المنصور الجاشنكير، تولى السلطنة، ولقب بالمظفر في شوال سنة 708 هـ، قتله الناصر محمد في رمضان سنة 709 هـ.
انظر: ابن تغري: النجوم الزاهرة 8/ 232،275 - 276.
(2)
سلار المعلى سيف الدين الأمير، نائب السلطنة بمصر، قبض عليه في تبوك وحبس، فمات سنة 710 هـ. انظر: ابن تغري: النجوم الزاهرة 9/ 217، ابن العماد: شذرات الذهب 6/ 19.
(3)
أورد ابن فهد في إتحاف الورى 3/ 138 في حوادث سنة 703 هـ حج الأمير سلار، وما فعله من أعمال الخير نحو أهل الحجاز.
وجاء قبل العشرين وسبعمائة: - أيضا - سيل عظيم إلى أن دخل الكعبة المشرفة كالأول.
وفي سنة خمس وأربعين وسبعمائة: وقع بالحجاز غلاء عظيم، ومات خلق كثير.
وفي السنة المذكورة: اتفق بطرابلس الشام في شهر رمضان ريح عظيم إلى أن أظلمت الدنيا، وأن القاضي تاج الدين بن البرنباري كاتب السر بها خرج يطلب ضوءا، وكان في دار له قد أنشأها/قريبا من البحر، فهاج البحر وطلع إليها، ففصل الإيوان وسقط به البحر بولديه، وكان أحدهما ناظر الجيش، والآخر من الموقعين،. فعاد بالضوء فلم يجد أحدا.
قيل في سنة ثمان عشرة من الهجرة: كانت الريح تسفي غبارا كالرماد، وبه سمي عام الرمادة وجعلت الوحوش تأوي إلى الإنس
(1)
.
وفي سنة سبع وتسعين: وقع الغلاء بمصر، يروى عن أبي عبد الله القرشي أنه نودي: إنا نريد أن [نوقع بمصر ما نريد، فأخرج من بين أظهرهم إلى الخليل
(2)
، فسافر إلى أرض الخليل فعبوا له الضيافة]
(3)
فلم يأكل شيئا، فرأى الخليل عليه السلام تلك الليلة في النوم فقال له: لما لا تأكل من ضيافتنا؟ فقال له: لا اكل حتى تشفع في أهل مصر، فقال له: كل فقد شفعت
(4)
فيهم.
فأرخوا تلك الليلة، فخرج فيها النيل.
(1)
عن عام الرمادة وما حدث فيه. راجع: الطبري: تاريخ الرسل 4/ 96، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 349 - 350.
(2)
الخليل: بلدة قرب بيت المقدس، فيه قبر الخليل إبراهيم عليه السلام.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 387.
(3)
سقط من الأصل والاضافة عن (ط).
(4)
في الأصل «سمعت» وما أثبتناه من (ط).
وفي سنة أربع وثلاثين وثلثمائة: أكلت الأطفال الجيف، وبيع العقار برغفان، وشرى لمعز الدولة
(1)
كر دقيق بعشرين ألف درهم
(2)
.
وفي سنة ثمان وأربعين وأربعمائة: عم القحط، فأكلت الميتة، وبلغ المكوك من بذر البقلة سبعة دنانير، والسفرجلة، والرمانة دينار، وورد الخبر من مصر بأن ثلاثة من اللصوص نقبوا دارا فوجدوا عند الصباح موتى أحدهم على باب النقب، والثاني على رأس الدرجة، والثالث على كرة الثياب المكورة، وابتاع فيها الرغيف بخمسين دينارا
(3)
.
قيل: إن عروق الأرض جميعها متصلة بجبلي قاف، فإذا أراد الله تعالى أن يزلزل أرضا أمر الملك الموكل بقاف، واسمه حزقائيل فيحرك عرق تلك الأرض فيزلزلها، فلذلك يتزلزل موضع
(4)
. عن الثعلبي.
وجبل قاف من ياقوت أخضر
(5)
، ومنه اخضرت السماء، دائر بالأرض من وراء البحر المحيط واسمه عسلمون ولأجل هذا الاسم منع استعمال تلك الحفيظة. حكاه الماذري.
ووراء قاف أرض بيضاء كافورية مثل الدنيا سبع مرار، ومن خلفها السبعة الأبحر أولها: بيطس، والثاني: قيس، والثالث: الأصم، والرابع:
المظلم، الخامس: ما ليس، السادس: الساكن، السابع: الباكي،
(1)
معز الدولة أحمد بن بويه بن فناخسرو، أبو الحسين الديلمي السلطان الملقب «عز الدولة» تملك العراق نيفا وعشرين سنة، كان من الرافضة (ت 356 هـ).
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 14/ 182، الذهبي: العبر 2/ 96، ابن تغري: النجوم الزاهرة 4/ 14 - 15.
(2)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 65، وفي المنتظم 14/ 46 - 47،16/ 15.
(3)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 65، وفي المنتظم 14/ 46 - 47،16/ 15.
(4)
انظر: القرطبي: الجامع 17/ 12، السيوطي: الدر المنثور 7/ 589.
(5)
انظر: القرطبي: الجامع 17/ 2.
وهي محيطة بعضها ببعض
(1)
. حكاه الكسائي.
قال وهب: خلقها الله تعالى في اليوم الثالث، قالوا: والحكمة في غلبة لون قاف على السماء بالخضرة لأن النظر إلى الأخضر يقوي العين وكثرة النظر إلى الماء يعمي.
وقيل: النظر إلى الأسود يورم البصر، وإلى الأبيض يفرق الشعاع ويؤلم.
والأخضر لون بين السواد والبياض يجمع الشعاع، والناضر الأخضر، والفاقع الأصفر، والناصع الأبيض، والقاني الأحمر، والحالك الأسود.
انتهى.
الفصل الثاني
في ذكر الآبار المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم
الأول بئر حاء
(2)
:
بالحاء المهملة بعدها ألف مقصورة من غير مد
(3)
. عن أنس رضي الله عنه قال: كان أبو طلحة أكبر وأكثر أنصاري بالمدينة مالا من نخل،
(1)
ذكر نحوه السيوطي في الدر المنثور 7/ 589 وعزاه لابن أبي حاتم عن ابن عباس. والأخبار الواردة في شأن جبل «ق» موقوفة على ابن عباس ومولاه عكرمة، وهي منقولة عن اليهود والحكم فيها التوقف حتى يقرها الشرع أو يثبتها علم قطعي.
(2)
بير حاء: بئر وبستان شمالي سور المدينة من جهة الشرق، كانت أحب أموال أبي طلحة، فوهبها لأبي بن كعب وحسان بن ثابت.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 299، الفيروز ابادي: المغانم ص 36.
(3)
كذا ورد عند الفيروز ابادي في المغانم ص 36، والسمهودي في وفاء الوفا ص 965.
وكان أحب أمواله/إليه بئر حاء، فكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب، قال أنس: فلما نزلت هذه الآية: {لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتّى تُنْفِقُوا مِمّا تُحِبُّونَ}
(1)
قام أبو طلحة إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن الله عز وجل يقول {لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتّى تُنْفِقُوا مِمّا تُحِبُّونَ}
(2)
وإن أحب أموالي إليّ بئر حاء، وأنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:«بخ بخ ذلك مال رابح وقد سمعت ما قلت وإني أرى أن تجعلها في الأقربين» . قال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه، فممن صارت إليه: أبي بن كعب، وحسان بن ثابت
(3)
.
قوله عليه السلام: «بخ» كلمة تقال عند المدح والرضا بالشيء، فإذا أفردت وقفت عليها، وإذا كررت فهو للمبالغة وتصل الأولى بالأخرى وتنون، وأهل الحديث يرونها بسكون الخاء في الوصل والوقف، ومنهم من يشدد الخاء منها
(4)
، وقد جمع الشاعر فقال:
روافده أكرم الرافدات
…
بخ لك بخّ لبحر خضم
(5)
[ذكره أبو عبيد]
(6)
.
(1)
سورة آل عمران آية (92).
(2)
سورة آل عمران آية (92).
(3)
أخرجه البخاري في كتاب الوصايا عن أنس برقم (2769) 2/ 258، ومسلم في كتاب الزكاة عن أنس برقم (42) 2/ 693، وأحمد في المسند 3/ 141 عن أنس، وابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 157 عن أنس، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 340 عن أنس.
(4)
كذا ورد عند ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث 1/ 101، وراجع اللسان لابن منظور مادة «بخخ» .
(5)
جمع الشاعر بين تنوين خاء «بخ» وتشديدها في بيت واحد، كذا ذكره ابن منظور في اللسان مادة «بخخ» .
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
قال ابن النجار
(1)
(2)
.
قال المطري
(3)
غزا أبو طلحة - المذكور - البحر فمات فيه
(4)
، فلم يجدوا له جزيرة يدفن فيها إلا بعد سبعة أيام فدفنوه وهو لم يتغير
(5)
. جملة ما روى خمسة وعشرون حديثا
(6)
.
الثانية بئر أريس
(7)
:
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه توضأ في بيته، ثم
(1)
قول ابن النجار ورد في كتابه الدرة الثمينة 2/ 341، ونقله عنه: المطري في التعريف ص 59، والمراغي في تحقيق النصرة ص 172، والسمهودي في وفاء الوفا ص 964.
(2)
يعني حديث أنس السابق في بئر حاء.
(3)
قول المطري ورد في كتابه التعريف ص 58، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 172، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 138، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 44).
(4)
في سنة 49 هـ غزا يزيد بن معاوية أرض الروم حتى بلغ أسوار القسطنطينية، ومات أبو طلحة تحت أسوارها في سنة 50 هـ أو 51 هـ وقيل بل كانت سنة 52 هـ وهو الأكثر.
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 485، الطبري: تاريخ الرسل 5/ 222، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 554، ابن الجوزي: المنتظم 5/ 224.
(5)
كذا ورد عند ابن سعد في الطبقات 3/ 507، وابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 554.
(6)
كذا ورد عند ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 367.
(7)
بئر أريس: بفتح الهمزة وكسر الراء وسكون المثناة تحت آخره سين مهملة، بئر أمام مسجد قباء على غريبه، نسب إلى رجل يهودي يقال له أريس.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 298، الفيروز ابادي: المغانم ص 25، السمهودي: وفاء الوفا ص 942.
خرج فقال: «لألزمن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولأكونن معه يومي هذا قال: فجاء المسجد فسأل عن النبي، صلى الله عليه وسلم فقالوا: خرج ووجّه هاهنا، قال: فخرجت على أثره أسأل عنه حتى دخل بئر أريس، قال: فجلست عند الباب - وبابها من جريد - حتى قضى رسوله الله، صلى الله عليه وسلم حاجته، وتوضأ فقمت إليه، فإذا هو قد جلس على بئر أريس وتوسط قفها
(1)
، وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، قال: فسلمت عليه، ثم انصرفت فجلست عند الباب، فقلت: لأكونن بواب رسول الله، صلى الله عليه وسلم اليوم، فجاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه فدفع/الباب، فقلت من هذا؟ فقال: أبو بكر، فقلت: على رسلك، قال:
ثم ذهبت فقلت: يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن، فقال: ائذن له وبشره بالجنة، قال: فأقبلت حتى قلت [لأبي بكر:]
(2)
أدخل ورسول الله، صلى الله عليه وسلم يبشرك بالجنة، قال: فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله، صلى الله عليه وسلم معه في القف ودلى رجليه في البئر كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكشف عن ساقيه، ثم رجعت فجلست وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني، فقلت إن يرد الله بفلان خيرا - يريد أخاه - يأت به فإذا إنسان يحرك الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عمر ابن الخطاب، فقلت: على رسلك، ثم جئت إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه وقلت: هذا عمر يستأذن، فقال: إئذن له وبشره بالجنة، فجئت عمر فقلت:
ادخل ويبشرك رسول الله، صلى الله عليه وسلم بالجنة، قال: فدخل فجلس مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم في القف عن يساره ودلى رجليه في البئر، ثم رجعت فجلست [مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم]
(3)
فقلت: إن يرد الله بفلان خيرا - يعني أخاه - يأت به، فجاء إنسان فحرك الباب، فقلت: من هذا؟ قال: عثمان بن عفان، فقلت: على
(1)
القف: بضم القاف وتشديد الفاء، هي ما غلظ من الأرض والمراد بها الدكة التي تجعل حول البئر. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «قفف» ، ابن حجر: فتح الباري 7/ 36.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
رسلك، قال: وجئت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأخبرته فقال: إئذن له وبشره بالجنة مع بلوى تصيبه، قال: فجئت فقلت: أدخل ويبشرك رسول الله، صلى الله عليه وسلم بالجنة مع بلوى تصيبك، قال: فدخل فوجد القف قد مليء، فجلس وجاههم من الشق الآخر»
(1)
.
قال شريك
(2)
، قال سعيد بن المسيب: فأولتها قبورهم
(3)
.
قال الحافظ بن محب الدين
(4)
: «وماؤها عذب طيب وذرعناها فكان طولها: أربعة عشر ذراعا وشبرا، منها ذراعان ونصف ماء، وعرضها:
خمسة أذرع، وطول قفها الذي جلس عليه رسول الله، صلى الله عليه وسلم وصاحباه: ثلاثة أذرع تشف كفا». والبئر تحت أطم عال خراب من حجارة
(5)
.
قال الشيخ جمال الدين
(6)
: «البئر غربي مسجد قباء في حديقة الأشراف الكبرى من بني الحسين بن علي بن أبي طالب» .
(1)
أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة باب قول النبي صلى الله عليه وسلم «لو كنت متخذا خليلا
…
» عن أبي موسى برقم (3674) 4/ 236، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة باب فضل عثمان بن عفان عن أبي موسى برقم (29) 2/ 1868، وأحمد في المسند 3/ 499 عن نافع، والبيهقي في الدلائل 6/ 388 عن أبي موسى، والطبراني في الكبير 12/ 252 برقم (13254) عن ابن عمر.
(2)
شريك بن عبد الله النخعي، أبو عبد الله الكوفي القاضي، محدث ثقة (ت 177 هـ).
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 9/ 279، ابن الجوزي: المنتظم 9/ 29، ابن حجر: التهذيب 4/ 333.
(3)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 342، والمطري في التعريف ص 57، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 45).
(4)
قول الحافظ محب الدين ورد في كتابه الدرة الثمينة 2/ 342، ونقله عنه: المطري في التعريف ص 57.
(5)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 57.
(6)
قول جمال الدين المطري ورد في كتابه التعريف ص 56، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 168، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 45).
والأطم المذكور من جهة القبلة وقد بني أعلاه مسكن يسكنه من يقوم بالحديقة ويخدم مسجد قباء، وحولها دور الأنصار وآثارهم، رضي الله عنهم
(1)
. وقد جدد لها الشيخ صفي الدين أبو بكر بن أحمد السلامي رحمه الله درجا ينزل إليها منه، وعلى الدرج قبو، وذلك في سنة أربع عشرة وسبعمائة
(2)
.
وعن أنس رضي الله عنه قال: «كان خاتم رسول الله، صلى الله عليه وسلم في يده وفي يد أبي بكر بعده وفي يد عمر بعد أبي بكر، فلما كان عثمان جلس على بئر أريس وأخرج الخاتم فجعل يعبث به فسقط، فاختلفت ثلاثة مع عثمان فنزح البئر فلم يجده»
(3)
.
قال الشيخ جمال الدين
(4)
وكان خاتم رسول الله، صلى الله عليه وسلم من ورق، اتخذه في السنة السابعة من الهجرة، نقشه: محمد رسول الله
(5)
.
(1)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 57، والمراغي في تحقيق النصرة ص 170، والسمهودي في وفاء الوفا ص 948.
(2)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 57، والمراغي في تحقيق النصرة ص 170، والسمهودي في وفاء الوفا ص 948.
(3)
أخرجه البخاري في كتاب اللباس باب نقش الخاتم عن ابن عمر برقم (5873) 7/ 68، وأبو داود في السنن عن أنس برقم (4215) 4/ 88، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 5/ 153 وعزاه للطبراني في الأوسط عن ابن مسعود.
(4)
قول جمال الدين المطري ورد في كتابه التعريف ص 57، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 169، والسمهودي في وفاء الوفا ص 944.
(5)
حديث خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه البخاري في كتاب اللباس باب نقش الخاتم عن أنس برقم (5872) 7/ 68، ومسلم في كتاب اللباس باب اتخاذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتما عن أنس برقم (56) 3/ 1657، والنسائي في سننه 8/ 173 عن أنس كتاب الزينة باب صفة الخاتم.
وكان قد قيل له: إن العجم لا تقرأ كتابا إلا مختوما فاتخذه لذلك
(1)
.
وفي الخاتم أربع لغات: بالفتح، والكسر، والخاتام، والخيتام واحد
(2)
.
الثالثة بئر بضاعة
(3)
:
هذه البئر كانت لبني ساعدة، وهم قوم من الخزرج
(4)
.
والظاهر أن بضاعة: اسم رجل أو امرأة تنسب إليه البئر
(5)
.
وأهل اللغة: يضمون الباء ويكسرونها، والمحفوظ الضم، وقد حكاه بعضهم بالصاد المهملة وليس بمحفوظ
(6)
.
وكان موضعها ممر السيول فتكمح الأقذار من الطرق إليها، لكن الماء الكثير لا يؤثر ذلك فيه
(7)
.
(1)
أخرجه البخاري في كتاب اللباس باب نقش الخاتم عن أنس برقم (5872) 7/ 68، ومسلم في كتاب اللباس باب اتخاذ النبي خاتما عن أنس برقم (57) 3/ 1657، والنسائي في سننه عن أنس 8/ 173 كتاب الزينة صفة الخاتم، وأبو داود في سننه عن أنس برقم (4214) 3/ 90.
(2)
راجع هذه اللغات في اللسان لابن منظور مادة «ختم» .
(3)
بئر بضاعة: بضم الباء الموحدة وكسرها، والضم أكثر وفتح الضاد المعجمة والعين المهملة، وبضاعة هي دار بني ساعدة. وبئرها معروفة وراء سور المدينة وغربي بئر حاء إلى جهة الشمال. انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 299،442، الفيروز ابادي: المغانم ص 31، السمهودي: وفاء الوفا ص 956.
(4)
كذا ورد عند الفيروز ابادي في المغانم ص 31، والسمهودي في وفاء الوفا ص 959، وبنو ساعدة: بطن من الخزرج وهم بنو ساعدة بن كعب بن الخزرج، إليهم تنسب سقيفة بني ساعدة.
انظر: ابن حزم: جمهرة ص 365، القلقشندي: نهاية الأرب ص 280 - 281.
(5)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 139، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 46) نقلا عن المصنف.
(6)
انظر: ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث 1/ 134، الفيروز ابادي: المغانم ص 31، السمهودي: وفاء الوفا ص 956، ابن منظور: اللسان مادة «بضع» .
(7)
كذا ورد عند النهرواني في تاريخ المدينة (ق 46) نقلا عن المصنف.
روى أبو داود في السنن
(1)
: من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم وهو يقال له: إنه يستقى لك من بئر بضاعة - وهي بئر يلقى فيها لحوم الكلاب والمحايض وعذر الناس - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الماء طهور لا ينجسه شيء» .
وعن محمد بن أبي يحي عن أمه قالت: «دخلنا على سهل بن سعد
(2)
[في نسوة فقال: لو أنني سقيتكن من بئر بضاعة لكرهتن ذلك وقد والله سقيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم بيدي منها»
(3)
.
وعن عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد]
(4)
عن أبيه، عن جده «أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم بصق في بئر بضاعة»
(5)
.
وعن مالك بن حمزة بن أبي أسيد، عن أبيه، عن جده «أن النبي، صلى الله عليه وسلم دعا لبئر بضاعة»
(6)
.
(1)
أخرجه أبو داود في سننه عن أبي سعيد برقم (68) 1/ 18، وأحمد في المسند 3/ 86 عن أبي سعيد، والترمذي في سننه 1/ 95 عن أبي سعيد كتاب الطهارة باب الماء لا ينجسه شيء، والدارقطني في سننه 1/ 30 عن أبي سعيد، وابن النجار في الدرة 2/ 342.
(2)
سهل بن سعد بن مالك الأنصاري الساعدي، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعنه ابنه عباس، مات سنة 88 هـ وقيل بعدها. انظر: ابن حجر: التهذيب 4/ 252.
(3)
أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 157 عن محمد بن أبي يحيى، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 342 عن محمد وبن أبي يحيى.
(4)
سقط من الأصل والاضافة عن (ط).
(5)
أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 505 عن عبد المهيمن بن عباس، وابن شبة في تاريخ المدينة، 1/ 157 عن عبد المهيمن بن عباس، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 342.
(6)
أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 505 عن أبي حميد الساعدي، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 342 عن أبي حميد.
قال أبو داود السجستاني في السنن
(1)
: سمعت قتيبة بن سعيد
(2)
يقول:
قال ابن العربي: وهي في وسط السبخة فماؤها يكون متغيرا من قرارها
(3)
. والله أعلم.
سجستان: هي التي افتتحها عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب
(4)
، حين فتح كابل
(5)
.
قال الحافظ محب الدين
(6)
: «وماء بئر بضاعة عذب طيب، وذرعتها فكان
(1)
قاله أبو داود في سننه بعد ذكر حديث رقم (67) 1/ 18 كتاب الطهارة باب ما جاء في بئر بضاعة، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 342 وعزاه لأبي داود.
(2)
قتيبة بن سعيد الثقفي، مولاهم أبو سعيد البغلاني، كان محدثا ثقة (ت 240 هـ).
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 464، ابن حجر: التهذيب 8/ 358.
(3)
قول ابن العربي نقله ابن الضياء في تاريخ مكة ص 140، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 46 - 47).
(4)
عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب القرشي العبشمي، أبو سعيد من مسلمة الفتح، غزا خراسان في زمن عثمان وافتتح سجستان وكابل في سنة 32 هـ (ت 50 أو 51 هـ).
انظر: ابن سعد: الطبقات 7/ 15، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 835، ابن الجوزي: المنتظم 5/ 234.
(5)
كان فتح سجستان وكابل في سنة 32 هـ.
انظر: خليفة: تاريخ خليفة 1/ 158، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 835.
(6)
قول محب الدين ابن النجار ورد في كتابه الدرة الثمينة 2/ 343، ونقله عنه: المطري في التعريف ص 59، والمراغي في تحقيق النصرة ص 173.
طولها: أحد عشر ذراعا وشبرا، منها ذراعان راجحة ماء والباقي بناء، وعرضها: ستة أذرع كما ذكر أبو داود»
(1)
.
قال الشيخ جمال الدين
(2)
الرابعة بئر غرس
(3)
:
عن سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش
(4)
قال: جاءنا أنس بن مالك بقباء، فقال:«أين بئركم هذه؟ - يعني بئر غرس - فدللناه عليها، قال: رأيت النبي، صلى الله عليه وسلم جاءها، وإنها ليستقي منها على حمار، بسحر/فدعى النبي، صلى الله عليه وسلم بدلو من مائها، فتوضأ منه ثم سكبه فيها، فما نزفت بعد»
(5)
.
وعن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع
(6)
قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:
(1)
كذا رواه أبو داود في سننه بعد ذكر حديث رقم (67) 1/ 18 كتاب الطهارة باب ما جاء في بئر بضاعة.
(2)
قول جمال الدين المطري ورد في كتابه التعريف ص 59، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 173، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 47).
(3)
غرس: بفتح الغين وسكون الراء، بئر بقباء في شرقي مسجدها على نصف ميل إلى جهة الشمال. انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 46، السمهودي: وفاء الوفا ص 978.
(4)
سعيد بن عبد الرحمن بن يزيد بن رقيش الأسدي المدني، كان محدثا ثقة من أهل المدينة.
انظر: ابن حجر: التهذيب 4/ 58.
(5)
أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 505 عن سعيد بن عبد الرحمن، وابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 161 عن سعيد بن عبد الرحمن، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 343 عن سعيد بن عبد الرحمن، وذكره المتقي في كنز العمال برقم (34985) وعزاه لابن سعد عن ابن عمر.
(6)
إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري المدني، أبو إسحاق، روى عن الزهري، ضعيف. انظر: ابن حجر: التهذيب 1/ 105.
«رأيت الليلة أني أصبحت على بئر من الجنة، فأصبح على بئر غرس، فتوضأ منها وبزق فيها»
(1)
.
وغسل منها حين مات صلوات الله عليه وسلامه
(2)
.
قال الحافظ محب الدين
(3)
قال الشيخ جمال الدين
(4)
الخامسة بئر البصة
(5)
:
عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول
(1)
أخرجه ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 343 عن إبراهيم بن إسماعيل، والمطري في التعريف ص 57 عن إبراهيم بن إسماعيل.
(2)
له شاهد أخرجه ابن سعد في الطبقات 2/ 280 عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يستطيب ماء غرس ويشرب منها ويبارك فيها وقال لعلي: إذا مت فاغسلني من ماء غرس، وغسل منها حين مات، وأخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 161، والبيهقي في الدلائل 7/ 245.
(3)
قول محب الدين ابن النجار ورد في كتابه الدرة الثمينة 2/ 343، ونقله عنه: المطري في التعريف ص 57، والمراغي في تحقيق النصرة ص 170، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 48).
(4)
قول جمال الدين المطري ورد في كتابه التعريف ص 57، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 170 - 171، ابن الضياء في تاريخ مكة ص 141، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 48).
(5)
البصة: بضم الباء وفتح الصاد المشددة بعدها هاء، من بص الماء بصا أي رشح، وهي بئر قريبة من البقيع على يسار السالك إلى قباء.
انظر: الفيروزابادي: المغانم ص 30، السمهودي: وفاء الوفا ص 954.
الله، صلى الله عليه وسلم يأتي الشهداء وأبنائهم، ويتعاهد عيالاتهم، قال: فجاء يوما أبا سعيد الخدري فقال: «هل عندك شيء من سدر أغسل به رأسي فإن اليوم الجمعة؟» قال: نعم، فأخرج له سدرا وخرج معه إلى البصّة، فغسل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وصب غسالة رأسه ومراقة شعره في البصّة
(1)
.
قال الحافظ محب الدين
(2)
قال
(3)
: «[وذكر لي]
(4)
الثقة أن أهل المدينة كانوا يستقون منها قبل أن يطمها السيل، وقد ذرعتها فكان طولها: أحد عشر ذراعا، منها ذراعان ماء، وعرضها: تسعة أذرع.»
قال الشيخ جمال الدين
(5)
: «وهي اليوم في حديقة كبيرة محوط عليها بحائط، وعندها في الحديقة بئر أصغر منها، والناس يختلفون فيهما أيهما بئر البصة؟ إلا أن الشيخ محب الدين قطع بأنها الكبرى القبلية وقياس الصغرى كالكبرى، وعرضها: ستة أذرع، وهي التي تلي أطم مالك بن سنان
(6)
أبو أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما».
(1)
أخرجه ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 343 عن ربيح بن عبد الرحمن، وذكره المراغي في تحقيق النصرة ص 171 عن ربيح.
(2)
قول محب الدين ابن النجار ورد في كتابه الدرة الثمينة 2/ 344، ونقله عنه: المطري في التعريف ص 58، والمراغي في تحقيق النصرة ص 171.
(3)
أي الحافظ محب الدين ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 344.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
قول جمال الدين المطري ورد في كتابه التعريف ص 58، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 171، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 141، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 49).
(6)
أطم مالك بن سنان: في دار بني خدرة عند بئر البصة، وآثارها باقية إلى اليوم كما ذكر المطري. انظر: المطري: التعريف ص 77، السمهودي: وفاء الوفا ص 870.
قال
(1)
: «وسمعت بعض من أدركت من أكابر خدام الحرم الشريف وغيرهم من أهل المدينة يقولون: أنها الكبرى القبلية، وأن الفقيه الصالح أبا العباس أحمد بن موسى بن عجيل رحمه الله وغيره من صلحاء اليمن إذا جاؤها للتبرك
(2)
بها إنما يقصدون/الكبرى [القبلية]
(3)
والحديقة التي هي فيها اليوم وقف على الفقراء والمساكين والواردين [والصادرين]
(4)
لزيارة سيد المرسلين [صلى الله عليه وسلم]
(5)
أوقفها الشيخ عزيز الدولة ريحان البدري الشهابي شيخ خدام الحرم الشريف قبل وفاته بعامين أو ثلاثة، وكانت وفاته سنة سبع وتسعين وستمائة».
السادسة بئر رومة
(6)
:
قال الإمام منتخب الدين أبو الفتح العجلي: لما قدم المهاجرون المدينة الشريفة استنكروا الماء لملوحته، وكان لرجل من بني غفار عين يقال لها: بئر رومة، يبيع منها القربة بمد من الطعام، فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم:
«بعينها بعين في الجنة» فقال: ليس لي غيرها، فبلغ عثمان رضي الله عنه فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم، ثم أتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله: أتجعل لي مثل الذي جعلت؟ فقال: نعم، قال الشيخ رحمه الله: وهذه البئر في العقيق الأصغر
(7)
. وفي العقيق الأكبر بئر عروة -
(1)
أي جمال الدين المطري في التعريف ص 58.
(2)
الذهاب لبئر البصة للتبرك بها على حد تعبير المصنف لا أصل له من الشرع.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
بئر رومة: بضم الراء وسكون الواو وفتح الميم بعدها هاء، وقيل: رؤمة، تنسب إلى رومة الغفاري وهي في عقيق المدينة.
انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 40، السمهودي: وفاء الوفا ص 967،970.
(7)
قول الشيخ منتخب الدين العجلي كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 142، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 50).
كما قدمنا
(1)
.
وعن موسى بن طلحة، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم قال: نعم الحفيرة حفيرة المزني
(2)
- يعني بئر رومة - فلما سمع بذلك عثمان رضي الله عنه ابتاع نصفها بمائة بكرة، وتصدق بها، فجعل الناس يستقون منها، فلما رأى صاحبها أن قد امتنع منه ما كان يصيب عليها باع من عثمان النصف الباقي بشيء يسير فتصدق بها كلها»
(3)
.
وعن أبي عبد الرحمن السلمي أن عثمان رضي الله عنه حين حوصر أشرف على الناس وقال: أنشدكم الله ولا أنشد إلا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ألستم تعلمون أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم قال:«من يحفر بئر رومة فله الجنة» فحفرتها، ألستم تعلمون أنه قال:«من جهز جيش العسرة فله الجنة» ، فجهزته، قال:
فصدقوه بما قال
(4)
.
وذكر أبو عمر بن عبد البر: أن بئر رومة كانت ركية
(5)
ليهودي يبيع
(1)
وذلك في الفصل الأول من الباب الرابع.
(2)
كانت لرجل من مزينة يسقى عليها بأجر، وقيل: أنها تنسب إلى رومة الغفاري، والجمع بين هذا وبين قوله في الحديث «نعم الحفير حفيرة المزني» يعني رومة أن الذي احتفرها من مزينة، ثم ملكها رومة الغفاري.
انظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 506، السمهودي: وفاء الوفا ص 970.
(3)
أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 154 عن موسى بن طلحة، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 344 عن موسى بن طلحة، ونقله عن ابن النجار: المطري في التعريف ص 60، والمراغي في تحقيق النصرة ص 174، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 50).
(4)
أخرجه البخاري في كتاب الفضائل باب مناقب عثمان تعليقا 4/ 243، والترمذي في سننه 5/ 586 كتاب المناقب باب مناقب عثمان عن ثمامة بن حزن مطولا، وابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 154 عن أبي عبد الرحمن السلمي، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 344 عن أبي عبد الرحمن السلمي.
(5)
الركية: البئر. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «ركا» .
من مائها للمسلمين، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:«من يشتري رومة فيجعلها للمسلمين [يضرب بدلوه في دلائهم، وله بها مشرب في الجنة» فأتى عثمان رضي الله عنه اليهودي فساومه بها، فأبى أن يبيعها كلها، فاشترى عثمان نصفها بإثني عشر ألف درهم، فجعله للمسلمين]
(1)
فقال له عثمان: إن شئت جعلت لنصيبي قربتين، وإن شئت فلي يوم ولك يوم، فقال: بل لك يوم ولي يوم، فكان إذا كان يوم عثمان استقى المسلمون ما يكفيهم يومين، فلما رأى ذلك اليهودي قال: أفسدت عليّ ركيتي، فاشتر النصف الآخر فاشتراه عثمان بثمانية آلاف درهم
(2)
.
قال الحافظ محب الدين
(3)
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
راجع ما ذكره ابن عبد البر في كتابه الاستيعاب 3/ 1039، وذكره البخاري تعليقا في كتاب المساقاة، باب من رأى صدقة الماء وهبته 3/ 103، والترمذي في سننه عن ثمامة بن حزن برقم (3703) 5/ 585، والنسائي في سننه 6/ 235 عن ثمامة بن حزن، والبيهقي في السنن 6/ 168 عن ثمامة بن حزن.
(3)
قول محب الدين ابن النجار ورد في كتابه الدرة الثمينة 2/ 344، ونقله عنه: المطري في التعريف ص 60، والمراغي في تحقيق النصرة ص 175، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 51).
قال الشيخ جمال الدين
(1)
قال ابن النجار
(2)
: «واعلم أن هذه الآبار - المذكورة - قد يزيد ماؤها وقد ينقص، وربما بقي منها ما كان مطمورا» .
وقد ذكر المطري
(3)
: «أن الآبار المذكورة ستة والسابعة لا تعرف اليوم، إلا ما يسمع من قول العامة أنها: بئر جمل
(4)
، ولم يعلم أين هي، ولا من ذكرها غير ما ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، من نحو بئر جمل، وروى ابن زبالة أيضا فيها: عن عبد الرحمن بن زيد بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله ابن رواحة وأسامة بن زيد قالا: ذهب رسول الله، صلى الله عليه وسلم إلى بئر جمل، وذهبنا معه، فدخل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ودخل معه بلال فقلنا: لا نتوضأ حتى نسأل بلالا كيف توضأ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: توضأ رسول الله، صلى الله عليه وسلم ومسح على الخفين والخمار، ولم يذكر بئر جمل في السبع المشهورات والله أعلم».
ثم قال رحمه الله
(5)
: «إلا أني رأيت حاشية بخط الشيخ أمين الدين أبو
(1)
قول جمال الدين المطري ورد في كتابه التعريف ص 60، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 175، والسمهودي في وفاء الوفا ص 971، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 52).
(2)
قول ابن النجار ورد في كتابه الدرة الثمينة 2/ 344 - 345، ونقله عنه: المطري في التعريف ص 60، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 143، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 52).
(3)
ما ذكره المطري ورد في كتابه التعريف ص 61، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 178، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 143، والسمهودي في وفاء الوفا ص 960 - 961.
(4)
بئر جمل: بناحية الجرف في آخر العقيق، سميت بجمل مات فيها، أو برجل اسمه جمل حفرها. انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 36، السمهودي: وفاء الوفا ص 960.
(5)
أي جمال الدين المطري في كتابه التعريف ص 62، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 178 - 179، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 144، والسمهودي في وفاء الوفا ص 977.
اليمن بن عساكر
(1)
على نسخة من «الدرة الثمينة في أخبار المدينة» لابن النجار ما مثاله: العدد ينقص على المشهور بئرا واحدة، لأن المثبت ست، والمأثور المشهور سبع، والسابعة إسمها: بئر العهن
(2)
بالعالية يزرع عليها اليوم، وعندها سدرة لها اسم آخر مشهورة به».
قال الشيخ جمال الدين
(3)
: «بئر العهن هذه معروفة بالعوالي انتقلت بالشراء إلى الشهيد المرحوم علي بن مطرف العمري
(4)
، وهي بئر مليحة منقورة في الجبل، وعندها سدرة - كما ذكر - ولا تكاد تنزف أبدا. العوالي، ويقال: العالية أيضا سميت به لإشراف موضعها، وهي منازل حول المدينة، قال مالك: بين أبعد العوالي والمدينة ثلاثة أميال، وقد ذكر ابن زبالة في تاريخه عدة ابار بالمدينة وسماها في دور الأنصار، ونقل أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاها وتوضأ من بعضها وشرب منها لا يعرف اليوم منها شيء».
قال الشيخ جمال الدين
(5)
: «ومن جملة ما ذكر ابار في آخر الحرة الغربية في آخر منازل النقا على يسار السالك إلى بئر علي - أعني ذا الحليفة -
(1)
عبد الصمد بن عبد الوهاب بن الحسن بن محمد بن عساكر الدمشقي، أبو اليمن أمين الدولة، أديب ومحدث (ت 614 هـ).
انظر: السخاوي: التحفة اللطيفة 2/ 176.
(2)
بئر العهن: بكسر العين المهملة وسكون الهاء، بئر معروفة بالعالية في وسط حديقة غناء وعندها سدرة حسنة، وهي غزيرة لا تكاد تنزف.
انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 45، السمهودي: وفاء الوفا ص 977.
(3)
قول جمال الدين المطري ورد في كتابه التعريف ص 62، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 179، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 144، والسمهودي في وفاء الوفا ص 978.
(4)
علي بن مطرف نور الدين العمري، شيخ العمريين، قتل شهيدا مخنوقا سنة 728 هـ.
انظر: السخاوي: التحفة اللطيفة 2/ 301.
(5)
قول جمال الدين المطري ورد في كتابه التعريف ص 62، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 179، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 144، والسمهودي في وفاء الوفا ص 843.
وعلى جانبها الشمالي بناء مستطيل/مجصص يقال له: السّقيا كانت لسعد بن أبي وقاص - تقدم ذكرها
(1)
- نقل أن النبي صلى الله عليه وسلم عرض جيش بدر بالسّقيا، وصلى في مسجدها، ودعا هناك لأهل المدينة: أن يبارك لهم في مدهم وصاعهم، وأن يأتيهم بالرزق من هاهنا وهاهنا، وشرب صلى الله عليه وسلم من بئرها، ويقال لأرضها الفلجان، وهي اليوم بئر معطلة خراب، وهي بئر كبيرة منقورة في الجبل، وقيل: أن السّقيا عين من طرف الحرة بينها وبين المدينة يومان كذا في كتاب أبي داود
(2)
، ونقل الحافظ عبد الغني
(3)
: أنه صلى الله عليه وسلم عرض جيشه على بئر أبي عنبة
(4)
بالحرة فوق هذه البئر إلى المغرب، ونقل: أنها على ميل من المدينة، ومنها: بئر أخرى إذا وقفت على المذكورة وأنت على جادة الطريق، وهي على يسارك كانت هذه على يمينك، ولكنها بعيدة عن الطريق قليلا، وهي في سند من الحرة قد حوط حولها بناء مجصص، وكان على شفيرها حوض من حجارة تكسّر، لم يزل أهل المدينة قديما يتبركون بها ويشربون من مائها وينقل إلى الآفاق منها كما ينقل ماء زمزم
(5)
ويسمونها: زمزم أيضا لبركتها، قال
(6)
: ولم أعلم أحدا ذكر فيها أثرا يعتمد
(1)
في الفصل الأول من الباب الثالث.
(2)
أخرجه أبو داود في سننه عن عائشة برقم (3735) 3/ 340.
(3)
عبد الغني بن سعيد الأزدي، كان عالما بالحديث والأنساب (ت 409 هـ).
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 15/ 130.
(4)
بئر أبي عنبة: بلفظ واحدة العنب، بينها وبين المدينة مقدار ميل، وهناك اعترض رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه عند مسيره إلى بدر.
انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 45.
(5)
زمزم: بئر بالمدينة على يمين السالك إلى بئر علي رضي الله عنه، بعيدة عن الجادة قليلا في سند من الحرة الغربية.
انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 172.
(6)
أي جمال الدين المطري في كتابه التعريف ص 62.
عليه والله أعلم أيتهما هي السّقيا؟ الأولى لقربها من الطريق، أم هذه لتواتر البركة بها؟».
قلت: وقد يمكن أن يكون تسميتهم إياها بزمزم لكثرة مائها، يقال: ماء زمزم أي كثير وسميت بئر مكة زمزم لصوت الماء فيها حين ظهر، والزمزم صوت الرعد، وقيل: لأن هاجر زمت الماء بالتحجير عليها، وماء زمزم لما شرب له
(1)
.
فائدة:
روي أن من شرب من أربعة أعين حرم الله جسده على النار: عين البقر بعكا
(2)
، وعين فلوس
(3)
ببيسان، وعين سلوان
(4)
ببيت المقدس، وعين زمزم
(5)
بمكة. ويروى أن مياه الأرض ترفع قبل يوم القيامة غير زمزم.
قال الشيخ جمال الدين
(6)
: «ولعلها البئر التي احتفرتها [فاطمة ابنة
(1)
قول المرجاني نقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 145، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 54).
(2)
عين البقر: قرب عكا. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 176.
(3)
عين فلوس ببيسان: بيسان مدينة بالأردن بالغور الشامي بين حوران وفلسطين، بها عين فلوس، وهي عين بها ملوحة يسيرة، جاء ذكرها ضمن حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الجساسة.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 527.
(4)
عين سلوان: محلة في ربض مدينة القدس، تحتها عين عذبة تسقى جنانا عظيمة.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 178.
(5)
عين زمزم: بفتح أوله وسكون ثانيه، وهي البئر المباركة المشهورة بمكة المكرمة.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 147.
(6)
قول جمال الدين المطري ورد في كتابه التعريف ص 62، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 180، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 145، والفيروز ابادي في المغانم ص 172، والسمهودي في وفاء الوفا ص 953.
الحسين بن علي
(1)
زوجة الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهم حين أخرجت من بيت جدتها]
(2)
فاطمة الكبرى أيام الوليد بن عبد الملك، حين أمر بإدخال حجر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيت فاطمة رضي الله عنها في المسجد، فإنها بنت دارها بالحرة، وأمرت بحفر بئر فيها، فطلع لهم جبل، فذكروا ذلك لها، فتوضأت وصلت ركعتين ودعت ورشت موضع البئر بفضل وضوئها، وأمرتهم فحفروا، فلم يتوقف عليهم من الجبل شيء حتى ظهر الماء».
قال الشيخ جمال الدين
(3)
الفصل الثالث
في ذكر عين النبي صلى الله عليه وسلم
عن طلحة بن خراش قال: كانوا أيام الخندق/يحفرون مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم ويخافون عليه فيدخلون به كهف بني حرام فيبيت فيه حتى إذا أصبح هبط.
(1)
فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب القرشية الهاشمية، تزوجها ابن عمها الحسن بن الحسن ابن علي بن أبي طالب.
انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 473.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
قول جمال الدين المطري ورد في كتابه التعريف ص 62، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 180، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 146، والسمهودي في وفاء الوفا ص 953 - 954 واستدرك على قول المطري بقوله: «إن الأولى هي السقيا هو الصواب، وأما قوله إن الثانية هي بئر فاطمة فعجيب
…
ثم قال: فكيف نرجح أنها المنسوبة لابنه الحسين مع وجود بئر في تلك الجهة ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم اتيانها والبصق فيها؟ فالذي ترجح عندي أن هذه البئر المعروفة بزمزم هي بئر أهاب، وبئر أهاب: بئر بالحرة الغربية بالقرب من المدينة».
قال: ونقر رسول الله، صلى الله عليه وسلم العينية التي عند الكهف، فلم تزل تجري حتى اليوم
(1)
.
قال الحافظ محب الدين
(2)
: «وهذه العين في ظاهر المدينة وعليها بناء، وهي مقابلة المصلى» .
قال الشيخ جمال الدين
(3)
: «أما الكهف الذي ذكره ابن النجار فمعروف في غربي جبل سلع عن يمين السالك إلى مساجد الفتح من الطريق القبلية، وعلى يسار السالك إلى المدينة الشريفة إذا زار المساجد وسلك المدينة مستقبل القبلة تقابله حديقة نخل تعرف بالغنيمة في بطن وادي بطحان غربي جبل سلع، وفي هذا الوادي عين تأتي من عوالي المدينة تسقي ما حول المساجد من المزارع والنخيل، تعرف بعين الخيف
(4)
خيف شامي، وتعرف تلك الناحية بالسيح
(5)
- بالسين المهملة بعدها ياء مثناة من أسفل وحاء مهملة - وأما العين - التي ذكر الشيخ محب الدين
(6)
- المقابلة للمصلي فهي عين الأزرق
(7)
- وهو مروان
(1)
أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 160 عن طلحة بن خراش، وذكره ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 345 عن طلحة بن خراش، والمطري في التعريف ص 60 عن طلحة بن خراش.
(2)
قول محب الدين ابن النجار ورد في كتابه الدرة الثمينة 2/ 345، ونقله عنه: المطري في التعريف ص 61، والمراغي في تحقيق النصرة ص 176، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 55 - 56).
(3)
قول جمال الدين المطري ورد في كتابه التعريف ص 61، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 176، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 146، والسمهودي في وفاء الوفا ص 984، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 55).
(4)
عين الخيف: عين يأتي ماؤها من عوالي المدينة، تسقي ما حول مساجد الفتح من المزارع والنخيل. انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 295.
(5)
السيح: بكسر السين وسكون المثناة التحتية، مصدر ساح، اسم لموضع في غربي مساجد الفتح. انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 196، السمهودي: وفاء الوفا ص 1240.
(6)
ذكرها محب الدين ابن النجار في كتابه الدرة الثمينة 2/ 345 فقال: «وهذه العين في ظاهر المدينة، وعليها بناء، وهي مقابلة المصلى» .
(7)
عين الأزرق: عين أجراها مروان بن الحكم، لما كان واليا على المدينة، وكان أزرق العين، فأضيفت العين إليه، وهي التي تسميها العامة: العين الزرقاء. انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 295.
ابن الحكم - التي أجراها بأمر معاوية رضي الله عنه وهو واليه على المدينة
(1)
، وأصلها من قباء من بئر كبيرة غربي مسجد قباء في حديقة نخل وهي تجري إلى المصلى، وعليها في المصلى قبة كبيرة، والقبة مقسومة نصفين، يخرج الماء منها من وجهين مدرجين: وجه قبلي، والآخر شمالي يغتسل فيهما وينتفع بهما، وتخرج العين من القبة من جهة المشرق، ثم يأخذ إلى جهة الشمال، وأخذ الأمير سيف الدين الحسين بن أبي الهيجاء
(2)
في حدود الستين وخمسمائة منها شعبة من عند مخرجها من القبة فساقها إلى باب المدينة الشريفة - باب المصلى - ثم أوصلها إلى باب الرحبة التي عند مسجد النبي، صلى الله عليه وسلم من جهة باب السلام المعروف قديما بباب مروان، وبنى لها منهلا بدرج من تحت الدور يستقي منه أهل المدينة، وذلك الموضع موضع سوق المدينة الآن، ثم جعل لها مصرفا من تحت الأرض يشق وسط المدينة على البلاط، ثم يخرج إلى ظاهر المدينة من جهة الشمال شرقي حصن أمير المدينة، وجعل منها شعبة صغيرة تدخل إلى صحن المسجد الشريف أزيلت - كما سيأتي ذكره في الباب السادس
(3)
إن شاء الله [تعالى -]
(4)
واعلم أن العين إذا خرجت من القبة التي في المصلى سارت إلى جهة الشمال حتى تصل إلى سور المدينة فتدخل من تحته إلى منهل آخر بوجهين مدرجين،
(1)
تولى مروان بن الحكم ولاية المدينة من قبل معاوية سنة 42 هـ ولم يزل واليا عليها حتى مات معاوية. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1388، ابن الجوزي: المنتظم 6/ 48.
(2)
الحسين بن أبي الهيجاء، سيف الدين الأمير، كان صهر الملك الصالح نجم الدين أيوب، أخذ من العين الزرقاء شعبة أوصلها إلى الرحبة التي عند المسجد النبوي جهة باب السلام، وشعبة صغيرة تدخل لصحن المسجد.
انظر: السخاوي: التحفة اللطيفة 1/ 297.
(3)
في الفصل الثالث والعشرون من الباب السادس.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
ثم تخرج إلى خارج المدينة الشريفة، فتصل إلى منهل آخر بوجهين عند قبر النفس الزكية
(1)
، ثم تخرج من هنالك وتجتمع هي وما يتحصل من مصلّها/في قناة واحدة إلى البركة التي ينزلها الحجاج».
ثم قال رحمه الله
(2)
-: «وأما عين النبي صلى الله عليه وسلم التي ذكرها ابن النجار
(3)
فليست تعرف اليوم، وإن كانت كما قال عند الكهف المذكورة فقد دثرت وعفا أثرها».
ومن أحسن ما أنشأ بعضهم:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
…
بطيبة ما بين الأحبة والصحب
وهل تردن ساقي عليهم ركائبي
…
وتسمع أذني عنده صحبة الركب
وأنشد من طيب اللقاء لك الهنا
…
تهن فؤادي هذه ليلة القرب
رعى الله أياما بأحد تصرمت
…
وعيش تقضا لي بمنعرج الشعب
إذا العيش يمشي والأحبة جيرة
…
ونحن بماء الأزرق الطيب العذب
هذه الأبيات لأبي عبد الله محمد بن سعيد المدني.
(1)
محمد بن عبد الله بن الحسن الهاشمي النفس الزكية، خرج على المنصور بالمدينة في رجب سنة 145 هـ وقتل في رمضان، ودفن بالمدينة.
انظر: خليفة: تاريخ خليفة 2/ 449، الذهبي: سير أعلام 6/ 210 - 218، ابن العماد: شذرات الذهب 1/ 213.
(2)
أي جمال الدين المطري في كتابه التعريف ص 61، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 147، والسمهودي في وفاء الوفا ص 985، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 56).
(3)
ذكرها ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 245.
الفصل الرابع
في ذكر جبل أحد وفضله وفضل الشهداء عنده
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم طلع أحدا فقال:«هذا جبل يحبنا ونحبه»
(1)
.
قال أبو عمر بن عبد البر في معنى هذا الحديث: يحتمل أن خلق فيه الروح فأحب النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: أن هذا على المجاز، وقيل: هل خلق في الطور وقت الإندكاك إدراك حيواني أو بقي على إدراكه المتطبع عليه، قيل:
والصحيح ما من شيء خلق الله تعالى من الجماد إلا أودع فيه إدراكا
(2)
يفهم به عن خالقه، وجموده فيما بينه وبين الخلق
(3)
.
وعن عمرو بن أبي عمرو - مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب - أنه سمع أنس بن مالك يقول: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة:«التمس لي غلاما من غلمانكم يخدمني» فخرج لي أبو طلحة يردفني وراءه، فكنت أخدم رسول الله، صلى الله عليه وسلم كلما نزل، وقال في الحديث: ثم أقبل حتى بدا له أحد قال: «هذا جبل يحبنا ونحبه» فلما أشرف على المدينة قال: «اللهم إني أحرم ما بين جبليها مثل ما حرم إبراهيم مكة اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم
(4)
».
(1)
أخرجه البخاري في كتاب المغازي باب «أحد جبل يحبنا ونحبه» عن أنس برقم (4083) 5/ 47، ومسلم في كتاب الحج باب فضل المدينة عن أنس برقم (462) 2/ 993، والترمذي في سننه كتاب المناقب باب فضل المدينة عن أنس برقم (3922)، وأحمد في المسند 3/ 149 عن أنس، ومالك في الموطأ 2/ 893 عن عروة، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 197 عن أنس.
(2)
في الأصل «الإدراك» ، وما أثبتناه من (ط).
(3)
قول ابن عبد البر ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 345، والمراغي في تحقيق النصرة ص 131.
(4)
أخرجه البخاري في كتاب المغازي باب «أحد جبل يحبنا ونحبه» عن أنس برقم (4083) 5/ 47، ومسلم في كتاب الحج باب فضل المدينة عن أنس برقم (462) 2/ 993، والترمذي في -
أنس بن مالك خدم رسول الله، صلى الله عليه وسلم عشر سنين
(1)
.
قال أنس: دفنت من صلبي مائة غير إثنين، وقيل: مائة وإثنين
(2)
.
وجميع من ولد له مائة ممن يعرف أربعة أنفس: أنس، وعبد الله بن عمر الليثي، وخليفة السعدي، وجعفر بن سليمان الهاشمي
(3)
.
توفي بالبصرة، وهو آخر من مات بها من الصحابة سنة إثنتين وتسعين، وقيل: إحدى وتسعين، وقيل: تسعين
(4)
.
جملة ما روي: ألفا حديث ومائتا حديث وستة وثمانون حديثا، أخرج له منها في الصحيحين ثلثمائة وثمانية عشر، المتفق عليه منها مائة وثمانية وستون، وانفرد البخاري بثمانين ومسلم بسبعين
(5)
.
وجميع من في الصحابة اسمه أنس: عشرة، وقيل: ثلاثة عشر
(6)
.
وجملة من يجيء اسمه/في الحديث أنس بن مالك خمسة
(7)
: هو
(4)
- سننه كتاب المناقب باب فضل المدينة عن أنس برقم (3922)، ومالك في الموطأ 2/ 893 عن عروة، وأحمد في المسند 3/ 149 عن أنس، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 197 عن أنس.
(1)
ذكره البيهقي في دلائل النبوة 6/ 195، وابن الأثير في أسد الغابة 1/ 151، وابن حجر في الاصابة 1/ 127.
(2)
ذكره القاضي عياض في الشفا 1/ 215 بنحوه.
أحدهم، أمه الرميصاء، وقيل: الغميصاء بنت ملحان
(1)
.
وروى البخاري، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:«أحد جبل يحبنا ونحبه»
(2)
.
وقال سهل بن سعد: إرتج جبل أحد فقال له رسول الله، صلى الله عليه وسلم:«أثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيد»
(3)
.
قيل: أن قوله صلى الله عليه وسلم هذا: إشارة عما أحدث قوم موسى عليه السلام لما اختار السبعين للميقات ووقع في نفوسهم ما وقع تزلزل الجبل به فكأنه صلى الله عليه وسلم أشار أنه ليس عليك ممن يشك كقوم موسى وكانوا: أبو بكر وعمر وعثمان
(4)
.
وعن أنس قال: صعد النبي، صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وعمر، وعثمان أحدا، فرجف بهم فقال:«أثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيد»
(5)
.
(1)
كذا عند ابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 109، والرميصاء هي: أم سليم بنت ملحان الأنصارية، تزوجها مالك بن النضر فولدت له أنس، ثم تزوجها أبو طلحة الأنصاري، روت عن النبي صلى الله عليه وسلم. انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 424، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1941.
(2)
أخرجه البخاري في كتاب المناقب باب مناقب عمر عن أنس برقم (3675) 4/ 237 وبرقم (3686) 4/ 241.
(3)
ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1039 وعزاه لسهل بن سعد، وابن الأثير في أسد الغابة 3/ 322 عن سهل بن سعد، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 55 وعزاه لأبي يعلى وقال:«رجاله رجال الصحيح» ، والسيوطي في الخصائص 2/ 436 عن سهل بن سعد.
(4)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 147، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 58).
(5)
أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة باب قول النبي صلى الله عليه وسلم «لو كنت متخذا خليلا» عن أنس برقم (3656)، والترمذي في سننه 5/ 583 عن أنس وقال أبو عيسى:«هذا حديث حسن صحيح» ، وأحمد في المسند 5/ 331 وفي فضائل الصحابة 1/ 217 عن أنس، والبيهقي في الدلائل 6/ 350 عن أنس.
ومثله عن أبي هريرة رضي الله عنه في حراء وزاد معه: «وعلي، وطلحة، والزبير وقال: فإنما عليك نبي أو صديق أو شهيد»
(1)
.
وفي رواية سهيل، عن أبي هريرة وزاد معهم:«وعبد الرحمن، وسعيد فسكن الجبل» الحديث
(2)
.
وعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:«أحد ركن من أركان الجنة»
(3)
.
وعن جابر بن عتيك، عن أبيه جابر قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:«خرج موسى وهارون عليهما السلام حاجين - أو معتمرين - فلما كانا بالمدينة مرض هارون عليه السلام فثقل فخاف عليه موسى عليه السلام اليهود، فدخل به أحدا فمات، فدفنه فيه»
(4)
.
هارون هو: أخو موسى، وهما: إبنا عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي ابن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، [وهو موسى الثاني، وموسى الأول: هو
(1)
أخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل طلحة والزبير عن أبي هريرة برقم (50) 4/ 1880، والترمذي في سننه عن أبي هريرة برقم (9636) 5/ 582، وأحمد في فضائل الصحابة 1/ 113،219 عن أبي هريرة.
(2)
رواية سهيل بن أبي صالح عن أبي هريرة رواها مسلم في كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل طلحة والزبير برقم (50) 4/ 1880، والترمذي في سننه برقم (9636) 5/ 582، وذكرها محب الطبري في الرياض النضرة 1/ 32، والماوردي في أعلام النبوة ص 125.
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير 6/ 186، وذكره ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 346 عن سهل ابن سعد، والمتقي في كنز العمال برقم (34988) وعزاه السيوطي للطبراني عن سهل بن سعد.
(4)
أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 85 عن عبد الملك بن جابر، وذكره ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 346 عن الملك بن جابر.
موسى بن منشا بن يوسف بن يعقوب
(1)
]
(2)
.
وزعم أهل التوراة: أن موسى الأول هو صاحب الخضر وليس بنبي، إنما بعثه الله تعالى إلى الملوك الذين كانوا في الأسباط
(3)
، وذلك قبل مولد موسى بن عمران بمائتي سنة
(4)
.
وكان هارون عليه السلام أكبر من موسى وأطول منه
(5)
.
وقيل: مات موسى وهارون عليهما السلام في التيه، وقبر موسى معروف بالقدس في أول التيه يزار
(6)
.
وكان في زمنه من الملوك أفريدون، وبعده منوشهر، حج عليه السلام على ثور
(7)
. حكاه صاحب سبل الخيرات.
وموسى اسم مقصور، وهو بالعبرانية موشا فعرب، كما قيل مسيح وهو
(1)
كذا ورد عند الطبري في تاريخه 1/ 364،385، وابن الجوزي في المنتظم 1/ 331، وابن كثير في البداية 1/ 222.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
الأسباط: هم أبناء يعقوب بن إسحاق عليه السلام وكانوا إثني عشر رجلا.
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 317، المسعودي: مروج الذهب 1/ 40، ابن كثير: البداية 1/ 184.
(4)
كذا ورد عند الطبري في تاريخه 1/ 364، وابن كثير في البداية 1/ 276.
(5)
كان هارون أكبر من موسى بسنة. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 388، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 333.
(6)
كذا ورد عند الطبري في تاريخه 1/ 334، وابن الجوزي في المنتظم 1/ 373،376، وابن كثير في البداية 1/ 301، تاريخ المدينة للنهرواني (ق 58).
(7)
كذا ورد عند الطبري في تاريخه 1/ 377، وابن الجوزي في المنتظم 1/ 376، وابن كثير في البداية 1/ 295 وقال:«حج موسى على ثور أحمر. وهذا غريب جدا» .
بالعبرانية مشيحا
(1)
.
تنبأ بعد موسى: يوشع، وهو ابن أخت موسى، ودفن يوشع في جبل أفراييم، واستخلف عند موته كالب بن يوقنا عليه السلام، واستخلف كالب عند موته ابنه يوشاقوس
(2)
.
وبعث [الله]
(3)
بعد يوشاقوس حزقيل [عليه السلام، ويلقب بابن العجوز، لأن أمه ولدته بعد أن كبرت
(4)
.
وبعث الله تعالى بعد حزقيل]
(5)
إلياس عليه السلام ثم استخلف إلياس عند رفعه على بني إسرائيل ذا الكفل بشر بن أيوب الصابر، بعثه الله تعالى بعد أيوب رسولا إلى أرض الروم
(6)
. وقيل: لم يكن نبيا في قول أبي موسى الأشعري، ولكن كان عبدا صالحا
(7)
، وقيل: هو إلياس، وقيل: هو زكريا. حكاه الثعلبي.
ما جاء/في [ذكر]
(8)
إبتداء خلق جبل أحد:
اعلم أن أول جبل [وضع بالأرض جبل]
(9)
أبي قبيس، وهو أحد
(1)
كذا في المعرب للجواليقي ص 250.
(2)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 435،457، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 377،379، ابن كثير: البداية 1/ 279،2/ 3.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 357، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 380، ابن كثير: البداية 2/ 3.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 325،461، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 382،388، ابن كثير: البداية 2/ 4.
(7)
الخلاف في كون ذي الكفل نبيا أو عبدا صالحا ذكره ابن الجوزي في المنتظم 1/ 388، وابن كثير في البداية 1/ 211.
(8)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(9)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
الأخشبين
(1)
، والثاني الذي يقال له: الجبل الأحمر، وكان يسمى الأعرف، وهو الجبل المشرف وجهه على قعيقعان
(2)
.
قال ابن إسحاق: حدثنا أن قريشا وجدت في الركن كتابا بالسريانية فيه أنا ذو بكة خلقتها يوم خلقت السموات والأرض وصورت الشمس والقمر وحففتها بسبعة أملاك حفا لا تزول حتى يزول أخشابها مبارك لأهلها في الماء واللبن
(3)
.
وسمي أبو قبيس: لأن أول من بني فيه رجل من مذحج يقال له أبو قبيس وقيل: لأنه اقتبس منه الركن فسمي بذلك
(4)
. والأول أصح.
وبحرم مكة إثنا عشر ألف جبل ذكره الأزرقي في كتاب «الجبال»
(5)
.
وقال المفسرون
(6)
: وعلى أبي قبيس نادى إبراهيم بالحج فأجاب من جرى
(1)
الأخشبان: جبلان بمكة أحدهما أبو قبيس، والثاني الجبل الأحمر المشرف على قعيقعان وعلى دور عبد الله بن الزبير.
انظر: الأزرقي: أخبار مكة 2/ 266 - 267، ياقوت: معجم البلدان 1/ 122.
(2)
كذا عند الأزرقي في أخبار مكة 2/ 267، وابن الجوزي في المنتظم 1/ 138، والمدهش ص 44، وتلقيح فهوم ص 462، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 79، وقعيقعان: بالضم ثم الفتح بلفظ تصغير، اسم جبل بمكة.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 379.
(3)
كذا عند الأزرقي في أخبار مكة 1/ 313.
(4)
كذا عند الأزرقي في أخبار مكة 2/ 266، وابن الجوزي في المنتظم 1/ 138، وياقوت في معجم البلدان 1/ 80، وذكر ابن الضياء في تاريخ مكة ص 79 علل تسمية الجبل: أن رجلا اسمه أبو قبيس هو أول من بنى فوق هذا الجبل بناء فلما صعد البناء سمي الجبل به، أو أن الحجر الأسود استودع فيه عام الطوفان إلى بناء إبراهيم الكعبة فنادى جبل أبو قبيس الخليل: الركن بمكان كذا، أو أن قبيس بن صالح - رجل من جرهم - هرب في هذا الجبل وانقطع خبره.
(5)
كذا ورد عند الأزرقي في أخبار مكة 2/ 266 - 302.
(6)
راجع: الجامع للقرطبي 12/ 38، الدر المنثور للسيوطي 6/ 35، تاريخ مكة لابن الضياء ص 53، 80.
القدور بحجّه: لبيك اللهم لبيك، وكان ذلك أخا ليوم {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ}
(1)
، وقيل: نادى على ثبير
(2)
.
وفي «فهم المناسك» للنقاش
(3)
قال: وفي كل جمعة من صعد إلى أبي قبيس رأى الحرم مثل الطير يزهو، وأن من صعد إلى ثور أو حراء أو ثبير كان أثبت لنظره ومشاهدته وخاصة ليالي رجب وشعبان ورمضان وليالي الأعياد، وتحت القواعد أرض مخمرة محمرة من النور كشف عنها مرة فسطع النور في الحرم، وجبال مكة مائلة برؤسها إلى الكعبة كالسجود يرى هذا من ثبير ودونها جبال من ذهب وفضة وكنوز وجواهر وربما انكشف عن بعضها
(4)
.
انتهى.
وجبال مكة [تسمى: جبال]
(5)
فاران
(6)
كذا وجد في الفصل العشرين من السفر الخامس، عن موسى عليه السلام أن الرب جاء من طور سيناء وأشرق من ساعير
(7)
واستعلن من جبال فاران، ومعه وعن يمينه ربوات
(1)
سورة الأعراف آية (172).
(2)
ثبير: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة، من أعظم جبال مكة فيما بينها وبين عرفة، سمي باسم رجل من هذيل اسمه ثبير، مات في هذا الجبل فعرف به.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 72 - 73.
(3)
كتاب «فهم المناسك» ذكره البغدادي في إيضاح المكنون 4/ 213، والنقاش هو: محمد بن الحسن، أبو بكر، النقاش، كان حافظا للتفسير (ت 351 هـ).
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 2/ 201، ابن الجوزي: المنتظم 14/ 148.
(4)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 80 نقلا عن فهم المناسك للنقاش.
(5)
سقط من الأصل و (ط) وما أثبتناه من تاريخ مكة لابن الضياء ص 80 للضرورة.
(6)
فاران: بفتح الفاء وبعد الألف راء، كلمة عبرانية معربة وهي من أسماء مكة التي ورد ذكرها في التوراة، وقيل هو اسم لجبال مكة.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 225.
(7)
ساعير: في التوراة اسم لجبال فلسطين، وهو قرية بين الناصرة وبين طبرية وعكا.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 171.
القديسين فمنحهم العدو وجههم إلى الشعوب ودعا لجميع قديسيه بالبركة، فمجيء الله من طور سيناء هو إنزاله التوراة على موسى، وإشرافه من ساعير إنزاله الإنجيل على عيسى لأنه كان يسكن في ساعير أرض الخليل في قرية ناصرة
(1)
، واستعلانه من جبال فاران إنزاله القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم
(2)
.
وفاران هي جبال مكة في قول الجميع، فإن ناكروا ذلك كان دفعا لما في التوراة
(3)
.
قال علماء التاريخ: جميع ما عرف في الأرض من الجبال مائة وثمانية وتسعون جبلا، من أعجبها سرنديب
(4)
/وهو أقرب ذرى الأرض إلى السماء، وقيل: صخرة بيت المقدس أقرب ذرى الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلا
(5)
. حكاه القرطبي.
وطول [جبل]
(6)
سرنديب مائتان ونيف وستون ميلا، وفيه أثر قدم آدم، وعليه شبيه البرق لا يذهب شتاء ولا صيفا، وحوله الياقوت وفي واديه الماس، وفيه العود والفلفل، ودواب المسك وهر الزباد، ووادي سرنديب متصل إلى
(1)
الناصرة: قرية من قرى فلسطين، بينها وبين طبرية ثلاثة عشر ميلا، فيها كان مولد المسيح عليه السلام. انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 251.
(2)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 128، وياقوت في معجم البلدان 3/ 171،4/ 225، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 80.
(3)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 129.
(4)
سرنديب: بفتح أوله وثانيه وسكون النون ودال مهملة، جزيرة عظيمة في بحر هركند بأقصى بلاد الهند، فيها الجبل الذي هبط عليه آدم عليه السلام.
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 1/ 139،149، ياقوت: معجم البلدان 3/ 215 - 216.
(5)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 58، وفي المنتظم 1/ 149 - 150، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 80.
(6)
سقط من الأصل و (ط)، وما أثبتناه من المدهش ص 58 للضرورة.
قرب سيلان
(1)
وجبل الروم الذي فيه السد، وطوله سبعمائة فرسخ، وينتهي إلى البحر المظلم
(2)
.
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لما تجلى الله عز وجل لجبل طور سيناء تشظى منه شظايا فنزلت بمكة ثلاثة: حراء، وقديد
(3)
، وثور، وبالمدينة: أحد، وعير، وورقان»
(4)
.
وعنه أيضا قال: «طارت لعظمة الله ستة أجبل فوقعت ثلاثة بالمدينة:
أحد، وورقان، ورضوي
(5)
. ووقعت ثلاثة بمكة: ثور، وثبير، وحراء» وقيل:«نزلت بمكة أربعة: حراء، وثبير، وثور، وقديد»
(6)
.
(1)
سيلان: بالتحريك وآخره نون، جزيرة عظيمة، وبها سرنديب، وهي متوسطة بين الهند والصين. انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 298.
(2)
كذلك ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 58، وفي المنتظم 1/ 139،149، وياقوت في معجم البلدان 2/ 216، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 80.
(3)
قديد: بضم القاف وفتح الدال المهملة، تصغير قد، اسم موضع قرب مكة به جبل.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 313.
(4)
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 10/ 441 عن أنس، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 346 عن أنس، وذكره المتقي في كنز العمال برقم (4377) وعزاه السيوطي لابن النجار عن أنس، والسيوطي في اللآلي 1/ 13، والسمهودي في وفاء الوفا ص 96 من عدة طرق.
وورقان: بالفتح ثم الكسر، جبل أسود بين العرج والرويثة على يمين المصعد من المدينة إلى مكة. انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 372.
(5)
رضوى: بضم أوله وسكون ثانيه، جبل بالمدينة على مسيرة يوم من ينبع، وهو جبل منيف ذو شعاب وأودية.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 52.
(6)
ذكره الأزرقي في تاريخ مكة 2/ 280 عن أنس، وابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 79 عن أنس، والخطيب في تاريخ بغداد 10/ 441، وابن الجوزي في الموضوعات 1/ 120 عن أنس، والسيوطي في اللآلئ 1/ 23 عن أنس.
طور سيناء
(1)
: بأرض مدين يقال له زبير، وقيل: الطور جبل محيط بالأرض، وقيل: هو الجبل بالسريانية، وقال مقاتل: هما طوران طور زيتا
(2)
وطور تينا، وقيل: ثلاثة، وثالثهم طور سيناء وهو المذكور في قوله تعالى {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ}
(3)
وقرأها عمر: «وطور سيناء» ممدودة، وسينين معناه: مبارك بالسريانية
(4)
.
وقال عكرمة: هو بلغة الحبشة، وسيناء هو بلغة النبط، والتين والزيتون هما: طور تينا وطور زيتا بالسريانية، وهما بالشام، وقيل: دمشق وفلسطين، وقيل: جبال ما بين همدان إلى حلوان، وطور زيتا هو الجبل الذي آوى إليه ابن نوح على يمين المسجد الأقصى تحته وادي جهنم، وفيه مولد مريم ومرفع عيسى حين رفع إلى السماء
(5)
.
رأيته سنة سبع وخمسين وسبعمائة بالقدس من أرض فلسطين.
قال الشيخ جمال الدين
(6)
: «فأحد معروف، وهو شمالي المدينة وأقرب الجبال إليها، وهو على فرسخين منها، وقيل: على نحو أربعة أميال وعير
(1)
طور سيناء: بكسر السين، ويروى بفتحها، والفتح أجود في النحو، جبل بقرب أيلة.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 48.
(2)
طور زيتا: علم مرتجل لجبل بقرب رأس عين عند قنطرة الخابور على رأسه شجر الزيتون. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 47.
(3)
سورة التين آية (1 - 2).
(4)
راجع: القرطبي: الجامع 20/ 112 - 113، الجواليقي: المعرب ص 246،269، السيوطي: الدر المنثور 8/ 554.
(5)
الأقوال أوردها القرطبي في الجامع 20/ 111 - 112، والجواليقي في المعرب ص 236، والسيوطي في الدر المنثور 8/ 554،556.
(6)
قول جمال الدين المطري ورد في كتابه التعريف ص 48، ونقله عنه النهرواني في تاريخ المدينة (ق 59).
مقابلة من قبلة المدينة والمدينة بينهما وورقان قبل شعب على ما بين الشعب والروحاء إلى القبلة».
وأما التي بمكة فلم نعرف أن بحرمها جبل يقال له قديد، إنما قديد بينها وبينه مقدار أربعة أيام أو خمسة، وأما ثبير فهو مقابل لحراء والوادي بينهما، وهما على يسار السالك/إلى منى
(1)
.
حكى القاضي عياض
(2)
: أن قريشا حين طلبوا رسول الله، صلى الله عليه وسلم كان على ثبير، فقال له ثبير:«أهبط يا رسول الله فإني أخاف أن يقتلوك على ظهري فيعذبني الله، فقال له حراء: إليّ يا رسول الله»
(3)
.
وحراء قبل ثبير من على شمال يسار الشمس، وأما ثور فمن جهة الجنوب من على يمين الشمس
(4)
.
قالوا: والجبال المتصلة إلى الأرض السابعة سبعة: حراء، وثبير، وثور، وأبي قبيس، وجبل عرفات، وأحد، وجبل طور سيناء.
عجيبة:
خرجت في بعض الأيام إلى زيارة حراء، وكان يوم السبت الثاني لجماد الأول أحد شهور سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة، وكان يوم غيم، فلما كان بعد
(1)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 81 نقلا عن المصنف.
(2)
قول القاضي عياض ورد في كتابه الشفا 1/ 202، ونقله عنه ابن الضياء في تاريخ مكة ص 82.
(3)
واستدرك ابن الضياء في تاريخ مكة ص 82 على ما حكاه القاضي عياض بقوله: «فيحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم اختبأ فيه من المشركين في واقعة، ثم اختفى في ثور في واقعة أخرى، وهي خبر الهجرة لقول السهيلي في حديث الهجرة: وأحسب في الحديث أن ثورا ناداه أيضا لما قال له ثبير: أهبط عني» .
(4)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 81، وقال:«ويسمي هذا الجبل: جبل النور» .
الظهر سمعت لبعض الأحجار فيه أصواتا عجيبة، فرفعت حجرين منها في كل كف حجر، فكنت أجد رعدة للحجر في يدي، وهو يصيح، [ثم إني رفعت يدي فصاحت أصابعي أيضا كل واحدة، وكان مجال الصياح قامة من الأرض، فما كان على سمتها صاح، وما كان أرفع من ذلك أو أخفض لم يتكلم،]
(1)
فعلمت أن ذلك تسبيحا، فدعوت الله تعالى بما تيسر، فلما طلعت الشمس سكت فقست الشمس، فوجدت ظل كل شيء مثله، ومثل ربعه، فقدرته بعد ذلك بالإصطرلاب، فكانت تلك هي الساعة العاشرة، وكان صوت الحجر يسمع من مدى مائة خطوة، فذكرت ما رأيته لوالدي - رحمه الله تعالى - فقال: وأنا جرى لي بحراء شبه ذلك، وذلك أنّا كنا جماعة بائتين به، وكانت ليلة غيم، فقمت أنا أثناء الليل، وإذا بإبريق للفقراء وسنا النار خارجا منه، وقد أضاء المكان من ذلك قال:[فأيقظت الجماعة وكنت أفتح كفي فيبقى على رأس كل أصبع شعلة نار مثل الشمع قال:]
(2)
فوضعت عمامتي على عكاز، ورفعته فأشعل كالمشعل، فذكرنا ذلك لبعض الصالحين، فقال: مرت بكم سحابة السكون
(3)
.
قلت: الصفتان واحدة إلا أني رأيت ذلك نهارا فكان صوتا، وهم رأوه ليلا فكان نورا. ثم أني صعدت الجبل أيضا يوم السبت الثامن عشر من
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
خبر سماع أصوات الأحجار أوردها ابن الضياء في تاريخ مكة ص 83 - 84 نقلا عن المصنف. والمعروف أن تسبيح الحصى بلسان عربي فصيح في يمين النبي صلى الله عليه وسلم، ثابت، ذكره ابن الجوزي في الوفاء بأحوال المصطفى 1/ 324، والماوردي في أعلام النبوة ص 125، والسيوطي في الخصائص الكبرى 2/ 304 وعزاه للبزار والطبراني بالأوسط وأبي نعيم بالحلية عن أبي ذر. وإنما يسوغ إمكان صدور الكرامة من أمثال من كان قدوة في العلم والعمل أمثال عمر في زمانه، والإمام أحمد وبقية الأئمة الأربعة في زمانهم، وشيخ الإسلام ابن تيمية في زمانه، لا من الذين يتصيدون ضعاف الآثار وغرائب الأخبار للتشويش على عقيدة الاسلام.
شوال، في سنة أربع وخمسين وسبعمائة، وكان معي جماعة منهم أخي، فاتفق لي مثل ذلك ورآه الجماعة
(1)
.
وهذا الجبل معروف بركته، وأول ما نزل الوحي به
(2)
.
وحدثني والدي رحمه الله عن بعض من أدركه من كبراء وقته أنه كان يصعد معه إلى حراء في كل عام مرة، فيلتقط ذلك الشخص من بعض أحجاره، قال: فسألته عن ذلك، فقال: أخرج منها نفقتي في العام ذهبا وابريزا
(3)
، وفيه ينشد لسان الحال، فيما حازه من الجلال:
تأمل حراء في جمال محياه
…
فكم من أناس في حلا حسنه تاه
فمما حوى من جاء لعلياه زائرا
…
يفرج عنه الهم في حال مرقاه
به خلوة الهادي الشفيع محمد
…
وفيه له غار به كان يرقاه
/وقبلة للقدس كانت بغاره
…
وفيه أتاه الوحي في حال مبداه
وفيه تجلى الروح بالموقف الذي
…
به الله في وقت البداة سواه
وتحت تخوم الأرض في السبع أصله
…
ومن بعد هذا اهتز بالسفل أعلاه
ولما تجلى الله قدس ذكره
…
لطور تشظا فهو إحدى شظاياه
ومنها ثبير ثم ثور بمكة كذا
…
قد أتى في نقل تاريخ مبداه
(1)
قول المصنف نقله عنه ابن الضياء في تاريخ مكة ص 84.
(2)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 83، وحديث بدء الوحي وفيه أن أول ما نزل عليه صلى الله عليه وسلم من الوحي كان بحراء. أخرجه البخاري في كتاب بدء الوحي باب «3» عن عائشة برقم (3) 1/ 4.
(3)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 84 نقلا عن المصنف.
وفي طيبة أيضا ثلاث نعدها
…
فعيرا وورقانا وأحدا رويناه
ويقيل فيه ساعة الظهر من دعى به
…
وينادي من دعانا أجبناه
وفي إحدى الأقوال في عقبة حراء
…
أتى مثل قابيل لهابيل غشاه
[ومما حوى سرا حوته صخوره
…
من التبر أكسيرا يقام سمعناه]
(1)
سمعت به تسبيحها غير مرة
…
وأسمعته جمعا فقالوا: سمعناه
به مركز النور الإلهي مثبتا
…
فلله ما أحلا مقاما بأعلاه
(2)
قيل: كان صلى الله عليه وسلم يصلي فيه إلى القدس، وقيل: إنما كان يصلي ذلك الوقت إلى الكعبة ثم انتقل إلى البيت المقدس، ثم بعد ذلك تحول إلى الكعبة
(3)
.
قالوا: وفيه رأي النبي صلى الله عليه وسلم جبريل في الخلقة الأولى - أعني [في]
(4)
خلقته - وله ستمائة جناح قد سدّ الأفق. [ذكره المرجاني في المصابيح]
(5)
.
الفصل الخامس
في ذكر شهداء أحد وفضلهم وفضل الشهداء مطلقا
قال الحافظ محب الدين
(6)
: «جاءت قريش من مكة لحرب النبي صلى الله عليه وسلم،
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
الشعر أورده ابن الضياء في تاريخ مكة ص 84 نقلا عن المصنف.
(3)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 85 نقلا عن المصنف.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
قول محب الدين ابن النجار ورد في كتابه الدرة الثمينة 2/ 346، ونقله عنه النهرواني في تاريخ المدينة (ق 68)، ولمعرفة سبب غزوة أحد، ودعوة قريش إلى قتال المسلمين. راجع: سيرة ابن هشام 2/ 60، طبقات ابن سعد 2/ 36، مغازي الواقدي 1/ 199، تاريخ الطبري 2/ 500.
ولا قوه يوم السبت للنصف من شوال سنة ثلاث من الهجرة عند جبل أحد.
وقيل: كان نزول قريش يوم أحد بالمدينة يوم الجمعة، وقال ابن إسحاق: يوم الأربعاء فنزلوا برومة من وادي العقيق، وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة بالمدينة، ثم لبس لأمته، وخرج هو وأصحابه على الحرة الشرقية - حرة واقم
(1)
- وبات بالشيخين
(2)
- موضع بين المدينة وأحد مع الحرة إلى جبل أحد - وغدا صبح يوم السبت إلى أحد ففيه كانت وقعة أحد».
وقيل: خرج صلى الله عليه وسلم يوم السبت لسبع ليال خلون من شوال على رأس إثنين وثلاثين شهرا من الهجرة، وكان دليل رسول الله، صلى الله عليه وسلم ليلة أحد:
أبو حثمة
(3)
.
عن قتادة: لما قدم أبو سفيان بالمشركين رأى النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا في النوم فتأولها قتل في أصحابه، ورأى سيفه ذو الفقار
(4)
انقصم فكان قتل حمزة،
(1)
حرة واقم: هي الحرة الشرقية بالمدينة، سميت باسم رجل من العمالقة نزل بها، وواقم أطم بني عبد الأشهل وبه سميت الناحية واقما، وتسمى حرة بني قريظة.
انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 1188.
(2)
الشيخان: تثنية شيخ، أطمان بجهة الوالج سميا به لأن شيخا وشيخة من اليهود كانا يتحدثان هناك ويقومان عليهما فسميا بالشيخين، وهما في طرف المدينة من جهة الشرق بينهما يقع جبل أحد. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 505، السمهودي: وفاء الوفا ص 865،1249.
(3)
كذا ورد عند ابن سعد في الطبقات 2/ 36، والواقدي في المغازي 1/ 199، وفي الأصل «وكان دليل رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أحد: سهل بن أبي حثمة». والصواب ما أثبتناه لأن سهل بن أبي حثمة ولد سنة ثلاث من الهجرة كما ذكر ابن عبد البر في ترجمته بالاستيعاب 2/ 661، وقال الواقدي في مغازيه 1/ 218 «والأثبت عندنا أن الدليل هو أيو حثمة» وكما ذكر الطبري في تاريخه 2/ 506، وابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1629.
(4)
ذو الفقار: أحد سيوف النبي صلى الله عليه وسلم، غنمه يوم بدر، كان لمنبه بن الحجاج السهمي، وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد.
انظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 486،2/ 38، البيهقي: دلائل النبوة 3/ 204.
ورأى كبشا أغبر قتل فكان صاحب لواء المشركين عثمان بن أبي طلحة
(1)
، فقال النبي صلى الله عليه وسلم/لأصحابه بعد الرؤيا:«إنا في جنة حصينة - يعني المدينة - فدعوهم يدخلون نقاتلهم» فقال ناس من الأنصار: يا رسول الله إنا نكره أن نقتل في طرق المدينة فابرز بنا إلى القوم، فلبس النبي صلى الله عليه وسلم لأمته وندم القوم فيما أشاروا به واعتذروا إليه فقال:«إنه ليس لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يقاتل ستكون فيكم مصيبة» قالوا: يا رسول الله خاصة أو عامة
(2)
؟.
قال مكي
(3)
: فقتادة يذهب إلى أن الذنب الذي عدده الله تعالى في قوله {أَوَلَمّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها قُلْتُمْ أَنّى هذا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ}
(4)
هو ما أشاروا به
(5)
.
وروى ابن بشير: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للمؤمنين في أسارى بدر وهم سبعون: «اختاروا أن تأخذوا منهم الفداء وتتقوا على عدوكم، فإن أخذتموه قتل منكم سبعون أو تقتلوهم» فقالوا: بل نأخذ الفدية ويقتل منا سبعون، فأخذوا الفدية وقتل منهم يوم أحد سبعون
(6)
.
(1)
يذكر الواقدي في مغازيه 1/ 220،226 أن صاحب لواء المشركين يوم أحد: طلحة بن أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي، قتله علي بن أبي طالب، ثم حمل اللواء من بعده عثمان بن أبي طلحة.
(2)
قول قتادة كذا ورد عند الواقدي في مغازيه 1/ 209، وابن هشام في السيرة 2/ 62 - 63، وابن سعد في الطبقات 2/ 37 - 38، وعن رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد أخرجه مسلم في كتاب الرؤيا باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي موسى برقم (2272) 4/ 1779، وأحمد في المسند 1/ 271 عن أبي موسى.
(3)
هو مكي بن إبراهيم التميمي، أبو السكن البلخي، محدث ثقة (ت 214 هـ).
انظر: ابن حجر: التهذيب 10/ 293.
(4)
سورة آل عمران آية (165).
(5)
قول مكي كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 155، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 70).
(6)
أخرجه الطبري في تفسيره 4/ 110،10/ 31، وفي تاريخه 2/ 275، والقرطبي في الجامع 4/ 265، وذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 140 عن علي.
فيكون معنى الآية: قل يا محمد ما أصابكم يوم أحد من القتل من عند أنفسكم أي باختياركم أخذ الفدية
(1)
.
وقيل: إن الله تعالى كره ما فعلوه من أخذهم الأسارى فخيرهم بين أن يقتلوهم أو يأخذوا منهم الفدية [على]
(2)
أن يقتل منهم بعددهم، وفي ذلك نزل قوله تعالى {ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى}
(3)
أي ليس له إلا القتل حتى يتمكن في الأرض، ثم وبخ الله عز وجل المؤمنين في أخذهم الفدية بقوله {تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا}
(4)
.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد في ألف، والمشركين في ثلاثة آلاف، وكان جبريل وميكائيل عليهما السلام يقاتلان كأشد القتال
(5)
.
عن جعفر بن محمد: أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا يوم أحد فقال: «يا صريخ المكروبين، ومجيب المضطرين، وكاشف الكرب العظيم، أكشف كربي وهمي وغمي فإنك ترى حالي وحال أصحابي» قال: فصرف الله عدوه
(6)
.
وغزا رسول الله، صلى الله عليه وسلم أحدا على فرسه السّكب، كان إشتراه من أعرابي من بني فزارة بالمدينة، وكان إسمه عند الأعرابي الضرس، وهو أول فرس
(1)
كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 2/ 139.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
سورة الأنفال آية (67) كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 2/ 140، وراجع ما ورد في هذه المناسبة في: سيرة ابن هشام 1/ 676، وتاريخ الطبري 2/ 275، والجامع للقرطبي 4/ 265.
(4)
سورة الأنفال آية (67) كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 2/ 140، وراجع ما ورد في هذه المناسبة في: سيرة ابن هشام 1/ 676، وتاريخ الطبري 2/ 275، والجامع للقرطبي 4/ 265.
(5)
انظر: ابن هشام: السيرة 2/ 63،66، الواقدي: المغازي 1/ 203، ابن سعد: الطبقات 2/ 37.
(6)
ذكره القرطبي في الجامع 14/ 157 حين حاصر الأحزاب المدينة في غزوة الخندق، وذكره ابن الضياء في تاريخ مكة ص 156 وعزاه لجعفر بن محمد الصادق، والسمهودي في وفاء الوفا ص 833 عن جعفر بن محمد، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 70) عن جعفر بن محمد.
ملكه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأول غزاة غزا به أحدا، وكان أغر
(1)
محجل
(2)
طلق اليمين له سبحة
(3)
، وسابق عليه فسبق ففرح به رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقال: فرس سكب أي كثير الجري
(4)
.
وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الأفراس عشرة
(5)
:
الأول السكب: المذكور.
الثاني المرتجز: اشتراه من أعرابي من بني مرة وجحده /الأعرابي، وقال: من يشهد لك؟ فشهد له خزيمة بن ثابت فقال: «كيف تشهد على ما لم تحضر؟» فقال: نصدقك في خبر السماء ولا نصدقك فيما في الأرض! فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم «ذو الشهادتين»
(6)
. قتل بصفين مع علي رضي الله عنه سنة سبع وثلاثين
(7)
.
(1)
أغر: الغرة - بضمها - بياض في الجبهة، وهو بياض يكون في وجه الفرس إذا كان فوق الدرهم. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «غرر» .
(2)
محجلا: الحجل: البياض في قوائم الفرس الأربع أو في ثلاثة منها أو في رجليه.
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «حجل» .
(3)
له سبحة: أي جري، يقال فرس سابح إذا كان حسن مد اليدين في الجري.
انظر: ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث 2/ 332، ابن منظور: اللسان مادة «سبح» .
(4)
كذا ورد عند محب الطبري في خلاصة سير ص 156، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 156، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 71).
(5)
جريدة أسماء خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وردت عند محب الطبري في خلاصة سير ص 156 - 159 وبنفس ترتيب المصنف.
(6)
المرتجز وسبب تلقيب خزيمة بن ثابت بذي الشهادتين. انظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 490، حماد بن إسحاق: تركة النبي ص 97، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 173، البيهقي: الدلائل 7/ 278، محب الطبري: خلاصة سير ص 156.
(7)
كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 448، وابن الأثير في أسد الغابة 1/ 133.
الثالث لزاز: أهداه له المقوقس
(1)
.
الرابع اللحيف: - بالحاء المهملة - أهداه له ربيعة بن أبي البراء، فأثابه عليه فرائض من نعم بني كلاب
(2)
.
الخامس الظرب: أهداه له فروة بن عمرو الجذامي
(3)
.
السادس الورد: أهداه له تميم الداري، فأعطاه عمر رضي الله عنه فحمل عليه في سبيل الله
(4)
.
وتميم - هذا - هو المختطف، بقي عند الجن سبع سنين وسبعة أشهر وسبعة أيام، وذلك أنه نزل إلى مغتسله، فقالت إمرأته: يا عامر الدار خذه، فوضع في الأرض الخامسة، وخدمه ملك الجان، وكان يعلمهم القرآن، ثم أنه سأل الرجوع إلى المدينة، فقيل له: بينك وبينها ثلاثة وثمانين سنة، وسلموه لعفريت (على أنه يوصله في ثلاث ساعات من الليل، فحمله وعلا به إلى أن
(1)
كذا ورد عند ابن سعد في الطبقات 1/ 490، والطبري في تاريخه 3/ 174، والبيهقي في الدلائل 7/ 278، ومحب الطبري في خلاصة سير ص 157.
(2)
كذا ورد عند ابن سعد في الطبقات 1/ 490، والطبري في تاريخه 3/ 174، ومحب الطبري في خلاصة سير ص 157، وربيعة بن أبي البراء ملاعب الأسنة الكلابي الجفري، عمر في الإسلام. انظر: ابن حجر: الاصابة 2/ 476.
(3)
كذا ورد عند ابن سعد في الطبقات 1/ 490، الطبري في تاريخه 3/ 174، ومحب الطبري في خلاصة سير ص 158، وفروة بن عمرو الجذامي، أسلم وكتب للنبي صلى الله عليه وسلم بإسلامه، وكان عاملا للروم على عمان.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1259.
(4)
كذا ورد عند ابن سعد في الطبقات 1/ 490، والطبري في تاريخه 3/ 174، ومحب الطبري في خلاصة سير ص 158، وتميم الداري كان نصرانيا، أسلم سنة 9 هـ، انتقل إلى الشام فمات بها سنة 40 هـ.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 193، ابن حجر: الاصابة 1/ 367.
رأى النجوم كالجبال فأحرق العفريت)
(1)
بكوكب فهوى تميم إلى الأرض سبعة أيام، فوقع بشاطيء البحر، ورأى الدابة التي للدجال، ووجد راهبا يسمى «قدريش» من أمة عيسى [عليه السلام]
(2)
له أربعمائة سنة، ثم رأى جنا آمنوا بنوح عليه السلام ثم بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم تصور له عفريت في صورة طير فتعلق بساقه، فقطع [به]
(3)
سبعة أبحر إلى أن إنتهى إلى البحر الأخضر، ثم تصور عفريتا وأعطى تميما سبعة بنادق وقال له: إذا مت إرمني بواحدة، وسار إلى مغارة فيها سليمان عليه السلام وفي أصبعه خاتمه وفيه أربعة فصوص وله ستة أركان، فأتى ليأخذه فنفخت عليه حيّة فمات، فرماه ببندقة فقام، ثم عاد ولم يعش، وقيل لتميم: إن صاحب بلوقيا احتال بالسحر كهذا ولم يقدر، ثم وجد الخضر غمرت به سحابة فاستودعه الخضر بها، فحملته إلى المدينة. انتهى.
السابع الحرم
(4)
.
الثامن ملاوح: وكان لأبي بردة بن نيار
(5)
.
التاسع سبحة: كان قد جاء سابقا فسبح عليه، فسمي سبحة
(6)
.
العاشر البحر: اشتراه من تجار قدموا من اليمن فسبق عليه ثلاث
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
في الأصل «الضرمز» ، وما أثبتناه من خلاصة سير لمحب الطبري ص 158.
(5)
كذا ورد عند ابن سعد في الطبقات 1/ 489، والطبري في تاريخه 3/ 173، ومحب الطبري في خلاصة سير ص 159، وأبو بردة بن نيار: اسمه هانيء بن نيار، شهد بدرا (ت 41 هـ).
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1535، ابن حجر: الاصابة 6/ 523.
(6)
كذا ورد عند ابن سعد في الطبقات 1/ 490، وحماد بن اسحاق في تركة النبي ص 98، ومحب الطبري في خلاصة سير ص 159.
مرات، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه وقال: ما أنت إلا بحر
(1)
.
وعن يحى بن سعيد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما يمسح وجه فرسه بردائه، فسئل عن ذلك فقال:«إني عوتبت الليلة في الخيل»
(2)
.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل التي قد ضمرت من الحفياء
(3)
، وكان أمدها ثنية الوداع، وسابق بين الخيل التي لم تضمر بين الثنية إلى مسجد بني زريق
(4)
، وأن عبد الله بن عمر كان/ممن سابق بها
(5)
.
وبين الحفياء وثنية الوداع ستة أميال، وبين ثنية الوداع ومسجد بني زريق ميل أو نحوه
(6)
. قاله ابن وضاح.
وقال رجل: يا رسول الله إني أريد أن أشتري فرسا أعده في سبيل الله فقال: «اشتره أدهما أو كميتا أو أقرح أرثم محجلا مطلق اليمين فإنها ميامين
(1)
كذا ورد عند محب الطبري في خلاصة سير ص 159، والبحر: الواسع الجري.
انظر: ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث 1/ 99.
(2)
أخرجه مالك في الموطأ 2/ 468 عن يحيى بن سعيد، وابن سعد في الطبقات 1/ 490 عن يحيى بن سعيد، والوافدي في المغازي 3/ 1020 عن أبي عبد الله بن واقد.
(3)
الحفياء: بفتح الحاء وسكون الفاء وياء ممدودة، موضع قرب المدينة أجرى منه النبي صلى الله عليه وسلم الخيل في السباق.
انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 117، السمهودي: وفاء الوفا ص 1192.
(4)
يأتي ذكره في الفصل من الباب السابع.
(5)
أخرجه البخاري في كتاب الصلاة باب هل يقال مسجد بني فلان عن ابن عمر برقم (420) 1/ 124، ومسلم في كتاب الإمارة باب المسابقة بين الخيل عن ابن عمر برقم (95) 3/ 1491، ومالك في الموطأ 2/ 467،468 عن ابن عمر، والترمذي في سننه 4/ 177 عن ابن عمر، وأبو داود في سننه عن ابن عمر برقم (2575) 3/ 29.
(6)
كذا ورد عند ياقوت في معجم البلدان 2/ 276، والفيروز ابادي في المغانم ص 117، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1192.
الخيل»
(1)
.
وسأل معاوية: صعصعة بن صوحان
(2)
أي الخيل أفضل؟ فقال:
الطويل الثلاث: الأذن والعنق والحزام، والقصير الثلاث: الطبب والعسيب والقضيب، والعريض الثلاث: الجبهة والمنخر والورك، والصافي الثلاث: الأيم والعين والحافز.
والصافنات: الخيل القائمة على ثلاث وقد أقامت الرابعة من يد أو رجل على طرف السنبك [والسنبك: طرف الحافر، وهو قول مجاهد واختاره الزجاج
(3)
]
(4)
واحتج بقول الشاعر:
ألف الصفون فما يزال كأنه
…
مما يقوم على الثلاث كسيرا
(5)
وقرأ ابن عباس: «صوافن» بالنون وفسره: معقولة إحدى يديها قائمة على ثلاث
(6)
.
(1)
أخرجه الترمذي في سننه عن أبي قتادة بنحوه مختصرا برقم (1696) 4/ 176، وأبو داود في سننه عن أبي وهب الجشمي بلفظ مقارب برقم (2577) 3/ 22، والواقدي في مغازيه 3/ 1020 مطولا.
والأدهم: الأسود، والكميت: الذي خالط سواد، والأقرح: الذي في جبهت قرحة أي بياض يسير، والأرثم: ما كان شفته العليا وأنفه أبيض، والمحجل: ما كانت قوائمه بيضاء، وطلق اليمين: أي لا تحجيل فيها أي لا بياض.
انظر: ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث 1/ 346،2/ 96،4/ 36، ابن منظور: اللسان مادة «كمت» ، «قرح» ، «رثم» ، «حجل» ، «دهم» .
(2)
صعصعة بن صوحان العبدي، سيد من سادات عبد القيس، كان فصيحا بليغا، يعد من أصحاب علي.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 717.
(3)
إبراهيم بن السري، أبو إسحاق الزجاج النحوي اللغوي المفسر، كان من أصحاب المبرد (ت 311 هـ). انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 6/ 89، القفطي: انباه الرواة 1/ 59.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
كذا ورد عند القرطبي في الجامع 15/ 193، ابن منظور: اللسان مادة «صفن» ، السيوطي: الدر المنثور 7/ 177.
(6)
كذا ورد عند ابن منظور في اللسان مادة «صفن» .
وقال الفراء: الصافنات القائمة على ثلاث وعلى غير ثلاث
(1)
.
وكان له صلى الله عليه وسلم بغلة شهباء يقال لها - الدلدل:
يركبها في المدينة وفي الأسفار، أهداها له المقوقس - ملك مصر - وهي أول بغلة ركبت في الإسلام، وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى كبرت وزالت أضراسها، وبقيت إلى زمن معاوية فماتت بينبع
(2)
.
وكانت له بغلة أخرى يقال لها - أيلية:
أهداها له ملك الأيلة
(3)
.
وكان له حمار يقال له: يعفور:
وقيل: عفير، مات في حجة الوداع
(4)
، واسم هدهد سليمان: يعفور.
وعن إبراهيم بن حماد بإسناده أن النبي صلى الله عليه وسلم أصاب حمارا بخيبر وقال له: اسمي يزيد بن شهاب، فسماه يعفورا، وكان صلى الله عليه وسلم يوجهه إلى دور الأنصار فيستدعيهم ويضرب الباب برأسه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم، لما مات تردى
(1)
قول الفراء كذا ورد عند القرطبي في الجامع 15/ 193.
والفراء هو: يحيى بن زياد، أبو زكريا الفراء، إمام في اللغة حدث عن الكسائي (ت 207 هـ). انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 149، ابن الجوزي: المنتظم 10/ 177، القفطي: انباه الرواة 4/ 1 - 17.
(2)
كذا ورد عند محب الطبري في خلاصة سير ص 159.
(3)
كذا ورد عند محب الطبري في خلاصة سير ص 159، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم خرج إلى تبوك في رجب سنة تسع، أتاه يوحنه - يحنه - بن رؤبة صاحب أيلة - على ساحل بحر القلزم - فصالح رسول الله وأعطاه الجزية، وكتب له رسول الله كتابا أن يحفظوا.
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 108، ياقوت: معجم البلدان 1/ 292.
(4)
انظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 491، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 174، محب الطبري: خلاصة سير ص 160.
الحمار في بئر جزعا وحزنا فمات
(1)
.
وعن محمد بن مسلمة رضي الله عنه قال: رأيت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد در عين: درعه ذات الفضول، ودرعه فضة، ورأيت عليه يوم خيبر درعين: درعه ذات الفضول، والسعدية
(2)
.
فالسعدية وفضة: أصابهما صلى الله عليه وسلم من سلاح بني قينقاع
(3)
.
قال ابن القطاع
(4)
: والسعد
(5)
بلد يعمل بها الدروع، وقيل: قبيلة
(1)
ذكره القاضي عياض في الشفا 1/ 207 عن إبراهيم بن حماد، والدميري في حياة الحيوان 1/ 228 وقال: لم يخرجه إلا ابن عساكر مطولا، وذكر الدميري قول الحافظ أبي موسى: هذا حديث منكر جدا إسنادا ومتنا لا يحل لأحد أن يرويه إلا مع حكمي عليه.
قلت: وفي التنزيل شاهد على القطع ببطلان الحديث يدل عليه دلالة مفهوم قوله تعالى: وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ سورة يس آية 13، وقد أجمع المفسرون على أنهم كانوا في الحقيقة رسل عيسى، واعتبرهم الله في حكم رسله تعالى. والعقل والشرع يحيلان أن يكون من بين رسل رب العالمين حمارا. وأيضا في السنة ما يقطع بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يضرب المثل الأعلى في إجلاله أصحابه، فقد كان يكنيهم ويعظم أكابرهم، فقد دخل سعد بن معاذ فقال النبي صلى الله عليه وسلم للأوس: قوموا لسيدكم، وصح عن جرير بن عبد الله البجلي أنه قال: ما رآني رسول الله إلا تبسم ولقد دخلت عليه وهو في المجلس بين أصحابه فألقى إليّ عباءته وقال: اجلس على هذه، فأخذتها ووضعتها على عيني وقبلتها وقلت بارك الله فيك يا رسول الله، ورددتها عليه وجلست على الأرض. أخرجه أحمد في المسند 4/ 360، والطبراني في الكبير 2/ 340، وكان صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه: انزلوا الناس منازلهم، وأيضا في قوله تعالى وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ سورة القلم آية 4 ما يقطع بأن من أخص معالم عظمة خلق النبي صلى الله عليه وسلم تعظيمه لأصحابه وإجلاله لهم.
(2)
أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 487، والطبري في تاريخه 3/ 177، وحماد بن إسحاق في تركة النبي صلى الله عليه وسلم 103، ومحب الطبري في خلاصة سير ص 165.
(3)
كذا ورد عند ابن سعد في الطبقات 1/ 487، والطبري في تاريخه 3/ 177، وابن الجوزي في الوفا 2/ 376، ومحب الطبري في خلاصة سير ص 165.
(4)
هو: جعفر بن علي الصقلي، أبو محمد المعروف بابن القطاع، أحد أئمة اللغة (ت 515 هـ). انظر: القفطي: انباه الرواة 1/ 265 - 266، ابن العماد: شذرات الذهب 4/ 5.
(5)
السعد: بفتح السين وسكون العين، موضع على ثلاثة أميال من المدينة.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 221، السمهودي: وفاء الوفا ص 1233.
[حكاه الجواليقي]
(1)
وقيل: جبل
(2)
. ذكره ابن سيل.
وقيل: كانت عنده عليه السلام درع داود التي لبسها يوم قتال جالوت.
وكان له صلى الله عليه وسلم مغفر: يقال له السبوغ
(3)
. ومنطقه: من أديم منظور فيها ثلاث حلق من فضة والأبزيم من فضة والطرف من فضة
(4)
.
وكانت له راية: سوداء مخملة
(5)
.
وكان لواؤه: صلى الله عليه وسلم أبيض، وربما جعله من خمر نسائه
(6)
.
وكان له صلى الله عليه وسلم أربعة أرماح
(7)
.
وكان له صلى الله عليه وسلم عنزة
(8)
: وهي الحربة دون الرمح/، وكان يمشي بها في يده، وتحمل بين يديه في العيدين، حتى تركز أمامه سترة
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
والجواليقي هو: موهوب بن أحمد، أبو منصور الجواليقي، كان عالما باللغة وفنونها (ت 540 هـ) انظر: ابن الجوزي: المنتظم 18/ 46، ابن العماد: شذرات الذهب 4/ 127.
(2)
كذا ورد عند الجواليقي في المعرب ص 245، وياقوت في معجم البلدان 3/ 221، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1233.
(3)
السبوغ: بفتح السين وضم الباء، الطويلة.
انظر: ابن القيم: زاد المعاد 1/ 33، القسطلاني: المواهب 2/ 166.
(4)
كذا ورد عند ابن القيم في زاد المعاد 1/ 33، والقسطلاني في المواهب 2/ 166، ومحب الطبري في خلاصة سير ص 166.
والأبزيم: حديدة تكون في طرف المنطقة. كذا في زاد المعاد، وشرح المواهب نفس الجزء والصفحة.
(5)
كذا ورد عند محب الطبري في خلاصة سير ص 166، وابن القيم في زاد المعاد 1/ 33.
(6)
كذا ورد عند محب الطبري في خلاصة سير ص 166، وابن القيم في زاد المعاد 1/ 33.
(7)
كذا ورد عند محب الطبري في خلاصة سير ص 164 وزاد: ثلاثة أصابها من سلاح بني قينقاع وواحد يقال له المثنى.
(8)
العنزة: عصا مثل نصف الرمح أو أكبر شيئا، وفيها سنان مثل سنان الرمح.
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «عنز» ، ابن حجر: فتح الباري 1/ 576.
يصلي إليها
(1)
.
وكان له محجن: قدر رمح الذراع أو نحوه يتناول به الشيء، وهو الذي التزم به الركن في حجة الوداع
(2)
.
وكان له مخصرة: تسمى العرجون
(3)
.
وقضيب: يسمى الممشوق
(4)
.
وكان له صلى الله عليه وسلم أربعة قسي: قوس من شوحط تدعى الروحاء، وأخرى من شوحط تدعى البيضاء، وأخرى من نبع تدعى الصفراء، وقوس تدعى الكتوم كسرت يوم أحد
(5)
. وكانت له صلى الله عليه وسلم جعبة تدعى الكافور
(6)
.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من اتخذ قوسا في بيته نفى الله عنه الفقر أربعين سنة» . رواه الخطيب في تاريخه
(7)
.
وحكى أبو عبد الرحمن السلمي، عن أحمد بن فضلويه الزاهد، وكان من الغزاة الرماة، أنه قال: ما مست القوس بيدي إلا على طهارة منذ بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ القوس بيده
(8)
.
(1)
كذا ورد عند محب الطبري في خلاصة سير ص 164، وكان النجاشي وهبها للنبي صلى الله عليه وسلم، فكانت تحمل بين يديه في الأعياد، وكان بدء ذلك في السنة الثانية من الهجرة حيث حملت العنزة لرسول الله إلى المصلى فصلى إليها. كذا في صحيح البخاري كتاب الصلاة باب سترة الإمام عن ابن عمر برقم (494) 1/ 143، وابن سعد في الطبقات 1/ 249 عن ابن عمر، وابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 139 عن عبد الرحمن بن عوف.
(2)
كذا ورد عند محب الطبري في خلاصة سير ص 164.
(3)
كذا ورد عند محب الطبري في خلاصة سير ص 164.
(4)
كذا ورد عند محب الطبري في خلاصة سير ص 164.
(5)
كذا ورد عند محب الطبري في خلاصة سير ص 164.
(6)
كذا ورد عند محب الطبري في خلاصة سير ص 164.
(7)
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 1/ 366 عن أنس بن مالك، وذكره المتقي في كنز العمال برقم (10864) وعزاه للشيرازي في الألقاب والخطيب في تاريخه عن أنس.
(8)
ذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 44 عن أبي عبد الرحمن السلمي.
وقال صلى الله عليه وسلم لقوم من الأنصار رآهم يرمون: «إرموا يا بني إسماعيل فقد كان أبوكم راميا» - يعني بالقوس
(1)
.
وكان له صلى الله عليه وسلم ترس: عليه تمثال عقاب أهدي له، فوضع يده عليه فأذهبه الله تعالى، وقيل: كان عليه تمثال رأس كبش
(2)
.
وكان له صلى الله عليه وسلم تسعة أسياف: ذو الفقار تنفله يوم بدر، وثلاثة أسياف أصابها من سلاح بني قينقاع، سيف قلعي، وسيف يدعى البتار، وسيف يدعى الحتف، وسيف يدعى المخدم، وآخر يدعى الرسوب، وآخر ورثه من أبيه، وآخر يقال له: العضب أعطاه له سعد بن عبادة، وآخر يدعى: القضيب، وهو أول سيف تقلد به رسول الله صلى الله عليه وسلم
(3)
.
والعضب والقضيب: من أسماء السيف، ومن أسمائه: الصمصامة، والمنح، والحسام، والصارم، والنّجاد: حمالة السيف
(4)
.
قال أنس بن مالك [رضي الله عنه:]
(5)
وكان نعل سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
أخرجه البخاري في كتاب الجهاد باب التحريض على الرمي عن سلمة بن الأكوع برقم (3507) 4/ 189، وفي تاريخه 8/ 310 عن هند بن حارثة، والحاكم في المستدرك 2/ 94 عن ابن عباس، والطبراني في الكبير 3/ 158 عن حمزة بن عمرة، والمتقي في كنز العمال لرقم (10838) وعزاه لأحمد وابن ماجة والحاكم عن ابن عباس.
(2)
كذا عند ابن سعد في الطبقات 1/ 489، والطبري في تاريخه 3/ 178، ومحب الطبري في خلاصة سير ص 164.
(3)
كذا عند ابن سعد في الطبقات 1/ 485 - 486، والطبري في تاريخه 3/ 176 - 177، ومحب الطبري في خلاصة سير ص 164 - 165.
(4)
كذا عند ابن الجوزي في المدهش ص 32، وابن منظور في اللسان مادة «نجد» .
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
فضة وقبيعته فضة وما بين ذلك حلق الفضة
(1)
. انتهى.
ثم أن النبي صلى الله عليه وسلم، قاتل المشركين يوم أحد والمسلمون، وخلص العدو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذب بالحجارة حتى وقع لشقه، فانكسرت رباعيته وشج في وجهه وكلمت شفته، وكان ذلك كرامة له صلى الله عليه وسلم ولأصحابه، استشهدوا بين يديه، وكانوا سبعين رجلا، أربعة من المهاجرين وهم:
حمزة بن عبد المطلب، وعبد الله بن جحش، ومصعب بن عمير، وشماس ابن عثمان، والباقي كلهم أنصار
(2)
.
فأما حمزة: فهو أحد أعمام النبي صلى الله عليه وسلم/وأخوه من الرضاعة
(3)
.
وأعمامه صلى الله عليه وسلم أحد عشر أولاد عبد المطلب
(4)
:
الأول حمزة [بن عبد المطلب:]
(5)
يكنى أبا عمارة، وأبا يعلى
(6)
.
وحمزة من أسماء النبات، فإن بقلة تسمى حمزة كثمامة، وسمرة، وهي أم
(1)
أخرجه أبو داود في سننه عن أنس برقم (2583) 3/ 30، والترمذي في سننه عن سعد برقم (1690) 4/ 173، والنسائي في سننه 8/ 219 عن أبي أمامة، وذكره محب الطبري في خلاصة سير 165 عن أنس.
(2)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 346، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 71)، وأورد الواقدي في مغازيه 1/ 300 - 307، وابن هشام في السيرة 2/ 122 - 127، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 346 - 347 قائمة - جريدة - بأسماء الشهداء من المهاجرين والأنصار حسب البطون.
(3)
أرضعت حمزة ثويبية جارية أبي لهب، ثم أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم بعد أربع سنين، وقيل سنتين. انظر: ابن قتيبة: المعارف ص 125، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 158، ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 369.
(4)
كذا ورد عند محب الطبري في خلاصة سير ص 133 - 137 بنفس ترتيب المصنف.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 8، ابن قتيبة: المعارف ص 124، ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 369.
غيلان، وطلحة وهي العظيمة من العضاه، وسيابة، وهي واحدة البلح، وعرادة، ومرارة، وشقرة وهي شقائق النعمان، وعلقمة وهي الحنظل، وقتادة، وسلمة والسّلم من العضاه، وأرطاه. حكاه ابن قتيبة
(1)
.
الثاني من أولاد عبد المطلب: الحارث
وبه كان يكنى لأنه كان أكبر ولده
(2)
.
الثالث قثم
: مات صغيرا، وهو أخو الحارث لأمه
(3)
.
الرابع الزبير
: [كان من أشراف قريش، وابنه عبد الله بن الزبير شهد حنينا وثبت يومئذ و]
(4)
استشهد بأجنادين.
الخامس أبو الفضل العباس
: كانت له السقاية وزمزم دفعهما له النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، توفي سنة اثنتين وثلاثين
(5)
، جملة ما روى خمسة وثلاثين حديثا، أخرج له منها في الصحيحين خمسة أحاديث المتفق عليه منها واحد وانفرد البخاري بحديث ومسلم بثلاث
(6)
.
السادس أبو طالب
: قيل [اسمه كنيته وقيل]
(7)
اسمه عبد مناف، وهو أخو عبد الله أبو النبي صلى الله عليه وسلم لأمه
(8)
.
(1)
كذا ورد عند ابن قتيبة في أدب الكاتب ص 67 - 69 باب المسمون بأسماء النبات.
(2)
انظر: ابن قتيبة: المعارف ص 126، محب الطبري: خلاصة سير ص 133.
(3)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 16، محب الطبري: خلاصة سير ص 133.
(4)
الاضافة للضرورة من خلاصة سير لمحب الطبري ص 133، وانظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 93، ابن قتيبة: المعارف ص 118.
(5)
وذلك في يوم الجمعة لإثني عشرة ليلة خلت من رجب سنة 32 هـ ودفن بالبقيع.
انظر: ابن قتيبة: المعارف ص 121، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 810، ابن حجر: الاصابة 3/ 631.
(6)
كذا ذكر ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 366،396.
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(8)
كذا ورد عند ابن قتيبة في المعارف ص 118،119، ومحب الطبري في خلاصة سير ص 135.
السابع أبو لهب
: واسمه عبد العزى، مات بالعدسة، وكانت قريش تتقي العدسة كما [يتقي الناس]
(1)
الطاعون
(2)
.
الثامن عبد الكعبة
(3)
.
التاسع حجل
: واسمه المغيرة
(4)
.
العاشر ضرار
: أخو العباس لأمه
(5)
.
الحادي عشر الغيداق
: سمي بذلك لأنه كان أكرم قريش
(6)
. هذا ما ذكره محب الطبري
(7)
.
ونقل ابن الجوزي عوض عبد الكعبة: المقوم، قال: وهو قول ابن السائب، وذكره غيره أنهم عشرة، ولم يذكر قثما وقال: اسم الغيداق حجل، ومن قال: أنهم ثلاثة عشر: زاد المقوم وعبد الله، وقيل: هم تسعة وأسقطوا قثم والغيداق
(8)
. ولم يسلم منهم إلا حمزة، والعباس
(9)
.
فأما أبو طالب وعبد الله، والزبير، وعبد الكعبة فإنهم لأب وأم أمهم فاطمة بنت [عمرو بن]
(10)
عائذ بن عمران بن مخزوم، ولأب أيضا: أم أروى،
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
كذا عند ابن قتيبة في المعارف ص 125، ومحب الطبري في خلاصة سير ص 136.
(3)
كذا عند محب الطبري في خلاصة سير ص 136.
(4)
كذا عند محب الطبري في خلاصة سير ص 136.
(5)
مات قبل الإسلام ولا عقب له.
انظر: ابن قتيبة: المعارف ص 124، محب الطبري: خلاصة سير ص 137.
(6)
انظر: ابن قتيبة: المعارف ص 119،128، محب الطبري: خلاصة سير ص 137.
(7)
ذكره محب الطبري في كتابه خلاصة سير ص 133 - 137.
(8)
قول ابن الجوزي ورد في كتابه تلقيح فهوم ص 15 - 17.
(9)
كذا ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 371.
(10)
زيادة للضرورة لتعيين النسب.
وأميمة، وبرة، وعاتكة، وأم حكيم من عمات النبي صلى الله عليه وسلم
(1)
. المتقدم ذكرهن
(2)
.
وأما حمزة، والمقوم، وحجل، وصفية: أمهم هالة بنت وهيب بنت عم آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم
(3)
.
وأما العباس، وضرار، وقثم أمهم: نتيلة من بني النمر بن قاسط
(4)
.
وأم الحارث: صفية - وقيل: سمراء - بنت جنيدب من بني عامر بن صعصعة
(5)
.
وأم أبي لهب: لبنى بنت هاجر من خزاعة
(6)
.
رجعنا إلى القصة:
وقتل حمزة يوم أحد وحشي بن حرب الحبشي
(7)
مولى جبير بن مطعم، وذلك في النصف من شوال يوم السبت على رأس إثنين وثلاثين شهرا من الهجرة، وكان يقاتل بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم/بسيفين فعثر فوقع، فانكشف الدرع عن بطنه فطعن
(8)
.
(1)
كما ذكر ابن قتيبة في المعارف ص 119، وابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 371.
(2)
وذلك في الفصل الأول من الباب الرابع.
(3)
انظر: ابن قتيبة: المعارف ص 119، ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 371،372.
(4)
انظر: ابن قتيبة: المعارف ص 119، ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 371،372.
(5)
انظر: ابن قتيبة: المعارف ص 119، ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 371،372.
(6)
انظر: ابن قتيبة: المعارف ص 119، ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 371،372.
(7)
وحشي بن حرب، أبو دسمة، كان من سودان مكة عبدا لجبير بن مطعم، أسلم بعد حصار الطائف، نزل حمص وشهد اليمامة ..
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1564، ابن الأثير: أسد الغابة 5/ 438، السيوطي: رفع شأن الجشان ص 308.
(8)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 148، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 59). وقصة مقتل حمزة أوردها ابن هشام في السيرة 2/ 69، وابن سعد في الطبقات 3/ 10، وابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 372.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه وقد مثل به: «جاءني جبريل فأخبرني أن حمزة مكتوب في أهل السموات السبع: حمزة بن عبد المطلب أسد الله، وأسد رسوله»
(1)
.
وكان الكفار قد مثلوا
(2)
بقتلى المسلمين كلهم، إلا حنظلة بن الراهب، لأن أبا عامر بن الراهب كان يومئذ مع أبي سفيان فتركوه لذلك
(3)
.
عن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى على جنازة كبر عليها أربعا وأنه كبر على حمزة سبعين تكبيرة، وقيل: كبر عليه سبعا
(4)
.
ودفنه هو وابن أخته عبد الله بن جحش في قبر واحد
(5)
.
جميع ما روى حمزة حديثان، ولم يخرج له في الصحاح شيء
(6)
.
(1)
ذكره ابن هشام في السيرة 2/ 96، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 347، وابن كثير في البداية 4/ 40.
(2)
راجع تمثيل هند بنت عتبة وصواحبها من النساء بشهداء أحد، وما فعله أبو سفيان في حمزة خاصة في: سيرة ابن هشام 2/ 91،93، تاريخ الطبري 2/ 524،527.
(3)
كذا ورد عند البيهقي في الدلائل 3/ 214، وابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 372.
(4)
ذكر ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 347 أن النبي صلى الله عليه وسلم كبّر على حمزة 70 تكبيرة، وقيل: سبعا. قلت: والصواب الجمع بين الخبرين، وقد جمع بينهما ابن هشام في السيرة 2/ 79، والواقدي في المغازي 1/ 310، وابن سعد في الطبقات 2/ 43 فذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم كبّر على حمزة سبع تكبيرات، ثم ما زال يستدعي الشهداء واحدا تلو الآخر، يكبر على كل شهيد سبعا مع حمزة حتى كبر على حمزة ثنتين وسبعين تكبيرة.
(5)
كذا في سيرة ابن هشام 2/ 97، وطبقات ابن سعد 3/ 10، تاريخ الطبري 2/ 530، الاستيعاب لابن عبد البر 1/ 372،3/ 879، ويقول ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 125:«والغالب عندنا أن مصعب بن عمير وعبد الله بن جحش دفنا تحت المسجد الذي بني على قبر حمزة، وأنه ليس مع حمزة أحد في القبر» .
(6)
كذا عند ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 376.
الثاني: عبد الله بن جحش بن رئاب الأسدي:
من المهاجرين الأولين، أخته زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي انقطع سيفه يوم أحد فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم عرجون نخلة، فصارت في يده سيفا، يقال: إنه كان قائمته منه، ولم يزل ينتقل حتى بيع من بغا التركي بمائتي دينار
(1)
. قتله أبو المحلم بن الأخنس بن شريق
(2)
، ودفن مع حمزة - كما ذكرنا.
الثالث: مصعب بن عمير العبدري:
وهو أول من هاجر إلى المدينة، وأول من جمّع في الإسلام يوم الجمعة
(3)
.
وكان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعظم لواء المهاجرين يوم بدر معه ويوم أحد
(4)
.
وضرب ابن قميئة يد مصعب فقطعها، ومصعب يقول:{وَما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ}
(5)
، وأخذ اللواء بيده اليسرى، فضربها ابن قميئة فقطعها فجثا على اللواء فضمه بين عضديه إلى صدره، ثم حمل
(1)
كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 377، وابن حجر في الاصابة 2/ 278، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 149، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 60).
وبغا التركي: كان أميرا من قواد بني العباس (ت 248 هـ).
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 12/ 11، ابن تغري: النجوم 2/ 327.
(2)
في الاستيعاب لابن عبد البر 3/ 879 «قتله أبو الحكم بن الأخنس بن شريق الثقفي» .
(3)
كذا في طبقات ابن سعد 3/ 117، الاستيعاب لابن عبد البر 4/ 1473.
(4)
انظر: ابن هشام: السيرة 2/ 73، ابن سعد: الطبقات 3/ 120، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 2475.
(5)
سورة آل عمران آية (144).
عليه الثالثة [بالرمح]
(1)
فأنفذه ووقع مصعب وسقط اللواء
(2)
.
وذكر ابن سعد: أن مصعب حين قتل أخذ الراية ملك على صورته، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: تقدم يا مصعب، فقال الملك: لست بمصعب، فعلم أنه ملك
(3)
.
الرابع: شماس بن عثمان بن الشريد [القرشي:
شماس لقبه واسمه عثمان]
(4)
. حمل من بين القتلى إلى المدينة وبه رمق، ثم مات عند أم سلمة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرد إلى أحد فيدفن كما هو في ثيابه التي مات فيها بعد أن مكث يوما وليلة، إلا أنه لم يأكل ولم يشرب ولم يصل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يغسله
(5)
.
وذكر أبو عبيدة أن شماسا - هذا قتل يوم بدر وهو غلط
(6)
.
الخامس: عمارة بن زياد بن السكن:
لما أثخن وسّده رسول الله صلى الله عليه وسلم قدمه فمات
(7)
.
السادس: عمرو بن ثابت بن وقش:
كان يأبى الإسلام، فلم يسلم إلا يوم أحد، فأسلم، وقاتل حتى
(1)
الاضافة للضرورة من طبقات ابن سعد 3/ 120.
(2)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 149، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 60). وترجمته في: طبقات ابن سعد 3/ 116، الاستيعاب 3/ 1473.
(3)
أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 121 عن الواقدي.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 710 - 711، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 61).
(6)
كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 711.
(7)
كذا ورد عند ابن هشام في السيرة 2/ 122، والبيهقي في دلائل النبوة،3/ 234، وابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1142، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 347.
قتل
(1)
. فذكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنه لمن أهل الجنة
(2)
.
السابع والثامن:
ثابت بن وقش/ - أبو عمرو المذكور - والحسيل وهو: اليمان أبو حذيفة، كانا شيخين ارتفعا في الآطام مع النساء والصبيان لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد فقال أحدهما للآخر: ما ننتظر؟ وخرجا فقاتلا حتى قتلا
(3)
.
التاسع: حنظلة بن أبي عامر الأوسي:
قتله أبو سفيان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قتل:«إن صاحبكم لتغسله الملائكة» فسئلت صاحبته عنه فقالت: خرج وهو جنب حين سمع النداء، فكان يعرف بغسيل الملائكة
(4)
.
وعلقت منه امرأته بعبد الله، قتل ولده يوم الحرة سنة ثلاث وستين
(5)
، قتله مسلم بن عقبة
(6)
.
(1)
كذا ورد عند ابن هشام في السيرة 2/ 90، والواقدي في المغازي 1/ 262، وابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1167، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 347.
(2)
أخرجه أحمد في المسند 5/ 429 عن أبي هريرة، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 363 وعزاه لأحمد عن أبي هريرة وقال الهيثمي:«رجاله ثقات» ، وذكره المتقي في كنز العمال برقم (36826) وعزاه السيوطي له.
(3)
كذا ورد عند ابن هشام في السيرة 2/ 87،122، وابن سعد في الطبقات 2/ 43،3/ 441، وابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 204،351، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 348.
(4)
كذا ورد عند ابن هشام في السيرة 2/ 75،123، والواقدي في المغازي 1/ 273، وابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 380، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 348.
(5)
عبد الله بن حنظلة الأوسي، يقال له ابن الغسيل، ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان مقدما في الأنصار، بايعه أهل المدينة على خلع يزيد بن معاوية، قتل يوم الحرة سنة 63 هـ.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 893.
قال أنس: افتخرت الأوس على الخزرج فقالوا: منا غسيل الملائكة حنظلة، ومنا من حمته الدّبر عاصم بن ثابت، ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت، ومنا من اهتز لموته عرش الرحمن سعد بن معاذ، فقال الخزرجيون: منا أربعة قرؤا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقرأه غيرهم: زيد بن ثابت، وأبو زيد الأنصاري، ومعاذ، وأبي.
وقيل: جميع من حفظ القرآن ستة: فزادوا معهم: عثمان وأبو الدرداء، واختلف في أبي أيوب الأنصاري، وعبادة بن الصامت، وتميم.
العاشر: أنس بن النضر بن ضمضم:
عم أنس بن مالك، وجد فيه بضع وثمانون طعنة، وهو الذي قال فيه
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره»
(1)
. حكاه صاحب سلوة الأحزان.
والرّبيع بنت النضر هي أخته، وهي عمة أنس، ويقال لها: الرّبيع بنت البراء، والصواب: أنها بنت النضر، تكنى أم حارثة
(2)
.
وجميع من في الصحابيات الرّبيع أربعة:
هذه إحداهن، والثانية: الرّبيع بنت حارثة، الثالثة: الرّبيع بنت الطفيل، الرابعة: الرّبيع بنت معوذ
(3)
. وليس فيهن من روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الرّبيع بنت معوذ [روت إحدى عشر حديثا، أخرج لها منها في الصحيحين ثلاثة، أحدها متفق عليه، والباقيان للبخاري
(4)
. وقد غلط بعض الشارحين فأسندوا الرواية إلى الربيع بنت معوذ بن الحارث، وإنما الرواية]
(5)
للرّبيع بنت معوذ بن عفراء.
الحادي عشر: سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير:
أحد النقباء، دفن هو وخارجة بن زيد في قبر واحد
(6)
.
(1)
أخرجه مسلم في كتاب القسامة باب اثبات القصاص في الأسنان عن أنس برقم (24) 3/ 1302، والبخاري في كتاب الصلح باب الصلح في الدية عن أنس برقم (2703)، وأحمد في المسند 3/ 128 عن أنس.
(2)
الربيع بنت النضر الأنصارية أم حارثة بن سراقة، لها صحبة ورواية.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1838، ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 32.
(3)
كذا ورد عند ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 333.
(4)
كذا ورد عند ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 404.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
كذا ورد عند ابن هشام في السيرة 2/ 125، وابن سعد في الطبقات 3/ 522،612، وابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 590.
يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من رجل ينظر لي ما فعله سعد بن الربيع في الأحياء هو أم في الأموات» ؟ فنظر رجل من الأنصار - قيل هو أبي بن كعب - فوجده جريحا في القتلى فيه رمق قال: فقلت له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظر في الأحياء أنت أم في الأموات؟ فقال: أنا في الأموات، فأبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم مني السلام وقل له: إن سعد بن الربيع يقول لك: جزاك الله عنا خير ما جزى نبيا عن أمته وأبلغ قومك عني السلام وقل لهم: إن سعد بن الربيع يقول لكم: إنه لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف، قال: ثم لم أبرح حتى مات، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته
(1)
.
وخلف سعد بن الربيع ابنتين، فأعطاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم الثلثين، وكان ذلك أول بيانه للآية في قوله عز وجل {فَإِنْ كُنَّ نِساءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثا ما تَرَكَ}
(2)
، وفي ذلك نزلت الآية، وبذلك علم مراد الله منها/ [وعلم]
(3)
أنه أراد بقوله: {فَوْقَ اثْنَتَيْنِ}
(4)
أي إثنتين فما فوقهما، وذلك أيضا عند العلماء قياس على الأختين، إذ لأحدهما النصف وللإثنتين الثلثان، فكذلك في الإبنتين. حكاه ابن عبد البر
(5)
.
وقد وضع سيدنا الشيخ الإمام العالم أبو الطيب رحمه الله حكم
(1)
أخرجه مالك في الموطأ 1/ 465 - 466 عن يحيى بن سعيد، والحاكم في المستدرك 3/ 201، عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، وابن هشام في السيرة 2/ 94 عن يحيى بن سعيد، والواقدي في المغازي 1/ 292 عن يحيى بن سعيد، والبيهقي في الدلائل 3/ 248 عن يحيى بن سعيد.
(2)
سورة النساء آية (11).
(3)
سقط من الأصل و (ط) والاضافة من الاستيعاب فقد روى عنه المصنف.
(4)
سورة النساء آية (11).
(5)
أورد ذلك ابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 591، وبلفظه أورده ابن سعد في الطبقات 3/ 524.
الآية في شكل مدور قسم فيه ما فرض الله تعالى من حد القسمة للورثة وهو هذا.
دائرة المواريث:
|
الثاني عشر: عبد الله بن عمرو بن حرام:
وهو أول من قتل يوم أحد
(1)
، وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم لابنه جابر:«لا تبكه ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه»
(2)
.
(1)
كذا ورد عند الواقدي في المغازي 1/ 266، وابن سعد في الطبقات 3/ 562، وابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 954.
(2)
أخرجه البخاري في كتاب المغازي باب من قتل من المسلمين يوم أحد عن جابر برقم (8040) 5/ 26، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة باب فضل عبد الله بن عمرو عن جابر برقم (130) 4/ 1917، والنسائي في سننه 4/ 12 عن جابر، والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 407 عن جابر.
الثالث عشر: عمرو بن الجموح:
أحد نقباء الأنصار
(1)
، وكان أعرجا، وكان له بنون/أربعة، فأرادوا حبسه، فامتنع وقال النبي صلى الله عليه وسلم لبنيه:«ما عليكم ألا تمنعوه لعل الله عز وجل يرزقه الشهادة» فخرج معه فقتل
(2)
. فيؤخذ من هذا: أن أصحاب الأعذار إذا خرجوا نالوا درجة الشهادة.
الرابع عشر: الحارث بن [أوس]
(3)
بن معاذ بن النعمان
(4)
.
الخامس عشر: سعد بن سويد بن قيس:
من بني خدرة
(5)
.
السادس عشر: الحارث بن أنس بن رافع
(6)
.
السابع عشر: عمرو بن معاذ بن النعمان
(7)
.
الثامن عشر: سلمة بن ثابت بن وقش
(8)
.
(1)
إذا رجعنا إلى جريدة أسماء النقباء من الأوس والخزرج في طبقات ابن سعد 3/ 603 لا نجد عمرو ابن الجموح بين النقباء الإثني عشر، ولم يذكر ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1168 أنه من النقباء، وإنما قال عنه:«أنه شهد العقبة» .
(2)
كذا ورد عند ابن هشام في السيرة 2/ 90، والواقدي في المغازي 3/ 264، وابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1168.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 123، وطبقات ابن سعد 3/ 437، والاستيعاب لابن عبد البر 1/ 281.
(5)
في الأصل «مخلدة» وما أثبتناه من (ط)، وفي سيرة ابن هشام 2/ 125، اسمه: سعيد بن سويد، وترجمته في: الاستيعاب لابن عبد البر 2/ 593.
(6)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 122، طبقات ابن سعد 3/ 437، الاستيعاب لابن عبد البر 1/ 281.
(7)
ترجمته في: طبقات ابن سعد 2/ 43،3/ 436، الاستيعاب لابن عبد البر 3/ 1201.
(8)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 122، طبقات ابن سعد 3/ 441، الاستيعاب لابن عبد البر 2/ 640.
التاسع عشر: رفاعة بن وقش
(1)
.
العشرون: صيفي بن قيظي
(2)
.
الحادي والعشرون: حباب بن قيظي
(3)
.
الثاني والعشرون: عباد بن سهل
(4)
.
الثالث والعشرون: إياس بن أوس بن عتيك
(5)
.
الرابع والعشرون: عبيد بن التيهان.
ويقال عتيك
(6)
.
الخامس والعشرون: حبيب بن زيد بن تيم البياضي
(7)
.
السادس والعشرون: يزيد بن حاطب بن عمرو الأشهلي:
وقيل: إنه من بني ظفر، واسم ظفر: كعب بن الخزرج
(8)
.
السابع والعشرون: أبو سفيان بن الحارث بن قيس البياضي
(9)
.
(1)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 1/ 122، طبقات ابن سعد 3/ 441، الاستيعاب ابن عبد البر 2/ 501.
(2)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 123، الاستيعاب لابن عبد البر 2/ 734.
(3)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 123، الاستيعاب لابن عبد البر 1/ 316.
(4)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 123، الاستيعاب لابن عبد البر 2/ 805.
(5)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 123، الاستيعاب لابن عبد البر 1/ 127.
(6)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 123، طبقات ابن سعد 3/ 449، الاستيعاب لابن عبد البر 3/ 1015.
(7)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 123، الاستيعاب لابن عبد البر 1/ 319.
(8)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 123، الاستيعاب لابن عبد البر 4/ 1573.
(9)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 123، الاستيعاب لابن عبد البر 4/ 1677.
الثامن والعشرون: أنيس بن قتادة
(1)
.
التاسع والعشرون: أبو حية:
بالياء المثناة من تحت، ويقال بالباء الموحدة، أخو سعد بن خيثمة لأمه، قيل اسمه: عامر، وقيل: مالك
(2)
، وقيل: إنما هو أبو حنة بالنون، لأنه شهد بدرا وليس فيمن شهد بدرا أحد يقال له أبو حبة - بالباء الموحدة - حكاه الواقدي
(3)
، وحكى يونس بن بكير عن ابن إسحاق: أنه بالباء الموحدة، وكذلك قال ابن نمير، وأمه هند بنت أوس. حكاه ابن عبد البر
(4)
.
الثلاثون: عبد الله بن جبير بن النعمان
(5)
.
الحادي والثلاثون: خيثمة أبو سعد بن خيثمة
(6)
.
الثاني والثلاثون: عبد الله بن سلمة
(7)
.
الثالث والثلاثون: سبيع بن حلوان بن الحارث:
وقيل: سبيع بن حاطب بن الحارث
(8)
.
(1)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 123، طبقات ابن سعد 3/ 464.
(2)
كذا ورد عند ابن هشام في السيرة 2/ 123، وابن سعد في الطبقات 3/ 479، وابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1628.
(3)
حكاه ابن سعد في الطبقات 3/ 479 عن الواقدي، وراجع: الاستيعاب لابن عبد البر 4/ 1628.
(4)
راجع ما حكاه ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1628 عن يونس بن بكير، وما قاله ابن نمير.
(5)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 123، وطبقات ابن سعد 2/ 42، والاستيعاب لابن عبد البر 3/ 877.
(6)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 124، وطبقات ابن سعد 2/ 588، والاستيعاب لابن عبد البر 2/ 458.
(7)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 124، طبقات ابن سعد 3/ 468، الاستيعاب لابن عبد البر 3/ 923.
(8)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 124، الاستيعاب لابن عبد البر 2/ 579.
الرابع والثلاثون: عمرو بن قيس بن زيد
(1)
.
الخامس والثلاثون: ابنه قيس
(2)
.
السادس والثلاثون: ثابت بن عمرو بن زيد
(3)
.
السابع والثلاثون: عامر بن مخلد
(4)
.
الثامن والثلاثون: أبو هبيرة بن الحارث:
ويقال: أبو أسيرة، وقيل: إن أبا سبرة أخوه، وقيل: إن أبا أسيرة غلط من الواقدي
(5)
.
التاسع واللاثون: عمرو بن مطرف بن علقمة
(6)
.
الأربعون: أوس بن ثابت بن المنذر: أخو حسان بن ثابت
(7)
.
الحادي والأربعون: قيس بن مخلد
(8)
.
(1)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 124، طبقات ابن سعد 3/ 495، الاستيعاب لابن عبد البر 3/ 1199.
(2)
في الأصل و (ط): «ابن قيس» والصواب ما أثبتناه، واسمه: قيس بن عمرو بن زيد الأنصاري. وترجمته في: طبقات ابن سعد 3/ 495، الاستيعاب لابن عبد البر 3/ 1297.
(3)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 124، طبقات ابن سعد 3/ 496، الاستيعاب لابن عبد البر 1/ 198.
(4)
ترجمته في: طبقات ابن سعد 3/ 494، الاستيعاب لابن عبد البر 2/ 798.
(5)
ذكره الواقدي مرة أبو هبيرة، ومرة أبو أسيرة وقال ابن عبد البر: إن أبا أسيرة غلط. كذا بالاستيعاب 4/ 1599، ومصادر ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 124، والاستيعاب 3/ 1768.
(6)
في الأصل و (ط): «عمر بن مطرف» والصواب ما أثبتناه، وترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 124، الاستيعاب لابن عبد البر 3/ 1201.
(7)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 124، طبقات ابن سعد 3/ 503، الاستيعاب لابن عبد البر 1/ 117.
(8)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 125، طبقات ابن سعد 3/ 519، الاستيعاب لابن عبد البر 3/ 1299.
الثاني والأربعون: كيسان:
عبد لبني مازن بن النجار
(1)
.
الثالث والأربعون: سليم بن الحارث
(2)
.
الرابع والأربعون: نعمان بن عبد عمرو
(3)
.
الخامس والأربعون:/خارجة بن زيد
(4)
.
السادس والأربعون: أوس بن الأرقم بن زيد
(5)
.
السابع والأربعون: مالك بن سنان:
أبو أبي سعيد الخدري
(6)
.
الثامن والأربعون: عتبة بن ربيع بن رافع
(7)
.
التاسع والأربعون: ثعلبة بن سعد بن مالك
(8)
.
(1)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 125، الاستيعاب لابن عبد البر 3/ 1331.
(2)
ترجمته في: سير ابن هشام 2/ 125، طبقات ابن سعد 3/ 521، الاستيعاب لابن عبد البر 2/ 646.
(3)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 125، طبقات ابن سعد 3/ 520، الاستيعاب لابن عبد البر 4/ 1500.
(4)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 125، طبقات ابن سعد 3/ 524، الاستيعاب لابن عبد البر 2/ 417.
(5)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 125، الاستيعاب 1/ 118.
(6)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 125، طبقات ابن سعد 2/ 43، الاستيعاب لابن عبد البر 3/ 1352.
(7)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 125، الاستيعاب 3/ 1025.
(8)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 125، طبقات ابن سعد 3/ 625، الاستيعاب لابن عبد البر 1/ 208.
الخمسون: ثقف بن فروة البدي
(1)
.
الحادي والخمسون: عبد الله بن عمرو بن وهب
(2)
.
الثاني والخمسون: ضمرة:
حليف لبني طريف من جهينة
(3)
.
الثالث والخمسون: نوفل بن عبد الله
(4)
.
الرابع والخمسون: عباس بن عبادة
(5)
.
الخامس والخمسون: نعمان بن مالك بن ثعلبة
(6)
.
السادس والخمسون: المجذر بن زياد
(7)
.
السابع والخمسون: عبادة بن الحسحاس
(8)
.
الثامن والخمسون: رفاعة بن عمرو:
وقيل: رفاعة بن رافع بن زيد بن عمرو
(9)
.
(1)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 125، الاستيعاب لابن عبد البر 1/ 217.
(2)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 125، الاستيعاب لابن عبد البر 3/ 960.
(3)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 126، طبقات ابن سعد 3/ 560، الاستيعاب لابن عبد البر 2/ 749.
(4)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 126، طبقات ابن سعد 3/ 549، الاستيعاب لابن عبد البر 4/ 1512.
(5)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 126، الاستيعاب لابن عبد البر 2/ 810.
(6)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 126، طبقات ابن سعد 3/ 548، الاستيعاب لابن عبد البر 4/ 1504.
(7)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 126، طبقات ابن سعد 3/ 552، الاستيعاب لابن عبد البر 4/ 1459.
(8)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 126، طبقات ابن سعد 3/ 553، الاستيعاب لابن عبد البر 2/ 807.
(9)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 127، طبقات ابن سعد 3/ 544، الاستيعاب لابن عبد البر 2/ 501.
التاسع والخمسون: خلاد بن عمرو بن الجموح
(1)
.
الستون: أبو أيمن:
مولى خلاد بن عمرو - المذكور -
(2)
.
الحادي والستون: سليم:
ويقال: سليمان، والأول أصح. وقيل: سالم بن عامر، وقيل: ابن عمرو ابن حديدة
(3)
.
الثاني والستون: مولاه عنزة:
ويقال: عنيزة أو عنترة
(4)
.
الثالث والستون: سهل بن قيس بن أبي كعب
(5)
.
الرابع والستون: ذكوان بن عبد قيس بن خالد بن مخلد
الزرقي
(6)
.
الخامس والستون: عبيد بن المعلى بن لوذان
(7)
.
(1)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 126، طبقات ابن سعد 3/ 566، الاستيعاب لابن عبد البر 2/ 452.
(2)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 126، الاستيعاب لابن عبد البر 4/ 1605.
(3)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 126، طبقات ابن سعد 3/ 580، الاستيعاب لابن عبد البر 2/ 647.
(4)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 126، طبقات ابن سعد 3/ 582، الاستيعاب لابن عبد البر 3/ 1246، الاصابة لابن حجر 4/ 735 وقد أجمعت هذه المصادر على أن اسمه: عنترة.
(5)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 126، طبقات ابن سعد 3/ 581، الاستيعاب لابن عبد البر 2/ 666.
(6)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 126، طبقات ابن سعد 3/ 593، الاستيعاب لابن عبد البر 2/ 466.
(7)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 126، الاستيعاب لابن عبد البر 3/ 1019.
السادس والستون: مالك بن نميلة
(1)
.
السابع والستون: الحارث بن عدي بن خرشة
(2)
.
الثامن والستون: مالك بن إياس
(3)
.
التاسع والستون: إياس بن عدي
(4)
.
السبعون: عمرو من إياس
(5)
.
عن [جابر]
(6)
بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد، ثم يقول:«أيهما أكثر أخذا للقرآن، فإذا أشير له إلى واحد قدمه في اللحد وقال: أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة، وأمر بدفنهم ولم يصل عليهم ولم يغسلوا»
(7)
.
وعنه - أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: «أحفروا وأعمقوا وأوسعوا وأحسنوا وادفنوا الإثنين والثلاثة في قبر واحد وقدموا أكثرهم قرآنا»
(8)
.
(1)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 127، طبقات ابن سعد 3/ 470، الاستيعاب لابن عبد البر 3/ 1361.
(2)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 127، الاستيعاب لابن عبد البر 1/ 297.
(3)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 127، الاستيعاب لابن عبد البر 3/ 1347.
(4)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 127، الاستيعاب لابن عبد البر 1/ 126.
(5)
ترجمته في: سيرة ابن هشام 2/ 126، الاستيعاب لابن عبد البر 3/ 1165.
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(7)
أخرجه البخاري في كتاب الجنائز باب الصلاة على الشهيد عن جابر برقم (1344) وباب دفن الرجلين والثلاثة في قبر عن جابر برقم (1345)، والترمذي في سننه 3/ 336،354 عن جابر، وابن ماجة في سننه عن جابر برقم (1514) 1/ 485، والنسائي في سننه 4/ 64 عن جابر، والبيهقي في السنن الكبرى 4/ 10 عن جابر.
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه/قال: «لما أصيب إخوانكم بأحد، جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر، ترد أنهار الجنة، وتأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب [معلقة] في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مشربهم ومأكلهم، وحسن مقيلهم، قالوا: يا ليت إخواننا يعلمون ما صنع الله بنا، ثم لا يزهدوا في الجهاد، ولا ينكلوا عن الحرب، فقال الله تبارك وتعالى: فأنا أبلغهم [عنكم]، فأنزل الله تعالى
على رسوله صلى الله عليه وسلم: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً}
(1)
الآية.
قيل: نزلت هذه الآية في شهداء أحد، وقيل: في شهداء بدر، وقيل:
في شهداء بئر معونة
(2)
.
سمعت والدي - رحمه الله تعالى - يقول: سمعت عن بعض أهل النويرة شخصا كان من الصالحين أنه كان في سفر، وخرج عليهم العدو، فقتلوهم، وقتلوا ذلك الشيخ، ودفع بعض العدو رأس الشيخ برجله وقال: هؤلاء يزعمون أنهم أحياء عند ربهم! فقال هذا الرأس: نعم أحياء، نعم أحياء، فأسلم كل من حضر تلك المعركة.
وعن عقبة بن عامر قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد بعد ثماني
(3)
سنين كالمودع للأحياء والأموات، ثم طلع المنبر فقال:«إني بين أيديكم فرط وأنا عليكم شهيد وإن موعدكم الحوض، وإني لأنظر إليه من مقامي هذا، وإني لست أخشى عليكم أن تشركوا، ولكن أخشى عليكم الدنيا أن تتنافسوها» . فقال: فكانت آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
(4)
.
(1)
سورة آل عمران آية (169).
وسبب نزول الآية أخرجه أبو داود في سننه 3/ 15 عن ابن عباس، وأحمد في المسند 1/ 266 عن ابن عباس، والترمذي في سننه عن جابر برقم (3010) 5/ 215 تفسير آية (169) من آل عمران وقال الترمذي:«حسن غريب من هذا الوجه» ، والحاكم في المستدرك 2/ 88 عن ابن عباس، والبيهقي في الدلائل 3/ 304 عن ابن عباس، وذكره القرطبي في الجامع 4/ 269 عن ابن عباس، وابن النجار في الدرة 2/ 349.
(2)
كذا وردت الأقوال عند القرطبي في الجامع 4/ 269، والسيوطي في الدر المنثور 2/ 372 وعزاه الترمذي وابن ماجة وأبي خزيمة وابن أبي حاتم.
(3)
في الأصل و (ط): «ثلاث» وما أثبتناه من صحيح البخاري ومسلم وبقية مصادر تخريج الحديث.
(4)
أخرجه البخاري في كتاب المغازي باب غزوة أحد عن عقبة بن عامر برقم (40402) 5/ 35، ومسلم في كتاب الفضائل باب اثبات حوض نبينا وصفاته عن عقبة بن عامر برقم (2296) 4/ 1796، وابن سعد في طبقاته 2/ 205 عن عقبة، والبيهقي في الدلائل 3/ 307 عن عقبة، وابن النجار في الدرة 2/ 349 عن عقبة.
وعن طلحة بن عبيد الله قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نريد قبور الشهداء، حتى إذا أشرفنا على حرة واقم، فلما تدلينا منها، إذا قبور محنية، فقلنا يا رسول الله: أقبور إخواننا هذه؟ قال: «قبور أصحابنا» فلما جئنا قبور الشهداء قال: «هذه قبور إخواننا»
(1)
.
وعن أبي النضر مولى عمر بن عبد الله أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لشهداء أحد: «هؤلاء أشهد عليكم» فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: ألسنا يا رسول الله بإخوانهم أسلمنا كما أسلموا وجاهدنا كما جاهدوا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بلى ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي» قال: فبكى أبو بكر ثم بكى، ثم قال: إننا لكائنون بعدك
(2)
.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في قتلى أحد: «هؤلاء شهداء فأتوهم وسلموا عليهم ولن يسلم عليهم أحد ما قامت السموات والأرض إلا ردوا عليه»
(3)
.
وروى جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن جده أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تختلف بين اليومين والثلاثة إلى قبور الشهداء بأحد، فتصلي هناك وتدعو وتبكي حتى ماتت
(4)
.
(1)
أخرجه أبو داود في سننه 2/ 218 عن طلحة بن عبيد الله، وأحمد في المسند 1/ 161 عن طلحة، وابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 133 عن طلحة، والبيهقي في الدلائل 3/ 305 عن طلحة وفي السنن الكبرى 5/ 249 عن طلحة.
(2)
أخرجه مالك في الموطأ 2/ 462 عن أبي النضر مولى عمر بن عبد الله، والواقدي في مغازيه 1/ 310 عن أبي النضر.
(3)
أخرجه البيهقي في الدلائل 3/ 284 عن أبي هريرة، والحاكم في المستدرك 2/ 248 عن أبي هريرة، وذكره السيوطي في الخصائص 1/ 546 عن أبي هريرة وفي الدر المنثور 5/ 191، والمتقي في كنز العمال برقم (29892) وعزاه للحاكم عن أبي هريرة.
(4)
أخرجه البيهقي في الدلائل 3/ 309 عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه، والواقدي في المغازي 1/ 313 عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه، وابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 132 عن جعفر بن محمد، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 350 عن جعفر بن محمد.
وروى العطاف بن خالد قال: حدثتني خالة لي - وكانت من العوابد - قالت: ركبت يوما مع غلامي، حتى جئت قبر حمزة، فصليت ما شاء الله ولا والله ما في الوادي من داع ولا مجيب، وغلامي آخذ برأس دابتي، فلما فرغت من صلاتي قلت: السلام عليكم - وأشرت بيدي - فسمعت رد السلام عليّ من تحت الأرض أعرفه كما أعرف أن الله سبحانه خلقني، فاقشعرت كل شعرة مني، فدعوت الغلام وركبت
(1)
.
إشارة إلى أن أجساد الشهداء لا تبلى:
رزقنا الله شهادة في سبيله كما يحب ويرضى آمين.
/يروى أن عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو الأنصاريين ثم السلميين، كان السيل قد حفر قبرهما [وكان قبرهما مما يلي السيل]
(2)
وكانا في قبر واحد [وهما]
(3)
ممن استشهد يوم أحد، فحفر عنهما ليغيرا من مكانهما، فوجدا لم يتغيرا كأنهما ماتا بالأمس، وكان أحدهما قد جرح فوضع يده على جرحه، فدفن وهو كذلك، فأميطت يده عن جرجه، ثم أرسلت فرجعت كما كانت، وكان بين أحد وبين أن حفر عنهما ستة وأربعون سنة. رواه مالك في موطأه
(4)
.
وعن جابر بن عبد الله قال: لما أراد معاوية بن أبي سفيان أن يجري الكظامة
(5)
قال: من كان له قتيل فليأت قتيله - يعني قتلى أحد - قال:
(1)
أخرجه البيهقي في الدلائل 3/ 308 عن العطاف بن خالد، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 350 عن العطاف، وابن كثير في البداية 4/ 45 عن العطاف، والسيوطي في الخصائص 1/ 547 وعزاه للحاكم وصححه البيهقي من طرق العطاف.
(2)
سقط من الأصل والاضافة للضرورة من موطأ مالك 2/ 470.
(3)
سقط من الأصل والاضافة للضرورة من موطأ مالك 2/ 470.
(4)
أخرجه مالك في الموطأ 2/ 470 عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، والبيهقي في الدلائل 3/ 293 عن جابر، والواقدي في المغازي 1/ 267 عن جابر.
(5)
في الأصل و (ط): «الكصامة» والصوا ب ما أثبتناه من مصا در تخريج الأثر. والكظامة: -
فأخرجناهم رطابا يتثنون، قال: فأصابت المسحاة أصبع رجل منهم فانفطرت دما، قال أبو سعيد الخدري: ولا ينكر بعد هذا منكر أبدا وذلك على رأس أربعين سنة
(1)
.
وعن أيوب: فأصاب المرّ رجل حمزة، فطار منها الدم. يعني أيوب السختياني، توفي أيوب سنة إحدى وثلاثين ومائة
(2)
.
ورأت عائشة بنت طلحة بن عبيد الله أباها
(3)
في المنام فقال لها: يا بنيّة حوليني من هذا المكان فقد أضرّبي الندى - وفي رواية: فأخرجيني من هذا الماء - فأخرجته بعد عشرين سنة، وقيل: بعد ثلاثين سنة - أو نحوها - وقد إخضر جسده كالسلق من الماء الذي كان يسيل عليه، فلفته في الملاحف، واشترت له عرصة فدفنته بها وبنت حوله مسجدا
(4)
.
قال سفيان راوي الحديث: فلقد رأيت المرأة من أهل البصرة تقبل
(5)
- عين أحدثها معاوية بن أبي سفيان، ويقول ابن الأثير: الكظامة كالقناة جمعها كظائم، وهي ابار تحفر في الأرض متناسقة، ويخرق بعضها إلى بعض تحت الأرض فتجمع مياهها جارية، ثم تخرج عند منتهاها فتسيح على وجه الأرض.
انظر: الواقدي: المغازي 1/ 267، ابن شبة: تاريخ المدينة 1/ 133، ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث 4/ 178.
(1)
أخرجه البيهقي في الدلائل 3/ 294 من طريق الواقدي، والواقدي في المغازي 1/ 267 عن جابر، وابن سعد في الطب قات 3/ 11 عن جابر، وابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 133 عن جابر.
بالقارورة من البان فتصبها على قبره حتى صار تراب قبره مسكا أذفر، وكان دفنها إياه في الهجرتين بالبصرة، وتولى إخراجه عبد الرحمن بن سلامة التميمي.
وقد شوهد - أيضا - بقاء أجساد الأمم المتقدمة ولا إنكار في ذلك لقوله تعالى: {وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ}
(1)
فالآية عامة في سائر مؤمني الأمم
(2)
.
عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم
(3)
أن رجلا من أهل [نجران
(4)
في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حفر خربة من خرب نجران لبعض حاجته]
(5)
فوجد عبد الله بن الثامر
(6)
تحت دفن منها قاعدا، واضعا يده على ضربة في رأسه، فإذا أزيحت يده عنها ثعب الدم، وإذا ارسلت ردها عليها [فأمسكت دمها]
(7)
وفي يده خاتم مكتوب فيه: «ربي الله» فأخبر عمر بذلك، فكتب إليهم عمر: أن أقرؤه [مني السلام وذروه]
(8)
على
(1)
سورة التوبة آية (111).
(2)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 153، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 66).
(3)
في الأصل و (ط): «عبد الله بن الله أبي بكر» والصواب ما أثبتناه كما ذكر الطبري في تاريخه 2/ 142 في روايته للخبر.
(4)
نجران: بالفتح ثم السكون، من مخاليف اليمن، وكان بها نصارى اليمن.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 266.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط) وسيرة ابن هشام 1/ 36.
(6)
عبد الله بن الثامر، كان يمنيا داعية إلى النصرانية، غضب عليه يوسف ذو نواس ملك حمير اليهودي، حيث دعي نصارى نجران إلى اليهودية أو القتل والإلقاء في النار، فكان عبد الله بن الثامر ممن قتلهم ذو نواس.
انظر: ابن هشام: السير 1/ 34 - 36، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 119.
(7)
سقط من الأصل والاضافة للضرورة من سيرة ابن هشام 1/ 36.
(8)
سقط من الأصل والاضافة للضرورة من سيرة ابن هشام 1/ 36.
حاله وردوا عليه الدفن الذي كان عليه ففعلوا
(1)
.
وقد روى الترمذي قصته في قصة أصحاب الأخدود
(2)
: وكانت قصة أصحاب الأخدود في الفترة قبل مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعين سنة، وذلك أنه كان بنجران ملك من ملوك حمير يقال له: يوسف ذو نواس بن شرحبيل، كان له ساحر، وكان قد بعث إليه عبد الله بن الثامر ليلعلمه السحر، وكان في طريقه راهب، فكان عبد الله يختلف إلى الراهب والساحر، وكان عبد الله يبريء الأكمه والأبرص، ثم إنه أعلن بالتوحيد، فعذبه الملك بعد أن قتل الراهب وأمر بعبد الله أن يرمى من أعلى جبل، فلم يقدر على ذلك، فأمر به أن يغرق فلم يستطع، فضربه بالسيف فنبا عنه، فقال عبد الله: إنك لن تقدر على قتلي إلا أن تصلبني وترميني بسهم وتقول: بسم الله رب الغلام، فرماه، فأصاب صدغه، فوضع يده عليه ومات وآمن به كثير من الناس، فخدّ الملك/أخدودا وأشعله نارا وأحرق به سبعين ألفا
(3)
.
والأخاديد ثلاثة: أخدود أنطنيانوس بن بيسر الرومي بالشام، [وأخدود بخت نصر بفارس،]
(4)
وأخدود بنجران من أرض اليمن
(1)
كذا ورد عند ابن هشام في السيرة 1/ 36 - 37، والطبري في تاريخه 2/ 124 عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.
(2)
الأخدود: الحفر المستطيل في الأرض كالخندق والجدول ونحوه، وجمعه أخاديد.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 36، الفاكهي: أخبار مكة 5/ 225، ابن منظور: اللسان مادة «خد» .
(3)
أخرج هذه القصة الترمذي في سننه 5/ 407 - 409 بسنده عن صهيب مرفوعا، وقال الترمذي:«هذا حديث حسن غريب» ، والطبري في تفسيره 2/ 119 وفي تاريخه 2/ 121 - 123، وابن كثير في البداية 2/ 120 - 121.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
لذو نواس - المذكور
(1)
.
وسلط الله على ذي نواس أرياط الحبشي
(2)
، حتى غلب على اليمن، فخرج هاربا واقتحم البحر بفرسه فغرق
(3)
.
وكذلك وجد دانيال
(4)
في فتح تستر
(5)
، وكان نبيا.
عن أبي العالية قال: لما فتحنا تستر وجدنا دانيال في بيت الهرمزان، وقد أتى عليه ثلثمائة سنة ما تغير منه شيء إلا شعيرات في قفاه، وكان العجم
(1)
خبر الأخاديد الثلاثة مذكور عند ابن هشام في سيرته 1/ 35، والطبري في تاريخه 2/ 119، والقرطبي في الجامع 19/ 290، وابن كثير في البداية 2/ 121 وزاد القرطبي وابن كثير عبارة:«فأما التي بفارس والشام فلم ينزل الله فيهم قرآنا، وأنزل قرآنا في الذي كان بنجران» . قلت: رجح القرطبي كون أل في الأخدود للعهد مع أن افادتها للجنس أولى لإجماع الأصوليين على تقديم الجمع على الترجيح إذا أمكن، والذين حرقوا بالأخاديد الثلاثة مؤمنون، فالذين خد لهم بختنصر أخدودا بالعراق هم دانيال النبي وصاحباه وألقاهم فلم يحترقوا، وأن أخدود الشام حرق فيه ملك لروم الثابتين على دين المسيح والتوحيد فاحترقوا، وقيل هم أصحاب أخدود تبع حرقوا لكونهم مؤمنين.
ولعل ترجيح القرطبي كون أل للعهد لقرب عهد أخدود ذي نواس من عصر الصحابة لكون تواتر خبره في الاعتبار والتخويف من انتقام الملك الجبار سبحانه وتعالى.
(2)
أرياط الحبشي: من رؤساء البيت المالك في بلاط الحبشة، أرسله النجاشي ومعه أبرهة لغزو اليمن ونصرة نصارى نجران، فهزم يوسف ذي نواس.
انظر: ابن هشام: السيرة 2/ 37 - 42، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 125، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 119.
(3)
الخبر أورده ابن هشام في السيرة 1/ 37، والطبري في تاريخه 2/ 124، وابن الجوزي في المنتظم 2/ 119، وابن كثير في البداية 2/ 156.
(4)
دانيال عليه السلام، كان ممن سباه بختنصر بعد تخريب بيت المقدس، وساقه مع الأسرى إلى بابل، وبعد معرفته حكمته قربه منه، فأنقذ الله بني إسرائيل على يدي دانيال، فرجعوا إلى بيت المقدس، وبقي دانيال بأرض بابل حتى مات بها.
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 1/ 417.
(5)
تستر: بالضم ثم السكون وفتح التاء الأخرى، مدينة بخوزستان، فتحت سنة 17 هـ.
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 4/ 83 - 88، ياقوت: معجم البلدان 2/ 30.
إذا قحطوا أخرجوه فلا يزالون يمطرون ما دام خارجا، فكتب به أبو موسى الأشعري إلى عمر بن الخطاب، فأمر بغسله والصلاة عليه ودفنه في الأرض، فقد دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض
(1)
.
وقيل: إن أبا موسى الأشعري لما فتح السوس
(2)
قتل ملكها نوسابور، ووجد في بعض الخزائن حوضا من حجر فيه ميت مكفن ورأسه مكشوف، وإذا أنفه يزيد على الشبر، فسأل أهل السوس عنه، فقالوا: هذا رجل كان بالعراق، وكانوا يستسقون به، فقحطنا، فأرهناهم خمسين رجلا وأخذناه فسقينا به، فرأينا من الرأي أن لا نرده فلم نزل حتى توفي عندنا، فكتب فيه إلى عمر، فقال عمر: هو دانيال الحكيم وهو نبي غير مرسل، ثم أمره أن يدفنه في مكان لا يقدر أهل السوس عليه، فقلب أبو موسى نهر السوس، ثم دفنه وأجرى عليه الماء
(3)
.
فالشهداء لا تبلى أجسادهم، وكذلك الأنبياء عليهم السلام، وقد ورد أن الله تعالى حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء، وكيف والشهادة ثالثة
(1)
أخرجه البيهقي في الدلائل 1/ 381 - 382، وذكره ابن كثير في البداية 2/ 37 وصحح ابن كثير اسناد هذا الخبر فقال:«هذا إسناد صحيح إلى أبي العالية، ولكن إذا كان تاريخ وفاته محفوظا من ثلثمائة سنة فليس بنبي، بل هو رجل صالح، لأن عيسى بن مريم ليس بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم نبي بنص الحديث الذي في البخاري والفترة التي كانت بينهمات 620 سنة، وقد يكون تاريخ وفاته من 800 سنة، وهو قريب من وقت دانيال إن كان كونه دانيال، ولكن قربت الظنون أنه دانيال» .
(2)
افتتح المسلمون السوس سنة 17 هـ عنوة على يد أبي موسى الأشعري، وهي بلدة بخوزستان، فيها قبر دانيال عليه السلام.
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 4/ 89، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 235، ياقوت: معجم البلدان 3/ 280.
(3)
أخرجه الطبري في تاريخه 4/ 93، والبلخي في البدء والتاريخ 3/ 115، وابن الجوزي في المنتظم 1/ 420،4/ 236، وذكره ياقوت في معجم البلدان 3/ 281.
درج النبوة، وقد وجدت أجساد الملوك والحكماء المدبرون طراوة أجسادهم بالحيلة
(1)
- كما سنذكر
(2)
.
فائدة:
قيل: كان بين موسى وعيسى من الأنبياء الذين أوتوا الكتاب باتفاق أهل الكتابين: ستة عشر نبيا ظهروا في بني إسرائيل منهم: دانيال، وشعيا ابن أموص، ونوال بن نوتال، وعويدنا، وميخا، وحبقوق، وحزقيال - وهو حزقيل - وداود، وإلياس، وصفينا، وزكريا بن يوحنا، وأرميا بن برخنا
(3)
.
وقال الماوردي في «النكت» : بين موسى وعيسى عليهما السلام مائة ألف نبي
(4)
.
وعن وهب بن منبه: أن الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، الرسل منهم ثلثمائة وخمسة عشر
(5)
. حكاه الشهرستاني.
[وقيل: ثلثمائة وأربعة، وقيل: وثلاثة عشر وفيهم كالخلاف في أصحاب بدر
(6)
]
(7)
. وقيل: ثلاثة عشر. حكاه القرطبي والقاضي عياض
(8)
وغيرهما.
منهم خمسة عبرانيون: آدم، وشيث، وإدريس، ونوح، وإبراهيم، وخمسة من
(1)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 153، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 66).
(2)
سيذكره المؤلف في (ق 98) من المخطوط.
(3)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 51.
(4)
قول الماوردي ذكره ابن الجوزي في المنتظم 2/ 16 نقلا عنه.
(5)
أخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 262 عن أبي أمامة، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 1/ 196 وقال:«رواه الطبراني بالأوسط عن أنس ورجاله رجال الصحيح» .
(6)
الخلاف في عدد المسلمين يوم بدر راجعه في: طبقات ابن سعد 2/ 12، تاريخ الطبري 2/ 431، دلائل النبوة للبيهقي 3/ 36، البداية لابن كثير 2/ 8.
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(8)
أورده القاضي عياض في الشفا 1/ 161، والقرطبي في الجامع 6/ 19 عن أبي ذر.
العرب: هود، وصالح، وإسماعيل، وشعيب، ومحمد صلوات الله عليهم وسلامه.
فأولوا العزم من الرسل: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى عليهم السلام، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم
(1)
.
تنبيه على عظيم قدر نبينا صلى الله عليه وسلم:
قال المفسرون في قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ}
(2)
الآية إن الله أخذ الميثاق بالوحي فلم يبعث [نبيا]
(3)
إلا ذكر له محمدا صلى الله عليه وسلم ونعته وأخذ عليه ميثاقه أنه إن أدركه ليؤمنن به ولينصرنه وليأخذ العهد بذلك على قومه
(4)
.
قال محمد بن السائب: كل نبي ذكر في القرآن فهو من ولد إبراهيم غير إدريس، ونوح، ولوط، وهود، وصالح [عليهم السلام]
(5)
.
والنبوة:
في اللغة - من همزه - مأخوذة من النبأ/وهو الخبر، وقد لا يهمز على هذا التأويل، أو يكون منبأ بما أطلعه الله عليه
(6)
.
وهو عند من لا يهمز من: النبوة، وهو ما ارتفع من الأرض، معناه
(1)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 171، الماوردي: أعلام النبوة ص 52، ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 3، ابن كثير: البداية 1/ 112.
(2)
سورة آل عمران آية (81).
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
كذا ورد عند القرطبي في الجامع 4/ 124، والقاضي عياض في السفا 1/ 28.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 1/ 160، والماوردي في أعلام النبوة ص 38.
أن رتبته شريفة
(1)
.
والرسول:
هو المرسل، واشتقاقه من التتابع، ومنه قولهم: جاء الناس أرسالا:
واختلف هل النبي والرسول بمعنى واحد أو بمعنيين؟ فقيل: هما سواء واستدلوا بقوله تعالى: {وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ}
(2)
فقد أثبت لهما معنى الإرسال
(3)
.
والجمهور على أنهما مختلفان من وجه إذ قد إجتمعا في النبوة التي هي الإطلاع على الغيب والرفعة، وافترقا في زيادة الرسالة للرسول، وهو الأمر بالإنذار والإعلام، وحجتهم من الآية نفسها التفريق بين الإسمين، ولو كانت شيئا واحدا لما حسنه تكرارهما في الكلام البليغ
(4)
.
وقيل: الرسول من جاء بشرع مبتدأ ومن لم يأت به نبي غير رسول وإن أمر بالإبلاغ والإنذار. والصحيح أن كل رسول نبي وليس كل نبي رسول
(5)
.
وقال قطرب: الرسول من بعث إلى أمة، والنبي المحدث الذي لا يبعث إلى أمة
(6)
.
وقال الواحدي: الرسول من أرسل إلى الخلق بإرسال جبريل إليه عيانا، والنبي هو الذي تكون نبوته إلهاما ومناما، وهذا معنى قول الفراء: الرسول النبي المرسل، والنبي المحدث الذي لم يرسل.
(1)
كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 1/ 160.
(2)
سورة الحج آية (52).
(3)
كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 1/ 161، والماوردي في أعلام النبوة ص 37.
(4)
كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 1/ 161، والماوردي في أعلام النبوة ص 37.
(5)
كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 1/ 161.
(6)
قول قطرب ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 38.
قال الشيخ محي الدين: وفي كلام الواحدي نقص في تعريف النبي، فإن ظاهره أن النبوة المجردة لا تكون برسالة ملك وليس كذلك واستشهاده بكلام الفراء يرد عليه.
وقيل الرسول: من كان صاحب معجزة وكتاب ونسخ شرع من قبله، ومن لم يكن كذلك فهو نبي، وقيل:[الرسول]
(1)
من ابتدأ بوضع الشرائع، والنبي: الذي يحفظ شريعة غيره، وقيل: الرسول من بعثه الله إلى قوم أنزل معه كتابا أو لم ينزل وأمر بحكم لم يكن في دين من قبله، والنبي: من دعا إلى دين من قبله
(2)
.
قال ابن الجوزي رحمه الله: قرأنا على شيخنا أبي منصور أن أسماء الأنبياء أعجمية كلها: إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، وإسرائيل، وأيوب، وإلياس إلا أربعة: آدم، وشعيب، وصالح، ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين
(3)
.
وآذر أعجمي، واستبرق، وإبليس، والإنجيل، والتنور، وجالوت، وجهنم، والديباج، وداود، والربانيون، وزكريا، والزنجبيل، والسندس، والسجل، والسلسبيل، وسليمان، والسجيل، وسقر، والسرادق، وصلوات وهي كنائس اليهود وهي بالعبرانية: صلوتا، والطور، وطالوت، وعيسى، وعزيز، والفسطاط
(4)
، والبارود، والمنتن بلسان الترك، والفردوس وهو البستان بلغة الروم، والقسطاط وهو الميزان ويقال القسطاط روميا. وقرأ برفع القاف
(1)
الاضافة يقتضيها اتساق المعنى.
(2)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 38.
(3)
كذا ورد عند الجواليقي في المعرب ص 61.
(4)
في الأصل و (ط): «الفساق» ، وما أثبتناه من أدب الكاتب لابن قتيبة ص 496.
وفتحها وكسرها أحسن هو القبان - حكاه ابن قتيبة
(1)
.
والقنطار أعجمي
(2)
، و {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}
(3)
قال ابن جبير:
غورت، وهو بالفارسية كور بور
(4)
، وإليسع، ولوط، وموسى، ومريم، وماروت، ومأجوج، ومدين، وميكائيل، والمرجان، ونوح، وهاروت، وهارون، والهود اليهود أعجمي، ويعقوب، ويونس وفيه ستة لغات: الفتح والكسر والرفع والهمز في جميعها، ويوسف، ويوشع، واليم، ويأجوج، ويهود
(5)
.
قيل في قوله تعالى {قُرْآناً عَرَبِيًّا}
(6)
قال أبو عبيدة: ليس فيه غير العربية
(7)
.
وقال ابن عباس ومجاهد: فيه من غير لسان العرب
(8)
.
ووجه الجمع بين المذهبين: أن فيه حروفا بغير لسان العرب فعربتها، فصارت عربية بتعريبها إياها عربية في الحال أعجمية في الأصل.
/وقوله {غَيْرَ ذِي عِوَجٍ}
(9)
أي غير مخلوق
(10)
. قال الزجاج:
(1)
هذه المفردات اللغوية أوردها ابن قتيبة في أدب الكاتب ص 496، والجواليقي في المعرب ص 63، 71،132،152،155،188،197،209،219،222،225،229،237،239، 246،248،259،269،275،278،288،297،299.
(2)
كذا ورد عند الجواليقي في المعرب ص 335.
(3)
سورة التكوير آية (1).
(4)
كذا ورد عند الجواليقي في المعرب ص 335.
(5)
هذه المفردات اللغوية أوردها الجواليقي في المعرب ص 317،347،350،365،374،375،377،378،394،398،403،404،405.
(6)
سورة الزمر آية (28).
(7)
ذكره الجواليقي في المعرب ص 52 وعزاه لأبي عبيدة، والقرطبي في الجامع 15/ 252 عن أبي عبيدة.
(8)
ذكره الجواليقي في المعرب ص 53 وعزاه لأبي عبيد عن ابن عباس.
(9)
سورة الزمر آية (28).
(10)
ذكره القرطبي في الجامع 5/ 252 وعزاه للثعلبي عن ابن عباس، وذكره السيوطي في الدر -
كسر العين فيما لا يرى له شخصا وفتحها فيما له شخص.
قال محمد بن عيسى في كتاب «التاج في سنن المنهاج» : جميع ما تكلمت به العرب من الكلام مستعمله ومهملة ستة آلاف ألف وستمائة ألف وتسعة وتسعون ألفا وأربعمائة كلمة.
يروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أحبوا العرب لثلاث لأنه عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي»
(1)
واللغة العربية هي المختارة بين جميع اللغات.
ذكر في كتاب «صفينا» من أنبياء بني إسرائيل فقال: أيها الناس ترجو اليوم الذي أقوم فيه للشهادة، فقد جاز أن أظهر حكمي بحشر الأمم وجمع الملوك لأصب عليهم سخطي وتكبري هناك أجدد للأمم اللغة المختارة ليرفعوا اسم الرب جميعا وليعبدوه في ربقة واحدة معا، وليأتوا بالذبائح من مغاراتها ركوس.
ومعلوم أن اللغة العربية هي المختارة، لأنها طبقت الأرض وانتقلت أكثر اللغات إليها حتى صار ما عداها نادرا. انتهى القول.
واعلم أن حكماء الأمم وملوكها يوجدون وإلى هذا الزمن أطريا لم يتغير منهم شيء، وذلك أنهم دبروا أدهانا ادهنوا بها عند موتهم، فمنعهم من البلى.
قال هرمس: وقد أمرت من يفعل لي ذلك إذا أنا مت، وأشار إلى أن يطلى
(10)
- المنثور 7/ 223 وعزاه للآجري والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس موقوفا وعزاه أيضا للديلمي في الفردوس عن أنس مرفوعا.
(1)
أخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 87 عن ابن عباس، والعقيلي في الضعفاء 3/ 348 عن ابن عباس، والطبراني في الكبير 11/ 148 عن ابن عباس، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 52 وعزاه للطبراني في الأوسط عن ابن عباس، وذكره المتقي في كنز العمال برقم (33922) وعزاه السيوطي للعقيلي والطبراني والحاكم والبيهقي بشعب الإيمان عن ابن عباس.
بالشمس والقمر مرموزا وهو الزئبق والملح بالرمز الثاني
(1)
.
ويروى أنه متى سد جميع مسام الشخص بالذهب لا يبلى ما بقي الذهب، وقد وجد شخص مكفن في ورقة من ذهب فقلعت فإذا فيها سبعون درهما
(2)
.
وسألت بعض من هو مولع بحفر المقابر القديمة بماذا تعرفون أمكنتها؟ فقال: إن الندى بالصباح لا يبل تلك الأمكنة بخلاف غيرها.
وقد ذكر الحكماء أن حجر «اليولم» لا يبلى من دفن فيه، ومنه كان ناروس «فيلاووس الحكيم» الذي استخرجه الإسكندر.
وقد وجد في دير الأسكندرية
(3)
بعد الأربعين والسبعمائة بعض الحكماء طوله أربعة عشر شبرا وحوله خمسة من تلامذته، وعلى كل مسمة من مسامه ورقة من ذهب، ووجد لتاريخه ألفي سنة، فأخذوا ما عنده واستخرجوا ما في دماغه من المومياء.
ووجد حكيم باليمن في هذا القرب على سرير نائم على ظهره وله لحية طويلة وقد فرقها نصفين نسيم يهب عليه من سقف تلك المغارة.
وحكى الشعبي أن ناسا من حمير حفروا مقبرة الملوك فوجدوا امرأة عليها حلل منسوجة بالذهب وعند رأسها لوح رخام مكتوب فيه:
يا أيها الأقوام عوجوا معا
…
وارتعوا في مقبري العيسا
(1)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 153، وعند النهرواني في تاريخ المدينة (ق 66 - 67).
(2)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 153، وعند النهرواني في تاريخ المدينة (ق 66 - 67).
(3)
دير الاسكندرية: الدير بيت يتعبد فيه الرهبان، فإذا كان في المصر كانت كنيسة أو بيعة، وكان بالاسكندرية دير - كنيسة - النصارى.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 182 - 188،2/ 495.
لتعلموا أني تلك التي قد
…
كنت أدعى الدهر بلقيسا
شيدت قصر الملوك في حمير
…
قومي وقد كان مانوسا
وكنت في حكمي وتدبيره
…
ارغم في الله المعاطيسا
فعلى سليمان النبي الذي
…
قد كان للتوراة دريسا
وسخر له الريح مركبا
…
تهب أحيانا رواميسا
مع ابن داود النبي الذي
…
قدسه الرحمن تقديسا
حكاه القرطبي.
وذكر أن سليمان تزوجها وأسكنها الشام، وقيل بل ردها إلى اليمن وبنى لها سليحون
(1)
وبينون
(2)
وغمدان، وقيل: لم يتزوجها سليمان، وإنما تزوجها ملك همدان
(3)
.
واسمها: بلقيس بنت اليشرح وهو الهدهاد
(4)
، وقيل: يلقمة بنت شراحيل
(5)
، أمها من الجن
(6)
.
(1)
سلحين: بفتح أوله وسكون ثانيه، حصن عظيم بأرض اليمن، كان للتتابعة ملوك اليمن. انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 235.
(2)
بينون: بضم النون وسكون الواو، حصن عظيم كان باليمن قرب صنعاء، من بناء التتابعة. انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 535.
(3)
ذكر ابن جرير الطبري في تاريخه 1/ 494 خبر إسلام بلقيس وزواجها من ذي تبع ملك همدان، وأورد الحميري في كتابه ملوك حمير ص 85 ما ذكره المؤلف وقال: الصواب والصحيح أن ملك همدان تزوجها، وذكر ابن كثير في البداية 2/ 22 ما ذكره المؤلف أيضا وقال: والأظهر أن سليمان تزوجها وأمرها على ملكها باليمن وكان يزورها كل شهر.
(4)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 489، ابن كثير: البداية 2/ 20.
(5)
وفي تاريخ الطبري 1/ 489: «يلقمة ابنة اليشرح وقيل: ابنة أيلي شرح وقيل: ابنة ذي شرح» .
(6)
أورد ابن كثير في البداية 2/ 20 خبر زواج والد بلقيس من الجن، وقال:«هذا حديث غريب» .
وكان تحت يدها/اثنا عشر ألف قيل، مع كل قيل ألف مقاتل
(1)
.
والقيل: القائد بلغة اليمن، يقال: أقيال وأقوال لغتان. حكاه الأصمعي.
وقيل: الأقيال ملوك حمير
(2)
.
وكان قصر بلقيس بمأرب على ثلاثة أيام من صنعاء.
ولما مات سليمان صرخ صارخ باليمن من الجن: يا معشر الجن إن سليمان قد مات، فارفعوا أيديكم، فعمدوا إلى حجرين فكتبوا فيهما بالمسند - يعني خط الحميرية -: نحن بنينا سلحين [سبعة وسبعين خريفا]
(3)
دائبين، وبنينا صرواح
(4)
، ومرواح، وبينون، وهندة، وهنيدة
(5)
، وتلقوم
(6)
.
وهذه الحصون باليمن عملتها الشياطين لذي تبع، ولولا صارخ بتهامة لتركنا بالنون أمارة، ثم انطلقوا، وانقضى ملك ذي تبع وملك بلقيس بانقضاء ملك سليمان.
وأما قصة إياد بن نزار:
فإنه حمل الحارث بن مضاض من الشام إلى مكة قال: فلما بلغنا رياض الغرقد قال: إذا وصلنا مكة انهض بنا في ذات اليسار إلى شعب
(1)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 491.
(2)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 491.
(3)
الاضافة من تاريخ الطبري 1/ 495.
(4)
صرواح: بالكسر ثم السكون، حصن باليمن قرب مأرب.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 402.
(5)
هنيدة: تصغير هند، حصن بناه سليمان عليه السلام باليمن.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 419.
(6)
كذا ورد عند الطبري في تاريخه 1/ 495، وياقوت في معجم البلدان 3/ 235.
الأثل والطلح
(1)
، فما بلغته قال لي: لج، ففعلت حتى بلغت عرصة السمر والضال، ثم قال: مل إلى ناحية اليمن إلى دوحة الزيتون إلى الدوحتين، وثمّ صخرة عظيمة مربعة منحوتة، فبتنا عندها، فلما أصبحنا قام إلى صخرة مطبقة بأخرى بينهما خلل يسير، فقلع الصخرة، فإذا سرب، فدخلناه وفيه حيات، ثم اقتلع صخرة أخرى ودخلنا في سرب آخر، فإذا بيت عظيم وإذا تنين عظيم قد خرج منه، فدخلنا فإذا أربعة أسرة، ثلاثة عليها ثلاثة رجال والرابع خال، فقال: خذ وقر حمل در وياقوت وذهب ولجين، ثم قال لي: هذا السرير الخالي سرير مضاض أبي وهذا الذي عن يساره عبد المسيح أبوه، وهذا الذي عن يسار عبد المسيح ثعلبة أبوه بن عبد المدّان، وعلى رأس كل واحد لوح مكتوب بالمسند، فأخذت لوحا فقرأته فإذا فيه: أنا ثعلبة بن عبدان
(2)
بن جرشم بن عبد ياليل بن جرهم بن قحطان بن هود عليه السلام، عشت خمسمائة سنة، وإذا في الثاني: أنا عبد المسيح بن ثعلبة، عشت مائة سنة وركبت مائة فرس، وافتضضت مائة جارية وقتلت مائة مبارز، وأخذني الموت غضا، وأورثني أرضا، وإذا في الثالث: أنا مضاض بن عبد المسيح عشت ثلثمائة عام، وأخذت مصر وبيت المقدس، وهزمت الروم بالدرب، واللوح الرابع على السرير الخالي فيه: أنا الحارث بن مضاض عشت أربعمائة عام، وجلت في الأرض ثلثمائة عام قال: ثم قال لي: أعطني تلك القارورة من الكوة فشرب نصفها وأطلى بنصفها، ثم شرب قارورة أخرى، ثم صاح فمات، لما تمكن
(1)
الأثل: بفتح الهمزة وسكون الثاء، ذات الأثل في بلاد تيم الله بن ثعلبة كانت لهم بها وقعة مع بني أسد. انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 91.
والطلح: بالفتح ثم السكون، شجر أم غيلان له شوك معوج، موضع بين المدينة وبدر.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 38.
(2)
في الأصل «عبد المدان» وما أثبتناه من (ط).
على سريره وهجم التنين وسط البيت على ما بقي، فخرجت هاربا، ثم لم يعد إلى المدفن بعد.
وكذلك وجد شدّاد بن عاد في جبل من جبال حضرموت
(1)
. وحضرموت:
موضع حضر فيه صالح عليه السلام ومات فيه، فسمي المكان بهذا الاسم. قال الجوهري: هما اسمان جعلا اسما واحدا
(2)
.
عن ابن جريج قال: سمعت أن خير واد على وجه الأرض وادي مكة، وخير بئر على وجه الأرض بئر زمزم، وشر واد على وجه الأرض وادي حضرموت، وشر بئر عى وجه الأرض بئر برهوت
(3)
يجتمع فيها أرواح الكفار
(4)
.
وحضرموت شرقي عدن وبها رمال الأحقاف
(5)
، وهي رمال يقال لها:
رمل عالج
(6)
، ودهناء
(7)
، ويبرين
(8)
، وقيل: رمل عالج موضع بالمدينة. قاله صاحب المجمل والجوهري/وبقي بها بئر برهوت، بئر عميقة لا يستطاع
(1)
حضرموت: بالفتح ثم السكون وفتح الراء والميم، اسمان مركبان، بها قبر هود عليه السلام، وهي اسم ناحية في شرق عدن قرب البحر، وحولها رمال الأحقاف.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 269 - 270.
(2)
كذا ورد عند الجوهري في الصحاح 2/ 634.
(3)
برهوت: بضم الهاء وسكون الراء، واد باليمن، وقيل: بئر بحضرموت، وهي بئر عادية في فلاة واد مظلم، ماؤها أسود منتن.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 405.
(4)
الأثر أورده ياقوت في معجم البلدان 1/ 405 عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
(5)
الأحقاف: الحقف - بكسر الحاء - المعوج من الرمل والجمع حقاف وأحقاف، والأحقاف واد بين عمان وأرض مهرة، وقيل: رمل فيما بين عمان إلى حضرموت وبها قبر هود عليه السلام.
انظر: الجوهري: الصحاح 4/ 1345، ياقوت: معجم البلدان 1/ 115 - 116.
(6)
رمل عالج: موضع بالبادية به رمل. انظر: الجوهري: الصحاح 1/ 330.
(7)
دهناء: موضع بلاد تميم، يمد ويقصر. انظر: الجوهري: الصحاح 5/ 2116.
(8)
يبرين: بالفتح ثم السكون وكسر الراء، رمل لا تدرك أطرافه عن يمين مطلع الشمس من حجر اليمامة. انظر: الجوهري: الصحاح 5/ 2078، ياقوت: معجم البلدان 5/ 427.
النزول إلى قعرها
(1)
.
ولما هلك عاد ملك بعده شداد ابنه
(2)
، وأمر ببناء «إرم ذات العماد»
(3)
فوضعوا أساسها من الجزع
(4)
، وأقاموا في عمارتها ثلثمائة سنة، ثم تجهزوا للنقلة إليها في عشرين سنة، وكان عمر شداد حينئذ سبعمائة سنة، فلما سار وبلغ منها مسيرة يوم وليلة بعث الله عليهم صيحة من السماء فأهلكتهم
(5)
، فملك بعده مرثد بن شداد، وكان قد خلفه على ملكه وبنى له مغارة استودعه فيها.
حكى المفسرون أن شخصا يقال له بسطام وجد قبر شداد في جبل من جبال حضرموت مطل على البحر، في المكان الذي يركب منه أهل حضرموت، في مغارة ينزل إليه بدرج، عرض الدرجة عشرون ذراعا في سمك عشرة أذرع، وهي مقدار مائة درجة، وسمك المغارة خمسون ذراعا، ثم مشوا هونا في طريق أملس قبل الدرج، ثم أفضوا إلى أزج طوله مائة ذراع في عرض أربعين وسمكه نحو مائة ذراع، وفيه سرير من ذهب مرصع، والسرير بطول الأزج،
(1)
كذا ورد عند الجوهري في الصحاح 1/ 330،4/ 1346،5/ 2078،2116، ياقوت في معجم البلدان 1/ 405،2/ 270.
(2)
انظر: المسعودي: مروج الذهب 1/ 359، ابن كثير: البداية 1/ 113.
(3)
إرم ذات العماد: هي إرم عاد، وهي الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ الفجر آية 8، باليمن بين صنعاء وحضرموت من بناء شداد بن عاد. وعن قصة بناء المدينة وسببه وكيفية بنائها ووصفها وقصورها وسورها، وكيف أن هودا عليه السلام دعي شدادا إلى الله فكفر به، فأخذتهم الصيحة ومات جميع من في المدينة وساخت في الأرض.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 155 - 156، ابن كثير: البداية 1/ 113.
(4)
الجزع: بفتح الجيم وكسرها، ضرب من الخرز، وهو الذي فيه بياض وسواد.
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «جزع» .
وعن الوصف الدقيق لكيفية بناء المدينة والأحجار الكريمة التي بنيت فيها، انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 155.
(5)
بعث الله تعالى عليه الريح العقيم، أي التي لا خير فيها. وراجع تفصيلات اهلاكهم في: تاريخ الطبري 1/ 225، المنتظم 1/ 254، البداية 1/ 118.
وعليه شداد مضطجع على ظهره وعليه سبعين حلة على طوله وطوله طول السرير، وذلك الأزج يضيء بنقب عرضه ذراعان وارتفاعه ثلاثة أذرع، وهناك لوح من ذهب مكتوب بالمسند، فأخذ اللوح وأراد قلع شيء من الفصوص فلم يقدر لوثاقتها، ولم يستطيعوا أن يرجعوا من حيث نزلوا، فمشوا في ذلك النقب فخرجوا إلى كهف وقد حفّ بالكهف البحر، مكثوا ثلاثة أيام إلى أن حملتهم مركبا فنجو وأرادوا الرجوع من ذلك النقب فلم يعرفوه، وكان في اللوح:
اعتبر بي أيها المغرور بالعمر المديد
…
أنا شداد بن عابد صاحب الحصن العميد
وأخو القوة والبأساء والملك الحشيد
…
دان أهل الأرض لي من خوف وعدى ووعيد
وملكت الشرق والغرب بسلطان شديد
…
وبفضل الملك والعدة فيه والعويد
فأتى هود وكنا في ضلال قبل هود
…
فدعانا لو قبلناه إلى الأمر الرشيد
فعصيناه وناديت الأهل من مجيد
…
فأتتهم صيحة تهوي من الأفق البعيد
فتوفتهم كزرع وسط بيداء حصيد
قيل: إن مرثد حمل أباه مطليا بالصبر والكافور إلى حضرموت.
وعاد هو: ابن إرم بن سام بن نوح عليه السلام
(1)
، أرسل الله تعالى إليهم هودا عليه السلام.
قيل: إن إرم - المذكور - أخرجها هود آية لعاد بوادي الحقيف، وهو واد يسيل رملا من جبال جرد، وأراهم جهنم في وادي برهوت
(2)
، وزعم أن بئر برهوت عين من عيون جهنم، وأن جهنم في الأرض تسكن عليها الحبشة.
وكانوا ينحتون الأصنام منها: صيمود، وصداء، وهباء
(3)
.
وكانت العماليق حينئذ ساكنين بمكة والمدينة، [ثم]
(4)
إن الله تعالى أهلكهم بالريح
(5)
، ومات هود بعد ذلك وعمره مائة وخمسون سنة، فدفن بحضرموت
(6)
.
وقيل: بين الركن والمقام وزمزم قبر تسعة وتسعون نبيا، وأن قبر هود، وشعيب، وصالح وإسماعيل عليهم السلام في تلك البعقة
(7)
.
(1)
راجع عمود نسبه في: تاريخ الطبري 1/ 216، مروج الذهب للمسعودي 1/ 359، المنتظم لابن الجوزي 1/ 252.
(2)
انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 115،405.
(3)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 216، ابن كثير: البداية 1/ 113.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
بعث الله تعالى عليهم الريح العقيم، وهي التي لا تلقح الشجر، وكانت الريح تقلح الشجر وتهدم البيوت وترميهم بالحجارة.
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 225، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 254، ابن كثير: البداية 1/ 118.
(6)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 225، الحميري: ملوك حمير ص 4، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 255.
(7)
أخرجه الأزرقي في أخبار مكة 1/ 68 عن عبد الله بن ضمرة السلولي.
ورأيت بجامع بني أمية
(1)
في دمشق في الحائط القبلي حجرا مكتوب فيه: هذا قبر هود صلوات الله عليه
(2)
.
وحكى صاحب المسالك والممالك
(3)
: إن دمشق هي إرم ذات العماد، وهي دار نوح عليه السلام/ودمشق: بكسر الدال وفتح الميم
(4)
.
ولما مات هود عليه السلام صار أمره إلى إبنه قحطان
(5)
، وبنو قحطان الذين ولوا الملك هم: يعرب بن قحطان، وجرهم، وعاد، وناعم، وحضرموت، وظالم، وعاصم، والأيمن، [والضامي،]
(6)
والسلق، وهميسع
(7)
.
فولي جرهم أمر مكة، وعاد أرض بابل، وحضرموت درب الحبشة، وناعم عمان، وأيمن الجزيرة، ويعرب بملكهم إذ ذاك
(8)
.
(1)
جامع بني أمية بدمشق: بناه الوليد بن عبد الملك في سنة 87 هـ، وهو من عجائب الدنيا.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 465.
(2)
راجع معجم البلدان 2/ 469 وقال ياقوت: «والمأثور أنه دفن بحضرموت» وكما ذكر ابن سعد في طبقاته 1/ 52، والطبري في تاريخه 1/ 225، والحميري في ملوك حمير ص 4، وابن الجوزي في المنتظم 1/ 255.
(3)
أورده ابن خرداذبة في كتابه المسالك والممالك ص 76، وصاحب المسالك هو: عبيد الله بن أحمد ابن خرداذبة، أبو القاسم الخراساني، كان مؤرخا عارفا بالبلدان راوية للأخبار (ت نحو سنة 300 هـ). انظر: حاجي خليفة: كشف الظنون 2/ 1665، كحالة: معجم المؤلفين 6/ 236.
(4)
انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 463.
(5)
انظر: الحميري: ملوك حمير ص 6.
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(7)
أورد ابن حزم في جمهرة أنساب العرب ص 329، والحميري في ملوك حمير ص 7 جريدة بأسماء أولاد قحطان ابن هود النبي عليه السلام، وكان يعرب أكبر أولاد قحطان، والجريدة تتفق في بعض الأسماء الواردة هنا.
(8)
لما توفي قحطان بن هود قام مقامه ولده يعرب، وكان ملكا عظيما لم يغز، وهو أول من ألهم العربية المحضة، واشتق اسم العربية من اسمه.
انظر: الحميري: ملوك حمير ص 7 - 8.
ثم إن يشجب ولي بعد أبيه يعرب، ولم يعمر في الملك
(1)
.
ثم ملك سبأ بن يشجب، وهو أول ملك متوج
(2)
، افتتح بابل وأرض بني يافث، وابتنى قنطرة
(3)
، وهي من أوابد [الدنيا]
(4)
، حاز [ملك]
(5)
سبأ عليها إلى الشام
(6)
.
والشام اسم أعجمي من لغة بني حام تفسيره بالعربي طيب
(7)
، فأخذ الشام إلى الدرب، ولم يكن خلف الدرب أحد، ثم نهض إلى المغرب، فبلغ النيل فنزل عليه
(8)
، وقال: إني أريد أن أبني مصر بين هذين البحرين، فبنى المدينة
(1)
كذا ورد عند المسعودي في مروج الذهب 1/ 388، والحميري في ملوك حمير ص 9.
(2)
اسم سبأ: عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وهو أول من سبى من ملوك العرب، فسمى سبأ لذلك.
انظر: الحميري: ملوك حمير ص 11، ابن كثير: البداية 2/ 147.
(3)
جمع سبأ بني قحطان وبني هود وزحف بهم إلى أرض بابل فاحتلها إلى أن بلغ خراسان، ثم رجع على بني يافث من ناحية الديلم والخزر إلى أرمينية حتى بلغ الجزيرة، فبني قنطرة «صنجة» وهي من أوابد - غرائب - الدنيا، واستخلف على كل أمة قوما من المتعربين معه. انظر: الحميري: ملوك حمير ص 11.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
بعد أن احتل سبأ أرض كابل وخراسان والجزيرة عبر إلى الشام يقتل ويأسر من لقي من بني عوجان بن يافث حتى أبعدهم خلف عمورية.
انظر: الحميري: ملوك حمير ص 11.
(7)
سميت الشام بالشام: لكثرة قراها الكثيرة الخيرات، وتداني بعضها من بعض فشبهت بالشامات، وقيل: سميت الشام بسام بن نوح، لأنه أول من نزلها، فجعلت السين شينا لتغير اللفظ العجمي، فهي معربة.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 312.
(8)
بعد أن احتل سبأ أرض الشام أخذ يقتل بني حام حتى بلغ أقصى المغرب، ومنهم من هرب إلى براري مصر، وأذعنوا له بالطاعة فأسكنهم على شاطيء النيل.
انظر: الحميري: ملوك حمير ص 11.
وسميت مصر كما قال
(1)
.
وسمي سبأ لأنه كلّ من قتل سبا ذراريهم
(2)
، ثم ولي على مصر ابنه بابليون وبه سميت أرض مصر بابليون
(3)
.
ثم رجع سبأ إلى اليمن فبنى السد المذكور في القرآن
(4)
، وهو سد فيه سبعون نهرا
(5)
، ومات قبل أن يكمله وعمره خمسمائة وسبعون عاما، ملكه منها خمسمائة سنة
(6)
، واستخلف ابنه حمير، وجعل المشورة لأخيه كهلان
(7)
.
وحمير بن سبأ أول التتابعة متوج، وهو الذي أبعد يأجوج ومأجوج إلى مطلع الشمس
(8)
، وبقي قبائل
(9)
تحت يده من ولد يافث، وهم الترك، والزط، والكرد، والصغد، والخوز، والقدر، والديلم، وفرغان
(10)
.
(1)
سميت مصر بمصر بن مصرايم بن حام بن نوح.
انظر: الحميري: ملوك حمير ص 11، ياقوت: معجم البلدان 5/ 137.
(2)
كذا ورد عند الحميري في ملوك حمير ص 11.
(3)
كذا ورد عند الحميري في ملوك حمير ص 11.
(4)
في قوله تعالى: لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ حتى قوله تعالى: فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ سبأ آية (15 - 16).
(5)
عن صفة وكيفية بناء السد. راجع: الحميري: ملوك ص 12، ابن كثير: البداية 2/ 148.
(6)
كذا ورد عند الحميري في ملوك حمير ص 12، ويذكر المسعودي في مروجه 1/ 391 بأن ملكه كان أربعمائة وأربعا وثمانين سنة.
(7)
كان لكهلان العنان والترس والقوس، وتقلد الأطراف والثغور والحروب ومناوأة الأعداء حيث كانوا. انظر: الحميري: ملوك حمير ص 12 - 13.
(8)
تولى حمير بن سبأ الملك بعد أبيه، وكان أشجع الناس في وقته، وكان ملكه خمسين سنة، وكان يعرف بالمتوج، وهو أول من وضع على رأسه تاج الذهب من ملوك وتتابعة اليمن، والتتابعة واحدهم تبع، وكانت العرب تسمي من ملك اليمن مع الشحر وحضرموت تبعا.
انظر: المسعودي: مروج الذهب 1/ 391، ابن كثير: البداية 2/ 147.
(9)
في الأصل «قابيل» وما أثبتناه من (ط).
(10)
كذا ورد عند الحميري في ملوك حمير ص 11.
وكان يكتب بالمسند في سلاحه وفي الأميال إذا مر عليها فقيل له في المنام: لا تكتب بالمسند فإن الله إدخره للفرقان، ولكن أكتب بخط أبيك المسند الأول، فكتب به وهو هذا:
(1)
|
وقيل له مسند لأنه أسند إلى هود عن جبريل.
وملك حمير حميع الأرض، وكان عمره أربعمائة سنة وخمسة وأربعين سنة، منها في الملك أربعمائة
(2)
.
وملك بعده وائل بن حمير متوج، فنزل قصر غمدان، وكان حمير قد أوصى أن يستودع في مغارة في جبل عبقر
(3)
ففعل ذلك وائل، وهو أول من
(1)
القوسان والشرطة المعترضة من المحقق للفصل بين كل حرف وآخر.
(2)
يذكر المسعودي في مروجه 1/ 391 كان ملكه خمسمائة سنة وقيل: أكثر من ذلك. ويذكر الحميري في ملوك حمير ص 15 وملك زيادة على خمسمائة سنة.
(3)
عبقر: بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح القاف، موضع من أرض اليمن ينسب إليه الوشي من الثياب. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 79.
وضع في مغارة
(1)
.
وكانت أولاد حمير: وائل والعدد في ولد وائل ومنهم عامة التتابعة، ومالك، وعامر، وعون، وسعد، وعمر، ولم يذكر إلا من أعقب
(2)
.
ولد وائل: السكسك بن وائل، ومازن، وزعير الأكبر، وأوزع، وذو الكلاع.
وولد مالك: قضاعة، وهوازن، والعفور، والأخطور، ويعفر.
وولد عامر بن حمير: دهمان، وولد دهمان يحصب.
وولد سعد بن حمير: واسمه ربيعة السين، وانعام.
وولد عمر بن حمير: الحارث، وولد الحارث دارعين.
وولد السكسك بن وائل: يعفر بن سكسك، وعمران ولهم كانت اليمامة
(3)
.
وولد يعفر: المعافر بن يعفر، ومالك، فولد المعافر: شعبان، وشوعب، ومحنود، وولد شعبان: تعهوت، وولد تعهوت قينان
(4)
.
وولد مالك بن حمير: قضاعة، فولد قضاعة عشرة كلهم أعقبوا
(5)
.
(1)
كذا ورد عند الحميري في ملوك حمير ص 22 - 23.
(2)
عن أولاد حمير. راجع: ابن حزم: جمهرة أنساب العرب ص 432، القلقشندي: نهاية الأرب ص 237.
(3)
عن بني السكاسك وحمير، انظر: ابن حزم: جمهرة أنساب ص 432، القلقشندي: نهاية الأرب ص 59.
(4)
انظر: ابن حزم: جمهرة أنساب ص 418.
(5)
انظر: ابن حزم: جمهرة أنساب ص 440.
وولد كلب بن وبرة بن حلوان بن قضاعة: خولان، وبهوة، ومهرة/بن عمر بن قضاعة، وتنوخ بن قضاعة، وطيء، وراسب، ونهد، وعذرة، وجهينة كلهم بني قضاعة
(1)
.
وولد كهلان بن سبأ - أخو حمير -: عريب، وزيد. وعامة أهل النسب يقولون: عريب بن زيد بن كهلان
(2)
.
فولد عريب: طيا بن أدد بن الهميسع بن عمرو بن عريب، وحويش، وأشعر بن عريب، وولد عريب: مالك
(3)
.
فولد مالك: سعد العشيرة بن مالك، والحارث بن كعب بن مالك، والنخع بن عمرو بن مالك، وكندي بن ثور بن مرتع بن عفير بن الحارث بن مالك، وعاملة، ولخم، وجذام بني عامر بن مالك، ومراد بن كهلان بن مالك
(4)
.
فولد كندي بن ثور: السكاسك بن كندي، والسكون، ومعاوية ابنا كندي
(5)
.
فولد السكون: معافر الأصفر بن السكون
(6)
.
وولد زيد بن كهلان: همدان بن زيد بن مالك، والأزد بن الغوث بن مالك ابن زيد
(7)
.
(1)
عن أولاد قضاعة، انظر: ابن حزم: جمهرة أنساب ص 440.
(2)
انظر: ابن حزم: جمهرة أنساب ص 330،397.
(3)
انظر: ابن حزم: جمهرة أنساب ص 397.
(4)
انظر: القلقشندي: نهاية الأرب ص 291،409.
(5)
انظر: القلقشندي: نهاية الأرب ص 409.
(6)
انظر: القلقشندي: نهاية الأرب ص 59.
(7)
انظر: القلقشندي: نهاية الأرب ص 330.
وولد الأزد بن الغوث: مالك بن الأزد، ومازن بن الأزد، وعك بن عدنان ابن الأزد
(1)
.
فولد مالك بن الأزد: نظر بن مالك، وذر، وخزاعة.
وولد مازن بن الأزد: عمرو بن عامر بن امريء القيس بن ثعلبة بن مازن
(2)
.
وولد عمرو بن عامر: حارثة بن عمرو الأويس - ويقال ثعلبة بدل الأويس - بن عمرو بن عامر، وهو أبو حارثة أبو الأوس والخزرج
(3)
. وثعلبة هو العنفار.
فأما مالك بن حمير: فتبع متوج، وذلك أنه لما ولي وائل بن حمير نافسه أخوه مالك
(4)
، فمات ملك وولي أمره قضاعة بن مالك، ومات وائل وولي بعده ابنه سكسك، وكان يقال السكسك: مقعقع العمل، لأنه كان إذا غلب من ناوأه هدم بناءه، وهو أول من حرق بالنار
(5)
.
وسكسك تبع متوج، ثم أن سكسك غلب على قضاعة، وغلب على الشام وهاداه بابليون فأقره على مصر والمغرب، ورجع إلى غزو بابل يريد نمرود بن ماش، فلما بلغ إلى بحر قراقر
(6)
من أرض العراق اعتل فمات، فرجعوا به
(1)
انظر: القلقشندي: نهاية الأرب ص 91.
(2)
انظر: ابن حزم: جمهرة أنساب ص 330.
(3)
انظر: ابن حزم: جمهرة أنساب ص 331 - 332 وأورد ابن حزم نسب الأوس والخزرج.
(4)
عن أولاد مالك بن حمير. انظر: ابن حزم: جمهرة أنساب ص 432.
(5)
عن أولاد قضاعة بن مالك، انظر: ابن حزم: جمهرة أنساب ص 440.
(6)
قراقر: بضم أوله وبعد الألف قاف أخرى مكسورة وراء، واد لكلب بالسماوة من ناحية العراق. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 317.
إلى اليمن، فولي بعده يعفر بن السكسك
(1)
، وافترق ملك حمير، ورجع نمرود ليقاتل السكسك، فلما مات زاد نمرود تجبرا، ونمرود بن ماش أول أعجمي متوج
(2)
، فلما دنى موت يعفر - ولم يكن له ولد غير أن امرأته حامل - فوضعوا تاجه، وهو تاج وائل بن حمير على بطن امرأته، فولدت النعمان
(3)
.
قال وهب: وكانت أم وائل، ومالك، وعوف أبناء حمير: مالكة بنت عمرو ابن زهير بن يشجب بن يعرب.
وكان وائل حين ولي الملك ولي أخويه مالك وعوف، فنازعه مالك فعزله، وأذعن عوفا فأقره على عمان والبحرين فعظم شأنه حتى ولي السكسك، فدان له عوف، ومات نعمان، فولي بعده مازن بن عوف، فلما هلك سكسك
(4)
ولي بعد يعفر بن سكسك، فنابذه مازن، فأخذ الهبيق والأحقاف، فعظم ملك مازن، ثم مات فولي بعده عامر ذو رباش بن مازن، فأخذ غمدان وصنعاء، فغيب النعمان ابن يعفر في مغارة في جبل عبقر ومعه أمه نائلة بنت مالك بن الحاف ابن قضاعة بن مالك بن حمير.
وكان عامر ذورباش أول الأذواء متوجا، ولم يكن تبعا، فطلب النعمان فلم يقدر عليه، فسأل المنجمين فأخبروه أنه في الجبل، فأحاطوا بالجبل واستخرجوا النعمان [وأمه]
(5)
فأخذهما ذورباش ونزل قصر غمدان، ولم
(1)
في الأصل: «السكس» ، وما أثبتناه من (ط).
(2)
راجع السكتواري: محاضرة الأوائل ص 55.
(3)
وهو المعافر بن يعفر بن مالك بن الحارث بن مرة بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ. انظر: ابن حزم: جمهرة أنساب ص 418،485.
(4)
في الأصل: «سكس» ، وما أثبتناه من (ط).
(5)
الاضافة تقتضيها الضرورة.
يكن ينزل هذا القصر إلا الملك الأعظم ومن يستحق اسم تبع من ملوك حمير، فحبس النعمان/وأمه عنده فماتت أم النعمان وشب الصبي، وكان عليه الحرس، فاحتال الحرس في تسييبه، فخرج النعمان وجمع ولاقى ذو رباش، فاستأسر ذو رباش، وحبسه في غمدان، وسمي النعمان المعافر لقوله:
إذا أنت عافرت الأمور بقدرة
…
بلغت معالي الأقدمين المقاول
وأخذ النعمان أرض بابل ومعه ذو رباش، وسار إلى خراسان، فلما بلغ صحراء
(1)
مرو، فرأى عامر ذو رباش حيّة رقشاء
(2)
، فعرك ذنبها وأعطاها ذراعه فلدغته، فهلك، ثم عبر النعمان الفرات إلى أرمينية، فأخذها، ثم عبر قنطرة سنجة
(3)
إلى الشام، ثم إلى عكة، ثم إلى غمدان، فكان عمره في الملك ثلثمائة.
وكان النعمان تبعا متوجا، ولما مت قال لبنيه: لا تضجعوني فينضجع ملككم، ادفنوني قائما فلا يزال ملككم قائما، ففعلوا، فلما كان في خلافة سليمان بن عبد الملك فتحت مغارة باليمن، فأصابوا منها مالا جسيما، ووجدوا سارية من رخام قائمة قد ختم رأسها بالرصاص، ففتحت، فأصابوا فيها شيخا قائما وعلى رأسه لوح من ذهب مكتوب بالحميرية: أنا المعافر بن يعفر بن مضر لست إلى ذي يمن مقرا سموا بجدي مضر باسق فرعي وصميم سري.
ثم ولي بعد المعافر ابنه السمح، فملك ملكا ضعيفا.
(1)
في (ط): «هجراء مرو» .
(2)
في الأصل: «رقاش» ، وما أثبتناه من (ط). والحية الرقشاء: المبقعة بسواد وبياض. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «رقش» .
(3)
قنطرة سنجة: بفتح السين وسكون النون، وسنجة نهر عظيم يجري بين حصن منصور وكيسوم في ديار مضر، وعليه قنطرة عظيمة من عجائب الدنيا، وهي طاق واحد من الشط إلى الشط. انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 264 - 265.
ثم اجتمع أمر حمير وبني قحطان على شداد بن عاد بن الملطاط بن جشم ابن عبد شمس بن وائل بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب.
وكان شداد تبعا متوجا طاف الأرض يبني المدن والمصانع، ومكث في المغرب مائتي عام، ثم مضى إلى مأرب، فبنى القصر العتيق رمدات، ثم مات بعد خمسمائة عام، فدفن في جبل شمام
(1)
وعنده في المغارة بنتاه.
ثم صار الأمر بعد شداد إلى أخيه لقمان بن عاد، قيل: كان نبيا غير مرسل. يروى أنه أعطي حاسية مائة رجل بأسماعهم وأبصارهم، ولم يكن متوجا.
قال عبد الملك بن هشام: لقيت عامة من العلماء يزعمون أن ذا القرنين ودانيال أنبياء غير مرسلين، وقيل: صالحون.
وحمير سمي لقمان الرائش، سأل ربه عمر إبقاء سبع بقرات أو نوايات أو نسور، فقيل: إنه عاش ألفي سنة وأربعمائة سنة، وهو صاحب لبد، وقيل:
عاش أربعة آلاف سنة، عاش منها عمر ستة أنسر خمسمائة سنة، وعاش لبد وهو آخرها ألف سنة، ودفن بالأحقاف.
ثم صار الأمر بعد لقمان إلى أخيه الهمال [بن عاد، وكان تبعا متوجا، دخل مغارة أخيه شداد وأخذ التاج.
وولي الملك بعد الهمال]
(2)
الحارث الرائش
(3)
، تبع متوج، والحارث هو
(1)
شمام: مشتق من الشمم وهو العلو، وهو اسم جبل لباهلة.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 361.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
وهو الحارث بن شدد، من ولده التتابعة، وسمي بالرائش: لأنه بعد أن استولى على الهند عاد بالغنائم العظيمة فراش بها حمير وكهلان، فسمي بالرائش مأخوذ من رياشة السهم.
انظر: الحميري: ملوك حمير ص 62.
ذو مراثل بن الهمال، غزا الهند وأخذ أرمينية
(1)
ودرب بلجا
(2)
إلى عجز الأرض إلى ما تحت بنات نعش
(3)
، ثم مات باليمن، فكان ملكه مائة عام وخمسة وأربعون عاما
(4)
.
وولي بعده الملك الصعب ذو القرنين بن الحارث الرائش بن عمرو بن الهمال بن عاد بن عامر بن الملطاط
(5)
.
وسئل كعب عن ذي القرنين فقال: من حمير، والاسكندر من بني يونان ابن عيصا بن إسحاق بن إبراهيم، ويقال له: ذو القرنين أيضا، فالأول هو الإسكندر الرومي
(6)
، [والثاني هو]
(7)
الإسكندر اليوناني هو الذي كان على مقدمته الخضر، أدرك رجاله عيسى عليه السلام منهم: جالينوس، وأرسطاطاليس، وهما يونانيين
(8)
، ودانيال عليه السلام.
(1)
إرمينية: بكسر أوله ويفتح وسكون ثانيه وكسر الميم وياء ساكنة وكسر النون، اسم لصقع عظيم واسع في جهة الشمال وتشتمل على كور تلي الجبل من بلاد العراق، ومن الشمال الديلم. انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 160.
(2)
بلجا: بالفتح ثم السكون، من قرى مرو.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 479.
(3)
بنات نعش: سبعة كواكب، أربعة منها نعش لأنها مربعة، وثلاثة بنات نعش.
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «نعش» .
(4)
انظر: الحميري: ملوك حمير ص 61 - 62،67.
(5)
انظر: الحميري: ملوك حمير ص 61.
(6)
ذو القرنين الاسكندر الرومي، من حمير، كان عبدا صالحا أمر قومه بتقوى الله، وكان عادلا ولم يكن نبيا. انظر: ابن الجوزي: المنتظم 1/ 287، ابن كثير: البداية 2/ 95.
وقد اختلف العلماء في اسم ذي القرنين على أربعة أقوال، كما اختلفوا في سبب تسميته بذي القرنين على عشرة أقوال.
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 1/ 286، ابن كثير: البداية 2/ 95 - 96.
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(8)
ذو القرنين الإسكندر اليوناني: أبان ابن كثير بأنه من ولد سام بن نوح، وأنه الاسكندر بن -
ومات ذو القرنين/بالخفق - خفق قراقر - في رمل العراق، دفنه ابنه أبرهة.
وأبرهة تبع متوج - وأبرهية بالحبشية تفسيره: وجه أبيض
(1)
، مدة ملكه ثلثمائة وستين سنة
(2)
، ومات أبرهة ذو المنار، وولي الملك بعده ابنه العبد ابن أبرهة، وهو ذو الأشرار، قيل له ذلك لأنه غلب الحبشة، أقام في الملك ستين عاما ثم مات بالفالج، فولي بعده أخوه عمرو بن أبرهة
(3)
، وهو عمرو ذو الأزعار
(4)
، أمه العيوف ابنة الراتع الجني.
وولي الملك بمأرب شرحبيل بن عمرو بن غالب بن السائب بن عمرو بن يعفر، فاقتتل عمرو وشرحبيل ثم افترقوا، فأقام شرحبيل في الملك سنة ومات، فولي الملك بعده ابنه الهدهاد أبو بلقيس
(5)
.
(8)
- فيلبس المقدوني اليوناني المصري باني الاسكندرية، وكان متأخرا عن الاسكندر الأول بدهر طويل، وكان أرسطاطاليس الفيلسوف وزيره. وقال ابن كثير: وإنما نبهنا عليه لأن كثيرا من الناس يعتقد أنهما واحد، وأن المذكور في القرآن هو الذي كان أرسطاطاليس وزيره، فيقع بذلك خطأ كبير، والحق أن الأول كان عبدا صالحا، وأما الثاني فكان مشركا.
انظر: ابن كثير: البداية 2/ 96 - 97.
(1)
كذا ورد عند الجواليقي في المعرب ص 68.
(2)
كذا ورد عند المسعودي في مروجه 3 1/ 91، والحميري في ملوك حمير ص 69 وقال:«وإنما لقب بذي المنار: لأنه أول من نصب المنار والأعلام والأميال على الطريق ليهتدي بها جيشه عند القفول من غزوهم في رجوعهم» .
(3)
راجع المسعود ي في مروجه 1/ 391، والحميري في ملوك حمير ص 69.
(4)
كذا ورد عند المسعودي في مروجه 1/ 392، وإنما لقب بذي الأذعار: لأنه لما زحف على بلاد المغرب أسر قوما وجوههم في صدورهم، فلما قدم بهم ذعر الناس، فسمي ذا الأذعار لذلك. انظر: الحميري: ملوك حمير ص 71.
(5)
كان الهدهاد ملكا عظيما، ولم يكن له ذكر ولا عقب غير بلقيس.
انظر: المسعودي: مروج الذهب 1/ 392، الحميري: ملوك حمير ص 73.
ثم مات الهدهاد فوليت بلقيس، فقصدها عمرو ذو الأزعار، ثم أنها قتلته، وكانت ملكة متوجة، ومات ذو الأزعار بعد أن ملك مائة وخمسا وعشرين سنة، ثم أتى سليمان عليه السلام بعد أن ملكت بلقيس سبع سنين، ثم مات سليمان بعد أن تزوج بلقيس بأربعين عاما
(1)
. انتهى.
رجعنا إلى المقصد الأول:
قال الشيخ جمال الدين
(2)
: «وفي قبلة جبل أحد قبور الشهداء، ولا يعلم منها الآن إلا قبر حمزة رضي الله عنه ومعه في القبر ابن اخته عبد الله بن جحش - كما تقدم
(3)
- وعليه قبة عالية ومشهد [محكم البناء]
(4)
بنته أم الخليفة الناصر لدين الله أبي العباس أحمد بن المستضيء سنة تسعين وخمسمائة، وعلى المشهد باب من حديد يفتح كل خميس، وشمال المشهد آرام من حجارة يقال أنها من قبور الشهداء، وكذلك من غربية أيضا، وقد ورد أن هذه قبور أناس ماتوا عام الرمادة في خلافة عمر رضي الله عنه إذ لا ضرورة أن يبعدوا عنه، وعند رجلي حمزة قبر رجل تركي كان متوليا عمارة المشهد الشريف يقال له: سنقر [توفي فدفن هناك،]
(5)
وكذلك في صحن المسجد الشريف قبر دفن فيه بعض الأشراف من أمراء المدينة، وتحت جبل أحد من جهة القبلة لاصقا بالجبل مسجد صغير قد تهدم، يقال: أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى فيه الظهر والعصر [يوم أحد]
(6)
بعد إنقضاء القتال، وفي جهة القبلة
(1)
انظر: المسعودي: مروج الذهب 1/ 392، الحميري: ملوك حمير ص 77.
(2)
قول جمال الدين المطري ورد في التعريف ص 48، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 153، والنهرواني في تاريخ المدينة ق (67).
(3)
وذلك في الفصل الخامس من الباب الرابع.
(4)
الاضافة من التعريف للمطري فقد نقل عنه المؤلف.
(5)
الاضافة من التعريف للمطري فقد نقل عنه المؤلف.
(6)
الاضافة من التعريف للمطري فقد نقل عنه المؤلف.
من هذا المسجد موضع منقور في الحجر على قدر رأس الإنسان، يقال أن النبي صلى الله عليه وسلم، جلس على الصخرة التي تحته وأدخل رأسه فيه، وكذلك شمال المسجد غار في الجبل يقال أن النبي صلى الله عليه وسلم، دخله، ولم يرد بذلك كله نقل صحيح [فلا يعتمد عليه]
(1)
وقبلي مشهد [حمزة رضي الله عنه]
(2)
جبل صغير يسمى عينين
(3)
- بفتح العين المهملة، وكسر النون الأولى - والوادي بينهما كان عليه الرماة يوم أحد، وعنده مسجدان أحدهما: - مع ركنه الشرقي - يقال: إنه الموضع الذي طعن فيه حمزة، والمسجد الآخر:
- شمال هذا المسجد على شفير الوادي - يقال: إنه مصرع حمزة، وأنه مشى بطعنته إلى هناك، ثم صرع رضي الله عنه، وبين المشهد والمدينة ثلاثة أميال ونصف ميل أو ما يقاربه)
(4)
وإلى أحد ما يقارب أربعة أميال [من المدينة»]
(5)
.
وكانت غزوة أحد في السنة الثالثة من الهجرة
(6)
.
المشهور من غزواته
(7)
صلى الله عليه وسلم:
وجملة المشهور من غزواته صلى الله عليه وسلم، إثنان وعشرون غزاة ذكرها الطبري
(8)
:
(1)
الاضافة من التعريف للمطري فقد نقل عنه المؤلف.
(2)
الاضافة من التعريف للمطري فقد نقل عنه المؤلف.
(3)
عينين: تثنية عين، بالفتح ثم السكون وكسر النون الأولى، وهو الجبل الذي كان عليه الرماة يوم أحد. انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 289، السمهودي: وفاء الوفا ص 1271،1275.
(4)
الاضافة من التعريف للمطري فقد نقل عنه المؤلف.
(5)
الاضافة من التعريف للمطري فقد نقل عنه المؤلف.
(6)
وذلك في يوم السبت للنصف من شوال، وهو الراجح.
انظر: ابن هشام: السير 2/ 100، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 502، ابن النجار: الدرة الثمينة 2/ 346.
(7)
الغزو: أصله القصد، وغزوات النبي صلى الله عليه وسلم هي ما وقع من قصد النبي ينفسه أو بجيش من قبله. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «غزا» .
(8)
أوردها محب الطبري في كتابه خلاصة سير سيد البشر ص 36 - 50.
الأولى غزوة ودان
(1)
: حين بلغ الأبواء
(2)
لسنة من الهجرة وشهرين وعشرة أيام
(3)
.
الثانية غزا عيرا لقريش
: بعد ذلك بشهر وثلاثة أيام
(4)
.
الثالثة خرج في طلب كرز بن جابر
: وكان أغار على سرح المدينة بعد ذلك بعشرين يوما
(5)
.
الرابعة غزوة بدر
: لسنة وثمانية أشهر لسبعة عشر ليلة خلت من رمضان يوم الجمعة
(6)
.
كان المسلمون يومئذ على عدد قوم طالوت/ثلاثمائة وتسعة عشر، وقيل: وثلاثة عشر، ثلاثة وثمانون من المهاجرين [ومائة]
(7)
، وسبعون من
(1)
ودّان: بالفتح والتشديد، قرية من نواحي الفرع، بينها وبين الأبواء ثمانية أميال، وهي لضمرة وغفار وكنانة.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 365، الفيروز ابادي: المغانم ص 426.
(2)
الأبواء: بفتح الهمزة وسكون الموحدة والمد، قرية جامعة من أعمال الفرع بين مكة والمدينة قريبة من البحر. انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 79، السمهودي: وفاء الوفا ص 1016.
(3)
وهي أول غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه، ويقال لها: غزوة ودّان أو الأبواء، وكان الرسول يريد قريشا وبني ضمرة، فوادعه فيها بنو ضمرة.
انظر: الواقدي: المغازي 1/ 11، ابن هشام: السيرة 1/ 91، ابن سعد: الطبقات 2/ 8.
(4)
وهذه الغزوة هي غزوة «بواط» حيث خرج الرسول صلى الله عليه وسلم يريد قريشا وسار حتى بلغ بواط من ناحية جبل رضوي قرب ينبع، ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيدا.
انظر: الواقدي: المغازي 1/ 12، ابن هشام: السيرة 1/ 598، ابن سعد: الطبقات 2/ 8.
(5)
في ربيع الأول - السنة الثانية - أغار كرز بن جابر الفهري على سرح المدينة، فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم في طلبه حتى بلغ وادي سفوان من ناحية بدر، فلم يدركه، ثم رجع الرسول إلى المدينة. وسماها الواقدي غزوة سفوان أو غزوة بدر الأولى.
انظر: الواقدي: المغازي 1/ 12، ابن هشام: السيرة 1/ 601، ابن سعد: الطبقات 2/ 9.
(6)
وهو الراجح كما ذكر الواقدي في مغازيه 1/ 12، وابن هشام في السيرة 1/ 601، وابن سعد في الطبقات 2/ 9.
(7)
الاضافة تقتضيها الضرورة.
الخزرج، وستون من الأوس
(1)
.
سمى طالوت لطوله، واسمه بالسريانية «شاول» وبالعبرانية «ساول»
(2)
.
وكان الذين عبروا معه النهر ثلثمائة وثلاثة عشر من ثمانين ألفا
(3)
، وهو نهر الأردن وفلسطين عذب يقال له: الأدما
(4)
.
وكان المشركون ببدر بين التسعمائة والألف
(5)
، وفيها أمدّه الله بخمسة آلاف من الملائكة مسومين
(6)
.
وسميت بدر: لأنها كانت بيد رجل كان بها يسمى بدرا
(7)
. حكاه الشعبي.
(1)
كما ذكر ابن هشام في السيرة 1/ 706، والطبري في تاريخه 2/ 477، والبيهقي في الدلائل 3/ 40.
(2)
اسم طالوت بالسريانية «شاول» ينتهي نسبه إلى يعقوب بن إسحاق بن ابراهيم.
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 475، وابن كثير: البداية 2/ 7، ويذكر الجواليقي في المعرب ص 275 أن طالوت اسم أعجمي.
(3)
يروي الطبري عن السدي: كان الجيش ثمانين ألفا، فشرب من النهر منهم ثلاثة آلاف وستمائة وبضعة وثمانون ومكث معه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا. وقال ابن كثير: وقول السدي بأن عدد الجيش كان ثمانين ألفا فيه نظر، لأن أرض بيت المقدس لا تحتمل أن يجتمع فيها جيش مقاتلة يبلغون ثمانين ألفا.
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 469، ابن كثير: البداية 2/ 8.
(4)
يذكر ابن كثير في البداية 2/ 8: «قال ابن عباس وكثير من المفسرين بأن هذا النهر هو نهر الأردن، وهو المسمى بالشريعة» ويذكر ياقوت في معجم البلدان 1/ 147: «هما أردنان، أردن الكبير وأردن الصغير، فأما الكبير يصب في بحيرة طبرية، والصغير نهر يأخذ من بحيرة طبرية ويمر نحو الجنوب» .
(5)
كما ذكر الواقدي في مغازيه 1/ 39، وابن سعد في الطبقات 2/ 15، والطبري في تاريخه 2/ 477.
(6)
وذلك من قوله تعالى يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ سورة آل عمران آية 125، وانظر: الواقدي: المغازي 1/ 75، ابن سعد: الطبقات 2/ 16.
(7)
بدر رجل من بني ضمرة سكن ذلك الموضع فنسب إليه، ثم غلب عليه اسمه، وقيل: بدر اسم بئر احتفرها رجل من غفار بينها وبين المدينة ثمانية برد.
انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 51، السمهودي: وفاء الوفا ص 1145.
واستشهد يومئذ من المسلمين أربعة عشر: ستة من المهاجرين، وثمانية من الأنصار
(1)
.
وأول من قتل منهم: حارثة بن سراقة، قتله حبان بن العرقة
(2)
، وقيل:
أول قتيل ببدر مهجع مولى عمر بن الخطاب، قتله عامر بن الحضرمي
(3)
.
وشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا بسيفه الذي يدعى العضب، وانكسر فيها قوسه الذي يدعى الكتوم، وضربت فيها طبلخانة النصر، فهي تضرب إلى قيام الساعة
(4)
.
ومن العجائب
(5)
:
أن امرأة شهد لها بدرا سبعة بنون مسلمين، وهي عفراء ابنة عبيد، تزوجها الحارث بن رفاعة فولدت له: معاذا ومعوذا، ثم تزوجها بكير بن عبد ياليل فولدت له: إياسا وخالدا وعاقلا وعامرا، ثم عادت إلى الحارث فولدت له: عوفا، وشهدوا كلهم بدرا، واستشهد معاذ ومعوذ وعاقل ببدر، وخالد يوم الرجيع، وعامر ببئر معونة، وإياس يوم اليمامة، والبقية منهم لعوف. ويخرج
(1)
راجع جريدة أسماء الشهداء من المهاجرين والأنصار - غزوة بدر في: مغازي الواقدي 1/ 145 - 147، طبقات ابن سعدذ 2/ 17، تاريخ الطبري 2/ 477.
(2)
كذا ورد عند الواقدي في مغازيه 1/ 65،146، وابن سعد في طبقاته 2/ 17، والطبري في تاريخه 2/ 448.
(3)
في الأصل «عامر بن اليحصب» وما أثبتناه من المصادر التي وثقنا منها الخبر. وقد رمي مهجع بسهم فقتل، فكان أول قتيل من المسلمين.
انظر: الواقدي: المغازي 1/ 65، ابن هشام: السيرة 1/ 627، ابن سعد: الطبقات 2/ 16، الطبري: تاريخ 2 لرسل 2/ 448.
(4)
كذا ورد عند السمهودي في وفاء الوفا ص 1146 نقلا عن المصنف.
(5)
الكلام به نقص واضطراب، وبه تقديم وتأخير وتداخل في هذا الخبر والذي يليه أيضا. والصواب أثبتناه من (ط) ومن تلقيح فهوم أهل الأثر ص 699، والمدهش ص 62 لابن الجوزي لكي يستقيم تسلسل المسائل مع نتائجها.
من هؤلاء جواب المسائل: هل تعرفون أربعة أخوة لأب وأم شهدوا بدرا مسلمين؟ ومن هذا الجنس امرأة كان لها أربعة أخوة وعمان شهدوا بدرا، أخوان وعم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخوان وعم مع المشركين؟ فالمرأة هي أم أبان بنت عتبة بن ربيعة، والأخوان المسلمان: أبو حذيفة بن عتبة ومصعب بن عمير، والعم المسلم: معمر بن الحارث، والأخوان المشركان: الوليد بن عتبة وأبو عزيز، والعم المشرك: شيبة بن ربيعة
(1)
.
الخامسة غزوة بني قينقاع
(2)
.
السادسة غزوة السويق: في طلب أبي سفيان صخر بن حرب
(3)
.
السابعة غزوة بني سليم بالكدر
(4)
.
الثامنة غزاة ذي أمر: وهي غطفان، ويقال: غزاة أنمار
(5)
، وهذه الأربع غزوات في بقية السنة الثانية.
(1)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 62، وتلقيح فهوم أهل الأثر ص 699.
(2)
قينقاع: من طوائف اليهود بالمدينة، وكانوا أول يهود نقضوا العهد، فأظهروا العداء للاسلام بعد انتصار بدر، فغزاهم الرسول صلى الله عليه وسلم في شوال السنة الثانية، وأجلاهم عن المدينة بنسائهم وذراريهم.
انظر: الواقدي: المغازي 1/ 176، ابن هشام: السيرة 2/ 47، ابن سعد: الطبقات 2/ 28، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 479.
(3)
كان أبو سفيان أغار على المدينة من ناحية العريض في ذي الحجة السنة الثانية، وسميت السويق لأن أكثر ما طرح القوم من أزوادهم السويق - دقيق ملتوت بالسمن والعسل.
انظر: الواقدي: المغازي 1/ 181، ابن هشام: السيرة 2/ 44، ابن سعد: الطبقات 2/ 30، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 483.
(4)
بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم، أن بقرقرة الكدر جمعا من سليم وغطفان، فغزاهم في ذي القعدة السنة الثانية.
انظر: الواقدي: المغازي 1/ 182، ابن هشام: السيرة 2/ 43، ابن سعد: الطبقات 2/ 31، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 482.
(5)
بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم، أن جمعا من بني ثعلبة ومحارب بذي أمر قد تجمعوا يريدون المدينة، -
التاسعة غزاة أحد: في السنة الثالثة
(1)
.
العاشرة غزاة بني النضير: لسبعة أشهر خلت منها وعشرة أيام
(2)
.
الحادية عشرة غزوة ذات الرقاع: بعد ذلك بشهرين وأربعة أيام، قيل: كانت في السنة الخامسة
(3)
.
ذات الرقاع موضع سمي به، لأنه كان ذا ألوان، موضع قريب من نجد، وقيل: أن قوما قصدوه فتشققت أقدامهم فجعلوا يلفون عليها الرقاع
(4)
، وقال محمد بن سعد
(5)
: هو جبل مبقع، صلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف
(6)
.
الثانية عشر غزوة دومة الجندل: بعد ذلك بشهرين وعشرين يوما، وكانت في السنة الخامسة
(7)
، قيل: صلى النبي صلى الله عليه وسلم، فيها صلاة الخوف،
(5)
- فغزاهم في ربيع الأول السنة الثانية.
انظر: الواقدي: المغازي 1/ 193، ابن هشام: السيرة 2/ 46، ابن سعد: الطبقات 2/ 34.
(1)
خصص لها المؤلف الفصل الرابع والخامس من الباب الرابع.
وقيل: إنما صلاها في السنة السادسة، وكانت صلاة المغرب.
دومة الجندل: [بضم] /الدال، وقد تفتح وأنكره ابن دريد، وهي من بلاد الشام قريب من تبوك.
الثالثة عشر غزاة بني المصطلق: من خزاعة بعد ذلك بخمسة أشهر وثلاثة أيام، وهي التي قال فيها أهل الإفك ما قالوا.
الرابعة عشر غزوة الخندق: لأربع سنين وعشرة أشهر وخمسة أيام.
الخامسة عشر غزوة بني قريظة: بعد ذلك بستة عشر يوما.
السادسة عشر غزوة بني لحيان: بعد ذلك بثلاثة أشهر
(1)
.
السابعة عشر غزوة الغابة: في سنة ست
(2)
، وفيها اعتمر عمرة الحديبية.
الثامنة عشر غزاة خيبر: لثلاثة أشهر خلت من السنة السابعة وأحد عشر يوما
(3)
، وذلك بعد عشرين ليلة أو قريبا منها من الحديبية، وبعدها بستة أشهر وعشرة أيام اعتمر عمرة القضية.
التاسعة عشر فتح مكة: لسبع سنين وثمانية أشهر وأحد عشر يوما
(4)
.
العشرون غزاة حنين: بعد ذلك بيوم، وفيها أنزل الله الملائكة لنصرة نبيه صلى الله عليه وسلم
(5)
.
الحادية والعشرون غزوة الطائف: في تلك السنة
(6)
، وفيها حج
(1)
خرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بني لحيان بناحية عسفان يطلب بأصحاب الرجيع. عن هذه الغزوة راجع: مغازي الواقدي 2/ 535، سيرة ابن هشام 2/ 279، طبقات ابن سعد 2/ 78، تاريخ الطبري 2/ 595.
(2)
ويقال لها غزوة ذي قرد، وهي على بريد من المدينة مما يلي غطفان. وعن الغزوة وسببها راجع: مغازي الواقدي 2/ 537، سيرة ابن هشام 2/ 281، طبقات ابن سعد 2/ 80، تاريخ الطبري 2/ 596.
(3)
الراجح أن غزوة خيبر كانت في بقية المحرم سنة سبع.
انظر: ابن هشام: السيرة 2/ 328، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 9، الزرقاني: المواهب 2/ 217.
(4)
راجع فتح مكة في: سيرة ابن هشام 2/ 437، طبقات ابن سعد 2/ 134، تاريخ الطبري 3/ 69.
(5)
عن الغزوة وسببها وما أنزل الله من الملائكة والآثار الدالة على ذلك.
انظر: الواقدي: المغازي 3/ 885، ابن هشام: السيرة 2/ 437، ابن سعد: الطبقات 2/ 149، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 70.
(6)
وذلك في شوال سنة ثمان، وعن الغزوة وما حدث فيها.
انظر: الواقدي: المغازي 3/ 922، ابن هشام: السيرة 2/ 478، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 82.
بالناس عتّاب بن أسيد
(1)
.
الثانية والعشرون غزاة تبوك: لستة أشهر خلت من السنة التاسعة وخمسة أيام
(2)
، وفي هذه السنة حج بالناس أبو بكر رضي الله عنه
(3)
-.
تبوك: سميت بذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم رآهم يحفرون البركة ولم يهيئوا فقال:
(4)
.
وكانت هذه الغزوة في رجب سنة تسع، وبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها مساجده التي بين المدينة وتبوك كما سيأتي
(5)
.
وكانت الثلاثة الذين تخلفوا عن هذه الغزوة - بقوله تعالى {وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا}
(6)
-: كعب بن مالك، وهلال بن أمية من بني واقف، ومرارة ابن الربيع - وقيل: ابن ربعي - العمري، وكلهم من الأنصار
(7)
. ذكره المهدوي.
وقال ابن إسحاق، وأبو معشر، وموسى بن عقبة: المشهور أن النبي صلى الله عليه وسلم غزا ستا وعشرين غزاة بنفسه، وقيل: سبعا وعشرين غزاة، والبعوث والسرايا خمسون أو نحوها، وقيل: خمس وثلاثون، وقيل: ست وخمسون،
(1)
انظر: الواقدي: المغازي 3/ 959، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 95.
(2)
عن الغزوة وسببها، انظر: الواقدي: المغازي 3/ 989، ابن هشام: السيرة 2/ 516، ابن سعد: الطبقات 2/ 165، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 100.
(3)
انظر: ابن سعد: الطبقات 2/ 168، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 122.
(4)
كذا ورد عند ياقوت بنحوه في معجم البلدان 2/ 15.
(5)
يأتي تفصيل ذلك في الفصل الرابع من الباب السابع.
(6)
سورة التوبة آية (118).
(7)
عن الثلاثة الذين خلفوا، انظر: الواقدي: المغازي 3/ 996، ابن هشام: السيرة 2/ 519، ابن سعد: الطبقات 2/ 166، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 103.
وقيل: غزواته ستة وعشرون
(1)
.
وعن قتادة: غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم وسراياه ثلاثا وأربعين
(2)
.
والسرايا: جمع سرية، وهي قطعة من الجيش يوجهها مقدمة الجيش شرطها أن تكون أربعمائة
(3)
. حكاه أبو عبيد. وفي كتاب «الاكليل» بعوث رسول الله صلى الله عليه وسلم تزيد على المائة. وفي كتاب أبي عبد الله بن نصر المروزي:
السرايا والبعوث دون الحروب نيفا وسبعين.
قالوا: ولم يقاتل صلى الله عليه وسلم، إلا في سبع: بدر، وأحد، والخندق، وبني قريظة، والمصطلق، وخيبر، والطائف. وقيل: قاتل بوادي القرى، والغابة، وبني النضير
(4)
.
وقيل: غزواته صلى الله عليه وسلم إحدى وعشرون، وقيل: أربعة وعشرون، وقيل: تسعة عشر
(5)
. يقال لا تماروا أهل المدينة في الغزوات، ولا أهل الكوفة في الزاني، ولا أهل مكة في المناسك.
(1)
ذكره ابن هشام في السيرة 1/ 608 وعزاه لابن إسحاق وأبي معشر وموسى بن عقبة، وابن سعد في طبقاته 2/ 5 وعزاه لابن إسحاق وأبي معشر وموسى بن عقبة، والبيهقي في الدلائل 5/ 462 وقد وفق الطبري بين من قال أن عدد غزواته (26) وبين من قال هن (27) فقال:«فمن قال هي ست وعشرون: جعل غزوة النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر إلى وادي القرى غزوة واحدة، ومن قال هي سبع وعشرون غزوة: جعل غزوة خيبر غزوة وغزوة وادي القرى غزوة أخرى فيجعل العدد سبعا وعشرين» . انظر: تاريخ الطبري 3/ 152.
(2)
قول قتادة كذا ورد عند البيهقي في الدلائل 2/ 462.
(3)
كذا ورد عند ابن منظور في اللسان مادة «سرى» .
(4)
في رواية ابن هشام في سيرته 2/ 609، والطبري في تاريخه 3/ 153، وابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 78: أنه قاتل في تسع. وأضافوا: الفتح وحنين.
(5)
في حديث زيد بن أرقم أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الجهاد والسير باب عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم برقم (113،114)، والبخاري في صحيحه كتاب المغازي باب كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم.
إشارة:
اعلم أن أفضل العبادات/بعد أداء الفرائض الجهاد، قال الله تعالى:
(1)
الآية، هذه الآية عامة في كل مجاهد إلى يوم القيامة، وقوله تعالى {وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ}
(2)
إخبار منه عز وجل أن هذا كان في هذه الكتب، وأن الجهاد أصله من عهد موسى عليه السلام
(3)
.
قال الحسن: ما على الأرض مؤمن إلا ويدخل في هذه البيعة
(4)
، قيل:
إنه لا يكون جهاد في أقطار الأرض إلا وجبريل حاضر فيه.
عن النبي صلى الله عليه وسلم: «وفد الله ثلاثة: الغازي والحاج والمعتمر إن دعوه أجابهم وإن استغفروه غفر [لهم»
(5)
]
(6)
.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«والذي نفسي بيده لوددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحيى فأقتل ثم أحيى فأقتل» فكان أبو هريرة يقولها ثلاثا: أشهد الله
(7)
.
(1)
سورة التوبة آية (111).
(2)
سورة التوبة آية (111).
(3)
كذا ورد عند القرطبي في الجامع 8/ 267 - 268.
(4)
كذا ورد عند القرطبي في الجامع 8/ 269، والسيوطي في الدر المنثور 4/ 295 وعزاه لابن أبي حاتم عن الحسن.
(5)
أخرجه النسائي في سننه عن أبي هريرة كتاب الحج باب فضل الحج 5/ 113، والحاكم في المستدرك 1/ 441 عن أبي هريرة، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 262 عن أبي هريرة.
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(7)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب التمني باب ما جاء في التمني عن أبي هريرة برقم (7227) 8/ 163، ومسلم في صحيحه كتاب الامارة باب فضل الجهاد عن أبي هريرة برقم (106) 3/ 1497، ومالك في الموطأ 2/ 460 عن أبي هريرة، وأحمد في المسند 2/ 384 عن أبي هريرة.
وقال خالد بن معدان: من اغتاب غازيا كتب في أهل النار.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من جريح يجرح في الله إلا والله يبعثه يوم القيامة وجرحه يدمي، اللون لون دم، والريح ريح مسك»
(1)
.
وعنه أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل النار من بكى من خشية الله حتى يلج اللبن في الضرع ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري عبد أبدا»
(2)
.
ويذكر أن السلطان صلاح الدين أبو المظفر يوسف بن أيوب بن شادي
(3)
ابن مروان الملك الناصر
(4)
، كان إذا عاد من الغزو نفض ثيابه من غبار الغزو على نطع وأمر من يجمعه، وإن ذلك الغبار عجن بماء زمزم وجعل لبنة لطيفة وجعلت تحت رأسه في قبره، افتتح ثلاثا وسبعين مدينة
(5)
، وافتتح القدس يوم
(1)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجهاد باب من يخرج في سبيل الله عن أبي هريرة برقم (2803) 3/ 269، ومسلم في صحيحه كتاب الإمارة باب فضل الجهاد عن أبي هريرة برقم (105) 3/ 1496، والترمذي في سننه 4/ 158 عن أبي هريرة، ومالك في الموطأ 2/ 461 عن أبي هريرة، والبيهقي في الدلائل 3/ 290 عن عبد الله بن ثعلبة.
(2)
أخرجه النسائي في سننه 6/ 12 عن أبي هريرة، والبغوي في شرح السنة 14/ 364 عن أبي هريرة، وأحمد في المسند 2/ 505 عن أبي هريرة، والترمذي في سننه 4/ 147 عن أبي هريرة، والهيثمي في موارد الظمآن ص 385 عن أبي هريرة، والمتقي في الكنز برقم (58870) وعزاه لأحمد والترمذي والنسائي والحاكم.
(3)
في الأصل: «شاذلي» ، وما أثبتناه من (ط).
(4)
صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شادي بن مروان، أبو المظفر الملك الناصر، كان شجاعا مجاهدا كثير الغزو (ت 589 هـ).
انظر: ابن كثير: البداية 13/ 3 - 6، الذهبي: سير أعلام 21/ 278، ابن تغري: النجوم 6/ 51.
(5)
انظر تفصيل فتوحات صلاح الدين في: البداية لابن كثير 12/ 344،13/ 4 - 6، وفي سير أعلام الذهبي 21/ 279، والنجوم الزاهرة لابن تغري 6/ 36 - 40.
الجمعة لثلاث بقين من رجب سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة
(1)
، توفي يوم الأربعاء السابع والعشرون من صفر سنة تسع وثمانين وخمسمائة، مدة ملكه ثمان وعشرون سنة دفن بدمشق
(2)
.
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من طلب الشهادة صادقا أعطيها ولو لم تصبه» . رواه مسلم في صحيحه
(3)
.
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: الشهداء سبعة سوى
(4)
القتل في سبيل الله:
المطعون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، و [صاحب]
(5)
الحرق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيد»
(6)
.
فالمبطون: كصاحب الإسهال، وقيل: الاستسقاء. والمطعون: من يموت بالطاعون. والمرأة تموت بجمع: يعني في بطنها ولد، وجمع: يروى بضم الجيم: [ويفسر على وجوه: الأول إنها التي تموت لعسر الولادة، وقيل: التي تموت عذراء لم يمسها رجل]
(7)
والكسر في هذا المعنى لغة لما روي في
(1)
عن فتح القدس راجع: ابن كثير: البداية 12/ 344، الذهبي: سير أعلام 21/ 281، ابن تغري: النجوم 6/ 36 - 37.
(2)
كذا ورد عند ابن كثير في البداية 13/ 3، والذهبي في سير أعلام 21/ 287، وابن تغري في النجوم 6/ 51 - 53.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإمارة باب استحباب طلب الشهادة في سبيل الله عن أنس برقم (156) 3/ 1517، وذكره المتقي في كنز العمال برقم (11118) وعزاه لأحمد ومسلم عن أنس.
(4)
في الأصل: «سواء» ، والمثبت من (ط).
(5)
الاضافة من المصادر التي خرجت الحديث.
(6)
أخرجه مالك في الموطأ 1/ 234 عن جابر بن عتيك، والنسائي في سننه 4/ 15 عن جابر بن عتيك، وأبو داود في سننه 3/ 189 عن جابر بن عتيك، والترمذي في سننه 3/ 377 عن أبي هريرة، والحاكم في المستدرك 1/ 352 عن جابر بن عتيك.
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
الحديث: أيما امرأة ماتت بجمع لم تطمث دخلت الجنة
(1)
. لم تطمث: أي لم/تمسس
(2)
.
قال ابن أبي جمرة في قوله عليه السلام «الطاعون شهادة لكل مسلم»
(3)
: من مات بالطاعون هل يلحق بالشهداء الذين قتلوا في سبيل الله أم لا؟ أما في إشتراك الإسم فظاهر، وأما في تضعيف الأجر فهو متوقف على إخبار الشارع عليه السلام، ولم يجيء عنه [في ذلك شيء - أعني في هذا الحديث - لأن]
(4)
تفضيل الشهداء بعضهم على بعض قد ورد في الكتاب والسنة، فأما في الكتاب: فقوله تعالى {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا}
(5)
الآية، فنص [عز وجل]
(6)
بقران هذه الرتبة العليا إنما تكون للذين قتلوا في سبيل الله دون غيرهم من الشهداء، وأما السنة: فقوله عليه الصلاة والسلام:
«أرواح الشهداء في حواصل طير خضر» الحديث
(7)
، فبان بهذا أن للقتلى في سبيل ما ليس لغيرهم
(8)
.
(1)
كذا ورد عند ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث 1/ 296.
(2)
أي ماتت بكرا لم يقترب منها ولم تمسس.
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «طمث» .
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجهاد باب الشهادة سوى القتل عن أبي هريرة برقم (2830)، ومسلم في صحيحه كتاب الإمارة باب بيان الشهيد عن أنس برقم (166) 3/ 1522، وأحمد في المسند 3/ 150 عن أنس.
(4)
سقط من الأصل و (ط) والاضافة من بهجة النفوس لابن أبي جمرة فقد نقل عنه المؤلف.
(5)
سورة آل عمران آية (169).
(6)
سقط من الأصل و (ط) والاضافة من بهجة النفوس لابن أبي جمرة فقد نقل عنه المؤلف.
(7)
جزء من حديث أخرجه أبو داود في سننه 3/ 15 عن ابن عباس، وأحمد في المسند 1/ 266 عن ابن عباس، والبيهقي في السنن 9/ 163 عن ابن عباس وفي الدلائل 3/ 304 عن ابن عباس.
(8)
قول عبد الله بن أبي جمرة ورد في كتابه بهجة النفوس 3/ 108.
تلويح فيما شوهد من العجائب في قتلى الجهاد:
حكى عبد الله بن ماتك
(1)
قال حدثني المصري قال: صحبنا رجلا وكان لا يأكل ولا يشرب، قلنا له: فما خبرك؟ قال: غزونا في أربعمائة، فخرج علينا العدو فأثبنا كلنا، وجرحت أنا في القتلى، فرأيت جواري بأيديهن كاسات، فصبوا في أفواه القتلى، فغمضت عيني حتى وصلوا إليّ فقالوا: صبوا في حلق هذا وعجلوا قبل أن تغلق أبواب السماء، قالت: أسقيه
(2)
وفيه رمق؟ قالت: لا بأس فصبت في حلقي ما لم أذق طعم شيء مثل طعمه، فمنذ شربته لم أحتج إلى طعام ولا شراب.
وقال أيضا حدثني محمد الوراق قال: كان بالأوس رجل أسود يقال له:
مبارك، وكان يقول: أنا أسأل الله أن يزوجني بحور العين، فغزونا، فقتل مبارك، فمررت به، فرأيت رأسه ناحية وهو منكب على بطنه ويده تحت صدره، فقلنا له: يا مبارك كم زوجك الله من الحور العين؟ فأخرج يده من تحت صدره، وأشار بثلاث أصابع - يعني ثلاثة.
وروي أن أسلم الحبشي
(3)
، وكان مملوكا لعامر اليهودي يرعى غنما له، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو محاصر بعض حصون خيبر
(4)
فأسلم، وقال [له]
(5)
النبي صلى الله عليه وسلم: «اضرب وجه الغنم سترجع إلى ربها» ففعل، فرجعت
(1)
في (ط): «عبد الله بن مالك» .
(2)
في الأصل: «السقية» وما أثبتناه من (ط).
(3)
أسلم الحبشي الأسود، كان مملوكا لعامر اليهودي يرعى غنما، أسلم عند حصار خيبر، وتقدم فقاتل مع المسلمين، فأصابه حجر فقتل وما صلى لله صلاة قط.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 85، السيوطي: رفع شأن الحبشان ص 299.
(4)
يقال له حصن العموص كما ورد في رواية البيهقي في الدلائل 4/ 219.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
الغنم حتى دخلت الحصن، وتقدم فقاتل، فأصابه حجر فقتله، فأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سجي بشملة، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أعرض عنه، فسأل عن ذلك، فقال:«إن معه زوجته من الحور العين»
(1)
.
الحور جمع أحور، وقيل: جمع حوراء، وهي الشديدة بياض العين الشديدة سوادها
(2)
.
وقال أبو عمرو: الحور أن تسودّ العين كلها مثل عين الظباء والبقر، وليس في بني آدم حور
(3)
.
والعين - بكسر العين - جمع عيناء، وهي الواسعة العين
(4)
.
(1)
أخرجه البيهقي في الدلائل 4/ 219 عن موسى بن عقبة، وابن هشام في السيرة 2/ 344، وابن كثير في البداية 4/ 191، والسيوطي في رفع شأن الحبشان ص 299 - 300.
(2)
وإنما قيل في النساء على التشبيه. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «حور» .
(3)
وإنما قيل في النساء على التشبيه. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «حور» .
(4)
كذا ورد عند ابن منظور باللسان مادة «عين» .
الباب الخامس
في ذكر إجلاء بني النضير من المدينة
وحفر الخندق وقتل بني قريظة بالمدينة
وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول
في ذكر إجلاء بني النضير من المدينة
اعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان قد عقد حلفا بين بني النضير من اليهود وبين بني عامر، فعدا عمرو بن أمية الضمري [من بني ضمرة]
(1)
على رجلين من بني عامر فقتلهما
(2)
، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بني النضير يستعينهم في دية القتيلين، فقالوا: نعم، ثم خلا بعضهم ببعض فقالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا إلى جنب جدار من بيوتهم - أفمن رجل يعلو على هذا البيت، فيلقي عليه صخرة؟ فصعد أحدهم
(3)
لذلك، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الخبر من السماء، فقام ورجع إلى المدينة وأخبر أصحابه الذين معه منهم: أبو بكر، وعمر، وعلي رضي الله عنهم، وأمرهم بالتهيؤ لحربهم، وسار
(1)
في الأصل، و (ط):«من بني النضير» ، والصواب ما أثبتناه، لأن عمرو بن أمية ينسب إلى بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1162.
(2)
كان مع العامريين عقد وجوار من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يعلم به عمرو بن أمية، فأمهلهما حتى إذا ناما عدا عليهما فقتلهما، وهو يرى أنه أصاب بهما ثؤرة من بني عامر فيما أصابوا من أصحلب رسول الله في بئر معونة.
انظر: الواقدي: المغازي 1/ 363، ابن هشام: السيرة 2/ 186.
(3)
انتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب.
انظر: الواقدي: المغازي 1/ 364، ابن هشام: السيرة 2/ 190، ابن سعد: الطبقات 2/ 57.
حتى نزل بهم في شهر ربيع الآخر سنة أربع من الهجرة
(1)
، فتحصنوا في الحصون، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم، بقطع نخيلهم وتحريقها، وقذف الله في قلوبهم الرعب، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يجليهم ويكف عن دمائهم على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم إلا السلاح، ففعل، فخرجوا إلى خيبر ومنهم من سار إلى الشام، وخلوا الأموال فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم على المهاجرين الأولين دون الأنصار، إلا أن سهل بن حنيف، وأبا دجانة سماك بن خرشة ذكرا فقرا، فأعطاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يسلم من بني النضير إلا رجلان: يامين بن عمير، وأبو سعد بن وهب أسلما على أموالهما فأحرزاهما
(2)
.
وأنزل الله تعالى في بني النضير سورة الحشر بأسرها
(3)
.
وكانت نخيل بني النضير تسمى «بويرة» - حكاه صاحب رفع الغواشي - وقيل: بويرة اسم بلدة أو موضع من مواضع بني النضير
(4)
.
(1)
حاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ست ليال، وقيل خمسة عشر يوما حتى صالحوه.
انظر: الواقدي: المغازي 1/ 363، ابن هشام: السيرة 2/ 191، ابن سعد: الطبقات 2/ 57.
(2)
الفصل ومن أوله كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 350، ابن الضياء في تاريخ مكة ص 157، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 71 - 72).
(3)
يذكر فيها تعالى ما أصابهم من نقمته، وما سلط عليهم به رسوله صلى الله عليه وسلم، وما عمل فيهم، وأورد ابن هشام هذه الآيات الكريمة من سورة الحشر وفسر بعض الغريب.
انظر: الواقدي: المغازي 1/ 380، ابن هشام: السيرة 2/ 192، ابن النجار: الدرة الثمينة 2/ 351.
(4)
يروي ابن سعد في الطبقات 2/ 58 عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حرق نخل بني النضير وهي البويرة. والبويرة: موضع منازل بني النضير، وهي من جهة قبلة مسجد قباء إلى جهة الغرب. انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 512، الفيروز ابادي: المغانم ص 66، السمهودي: وفاء الوفا ص 1156.
الفصل الثاني
في ذكر حفر الخندق
حفر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق يوم الأحزاب، وذلك
(1)
أن نفرا من بني النضير الذين أجلاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا بخيبر، وكان رئيسهم حيي بن أخطب قدم هو ورؤساء قومه إلى مكة على قريش، فدعوهم لحرب النبي صلى الله عليه وسلم، فأطاعتهم قريش، وغطفان بمن جمعوا، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم [وبما أجمعوا له من الأمر]
(2)
ضرب الخندق على المدينة
(3)
.
روى البخاري في صحيحه، من حديث البراء بن عازب قال:«كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل التراب يوم الخندق حتى اغبّر بطنه»
(4)
.
(5)
.
(1)
وكان الذي جر الأحزاب لغزو المدينة، ما كان من إجلاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير عن ديارهم. انظر: سبب الغزوة في: مغازي الواقدي 2/ 441، طبقات ابن سعد 2/ 65، تاريخ الطبري 2/ 565.
(2)
إضافة تقتضيها الضرورة من الدرة الثمينة لابن النجار 2/ 351.
(3)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 351، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 158، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 72).
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المغازي باب غزوة الخندق عن البراء برقم (4104) 5/ 56، ومسلم في صحيحه كتاب الجهاد والسير باب غزوة الأحزاب عن البراء برقم (125) 3/ 1430. والبيهقي في الدلائل 3/ 413 عن البراء، وذكره الواقدي في مغازيه 2/ 449.
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المغازي باب غزوة الخندق عن جابر برقم (4101) 5/ 55، والبيهقي في الدلائل 3/ 415 عن جابر، وذكره الواقدي في مغازيه 2/ 452.
ولم يزل المسلمون يعملون فيه حتى أتموه
(1)
. وحفره صلى الله عليه وسلم طولا من أعلى وادي بطحان غربي الوادي مع الحرة إلى غربي المصلى - مصلى العيد - ثم إلى مسجد الفتح، ثم إلى الجبلين الصغيرين الذين في غربي الوادي، يقال لأحدهما: راتج
(2)
، وللآخر جبل بني عبيد
(3)
.
وأقبلت قريش وكنانة ومن تبعهما من الأحابيش في عشرة آلاف، حتى نزلوا بمجتمع السيول من رومة من وادي العقيق، وقائدهم أبو سفيان
(4)
.
وأقبلت غطفان وبنو أسد ومن تبعهما من أهل نجد حتى نزلوا بذنب نقمى
(5)
إلى جانب أحد - ما بين طرفي وادي النقا
(6)
- وقائدهم عيينة بن حصين، وأتى الحارث بن عوف في بني مرة، ومسعود بن رحيلة في أشجع
(7)
.
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون في ثلاثة آلاف حتى جعلوا ظهورهم
(1)
انظر: ابن هشام: السيرة 2/ 216، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 566.
(2)
راتج: اسم أطم من آطام المدينة كانت ليهود بني زعوراء، وراتج جبيل صغير غربي وادي بطحان. انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 149، السمهودي: وفاء الوفا ص 1173.
(3)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 65، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 158، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 73) وجبل بني عبيد: يقع بمنازلهم غربي مسجد الفتح.
انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 1173.
(4)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 352، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 158، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 73 - 74).
(5)
نقمي: موضع من أعراض المدينة قريب من أحد.
انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 414، السمهودي: وفاء الوفا ص 1323.
(6)
النقا: بالفتح والتخفيف، اسم لمكان غربي المصلى إلى منزلة الحجاج غربي وادي بطحان، والوادي يفصل بين النقا والمصلي.
انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 414، السمهودي: وفاء الوفا ص 1322.
(7)
انظر: الواقدي: المغازي 2/ 443، ابن هشام: السيرة 2/ 215، ابن سعد: الطبقات 2/ 66، ابن النجار: الدرة الثمينة 2/ 352.
إلى جبل سلع [وضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبته على القرن الذي في غربي جبل سلع]
(1)
موضع مسجده اليوم
(2)
.
ثم سعى حيي بن أخطب
(3)
حتى قطع الحلف الذي كان بين بني قريظة وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأجابوه لحرب النبي صلى الله عليه وسلم، فاشتد الخوف واشتد الحصار على المسلمين، وكان في ذلك ما قص الله تعالى بقوله:{إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ}
(4)
الآيات، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمشركون بضعا وعشرين ليلة ولم يكن لهم حرب إلا الرمي بالنبل، إلا الفوارس من قريش، فإنهم قاتلوا فقتلوا وقتلوا
(5)
.
وأصاب سعد بن معاذ سهم، فحسم رسول الله صلى الله عليه وسلم جرحه، فانتفخت يده ونزف الدم، فلما رأى ذلك قال: «اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فابقني لها، اللهم إن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعله [لي]
(6)
شهادة ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة»
(7)
.
وكان راميه حبان بن العرقة - وقيل: حبار بالراء، والعرقة هي قلابة بنت
(1)
سقط من الأصل والإضافة من (ط).
(2)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 353.
(3)
عن دور حيي في نقض كعب بن أسد القرظي للعهد الذي كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم.
انظر: الواقدي: المغازي 2/ 454، ابن هشام: السيرة 2/ 220، ابن سعد: الطبقات 2/ 67، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 570.
(4)
سورة الأحزاب آية (10).
(5)
راجع تصوير هذا القتال بين الطرفين في: سيرة ابن هشام 2/ 223 - 225، طبقات ابن سعد 2/ 68، تاريخ الطبري 2/ 573 - 574.
(6)
سقط من الأصل والإضافة من (ط).
(7)
كذا ورد عند الواقدي في مغازيه 2/ 469، وابن سعد في طبقاته 2/ 67، والطبري في تاريخه 2/ 575، وابن عبد البرد في الاستيعاب 2/ 603.
سعيد - برفع السين - بن سهم بن عمرو بن هصيص، وحبان ابنها وهو ابن عبد مناف بن منقذ، والعرقة تكنى أم فاطمة
(1)
- رماه بسهم في عضده أصاب أكحله، فانقطع، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بضرب فسطاط في المسجد لسعد، فكان يعوده في كل يوم
(2)
.
الأكحل: كالأبهر إذا انقطع لم يكن معه حياة، والأبهر: عرق مستبطن في الصلب والقلب متصل به، والأكحل عرق معروف في اليد يفصد، واقع في وسط الباسليق الأنسي والقيفال الوحشي، ويقال له أيضا: نهر البدن
(3)
.
واستشهد يومئذ من المسلمين ستة من الأنصار: أنس بن أوس بن عتيك، وعبد الله بن سهل، والطفيل بن النعمان، وثعلبة بن غنمة، وكعب بن زيد، وسعد بن معاذ
(4)
، عاش حتى قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم بني قريظة بحكمه.
مات/شهيدا، كما سنذكره
(5)
.
ولم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه على ما هم عليه من الخوف والشدة حتى هدى الله نعيم بن مسعود
(6)
، أحد غطفان للإسلام، ولم يعلم أصحابه،
(1)
وسميت العرقة لطيب ريحها، وهي جدة خديجة أم امها هاله، وحبان هو ابن عبد مناف بن منقذ. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 603، السهيلي: الروض 6/ 320.
(2)
كذا ورد عند ابن هشام في السيرة 2/ 227، وابن سعد في طبقاته 2/ 67 وابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 603، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 75).
(3)
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «أبهر» .
(4)
كذا ورد عند الواقدي في مغازيه 2/ 495، وابن هشام في السيرة 2/ 252، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 353.
(5)
يذكر المؤلف ذلك وبعد قليل في (ق 112) من المخطوط.
(6)
نعيم بن مسعود الأشجعي، هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حاصر الأحزاب المدينة، وخذل المشركين وبني قريظة، مات في خلافة عثمان.
انظر: ابن سعد: الطبقات 2/ 69، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1508 - 1509.
وخدّع بين بني قريظة وقريش وغطفان ورمى بينهم الفتن
(1)
.
وبعث الله تعالى عليهم الريح في ليال باردة، فجعلت تكفيء قدورهم وتطرح آنيتهم فرجعوا إلى بلادهم
(2)
.
وكان مجيئهم وذهابهم في شوال سنة خمس من الهجرة
(3)
.
يروى أنهم لما وقفوا على الخندق قالوا: إن هذا لمكيدة ما كانت العرب تكيدها
(4)
، ويقال: إن سلمان أشار به على رسول الله صلى الله عليه وسلم
(5)
.
فائدة:
حضر الخندق - على أحد الأقوال - سبعة أخوة، ليس في الصحابة سبعة إخوة غيرهم هاجروا وصحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، على ما ذكره ابن عبد البر
(6)
، وهم: بنو مقرن المزينون: النعمان، ومعقل، وعقيل، وسويد،
(1)
عن دور نعيم ومناورته البارعة في تخذيل المشركين عن المسلمين وبيان ذلك عند الواقدي في مغازيه 2/ 480 - 488، وابن هشام في سيرته 2/ 229 - 230، وابن سعد في طبقاته 2/ 69، والطبري في تاريخه 2/ 578.
(2)
راجع ما حدث للأحزاب ليلة رحيلهم عن الخندق في: مغازي الواقدي 2/ 476، وسيرة ابن هشام 2/ 231، تاريخ الطبري 2/ 580.
(3)
كذا ورد عند ابن هشام في السيرة 2/ 214،330 - 333، والطبري في تاريخه 2/ 564،581، ويذكر ابن سعد في طبقاته 2/ 70 بأن المشركين حاصروهم خمسة عشرة ليلة وانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأربعاء لسبع ليال بقين من ذي القعدة سنة خمس.
(4)
كذا ورد عند الواقدي في المغازي 2/ 470، والطبري في تاريخه 2/ 574، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 352.
(5)
كانت الخندق أول مشهد شهده سلمان الفارسي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يومئذ حر، وقال سلمان:«يا رسول الله، إن كنا بفارس إذا حوصرنا خندقنا علينا» .
انظر: الواقدي: المغازي 2/ 445، ابن هشام: السيرة 2/ 224، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 566.
(6)
ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 1505.
وشيبان، وفلاّن، والسابع لم يسم، وهم الذين أنزل الله فيهم {وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ}
(1)
الآية ولم يشاركهم في هذه المكرمة غيرهم
(2)
. وقيل: غير ذلك.
قال الحافظ محب الدين
(3)
: «والخندق اليوم باق وفيه قناة تأتي من عين بقباء إلى النخل الذي بأسفل المدينة المعروف بالسيح
(4)
حول مسجد الفتح، وقد انطم أكثره وتهدمت حيطانه».
قال الشيخ جمال الدين
(5)
قلت
(6)
: وفي سنة تسع وأربعين وسبعمائة أراني والدي - رحمه الله تعالى - باقي جدار منه.
(1)
سورة التوبة آية (92).
(2)
كذا ورد عند القرطبي في الجامع 8/ 228، وعن نسب بني مقرن بن عامر أخوة النعمان بن مقرن. راجع ابن حزم: جمهرة أنساب العرب ص 202.
(3)
قول محب الدين بن النجار ورد في كتابه الدرة الثمينة 2/ 354، ونقله عنه: النهرواني في تاريخ المدينة (ق 75).
(4)
السيح: بالكسر وسكون المثناة التحتية، اسم للموضع الذي في غربي مساجد الفتح.
انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 1240.
(5)
قول المطري ورد في كتابه التعريف ص 65، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 195، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 76).
(6)
أورده النهرواني في تاريخ المدينة (ق 76) نقلا عن المؤلف.
الفصل الثالث
في ذكر قتل بني قريظة بالمدينة الشريفة
قال ابن إسحاق: «لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخندق رجع
(1)
إلى المدينة والمسلمون، ووضعوا السلاح، فأتى جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، معتجرا
(2)
بعمامة من إستبرق، على بغلة عليها قطيفة من ديباج - السندس رقيق الديباج والإستبرق صفيقه - فقال: لقد وضعت السلاح يا رسول الله؟ فقال: نعم، فقال: ما وضعت الملائكة بعد السلاح، وما رجعت الآن إلا من طلب القوم، إن الله يأمرك بالسير إلى بني قريظة، فإني عامد إليهم فمزلزل بهم، فأذّن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس:«من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة»
(3)
.
فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون، فحاصرهم خمسا وعشرين ليلة
(4)
، وقذف الله تعالى في قلوبهم الرعب حتى نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتواثبت الأوس وقالوا: يا رسول الله إنهم موالينا دون الخزرج، فهم لنا، فقال
(1)
رجع الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الأربعاء لسبع بقين من ذي القعدة سنة خمس.
انظر: الواقدي: المغازي 2/ 496، ابن سعد: الطبقات 2/ 70.
(2)
الإعتجار أن يتعمم الرجل دون تلح، أي لا يلقي شيئا تحت لحيته.
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «عجر» .
(3)
قول ابن إسحاق كذا ورد عند الواقدي في مغازيه 2/ 497، وابن هشام في السيرة 2/ 233، وابن سعد في طبقاته 2/ 74، والطبري في تاريخه 2/ 581، وابن النجار في الدرة 2/ 354.
(4)
هذا ما ذكره ابن هشام في سيرته 2/ 235، والطبري في تاريخه 2/ 583 بينما يذكر الواقدي في مغازيه 2/ 496، وابن سعد في طبقاته 2/ 74:«وحاصرهم خمسة عشر يوما» وهو ما نرجحه لأن الواقدي وابن سعد حددا بداية الغزو ونهايته بقولهما: «سار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأربعاء لسبع بقين من ذي القعدة، فحاصرهم خمسة عشر يوما، ثم انصرف يوم الخميس لسبع خلون من ذي الحجة سنة خمس» .
«ألا ترضون يا معشر الأوس أن يحكم فيهم رجل منكم» ؟ قالوا: بلى.
قال: فذلك إلى سعد بن معاذ، وكان/سعد في خيمته
(1)
- قبة في صحن المسجد النبوي الشريف بالمدينة - يداوى جرحه، وكان حارثة بن كلدة
(2)
هو الذي يداويه - وكان طبيب العرب وهو مولى أبي بكرة نفيع بن مسروح - فأتت الأوس بسعد بن معاذ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: أحكم في بني قريظة فقال: إني أحكم فيهم أن يقتل الرجال وتقسم الأموال وتسبى الذراري، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة»
(3)
.
أي من فوق سبع سموات.
وكانوا الذين نزلوا على حكمه صلى الله عليه وسلم أربعمائة، واستنزلوا بني قريظة من حصونهم، فحبسوا بالمدينة في دار امرأة من بني النجار
(4)
، ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سوق المدينة، فخندق بها خنادق، ثم بعث إليهم، فجيء بهم، فضرب أعناقهم في تلك الخنادق، وكانوا سبعمائة
(5)
وفيهم حيي بن أخطب الذي حرضهم على نقض العهد، فقتل منهم صلى الله عليه وسلم كل من أنبت واستحيى من لم ينبت
(6)
.
(1)
كان الرسول صلى الله عليه وسلم، قد جعل سعد بن معاذ في خيمة لامرأة من أسلم يقال لها رفيدة، كانت تداوي الجرحى.
انظر: الواقدي: المغازي 2/ 510، ابن هشام: السيرة 2/ 239، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 586.
(2)
الحارث بن كلدة الثقفي، طبيب العرب، وهو مولى أبي بكرة من فوق، مات أول الإسلام ولم يصح إسلامه.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 283، ابن حجر: الاصابة 1/ 594.
(3)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 354، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 76).
(4)
حبسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، في دار زينب بن الحارث، امرأة من بني النجار.
انظر: ابن هشام: السيرة 2/ 240، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 588.
(5)
كانوا ستمائة أو سبعمائة، والمكثر يقول: كانوا بين الثمانمائة والتسعمائة.
انظر: الواقدي: المغازي 2/ 518، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 588.
(6)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 354، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 77 - 78).
وقتل منهم امرأة
(1)
كانت طرحت رحى على خلاد بن سويد من الحصن، فقتلته يوم قتال بني قريظة، فقتلها به النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن لخلاد أجر شهيدين
(2)
.
ثم قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أموالهم ونسائهم وأبنائهم على المسلمين
(3)
.
وأنزل الله تعالى في بني قريظة والخندق من قوله تعالى {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ}
(4)
إلى قوله تعالى {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها}
(5)
وقيل: هي نساؤهم
(6)
.
ثم انفتق على سعد بن معاذ جرحه، فمات منه شهيدا، وذلك بعد أن أصابه السهم في شهر شوال سنة خمس
(7)
، وكان رجلا طوالا ضخما
(8)
.
طوالا بضم الطاء.
(1)
قيل أن التي طرحت عليه الرحى بنانة امرأة الحكم القرظي.
انظر: الواقدي: المغازي 2/ 516، ابن سعد: الطبقات 3/ 530، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 593.
(2)
فقد روى ابن سعد في طبقاته 3/ 531: «أنه لما قتل خلاد جاءت أمه متنقبة، فقيل لها: قتل خلاد وأنت متنقبة؟ قالت: إن كنت رزئت خلادا فلا أرزأ حيائي، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: أما إن له أجر شهيدين، قيل: ولم ذاك يا رسول الله؟ فقال: لأن أهل الكتاب قتلوه» .
(3)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 354.
(4)
سورة الأحزاب آية (9).
(5)
سورة الأحزاب آية (27).
(6)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 161، وفسرها ابن هشام في سيرته 2/ 250 وقال:«يعني خيبر» وفسرها القرطبي في الجامع 14/ 128 - 161 وقال: «انها حنين، وقيل: مكة، وقيل: فارس والروم، وقيل: كل أرض تفتح إلى يوم القيامة» .
(7)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 161، وعند النهرواني في تاريخ المدينة (ق 77 - 78).
(8)
راجع صفته في: طبقات ابن سعد 3/ 433، والاستيعاب لابن عبد البر 2/ 603، وسير أعلام الذهبي 1/ 296.
عن سعد بن أبي وقاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«لقد نزلت من الملائكة في جنازة سعد بن معاذ سبعون ألفا ما وطئوا الأرض قبل»
(1)
.
وقيل: أن جبريل عليه السلام نزل في جنازته معتجرا بعمامة من إستبرق، وقال: يا نبي الله من هذا الذي فتحت له أبواب السماء واهتز له العرش؟ فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يجر ثوبه، فوجد سعدا قد قبض، وأنشد في ذلك رجل من الأنصار
(2)
:
وما اهتز عرش الله من موت هالك
…
علمنا به إلا لسعد أبي عمرو
وهو سعد بن معاذ بن النعمان بن امريء القيس بن زيد بن عبد الأشهل ابن جشعم - وقيل: ابن جشم - بن الحارث بن النبيت، وهو عمرو بن مالك ابن الأوس الأشهلي الأنصاري
(3)
. أمه كبشه بنت رافع لها صحبة
(4)
.
نزل قبره أسيد بن حضير، وسلمة بن سلامة
(5)
، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم تراب قبره فإذا هو مسك
(6)
.
(1)
أخرجه ابن سعد في طبقاته 3/ 429 عن سعد بن إبراهيم، وابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 603 عن سعد بن أبي وقاص، وابن كثير في البداية 4/ 130 عن ابن عمر بألفاظ متقاربة.
(2)
أخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 604 - 605 بسنده عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم بلاغا، وذكره ابن كثير في البداية 4/ 129 وعزاه لابن إسحاق عن معاذ بن رفاعة الزرقي.
(3)
راجع عمود نسبه عند ابن سعد في طبقاته 3/ 420، وابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 602.
(4)
راجع عمود نسبها عند ابن سعد في طبقاته 3/ 420، وابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1906.
(5)
روى عبد الرحمن بن جابر عن أبيه قال: لما انتهوا إلى قبر سعد نزل قبره أربعة: الحارث بن أوس، وأسيد بن حضير، وأبو نائلة سلكان بن سلامة، وسلمة بن سلامة بن وقش ورسول الله واقف. انظر: الواقدي: المغازي 2/ 529، ابن سعد: الطبقات 3/ 432.
(6)
روى الواقدي عن أبي سعيد الخدري قال: وكنت أنا ممن حفر له قبره، وكان يفوح علينا المسك كلما حفرنا قبره من تراب، وعن محمد بن شرحبيل بن حسنة قال: أخذ إنسان قبضة من قبر سعد بن معاذ فذهب بها ثم نظر إليها بعد ذلك فإذا هي مسك.
انظر: الواقدي: المغازي 2/ 528، ابن سعد: الطبقات 3/ 431، الذهبي: سير أعلام 1/ 289.
توفى ابن سبع وثلاثين سنة، ودفن بالبقيع
(1)
. فهذا سيّد الأوس.
وأما/سيّد الخزرج:
فسعد بن عبادة بن دليم - وقيل: ابن ديلم - بن حارثة بن أبي خزيمة - وقيل: ابن أبي حليمة، وقيل: ابن حزام بن أبي حزيمة - بن ثعلبة بن طريف ابن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الساعدي، أبو ثابت
(2)
.
توفى بحوران
(3)
من أرض الشام سنة ست وعشرين، وقيل: سنة إحدى عشر، وقيل: خمسة عشر، وقيل: أربعة عشر، كان يبول قائما إذا اتكأ فمات قتله الجن
(4)
، وقيل: وجد في مغتسله وقد اخضر جسده، ولم يشعروا به حتى سمعوا قائلا من الجن يقول
(5)
:
نحن قتلنا سيد الخزر
…
ج سعد بن عبادة
ورميناه بسهمين
…
فلم نخط فؤاده
جملة ما روى أحد وعشرون حديثا
(6)
. يذكر أن قريشا سمعت صائحا يصيح بمكة ليلا على أبي قبيس:
(1)
راجع طبقات ابن سعد 3/ 433، وروى ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 125: أنه دفن في طرف الزقاق الذي بلزق دار المقداد. وهي الدار التي يقال لها دار ابن أفلح في أقصى البقيع.
(2)
راجع عمود نسبه عند ابن سعد في طبقاته 3/ 613، وابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 594.
(3)
حوران: بالفتح، كورة واسعة من أعمال دمشق، ذات قرى ومزارع.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 317.
(4)
يذكر ابن سعد في طبقاته 3/ 617، وابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 599، وابن الجوزي في المنتظم 4/ 198 بأن سعد بن عبادة مات في سنة 15 هـ.
(5)
الخبر والشعر ورد عند ابن سعد في طبقاته 3/ 617، وابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 599، وابن الجوزي في المنتظم 4/ 199 - 200.
(6)
كذا ورد عند ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 367.
[فإن يسلم السعدان يصبح محمد
…
بمكة لا يخشى خلاف المخالف
فظنت قريش أنهما: سعد بن زيد، وسعد بن هذيم من قضاعة، فلما كان في الليلة الثانية سمعوا صوتا على أبي قبيس]
(1)
يقول:
أيا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا
…
ويا سعد سعد الخزرجين [الغطارف]
(2)
أجيبا إلى داعي الهدى وتمنيا
…
على الله في الفردوس ذات رفارف
فإن ثواب الله للطالب الهدى
…
جنان من الفردوس منية عارف
فقالوا: هما سعد بن معاذ وسعد بن عبادة
(3)
.
ولم يزل بقايا اليهود بالمدينة إلى خلافة عمر رضي الله عنه
(4)
-.
وروي عن ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يجتمع دينان في جزيرة العرب» قال ابن شهاب: ففحص عن ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه حتى أتاه الثلج واليقين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يجتمع دينان في جزيرة العرب» . فأجلى يهود خيبر، وأجلى يهود نجران وفدك»
(5)
انتهى.
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
الخبر والشعر ورد عند الطبري في تاريخه 2/ 380، والبيهقي في الدلائل 2/ 428، وابن عبد البر في الاستبعاب 2/ 596، والذهبي في سير أعلام 1/ 279.
(4)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 161، وعند النهرواني في تاريخ المدينة (ق 78).
(5)
أخرجه مالك في الموطأ 2/ 892 - 893 عن ابن شهاب. وفدك: بالتحريك، قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 238.
الباب السادس
في ذكر مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفضله
وما زيد فيه أو نقص منه إلى هذا التاريخ
وفيه سبعة وعشرون فصلا
الفصل الأول
في إبتداء مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد تقدم
(1)
أن النبي صلى الله عليه وسلم، حين قدم
(2)
المدينة نزل على كلثوم بن الهدم في بني عمرو بن سالم بن عوف، فمكث عندهم الإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس
(3)
.
وكان كلثوم بن الهدم أسلم قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وتوفى في السنة الأولى
(4)
.
وكلثوم من أسماء السباع، فكلثوم الفيل، وعنبس الأسد، وكذلك حيدرة، وفرافصة، وأسامة، وهيصم، وهرماس، والدّلهمس، وهرثمة، والضيّغم
(1)
وذلك في الفصل الثاني من الباب الثاني.
(2)
وذلك لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 492، ابن سعد: الطبقات 1/ 233، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 381.
(3)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 355، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 80).
(4)
كان أول من توفي بعد مقدمه صلى الله عليه وسلم، وذلك قبل بدر بقليل.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1327، النهرواني: تاريخ المدينة (ق 80).
كل هؤلاء أسماء الأسد، وأوس الذئب، ومثله ذؤالة، ونهشل، وثعلبة أنثى الثعالب. حكاه ابن قتيبة في أدب الكاتب
(1)
.
وقيل: أن النبي صلى الله عليه وسلم، مكث في بني عمرو بن عوف بضع عشر ليلة.
رواه البخاري في صحيحه
(2)
. وفي صحيح مسلم أنه أقام فيهم أربعة عشر ليلة
(3)
.
وأخذ مربد كلثوم بن الهدم وعمله مسجدا وأسسه/وصلى فيه إلى بيت المقدس، وخرج من عندهم يوم الجمعة عند ارتفاع النهار، فركب ناقته القصواء، وجدّ المسلمون، ولبسوا السلاح عن يمينه وشماله، وخلفه، وكان لا يمر بدار من دور الأنصار إلا قالوا: هلم يا رسول الله إلى القوة والمنعة والثروة، فيقول لهم خيرا، ويقول عن ناقته:«إنها مأمورة خلو سبيلها» فمر ببني سالم بن عوف فأتى مسجدهم الذي في وادي رانوناء، وأدركته صلاة الجمعة، فصلاها بهم هنالك وكانوا مائة رجل وقيل: أربعون، فكانت أول جمعة صلاها بالمدينة، ثم ركب راحلته وأرخى لها زمامها وما يحركها وهي تنظر يمينا وشمالا حتى انتهت به إلى زقاق الحبشي من بني النجار
(4)
، فبركت على باب دار أبي أيوب الأنصاري، وقيل: بركت أولا على باب مسجده صلى الله عليه وسلم، ثم ثارت وهو عليها فبركت على باب أبي أيوب، ثم التفتت وثارت وبركت في
(1)
أورده ابن قتيبة في كتابه أدب الكاتب ص 70 - 71.
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب مناقب الأنصار باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة عن ابن شهاب برقم (3906).
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه كتاب المساجد باب ابتناء مسجد النبي صلى الله عليه وسلم عن أنس برقم (9) 1/ 373.
(4)
زقاق الحبشي حيث دار بني مالك بن النجار موضع مسجده صلى الله عليه وسلم.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 495.
مبركها الأول وألقت جرانها
(1)
في الأرض ورزمت
(2)
، فنزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هذا المنزل يا رسول الله، فاحتمل أبو أيوب رحله وأدخله بيته، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت أبي أيوب سبعة أشهر، ثم بنى مسجده، ثم لم ينزل في بيت أبي أيوب ينزل عليه الوحي حتى ابتنى مسجده ومساكنه، فكان إبتداء بنيانه صلى الله عليه وسلم مسجده في شهر ربيع الأول من السنة الأولى، وكانت إقامته في دار أبي أيوب سبعة أشهر
(3)
.
أبو أيوب قيل: إسمه خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة الخزرجي، شهد سائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
(4)
. جملة ما روى مائة وخمسة وخمسون حديثا
(5)
.
توفي بالقسطنطينية من أرض الروم سنة خمسين في خلافة معاوية تحت راية ابنه يزيد
(6)
.
وأجروا الخيل على قبره حتى عفي أثره خوفا عليه من الروم
(7)
.
(1)
الجران: باطن العنق، وقيل مقدم العنق من مذبح البعير إلى منحره، فإذا برك البعير ومد عنقه على الأرض كان علامة على الاستقرار.
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «جرن» .
(2)
رزمت: أرزمت الناقة إرزاما، صوت تخرجه من حلقها لا تفتح به فاها، أي صوتت.
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «رزم» .
(3)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 355، والمطري في التعريف ص 42، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 81).
(4)
كذا ورد عند ابن سعد في طبقاته 3/ 484، وابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 424،4/ 1606.
(5)
كذا ورد عند ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 364.
(6)
كان ذلك في سنة خمسين أو إحدى وخمسين، وقيل بل كانت سنة إثنتين وخمسين وهو الأكثر في غزوة يزيد للقسطنطينية.
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 485، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 554،4/ 1606.
(7)
كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1606 عن مجاهد.
وقيل: إن يزيد قال للروم: «هذا من أكابر أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم، وقد دفناه حيث رأيتم، والله لئن نبش لا ضرب لكم ناقوس في أرض العرب ما دامت لنا مملكة»
(1)
.
قال مجاهد: «وكانوا إذا محلوا كشفوا عن قبره فمطروا»
(2)
.
والروم يستسقون بقبره إلى اليوم، قيل: أنه دفن في أصل سور القسطنطينية
(3)
.
قال الشيخ جمال الدين
(4)
: «ودار أبي أيوب مقابلة لدار عثمان رضي الله عنه من جهة القبلة، والطريق بينهما، وهي اليوم مدرسة للمذاهب الأربعة، إشترى عرصتها الملك المظفر شهاب الدين غازي بن الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب بن شادي
(5)
، وبناها وأوقفها على المذاهب الأربعة، وأوقف عليها وقفا بميافارقين
(6)
، وهي دار ملكه، ولها بدمشق وقف أيضا، وتليها من جهة القبلة عرصة كبيرة تحاذيها من القبلة كانت دارا لجعفر بن محمد الصادق، وفيها الآن قبلة مسجده، وفيها أثر المحاريب، وهي اليوم ملك للأشراف المنايفة.
وللمدرسة قاعدتان كبرى وصغرى، وفي إيوان الصغرى الغربي خزانة
(1)
كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1606 عن مجاهد.
(2)
كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1606 عن مجاهد.
(3)
كذا ورد عند ابن سعد في طبقاته 3/ 485، وابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 426.
(4)
أورده المطري في التعريف ص 43، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 163، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 82).
(5)
شهاب الدين غازي بن الملك العادل أبو بكر محمد بن الأمير نجم الدين أيوب بن شادي صاحب ميافارقين، كان من أهل الخير والبر. انظر: الذهبي: العبر 3/ 167.
(6)
ميافارقين: بفتح أوله وتشديد ثانيه ثم فاء وبعد الألف راء وقاف مكسورة وياء ونون، أشهر مدينة بديار بكر. انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 235.
صغيرة مما يلي القبلة فيها محراب يقال أنها مبرك ناقة/النبي صلى الله عليه وسلم».
ثم قال رحمه الله
(1)
: «واعلم أن المسجد الشريف في دار بني غنم بن مالك بن النجار، وكان كما ورد مربدا للتمر لسهل وسهيل ابني رافع بن أبي عمرو بن مالك بن عباد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، وكانا غلامين يتيمين في حجر أسعد بن زرارة، فدعى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغلامين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا، فقالوا: بل نهبه لك يا رسول الله، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقبله منهما هبة، حتى ابتاعه منهما وبناه، وقيل: لم يأخذوا له ثمنا، وقيل:
اشتراه من ابني عفراء بعشرة دنانير ذهبا دفعها أبو بكر رضي الله عنه».
المربد: كل شيء حبست فيه الإبل، ولذلك قيل: مربد النعم الذي كان بالمدينة. والمربد أيضا: موضع التمر مثل الجرين والبيدر للحنطة، والمربد بلغة أهل الحجاز، والجرين لهم أيضا، والبيدر لأهل العراق، والأندر لأهل الشام، والجوخان لأهل البصرة، وهو جرن التمر كما أن المراح جرن الغنم
(2)
.
وكانت دار بني النجار أوسط دور الأنصار وأفضلها، وبنو النجار أخوال عبد المطلب بن هاشم جد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمه سلمى ابنة عمرو بن زيد بن لبيد ابن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن مالك بن النجار
(3)
.
(1)
أي المطري في كتابه التعريف ص 42، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 162، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 83).
(2)
هذه المفردات اللغوية أوردها الجواليقي في المعرب ص 158، وابن منظور في اللسان مادة «ربد» ، «روح» .
(3)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 42، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 164، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 83).
والنجار: تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج، وهم بطون كثيرة، سمي بالنجار لأنه إختتن بالقدوم
(1)
.
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خير دور الأنصار دور بني النجار»
(2)
.
وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أنبئكم بخير دور الأنصار:
بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل، ثم بنو الحارث بن الخزرج وفي كل دور الأنصار خير»
(3)
.
وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم، لما أخذ المربد من بني النجار كان فيه نخل وقبور المشركين [وخرب، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم، بالنخل فقطع، وبقبور المشركين]
(4)
فنبشت، وبالخرب فسويت، قال: فصفوا النخل قبلة له، وجعلوا عضادتيه حجارة [وكانوا يرتجزون ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم: اللهم إن الخير خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة]
(5)
وطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معهم اللبن في ثيابه، وبنى صلى الله عليه وسلم مسجده مربعا، وجعل قبلته إلى بيت المقدس، وطوله سبعون ذراعا في عرض ستين أو أزيد، وجعل له ثلاثة أبواب:
(1)
كذا ورد عند ابن حزم في الجمهرة ص 436، وراجع بطون بني النجار في جمهرة ابن حزم ص 347 - 352.
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب مناقب الأنصار باب فضل دور الأنصار عن أنس عن أبي أسيد برقم (3789) 4/ 270، ومسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب خير دور الأنصار عن أبي أسيد برقم (177) 4/ 1949، وأحمد في المسند 3/ 496 عن أبي أسيد، وفي فضائل الصحابة 2/ 805.
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب مناقب الأنصار باب فضل دور الأنصار عن أبي أسيد برقم (3790) 4/ 271، ومسلم في صحيحه كتاب فضائل الضحابة باب خير دور الأنصار عن أبي أسيد برقم (177) 4/ 1949، وأحمد في المسند 3/ 496 عن أبي أسيد.
(4)
سقط من الأصل والإضافة من (ط).
(5)
سقط من الأصل والإضافة من (ط).
[باب خلفه، وباب عن يمين المصلى، وباب عن يساره،]
(1)
وجعلوا أساس المسجد من الحجارة، وبنوا باقية من اللبن
(2)
.
وفي الصحيحين كان جدار المسجد عند المنبر ما كادت الشاة تجوزه
(3)
.
قالت عائشة رضي الله عنها: «كان طول جدار المسجد بسطة، وكان عرض الحائط لبنة لبنة، ثم أن المسلمين كثروا فبنوه لبنة ونصفا ثم قالوا: يا رسول الله لو أمرت بالمسجد فظلل؟ قال: نعم فأقيم له سواري من جذوع النخل شقة شقة، ثم طرحت عليها العوارض والخصف والأذخر، وجعل وسطه رحبة فأصابتهم/الأمطار، فجعل المسجد يكف
(4)
عليهم، فقالوا: يا رسول الله لو أمرت بالمسجد فطين، فقال لهم: عريش كعريش موسى ثمام وخشيبات نعم فتعمل والأمر أعجل من ذلك، فلم يزل كذلك حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم»
(5)
.
ويقال: أن عريش موسى عليه السلام، كان إذا قام به أصاب رأسه السقف
(6)
.
(1)
سقط من الأصل والإضافة من (ط).
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الصلاة باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية عن أنس برقم (428) 1/ 126، ومسلم في صحيحه كتاب المساجد باب ابتناء مسجد النبي صلى الله عليه وسلم عن أنس برقم (9) 3/ 373، والبيهقي في الدلائل 2/ 540 عن أنس.
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الصلاة باب قدركم ينبغي أن يكون بين المصلى والسترة عن سهل برقم (497) 1/ 144.
(4)
يكف: أي قطر سقفه عليهم ماء.
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «كف» .
(5)
كذا ورد عند ابن النجارة في الدرة الثمينة 2/ 356، والسمهودي في وفاء الوفا ص 335.
(6)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 356، وراجع ما ذكره البيهقي في الدلائل 2/ 542 عن عريش موسى، ونقله ابن كثير في البداية 3/ 214.
العريش: كل شيء مسقف، والجمع عروش، وقيل: عرش، ويسمى مجلس السلطان عرشا، وعرش الله عز سلطانه مما لا يعلمه البشر إلا بالاسم، وهو الفلك الثامن
(1)
. حكاه صاحب حلل المقالة.
وقيل: هو الفلك التاسع، والكرسي فلك الكواكب، وبه قال القدماء منهم أرسطاطاليس، وذلك مناسب لما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
«السموات والأرض جوف الكرسي، والكرسي بين يدي العرش»
(2)
.
وقال الحسن: «الكرسي هو العرش نفسه»
(3)
.
وقال ابن عساكر: «الكرسي لؤلؤة، والقلم لؤلؤة، فطول القلم سبعمائة سنة، وطول الكرسي حيث لا يعلمه العالمون»
(4)
.
وقال أبو مالك: «الكرسي تحت العرش، والله واضع كرسيه فوق العرش»
(5)
.
قال البيهقي: «في هذا إشارة إلى كرسيين، أحدهما تحت العرش، والآخر فوق العرش»
(6)
. وفي هذا نسبة لقول أرسطاطاليس.
واللوح عن يمين العرش من درة بيضاء وأسفله في حجر ملك يقال له:
ماطريون
(7)
.
(1)
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «عرش» .
ولمزيد التوضيح في هذه المسألة راجع ما ذكره ابن تيمية في مجموع الفتاوى 6/ 546 - 559.
(2)
الأثر ذكره القرطبي في الجامع 3/ 277 عن ابن مسعود.
(3)
الأثر ذكره القرطبي في الجامع 3/ 278 عن الحسن البصري.
(4)
الأثر ذكره القرطبي في الجامع 3/ 276 عن ابن عساكر عن علي رضي الله عنه.
(5)
الأثر ذكره القرطبي في الجامع 3/ 277 عن السدي عن أبي مالك.
(6)
الأثر ذكره القرطبي في الجامع 3/ 277 عن البيهقي.
(7)
الأثر ذكره القرطبي في الجامع 19/ 298 عن مقاتل.
وقال أنس: «اللوح في جبهة إسرافيل، وقلمه خمسمائة عام مشقوق السن ينبع منه النور كما ينبع المداد»
(1)
. حكاه محمد بن عبد الله الكسائي.
قال أهل السير: وبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده مرتين، بناه حين قدم أقل من مائة في مائة، فلما فتح الله عليه خيبر بناه وزاد عليه في الدور مثله
(2)
.
الفصل الثاني
ما جاء في قبلة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
اعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى في مسجده متوجها إلى بيت المقدس سبعة عشر شهرا
(3)
، وقيل: ستة عشر
(4)
، ثم أمر بالتحول إلى الكعبة في السنة الثانية من الهجرة في صلاة الظهر يوم الثلاثاء للنصف من شعبان، وقيل:
في رجب
(5)
، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، رهطا على زوايا المسجد ليعدل القبلة،
(1)
الأثر ذكره القرطبي في الجامع 19/ 298 عن أنس ومجاهد.
(2)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 356، والمطري في التعريف ص 32، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 84).
(3)
كذا ورد عند ابن هشام في السيرة 1/ 606، وابن سعد في الطبقات 1/ 242، والطبري في تاريخه 2/ 416.
(4)
أخرجه مالك في الموطأ 1/ 196 عن سعيد بن المسيب، والبخاري في صحيحه كتاب الصلاة باب التوجه نحو القبلة حيث كان عن البراء برقم (399) 1/ 120، ومسلم في صحيحه كتاب المساجد باب تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة عن البراء برقم (11،12) 1/ 374، والترمذي في سننه 2/ 169 عن البراء.
(5)
يذكر ابن سعد عن الواقدي في طبقاته 2/ 242 صرفت القبلة يوم الاثنين للنصف من رجب. قال الواقدي: وهذا الثبت عندنا. بينما يذكر الطبري في تاريخه 2/ 416 صرفت القبلة في النصف من شعبان وهو قول الجمهور الأعظم.
فأتاه جبريل عليه السلام فقال: يا رسول الله ضع القبلة وأنت تنظر إلى الكعبة، ثم قال بيده: هكذا فأماط كل جبل بينه وبين الكعبة، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلة وهو ينظر إلى الكعبة لا يحول دون نظره شيء، فلما فرغ، قال جبريل: هكذا فأعاد الجبال والشجر والأشياء على حالها، وصارت قبلته إلى الميزاب من البيت، فهي المقطوع بصحتها
(1)
.
وعي أبي هريرة رضي الله عنه قال: كانت قبلة النبي صلى الله عليه وسلم إلى الشام، وكان مصلاه الذي يصلي فيه بالناس إلى الشام من مسجده، أن تضع الإسطوانة المخلّقة اليوم خلف ظهرك [ثم تمشي مستقبل الشام وهي خلف ظهرك]
(2)
حتى إذا كنت محاذيا لباب عثمان، المعروف اليوم بباب جبريل عليه السلام، والباب على منكبك الأيمن وأنت في صحن المسجد، كانت قبلته في ذلك الموضع وأنت واقف في مصلاه صلى الله عليه وسلم
(3)
. وسيأتي ذكر الإسطوانة في محله
(4)
.
يروى أن أول ما نسخ من أمور الشرع، أمر القبلة، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يصلون بمكة إلى الكعبة، فلما قدموا المدينة أمروا/أن يصلوا إلى بيت المقدس، ليكون أقرب إلى تصديق اليهود، وكانت الأنصار قد صلت إلى بيت المقدس سنين قبل قدومه صلى الله عليه وسلم، ثم أن النبي صلى الله عليه وسلم تشوق إلى الصلاة إلى الكعبة لأسباب: أحدها أنها قبلة أبيه إبراهيم عليه السلام، وقيل:
(1)
من أول الفصل كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 356، والمطري في التعريف ص 32، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 85).
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
حديث أبي هريرة: أخرجه ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 356، والمطري في التعريف ص 33، والسمهودي في وفاء الوفا ص 367.
(4)
وذلك في الفصل السابع عشر من هذا الباب - السادس.
إنه بلغه صلى الله عليه وسلم أن اليهود تقول: ما درى محمد وأصحابه أين قبلتهم حتى هديناهم، وقيل: رأى النبي صلى الله عليه وسلم أن الصلاة إلى الكعبة أدعى لقومه إلى الإسلام، وذكر ذلك لجبريل، ثم سأل الله تعالى وجعل يردد نظره إلى السماء رجاء أن يأتيه جبريل بما سأله، فأنزل الله تعالى:{قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ}
(1)
الآية، قال مجاهد: نزلت هذه الآية ورسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد بني سلمة قد صلى ركعتين من الظهر، فتحول في الصلاة واستقبل الميزاب وجعل الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال
(2)
.
قال الأجدابي: قول عمر رضي الله عنه «ما بين المشرق والمغرب قبلة» إذا توجه نحو البيت، ليس معناه أن ذلك في جميع آفاق الأرضين، وإنما يصح استعماله في نواحي المدينة الشريفة وسائر الأفق المغرّب عن مكة المائل عن خطها إلى جهة الشمال، لأن القبلة في هذا الأفق فيما بين مشرق الاستواء ومغرب الشمس الأسفل.
وقد يصح أن يستعمل قول عمر رضي الله عنه في غير هذا الأفق من الأرض، وقد يكون التوجه والتحديد مختلفا، وذلك أن الأفق الشرقي المائل عن خط مكة إلى جهة الشمال الذي فيه أرض العراق قبلته ما بين المشرق الأسفل ومغرب الاستواء والأفق الشرقي المائل عن خط مكة إلى جهة [من جهة]
(3)
الجنوب قبلته ما بين مشرق الشمس ومغربها الأعليين.
(1)
سورة البقرة آية (144).
(2)
الأثر الوارد من أول ما نسخ من أمور الشرع وما يتعلق به ورد عند السمهودي في وفاء الوفا ص 359 - 360،361،362، وعند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 165، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 86).
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
والأفق المحاذي لمكة من جهة الشمال قبلته ما بين مشرق الشمس ومغربها الأسفلين.
فهذه الآفاق الستة يصح أن يقال فيها: قبلتها ما بين المشرق والمغرب، لكن التوجه مختلف، ولا يصح أن يقال ذلك في الأفقين الباقيين
(1)
.
الفصل الثالث
ما جاء في فضل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
اعلم أن الله تعالى كما خصه بجميل الخصائص أولاه كل كامل غير ناقص. قال الله تعالى: {وَالْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}
(2)
وفي كسر الوتر وفتحها لغتان
(3)
: قيل: الشفع مسجد مكة والمدينة، والوتر بيت المقدس هذا على أحد أقوال تنيف على العشرين
(4)
.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى»
(5)
.
(1)
راجع ما ذكره تقي الدين الفاسي في شفاء الغرام 1/ 130 - 137 بيان جهة المصلين إلى الكعبة من سائر الآفاق ومعرفة أدلة القبلة بالآفاق.
(2)
سورة الفجر آية (1 - 3).
(3)
قرأ ابن مسعود وأصحابه والكسائي وحمزة وخلف: «الوتر» بكسر الواو، والباقون بفتح الواو، وهما لغتان بمعنى واحد، وقيل الوتر بالكسر: الفرد، والوتر بالفتح: الذحل أي الحقد والعداوة، وهذه لغة أهل العالية، فأما لغة أهل الحجاز فبالضد منهم.
انظر: القرطبي: الجامع 20/ 41.
(4)
وردت هذه الأقوال مفصلة عند القرطبي في الجامع 20/ 41.
(5)
أخرجه عن أبي هريرة: البخاري في صحيحه كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة برقم (1189) 1/ 71، وأبو داود في سننه برقم (2033) 2/ 216، والنسائي في سننه 2/ 73.
وعنه أيضا، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى»
(1)
. متفق على صحته.
وعنه أيضا، أنه يخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«لا يسافر إلا لثلاثة مساجد: مسجد الكعبة/ومسجدي، ومسجد إيليا»
(2)
.
وعنه أيضا، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول، والمسجد الأقصى»
(3)
.
وعنه أيضا، يبلغ به إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال:«لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، ومسجد الحرام، ومسجد الأقصى»
(4)
.
وسمى المسجد الأقصى: لأنه أبعد المساجد التي تزار
(5)
، وقيل: أنه لم يكن حينئذ مسجد.
قيل: أن كل ما عذب في الأرض يخرج من تحت صخرة بيت المقدس.
وأول من بنى المسجد الأقصى داود عليه السلام، وذلك لإحدى عشر سنة مضت من ملكه، وكان داود ينقل الحجارة على عاتقه حتى رفعوه قامة، ثم
(1)
أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد عن أبي هريرة برقم (511) 2/ 1014، وذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 74 عن أبي هريرة.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد عن أبي هريرة برقم (513) 2/ 1015، والبيهقي في الدلائل 2/ 545 عن أبي هريرة.
إيلياء: بكسر أوله واللام وياء وألف ممدودة، اسم مدينة بيت المقدس، قيل معناه: بيت الله. انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 293.
(3)
سبق تخريجه برقم (1) بنفس الصفحة.
(4)
سبق تخريجه برقم (2) بنفس الصفحة.
(5)
راجع ابن منظور: اللسان مادة «قصا» .
صلوا فيه زمانا
(1)
.
ثم بناه سليمان بن داود عليهما السلام، بعد أن توفى داود بالرخام الملون، وعمّده بأساطين المرو، وسقّفه بألواح الجواهر، ورصّع حيطانه باليواقيت، وبسط أرضه بألواح الفيروزج
(2)
.
ولم يزل على ذلك حتى خربه بختنصر ونقل ما فيه من الجواهر وغيرها إلى أرض بابل
(3)
.
وبقي خرابا إلى أن بناه المسلمون في زمان عمر رضي الله عنه.
وابتدأ سليمان [عليه السلام]
(4)
في عمارته لأربع سنين مضين من ملكه
وقيل: إن ملكا من ملوك فارس يقال له: بوشك عمّر بيت المقدس وإيليا بعد هلاك بختنصر
(5)
.
وكان آخر تخريب بيت المقدس على يد ططوش بن أسيبانوس
(1)
وكان يدعى بمحراب داود.
انظر: المسعودي: مروج الذهب 1/ 48، ياقوت: معجم البلدان 5/ 176.
(2)
وهو المسجد الأقصى الذي بارك الله عز وجل حوله.
انظر: المسعودي: مروج الذهب 1/ 49، ياقوت: معجم البلدان 5/ 167، ابن كثير: البداية 2/ 24.
(3)
في عهد «لهراسب» توجه بختنصر نحو بيت المقدس فأخذه عنوة، وسبى الذرية وحملهم إلى بابل. وعن خراب بيت المقدس وما فعله بختنصر ببني إسرائيل.
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 538، ابن كثير: البداية 2/ 31 - 36.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
راجع معجم البلدان لياقوت 5/ 167، وعن عودة بني إسرائيل من بابل وإعادة تعمير بيت المقدس. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 539 - 540، ابن كثير: البداية 2/ 39.
الرومي
(1)
.
واعلم أن الأرض المقدسة هي الطور وما حواليه، وقيل: إيليا وبيت المقدس
(2)
.
وقال ابن عمر: الحرم محرم مقداره من السموات والأرض، وبيت المقدس مقدس مقداره من السموات والأرض، وقيل: هي أريحا.
وقال الكلبي: دمشق وفلسطين وبعض الأردن، وقيل: الأردن كله.
وقال قتادة: الشام كلها، وقيل: في قوله تعالى: {إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً}
(3)
قيل له طوى، لأنه قدس مرتين، وقيل: هو اسم الوادي والمراد به دمشق وفلسطين
(4)
.
قال الجوهري: طوى موضع بالشام تكسر طاؤه وتضم [يصرف]
(5)
ولا يصرف، ومن صرفه جعله اسم واد [ومكان وجعله نكرة، ومن لم يصرفه جعله اسم بلدة وبقعة وجعله معرفة
(6)
.]
(7)
قال الراغب: التقديس التطهير، لأنه طهر من الشرك
(8)
.
(1)
ولسنة من تولية هذين الملكين سارا إلى الشام، وكانت لهما مع بني إسرائيل حروب عظيمة، وخربا بيت المقدس وأحرقاه بالنار، فقد كانت عبادتهما للأصنام.
انظر: المسعودي: مروج الذهب 1/ 271.
(2)
راجع: القرطبي: الجامع 1/ 277، ابن منظور: اللسان مادة «قدس» .
(3)
سورة طه آية (12).
(4)
انظر: الجوهري: الصحاح 6/ 2416، القرطبي: الجامع 11/ 175، ابن منظور: اللسان مادة «قدس» ، السيوطي: الدر المنثور 5/ 559.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
قول الجوهري ذكره في الصحاح 6/ 2416.
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(8)
قول الراغب ذكره القرطبي في الجامع 11/ 175.
وقيل سمي بيت المقدس: لأنه المكان الذي يتقدس فيه من الذنوب، أي يتطهر
(1)
، وحصيرة المقدس فيما يرى أهل النظر أنها الجنة، لأنها موضع الطهارة من الأدناس.
قال صاحب الغريبين: وبيت المقدس والمسجد الأقصى واحد
(2)
.
وقيل: إن كل أرض سار التابوت - تابوت موسى - عليها فهي مقدسة.
قال ابن عباس: والتابوت وعصى موسى في بحيرة الطبرية
(3)
، وهما يخرجان قبل يوم القيامة.
والطبرية أكبر مدينة بالأردن، وعليها بحيرة عذبة الماء، طولها اثنا عشر فرسخا في عرض فرسخين، وبها ثلاثة عيون جارية مسقطها على نحو فرسخين من المدينة، ومياه الطبرية من البحيرة، والغور
(4)
أول هذه البحيرة، ثم يمد على بيسان حتى ينتهي إلى زغر
(5)
وأريحا إلى البحيرة المنتنة
(6)
.
والغور ما بين جبلين غائر في الأرض جدا وبه عيون وأنهار وأشجار، وبعض الغور من حد الأردن إلى تجاوز بيسان/فإذا جاوزها كان من حد
(1)
كذا ورد عند ياقوت في معجم البلدان 5/ 166، وكتاب «الغريبين: غريب القرآن والحديث» للهروي، طبع منه جزء واحد.
(2)
كذا ورد عند ياقوت في معجم البلدان 5/ 166، وكتاب «الغريبين: غريب القرآن والحديث» للهروي، طبع منه جزء واحد.
(3)
الطبرية: من الأردن، بلدة مطلة على البحيرة المعروفة ببحيرة طبرية.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 17.
(4)
الغور: وهو غور الأردن بالشام بين بيت المقدس ودمشق، فيه نهر الأردن وعلى طرفه الشرقي بحيرة طبرية وفي طرفه الغربي البحيرة المنتنة.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 147،4/ 217.
(5)
زغر: بضم الزاي، قرية بمشارف الشام، وبها عين معروفة في طرف البحيرة المنتنة.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 142.
(6)
كذا ورد عند ياقوت في معجم البلدان 3/ 142 - 143،4/ 17.
فلسطين، وهذا الشط متصل إلى أيلة، وكان أقدم بلدان السواحل وعامة الحكماء اليونانية منها
(1)
. حكاه [صاحب]
(2)
صور الأقاليم.
وبالأردن كان يسكن يعقوب عليه السلام، وبه جب يوسف على إثنى عشر ميلا من الطبرية مما يلي دمشق بين مدين ومصر على ثلاثة فراسخ من منزل يعقوب
(3)
.
وفلسطين تسمى أبنى، برفع الألف وسكون الباء الموحدة، وقيل: أبنى هي أرض [الشراة ناحية البلقاء وهي التي خربها أسامة.
وقال بعض أهل مصر في زمن كعب الأخبار: أريد]
(4)
جرابا من تراب سفح المقطم
(5)
- يعني جبل مصر - أجعله في قبري، فقال له كعب:
أتقول هذا وأنت بالمدينة؟ قال: إنا نجد في الكتاب الأول أنه مقدس ما بين القصير
(6)
إلى اليحموم
(7)
.
(1)
كذا ورد عند ياقوت في معجم البلدان 4/ 217 - 218.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
كذا ورد عند ياقوت في معجم البلدان 1/ 147.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
المقطم: بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الطاء المهملة وفتحها، وهو الجبل المشرف على القرافة - مقبرة القاهرة - يمتد من أسوان على شاطيء النيل الشرقي حتى يكون منقطعه طرف القاهرة الشرقي.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 176 - 177.
(6)
القصير: بضم القاف وفتح ما بعدها، موضع بصعيد مصر، وفيه مرفأ سفن اليمن.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 367.
(7)
كذا ورد عند ياقوت في معجم البلدان 5/ 177.
واليحموم: جبل بمصر، وهي جبال متفرقة مطلة على القاهرة من جانبها الشرقي.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 431.
واعلم أن الشام على أربعة أجناد
(1)
: جند حمص، وجند دمشق، وجند فلسطين، وجند الأردن، وشرقي الشام عفزة الفرات
(2)
، وغربيها ساحل بحر الروم، وشماليها جبل بلاد الروم، وجنوبيها بلاد الأردن وفلسطين
(3)
.
وأما دمشق فإن العادي بناها - غلام إبراهيم عليه السلام وكان حبشيا وهبه له نمرود حين خرج إبراهيم من النار، وكان اسم الغلام دمشق، فسماها على اسمه
(4)
.
وحمص بناها رجل يقال له صورى، من ولد كنعان بن حام بعد الغرق، ثم سكنها الروم
(5)
.
وبيت المقدس بناه أذنون النبطي من ولد كنعان بعد الغرق.
وحرّان بناها هران، أبو لوط عليه السلام، وهو أخو إبراهيم عليه السلام
(6)
.
(1)
يذكر ياقوت بأن أجناد الشام خمسة، فذكر الأربعة، والخامس: جند قنسرين، وكانت الجزيرة مع قنسرين جندا واحدا، فأفردها عبد الملك بن مروان وجعلها جندا برأسه، ولم تزل قنسرين وكورها مضمومة إلى حمص حتى كان يزيد بن معاوية فجعل قنسرين وحمص وأنطاكية ومنبج جندا برأسه، فلما استخلف الرشيد أفرد قنسرين بكورها فجعلها جندا.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 103،3/ 312.
(2)
عفزة الفرات: بفتح أوله وسكون ثانيه ثم زاي، وهو واحد العفز وهو الجوز الذي يؤكل، بلدة قديمة قرب الرقة على شاطيء الفرات.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 132.
(3)
عن حدود الشام راجع: ياقوت: معجم البلدان 3/ 312.
(4)
وذلك على أحد الأقوال في سبب التسمية، وراجع هذه المسميات وسبب اشتقاقها عند ياقوت في معجم البلدان 2/ 463 - 464.
(5)
ذكر ذلك ياقوت في معجم البلدان 2/ 302.
(6)
يذكر ياقوت بأنها سميت باسمه لأنه أول من بناها فعربت حران، وهي أول مدينة بنيت على الأرض بعد الطوفان، وكانت منازل الصابئة. انظر: معجم البلدان 2/ 235.
مصر بناها مصرايم بن حام بن نوح عليه السلام، وهو أبو القبط بعد الغرق
(1)
. وإفريقية بناها كامن بن يافث بن نوح
(2)
.
والإسكندرية بناها الإسكندر، وكانت مدينته التي ولد فيها مقذونية
(3)
.
والجزيرة بناها سام بن نوح
(4)
.
والموصل بناها أشوم بن سام إلى خراسان
(5)
.
والأهواز بناها عالم بن سام بن نوح، وهو الذي [بنى]
(6)
السوس
(7)
.
وسمرقند بناها شمرة بن غشق
(8)
. وبصرى بناها بصر بن إسحاق.
(1)
كذا ورد عند ياقوت في معجم البلدان 5/ 137.
(2)
يذكر ياقوت بأنها سميت بأفريقش بن أبرهة بن الرائش الحميري، وهو الذي اختطها وسماها إفريقية اشتق اسمها من اسمه، وقيل سميت افريقية بفارق بن بيصر بن حام بن نوح.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 228.
وإفريقية: بكسر الهمزة، اسم لبلاد واسعة قبالة جزيرة صقلية، وينتهي آخرها إلى قبالة جزيرة الأندلس، وحدها من برقة شرقا إلى طنجة غربا.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 228.
(3)
كذا ورد عند ياقوت في معجم البلدان 1/ 182.
ومقذونية: بفتح أوله وثانيه وضم الذال المعجمة وسكون الواو وكسر النون، اسم لمصر باليونانية القديمة. انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 173.
(4)
الجزيرة: بين دجلة والفرات تشتمل على ديار مضر وديار بكر.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 134.
(5)
يذكر ياقوت بأن الملك الذي أحدثها كان يسمى الموصل، وقيل رواند بن بيور أسف.
انظر: معجم البلدان 5/ 223.
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(7)
يذكر ياقوت أن أول من بنى الأهواز أردشير بن بهمن وأنه بنى السوس أيضا، وقيل بناها السوس ابن سام بن نوح.
انظر: معجم البلدان 1/ 285،3/ 281.
(8)
يذكر ياقوت بأن شمر أبو كرب بناها فسميت شمركنت، ثم عربت فقيل سمرقند، وهي مدينة بخراسان.
انظر: معجم البلدان 3/ 246 - 247.
وهمذان بناها مادى بن يافث
(1)
. وأرمينية بناها باوان بن يافث
(2)
.
روى ابن ماجة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«صلاة في بيت المقدس بخمسين ألف صلاة» . وفي رواية: «بخمسمائة صلاة» وفي رواية: «بسبعمائة صلاة»
(3)
.
وعن إبراهيم بن عبد الله بن معبد قال: اشتكت امرأة فنذرت: لأن شفيني الله لأخرجن ولأصلّين في بيت المقدس، فصحت، وتجهزت تريد الخروج، فلما أتت ميمونة - زوج النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرتها بذلك فقالت: انطلقي فكلي ما صنعت وصلي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:«صلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد، إلا مسجد الكعبة»
(4)
.
وعن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام/أفضل من مائة ألف صلاة»
(5)
.
(1)
يذكر ياقوت بأنها سميت بهمذان بن الفلوج بن سام بن نوح.
انظر: معجم البلدان 5/ 410.
(2)
يذكر ياقوت بأنها سميت أرمينية: بأرمينا بن لنطا بن أومر بن يافث بن نوح.
انظر: معجم البلدان 1/ 160.
(3)
أخرجه ابن ماجة في سننه كتاب إقامة الصلاة عن أنس برقم (1413) 1/ 453، وذكره المتقي في الكنز برقم (20223) وعزاه لابن ماجة عن أنس.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب فضل الصلاة بمسجدي عن ميمونة بلفظه برقم (510) 2/ 1014، وأحمد في المسند 6/ 333 عن ميمونة.
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب فضل الصلاة عن أبي هريرة برقم (1190) 2/ 71، ومالك في الموطأ 1/ 196 عن أبي هريرة، وأحمد في المسند 1/ 184 عن سعد بن أبي وقاص، والنسائي في سننه كتاب الحج باب (120) 5/ 214 عن أبي هريرة، وابن ماجة في سننه 1/ 450 عن جابر بن عبد الله.
قال أبو بكر النقاش: «فحسبت ذلك على هذه الرواية فبلغت صلاة واحدة في المسجد الحرام عمر خمسين سنة وستة أشهر وعشرين ليلة، وصلاة يوم وليلة في المسجد الحرام - وهي خمس صلوات - مائتي سنة وسبعين سنة وتسعة أشهر وعشر ليال» .
وعن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من دخل مسجدي هذا يتعلم خيرا أو يعلمه، كان بمنزلة المجاهد في سبيل الله، ومن دخله لغير ذلك من أحاديث الناس، كان الذي يرى ما يعجبه وهو لغيره»
(1)
.
ويروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال:«صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا إلا المكتوبة»
(2)
.
وقالت عائشة رضي الله عنها: «ما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قط إلا صلى ركعتين»
(3)
يعني ما خرج من بيته.
وعنها رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا خاتم الأنبياء ومسجدي خاتم مساجد الأنبياء، أحق المساجد أن يزار وتركب إليه الرواحل، وصلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام»
(4)
.
(1)
أخرجه أحمد في المسند 2/ 350 عن سهل بن سعد، والطبراني في الكبير 6/ 215 عن سهل، والحاكم في المستدرك 1/ 91 عن أبي أمامة، وأبو نعيم في الحلية 3/ 254 عن سهل، وابن النجار في الدرة 2/ 357 عن سهل.
(2)
أخرجه أبو داود في سننه عن زيد بن ثابت برقم (1044) 1/ 274، والطبراني في الكبير عن أبي هريرة برقم (4893) 5/ 144، والبغوي في شرح السنة 4/ 130 عن زيد بن ثابت.
(3)
أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 301 عن عائشة بزيادة «بعد العصر» .
(4)
أخرجه ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 357 عن عائشة، والمطري في التعريف ص 22 عن عائشة.
وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن
(1)
، وأبي عبد الله الأغر
(2)
مولى الجهنيين - وكانا من أصحاب أبي هريرة رضي الله عنهما أنهما سمعا أبا هريرة رضي الله عنه يقول: «صلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء ومسجده آخر المساجد» . قال أبو سلمة وأبو عبد الله: «لم نشك أن أبا هريرة كان يقول عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمنعنا ذلك أن نتثبت أنّ أبا هريرة عنى ذلك الحديث، حتى إذا توفى أبو هريرة تذاكرنا ذلك وتلاومنا ألا نكون كلمنا أبا هريرة عن ذلك الحديث حتى يسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كان سمعه منه، فبينما نحن على ذلك جالسنا عبد الله بن إبراهيم بن قارظ، فذكرنا ذلك الحديث والذي فرطنا فيه من نص أبي هريرة عنه، فقال لنا عبد الله ابن إبراهيم: أشهد أني سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فأنا آخر الأنبياء وأن مسجدي آخر المساجد»
(3)
.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام»
(4)
.
(1)
أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، كان محدثا ثقة (ت 94 هـ).
انظر: ابن حجر: التهذيب 12/ 115.
(2)
سلمان بن عبد الله، أبو عبد الله الأغر المدني مولى جهينة، روى عن أبي هريرة، ثقة قليل الحديث يعد من التابعين.
انظر: ابن حجر: التهذيب 4/ 139.
(3)
أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب فضل الصلاة بمسجدي عن أبي هريرة برقم (507) 2/ 1012، وأحمد في المسند 2/ 266 عن أبي هريرة.
(4)
أخرجه عن أبي هريرة: مسلم في صحيحه كتاب الحج باب فضل الصلاة بمسجدي برقم (505، 506) 2/ 1012، والبخاري في صحيحه كتاب الصلاة في مسجد مكة والمدينة باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة برقم (1190)، وأحمد في المسند 2/ 466، ومالك في الموطأ 1/ 196، والترمذي في سننه 2/ 147،5/ 675 وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجة في سننه 1/ 450.
قال القاضي عياض
(1)
: «اختلف الناس في معنى هذا الإستثناء على خلافهم في المفاضلة بين مكة والمدينة، فذهب مالك في رواية أشهب عنه وقاله ابن نافع صاحبه وجماعة أصحابه إلى [أن]
(2)
معنى الحديث: أن الصلاة في مسجد النبي
(3)
صلى الله عليه وسلم، أفضل من الصلاة في سائر المساجد بألف صلاة إلا المسجد الحرام، فإن الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من الصلاة فيه بدون الألف، واحتجوا بما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: صلاة في المسجد الحرام خير من مائة صلاة فيما سواه، فتأتي/فضيلة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بتسعمائة وعلى غيره بألف، وهذا مبني على تفضيل المدينة على مكة، وهو قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومالك وأكثر المدنيين، وذهب أهل مكة والكوفة إلى تفضيل مكة، وهو قول عطاء، وابن وهب، وابن حبيب -[من أصحاب مالك -]
(4)
وحكاه الساجي عن الشافعي وحملوا الإستثناء في الحديث المتقدم على ظاهره، وأن الصلاة في المسجد الحرام أفضل، واحتجوا بحديث عبد الله بن الزبير، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث أبي هريرة، وفيه: وصلاة في المسجد الحرام أفضل من الصلاة في مسجدي هذا بمائة صلاة، وروى قتادة مثله، فيأتي فضل الصلاة في المسجد الحرام على هذا على الصلاة في سائر المساجد بمائة ألف، قال الباجي: والذي يقتضيه الحديث مخالفة حكم [مسجد]
(5)
مكة لسائر المساجد ولا يعلم منه حكمها مع المدينة، وذهب الطحاوي إلى أن هذا التفضيل إنما هو في صلاة الفرض،
(1)
قول القاضي عياض ورد في كتابه الشفا 2/ 74 - 75.
(2)
الاضافة من الشفا، فقد نقل عنه المؤلف.
(3)
في (ط): «الرسول» .
(4)
الاضافة من الشفا، فقد نقل عنه المؤلف.
(5)
الاضافة من الشفا، فقد نقل عنه المؤلف.
وذهب مطرف - من أصحابنا - إلى أن ذلك في النافلة أيضا قال: وجمعة خير من جمعة ورمضان خير من رمضان، ولا خلاف أن موضع قبر النبي صلى الله عليه وسلم أفضل بقاع الأرض قال: ومسجد مكة والمدينة أفضل من المسجد الأقصى».
عن عبد الله [بن عثمان بن عمر]
(1)
بن الأرقم بن أبي الأرقم، عن أبيه، عن جده قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أريد أن أخرج إلى بيت المقدس قال: فلم؟ قلت: للصلاة فيه، قال:«ها هنا أفضل من الصلاة هناك ألف مرة»
(2)
.
وعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من خرج على طهر لا يريد إلا الصلاة في مسجدي هذا حتى يصلي فيه كان بمنزلة حجة»
(3)
.
الفصل الرابع
في أن المسجد الذي أسس على التقوى
هو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم مسجد المدينة
روى الترمذي، عن أبي سعيد الخدري قال: تمارى رجلان في المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم، فقال رجال: هو مسجد قباء، وقال
(1)
الاضافة من (ط).
(2)
أخرجه ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 358 عن الأرقم بن أبي الأرقم، والهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 8 بألفاظ متقاربة عن الأرقم وقال:«رواه أحمد والطبراني في الكبير» .
(3)
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 8/ 379 عن أبي أمامة، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 358 عن أبي أمامة، والمطري في التعريف ص 22.
الآخر: هو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«هو مسجدي هذا» .
حديث صحيح
(1)
.
وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: مر بي عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري قال: قلت له: كيف سمعت أباك يذكر في المسجد الذي أسس على التقوى؟ قال: قال لي أبي: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت بعض نسائه، فقلت: يا رسول الله أي المسجدين الذي أسس على التقوى؟ قال:
فأخذ كفا من حصباء فضرب به الأرض ثم قال: هو مسجدكم هذا مسجد المدينة، قال فقلت له: أشهد أني سمعت أباك هكذا يذكره
(2)
. وهو قول:
ابن المسيب، وزيد بن ثابت، وابن عمر، ومالك بن أنس فيما رواه عنه وهب وأشهب وابن القاسم وغيرهم.
وعن ابن عباس رضي الله عنه أنه مسجد قباء/
(3)
كما سيأتي
(4)
.
(1)
أخرجه عن أبي سعيد: الترمذي في سننه 2/ 144، والنسائي في سننه 2/ 36، وأحمد في المسند 5/ 116، والحاكم في المستدرك 2/ 334،1/ 487، والبيهقي في الدلائل 5/ 264 وبالسنن الكبرى 5/ 246.
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب بيان المسجد الذي أسس على التقوى عن أبي بن كعب برقم (514)، والبيهقي في الدلائل 2/ 544 عن أبي سعيد، وذكره المطري في التعريف ص 21 - 22 عن أبي بن كعب، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح 7/ 45 «والحق أن كلا منهما - مسجد النبي ومسجد قباء - أسس على التقوى وقوله تعالى لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى - التوبة آية 108 - فالجمهور على أن المراد به مسجد قباء، هذا هو ظاهر الآية، وقوله تعالى في بقية الآية فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا يؤيد كون المراد مسجد قباء» .
(3)
نهاية (ق 121) من الأصل، وما يأتي بعد يمثل بداية المفقود من مصورة الحرم المكي وذلك من نهاية الفصل الرابع للباب السادس وحتى نهاية الفصل الرابع عشر للباب السادس، ورغم أن هذا السقط مساحته كبيرة فإن ترتيب أوراق مصورة الحرم المكي متتابع، فبداية المفقود من نهاية (ق 121) ونهاية المفقود يمثل (ق 122) أي أن ترتيب الأوراق طبيعي رغم وجود النقص، وقد أشار بعض المطلعين على المخطوط في حاشية (ق 121) من أسفل بقوله:«هنا نقص في الكتاب» ، وقد اعتمدت في سد هذا النقص على مصورة لالي بتركيا (ط) وأثبت أوراق هذه المصورة التي تبدأ بورقة (/87 أ).
(4)
يأتي بيان ذلك في بداية الفصل الأول من الباب السابع.
قلت: ويمكن الجمع بينهما، وأن يكون كلاهما أسس على التقوى، فقد روي عن عبد الله بن بريدة في قول الله عز وجل {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ}
(1)
قال: إنما هي أربعة مساجد، لم يبنهن إلا نبيّ: الكعبة بناها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وبيت أريحا ببيت المقدس بناه داود وسليمان عليهما السلام، ومسجد المدينة، ومسجد قباء اللذين أسسا على التقوى بناهما رسول الله صلى الله عليه وسلم
(2)
.
وإذا قيل: المسجدان بالإطلاق، فالمراد بهما مسجد مكة والمدينة، وهذا من الكلام المزدوج مثل أن يقال: «الحرمان - أيضا - حرماهما، والجديدان: الليل والنهار، والأعذبان: الريق والخمر، والأطيبان: النوم والنكاح، والأبيضان: اللبن والماء، والأسودان: الماء والتمر ويقال الليل والحرة، والأصفران: الذهب والحرير، والأحمران: اللحم والخمر، والعشاءان:
المغرب والعشاء، والبائعان: البائع والمشتري، والمكتان: مكة والطائف، والخافقان: المشرق والمغرب، والعراقان: البصرة والكوفة، والقمران:
الشمس والقمر ويقال: أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، والأبوان: الأب والأم، والعمران: أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، والأبيضان في المرأة:
الشحم والشباب، والعصران: الغداة والعشي، والملوان: الليل والنهار»
(3)
.
(1)
سورة التوبة آية (36).
(2)
كذا ورد عند السمهودي في وفاء الوفا ص 799 نقلا عن المصنف.
(3)
راجع هذه المفردات اللغوية من الكلام المزدوج عند ابن سيده في كتابه المخصص 13/ 223 - 228، والسيوطي في المزهر 2/ 173 - 174،186.
الفصل الخامس
في ذكر ما يؤول إليه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن أبي لبيبة، عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«لا تقوم الساعة حتى تغلب على مسجدي هذا الكلاب والذئاب والضباع فيمرّ الرجل ببابه فيريد أن يصلي فيه فلا يقدر عليه»
(1)
.
الذئب: أصله الهمز، وهو من المفترسات، - حكاه ابن كيسان - ويسمى الهصير والنهسر
(2)
.
الخضر هو ابن آدم لصلبه، وهي رواية الضحاك، عن ابن عباس رضي الله عنهما
(3)
، وقيل: هو الولد الرابع من أولاد آدم عليه السلام. حكاه أبو
(1)
أخرجه عن أبي لبيبة: ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 358 وذكره المراغي في تحقيق النصرة ص 205، والسمهودي في وفاء الوفا ص 121.
(2)
كذا ورد عند ابن قتيبة في أدب الكتاب ص 104.
(3)
رواية الضحاك أوردها ابن حجر في فتح الباري 6/ 433، وأورد ابن الجوزي نسبه بأنه: الخضر ابن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام.
انظر: المنتظم 1/ 358.
جعفر الطبري
(1)
.
وقيل: اسمه بليا بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام
(2)
.
وقيل: اسمه اليسع، وهذا ليس بشيء. واليسع اسم أعجمي
(3)
.
وكان الخضر في أيام أفريدون الملك
(4)
، وقيل: إنه كان على مقدمة ذي القرنين اليوناني في أيام إبراهيم عليه السلام
(5)
.
وقيل: إن ذا القرنين الذي كان على عهد إبراهيم عليه السلام هو أفريدون الملك
(6)
.
وقيل: إن الخضر ابن خالة ذي القرنين، وقيل: إنه من ولد من كان آمن بإبراهيم، وكانت أمه رومية وأبوه فارسي، وقيل: كان أبوه ملكا
(7)
.
وقيل: هو من سبط هارون بن عمران، وأنه بعثه الله نبيا في أيام ناشية
(1)
أورده ابن جرير الطبري في تاريخه 1/ 365، وابن الجوزي في المنتظم 1/ 358 نقلا عن الطبري.
(2)
راجع عمود نسبه عند الطبري في تاريخه 1/ 365.
(3)
كذا ورد عند الجواليقي في المعرب ص 347.
(4)
وأضاف الطبري في تاريخه 1/ 365، وابن الجوزي في المنتظم 1/ 357:«في قول عامة أهل الكتاب الأول وقبل موسى بن عمران» . ويقول ابن كثير في البداية 1/ 279: «والصحيح أنه كان في زمن أفريدون واستمر حيا إلى أن أدركه موسى عليه السلام» .
(5)
كذا ورد عند الطبري في تاريخه 1/ 365، وابن الجوزي في المنتظم 1/ 357، وابن كثير في البداية 1/ 279، وأضاف الطبري في تاريخه:«وقول الذي قال إن الخضر كان في أيام أفريدون وذي القرنين الأكبر وقبل موسى بن عمران أشبه بالحق إلا أن يكون الأمر كما قاله من قال أنه كان على مقدمة ذي القرنين صاحب إبراهيم، فلم يبعث في أيام إبراهيم نبي» .
(6)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 1/ 357، ابن كثير: البداية 1/ 279.
(7)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 365، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 358، ابن كثير: البداية 1/ 279.
ابن أموص ملك بني إسرائيل، وهذا بعيد، لأن ناشية كان في عهد بشتاسب في أيام بختنصر، وبين بختنصر وأفريدون دهرا طويلا
(1)
.
وقد صح أنه صاحب موسى بن عمران، وموسى إنما نبيء في عهد منوشهر الملك، وكان ملك منوشهر بعد ملك جده أفريدون، فدل هذا على خطأ من قال: إن الخضر هو أرميا بن خلقيا، فإن أرميا كان في أيام بختنصر، لأن من وفاة موسى إلى ابتداء ملك بختنصر تسعمائة وتسع وسبعين سنة ونبيء قبل موسى عليه السلام
(2)
.
وروى محمد بن أيوب أن الخضر ابن فرعون موسى، وهذا بعيد
(3)
.
وقيل: إن الذي صحب الخضر موسى بن منشا، ولا يصح
(4)
.
وذكر ابن الجوزي في كتابه «عجلة المنتظر في شرح حال الخضر» : أن الخضر ليس بباق، واحتج بقوله تعالى {وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ}
(5)
ثم قال: فإن قيل: فالمسيح الدجال حي، فالجواب: إنه ولد بالمدينة الشريفة في
(1)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 366، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 357، ابن كثير: البداية 1/ 279.
(2)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 376، وابن كثير: البداية 1/ 279، وقال:«والصحيح الذي دل عليه ظاهر سياق القرآن - سورة الكهف آية 65 وما بعدها - ونص الحديث الصريح المتفق عليه أن موسى الذي رحل إليه الخضر هو موسى بن عمران صاحب بني إسرائيل، فقد أخرج مسلم في صحيحه - كتاب الفضائل باب فضائل الخضر عليه السلام عن سعيد بن جبير برقم 170 قال: قلت لابن عباس إن نوفا البكالي يزعم أن موسى عليه السلام صاحب بني إسرائيل ليس هو موسى صاحب الخضر فقال: كذب عدو الله» .
(3)
يقول ابن كثير في البداية 1/ 279: «وقد أغرب جدا من قال: هو ابن فرعون» .
(4)
راجع الطبري في تاريخه 1/ 364 وقال: «لأن موسى بن منشا بن يوسف عليه السلام، وكان ذلك قبل موسى بن عمران بزمن» .
(5)
سورة الأنبياء آية (34).
حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم/ثم يحيا إلى زمن المسيح وليس ذلك بطويل، قال:
وإن صح أنه من ولد آدم لصلبه فله على بعض الحساب ستة آلاف سنة وأربعمائة سنة فكيف يكون حيا؟
(1)
.
قلت: أما حجته بالآية الكريمة، فالحجة عليه بالآية نفسها، وذلك أنه ليس الخضر مخلدا في الدنيا، إذ الخلود لا موت معه، وقد جاء في الأخبار أنه يموت عند إرتفاع القرآن، ولا يسمى هذا خالدا، بل يسمى معمرا، فبطل ما احتج به، ألا ترى إلى قوله تعالى حكاية عن إبليس اللعين {رَبِّ فَأَنْظِرْنِي}
(2)
ولم يقل خلدني، وها هو حيّ إلى قيام الساعة على أحد الأقوال.
وقد أجبت بهذا القول ولم أسمع به ولم أظن أني سبقت إليه، فإذا القاضي تاج الدين بن عطاء الله - رحمه الله تعالى - رد على ابن الجوزي في هذه المسألة نفسها في كتابه «لطائف المنن»
(3)
فوافق قولي قوله ولله الحمد والمنة
(4)
.
قال الثعلبي: والخضر على جميع الأقوال نبي معمر محجوب عن الأبصار، وقيل في نبوته قولان
(5)
.
(1)
قول ابن الجوزي أورده في كتابه المنتظم 1/ 364.
(2)
سورة الحجر آية (36).
(3)
قول ابن عطاء الله ورد في كتابه لطاتف المنن ص 154.
(4)
الصواب أنه لم يبق، إذ لو كان حيا لما وسعه إلا الحضور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ لو حضر لاشتهر ذلك.
(5)
راجع: ابن الجوزي: المنتظم 1/ 358، القرطبي: الجامع 11/ 29، وساق ابن كثير في البداية 1/ 305 أربعة أدلة على نبوة الخضر عليه السلام، وختم الحديث بقوله:«فدلت الوجوه الأربعة على نبوته» .
قال القرطبي: والجمهور على أنه غير باق، قال: والصحيح أنه حي
(1)
، ثم ذكر اجتماع إلياس مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: وإذا جاز بقاء إلياس جاز بقاء الخضر
(2)
.
وقال يحيى بن سلام: الخضر هو إلياس ولا يصح.
وقيل: الخضر من ولد فارس، وإلياس من بني إسرائيل
(3)
.
قال عمرو بن دينار: وإذا رفع القرآن مات الخضر وإلياس.
وإلياس هو: ابن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران
(4)
، بعثه الله تعالى إلى أهل بعلبك، وكانوا يعبدون صنما يقال له بعل
(5)
.
وقال ابن إسحاق: بعل امرأة
(6)
.
(1)
أورد القرطبي في الجامع 11/ 16 هذه الأقوال، وأجاب ابن الجوزي في المنتظم 1/ 361 على من قال أنه حي بقوله: وقد زعم قوم أن الخضر حي إلى الآن، واحتجوا بأحاديث لا تثبت - ثم ساق ابن الجوزي الأحاديث الدالة على حياته - وأجاب عليها بقوله:«وكل هذه الأحاديث لا تثبت والحديث المروي عن ابن عباس ضعيف بالحسن بن رزين لأنه مجهول، وحديث أنس منكر الإسناد بإجماع المحدثين، وقول الحسن البصري مأخوذ من أهل الكتاب .. ثم قال ابن الجوزي: هذه المرويات المثبتة لحياة الخضر تحتمل أحد أمرين الأول: أن يكون بعض المتأخرين أدخلها استغفالا، والثاني: أن يكون الأوائل ذكروها من باب التعجب فرواها المتأخرون على سبيل التحقيق والإثبات. وختم ابن الجوزي حديثه بقوله: فقد صح لما بينا أن الخضر عبد من عباد الله نصب لموسى لأمر أراده الله، وقد مضى إلى سبيله فليعرف ذلك» .
(2)
راجع: ابن الجوزي: المنتظم 1/ 362.
(3)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 365.
(4)
راجع نسبه عند الطبري في تاريخه 1/ 361، وابن الجوزي في المنتظم 1/ 382، وابن كثير في البداية 1/ 314.
(5)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 461، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 383،384، وأورد قصة هذا الصنم، ابن كثير: البداية 1/ 314.
(6)
قول ابن إسحاق أورده الطبري في تاريخه 1/ 461.
الصنم: جثة متخذة من فضة أو نحاس أو خشب مصورة يعبدونها، قيل: إن كل ما يشغل عن الله فهو صنم
(1)
.
والجبت والطاغوت: أيضا كل معبود من دون الله، وقيل: الجبت السحر، وقيل: هما في سورة النساء رجلان: حيي بن أخطب، وكعب بن الأشرف، وقوله تعالى:{فِي سَبِيلِ الطّاغُوتِ}
(2)
أي في سبيل الشيطان
(3)
.
والوثن: ما كان من غير صورة خلاف الصنم المصور
(4)
.
وكان اسم الملك الذي أرسل إليه أجب، واسم امرأته أزبيل/وهي بنت ملك سبأ، قتلت يحيى بن زكريا، وخلص منها كاتب لها كان مؤمنا يكتم إيمانه - ثلثمائة نبي أرادت قتلهم سوى ما قتلت، وكانت تزوجت سبعة ملوك وقتلتهم، فغضب أجب على إلياس، فهرب إلياس سبع سنين، ثم استخفى عند أم يونس بن متى، ومات يونس حين فطم، فدعا الله تعالى إلياس، فأحيي يونس بعد أربعة عشر يوما من موته، وآمن به إليسع، ثم رفعه الله إليه واستخلف إليسع على بني إسرائيل، وقتل أجب وامرأته في بستان مزدك
(5)
.
وقيل إن إلياس هو ذو الكفل، وقيل: هو زكريا، وقيل: كان عبدا صالحا.
(1)
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «صنم» .
(2)
سورة النساء آية (76).
(3)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 562، ابن الجوزي: نزهة الأعين ص 410 - 411.
(4)
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «وثن» .
(5)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 52، وذكر الطبري في تاريخه 1/ 461 أن الملك اسمه «أحاب» واسم امرأته «أزبل» وأورد قصة هذا الملك مع إلياس.
عن عبد العزيز بن أبي داود قال: الخضر وإلياس يصومان رمضان ببيت المقدس ويوافيان الموسم في كل عام
(1)
.
ورأى شخص إلياس بالأردن فقال له: كم الأبدال؟ فقال ستون رجلا:
خمسون من لدن عرش مصر إلى شاطيء الفرات ورجلا بالمصيصة ورجل بعسقلان وسبعة في سائر البلدان، كلما ذهب الله بواحد جاء بآخر. وورد في الحديث أنهم ثلثمائة وأربعون وسبعة وقطب، فإذا مات القطب أبدل من السبعة، وإذا مات من السبعة أبدل من الأربعين، وإذا مات من الأربعين أبدل من الثلاث مائة، وإذا مات من الثلاثمائة أبدل من صلحاء المؤمنين.
وعن الحارث قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: البدلاء بالشام والنجباء بمصر، والعصابة بالعراق، والنقباء بخراسان، والأوتاد بسائر الأرض والخضر سيد القوم. وقيل: إن الخضر يقضي إلى ثلاث ساعات من النهار بين أمم البحر، ويشهد الصلوات كلها في المسجد الحرام، ويتهجد بالسحر عند سد يأجوج ومأجوج.
وفي سنة ثمان وأربعين أتانا شخص له اجتماعات بالخضر، وأتانا من عنده بثلاث تمرات، وأخبر أنه سكن مكة فلا يخرج منها وأن الدنيا تزوى له كل يوم ثلاث مرات مشرقها من مغربها، وقد كان عمي محمد بن عبد الله المرجاني أرسل كتابا إلينا ونحن بمكة في عشر الأربعين، وفيه: يا أخي يقول لوالدي رحمه الله تعالى/: اتق عن قلبك حب الدنيا، لعل أن ترى القطب فقد استوطن مكة في هذا الزمان واسمه عبد الله.
وأما الإسكندر المذكور، الذي كان على مقدمته الخضر: فهو ذو القرنين
(1)
جزء من خبر أورده ابن الجوزي في المنتظم 1/ 362 عن سلام بن الطويل وقال ابن الجوزي: حديث سلام ليس بشيء.
الإسكندر بن فلقيس من ولد إبراهيم عليه السلام، وهو أخو دارا بن دارا، وذلك أن دارا الأكبر بن بهمن تزوج أم الإسكندر، وكانت بنت ملك الروم واسمها هلايا
(1)
. وقيل: كان أبوه فيلبوس اليوناني، وقيل: إن الإسكندر هو أخو دارا الأصغر، والصحيح: أن هذا هو الإسكندر اليوناني، والإسكندر الرومي هو المنسوب أولا، قيل: كان صالحا ولم يكن نبيا
(2)
، وقيل: كان ملكا، وقيل: إنه من ولد يافث، وقيل: كان بعد ثمود، وقيل: كان في الفترة وهو بعيد.
وبنى اثنى عشر مدينة: الإسكندرية، وثلاثة بخراسان هراة ومرو وسمرقند، ومدينة بأصبهان يقال لها: جيّ بنيت مثال الحية، ومدينة بالأرض اليونانية يقال لها هيلايوس، ومدينة ببابل
(3)
.
يروى أنه لما نزل بالجبل الذي بين أرمينية وخراسان أصاب فيه مكانا يخرج منه الديلم والخوز، والترك، فصنع أبوابا من نحاس وحديد معجون، وكتب على الباب: أن الأمم يجتمعون وراء هذا الباب في سنة أربع وستين وثمانمائة من الألف الآخر الذي فيها العباد عند انقضاء العرب بكثرة الخطايا والذنوب يلحق الناس سخط من ربهم، فيرسل الله عليهم ملك يأجوج ومأجوج، فيجتمعون خلف هذا الباب فيدعون الله باسمه الأعظم فيسقط جميع ما صنعت من الأبواب والسد، فلا يحتاجون إلى مفتاح. حكاه وهب في كتاب «التيجان» .
(1)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 578.
(2)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 577، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 287،424، ابن كثير: البداية 2/ 95.
(3)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 578.
وهذا هو السد الذي بناه ذو القرنين
(1)
. قال عكرمة: ما كان من صنعة بني آدم فهو السدّ بالفتح، وما كان من صنع الله فهو بالضم، بناه بلبن الحديد، طول اللبنة ذراع ونصف، وسمكها شبر، وحفر أساسه إلى الماء، وطول السد من الجبل إلى الجبل مائة فرسخ، وعرضه خمسون/فرسخا، وشرفه بزبر الحديد والنحاس المذاب، وله باب من حديد مصراعان مغلقان، عرض كل مصراع خمسون ذراعا في إرتفاع خمسين، في ثخن خمسة أذرع، وعلى الباب قفل طوله سبعة أذرع في غلظ ذراع، وارتفاع القفل من الأرض خمسة وعشرون ذراعا، وفوق القفل بمقدار خمسة أذرع غلق طوله أكثر من طول القفل وقفيزاه [كل واحد منهما ذراعان]
(2)
وعلى الغلق مصباح معلق بسلسلة طولها ثمانية أذرع في استدارة أربعة أشبار، وعتبة الباب [عرضها]
(3)
عشرة أذرع في طول مائة ذراع سوى ما تحت العضادتين والظاهر منهما خمسة أذرع، وارتفاع السد مائتان وخمسون ذراعا
(4)
. هذا كله بالذراع السوداء.
ثم إن ذا القرنين توفى بشهرزور
(5)
، وقيل: ببابل، وقيل: بدومة الجندل، وحمل إلى الإسكندرية فدفن بها وعمره ستا وثلاثين سنة، وقيل: ثلاثين. حكاه
(1)
بناه ذو القرنين فيما بين الناس وبين يأجوج ومأجوج، وكان ذلك رحمة للمؤمنين وحرزا منيعا من البلاء الذي لا طاقة لهم به.
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 1/ 288.
(2)
إضافة تقتضيها الضرورة من المسالك لابن خردأذبه ص 164.
(3)
إضافة تقتضيها الضرورة من المسالك لابن خردأذبه ص 164.
(4)
أورد ابن خردأذبه في المسالك والممالك ص 164 - 166، وابن الجوزي في المنتظم 1/ 294 وصفا دقيقا للسد.
(5)
شهرزور: بالفتح ثم السكون وراء مفتوحة بعدها زاي وواو ساكنة وراء، كورة واسعة من الجبال بين إربل وهمذان.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 375.
ابن الجوزي، وقال في «المنتخب»: إن عمره ألف وستمائة سنة، وقيل كان ملكه سبعة عشر سنة بعد ملك سليمان عليه السلام بثمانين سنة، وملك وهو ابن اثنى عشرة سنة، وسار ما بين المشرق والمغرب في اثنى عشر سنة، وعاش بعدها ست سنين
(1)
.
وملكت بعده اليونانيون، فأول من ملك منهم: بطليموس بن لوغوس، وكان ملكه مائتان وثلاثون سنة
(2)
.
قيل: ملك الأرض مؤمنان، وكافران، فالمؤمنان: سليمان، وذو القرنين، والكافران: بختنصر، ونمرود بن كنعان، وهو أول النماردة
(3)
.
وجملة النماردة ستة
(4)
: هذا أحدهم وهو صاحب الخليل عليه السلام، عاش بعد إلقاء الخليل في النار أربعمائة سنة، وهو الذي مات بالبعوض
(5)
.
الثاني: نمرود بن كوش، وهو صاحب النسور الذي حملته النسور في التابوت ليقاتل أهل السماء، وهو أول ملك كان في الأرض، الثالث: نمرود بن
(1)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المنتظم 1/ 292،422،425، واختلف في عمره، ومن يقول أنه عاش ألف وستمائة سنة فقد اشتبه عليه بالاسكندر الرومي، وإنما أشكل عليهم لإشتراك الإثنين في الإسم والتسمية، والصواب أن الإسكندر اليوناني عاش ستا وثلاثين سنة.
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 1/ 422،428، ابن كثير: البداية 1/ 100.
(2)
يذكر الطبري في تاريخه 1/ 578، والمسعودي في مروجه 1/ 261 - 263:«لما مات الاسكندر عرض الملك من بعده على ابنه الأسكندروس، فأبى واختار النسك والعبادة، فملكت اليونان عليهم بطليموس بن لوغوس» وأورد المسعودي في مروجه 1/ 263 - 265 جريدة بأسماء ملوك اليونانية بعد الإسكندر.
(3)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 1/ 288، ابن كثير: البداية 1/ 139،2/ 97.
(4)
أوردهم ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 454.
(5)
راجع كيفية هلاكه بالذباب والبعوض في: تاريخ الطبري 1/ 287، البداية لابن كثير 1/ 139 - 141.
ماش، الرابع: نمرود بن سنجاريب، الخامس: نمرود بن ساروغ، السادس:
نمرود بن كنعان بن المصاص، أخذ أسيرا فقتل ببيت المقدس، وهو أول من /صلب من بني آدم. حكاه وهب. انتهى.
يأجوج ومأجوج
(1)
: رجلان من ولد يافث بن نوح عليه السلام، وقيل:
إن آدم عليه السلام احتلم، فامتزجت نطفته بالتراب، فلما انتبه أسف على ما خرج منه، فخلق الله من ذلك التراب يأجوج ومأجوج
(2)
.
وهم خمس وعشرون قبيلة، وقيل: أمتان، وقيل: إنهم أربعون أمة لا يموت منهم ذكر حتى يخلف ألف إنسان، ولا أنثى حتى تخلف ألف أنثى، منهم من طوله مائة وعشرون ذراعا، ومنهم من هو طول الذراع، وعرضه وطوله سواء، ومنهم أصغر من ذلك، ومنهم من يفترش إحدى أذنيه ويتغطى بالأخرى، ومنهم من هو مثل الأرز، وهو شجر طويل
(3)
.
(1)
يأجوج ومأجوج: من بني آدم ومن ولد يافث بن نوح، ويأجوج ومأجوج بغير همز لأكثر القراء، وقرأ عاصم بالهمزة الساكنة فيهما وهي لغة بني أسد، وهما اسمان أعجميان عند الأكثر منعا من الصرف للعلمية والعجمة، وقيل بل عربيان واختلف في اشتقاقهما فقيل من أجيج النار وهو إلتهابها، وقيل من الأجة بالتشديد وهي الاختلاط وشدة الحر.
انظر: الجواليقي: المعرب ص 404، ابن حجر: فتح الباري 13/ 106.
(2)
انظر: ابن حجر: فتح الباري 13/ 106، ابن كثير: النهاية 1/ 152 - 153 وقال ابن كثير: «وهذا مما لا دليل عليه، ولم يرد عمن يجب قبول قوله في هذا» وقال أيضا: «وهذا القول من الخرافات التي أدخلت على أقوال العلماء ولا يعول عليه، والصواب أنهما طائفتان من الترك من ذرية آدم عليه السلام» .
(3)
أورد ابن كثير في النهاية 1/ 153 وصفا لهم.
الفصل السادس
في ذكر حجر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
اعلم أنه لما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده، بنى بيتين لزوجتيه عائشة، وسودة رضي الله عنهما على نعت بناء المسجد من لبن وجريد وكان لبيت عائشة رضي الله عنها مصراع واحد من عرعر أو ساج، ولما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم نساءه بنى لهن حجرات، وهي تسعة أبيات، وهي ما بين بيت عائشة رضي الله عنها إلى الباب الذي يلي باب النبي صلى الله عليه وسلم
(1)
.
(2)
.
قال عمران بن أبي أنس: «كان منها أربعة أبيات بلبن، لها حجر من جريد، وكانت خمسة أبيات من جريد مطينة لا حجر لها، على أبوابها مسوح الشعر»
(3)
.
قال ابن النجار
(4)
: «وذرعت الستر فوجدته ثلاثة أذرع في ذراع، وكان الناس يدخلون حجر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته يصلون فيها يوم الجمعة - حكاه مالك - وقال: وكان المسجد يضيق عن أهله وحجرات أزواج
(1)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 358، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 86 - 87).
(2)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 358، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 87).
(3)
قول عمران أورده ابن سعد في طبقاته 1/ 499، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 358، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 166، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 87).
(4)
قول ابن النجار أورده في كتابه الدرة الثمينة 2/ 358، وذكره النهرواني في تاريخ المدينة (ق 87) نقلا عن ابن النجار.
النبي صلى الله عليه وسلم، ليست من المسجد ولكن أبوابها شارعة فيه».
وقالت عائشة رضي الله عنها: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا اعتكف /يدني إليّ رأسه فأرجله، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان»
(1)
.
(2)
.
وقال عطاء الخراساني: «أدركت حجر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، من جريد النخل على أبوابها المسوح من شعر أسود، فحضرت كتاب الوليد بن عبد الملك يقرأ يأمر بإدخالهم في المسجد، فما رأيت باكيا أكثر من ذلك اليوم، قال عطاء: وسمعت سعيد بن المسيب يقول يومئذ: والله لوددت أنهم يتركونها على حالها يغشاها ناس من أهل المدينة، فيقدم القادم من الآفاق فيرى ما اكتفى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حياته، فيكون ذلك مما يزهد الناس في التكاثر والفخر، وقال يزيد بن أبي أمامة: ليتها تركت حتى يقصر الناس عن البنيان، ويروا
(1)
أخرجه عن عائشة: البخاري في صحيحه كتاب الإعتكاف باب لا يدخل البيت إلا لحاجة برقم (2029) 2/ 315، ومسلم في صحيحه كتاب الحيض باب جواز غسل الحائض رأس زوجها برقم (6) 2/ 244، ومالك في الموطأ 1/ 312، وأبو داود في سننه 2/ 332.
(2)
أخرجه عن عبد الله بن يزيد: ابن سعد في طبقاته 1/ 499، وابن الجوزي في المنتظم 6/ 284، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 358، وذكره السمهودي في وفاء الوفا ص 460، والمتقي في كنز العمال برقم (41521) وعزاه السيوطي لابن سعد عن أم سلمة.
ما رضي الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم، ومفاتيح الدنيا بيده»
(1)
.
وأما بيت فاطمة رضي الله عنها: فإنه كان خلف بيت النبي صلى الله عليه وسلم، عن يسار المصلى إلى القبلة، وكان فيه خوخة إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم، إذا قام من الليل إلى المخرج اطلع منه يعلم خبرهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأتي بابها كل صباح فيأخذ بعضادتيه ويقول: الصلاة الصلاة
(2)
{إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}
(3)
.
والرجس والرجز شيء واحد - حكاه العزيزي - والرجز الشيء القذر، وقيل: النتن، وقيل: العذاب
(4)
.
والرجس على أربعة أوجه: إما من خبث الطبع، وإما من جهة الشريعة، وإما من جهة/العقل، وإما من كل ذلك.
أما من جهة الشرع: فكلحم الخنزير، وأما من جهة العقل: فالخمر والميسر القمار، وعلى ذلك نبه بقوله تعالى {وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما}
(5)
فكلما ترقى إثمه على نفعه فالعقل يقتضي تجنبه، وأما من جهة الطبع والجملة:
فكالميتة، فإنها تعاب طبعا وشرعا وعقلا. حكاه الراغب.
والرجز بكسر الزاي وضمها واحد وتفسيره الأوثان
(6)
.
(1)
أخرجه عن عطاء: ابن سعد في طبقاته 1/ 499 - 500، وابن الجوزي في المنتظم 6/ 284، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 359، وذكره السمهودي في وفاء الوفا ص 461.
(2)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 359، ومحب الطبري في الرياض 2/ 248، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 89).
(3)
سورة الأحزاب آية (33).
(4)
راجع: ابن الجوزي: نزهة الأعين ص 313، ابن منظور: اللسان مادة «رجز» ، «رجس» .
(5)
سورة البقرة آية (219).
(6)
الرجز: هو الصنم ومنه قوله تعالى (والرجز فاهجر) سورة المدثر آية (5). وراجع: ابن الجوزي: نزهة الأعين ص 314، ابن منظور: اللسان مادة «رجز» .
عن عمر بن أبي سلمة قال: لما نزلت {إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ}
(1)
الآية، وذلك في بيت أم سلمة، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاطمة وحسنا وحسينا، فجللهما بكساء وعليّ خلف ظهره، ثم قال:«اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا»
(2)
.
قال محمد بن قيس: «وكان النبي صلى الله عليه وسلم، إذا قدم من سفر أتى فاطمة، فدخل عليها وأطال عندها المكث، فخرج مرة في سفر وصنعت مسكتين
(3)
من ورق فضة وقرطين، وسترا لباب بيتها لقدوم أبيها وزوجها، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، دخل عليها، ووقف أصحابه على الباب، فخرج وقد عرف الغضب في وجهه، وفطنت فاطمة إنما فعل ذلك لما رأى المسكتين والقلادتين والستر، فنزعت قرطيها وقلادتيها ومسكتيها ونزعت الستر [وأنفذت به]
(4)
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت للرسول: قل له تقرأ عليك إبنتك السلام وتقول لك:
اجعل هذا في سبيل الله، فلما أتاه قال: فعلت فداها أبوها، ثلاث مرات، ليست الدنيا من محمد ولا من آل محمد، لو كانت الدنيا تعدل عند الله من الخير جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء، ثم قام فدخل عليها»
(5)
.
(1)
سورة الأحزاب آية (33).
(2)
أخرجه عن أم سلمة: الترمذي في سننه كتاب التفسير باب (34) من سورة الأحزاب برقم (3205) 5/ 327 - 328، وأحمد بن حنبل في فضائل الصحابة 1/ 177 وفي مسنده 6/ 292،304، والحاكم في المستدرك 3/ 146، وذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 38، وابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1100، والذهبي في سير أعلام 3/ 254. وعزاه للترمذي عن أم سلمة وقال: هو حديث صحيح بطرقه وشواهده.
(3)
مسكتين: تثنية مسكة بالتحريك، والمسكة السوار.
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «مسك» .
(4)
إضافة تقتضيها الضرورة من الدرة الثمينة 2/ 359.
(5)
أخرجه ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 359 عن محمد بن قيس، والسمهودي في وفاء الوفا ص 467 عن محمد بن قيس.
قال محمد بن الحسين بن علي بن الحسن بن علي رضي الله عنهم:
«لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم، الستر شقه لكل إنسان من أصحابه ذراعين ذراعين»
(1)
.
قال الحافظ محب الدين بن النجار
(2)
: «وبيتها اليوم حوله مقصورة، وفيه محراب، وهو خلف حجرة النبي صلى الله عليه وسلم» .
قلت: وهو اليوم أيضا على ذلك
(3)
.
الفصل السابع
في ذكر مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
روى عن عيسى بن عبد الله، عن أبيه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يطرح حصيرا كل ليلة إذا انكفت
(4)
الناس وراء بيت علي رضي الله عنه، ثم يصلي صلاة الليل. قال عيسى: وذلك موضع الأسطوان الذي مما يلي الدورة
(5)
(1)
أخرجه ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 359 عن محمد بن الحسين، وذكره السمهودي في وفاء الوفا ص 468 عن جعفر بن محمد عن أبيه.
(2)
قول ابن النجار ورد في الدرة الثمينة 2/ 360، ونقله عن ابن النجار: السمهودي في وفاء الوفا ص 469، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 90).
(3)
قول المؤلف نقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 167، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 90).
(4)
انكفت الناس أي انصرفوا إلى منازلهم.
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «كفت» .
(5)
يقول السمهودي في وفاء الوفا ص 451: «صحف بعضهم هذه اللفظة فقال: مما يلي الدورة. والظاهر أن الرواية: مما يلي الزور - بالزاي - يعني موضع المزور في بناء عمر بن عبد العزيز خلف الحجرة» .
على طريق النبي صلى الله عليه وسلم»
(1)
.
وعن سعيد بن عبد الله بن فضيل قال: «مر بي محمد بن الحنفية وأنا أصلي إليها فقال لي: أراك تلزم هذه الأسطوانة، هل جاءك فيها أثر؟ قلت:
لا، قال: فالزمها، فإنها كانت مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل، ثم قال: قلت هذه الأسطوانة، قال: نعم»
(2)
.
قال الشيخ جمال الدين
(3)
: «وهذه الأسطوانة خلف بيت فاطمة رضي الله عنها، والواقف المصلي إليها يكون باب جبريل المعروف قديما بباب عثمان على يساره وحولها الدرابزين الدائر على حجرة النبي صلى الله عليه وسلم، [وبيت فاطمة رضوان الله عليها]
(4)
وقد كتب فيها بالرخام: هذا متهجد النبي صلى الله عليه وسلم».
قال الحافظ محب الدين
(5)
الهاجد: المصلي بالليل والنائم، وهذا من المتضادة باسم واحد ومنه:
الجون: الأسود والأبيض، والصريم: الصبح والليل، والسدفة:
(1)
أخرجه عن عيسى بن عبد الله: ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 360، وذكره السمهودي في وفاء الوفا ص 450، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 90).
(2)
أخرجه عن سعيد بن عبد الله: ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 360، وذكره المطري في التعريف ص 36، والسمهودي في وفاء الوفا ص 451.
(3)
قول جمال الدين المطري ورد عنده في التعريف ص 37، ونقله عنه: السمهودي في وفاء الوفا ص 452، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 90 - 91).
(4)
إضافة تقتضيها الضرورة من التعريف ص 37.
(5)
قول محب الدين بن النجار ورد عنده في الدرة الثمينة 2/ 360، ونقله عنه: السمهودي في وفاء الوفا ص 452.
الظلمة والضوء، والجلل: الشيء الصغير والكبير، والناهل: العطشان والريان، والماثل: القائم واللاطي بالأرض، والصارخ: المستغيث والمغيث، والرهوة: الإرتفاع والإنحدار، والتلعة: مجرى الماء من الوادي وهي ما انهبط من الأرض، والأهماد: السرعة في السير والإقامة، والخناذيد:
خصيان الخيل والفحول، والظن: يقين وشك، والإقراء: الطهر والحيض، والمفرع في الجبل: المصعد والمنحدر، ووراء: يكون خلف وأمام ومنه قوله تعالى {وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً}
(1)
أي أمامهم، وفوق:
بمعنى فوق ودون، وأسررت الشيء: أخفيته وأعلنته، ودنوت الشيء: أي شددته/ورخّيته، وأخفيت الشيء: أظهرته وكتمته، وشعبت الشيء:
جمعته وفرقته، وبعت الشيء: بعته واشتريته، وعسعس الليل: إذا أقبل ظلمه وأدبر
(2)
.
الفصل الثامن
في ذكر قصة الجذع
عن أنس رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يخطب يوم الجمعة إلى جنب خشبة مسندا ظهره إليها، فلما كثر الناس قالوا: ابنوا له منبرا، فبنوا له منبرا له عتبتان، فلما قام على المنبر يخطب حنت الخشبة إلى
(1)
سورة الكهف آية (79).
(2)
هذه المترادفات من الأسماء المتضادة أوردها الأصمعي والسجستاني وابن السكيت في كتاب: الأضداد ص 5،7،9،20،21،28،29،31،34،35،36،37،40،41،51، 53،59،87،93،101، وابن قتيبة في أدب الكاتب ص 208 - 212 باب تسمية المتضاد باسم واحد.
رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أنس: فأنا في المسجد فسمعت الخشبة تحن حنين الواله، فما زالت تحن حتى نزل إليها فاحتضنها فسكتت، فكان الحسن إذا حدث بهذا الحديث بكى وقال: يا عباد الله الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا إليه لمكانه من الله عز وجل، فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه»
(1)
.
وعن جابر بن عبد الله: «كان المسجد مسقوفا على جذوع نخل، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب يقوم إلى جذع منها، فلما صنع المنبر سمعنا لذلك الجذع صوتا كصوت العشار»
(2)
.
وفي رواية أنس: حتى ارتج المنبر بخواره. وروي: بجواره. بالجيم
(3)
.
وفي رواية سهل: وكثر بكاء الناس لما رأوا به
(4)
.
وفي رواية المطلب: حتى تصدع وانشق، حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم، فوضع يده عليه فسكت
(5)
.
وزاد غيره: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن هذا بكى لما فقد من الذكر»
(6)
.
(1)
أخرجه الترمذي في سننه عن أنس برقم (3627) 5/ 554، والبيهقي في الدلائل 2/ 559 عن أنس، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 360 عن ابن عباس.
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المناقب باب علامات النبوة في الإسلام عن جابر برقم (3584) 4/ 209، والبيهقي في الدلائل 2/ 556 عن جابر، وذكره القاضي عياض في الشفا 1/ 199، والعشار: بكسر المهملة بعدها معجمة خفيفة جمع عشراء، والعشراء الناقة التي انتهت في حملها إلى عشرة أشهر.
انظر: ابن حجر: فتح الباري 6/ 603، ابن منظور: اللسان مادة «عشر» .
(3)
حديث أنس: أخرجه البيهقي في الدلائل 2/ 858، وذكره القاضي عياض في الشفا 1/ 199.
(4)
رواية سهل بن عبد الله أخرجها البيهقي في الدلائل 2/ 559، وذكرها السمهودي في وفاء الوفا ص 390.
(5)
رواية المطلب ذكرها القاضي عياض في الشفا 1/ 199، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 169.
(6)
كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 1/ 199، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 169، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 92).
وزاد غيره: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لو لم التزمه لم يزل هكذا إلى يوم القيامة تحزنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم، فدفن تحت المنبر»
(1)
. كذا في حديث المطلب، وسهل بن سعد، وإسحاق عن أنس
(2)
.
وفي بعض الروايات: جعل في السقف
(3)
، وقيل: كان النبي صلى الله عليه وسلم، إذا صلى صلى إليه، فلما هدم المسجد أخذه أبي، فكان عنده إلى أن أكلته الأرض
(4)
.
وذكر الأسفراييني: أن النبي صلى الله عليه وسلم دعاه إلى نفسه فجاءه يخرق الأرض فالتزمه/ثم أمره فعاد إلى مكانه
(5)
.
الأسفراييني هو: أبو حامد أحمد بن أبي طاهر، ينسب إلى أسفرائن
(6)
بلدة بخراسان بنواحي نيسابور، توفي سنة ست وأربعمائة
(7)
.
وفي حديث بريدة قال: «- يعني النبي صلى الله عليه وسلم إن شئت أردك إلى الحائط الذي كنت فيه تنبت لك عروقك ويكمل خلقك ويجدد لك خوص وثمرة،
(1)
كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 1/ 199، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 169، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 92).
(2)
كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 1/ 200، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 169، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 92).
(3)
عبارة القاضي عياض في الشفا 1/ 200: «وفي بعض الروايات عن سهل فدفنت تحت منبره أو جعلت في السقف
…
».
(4)
كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 1/ 200.
(5)
قول الأسفرائيني أورده القاضي عياض في الشفا 1/ 200، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 92).
(6)
كذا ورد عند ياقوت في معجم البلدان 1/ 177.
(7)
راجع: الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 4/ 268، ابن الجوزي: المنتظم 15/ 112، ابن كثير: البداية 13/ 2 - 3.
وإن شئت أغرسك في الجنة فيأكل أولياء الله من ثمرك، ثم أصغى له النبي صلى الله عليه وسلم يسمع ما يقول، فقال: بل تغرسني في الجنة يأكل مني أولياء الله وأكون في مكان لا أبلى فيه، فسمعه ومن يليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قد فعلت ثم قال:
اختار دار البقاء على دار الفناء»
(1)
.
قالت عائشة رضي الله عنها: «لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك غار الجذع فذهب»
(2)
.
وقصة الجذع نظير إحياء الموتى لعيسى عليه السلام
(3)
.
(4)
.
قال الحافظ محب الدين
(5)
: «وكان الجذع في موضع الأسطوانة المخلقة عن يمين محراب النبي صلى الله عليه وسلم عند الصندوق» .
وذكر الشيخ جمال الدين
(6)
: «أنه كان لاصقا بجدار المسجد القبلي في
(1)
حديث بريدة الأسلمي: أخرجه الدارمي في سننه برقم (32) 1/ 16، وذكره القاضي عياض في الشفا 1/ 200، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 361 عن أنس.
(2)
قول عائشة رضي الله عنها: ذكره ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 361، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 170، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 93).
(3)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 170، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 93).
(4)
قول ابن أبي الزناد: أورده ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 361، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 170، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 93).
(5)
قول ابن النجار: أورده في كتابه الدرة الثمينة 2/ 361، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 170، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 93).
(6)
قول جمال الدين المطري: أورده في كتابه التعريف ص 35، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 170، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 93).
موضع كرسي الشمعة اليمنى التي عن يمين المصلى في مقام النبي صلى الله عليه وسلم، والأسطوانة التي قبلي الكرسي مقدمة عن موضع الجذع فلا يعتمد على قول من جعلها موضع الجذع، وفي الأسطوانة خشبة ظاهرة مثبتة بالرصاص بموضع كان في حجر من حجارة الأسطوانة مفتوح قد حوط عليه بالبياض، والخشبة ظاهرة، تقول العامة: هذا الجذع [الذي حن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم]
(1)
وليس كذلك، بل هو من جملة البدع التي تجب إزالتها لئلا يفتتن بها [الجهال]
(2)
كما أزيلت الجذعة التي في المحراب القبلي، فإن الشيخ أبا حامد رحمه الله، لما ذكر مصلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم حققه بقوله:/إذا وقف المصلي في مقام النبي صلى الله عليه وسلم، تكون رمانة المنبر الشريف حذو منكبه الأيمن ويجعل الجذعة التي في القبلة بين عينيه، فيكون واقفا في مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم».
قال الشيخ جمال الدين
(3)
(1)
إضافة تقتضيها الضرورة من التعريف للمطري فقد نقل المؤلف عنه.
(2)
إضافة تقتضيها الضرورة من التعريف للمطري فقد نقل المؤلف عنه.
(3)
قول جمال الدين المطري: أورده في كتابه التعريف ص 35 - 36، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 171، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 94 - 95).
الفصل التاسع
في ذكر العود الذي في الأسطوانة
التي عن يمين مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو الجذع المتقدم ذكره
(1)
. قال الحافظ محب الدين
(2)
: «روى عن مصعب بن ثابت قال: طلبنا علم العود الذي في مقام النبي صلى الله عليه وسلم، فلم نعثر على أحد يذكر لنا عنه شيئا، حتى أخبرني محمد بن مسلم بن السائب صاحب المقصورة: أنه جلس إلى جنبه أنس بن مالك فقال: أتدري لم صنع هذا العود؟ - ولم أسأله - فقلت: ما أدري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع عليه يمينه ثم يلتفت إلينا فيقول: استووا وعدلوا صفوفكم، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، سرق العود، فطلبه أبو بكر، فلم يجده، ثم وجده عمر عند رجل من الأنصار بقباء قد دفنه في الأرض فأكلته الأرضة، فأخذ له عودا فشقه وأدخله فيه ثم شعبه ورده إلى الجدار، وهو العود الذي وضعه عمر بن عبد العزيز في القبلة/وهو الذي في المحراب اليوم باق، قال مسلم بن حباب:
كان ذلك العود من طرفاء الغابة، وقيل: بل كان الجذع المذكور».
قلت: والله أعلم أن هذا الجذع الذي ذكره ابن النجار، وأنه في القبلة باق اليوم، لعله الذي قاس به الغزالي وقلعه ابن حنّا»
(3)
.
قال الشيخ جمال الدين
(4)
(1)
وذلك في بداية الفصل الثامن من الباب السادس.
(2)
قول محب الدين بن النجار: أورده في كتابه الدرة الثمينة 2/ 367، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 63، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 96).
(3)
قول المصنف نقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 172، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 96).
(4)
قول جمال الدين المطري: ورد عنده في التعريف ص 35، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 172.
الفصل العاشر
في ذكر منبر النبي صلى الله عليه وسلم وفضله
(1)
.
الطرفاء: شجر يشبه الأثل، إلا أن الأثل أعظم منه
(2)
.
وعن جابر بن عبد الله: أن امرأة من الأنصار قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
«يا رسول الله ألا أجعل لك شيئا تقعد عليه؟ فإن لي غلاما نجارا، فقال: إن شئت، فعمل له المنبر»
(3)
.
وعن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما بدن قال له تميم الداري:
«ألا أتخذ لك منبرا يا رسول الله يجمع أو يحمل عظامك؟ قال: بلى،
(1)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجمعة باب الخطبة على المنبر عن سهل بن سعد برقم (2481)، ومسلم في صحيحه كتاب المساجد باب جواز الخطوة والخطوتين في الصلاة عن ابن أبي حازم برقم (44،45)، وأبو داود في سننه كتاب الصلاة باب اتخاذ المنبر عن ابن أبي حازم برقم (1080) 1/ 283.
(2)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 172، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 97)، وابن منظور في اللسان مادة «طرف» .
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الصلاة باب الإستعانة بالنجار والصناع في صنع أعواد المنبر عن جابر برقم (449) 1/ 132، والبيهقي في الدلائل 2/ 560 عن جابر بلفظه، وابن النجار في الدرة 2/ 361 وعزاه للبخاري في صحيحه.
قال: فاتخذ له منبرا مرقاتين»
(1)
.
قوله بدن: أي أسن وضعف، وقد اختلفت الرواية في بدن رووه مخففا بضم الدال من قولهم بدن يبدن بدانة، وبدن بفتح الدال يبدن بدنا، والبدانة والبدن والبدن: السمن والاكتناز، ورووه بفتح الدال وتشديدها من التبدين يعني مسه الكبر وأسن، وهذه الرواية التي يرتضيها أهل العلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يوصف بالسمن والإكتناز، وقد قال عليه السلام:«قد بدنت فلا تبادروني بالركوع والسجود»
(2)
، فاختاروا تشديد الدال، ومن خفف صحف
(3)
. قاله أبو عبيد في غريب الحديث.
وعن/ابن أبي الزناد
(4)
«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوم الجمعة إلى جذع في المسجد قائما فقال: إن القيام قد شق عليّ وشكى ضعفا في رجليه، فقال له تميم الداري - وكان من أهل فلسطين - يا رسول الله أنا أعمل لك منبرا كما رأيت يصنع بالشام؟ قال: فلما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذوو الرأي من أصحابه على اتخاذه، قال العباس بن عبد المطلب إن لي غلاما - يقال له كلاب - أعمل الناس، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: فمره يعمل، فأرسل إلى أثلة بالغابة فقطعها، ثم عملها درجتين ومجلسا، ثم جاء بالمنبر فوضعه
(1)
أخرجه أبو داود في سننه كتاب الصلاة باب اتخاذ المنبر عن ابن عمر برقم (1081) 1/ 284، وابن النجار في الدرة 2/ 361 وعزاه للبخاري في صحيحه.
(2)
أخرجه ابن سعد في طبقاته 1/ 420 عن سعد بن إبراهيم، وابن الأثير في غريب الحديث 1/ 107.
(3)
المفردات اللغوية للحديث أوردها ابن الأثير في غريب الحديث 1/ 107، وابن منظور في اللسان مادة «بدن» .
(4)
محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد، أبو محمد المدني، كان عالما بالفرائض والحديث، سكن بغداد ومات بها في سنة 174 هـ.
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 2/ 305 - 307.
في موضعه اليوم، ثم راح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، فلما جاوز الجذع يريد المنبر حنّ الجذع ثلاث مرات كأنه خوار بقرة حتى ارتاع الناس وقام بعضهم على رجليه، وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مسه بيده فسكن، فما سمع له صوت بعد ذلك، ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المنبر فقام عليه»
(1)
.
وقد روى أن اسم هذا الغلام الذي صنع المنبر مينا - بياء ساكنة مثناة من أسفل بعدها نون
(2)
.
وقال عمر بن عبد العزيز: «عمله صباح غلام العباس بن عبد المطلب»
(3)
.
قال الواقدي: «وذلك في السنة الثامنة من الهجرة، اتخذه درجتين ومقعدة»
(4)
.
(5)
.
(1)
أخرجه ابن سعد في طبقاته 1/ 250 عن ابن أبي الزناد، وذكره ابن النجار في الدرة 2/ 362 عن ابن أبي الزناد.
(2)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 362، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 173، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 98).
(3)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 362، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 173، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 98).
(4)
رواه الطبري في تاريخه 3/ 22 عن الواقدي، وابن النجار في الدرة 2/ 362 عن الواقدي.
(5)
قول ابن أبي الزناد ذكره ابن النجار في الدرة 2/ 362، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 173، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 99).
وذكر الشيخ محب الدين
(1)
قال الشيخ جمال الدين
(2)
قال الشيخ جمال الدين
(3)
: «هذا في زمان محمد بن زبالة، وروي أيضا عن ابن زبالة: أن طول منبر النبي صلى الله عليه وسلم بما زيد فيه أربعة أذرع، ومن أسفل عتبته إلى أعلاه تسعة أذرع وشبر، وذكر ابن زبالة أيضا: أن المهدي بن المنصور لما حج سنة إحدى وستين ومائة، قال للإمام مالك بن أنس رحمه الله:
أريد أن أعيد منبر النبي صلى الله عليه وسلم على حاله الأول، فقال له مالك: إنما هو من
(1)
قول محب الدين بن النجار أورده في الدرة 2/ 263، ونقله عنه: المطري في التعريف ص 30، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 99).
(2)
قول جمال الدين المطري أورده في التعريف ص 30، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 174، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 99 - 100)، وراجع لقاء الخليفة محمد المهدي بالإمام مالك والحوار الذي دار بينهما بشأن المنبر، وما قام به من أعمال الخير نحو أهل الحرمين عند الطبري في تاريخه 8/ 132 - 133، ابن الجوزي في المنتظم 8/ 238 - 239.
(3)
قول جمال الدين المطري أورده في التعريف ص 30، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 174، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 99 - 100)، وراجع لقاء الخليفة محمد المهدي بالإمام مالك والحوار الذي دار بينهما بشأن المنبر، وما قام به من أعمال الخير نحو أهل الحرمين عند الطبري في تاريخه 8/ 132 - 133، ابن الجوزي في المنتظم 8/ 238 - 239.
طرفاء، وقد شد إلى هذه العيدان وسمر، فمتى نزعته خفت أن يتهافت فلا أرى تغييره، فتركه المهدي على حاله، قيل: إن المهدي فرق في هذه الحجة ثلاثين ألف ألف درهم، ومائة ألف وخمسين ألف ثوب، وحمل إليه الثلج من بغداد إلى مكة، وكسي البيت الحرام ثلاث كساوي، بيضاء وحمراء وسوداء».
توفي بماسبذان
(1)
بموضع يقال له: الرذ في المحرم سنة تسع وستين ومائة
(2)
.
قال الشيخ جمال الدين
(3)
: «وذكر لي يعقوب بن أبي بكر بن أوحد - من أولاد المجاورين بالمدينة الشريفة وكان أبوه أبو بكر فراشا من قوام المسجد الشريف وهو الذي كان حريق المسجد على يديه واحترق أيضا في حاصل الحرم -: أن هذا المنبر الذي زاده معاوية ورفع منبر/النبي صلى الله عليه وسلم وجد قد تهافت على طول الزمان، وأن بعض خلفاء بني العباس جدده، واتخذوا من بقايا أعواد منبر النبي صلى الله عليه وسلم أمشاطا للتبرك بها وعمل المنبر الذي ذكره ابن النجار أولا، فإنه قال في تاريخه
(4)
: وطول المنبر اليوم ثلاثة أذرع وشبر وثلاثة
(1)
ماسبذان: بفتح السين والباء، مدينة حسنة من بلاد الجبال.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 41.
(2)
كان المهدي خرج إلى ماسبذان لكي يحارب أهل طبرستان، فكانت وفاته لثمان بقين من المحرم سنة 169 هـ.
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 8/ 168، الخطيب: تاريخ بغداد 5/ 400، ابن الجوزي: المنتظم 8/ 316.
(3)
ورد قول جمال الدين المطري في التعريف ص 30، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 175، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 101).
(4)
ورد قول ابن النجار في الدرة 2/ 363.
أصابع، والدكة التي هو عليها من رخام طولها شبر وعقد، ومن رأسه إلى عتبته خمسة أذرع وشبر وأربع أصابع، وقد زيد فيه اليوم عتبتان، وجعل عليه باب يفتح يوم الجمعة».
قال الشيخ جمال الدين
(1)
: «فدلّ ذلك على أن المنبر الذي احترق غير المنبر الأول الذي عمله معاوية رضي الله عنه ورفع منبر النبي صلى الله عليه وسلم فوقه، قال الفقيه يعقوب بن أبي بكر: سمعت ذلك من جماعة ممن أدركت بأن بعض الخلفاء جدد المنبر، واتخذوا من بقايا أعواده أمشاطا، وأن المنبر المحترق هو الذي جدده الخليفة المذكور، وهو الذي أدركه الشيخ محب الدين قبل إحتراق المسجد الشريف، فإن الحافظ محب الدين كتب التاريخ في سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة
(2)
، وتوفي سنة ثلاث وأربعين وستمائة، وكان إحتراق المسجد ليلة الجمعة أول رمضان سنة أربع وخمسين وستمائة». كما سيأتي
(3)
.
قال الشيخ جمال الدين
(4)
: «ثم إن الملك المظفر عمل منبرا، وأرسله في سنة ست وخمسين وستمائة، ونصب في موضع منبر النبي صلى الله عليه وسلم، رمانتاه من الصندل، ولم يزل إلى سنة ست وستين وستمائة عشر سنين يخطب عليه، ثم إن الملك الظاهر أرسل هذا المنبر الموجود اليوم، فقلع منبر صاحب اليمن [وحمل]
(5)
إلى حاصل الحرم، وهو باق فيه، ونصب هذا مكانه، وطوله أربعة
(1)
ورد قول جمال الدين المطري في التعريف ص 31، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 175، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 101).
(2)
في الأصل «وستمائة» ، وما أثبتناه من التعريف للمطري.
(3)
سيأتي بيان هذا الحريق في الفصل الرابع والعشرون من الباب السادس.
(4)
ورد قول جمال الدين المطري في التعريف ص 32، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 175، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 102).
(5)
الإضافة للضرورة من التعريف للمطري ص 32.
أذرع، ومن رأسه إلى عتبته سبعة أذرع يزيد قليلا، وعدد درجاته سبع بالمقعد، والمنقول: أن ذرع ما بين المنبر الشريف ومصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يصلي فيه إلى أن توفي صلوات الله وسلامه عليه أربعة عشر ذراعا».
الملك المظفر - المذكور - وهو أبو المنصور شمس الدين يوسف بن عمر - من ولد جبلة بن الأيهم الغساني، ملك من حضرموت إلى حجر، ومن ملك مثل ذلك سمي تبعا - وفاته سنة أربع/وتسعين وستمائة
(1)
، وملك بعده الملك المؤيد داود بن يوسف بن علي، ضمت خزانته من الكتب ما ينيف على مائة ألف مجلد، وتوفي سنة إحدى وعشرين وسبعمائة
(2)
. ثم تولى بعده المظفر، ثم قوى عليه الملك المجاهد، وهو ملكها الآن.
وأما الملك الظاهر: فهو ركن الدين بيبرس الصالحي، ويعرف بالبندقداري، توفي بدمشق سنة ست وسبعين وستمائة
(3)
، وملك بعده ابنه الملك السعيد ناصر الدين بركة
(4)
، وخلع، ثم ملك بعده قلاوون الملك المنصور
(5)
،
(1)
بقي الملك المظفر في السلطنة نيفا وأربعين سنة، وكانت له مشاركة في العلوم، توفي في رجب سنة 694 هـ.
انظر: ابن العماد: شذرات الذهب 5/ 427.
(2)
كانت دولته بضعا وعشرين سنة، وكان عالما فاضلا شجاعا جوادا، له كتب عظيمة نحو ألف مجلد، توفي بتعز في ذي الحجة سنة 721 هـ.
انظر: ابن العماد: شذرات الذهب 6/ 55.
(3)
كذا عند ابن كثير في البداية 13/ 274 - 277، والذهبي في العبر 3/ 331، وابن العماد في شذرات الذهب 5/ 350.
(4)
تولى السعيد بركة بعد أبيه في سنة 676 هـ، وحكم ما يقرب من سنتين، ثم خلع فأقام بالكرك أشهرا، ومات فجأة في ذي القعدة سنة 678 هـ.
انظر: ابن كثير: البداية 13/ 290، الذهبي: العبر 3/ 339، ابن العماد: شذرات الذهب 5/ 362.
(5)
تولى السلطان المنصور قلاوون السلطنة سنة 678 هـ، وتوفي بالقاهرة سنة 689 هـ.
انظر: الذهبي: العبر 3/ 370، ابن تغري: النجوم 7/ 386.
ثم ولي بعده الملك الناصر محمد بن قلاوون
(1)
.
ما جاء في فضل منبر النبي صلى الله عليه وسلم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:«منبري على حوضي»
(2)
.
قال الخطابي معناه: من لزم عبادة الله عنده سقى من الحوض يوم القيامة، وكذلك قال الباجي
(3)
.
قال الحافظ محب الدين
(4)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:«ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي»
(5)
.
وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن قوائم المنبر لرواتب في الجنة» . وكان عند المنبر وسمعته يقول: «إنى لعلى
(1)
تولى السلطان الناصر محمد بن قلاوون السلطنة أكثر من مرة، من سنة 693 - 694 هـ، ومن سنة 698 - 708 هـ، ومن سنة 907 - 741 هـ حيث مات في سنة 741 هـ.
انظر: الذهبي: العبر 3/ 379،381، ابن العماد: شذرات الذهب 5/ 422،440،6/ 18، 134.
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الصلاة في مسجد مكة والمدينة باب فضل ما بين القبر والمنبر عن أبي هريرة برقم (1196) 2/ 72، ومسلم في صحيحه كتاب الحج باب ما بين القبر والمنبر عن أبي هريرة برقم (502) 2/ 1011، وأحمد في المسند 2/ 376 عن أبي هريرة.
(3)
قول الخطابي والباجي كذا ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 362.
(4)
قول ابن النجار ورد في الدرة 2/ 362 - 363.
(5)
سبق تخريجه برقم (2) بنفس الصفحة.
حوضي الآن»
(1)
.
قلت: ويمكن أن يكون حوضه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة في تلك البقعة.
وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «منبري على ترعة من ترع الجنة»
(2)
. وهذا يقوي ما ذكرناه.
قال القاسم بن سلام: في الترعة ثلاثة أقوال: «أحدها: أنها الروضة تكون على المكان المرتفع خاصة، فإذا كانت في المكان المنخفض فهي روضة، والثاني: أنها الباب، والثالث: أنها الدرجة»
(3)
.
وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يحلف أحد عند منبري هذا على يمين آثمه/ولو على سواك أخضر إلا تبوأ مقعده من النار، أو وجبت له النار»
(4)
.
قال مالك رحمه الله
(5)
(1)
أخرجه عن أم سلمة: النسائي في سننه 2/ 35 - 36، والبيهقي في الدلائل 2/ 564، وابن سعد في طبقاته 1/ 253.
(2)
أخرجه عن أنس بن مالك: ابن سعد في طبقاته 1/ 250، وابن النجار في الدرة 2/ 362، وذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 71.
(3)
قول القاسم بن سلام ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 362، ويذكر الجواليقي في المعرب ص 140: ترعة الباب: الباب بالسريانية.
(4)
أخرجه عن جابر بن عبد الله: مالك في الموطأ 2/ 727، وأحمد في المسند 3/ 344، وأبو داود في سننه برقم (3246) 3/ 222.
(5)
قول مالك أورده في الموطإ 2/ 728.
إشارة:
روى من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«حوضي ما بين صنعاء والمدينة، أو مثل ما بين المدينة وعمان أو ما بين عدن وعمان»
(1)
وفي أخرى: «زواياه سواء ما بين زاوية وزاوية مسيرة شهر كيزانه مثل عدد النجوم»
(2)
.
وفي حديث أنس: «مسيرته ما بين مكة وبيت المقدس له ميزابان من الجنة»
(3)
.
وفي رواية: «طوله ما بين عمان إلى أيلة»
(4)
عمان بفتح العين وضمها، وهي أول مدينة افتتحها موسى عليه السلام
(5)
.
وفي رواية: «مثل ما بين أيلة وصنعاء»
(6)
وفي رواية: «كما بين الكوفة والحجر الأسود»
(7)
وفي رواية: «كما بين جرباء وأذرح»
(8)
قال عبد الله:
(1)
حديث ابن عمر: أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الفضائل باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم برقم (34،35) 4/ 1792، وذكره ابن كثير في النهاية 2/ 49، والهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 365 وعزاه لأحمد في الطبراني عن ابن عمر.
(2)
وهي رواية ابن عمر في صحيح مسلم كتاب الفضائل باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم برقم (27).
(3)
رواية أنس بن مالك في الحوض أخرجها ابن كثير في النهاية 2/ 30 - 34.
(4)
الرواية ذكرها القاضي عياض في الشفا 1/ 129 عن عبد الله بن عمرو، والهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 365 وعزاه للطبراني في الأوسط عن أبي هريرة.
(5)
كذا ورد عند ياقوت في معجم البلدان 4/ 151.
(6)
الرواية أخرجها البخاري في صحيحه كتاب الرقاق باب في الحوض عن أنس برقم (6580) 7/ 264، ومسلم في صحيحه كتاب الفضائل باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم عن أنس برقم (39) 4/ 1800، والهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 367، وعزاه للطبراني بالأوسط عن البراء.
(7)
الرواية أخرجها الترمذي في سننه عن ابن عمر برقم (2445) 4/ 544، وذكرها القاضي عياض في الشفا 1/ 129.
فسألته فقال: قريتان بالشام بينهما مسيرة ثلاث ليال.
قيل: إن هذا الحوض هو الكوثر، وقيل: الكوثر نهر في الجنة، وقيل:
الخير الكثير، وقيل: الشفاعة، وقيل: النبوة.
وعن حذيفة فيما ذكر عليه السلام [عن ربه:] وأعطاني الكوثر نهرا من الجنة يسيل في حوضي.
وقالت عائشة رضي الله عنها: الكوثر نهر في الجنة من أراد أن يسمع هديره فليجعل إصبعيه في أذنيه.
وقال عطاء: الكوثر حوضه عليه السلام في الموقف.
وذهب صاحب «القوت» إلى أن حوض النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو الصراط.
قال القرطبي: والصحيح أن للنبي صلى الله عليه وسلم حوضين، أحدهما: في الموقف
قبل الصراط، والثاني: في الجنة، وكلاهما يسمى كوثرا، والصحيح أيضا أن الحوض قبل الميزان
(1)
.
وقيل: للنبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة حيضان ولا يصح.
وحيضان الأنبياء عليهم السلام في الموقف قبل الصراط ويبعث الله سبعين ألف ملك بأيديهم عصي من نار يذودون الكفار عن حياض الأنبياء عليهم السلام.
الفصل الحادي عشر
في ذكر الروضة وما جاء في فضلها
عن أبي بكر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ما بين منبري هذا وقبري روضة من رياض الجنة»
(2)
.
قال الخطابي: معناه: من لزم طاعة الله في هذه البقعة آلت به الطاعة إلى روضة من رياض الجنة
(3)
.
وقال الحارث بن أسد المحاسبي: لم يرد بقوله: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة: أن الجنة في الأرض، وإنما أراد أن الجنة تجب لمن صلى بين قبره ومنبره تعظيما لتلك البقعة، واحتج بقول أبي الدرداء: إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا. يعني حلق الذكر.
وقيل: في قوله: روضة من رياض الجنة معنيان: أحدهما: أنه موجب
(1)
أورده ابن حجر في فتح الباري 11/ 466 وعزاه لأبي عبد الله القرطبي.
(2)
أخرجه ابن النجار في الدرة 2/ 363 عن أنس.
(3)
قول الخطابي أورده ابن النجار في الدرة 2/ 362،363.
لذلك وأن الصلاة والدعاء فيه يستحق ذلك الثواب كما قيل في الجنة تحت ظلال السيوف، الثاني: أن تكون البقعة قد ينقلها الله تعالى فتكون في الجنة بعينها
(1)
. قاله الداودي.
قال الحافظ محب الدين
(2)
: «والذي يقوى عندي أن يكون هذا الموضع بعينه روضة في الجنة يوم القيامة. وقال أبو عمر بن عبد البر معناه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت الصحابة تقتبس منه العلم في ذلك الموضع وهو مثال الروضة».
قال الحافظ محب الدين
(3)
: «ويؤيده قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا» .
وعن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما بين حجرتي ومنبري روضة من رياض الجنة»
(4)
.
وعن محمد بن المنكدر قال: «رأيت جابرا وهو يبكي عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يقول: هاهنا نسكب العبرات، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة»
(5)
.
(1)
كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 2/ 76.
(2)
أورده ابن النجار في الدرة 2/ 363.
(3)
قول محب الدين ابن النجار أورده في الدرة 2/ 363 وحديث «إذا مررتم برياض» أخرجه الترمذي في سننه عن أبي هريرة برقم (3509) 5/ 497 وعن أنس برقم (3510) 5/ 498، وأحمد في المسند 3/ 150 عن أنس، والخطيب في تاريخ بغداد 3/ 360.
(4)
أخرجه ابن النجار في الدرة 2/ 363 عن أنس، والخطيب في تاريخ بغداد 3/ 360.
(5)
أخرجه أحمد في المسند 3/ 389 عن جابر، وذكره المطري في التعريف ص 24 عن جابر، والمتقى في الكنز برقم (34947) وعزاه للبيهقي بالشعب والخطيب وابن عساكر في تاريخهما عن جابر.
وعن عبد الله بن زيد المازني، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة»
(1)
.
قال القاضي عياض
(2)
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة»
(3)
.
سمعت والدي رحمه الله يقول: سمعت بعض خدام الحجرة الشريفة يقول: انتبهت مرة من النوم، وأنا بالمسجد النبوي، فوجدت قناديل الروضة الشريفة قد أطفاهم الريح في ليلة شديدة الريح، فقمت وناديت فلانا - سماه - وقلت له: قم بنا نسرج قناديل الروضة، فإن الريح قد أطفأهم، فأشعلت الفتيلة، وأخذت العود، وسرنا إلى الروضة، فالتفتنا إلى القناديل، فإذا هي جميعها تسرج، قال: فتعجبنا من ذلك، وإذا بصوت من جانب المسجد يقول: اذهبوا فارقدوا، أتظنون أن للمسجد خداما إلا أنتم؟
(1)
أخرجه عن عبد الله بن زيد المازني: البخاري في صحيحه كتاب الصلاة في مسجد مكة والمدينة باب فضل ما بين القبر والمنبر برقم (1195) 2/ 72، ومسلم في صحيحه كتاب الحج باب ما بين القبر والمنبر برقم (500،501،502) 2/ 1010، ومالك في الموطأ 1/ 197، والنسائي في سننه 2/ 35.
(2)
أورده القاضي عياض في الشفا 2/ 76، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 176، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 103).
(3)
أخرجه عن ابن عمر بنفس اللفظ: أحمد في المسند 3/ 64 عن أبي سعيد، وأبو نعيم في الحلية 9/ 324، وذكره المطري في التعريف ص 24.
الفصل الثاني عشر
في ذكر سد الأبواب الشوارع في المسجد الشريف
عن أبي سعيد الخدري قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إن الله خيّر عبدا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عنده، فبكى أبو بكر، فقلت في نفسي:
ما يبكي هذا الشيخ، أن يكون عبدا خيّره الله بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله؟ فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبد، وكان أبو بكر أعلمنا، فقال:
يا أبا بكر لا تبكي، إن أمنّ الناس عليّ في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر»
(1)
. وكان باب أبي بكر رضي الله عنه في غربي المسجد»
(2)
.
وروى ابن عباس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم:«أمر بالأبواب كلها فسدت إلا باب عليّ رضي الله عنه»
(3)
فسدت.
(1)
أخرجه عن أبي سعيد الخدري: البخاري في صحيحه كتاب الصلاة باب الخوخة والممر في المسجد برقم (466) 1/ 137 وفي كتاب مناقب الأنصار باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم برقم (3904) 4/ 306، ومسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب فضائل أبي بكر برقم (2) 4/ 854، والترمذي في سننه كتاب المناقب برقم (3660) 5/ 568.
(2)
كانت دار أبي بكر الصديق التي أذن له في إبقاء الخوخة - الباب - منها إلى المسجد ملاصقة للمسجد من غربيه تقريبا من المنبر.
انظر: ابن شبة: تاريخ المدينة 1/ 242، ابن النجار: الدرة 2/ 364، السمهودي: وفاء الوفا ص 473.
(3)
حديث ابن عباس أخرجه التذمري في سننه كتاب المناقب باب مناقب علي برقم (3732) 5/ 599 وقال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه عن شعبة بهذا الإسناد إلا من هذا الوجه، وذكره ابن حجر في فتح الباري 7/ 15 وذكر ابن حجر أن هذا الحديث روي عن جابر بن سمرة وقال:«وهذه الأحاديث يقوي بعضها بعضا، وكل طريق منها صالح للإحتجاج فضلا عن مجموعها، وخطأ ابن حجر تضعيف ابن الجوزي لهذه الأحاديث بتوهمه المعارضة في حديث أبي بكر، مع أن الجمع بين القصتين ممكن، ومحصل الجمع أن الأمر بسد الأبواب وقع مرتين، ففي الأولى استثنى علي، وفي الأخرى استثنى أبو بكر» .
الفصل الثالث عشر
في ذكر تجمير المسجد الشريف وتخليقه
ذكر أهل السير: أن عمر بن الخطاب أتى بسفط/من عود، فلم يسع الناس فقال: اجمروا به المسجد لينتفع به المسلمون
(1)
.
قال الحافظ محب الدين
(2)
(3)
.
قال الحافظ محب الدين
(4)
قلت: «وكذلك هي مستمرة إلى يومنا هذا»
(5)
.
(1)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 364، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 177، والسمهودي في وفاء الوفا ص 662.
(2)
أورده ابن النجار في الدرة 2/ 364، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 177، والسمهودي في وفاء الوفا ص 663، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 104).
(3)
ساذج: فارسي معرب، وأصلها سادة فعربت إلى ساذج.
انظر: الجواليقي: المعرب ص 246، ابن منظور: اللسان مادة «سذج» .
(4)
أورده ابن النجار في الدرة 2/ 364، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 177، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 105).
(5)
قول المرجاني نقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 177، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 105).
وأما تخليقه:
فروي أن عثمان بن مظعون رضي الله عنه، تفل في المسجد، فأصبح كئيبا، فقالت له امرأته:«ما لي أراك كئيبا؟ فقال: لا شيء إلا أني تفلت في القبلة وأنا أصلي، فعمدت إلى القبلة فغسلتها، ثم خلقتها، فكان أول من خلّق القبلة»
(1)
.
وقال جابر بن عبد الله: «أول من خلّق القبلة عثمان بن عفان رضي الله عنه»
(2)
.
ثم لما حجت الخيزران - أم موسى، وهارون الرشيد - في سنة سبعين ومائة، أمرت بالمسجد الشريف أن يخلق، فتولى تخليقه جاريتها مؤنسة، فخلّقته جميعه، وخلّقت الحجرة الشريفة جميعها
(3)
.
(1)
أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 28 عن إبراهيم ابن قدامة، وذكره ابن النجار في الدرة 2/ 364، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 177، والسمهودي في وفاء الوفا ص 660.
(2)
أخرجه ابن النجار في الدرة 2/ 364 عن جابر بن عبد الله، وذكره ابن الضياء في تاريخ مكة ص 178، والسمهودي في وفاء الوفا ص 530.
وعن مبدأ تخليق المسجد: راجع الروايات المتعددة عن النبي صلى الله عليه وسلم في تخليق المسجد، فقد روى ابن شبة والسمهودي من طرق متعددة عن جابر وأبي سعيد الخدري وأبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى النخامة فحكها بعرجون في يده
…
الخ.
وقال السمهودي: واختلاف هذه الروايات صريح في أنها وقائع متعددة، فلا تعارض فيها، وهي متضمنة للرد على ما روي عن جابر بن عبد الله بأن عثمان بن عفان أول من خلق المسجد، إلا أنه يحمل على أن المراد من قول جابر: أنه اتخذ له الخلوق من بيت المال.
انظر: ابن شبة: تاريخ المدينة 1/ 22 - 28، السمهودي: وفاء الوفا ص 659 - 661.
(3)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 364، والسمهودي في وفاء الوفا ص 662، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 105).
الفصل الرابع عشر
في منع آكل الثوم من دخول المسجد الشريف
والنهي عن رفع الصوت فيه، وإخراج الحصباء منه.
وجواز النوم والصلاة على الجنائز فيه
[كراهة دخول آكل الثوم المسجد الشريف:]
(1)
روى البخاري في الصحيح
(2)
: «أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أكل ثوما أو بصلا فليعتزل مسجدنا» .
وعن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أكل من هذه الشجرة فلا يقرب مسجدنا يؤذينا بريح الثوم»
(3)
.
النهي عن رفع الصوت فيه:
روى البخاري في الصحيح
(4)
: أن السائب بن يزيد قال: «كنت قائما في المسجد، فحصبني رجل، فنظرت، فإذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه،
(1)
من المحقق لتوضيح أجزاء الفصل.
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الأذان باب ما جاء في الثوم عن جابر بن عبد الله برقم (854) 1/ 232، وفي كتاب الأطعمة باب ما يكره من الثوم عن جابر برقم (5452) وعن أنس برقم (5451) 6/ 262، ومسلم في صحيحه كتاب المساجد باب نهى من أكل ثوما عن جابر برقم (73) 1/ 392، وأبو داود في سننه عن جابر برقم (3822) 3/ 360.
(3)
أخرجه مالك في الموطأ 1/ 17 عن سعيد بن المسيب مرسلا، ومسلم في صحيحه كتاب المساجد باب نهى عن أكل ثوما عن ابن المسيب عن أبي هريرة متصلا مرفوعا برقم (71) 1/ 394، وذكره السمهودي في وفاء الوفا ص 425.
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الصلاة باب رفع الصوت في المسجد عن السائب بن يزيد برقم (470) 1/ 138، وذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 74، والمحب الطبري في الرياض 2/ 47.
فقال: اذهب فأتني بهذين، فجئته بهما، فقال: من أنتما، ومن أين أنتما؟ فقالا: من أهل الطائف، قال: لو كنتما من أهل المدينة/لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم».
وعن ابن حميد قال: «ناظر أبو جعفر أمير المؤمنين مالكا رحمه الله في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له مالك: يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد، فإن الله عز وجل أدّب قوما فقال {لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ}
(1)
الآية، ومدح قوما فقال:{إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ}
(2)
الآية، وذمّ قوما فقال:{إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ}
(3)
الآية، وإن حرمته ميتا كحرمته حيا، فاستكان لها أبو جعفر وقال: يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدعو؟ فقال له مالك رحمه الله: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله عز وجل إلى يوم القيامة»
(4)
.
وعن عبد العزيز بن أبي حازم، ونوفل بن عمارة قالوا: «ان عائشة كانت تسمع صوت الوتد يوتد والمسمار يضرب في بعض الدور المطنبة بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فترسل إليهم: لا تؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وما عمل عليّ رضي الله عنه مصراعي داره إلا بالمناصع
(5)
/توقيا لذلك»
(6)
.
(1)
سورة الحجرات آية (2).
(2)
سورة الحجرات آية (3).
(3)
سورة الحجرات آية (4).
(4)
عزاه القاضي عياض في الشفا 2/ 32 لابن حميد، وذكره المطري في التعريف ص 25 - 26، والمراغي في تحقيق النصرة ص 106، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 258.
(5)
نهاية المفقود من مصورة الحرم المكي «الأصل» .
(6)
أخرجه ابن النجار في الدرة 2/ 387 عن عبد العزيز بن أبي حازم، والمراغي في تحقيق النصرة ص 107.
وروي أن بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم، دعت نجارا يغلق ضبة لها، وأن النجار ضرب المسمار ضربا شديدا، وأن عائشة رضي الله عنها صاحت بالنجار، فكلمته كلاما شديدا وقالت: «ألم تعلم أن حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ميتا كحرمته إذا كان حيا، فقالت الأخرى: وماذا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا؟ قالت عائشة [رضي الله عنها:]
(1)
إنه ليؤذى رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت هذا الضرب اليوم كما يؤذيه لو كان حيا»
(2)
.
وفي حديث المغيرة: «كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، يقرعون بابه بالأظافر»
(3)
.
النهي عن إخراج الحصباء منه ومن غيره:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن الحصاة لتناشد الذي يخرجها من المسجد»
(4)
.
جواز النوم فيه:
روي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: «أنه كان ينام في المسجد، وهو شاب عزب لا أهل له»
(5)
.
وروي أيضا من حديث سهل بن سعد قال: «جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت فاطمة رضي الله عنها، فلم يجد عليا رضي الله عنه، فقال: أين ابن
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
أخرجه ابن النجار في الدرة 2/ 387 عن عائشة.
(3)
ذكره عياض في الشفا 2/ 31 - 32 عن المغيرة.
(4)
أخرجه أبو داود في سننه عن أبي هريرة برقم (459) 1/ 125، وذكره ابن النجار في الدرة 2/ 365. وعزاه لأبي داود، والسمهودي في وفاء الوفا ص 655.
(5)
أوردها ابن النجار في الدرة 2/ 365.
عمك؟ فقالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني، فخرج فلم يقل عندي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان: انظر [أين]
(1)
هو؟ فجاء فقال يا رسول الله:
هو في المسجد راقد، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مضطجع قد سقط رداءه عن شقه - وأصابه تراب - فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم [يمسح عنه]
(2)
ويقول:
قم يا أبا تراب». فصارت له كنية
(3)
. كنيت الرجل، وكنوته لغتان
(4)
.
قالوا: وكان أصحاب الصفّة يبيتون في المسجد مع القيام بحرمته، والنوم في المسجد مباح، ويجوز النسخ به و، الأكل فيه
(5)
. حكاه ابن عبد السلام.
جواز الصلاة على الجنازة فيه:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «والله لقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابني بيضاء في المسجد: سهيل وأخيه»
(6)
. البيضاء أمهم، واسمها:
دعد.
وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن عائشة رضي الله عنها لما توفي
(1)
سقط من الأصل والإضافة من (ط).
(2)
سقط من الأصل والإضافة من (ط).
(3)
أخرجه عن سهل بن سعد: البخاري في صحيحه كتاب الأدب باب التكني بأبي تراب بألفاظ متقاربة برقم (6204) 7/ 155، ومسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل علي بن أبي طالب برقم (38) 4/ 1784، وذكره ابن النجار في الدرة 2/ 365 وعزاه للبخاري.
(4)
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «كنى» .
(5)
انظر: ابن شبة: تاريخ المدينة 1/ 40، السمهودي: وفاء الوفا ص 454.
(6)
حديث عائشة رضي الله عنها: أخرجه مالك في الموطأ 1/ 229، ومسلم في صحيحه كتاب الجنائز باب الصلاة على الجنازة برقم (101) 2/ 668، والترمذي في سننه 3/ 351، وأبو داود في سننه برقم (1033) 3/ 207، وراجع ترجمة سهل وسهيل عند ابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 659،667.
سعد بن أبي وقاص قالت: «ادخلوا به في المسجد حتى أصلي عليه، فأنكر ذلك عليها، فقالت: والله لقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهيل بن بيضاء وأخيه في المسجد»
(1)
.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«من صلى على جنازة في المسجد فلا شيء عليه»
(2)
.
الفصل الخامس عشر
في ذكر موضع تأذين بلال رضي الله عنه
روى ابن إسحاق أن امرأة من بني النجار قالت: كان بيتي من أطول بيت حول المسجد، وكان بلال يؤذن عليه الفجر كل غداة، فيأتي بسحر فيجلس على البيت ينتظر عليه الفجر، فإذا رآه تمطى ثم قال: اللهم إني أحمدك وأستعينك على قريش أن يقيموا دينك، قالت: ثم يؤذن
(3)
.
وذكر أهل السير: أن بلالا كان يؤذن على أسطوان في قبلة المسجد يرقى إليها بأقتاب، وهي قائمة/إلى الآن في منزل عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
(4)
.
(1)
أخرجه عن عائشة: مسلم في صحيحه كتاب الجنائز باب الصلاة على الجنازة في المسجد برقم (99،100) 2/ 668، وابن سعد في طبقاته 3/ 416، وابن عبد البرفي الاستيعاب 2/ 660.
(2)
أخرجه أبو داود في سننه عن أبي هريرة برقم (3791) 3/ 207، وذكره ابن النجار في الدرة 2/ 365 وعزاه لأبي داود.
(3)
أخرجه أبو داود في سننه عن عروة بن الزبير عن امرأة من بني النجار برقم (519) 1/ 143، وذكره ابن النجار في الدرة 2/ 365 وعزاه لابن إسحاق.
(4)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 178، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 106).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «كان بلال يؤذن على منارة في دار حفصة بنت عمر التي تلي المسجد قال: فكان يرقى على أقتاب فيها فكانت خارجة من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم تكن فيه وليست فيه اليوم، وكان يؤذن بلال - وقيل: معه - عبد الله بن أم مكتوم الأعمى، وأذن بعدهم سعد بن عائذ مولى عمار بن ياسر، وهو سعد القرظ
(1)
، [وسمي سعد القرظ،]
(2)
لأنه كان إذا اتجر في شيء وضع فيه فاتجر في القرظ، فربح فلزم التجارة فيه
(3)
.
جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنا بقباء، فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترك بلال الآذان، نقل أبو بكر رضي الله عنه سعد هذا إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يزل يؤذن فيه إلى أن مات، وتوارث عنه بنوه الآذان فيه إلى زمن مالك رحمه الله، وبعده أيضا»
(4)
.
وقد قيل: إن الذي نقله إلى المدينة للأذان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقيل: إنه كان يؤذن للنبي صلى الله عليه وسلم، واستخلفه [بلال]
(5)
على الآذان في خلافة عمر رضي الله عنه، حين خرج بلال إلى الشام
(6)
.
(1)
سعد بن عائذ المؤذن «القرظ» . توارث عنه بنوه الأذان، عاش إلى أيام الحجاج بن يوسف. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 593، ابن حجر: الاصابة 3/ 65.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 593، وابن حجر في الاصابة 3/ 65. والقرظ: ثمار شجر القرظ الذي يدبغ به الجلد. راجع اللسان لابن منظور مادة «قرظ» .
(4)
كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 594، وابن حجر في الاصابة 3/ 65، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 178، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 106).
(5)
الاضافة للضرورة من الاستيعاب 2/ 594.
(6)
كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 594، وابن حجر في الاصابة 3/ 65.
وقال خليفة بن خياط
(1)
: «أذن لأبي بكر رضي الله عنه سعد القرظ مولى عمار بن ياسر إلى أن مات أبو بكر، وأذن بعده لعمر رضي الله عنه» . حكاه ابن عبد البر في الإستيعاب
(2)
.
الفصل السادس عشر
في ذكر أهل [الصفة]
(3)
روى البخاري في صحيحه
(4)
: «أن أهل الصفّة كانوا فقراء» .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «لقد رأيت سبعين من أهل الصفّة ما منهم رجل عليه رداء، إما إزار، وإما كساء وقد ربطوه في أعناقهم، فمنها ما يبلغ نصف الساقين، ومنها ما يبلغ الكعبين فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته»
(5)
.
(1)
أورده خليفة في تاريخه 1/ 92، وحكاه عنه ابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 594.
وخليفة بن خياط العصفري التميمي، أبو عمرو البصري الملقب بشباب، كان مؤرخا ت 246 هـ. انظر: ابن حجر: التهذيب 3/ 160.
(2)
كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 594.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
والصفّة: بضم الصاد وتشديد الفاء، ظلة في مؤخرة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، يأوي إليها المساكين والغرباء ممن لا مأوى به ولا أهل، وإليها ينسب أهل الصفّة على أشهر الأقاويل، وكانوا يكثرون فيه ويقلون بحسب من يتزوج منهم أو يموت أو يسافر.
انظر: ابن حجر: فتح الباري 6/ 595، السمهودي: وفاء الوفا ص 453.
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المناقب باب علامات النبوة في الإسلام عن عبد الرحمن بن أبي بكر تعليقا برقم (439) 1/ 130، ووصله مسلم في صحيحه كتاب الأشربة باب إكرام الضيف عن عبد الرحمن بن أبي بكر برقم (176) 3/ 1626.
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الصلاة باب نوم الرجال في المسجد عن أبي هريرة برقم (442) 1/ 130، وذكره ابن النجار في الدرة 2/ 366 وعزاه للبخاري في صحيحه.
وروى أهل السير: أن محمد بن مسلمة رأى أضيافا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فقال: ألا تفرق هذه الأضياف في دور الأنصار، ونجعل لك من كل حائط قنو ليكون لمن يأتيك من هؤلاء الأقوام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بلى، فكان كل من جذّ ماله جاء بقنو، فجعله في [المسجد]
(1)
بين ساريتين، فجعل الناس يفعلون ذلك، وكان معاذ [بن جبل]
(2)
يقوم عليه، وكان [يجعل عليه]
(3)
حبلا بين الساريتين، ثم يعلق الأقناء، فيأكلون حتى يشبعون، ثم ينصرفون، ويأتي غيرهم [فيفعل]
(4)
لهم مثل ذلك، فإذا كان الليل فعل مثل ذلك
(5)
.
القنو: جمعه أقناء، وقنو، وهو: العثكال، وهو العذق بلغة أهل المدينة
(6)
.
والعذق: بكسر العين وبفتح العين: النخلة بحملها، وقيل: الفتح والكسر لغتان بمعنى واحد، وهو العرجون، والكباسة مثله أيضا بكسر الكاف
(7)
.
والعثكال للرطب بمنزلة القنو للعنب ويقال له: العثكول/والأثكال، والأثكول
(8)
، ويقال للكباسة: الأهان أيضا
(9)
.
(1)
سقط من الأصل والإضافة من (ط).
(2)
سقط من الأصل والإضافة من (ط).
(3)
سقط من الأصل والإضافة من (ط).
(4)
سقط من الأصل والإضافة من (ط).
(5)
حكاه ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 366 - 367 عن أهل السير، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 179، والسمهودي في وفاء الوفا ص 457.
(6)
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «قنا» .
(7)
انظر: ابن حجر: فتح الباري 1/ 516، ابن منظور: اللسان مادة «عذق» ويقول ابن منظور باللسان مادة «كبس» : الكباسة العذق التام بشماريخه وبسره.
(8)
العثكال: وهو العذق ما عليه البسر من عيدان الكباسة، وهو في النخل بمنزلة العنقود من الكرم. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «عثكل» .
(9)
الأهان: عرجون الثمرة ما فوق الشماريخ.
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «أهن» .
وأهل الصفّة رضي الله عنهم هم أهل صفّة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
والصفّة بالمدينة خارج المسجد، وبمكة داخل المسجد
(2)
.
وسدّة المسجد: هي الظلال التي حول المسجد، وقيل: الباب نفسه، والسدّي: منسوب إليه
(3)
، وجاء في الحديث:«وكان يصلي في السدّة، سدّة المسجد»
(4)
.
وأما أهل الصفّة فمنهم: أبو عبيدة بن الجراح، وعبد الله بن مسعود، والمقداد، وبلال، وأبو ذر، وصهيب، وخبّاب بن الأرت، وعمار بن ياسر، وعتبة بن غزوان، وزيد بن الخطاب، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبو مرثد، وعتبة بن مسعود، وأبو الدرداء، ومسطح بن أثاثة، وعكاشة بن محصن، وطلحة بن عمرو، وواثلة بن الأسقع، ومعاذ بن الحارث، والسائب بن خلاد، وصفوان بن البيضاء، ومسعود بن الربيع، وأبو اليسر كعب بن عمرو، وأبو عبس بن جبر، وعويم بن ساعدة، وأبو لبابة، وسالم بن عمير، وخبيب بن يساف، وعبد الله بن أنيس - وفي الصحابة من اسمه عبد الله مائتين وسبعة وأربعين - وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن بدر، والحجاج بن عمرو، وأبو هريرة، وثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبيد مولاه أيضا، وثابت بن وديعة،
(1)
انظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 255، ابن الضياء: تاريخ مكة ص 180، النهرواني: تاريخ المدينة (ق 108).
(2)
انظر: ابن حجر: فتح الباري 6/ 595.
(3)
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «سدد» .
والسدي هو: إسماعيل بن عبد الرحمن، أبو محمد الحجازي ثم الكوفي السدي، كان محدثا ليس به بأس ت 127 هـ.
انظر: ابن سعد: الطبقات 6/ 323، ابن حجر: التهذيب 1/ 313.
(4)
أخرجه أحمد في المسند 5/ 32 بنحوه.
وجرهد بن خويلد، وبشير بن الخصاصية - وفي الصحابة عشرون بشيرا وعشرون بشرا - وربيعة بن كعب - وفي الصحابة ربيعة مذكر تسعة عشر - وثابت بن الضحاك - وفي الصحابة تسعة وعشرون ثابتا - وأسماء بن حارثة، وسالم بن عبيد الأشجعي - وجميع من في الصحابة اسمه سالم أربعة، وأشجع منسوب إلى أشجع بن ريث - وأبو سعيد الخدري
(1)
. وجميع من في الصحابة اسمه أبو سعيد ستة - وخريم بن فاتك - وفي الصحابة خريمان
(2)
.
الفصل السابع عشر
في ذكر الأسطوانات المشهورة في الروضة، وفضلها،
وفضيلة الصلاة إلى أساطين المسجد مطلقا
منها: أسطوانة التوبة:
يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اعتكف في رمضان، طرح له فراشه، ووضع له سريره وراء أسطوانة التوبة
(3)
.
وعن محمد بن كعب القرظي: أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يصلي أكثر نوافله إلى أسطوانة التوبة
(4)
. وهي التي ارتبط بها أبو لبابة بشير بن عبد المنذر الأنصاري
(1)
أورد أبو نعيم في الحلية 2/ 3 - 25 جريدة بأسماء أهل الصفة على حروف المعجم، وكذا الحاكم في المستدرك 3/ 18، وأورد ابن الضياء في تاريخ مكة ص 180، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 108 - 109) جريدة بأسماء أهل الصفة حسبما أورد المؤلف.
(2)
وهما: خريم بن فاتك الأسدي، وخريم بن أوس الطائي.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 446 - 447.
(3)
أورده ابن النجار في الدرة 2/ 367 وعزاه لأهل السير عن ابن عمر، والمطري في التعريف ص 34، والسمهودي في وفاء الوفا ص 447.
(4)
ذكره ابن النجار في الدرة 2/ 368 عن محمد بن كعب، والسمهودي في وفاء الوفا ص 444.
الأوسي، وقيل: الأسلمي، أحد النقباء، وأحد الثلاثة الذين خلفوا
(1)
، وذلك أنه تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فربط نفسه إلى هذه السارية
(2)
.
وقيل إنه: لما حاصر النبي صلى الله عليه وسلم بني قريظة بعثوا إليه: أن ابعث إلينا أبا لبابة نستشيره في أمرنا/فبعثه، فلما رأوه، قاموا إليه يبكون، فرّق لهم، فقالوا له: أننزل على حكم محمد! فقال لهم: نعم وأشار بيده إلى حلقه: أنه الذبح، فقال: والله ما زالت قدماي حتى علمت أني خنت الله ورسوله، ثم ارتبط في المسجد، وعاهد الله أن لا يطأ بني قريظة أبدا، فأنزل الله توبته على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في بيت أم سلمة، وحله [النبي]
(3)
صلى الله عليه وسلم، وأنزل الله فيه:{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ}
(4)
الآية.
جملة ما روى أبو لبابة خمسة عشر حديثا
(5)
، توفي سنة أربعين من الهجرة
(6)
.
(1)
ذكره المطري في التعريف ص 34، والسمهودي في وفاء الوفا ص 443، ومصادر ترجمة أبي لبابة في: الاستيعاب لابن عبد البر 4/ 1740، الاصابة لابن حجر 7/ 350.
(2)
اختلف في الحالة التي أوجبت فعل أبي لبابة بنفسه فقال قوم: كان من الذين تخلفوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1741، السمهودي: وفاء الوفا ص 442.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
سورة الأنفال آية (27).
والراجح أن أبا لبابة ربط نفسه في سارية المسجد بسبب بني قريظة، لأن ابن هشام لم يذكره في سيرته 2/ 531 من بين الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك، وأورد الثلاثة المتخلفين وهم: كعب ابن مالك، ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية كما ذكر الطبري في تاريخه 3/ 111.
وقصة أبي لبابة مع حلفائه بني قريظة وموقف الرسول صلى الله عليه وسلم منه، وتوبة الله عليه، وما نزل فيه من القرآن أوردها ابن هشام في السيرة 2/ 236 - 238، وابن سعد في الطبقات 3/ 457، والطبري في تاريخه 2/ 584 - 585، وابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1740، وابن النجار في الدرة 2/ 367.
(5)
كذا عند ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 368.
(6)
كذا عند ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1740، وابن الجوزي في المنتظم 5/ 168، وابن حجر في الاصابة 7/ 350.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: «كل ما في القرآن من: يا أيها الذين آمنوا، فهو خطاب لأهل المدينة، وكل ما فيه: يا أيها الناس، فهو خطاب لأهل مكة، وليس في القرآن: يا أيها الذين آمنوا، إلا وفى التوراة والإنجيل: يا أيها المساكين»
(1)
.
والناس في القرآن على ستة وعشرين وجها
(2)
:
يعني الناس خاصة وعامة {أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ}
(3)
، يعني نعيم بن مسعود {الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ}
(4)
، يعني الرجل {لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النّاسِ}
(5)
، يعني الرسل {وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ}
(6)
، يعني المؤمنين {وَلِلّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ}
(7)
، يعني كل من أسلم {وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النّاسُ}
(8)
، يعني بني إسرائيل {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنّاسِ اتَّخِذُونِي}
(9)
، يعني أصحاب السفينة {كانَ النّاسُ أُمَّةً}
(10)
، يعني أهل مصر {لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النّاسِ}
(11)
، يعني أهل
(1)
قول ابن عباس أورده القرطبي في الجامع 1/ 225، والسيوطي في الدر 1/ 84.
(2)
راجع الفصل الذي عقده ابن الجوزي في كتابه نزهة الأعين ص 601 - 605 عن الناس في القرآن.
(3)
سورة النساء آية (54).
(4)
سورة آل عمران آية (173).
(5)
سورة غافر آية (57).
(6)
سورة الحج آية (78).
(7)
سورة آل عمران آية (97).
(8)
سورة البقرة آية (13).
(9)
سورة المائدة آية (116).
(10)
سورة البقرة آية (213).
(11)
سورة يوسف آية (46).
مكة {وَإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنّاسِ}
(1)
، يعني صهيب {وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ}
(2)
، يعني الأخنس {وَمِنَ النّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ}
(3)
، يعني المنافقين {وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنّا بِاللهِ}
(4)
، يعني أبا سفيان {إِنَّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ}
(5)
، يعني أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم {إِنَّ اللهَ بِالنّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ}
(6)
يعني الحاج {قِياماً لِلنّاسِ}
(7)
، يعني أهل اليمن ربيعة ومضر {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النّاسُ}
(8)
، يعني قوم إبراهيم {فَأْتُوا بِهِ عَلى أَعْيُنِ النّاسِ}
(9)
، يعني قوم فرعون {وَأَنْ يُحْشَرَ النّاسُ ضُحًى}
(10)
، يعني قوم سليمان {يا أَيُّهَا النّاسُ عُلِّمْنا}
(11)
، يعني قوم عيسى {وَيُكَلِّمُ النّاسَ فِي الْمَهْدِ}
(12)
، يعني المؤمنين {إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً}
(13)
، يعني الأسباط {قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ}
(14)
، يعني هذه الأمة {كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ لِلنّاسِ}
(15)
، يعني عامة الناس {يا أَيُّهَا النّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}
(16)
، يعنى أبا طالب {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النّاسَ حَتّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}
(17)
.
(1)
سورة الإسراء آية (60).
(2)
سورة البقرة آية (207).
(3)
سورة البقرة آية (204).
(4)
سورة البقرة آية (8).
(5)
سورة آل عمران آية (173).
(6)
سورة الحج آية (65).
(7)
سورة المائدة آية (97).
(8)
سورة البقرة آية (199).
(9)
سورة الأنبياء آية (61).
(10)
سورة طه آية (59).
(11)
سورة النمل آية (16).
(12)
سورة آل عمران آية (46).
(13)
سورة البقرة آية (124).
(14)
سورة البقرة آية (60).
(15)
سورة محمد آية (3).
(16)
سورة البقرة آية (21).
(17)
سورة يونس آية (99).
قال الشيخ جمال الدين
(1)
ومنها:/أسطوان النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يصلي إليها، وهي
الأسطوانة المخلقة
(2)
:
روى الزبير بن حبيب: «أنها الأسطوان التي بعد أسطوان التوبة إلى الروضة الشريفة، وهي الثالثة من المنبر الكريم، وكانت أيضا الثالثة من رحبة المسجد، وأما الآن: فهي الخامسة من الرحبة، وهي المتوسطة في الروضة»
(3)
.
صلى النبي صلى الله عليه وسلم، إليها المكتوبة بعد تحويل القبلة بضع عشرة أيام، ثم تقدم إلى مصلاه اليوم، وكان يجعلها خلف ظهره
(4)
.
ويروى أن أبا بكر، وعمر، والزبير، وابنه عبد الله، وعامر بن عبد الله كانوا يصلون إليها، وتعرف: بأسطوان المهاجرين، لأن المهاجرين من قريش كانوا يجتمعون عندها، وكان أكابر الصحابة رضي الله عنهم يصلون إليها،
(1)
أورده المطري في التعريف ص 34.
(2)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 34 وقال السمهودي في وفاء الوفا ص 439: الأسطوان الذي هو علم على المصلى الشريف ويعرف بالمخلق.
(3)
رواية الزبير بن حبيب أوردها ابن النجار في الدرة 2/ 368، والسمهودي في وفاء الوفا ص 441.
(4)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 34.
وتسمى أيضا: أسطوان عائشة رضي الله عنها، للحديث التي روت فيها:
أنها لو عرفها الناس لاضطربوا على الصلاة عندها بالسهمان، وهي التي أسرت بها إلى ابن اختها عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، فكان أكثر نوافله إليها، ويقال: أن الدعاء عندها مستجاب
(1)
.
وفي العتبية: وأحب مواضع التنفل فيه - يعني المسجد - مصلى النبي صلى الله عليه وسلم، حيث العمود المخلّق، وأما في الفريضة فالتقدم إلى الصفوف والتنفل فيه للغرباء أحب إليّ من التنفل في البيوت، هذا قول مالك رحمه الله تعالى
(2)
.
ومنها: أسطوان الوفود:
الذي كان يجلس إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لوفود العرب، وتعرف أيضا:
بمجلس القلادة، يجلس إليها سروات الصحابة وأفاضلهم رضوان الله عليهم [أجمعين
(3)
،]
(4)
.
روى ابن أبي فديك، عن غير واحد من مشائخه، أنها الثالثة من قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وهي التي تلي الرحبة قبل زيادة الرواقان، فأما الآن فهي الثالثة من رحبة المسجد، وهي خلف أسطوانة علي رضي الله عنه التي خلف أسطوانة التوبة من جهة الشمال
(5)
.
[قال الحافظ محب الدين
(6)
: «إذا عددت الأسطوانة التي فيها مقام
(1)
أخرجه عن الزبير بن حبيب: ابن النجار في الدرة 2/ 368. وذكره المطري في التعريف ص 34، والسمهودي في وفاء الوفا ص 441.
(2)
كذا ورد عند عياض في الشفا 2/ 73، وذكرها السمهودي في وفاء الوفا ص 368 نقلا عن المؤلف.
(3)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 368 - 369، والمطري في التعريف ص 34.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
أخرجه ابن النجار في الدرة 2/ 368 عن ابن أبي فديك.
(6)
أورده ابن النجار في الدرة 2/ 369.
جبريل عليه السلام، كانت هي الثالثة».
ومنها: آسطوان علي رضي الله عنه:
روى أهل السير: أن الأسطوانة التي خلف أسطوانة التوبة من جهة الشمال]
(1)
هي مصلى علي رضي الله عنه، وتعرف: بالمحرس، لأن عليا رضي الله عنه، كان يجلس إليها لحراسة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي مقابلة الخوخة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج منها من بيت عائشة رضي الله عنها إلى الروضة الشريفة للصلاة
(2)
.
ذكر فضيلة الصلاة إلى أساطين المسجد مطلقا:
عن يزيد بن أبي عبيد
(3)
قال: كنت آتي مع سلمة بن الأكوع فيصلي عند الأسطوانة التي عند المصحف، فقلت: يا أبا مسلم أراك تتحرى الصلاة عند هذه الأسطوانة؟ قال: فإني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى الصلاة عندها
(4)
.
وروى أيضا من حديث أنس قال: لقد أدركت كبار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، يبتدرون السواري عند المغرب
(5)
.
(1)
سقط من الأصل والإضافة من (ط).
(2)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 369، والمطري في التعريف ص 34، والسمهودي في وفاء الوفا ص 448.
(3)
يزيد بن أبي عبيد الحجازي، أبو خالد الأسلمي، مولى سلمة بن الأكوع، كان محدثا ثقة (ت 147 هـ). انظر: ابن حجر: التهذيب 11/ 349.
(4)
أخرجه عن يزيد بن أبي عبيد: البخاري في صحيحه كتاب الصلاة باب الصلاة إلى الأسطوانة برقم (502) 1/ 145، ومسلم في صحيحه كتاب الصلاة باب دنو المصلى من السترة برقم (264) 1/ 364، وذكره ابن النجار في الدرة 2/ 369 وعزاه للبخاري.
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الصلاة باب الصلاة إلى الأسطوانة عن أنس برقم (503) 1/ 145، وذكره ابن النجار في الدرة 2/ 369 وعزاه للبخاري.
قال الحافظ محب الدين
(1)
الفصل الثامن عشر
في ذكر زيادة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
يروى أن عمر [بن الخطاب]
(2)
رضي الله عنه قال: «لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إني أريد أن أزيد في المسجد، ما زدت فيه»
(3)
.
وعن مسلم بن خباب
(4)
: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما وهو في الصلاة في المسجد: «لو زدنا في مسجدنا، وأشار بيده نحو القبلة»
(5)
.
[فلما توفى عليه السلام، وولي عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو زدنا في مسجدنا، وأشار بيده نحو القبلة]
(6)
فأجلسوا رجلا في موضع مصلى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم رفعوا يد الرجل وخفضوها حتى رأوا أن ذلك نحو ما رأوا أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يده، ثم مدوا ميقاطا
(1)
ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 369، ونقله عنه السمهودي في وفاء الوفا ص 453.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخرجه ابن النجار في الدرة 2/ 369 وذكره المطري في التعريف ص 84 وابن الضياء في تاريخ مكة ص 180، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 109).
(4)
مسلم بن السائب بن خباب، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، وروى عنه ابنه محمد.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1395.
(5)
حديث مسلم بن خباب أخرجه ابن النجار في الدرة 2/ 369، وذكره ابن الضياء في تاريخ مكة ص 181، والسمهودي في وفاء الوفا ص 482، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 109).
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
فوضعوا طرفه بيد الرجل ثم مدوه، فلم يزالوا يقدمونه ويؤخرونه حتى رأوا أن ذلك شبيه لما أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم من الزيادة، فقدم عمر القبلة، فكان موضع جدار عمر رضي الله عنه في موضع عيدان المقصورة
(1)
.
وكان صاحب المقصورة في زمن الصحابة: السائب بن خباب، مولى قريش، وقيل: مولى فاطمة بنت عتبة
(2)
.
قال أهل السير: كان بين المنبر وبين الجدار [الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم]
(3)
بقدر ما تمر شاة، فأخذ عمر رضي الله عنه موضع المقصورة وزاده فيه، وزاد في يمين القبلة، فصار طول المسجد الشريف أربعين ومائة ذراع، وعرضه عشرون ومائة، وطول السقف أحد عشر ذراعا، وسقفه جريد ذراعان، وبنى فوق ظهر المسجد سترة ثلاثة أذرع، وبنى أساسه بالحجارة إلى أن بلغ قامة، وجعل له ستة أبواب: بابان عن يمين القبلة، وبابان عن يسارها، ولم يغير باب عاتكة، ولا الباب الذي كان يدخل منه النبي صلى الله عليه وسلم، وفتح بابا عند دار مروان بن الحكم، وبابين في مؤخر المسجد
(4)
.
وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو
(1)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 369، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 181، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 109).
(2)
كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 570 - 571، ابن الضياء في تاريخ مكة ص 181، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 110).
والسائب بن خباب مولى قريش، مدني، وهو صاحب المقصورة، له صحبة، (ت 77 هـ). انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 570.
(3)
اضافة للضرورة من الدرة الثمينة 2/ 369.
(4)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 369 - 370، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 181، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 110).
بنى هذا المسجد إلى صنعاء كان مسجدي»
(1)
.
وروى غيره مرفوعا أنه قال: «هذا مسجدي وما زيد فيه فهو منه، ولو بلغ صنعاء كان مسجدي»
(2)
.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«لو زيد في هذا المسجد ما زيد لكان الكل مسجدي»
(3)
.
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «لو مد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذي الحليفة، لكان منه»
(4)
.
وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول: «ظهر المسجد كقعره»
(5)
.
وأدخل عمر رضي الله عنه في هذه الزيادة دار العباس بن عبد المطلب وهبها للمسلمين، واشترى نصف موضع كان خطّه النبي صلى الله عليه وسلم لجعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وهو بالحبشة دارا بمائة ألف، فزاده في المسجد، وبناه على بنائه الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، باللبن والجريد، وأعاد عمده خشبا
(6)
.
(1)
ذكره ابن النجار في الدرة 2/ 370 وقال روى عن أبي هريرة، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 181، والسمهودي في وفاء الوفا ص 497، والمتقى في الكنز برقم (34832) وعزاه للزبير بن بكار في أخبار المدينة عن الزهري مرسلا وبرقم (34931) وعزاه للديلمي عن أبي هريرة مرفوعا.
(2)
ذكره ابن النجار في الدرة 2/ 370، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 181، والسمهودي في وفاء الوفا ص 497 وعزاه لابن شبة والديلمي في الفردوس، والعجلوني في كشف الخفاء 2/ 34 وقال:«رواه الديلمي بالفردوس عن أبي هريرة» .
(3)
حديث أبي هريرة ذكره المطري في التعريف ص 84، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 182، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 111).
(4)
ذكره المطري في التعريف ص 85 وعزاه لابن أبي ذئب، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 182، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 111).
(5)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 370.
(6)
حديث زيادة عمر بن الخطاب في المسجد: أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الصلاة باب بنيان المسجد عن ابن عمر برقم (446) 1/ 131.
وانظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 283، ابن النجار: الدرة 2/ 371، المطري: التعريف ص 84، المفضل الجندي: فضائل المدينة ص 38، السمهودي: وفاء الوفا ص 508.
الفصل التاسع عشر
في ذكر بطحاء مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن بشر بن سعيد أو سليمان بن يسار
(1)
- يشك الضحاك - أنه [حدثه:]
(2)
أن المسجد كان يرش زمان النبي صلى الله عليه وسلم، وزمان أبو بكر، وعامة زمان عمر رضي الله عنهما، فكان الناس يتنخمون فيه ويبصقون حتى عاد زلقا، حتى قدم ابن مسعود الثقفي، فقال لعمر رضي الله عنه: أليس بقربكم واد؟ قال: بلى، قال: فمر بحصباء تطرح فيه فهو أكف للمخاط والنخامة، فأمر عمر رضي الله عنه بها، ثم قال: هو أغفر للمخاط [والنخامة]
(3)
/وألين في الموطء
(4)
.
الغفر: بالغين المعجمة التغطية والستر، ومنه المغفر
(5)
.
وقد حرم التنخم في المسجد إبراهيم النخعي، وقال: إنها نجس وتفرد بهذا القول ولم يتبع فيه، بل كفارتها سترها
(6)
.
(1)
سليمان بن يسار الهلالي، مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، كان محدثا ثقة (ت 107 هـ).
انظر: ابن سعد: الطبقات 5/ 174، ابن حجر: التهذيب 4/ 228.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
أخرجه ابن النجار في الدرة 2/ 371 وعزاه لابن زبالة من طريق الضحاك بن عثمان عن بشر بن سعيد - أو سليمان بن يسار، وذكره المطري في التعريف ص 67، والمراغي في تحقيق النصرة ص 185، والسمهودي في وفاء الوفا ص 657.
(5)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 182، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 112)، وراجع ابن منظور: اللسان مادة «غفر» .
(6)
أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 28 عن منصور بن إبراهيم، وذكره ابن الضياء في تاريخ مكة ص 182، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 112)، وأورد السمهودي في وفاء الوفا ص 657 - 659 حكم البزاق في المسجد والأحاديث والآثار الواردة في هذا.
وروى أن المسجد لينكمش من النخامة تبزق فيه
(1)
.
وعن أبي الوليد
(2)
(3)
.
(4)
.
قال الشيخ جمال الدين
(5)
(1)
فقد روى ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 26، والسمهودي في وفاء الوفا ص 657 بإسناد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:«إن المسجد لينزوي من النخامة كما ينزوي الجلد من النار» .
(2)
أبو الوليد مولى ابن رواحة، روى عن ابن عمر في الحصى الذي في المسجد، وعنه عمر بن سليم الباهلي. انظر: ابن حجر: التهذيب 12/ 274.
(3)
أخرجه أبو داود في سننه عن أبي الوليد برقم (458) 1/ 125، وذكره المطري في التعريف ص 67، والمراغي في تحقيق النصرة ص 184، والسمهودي في وفاء الوفا ص 655 وعزاه لأبي داود عن أبي الوليد.
(4)
أخرجه ابن سعد في طبقاته 3/ 284 بإسناد له عن عبد الله بن إبراهيم، ونقله عنه: ابن النجار في الدرة 2/ 371، والمطري في التعريف ص 67.
(5)
أورده المطري في التعريف ص 67، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 184، والسمهودي في وفاء الوفا ص 656.
الفصل العشرون
في ذكر زيادة عثمان رضي الله عنه
روى البخاري في الصحيح
(1)
: «أن عثمان رضي الله عنه، ولي الخلافة سنة أربع وعشرين، فلما بلغت خلافته أربع سنين كلمه الناس في الزيادة، وشكوا إليه ضيق المسجد يوم الجمعة، فشاور عثمان رضي الله عنه أهل الرأي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، وزاد في المسجد زيادة كبيرة، وبنى جداره بالحجارة المنقوشة والقصّة، وجعل عمده من حجارة منقوشة حشوها أعمدة الحديد والرصاص، وسقفه بالساج
(2)
، وباشر ذلك بنفسه، وكان عمله في أول ربيع الأول سنة تسع وعشرين، وفرغ منه حين دخلت السنة لهلال المحرم سنة ثلاثين، فكان عمله عشرة أشهر، وزاد في القبلة إلى موضع الجدار اليوم، وزاد فيه من المغرب اسطوانا بعد المربعة
(3)
، وزاد فيه من الشام خمسين ذراعا، ولم يزد من المشرق شيئا، وقدّر زيد بن ثابت أساطينه فجعلها على قدر النخل وجعل فيه طاقات مما يلي المشرق والمغرب، وبنى المقصورة بلبن، وجعل فيها كوّة ينظر الناس منها إلى الأمام، وجعل طول المسجد الشريف ستين ومائة ذراع، وعرضه خمسين ومائة ذراع، وجعل
(1)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الصلاة باب بنيان المسجد عن نافع عن ابن عمر برقم (446)، وكذا ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 371، والمطري في التعريف ص 85، والسمهودي في وفاء الوفا ص 502.
(2)
الساج: نوع من الخشب، معروف يؤتى به من الهند.
انظر: ابن حجر: فتح الباري 1/ 540.
(3)
المراد بالمربعة: الأسطوانة التي في القبلة، وقد رفع أسفلها مربعا قدر الجلسة، وهي منتهى زيادة عمر من جهة المغرب.
انظر: المراغي: تحقيق النصرة ص 48.
أبوابه ستة على ما كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: باب عاتكة، والباب الذي يليه، وباب مروان، وبان النبي صلى الله عليه وسلم، وبابين في آخره».
قال عبد الرحمن بن سفينة
(1)
: «رأيت القصّة تحمل إلى عثمان رضي الله عنه وهو يبني المسجد من بطن نخل»
(2)
. والقصّة: الجص، وهو الجبس
(3)
.
الفصل الحادي والعشرون
في ذكر زيادة الوليد بن عبد الملك بن مروان
وذلك أنه لما استعمل عمر بن عبد العزيز على المدينة
(4)
الشريفة، أمره بالزيادة في المسجد [وبنيانه،]
(5)
فاشترى عمر ما حوله من المشرق والمغرب والشام، ومن أبى أن يبيع هدم عليه، ووضع له الثمن، فلما صار إلى القبلة قال له [عبيد الله بن]
(6)
عبد الله بن عمر: لسنا نبيع هذا، هو من حق حفصة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسكنها، فلما كثر الكلام بينهما قال له عمر بن
(1)
في الأصل «عبد الله بن سفينة» ، وما أثبتناه من الدرة الثمينة 2/ 371. وعبد الرحمن بن سفينة ورد ذكره في الجرح وأنه صلى مع عثمان بن عفان.
انظر: ابن أبي حاتم: الجرح 5/ 240.
(2)
قول ابن سفينة كذا ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 371، والسمهودي في وفاء الوفاء ص 504.
(3)
القصة: بفتح القاف وتشديد الصاد مفتوحة، هي الجص بلغة أهل الحجاز، وسمي موضع قرب المدينة بذي القصة، لأنه كان به قصة أي جبس.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 366، ابن حجر: فتح الباري 1/ 540.
(4)
تولى عمر بن عبد العزيز إمارة المدينة المنورة في ربيع الأول سنة 87 هـ.
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 6/ 427، ابن الجوزي: المنتظم 6/ 278.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط) والدرة الثمينة 2/ 372.
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط) والدرة الثمينة 2/ 372.
عبد العزيز: أجعل لكم في المسجد بابا [تدخلون منه،]
(1)
وأعطيكم دار الرقيق [مكان هذا الطريق،]
(2)
وما بقي من الدراهم فهي لكم - يعني التي تفضل من العمارة - ففعلوا، فأخرج بابهم في المسجد، وهي الخوخة التي [في المسجد]
(3)
تخرج في دار حفصة رضي الله عنها، وقدم الجدار في موضعه اليوم، وزاد من المشرق ما بين الأسطوانة المربعة إلى جدار المسجد، ومعه عشرة أساطين من مربعة القبر الشريف إلى الرحبة وإلى الشام، ومد من الغرب أسطوانتين، وأدخل فيه حجرات أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وبيت فاطمة رضي الله عنها، وأدخل فيه دور عبد الرحمن بن عوف، ودار عبد الله بن مسعود، وأدخل فيه من المغرب دار طلحة بن عبيد الله، ودار أبي سبرة بن أبي رهم، ودار عمار بن ياسر، وبعض دار العباس بن عبد المطلب وعلّم ما دخل منها، فجعل سائر سواريها التي تلي السقف أعظم من غيرها من السواري، وبعث الوليد بن عبد الملك إلى ملك الروم: إنا نريد أن نعمل في مسجد نبينا الأعظم صلى الله عليه وسلم، فأعنا فيه بعمال وفسيفساء، [وهي: الفصوص المرجحة بالذهب، فبعث إليه بأربعين من الروم، وبأربعين من القبط، وبأربعين ألف مثقال عونا له، وبأحمال من فسيفساء وبسلاسل التي فيها]
(4)
القناديل اليوم، وهدم عمر المسجد، وأخمر النورة التي يعمل بها الفسيفساء سنة، وحمل القصّة من بطن نخل، وعمل الأساس بالحجارة، والجدار بالحجارة المنقوشة المطابقة، وجعل عمد المسجد حجارة حشوها عمد الحديد والرصاص، وجعل طوله مائتي ذراع، [وعرضه]
(5)
من مقدمه مائتي ذراع، ومن مؤخره مائة وثمانين ذراعا، وعمله بالفسيفساء والمرمر، وسقفه بالساج، وموهه بالذهب، وأدخل الحجرات
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط) والدرة الثمينة 2/ 372.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط) والدرة الثمينة 2/ 372.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط) والدرة الثمينة 2/ 372.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط) والدرة الثمينة 2/ 372.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط) والدرة الثمينة 2/ 372.
والقبر المقدس في في المسجد، ونقل لبن الحجرات وبنى به داره في الحرة
(1)
.
قال الحافظ محب الدين
(2)
: «فهو بها اليوم له بياض على اللبن، وقال بعض الذين عملوا الفسيفساء: إنا عملناه على ما وجدناه من صور شجر الجنة وقصورها، وكان عمر بن عبد العزيز إذا عمل العامل الشجرة الكبيرة من الفسيفساء وأحسن عملها نفّله ثلاثين درهما، وكانت زيادة الوليد من المشرق [إلى المغرب]
(3)
ستة أساطين، وزاد من الشام الأسطوانة [المربعة]
(4)
التي في القبر الشريف أربعة عشر أسطوانا، منها عشرة في الرحبة، وأربعة في السقائف [الأول]
(5)
التي كانت قبل، وزاد من الأسطوانة التي دون المربعة إلى المشرق أربع أساطين، وأدخلت بيت النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد، وبقي ثلاث أساطين في السقائف، وجعل المسجد في أربع زواياه أربع منارات، وكانت الرابعة مطلة على دار مروان، فلما حج سليمان بن عبد الملك أذّن المؤذن فأطل عليه، فأمر بهدمها فهدمت، وأمر عمر بن العزيز حين بنى المسجد بأسفل الأساطين، فجعل قدر سترة إثنين يصليان إليها وقدر مجلس/اثنين يستندان إليها، ولما صار [عمر]
(6)
إلى جدار القبلة دعى مشائخه من أهل
(1)
من أول الفصل كذا ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 372، والمطري في التعريف ص 85 - 86 واستدرك المطري على قول ابن النجار في طول وعرض المسجد بقوله:«وهذه الذرعة التي ذكرها ابن النجار في عرضه غير صحيحة، على أن ما ذكره في ذرع المسجد وهو المنقول عنه غير صحيح، وذلك أني اعتبرت ذرعته فوجدت طوله من القبلة إلى الشام بعد اعتبار جانبيه كانا سواء مائتين وأربعين ذراعا ونصف ذراع، ووجدت عرضه من جهة القبلة مائة واثنين وستين ذراعا، ومن جهة الشام مائة وتسعة وعشرين ذراعا يزيد مقدمه على مؤخره ثلاثة وثلاثون ذراعا، الجميع بذراع المدينة النبوية، وهو ذراع اليد المتوسطة» .
(2)
ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 372، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 185، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 117).
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط) والدرة الثمينة 2/ 372.
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط) والدرة الثمينة 2/ 372.
المدينة، من قريش، والأنصار، والعرب، والموالي، فقال لهم: احضروا بنيان قبلتكم لا تقولوا غيّر عمر قبلتنا، فجعل لا ينزع حجرا إلا وضع حجرا، وهو أول من أحدث الشرفات والمحراب».
يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: تبنى المدائن والمساجد جما، ومسجد المدينة ليس له شرفات.
وعمل الميازيب من رصاص، ولم يبق منها إلا ميزابان، أحدهما: في موضع الجنائز، والآخر: على الباب الذي يدخل منه أهل السوق - يعني باب عاتكة - وعمل المقصورة من ساج، وجعل للمسجد عشرين بابا، وكان هدمه للمسجد في سنة إحدى وتسعين
(1)
، ومكث في بنائه ثلاث سنين، فلما قدم الوليد بن عبد الملك حاجا
(2)
جعل ينظر إلى البنيان، فقال حين رأى سقف المقصورة: ألا عملت السقف مثل هذا؟ فقال: يا أمير المؤمنين، إذا تعظم النفقة جدا، فقال: وإن كان، وكانت النفقة في ذلك أربعين ألف مثقال، ولما استنفذ الوليد النظر إلى المسجد التفت إلى أبان
(3)
بن عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال: أين بنياننا من بنيانكم؟ فقال أبان: إنا بنيناه بناء المساجد وبنيتموه بناء الكنائس
(4)
.
(1)
يذكر الطبري وابن الجوزي في حوادث سنة 88 هـ: «وفيها أمر الوليد بن عبد الملك بهدم مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهدم بيوت أزواج رسول الله وإدخالها في المسجد» .
انظر: تاريخ الطبري 6/ 436، المنتظم 6/ 283.
(2)
يذكر ابن الجوزي في المنتظم 6/ 300: «بأن الوليد حج في سنة 91 هـ، وتفقد عمارة المسجد النبوي» . وهذا يرجح أن عمر بن عبد العزيز بدأ في عمارة المسجد في سنة 88 هـ، ومكث في بنائه ثلاث سنين إلى أن قدم الوليد حاجا في سنة 91 هـ.
(3)
أبان بن عثمان بن عفان الأموي، روى عن أبيه، وكان ثقة، مات بالمدينة في خلافة يزيد بن عبد الملك.
انظر: ابن سعد: الطبقات 5/ 151 - 153.
(4)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 373، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 118 - 119).
قال الحافظ محب الدين
(1)
: «وخلا في بعض الأيام المسجد، فقال بعض الروم: لأبولنّ على قبر نبيهم، فنهاه أصحابه، فلم يقبل، فلما هم أقتلع، فألقي على رأسه فانتثر دماغه، فأسلم بعض أولئك النصارى، وعمل أحدهم على رأس خمس طاقات من جدار القبلة في صحن المسجد صورة خنزير، فظهر عليه عمر بن عبد العزيز، فأمر به فضربت عنقه، وكان عمل القبط مقدم المسجد، والروم ما خرج من السقف من جوانبه ومؤخره، وأراد عمر بن عبد العزيز أن يعمل على كل باب سلسلة تمنع الدواب [من الدخول]
(2)
فعمل واحدة في باب مروان، ثم بدا له عن البواقي وأقام الحرس فيه يمنعون الناس من الصلاة على الجنائز فيه».
قال الحافظ محب الدين
(3)
: «والسنة من الجنائز باقية إلى يومنا هذا، إلا في حق العلويين، والأمراء، وغيرهم من الأعيان، والباقون يصلى عليهم خلف الحائط الشرقي [في المسجد]
(4)
إذا وقف الإمام على الجنازة كان النبي صلى الله عليه وسلم على يمينه».
قلت: وكذلك الأمر باق إلى هذا التاريخ
(5)
.
(1)
ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 374، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 86، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 119 - 120).
(2)
الاضافة من الدرة فقد نقل عنه المؤلف.
(3)
ورد في الدرة لابن النجار 2/ 374، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 186، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 120).
(4)
الإضافة من الدرة فقد نقل عنه المؤلف.
(5)
قول المؤلف نقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 186، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 120).
والوليد بن عبد الملك: هو الذي بنى مسجد المدينة، ومسجد مكة، ومسجد دمشق
(1)
، والمسجد الأقصى، وقبة الصخرة، وأنفق على مسجد دمشق أحد عشر ألف مثقال ونيفا، وقيل: أنفق عليه خراج الدنيا ثلاث دفعات، وهو أول من نقل إلى مكة أساطين الرخام، مدة خلافته عشرين سنة وتسعة أشهر، توفي بدير مران
(2)
، وحمل إلى دمشق فدفن في مقبرة الفراديس
(3)
، وكان مسجد دمشق للصابئين/ثم صار لليونانيين، ثم صار لليهود، وفي ذلك الزمان قتل يحيى بن زكريا ونصب رأسه على باب حبرون، وعليه نصب رأس الحسين رضي الله عنه ثم غلبت عليه النصارى، ثم غلب عليه المسلمون
(4)
.
الفصل الثاني والعشرون
في ذكر ذيادة المهدي
وذلك أنه لما ولي الخلافة آخر ذي الحجة من سنة ثمان وخمسين ومائة
(5)
، شرع في بناء المسجد الحرام، ومسجد المدينة المشرفة على ما هما
(1)
بنى الوليد بن عبد الملك مسجد دمشق في سنة 88 هـ، واستمرت عمارته تسع سنين.
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 6/ 285 - 287.
(2)
دير مران: بضم أوله، بالقرب من دمشق على تل مشروف على مزارع الزعفران.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 533.
(3)
الفراديس: موضع قرب دمشق، وأهل الشام يسمون الكروم والبساتين الفراديس.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 242.
(4)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 186 - 187، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 120 - 121).
(5)
استخلف المهدي يوم مات المنصور بمكة وقام بأمر البيعة له الربيع بن يونس، وأتاه بالخبر مولاه يوم الثلاثاء لست عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة 158 هـ. انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 5/ 391، ابن الجوزي: المنتظم 8/ 205 - 208.
عليه اليوم
(1)
، وبنى بيت المقدس [وقد كان]
(2)
هدمه الزلازل
(3)
.
وحج في سنة ستين ومائة
(4)
، واستعمل في هذه السنة على المدينة جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس وأمره بالزيادة في المسجد النبوي، وولاه بناءه هو و [عبد الله بن]
(5)
عاصم بن عمر بن عبد العزيز، وعبد الملك بن شبيب الغساني [من أهل الشام،]
(6)
فزادوا في المسجد من جهة الشام إلى منتهاه اليوم، فكانت زيادته مائة ذراع، ولم يزد فيه من الشرق والغرب ولا القبلة شيئا، ثم سد على آل عمر خوختهم التي في دار حفصة، فكثر كلامهم، فصالحهم أن يخفض المقصورة، ثم خفض المقصورة ذراعين وزاد في المسجد لتلك الخوخة ثلاث درجات، وحفر الخوخة حتى صارت تحت أرض المقصورة، وجعل عليها في جدار القبلة شباك حديد فهو عليها اليوم
(7)
.
وكان الذي دخل في المسجد من الدور: دار عبد الرحمن بن عوف، ودار شرحبيل بن حسنة، وبقية دار عبد الله بن مسعود، ودار المسور بن مخرمة الزهري، وفرغ من بنائه سنة خمس وستين ومائة، وكان ابتداؤه من سنة إثنتين وستين ومائة، وعرض منقبة جداري المسجد مما [يلي المغرب]
(8)
ذراعان ينقصان شيئا يسيرا، وعرض منقبته مما يلي المشرق ذراعان وأربع
(1)
شرع المهدي بالزيادة في مسجدي مكة والمدينة في سنة 161 هـ. انظر: ابن الجوزي: المنتظم 8/ 248.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 187، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 121 - 122).
(4)
كما ذكر ابن الجوزي في المنتظم 8/ 238.
(5)
الاضافة للضرورة من الدرة 2/ 374.
(6)
الاضافة للضرورة من الدرة 2/ 374.
(7)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 374 - 375.
(8)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
أصابع، وهو أعرضها لأنه من ناحية السيل
(1)
.
الفصل الثالث والعشرون
في ذكر بلاعات المسجد وستائر صحنه
والسقايات التي كانت فيه
[بلاعات المسجد:]
(2)
قال الحافظ محب الدين
(3)
: «وفي صحن المسجد أربع وستون بلاعة لماء المطر عليها أرحاء، ولها صمائم من حجارة، وكان أبو البختري وهب بن وهب القاضي
(4)
واليا على المدينة لهارون الرشيد، وكشف سقف المسجد في سنة ثلاث وتسعين ومائة، فوجد فيه سبعين خشبة مكسورة فأصلحها، وكان ماء المطر إذا كثر في صحن المسجد يغشى قبلة المسجد، فجعل بين القبلة والصحن لاصقا حجارة من المربعة التي في غربي المسجد إلى المربعة التي في شرقيه التي تلي القبر المقدس تمنع الماء والحصباء [أن تصل إلى الصحن.]
(5)
(1)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 375 وأضاف مشيرا إلى تاريخ عمارة المهدي حيث نقش - كتب - في آخر اللوحة التي كتبها - من قبل - عمر بن عبد العزيز في صحن المسجد ما نسخته: «وكان مبتدأ ما أمر به المهدي محمد أمير المؤمنين أكرمه الله من الزيادة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة اثنتين وستين ومائة، وفرغ منه سنة خمس وستين ومائة» .
(2)
العنوان الفرعي من المحقق لتوضيح عناوين وأجزاء الفصل حسبما أورد المؤلف في عنوان الفصل.
(3)
ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 375، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 188، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 122 - 123).
(4)
وهب بن وهب، أبو البختري القرشي، ولاه الرشيد المدينة وجعل إليه صلاتها وقضاءها وحربها، ثم عزله، وأقام بها إلى أن مات سنة 200 هـ.
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 451 - 457، ابن الجوزي: المنتظم 10/ 89.
(5)
الاضافة للضرورة من الدرة فقد نقل المؤلف عنه.
وأما الستائر التي كانت في صحن المسجد:
فذلك أنه لما قدم أبو جعفر المنصور المدينة سنة أربعين ومائة
(1)
، أمر بستور فستر بها صحن المسجد على عمد لها رؤوس كقريات الفساطيط، وجعلت في الطيقان، فكانت الريح تدخل فيها فلا تزال العمد تسقط على الناس فغيّرها، وأمر بستور أكثف من تلك الستور، وحبال تأتي من جدة تسمى القنبار، وجعلت مشبكة، فكانت تجعل على الناس كل جمعة، فلم تزل حتى خرج
(2)
محمد بن عبد الله بن حسن يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين ومائة، فأمر بها فقطعت/دراريع لمن كان يقاتل معه، فتركت حتى كان زمان هارون، فأخذت هذه الأستار اليوم. ولم يكن يستر بها في زمن بني أمية».
قلت: ثم إنها تركت لما جدد الملك الناصر الرواقين
(3)
.
عن حسين بن مصعب قال: «أدركت كسوة الكعبة يإتى بها المدينة قبل أن تصل إلى مكة، فتنشر على الرضراض في مؤخر المسجد، ثم يخرج بها إلى مكة، وذلك في سنة إحدى وثلاثين - أو اثنتين وثلاثين - ومائة»
(4)
.
قلت: وأما الآن فلا يؤتى بها إلى المدينة، وإنما يؤتى بها صحبة الركب المصري
(5)
.
(1)
حج المنصور في سنة 140 هـ، ثم رجع بعد قضاء الحج إلى المدينة، ثم توجه منها إلى بيت المقدس. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 7/ 503، ابن الجوزي: المنتظم 8/ 27.
(2)
عن خروج محمد بن عبد الله «النفس الزكية» وكيف انتهت ثورته ومقتله يوم الاثنين لأربع عشرة خلت من رمضان سنة 145 هـ.
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 8/ 63 - 68.
(3)
قول المؤلف نقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 188، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 123).
(4)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 376 عن حسين بن مصعب.
(5)
قول المؤلف نقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 188، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 123).
(وأول من كسى البيت أسعد الحميري تبع، وأسعد هذا يسمى: أبا كرب آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث بسبعمائة سنة وقال:
شهدت على أحمد أنه
…
رسول من الله باريء النسم
فلو مد في عمري إلى عمره
…
لكنت وزيرا له وابن عم
حكاه ابن قتيبة
(1)
.
ثم كساها أبو ربيعة بن المغيرة وقريش
(2)
، وأول عربية كست البيت الحرير والديباج: نتيلة بنت جناب أم العباس بن عبد المطلب
(3)
.
وقيل: أول من كساه الديباج يزيد بن معاوية، وقيل: الحجاج، وقيل:
ابن الزبير
(4)
.
وكان لها أربع كساوي في السنة في أيام المأمون
(5)
، ثم صار لها ستة
(1)
الخبر والشعر أورده ابن قتيبة في المعارف ص 60، والماوردي في أعلام النبوة ص 152.
(2)
كانت قريش في الجاهلية ترافد في كسوة الكعبة، فيضربون ذلك على القبائل بقدر احتمالها من عهد قصي بن كلاب حتى نشأ أبو ربيعة بن المغيرة المخزومي، وكان يتجر باليمن فأثرى في المال، فقال لقريش: أنا أكسو وحدي الكعبة سنة وجميع قريش سنة، فكان يفعل ذلك حتى مات، وسمته قريش العدل لأنه عدل بفعله قريش كلها، ويقال لولده بنو العدل.
انظر: الأزرقي: أخبار مكة 1/ 251.
(3)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 465.
(4)
انظر: الأزرقي: أخبار مكة 1/ 253.
(5)
كانت الكعبة تكسى في كل سنة كسوتين، كسوة ديباج، وكسوة قباطي، فأما الديباج فتكساه يوم التروية، وأما القباطي فتكسى يوم سبع وعشرين من شهر رمضان، فلما كانت خلافة المأمون رفع إليه أن الديباج يبلى ويتمزق قبل أن يبلغ الفطر، فأمر بكسوة من ديباج أبيض سنة 206 هـ، ثم رفع إلى المأمون أيضا أن إزار الديباج الأبيض الذي كساها يتمزق أيام الحج، فبعث بفضل إزار ديباج تكساه يوم التروية.
انظر: الأزرقي: أخبار مكة 1/ 255 - 256.
كساوي في زمان المتوكل، سنة أربعين ومائتين
(1)
، ثم صارت واحدة
(2)
(3)
.
وأما السقايات:
(4)
.
قال الحافظ [محب الدين
(5)
: «وأما الآن فليس به سقاية إلا في وسطه، بركة كبيرة مبنية بالآجر والجص والخشب لها درج]
(6)
أربع في جوانبها، والماء ينبع من فوارة في وسطها يأتي من العين الزرقاء، ولا يكون فيها الماء إلا في [أيام]
(7)
الموسم وبقية السنة تكون فارغة بناها بعض أمراء الشام يسمى: شامة».
(1)
رفع إلى المتوكل أن إزار الديباج الأحمر يبلى قبل هلال رجب من مس الناس، فزادها إزارين زيادة على كسوة المأمون، ثم جعل فوقه في كل شهرين إزار، وذلك في سنة 240 هـ.
انظر: الأزرقي: أخبار مكة 1/ 256.
(2)
نظر الحجبة أيام المتوكل، فإذا الإزار الثاني لا يحتاج إليه، فوضع في تابوت الكعبة، وكتبوا إلى المتوكل أن إزارا واحدا من قمصها يجزيها، فصار يبعث بإزاء واحد فيكساه، ثم أمر المتوكل بإزالة القميص القباطي في سنة 243 هـ.
انظر: الأزرقي: أخبار مكة 1/ 256.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 377 وعزاه لابن زبالة، ونقلها عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 189، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 123).
(5)
ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 377.
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
قال الشيخ جمال الدين
(1)
: «وكان يحصل بهذه البركة انتهاك لحرمة المسجد، فسدت لذلك» .
قال الحافظ محب الدين
(2)
: «وعملت الجهمة أم الخليفة الناصر لدين الله في مؤخر المسجد [سنة تسعين وخمسمائة، سقاية فيها عدة من البيوت، وحفرت لها بئرا، وفتحت لها بابا إلى المسجد]
(3)
في الحائط الذي يلي الشام، وهي تفتح في المواسم».
الفصل الرابع والعشرون
في ذكر إحتراق المسجد الشريف
احترق مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليلة الجمعة أول شهر رمضان من سنة أربع وخمسين وستمائة، بعد خروج نار الحرة - المتقدم ذكرها
(4)
- في السنة نفسها، فكتب بذلك إلى الخليفة المستعصم بالله أبي أحمد عبد الله بن المستنصر
(5)
، في الشهر المذكور، فوصل الصناع والآلة في صحبة حجاج العراق، وابتديء فيه بالعمارة من أول سنة خمس وخمسين وستمائة، واستولى الحريق على جميع سقوفه، حتى لم يبق فيه خشبة واحدة، وبقيت السواري قائمة، وذاب رصاص بعضها فسقطت، واحترق سقف الحجرة
(1)
ورد عند المطري في التعريف ص 61، ونقله عنه: النهرواني في تاريخ المدينة (ق 124).
(2)
ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 377، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 189، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 124).
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
وذلك في الفصل الأول من الباب الرابع.
(5)
قام التتار بقتله في يوم الأربعاء رابع عشر صفر سنة 656 هـ.
انظر: الذهبي: العبر 3/ 281، ابن كثير: البداية 13/ 216.
المقدسة، وقال بعضهم:
لم يحترق حرم النبي لحادث
…
يخشى عليه ولا دهاه العار
لكنها أيدي الروافض لامست
…
ذاك الجناب فطهرته النار
(1)
قال الشيخ جمال الدين
(2)
: «ولما ابتدأوا بالعمارة قصدوا إزالة ما وقع من السقوف على القبور المقدسة، فلم يجسروا، ورأوا من الرأي أن يطالعوا الامام المستعصم في ذلك وكتبوا إليه فلم يصل إليهم جواب.
وحصل للخليفة - المذكور - شغل باستيلاء التتر على بلادهم تلك السنة، /فتركوا الردم على ما كان عليه، وأعادوا سقفا فوقه رؤوس السواري التي حول الحجرة الشريفة، فإن الحائط الذي بناه عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه حول بيت النبي صلى الله عليه وسلم، بين هذه السواري التي حول النبي صلى الله عليه وسلم، لم يبلغ به السقف الأعلى، بل جعلوا فوق الحائط وبين السواري إلى السقف شباكا من خشب يظهر لمن تأمله من تحت الكسوة التي على الحائط على دوران الحائط جميعه، لأنه أعيد بعد الإحتراق على ما كان عليه قبل ذلك، وسقفوا في هذه السنة - وهي سنة خمس وخمسين وستمائة - الحجرة الشريفة وما حولها إلى الحائط القبلي إلى الحائط الشرقي إلى باب جبريل عليه السلام المعروف قديما بباب عثمان رضي الله عنه، ومن جهة المغرب الروضة الشريفة جميعها إلى المنبر المنيف، ثم دخلت سنة ست وخمسين وستمائة، فكان في
(1)
خبر إحتراق المسجد النبوي وما قيل فيه من شعر كذا ورد عند المطري في التعريف ص 31، وراجع خبر الحريق في: العبر للذهبي 3/ 272، البداية لابن كثير 13/ 205، تحقيق النصرة للمراغي ص 68، تاريخ مكة لابن الضياء ص 189، وفاء الوفا للسمهودي ص 151.
(2)
ورد عند المطري في التعريف ص 31، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 193، النهرواني: تاريخ المدينة (ق 131).
المحرم منها واقعة بغداد وقتل الخليفة المذكور
(1)
، ووصلت الآلة من مصر، وكان المتولي بها تلك السنة: الملك المنصور علي بن الملك المعز أيبك الصالحي
(2)
، فأرسل الآلات والأخشاب، فعملوا إلى باب السلام المعروف قديما بباب مروان بن الحكم، ثم عزل صاحب مصر المذكور، وتولى مكانه مملوك أبيه: المظفر سيف الدين قطز المعزي
(3)
، واسمه الحقيقي: محمود بن ممدود، أمه أخت السلطان جلال الدين خوارزم شاه، وأبوه ابن عمه، وقع عليه السبي عند غلبة التتر، فبيع بدمشق، ثم انتقل بالبيع إلى مصر، وتملك سنة ثمان وخمسين وستمائة، وفي شهر رمضان - من السنة المذكورة - كانت وقعة عين جالوت
(4)
على يده، ثم قتل بعد الوقعة بشهر وهو داخل إلى مصر
(5)
،
(1)
وهو المستعصم بالله يوم الأربعاء 14 صفر سنة 656 هـ.
انظر: الذهبي: العبر 3/ 281، ابن كثير: البداية 13/ 271.
(2)
بعد مقتل أيبك الصالحي في ربيع الأول سنة 655 هـ بايع الأمراء ولده نور الدين علي بن أيبك، ولقبوه الملك المنصور، وكان مدبر مملكته مملوك أبيه سيف الدين قطز.
انظر: الذهبي: العبر 3/ 274، ابن كثير: البداية 13/ 208.
(3)
في سنة 657 هـ قبض الأمير سيف الدين قطز على ابن استاذه نور الدين علي، وذلك في غيبة أكثر الأمراء.
انظر: ابن كثير: البداية 13/ 229.
(4)
في صفر سنة 658 هـ قصد التتار بلاد الشام بقيادة هولاكو، واستولوا على حلب، وغدروا بأهلها وقتلوهم، ثم هجموا على دمشق في آخر صفر وخربوها، ولما علم سيف الدين قطز صاحب مصر ما فعله التتار بالشام تحرك بقواته وهزم التتار في رمضان في موقعة عين جالوت، حيث نصر الله الإسلام يوم الجمعة 25 من رمضان، فكانت النصرة ولله الحمد للإسلام وأهله. انظر: الذهبي: العبر 3/ 287 - 288، ابن كثير: البداية 13/ 233 - 235. وعين جالوت: بلدة لطيفة بين بيسان ونابلس من أعمال فلسطين.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 177.
(5)
لما كسر المظفر قطز عساكر التتار في عين جالوت دخل دمشق في أبهة عظيمة، وفرح الناس به فرحا شديدا، ثم حدثت وحشة بينه وبين ركن الدين بيبرس انتهت بقتل الأمراء لقطز لما كان عائدا إلى مصر في الصالحية أواخر ذي القعدة سنة 658 هـ.
انظر: الذهبي: العبر 3/ 291، ابن كثير: البداية 13/ 235 - 236.
فكان العمل في المسجد الشريف - تلك السنة - من باب السلام إلى باب الرحمة المعروف قديما بباب عاتكة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية كانت لها دارا تقابل الباب فنسب إليها كما نسب باب عثمان، وباب مروان، ومن باب جبريل إلى باب النساء المعروف قديما بباب ريطة ابنة أبي العباس السفاح، وتولى مصر من تلك السنة: الملك الظاهر ركن الدين بيبرس الصالحي، المعروف بالبندقداري، فعمل في أيامه في المسجد الشريف من باب الرحمة إلى شمالي المسجد، ثم إلى باب النساء، وكمل سقف المسجد كما كان قبل الحريق سقفا فوق سقف، ولم يزل على ذلك حتى جدد السقف الشرقي والسقف الغربي في سنة خمس أو ست وسبعمائة في أول دولة السلطان الملك الناصر محمد ابن قلاوون، فجعل سقفا واحدا يشبه السقف الشمالي، فإنه جعل في عمارة الملك الظاهر كذلك».
الفصل الخامس والعشرون
في ذكر الخوخ والأبواب
التي كانت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ذكر خوخ المسجد:]
(1)
قال الشيخ جمال الدين
(2)
: «اعلم أن الخوخة التي تحت الأرض ولها شباك في القبلة وطابق مقفل يفتح أيام الحاج، هي طريق/آل عبد الله بن
(1)
العنوان الفرعي من المحقق لتوضيح عناوين أجزاء الفصل حسبما أورد المؤلف في عنوان الفصل.
(2)
ورد عند المطري في التعريف ص 37، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 194، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 134).
عمر رضي الله عنهم إلى دارهم التي تسمى اليوم: دار العشرة، وإنما هي دار عبد الله بن عمر رضي الله عنهم، وكان بيت حفصة رضي الله عنها، قد صار إلى آل عبد الله بن عمر رضي الله عنهم، فلما أدخل عمر بن عبد العزيز بيت حفصة في المسجد، جعل لهم طريقا في المسجد، وفتح لهم باب الحائط القبلي يدخلون منه إلى المسجد، ولم يزل كذلك حتى عمل المهدي بن المنصور المقصورة على الرواقين القبلي، فسد الباب وجعل لهم عليه شباك حديد، وحفر لهم تحت الأرض طريقا تخرج إلى خارج المقصورة، فهي الموجودة اليوم، وهي إلى الآن بيد آل عبد الله بن عمر رضي الله عنهم، وأما خوخة أبي بكر رضي الله عنه:
فإن باب أبي بكر كان في غربي المسجد، ونقل: أيضا أنه كان قريبا من المنبر، ولما زادوا في المسجد إلى حده من المغرب، نقلوا الخوخة وجعلوها في مثل مكانها الأول، كما نقل باب عثمان رضي الله عنه إلى موضعه».
وقال الشيخ جمال الدين
(1)
وأما أبواب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فذلك أنه لما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مسجده أولا جعل له ثلاثة أبواب: باب في مؤخره، وباب عاتكة في غربيه وهو باب الرحمة، والباب الذي كان يدخل منه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو باب عثمان رضي الله عنه، المعروف اليوم بباب جبريل
(2)
.
(1)
ورد عند المطري في التعريف ص 37، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 195، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 135).
(2)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 38، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 195، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 135).
قال الحافظ محب الدين
(1)
قال الشيخ جمال الدين
(2)
: «فلما بنى الوليد بن عبد الملك المسجد ووسعه جعل له عشرين بابا، ثمانية جهة المشرق في الحائط القبلي:
الأول باب النبي صلى الله عليه وسلم: سمي بذلك لمقابلته بيت النبي صلى الله عليه وسلم، لا لأنه دخل منه عليه السلام، وقد سد عند تجديد الحائط، وجعل منه شباك يقف الإنسان عليه من خارج المسجد، فيرى حجرة النبي صلى الله عليه وسلم.
الثاني باب علي رضي الله عنه: كان يقابل بيته خلف بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وقد سد أيضا عند تجديد الحائط.
الثالث باب عثمان رضي الله عنه: نقل عند بناء الحائط الشرقي قبالة الباب الأول، الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل منه، وهو باب جبريل، وهو مقابل لدار عثمان رضي الله عنه، ثم اشترى عثمان رضي الله عنه دارا حولها إلى القبلة والشرق وشمالها الطريق إلى باب جبريل إلى باب المدينة الأول من عمل جمال الدين الأصبهاني، ومنه يخرج إلى البقيع، فالذي يقابل باب جبريل عليه السلام منها اليوم رباط أنشأه جمال الدين محمد بن علي بن منصور الأصبهاني، وزير بني زنكي، وأوقفه على فقراء العجم/وجعل له فيها مشهدا فلما توفي حملوه إلى المدينة ودفن فيه، وكان قد جدد أماكن كثيرة بمكة والمدينة، منها: باب إبراهيم بمكة وزيادته واسمه مكتوب على الباب
(1)
ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 378، ونقله عنه: المطري في التعريف ص 38، والمراغي في تحقيق النصرة ص 75.
(2)
ورد عند المطري في التعريف ص 38 - 39، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 195، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 135).
وتاريخه من سنة ست وأربعين وخمسمائة، ومنها: المنابر بمكة التي بالمسجد الحرام وعليها اسمه، وكان أولا قد جدد باب الكعبة، وأخذ الباب العتيق وحمله إلى بلده، وعمل [منه لنفسه]
(1)
تابوتا حمل فيه بعد موته إلى المدينة الشريفة، مات مسجونا بقلعة الموصل سنة تسع وخمسين وخمسمائة، وحمل إلى مكة، ثم إلى المدينة، وقيل في ذلك:
سرى نعشه فوق الركاب وطال
…
ما سرى جوده فوق الركاب ونائله
يمر على الوادي فتثنى رماله
…
عليه وبالنادي فتثنى أرامله
وهو الذي بنى سور المدينة الثاني بعد السور الأول القديم
(2)
، وعمل له أبوابا من حديد، ولكنه كان على ما حول المسجد، فلما كثر الناس بالمدينة، ووصل السلطان الملك العادل نور الدين الشهيد محمود بن زنكي بن آق سنقر ملك الشام، إلى المدينة لأمر حدث بها - يأتي ذكره في آخر الباب
(3)
- أمر ببناء هذا السور الموجود اليوم».
وبلغنا أن الميت إذا دخل به في قرية وقع بها الغلاء، والنقل حرام على المذهب الصحيح، وقيل: مكروه، قال الشافعي: إلا أن يكون بقرب مكة أو المدينة أو بيت المقدس فينقل إليها، وقد ورد في الحديث أن لله ملائكة نقالين
(4)
.
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط) ومن التعريف ص 39 فقد نقل عنه المؤلف.
(2)
يأتي ذكر السور القديم في الفصل السابع والعشرون من الباب السادس.
(3)
يأتي ذكره في الفصل السابع والعشرون من الباب السادس.
(4)
ذكره العجلوني في كشف الخفاء 1/ 293 وقال: لم أقف عليه، وذكره الفتني في تذكرة الموضوعات ص 109 ونقل قول السخاوي في المقاصد «لم أقف عليه» ثم قال:«لكن نقل عن الأجلة في المنام أنهم نقلوا» . قلت: ومثل هذا لا يعتمد في هذا الموضوع.
وفي قبلة الرباط المذكور
(1)
من دار عثمان، تربة اشترى عرصتها أسد الدين شيركوه بن شادي، عم السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف، وعملها تربة نقل إليها هو وأخوه نجم الدين أيوب بعد موتهما، ودفنا بها، توفي أسد الدين شهيدا بخانوق كان يعتريه سنة أربع وستين وخمسمائة بالقاهرة
(2)
.
الرابع
(3)
باب ريطة: وريطة الملاءة، بها سميت المرأة، ويعرف بباب النساء، وفي أعلاه من خارج لوح من الفسيفساء مكتوب آية الكرسي من بقية البنيان القديم الذي بناه عمر بن عبد العزيز، ودار ريطة المقابلة لها كانت دارا لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، ونقل أنه توفى بها، وهي الآن مدرسة للحنفية، بناها يازكوج، أحد أمراء الشام، وتعرف باليازكوجية، وعمل له فيها مشهدا نقل إليه من الشام بعد موته، والطريق إلى البقيع بينها وبين دار عثمان رضي الله عنه، والطريق سبعة أذرع. قاله ابن زبالة
(4)
.
(1)
الرباط المذكور هو رباط جمال الدين محمد بن علي الأصبهاني. ذكره المؤلف من قبل في الفصل الخامس والعشرون من الباب السادس.
(2)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 39، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 196، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 137).
وأسد الدين شير كوه بن شادي الملك المنصور، توفى شهيدا بالقاهرة بخانوق عظيم قتله فجأة في 22 من جمادى الآخرة سنة 564 هـ، ثم نقل إلى المدينة المنورة سنة 579 هـ فدفن بها. انظر: الذهبي: العبر 3/ 43، ابن كثير: البداية 12/ 259، ابن تغري: النجوم 5/ 382.
ونجم الدين أيوب بن شادي. والد الملوك وأخو أسد الدين شير كوه، مات في ذي الحجة سنة 568 هـ دفن عند أخيه، ثم نقلا إلى المدينة المنورة فدفن بها مع أخيه أسد الدين في قبر واحد. انظر: الذهبي: العبر 3/ 54، ابن تغري: النجوم 6/ 67.
(3)
المؤلف يتابع الحديث عن أبواب المسجد التي أنشأها الوليد بن عبد الملك تحت رعاية واليه على المدينة المنورة عمر بن عبد العزيز.
(4)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 39 وعزاه لابن زبالة، والمراغي في تحقيق النصرة ص 76، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 197، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 137).
قال الشيخ جمال الدين
(1)
الخامس باب يقابل دار أسماء ابنة الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس: وكانت لجبلة بن عدي الساعدي الأنصاري، ثم صارت لسعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان، ثم صارت لأسماء، وقد سد هذا الباب عند تجديد [الحائط]
(2)
الشرقي في أيام الناصر لدين الله سنة تسع وثمانين وخمسمائة، ودار أسماء - المذكورة - هي اليوم [رباط]
(3)
/للنساء
(4)
.
السادس باب يقابل دار خالد بن الوليد: وقد دخل في بناء المذكور، ودار خالد الآن رباط للرجال، ومعها من جهة الشمال دار عمرو بن العاص، والرباطان المذكوران، بناهما قاضي القضاة كمال الدين أبو الفضل محمد ابن عبد الله بن القاسم الشهرزوري
(5)
.
السابع باب يقابل زقاق المناصع: بين دار عمرو بن العاص، ودار موسى بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، والزقاق اليوم ينفذ إلى دار الحسن بن علي العسكري رحمه الله، وكان الزقاق نافذا إلى المناصع خارجا عن المدينة، وهو متبرز للنساء بالليل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودار موسى بن إبراهيم المخزومي اليوم رباط للرجال، أنشأه القاضي الفاضل محي الدين عبد الرحيم بن علي بن الحسن اللخمي البيسائي، ثم العسقلاني، ودخل هذا الباب في الحائط أيضا
(6)
.
(1)
ورد عند المطري في التعريف ص 39.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 39، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 138).
(5)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 39، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 138).
(6)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 39، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 197، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 138).
الثامن باب كان يقابل أبيات الصوافي: دورا كانت بين موسى بن إبراهيم وبين عبد الله بن الحسين الأصغر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي رضي الله عنهم ودخل في الحائط أيضا، وموضع هذه الدور اليوم دار اشتراها الشيخ صفي الدين أبو بكر بن أحمد السلامي، وأوقفها على قرابته السلاميين
(1)
.
وفي شمال المسجد الشريف أربعة أبواب سدت أيضا عند تجديد الحائط الشمالي، وليس في شمالي المسجد إلا باب سقاية عمرتها أم الإمام الناصر لدين الله للوضوء في سنة تسعين وخمسمائة
(2)
. - كما تقدم -.
ومما يلي المغرب ثمانية أبواب، منها بابان مسدودان، وبقية باب ثالث سد وبقيت منه قطعة، ودخل باقيه عند تجديد الحائط من باب عاتكة إليه، ثم باب عاتكة بنت عبد الله بن يزيد، وهو باب الرحمة، وكان يقابل دار عاتكة، ثم صارت الدار بعدها ليحيى بن خالد بن برمك وزير الرشيد، وبابان سدا أيضا عند تجديد الحائط ما بين باب عاتكة هذا وخوخة أبي بكر رضي الله عنه، ثم خوخة أبي بكر رضي الله عنه، وقد تقدم ذكرها
(3)
، ثم الباب الثامن باب مروان بن الحكم، وكانت داره تقابله من المغرب ومن القبلة، ويعرف الآن بباب السلام وباب الخشوع، ولم يكن في القبلة ولا إلى اليوم باب إلا خوخة آل عمر المتقدم ذكرها
(4)
، وخوخة كانت لمروان عند داره في ركن المسجد الغربي
(5)
.
(1)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 40، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 198، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 139).
(2)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 40، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 198، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 139).
(3)
وذلك في بداية الفصل الخامس والعشرون من الباب السادس.
(4)
وذلك في بداية الفصل الخامس والعشرون من الباب السادس.
(5)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 40، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 198، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 139).
قال الشيخ جمال الدين
(1)
(2)
.
الفصل السادس والعشرون
في ذكر ذرع المسجد اليوم، وعدد أساطينه وطيقانه،
وذكر حدود المسجد القديم
[ذرع المسجد اليوم:]
(3)
اعلم أن طول المسجد اليوم - بعد الزيادات كلها - من قبلته إلى الشام:
مائتا ذراع وأربع وخمسون ذراعا وأربع أصابع، وعرضه من مقدمه من المشرق إلى المغرب: مائة ذراع وسبعون ذراعا شافة، وعرضه من مؤخره:
مائة ذراع وخمسة وثلاثون ذراعا، [وطول رحبته من القبلة إلى الشام: مائة ذراع وتسع وخمسون ذراعا]
(4)
وثلاثة أصابع، وذلك قبل زيادة الرواقات، ومن شرقيه/إلى غربيه: سبع وتسعون ذراعا راجحة، وطول المسجد
(1)
ورد عند المطري في التعريف ص 40، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 198، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 140).
(2)
هذا عن الأبواب التي أحدثها الخليفة الوليد بن عبد الملك في عمارته للمسجد النبوي، وقد ذكر الأبواب بعد زيادة الخليفة محمد المهدي ابن النجار في الدرة 2/ 377.
(3)
العنوان من المحقق لتوضيح الأجزاء الفرعية من عناوين الفصل حسبما أورد المؤلف في لوحة عنوان الفصل.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
في السماء: خمسة وعشرون ذراعا
(1)
.
قال الحافظ محب الدين
(2)
وذكر الشيخ جمال الدين
(3)
وأما الطيقان:
ففي القبلة أحد عشر، وفي الشام مثلها، وفي المشرق والمغرب تسعة عشر بين كل طاقتين أسطوان
(4)
.
وأما الأساطين:
غير التي في الطيقان: ففي القبلة: ثمان وستون اسطوانة، منها في القبر المقدس أربعة، وفي الشام: مثلها، و [في]
(5)
المشرق: أربعون، منها إثنتان في الحجرة المعظمة، وفي المغرب: ستون اسطوانة وبين كل اسطوانتين تسعة أذرع، وذلك قبل زيادة الرواقات، [وليس على رؤس السواري أقواس، بل عوارض غير الدائر بالرحبة، والرواقان]
(6)
اللذان زيدا في دولة الملك الناصر
(7)
.
(1)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 377، والمطري في التعريف ص 33 - 34، ونقله عن المؤلف: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 198، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 141).
(2)
ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 377.
(3)
ورد عند المطري في التعريف ص 34.
(4)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 377.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(7)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 377.
وأما حدود مسجد [سيدنا]
(1)
رسول الله صلى الله عليه وسلم القديم المشار إليه
أولا:
فذكر الحافظ محب الدين
(2)
قال الشيخ جمال الدين
(3)
ثم قال رحمه الله
(4)
: «وفي صحن المسجد اليوم حجران، يذكر أنهما حد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشام والمغرب، ولكنهما ليسا على سمت المنبر
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 378، ونقله عنه: المطري في التعريف ص 33، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 199، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 142).
(3)
ورد عند المطري في التعريف ص 33، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 199، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 142).
(4)
ورد عند المطري في التعريف ص 33، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 199، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 142).
الشريف، بل هما داخلان إلى جهة الشرق بمقدار أربعة أذرع أو أقل متقدمان إلى القبلة بمثل ذلك، لأني اعتبرت ذلك بالذراع، فوجدتهما ليسا على حد ذرعة المسجد الأول والله أعلم».
وقال الحارث بن أسد المحاسبي
(1)
: «حد المسجد الأول ست أساطين في عرضه عن يمين المنبر إلى القناديل التي حذاء الخوخة، وثلاث سواري عن يساره من ناحية المنحرف، ومنتهى طوله من قبلته إلى مؤخره حذاء تمام الرابع من طيقان المسجد اليوم، وما زاد على ذلك فهو خارج عن المسجد الأول. قال
(2)
: وقد/روى عن مالك أنه قال: مؤخر المسجد بحذاء عضادة الباب الثاني من الباب الذي يقال له: باب عثمان، وهو باب النبي صلى الله عليه وسلم، أعني العضادة الآخرة السفلى، وهو أربع طيقان من المسجد ما قصر حتى يصير في الروضة ما بين القبر والمنبر، فما كان منها من الأسطوانة السادسة التي حددت لك عن يمين المنبر، فليس من المسجد الأول، إنما كان من حجرة عائشة رضي الله عنها، فوسع به المسجد، وهو من الروضة وتدنو من ناحية المنبر على يمينك حذاء الصندوق الموضوع هناك إلى المنبر»
(3)
.
يروى أنه من وقف حذاء ذلك الصندوق، وجعل عمود المنبر حذاب منكبيه الأيمن، فقد وقف موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يقوم فيه
(4)
.
(1)
الحارث بن أسد، أبو عبد الله المحاسبي، حدث عن يزيد بن هارون، وكان الامام أحمد بن حنبل ينكر عليه خوضه في الكلام ت سنة 243 هـ.
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 8/ 211، ابن الجوزي: المنتظم 11/ 308.
(2)
أي المحاسبي كما ورد عند السمهودي في وفاء الوفا ص 353.
(3)
كذا ورد عند السمهودي في وفاء الوفا ص 353 نقلا عن المرجاني - أي المؤلف - وقال: «ثم ظفرت في كلام المرجاني نقلا عن المحاسبي بما يوافق كلامه، فهو العمدة عندي» .
(4)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 200، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 144).
وفي رحبة المسجد مقدار ثلاثة عشر نخلة، وعلى جانبها بئر، وعلى جانبها الغربي قبة حاصل المسجد الشريف، أنشأها الملك الناصر، وبهذه القبة المصحف العثماني
(1)
.
اعلم أن أول من جمع القرآن بين اللوحين أبو بكر رضي الله عنه، ثم إنه أمر زيد بن ثابت بجمع القرآن، وذلك بعد أيام اليمامة، فلما جمعه زيد كان عند حفصة، فأرسل عثمان إلى حفصة: أرسلي إلينا بالمصحف، فننسخها بالمصاحف، ثم جمع زيدا، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وابن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام رضي الله عنهم وأمرهم بنسخها في مصحف، ففعلوا، ثم ردّ عثمان المصحف إلى حفصة، وقيل: أحرقها
(2)
، وقيل: جعل منها أربع نسخ، فبعث إحداهن إلى الكوفة وإلى البصرة أخرى وإلى الشام الثالث وأمسك عند نفسه واحدة، فهي التي بالمدينة، وقيل: جعل سبع نسخ، ووجه من ذلك أيضا نسخة إلى مكة، ونسخة إلى اليمن، ونسخة إلى البحرين، والأول أصح
(3)
.
قلت: «وبمكة الآن منهن نسخة رأيتها في سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، وذكروا أنها كانت عليها شبكة من لؤلؤ فيما تقدم، وكان أهل مكة يستسقون بها، وكانت في جوف الكعبة، وهي في مقدار [قطع]
(4)
ذراع في ذراع»
(5)
.
(1)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 201، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 145).
(2)
الصواب أن المصحف الذي جمعه الصديق وحفظ عند حفصة وبقي إلى أن استنسخ منه عثمان المصاحف ورده إليها بقي عند حفصة إلى أن طلبه منها مروان فأبت دفعه إليه فلما ماتت طلبه فأحضر فغسله وأحرقه فسئل عن السبب فقال: خشيت أن يرتاب في مصاحف عثمان مرتاب.
(3)
انظر: ابن شبة: تاريخ المدينة 3/ 991 - 992، المحب الطبري: الرياض 1/ 144،2/ 135، ابن الضياء: تاريخ مكة ص 200، النهرواني: تاريخ المدينة (ق 145).
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
قول المؤلف نقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 202، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 146).
وأول من ضبط القرآن بالنقط من التابعين، أبو الأسود الدؤلي، وقال للذي يمسك المصحف: إذا فتحت فاك: فاجعل نقطة تحت الحرف، وإذا ضممت فاك: فاجعل نقطة أمام الحرف، فإن اتبعت شيء من هذه الحركات غنة: فاجعل نقطتين
(1)
.
وقيل: أول من فعل ذلك نصر بن عاصم الليثي
(2)
، وأنه الذي خمسها وعشرها
(3)
.
وقيل: أول من نقطها يحيى بن يعمر
(4)
، والخليل بن أحمد هو الذي جعل الهمز والتشديد والروم والإشمام
(5)
.
ويروى عن ابن الكاتب الصوفي أنه كان يختم أربعا بالليل وأربعا بالنهار.
قال النووي: وهذا أكثر ما بلغنا في اليوم والليلة، فما زاد فهو كرامة.
وروى الشيخ عبد الله اليافعي عن سيدنا نجم الدين الأصبهاني، أنه
(1)
انظر: القفطي: انباه الرواة 1/ 14، ابن الجوزي: المدهش ص 46، والمنتظم 6/ 96 - 97.
(2)
نصر بن عاصم الليثي البصري المقريء النحوي، أخذ عن أبي الأسود الدؤلي، وكان أحد القراء، أخذ عنه أبو عمرو بن العلاء، ويقال أنه الذي خمس وعشر اللغة.
انظر: القفطي: انباه الرواة 3/ 343 - 344، ياقوت: معجم الأدباء 19/ 224.
(3)
انظر: القفطي: انباه الرواة 3/ 344.
(4)
يحيى بن يعمر العدواني، أبو سليمان النحوي، أحد قراء البصرة، وكان لابن سيرين مصحف منقوط نقطه يحيى، مات بخراسان سنة 129 هـ.
انظر: القفطي: انباه الرواة 4/ 18 - 21، ياقوت: معجم الأدباء 20/ 42، السيوطي: المزهر 2/ 398.
(5)
الخليل بن أحمد، أبو عبد الرحمن الفراهيدي الأزدي، نحوي ولغوي، استنبط علم العروض وعلله، وله كتاب النقط، وجعل الهمز والتشديد، ت 175 هـ.
انظر: القفطي: انباه الرواة 1/ 341، السيوطي: المزهر 2/ 401.
رأى إنسانا من أهل اليمن في الطواف ختم القرآن في شوط
(1)
، أو في سبع مرات - شك سيدنا عبد الله.
سمعت والدي رحمه الله يقول: سمعت الشيخ نجم الدين الأصبهاني يقول: رأيت شخصا من أهل اليمن ختم سبع ختمات في أسبوع واحد وأنا أسمع. قال: وقال لي سيدي نجم الدين: حدّ ساعة فلكية وأجلس عنده يقرأ عليك سبع ختمات، وكان هذا الشخص ساكنا برباط السدرة، قيل: إنه كما يطوي المكان لهم يطوى الزمان، وكذا تطوى ويذهب جرمها تحت الأنوار الواردة عليهم
(2)
.
(1)
العقل السليم يحيل إمكان قراءة القرآن كله بأقصى سرعة مع تحريك اللسان والشفتين في أقل من نصف يوم، وقد كره الفقهاء الإسراع بقراءة القرآن لما أخرجه أحمد في المسند عن ابن عمرو 2/ 164 عن النبي صلى الله عليه وسلم: من قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقهه.
قلت: والكرامة والفضل في تمام الاتباع لا في أمر خلافه.
(2)
وهذا لا يحتج به عند أهل العلم، لأنه لا دليل عليه من الكتاب والسنة.
والآن حين أثبت لك بيان ما وضعناه من تكوين الحرم النبوي، على ساكنه أفضل الصلاة والسلام
(1)
./
|
تكوين الحرم النبوي الشريف./
(1)
يلاحظ أن تكوينات الحرم النبوي المرسومة هنا تطابق ما ذكره المؤلف فيما سبق من حديث عن المسجد النبوي.
الفصل السابع والعشرون
في ذكر أسوار المدينة الشريفة
السور الأول:
نقل قاضي القضاة شمس الدين بن خلكان
(1)
: أن هذا السور القديم بناه عضد الدولة ابن بويه المسمى بالحسن بن كوسى، بعد الستين وثلثمائة في خلافة الإمام الطائع لله بن المطيع، ثم تهدم على طول الزمان، ولم يبق إلا آثاره، وهي باقية إلى الآن
(2)
.
السور الثاني:
هو الذي بناه جمال الدين محمد بن علي بن أبي منصور الأصبهاني، وذلك على رأس الأربعين وخمسمائة
(3)
. وقد تقدم ذكره
(4)
.
عضد الدولة: أول من تسمى في الإسلام بشاه شاه، كان من الدواهي، طلب حساب دخله في أيامه في السنة، فإذا هي ثلثمائة ألف ألف وعشرين ألف ألف درهم، فقال: أريد أن تبلغ به ثلثمائة ألف ألف وستين ألف ألف درهم ليكون دخلنا في كل يوم ألف ألف درهم، وكان يرتفع له في كل عام بعد إخراج ما لا بد منه، اثنان وثلاثون ألف ألف دينار ومائتي ألف دينار، وكان له كرمان،
(1)
أحمد بن محمد، أبو العباس شمس الدين بن خلكان البرمكي الإربلي الشافعي، قاضي القضاة، كان بصيرا بالعربية وأيام الناس ت 681 هـ.
انظر: الذهبي: العبر 3/ 347، ابن كثير: البداية 13/ 301، ابن تغري: النجوم 7/ 356.
(2)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 76 نقلا عن ابن خلكان، والمراغي في تحقيق النصرة ص 146، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 202، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 147).
(3)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 76، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 202، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 202).
(4)
تقدم ذلك في الفصل الخامس والعشرون من الباب السادس.
وفارس، وعمان، وخوزستان، والعراق، والموصل، وديار بكر، وحران، ومنبج، توفي سنة اثنتين وسبعين وثلثمائة
(1)
، وتولى بعده: فخر الدولة ابن ركن الدين بن بويه، ترك ألفي ألف دينار وثمانمائة ألف دينار وخمسة وسبعون ألف دينار وكسر، وكان في خزانته من الجواهر، والياقوت، واللؤلؤ، والبلحش، والماس أربعة عشر ألف وخمسمائة وعشرون قطعة، قيمتها ثلاثة آلاف ألف دينار، ومن الأواني ما قيمتها ألف ألف دينار، ومن أواني الفضة ما قيمته ثلاثة آلاف ألف، ومن الثياب ثلاثة آلاف حمل، وخزانة السلاح ألف حمل، وخزانة الفرش ألف وخمسمائة حمل، توفي بالري سنة سبع وثمانين وثلثمائة
(2)
. وكان أبوه ركن الدولة صيادا يصيد السمك.
السور الثالث:
بناه السلطان الملك العادل، وذلك أن المدينة [الشريفة]
(3)
ضاقت بأهلها، فلما قدم السلطان المذكور في سنة سبع وخمسين وخمسمائة إلى المدينة بسبب رؤيا رآها، استغاث به أهل المدينة، وطلبوا أن يبني عليهم سورا يحفظهم، ويحفظ مواشيهم، فأمر ببناء هذا السور الموجود اليوم، فبني في سنة ثمان وخمسين وخمسمائة، وكتب اسمه على باب البقيع، وهو باق إلى اليوم
(4)
.
(1)
انظر: ابن خلكان: وفيات الأعيان 4/ 50 - 54، الذهبي: العبر 2/ 139، ابن العماد: شذرات الذهب 3/ 78.
(2)
كان فخر الدين علي بن ركن الدولة الحسن بن بويه الديلمي سلطانا على الري وبلاد الجبل ت 387 هـ.
انظر: ابن كثير: البداية 11/ 322، ابن تغري: النجوم 4/ 197، ابن العماد: شذرات الذهب 3/ 124.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 76، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 202، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 147).
وكان ما رأى على ما حكاه المطري وغيره
(1)
: «أن السلطان محمود، رأى النبي صلى الله عليه وسلم، ثلاث مرات في ليلة واحدة، وهو يقول له في كل واحدة منها:
يا محمود، انقذني من هذين الشخصين الأشقرين تجاهه، فاستحضر وزيره قبل الصبح، فذكر له ذلك، فقال له: هذا أمر حدث بالمدينة ليس له غيرك، فتجهز وخرج على عجل بمقدار ألف راحلة، وما يتبعها من خيله وغير ذلك، حتى دخل المدينة الشريفة على غفلة من أهلها [والوزير معه]
(2)
وزار وجلس في المسجد لا يدري ما يصنع، فقال له وزيره: أتعرف الشخصين إذا رأيتهما؟ قال: نعم، فأمر بالصدقة، وطلب الناس عامة/وفرق عليهم ذهبا وفضة، وقال: لا يبقين أحد بالمدينة إلا جاء، فلم يبق إلا رجلين مهاجرين من أهل الأندلس نازلين في الناصية التي [تلي]
(3)
قبلة حجرة النبي صلى الله عليه وسلم، من خارج المسجد عند دار آل عمر بن الخطاب رضي الله عنهم فطلبهما للصدقة، فامتنعا فجدّ في طلبهما فجيء بهما، فلما رآهما قال: هما هذان، فسألهما عن حالهما، فقالا: جئنا للمجاورة، فقال: أصدقاني وتكرر السؤال، حتى أفضى إلى معاقبتهما، فأقرا أنهما من النصارى، وأنهما وصلا لكي ينقلان من في هذه الحجرة المقدسة باتفاق من ملوكهم، ووجدوهما قد حفرا نقبا من تحت الأرض، من تحت حائط المسجد القبلي، وهما قاصدان إلى جهة الحجرة الشريفة ويجعلان من التراب في بئر عندهما في البيت الذي هما فيه،
(1)
الخبر أورده المطري في التعريف ص 76 - 77، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 202، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 147 - 149)، وابن العماد في شذرات الذهب 4/ 230 - 231، ولم يذكر المطري عمل الخندق حول الحجرة الشريفة وسبك الرصاص به، وأورد السمهودي في وفاء الوفا ص 648 - 654 الخبر مفصلا.
وقد شكك أحد الباحثين - في بحث نشر بجريدة المدينة 7/ 1417/3 هـ ملحق التراث - في صحة هذه القصة، وأن بها اضطرابا في متنها وأفكارها.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط) والتعريف.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط) والتعريف.
فضرب أعناقهما عند الشباك الذي في شرقي حجرة النبي صلى الله عليه وسلم، خارج المسجد، ثم أحرقا آخر النهار، وركب وتوجه إلى الشام».
الملك العادل نور الدين الشهيد محمود بن زنكي آق سنقر، توفي بدمشق، ودفن بها بسوق الخواصين
(1)
.
(1)
السلطان نور الدين الملك العادل، أبو القاسم محمود بن آق سنقر التركي، كان عادلا دينا مجاهدا متواضعا، مات شهيدا بعلة الخوانيق حادي عشر شوال سنة 569 هـ.
انظر: الذهبي: العبر 3/ 58، ابن كثير: البداية 12/ 277 - 286، ابن تغري: النجوم 6/ 73، ابن العماد: شذرات الذهب 4/ 228.
الباب السابع
في ذكر المساجد التي صلى النبي صلى الله عليه وسلم فيها،
المعروفة بالمدينة الشريفة وغيرها
وفيه خمسة فصول:
الفصل الأول
في ذكر المساجد المعروفة بالمدينة الشريفة
منها: مسجد قباء:
قال الله تعالى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ}
(1)
أي بنيت جدره، ورفعت قواعده
(2)
.
عن ابن عباس، والضحاك، والحسن: هو مسجد قباء، وتعلقوا بقوله تعالى:{مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ}
(3)
، وهو قول: بريدة، وابن زيد، وعروة، ودليل الظرف يقتضي الرجال المتطهرين، فهو مسجد قباء
(4)
.
(1)
سورة التوبة آية (108).
(2)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 204، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 149).
(3)
سورة التوبة آية (108).
(4)
حديث ابن عباس ذكره عياض في الشفا 2/ 73، وابن حجر في فتح الباري 7/ 245 وأضاف ابن حجر: «والآية الكريمة تؤيد كون المراد مسجد قباء
…
وعلى هذا فالسر في جوابه صلى الله عليه وسلم، بأن المسجد الذي أسس على التقوى مسجده - كما سبق من قبل - رفع التوهم بأن ذلك خاص بمسجد قباء وليس هذا اختلافا، لأن كلا منهما أسس على التقوى
…
ثم قال ابن حجر: والحق أن كلا منهما أسس على التقوى، وقوله تعالى في بقية الآية فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا يؤيد كون المراد مسجد قباء».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «نزلت هذه الآية في أهل قباء {فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا}
(1)
الآية، فيه أي من حاضريه، قيل:
كانوا يجمعون بين الماء والحجر عند التطهير»
(2)
.
وعن شرحبيل بن أسعد، عن عويم بن ساعدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأهل قباء: «إن الله قد أحسن الثناء عليكم في كتابه العزيز، فقال:{فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا}
(3)
إلى آخر الآية، ما هذا الطهور؟ فقالوا: ما نعلم شيئا إلا أنه كان لنا جيران من اليهود، وكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط، فغسلنا كما غسلوا»
(4)
.
مسجد قباء في بني عمرو بن عوف، كان مربدا لكلثوم بن الهدم، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبناه مسجدا وأسسه، وصلى فيه قبل أن يدخل المدينة حين قدومه من مكة
(5)
- كما تقدم
(6)
.
وعن عبد الله بن دينار، أن ابن عمر كان يأتي مسجد قباء كل سبت، ويقول:«رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يأتيه كل سبت»
(7)
.
(1)
سورة التوبة آية (108).
(2)
حديث أبي هريرة رضي الله عنه ذكره ابن حجر في فتح الباري 7/ 245، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 204، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 150).
(3)
سورة التوبة آية (108).
(4)
أخرجه عن عويم بن ساعدة: ابن النجار في الدرة 2/ 379، وذكره المطري في التعريف ص 49، والمراغي في تحقيق النصرة ص 35.
(5)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 380، والمطري في التعريف ص 49.
(6)
في الفصل الأول من الباب السادس.
(7)
حديث عبد الله بن دينار: أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب فضل مسجد قباء برقم (520) 2/ 1016 عن ابن عمر، والبخاري في صحيحه كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة باب من أتى مسجد قباء كل سبت عن ابن عمر برقم (1193) 2/ 72.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يزور قباء راكبا وماشيا»
(1)
.
وفي رواية: فيصلي ركعتين
(2)
.
وروى أبو غزية
(3)
(4)
.
ومحلوف عمر بالله: لو كان مسجدنا هذا بطرف من الأطراف لضربنا إليه أكباد الإبل
(5)
.
وروى البخاري في الصحيح قال: «كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأول من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، في مسجد قباء، فيهم أبو بكر،
(1)
حديث ابن عمر: أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب فضل مسجد قباء برقم (515) 2/ 1016، والبخاري في صحيحه كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة باب إتيان مسجد قباء ماشيا وراكبا 2/ 72.
(2)
الرواية أخرجها مسلم في صحيحه كتاب الحج باب فضل مسجد قباء عن ابن عمر برقم (516) 2/ 1016، والبخاري في صحيحه كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة باب إتيان مسجد قباء ماشيا وراكبا عن ابن عمر 2/ 194.
(3)
أبو غزية الأنصاري، صحابي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، ذكره ابن عبد البر وابن حجر مختصرا.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1725، ابن حجر: الاصابة 7/ 315.
(4)
أخرجه ابن النجار في الدرة 2/ 379 عن أبي غزية، وذكره المطري في التعريف ص 50، والسمهودي في وفاء الوفا ص 803.
(5)
جزء من حديث أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 46 بنحوه.
وعمر رضي الله عنهما»
(1)
.
وروى أبو أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«من توضأ فأسبغ الوضوء، وجاء مسجد قباء، فصلى فيه ركعتين كان له أجر عمرة»
(2)
.
وروت عائشة بنت سعد بن أبي وقاص
(3)
رضي الله عنها، أن أباها قال:
(4)
.
وروى نافع، عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى إلى الأسطوان الثالث في مسجد قباء التي في الرحبة
(5)
.
نافع هو: مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، رواية مالك عن نافع عن ابن عمر تسمى عند العلماء سلسلة الذهب
(6)
.
(1)
أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 46 عن ابن عمر، وذكره ابن النجار في الدرة 2/ 379 وعزاه للبخاري في صحيحه، والمطري في التعريف ص 50 وعزاه للبخاري، والسمهودي في وفاء الوفا ص 804.
(2)
أخرجه الترمذي في سننه 2/ 1145 عن أسيد بن ظهيرة، وابن ماجه في سننه 1/ 453 عن أبي أمامة، وابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 41 عن سهل بن حنيف، وذكره ابن النجار في الدرة 2/ 379.
(3)
عائشة بنت سعد بن أبي وقاص، روت عن أبيها وعن عدة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 467.
(4)
حديث عائشة بنت سعد: ذكره ابن النجار في الدرة 2/ 379، والمطري في التعريف ص 50، والمراغي في تحقيق النصرة ص 36.
(5)
حديث نافع: ذكره ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 43،51 بألفاظ متقاربة، وذكره بنحوه ابن النجار في الدرة 2/ 380، والمطري في التعريف ص 50، والمراغي في تحقيق النصرة ص 36، والسمهودي في وفاء الوفا ص 805.
(6)
كذا عند ابن حجر في التهذيب 10/ 412، والذهبي في سير أعلام 5/ 97،12/ 6،413.
قال الحافظ محب الدين
(1)
قال
(2)
وقباء: على ثلاثة أميال من المدينة، وقال الباجي: على ميلين، وقال القاضي عياض: بنو عمرو بن عوف على ثلثي فرسخ، وهذا كالقول الأول وهو مروي عن مالك
(3)
.
ومنها: مسجد الفتح
(4)
:
عن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: حدثني
(1)
ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 380، ونقله عنه المطري في التعريف ص 50.
(2)
أي ابن النجار في الدرة 2/ 380.
(3)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 50 نقلا عن الباجي والقاضي عياض.
(4)
يقول السمهودي في وفاء الوفا ص 830: «والمساجد التي حوله في قبلته، تعرف اليوم كلها بمساجد الفتح، والأول المرتفع على قطعة من جبل سلع في المغرب غربيه وادي بطحان، وهو المراد بمسجد الفتح حيث أطلقوه، ويقال له أيضا: مسجد الأحزاب والمسجد الأعلى
…
وتسميته بمسجد الفتح: يحتمل أنه سمي به لأنه أجيبت فيه دعوة النبي صلى الله عليه وسلم على الأحزاب، فكان فتحا على الإسلام».
جابر بن عبد الله رضي الله عنه «أن النبي صلى الله عليه وسلم، دعا في مسجد الفتح يوم الإثنين، ويوم الثلاثاء، ويوم الأربعاء، فاستجيب له يوم الأربعاء بين الصلاتين، فعرف البشر في وجهه»
(1)
.
وعن جابر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، «مر بمسجد الفتح الذي على الجبل وقد حضرت صلاة العصر، فرقى وصلى فيه صلاة العصر»
(2)
.
وروى هارون بن كثير، عن أبيه، عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعا يوم الخندق على الأحزاب، في موضع الأسطوانة الوسطى من مسجد الفتح الذي على الجبل»
(3)
.
قال الشيخ جمال الدين
(4)
: «مسجد الفتح على قطعة من جبل سلع، من جهة الغرب، وغربيه وادي بطحان، وتحته/في الوادي عين تجري، ويعرف الموضع بالسيح
(5)
- بالسين المهملة - يصعد إلى المسجد من درجتين شمالية وشرقية، وكانت فيه ثلاث أسطوانات قبل هذا البناء الذي هو عليه اليوم، من بناء عمر بن عبد العزيز، فتهدم، ثم جدده الأمير سيف الدين بن الحسين بن أبي الهيجاء - أحد وزراء العبيديين بمصر - في سنة خمس
(1)
أخرجه عن جابر بن عبد الله: ابن النجار في الدرة 2/ 380، وذكره المطري في التعريف ص 53، والمراغي في تحقيق النصرة ص 139، والسمهودي في وفاء الوفا ص 830.
(2)
أخرجه عن جابر بن عبد الله: ابن النجار في الدرة 2/ 380، وذكره المطري في التعريف ص 53، والمراغي في تحقيق النصرة ص 140، والسمهودي في وفاء الوفا ص 831.
(3)
حديث هارون بن كثير: أخرجه ابن النجار في الدرة 2/ 380، وذكره المطري في التعريف ص 53، والمراغي في تحقيق النصرة ص 140، والسمهودي في وفاء الوفا ص 832.
(4)
ورد عند المطري في التعريف ص 53 - 54، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 140، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 205، والسمهودي في وفاء الوفا ص 836.
(5)
السيح: بالكسر وسكون المثناة التحتية، اسم للموضع الذي غربي مساجد الفتح.
انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 1240.
وسبعين وخمسمائة، وكذلك جدد بناء المسجدين اللذين تحته من جهة القبلة، يعرف الأول منهما القبلي: بمسجد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والثاني يلي الشمال: يعرف بمسجد سلمان الفارسي رضي الله عنه، جددهما في سنة سبع وسبعين وخمسمائة».
وذكر الحافظ محب الدين
(1)
: «أنه كان معهما مسجد ثالث، فذلك لم يبق له أثر» .
قال الحافظ محب الدين
(2)
ومنها: مسجد القبلتين:
عن عثمان بن محمد الأخنسي
(3)
: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، زار امرأة من بني سلمة يقال لها: أم بشر
(4)
في بني سلمة، فصنعت له طعاما، فحانت الظهر، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه في مسجد القبلتين الظهر، فلما صلى ركعتين أمر أن يتوجه إلى الكعبة، فاستدار رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى الكعبة، فسمي لذلك مسجد القبلتين، وكانت الظهر يومئذ أربع ركعات، منها اثنتان إلى
(1)
ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 380، ونقله عنه: المطري في التعريف ص 54، والمراغي في تحقيق النصرة ص 140، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 152).
(2)
ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 381، ونقله عنه: المطري في التعريف ص 54، والسمهودي في وفاء الوفا ص 836، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 152).
(3)
عثمان بن محمد الأخنسي، حجازي روى عن سعيد بن المسيب، وكان محدثا صدوقا له أوهام. انظر: ابن حجر: التهذيب 7/ 152.
(4)
أم بشر بنت البراء بن المعرور الأنصارية، ويقال لها أم مبشر، روت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنها عبد الله بن كعب ومجاهد.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1926، ابن حجر: الاصابة 8/ 175.
بيت المقدس واثنتان إلى الكعبة، وصرفت القبلة يوم الثلاثاء للنصف من شعبان في السنة الثانية من الهجرة»
(1)
.
وقيل: بل صرفت القبلة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، في صلاة العصر، يوم الإثنين في النصف من [رجب]
(2)
على رأس سبعة عشر شهرا من الهجرة
(3)
.
وقال ابن المسيب: صرفت قبل بدر بشهرين
(4)
. والأول أصح
(5)
.
قال الحافظ محب الدين
(6)
: «وهذا المسجد بعيد من المدينة، قريب من بئر رومة، وقد تهدم، ولم يبق إلا آثاره، وموضع المسجد يعرف بالقاع
(7)
، [والقاع: المكان المستوي».
قلت
(8)
: «وبهذا الوادي سار رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن معه بالخيل والإبل
(1)
حديث عثمان بن محمد: أخرجه ابن النجار في الدرة 2/ 381، وجزء من حديث أخرجه ابن سعد في طبقاته 1/ 242، وذكره المطري في التعريف ص 54، والمراغي في تحقيق النصرة ص 141.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
أخرجه ابن سعد في طبقاته 1/ 242 عن الواقدي، وذكره المطري في التعريف ص 84، والمراغي في تحقيق النصرة ص 141، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 206.
(4)
أخرجه ابن سعد في طبقاته 1/ 242 عن ابن المسيب، وذكره ابن النجار في الدرة 2/ 381، والمطري في التعريف ص 54، والمراغي في تحقيق النصرة ص 141.
(5)
ذكر الطبري في تاريخه 2/ 416 أن رأى الجمهور الأعظم بأن القبلة صرفت في النصف من شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا من مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وانظر: ابن هشام: السيرة 1/ 606.
(6)
ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 381، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 141، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 206، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 153).
(7)
القاع: موضع مسجد بني حرام غربي مساجد الفتح وجبل سلع، وعنده مجرى السائلة تسيل من سلع إلى بطحان.
انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 840،1284.
(8)
قول المؤلف بما فيه حديث عليّ نقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 206، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 154)، وحديث علي ذكره الماوردي في أعلام النبوة ص 88.
على ظهر الماء لما أن غزا خيبر. قال علي رضي الله عنه: ووجدنا السيول بالقاع،]
(1)
فقدرنا الماء، فإذا هو أربعة عشر قامة، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسجد ودعا ثم قال:«سيروا على اسم الله» فسرنا على الماء، وكان ذلك نظير فلق البحر لموسى [عليه السلام]
(2)
».
قال الشيخ جمال الدين
(3)
: «ومسجد القبلتين بعيد عن مسجد الفتح من جهة الغرب على ربية، على شفير وادي العقيق، وحوله خراب عقيق الحرة، وحوله آبار ومزارع تعرف بالعرض
(4)
في قبلة مزارع الجرف المعروف بالمسجد المذكور في قرية بني سلمة، ويقال لها: خربا
(5)
، ثم قال
(6)
: وفي هذا المسجد، وهو مسجد بني حرام من بني سلمة رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النخامة، فحكها بعرجون كان في يده، ثم دعا بخلوق، فجعله على رأس العرجون، ثم جعله على موضع النخامة، فكان أول مسجد خلّق في الإسلام»
(7)
.
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
ورد عند المطري في التعريف ص 54، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 206، والسمهودي في وفاء الوفا ص 842، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 154).
(4)
العرض: بالكسر، اسم للجرف، واد فيه شجر وآبار ومزارع حول مسجد القبلتين.
انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 258، السمهودي: وفاء الوفا ص 1214.
(5)
خربى: بضم الخاء، منزلة لبني سلمة فيما بين مسجد القبلتين إلى المذاذ.
انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 1200.
(6)
أي المطري في التعريف ص 54، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 207، والسمهودي في وفاء الوفا ص 840، وحديث النخامة: أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 27 عن أيوب بن سليمان بن يسار.
(7)
عن مبدأ تخليق المسجد: راجع الروايات المتعددة عن النبي صلى الله عليه وسلم في تخليق المسجد، والتي ذكرها السمهودي في وفاء الوفا ص 959 - 661 وقال معقبا على هذه الرواياتت:«واختلاف هذه الروايات صريح في أنها وقائع متعددة فلا تعارض فيها» .
ومنها: مسجد الفضيخ:
روى هشام بن عروة
(1)
، والحارث بن فضيل
(2)
أنهما [قالا:]
(3)
«صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الفضيخ»
(4)
.
وعن جابر بن عبد الله: «أن النبي صلى الله عليه وسلم، لما حاصر بني النضير، ضرب قبته في موضع مسجد الفضيخ وأقام بها ستا، قال جابر: وجاء تحريم الخمر في [السنة]
(5)
/الثالثة من الهجرة، وقيل: في السنة الرابعة
(6)
، وأبو أيوب في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضعه معهم راوية خمر من فضيخ، فأمر أبو أيوب رضي الله عنه بعزلاء المزادة، ففتحت، فسال الفضيخ فيه، فسمي: مسجد الفضيخ»
(7)
.
الراوية: هي السطيحة، وإنما الراوية البعير الذي يسقي عليه، فنقل الإسم إليها لغلبتها عليه، والراوية المزادة أيضا، وقيل: السطيحة أصغر من الراوية، والمزادة أكبر منها
(8)
.
(1)
هشام بن عروة الأسدي، كان محدثا ثقة ربما دلس، ت 146 هـ.
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 27، ابن حجر: التهذيب 11/ 49.
(2)
الحارث بن فضيل، أبو عبد الله الأنصاري، كان محدثا ثقة.
انظر: ابن حجر: التقريب ص 147.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
حديث هشام والحارث: أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 69، وابن النجار في الدرة 2/ 381.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
يقول المراغي والسمهودي: «المشهور تحريم الخمر في شوال سنة ثلاث - ويقال أربع - وعليه يتمشى لأن غزوة بني النضير سنة أربع على الأصل» .
انظر: تحقيق النصرة ص 137، وفاء الوفا ص 822.
(7)
حديث جابر: أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 69، وذكره المطري في التعريف ص 51، والمراغي في تحقيق النصرة ص 137، والسمهودي في وفاء الوفا ص 821.
(8)
كذا ورد عند ابن منظور في اللسان مادة «روى» ، «سطح» .
والفضيخ: جنس من الخمر، سمي به، وهو ما افتضخ من البسر من غير أن تمسه النار، ويقال له: الفضوخ، وهو من أسماء الخمر
(1)
، ومن أسمائه:
القهوة: والقهوة التي تقطع وفيها أدنى حمرة، والمدامة: وهي التي عتقت، والشمول: هي التي تسهر الجماعة من الحسا، والقرقف: وهي التي يرعد عليها صاحبها، والسلسبيل والسلسال والمشعشعة: التي راق مزاجها، والراح والكميت: وهي الحمراء، والصهباء: التي عصرت، والخندريس والسلافة: وهي أول ما يخرج من العنب، والإسفنط والرحيق والعقار: وهي التي التزمت الدن زمانا، والكلفا والغانية: منسوبة إلى غانة من إفريقية
(2)
، والسلسل، والسخامية، والزرجون، والحرطوم، والعابق، والصريفية، والمعدية، والمزة، والمادية، والصرخلاية، والطلاء، والسكر والسكركة ويقال له: المزر وهي الغبير، وهذا الاسم بالحبشية وهي نبيذ الذرة، والصعف شراب اليمن واعيا [والحميا]
(3)
والدرياقة، [والعنديل، والورد، والصفراء، والحلة، والنافس، والمسطار، والجريال، والمعتقة، والكأس، والفارص، والشموس،]
(4)
والمنصف، وهو حلال إن لم يسكر، وهو أن يغلى حتى يذهب نصفه وإن ذهب ثلثاه فهو الطلاء، والخليطين، والبتع - بالموحدة قبل المثناة - نبيذ العسل، والباذق كلمة فارسية وهو الخمر المطبوخ كله، والبخبخ فارسي
(1)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 207، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 155).
وانظر: ابن منظور: اللسان مادة «فضخ» .
(2)
غانة: بعد الألف نون، مدينة كبيرة في جنوبي بلاد المغرب متصلة ببلاد السودان يجتمع إليها التجار.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 184.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
وهو الذي يسمى الجمهوري وهو عصير تمر يخالطه الماء، والسبئة، والجعد نبيذ الشعير
(1)
.
والخمر من الأسماء التي تذكر وتؤنث: كالسّبيل، والطريق، والذّراع، والموسى، والسوق، والعاتق، والعنق، والسلطان، والقليب، والعين، والأذن، واللسان، والعضد، والورك، والساق، والعقب، والقدم، واليد، والكف، والأنامل، والأصابع، والظلع، والنفس، واليمين، والشمال، والكرسي، والفخذ، والأضحى، والسّلم، والعسل، والعنكبوت، والصاع، والنحل، والكراع، والطّست، والسّكّين، والزوج
(2)
.
ومما يذكر: الرأس، والجبين، والخد، والأنف، والناب، والصدغ، والشارب، والذقن، والظهر، واللحى، والبطن، والصدر
(3)
.
ومما يؤنث: السّاق، والأذن، والأفخاذ، والكبد، والناجذ، والباع، والكف، والعجز، واللعين، والعقب، والسن، والكرش، والورك، والشّمال، واليمين، وسائر البلدان، وما في آخره ألف ونون نحو: حلوان، وجرجان، فهو يذكر ويجوز فيها كلها التأنيث
(4)
.
قال الأوزاعي: يجتنب/أو يترك من قول أهل العراق خمس، ومن قول أهل الحجاز خمس. من قول أهل العراق: شرب المسكر، والأكل في
(1)
عن أسماء الخمر. انظر: ابن الأنباري: المذكر والمؤنث 1/ 452 - 453، ابن سيده: المخصص 11/ 74،17/ 9، الجواليقي: المعرب ص 66،129.
(2)
راجع هذه المفردات اللغوية في كتاب: المذكر والمؤنث لابن الأنباري باب ما يذكر ويؤنث من الإنسان وسائر الأشياء 1/ 382 - 502، وأدب الكاتب لابن قتيبة ص 288 - 289.
(3)
راجع هذه المفردات اللغوية في كتاب: المذكر والمؤنث لابن الأنباري باب ما يذكر من الانسان ولا يؤنث 1/ 330 - 346.
(4)
راجع هذه المفردات اللغوية في كتاب: المذكر والمؤنث لابن الأنباري باب ما يؤنث من الإنسان ولا يذكر 1/ 348 - 382.
رمضان عند الفجر، ولا جمعة إلا في سبعة أمصار، وتأخير صلاة العصر حتى يكون ظل كل شيء أربعة أمثاله، والفرار يوم الزحف. ومن قول أهل الحجاز: استماع الملاهي، والجمع بين الصلاتين من غير عذر، والمتعة بالنساء، والدرهم بالدرهمين، والدينار بالدينار يدا بيد، وإتيان النساء في أدبارهن.
رجعنا إلى ما كنا بسببه:
قال الحافظ محب الدين
(1)
: «ومسجد الفضيخ قريب من قباء من شرقيه، ويعرف بمسجد الشمس» .
قال الشيخ جمال الدين
(2)
: «وهو على شفير الوادي على نشز من الأرض مرضوم بحجارة سود، وهو صغير جدا» .
ومنها: مسجد بني قريظة:
[عن محمد بن عقبة بن أبي مالك
(3)
قال: «صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت امرأة من الحضر في بني قريظة]
(4)
فأدخل الوليد بن عبد الملك ذلك البيت في المسجد حين بناه»
(5)
.
(1)
ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 381، ونقله عنه: المطري في التعريف ص 51، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 207، والسمهودي في وفاء الوفا ص 822 - 823 وقال:«لا أدري لما اشتهر بهذا الإسم، ولعله لكونه على مكان عال في شرقي قباء أول ما تطلع الشمس عليه» .
(2)
ورد عند المطري في التعريف ص 51، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 207، والمراغي في تحقيق النصرة ص 137، والسمهودي في وفاء الوفا ص 823.
(3)
محمد بن عقبة بن أبي مالك القرظي، مستور من الطبقة الثالثة.
انظر: ابن حجر: التقريب ص 496.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
أخرجه عن محمد بن عقبة: ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 70، وذكره المطري في التعريف ص 52، والمراغي في تحقيق النصرة ص 138، والسمهودي في وفاء الوفا ص 824.
قال الحافظ محب الدين
(1)
: «روى عن علي بن رفاعة وعن أشياخ من قومه: أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى في بيت امرأة من بني قريظة، فأدخل ذلك البيت في مسجد بني قريظة، وهو المكان الذي صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ببني قريظة» . وقيل: إنما أدخل البيت في المسجد عمر بن عبد العزيز حين بنى مسجد قباء
(2)
.
قال الحافظ محب الدين
(3)
قال الشيخ جمال الدين
(4)
: «هذا المسجد شرقي مسجد الشمس بعيدا عنه بالقرب من الحرة الشرقية، على باب حديقة تعرف الآن بحاجزه وقف على الفقراء بين أبيات خراب، هي بعض دور بني قريظة، وهي شمالي باب الحديقة، وطوله نحو من خمسة وأربعين ذراعا، وعرضه كذلك، وبقي أثره إلى العشر الأول بعد السبعمائة، فجدد وبني عليه حظير مقدار نصف [قامة،]
(5)
وكان قد نسي، فمن ذلك التاريخ عرف».
(1)
رواه ابن النجار في الدرة 2/ 381 عن علي بن رفاعة، والمطري في التعريف ص 52، والمراغي في تحقيق النصرة ص 138، والسمهودي في وفاء الوفا ص 823.
(2)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 208، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 156).
(3)
ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 381، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 138، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 208، والسمهودي في وفاء الوفا ص 824.
(4)
ورد عند المطري في التعريف ص 51، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 138، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 208، والسمهودي في وفاء الوفا ص 823،825.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
ومنها: مسجد الجمعة:
وهو الذي أدرك فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الجمعة بعد أن أسّس مسجد قباء وهو قادم إلى المدينة
(1)
.
قال الشيخ جمال الدين
(2)
: «وهذا المسجد على يمين السالك إلى مسجد قباء، شماليه أطم خراب يقال له: المزدلف
(3)
، أطم عتبان بن مالك
(4)
، وهو في بطن الوادي - كما تقدم
(5)
- وهو مسجد صغير مبني محوط بحجارة قدر نصف القامة، وهو الذي كان يحول السيل بينه وبين عتبان إذا سال، والآن منازل بني سالم بن عوف كانت غربي هذا الوادي على طرف الحرة وآثارهم باقية هنالك، فسأل عتبان رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يصلي في بيته في مكان يتخذه مصلى، ففعل صلى الله عليه وسلم».
ومنها: مسجد بني ظفر من الأوس:
عن إدريس بن محمد بن يونس بن محمد بن أنيس بن فضالة الظفري، عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم/جلس على الحجر الذي في مسجد بني ظفر، وأن زياد بن عبيد الله أمر بقلعة حتى جاءته مشيخة بني ظفر،
(1)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 51، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 208، والسمهودي في وفاء الوفا ص 819، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 157).
(2)
ورد عند المطري في التعريف ص 51، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 208، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 157 - 158).
(3)
المزدلف: بالضم ثم السكون وفتح الدال المهملة وكسر اللام، أطم مالك بن العجلان والد عتبان، عند مسجد الجمعة.
انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 1306.
(4)
عتبان بن مالك الأنصاري السلمي، شهد بدرا وما بعدها من المشاهد، مات في وسط خلافة معاوية. انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 550، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1236.
(5)
تقدم في الفصل الأول من الباب السادس.
فأعلموه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، جلس عليه فردّه، قال: فقل امرأة يصعب حملها تجلس عليه إلا حملت
(1)
. وعنده أثر في الحجر يقال: إنه أثر حافر بغلة النبي صلى الله عليه وسلم من جهة القبلة، وفي غربيه حجر عليه أثر كأنه أثر مرفق، وعلى حجر آخر أثر أصابع. والناس يتبركون بها
(2)
.
وقال الشيخ جمال الدين
(3)
: «وهذا المسجد شرقي البقيع من طرف الحرة الشرقية، ويعرف اليوم بمسجد البغلة» .
ومنها: مسجد بني معاوية بن مالك بن النجار بن الخزرج
(4)
:
عن ابن عتيك بن الحارث
(5)
أنه قال: «جاءنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في بني معاوية - وهي قرية من قرى الأنصار - فقال: هل تدرون أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجدكم هذا؟ قلت: نعم، وأشرت له إلى ناحية منه، فقال: فهل تدري ما الثلاث التي دعا بها؟ قلت: نعم، قال:
فأخبرني بهن، قلت: دعا أن لا يظهر عليهم عدو من غيرهم، فأعطيها، وأن له يهلكهم بالسنين، فأعطيها، وأن لا يجعل بأسهم بينهم، فمنعها. قال
(1)
سبق سرد أقوال العلماء في إبطال الإعتقاد في امكان صدور النفع والضرر من غير الله تعالى، فالإعتقاد في نفع الجماد باطل.
(2)
أخرجه عن إدريس بن محمد بن يونس الظفري: ابن النجار في الدرة 2/ 382، وذكره المطري في التعريف ص 52 - 53، والمراغي في تحقيق النصرة ص 139، والسمهودي في وفاء الوفا ص 827.
(3)
ورد عند المطري في التعريف ص 52، والسمهودي في وفاء الوفا ص 827 - 828 وقال:«ولم أقف في ذلك على أصل» .
(4)
يقول السمهودي في وفاء الوفا ص 828 مصوبا: «هو مسجد بني معاوية بن مالك بن عوف من الأوس، ووهم المطري ومن تبعه في جعلهم من بني مالك بن النجار من الخزرج، وبيان منشأ الوهم وما ناقض المطري به كلامه عند ذكر مسجد بني حديلة وهو مسجد أبي» .
(5)
عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك الأنصاري المدني، كان محدثا ثقة من الرابعة.
انظر: ابن حجر: التقريب ص 309.
عبد الله بن عمر: صدقت، فلن يزال الهرج إلى يوم القيامة»
(1)
.
الهرج: القتل، وهو بالحبشية، وقيل: الإختلاط
(2)
.
قال الشيخ جمال الدين
(3)
: «ويعرف هذا المسجد اليوم بمسجد الإجابة، وهو شمال البقيع، على يسار السالك إلى العريض
(4)
وسط تلول، وهي أثر قرية بني معاوية، وهو اليوم خراب».
قال الحافظ محب الدين
(5)
وأما مشربة
(6)
أم إبراهيم بن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فروى إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى
(7)
عن يحيى بن محمد بن ثابت:
(1)
حديث ابن عتيك: أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 67، وذكره المطري في التعريف ص 53، والمراغي في تحقيق النصرة ص 139، والسمهودي في وفاء الوفا ص 829.
(2)
كذا ورد عند الجواليقي في المعرب ص 400، ابن منظور: اللسان مادة «هرج» ، السيوطي: رفع شأن الحبشان ص 140 فيما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم من لغة الحبشة.
(3)
ورد عند المطري في التعريف ص 53، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 209، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 159).
(4)
العريض: واد بالمدينة، وهو شامي المدينة قرب قناة.
انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 260، السمهودي: وفاء الوفا ص 1265.
(5)
ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 381، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 209، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 159).
(6)
سميت «مشربة أم إبراهيم» لأن إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولدته فيها أمة مارية القبطية، وتعلقت حين ضربها المخاض بخشبة تلك المشربة.
انظر: ابن شبة: تاريخ المدينة 1/ 173، المراغي: تحقيق النصرة ص 138، السمهودي: وفاء الوفا ص 825.
(7)
إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، أبو إحساق الأسلمي المدني، متروك الحديث ت 84 هـ، وقيل ت 91 هـ. انظر: ابن حجر: التقريب ص 93.
أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى في مشربة أم إبراهيم عليه السلام
(1)
.
قال محب الدين
(2)
: «هذا الموضع بالعوالي بين النخل، [وهو]
(3)
أكمة قد حوط حولها بلبن، والمشربة: البستان، وأظنه قد كان بستانا لمارية القبطية أم إبراهيم
(4)
بن النبي صلى الله عليه وسلم».
قال الشيخ جمال الدين
(5)
: «المشربة شمالي مسجد بني قريظة قريبا من الحرة الشرقية في موضع يعرف بالدشت بين نخل يعرف بالأشراف القواسم من بني قاسم بن إدريس بن جعفر أخي الحسن العسكري لأن آل شعيب بن جماز منهم، وصعيب
(6)
بالقرب [من دار بني الحارث بن الخزرج، التي كان أبو بكر رضي الله عنه نازلا فيها بزوجته حبيبة ابنة خارجة]
(7)
- وقيل:
(1)
الرواية ذكرها ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 69، والمطري في التعريف ص 52، والمراغي في تحقيق النصرة ص 138، والسمهودي في وفاء الوفا ص 825 وعزاها لابن زبالة ويحيى من طريقه وابن شبة من طريق أبي غسان عن ابن أبي يحيى عن يحيى بن محمد بن ثابت.
(2)
ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 382، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 210، السمهودي: وفاء الوفا ص 285، النهرواني: تاريخ المدينة (ق 160).
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
مارية القبطية مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأم ولده إبراهيم، وهي مارية بنت شمعون أهداها له المقوقس صاحب مصر والاسكندرية سنة تسع ت 10 هـ.
انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 212، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1912.
(5)
ورد عند المطري في التعريف ص 52، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 138، والفيروز ابادي في المغانم ص 218.
(6)
صعيب: بضم أوله، يقع في بطن وادي بطحان في ركن الماجشونية الشرقي الشمالي، وهو على مقربة من دار بني الحارث بن الخزرج.
انظر: المطري: التعريف ص 52، الفيروز ابادي: المغانم ص 218.
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
مليكة - أخت زيد بن خارجة
(1)
المتكلم بعد الموت».
وذلك أن زيد بن خارجة، توفي في زمان عثمان رضي الله عنه، قيل:
خر ميتا في بعض أزقة المدينة، فسجى، ثم سمعوا جلجلة في صدره، ثم تكلم فقال: أحمد أحمد في الكتاب الأول، صدق صدق أبو بكر الصديق الضعيف في نفسه القوي في أمر الله/في الكتاب الأول، صدق صدق عمر بن الخطاب القوي الأمين في الكتاب الأول، صدق صدق عثمان بن عفان على مناهجهم مضت أربع، وبقيت سنتان، أتت الفتن، وأكل الشديد الضعيف، وقامت الساعة، وسيأتيكم خبر بئر أريس وما بئر أريس، وقيل:
أنه تكلم بين العشائين، والنساء يصرخن، فقال: انصتوا انصتوا، فحسروا عن وجهه فقال: محمد رسول الله النبي الأمي وخاتم النبيين، كان ذلك في الكتاب الأول صدق صدق، ثم ذكر كما تقدم، ثم قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم مات. رواه النعمان بن بشير
(2)
.
وروي عن عبد الله بن عبيد الله الأنصاري قال: كنت فيمن دفن ثابت بن قيس بن شماس، وكان قتل يوم اليمامة، فسمعنا حين أدخلناه [القبر]
(3)
يقول:
محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، عمر الشهيد، وعثمان البر الرحيم، فنظرنا فإذا هو ميت
(4)
. وثابت هذا هو الذي أجيزت وصيته بعد موته كما قدمنا
(5)
.
(1)
زيد بن خارجة الأنصاري من بني الحارث بن الخزرج، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، كانت وفاته في خلافة عثمان رضي الله عنه.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 547 - 548.
(2)
قصة زيد بن خارجة - المتكلم بعد الموت - أوردها البيهقي في الدلائل 6/ 55، وابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 548، وعياض في الشفا 1/ 211 - 212.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
ذكره القاضي عياض في الشفا 1/ 211.
(5)
تقدم في الفصل الثاني من الباب الثاني.
وأعجب من هذا: ما روي عن أنس أن شابا من الأنصار، توفي وله أم عجوز عمياء، فسجيناه وعزيناها، فقالت: مات ابني، قلنا: نعم، قالت:
اللهم إن كنت تعلم أني هاجرت إليك وإلى نبيك رجاء أن تعينني على كل شدة، فلا تحملن عليّ هذه المصيبة، فما برحنا أن كشفنا الثوب عن وجهه فطعم وطعمنا. حكى هاتين الحكايتين القاضي عياض
(1)
.
ذكر مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مصلى العيد
(2)
:
عن هشام بن سعيد، عن إبراهيم بن أبي أمية، وعن شيخ من أهل السن
(3)
: أن أول عيد صلاّه
(4)
رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلاّه في حارة الدوس عند بيت ابن أبي الجنوب
(5)
، ثم صلى العيد الثاني بفناء دار حكيم بن العدّاء
(6)
، عند دار جفرة داخلا في البيت الذي بفناء المسجد، ثم صلى العيد الثالث عند
(1)
أوردهما القاضي عياض في الشفا 1/ 211 - 212.
(2)
لم يكن المصلى في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مسجدا، بل كان صحراء لا بناء فيها، والمسجد المتخذ اليوم - كما ذكر السمهودي - إنما هو في بعضها، وهو المحل الذي قام به النبي صلى الله عليه وسلم، وهو المعروف اليوم بمسجد المصلى، بينه وبين مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف ذراع كما ذكر ابن شبة.
انظر: ابن شبة: تاريخ المدينة 1/ 138، السمهودي: وفاء الوفا ص 781،784 - 786.
(3)
السن: جبل بالمدينة قرب جبل أحد.
انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 188.
(4)
في السنة الثانية من الهجرة خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المصلى، فصلى صلاة العيد، وكان ذلك أول خرجة خرجها بالناس إلى المصلى لصلاة العيد.
انظر: ابن شبة: تاريخ المدينة 1/ 134، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 418.
(5)
يقول السمهودي: «أما الموضع المذكور في الرواية - عند دار ابن أبي الجنوب - فلم أعرف محله، غير أن دار ابن الجنوب كانت بالحرة الغربية غربي وادي بطحان» .
انظر: وفاء الوفا للسمهودي ص 872.
(6)
دار حكيم بن العداء: هي دار أبيه العداء بن خالد، وكانت بأعلى السوق مما يلي المصلى عند أصحاب المحامل، ويظهر أنه المسجد المعروف بمسجد علي بن أبي طالب.
انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 780،782.
دار عبد الله بن درة المزني
(1)
داخلا بين الدارين: دار معاوية، ودار كثير بن الصلت
(2)
، ثم صلى العيد الرابع عند أحجار كانت عند الحناطين بالمصلى، ثم صلى داخلا في منزل محمد بن عبد الله بن كثير بن الصلت، ثم صلى حيث صلى الناس اليوم
(3)
.
وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن أول فطر وأضحى جمع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالمدينة بفناء دار حكيم بن العدّاء عند أصحاب المحامل
(4)
.
وروي عن محمد بن عمار بن ياسر
(5)
: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يسلك إلى المصلى من الطريق العظمى على أصحاب الفساطيط، ويرجع من الطريق الأخرى على دار عمار بن ياسر رضي الله عنه
(6)
.
وروي أيضا عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص، عن أبيها رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما بين مسجدي هذا إلى مصلاي روضة من
(1)
دار عبد الله بن درة المزني: كانت منازل مزينة في غربي المصلى وفي قبلتها، فدار عبد الله بن درة في قبلة المصلى من جهة الغرب وهو الأقرب.
انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 782.
(2)
دار كثير بن الصلت: كانت في قبلة المصلى، وهي تطل على بطحان الوادي في وسط المدينة، وليس المراد أنها متصلة بوادي بطحان، بل بينهما بعد.
انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 781 - 782.
(3)
أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 133 - 134 عن إبراهيم بن أبي أمية مع خلاف في اللفظ، وذكره المطري في التعريف ص 54، والسمهودي في وفاء الوفا ص 780، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 161).
(4)
حديث أبي هريرة أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 134، وذكره المطري في التعريف ص 55، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 210، والسمهودي في وفاء الوفا ص 779 - 780.
(5)
محمد بن عمار بن ياسر العنسي، مولى بني مخزوم، مقبول الحديث، قتل بعد الستين.
انظر: ابن حجر: التقريب ص 498.
(6)
حديث محمد بن عمار: ذكره المطري في التعريف ص 55، والمراغي في تحقيق النصرة ص 142، والسمهودي في وفاء الوفا ص 793.
رياض الجنة»
(1)
.
وروي عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يذبح أضحيته بيده إذا انصرف من المصلى، على ناحية الطريق التي كان ينصرف منها، وتلك الطريق والمكان/الذي يذبح فيه صلى الله عليه وسلم مقابل المغرب مما يلي طريق بني زريق
(2)
.
قال الشيخ جمال الدين
(3)
: «وأما طريق العظماء: فهي طريق الناس اليوم من باب المدينة إلى المصلى، وهو الذي ذكره وقال فيه: ثم صلى حيث يصلي الناس، ولا يعرف من المساجد التي ذكر لصلاة العيد إلا الذي يصلى فيه العيد اليوم، قال
(4)
: وشماليه مسجد وسط الحديقة المعروفة بالعريضي المتصلة بقبة عين الأزرق، ويعرف اليوم: بمسجد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ولعله صلى فيه في خلافته رضي الله عنه، وشمالي الحديقة مسجد أيضا كبير متصل بها يسمى: مسجد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولم يرد أنه صلى بالمدينة عيدا في خلافته، فتكون هذه المساجد الموجودة اليوم من الأماكن التي صلى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة بعد سنة، إذ لا يختص أبو بكر، وعلي رضي الله عنهما بمسجدين لأنفسهما ويتركان المسجد الذي صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم».
(1)
حديث عائشة بنت سعد: أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 2/ 277، وابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 138، وذكره المطري في التعريف ص 55، والمراغي في تحقيق النصرة ص 142، والسمهودي في وفاء الوفا ص 791.
(2)
حديث عائشة رضي الله عنها: ذكره المطري في التعريف ص 55، والمراغي في تحقيق النصرة ص 142، والسمهودي في وفاء الوفا ص 794.
(3)
ورد عند المطري في التعريف ص 55، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 143، والسمهودي في وفاء الوفا ص 794.
(4)
القول للمطري في التعريف ص 55.
قال الشيخ جمال الدين
(1)
: «وليس بالمدينة الشريفة مسجد يعرف غير ما ذكر، إلا مسجد على ثنية الوادي على يسار الداخل إلى المدينة من طريق الشام، ومسجد آخر [صغير]
(2)
على طريق السافلة، وهي الطريق اليمنى الشرقية إلى مشهد حمزة رضي الله عنه يقال: إنه مسجد أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، ولم يرد فيهما نقل يعتمد عليه».
وأما مسجد [الضّرار:
فهو المسجد الذي بناه المنافقون مضاهاة لمسجد قباء، فلما بنوه أتوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو]
(3)
يتجهز إلى تبوك، فسألوه أن يصلي لهم فيه، فقال:
«إني على جناح سفر، وحال شغل، ولو قدمنا - إن شاء الله تعالى - لآتينكم فصلينا لكم فيه» فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي أوان
(4)
- بلد بينه وبين المدينة ساعة من نهار مرجعه من تبوك - أتاه خبر المسجد، فدعى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مالك بن الدّخشم
(5)
، ومعن بن عدي
(6)
- أو أخاه عاصما
(7)
- وفي
(1)
ورد عند المطري في التعريف ص 55، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 144، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 211، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 163).
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
ذو أوان: ويقال ذات أوان، موضع على طريق المدينة من تبوك.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 275.
(5)
مالك بن الدخشم الأنصاري الأوسي، شهد بدرا وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 549، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1350، ابن حجر: الاصابة 5/ 721.
(6)
معن بن عدي البلوي، شهد بدرا وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتل يوم اليمامة شهيدا في خلافة أبي بكر.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1441، ابن حجرز: الاصابة 2/ 722.
(7)
عاصم بن عدي البلوي الأنصاري،. شهد أحدا وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، مات بالمدينة سنة 45 هـ. انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 466، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 781.
رواية: وعاصم بن عدي ووحشي قاتل حمزة، فقال:«انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدماه وحرقاه» ! فخرجا حتى أتيا بني سالم بن عوف، فأخذا سعفا من النخل وأشعلاه، ثم دخلا المسجد وفيه أهله فحرقاه وهدماه، وأنزل الله تعالى فيه:{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً}
(1)
إلى آخر القصة
(2)
.
نزلت هذه الآية في أبي عامر الراهب، لأنه كان خرج إلى قيصر الروم وتنصر، ووعدهم قيصر أنه سيأتيهم، فبنوا مسجد الضرار
(3)
.
وكان الذين بنوه إثني عشر رجلا: خدام بن خالد - ومن بيته أخرج المسجد - ومعتب بن قشير، وأبو حبيبة بن الأذعر، وعباد بن حنيف، وجارية ابن عامر، وابناه: مجمع، وزيد، [وعبد الله بن] نبتل بن الحارث، وبحزج، وبجاد بن عثمان، ووديعة بن ثابت، وثعلبة بن حاطب مذكور فيهم وفيه نظر، لأنه شهد بدرا، قاله: ابن عبد البر
(4)
.
(1)
سورة التوبة آية (107).
(2)
خبر مسجد الضرار وما نزل بشأنه من القرآن ورد عند الواقدي في مغازيه 3/ 1045، وابن هشام في السيرة 2/ 529، والطبري في تاريخه 2/ 110، والقرطبي في الجامع 8/ 253، وابن النجار في الدرة 2/ 382.
(3)
كذا ورد عند الواقدي في مغازيه 3/ 1073، والبيهقي في الدلائل 5/ 262، والقرطبي في الجامع 8/ 253، والسمهودي في وفاء الوفا ص 814.
(4)
فقد ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 209 بأن ثعلبة بن حاطب بن عمرو الأنصاري شهد بدرا وأحدا. ويذكر ابن حجر في الاصابة 1/ 400 بأن ثعلبة بن حاطب هذا غير ثعلبة بن أبي حاطب الأنصاري، ولا أظن أنه البدري ففيه نظر، وقد تأكدت المغايرة بينهما لأن البدري: ثعلبة بن حاطب استشهد يوم أحد، وثعلبة بن أبي حاطب هو مانع الصدقة وصاحب مسجد الضرار.
وانظر جريدة أسماء بناة مسجد الضرار عند: الواقدي في المغازي 3/ 1047، وابن هشام في السيرة 2/ 530، والطبري في تاريخه 3/ 110، وابن النجار في الدرة 2/ 382، والسمهودي في وفاء الوفا ص 816.
قوله تعالى: {ضِراراً}
(1)
: قيل: الضرار الذي لك فيه منفعة وعلى جارك مضرة، والضرار: بالفتح الذي ليس لك فيه منفعة وعلى جارك مضرة، وقيل: هما بمعنى واحد
(2)
.
وكل مسجد بني على ضرار، أو رياء، أو سمعة: فحكمه حكم مسجد الضرار لا تجوز الصلاة فيه، قال النقاش: فيلزم أن لا يصلى في كنيسة ونحوها، فإنها بنيت على شر
(3)
.
قال القرطبي «هذا لا يلزم، لأن الكنيسة لم يقصد بها الضرر بالعين، وإن كان أصل بنائها على شر، إنما بنوها لعبادتهم، وقد أجمع العلماء/على أن من صلى في كنيسة، أو بيعة على موضع طاهر جاز، وذكر [أبو داود، عن]
(4)
عثمان بن أبي العاص
(5)
: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يجعل مسجد الطائف حيث كانت طواغيتهم»
(6)
.
عثمان بن أبي العاص الثقفي: جملة ما روى تسعة وعشرون حديثا
(7)
.
قوله تعالى {وَكُفْراً}
(8)
: قيل: إنهم كفروا بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولما جاء
(1)
سورة التوبة آية (107).
(2)
كذا ورد عند القرطبي في الجامع 8/ 254.
(3)
قول النقاش ذكره القرطبي في الجامع 8/ 254، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 212، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 165).
(4)
سقط من الأصل والإضافة من (ط).
(5)
عثمان بن أبي العاص الثقفي، استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف، مات في خلافة معاوية انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1035، ابن الأثير: أسد الغابة 3/ 579.
(6)
ورد عند القرطبي في الجامع 8/ 255.
(7)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 367.
(8)
سورة التوبة آية (107).
به - حكاه القشيري - وقيل: كفروا حين اعتقدوا أن لا حرمة لمسجد قباء، ولا لمسجد النبي صلى الله عليه وسلم
(1)
.
قوله {وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ}
(2)
: أي يفرقون به جماعتهم لتخلف أقوام عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تفطن مالك رضي الله عنه من هذه الآية، فقال: لا تصلي جماعتان في مسجد واحد بإمامين خلافا لسائر العلماء
(3)
.
قوله تعالى {وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ}
(4)
: يعني أبا عامر الراهب، مات أبو عامر كافرا بقنسرين بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو عامر هذا: هو أبو حنظلة غسيل الملائكة
(5)
.
قنسرين
(6)
: قرية بالقرب من حلب [بين حماه
(7)
وحلب]
(8)
على مرحلة من سرمين
(9)
.
(1)
انظر: القرطبي: الجامع 8/ 257.
(2)
سورة التوبة آية (107).
(3)
انظر: القرطبي: الجامع 8/ 257.
(4)
سورة التوبة آية (107).
(5)
راجع: الواقدي: المغازي 3/ 1073، القرطبي: الجامع 8/ 257، وغسيل الملائكة هو: حنظلة بن أبي عامر الراهب، وسمي ذلك لأنه استشهد يوم أحد وهو جنب، فغسلته الملائكة. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 381.
(6)
قنسرين: بكسر أوله وفتح ثانيه وتشديده، كورة بالشام منها حلب. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 403.
(7)
حماة: بالفتح، مدينة بالشام بها قلعة مشهورة.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 300.
(8)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(9)
سرمين: بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر ميمه، بلدة مشهورة من أعمال حلب.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 215.
قوله تعالى {لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً}
(1)
: قد يعبر عن الصلاة بالقيام، ومنه:«من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»
(2)
.
يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان لا يمر بالطريق التي فيها هذا المسجد، وأمر بموضعه أن يتخذ كناسة مزبلة
(3)
.
روى سعيد بن جبير: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أرسل ليهدم مسجد الضرار رؤي الدخان يخرج منه، وقيل: كان الرجل يدخل فيه سعفه فيخرجها سوداء محترقة
(4)
.
وعن ابن مسعود أنه قال: جهنم في الأرض، ثم تلى:{فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ}
(5)
.
قال القرطبي
(6)
: «واختلف هل ذلك حقيقة أو مجازا على قولين:
أحدهما: أن ذلك حقيقة، وأنه كان يحفر ذلك الموضع الذي انهار فيخرج منه دخان».
(1)
سورة التوبة آية (108).
(2)
كذا ورد عند القرطبي في الجامع 8/ 258، وحديث قيام رمضان أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الصوم باب من صام رمضان عن أبي هريرة برقم (1901) 2/ 279، ومسلم في صحيحه كتاب صلاة المسافر عن أبي هريرة برقم (173) 1/ 523، وأبو داود في سننه عن أبي هريرة برقم (1371) 2/ 49، والترمذي في سننه عن أبي هريرة برقم (808) 3/ 171.
(3)
راجع: القرطبي: الجامع 8/ 258، ابن الضياء: تاريخ مكة ص 212، السمهودي: وفاء الوفا ص 816.
(4)
رواية سعيد بن جبير: ذكرها القرطبي في الجامع 8/ 265، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 213، والسمهودي في وفاء الوفا ص 818، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 166).
(5)
سورة التوبة آية (109).
وقول ابن مسعود: ذكره القرطبي في الجامع 8/ 265، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 213، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 166).
(6)
ورد عند القرطبي في الجامع 8/ 265 وذكر القرطبي الوجه الثاني: أن ذلك مجازا، والمعنى صار البناء في نار جهنم، فكأنه انهار إليه وهوى فيه، والظاهر الأول إذ لا إحالة في ذلك.
قال جابر بن عبد الله: «أنا رأيت الدخان يخرج منه»
(1)
.
وقال خلف بن يامين: «رأيت في مسجد المنافقين حجرا يخرج منه الدخان»
(2)
.
قال الحافظ محب الدين
(3)
: «هذا المسجد قريب من مسجد قباء، وهو كبير وحيطانه عالية، وقد كان بناؤه مليحا» .
قال الشيخ جمال الدين
(4)
: «وأما اليوم فلا أثر له، ولا يعرف له مكان، وما ذكره الشيخ محب الدين فهو وهم ولا أصل له» .
(5)
وأما النّقا وحاجر:
المذكور في الأشعار، فاعلم أن:
النّقا: من غربي مصلى العيد - المذكور - إلى منزلة الحجاج، غربي وادي بطحان، والوادي يفصل بين المصلى والنّقا من أجل مجاورة المكانين، وفيه يقول بعضهم موريا عن الشيب ومصلى الجنائز:
(1)
قول جابر بن عبد الله: ذكره القرطبي في الجامع 8/ 265، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 213، والسمهودي في وفاء الوفا ص 818.
(2)
قول خلف بن يامين: ذكره السمهودي في وفاء الوفا ص 818 مفصلا.
(3)
ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 382، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 213، والسمهودي في وفاء الوفا ص 818، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 166).
(4)
ورد عند المطري في التعريف ص 50، ونقله عنه: السمهودي في وفاء الوفا ص 818.
(5)
قول المؤلف نقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 213، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 167).
ألا يا ساريا في قفر عمرو
…
يكابد في السرى وعرا وسهلا
بلغت نقا المشيب وجزت عنه
…
وما بعد النقا [إلا المصلى]
(1)
وأما حاجر: فهو غربي النّقا إلى منتهى الحرة، من وادي العقيق
(2)
.
قال ابن فارس: «[والحاجر]
(3)
من الحجر، وهو محبس الماء والجمع حجران»
(4)
.
يحكى عن خير النساج
(5)
، قال: سمعت إبراهيم الخواص
(6)
[وقد]
(7)
رجع من سفرة، قال: عطشت عطشا شديدا حتى سقطت، فإذا برجل عليه ثياب خضر [ينثر]
(8)
/على وجهي الماء، فقمت فإذا به على فرس أشهب، فسقاني، وكنت بالحاجر، وأردفني خلفه وسار، ثم قال: ما ترى؟ فقلت:
المدينة، فقال: انزل واقرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم مني السلام وقل: أخوك الخضر يسلم عليك - وفي رواية: قل له أخوك رضوان يقرأ عليك السلام.
حكاه ابن الجوزي
(9)
.
(1)
كذا ورد الخبر والشعر عند المطري في التعريف ص 55، والمراغي في تحقيق النصرة ص 143، والفيروز ابادي في المغانم ص 414، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1322.
(2)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 55.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
قول ابن فارس ورد في كتابه معجم مقاييس اللغة 2/ 138.
(5)
خير النساج، أبو الحسن البغدادي، كانت له حلقة يتكلم فيها في بغداد ت 322 هـ.
انظر: ابن العماد: الشذرات 2/ 294.
(6)
إبراهيم بن أحمد، أبو إسحاق الخواص، من أهل سامراء، كان يسافر كثيرا ت 291 هـ. انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 6/ 7، ابن الجوزي: المنتظم 13/ 26.
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(8)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(9)
الخبر أورده ابن الجوزي في صفة الصفوة 4/ 101، وأبو نعيم في الحلية 10/ 330.
الفصل الثاني
في ذكر مساجد صلى النبي صلى الله عليه وسلم فيها بالمدينة الشريفة،
ولا يعرف اليوم إلا بعض أماكنها، وهي في قرى الأنصار
منها: مسجد بني زريق:
من الخزرج، وهو أول مسجد قريء فيه القرآن بالمدينة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وإن رافع بن مالك الزرقي رضي الله عنه، لما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، في العقبة أعطاه ما نزل عليه من القرآن بمكة إلى ليلة العقبة، وذكر: أن النبي صلى الله عليه وسلم، توضأ فيه ولم يصل، وأعجب من إعتدال قبلته
(1)
.
قال الشيخ جمال الدين
(2)
: «وقرية بني زريق قبلي سور المدينة المشرفة، وقبلي المصلى، وبعضها كان من داخل السور اليوم بالموضع المعروف بذروان - أو ذي أروان
(3)
- التي وضع لبيد بن الأعصم
(4)
- وهو من يهود بني زريق -
(1)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 75، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 214، والسمهودي في وفاء الوفا ص 857.
(2)
ورد عند المطري في التعريف ص 75، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 144، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 214، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 168).
(3)
ذروان: بفتح الذال المعجمة وسكون الراء عند رواة البخاري كافة، وذروان بئر بني زريق.
انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 1135، ووقع في رواية هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن لبيد بن الأعصم وضع السحر في مشط في ذي أروان. انظر: ابن سعد: الطبقات 2/ 196.
وقال الحافظ ابن حجر: «ويجمع بين رواية ذروان وذي أروان بأن الأصل ذي أروان، ثم سهلت الهمزة لكثرة الاستعمال، فصار ذروان، ويؤيد أن أبا عبيد البكري صوب أن اسم البئر أروان، وأن الذي قال ذروان أخطأ، وقد ظهر أنه ليس بخطأ، ووقع في رواية كما قال البكري بئر أروان بإسقاط ذي. قلت: فمن قال ذروان فقد تصرف في أصل الكلمة، ولذلك قال عياض عن الأصمعي: وبعضهم يخطيء فيقول بئر ذروان، والذي صححه ابن قتيبة ذو أروان بالتحريك» . انظر: ابن حجر: فتح الباري 10/ 229 - 230، السمهودي: وفاء الوفا ص 1135 - 1136.
(4)
لبيد بن الأعصم، من يهود بني زريق حليف لهم، وكان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان ساحرا عالما بالسموم. -
السحر في راعوفة
(1)
بئرها، والحديث مشهور»
(2)
.
قال الشيخ أبو الفتح: «ذي أروان: اسم محلة بني زريق، وهناك بئر تسمى: بئر ذي أروان، والمسجد هناك»
(3)
.
ومسجد بني ساعدة:
من الخزرج، رهط سعد بن عبادة، ذكر: أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى فيه، وجلس في السقيفة
(4)
.
عن عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد، عن أبيه، عن جده قال:
(5)
.
وفي هذه السقيفة: كانت بيعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
(6)
.
(4)
- انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 515، ابن سعد: الطبقات 2/ 197، البيهقي: الدلائل 7/ 92.
(1)
الراعوفة: حجر يوضع على رأس البئر يقوم عليه المستقى.
انظر: ابن حجر: فتح الباري 10/ 234.
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب بدء الخلق باب صفة ابليس وجنوده عن عائشة بر قم (3268) 4/ 108، ومسلم في صحيحه كتاب السلام باب السحر عن عائشة برقم (43) 4/ 1719، وأحمد في المسند 6/ 57 عن عائشة.
وقرية بني ساعدة عند بئر بضاعة، والبئر وسط بيوتهم، وشمالي البئر اليوم إلى جهة المغرب بقية أطم من آطام المدينة، يقال: إنه في دار أبي دجانة رضي الله عنه الصغرى التي عند بضاعة
(1)
.
ومسجد عند بيوت المطرفي:
عند خيام بني غفار، روي أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى فيه وأن تلك المنازل، كانت منازل آل أبي رهم كلثوم بن الحصين الغفاري رضي الله عنه
(2)
.
قال الشيخ جمال الدين
(3)
: «وليست الناحية معروفة اليوم» .
ومسجد لجهينة ولمن هاجر من بلى:
عن خارجة بن الحارث بن رافع
(4)
، عن أبيه، عن جده قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعود رجلا من أصحابه من بني الربعة من جهينة يقال له: أبو مريم، فعاده بين منزل بني قيس العطار الذي فيه الأراكة، وبين منزلهم الآخر الذي يلي دار الأنصار، فصلى في المنزل، فقال نفر من جهينة لأبي مريم: لو لحقت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألته أن يخط لنا مسجدا، فقال: احملوني، فحملوه، فلحق النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: مالك يا أبا مريم؟ فقال: يا رسول الله لو خططت
(1)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 75، والسمهودي في وفاء الوفا ص 208 - 209.
(2)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 76، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 215، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 169).
وأبو رهم هو: كلثوم بن الحصين الغفاري، مشهور بكنيته، شهد أحدا، وكان له منزل ببني غفار. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1327.
(3)
ورد عند المطري في التعريف ص 76، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 215، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 169).
(4)
خارجة بن الحارث بن رافع الجهني المدني، كان محدثا صدوقا من السابعة.
انظر: ابن حجر: التقريب ص 186.
لنا/مسجدا؟ فجاء إلى مسجد جهينة وفيه خيام لبلى، فأخذ ضلعا - أو محجنا - فخط لهم به، فالمنزل لبلى والخطة لجهينة
(1)
.
قال الشيخ جمال الدين
(2)
: «وهذه الناحية اليوم معروفة غربي حصن صاحب المدينة والسور القديم بينهما وبين جبل سلع، وعندها أثر باب من أبواب المدينة خراب، ويعرف اليوم بدرب جهينة، والناحية من داخل السور بينه وبين حصن [الأمير صاحب]
(3)
المدينة».
ومسجد دار النابغة:
ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى فيه
(4)
.
ومسجد بني عدي بن النجار:
ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى فيه أيضا
(5)
.
قال الشيخ جمال الدين
(6)
(1)
حديث خارجة بن الحارث: أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 63، وذكره المطري في التعريف ص 76، والمراغي في تحقيق النصرة ص 145، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 215، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 169).
(2)
ورد عند المطري في التعريف ص 76، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 215، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 170).
(3)
سقط من الأصل و (ط) والاضافة من التعريف فقد نقل المؤلف عنه.
(4)
راجع: ابن شبة: تاريخ المدينة 1/ 65، المطري: التعريف ص 77، المراغي: تحقيق النصرة ص 148.
(5)
راجع: ابن شبة: تاريخ المدينة 1/ 65، المطري: التعريف ص 77، المراغي: تحقيق النصرة ص 148.
(6)
ورد عند المطري في التعريف ص 77، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 148، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 215، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 170).
ومسجد بني خدرة:
وخدرة: بضم الخاء المعجمة، وسكون الدال المهملة، واسمه: الأبجر بن عوف بن الحارث، وقيل: خدرة أم أبجر، والأول أشهر، وهم بطن من الأنصار، وأبجر: بفتح الهمزة والجيم، وسكون الباء الموحدة
(1)
.
عن هشام بن عروة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى في مسجد بني خدرة»
(2)
.
وعن يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلى في بعض منازل بني خدرة، فهو المسجد الصغير الذي في بني خدرة مقابل بيت الحيّة
(3)
.
قال الشيخ جمال الدين
(4)
: «ودار بني خدرة عند بئر البصّة» .
ومسجد بني مازن:
عن عمرو بن يحيى بن عمارة
(5)
، عن أبيه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضع
(1)
راجع: ابن حزم: الجمهرة ص 372، القلقشندي: نهاية الأرب ص 243، السمهودي: وفاء الوفا ص 870.
(2)
حديث هشام بن عروة: أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 76، وذكره المطري في التعريف ص 77، والمراغي في تحقيق النصرة ص 148، والسمهودي في وفاء الوفا ص 870.
(3)
حديث يعقوب بن محمد: أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 76، وذكره المطري في التعريف ص 77، والسمهودي في وفاء الوفا ص 870 وقال في تفسير ما ورد في الرواية «مقابل بيت الحية»:«كأنه يشير إلى البيت الذي اتفقت به قصة أن شابا استأذن من النبي صلى الله عليه وسلم أيام الخندق، فلما دخل بيته، إذا حية عظيمة منطوية على الفراش، فأهوى إليها بالرمح فانتظمها، ثم اضطربت عليه الحية فما يدري أيهما كان أسرع موتا الحية أم الفتى» .
(4)
ورد عند المطري في التعريف ص 77، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 216، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 171).
(5)
عمرو بن يحيى بن عمارة المازني المدني، كان محدثا ثقة مات بعد 130 هـ.
انظر: ابن حجر: التقريب ص 428.
مسجد بني مازن بن النجار بيده، وهيأ قبلته ولم يصلي فيه»
(1)
.
وعن يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلى في بيت أم أبي بردة
(2)
، في بني مازن»
(3)
.
قال الشيخ جمال الدين
(4)
: «ودار بني مازن قبل بئر البصّة، وتسمى الناحية اليوم: أبا مازن» .
والمازن: بيض النمل، وهذا من المسمين بأسماء الهوام، كحنش، والحنش: كل شيء يصاد من الطير والهوام، وشبث: دابة تكون في الرمل، وجندب: الجرادة، وأرقم: والأرقم الحيات، والفرغة: القملة ومنه حسان بن الفريغة مصغرا، والطافر: بيض النمل مرفوع وما عداه من البيض بالضاد الساقطة
(5)
.
وها أنا أبّين لك أول ساقط وهي الفرود من الأعداد، وكل ثان قائم وهي الأزواج من الأعداد: والناضر الأخضر والناظر بالعين، وظل عن الطاعة وطل في النعمة، وفاض بره وفاظ بمعنى فرط، والمض داء والمص رمان، والعض
(1)
حديث عمرو بن يحيى: أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 76، وذكره المطري في التعريف ص 77، والمراغي في تحقيق النصرة ص 149.
(2)
أم بردة بنت المنذر بن زيد، من بني عدي بن النجار، وهي التي أرضعت إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي زوج البراء بن أوس، أسلمت وبايعت.
انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 436، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1926.
(3)
حديث يعقوب بن محمد: ذكره المطري في التعريف ص 77، والسمهودي في وفاء الوفا ص 868، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 216، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 171).
(4)
ورد عند المطري في التعريف ص 77، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 149، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 216، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 171).
(5)
هذه المفردات اللغوية أوردها ابن قتيبة في أدب الكاتب ص 72 - 73 باب المسمون بأسماء الهوام والحيوان.
بالأسنان والعظ للزمان، والبطن قلة الطعام والبط الإلحاح، والحض حمل السيف على خصمك، والحظ الغليظ، والحض [الحث]
(1)
والحظ الجد، والدعض هرى اللحم والدعظ النكاح، والغض الكسر، والفض من فض يفض، والقيض [القشر والقيظ]
(2)
الحر، والغيض نقص البحر والغيظ غيظ الإنسان، والفضة الورق والفظة/قطعة في طرف الأحشاء، والضلمة السهر والظلمة الليل، والضجة الغوغاء والظجة الضربة، والمرض معروف والمرط الجوع، والضغر الرجل القصير والظفر للأصبع، والنضير التبر والنظير النحاس، والضرب من ضرب يضرب والظرب نوع من النبات، والضر ضد النفع والظر الصخرة، والقارض بالمقراض والقارظ النمام، وعضم مقبض القوس وعظم الأسنان، والضرف عيش والظرف النطق، والحضيرة الجمع والحظيرة من الدار، والضد واحد من الأعداد والظد من الرجال، والضرير الأعمى والظرير الموضع الحزن، والضهر ضهر الصخرة، والظهر ظهر الإنسان، والضن سيمة الأيام والظن الإتهام، واضباده من الكتب واظباده من الذهب، والحضل أصول السعف والحظل المنع، والفاضل من الناس، والفاضل الباقي، والعضل المنع في النكاح والعظل السفاد من الجراد، والتقريض في الهيجاء والتقريظ في الثناء، والقريض الشعر والقريظ المدبوع بالقرظ، والضرب في فحال الإبل والظرب الربا، والضعيف معروف والظعف بنت، والضفرة من الرمل والظفرة في العين، والرضيف الوقت والرظيف مبسم البعير، والعضة كالطلح والعظة المصدر في الوعظ
(3)
. ذكرها الإمام أحمد بن محمد بن أبي المكارم.
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
هذه المفردات اللغوية أوردها ابن قتيبة في أدب الكاتب ص 200 - 202 باب الأسماء المتقاربة في اللفظ.
ومسجد بني حديلة:
وهو مسجد أبي بن كعب رضي الله عنه. عن يوسف الأعرج وربيعة بن عثمان
(1)
: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلى في مسجد بني حديلة
(2)
.
قال الشيخ جمال الدين
(3)
: «ودار بني حديلة عند بئر حاء شمالي سور المدينة من جهة المشرق، وبنو حديلة
(4)
هم: بنو معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار بن الخزرج».
ومسجد بني دينار
(5)
:
ذكر: أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى في مسجد بني دينار عند الغسالين
(6)
، وأن أبا بكر رضي الله عنه تزوج امرأة من بني دينار بن النجار، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده، فكلموه أن يصلي لهم في مكان يصلون فيه، فصلى لهم في هذا
(1)
ربيعة بن عثمان التيمي، أبو عثمان المدني، كان محدثا صدوقا له أوهام، ت 154 هـ.
انظر: ابن حجر: التقريب ص 207.
(2)
حديث يوسف الأعرج: ذكره المطري في التعريف ص 77، والمراغي في تحقيق النصرة ص 149، والسمهودي في وفاء الوفا ص 853.
(3)
ورد عند المطري في التعريف ص 78، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 149، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 216، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 172).
(4)
بنو حديلة: بضم الحاء وفتح الدال، من بني النجار من الخزرج، وهم بنو معاوية بن عمرو، وحديلة اسم أم معاوية عرفوا بها وهي بنت مالك بن زيد بن مناة. منهم أبي بن كعب.
انظر: ابن حزم: الجمهرة ص 347، القلقشندي: نهاية الأرب ص 299.
(5)
بني دينار بن النجار من الخزرج.
انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 866.
(6)
الغسالين: سمى الأسدي مسجدهم - أي مسجد بني دينار - بمسجد الغسالين، لأنه كان عند الغسالين في غربي وادي بطحان بالحرة، ويعرف اليوم بالمغسلة كان يغسل فيها.
انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 866.
المسجد، ومسجد بني دينار بين دار بني حديلة ودار بني معاوية أهل مسجد الإجابة - المتقدم ذكره
(1)
- أعني مسجد بني معاوية
(2)
.
فهذه بطون بني النجار كلها، ودورهم هذه المذكورة بالمدينة، وما حولها من جهة الشمال إلى مسجد الإجابة وهم: بنو غنم بن النجار، وبنو عدي بن النجار، وبنو مازن بن النجار، وبنو دينار بن النجار، وبنو معاوية بن النجار، وفيهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«خير دور الأنصار دور بني النجار»
(3)
.
ومسجد بأصل المنارتين:
من طريق العقيق الكبرى، صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو لا يعرف
(4)
.
ومسجد بني حارثة:
من الأوس، ذكر: أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى فيه، ودار بني حارثة بيثرب
(5)
.
(1)
تقدم ذكره في الفصل الأول من الباب السابع.
(2)
خبر مسجد بني دينار ورد عند ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 70، والمطري في التعريف ص 78، والمراغي في تحقيق النصرة ص 149، والسمهودي في وفاء الوفا ص 866.
(3)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 78، والمراغي في تحقيق النصرة ص 150، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 172).
وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن دور الأنصار: أخرجه البخاري في صحيحه كتاب مناقب الأنصار باب فضل دور الأنصار عن أبي أسيد برقم (3789،3790) 4/ 271، ومسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب خير دور الأنصار عن أبي أسيد برقم (177) 4/ 1949، وأحمد في المسند 3/ 496 وفي فضائل الصحابة 2/ 805 عن أبي أسيد، والترمذي في سننه 5/ 674 عن جابر بن عبد الله.
(4)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 78، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 217، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 173).
(5)
كذا ورد عند ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 66، والمطري في التعريف ص 78، وقال السمهودي في وفاء الوفا ص 865 معقبا:«ويذكر أن بني حارثة تحولوا قبل الإسلام من دار بني عبد الأشهل إلى دارهم في سند الحرة التي بها الشيخان شامي بني عبد الأشهل، خلاف ما ذكره المطري من أن منازلهم بيثرب» .
ومسجد بني عبد الأشهل
(1)
:
رهط سعد بن معاذ، وأسيد بن/حضير ذكر: أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى فيه، وأن أم عامر بن يزيد بن السكن
(2)
، أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعرق فتعرقه، ثم قام فصلى ولم يتوضأ
(3)
.
وبنو عبد الأشهل: منسوبون إلى عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج
(4)
، قال النبي صلى الله عليه وسلم:«خير دور الأنصار بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل، ثم بنو الحارث، ثم بنو ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير»
(5)
.
ومسجد بني الحبلى:
وهم رهط عبد الله بن أبي سلول، ذكر: أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى فيه
(6)
.
(1)
ويقال له: مسجد واقم. انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 862.
(2)
أم عامر بنت يزيد - وقيل بنت سعيد - بن السكن الأنصارية الأشهلية، كانت من المبايعات ذوات العقل والدين.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1944.
(3)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 78، والمراغي في تحقيق النصرة ص 150، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 173).
وحديث أم عامر: ذكره ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 66، وابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1945، والسمهودي في وفاء الوفا ص 863.
(4)
من بني عمرو بن مالك بن الأوس.
انظر: ابن حزم: الجمهرة ص 471، القلقشندي، نهاية الأرب ص 335، السمهودي: وفاء الوفا ص 864.
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب مناقب الأنصار باب فضل دور الأنصار عن أبي أسيد برقم (3789،3790) 4/ 171، ومسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب خير دور الأنصار عن أبي أسيد برقم (179) 4/ 1950، والترمذي في سننه 5/ 673 عن أبي أسيد وقال أبو عيسى:«حديث حسن صحيح» ، وأحمد في المسند 3/ 496 وفي فضائل الصحابة 2/ 805 عن أبي أسيد.
(6)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 79، والمراغي في تحقيق النصرة ص 152، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 174).
ومسجد بني الحارث بن الخزرج:
ذكر: أنه صلى الله عليه وسلم، صلى فيه
(1)
.
قال الشيخ جمال الدين
(2)
ومسجد بني أمية بن زيد:
بالعوالي في الكبّاء
(3)
عند مال نهيك بن أبي نهيك، ذكر: أنه صلى الله عليه وسلم، صلى فيه
(4)
.
قال الشيخ جمال الدين
(5)
: «[ودارهم]
(6)
شرقي دار بني الحارث وفيهم كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه نازلا بامرأته الأنصارية أم عاصم بنت - أو أخت - عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح رضي الله عنه».
(1)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 79، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 217، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 174).
(2)
ورد عند المطري في التعريف ص 79، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 152، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 217، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 175).
(3)
الكبا: بالفتح والتشديد مقصور، موضع ببطحان بقرب المدينة على نحو ميل أو ميلين.
انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 355، السمهودي: وفاء الوفا ص 1293.
(4)
كذا ورد عند ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 61، والمطري في التعريف ص 79، والمراغي في تحقيق النصرة ص 152، والسمهودي في وفاء الوفا ص 873.
(5)
ورد عند المطري في التعريف ص 79، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 152، السمهودي في وفاء الوفا ص 874.
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
ومسجد بني خدارة:
ذكر: أنه صلى الله عليه وسلم، صلى في مسجد بني خدارة عند الأطم الذي بجرار سعد بن عبادة
(1)
، ووضع يده صلى الله عليه وسلم على الحجر الذي في أطم سعد
(2)
.
قال الشيخ جمال الدين
(3)
ومسجد النور:
صلى، صلى الله عليه وسلم فيه، [ولا يعلم اليوم مكانه
(4)
.
ومسجد بني واقف:
ذكر: أنه صلى الله عليه وسلم، صلى فيه،]
(5)
وهو موضع بالعوالي، كانت فيه منازل بني واقف من الأوس، رهط هلال بن أمية الواقفي
(6)
، أحد الثلاثة الذين خلفوا
(1)
جرار سعد بن عبادة: في منزل بني ساعدة، وكانت حد سوق المدينة من جهة الشام قرب ثنية الوداع، وعندها سقيفة بني ساعدة.
انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 860 - 861.
(2)
كذا ورد عند ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 60، والمطري في التعريف ص 79، والمراغي في تحقيق النصرة ص 152، والسمهودي في وفاء الوفا ص 860، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 174).
(3)
ورد عند المطري في التعريف ص 79، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 152، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 218، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 174).
(4)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 79، والسمهودي في وفاء الوفا ص 877، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 175).
(5)
إضافة تقتضيها الضرورة من التعريف ص 79.
(6)
هلال بن أمية الأنصاري الواقفي، شهد بدرا وأحدا، وهو أحد الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، والثلاثة: كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1542.
عن غزوة تبوك، ولا يعرف مكان دارهم اليوم، إلا أنها بالعوالي
(1)
.
ومسجد في دار سعد بن خيثمة بقباء:
ذكر: أنه صلى الله عليه وسلم، صلى فيه
(2)
.
قال الشيخ جمال الدين
(3)
: «ودار سعد بن خيثمة، أحد الدور التي قبلي مسجد قباء، يزورها الناس إذا أرادوا قباء، وهناك أيضا دار كلثوم بن الهدم في تلك العرصة، وكان صلى الله عليه وسلم، نازلا بها حين قدم المدينة، وكذلك أهله صلى الله عليه وسلم، وأهل أبي بكر رضي الله عنه، حين قدم بهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه
(4)
، وهن: سودة بنت زمعة، وعائشة، وأمها أم رومان
(5)
، وأختها أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنه، وولدت أسماء عبد الله بن الزبير قبل نزولهم إلى المدينة، فكان أول مولود ولد من المهاجرين بالمدينة».
(1)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 79، وأضاف السمهودي في وفاء الوفا ص 875:«قلت: لا دار أعرف من دارهم، لأنهم نزلوا عند مسجد الفضيخ وابتنوا أطما كان موضعه في قبلة مسجد الفضيخ، وهذا من فوائد الاعتناء بذكر المنازل والمطري لم يعتن بها» .
(2)
كذا ورد عند ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 75، والمطري في التعريف ص 79، والسمهودي في وفاء الوفا ص 875.
(3)
ورد عند المطري في التعريف ص 79، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 218، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 175).
(4)
يعلق السمهودي في وفاء الوفا ص 876 على ما ذكره المطري - أن عليا قدم ومعه من ذكر - «فيه نظر، لأن عليا رضي الله عنه لحق النبي صلى الله عليه وسلم بقباء، وأنه صلى الله عليه وسلم بعث زيد بن حارثة وأبا رافع إلى مكة بعد ذلك، فقد ما عليه بأهله، وخرج معهم عبد الله بن أبي بكر بعيال أبي بكر» .
وانظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 237، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 400.
(5)
أم رومان بنت عامر الكنانية، أسلمت قديما بمكة وبايعت وهاجرت إلى المدينة توفيت سنة 6 هـ. انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 276، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1935.
ومسجد التوبة:
صلى، صلى الله عليه وسلم فيه وهو بالعصبة عند بئر هجيم
(1)
، وهو غير معروف
(2)
.
قال الشيخ جمال الدين
(3)
: «أما العصبة، فهي غربي مسجد قباء، فيها مزارع وآبار كثيرة، وهي منازل بني جحجبا بن كلفة، بطن من الأوس» .
ومسجد بني أنيف:
صلى، صلى الله عليه وسلم فيه
(4)
. عن عاصم بن سويد
(5)
، عن أبيه قال: «سمعت مشيخة بني أنيف يقولون: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين كان/يعود طلحة ابن البراء
(6)
رضي الله عنه، قريبا من أطمهم»
(7)
.
قال الشيخ جمال الدين
(8)
: «تكون دار بني أنيف - وهم بطن من
(1)
هجيم: بضم أوله وفتح الجيم، أطم وبئر بالعصبة.
انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 1144،1325.
(2)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 80، والسمهودي في وفاء الوفا ص 876 وأضاف:«وما علمت السبب في تسميته بمسجد التوبة» .
(3)
ورد عند المطري في التعريف ص 80، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 218، والسمهودي في وفاء الوفا ص 876، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 176).
(4)
كذا ورد عند المراغي في تحقيق النصرة ص 154، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 219، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 176).
(5)
عاصم بن سويد بن عامر الأنصاري القبائي، إمام مسجد قباء، روى عن أبيه وعن جده لأمه، وهو من علماء المدينة ومحله الصدق.
انظر: ابن حجر: التهذيب 5/ 44.
(6)
طلحة بن البراء البلوي، من بني أنيف، مرض ومات فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبره ودعا له. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 763، ابن حجر: الاصابة 3/ 524.
(7)
حديث عاصم بن سويد: ذكره المطري في التعريف ص 80، والمراغي في تحقيق النصرة ص 154، والسمهودي في وفاء الوفا ص 875.
(8)
ورد عند المطري في التعريف ص 80، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 154، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 176).
الأوس - بين قرية بني عمرو بن عوف بقباء وبين العصبة».
ومسجد الشيخين:
ويسمى مسجد الشيخ، صلى صلى الله عليه وسلم فيه، وهو موضع بين المدينة وبين أحد على الطريق الشرقية مع الحرة وإلى جبل أحد، وذكروا أنه صلى الله عليه وسلم، من هناك غدا إلى أحد
(1)
. كما قدمنا
(2)
.
ومسجد بني خطمة:
صلى، صلى الله عليه وسلم فيه
(3)
.
ومسجد العجوز:
ذكر: أنه صلى الله عليه وسلم، صلى في مسجد العجوز ببني خطمة، وهي امرأة من سليم
(4)
.
ومسجد بني وائل:
صلى، صلى الله عليه وسلم فيه
(5)
.
قال الشيخ جمال الدين
(6)
: «الظاهر أن منازلهم بالعوالي شرقي مسجد
(1)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 80، والسمهودي في وفاء الوفا ص 865.
(2)
تقدم ذلك في الفصل الخامس من الباب الرابع.
(3)
كذا ورد عند ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 66، والمطري في التعريف ص 80، والسمهودي في وفاء الوفا ص 872.
(4)
كذا ورد عند ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 70، والمطري في التعريف ص 80، والمراغي في تحقيق النصرة ص 155، والسمهودي في وفاء الوفا ص 873.
(5)
كذا ورد عند ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 71، والمطري في التعريف ص 80، والمراغي في تحقيق النصرة ص 155، والسمهودي في وفاء الوفا ص 874.
(6)
ورد عند المطري في التعريف ص 80، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 219، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 177).
الشمس، لأن تلك النواحي كلها ديار الأوس، وما سفل من ذلك إلى المدينة، ديار الخزرج».
ومسجد بني بياضة من الخزرج:
صلى، صلى الله عليه وسلم [فيه،]
(1)
وبنو بياضة: بطن من الأنصار، [ثم من]
(2)
الخزرج
(3)
.
وجميع من يعرف من الصحابة بياضي اثنان: عبد الله بن جابر
(4)
، وسماه أبوه: عبيد، وعبد الله بن غنام
(5)
يعد في أهل الحجاز.
قال المطري
(6)
: «وكانت دار بني بياضة فيما بين دار بني سالم بن عوف من الخزرج بوادي رانوناء، عند مسجد الجمعة إلى وادي بطحان قبلي دار بني مازن بن النجار، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما صلى الجمعة في بني سالم ابن عوف برانوناء، ركب راحلته، فانطلقت به حتى وازنت دار بني بياضة، وتلقاه زياد بن لبيد
(7)
، وفروة بن عمرو
(8)
في رجال بني بياضة».
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
كذا ورد عند ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 64، والمطري في التعريف ص 80، والسمهودي في وفاء الوفا ص 872، وأورد ابن سعد في طبقاته 3/ 598 نسب بني بياضة فقال:«بنو بياضة ابن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج» .
(4)
عبد الله بن جابر البياضي روى عنه عقبة بن أبي عائشة في وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 877.
(5)
عبد الله بن غنام البياضي، له صحبة، وله حديث في سنن أبي داود.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 961.
(6)
ورد عند المطري في التعريف ص 80، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 155، والسمهودي في وفاء الوفا ص 872، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 177).
(7)
زياد بن لبيد البياضي، شهد بدرا وما بعدها من المشاهد، مات في أول خلافة معاوية.
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 598، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 533.
(8)
فروة بن عمرو البياضي الأنصاري، شهد بدرا وما بعدها من المشاهد، واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على المغانم يوم خيبر.
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 599، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1259.
ومسجد بفيفاء الخبار:
ذكر ابن إسحاق في غزوة العشيرة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم، سلك على نقب بني دينار، ثم على فيفاء الخبار، فنزل تحت شجرة ببطحاء ابن أزهر يقال لها: ذات الساق، فصلى عندها، فثم مسجده، وصنع له طعاما عندها، وموضع أثافي البرمة معلومة، واستقى له من ماء يقال له: المشيرب»
(1)
.
قال الشيخ جمال الدين
(2)
: «فيفاء الخبار غربي الجماوات التي بوادي العقيق، وهي الجبال التي في غربي وادي العقيق، وهي أرض فيها سهولة، وفيها حجارة وحفائر وهو الموضع الذي كانت ترعى فيه إبل الصدقة، ولقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه ورد في رواية
(3)
: أنها إبل الصدقة، وفي أخرى
(4)
:
أنها لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنها كانت ترعى بذي الجدر، غربي جبل عير على ستة أميال من المدينة، والروايتان صحيحتان، والجمع بينهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم، كانت له إبل من نصيبه من المغنم، وكانت ترعى مع إبل الصدقة، فأخبروه مرة عن إبله، ومرة عن إبل الصدقة، وأن النفر من عكل - أو من عرينة - أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلحقوا بإبل الصدقة يشربوا من أبوالها وألبانها، ففعلوا ثم قتلوا الراعي، وكان يسمى يسار
(5)
، من موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستاقول الإبل، فبعث في أثرهم عشرين فارسا، واستعمل
(1)
قول ابن إسحاق عن غزوة العشيرة كذا ورد عند ابن هشام في السيرة 1/ 598، والطبري في تاريخه 2/ 405، والمطري في التعريف ص 81، والسمهودي في وفاء الوفا ص 879.
(2)
ورد عند المطري في التعريف ص 81، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 156، والسمهودي في وفاء الوفا ص 879، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 178).
(3)
رواية إبل الصدقة أوردها ابن هشام في السيرة 2/ 640 عن عثمان بن عبد الرحمن.
(4)
رواية لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم أوردها ابن هشام في السيرة 2/ 281، والطبري في تاريخه 2/ 601.
(5)
ترجم له المؤلف في موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم، الفصل الثامن من الباب الثامن.
عليهم كرز بن جابر الفهري، فأدركوهم/فربطوهم، وفقدوا واحدة من لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم، تدعى الحناء، فلما دخلوا بهم المدينة، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغابة
(1)
أسفل المدينة، فخرجوا بهم نحوه فلقوه وهو راجع إلى المدينة، وهو موضع معروف اليوم يجتمع فيه سيل قناة، وسيل بطحان، فأمر بهم صلى الله عليه وسلم، فقطعت أيديهم وأرجلهم، وسملت أعينهم، وصلبوا هناك».
قال الشيخ محب الدين أحمد بن عبد الله بن محمد الطبري
(2)
: «ولم ينقل أنه صلى الله عليه وسلم، اقتنى من البقر شيئا، وكانت له عشرون لقحة بالغابة، وكان له فيها لقاح غزر: الحناء، والسمراء، والعريس، والسعدية، والبغوم، واليسيرة، والدباء، وكانت له لقحة تدعى: بردة أهداها له الضحاك بن سفيان
(3)
، وكانت له: مهرة أرسلها له سعد بن عبادة من نعم بني عقيل، وكانت له:
القصواء ابتاعها من أبي بكر رضي الله عنه، وأخرى من بني قشير بثمانمائة درهم وهي التي هاجر عليها وكانت إذ ذاك رباعية وكان لا يحمل إذا نزل عليه الوحي غيرها وهي العضباء، والجدعاء وهي التي سبقت فشق على المسلمين فقال صلى الله عليه وسلم:«إن من قدر الله تعالى أن لا يرتفع شيء إلا وضعه»
(4)
.
وقيل: المسبوقة العضباء، وهي غير القصواء [قيل: لم تسم بذلك لشيء أصابها، وقيل: كان بأذنها شق فسميت به، لأن القصواء]
(5)
المشقوقة
(1)
الغابة: أسفل المدينة على بريد منها من ناحية الشام، وهي مغيض مياه أوديتها.
انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 299، السمهودي: وفاء الوفا ص 1275.
(2)
ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 161.
(3)
الضحاك بن سفيان الكلبي، كان أحد الأبطال يقوم على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم متوشحا سيفه. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 742، ابن حجر: الاصابة 3/ 477.
(4)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجهاد باب ناقة النبي صلى الله عليه وسلم عن أنس برقم (2872) 3/ 290.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
الأذن، وكان له صلى الله عليه وسلم، مائة من الغنم».
وقال ابن قتيبة: قرأت في مناجاة عزير ربه أنه قال: اللهم إنك اخترت من الأنعام الضانية، ومن الطير الحمامة، ومن النبات الحبلة - يعني الكرم - ومن البيوت بكة وإيلياء، ومن إيلياء بيت المقدس.
وعن الأسود بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ما خلق الله دابة أكرم عليه من النعجة» .
وكانت له صلى الله عليه وسلم سبع منائح: عجوة، وزمزم، وسقيا، وبركة، وورسة، وإطلال، وإطراف وكانت ترعاهن أم أيمن، وكانت له صلى الله عليه وسلم شاة يختص بشرب لبنها تدعى غيثة
(1)
.
[وكان له]
(2)
صلى الله عليه وسلم ديك أبيض
(3)
ذكره أبو سعيد.
وروى القاسم بن الطيلسان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما زلت بالأشواق إلى الديك الأبيض منذ رأيت ديك الله تعالى تحت عرشه ليلة أسري بي، ديكا أبيض زغبه أخضر كالزبرجد إذا خفق خفقت الديوك في الأرض وصرخت لصراخه» . الحديث. قال: فاتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ديكا أبيض.
وقال: «الديك الأبيض صديقي وصديق صديقي وعدو عدو الله يحرس دار صاحبه عشرا عن يمينها وعشرا عن يسارها وعشرا بين يديها وعشرا من
(1)
راجع: ابن سعد: الطبقات 1/ 495، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 176، ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 41، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 163.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
حديث الديك الأبيض: أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات 3/ 4 - 5 من عدة طرق، وقال:«هذه الأحاديث ليس فيها شيء صحيح» .
خلفها»
(1)
. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيته معه في البيت.
وكان ديك آدم عليه السلام أبيض أفرق أصفر الرجلين كالثور العظيم.
عن ابن عباس [رضي الله عنهما]
(2)
قال: أحب الطيور إلى إبليس الطاووس، وأبغضها إليه الديك، والشيطان لا يدخل بيتا فيه ديك أبيض أفرق
(3)
.
وقال قتادة: أكثر الطيور في الجنة الديوك وقال: إن/آدم اختار من الطيور الديك والحمامة، ومن المواشي النعجة، ومن الأنعام الناقة، وكان ديك يوسف عليه السلام أبيض عمره خمسمائة سنة.
وعنه صلى الله عليه وسلم «أن الديك إذا صاح يقول: اذكروا الله يا غافلين، والنسر يقول: ابن آدم عش ما شئت آخره الموت، والعقاب يقول: في البعد عن الناس أنس، والقنبر يقول: اللهم العن مبغضي محمد وآل محمد، والخطاف يقرأ:
{الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ}
(4)
، والضفدع يقول: سبحانه ربي القدوس، والبلبل يقول: أكلت نصف ثمرة فعلى الدنيا العفاء، والدراج يقول: الرحمن على العرش استوى، والورشان يقول:[لدوا للموت وابنوا للخراب، والفاختة تقول: ليت ذا الخلق لم يخلقوا، والطاووس يقول:]
(5)
كما تدين تدان،
(1)
أخرجه الطبراني في الكبير عن صفوان بن عسال برقم (7391) 8/ 68، وذكره المتقي في الكنز برقم (35281) وعزاه لأبي الشيخ عن ابن عمر وبرقم (35283) وعزاه للطبراني في الأوسط وبرقم (35284) وعزاه لابن عدي والبيهقي في الشعب وضعفه عن جابر.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
ذكره المتقي في الكنز برقم (35273) وعزاه لابن قانع عن أيوب بن عتبة وبرقم (35274) وعزاه لأبي بكر البرقي عن أبي زيد وبرقم (35275) وعزاه للحارث بن أبي أسامة عن عائشة.
(4)
سورة الفاتحة آية (2).
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
والهدهد يقول: من لا يرحم لا يرحم، والصرد يقول: اتقوا الله يا مذنبين، والحمامة تقول: سبحان ربي الأعلى ملء سمائه وملء أرضه، والقمري يقول:
سبحان ربي الأعلى، والطيطوى يقول: كل حي ميت وكل جديد بال، والحداء تقول: كل شيء هالك إلا وجهه، والقطاة تقول: من سكت سلم، والببغاء تقول: ويل لمن الدنيا همه، والبازي يقول: سبحان ربي العظيم وبحمده، والحمار يقول: لعنة الله على الظالمين، والغراب يقول: يا معشر الأمم احذروا زوال النعم»
(1)
.
ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى في بقيع الزبير
(2)
صلاة الضحى، فقال له أصحابه: إن هذه لصلاة ما كنت تصليها، فقال:«إنها لصلاة رغب ورهب فلا تدعوها»
(3)
.
وليس هذا المكان اليوم بمعروف
(4)
.
وروي أيضا: أنه صلى الله عليه وسلم، خرج إلى بني عبد الأشهل، وبني ظفر - وهم بنو عم عبد الأشهل أهل مسجد البغلة المتقدم
(5)
- فأتى بخبز ولحم، فأكل ثم صلى ولم يتوضأ
(6)
.
(1)
ذكره الدميري في حياة الحيوان 2/ 170 وعزاه للبغوي والثعلبي في تفسيريهما عن كعب الأحبار وفرقد السنجي بنحوه.
(2)
بقيع الزبير: استقطع النبي صلى الله عليه وسلم الزبير قطعة من سوق المدينة، وهو يجاور منازل بني غنم وشرقي منازل بني زريق، وإلى جانبه في المشرق البقال وفيه الدور والمنازل كدار عروة ومصعب ابنا الزبير.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 474، السمهودي: وفاء الوفا ص 1153.
(3)
ذكره المطري في التعريف ص 75، والسمهودي في وفاء الوفا ص 869.
(4)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 76.
(5)
وهو مسجد بني ظفر المعروف بمسجد البغلة تقدم ذكره في الفصل الأول من الباب السابع.
(6)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 78، والسمهودي في وفاء الوفا ص 869.
ودار [بني عبد الأشهل]
(1)
قبلي دار بني ظفر مع طرف الحرة الشرقية وتعرف بحرة واقم
(2)
، وهي التي كانت فيها وقعة الحرة في أيام يزيد بن معاوية في سنة ثلاث وستين من الهجرة
(3)
.
وعن إبراهيم بن محمد، عن أبيه قال: مطرت السماء على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال لأصحابه: هل لكم بنا في هذا الماء الحديث العهد بالعرش لنتبرك به ولنشرب منه، فلو جاء من مجئية راكب لتمسحنا به، فخرجوا حتى أتوا حرة واقم وشراجها تطرد، فشربوا وتوضؤوا، فقال كعب:
أما والله يا أمير المؤمنين لتسيلن هذه الشراج بدماء الناس كما تسيل [بهذا الماء]
(4)
، فقال رضي الله عنه: إيه الآن دعنا من أحاديثك، قال: فدنا منه ابن الزبير، فقال: يا أبا إسحاق ومتى ذلك وفي أي زمان؟ فقال له كعب:
إياك يا عبيس أن يكون ذلك على رجلك أو يدك
(5)
.
وروي أيضا عن كعب الأحبار أنه قال: إنا نجد في كتاب الله حرة بشرق المدينة يقتل فيها مقتلة تضيء وجوههم يوم القيامة، كما يضيء القمر ليلة البدر
(6)
.
وذكر أنه صلى الله عليه وسلم صلى في دار أنس بن مالك رضي الله عنه وفي دار الشفاء. حكاه ابن الجوزي.
(1)
الاضافة تقتضيها الضرورة من التعريف ص 78.
(2)
سميت بحرة واقم لأطم كان بها لبني عبد الأشهل، فسميت به الناحية.
انظر: المراغي: تحقيق النصرة ص 150.
(3)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 78.
(4)
إضافة تقتضيها الضرورة من التعريف ص 78.
(5)
ذكره المطري في التعريف ص 78 عن إبراهيم بن محمد، والسمهودي في وفاء الوفا ص 864.
(6)
ذكره المطري في التعريف ص 79 عن كعب الأحبار، والمراغي في تحقيق النصرة ص 151.
الفصل الثالث
في ذكر المساجد التي صلى فيها صلى الله عليه وسلم
بين مكة والمدينة
منها: مسجد ذي الحليفة
(1)
:
وهي محرم الحجاج، وميقات أهل المدينة
(2)
. قيل: ذي الحليفة ماء من مياه بني جشم، وقيل: هي ماء بين بني جشم بن بكر وبين بني خفاجة العقيليين، بينه وبين المدينة ستة أميال
(3)
.
وهو منزل/رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من المدينة إلى الحج أو العمرة
(4)
.
والمواقيت أربعة:
ذو الحليفة: وهو ميقات أهل المدينة ومن مرّ بها
(5)
.
وذات عرق
(6)
: لأهل العراق وخراسان والمشرق، وهو الجبل المشرف على
(1)
الحليفة: قرية بينها وبين المدينة ستة أميال، وهي ذو الحليفة ميقات أهل المدينة.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 295، الفيروز ابادي: المغانم ص 119.
(2)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 70، وأضاف السمهودي في وفاء الوفا ص 1002:«ويعرف بمسجد الشجرة، ويعرف اليوم ببئر علي» .
(3)
انظر: المطري: التعريف ص 70، المراغي: تحقيق النصرة ص 157، محب الدين الطبري: القرى ص 65، الفيروز ابادي: المغانم ص 119.
(4)
كما روى البخاري في صحيحه كتاب الحج باب الإهلال عند مسجد ذي الحليفة عن ابن عمر 2/ 178.
(5)
انظر: المطري: التعريف ص 70، المراغي: تحقيق النصرة ص 157، محب الدين الطبري: القرى ص 65، السمهودي: وفاء الوفا ص 1193.
(6)
ذات عرق: مهل أهل العراق، وهو الحد بين نجد وتهامة، وقيل عرق جبل بطريق مكة ومنه ذات عرق. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 107، محب الدين الطبري: القرى ص 74.
العقيق الحجازي والقرية المحدثة بها، أحدثها طلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنه في عهد هشام بن عبد الملك، والعقيق موضع قبيل ذات عرق، وقيل: هو في حرة ذات عرق من الطرف الأقصى، وحدّ العقيق ما بين يزيد النفث إلى غمرة
(1)
- بالغين المعجمة - وقيل: ذات عرق موضع بشرقي مكة بينهما مرحلتان بوادي قرن نجد، سمي بذلك لأن هناك عرقا وهو الجبل الصغير
(2)
.
والصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن لأهل المشرق ميقاتا، لأن العراق فتح بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما [حد لهم]
(3)
عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين فتح العراق.
وفي أفراد البخاري من حديث ابن عمر [رضي الله عنهما]
(4)
قال:
(5)
.
وروى أبو داود من حديث عائشة رضي الله عنها «أن النبي صلى الله عليه وسلم، وقت لأهل العراق ذات عرق»
(6)
. قال ابن الجوزي: اسناده ضعيف.
(1)
غمرة: بالفتح ثم السكون، اسم موضع من أعمال المدينة على طريق نجد، وهو ماء لبني أسد. انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 305، السمهودي: وفاء الوفا ص 1278.
(2)
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 108، ابن حجر: فتح الباري 3/ 389.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب باب ذات عرق لأهل العراق عن ابن عمر 2/ 175، وذكره محب الدين الطبري في القرى ص 73 ومعنى جور أي مائل عن طريقنا.
(6)
أخرجه أبو داود في سننه كتاب المناسك باب المواقيت عن عائشة برقم (1739) 2/ 143، والنسائي في سننه 5/ 125 عن عائشة، وذكره محب الدين الطبري في القرى ص 74.
وقد روى البخاري ومسلم في الصحيحين
(1)
: من حديث ابن عمر وابن عباس [رضي الله عنهما]
(2)
عن النبي صلى الله عليه وسلم: [أنه ذكر المواقيت الأربعة ولم يذكر ذات عرق.
وروى مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم]
(3)
قال: «يهل أهل المدينة من ذي الحليفة، ويهل أهل الشام من الجحفة، ويهل أهل نجد من قرن»
(4)
.
قال ابن عمر رضي الله عنهما: وبلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ويهل أهل اليمن من يلملم»
(5)
.
وخرّج الترمذي والنسائي، عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهو في صحيح البخاري: «أن النبي صلى الله عليه وسلم، وقت لأهل المدينة ذي الحليفة، ولأهل
(1)
أخرجه عن ابن عمر: البخاري في صحيحه كتاب الحج باب ميقات أهل المدينة برقم (1525) 2/ 174، ومسلم في صحيحه كتاب الحج باب مواقيت الحج والعمرة برقم (12) 2/ 839. وأخرجه عن ابن عباس: البخاري في صحيحه كتاب الحج باب مهل أهل الشام برقم (1526) 2/ 174، ومسلم في صحيحه كتاب الحج باب مواقيت الحج والعمرة برقم (11) 2/ 838.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
أخرجه عن ابن عمر: مالك في الموطأ 1/ 330، والبخاري في صحيحه كتاب الحج باب ميقات أهل المدينة برقم (1525) 2/ 174، ومسلم في صحيحه كتاب الحج باب مواقيت الحج والعمرة برقم (13) 2/ 839. وأبو داود في سننه برقم (1737) 2/ 143، والترمذي في سننه برقم (831) 3/ 193، والنسائي في سننه 5/ 122.
(5)
حديث ابن عمر: أخرجه مالك في الموطأ 1/ 331، وأحمد في المسند 1/ 333، والبخاري في صحيحه كتاب الحج باب ميقات أهل المدينة برقم (1525) 2/ 174، ومسلم في صحيحه كتاب الحج باب مواقيت الحج والعمرة برقم (13) 2/ 839، والترمذي في سننه برقم (831) 3/ 193، والنسائي في سننه 5/ 122.
الشام الجحفة، ولأهل نجد قرن المنازل، ولأهل اليمن يلملم»
(1)
.
وخرّج الترمذي والنسائي أيضا، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، وزاد:«ويهل أهل العراق من ذات عرق» وهو في صحيح مسلم
(2)
.
قال القاضي سند: ونجمع بين هذه الأخبار فنقول: وقت ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يبلغ ذلك عمر، ثم وقت عمر فكان مصيبا لتأقيت النبي صلى الله عليه وسلم.
والجحفة: ميقات أهل الشام ومصر والمغرب، وسميت الجحفة: لأن العماليق أخرجوا بني غسان، وهم أخوة عاد من يثرب، فنزلوا الجحفة، وكان اسمها مهيعة، فجاء هم سيل، فاجتحفهم أي احتملهم، فسميت به. وكانت مسكن مسيلمة الكذاب، وقيل: سكنتها اليهود بعد ذلك، ولذلك دعا النبي صلى الله عليه وسلم بنقل الحمى إليها، وهي من مكة على خمسين فرسخا، وقيل: بين مكة والمدينة تحاذي ذي الحليفة
(3)
.
وقرن: ميقات نجد، ويقال: بتسكين الراء، وفتح راءه من الفقهاء من لا يعرف
(4)
. قال ابن زياد: قرن بالتسكين موضع وبفتح الراء حي من اليمن،
(1)
حديث ابن عباس: أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الحج باب مهل أهل الشام برقم (1526) 2/ 174، ومسلم في صحيحه كتاب الحج باب مواقيت الحج والعمرة برقم (12011) 2/ 838، 839، وأبو داود في سننه برقم (1738) 2/ 143.
(2)
حديث جابر بن عبد الله: أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب مواقيت الحج والعمرة برقم (18) 2/ 840، وأشار إليه الترمذي في سننه 3/ 193 بعد روايته حديث ابن عمر.
(3)
انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 111، محب الدين الطبري: القرى ص 71، السمهودي: وفاء الوفا ص 1174.
وحديث نقل الحمى إلى الجحفة أخرجه عن عائشة: البخاري في صحيحه كتاب فضائل المدينة باب (12) برقم (1889) 2/ 274، ومسلم في صحيحه كتاب الحج باب الترغيب في سكنى المدينة برقم (480) 2/ 1003، وأحمد في المسند 6/ 56.
(4)
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 332، محب الدين الطبري: القرى ص 71.
منهم أويس القرني
(1)
. ذكره الجوهري
(2)
.
ويلملم: ميقات أهل اليمن
(3)
، وقد جمعهم بعض الفضلاء فقال:
عرق العراق يلملم اليمن
…
ومن الحليفة يحرم المدني
والشام جحفة إن مررت بها
…
وأهل نجد قرن فاستبن
قال الشيخ جمال الدين
(4)
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال: «بات رسول الله صلى الله عليه وسلم]
(5)
بذي الحليفة مبدأه، وصلى في مسجدها»
(6)
.
وعنه أيضا أنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا وضع رجله في الغرز
(1)
أويس بن عامر القرني المرادي اليماني، تابعي قتل في صفين.
انظر: ابن سعد: الطبقات 6/ 161، البخاري: التاريخ 2/ 55، ابن حجر: التهذيب 1/ 386.
(2)
ورد عند الجوهري في الصحاح 6/ 2181، ومحب الدين الطبري في القرى ص 71.
(3)
يلملم: موضع على مرحلتين من مكة، جبل من جبال تهامة، وهو ميقات أهل اليمن.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 441، محب الدين الطبري: القرى ص 71.
(4)
ورد عند المطري في التعريف ص 71، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 157، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1004، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 179).
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
حديث ابن عمر: أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الصلاة باب المساجد التي على طريق المدينة 1/ 141، وذكره المطري في التعريف ص 70، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1002.
وانبعثت به راحلته قائمة، أهلّ من ذي الحليفة»
(1)
.
يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى في مسجد الشجرة إلى جهة الأسطوانة الوسطى استقبلها، وكان موضع الشجرة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم، صلى إليها، وكانت سمرة
(2)
.
فينبغي للحاج إذا وصل إلى ذي الحليفة أن لا يتعدى في نزوله المسجد المذكور من أربع نواحيه، ومن لم يتحر في ذلك تجاوز الميقات
(3)
.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا قدم من حج أو عمرة، وكان بذي الحليفة هبط بطن الوادي - وادي العقيق - وإذا ظهر من بطن الوادي، أناخ بالبطحاء التي على شفير الوادي الشرقية عرّس
(4)
حتى يصبح، فيصلي الصبح ليس عند المسجد الذي هناك، ولا على الأكمة التي عليها المسجد، كان ثمّ خليج يصلى عنده عبد الله في بطنه كثب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يصلي عنده، ثم فدحا السيل فيه بالبطحاء، حتى دفن ذلك المكان الذي كان عبد الله يصلي فيه
(5)
.
(1)
حديث ابن عمر: أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الحج باب الإهلال من حيث تنبعث الراحلة برقم (27) 2/ 845، وذكره المطري في التعريف ص 70، والمراغي في تحقيق النصرة ص 158، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1003.
(2)
ذكره المطري في التعريف ص 71، وعزاه للزبير بن بكار عن أبي هريرة، والمراغي في تحقيق النصرة ص 158، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1002، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 179).
(3)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 71، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1004.
(4)
التعريس نزول استراحة لغير إقامة، وأكثر ما يكون آخر الليل.
انظر: ابن حجر: فتح الباري 1/ 568.
(5)
حديث ابن عمر: أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الصلاة باب المساجد التي على طريق المدينة برقم (484) 1/ 141، وذكره المطري في التعريف ص 71 - 72، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1005.
وأما عمره صلى الله عليه وسلم، فأربع:
كلها في ذي القعدة
(1)
.
الأولى عمرة الحديبية:
وصدّه المشركون عنها، ثم صالحوه على أن يعود من العام القابل، فحل إحرامه ونحر سبعين بدنة، وكان ذلك في السنة السادسة
(2)
. وفيها كانت بيعة الرضوان
(3)
. وفي هذه السنة صلى صلاة الخوف.
النحر سنة ذكاة الإبل ويجوز ذبحها للضرورة، والذبح [سنة ذكاة الغنم ويجوز نحرها للضرورة، وسنة البقر الذبح والنحر فيها جائز من غير ضرورة، والذبح]
(4)
استيفاء قطع الحلقوم والودجين في قطع واحد، والنحر في اللبة، ولا يجوز ذبح الكافر غير الكتابي، ويجوز ذبح الكتابي.
الثانية عمرة القصية
(5)
:
بالصاد المهملة، ويقال بالمعجمة، وهي عمرة القضاء، وهي عمرة
(1)
حديث عمره صلى الله عليه وسلم: أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المغازي باب غزوة الحديبية عن أنس برقم (4148) 5/ 74، ومسلم في صحيحه كتاب الحج باب بيان عدد عمر النبي صلى الله عليه وسلم عن أنس برقم (217) 2/ 916، والترمذي في سننه 3/ 180 عن ابن عباس.
(2)
انظر: ابن هشام: السيرة 2/ 308 - 320، ابن سعد: الطبقات 2/ 95، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 620 - 637.
(3)
هي مبايعة الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة على حرب قريش حين بلغ النبي قتل قريش عثمان، وكان ذلك عند ما بلغ النبي مكة سائقا الهدي لأداء العمرة فصدته قريش.
انظر: ابن هشام: السيرة 2/ 315، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 631.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
يقال لها عمرة القضاء لحديث ابن عمر «وقاضاهم على أن يعتمر العام المقبل
…
» وقد أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المغازي باب عمرة القضاء برقم (4251) 5/ 10، والبيهقي في الدلائل 4/ 317.
القصاص
(1)
من العام القابل، أحرم بها صلى الله عليه وسلم، من ذي الحليفة، وكان قد تزوج ميمونة الهلالية قبل عمرته
(2)
، ولم يدخل بها، فلما خرج أتى سرف - موضع على عشرة أميال من مكة - فعرس بأهله هناك
(3)
. سرف: بفتح السين، وكسر المهملة
(4)
.
الثالثة عمرة الجعرانة:
في سنة ثمان لما فتح مكة خرج إلى الطائف، فأقام عليه شهرا
(5)
، ثم رجع على دجناء - اسم عقبة - ودجناء بالجيم، ويروى بالحاء المهملة
(6)
.
(1)
ويقال لها عمرة القصاص لأنهم صدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة سنة ست، فاقتص رسول الله منهم، فدخل مكة في ذي القعدة في الشهر الحرام الذي صدوه فيه سنة سبع.
انظر: ابن هشام: السيرة 2/ 370، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 23.
(2)
تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم ميمونة بنت الحارث الهلالية، وكان الذي زوجه إياها العباس بن عبد المطلب - زوج أم الفضل أخت ميمونة - ولم يدخل بها، فأقام بمكة ثلاثا وخرج منها، وفي سرف بنى بها رسول الله، ثم انصرف إلى المدينة راجعا في ذي الحجة.
ابن هشام: السيرة 2/ 372، ابن سعد: الطبقات 8/ 132، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 25.
(3)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 57.
(4)
سرف: موضع على ستة أميال من مكة.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 212.
(5)
كان غزو الطائف في شوال سنة ثمان، فبعد حنين سار رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسلمين من فوره إلى الطائف، وقاتلتهم ثقيف من وراء الحصن، وحاصرهم الرسول بضعا وعشرين ليلة، ولم يؤذن له في فتحه، فرجع إلى المدينة.
انظر: الواقدي: المغازي 3/ 922 - 937، ابن هشام: السيرة 2/ 478 - 486، ابن سعد: الطبقات 2/ 158 - 159، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 82 - 85.
(6)
دجناء، دحناء: من مخاليف اليمن.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 46، وعن المسالك والطرق التي سلكها رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما سار من الطائف إلى الجعرانة. راجع: الواقدي: المغازي 3/ 939، ياقوت: معجم البلدان 4/ 444.
قلت: واليوم تعرف بتجنا بالتاء المثناة من فوق والجيم، سلكتها في آخر شهر ربيع الآخر من سنة أربع وخمسين وسبعمائة
(1)
.
وتحتها من جهة مكة وادي الطود
(2)
، ويقال له: وادي الطاد، وهو أول بلاد بني ريشة، ثم رجع صلى الله عليه وسلم، على قرن المنازل، ثم على نخلة حتى خرج على الجعرانة، فلحقه أهل الطائف وأسلموا
(3)
ودخل صلى الله عليه وسلم مكة معتمرا ليلة الأربعاء لإثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة، وفرغ من عمرته ليلا، ثم رجع إلى الجعرانة/وأصبح بها كبائت ورجع إلى المدينة
(4)
.
الجعرانة: بتخفيف العين، وفتح الراء من غير تشديد، ومن الرواة من يحرك العين ويشدد الراء، والأكثرون على أنه خطأ، وهي من مكة على تسعة أميال
(5)
. وقال العسكري: الصواب كسر الجيم واسكان الراء والقول بكسر الجيم والعين وتشديد الراء خطأ.
وعن محمد بن عبد الله بن ميمون
(6)
يحكي عن الشافعي قال: الجعرانة
(1)
من الإشارات التي تدل على نسبة الكتاب للمؤلف.
(2)
الطود: بفتح أوله وسكون ثانيه، وهو اسم علم للجبل المشرف على عرفة وينقاد إلى صنعاء.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 46.
(3)
حين انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أهل الطائف اتبع أثره عروة بن مسعود الثقفي حتى أدركه قبل أن يصل إلى المدينة فأسلم، فلما رجع إلى قومه دعاهم إلى الإسلام فرموه بالنبل حتى قتلوه، وفي رمضان من السنة التاسعة قدم وفد أهل الطائف على رسول الله فأسلموا.
انظر: الواقدي: المغازي 3/ 960، ابن هشام: السيرة 2/ 537 - 540، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 96.
(4)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 58.
(5)
الجعرانة: ماء بين مكة والطائف، وهي إلى مكة أقرب، وأورد ياقوت الخلاف حول ضبط حروفها. انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 142.
(6)
محمد بن عبد الله بن ميمون، أبو بكر الإسكندراني، كان صدوقا، ت 162 هـ.
انظر: ابن حجر: التقريب ص 490.
والحديبية بالتخفيف
(1)
.
الرابعة اعتمر مع حجته صلى الله عليه وسلم:
ولم يحج صلى الله عليه وسلم، بعد الهجرة، غير حجة واحدة في سنة عشر، وهي حجة الوداع
(2)
، وحج قبل الهجرة حجتين
(3)
.
ونزلت فريضة الحج في سنة ست
(4)
، ولم تفتح مكة إلا في سنة ثمان، فحج فيها بالناس عتّاب بن أسيد، وفي السنة التاسعة حج بالناس أبو بكر رضي الله عنه، وفي السنة العاشرة حج صلى الله عليه وسلم، وهي حجة الوداع، ووافقت في اليوم التاسع من ذي الحجة، فبقي الحج بعدها في اليوم التاسع، وإنما كان يوم عرفة يدور في أيام السنة [كلها]
(5)
حكاه ابن المحب الطبري
(6)
. في كتابه «التشويق إلى البيت العتيق» .
(1)
كذا ورد عند ياقوت في معجم البلدان 2/ 142.
(2)
كان المسلمون يسمونها حجة الإسلام، وكان ابن عباس يكره أن يقال لها حجة الوداع ويقول: حجة الإسلام، وسماها ابن هشام حجة البلاغ وحجة الوداع، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحج بعدها. وكان الرسول خرج من المدينة مغتسلا يوم السبت لخمس ليال بقين من ذي القعدة. انظر: الواقدي: المغازي 3/ 1089، ابن هشام: السيرة 2/ 606، ابن سعد: الطبقات 2/ 162.
(3)
انظر: الواقدي: المغازي 3/ 1089، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 159، البيهقي: الدلائل 5/ 454.
(4)
قال ابن القيم في زاد المعاد 1/ 213: «لما نزل فرض الحج بادر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحج من غير تأخير، فإن فرض الحج تأخر إلى سنة تسعة أو عشرة وأما قوله تعالى: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فإنها وإن نزلت في سنة ست فليس فيها فريضة الحج وإنما فيها الأمر بإتمامه وإتمام العمرة بعد الشروع فيهما وذلك لا يقتضي وجوب الابتداء» .
ولعل المصنف اعتمد على أن الآية نزلت في الإتمام في السنة السادسة ويتعقب عليه بما ذكر ابن القيم.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 51.
ودخل مكة صلى الله عليه وسلم، صبيحة يوم الأحد من كدي - بضم الكاف والقصر - من أعلى مكة
(1)
، وثنية كداء بالفتح والمد أسفل مكة
(2)
.
وقال ابن الجوزي: «كداء بالفتح والمد أعلى مكة، وهو الذي يستحب الدخول منه ينحدر منه على المقابر والمحصب»
(3)
.
وكدي: بضم الكاف مع القصر أسفل مكة بقرب شعب الشافعيين عند قعيقعان، وهو الذي يستحب الخروج منه
(4)
.
وكديّ: بضم الكاف مع تشديد الياء مصغرا، إنما هو لمن خرج من مكة إلى اليمن، قال: وهذا ضبط المحققين، منهم أبو العباس أحمد بن عمر العذري، فإنه كان يرويه عن أهل المعرفة بمكة
(5)
. حكاه عن الحميدي.
والمحصّب
(6)
، والأبطح
(7)
متصل طرف أحدهما بالآخر، فالمحصب الذي يلي أحد طرفيه منى، والآخر الأبطح، ولذلك لم يفرق الراوي بينهما.
فرووا مرة أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى ورقد بالمحصب، وروي مرة أن
(1)
انظر: الواقدي: المغازي 3/ 1097، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 53.
(2)
ثنية كداء: وهي الثنية السفلى. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 439.
(3)
ورد عند ابن الجوزي في المنتظم 4/ 6، والسهيلي في الروض 7/ 98، وياقوت في معجم البلدان 4/ 440.
(4)
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 439،441.
(5)
كذا ورد عند ياقوت في معجم البلدان 4/ 439.
(6)
المحصب: بالضم ثم الفتح وصاد مهملة مشددة، وهو موضع فيما بين مكة ومنى، وهو إلى منى أقرب، وهو بطحاء مكة، خيف بني كنانة، وحده من الحجون ذاهبا إلى منى، والمحصب أيضا موضع رمي الجمار بمنى.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 62، وعن حدود المحصب راجع: الفاكهي: أخبار مكة 4/ 72.
(7)
الأبطح: بالفتح ثم السكون وفتح الطاء المهملة والحاء المهملة، وهو يضاف إلى مكة وإلى منى لأن المسافة بينه وبينها واحدة، وربما كان إلى منى أقرب.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 74، وعن حدود الأبطح راجع: الفاكهي: أخبار مكة 3/ 75.
النبي صلى الله عليه وسلم رقد بالأبطح
(1)
، والمراد واحد، وهما اسمين لواديين بين مكة ومنى.
وكانت الوقفة في تلك السنة بالجمعة، وإذا وافق يوم عرفة جمعة غفر لأهل عرفة
(2)
. حكاه ابن الجوزي.
وكان الحج غير واجب على أهل الشرائع قبلنا وهو الصحيح، وقيل: كان واجبا، ولم يكن واجبا قبل الهجرة.
قال ابن إسحاق: «لم يبعث الله نبيا بعد إبراهيم عليه السلام، إلا وقد حج البيت»
(3)
.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«من خرج [من]
(4)
مكة ماشيا حتى يرجع إلى مكة، كتب الله له بكل خطوة سبعمائة حسنة من حسنات الحرم، قيل له: وما حسنات الحرم؟ فقال: بكل حسنة مائة ألف حسنة، وفي رواية: أن للراكب بكل خطوة سبعون حسنة وللماشي بكل خطوة سبعمائة حسنة»
(5)
.
(1)
فقد روى الفاكهي في أخبار مكة 4/ 68 عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر والعصر والمغرب ورقد بالمحصب، وأخرج مسلم في صحيحه كتاب الحج باب استحباب النزول بالمحصب يوم النفر والصلاة فيه عن ابن عمر برقم (337) 2/ 957 أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا ينزلون الأبطح وعن أبي هريرة برقم (344) 2/ 952 قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمنى: نحن نازلون بخيف بني كنانة. يعني بذلك المحصب.
(2)
انظر: محب الدين الطبري: القرى ص 370.
(3)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في القرى ص 25.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
أخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 360 - 361 عن ابن عباس وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الاسناد» ، ومحب الدين الطبري في القرى ص 20، والرواية الثانية ذكرها محب الدين الطبري في القرى ص 19 عن سعيد بن جبير.
وقد حج إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ماشيين، وحج آدم عليه السلام على رجليه أربعين حجة
(1)
.
وحج الحسن بن علي رضي الله عنهما على رجليه خمسا وعشرين /حجة
(2)
.
وحج أحمد بن حنبل - رحمه الله تعالى - ماشيا مرتين، وحج أبو شعيب ماشيا من نيسابور نيفا وستين حجة، وحج المغيرة بن حكيم نيفا وخمسين حجة حافيا، وحج أبو العباس العباسي ثمانين حجة على قدميه، وحج أبو حمزة الصوفي من قزوين ماشيا، وحج حسن - أخو سنان - الدينوري ستة عشر حجة حافيا
(3)
.
واعلم أن الحسنات والسيئات يتضاعفان بمكة حتى أنه لو همّ فيها الإنسان بسيئة كتبت عليه بخلاف غيرها من البقاع
(4)
.
وقال الضحاك: إن الرجل يهم بالخطيئة بمكة وهو بأرض أخرى فتكتب عليه ولم يعملها. نسأل الله العصمة.
واعلم أن الملكان الكاتبان من قديم الزمان دليله قول النهشلي، وكان جاهلي:
فلا تحسبيني كافرا لك نعمة
…
على شاهدي يا شاهد الله فاشهد
يريد: على لساني يا ملك الله فاشهد.
(1)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في القرى ص 19،20.
(2)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في القرى ص 19،20.
(3)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في القرى ص 19،20.
(4)
لا يحتج بهذا الكلام عند أهل العلم، لأنه لا دليل عليه من الكتاب والسنة يؤيد هذا الاطلاق.
قال الغزالي: وقد وكل الله تعالى بكل إنسان مائة وستين ملكا، ولولا ذلك لاختطفته الشياطين، فإذا خلى الإنسان كان معه من العوالم ما لا يعلمه إلا الله تعالى.
رجعنا إلى المقصود:
ومن المساجد التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم، بين مكة والمدينة:
مسجد بشرف الروحاء:
والروحاء من أعمال الفرع
(1)
. عن سالم بن عبد الله، عن أبيه رضي الله عنه قال:«صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بشرف الروحاء عن يمين الطريق وأنت ذاهب إلى مكة، وعن يسارها وأنت مقبل من مكة»
(2)
.
قال الشيخ جمال الدين
(3)
: «شرف الروحاء، وهو آخر السيّالة وأنت متوجه إلى مكة، وأول السيّالة إذا قطعت فرش ملل
(4)
وأنت مغرب، وكانت الصخيرات الثمام
(5)
عن يمينك، وهبطت من فرش ملل، ثم رجعت على يسارك واستقبلت القبلة فهذه السيّالة، وكانت قد تجدد فيها بعد النبي صلى الله عليه وسلم عيون
(1)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 221، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 180).
(2)
حديث ابن عمر: أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الصلاة باب المساجد التي على طرق المدينة برقم (485) 1/ 142، وذكره المطري في التعريف ص 72، والمراغي في تحقيق النصرة ص 158، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1007.
(3)
ورد عند المطري في التعريف ص 72، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 159، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1008.
(4)
فرش ملل: بفتح الشين وسكون الراء، واد بين غميس الحمام وملل، وهي منازل نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سار إلى بدر، وملل - بالتحريك - واد ينحدر من ورقان جبل مزينة حتى يصب في الفرش.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 250،4/ 194.
(5)
الثمام: بضم أوله، وصخيرات الثمام إحدى منازل النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر، وهي بين بدر والسيالة وفرش. انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 84.
وسكان، وآخرها الشرف المذكور، والمسجد عنده، وعنده قبور قديمة، ثم تهبط في وادي الروحاء مستقبل القبلة، ويعرف اليوم: بوادي بني سالم، بطن من حرب فتمشي مستقبل القبلة وشعب علي رضي الله عنه على يسارك، إلى أن تدور الطريق بك إلى المغرب، وأنت مع أصل الجبل الذي على يمينك، فأول ما يلقاك مسجد على يمينك، ويعرف ذلك المكان: بعرق الظبية
(1)
، ويبقى جبل ورقان
(2)
على يسارك.
ومسجد بعرق الظبية:
- وهو المتقدم ذكره
(3)
- وكان فيه قبر كبير في قبلته فتهدم، صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي المسجد الآن: حجر قد نقش عليه بالخط الكوفي عند عمارته: الميل الفلاني من البريد الفلاني».
قال الزبير حدثنا ابن الحسن، عن أخيه، عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف
(4)
، عن أبيه، عن جده قال: «أول غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا معه: غزوة الأبواء
(5)
، حتى إذا كنا بالروحاء، عند عرق الظبية قال:
(1)
عرق الظبية: بالضم، هو من الروحاء على ثلاثة أميال مما يلي المدينة.
انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 239، السمهودي: وفاء الوفا ص 1259.
(2)
ورقان: بالفتح ثم الكسر - وقد تسكن - جبل عظيم أسود بين العرج والرويثة.
انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 1331.
(3)
في السطر السابق.
(4)
كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني المدني، ضعيف من السابعة.
انظر: ابن حجر: التقريب ص 460.
(5)
غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الأبواء في ربيع الأول السنة الثانية، ويقال لها: غزوة ودّان، وكان يريد قريشا وبني ضمرة، فوادعته فيها بنو ضمرة.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 591، ابن سعد: الطبقات 2/ 8، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 407.
أتدرون ما اسم هذا الجبل - يعني [ورقان - هذا حمت اللهم بارك فيه، وبارك لأهله فيه، تدرون ما اسم هذا الوادي - يعني]
(1)
وادي الروحاء - هذا سجاسج، لقد صلى في هذا المسجد قبلي سبعون نبيا/ولقد مر بها - يعني الروحاء - موسى بن عمران صلى الله عليه وسلم في سبعين ألفا من بني إسرائيل عليه عباءتان قطوانيتان على ناقة ورقاء، ولا تقوم الساعة حتى يمر بها عيسى بن مريم حاجا أو معتمرا، أو يجمع الله له ذلك»
(2)
.
وفي رواية [أخرى]
(3)
قال
(4)
: «هذا سجاسج واد من أودية الجنة» الحديث.
وذكر أبو عبيد البكري: «أن قبر مضر بن نزار بالروحاء على ليلتين من المدينة، بينهما إحدى وأربعون ميلا، وقيل: أربعون، وقيل: عشرة فراسخ وذلك ثلاثون ميلا»
(5)
.
وفي صحيح مسلم: أن ما بين الروحاء والمدينة ستة وثلاثون ميلا
(6)
.
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
حديث الزبير: أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 80 عن محمد بن الحسن بن زبالة عن أخيه عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده، وذكره المطري في التعريف ص 72 وعزاه للزبير عن عمرو بن عوف، والمراغي في تحقيق النصرة ص 159، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1009.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
أوردها أبي عبيد البكري في معجم ما استعجم 1/ 682، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1009، 1222.
(5)
ورد عند أبي عبيد البكري في معجم ما استعجم 1/ 683، والمطري في التعريف ص 72، والمراغي في تحقيق النصرة ص 160، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1222.
(6)
انظر: المطري: التعريف ص 72، البكري: معجم ما استعجم 1/ 681، ياقوت: معجم البلدان 3/ 76.
ومسجد الغزالة:
في آخر وادي الروحاء مع طرف الجبل على يسارك، وأنت ذاهب إلى مكة، ولم يبق فيه اليوم إلا عقد الباب، صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
وعن يمين الطريق إذا كنت بهذا المسجد وأنت مستقبل البادية موضع كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ينزل فيه ويقول: هذا منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ثمّ شجرة، وكان ابن عمر [رضي الله عنه، إذا نزل هذا المنزل وتوضأ]
(2)
يصب فضل وضوءه في أصلها ويقول: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل
(3)
.
وإذا كان الإنسان عند مسجد الغزالة - المذكور - كانت طريق النبي صلى الله عليه وسلم، إلى مكة المشرفة على يساره مستقبل القبلة، وهي الطريق المعهودة من قديم الزمان يمر على بئر يقال لها: السقيا، ثم على ثنية هرشى
(4)
، وهي طريق الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، والطريق اليوم من طرف الروحاء على البادية إلى مضيق الصفراء
(5)
.
وفي الصحيحين: من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم:
(1)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 72، والمراغي في تحقيق النصرة ص 160، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1010.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 72 - 73، والمراغي في تحقيق النصرة ص 160، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1011.
(4)
ثنية هرشي: بفتح الهاء والشين، ثنية بطريق مكة بين بدر وودان يرى منها البحر.
انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 433، السمهودي: وفاء الوفا ص 1326.
(5)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 73، والمراغي في تحقيق النصرة ص 160، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1011.
أنه مر بوادي الأزرق فقال: أي واد [هذا؟ قالوا: هذا]
(1)
وادي الأزرق، قال: كأني انظر إلى موسى عليه السلام هابطا من الثنية وله جؤار إلى الله بالتلبية، ثم أتى على ثنية هرشي، فقال: كأني انظر إلى يونس بن متى عليه السلام على ناقة جعدة عليه جبة من صوف خطام ناقته خلبة مارا بهذا الوادي ملبيا»
(2)
. الخلبة: الليف.
وقد ذكر البخاري وغيره عدة [مساجد]
(3)
في أماكن معروفة، لكن المساجد [التي صلى فيها]
(4)
اليوم لا تعرف
(5)
.
[فمنها: مسجد الرويثة]
(6)
:
على يمين الطريق المذكورة، تجده حين تفضي من أكمة [دون]
(7)
الرويثة
(8)
بميلين، تحت صخرة ضخمة قد انكسر أعلاها، فانثنى في جوفها، وهي قائمة على ساق والرويثة معروفة والمسجد غير معروف
(9)
.
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
حديث ابن عباس: أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الايمان باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السموات برقم (268) 1/ 152، وأحمد في المسند 1/ 215، وابن ماجة في سننه 2/ 965، والحاكم في المستدرك 2/ 343.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
أوردها البخاري في صحيحه كتاب الصلاة باب المساجد التي على طريق المدينة بأرقام (483 - 492) 1/ 141، وذكرها المطري في التعريف ص 73، والمراغي في تحقيق النصرة ص 160.
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(8)
الرويثة: بالضم وفتح الواو وسكون المثناة تحت وفتح المثلثة، منهل بين مكة والمدينة على ليلتين من المدينة.
انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 165، السمهودي: وفاء الوفا ص 1224.
(9)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 73، والمراغي في تحقيق النصرة ص 160، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1012.
ومسجد بطريق تلعة
(1)
:
من وراء العرج
(2)
، وأنت ذاهب إلى مكة على يمين الطريق على رأس خمسة أميال من العرج إلى هضبة هناك، وعندها ثلاثة أقبر، ورضم من حجارة بين سلمات هناك، كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يروح من العرج بعد أن تميل الشمس بالهاجرة، فيصلي الظهر في هذا المسجد.
والعرج معروف
(3)
. أما المسجد فهو غير معروف.
ومسجد [ثنية هرشي:
(4)
]
على يسار الطريق وأنت ذاهب إلى مكة في مسيل دون/ثنية هرشي، إلى سرحة هي أقرب السرحات إلى الطريق، وهي أطولهن، وعقبة هرشي معروفة سهلة المسلك
(5)
.
ومسجد بالأثاية:
ولا تعرف
(6)
.
(1)
ويقال له مسجد المنبجس، حيث يقول السمهودي في وفاء الوفا ص 1014 «وعلى ثلاثة أميال من العرج قبل المشرق مسجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له مسجد المنبجس، ولعله المسجد المذكور أي بطريق تلعة من وراء العرج» .
(2)
العرج: بفتح أوله وسكون ثانيه، عقبة بين مكة والمدينة على جادة الحاج تذكر مع السقيا. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 98.
(3)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 73، والمراغي في تحقيق النصرة ص 161، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1014،1017.
(4)
الاضافة تقتضيها الضرورة من التعريف ص 73.
(5)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 73، والمراغي في تحقيق النصرة ص 161، وذكره السمهودي في وفاء الوفا ص 1017 باسم:«مسجد عقبة هرشي» .
(6)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 73، والمراغي في تحقيق النصرة ص 161، وأضاف السمهودي في وفاء الوفا ص 1012:«قال المطري الأثاية ليست معروفة. قلت: الأثاية موضع في طريق الجحفة طريق الذاهب إلى مكة، بينه وبين المدينة خمسة وعشرون فرسخا وفيه بئر وعليها المسجد المذكور» .
ومسجد بالمسيل الذي بوادي مرّ الظهران
(1)
:
حين تهبط من الصفراء، وأنت على يسار الطريق وأنت ذاهب إلى مكة، ومرّ الظهران بطن مر المعروف
(2)
.
ومسجد بذي طوي:
ووادي طويّ
(3)
بمكة بين الثنيتين
(4)
، وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أكمة سوداء تدع من الأكمة عشرة أذرع أو نحوها يمينا، ثم تصلي مستقبل الفرضتين بين الجبل الطويل الذي بينك وبين الكعبة، وليس بمعروف
(5)
.
ومسجد بدبّة المستعجلة:
وذكر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، نزل بالدبّة - دبّة المستعجلة
(6)
- من المضيق، واستقى له من بئر الشعبة الصابّة أسفل من الدّبة، فهو لا يفارقها
(1)
مر الظهران: واد قرب مكة، وعنده قرية يقال لها مرّ تضاف إلى هذا الوادي وبها عيون كثيرة ونخل. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 63.
(2)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 73، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 183)، وسماه السمهودي في وفاء الوفا ص 1019:«مسجد بطن مر الظهران، ويقال له مسجد الفتح» .
(3)
الطوى: بالفتح ثم الكسر وتشديد الياء، وهي البئر المطوية بالحجارة، وهو بئر حفرها عبد شمس ابن عبد مناف بأعلى مكة.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 51.
(4)
الثنتين: أي الثنية المشرفة على مقبرة مكة والثنية التي تهبط على الحصاص، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم ينزل فيه ويعتمر، وفي حجته حين حج نزل تحت سمرة في موضع المسجد.
انظر: الأزرقي: أخبار مكة 2/ 203.
(5)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 73، والمراغي في تحقيق النصرة ص 161، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 184).
(6)
دبة المستعجلة: بفتح الدال المهملة وتشديد الموحدة، وهو الكثيب من الرمل.
انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 1022.
الماء أبدا
(1)
.
قال الشيخ جمال الدين
(2)
: «والمستعجلة هي المضيق الذي يصعد إليه الحاج إذا قطع النازية، وهو متوجه إلى الصفراء، [وذكر ابن إسحاق:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، نزل بشعب سير وهو الشعب الذي بين المستعجلة والصفراء]
(3)
وقسم به غنائم أهل بدر، ولا يزال فيه الماء غالبا».
ومسجد الصفراء
(4)
:
ذكر ابن زبالة: أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى فيه، وصلى بمسجد آخر بموضع يسمى: ذات أل من مضيق الصفراء، وفي مسجد آخر بذفران
(5)
، واد معروف يصب في الصفراء من جهة الغرب، وأنهم حفروا بئرا في موضع سجود النبي صلى الله عليه وسلم، ووجدوا الماء بها فضلا عن العذوبة على ما حولها ببركة النبي صلى الله عليه وسلم
(6)
.
ومسجد بالبرود:
ذكر: أن النبي صلى الله عليه وسلم، نزل في موضع المسجد الذي بالبرود من مضيق الفرع، وصلى فيه صلى الله عليه وسلم
(7)
.
(1)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 73، والمراغي في تحقيق النصرة ص 162، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1022.
(2)
ورد عند المطري في التعريف ص 74، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 162، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1023، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 184).
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
الصفراء: قرية قرب المدينة كثيرة النخل، وهي فوق ينبع مما يلي المدينة.
انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 219، السمهودي: وفاء الوفا ص 1252.
(5)
ذفران: بفتح أوله وكسر ثانيه، واد قرب وادي الصفراء.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 6، السمهودي: وفاء الوفا ص 1214.
(6)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 74، والمراغي في تحقيق النصرة ص 162، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1024.
(7)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 74، والمراغي في تحقيق النصرة ص 163، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1026.
ومسجد من طريق مبرك
(1)
:
ذكر: أنه صلى الله عليه وسلم، صلى فيه في مطلعه من طريق مبرك في مسجد هناك بينه وبين دعان
(2)
ستة أميال
(3)
.
الفصل الرابع
في ذكر المساجد التي صلى فيها رسول الله
(4)
صلى الله عليه وسلم،
بين المدينة وتبوك
لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم، غزوة تبوك
(5)
، بنى في سفرته سبع عشرة مسجدا، وقيل: ثمانية عشر
(6)
.
(1)
مبرك: بالفتح والسكون، نقب يخرج من ينبع إلى المدينة تنسب إليه ثنية مبرك، وتسلك إلى ينبع في المغرب من جهة أسفل خيف بني سالم من ذات اليمين وطريق الصفراء ذات اليسار. انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 1025،1298.
(2)
دعان: بالفتح، بين المدينة وينبع.
انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 1211.
(3)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 74، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 185).
(4)
في (ط): «النبي صلى
…
».
(5)
غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك في رجب سنة تسع لضرب من تجمع من الروم وعاملة ولخم وجذام، فوجدهم قد تفرقوا، فلم يلق كيدا.
انظر: الواقدي: المغازي 3/ 989، ابن هشام: السيرة 2/ 516، ابن سعد: الطبقات 2/ 165، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 100.
(6)
أورد الواقدي في مغازيه 3/ 999، وابن هشام في سيرته 2/ 530 جريدة بأسماء مساجد الرسول صلى الله عليه وسلم فيما بين المدينة وتبوك، وعددها سبعة عشر، ولم يذكر المسجد العاشر «مسجد بالشوفس» .
الأول مسجد تبوك:
ويسمى مسجد التوبة، وهو من المساجد التي بناها عمر بن عبد العزيز
(1)
.
الثاني مسجد بثنية مدران:
بفتح الميم، وكسر الدال المهملة، تلقاء تبوك
(2)
.
الثالث مسجد بذات الزّراب:
بتشديد الزاي، وبعدها راء مهملة، وهو على مرحلتين من تبوك
(3)
.
[الرابع مسجد بالأخضر:
على أربع مراحل من تبوك.]
(4)
الخامس مسجد بذات الخطمي:
بالخاء المعجمة، على خمس مراحل من تبوك
(5)
.
(1)
انظر: المطري: التعريف ص 74، المراغي: تحقيق النصرة ص 163، السمهودي: وفاء الوفا 1029.
(2)
انظر: المطري: التعريف ص 74، المراغي: تحقيق النصرة ص 163، السمهودي: وفاء الوفا 1029.
وثنية مدران: بالفتح والكسر، موضع في طريق تبوك من المدينة.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 76، الفيروز ابادي: المغانم ص 372.
(3)
في الأصل و (ط): «ذي الزراب» وما أثبتناه من التعريف ص 74، وتحقيق النصرة ص 163، ووفاء الوفا ص 1029. والزراب: اسم موضع في طريق تبوك من المدينة.
انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 170.
(4)
إضافة تقتضيها الضرورة من التعريف ص 74، وتحقيق النصرة ص 163، ووفاء الوفا ص 1029.
(5)
انظر: المطري: التعريف ص 74، المراغي: تحقيق النصرة ص 163، السمهودي: وفاء الوفا ص 1029.
والخطمي: بفتح الخاء، موضع في طريق تبوك من المدينة.
انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 170.
السادس مسجد - أيضا - بألي:
بفتح أوله وثانيه على خمس مراحل من تبوك
(1)
.
السابع مسجد بطرف البتراء
(2)
:
تأنيث أبتر، قال ابن إسحاق: من ذنب كواكب، وقال أبو عبيد البكري:
إنما هو كوكب، وهو جبل في تلك الناحية في بلاد بني الحارث بن كعب
(3)
.
الثامن مسجد بشق تاراء:
بالتاء المثناة من أعلى
(4)
.
التاسع مسجد بذي الحليفة:
قاله ابن إسحاق وابن زبالة
(5)
.
العاشر/ مسجد بالشوشق:
حكاه الحافظ عبد الغني، عن الحاكم
(6)
.
(1)
انظر: المطري: التعريف ص 74، المراغي: تحقيق النصرة ص 163، السمهودي: وفاء الوفا ص 1029.
(2)
البتراء: جبل بناحية المدينة على طريق الشام من تبوك.
انظر: البكري: معجم ما استعجم 1/ 224.
(3)
ورد عند أبي عبيد البكري في معجم ما استعجم 1/ 224، والمطري في التعريف ص 74، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1029.
(4)
انظر: المطري: التعريف ص 74، المراغي: تحقيق النصرة ص 163، السمهودي: وفاء الوفا ص 1030.
وتاراء: بالمد، موضع بين المدينة وتبوك. انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 72.
(5)
انظر: المطري: التعريف ص 74، المراغي: تحقيق النصرة ص 163، ويذكر السمهودي في وفاء الوفا ص 1116 بأن ذي الحليفة موضع بين المدينة وتبوك، وهي غير ميقات أهل المدينة.
(6)
انظر: المطري: التعريف ص 74، المراغي: تحقيق النصرة ص 164، السمهودي: وفاء الوفا ص 1030.
الحادي عشر مسجد بصدر حوضي:
بالحاء المهملة، والضاد المعجمة مقصورة
(1)
.
الثاني عشر مسجد بالحجر
(2)
.
الثالث عشر مسجد بصعيد قرح
(3)
.
الرابع عشر [مسجد بوادي القرى:
قال الحاكم: مسجد الصعيد هو اليوم: مسجد وادي القرى
(4)
.
الخامس عشر مسجد بالرقعة:]
(5)
قال أبو عبيد البكري: أخشى أن يكون: بالرقمة، بالميم من الشقة، شقة بني عذرة
(6)
.
(1)
انظر: المطري: التعريف ص 74، المراغي: تحقيق النصرة ص 164، وحوصاء: بالصاد المفتوحة والمد، موضع بين وادي القرى وتبوك.
انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 133.
(2)
انظر: المطري: التعريف ص 74، المراغي: تحقيق النصرة ص 164، السمهودي: وفاء الوفا ص 1030.
والحجر: بكسر الحاء وسكون الجيم، قرية على يوم من وادي القرى بين جبال، وبها كانت منازل ثمود.
انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 106، السمهودي: وفاء الوفا ص 1184.
(3)
انظر: المطري: التعريف ص 74، المراغي: تحقيق النصرة ص 164، السمهودي: وفاء الوفا ص 1030.
وقرح: بالضم ثم السكون، اسم لسوق وادي القرى وقصبتها من أعمال المدينة من ناحية الشام. انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 336.
(4)
انظر: المطري: التعريف ص 74، المراغي: تحقيق النصرة ص 164، السمهودي: وفاء الوفا ص 1030.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
ورد عند أبي عبيد البكري في معجم ما استعجم 1/ 666، والمطري في التعريف ص 75، والمراغي في تحقيق النصرة ص 164، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1030. -
السادس عشر مسجد بذي العروة:
وهي من أعمال المدينة، بينها وبين المدينة ثمانية برد
(1)
.
السابع عشر مسجد بفيفاء الفحلتين
(2)
:
وهي أيضا من أعمال المدينة، بها عيون وبساتين لجماعة من أولاد الصحابة رضي الله عنهم، منهم: أزهر بن عوف بن عبد بن الحارث
(3)
، وبها مات أبوه، وأبواه ابن عم عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وتولى دفنه بها ابن عمه: حفص بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف
(4)
.
الثامن عشر مسجد بذي خشب:
بضم الخاء، والشين المعجمتين، على مرحلة من المدينة، ثم نزل صلى الله عليه وسلم بذي أوان، ولم يذكر أنه صلى الله عليه وسلم صلى فيه
(5)
. وقد تقدم ذكره
(6)
.
(6)
- والرقعة: بالفتح ثم السكون، موضع قرب وادي القرى من الشقة.
انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 158.
(1)
في (ط): «ثمانية أميال» .
وعن مسجد ذي المروة راجع: المطري: التعريف ص 75، المراغي: تحقيق النصرة ص 164. وذي المروة: قرية بوادي القرى بي ن ذي خشب ووادي القرى.
انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 1305.
(2)
فيفاء الفحلتين: قنتان مرتفعتان على يوم من المدينة، بينها وبين ذي المروة.
انظر: الف يروز ابادي: المغانم ص 311، السمهودي: وفاء الوفا ص 1280.
(3)
أزهر بن عوف الزهري القرشي، ابن عم عبد الرحمن بن عوف، نصب أعلام الحرم أيام عمر بن الخطاب. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 74.
(4)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 35، والمراغي في تحقيق النصرة ص 164، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1031.
(5)
انظر: المطري: التعريف ص 75، المراغي: تحقيق النصرة ص 164، السمهودي: وفاء الوفا ص 1031.
(6)
في الفصل الأول من الباب السابع عند ذكر مسجد الضرار.
الفصل الخامس
في ذكر المشهور من المساجد
التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم في الغزوات وغيرها
منها مسجد بعصر:
على مرحلة من المدينة، صلى فيه صلى الله عليه وسلم، عند خروجه إلى خيبر
(1)
.
ومسجد بالصهباء
(2)
:
والصهباء أدنى من خيبر، صلى به المغرب، وهو معروف، وذكر ابن زبالة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وصل خيبر
(3)
نزل بين أهل الشق وأهل النطاة، وصلى إلى عوسجة هناك وجعل حول مصلاه حجارة يعرف بها
(4)
.
ومسجد بشمران
(5)
:
ذكر ابن زبالة: أنه صلى الله عليه وسلم صلى أيضا على رأس جبل بخيبر يقال له:
(1)
انظر: المطري: التعريف ص 82، المراغي: تحقيق النصرة ص 164.
وعصر: بكسر أوله وسكون ثانيه، ويروى بالتحريك، والصواب بالكسر. جبل بين المدينة والفرع.
انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 265، السمهودي: وفاء الوفا ص 1267.
(2)
الصهباء: موضع بين المدينة وخيبر على بريد منها.
انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 225.
(3)
في الأصل و (ط): «خيبير حين رجوعه من الطائف» وما أثبتناه من التعريف ص 82.
(4)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 82، والمراغي في تحقيق النصرة ص 164، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 185).
(5)
سمران: بفتح السين المهملة وسكون الميم، جبل بخيبر، والعامة تقول: مسمران، وضبطه البعض بالشين المعجمة.
انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 186، السمهودي: وفاء الوفا ص 1226.
شمران، فثم مسجده من ناحية سهم بني النزار
(1)
.
قال المطري
(2)
وعن سعيد بن المسيب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خيبر مقدسة والسوارقية مؤتفكة»
(3)
.
وخيبر كانت مسكن اليهود وموضع الخيابرة منها على ثمانية برد من المدينة
(4)
.
وفي خيبر رد رسول الله صلى الله عليه وسلم، الشمس على علي رضي الله عنه بعد ما غربت حتى صلى العصر
(5)
.
(1)
ذكره المطري في التعريف ص 83 وعزاه لمحمد بن الحسن بن زبالة، والمراغي في تحقيق النصرة ص 166، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1028.
(2)
ورد عهد المطري في التعريف ص 83، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 166، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1029، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 186).
(3)
حديث سعيد بن المسيب: ذكره المطري في التعريف ص 83، والمراغي في تحقيق النصرة ص 167، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 186).
(4)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 83، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 225، والنهرواني في تاريخ المدينة (186).
والخيبر بلسان اليهود: الحصن، ولذلك سميت بخيابر لكثرة حصونها.
انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص 1209.
(5)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 225، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 186).
وحديث رد الشمس ذكره القاضي عياض في الشفا 1/ 185 عن أسماء بنت عميس من طريقين وعزاهما للطحاوي في المشكل، والسمهودي في وفاء الوفا ص 822 - 823 وأضاف:«قال أحمد بن صالح: لا ينبغي لمن سبيله العلم التخلف عن حفظ حديث أسماء، لأنه من علامات النبوة. وقال المجد: صرح ابن حزم بأن الحديث موضوع وأن قصة رد الشمس على عليّ باطله وسفه قائله» .
ومسجد ببدر:
كان عند العريش الذي بني لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم بدر، وهو معروف اليوم، يصلى فيه ببطن الوادي بين النخيل، والعين قريبة منه
(1)
.
ومسجد بالعشيرة:
في بطن ينبع، معروف اليوم
(2)
.
ومسجد بالحديبية:
لا يعرف، بل تعرف ناحيتها لا غير، وهو بجدة وبين مكة وجدة مثل ما بين مكة والطائف، ومثل ما بين مكة وعسفان. قال مالك: وبينهما أربعة برد
(3)
.
وقيل: الحديبية اسم بئر، وقيل: موضع على طرف الحرم مما يلي جدة على تسعة أميال من مكة
(4)
.
قال صاحب صور الأقاليم: بعض الحديبية في الحل وبعضها في الحرم،
(1)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 82، والمراغي في تحقيق النصرة ص 165، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1026.
(2)
انظر: المطري: التعريف ص 82، المراغي: تحقيق النصرة ص 165، السمهودي: وفاء الوفا ص 1026.
والعشيرة: بضم العين وفتح الشين، حصن صغير بين ينبع وذي المروة، من أرض بني مدلج. انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص 264، والسمهودي: وفاء الوفا ص 1266.
(3)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 82، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1032 وأضاف: ويقال له مسجد الشجرة.
ويقول الفاكهي في أخبار مكة 5/ 82: «وهذا المسجد عن يمين طريق جدة، وهو المسجد الذي يزعم الناس أنه الموضع الذي كان فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، وهو مسجد آل كرز» .
(4)
انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 229.
وهي أبعد الحل إلى البيت العتيق/وليس هي في طول الحرم ولا في عرضه، ولكنها في مثل زاوية الحرم، ولذلك صار بينها وبين المسجد أكثر من يوم
(1)
.
وقد قيل في معرفة حدود الحرم:
وللحرم التحديد من أرض طيبة
…
ثلاثة أميال إذا رمت اتقانه
وسبعة أميال عراق وطائف
…
وجدة عشر ثم تسع جعرانة
وقيل: حد الحرم من طريق المدينة دون التنعيم عند بيوت غفار على ثلاثة أميال، ومن طريق جدة منقطع الأعشاش على عشرة أميال، ومن طريق الطائف على طريق عرفة من بطن نمرة على أحد عشر ميلا - وقيل: على سبعة أميال - ومن طريق اليمن أضاءة لين على سبعة أميال - وقيل: على ستة - ومن طريق العراق على ثنية خل بالمقطع سبعة أميال - وقيل:
ثمانية - ومن طريق الجعرانة في شعب آل عبد الله بن خالد بن أسيد على تسعة أميال، ومما يلي عرفة على سبعة أميال
(2)
.
قال النووي: الحديبية معروفة، وهي بئر قريبة من مكة دون مرحلة، ويجوز فيها تخفيف الياء الثانية وتشديدها، والتخفيف هو الصحيح، وهو قول الشافعي رحمه الله تعالى وأهل اللغة، والتشديد قول ابن وهب وأكثر المحدثين
(3)
.
(1)
انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 229.
والحديبية: في طريق جدة القديم يعرف اليوم بالشميسي، وهي ليست من الحرم وتبعد عن أنصاب الحرم حوالي واحد ونصف كيلو.
انظر: الفاكهي: أخبار مكة 5/ 70 حاشية.
(2)
كذا ورد عند الأزرقي في أخبار مكة 2/ 130 - 131.
(3)
انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 229.
وكانت الشجرة بالقرب من البئر، ثم إن الشجرة فقدت، وكانت سمرة
(1)
.
وأما ما يذكر من عوام الحجيج أنها الشجرة التي بين منى ومكة، فخطأ فاحش.
وكانت البيعة تحتها، وأول من بايع أبو سنان
(2)
وهب بن محصن، وقيل:
أبوه أبو سنان المذكور.
وكانوا ألفا وثلثمائة، وقيل: وخمسمائة، وقيل: وأربعمائة، وقيل:
وخمسمائة وخمسة وعشرين، وقيل: كان من قريش مائة وأربعة وثمانون، ومن الأنصار ألف وتسعون، وكانت الخيل مائة وتسعون
(3)
.
ومسجد بليّة
(4)
:
من أرض الطائف، وبين الطائف وليّة قريب من ثمانية أميال
(5)
.
قال الشيخ جمال الدين
(6)
: «وهو معروف رأيته، وعنده أثر في حجر
(1)
انظر: الفاكهي: أخبار مكة 5/ 77.
(2)
أبو سنان بن وهب الأسدي، اختلف في اسمه فقيل وهب بن عبد الله، وقيل وهب بن محصن، وأصح ما قيل فيه أنه أخو عكاشة بن محصن، شهد بدرا.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1684.
(3)
انظر: ابن هشام: السيرة 2/ 309، ابن سعد: الطبقات 2/ 98، الفاكهي: أخبار مكة 5/ 81.
(4)
لية: بتشديد الياء وكسر اللام، من نواحي الطائف.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 30.
(5)
انظر: المطري: التعريف ص 82، المراغي: تحقيق النصرة ص 135، السمهودي: وفاء الوفا ص 1034.
(6)
ورد عند المطري في التعريف ص 82، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 165، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1034، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 187).
يقال: إنه أثر خف ناقة النبي صلى الله عليه وسلم، وأقاد صلى الله عليه وسلم ببحرة الرغا
(1)
حين [نزلها]
(2)
بدم، وهو أول دم أقيد في الإسلام، رجل من بني ليث قتل رجلا من بني هذيل فقتله به».
(3)
.
قلت: وهذا الحصن باق إلى الآن بالبناء الجاهلي، وفيه مقدار أربعين بيتا، وفيه بئر، وفيها تنين عظيم يمنعهم البناء إلا أن يذبحوا عنده. وهو بالقرب من مسجد الحجاج بن يوسف، وكان قد بني هذا المسجد بتربة حمراء يؤتى بها من اليمن، ولم يبق إلا آثاره ومنارته خراب
(4)
.
قال هشام بن حسان
(5)
: أحصينا ما قتل الحجاج صبرا، فبلغ/مائة ألف وعشرين ألف رجل، سوى ما قتل في حروبه، وخرج من سجنه يوم مات ستون ألفا، ما منهم من حل قيدا ولا غير حالا، إلا في بلده الذي كان منه
(6)
.
(1)
بحرة الرغا: موضع من أعمال الطائف قرب لية.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 346.
(2)
اضافة تقتضيها الضرورة من التعريف ص 82 فقد نقل عنه المؤلف.
(3)
قول ابن إسحاق ورد عند: ابن هشام في السيرة 2/ 482، والطبري في تاريخه 3/ 83، والمراغي في تحقيق النصرة ص 135،165، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1034.
(4)
قول المؤلف نقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 225، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 187).
(5)
هشام بن حسان الأزدي القردوسي، أبو عبد الله البصري، كان محدثا ثقة ت 147 هـ.
انظر: ابن حجر: التقريب ص 572.
(6)
انظر: ابن عساكر: تهذيب تاريخ دمشق 4/ 83، الذهبي: تاريخ الاسلام حوادث سنة 95 ص 323، ابن العماد: شذرات الذهب 1/ 108.
هلك بواسط، ودفن بها سنة خمس وتسعين
(1)
، من العلماء منهم من كفّره وهو مجاهد وميمون بن مهران وأبو البختري والشعبي، ومنهم من أطلق اللعنة عليه وأجازها وهو إبراهيم النخعي
(2)
، ومنهم من فسقه وهو الحسن
(3)
.
ولم يسمع أن أحدا سفك دما أكثر منه، غير ما روي عن عبد الرحمن أبي مسلم المروزي
(4)
، صاحب الدولة العباسية، أنه ظهر [سنة تسع وعشرين ومائة، ثم سار إلى أبي العباس سنة ست وثلاثين، وقتله المنصور]
(5)
سنة سبع وثلاثين
(6)
، قالوا: قتل ستمائة ألف صبرا، سوى ما قتل في حروبه، وسفك أبو العباس السفاح ألف ألف [دم]
(7)
ومدة ولايته أربع سنين، وهو
(1)
وذلك في ليلة سبع وعشرين من رمضان من هذه السنة.
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 7/ 4، الذهبي: سير أعلام 4/ 343، وتاريخ الاسلام حوادث سنة 95 هـ ص 326، ابن العماد: شذرات الذهب 1/ 106.
(2)
قيل لإبراهيم النخعي ما ترى في لعن الحجاج؟ فقال: ألم تسمع إلى قول الله أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظّالِمِينَ سورة هود آية 18 - وأشهد أن الحجاج كان منهم.
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 7/ 4.
(3)
كان الحجاج قتل سعيد بن جبير في رمضان سنة 95 هـ، فقال الحسن البصري يوم قتله: اللهم أعن على فاسق ثقيف.
انظر: ابن العماد: شذرات الذهب 1/ 108.
(4)
عبد الرحمن بن مسلم، أبو مسلم الخراساني، صاحب الدعوة العباسية، والقائم بإنشاء الدولة العباسية، كان شجاعا ذا رأي وعقل وحزم، إلا أنه كان فاتكا، قتله المنصور بالمدائن في شعبان سنة 137 هـ.
انظر: المسعودي: مروج الذهب 2/ 275، الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 10/ 207 - 211، ابن الجوزي: المنتظم 8/ 17.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
انظر: خليفة: تاريخ خليفة 2/ 442، الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 10/ 210، ابن الجوزي: المنتظم 8/ 17.
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
أول خلفاء بني العباس
(1)
- وابنته ريطة التي ينسب إليها باب ريطة
(2)
- كانت عنده بردة النبي صلى الله عليه وسلم التي لبسها الخلفاء، والقضيب، والمخضرة، وكان قد دفنهما مروان
(3)
لئلا يصل إليهما أحد بعده، فلما قتل مروان أظهرهما خصيا له، فبعثا إلى أبي العباس
(4)
.
ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطائف:
في وسط المسجد المعروف اليوم: بمسجد عبد الله بن عباس، وفي ركن المسجد الكبير منار عال بني في أيام الناصر لدين الله أحمد بن المستضيء، وخلفه تحت المنارة بئر ينزل فيها إلى الماء بدرج قريب الأربعين درجة
(5)
. نزلتها في سنة أربع وخمسين وسبعمائة.
ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، في هذا الجامع بين قبتين صغيرتين، يقال:
(1)
فقد بويع السفاح في ربيع الأول سنة 132 هـ، وتوفي في ذي الحجة سنة 136 هـ. انظر: خليفة: تاريخ خليفة 2/ 437، الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 10/ 47، الذهبي: سير أعلام 6/ 77.
(2)
باب ريطة أحد أبواب المسجد النبوي، ويعرف الآن بباب النساء، ودار ريطة المقابلة له كانت دارا لأبي بكر الصديق، توفيت ريطة بنت أبي العباس السفاح في بداية خلافة الرشيد. انظر: المسعودي: مروج الذهب 2/ 321، المطري: التعريف ص 39، المراغي: تحقيق النصرة ص 76.
(3)
مروان بن محمد الجعدي، آخر خلفاء بني أمية، قتل في بوصير من أعمال الفيوم في ذي الحجة سنة 132 هـ. انظر: خليفة: تاريخ خليفة 2/ 427، المسعودي: مروج الذهب 2/ 229، ابن الجوزي: المنتظم 7/ 301.
(4)
بعد مقتل مروان بن محمد أقبل خادمه ومعه «شارات الخلافة» فقبض على الخادم فوجدوا معه القضيب والبرد ومخصر ومصحف فأخذوها منه وأرسلوها إلى أبي العباس السفاح. انظر: المسعودي: مروج الذهب 2/ 229، ابن العماد: شذرات الذهب 1/ 184.
(5)
انظر: المطري: التعريف ص 82 - 83، المراغي: تحقيق النصرة ص 166، السمهودي: وفاء الوفا ص 1034 - 1035، النهرواني: تاريخ المدينة (ق 188).
أنهما بنيتا في موضع قبتي زوجتيه صلى الله عليه وسلم اللتين كانتا معه: زينب بنت جحش
(1)
، وأم سلمة رضي الله عنهما، وبين القبتين محراب، وكذلك قدام القبتين أيضا محراب، ولا يبعد أن يكون صلى الله عليه وسلم، صلى في المحرابين
(2)
.
وللمسجد العباسي أربعة أروقة في قبلته، وله ثلاثة أبواب في يمينه ويساره ومؤخره، وفي ركنه الأيمن القبلي قبر سيدنا عبد الله بن عباس، ابن عم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى قبره لبن ساج على بنيان طوله من الأرض ثلاثة أشبار، وعرضه بطول القبر عشرة أشبار، وقليل وعرض القبر ستة أشبار وقليل، أمر بعمله الإمام المقتفي لأمر الله في سنة سبع وأربعين وخمسمائة، كذا مكتوب في الخشب
(3)
.
أمه لبابة بنت الحارث
(4)
، أخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ولد بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين، وتوفي بالطائف سنة ثمان وستين وقد أصم
(5)
.
قال ميمون بن مهران
(6)
: شهدت جنازة [سيدنا عبد الله بن العباس]
(7)
(1)
في الأصل و (ط): «عائشة وأم سلمة
…
». والصواب أن اللاتي خرجن معه: زينب وأم سلمة. انظر: ابن هشام: السيرة 2/ 482، ابن سعد: الطبقات 2/ 158، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 83.
(2)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 82، والمراغي في تحقيق النصرة ص 166، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1035.
(3)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 83، والمراغي في تحقيق النصرة ص 166، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 188).
(4)
لبابة بنت الحارث الهلالية، أم الفضل وأخت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وزوجة العباس بن عبد المطلب، أسلمت قديما وولدت للعباس أكثر بنيه.
انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 277 - 279، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1907.
(5)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 934.
(6)
ميمون بن مهران، أبو أيوب الجزري، كان فقيها ومحدثا ثقة، ت 117 هـ.
انظر: ابن حجر: التقريب ص 556.
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
بالطائف، فلما وضع ليصلي عليه، جاء طائر أبيض حتى دخل في أكفانه، فالتمس فلم يوجد، فلما سوي عليه التراب سمعنا صوتا ولم نر شخصا يقول:
(1)
.
جملة ما روي: ألف وستمائة وستون حديثا
(2)
، أخرج له منها في الصحيحين: مائتان وأربعة [وثلاثون حديثا]
(3)
/المتفق عليه منها: خمسة وسبعون، وانفرد البخاري: بمائة وعشرة، ومسلم بتسعة وأربعين
(4)
.
وعنده في القبة: ثلاثة قبور، وقدامها إلى القبلة ثلاثة أخرى على يمين الداخل من الباب، على إحدى تلك القبور: هذا قبر زبيدة توفيت في جمادى الآخرة من سنة خمس وستين وثلثمائة
(5)
.
قلت: الظاهر أن هذه غير زبيدة بنت جعفر امرأة هارون الرشيد. فقد ذكر المسعودي في «مروج الذهب» أن زبيدة بنت جعفر توفيت سنة ست عشرة ومائتين، في خلافة المأمون، اسمها أمة العزيز، وهي ابنة عمة الرشيد وزوجته، وأم الأمين
(6)
، وهي التي بنت الآبار والبرك والمصانع بمكة،
(1)
سورة الفجر آية (27 - 30).
وخبر الطائر أخرجه أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة 2/ 964 عن مسعر عن غيلان بن عمرو ابن سويد، وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 939 بلفظ مغاير.
(2)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 363.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 395.
(5)
كذا ورد عند النهرواني في تاريخ المدينة (ق 189).
(6)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 10/ 276.
وحفرت العين المعروفة بعين المشاش
(1)
بالحجاز، وأجرتها من مسافة اثنى عشر ميلا إلى مكة، وأنفقت عليها ألف ألف مثقال وسبعمائة ألف مثقال، وأدخلتها مكة وفرقتها في شوارعها
(2)
، وهي العين التي جددها جوبان بعد العشرين وسبعمائة، ثم انقطعت في عشر الأربعين أو هي الآن مقطوعة.
قيل: كانت زبيدة تلبس الثوب الوشي بخمسين ألف دينار، وكان دخلها كل يوم عشرة آلاف درهم، حجت من العراق ماشية في أيام الرشيد.
رؤيت بعد موتها فقيل: ما فعل الله بك؟ فقالت: غفر لي بأول معول ضرب في طريق مكة، وفي رواية: في عقبة الجمرة، وفي رواية قالت: ما نفعني إلا ركعات كنت أصليها في كل ليلة قبل السحر، قال الرائي: ورأيت على وجهها أثر صفرة، فسألتها عنها، قالت: دفن بالقرب منا رجل يعرف ببشر المريسي
(3)
، كان يعتقد خلق القرآن، فزفرت عليه جهنم، فلم يبق أحد من أهل المقبرة إلا إصفر وجهه
(4)
.
(1)
المشاش: بالضم، يتصل بجبال عرفات وجبال الطائف، وفيها مياه كثيرة وعظائم قنى منها المشاش، وهو الذي يجري بعرفات ويتصل إلى مكة.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 131.
(2)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 10/ 277.
وقد بدأ العمل في عين المشاش سنة 194 هـ، ووصف الأزرقي العمل في هذه العين والجهود العظيمة من أجل إرواء أهل مكة بالماء، وكيف تغلب العمال على الحفر في الصخور إلى أن وصلت المياه إلى شوارع الحرم، حتى صارت مكرمة لأم جعفر.
انظر: الأزرقي: أخبار مكة 2/ 231.
(3)
بشر بن غياث، أبو عبد الرحمن المريسي، اشتغل بالكلام وجرد نفسه للقول بخلق القرآن، ت 218 هـ انظر: الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 7/ 56 - 67، ابن الجوزي: المنتظم 11/ 31.
(4)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المنتظم 10/ 278.
[فائدة:]
(1)
لم يعلم أحد تولى الخلافة من أبوه هاشمي وأمه هاشمية غير ثلاثة:
علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وابنه الحسن، والأمين
(2)
.
وهارون الرشيد: هو ابن المهدي بن المنصور بن محمد بن عبد الله بن العباس
(3)
، هو أول من لعب بالشطرنج والنرد من خلفاء بني العباس، وأول خليفة لعب بالصولجة، ورمي بالنشاب، ولعب بالأكرة والطاب، أمه الخيزران، هي أم أخيه الهادي، كان في أيامه ببغداد مائة ألف حمام، لكل حمام خمسة أنفس على القليل، جملتها خمسمائة ألف رجل.
وكان [فيها]
(4)
من بعده في أيام الموفق ستين ألف حمام، كان الموفق يطبق دفتره على مائة ألف مرتزق، وكان ببغداد بعد الموفق في أيام المقتدر تسعة وعشرون ألف حمام، خلف المقتدر يوم مات نيف وتسعون ألف دينار.
قال الحاكم: لم يبلغني أن أحدا من الصحابة توفي ببغداد.
يروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: تبنى مدينة بين دجلة ودجيل
(5)
وقطربل والصراة
(6)
تجبى إليها خزائن الأرض يخسف بها
(7)
. يعني بغداد.
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 10/ 276 وتلقيح فهوم ص 700.
(3)
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 15 ابن الجوزي: المنتظم 8/ 318.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
دجيل: تصغير نهر بأعلى بغداد عليه قرى. انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 443.
(6)
الصراة: بالفتح، نهر يأتي من نهر عيسى عند المحول ويصب في دجلة.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 399.
(7)
ذكره القاضي عياض في الشفا 1/ 226، والسيوطي في اللآليء 1/ 470 وعزاه للخطيب عن جرير ابن عبد الله مرفوعا وفي الخصائص الكبرى 3/ 30 وعزاه لأبي نعيم عن جرير بن عبد الله.
توفي الرشيد/بطوس
(1)
غازيا سنة ثلاث وتسعين ومائة
(2)
، وولي الخلافة سنة سبعين ومائة
(3)
، وفي هذه الليلة: توفي أخوه الهادي، وفيها ولد المأمون، فكانت من العجائب: توفي خليفة، وقام خليفة، وولد خليفة
(4)
.
ومن العجائب أيضا:
أنه سلّم على الرشيد بالخلافة عمه سليمان بن المنصور، وعم أبيه المهدي وهو العباس بن محمد، وعم جده المنصور وهو عبد الصمد بن علي، وقال له عبد الصمد: يا أمير المؤمنين هذا مجلس فيه أمير المؤمنين، [وعم أمير المؤمنين]
(5)
وعم عمه، وعم عم عمه: وذلك أن سليمان عم الرشيد، والعباس عم سليمان، وعبد الصمد عم العباس
(6)
.
ومن العجائب:
أن عبد الصمد - هذا - حج بالناس سنة خمسين ومائة، وقد حج قبله
(1)
طوس: مدينة بخراسان، بينها وبين نيسابور نحو عشرة فراسخ.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 49.
(2)
في قرية يقال لها «سناباذ» يوم السبت لأربع ليال خلون من جمادى الآخرة.
انظر: المسعودي: مروج الذهب 2/ 321، الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 14/ 16، ابن الجوزي: المنتظم 9/ 231.
(3)
بويع الرشيد يوم الجمعة لإثنتي عشرة ليلة بقيت من ربيع الأول بمدينة السلام.
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 230، المسعودي: مروج الذهب 2/ 321، الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 14/ 16، ابن الجوزي: المنتظم 8/ 318.
(4)
كذا ورد عند الخطيب في تاريخ بغداد 14/ 16، وابن الجوزي في المنتظم 8/ 320 والمدهش ص 61.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 61، والمنتظم 8/ 320 - 321، وابن العماد في شذرات الذهب 1/ 274.
يزيد بن معاوية سنة خمسين، وهما في النسب إلى [آل]
(1)
عبد مناف سواء، لأن عبد الصمد هو: ابن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم ابن عبد مناف، ويزيد هو: ابن معاوية بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس ابن عبد مناف، وكان عبد الصمد أسنانه قطعة واحدة
(2)
.
ومن العجائب:
أخوان وثلاثة أخوة وأربعة أخوة كلهم ولي الخلافة. فالأخوان: السفاح والمنصور، والهادي والرشيد، والواثق والمتوكل، والمسترشد [والمقتفي]
(3)
.
والثلاثة: الأمين والمأمون والمعتصم بنو الرشيد، والمكتفي والمقتدر والقاهر بنو المعتضد، والراضي والمتقي والمطيع بنو المقتدر، والأربعة بنو عبد الملك بن مروان
(4)
.
روى الفقيه أبو الخير عن عيسى بن مريم عليه السلام أنه قال: من قال عند رؤية الجنازة لا إله إلا الله العافي بعد قدرته، لا إله إلا الله الباقي بعد فناء خلقه، لا إله إلا الله كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون غفر الله ذنوبه.
ومن العجائب:
ثلاثة نسوة كلهن ولدن خليفتين:
الأولى: ولادة ابنة العباس، تزوجها عبد الملك بن مروان، فولدت له
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
انظر: ابن الجوزي: المدهش ص 61.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
انظر: ابن الجوزي: المدهش ص 62.
وأبناء عبد الملك هم: الوليد، وسليمان، ويزيد، وهشام.
الوليد وسليمان، فوليا الخلافة،
الثانية: شاه فرند ابنة فيروز بن يزدجرد، تزوجها الوليد بن عبد الملك، فولدت له يزيد وإبراهيم فوليا الخلافة،
الثالثة: [الخيزران]
(1)
ولدت للمهدي الهادي والرشيد فوليا الخلافة
(2)
.
ومن العجائب:
أن عبد الله بن عمرو [بن عثمان كان له أربع بنات: عبدة، وعائشة، وأم سعيد، ورقية، تزوجهن أربعة من الخلفاء: عبدة تزوجها الوليد بن عبد الملك، وعائشة تزوجها سليمان بن عبد الملك، وأم سعيد تزوجها يزيد بن عبد الملك، ورقية تزوجها هشام]
(3)
بن عبد الملك
(4)
.
وقيل: [إن]
(5)
أعرق الناس في الخلافة: عاتكة بنت يزيد [بن معاوية ابن أبي سفيان]
(6)
أبوها وجدها خلفاء، وأخوها معاوية بن يزيد خليفة، وزوجها عبد الملك بن مروان خليفة، وأربابها الوليد، وسليمان، وهشام خلفاء
(7)
. حكاه الأصمعي.
وروى الحافظ أبو علي أحمد بن محمد البردائي: أن رجلا من نيسابور ادعى أنه كانت امرأة تجلس بين إثنا عشر رجلا كل منهم خليفة، [وكل
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
انظر: ابن الجوزي: المدهش ص 64.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
انظر: ابن الجوزي: المدهش ص 63.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط)، وتلقيح فهوم ص 700.
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط)، وتلقيح فهوم ص 700.
(7)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 700.
منهم]
(1)
لها محرم، قال أبو علي: فعلمت أنها فاطمة بنت عبد الملك [بن مروان ابن الحكم بن أبي العاص - واسم أبي العاص: أبان -]
(2)
بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وأنهم ثلاثة عشر خليفة/وكل منهم لها محرم، وأسقط القائل منهم رجلا، وأنا أبين ذلك: فأبوها عبد الملك بن مروان خليفة، وأخوتها الوليد وسليمان ويزيد وهشام بنو عبد الملك كلهم خلفاء، وجدها لأبيها مروان بن الحكم خليفة، وهي عمة ثلاث خلفاء الوليد بن يزيد بن عبد الملك ويزيد ابن الوليد بن عبد الملك وإبراهيم بن الوليد بن عبد الملك، وجدها لأمها خليفة وهو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، [لأن أمها]
(3)
عاتكة بنت يزيد بن معاوية كان لها اثنا عشر محرما خلفاء: يزيد أبوها، ومعاوية جدها، ومعاوية بن يزيد أخوها، وعبد الملك زوجها، ومروان حموها، ويزيد بن عبد الملك ابنها، والوليد بن يزيد ابن ابنها، والوليد وهشام وسليمان بنو عبد الملك بنو زوجها، ويزيد وإبراهيم ابنا الوليد ابنا ابن زوجها [وهو معاوية بن يزيد، وزوجها عمر بن عبد العزيز، ولدت له: عبد الملك بن عمر، وكانت عاتكة أتمت المسألة عن ثلاثة عشر ذكر، غير أنها عاتكة بنت يزيد بن معاوية]
(4)
.
واعلم أن بغداد أبو جعفر المنصور:
هو الذي خطها، وكان يرتاد كل يوم من قطربل إلى موضع المدينة، فسأله راهب عن حاله، فقال: إني أريد أن أبني هنا مدينة، فقال له: إنا نجد صاحبها يقال له مقلاص، فقال أبو جعفر: أنا والله كنت أدعى وأنا صبي في الكتّاب بمقلاص
(5)
.
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
والخبر أورده ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 700.
(5)
انظر: الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 1/ 67، ياقوت: معجم البلدان 2/ 458.
وضرب اللبن، وقال لأبي سهل بن نوبخت المنجم: اختر لي يوما أضع فيه الأساس، فاختار له، ثم قال: احكم الآن، فقال: يتم بناؤها وتعمر ثم تخرب بعد موتك، ليس بصحراء، ولكن دون العمران الأول
(1)
.
ووضع المنصور أول لبنة بيده
(2)
، وذلك بعد ما أخبر المنصور بأن المشتري في القوس في طالعها يدل على طول بنائها وكثرة عمارتها وانصباب الدنيا إليها، وقال له: لا يموت بها خليفة أبدا، وقيل: لا يموت بها خليفة من بني العباس، فلم يمت بها خليفة
(3)
، وقيل: مات بها الأمين
(4)
، واستكمل بنائها في سنة تسع وأربعين ومائة
(5)
، ومات المنصور سنة ثمان وخمسين ومائة
(6)
.
والآن نقصد ما نحن بصدده:
قال الشيخ جمال الدين
(7)
: «ورأيت بالطائف شجرات سدر، يذكر أنهن
(1)
انظر: الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 1/ 68، ياقوت: معجم البلدان 2/ 460.
(2)
في سنة 145 هـ أمر أبو جعفر المنصور بتأسيس مدينة بغداد.
انظر: الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 1/ 66، ياقوت: معجم البلدان 2/ 457.
(3)
كذا ورد عند الخطيب في تاريخ بغداد 1/ 67 - 68، وياقوت في معجم البلدان 2/ 460.
(4)
فقد روى الخطيب في تاريخ بغداد 1/ 68،69 عن محمد بن داود بن الجراح «أنه لم يمت بمدينة السلام خليفة منذ بنيت إلا محمد الأمين، فإنه قتل في شارع باب الأنبار.
ونقل الخطيب عن أحمد الكاتب: بأن الأمين لم يقتل في المدينة، وإنما مات خارج باب الأنبار عند بستان طاهر».
(5)
استتم البناء سنة 146 هـ، وفي سنة 149 هـ استتم بناء السور وجميع أمورها.
انظر: الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 1/ 66،67.
(6)
مات المنصور ببئر ميمون من مكة وهو محرم.
انظر: خليفة: تاريخ خليفة 2/ 458، الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 10/ 61، ابن الجوزي: المنتظم 8/ 221.
(7)
ورد عند المطري في التعريف ص 83، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 166، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1035، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 190).
من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمنهن واحدة دور جذرها خمسة وأربعون شبرا، وأخرى تزيد على الأربعين، وأخرى سبعة وثلاثون».
سمعت والدي - رحمه الله تعالى - يقول: ذرعت جذر واحدة منهن، فكان ستة وثلاثون ذراعا.
قال الشيخ جمال الدين
(1)
، يذكر أن ناقته صلى الله عليه وسلم، دخلت من بينهما وهو ناعس».
قال رحمه الله تعالى
(2)
قلت: «ورأيت بوج - قرية من قرى الطائف - سدرة محاذية للحبرة - قريبة أيضا - يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم، جلس تحتها/حين أتاه عداس بالطبق فيه العنب وأسلم، وقالوا: سحره محمد، والقصة مشهورة
(3)
، ورأيت غارا في جبل هناك عند آخر الحبرة تحته العين، يذكر أنه جلس فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك الوادي جميعه محرم كحرم مكة، لا ينفر صيده ولا يعضد شجره»
(4)
.
(1)
ورد عند المطري في التعريف ص 83، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 166، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1035، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 190).
(2)
أي المطري في التعريف ص 83، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 166، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1035، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 190).
(3)
أوردها ابن هشام في السيرة 1/ 419 - 421، والطبري في تاريخه 2/ 345 - 346.
(4)
الخبر نقله عن المؤلف: السمهودي في وفاء الوفا ص 1036، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 191).
فائدة: ويستحب الصلاة في مكة في ثمانية عشر موضعا:
موضع مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
، ومنزل خديجة رضي الله عنها وهي دار سكنى النبي صلى الله عليه وسلم
(2)
، وفي دار الأرقم دار الخيزران
(3)
، ومسجد بأعلى مكة عند أول الردم عند دار جبير بن مطعم صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
(4)
، ومسجد بأعلى مكة يقال له: مسجد الجن ويقال له: مسجد البيعة بالقرب من منى
(5)
، ومسجد بأعلى مكة يقال له: مسجد الشجرة يقابل مسجد الجن يقال: إنه صلى الله عليه وسلم دعا شجرة فأقبلت تخط الأرض حتى وقفت بين يديه ثم أمرها فرجعت
(6)
،
(1)
أي البيت الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو دار محمد بن يوسف، كان عقيل بن أبي طالب أخذه حين هاجر النبي، فلم يزل بيد ولده من بعده حتى حجت الخيزران أم موسى وهارون، فجعلته مسجدا يصلى فيه.
انظر: الأزرقي: أخبار مكة 2/ 198.
(2)
وهو الذي كان يسكنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقال لها دار خزيمة، وفيه ابتنى بخديجة رضي الله عنها، وولدت فيه أولادها وفيه توفيت، فلم يزل النبي ساكنا فيه حتى خرج إلى المدينة مهاجرا، فأخذه عقيل، ثم اشتراه منه معاوية وهو خليفة، فجعله مسجدا يصلى فيه، وهي الدار التي يقال لها دار ريطة بنت أبي العباس السفاح.
انظر: الأزرقي: أخبار مكة 2/ 199، محب الدين الطبري: القرى ص 614.
(3)
وهي دار الأرقم بن الأرقم المخزومي التي عند الصفا، ويقال لها دار الخيزران، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو فيه إلى الإسلام، وفيه أسلم عمر.
انظر: الأزرقي: أخبار مكة 2/ 200، محب الدين الطبري: القرى ص 614.
(4)
انظر: محب الدين الطبري: القرى ص 614، ابن الضياء: تاريخ مكة ص 75.
(5)
وهو الذي يسميه أهل مكة «مسجد الحرس» ، لأن صاحب الحرس كان يطوف بمكة حتى إذا انتهى إليه وقف عنده ولم يجزه، ويسمى «مسجد البيعة» ، لأن الجن بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الموضع.
انظر: الأزرقي: أخبار مكة 2/ 201، محب الدين الطبري: القرى ص 614، ابن الضياء: تاريخ مكة ص 76.
(6)
انظر: الأزرقي: أخبار مكة 2/ 201، محب الدين الطبري، القرى ص 614، ابن الضياء: تاريخ مكة ص 76.
ومسجد عبد الصمد بن علي لأنه بناه
(1)
، ومسجد إبراهيم عن يمين الموقف بعرفة غير مسجد عرفة الذي يصلي فيه الإمام
(2)
، ومسجد الكبش بمنى
(3)
، ومسجد بأجياد فيه موضع يقال له: المتّكي
(4)
، ومسجد بأبي قبيس يقال له:
مسجد إبراهيم وقيل: هو لرجل يسمى إبراهيم وليس بالخليل
(5)
، ومسجد بأعلى مكة عند سوق الغنم بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده يوم الفتح
(6)
، ومسجد العقبة حيث بايع الأنصار
(7)
، ومسجد بذي طوى تحت سمرة وبنته زبيدة
(8)
، ومسجد الجعرانة
(9)
، ومسجد التنعيم كان صلى الله عليه وسلم قال لعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق: أعمر أختك من التنعيم فإذا هبطت بها الأكمة فأمرها فلتحرم. وهذا الموضع معروف الآن أكمة حمراء، وعلى جبل حراء، وعلى جبل ثور. ذكرها ابن الجوزي
(10)
.
(1)
ويقال له «مسجد السرر» ، وموضعه في وادي السرر بين محسر ومنى على يمين الذاهب إلى عرفة. انظر: الأزرقي: أخبار مكة 2/ 202.
(2)
ويقال له «مسجد نمرة» أيضا.
انظر: الأزرقي: أخبار مكة 2/ 202، محب الدين الطبري: القرى ص 615.
(3)
انظر: الأزرقي: أخبار مكة 2/ 202، محب الدين الطبري: القرى ص 615، ابن الضياء: تاريخ مكة ص 77.
(4)
انظر: الأزرقي: أخبار مكة 2/ 202، محب الدين الطبري: القرى ص 615، ابن الضياء: تاريخ مكة ص 77.
(5)
انظر: الأزرقي: أخبار مكة 2/ 202، محب الدين الطبري: القرى ص 615، ابن الضياء: تاريخ مكة ص 77.
(6)
انظر: الأزرقي: أخبار مكة 2/ 201، محب الدين الطبري: القرى ص 615، ابن الضياء: تاريخ مكة ص 75.
(7)
وهو على يسار الذاهب إلى منى، ويسمى الموضع الذي فيه المسجد «شعب البيعة وشعب الأنصاري» وهذا المسجد بقرب العقبة التي هي حد منى من جهة مكة.
انظر: الأزرقي: أخبار مكة 2/ 206، محب الدين الطبري: القرى ص 615، ابن الضياء: تاريخ مكة ص 76.
(8)
ومسجد ذي طوى بين ثنية المدنيين المشرفة على مقبرة مكة وبين الثنية التي تهبط على الخصاص. انظر: الأزرقي: أخبار مكة 2/ 203، محب الدين الطبري: القرى ص 615.
(9)
انظر: الأزرقي: أخبار مكة 2/ 207 - 208، محب الدين الطبري: القرى ص 615.
(10)
ورد عند ابن الجوزي في مثير العزم (ق 40 - 41)، والأزرقي في أخبار مكة 2/ 198 - 203، ومحب الدين الطبري في القرى ص 614 - 615.
قال القاضي عبد الوهاب: والصلاة في جميع المساجد متساوية أو متقاربة الفضيلة، فأما المساجد الثلاثة، فإن الصلاة في كل واحد منها بألف فيما سواه
(1)
.
وأول المساجد: المسجد الحرام، ثم المسجد الأقصى، قال صلى الله عليه وسلم:«وبينهما أربعين سنة»
(2)
وهذا إشارة إلى قوله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً}
(3)
.
وبكة: مكة، وقيل: بكة موضع البيت والمطاف ومكة البلد، وقيل: البيت وحده، وقيل: مكة ما بين الجبلين ومكة الحرم
(4)
.
ولمكة أسامي منها: مكة، وبكة، والناسة - بالنون والسين المهملة - والباسّة - بالباء الموحدة - والبلد، والحرم، والحرام، والرأس بفتح الهمزة، والراس بسكونها - وكوثى بالمثلثة، وأم رحم - بالراء والحاء بمهملتين - وأم القرى، وأم كوثي، والبلد الحرام، والبلد الأمين، والمسجد الحرام، حكاه ابن مسدى. وأم الرحمن ذكره ابن العربي، وقال غيره: وتسمى القرية؛ فالقرية، والبلد الحرام، والبلد الأمين، ومكة، وأم القرى فمما
(1)
هذا هو المعتمد، أما الفائدة التي ذكرها المصنف - غفر الله له - فإنه لم يأت عليها دليل صحيح معتمد، لا الصلاة في موضع مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا غيره مما ذكر من المواضع الثمانية عشر، ولو كان خيرا لسبقنا إليه الصحابة والتابعون بإحسان.
(2)
جزء من حديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الأنبياء باب حدثنا موسى بن إسماعيل عن أبي ذر برقم (3366) 4/ 141، ومسلم في صحيحه كتاب المساجد عن أبي ذر برقم (1،2) 1/ 370، والبيهقي في الدلائل 2/ 62 عن أبي ذر.
(3)
سورة آل عمران آية (96).
(4)
انظر: الأزرقي: أخبار مكة 1/ 280 - 281، القرطبي: الجامع 4/ 138، الفاسي: شفاء الغرام 1/ 48.
أتى التنزيل بها
(1)
.
قال الزجاج: ومكة لا تنصرف لتأنيثها، وهي معرفة.
واتفق العلماء: أن مكة اسم لجميع البلدة
(2)
، وقالوا: بكة اسم للبقعة التي فيها الكعبة قاله ابن عباس
(3)
، وقيل: بكة ما حول البيت ومكة ما وراء ذلك قاله عكرمة
(4)
، وقيل: بكة اسم للمسجد والبيت ومكة اسم للحرم كله. قاله الأزهري
(5)
.
وقال الضحاك: مكة هي بكة، وصححه ابن قتيبة وقال: الميم تبدل بالباء مثال ضرب لازم ولازب
(6)
.
سميت الكعبة لتربيعها، وقيل: لعلوها
(7)
. [ومن الخواص قيل: إذا كتب بالدم على الجبين «مكة وسط الدنيا والله رءوف بالعباد» انقطع الدم
(8)
]
(9)
.
(1)
كذا عند الأزرقي في أخبار مكة 1/ 280 - 282، والفاسي في شفاء الغرام 1/ 47 - 48.
(2)
،
(3)
،
(4)
انظر: الأزرقي: أخبار مكة 1/ 281، الماوردي: أعلام النبوة ص 174، الفاسي: شفاء الغرام 1/ 48.
(5)
ورد عند الأزهري في تهذيب اللغة 9/ 463، والفاسي في شفاء الغرام 1/ 48.
والأزهري هو: محمد بن أحمد، أبو منصور اللغوي النحوي، ت 370 هـ.
انظر: الذهبي: العبر 2/ 135، وسير أعلام 16/ 315، ابن العماد: شذرات الذهب 3/ 72.
(6)
انظر: الماوردي: أعلام النبوة ص 174، الفاسي: شفاء الغرام 1/ 48.
(7)
انظر: الفاسي: شفاء الغرام 1/ 126:
(8)
كذا ورد عند الفاسي في شفاء الغرام 1/ 53 نقلا عن المؤلف كما صرح الفاسي باسمه وباسم كتابه بهجة النفوس.
(9)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).