الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثامن
في ابتداء خلقه صلى الله عليه وسلم، وشرف نسبه، وطهارة مولده،
وذكر أسمائه وصفاته، وذكر وفاته، ووفاته، صاحبيه
أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وذكر نبذة من فضائلهما.
وفيه إثنا عشر فصلا:
الفصل الأول
(1)
في إبتداء خلقه صلى الله عليه وسلم
لما خمر الله تعالى طينة آدم عليه السلام/حين أراد خلقه، أمر جبريل عليه السلام أن يأتيه بالقبضة البيضاء التي هي قلب الأرض بهاؤها ونورها، ليخلق منها محمدا صلى الله عليه وسلم، فهبط جبريل عليه السلام في ملائكة الفراديس، وملائكة الصفح الأعلى، فقبض قبضة من موضع قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي يومئذ بيضاء نقية، فعجنت بماء التنسيم وزعرت حتى صارت كالدرة البيضاء، ثم غمست في أنهار الجنة، فطيف بها في السموات والأرض والبحار، فعرفت الملائكة حينئذ محمدا صلى الله عليه وسلم، وفضله قبل أن تعرف آدم وفضله، ثم عجنت
(2)
بطينة آدم عليه السلام بعد ذلك
(3)
. قاله الثعلبي.
(1)
الفصل جميعه لا دليل عليه، ويحتوي على غيبيات ومخالفات للآيات الكريمة.
(2)
في الأصل: «عجنا» وما أثبتناه من (ط).
(3)
ذكره ابن الجوزي في الوفا بأحوال المصطفى 1/ 34 - 35 عن كعب الأحبار.
وعن علي رضي الله عنه: أن الله تعالى حين شاء تقدير الخليقة
(1)
وذرأ البرية وإبداع المبدعات، نصب الخلق في صورة كالهباء قبل دحو الأرض ورفع السماء، وهو في ملكوته وتوحد جبروته، فأساح نورا من نوره، فلمع قبس من ضيائه، فسطع ثم اجتمع النور في وسط تلك الصورة الخفية، فوافق ذلك صورة نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم، فقال الله جل جلاله: أنت المختار المنتخب، وعندك مستودع نوري وكنوز هدايتي، من أجلك أسطح البطحاء، وأمزج الماء، وأرفع السماء، وأجعل الثواب والعقاب، والجنة والنار، ثم أخفى الله الخليفة في كنته
(2)
وغيبها في مكنون علمه، ثم نصب العوالم وسط الزمان، ومزج الماء، وسطح الأرض، وأنشأ الملائكة من أنوار ابتدعها، وقرن بتوحيده نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، فلما خلق آدم وأودعه نور محمد صلى الله عليه وسلم، فلما غشى حواء انتقل النور إليها إلى أن وصل عبد الله بن عبد المطلب، ثم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويروى أن أول ما خلق الله عز وجل نور محمد صلى الله عليه وسلم، فجزأه أربعة أجزاء:
فخلق من الجزء الأول العرش، ومن الثاني القلم، ومن الثالث اللوح، ثم جزأ الرابع أربعة أجزاء: فخلق من الأول العقل، ومن الثاني المعرفة، ومن الثالث نور الشمس والقمر والأبصار والنهار، وجعل الجزء الرابع تحت ساق العرش، فلما خلق آدم عليه السلام أودعه الجزء ونقله من صلب إلى صلب إلى محمد صلى الله عليه وسلم. حكاه صاحب كتاب «الدر المنظم» .
(1)
في (ط): «خلقته» .
(2)
في (ط): «في غيبه» .
الفصل الثاني
في ذكر شرف نسبه صلى الله عليه وسلم
عن علي رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:{لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ}
(1)
قال: «نسبا وصهرا وحسبا، ليس في آبائي من لدن آدم سفاح كلها نكاح»
(2)
.
قال ابن الكلبي: «كتبت للنبي صلى الله عليه وسلم، خمسمائة أم، فما وجدت فيهن سفاحا ولا شيئا مما كان عليه الجاهلية»
(3)
.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: في قوله تعالى: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السّاجِدِينَ}
(4)
قال: من نبي إلى نبي حتى أخرجك نبيا
(5)
.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أيضا: أن قريشا/كانت نورا بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بألفي عام، يسبح ذلك، وتسبح الملائكة بتسبيحه، ثم خلق آدم، فألقى ذلك النور في صلبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«فأهبطني الله إلى الأرض في صلب آدم، وجعلني في صلب نوح وقذف بي في صلب إبراهيم [حين قذف به في النار،]
(6)
ثم لم يزل [الله تعالى]
(7)
ينقلني من الأصلاب الكريمة والأرحام [الطاهرة]
(8)
حتى أخرجني من بين
(1)
سورة التوبة آية (128).
(2)
ذكره القاضي عياض في الشفا 1/ 9 عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وابن الجوزي في الوفا بأحوال المصطفى 1/ 79 عن ابن عباس، والقرطبي في الجامع 8/ 301.
(3)
قول ابن الكلبي ذكره القاضي عياض في الشفا 1/ 9.
(4)
سورة الشعراء آية (219).
(5)
قول ابن عباس ذكره القاضي عياض في الشفا 1/ 9، والقرطبي في الجامع 13/ 144، وابن الجوزي في الوفا بأحوال المصطفى 1/ 79.
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط) والشفا 1/ 100.
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط) والشفا 1/ 100.
(8)
سقط من الأصل والاضافة من (ط) والشفا 1/ 100.
أبوي، لم يلتقيا على سفاح قط»
(1)
.
وإلى ذلك أشار العباس بن عبد المطلب يقول:
من قبلها طبت في الظلال وفي
…
مستودع حيث يخصف الورق
قال ابن قتيبة: يعني في ظلال الجنة، حيث يخصف الورق، أي حيث خصف على آدم وحواء من ورق الجنة، وكان شجر التين
(2)
، ثم قال:
ثم هبطت البلاد لا بشر أنت
…
ولا مضغة ولا علق
يريد أن آدم هبط البلاد، فهبطت في صلبه وأنت إذ ذاك لا بشر ولا مضغة ولا دم، ثم قال:
بل نطفة تركب السفين وقد
…
ألجم نسرا وأهله الغرق
يريد أنك نطفة في صلب نوح حين ركب الفلك. ونسر: الصنم الذي كان يعبده قومه - كما سنبينه - ثم قال:
تنقل من صلب إلى رحم
…
إذا بدا عالم بدا طبق
يريد أنه ينقل في الأصلاب والأرحام، فجعله طيبا وهابطا للبلاد وراكبا للسفن من قبل أن يخلق في أصلاب آبائه، ثم قال:
وردت نار الخليل مكتتما
…
فيها زمانا وليست تحترق
يريد أنه كان في صلب إبراهيم عليه السلام يوم ألقي في النار، ثم قال:
حتى احتوى بيتك المهيمن من
…
خندف علياء تحتها النطق
(1)
حديث ابن عباس ذكره القاضي عياض في الشفا 1/ 48، وابن الجوزي في الوفا 1/ 35.
(2)
ورد عند ابن قتيبة في أدب الكاتب ص 29، وأشار القرطبي في الجامع 7/ 181 إلى ذلك بقوله:«حيث يقطعان الورق ويلزقانه ليستترا به» .
وأنت لما ولدت أشرقت الأ
…
رض وضاءت بنورك الأفق
فنحن في ذلك الضياء وفي النو
…
ر وسبل الرشاد تحترق
(1)
اعلم أن:
ودا، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسرا كلها أصنام عبدت من زمان يارد بن مهلائيل، ثم إن الطوفان طمّها، ثم أخرجها الشيطان لمشركي العرب
(2)
.
وكان ود [على]
(3)
صورة رجل، وسواع على صورة امرأة، ويغوث على صورة أسد، ويعوق على صورة فرس، ونسر [على]
(4)
صورة نسر
(5)
.
قاله الواقدي. وود أول صنم معبود. حكاه الماوردي.
وكان ود بعد قوم نوح لكلب بدومة الجندل، وسواع لهذيل بساحل البحر الأحمر - وقيل: برهاط
(6)
، ويغوث لعكف بن مزاحم بالجرف من سبأ وكان من رصاص، ويعوق لهمدان - وقيل: لكهلان من سبأ ثم /توارثه بنو الأكبر حتى صار لهمدان، ونسرا كان لذي الكلاع من حمير بحضرموت
(7)
.
وقيل: ود - بفتح الواو - صنم لقوم نوح، وبضمها صنم لقريش.
(1)
شعر العباس أورده القاضي عياض في الشفا 1/ 100، وابن الجوزي في الوفا 1/ 35، وابن كثير في البداية 2/ 240.
(2)
انظر: ابن الكلبي: الأصنام ص 13، ابن هشام: السيرة 1/ 78، ابن كثير: البداية 2/ 177.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
راجع وصف هذه الأصنام عند ابن الكلبي في الأصنام ص 56.
(6)
رهاط: بضم أوله، جبل قرية يقال لها رهاط بقرب مكة على طريق المدينة قريبا من الحديبية. انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 107.
(7)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 78، ابن الكلبي: الأصنام ص 51،10 - 55، ابن كثير: البداية 2/ 177.
وكان أصحاب الرّس يعبدون الجواري، وأهل أرمينية يعبدون الأوثان، وأهل أذربيجان يعبدون النيران، وبعث الله إلى أهل الرّس ثلاثين نبيا في شهر واحد فقتلوهم، وكانوا أيضا يعبدون شجرة صنوبر، والجبهة، والسبحة، والنخة كانت آلهة تعبد في الجاهلية.
واللات والعزى ومناة كانت أصناما من حجارة [في جوف الكعبة]
(1)
.
قال صاحب كتاب ذخر المستفيد: أن مناة لقضاعة وأهل المدينة بالمشلل بثنية قديد
(2)
، والعزى لجميع العرب بنخلة الشامية
(3)
. وذو السراة للأزد بالسراة
(4)
، واللات لثقيف بالطائف
(5)
، ونهم لمزينة بثنية ذات خليلين، ويغوث
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
وعن اللات والعزى راجع: ابن هشام: السيرة 85،1/ 83، ابن الكلبي: الأصنام ص 17،16، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 65، ابن كثير: البداية 2/ 178.
(2)
وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها أبا سفيان بن حرب فهدمها، وقيل أرسل بعلي بن أبي طالب، وقيل سعد بن زيد الأشهلي.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 85 - 86، ابن الكلبي: الأصنام ص 13، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 66.
والمشلل: جبل يهبط منه إلى قديد من ناحية البحر. انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 136.
(3)
كانت العزى لقريش وبني كنانة ببطن نخلة، وكان سدنتها وحجابها بنو شيبان، وقد خربها خالد بن الوليد زمن فتح مكة.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 83، ابن الكلبي: الأصنام ص 17، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 65، ابن كثير: البداية 2/ 178
ونخلة الشامية: واديان لهذيل على ليلتين من مكة يجتمعان ببطن مر. انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 277.
(4)
وكان لأزد السراة صنم يقال له: عائم، والسراة جبل مشرف على عرفة ينقاد إلى صنعاء، وسمي بالسراة لعلوه، ويقال سراة ثقيف ثم سراة فهم عدوان ثم سراة الأزد وهم أزد شنوءة بنو كعب ابن الحارث.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 13، ابن الكلبي: الأصنام ص 40، ياقوت: معجم البلدان 3/ 204.
(5)
كانت اللات صخرة مربعة، وسدنتها بنو معتب من ثقيف وكانوا بنوا عليها بناء، وضربها أبو سفيان والمغيرة بن شعبة بعد وفادة أهل الطائف.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 85، ابن الكلبي: الأصنام ص 16، ابن كثير: البداية 2/ 178.
لمذحج
(1)
، وقيل: يعوق لمراد بالجرف، ويغوث لهمدان بخيوان
(2)
، وسعد لكنانة بالساحل مما يلي جدة
(3)
، والفلس لطيء بجبلهم
(4)
، والحلال لبني فزارة، وأجيش لمرة، وزعبل لبني جنبعة، وعرض لبكر بن وائل، والأقيصر لقضاعة
(5)
، وبيت رئام باليمن
(6)
، والمخلصة بجشم وبجيلة بتنا وهي مروة بيضاء
(7)
.
وهؤلاء آلهة، والإله يقع على كل معبود بحق أو باطل، ثم غلب على المعبود بحق كغلبة النجم على الثريا، والسّنة على عام القحط، والبيت على الكعبة، والكتاب على كتاب سيبويه.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تعالى
(1)
كان عمرو بن لحى الخزاعي دفع إلى أنعم بن عمرو المرادي يغوث، وكان بأكمة باليمن يقال لها مذحج، تعبده مذحج ومن والاها.
انظر: ابن الكلبي: الأصنام ص 57.
(2)
خيوان بطن من همدان اتخذوا يعوق بأرض همدان من أرض اليمن.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 79، ابن الكلبي: الأصنام ص 10، ابن كثير: البداية 2/ 177.
(3)
كان لبني ملكان من كنانة صنم يقال له سعد، وهو صخرة بفلاة من أرضهم بساحل جدة.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 81، ابن الكلبي: الأصنام ص 36 - 37، ابن كثير: البداية 2/ 177.
(4)
كانت الفلس بجبل طيئ - يعني سلمى وأجا - بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب فهدمها.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 87، ابن الكلبي: الأصنام ص 59،15 - 60.
(5)
كان الأقيصر لقضاعة ولخم وجذام وأهل الشام.
انظر: ابن الكلبي: الأصنام ص 48.
(6)
كان لحمير بيت بصنعاء يقال له رئام يعظمونه، هدمه تبع حين قدم من العراق.
انظر: ابن الكلبي: الأصنام ص 11 - 12، ابن كثير: البداية 2/ 179.
(7)
وكان يقال له الكعبة اليمانية، بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم جرير بن عبد الله فهدمه.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 86، ابن الكلبي: الأصنام ص 34 - 35، ابن كثير: البداية 2/ 178.
اختار خلقه، فاختار منهم بني آدم، ثم اختار بني آدم، فاختار منهم العرب، ثم اختار العرب، فاختار منهم قريشا، ثم اختار قريشا، فاختار منهم بني هاشم، ثم اختار بني هاشم، فاختارني، فلم أزل خيارا من خيار، ألا من أحب العرب فبحبي أحبهم، ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم»
(1)
.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بعثت من خير قرون بني آدم قرنا، فقرنا، حتى كنت من القرن الذي كنت فيه»
(2)
.
الجماعة من الناس يسموا قرنا، لأنهم إقترنوا في زمان واحد، أي اجتمعوا، وقيل: القرن اسم للزمان، وهو مائة سنة، وقيل: ثمانين، والتعمير ستون سنة، وقيل: سبعون، وقيل: أربعون
(3)
. حكاه أبو عبد الله الكوسى.
فائدة:
ذكر مالك في الموطأ في أحد الأحاديث الأربعة التي لا توجد إلا فيه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رأى أعمار أمته أن لا يبلغوا من العمل ما بلغ غيرهم في طول العمر، فأعطاه الله ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر»
(4)
.
اختلف العلماء في ليلة القدر: هل هي باقية، أو رفعت؟ فقيل: هي من
(1)
حديث ابن عمر: أخرجه البيهقي في الدلائل 1/ 171، والحاكم في المستدرك 4/ 73، وذكره القاضي عياض في الشفا 1/ 84 وعزاه للطبري، وابن كثير في البداية 2/ 240 وقال: هذا حديث غريب. واللفظ لرواية الطبري.
(2)
حديث أبي هريرة: أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المناقب باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم برقم (3551) 4/ 201، وأحمد في المسند 2/ 373، والبيهقي في الدلائل 1/ 175، وذكره القاضي عياض في الشفا 1/ 48.
(3)
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «قرن» .
(4)
أخرجه مالك في الموطأ 1/ 321 عمن يثق به من أهل العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك، وذكره القرطبي في الجامع 20/ 133.
خصائص النبي صلى الله عليه وسلم، ثم رفعت لموته، وقيل: إنها باقية، وأن أمة النبي صلى الله عليه وسلم داخلين في ذلك التخصيص، وهو الأظهر
(1)
.
وسميت ليلة القدر: لأن الله تعالى يقدر فيها ما يكون في السنة كلها، ومعنى التقدير هنا: إبرازه للملائكة وإعلامهم بما يفعلون في جميع السنة
(2)
.
واختلف
(3)
/هل هي في جميع السنة أم في رمضان؟ على قولين، وقيل: إنها ليلة النصف من شعبان، وهو موافق لمن قال: أنها يقدر فيها ما يكون في السنة، فإن تلك الليلة هي المراد بقوله تعالى:{فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}
(4)
وقيل: أنها تدور به في السنة
(5)
.
قال سيدنا عبد الله بن أبي جمرة
(6)
في كتاب «بهجة النفوس» : «وهو الأظهر، لأنه يجمع بين الأقوال، وهذه الليلة خير من ألف شهر، والعمل الذي عليه العلماء المراد العمل [فيها» ]
(7)
.
وروي عنه عليه السلام: «أن الشمس تطلع صبيحتها بيضاء نقية لا
(1)
كذا ورد عند ابن أبي جمرة في بهجة النفوس 1/ 65، وراجع الخلاف حول هذه المسألة عند ابن حجر في فتح الباري 4/ 263.
(2)
كذا ورد عند ابن أبي جمرة في بهجة النفوس 1/ 64، والقرطبي في الجامع 20/ 130.
(3)
راجع الأحاديث الصحيحة حول تحديد ليلة القدر عند البخاري في صحيحه كتاب فضائل ليلة القدر باب التماس ليلة القدر عن ابن عمر وابن عباس وعائشة برقم (2015 - 2024) 2/ 310، ومسلم في صحيحه كتاب الصيام باب فضل ليلة القدر عن ابن عمر برقم (222،205) 829،2/ 824، ومالك في الموطأ 1/ 319 عن أبي سعيد الخدري وعن عروة مرسلا.
(4)
سورة الدخان آية (4).
(5)
كذا ورد عند ابن أبي جمرة في بهجة النفوس 1/ 65، والقرطبي في الجامع 16/ 126، وابن حجر في فتح الباري 4/ 263.
(6)
ورد عند ابن أبي جمرة في بهجة النفوس 1/ 65.
(7)
الإضافة تقتضيها الضرورة من بهجة النفوس 1/ 65 فقد نقل عنه المؤلف.
شعاع لها»
(1)
وهكذا يجدها أهل المراقبة إلى هلم جرا، هذا منقول من سلف إلى خلف إلى زماننا هذا، فلو رفعت لما رؤي من تلك العلامات شيء - هذا لفظ ابن أبي جمرة - قال: «ولم يزل أهل الخير والصلاح من الصدر الأول إلى هلم جرّا يعاينونها عيانا، فبطل القول برفعها مرة واحدة، قيل: هي في رمضان مطلقا، وقيل: في العشر الأواسط منه، وقيل: في العشر الأواخر منه، وقيل: أول ليلة منه قاله أبو رزين العقيلي
(2)
. وقيل: ليلة سبعة عشر منه وهو اختيار الحسن وابن إسحاق وابن الزبير وهي الليلة التي كانت صبيحتها وقعة بدر
(3)
، وقيل: ليلة تسع عشر
(4)
، وقيل: ليلة ثمانية عشر. قاله: الحسن، ومالك بن أنس الفقيه
(5)
. - لأن مالك بن أنس اثنان:
أحدهما هذا، والثاني كوفي
(6)
يروى عن هانيء بن حزام عن عمر بن الخطاب -
(1)
أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الصيام باب فضل ليلة القدر عن أبي بن كعب برقم (220) 2/ 828، وأبو داود في سننه عن أبي بن كعب برقم (1378) 2/ 51، والترمذي في سننه 3/ 160 عن أبي بن كعب.
(2)
كذا ورد عند ابن أبي جمرة في بهجة النفوس 1/ 65، والقرطبي في الجامع 20/ 135، وابن حجر في فتح الباري 4/ 263.
(3)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 626، القرطبي: الجامع 20/ 135، ابن حجر: فتح الباري 4/ 263.
(4)
انظر: القرطبي: الجامع 20/ 135، ابن حجر في فتح الباري 4/ 263، ورد الواقدي على رواية من قال أنها كانت صبيحة تسع عشر من رمضان بقوله:«فذكرت ذلك لمحمد بن صالح فقال: هذا أعجب الأشياء ما ظننت أن أحدا من أهل الدنيا شكك في هذا أنها صبيحة سبع عشرة من رمضان يوم الجمعة» .
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 418 - 419.
(5)
انظر: ابن حجر: فتح الباري 4/ 263.
(6)
هو: مالك بن أنس الكوفي، روى عن هانيء بن حزام عن عمر رضي الله عنه.
انظر: ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل 8/ 204، ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 626.
وقيل: ليلة إحدى وعشرين، وهو اختيار الشافعي
(1)
، وجاء في الحديث: أنه عليه السلام انصرف وعلى جبينه أثر الماء والطين من صبيحة إحدى وعشرين
(2)
.
الجبين: موضع السجود، وقيل: الجبهة موضع السجود، والجبينان يكتفانها.
وقيل: ليلة ثلاث وعشرين، وهو مذهب عبد الله بن أنيس
(3)
، وقيل: ليلة خمس وعشرين، وهو مذهب أبي بكرة، وأبي سعيد الخدري
(4)
، وقيل: ليلة سبع وعشرين، قاله علي، وأبي، وابن عباس، ومعاوية، وعائشة، وابن حنبل
(5)
.
وروي عن ابن عباس أنه استدل على ذلك بشيئين: أحدهما: أن الله تعالى خلق الإنسان على سبعة أصناف يشير إلى قوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ}
(6)
الآية .. ثم جعل رزقه في سبعة أصناف يشير إلى
(1)
انظر: الترمذي: السنن كتاب الصوم باب ليلة القدر برقم (792) 3/ 159، القرطبي: الجامع 20/ 135، ابن حجر: فتح الباري 4/ 264.
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب فضل ليلة القدر باب التماس ليلة القدر عن أبي سعيد برقم (1018) 2/ 311 وكتاب الاعتكاف باب الإعتكاف في العشر الأواخر برقم (2027) 2/ 314، ومالك في الموطأ 1/ 319.
(3)
حديث عبد الله بن أنيس: أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الصيام باب فضل ليلة القدر برقم (218)، والترمذي في سننه 3/ 159، والقرطبي في الجامع 20/ 136.
(4)
حديث أبي بكرة وأبي سعيد الخدري: أخرجه الترمذي في سننه 3/ 159، والقرطبي في الجامع 20/ 136، وابن حجر في فتح الباري 4/ 264.
(5)
حديث أنها ليلة سبع وعشرين: أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الصيام باب فضل ليلة القدر برقم (221،220،207)، وأبو داود في سننه 2/ 53، والترمذي في سننه 3/ 159، والقرطبي في الجامع 136،20/ 134.
(6)
سورة المؤمنون آية (12).
قوله تعالى: {أَنّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا}
(1)
.. الايات ثم يصلي الجمعة على رأس سبعة أيام والسموات سبعا والأرضين سبعا، ولا أرى ليلة القدر إلا السابعة والعشرون. الثاني: أنه قال: {سَلامٌ هِيَ}
(2)
الكلمة السابعة والعشرون، قال علي رضي الله عنه: أنها كذلك
(3)
.
وقيل: ليلة القدر تسعة أحرف، وقد كررت في السورة ثلاث مرات، فهي في تكرارها سبع وعشرون حرفا، ففي هذا تنبيه على أنها ليلة سبع وعشرين.
وقيل: هي تنتقل في العشر الأواخر، وهو قول مالك، والشافعي، والأوزاعي، وأبو ثور، وأبو قلابة، وأحمد
(4)
.
وقيل: ليلة تسع وعشرين، قاله علي، وعائشة، ومعاوية، وأبي، وابن عمر رضي الله عنهم
(5)
.
وقيل: إنها في الأشفاع
(6)
. قال الحسن: «ارتقبت الشمس ليلة أربع
(1)
سورة عبس آية (25).
(2)
سورة القدر آية (5).
(3)
انظر: القرطبي: الجامع 20/ 136، ابن حجر: فتح الباري 4/ 265.
(4)
فقد روى الترمذي في سننه 3/ 158 - 159 عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان. قال أبو عيسى: «حديث عائشة حديث حسن صحيح» ، وقال القرطبي في الجامع 20/ 135 «والصحيح المشهور أنها في العشر الأواخر من رمضان». وانظر: ابن حجر: فتح الباري 4/ 265.
(5)
انظر: الترمذي: السنن 3/ 159، وابن حجر: فتح الباري 4/ 265.
(6)
الأشفاع: جمع شفع وهو العدد الذي يقبل القسمة على اثنين.
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «شفع» .
وعشرين [سنة فرأيتها تطلع بيضاء لا شعاع لها»
(1)
]
(2)
.
قال ابن أبي جمرة
(3)
: «وألف شهر مبلغها من الأيام/ثلاثون ألفا، ومن الليالي مثلها مجموعها ستون ألفا من الدهر» .
وأما على بحث سيدي أبو محمد المرجاني، فذلك يفضل الدهر كله، واستدل على أن الأعداد تنقسم على أربعة أقسام آحاد، وعشرات، ومئين وألوف، فذكر الألف التي ليس بعدها عدد، فدل على أن لا نهاية لفضلها.
وأخفيت للإجتهاد، كما أخفيت ساعة الجمعة وساعة الليل والصلاة الوسطى والإسم الأعظم
(4)
، وقد قيل: إن ساعة الجمعة بعد صلاة العصر، وساعة الليل في الثلث الأخير، والصلاة الوسطى صلاة الصبح، وقيل العصر والإسم الأعظم قوله تعالى {سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ}
(5)
وإلى ذلك أشار البوني.
وسورة القدر أول سورة أنزلت بالمدينة
(6)
.
وعن ابن مسعود: أن ليلة القدر إذا كانت في يوم من هذه السنة، كانت في العام المقبل في يوم آخر
(7)
.
(1)
قول الحسن أورده القرضبي في الجامع 20/ 137 وأضاف القرطبي: «وهذا من علامات ليلة القدر لما أرسله الحسن البصري عن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر: «إن من أماراتها أنها ليلة سمحة بلجة لا حارة ولا باردة تطلع الشمس في صبيحتها ليس لها شعاع» .
(2)
اضافة تقتضيها الضرورة من الجامع للقرطبي 20/ 137.
(3)
ورد عند ابن أبي جمرة في بهجة النفوس 1/ 62 - 63.
(4)
انظر: القرطبي: الجامع 20/ 137، ابن أبي جمرة، بهجة النفوس 1/ 66.
(5)
سورة يس آية (58).
(6)
انظر: القرطبي: الجامع 20/ 129.
(7)
قول ابن مسعود ورد عند القرطبي في الجامع 20/ 135.
وقد ذكرت قوانين ذكرها العلماء في معرفتها في غير هذا الكتاب من مصنفاتي: «سمط اللآليء الدرية وأسلوب الجواهر البحرية» .
والصحيح أن جميع ما قننوه باطل، لقول بعضهم عن بعض المشائخ أنه رآها سبع سنين متوالية ليلة سبع وعشرين، وقول بعضهم: رصدتها أربعا وعشرين سنة، فلم أرها إلا ليلة إثنين وعشرين.
الفصل الثالث
في ذكر طهارة مولده الشريف صلى الله عليه وسلم
حكى الشهرستاني: «أن كاهنة بمكة يقال لها: فاطمة بنت مر الخثعمية
(1)
، قرأت الكتب، فمر بها عبد المطلب ومعه ابنه عبد الله، يريد أن يزوجه آمنة بنت وهب، فرأت نور النبوة في وجه عبد الله، فقالت: هل لك أن تغشاني وتأخذ مائة من الإبل؟ فعصمه الله من إجابتها، فلما حملت منه آمنة برسول الله صلى الله عليه وسلم، أتى فاطمة فقال لها: هل لك فيما قلت؟ فلم تر ذلك النور في وجهه، فقالت له: قد كان ذلك مرة فاليوم لا»
(2)
.
(1)
فاطمة بنت مر الخثعمية، كاهنة من أهل تبالة، متهودة، قرأت الكتب. ويذكر ابن إسحاق أن المرأة التي تعرضت لنكاح عبد الله أنها من بني أسد بن عبد العزى أخت ورقة بن نوفل.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 155، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 244، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 201، ابن كثير: البداية 2/ 232.
(2)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 155 - 156، ابن سعد: الطبقات 1/ 95 - 96، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 244 - 245، البيهقي: الدلائل 1/ 104 - 105 ويعلق محقق كتاب الدلائل على الخبر بقوله: «خبر غريب موضوع لا سند له ولا منطق يؤيده، ويناقض الأحاديث الصحيحة، تناقلته كتب السيرة بدون سند، وأن المرأة التي عرضت نفسها على عبد الله وهو حديث عهد بالزواج تناقض الأحاديث الصحيحة من طهارة مولده وشرف الأنبياء، فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم -
وحملت به صلى الله عليه وسلم، آمنة في أيام التشريق في شعب أبي طالب عند الجمرة الوسطى
(1)
. وقيل: حملت به في رجب، وكانت ليلة الجمعة، وقيل: حملت به في دار وهب بن عبد مناف، ورأت حين حملت به أنه خرج منها نور، رأت منه قصور بصرى من أرض الشام
(2)
- بصرى بضم الباء الموحدة وسكون الصاد مدينة من حوران بالشام، وقيل: مدينة بنسا والبصرة
(3)
.
وآمنة هي: بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب
(4)
.
(2)
- خيار من خيار، ورجل مثل عبد الله والد الرسول كان خيارا من خيار وهذا شأنه، فهل نطمئن إلى هذه الروايات المزعومة وأنه بعد أن دخل بزوجته آمنة بنت وهب عاد فأتى المرأة المتعرضة فقال لها: هل لك فيما قلت؟ كما أن الروايات تخبطت في اسم المرأة المتعرضة، فهي مرة أخت ورقة بن نوفل، ومرة كاهنة من أهل تبالة، هذا التخبط دال على الكذب». قلت: ولهذا أشك كثيرا في صحة هذه الرواية التي لا تشرف بيت النبوة
…
ولم يكن من آباء النبي صلى الله عليه وسلم من يتوق إلى الزنا، فالخبر بيّن الضعف لأمرين الأول: معارضة معناه لصحيح قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «خرجت في نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي لم يصبني من سفاح الجاهلية شيء» الثاني: لإضطراب سند الخبر لتردد الرواة في تعيين التي عرضت نفسها.
وعلى فرض صحة هذا الخبر يجب تأويله بما يطابق مقتضى نصوص الشريعة، فقد قال تعالى وَتَقَلُّبَكَ فِي السّاجِدِينَ - سورة الشعراء آية 219 - أي أن جميع آبائك الذين لهم عليك ولادة كانوا طاهرين ساجدين بالقوة أي كانوا معتصمين بالقيم الروحية والمثل العلية والمباديء السنية لا أصحاب أهواء، فكانوا بحيث لو أدركوا رسالة السماء لآمنوا غير مكرهين ودخلوا في دين الله طائعين. وعلى هذا يحمل سؤال عبد الله للمرأة المتعرضة بعدما دخل بآمنة على أنه لمجرد الإستعلام عن سبب عدم عرضها اليوم ما عرضته عليه بالأمس لمجرد العلم لا لإجابة عرضها.
(1)
انظر: محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 7، ابن كثير: البداية 2/ 243 والقول المذكور لا ي تفق مع ما رج حه جمهور العلماء في أن مولده صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول، ومع الثابت أن مدة حمله صلى الله عليه وسلم تسعة أشهر على التمام.
(2)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 158، ابن سعد: الطبقات 1/ 102، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 156، عياض: الشفا 1/ 103، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 12.
واختلف في مولده صلى الله عليه وسلم: فقيل: ولد بمكة عام الفيل. حكاه محب الدين الطبري. وقيل: بعده بثلاث وعشرين سنة. قاله عبيد بن عمير الكلبي. وقيل:
بعده بثلاثين عاما، وقيل: بأربعين عاما. والأول أصح
(1)
، وقيل: بعد خمسين يوما من الفيل، وقيل: بعد قدوم أصحاب الفيل بشهرين، وكان لعشرين [من]
(2)
نيسان، وقيل: بعد قدومهم بخمس وخمسين ليلة
(3)
، وقيل: ولد بعد موت أبيه في يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول، ولم يذكر ابن إسحاق غيره
(4)
، ووافق من شهور الروم العشرين من شباط في السنة الثانية عشرة من ملك أنو شروان
(5)
.
وحكى الطبري: أن مولده صلى الله عليه وسلم/كان لإثنين وأربعين سنة من ملك أنو شروان
(6)
. وحكاه الشهرستاني. وقيل: يوم الإثنين لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول، وقيل: لثمان وصححه كثير من العلماء، وقيل: لعشر خلون منه حكاه ابن الجوزي
(7)
، وقيل: لثمان عشرة منه، وقيل: أول إثنين منه من غير تعيين، وقيل: لإثنى عشر ليلة خلت من شهر ربيع الأول. حكاه الطبري
(8)
.
(1)
وردت هذه الأقوال عند محب الدين الطبري في خلاصة سير سيد البشر ص 6.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
انظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 101، الماوردي: أعلام النبوة ص 192، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 246، ابن كثير: البداية 2/ 244.
(4)
راجع ما ذكره ابن اسحاق عند ابن هشام في سيرته 1/ 158.
(5)
انظر: الماوردي: أعلام النبوة ص 192.
(6)
ورد عند الطبري في تاريخه 2/ 154.
(7)
وردت هذه الأقوال عند ابن الجوزي في المنتظم 2/ 245 - 246.
(8)
ورد عند الطبري في تاريخه 2/ 156، وابن الجوزي في المنتظم 2/ 247، ومحب الدين الطبري في خلاصة سير ص 7، وابن كثير في البداية 2/ 243 وأضاف:«والقول أنه ولد في رمضان غريب جدا ومستنده أنه عليه الصلاة والسلام أوحى إليه في رمضان وذلك على رأس أربعين سنة من عمره، فيكون مولده في رمضان وهذا فيه نظر» .
وولد صلى الله عليه وسلم بمكة المشرفة ليلا.
قال الزبير بن بكار
(1)
: ولد صلى الله عليه وسلم، في الدار التي صارت لمحمد بن يوسف - أخي الحجاج بن يوسف - وقيل: إنه صلى الله عليه وسلم، ولد في شعب بني هاشم
(2)
.
وروي أنه صلى الله عليه وسلم، ولد في الدار التي كانت في الزقاق المعروف بزقاق المولد، وكانت الدار في مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم في يد عقيل بن أبي طالب، ثم في أيدي ولده، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يعرض للدار بعد أن فتح مكة، ثم أن محمد بن يوسف الثقفي - أخا الحجاج - اشترى تلك الدار من ولد عقيل، فأدخل البيت في دار بناها وسماها البيضاء، وهي تعرف بدار ابن يوسف، فكان البيت في الدار إلى أن حجت الخيزران، فأخرجت البيت وجعلته مسجدا يصلي الناس فيه رجاء بركته صلى الله عليه وسلم، وموضع مسقطه صلى الله عليه وسلم، في هذا المسجد معروف إلى الآن
(3)
.
قالت أم عثمان بن أبي العاص
(4)
(5)
.
(1)
الزبير بن بكار، أبو عبد الله الأسدي المدني، قاضي المدينة، كان ثقة ت 256 هـ.
انظر: ابن حجر: التقريب ص 214.
(2)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 156، ابن الجوزي: الوفا 1/ 91، ابن كثير: البداية 2/ 243.
(3)
انظر: الأزرقي: أخبار مكة 2/ 198، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 156، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 247، ابن كثير: البداية 2/ 243، ابن الضياء: تاريخ مكة ص 78.
(4)
أم عثمان بن أبي العاص الثقفي، روى عنها ابنها عثمان أنها شهدت ولادة آمنة.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1947.
(5)
كذا ورد عند الطبري في تاريخه 2/ 156، والماوردي في أعلام النبوة ص 195، وابن الجوزي في المنتظم 2/ 247.
ويروى: أنه ولد صلى الله عليه وسلم مرجلا، فخرجت رجلاه أولا، وفي بعض الروايات:
أنه صلى الله عليه وسلم، ولد مختونا مقطوع السرة نظيفا ما به قذر
(1)
.
يروى أن ثلاثة عشر نبيا ولدوا مختونين: آدم، وشيث، ونوح، وإدريس، وسام، ولوط، ويوسف، وموسى، وشعيب، وسليمان، ويحيى، وعيسى، ومحمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين
(2)
.
وقال محمد بن حبيب الهاشمي
(3)
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: أن عبد المطلب ختن النبي صلى الله عليه وسلم، يوم سابعه، وجعل له مأدبة، وسماه محمدا صلى الله عليه وسلم
(4)
.
وروي عن فاطمة أنها كانت تختن ولدها يوم السابع، وأنكره مالك، وقال: ذلك من عمل اليهود، وقال الليث: يختن الصبي ما بين تسع إلى عشر.
وكان صلى الله عليه وسلم يدفن سبعة أشياء من الإنسان: الشعر، والظفر، والدم، والحيض، والسن، والقلفة، والبشمة
(5)
.
(1)
راجع هذه الروايات عند ابن سعد في طبقاته 1/ 103 عن ابن عباس، وعياض في الشفا 1/ 42.
(2)
أوردها ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 6.
(3)
ورد عند ابن حبيب في المحبر ص 131، ونقله عنه: ابن الجوزي في المنتظم 2/ 146 وفي تلقيح فهوم ص 6.
ومحمد بن حبيب الهاشمي، صاحب كتاب المحبر، كان عالما بالنسب وأخبار العرب ثقة ت 245 هـ. انظر: الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 2/ 277، ابن الجوزي: المنتظم 11/ 335.
(4)
قول ابن عباس ذكره البيهقي في الدلائل 1/ 114، وابن كثير في البداية 2/ 246 وقال: في صحته نظر.
(5)
جزء من حديث أخرجه ابن عدي في الكامل 4/ 1518 عن ابن عمر.
وأصبحت أصنام الدنيا كلها يوم مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، منكوسة وأصبح عرش ابليس قد سقط.
عن يحيى بن عروة
(1)
، عن أبيه أن نفرا من قريش، منهم ورقة بن نوفل
(2)
، وزيد بن عمرو بن نفيل
(3)
، وعبيد الله بن جحش
(4)
، وعثمان بن الحويرث كانوا عند صنم لهم قد اجتمعوا إليه يوما، اتخذوا ذلك اليوم عيدا في كل سنة يعظمونه/وينحرون عنده الجزور، فرأوه مكبوبا على وجهه، فأنكروا ذلك وردوه إلى حاله، فانقلب انقلابا عنيفا، فردوه، فانقلب ثالثا، فقال عثمان بن الحويرث:
أيا صنم العيد الذي صف حوله
…
صناديد وفد من بعيد ومن قرب
(1)
يحيى بن عروة بن الزبير، أبو عبد الله الأسدي المدني، كان محدثا ثقة من السادسة.
انظر: ابن حجر: التقريب ص 594.
(2)
ورقة بن نوفل الأسدي، ابن عم خديجة رضي الله عنها، ترك عبادة الأصنام وتنصر، اختلفوا في إسلامه، وصرح ابن القيم بإسلامه، وأرخ ابن فهد وفاته في السنة الرابعة من البعثة النبوية. انظر: ابن القيم: زاد المعاد 2/ 48، ابن حجر: الاصابة 3/ 633، ابن فهد: اتحاف الورى 1/ 210.
(3)
زيد بن عمرو بن نفيل القرشي العدوي، كان يطلب الدين وكره النصرانية واليهودية وعبادة الأصنام، اعتزل قومه وما كانوات يعبدون، خرج من مكة وأتى الموصل، ثم أقبل نحو الشام يسأل عن الحنيفية، وفي طريقه إلى مكة قتل بأرض لخم.
انظر: ابن هشام: السيرة 231،1/ 224، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 330، ابن كثير: البداية 2/ 221.
(4)
عبيد الله بن جحش الأسدي، أسلم وهاجر إلى الحبشة مع زوجته أم حبيبة، تنصر بأرض الحبشة، ومات بها نصرانيا لإسرافه في شرب الخمر.
انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 96، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1844.
تنكست مقلوبا فما ذاك قلنا
…
بغاك سفيه أو نكوست بالعتب
فإن كان من ذنب أتينا فإننا
…
نبوء بإقرار ونلوي عن الذنب
وإن كنت مغلوبا نكوست صاغرا
…
فما أنت في الأوثان بالسيد الرب
ثم ردوا الصنم على حاله، فهتف بهم هاتف بصوت جهير وهو يقول:
ترد المولود أنارت لنوره
…
جميع فجاج الأرض بالشرق والغرب
وخرت له الأوثان طرا فأرعدت
…
قلوب ملوك الأرض طرا من الرعب
ونار جميع الفرس باخت واظلمت
…
وقد بات شاه الفرس في أعظم الكرب
وصارت عن الكهان بالغيب جنها
…
فلا مخبر منهم بصدق ولا كذب
فيا لقصي ارجعوا عن ضلالكم
…
وهبوا إلى الإسلام والمنزل الرحب
فلما سمعو ذلك خلصوا نجيا، وخرجوا يضربون في الأرض يبتغون دين
الحنيفية - دين إبراهيم عليه السلام فأما ورقة: فتنصر وقرأ الكتب، وأما عثمان بن الحويرث: فصار إلى قيصر وتنصر، وأما زيد بن عمرو: فخرج حتى بلغ الرقة من أرض الحيرة، فلقي بها راهبا، فأخبره أنه أظل زمان نبي يخرج من مكة يبعث بدين الحنيفية، فرجع يريد مكة، فعدت عليه لخم فقتلوه
(1)
.
ولما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان بمكة يهودي، فحضر مجلس قريش وقال: ولد في هذه الليلة نبي بين كتفيه علامة فيها شعرات متواترات كأنها عرف وثن، فوجدوا قد ولد لعبد المطلب غلاما سموه محمدا، فأخبروا اليهودي، فأتى ونظره وقال: ذهبت النبوة من بني إسرائيل يا معشر قريش، والله ليسطون بكم سطوة يخرج خبرها من المشرق إلى المغرب، وكان في القوم هشام بن المغيرة، والوليد بن المغيرة، وعبيدة بن الحارث، وعتبة بن ربيعة فعصمه الله تعالى منهم
(2)
.
وسمع هاتف من الجن يهتف على جبل الحجون [وهو يقول شعرا:]
(3)
فأقسم ما أثنى من الناس أنتجت
…
ولا ولدت أنثى من الناس واجده
كما ولدت زهرية ذات مفخر
…
مجنه لوم للقبائل ماجده
(1)
الخبر أورده ابن هشام في السيرة 1/ 222 - 235،225، وابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 616 - 617 ولم يذكر الشعر، وابن كثير في البداية 2/ 221 - 222 ولم يذكر الشعر.
(2)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 153 عن هشام بن عروة، وابن الجوزي في المنتظم 2/ 342.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
وارتجس إيوان كسرى، فسقطت منه أربعة عشر شرافة، وكتب له صاحب اليمن يخبره أن بحيرة ساوة
(1)
غاضت تلك الليلة، وكتب إليه صاحب الشام أن وادي السماوة
(2)
انقطع تلك الليلة/وكتب إليه صاحب طبرية أن الماء لم يجر في بحيرة طبرية تلك الليلة، وكتب إليه صاحب فارس ان النيران خمدت تلك الليلة، ولم تخمد قبل ذلك بألف سنة، فقال الموبذان لكسرى: وأنا قد رأيت في مثل هذه ليلا إبلا صعابا، تقود خيلا عرابا قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادنا، فقال: أي شيء يكون هذا يا موبذان؟ قال: حادثة تكون من ناحية العرب، فكتب إلى النعمان بن المنذر
(3)
: أن ابعث إليّ رجلا عالما أسأله، فوجه [إليه]
(4)
عبد المسيح بن عمرو بن بقيلة الغساني، فلما قدم أخبروه، فقال: علم ذلك عند خال لي يسكن مشارف الشام، يقال له: سطيح، فجهزوه إليه، فلما قدم عليه وجده قد احتضر، فسلم عليه، فلم يرد جوابا، فقال عبد المسيح [شعرا:]
(5)
أصم أم يسمع غطريف اليمن
…
يا فاضل الخطة أعيت من ومن
أم فاز فازلمّ به شأو العنن
…
أتاك شيخ الحي من آل سنن
(1)
ساوة: بعد الألف واو مفتوحة بعدها هاء ساكنة، مدينة حسنة بين الري وهمذان.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 179.
(2)
السماوة: بفتح أوله، ماء بالبادية، وبادية السماوة هي التي بين الكوفة والشام.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 245.
(3)
النعمان بن المنذر اللخمي، أبو قابوس، من أشهر ملوك الحيرة، نقم عليه كسرى فعزله إلى أن مات، وذلك قبل المبعث بتسعة أشهر.
انظر: ابن حبيب: المحبر ص 360، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 332.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
وأمه من آل ذئب بن جحش
…
أزرق ممهى الناس صرار الأذن
أبيض فضفاض الرداء والبدن
…
رسول قيل العجم يسرى للوسن
فرفع سطيح رأسه، وأخبر عبد المسيح بما اتفق وبرؤيا الموبذان، ثم قال: يا عبد المسيح إذا كثرت التلاوة، وبعث من تهامة صاحب الهراوة
(1)
، وفاض وادي السماوة، وفاضت بحيرة ساوة، وخمدت نار فارس، فليس الشام لسطيح شاما، يملك منهم ملك وملكات بعدد الشرفات، وكل ما هو آت آت، ثم قضى سطيح، ورجع عبد المسيح إلى كسرى، وأخبره بقول سطيح، فقال:
إلى أن يملك منا أربعة عشر ملكا قد كانت أمور، فملك منهم عشرة ملوك في أربع سنين، وزال ملكهم عند يزدجرد الرابع عشر بعد إثنتى عشرة سنة
(2)
.
وذكر المسعودي: «أن سطيح نبيا أضاعه قومه فانظروه» وقال في تاريخه «مروج الذهب»
(3)
(1)
في الأصل «المراوة» وما أثبتناه من (ط).
(2)
خبر سقوط إيوان كسرى وما يتعلق به أورده الطبري في تاريخه 2/ 166 - 168، والماوردي في أعلام النبوة ص 164 - 166، وابن الجوزي في المنتظم 2/ 250 - 252، والبيهقي في الدلائل 1/ 126 - 130، والسيوطي في الخصائص 1/ 127.
(3)
ورد عند المسعودي في مروج الذهب 2/ 484، وابن كثير في البداية 2/ 150.
إشارة على قصة أصحاب الفيل المتقدم ذكرها:
(1)
وذلك أن أبرهة بن الصباح، بنى بصنعاء كنيسة
(2)
للنصارى، ليعدل بالعرب عن حج الكعبة إليها، فدخل إلى هيكلها بعض بني كنانة من قريش
(3)
، فأحدث فيها ليلا، فبعث إلى النجاشي يمده بالفيل والجيش ليغزو قريشا ويهدم الكعبة، وقيل: أن تجارا من قريش نزلوا بفناء بيعة للنصارى وأوقدوا نارا، فاحترقت البيعة، فأنفذ النجاشي جيشه، والفيل مع أبرهة بن الصباح، وأبي مكسوم، وحجر بن شراحيل، والأسود بن مقصود
(4)
، وكان النجاشي هو الملك، وأبرهة صاحب جيشه على اليمن، وأبرهة هو الأشرم
(5)
، فبرك منهم الفيل بالمغمس
(6)
/ومات أبو رغال بالمغمس، وهو قائد الفيل
(7)
.
(1)
تقدم ذلك في الفصل الخامس من الباب الرابع.
(2)
بنى أبرهة كنيسة في صنعاء لم ير مثلها، وسماها القليس لارتفاع بنائها، ولم تزل قائمة إلى زمن السفاح أول خلفاء بني العباس، فبعث جماعة من أهل العزم والعلم فنقضوها.
انظر: الأزرقي: أخبار مكة 1/ 137، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 130، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 121، ابن كثير: البداية 2/ 158.
(3)
أحد بني فقيم بن عدي بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 43، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 130، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 122.
(4)
كان أبو مكسوم وزيرا للنجاشي، أما حجر بن شراحيل والأسود بن مقصود فكانا من قواد النجاشي.
انظر: الماوردي: أعلام النبوة ص 190.
(5)
سمي أبرهة الأشرم، ذلك أن أرياط ضرب أبرهة بالحربة يريد يافوخه، فوقعت الحربة على جبهة أبرهة فشرمت حاجبه وعينه وأنفه وشفتيه، فبذلك سمي أبرهة الأشرم.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 42، الأزرقي: أخبار مكة 1/ 137، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 129.
(6)
المغمس: بالضم ثم الفتح وتشديد الميم وفتحها، موضع قرب مكة في طريق الطائف.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 161.
(7)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 190.
قيل: كانت الفيلة إثنى عشر، وقيل: ثمانية، وأقبل عليهم الطير من ناحية البحر
(1)
يوم الإثنين، فألقت على القوم حجارة فأهلكتهم، ورجع أبرهة إلى اليمن إلى أن دخل صنعاء، وسقط عليه حجر فمات
(2)
.
ثم أخذ بنوا عبد المطلب أموالهم، فكانت أول أموال عبد المطلب
(3)
.
قال الله تعالى: {تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ}
(4)
قال ابن قتيبة:
معناه بالفارسية: حجارة من طين
(5)
. وقال ابن عباس: سجيل آجر، وسجين جبس، وكان على كل حجر اسم صاحبه، وكانت على قدر العدس، وقيل:
على قدر رأس الرجل
(6)
.
ثم إن النجاشي آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم واسمه أصحمه بن أبحر ومعناه عطية
(7)
.
(1)
أرسل الله تعالى عليهم طيرا من البحر أمثال الخطاطيف، مع كل طائر ثلاثة أحجار يحملها، حجر في منقاره وحجران في رجليه مثل الحمص والعدس، لا تصيب منهم أحدا إلا هلك، وما يقع حجر على رأس رجل إلا خرج من دبره، ولا يقع على شيء من جسده إلا خرج من الجانب الآخر.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 53، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 136، الماوردي: أعلام النبوة ص 192، ابن كثير: البداية 2/ 160.
(2)
أصيب أبرهة في جسده، وخرجوا به معهم تسقط أنامله أنملة أنملة، كلما سقطت منه أنملة أتبعتها منه مدة تمث قيحا ودما، حتى قدموا به صنعاء، وهو مثل فرخ الطائر، فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 54، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 136، الماوردي: أعلام النبوة ص 192.
(3)
كذا عند الماوردي في أعلام النبوة ص 192.
(4)
سورة الفيل آية (4).
(5)
قول ابن قتيبة ورد عند الجواليقي في المعرب ص 229.
(6)
انظر: القرطبي: الجامع 198،20/ 196، ابن كثير: البداية 2/ 162، السيوطي: الدر المنثور 8/ 631.
(7)
أصحمة: بفتح الهمزة وسكون الصاد المهملة وفتح الحاء والميم بوزن أربعة. ومعناه بالعربية العطية. كان عبدا صالحا لبيبا، هاجر المسلمون إليه، وأسلم حين أرسل له الرسول صلى الله عليه وسلم -
والنجاشي لقب كمثل تبع لملك اليمن
(1)
، والحنشو لملك الهياطلة، والأفشين لملك أشروسنة، والأخشيد لملك مصر، وخاقان للترك، وكسرى لفارس
(2)
، وقيصر للروم معناه: الكبير واسمه هرقل
(3)
، وفرعون للقبط
(4)
، والفنس للنصارى، والفرنسيس للإفرنج، وقيل: النجاشي اسم لكل من ملك الحبشة، وكسرى اسم لكل من ملك فارس، وبطليموس اسم لكل من ملك اليونان، وقيطوراء اسم لكل من ملك اليهود، والجالوت اسم لكل من ملك البربر.
والنجاشي: بفتح النون، وقال الأخفش: بكسرها
(5)
، مات بالحبشة 6، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى البقيع وصلى عليه صلاة الغائب في الساعة
(7)
- كتابا يدعوه فيه إلى الإسلام، وله الأفعال الحميدة والإعانة للمسلمين.
انظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 258، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 122، ابن الجوزي: المنتظم 3/ 375، ابن حديدة: المصباح المضي 34،2/ 18 - 35، السيوطي: رفع شأن ص 219، 234،228.
(1)
النجاشي اسم لكل من ملك الحبشة، والتتابعة بأرض اليمن واحدهم تبع، وكانت العرب تسمي كل من ملك اليمن مع الشحر وحض رموت تبعا.
انظر: ابن حديدة: المصباح المضي 2/ 230، القلقشندي: صبح الأعشى 5/ 480، السيوطي: رفع شأن ص 222.
(2)
كانت العرب تسمي من ملك الفرس كسرى، وكان يدعى بشاشاه.
انظر: الجواليقي: المعرب ص 271، ابن كثير: البداية 2/ 147، ابن حديدة: المصباح المضي 2/ 17.
(3)
كانت العرب تسمى من ملك الشام مع الجزيرة قيصرا، واسم قيصر مشتق في لغتهم من القطع لأن أحشاء أمه قطعت.
انظر: الجواليقي: المعرب ص 271، القلقشندي: صبح الأعشى 5/ 482.
(4)
كانت العرب تسمي من ملك مصر فرعونا. انظر: الجواليقي: المعرب ص 294.
(5)
انظر: ابن حديدة: المصباح المضي 2/ 18، ابن منظور: اللسان مادة «نجش» .
التي توفي فيها
(1)
.
سؤال: إن قيل: كيف منع أصحاب الفيل من الكعبة قبل مصيرها قبلة ومنسكا، ولم يمنع الحجاج من هدمها
(2)
، وقد صارت قبلة ومنسكا حتى أحرقها ونصب المنجنيق عليها؟
فالجواب: إن فعل الحجاج كان بعد إستقرار الدين، فاستغنى عن آيات تأسيسه، وأصحاب الفيل كانوا قبل ظهور النبوة فجعل المنع آية لتأسيس النبوة ومجيء الرسالة، على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد أنذر بهدمها
(3)
، فصار الهدم آية بعدما كان المنع آية
(4)
(1)
توفى النجاشي في رجب سنة تسع من الهجرة.
انظر: خليفة: تاريخ خليفة 1/ 57، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 122، ابن الجوزي: المنتظم 3/ 375، السيوطي: رفع شأن ص 234.
أخرجه مالك في الموطأ 1/ 226 عن أبي هريرة، والبخاري في صحيحه كتاب الجنائز بال الرجل ينعي إلى أهل الميت بنفسه عن أبي هريرة برقم (1245) 2/ 90، ومسلم في صحيحه كتاب الجنائز باب التكبيرة على الجنازة برقم (62) 2/ 656، والترمذي في سننه عن عمران برقم (1039) 3/ 357.
(2)
كان أهل الحجاز بايعوا عبد الله بن الزبير بالخلافة سنة 64 هـ، ولما تولى عبد الملك بن مروان الخلافة أرسل قائده الحجاج إلى الحجاز لضرب ابن الزبير في ذي القعدة سنة 72 هـ، وما زال الحجاج يحصره حتى هدموا الكعبة.
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 6/ 187 - 192، ابن الجوزي: المنتظم 124،6/ 23 - 127.
(3)
فقد أنذر الرسول صلى الله عليه وسلم بهدمها في آخر الزمان، وروى الحديث بطرق متعددة، فأخرجه أحمد في المسند 2/ 220 عن ابن عمرو، والبخاري في صحيحه كتاب الحج باب قول الله تعالى جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ عن أبي هريرة برقم (1591) 2/ 193، ومسلم في صحيحه كتاب الفتن عن أبي هريرة برقم (57) 2/ 2232، والحاكم في المستدرك 4/ 453 عن أبي هريرة.
(4)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 193.
قلت: قول المؤلف: «إن فعل الحجاج كان بعد استقرار الدين، فاستغنى عن آيات تأسيسه، وأصحاب الفيل كانوا قبل ظهور النبوة فجعل المنع آية لتأسيس النبوة» هو الجواب الذي اكتفى به المحققون في تعليل منع الله بيته وحمايته من كيد أعدائه قبيل نبوة رسول الله ليكون ذلك إرهاصا يؤذن ببعثته ويمهد للتصديق برسالته صلى الله عليه وسلم. -
المنجنيق
(1)
: أول من استخرجه إبليس كما استخرج المنشار حين قتل زكريا عليه السلام.
وقد عاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، في زمان نبوته وبعد هجرته جماعة شاهدوا الفيل منهم: حكيم بن حزام
(2)
، وحويطب بن عبد العزى
(3)
، ونوفل بن معاوية
(4)
، لأن كل واحد من هؤلاء عاش مائة وعشرين سنة، منها ستين في الجاهلية، وستين في الإسلام
(5)
، فأما حكيم بن حزام فإنه ولد في جوف الكعبة 6.
(4)
- أما قول المؤلف «فصار الهدم آية بعد ما كان المنع آية» : فهو غير مطرد، باعتبار أن إعلام النبي بهدم الكعبة في قوله صلى الله عليه وسلم «كأني أنظر إلى ذي السويقتين من الحبشة يهدم الكعبة وينقضها حجرا حجرا
…
» فهذا صريح في كون إعلام النبي بهدم الكعبة إعلام ببعض فتن آخر الزمان. وعلى هذا فالنبي لم يخبر بهدم الحجاج للكعبة، والحجاج تابعي معظم للكعبة ولم يقم بهدم الكعبة ولم يقصد ذلك، وإنما رمى ابن الزبير بالمنجنيق، فنتج عن ذلك تصدع الكعبة، فلما ظفر بابن الزبير نقض الكعبة في إجلال وتعظيم وأعاد بنائها كما كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
الفصل الرابع
في ذكر أسماء النبي الأسنى صلى الله عليه وسلم،
وما خصه الله به من أسمائه الحسنى
اعلم أن أسماءه - عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام وأكمله وأتمه - حازت أوائلها حروف المعجم ما خلا اللام، ومنها معرب ومعجم.
عن محمد بن جبير بن مطعم
(1)
/عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(2)
.
وقد سمى الله تعالى أمته في كتب أنبيائه بالحمادين فحق له أن يسمى محمدا وأحمدا
(3)
.
وخص لفظة أحمد فيما بشره عيسى عليه السلام، تنبيها على أنه أحمد منه ومن الذين كانوا [من]
(4)
(5)
.
(1)
محمد بن جبير بن مطعم بن عدي القرشي إمام وفقيه، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز.
انظر: ابن سعد: الطبقات 5/ 205، ابن حجر: التهذيب 9/ 91.
(2)
حديث محمد بن جبير: أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المناقب باب ما جاء في أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم برقم (3532) 4/ 196، ومسلم في صحيحه كتاب الفضائل باب في أسمائه صلى الله عليه وسلم برقم (125) 2/ 1828، ومالك في الموطأ 2/ 1004، والترمذي في سننه 5/ 124 كتاب الأدب باب أسماء النبي.
(3)
كذا ورد عند عياض في الشفا 1/ 145.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من. ط).
(5)
سورة الصف آية (6). وما قبل الآية كذا ورد عند عياض في الشفا 1/ 145.
وحمي سبحانه أن يتسمى أحد قبل زمانه بأحمد أو محمد، فأما أحمد قطعا، وأما محمد فلم يسم به أحد من العرب ولا غيرهم إلا بعد أن شاع قبيل وجوده صلى الله عليه وسلم، أن نبيا يبعث اسمه محمد، فسمي قوم قليل من العرب أبنائهم بذلك رجاء أن يكون أحدهم وهم: محمد بن أجيحة بن الجلاح الأوسي، ومحمد بن مسلمة الأنصاري، ومحمد بن براء البكري، ومحمد بن سفيان بن مجاشع - وهو أول من تسمى محمدا - ومحمد بن حمران الجعفي، ومحمد بن خزاعي السلمي، ومحمد بن سعادة، وقيل: أول من تسمى محمدا: محمد بن اليحمد من الأزد
(1)
.
وقد سماه الله تعالى أحمد في كتاب شعيا بن أموص، من أنبياء بني إسرائيل، فقال في الفصل السادس عشر منه:«لتفرح لك البادية العطشى ولتبتهج البراري والفلوات ولتسر وتزهو مثل الوعل فإنها ستعطي بأحمد على كتفه محاسن لبنان، ويكمل أحسن الدساكر والرياض وسترون جلال الله تعالى بها الأنبياء» . قال شعيا: «وسلطانه على كتفه» يريد علامة نبوته، وهذه صفة محمد صلى الله عليه وسلم، ويأويه الحجاز
(2)
.
وكذلك أتى اسمه في التوراة فقال: «أسدده لكل جميل وأهب له كل خلق كريم، وأجعل السكينة لباسه، والبر شعاره، والتقوى ضميره، والحكمة مقولة، والصدق والوفاء طبيعته، والعفو والمعروف خلقه، والعدل سيرته، والحق شريعته، والهدى أمامه، والإسلام ملته، وأحمد اسمه أهدى به بعد الضلالة، وأعلم به بعد الجهالة، وأرفع به بعد الخمالة، وأسمى به بعد النكرة،
(1)
كذا ورد عند عياض في الشفا 1/ 145، وابن كثير في البداية 2/ 241 نقلا عن القاضي عياض.
(2)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 129 ما جاء في كتاب شعيا من البشارة بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
وأكثر به بعد القلة، وأغنى به بعد العيلة، وأجمع به بعد الفرقة، وأولف به بين قلوب مختلفة وأهواء مشتتة وأمم متفرقة، وأجعل أمته خير أمة أخرجت للناس. واسمه في الإنجيل أحمد وفي التوراة حامد»
(1)
.
قال أهل التاريخ: وأول من تسمى بعد النبي صلى الله عليه وسلم، أحمد: أحمد أبي الخليل
(2)
، وأول من تسمى بعده محمدا: محمد بن حاطب الجمحي تسمى بذلك في حياته صلى الله عليه وسلم، وتوفى بمكة سنة أربع وسبعين
(3)
.
قوله عليه الصلاة والسلام: «وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر» :
يعني محو الكفر مما/زوى له من الأرض ووعد أنه يبلغه ملك أمته، وقيل:
يمحو عاما بمعنى الظهور والغلبة واسمه صلى الله عليه وسلم في التوراة الماحي
(4)
.
قوله: «وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وعلى عقبي» : أي على زماني ليس بعدي نبي
(5)
.
وسمي عاقبا: لأنه عقب غيره من الأنبياء ومعناه: آخر الأنبياء
(6)
.
وقوله عليه السلام: «لي خمسة أسماء» : قيل إنها موجودة في الكتب المتقدمة
(7)
.
(1)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 128 - 129 بشارة موسى عليه السلام في التوراة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
(2)
انظر: القفطي: انباه الرواة 1/ 344، ابن الجوزي: المنتظم 6/ 39.
(3)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 368، ابن الجوزي: المنتظم 6/ 146.
(4)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 178، عياض: الشفا 1/ 146.
(5)
انظر: عياض: الشفا 1/ 146.
(6)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 178، عياض: الشفا 1/ 146.
(7)
كذا ورد عند عياض في الشفا 1/ 146.
وروي عنه صلى الله عليه وسلم: «لي عشرة أسماء، ذكر منها: طه، ويس» . حكاه السلمي، عن الواسطي وجعفر بن محمد
(1)
(2)
. والقيم: الجامع الكامل.
قال القاضي عياض
(3)
: «كذا وجدته ولم أروه، وأرى أن صوابه:
قثم بالمثلثة كما ذكرناه عن الحربي وهو أشبه بالتفسير، وقد وقع في كتب الأنبياء، قال داود عليه السلام: اللهم ابعث لنا محمدا مقيم السنة بعد الفترة، فقد يكون القيم بمعناه، وروى النقاش عنه صلى الله عليه وسلم: لي في القرآن سبعة أسماء: محمد، وأحمد، ويس، وطه، والمدثر، والمزمل، وعبد الله».
وفي حديث [عن]
(4)
جبير بن مطعم: هي ستة: «محمد، وأحمد، وخاتم، وحاشر، وعاقب، وماح»
(5)
.
وعن أبي موسى الأشعري: أنه كان عليه السلام يسمي لنا نفسه أسماء فيقول: «أنا محمد، وأحمد، والمقفّي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الملحمة، وفي رواية: «ونبي الملاحم» ، ويروى [«المرحمة]
(6)
والراحة»
(1)
حديث جعفر بن محمد: أخرجه عياض في الشفا 1/ 146.
(2)
رواية «لي عشرة أسماء» ذكرها ابن سعد في الطبقات 1/ 104، وأحمد في المسند 84،4/ 81، 5/ 405،395، والبيهقي في الدلائل 157،1/ 125 4/ 338، وعياض في الشفا 1/ 146.
(3)
ورد عند القاضي عياض في الشفا 1/ 146.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
حديث جبير بن مطعم: أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 105، وعياض في الشفا 1/ 147.
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
[وكل صحيح
(1)
.
قال القاضي عياض
(2)
: «معنى المقفي، معناه: العاقب، وأما نبي الرحمة، والتوبة، والمرحمة، والراحة]
(3)
فقال تعالى: {وَما أَرْسَلْناكَ إِلاّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ}
(4)
وقال: {وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ}
(5)
وأما رواية: نبي الملحمة فإشارة إلى ما بعث به عليه السلام من القتال والسيف، والملاحم من الحرب أيضا، وفي رواية الحربي أنه صلى الله عليه وسلم قال: أتاني الملك فقال:
أنت قثم والقثوم الجامع للخير، وقيل: اسمه هو في بيت آله صلى الله عليه وسلم معلوم، وقيل: القثم كثير العطاء».
وقد سماه الله تعالى في اية واحدة سبعة أسماء، فقال تعالى:
(6)
يعني: شاهدا على أمتك وعلى جميع الأمم، ومبشرا لمن آمن بك، ونذيرا لمن كفر بك، وداعيا إلى طاعة الله وسراجا منيرا نورا وضياء لمن آمن بك {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللهِ فَضْلاً كَبِيراً}
(7)
وهي الجنة
(8)
.
(1)
حديث أبي موسى: أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الفضائل باب في أسمائه صلى الله عليه وسلم برقم (126) 4/ 1828، وابن سعد في طبقاته 1/ 104، والطبري في تاريخه 3/ 178، وعياض في الشفا 1/ 147، وابن الجوزي في الوفا 1/ 103.
(2)
ورد عند القاضي عياض في الشفا 1/ 147، وابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 9.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
سورة الأنبياء آية (107).
(5)
سورة البلد آية (17).
(6)
سورة الأحزاب آية (45 - 46).
(7)
سورة الأحزاب آية (47).
(8)
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 160، والقرطبي: الجامع 14/ 199 - 200، السيوطي: الدر المنثور 6/ 625.
قيل: إن الله تعالى ذكر نبيه صلى الله عليه وسلم، في القرآن في ألف موضع - رواه ابن جملة - منها: المزمل، والمدثر، وأحمد، وأبطحى، وامام، وأول، وآخر، وأمين، وأمي، والمذكر، وأذن، وبار، وبيان، وبرهان، وباطن، وبشير، والرسول، ونبي، وشاهد، ومبشر، ونذير، وسراج، ومنير، ورؤف، ورحيم، ومحمد، وحامد، ومحمود، وقاسم، وعاقب، وحاشر، وهادي، ومهتدي، وطس، وحم، وصفي، ومصطفى، ومرتضى، ومجتبى، وناصر، وقائم، وحافظ، /وشهيد، وعادل، وحكيم، وحجة، ومؤمن، وعليم، ومطيع، وواعظ، وصادق، وقرشي، وهاشمي، ومكي، ومدني، وعزيز، وحريص، ويتيم، وعائل، وغني، وجواد، وعالم، وفتاح، وطاهر، ومطهر، وخطيب، وفصيح، ومتقي، وسابق، ومقتضى، ومهلل، وشفيع، ومشفع، وطيب، ومطيب، وطاهر، وحليم، وشكور، ورقيب، ومبين، وولي، وحرمي، وزكي، ومهدي، وكليم، وتام، وحافظ، ومذكور، وناطق، ومصدوق، ورشيد، ومرشد، ومصدق، وسلام، ومنذر، وعبد، وكريم، ومحلل، ومحرم، وواضع، ورافع، ومجيد، وثاني اثنين، ومنصور، وخير، ونقيب، وعلي، ومهاجر، وعامل، ومبارك، ورحمة، وناهي، ومتوسط، وشفاء، وفصيح، وشافع، وتقي، وقريب، ومنيب، وفاتح، وعظيم
(1)
.
(1)
راجع ما ورد منها عند القاضي عياض في الشفا 1/ 148.
قلت: الذي ثبت من أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم ما ورد في صحيح البخاري ومسلم وموطأ مالك قوله صلى الله عليه وسلم «لي خمسة أسماء: أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي
…
وأنا الحاشر
…
وأنا العاقب».
انظر: صحيح البخاري كتاب المناقب باب ما جاء في أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم برقم (3532) 4/ 196، وصحيح مسلم كتاب الفضائل باب في أسمائه صلى الله عليه وسلم برقم (125) 2/ 1828، وموطأ مالك 2/ 1004.
ومن ألقابه صلى الله عليه وسلم، وسماته في القرآن عدة كثيرة حسبما ذكرنا.
وقال أبو بكر ابن العربي: ومن أسمائه عليه الصلاة والسلام: قائد الغر المحجلين، وحبيب الله، وخليل الرحمن، وصاحب الحوض المورود، والشفاعة، والمقام المحمود، وصاحب الوسيلة، والفضيلة، والدرجة الرفيعة، والرأفة، والرحمة، وصاحب التاج، والمعراج، واللواء، والقضيب، وراكب البراق، والناقة، والنجيب، وصاحب الحجة، والسلطان، والخاتم، والبرهان، وصاحب الهراوة، والنعلين، وروح الحق، وقدم الصدق، ورحمة للعالمين، ونعمة الله، والعروة الوثقى، والصراط المستقيم، والنجم الثاقب، وداعي الله، وأبي القاسم، ورسول رب العالمين، والمصلح، والمهيمن، وسيد ولد آدم، وسيد المرسلين، وإمام المتقين، والحق المبين، وخاتم النبيين، والرؤف الرحيم، والنبي الأمي
(1)
.
ومعنى صاحب القضيب: أي صاحب السيف، وقع مفسرا في الإنجيل قال: معه قضيب من حديد يقاتل به وأمته كذلك، ويحتمل أنه القضيب الممشوق، وقيل: العصا المذكورة في حديث الحوض
(2)
قاله: القاضي عياض
(3)
.
والهراوة: هي في اللغة العصا، والتاج: العمامة ولم تكن حينئذ إلا للعرب
(4)
، ونهى صلى الله عليه وسلم عن الإقتعاط وأمر بالتلحي. والإقتعاط: أن يدير العمامة
(1)
كذا ورد عند عياض في الشفا 1/ 148.
(2)
حديث الحوض: أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الفضائل باب اثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم عن ثوبان برقم (37) 1799، وراجع أحاديث الحوض عند ابن الجوزي في الوفا 2/ 816، وابن كثير في النهاية 2/ 30 - 67، والهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 363 - 370.
(3)
ورد عند القاضي عياض في الشفا 1/ 149.
(4)
كذا ورد عند عياض في الشفا 1/ 149 وأضاف «والعمائم تيجان العرب» .
ويترك التحنك
(1)
، وصاحب الحجة والسلطان، وخاتم النبوة وسلطانه على كتفه
(2)
.
ومن أسمائه صلى الله عليه وسلم في الكتب الإلهية: المتوكل، والمختار، ومقيم السنة، والمقدّس، وروح الحق ومعناه: البارقليط في الإنجيل. حكاه عياض
(3)
.
وقال ثعلب
(4)
: البارقليط الذي يفرق بين الحق والباطل، والمتوكل هو اسمه صلى الله عليه وسلم في التوراة
(5)
.
عن عطاء بن يسار قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص
(6)
، قلت:
أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «أجل، إنه والله الموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن:{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً}
(7)
وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي سميتك: المتوكل لست بفظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا يدفع السيئة بالسيئة، ولكن يعفو
(1)
الإقتعاط هو أن يعتم بالعمامة ولا يجعل منها شيئا تحت ذقنه، ويقال للعمامة: المقعطة وهي ما تعصب به رأسك.
انظر: ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث 4/ 88.
(2)
انظر: عياض: الشفا 1/ 149، ومعني سلطانه على كتفه كما ذكر الماوردي في أعلام النبوة ص 130:«يريد علامة نبوته على كتفه» .
(3)
ورد عند القاضي عياض في الشفا 1/ 148.
(4)
أحمد بن يحيى، أبو العباس ثعلب، امام الكوفيين في النحو واللغة ت 291 هـ.
انظر: الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 5/ 204، القفطي: انباه الرواة 1/ 138، ابن الجوزي: المنتظم 13/ 24، ياقوت: معجم الأدباء 5/ 102.
(5)
قول ثعلب ورد عند عياض في الشفا 1/ 148.
(6)
عبد الله بن عمرو بن العاص، أبو محمد السهمي، كان محدثا ثقة، ت 65 هـ.
انظر: ابن سعد: الطبقات 4/ 261، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 956.
(7)
سورة الأحزاب آية (45 - 46).
ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء/بأن يقول:
لا إله إلا الله، ويفتح بها أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا. رواه البخاري»
(1)
.
وروى الدارمي مثله في مسنده عن ابن سلام، وروي عن كعب أيضا مثله
(2)
.
وفي الزبور: اسمه فلاح، وتفسيره يمحو الله به الباطل، وهو عبادة الأوثان.
وفي التوراة: طاب طاب، ومعناه: طيب طيب، وقيل: معناه إنه ما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين قوم إلا طاب ذكره بينهم.
ومن أسمائه صلى الله عليه وسلم في الإنجيل: حبيطا، وتفسيره: يفرق الله به الحق من الباطل، ومن أسمائه عليه السلام في الكتب السالفة: ماذ ماذ، ومعناه:
طيب طيب، وقيل: هي في صحف إبراهيم عليه السلام: موذ موذ. حكاه عياض
(3)
.
وفي كتب الروم: التلقيط، والمنحمنا، والبرقليطس، وروح القسط
(4)
.
قال القاضي عياض
(5)
: «ويسمى بالسريانية مشفح والمنحمنا،
(1)
حديث عبد الله بن عمرو: أخرجه البخاري في صحيحه كتاب التفسير باب إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا برقم (4838) 6/ 52، وابن سعد في الطبقات 1/ 362، والبيهقي في الدلائل 1/ 274، وعياض في الشفا 1/ 15.
(2)
أخرجه الدارمي في سننه 1/ 5 عن عبد الله بن سلام باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وابن سعد في الطبقات 1/ 360، وعياض في الشفا 1/ 15، والبيهقي في الدلائل 1/ 377.
(3)
ورد عند عياض في الشفا 1/ 148.
(4)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 233 وأضاف: «والمنحمنا بالسريانية محمد، وهو بالرومية البرقليطس صلى الله عليه وسلم» ويذكر الماوردي في أعلام النبوة ص 132 أن محمدا بالسريانية موشيحا.
(5)
ورد عند عياض في الشفا 1/ 148.
وأسمه صلى الله عليه وسلم في التوراة أحيد، روى ذلك عن ابن سيرين، وقيل: أخيذ - بالذال المعجمة، ومعناه: أنه سيأخذ أمته عن النار، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة: أخير، ومعناه آخر الأنبياء، ومن أسمائه صلى الله عليه وسلم في الكتب السالفة:
حمطايا، وقيل: حمطانا - بالنون - والخاتم والحاتم - حكاه كعب الأحبار - قال ثعلب: فالخاتم الذي ختم الأنبياء، والحاتم - بالحاء المهملة - أحسن الأنبياء خلقا وخلقا».
وفي مزمور: أن الله أظهر من صيفون نبيا من مكة، اكليلا محمودا، فسماه: الإكليل المحمود
(1)
.
وفي بعض الصحف المنزلة: أسمه أجير، يعني أنه يجير أمته من النار.
واسمه صلى الله عليه وسلم بالسريانية: سرحنطليس، وهو البرقليطس. وفي صحف إبراهيم عليه السلام: طاب طاب، يعني طيبا طيبا، واسمه صلى الله عليه وسلم في التوراة:
موصل، أي مرحوما، وفي الزبور: فارق، يعني فرق بين الحق والباطل، وفي الإنجيل: محمود، وفي صحف شيث عليه السلام: أخو ماخ ماخ، يعني صحيح الإسلام، وقال المسيح عيسى بن مريم عليه السلام: سيأتيكم روحا بارقليطا، يعني محمد صلى الله عليه وسلم
(2)
.
وذكر النيسابوري وغيره أسماء له صلى الله عليه وسلم منها: الغيث.
(1)
مزمور: أي مزامير داود عليه السلام، فقد أورد الماوردي في أعلام النبوة ص 136 من بشائر داود في الزبور للنبي صلى الله عليه وسلم، وأن الله أظهر من صيفون اكليلا محمودا وصيفون: العرب، والاكليل: النبوة، ومحمود هو محمد صلى الله عليه وسلم.
وانظر: ابن الجوزي: الوفا 1/ 66.
(2)
انظر: الماوردي: أعلام النبوة ص 137،132 - 138.
وعن علي رضي الله عنه، ذكر له أسماء منها: مأمون، وسمي صلى الله عليه وسلم في الكتب السالفة أيضا: ماذ، وحمياط وبرقليط
(1)
. حكاه صاحب الدر المنظم.
ومن أسمائه صلى الله عليه وسلم: جاعل السنة، قال داود في الزبور: اللهم ابعث جاعل السنة، حتى يعلم أنه بشر. أي: ابعث نبيا يعلم الناس أن المسيح بشر. يعلم داود عليه السلام أن قوما سيدعون في المسيح ما ادعوه، [وهذا هو محمد صلى الله عليه وسلم
(2)
.
وفي الإنجيل: قال المسيح عليه السلام للحواريين: إني ذاهب وسيأتيكم البارقليط]
(3)
روح الحق الذي لا يتكلم من قبل نفسه إلا كما يقال له وهو يشهد عليّ وأنتم تشهدون/لأنكم معي من قبل الناس فكل شيء أعده الله يخبركم به
(4)
.
وفي نقل آخر: أن البارقليط لا يجيئكم ما لم أذهب: فإذا جاء وبخ العالم على الخطيئة، ولا يقول من تلقاء نفسه شيئا، ولكنه مما يستمع به يكلمكم ويسوسكم بالحق ويخبركم بالحوادث والغيوب
(5)
.
[وفي نقل آخر عنه: إن البارقليط روح الحق الذي يرسله ربي باسمي ويعلمكم كل شيء وإني سائل أن يبعث إليكم بارقليطا آخر يكون معكم إلى
(1)
يذكر الجواليقي في المعرب ص 170: أن حمياط اسم للنبي صلى الله عليه وسلم، ومعناه: حامي الحرم. وأورد الماوردي في أعلام النبوة ص 137 من بشائر المسيح عليه السلام في الانجيل للنبي محمد صلى الله عليه وسلم أن البارقليط روح الحق، وهو في لغتهم لفظ من الحمد أي محمود.
(2)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 137، ابن الجوزي: الوفا 1/ 66.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
كذا عند الماوردي في أعلام النبوة ص 137، ابن الجوزي: الوفا 1/ 67.
(5)
كذا عند الماوردي في أعلام النبوة ص 137، ابن الجوزي: الوفا 1/ 67.
الأبد وهو يعلمكم كل شيء وهو يشهد لي
(1)
]
(2)
.
وفي نقل آخر عنه: إن البشير ذاهب والبارقليط بعده يجيء لكم بالأسرار ويقيم لكم كل شيء وهو يشهد لي كما شهدت له فإني لأجيئكم بالأمثال وهو يأتيكم بالتأويل. والبارقليط: بلغتهم لفظ من الحمد [وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:]
(3)
أنا أحمد وأنا محمود وأنا محمد
(4)
.
وسماه الله تعالى: «صدقا، فقال:{وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ}
(5)
، وسماه: رسولا كريما، فقال:{إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ}
(6)
، وسماه:
نورا، فقال:{قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ}
(7)
، وسماه تعالى:
نعمة، فقال تعالى:{يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها}
(8)
، وسماه تعالى:
عبد الله، فقال:{وَأَنَّهُ لَمّا قامَ عَبْدُ اللهِ}
(9)
، وهو الصراط المستقيم» - حكاه أبو الحسن الماوردي
(10)
.
عن أبي العالية والحسن البصري، وحكى مكي عنهما نحوه وقال:«هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصاحباه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما» ، وحكى السمرقندي مثله عن أبي العالية في قوله:{صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}
(11)
.
(1)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 137، ابن الجوزي: الوفا 1/ 67.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط) وأعلام النبوة.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط) وأعلام النبوة.
(4)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 137، وابن الجوزي في الوفا 1/ 167.
(5)
سورة الزمر آية (32).
(6)
سورة الحاقة آية (40).
(7)
سورة المائدة آية (15).
(8)
سورة النحل آية (83).
(9)
سورة الجن آية (19).
(10)
ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 137 - 138، وعياض في الشفا 1/ 14.
(11)
سورة الفاتحة آية (7).
ورواية أبي العالية والحسن البصري ذكرها القاضي عياض في الشفا 1/ 13.
وحكى أبو عبد الرحمن السلمي في قوله تعالى: {فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى}
(1)
، أنه محمد صلى الله عليه وسلم، وقيل: الإسلام، وقيل: التوحيد
(2)
.
وقال سهل في قوله تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها}
(3)
قال: نعمة الله محمد صلى الله عليه وسلم، وهو قدم صدق، قاله: قتادة، والحسن، وزيد بن أسلم في قوله تعالى:{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ}
(4)
.
واختلف في معنى {يس}
(5)
، فقيل: اسم للنبي صلى الله عليه وسلم، وحكى أبو عبد الرحمن السلمي، عن جعفر الصادق رضي الله عنه: أنه أراد يا سيد مخاطبة لنبيه صلى الله عليه وسلم
(6)
.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، معناه:«يا إنسان أراد محمدا صلى الله عليه وسلم، قال: وهو قسم، وهو من أسماء الله عز وجل»
(7)
.
وقال الزجاج: «قيل: معناه يا محمد، وقيل: يا رجل»
(8)
.
(1)
سورة البقرة آية (256). سورة لقمان آية (22).
(2)
رواية أبي عبد الرحمن السلمي ذكرها عياض في الشفا 1/ 14، والقرطبي في الجامع 3/ 282.
(3)
سورة النحل آية (18).
(4)
سورة يونس آية (2).
ورواية سهل وقتادة والحسن وزيد بن أسلم ذكرها عياض في الشفا 16،1/ 14، والقرطبي في الجامع 8/ 306.
(5)
سورة يس آية (1).
(6)
كذا ورد عند عياض في الشفا 146،1/ 20 الإختلاف في معنى يس، والقرطبي في الجامع 15/ 5.
(7)
رواية ابن عباس ذكرها عياض في الشفا 1/ 20، والقرطبي في الجامع 15/ 5.
(8)
قول الزجاج ذكره عياض في الشفا 1/ 20، والقرطبي في الجامع 15/ 5.
وعن ابن الحنفية قال: يس: يا محمد
(1)
، وقال بن عباس رضي الله عنهما يس: يا إنسان بلغة طيء، وقال ابن عطاء: بالسريانية
(2)
.
ومن قرأ سورة يس حين يصبح لم يزل في فرح إلى أن يمسي. حكاه يحيى بن أبي كثير
(3)
.
وقال سهل بن عبد الله في قوله تعالى: {الم}
(4)
أن الألف الله تعالى، واللام جبريل، والميم محمد صلوات الله عليه، وحكاه السمرقندي ولم ينسبه إلى سهل
(5)
.
وقال ابن عطاء في قوله {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ}
(6)
(7)
، وقيل: إنه اسم الله تعالى، وقيل: جبل
(8)
.
وقال جعفر/الصادق رضي الله عنه في قوله تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذا هَوى}
(9)
إنه محمد صلى الله عليه وسلم
(10)
.
(1)
رواية ابن الحنفية ذكرها عياض في الشفا 1/ 20، والقرطبي في الجامع 15/ 5.
(2)
انظر: القرطبي: الجامع 15/ 4.
(3)
ذكره القرطبي في الجامع 15/ 2 وعزاه ليحيى بن أبي كثير.
(4)
سورة البقرة آية (1).
(5)
رواية سهل بن عبد الله: ذكرها عياض في الشفا 1/ 21، والقرطبي في الجامع 1/ 155 عن ابن عباس.
(6)
سورة ق آية (1).
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط) والشفا 1/ 21.
(8)
رواية ابن عطاء ذكرها عياض في الشفا 1/ 21، والقرطبي في الجامع 17/ 2 - 3.
(9)
سورة النجم آية (1).
(10)
رواية جعفر الصادق: ذكرها عياض في الشفا 1/ 21، واقرطبي في الجامع 17/ 83.
وقال ابن عطاء في قوله تعالى: {وَالْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ}
(1)
الفجر:
محمد صلى الله عليه وسلم، لأن منه تفجر الإيمان، وقوله تعالى:{إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ}
(2)
قيل الرسول الكريم هنا: محمد صلى الله عليه وسلم، وقيل: جبريل
(3)
، وقوله تعالى:{طه}
(4)
قيل: هو اسم من أسمائه عليه الصلاة والسلام، وقيل: اسم الله تعالى، وقيل: معناه يا رجل. قاله: مجاهد والحسن، وقيل: يا إنسان، وقال الواسطي أراد يا طاهر يا هادي
(5)
.
وسماه الله تعالى رجلا، والرجل في القرآن على أربعة عشر وجها
(6)
:
الأول: محمد صلى الله عليه وسلم {أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ}
(7)
.
الثاني والثالث: يوشع بن نون، وكالب بن يوقنا {قالَ رَجُلانِ}
(8)
.
الرابع: نوح عليه السلام في الأعراف {عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ}
(9)
.
الخامس: هود عليه السلام في الأعراف {عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ}
(10)
.
السادس: الوثن {وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ}
(11)
.
(1)
سورة الفجر آية (1 - 2).
(2)
سورة الحاقة آية (40).
(3)
انظر: عياض: الشفا 1/ 26، القرطبي: الجامع 18/ 274.
(4)
سورة طه آية (1).
(5)
انظر: عياض: الشفا 1/ 26، القرطبي: الجامع 11/ 166.
(6)
ذكرها ابن الجوزي في نزهة الأعين النواظر ص 328 - 331 بالتفصيل.
(7)
سورة يونس آية (2).
(8)
سورة المائدة آية (23).
(9)
سورة الأعراف آية (63).
(10)
سورة الأعراف آية (69).
(11)
سورة النحل آية (76).
السابع والثامن: يمليخا، وقمطس {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ}
(1)
.
التاسع: جزقيل عليه السلام {وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ}
(2)
(3)
.
العاشر: جميل بن معمر {ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ}
(4)
.
الحادي عشر: حبيب النجار {وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ}
(5)
.
الثاني عشر: المؤمن {وَرَجُلاً سَلَماً}
(6)
.
الثالث عشر: موسى عليه السلام {أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً}
(7)
.
الرابع عشر: الوليد بن المغيرة، وأبو مسعود الثقفي {لَوْلا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ}
(8)
.
وسماه الله تعالى نبيا ورجلا في الفصل الحادي عشر من السفر الخامس عن موسى عليه السلام: «إن الرب الهكم قال: إني أقيم لهم نبيا مثلك من بين إخوتهم أجعل كلامي على فمه وأيما رجل لم يسمع كلماتي التي يؤديها عني ذلك الرجل باسمي فأنا أنتقم منه» ومعلوم أن بني إسرائيل هم بنو إسماعيل وليس منهم من ظهر كلام الله تعالى على فمه
(1)
سورة الكهف آية (32).
(2)
سورة القصص آية (20).
(3)
سورة غافر آية (28).
(4)
سورة الأحزاب آية (4).
(5)
سورة يس آية (20).
(6)
سورة الزمر آية (29).
(7)
سورة غافر آية (28).
(8)
سورة الزخرف آية (31) وانظر ما ذكره ابن هشام عن هذين الرجلين في سيرته 1/ 361.
غير محمد صلى الله عليه وسلم
(1)
.
ومن أسمائه صلى الله عليه وسلم: الفاتح، والضحوك وهو صفته في التوراة، قال ابن فارس: إنما سمي الضحوك: لأنه كان طيب النفس فكها
(2)
.
ومن أسمائه صلى الله عليه وسلم أيضا: القتال
(3)
.
وسماه الله تعالى: الملك وزربايال، في كتاب زكريا بن يوحنا، من أنبياء بني إسرائيل، فقال: «رجع الملك الذي ينطق على لساني وأيقظني كالرجل الذي يستيقظ من نومه وقال لي: ما الذي رأيت، فقلت: رأيت منارة من ذهب وكفة على رأسها، ورأيت على الكفة سبع سرج، لكل سراج منها سبعة أفواه، وفوق الكفة شجرتا زيتون، إحداهما عن يمين الكفة والأخرى عن يسارها، فقلت للملك الذي ينطق على لساني: ما هذه يا سيدي، فرد الملك عليّ وقال لي: أما تعلم ما هذه؟ فقلت: ما أعلم، فقال لي:/هذا قول الرب في زربايال - يعني محمدا صلى الله عليه وسلم، وهو يدعو باسمي وأنا أستجيب له بالنصح والتطهير، وأصرف عن الأرض أنبياء الزور والأرواح النجسة لا بقوة ولا بعز، ولكن بروحي، بقول الرب القوي، ويعني بشجرتي الزيتون:
الدين والملك، وزربايال هو محمد صلى الله عليه وسلم»
(4)
. ولا يبعد أن يكون شجرتا الزيتون هما أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.
(1)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 128.
(2)
بالرجوع إلى كتاب «معجم مقاييس اللغة» لأحمد بن فارس 3/ 393 باب الضاد والحاء وما يثلثهما «ضحك» لم أجد ما أشار إليه المؤلف، وذكر ابن الجوزي في الوفا 1/ 104 عن ابن فارس أن لنبينا صلى الله عليه وسلم ثلاثة وعشرين اسما منها الضحوك: اسمه في التوراة، وذلك أنه كان طيب النفس فكها.
(3)
ذكره ابن الجوزي في الوفا 1/ 104 وإذا صح هذا الاسم فلا بد أن يفهم على أن الإسلام لم يشهر السيف إلا دفاعا ورحمة.
(4)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 134،133.
وقد سماه الله تعالى ملكا في كتاب دانيال، من أنبياء بني إسرائيل عليهم السلام فقال:«رأيت على أصحاب السماء كهيئة إنسان جاءنا، فانتهى إلى عتيق الأيام، وقدموه بين يديه، فحوله الملك والسلطان والكرامة أن تعبد له جميع الشعوب والأمم واللغات، سلطانه دائم إلى الأبد، له يتعبد كل سلطان ويمضي ألفان وثلثمائة ينقضي عقاب الذنوب، يقوم ملك منيع الوجه في سلطانه عزيز القوة لا تكون عزته تلك بقوة نفسه وينجح فيما يريد، ويجوز في شعب الأطهار، ويهلك الأعداء، ويؤتي بالحق الذي لم يزل قبل العالمين»
(1)
.
قال الإمام ناصر الدين الشهرستاني: «وفي هذا دليل على أمرين:
أحدهما: صدق الخبر لوجوده على حقه، والثاني: صحة نبوته لظهور الخبر في صفته صلى الله عليه وسلم»
(2)
.
واسمه صلى الله عليه وسلم: «صيلون» في زبور داود عليه السلام فقال فيه:
«فسبحان الذي هيكله الصالحون يفرح إسرائيل بخالقه ونبوة صيلون من أجل أن الله اصطفى له أمته وأعطاه النصر وسدد الصالحين منه بالكرامة يسبحونه على مضاجعهم فيكبرون الله بأصوات مرتفعة بأيديهم سيوف ذوات شفرتين لينتقموا من الأمم الذين لا يعبدونه يوثقون ملوكهم بالقيود وأشرافهم بالأغلال» ، ومعلوم أن سيوف العرب هي ذوات الشفرتين ومحمد صلى الله عليه وسلم هو المنتقم [بها]
(3)
من الأمم
(4)
.
وأسمه صلى الله عليه وسلم: رسول في كتاب عويديا من أنبياء بني إسرائيل قال فيه:
(1)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 134،133.
(2)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 134،133.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 136.
«قد سمعنا خبرا من قبل الرب وأرسل رسولا إلى الشعوب ثم يتقدم إليه بالحزب أيها الساكن في بحر الكهف ومحله في الموضع الأعلى لأن يوم الرب قريب من جميع الشعوب كما صنعت كذلك يصنع بك» ، وهذا أمر مرموز في نبوته عليه السلام
(1)
.
وقد وردت عجائب في إثبات اسمه محمد صلى الله عليه وسلم، آثار عجيبة تدل على ثبات وضع الهيئة في [الأزل]
(2)
، قال أبو عبد الله بن مالك: دخلت بلاد الهند، فسرت إلى مدينة يقال لها: نميلة - أو [قميلة -]
(3)
فرأيت شجرة كبيرة تحمل ثمرا كمثل اللوز له قشر، فإذا كسرت خرج منها ورقة خضراء مطوية مكتوب عليها بالحمرة: لا إله إلا الله محمد رسول الله. وأهل الهند يتبركون بها ويستسقون بها إذا منعوا الغيث.
قال القاضي عياض
(4)
: «وذكر السمنطاري
(5)
أنه شاهد في بعض بلاد خراسان مولودا ولد، على أحد جنبيه مكتوب: لا إله إلا الله، وعلى الآخر: محمد رسول الله، وذكر الإخباريون: أن ببلاد الهند وردا أحمر مكتوبا عليه/بالأبيض: لا إله إلا الله محمد رسول الله».
وذكر الخطيب في تاريخه
(6)
: «أن الفتح بن شخرف
(7)
، لما غسل بعد
(1)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 131.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
ورد عند عياض في الشفا 1/ 105.
(5)
عتيق بن علي، أبو بكر التميمي السمنطاري الصقلي المالكي، محدث وفقيه واخباري، ت 464 هـ. انظر: كحالة: معجم المؤلفين 6/ 248.
(6)
ورد الخبر عند الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 12/ 387، ونقله عنه: ابن الجوزي في المنتظم 12/ 257.
(7)
الفتح بن شخرف، أبو نصر الكشي، كان من الزهاد، ت 273 هـ.
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 12/ 384، ابن الجوزي: المنتظم 12/ 256.
موته، وجد على فخذه: لا إله إلا الله، فتوهموا أنها كتبت، فإذا هي عرق تحت الجلد، قال: فقلب، فإذا على جنبه الأيمن مكتوب: خلقه الله».
وكذلك وجد على فخذ الإمام مالك [رحمه الله مكتوب:]
(1)
حجة الله على خلقه. حكاه صاحب كتاب حلل المقالة على شرح الرسالة.
وأما ما خصه الله من أسمائه الحسنى:
فمن أسمائه تعالى لمحمد [الحميد]
(2)
ومعناه: المحمود، وقيل: معناه الحامد، وسمي النبي صلى الله عليه وسلم محمدا وأحمدا، فمحمد بمعنى محمود، وكذلك وقع في زبر داود أن الله أظهر من صيفون أكليلا محمودا، وصيفون: العرب، والأكليل: النبوة، ومحمود هو: محمد صلى الله عليه وسلم
(3)
.
وقد سمي محمدا ومحمودا [في]
(4)
كتاب حبقوق عليه السلام من أنبياء بني إسرائيل فقال: «جاء الله من طور سيناء واستعلن القدس من جبال فاران وانكشف لبهاء محمد وانخسفت من شعاع المحمود وامتلأت الأرض من محامده لأن شعاع منظره مثل النور يحفظ بلده بعده وتسير المنايا أمامه وتصحب سباع الطير أجناده قام فمسح الأرض وتأمل الأمم وبحث عنهم فتضعضعت الجبال القديمة وأبصعت الروابي الدهرية وتزعزع سور أرض مدين ولقد جاز المساعي القديمة قطع الرأس من حب الأثيم ودمغت رؤوس سلاطينه بغضبه» ومعلوم أن محمدا وأحمدا صريح في إسمه صلى الله عليه وسلم، وهما يتوجهان
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 136، وعياض في الشفا 1/ 150، وابن الجوزي في الوفا 1/ 66.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
إلى من انطلق عليه اسم المحمد، وهو بالسريانية: موشيحا، أي محمد ومحمود، ولهذا إذا أراد السرياني أن يحمد الله تعالى قال: شريحا لإلهنا
(1)
.
وأحمد بمعنى أكبر من حمد وأجل من حمد، وقد أشار إلى نحو هذا حسان بن ثابت في البيت الثالث من قوله
(2)
:
أغرّ عليه للنبوة خاتم
…
من الله مشهود يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي مع اسمه
…
إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله
…
فذو العرش محمود وهذا محمد
وهذا معنى قوله: {وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ}
(3)
حكاه البغوي والواحدي عن مجاهد.
[ومن أسمائه تعالى: الرءوف الرحيم، وهما بمعنى متقارب، وسماه في كتابه بذلك فقال {بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ}
(4)
]
(5)
.
(1)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 132، وابن الجوزي في الوفا 1/ 62.
(2)
الاسم ومعناه وما أشار إليه حسان من الشعر ورد عند عياض في الشفا 1/ 150، والقرطبي في الجامع 20/ 106، والسيوطي في الخصائص 1/ 194، وانظر ديوان حسان 1/ 306.
(3)
سورة ألم نشرح آية (4).
(4)
سورة التوبة آية (128) وراجع معنى الاسم عند عياض في الشفا 150،1/ 72، والقرطبي في الجامع 8/ 302.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
ومن أسمائه تعالى: الحق المبين، ومعنى الحق: المتحقق الموجود والمتحقق أمره، وكذلك المبين أي البين، وسمي النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال:
{حَتّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ}
(1)
.
ومن أسمائه تعالى: النور، ومعناه: ذو النور أي خالقه، وسماه نورا فقال:{قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ}
(2)
.
ومن أسمائه تعالى: الشهيد، ومعناه: العالم، وقيل: الشاهد على عباده يوم القيامة، وسماه شهيدا وشاهدا فقال تعالى:{إِنّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً}
(3)
وقال: {وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً}
(4)
.
ومن أسمائه تعالى الكريم، ومعناه: الكثير الخير، وسماه كريما بقوله تعالى:{إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ}
(5)
قيل: محمدا، وقيل: جبريل عليهما السلام
(6)
.
ومن أسمائه تعالى العظيم، ومعناه: الجليل الشأن، وقال في النبي صلى الله عليه وسلم/ {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}
(7)
.
(1)
سورة الزخرف آية (29) وراجع معنى الاسم عند عياض في الشفا 1/ 150، والقرطبي في الجامع 16/ 82.
(2)
سورة المائدة آية (15) وراجع معنى الاسم عند عياض في الشفا 150،1/ 11، والقرطبي في الجامع 6/ 118.
(3)
سورة الأحزاب آية (45)، والفتح آية (8).
(4)
سورة البقرة آية (143) وراجع معني الاسم عند عياض في الشفا 1/ 151، والقرطبي في الجامع 16/ 266.
(5)
سورة الحاقة آية (40).
(6)
انظر: عياض: الشفا 1/ 151، والقرطبي: الجامع 18/ 274.
(7)
سورة القلم آية (4) وراجع معنى الاسم عند عياض في الشفا 1/ 151.
ووقع في أول سفر من التوراة عن إسماعيل: وسيلد عظيما لأمة عظيمة وهو عظيم وعلى خلق عظيم، وكذلك سمي عظيما في سفر لإبراهيم عليه السلام
(1)
.
وسمي عظيما في كتاب نوال بن بوتال عليه السلام
(2)
، كما سيأتي
(3)
عند اسمه العزيز.
ومن أسمائه تعالى: الجبار، ومعناه: المصلح، وقيل: القاهر، وقيل:
العلي العظيم الشأن، وقيل: الكبير المتكبر، وسمي النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب داود عليه السلام: بجبار، فقال: تقلد أيها الجبار سيفك فإن ناموسك وشرائعك مقرونة بهيبة يمينك، ومعناه في حق النبي صلى الله عليه وسلم: إما لإصلاحه الأمة بالهداية والتعليم، أو لقهره أعداءه، أو لعلو منزلته على البشر، ونفى تعالى عنه في القرآن جبريّة التكبر التي لا تليق به، فقال:{وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبّارٍ}
(4)
.
ومن أسمائه تعالى: الخبير، ومعناه: المطلع بكنه الشيء، وقيل:
معناه المخبر، وقال تعالى:{الرَّحْمنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً}
(5)
، قال القاضي بكر بن العلاء: المأمور بالسؤال هو غير النبي صلى الله عليه وسلم، والمسئول الخبير هو النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل السائل: النبي صلى الله عليه وسلم، والمسئول الله تعالى، فالنبي صلى الله عليه وسلم
(1)
انظر: عياض: الشفا 1/ 151، ابن الجوزي: الوفا 1/ 61.
(2)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 137.
(3)
يأتي ذكر ذلك في نهاية (ق 188) من المخطوط.
(4)
سورة ق آية (45) وراجع معنى الاسم عند عياض في الشفا 1/ 151، والقرطبي في الجامع 17/ 28.
(5)
سورة الفرقان آية (59).
خبير بالوجهين
(1)
.
ومن أسمائه تعالى: الفتاح، ومعناه: الحاكم، وقيل: الفاتح أبواب الرزق، وسماه تعالى بالفاتح في حديث الإسراء
(2)
الطويل من رواية الربيع ابن أنس، عن أبي العالية وغيره، عن أبي هريرة، وفيه من قول الله تعالى:
وجعلتك فاتحا وخاتما، وفيه من قول النبي صلى الله عليه وسلم في ثنائه على ربه وتعديد مراتبه: ورفع لي ذكري وجعلني فاتحا خاتما
(3)
.
ومن أسمائه تعالى: الشكور، ومعناه: المثبت على العمل القليل، وقيل:
المثني على المطيعين، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم نفسه فقال:«أفلا أكون عبدا شكورا»
(4)
.
ومن أسمائه تعالى: العليم، والعالم، والعلام وعالم الغيب والشهادة، ووصف نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك
(5)
فقال: {وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ}
(6)
وقال:
{وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ}
(7)
.
(1)
كذا ورد عند عياض في الشفا 1/ 152.
(2)
حديث الاسراء من رواية الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي هريرة أورده عياض في الشفا 1/ 110 - 111، والسيوطي في الخصائص 1/ 427 - 436 وعزاه للطبري وابن مردويه وابن أبي حاتم والبزار وأبي يعلى والبيهقي.
(3)
كذا ورد عند عياض في الشفا 1/ 152.
(4)
كذا ورد عند عياض في الشفا 1/ 153 وقوله صلى الله عليه وسلم: «أفلا أكون عبدا شكورا» جزء من حديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب التفسير باب قوله ليغفر لك عن المغيرة برقم (4836) 4/ 52، ومسلم في صحيحه كتاب المنافقين باب اكثار الأعمال عن المغيرة برقم (80،79) 4/ 2171، والبيهقي في الدلائل 1/ 354 عن المغيرة.
(5)
كذا ورد عند عياض في الشفا 1/ 153.
(6)
سورة النساء آية (113).
(7)
سورة البقرة آية (151).
ومن أسمائه تعالى: الأول والآخر، ومعناهما: السابق للأشياء قبل وجودها والباقي بعد فنائها، وتحقيقه أنه ليس له أول ولا آخر، وقال عليه السلام:«كنت أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث» ، وفسر بهذا قوله تعالى:{وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ}
(1)
فقدم محمدا صلى الله عليه وسلم، وقوله عليه السلام:«أنا أول من تنشق عنه الأرض وأول من يدخل الجنة وأول شافع وأول مشفع» ، وهو خاتم النبيين وآخر الرسل صلى الله عليه وسلم
(2)
.
ومن أسمائه تعالى: القوي وذو القوة المتين، ومعناه: القادر، وقد وصفه الله تعالى بذلك فقال:{ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ}
(3)
، وقيل: محمد، وقيل: جبريل عليهما السلام
(4)
.
ومن [أسمائه]
(5)
تعالى: الصادق، وورد في الحديث اسمه صلى الله عليه وسلم:
بالصادق المصدوق
(6)
.
ومن أسمائه تعالى: الولي والمولي، ومعناهما: الناصر، وقد قال تعالى:{إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ}
(7)
وقال تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلى}
(1)
سورة الأحزاب آية (7).
(2)
كذا ورد عند عياض في الشفا 1/ 153، والقرطبي في الجامع 14/ 127 وحديث «أنا أول من تنشق عنه الأرض»: أخرجه ابن ماجة في سننه 2/ 1440 عن أبي سعيد الخدري، وذكره القرطبي في الجامع 14/ 127، وعياض في الشفا 1/ 153.
(3)
سورة التكوير آية (20).
(4)
كذا ورد عند عياض في الشفا 1/ 153، والقرطبي في الجامع 19/ 240.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
كذا ورد عند عياض في الشفا 1/ 153.
(7)
سورة المائدة آية (55).
{بِالْمُؤْمِنِينَ}
(1)
، وقال عليه السلام:«أنا ولي كل مؤمن» ، وقال:/من كنت مولاه فعلي مولاه»
(2)
.
ومن أسمائه تعالى: العفو، ومعناه: الصفوح، وقد وصف به نبيه صلى الله عليه وسلم في القرآن والتوراة وأمره بالعفو، فقال تعالى:{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ}
(3)
، وقال تعالى:{فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ}
(4)
، وقال في التوراة: ليس بفظ ولا غليظ ولكن يعفو ويصفح
(5)
.
ومن أسمائه تعالى: الهادي أي الموفق، وجاء في تفسير {طه}
(6)
يا طاهر يا هادي، وقال تعالى:{وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ}
(7)
، وذلك في حقه عليه السلام بمعنى الدلالة
(8)
.
ومن أسمائه تعالى: المؤمن المهيمن، قيل: هما بمعنى واحد، ومعنى المؤمن في حقه تعالى: المصدق وعده عباده والمصّدق قوله الحق والمصدق لعباده، والمهيمن: بمعنى الأمين مصغرا منه، فقلبت الهمزة هاء، وقد قيل:
إن قولهم في الدعاء آمين أنه اسم من أسماء الله تعالى، ومعناه معنى المؤمن المهيمن بمعنى الشاهد، والنبي صلى الله عليه وسلم، أمين ومهيمن، ومؤمن، قال تعالى:
(1)
سورة الأحزاب آية (6).
(2)
كذا ورد عند عياض في الشفا 1/ 154، وحديث «من كنت مولاه
…
» أخرجه الترمذي في سننه عن زيد بن أسلم برقم (3713) 5/ 591، والحاكم في المستدرك 3/ 110 عن زيد بن أسلم، وذكره عياض في الشفا 1/ 154.
(3)
سورة الأعراف آية (199).
(4)
سورة المائدة آية (13).
(5)
كذا ورد عند عياض في الشفا 1/ 154، والقرطبي في الجامع 7/ 344 - 346.
(6)
سورة طه آية (1).
(7)
سورة الشورى آية (52).
(8)
كذا ورد عند عياض في الشفا 1/ 154.
(1)
، وكان صلى الله عليه وسلم يعرف بالأمين [وشهر به قبل النبوة وبعدها]
(2)
وسماه العباس في شعره مهيمنا بقوله:
[ثم]
(3)
…
احتوى بيتك المهيمن من
خندف [علياء تحتها النطق]
(4)
…
قيل: المراد يا أيها المهيمن. قاله القتبي، والقشيري. وقال تعالى:
{يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ}
(5)
، وقال عليه السلام:«أنا أمنة لأصحابي»
(6)
، فهذا بمعنى المؤمن
(7)
.
آمين: فيه لغتان: القصر والمد، ومعناه: افعل، وقيل: كذلك يكون
(8)
، وقيل: هي كلمة عبرانية أو سريانية، وقيل: معناه يا أمين، أي يا الله، وأفضل الدعاء يوم عرفة أمين، وقيل: هي دعاء، قال تعالى لموسى وهارون:
(9)
، وإنما كان الداعي موسى وهارون يؤمن عليه
(10)
.
(1)
سورة التكوير آية (21).
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
سورة التوبة آية (61).
(6)
جزء من حديث مطول أخرجه مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب بيان أن بقاء النبي صلى الله عليه وسلم أمان لأمته عن أبي بردة برقم (207) 4/ 1961.
(7)
كذا ورد عند عياض في الشفا 1/ 154 ويشمل الشعر والحديث، وذكره القرطبي في الجامع 1/ 128.
(8)
في آمين لغتان: المد على وزن فاعيل كياسين، والقصر على وزن يمين، والمد أكثر.
انظر: القرطبي: الجامع 1/ 128، ابن منظور: اللسان مادة «أمن» .
(9)
سورة يونس آية (89).
(10)
انظر: القرطبي: الجامع 8/ 375 - 376.
ومن أسمائه تعالى: القدوس، ومعناه: المنزه عن النقائص، ووقع اسمه عليه السلام في كتب الأنبياء: المقدّس، أي المطهر من الذنوب كما قال تعالى:{لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ}
(1)
.
ومن أسمائه تعالى: العزيز، ومعناه: الممتنع، وقال تعالى:{وَلِلّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ}
(2)
.
وقد وصف الله تعالى نفسه: بالبشارة، والنذارة، فقال تعالى:
{يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ}
(3)
، وسماه مبشرا، وبشيرا، ونذيرا
(4)
.
وسمي صلى الله عليه وسلم: عظيما عزيزا، في كتاب نوال بن بوتال عليه السلام من أنبياء بني إسرائيل - فقال:«مثل الصبح المتسلط على الجبال شعب عظيم عزيز لم يكن مثله إلى أبد الأبد، أمامه نار تتأجج وخلفه لهب وتلتهب الأرض بين يديه مثل فردوس عدن فإذا جاز فيها وعبرها» وهذا نعته صلى الله عليه وسلم
(5)
.
ومن أسمائه تعالى فيما ذكر: طه، ويس، وذكر أيضا أنها من أسمائه صلى الله عليه وسلم
(6)
.
(1)
سورة الفتح آية (2) ومعنى الاسم كذا ورد عند عياض في الشفا 1/ 155.
(2)
سورة المنافقون آية (8) ومعني الاسم كذا ورد عند عياض في الشفا 1/ 155.
(3)
سورة التوبة آية (21).
(4)
كذا ورد عند عياض في الشفا 1/ 155 وأضاف: «أي مبشرا لأهل طاعته ونذيرا لأهل معصيته» .
(5)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 131.
(6)
كذا ورد عند عياض في الشفا 1/ 155، والقرطبي في الجامع 15/ 5،11/ 166.
ما جاء في كنيته
(1)
صلى الله عليه وسلم والتكني بها،
وفضل من تسمى بمحمد وأحمد
(2)
:
كنيته صلى الله عليه وسلم: أبا القاسم، وهي المشهورة
(3)
.
وعن أنس قال: «لما ولد إبراهيم عليه السلام جاءه جبريل، فقال له:
السلام عليك يا أبا إبراهيم»
(4)
.
/واختلف في التكني بأبي القاسم سواء كان اسمه محمدا أو غيره، ومذهب مالك: أنه يجوز التكني بأبي القاسم لمن اسمه محمد ولغيره، ويجعل النهي خاصا بحياته صلى الله عليه وسلم
(5)
، وقيل: لا يجوز لمن اسمه محمد ويجوز لغيره
(6)
،
(1)
الكنية بضم الكاف وسكون النون، مأخوذة من الكناية، وقد اشتهرت الكنى للعرب، حتى ربما غلبت على الأسماء، والاسم والكنية واللقب يجمعها العلم، وتتغاير بأن اللقب ما أشعر بمدح أو ذم، والكنية ما صدرت بأب أو أم أو ابن، وما عدا ذلك فهو اسم.
انظر: ابن حجر: فتح الباري 6/ 560.
(2)
هذا العنوان «فضل من تسمى بمحمد وأحمد» لم يثبت فيه بخصوصه شيء، وما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم «أحب الأسماء إلى الله ما عبد وما حمد» كما ذكر الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة 1/ 595 وقال عنه:«هذا الحديث لا أصل له كما ورد في كشف الخفاء 1/ 390 والصواب ما روي عن ابن عمر بلفظ - أحب الأسماء إلى الله وعبد الرحمن -» .
وانظر: صحيح مسلم 5/ 121، وسنن أبي داود 4/ 287، وسنن الترمذي 4/ 29، وسنن ابن ماجة 2/ 1229، وسنن الدارمي 2/ 294.
(3)
كما ورد في صحيح البخاري كتاب المناقب باب كنية النبي صلى الله عليه وسلم عن أنس وأبي هريرة برقم: (3539،3537) ومسلم في صحيحه كتاب الآداب باب النهي عن التكني بأبي القاسم عن أبي هريرة برقم (8)، وأبو داود في سننه عن أبي هريرة برقم (4963) 4/ 291، وراجع ابن سعد: الطبقات 1/ 106، وعياض: الشفا 1/ 149.
(4)
حديث أنس: ذكره عياض في الشفا 1/ 149، وابن الجوزي في الوفا 1/ 105.
(5)
انظر: ابن القيم: زاد المعاد 2/ 10، وابن حجر: فتح الباري 10/ 572.
(6)
وأضاف ابن حجر في فتح الباري 10/ 572 «قال الرافعي يشبه أن يكون هذا هو الأصح، لأن الناس لم يزالوا يفعلونه في جميع الأعصار من غير إنكار» .
ومذهب مالك أقوى.
قال الحاكم: إنما أباح جمعها لعلي رضي الله عنه وحرمها على أمته، وذلك [أن]
(1)
ابن الحنفية كان يسمى محمدا، ويكنى أبا القاسم
(2)
.
ما جاء في فضل الإسمين: محمد وأحمد:
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوقف عبدان بين يدي الله تعالى فيأمر بهما إلى الجنة فيقولان: ربنا بما استوجبنا الجنة ولم نعمل عملا يجازينا الجنة؟ فيقول ربنا سبحانه: عبديّ ادخلا الجنة فإني آليت على نفسي أن لا أدخل النار من أسمه أحمد ولا محمد»
(3)
.
وعن أبي أمامة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال:«من ولد له مولود فسماه محمدا حبا فيّ وتبركا باسمي كان هو ومولوده في الجنة»
(4)
.
وروى واثلة بن الأسقع
(5)
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ولد له ثلاثة من الولد ولم يسم أحدهم محمدا فقد جهل»
(6)
وفي رواية: فهو من
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
انظر: البيهقي: الدلائل 6/ 380، ابن القيم: زاد المعاد 2/ 10، محب الدين الطبري: الرياض 2/ 236، السيوطي: الخصائص 2/ 474 وقال ابن الجوزي في الوفا 1/ 106 «فكانت رخصة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي. والذي يقتضيه النظر في الأحاديث أنه قد كان يكره أن يكتني بكنيته، لأن الخطاب لمثله بالكنية، فأما بعده فلا تكره الكنية ولا يجمع بينها وبين الاسم. وقد كان جماعة يسمون محمدا ويكنون بأبي القاسم منهم: محمد بن أبي بكر، ومحمد بن طلحة بن عبيد الله، ومحمد بن سعد بن أبي وقاص، ومحمد بن عبد الرحمن بن عوف» .
(3)
حديث أنس: ذكره ابن الجوزي في الموضوعات 1/ 157 وقال: «لا أصل له» .
(4)
حديث أبي أمامة أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات 1/ 157 وقال: «في إسناد هذا الحديث من قد تكلم فيه» ، وذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة 1/ 319 وقال:«موضوع» .
(5)
واثلة بن الأسقع الليثي، خدم النبي صلى الله عليه وسلم، سكن الشام ت 85 هـ.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1563 - 1564.
(6)
أخرجه الطبراني في الكبير ص 108، وابن عدي في الضعفاء 6/ 2107 وقال: «وهذا -
الجاهلين، وفي رواية: فقد جفاني
(1)
.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الفقر بيتا فيه اسمي»
(2)
.
وعنه أيضا، عنه عليه الصلاة والسلام:«إذا كان يوم القيامة نادى مناد من قبل الله عز وجل: ألا من اسمه محمدا فليقم فإذا اجتمعوا بين يدي الله عز وجل أمر بهم إلى الجنة كرامة لاسم النبي صلى الله عليه وسلم»
(3)
.
وروي عن سريج بن يونس
(4)
(5)
.
وعن علي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«ما من أهل بيت فيهم اسم نبي إلا بعث الله تبارك وتعالى إليهم ملكا يقدسهم بالغداة والعشي»
(6)
انتهى.
(6)
- لا أعلم من يرويه عن ليث غير موسى بن أعين»، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 49. وعزاه للطبراني، وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات 1/ 154 عن ابن عباس وقال: «في إسناده ليث تركه يحيى بن معين وابن مهدي وأحمد»، وذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة 1/ 627 وقال: «موضوع».
(1)
أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات 1/ 155 عن ابن عمر وقال: «في إسناده خالد بن يزيد اليعمري كذاب وقال ابن عدي حديث منكر» ، وابن عدي في الكامل 3/ 890 بلفظ «فهو من الجفاء» وقال:«وهذا الحديث منكر» .
(2)
حديث أبي هـ ريرة أخرجه ابن عدي في الكامل 6/ 2169، وابن الجوزي في الموضوعات 1/ 156 وقال:«في اسناده عثمان بن مظعون. قال أحمد بن حنبل: كان يضع الحديث» .
الفصل الخامس
في ابتداء تنبئته صلى الله عليه وسلم
لما تفرع الملك عن إبراهيم، واختصت النبوة بولده انحازت إلى إسحاق، فصارت في بني إسرائيل، فبدأت بموسى، وانختمت بعيسى عليه السلام، فلما كثر ولد إسماعيل، استولت قحطان على الملك، وانحازت النبوة إلى ولد عدنان، فأول من أسس لهم مجدا معد بن عدنان، حين اصطفاه بختنصر، بعد أن هم بقتله حين غزا بلاد العرب، وأنذره نبي في زمانه بأن النبوة في ولده
(1)
.
وتقدم ولده نزار عند ملوك الفرس، واجتباه بشتاسب، ملك الفرس، وكان اسمه: خلدان، وكان مهزول البدن، فقال [له]
(2)
الملك: يا نزار، وهو بلغتهم يا مهزول، فغلب عليه الإسم فسمي نزارا، وكان لنزار أربعة أولاد:
مضر، وربيعة، وأنمار، وإياد، فتفرقت القبائل منهم، فاختص ولد مضر بن نزار بالحرم فتناصروا بسيوفهم، حتى استولت قريش على الحرم بعد جرهم وخزاعة، لأن جرهم كانوا جبابرة
(3)
.
ثم إن قصي
(4)
- وكان اسمه زيد - قسم مكة بين قريش أرباعا، وهو
(1)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 167، وأورد الطبري في تاريخه 1/ 559، وابن كثير في البداية 2/ 180 قصة لقاء معد بن عدنان بأرميا النبي، وتخريب بختنصر لبيت المقدس وغزوه لبلاد العرب، وحمل أرميا معه معد بن عدنان وأنذر بأن الله مستخرج من صلب معد نبيا كريما.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 168.
(4)
وإنما سمي بقصي، لأن أمه تزوجت بعد أبيه من ربيعة بن حرام، وهو من بني عذرة، فسافر بها إلى بلاده وابنها صغير، فسمي قصيا لإقصائه عن دار قومه.
انظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 66 - 67، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 254، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 219.
أول من بنى الكعبة بعد إبراهيم وإسماعيل صلوات الله عليهم أجمعين، وبنى دار الندوة للتحاكم والتشاور، وهي أول دار بنيت بمكة
(1)
.
وقريش هم ولد النضر بن كنانة بن خزيمة، وقيل: بل هم بنو فهر بن مالك، وكل قرشي مضري/وقريش شعبة من مضر، وكل هاشمي قرشي، وهاشم شعبة من قريش، وكل علوي هاشمي
(2)
.
ثم أفضت رياسة قريش بعد قصي إلى ابنه عبد مناف
(3)
، وكان اسمه المغيرة، فدفعته أمه إلى مناف أعظم أصنام مكة، فغلب عليه: عبد مناف، فولد له: هاشم، وعبد شمس توأمين في بطن، وخرج أحدهما وأصبعه ملصقة بجبهة الآخر، فلما أزيلت دمي موضعهما، ثم ولد له: نوفل، ثم المطلب
(4)
.
وكان أصغرهم هاشما، واسمه عمرو، فسمي هاشما: لأنه أول من هشم الثريد، وهو أول من سن الرحلتين لقريش: رحلة الشتاء، والصيف
(5)
.
(1)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 172، وانظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 258، وابن الجوزي: المنتظم 2/ 222، وابن كثير: البداية 2/ 192.
(2)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 173، وقال ابن كثير في البداية 2/ 186:
(3)
بعد وفاة قصي بن كلاب انقسمت بطون قريش، ثم اصطلحوا على أن تكون السقاية والرفادة لبني عبد مناف، وأن تستقر الحجابة واللواء والندوة في بني عبد الدار.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 129، ابن سعد: الطبقات 1/ 77، والطبري: تاريخ الرسل 2/ 259.
(4)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 175، وانظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 254، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 218.
(5)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 176، وانظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 75، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 252، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 210.
ثم مات هاشم بغزة من أرض الشام، وهو أول من مات من ولد عبد مناف، ثم مات عبد شمس فقبر بأجياد
(1)
، ثم مات نوفل بسلمان
(2)
[من طريق العراق، ومات المطلب بردمان
(3)
من أرض اليمن
(4)
.
وكان هاشم قد تزوج بيثرب من الخزرج بسلمى]
(5)
بنت عمرو النجارية، فولدت له بيثرب عبد المطلب، وكان اسمه: شيبة الحمد وانتقلت عنه الرياسة إلى أخيه المطلب، وقدم وأخذ شيبة الحمد من يثرب وأردفه خلفه، وقال: عبدي، فسمي عبد المطلب، وكفله المطلب إلى أن مات، فوثب عليه عمه نوفل بن عبد مناف، فكتب عبد المطلب إلى أخواله بني النجار النصرة على عمه، فقدم عليه ثمانون رجلا ونصروه وانتقلت الرياسة إليه
(6)
.
وهو الذي احتفر بئر زمزم، واستخرج منها غزالي الكعبة وحجر الركن، وكان ألقاهم فيها عامر بن الحارث الجرهمي
(7)
.
(1)
أجياد: بفتح أوله وسكون ثانيه، موضع بمكة يلي الصفا.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 104.
(2)
سلمان: ماء قديم جاهلي به قبر نوفل بن عبد مناف، وهو طريق إلى تهامة من العراق في الجاهلية.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 239.
(3)
ردمان: بفتح أوله، موضع باليمن، وفيها مات المطلب بن عبد مناف.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 40.
(4)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 177، وانظر: ابن هشام: السيرة 1/ 137، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 254، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 215.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 177، وانظر: ابن هشام: السيرة 1/ 142، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 247، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 205.
(7)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 179، وانظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 251 وعن حديث إعادة عبد المطلب حفر زمزم وما حدث من قريش.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 142 - 155، ابن سعد: الطبقات 88،1/ 83، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 240 - 243، البيهقي: الدلائل 1/ 93 - 97، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 198.
وولد لعبد المطلب عشرة ذكور، أحدهم عبد الله أبو النبي صلى الله عليه وسلم
(1)
.
وكان قد نذر متى رزق عشرة ذكور ذبح أحدهم للكعبة، فلما كملوا ضرب بينهم القداح، فخرج الذبح على عبد الله، فأراد ذبحه، ثم إنه فدي بمائة من الإبل، فنحرها عنه، فجرت السنة في الدية بمائة من الإبل إلى يومنا هذا
(2)
.
فكان عبد الله يعرف بالذبيح، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:«أنا ابن الذبيحين»
(3)
يعني إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وأباه عبد الله بن عبد المطلب
(4)
.
وإسماعيل: اسم سرياني، وعبراني، وهو بالعربي: يطيع الله
(5)
.
إختلف العلماء في الذبيح من ولد إبراهيم عليه السلام:
فذهب خلق كثير إلى أنه إسحاق: منهم علي بن أبي طالب، والعباس، وابن مسعود، وأبو ذر، وأبو موسى، وأنس، وأبو هريرة، وكعب الأحبار، ووهب، ومسروق، وعبيد بن عمير، ومقاتل بن سليمان، وجابر بن عبد الله، ومعاوية، وعكرمة، ويوسف بن مهران، ومجاهد، وسعيد، وقتادة، وعبد الله ابن شقيق، وكعب الأحبار، والحسن، وابن سابط، وأبو عثمان النهدي،
(1)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 179، وراجع أولاد عبد المطلب مفصلا عند: ابن هشام: السيرة 1/ 108، ابن سعد: الطبقات 1/ 92 - 93، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 210، ابن كثير: البداية 2/ 230.
(2)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 182 - 183، وانظر: ابن هشام: السيرة 1/ 151 - 155، الطبري: تاريخ الرسل 1/ 241، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 198 - 199.
(3)
ذكره ابن حجر في فتح الباري 10/ 378.
(4)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 183، وانظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 264، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 278.
(5)
انظر: الجواليقي: المعرب ص 61.
وأبو صالح السمان، والقاسم بن أبي بردة، وأبو ميسرة، وروي [عن]
(1)
الزهري، واختاره مالك، والليث بن سعد المصري، ومحمد بن جرير الطبري، وابن قتيبة
(2)
.
وذهب جماعة على أنه إسماعيل: منهم ابن عمر، وعبد الله بن سلام، والحسن البصري، وسعيد/بن المسيب، والشعبي، ومجاهد، ومحمد بن كعب القرظي، وابن سابط، وقحذم، والزهري، وعمر بن عبد العزيز، والكلبي، والسدي
(3)
، واختاره المتكلمون كالقاضي أبو بكر بن الطيب، وأبو الحسن الأشعري، وأبو بكر بن فورك، وأبو المعالي، وأبو عبد الله النحوي.
وهو الذي تميل النفس إليه
(4)
.
واختلف الرواية عن ابن عباس: فروى عنه عكرمة أنه إسحاق
(5)
. وروى
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 264، ابن كثير: البداية 1/ 149 وأضاف معلقا: «وقد قال بأنه إسحاق طائفة كثيرة من السلف وغيرهم، وإنما أخذوه - والله أعلم - من كعب الأحبار أو صحف أهل الكتاب، وليس في ذلك حديث صحيح عن المعصوم حتى نترك لأجله ظاهر الكتاب العزيز، ولا يفهم من هذا من القرآن، بل المفهوم بل المنطوق بل النص عند التأمل أنه إسماعيل» .
(3)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 267 - 270، ابن كثير: البداية 1/ 149 - 150 وأضاف معلقا: «والصحيح عن أكثر هؤلاء أنه إسماعيل، ومن أحسن ما استدل محمد بن كعب القرظي على أنه إسماعيل وليس بإسحاق من قوله تعالى فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ سورة هود آية 71 - قال: فكيف تقع البشارة بإسحاق وأنه سيولد له يعقوب ثم يؤمر بذبح إسحاق وهو صغير قبل أن يولد هذا لا يكون لأنه يناقض البشارة المتقدمة» .
(4)
انظر: ابن حجر: فتح الباري 10/ 378 وقال: «ويؤيد هذا الرأي حديث: أنا ابن الذبيحين» ، وقال ابن كثير في البداية 1/ 179 «وإسماعيل هو الذبيح على الصحيح، ومن قال إن الذبيح هو إسحاق، فإنما تلقاه من نقلة بني إسرائيل الذين بدلوا وحرفوا وأولوا التوراة والإنجيل وخالفوا ما بأيديهم في هذا من التنزيل» .
(5)
رواية عكرمة عن ابن عباس ذكرها الطبري في تاريخه 1/ 264.
عنه عطاء، ومجاهد، والشعبي، وأبو الجوزاء، ويوسف بن مهران أنه إسماعيل
(1)
. وروى عن سعيد بن جبير كالقول الأول
(2)
. وعن أحمد روايتان.
وقيل هو إسحاق:
روى عن جماعة منهم عمر بن الخطاب، رواه عنهم صفوان بن عمرو وغيره، وعلي بن أبي طالب، رواه عنه أبو الفضل وغيره، وابن مسعود في رواية أبي الأحوص عنه
(3)
، والعباس بن عبد المطلب في رواية الأحنف عنه
(4)
، وابن عباس رواه عنه ابن جبير وعكرمة ويوسف بن مهران
(5)
.
وقال آخرون: أنه إسماعيل منهم عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، رواه عنه مجاهد ومعاوية في رواية أخرى عنه
(6)
، وابن عباس في رواية أبي الطفيل وقحذم والزهري ويوسف بن مهران رواه عنه علي بن زيد
(7)
.
وقال الأصمعي: سألت أبا عمرو بن العلاء، فقال: يا أصمعي أين عقلك متى كان إسحاق بمكة؟ إنما كان إسماعيل وهو الذي بنى الكعبة مع أبيه، دليله أن الله تعالى وصف إسماعيل بالصبر
(8)
، فقال تعالى:
{وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصّابِرِينَ}
(9)
، ومنها تعليق قرني
(1)
رواية عطاء ومجاهد والشعبي عن ابن عباس ذكرها الطبري في تاريخه 1/ 267 - 268.
(2)
رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس ذكرها الطبري في تاريخه 1/ 268.
(3)
رواية أبي الأحوص عن ابن مسعود ذكرها الطبري في تاريخه 1/ 264.
(4)
رواية الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب ذكرها الطبري في تاريخه 1/ 264.
(5)
رواية ابن جبير وعكرمة ويوسف بن مهران عن ابن عباس ذكرها الطبري في تاريخه 1/ 268.
(6)
رواية مجاهد ومعاوية بن أبي سفيان عن ابن عمر ذكرها الطبري في تاريخه 267،1/ 263.
(7)
رواية أبي الطفيل وقحذم والزهري وعلي بن زيد عن ابن عباس ذكرها الطبري في تاريخه 1/ 268.
(8)
انظر: ابن كثير: البداية 1/ 179 حيث أثنى الله تعالى عليه ووصفه بالحلم والصبر.
(9)
سورة الأنبياء آية (85).
الكبش في الكعبة وكان الذبح بمكة ولو كان إسحاق كان الذبح بالشام!
(1)
.
وذكر وهب بن منبه في كتاب «التيجان» : «أن إبراهيم عليه السلام، سار إلى بيت المقدس من مكة بإسماعيل وهاجر، فلما نزل بيت المقدس أمر بذبح إسماعيل فأخذ بيده وطلع به جبل الطور ليذبحه، ثم فدي بالكبش على جبل الطور، وبعد قصة الذبح ولد إسحاق» .
قال القاضي عياض: «وابتلي إسحاق بالذبح وهو ابن سبع سنين»
(2)
.
وكان عمر إسماعيل مائة وسبعا وثلاثين سنة، ودفن بالحجر عند قبر أمه هاجر
(3)
- وقيل: آجر
(4)
.
وتوفيت هاجر ولإسماعيل عشرين سنة، وهي بنت تسعين
(5)
.
وبنت هاجر بيتا لإسماعيل بمكة، فكان بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بمكة.
امرأة إسماعيل السيدة: رعلة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي، وهي التي أمسكها
(6)
، والتي طلقها كانت امرأة من عملاق
(7)
.
(1)
انظر: ابن كثير: البداية 1/ 149.
(2)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 249.
(3)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 5، الطبري: تاريخ الرسل 1/ 314، المسعودي: مروج الذهب 1/ 367، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 305، ابن كثير: البداية 1/ 180.
(4)
كان يقال لها «آجر» بغير هاء، فيبدلون الألف من الهاء.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 6.
(5)
انظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 52، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 304.
(6)
انظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 51، الطبري: تاريخ الرسل 1/ 314، ابن كثير: البداية 1/ 180.
(7)
يذكر ابن سعد في طبقاته 1/ 51، والمسعودي في مروج الذهب 1/ 366 بأن زوجة إسماعيل الأولى هي الجداء بنت سعد، بينما يذكر الطبري في تاريخه 1/ 258 بأنها من جرهم امرأة من العماليق ابنة صبدى.
وكان له إثنا عشر ذكرا: نابت، وقيدر، وأدبيل، ومنشي، ومسمع، وماش، ومرمى، وأدد، وصليما، ونطق، ومنسب، وقيدما
(1)
.
وامرأة [إسحاق]
(2)
رفقاء بنت بتويل، ولدت له: عيصا، ويعقوب توأمان بعد أن مضى من عمره ستون سنة
(3)
، وعاش مائة وثمانين سنة
(4)
.
ومات يعقوب وعيص في يوم واحد، ودفن يعقوب في الأرض المقدسة عند أبيه إسحاق عليه السلام
(5)
.
وفدي عليه السلام بتيس هبط عليه من ثبير، وقيل: بكبش/من الجنة قد رعى بها أربعين خريفا
(6)
، وقيل: هو الكبش الذي قربه ابن آدم عليه السلام
(7)
، وقيل: لم يكن من نسل وإنما تكون بالتكوين، وقيل: كبش أقرن
(1)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 314، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 304، ابن كثير: البداية 1/ 180.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 317، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 307، المسعودي: مروج الذهب 1/ 40، ابن كثير: البداية 1/ 181.
(4)
توفي إسحاق بفلسطين، ودفن عند قبر أبيه إبراهيم بقرية حبرون - الخليل.
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 330، المسعودي: مروج الذهب 1/ 40، ابن كثير: البداية 1/ 184.
(5)
قبض الله تعالى يعقوب ببلاد مصر، فحمله يوسف فدفنه ببلاد فلسطين عند تربة إبراهيم وإسحاق في حبرون - الخليل.
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 364، المسعودي: مروج الذهب 1/ 41، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 319.
(6)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 277، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 280.
(7)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 277، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 280، ويقول ابن كثير في البداية 1/ 148 «والمشهور عند الجمهور أنه كبش أبيض أعين أقرن رآه مربوطا بسمرة في ثبير» .
أملح لم يكن له عظم ولا عرق، وإنما كان لحما جميعه، وقيل: كان وعلا
(1)
.
والوعل: التيس الجبلي
(2)
.
ذكر نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم
(3)
:
هو: محمد بن عبد الله. أم عبد الله فاطمة بنت عمرو بن عائذ
(4)
ابن عبد المطلب، أمه سلمى بنت عمرو بن زيد من الأنصار
(5)
ابن هاشم، واسمه عمرو المعلى، أمه عاتكة بنت مرة بن هلال
(6)
ابن عبد مناف، اسمه المغيرة، أمه حبى بنت حليل من خزاعة
(7)
ابن قصي وقيل: قصيم، أمه
(1)
يقول ابن كثير في البداية 1/ 149 «فأما ما روي عن ابن عباس أنه كان وعلا وعن الحسن أنه كان تيسا فلا يكاد يصح عنهما، ثم غالب ما ههنا من الآثار مأخوذ من الإسرائيليات، وفي القرآن كفاية عما جرى من الأمر العظيم والإختيار الباهر، وأنه فدي بذبح عظيم، وقد ورد في الحديث أنه كان كبشا» .
(2)
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «وعل» .
(3)
راجع عمود نسبه صلى الله عليه وسلم عند: ابن هشام في السيرة 1/ 1 - 4، وابن سعد في طبقاته 1/ 55، والبيهقي في الدلائل 1/ 179، وابن الجوزي في المنتظم 2/ 195، ومحب الدين الطبري في خلاصة سير ص 1 - 5.
(4)
فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ابن مالك بن النضر.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 109، ابن سعد: الطبقات 1/ 62، ابن قتيبة: المعارف ص 121، الطبري: تاريخ 2/ 239.
(5)
كان هاشم بن عبد مناف تزوج من سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر - وقيل خداش بن خندف - بن عدي بن النجار من يثرب، فولدت له عبد المطلب.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 107، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 247، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 205.
(6)
أمه عاتكة بنت مرة بن هلال بن فالح بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة. انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 106، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 252، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 210.
(7)
انظر: ابن هشام: السيرة 106،1/ 1، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 254، ابن كثير: البداية 2/ 195.
فاطمة بنت سعد من أزد شنوءة
(1)
ابن كلاب، أمه هند بنت سرير
(2)
ابن مرة، أمه وحشية بنت شيبان
(3)
ابن كعب، أمه ماوية بنت كعب بن ألقين
(4)
ابن لؤي، أمه سلمى بنت عمرو من خزاعة
(5)
ابن غالب، أمه ليلى بنت الحارث
(6)
ابن فهر، واسمه عامر، أمه عاتكة ابنة عدوان
(7)
ابن مالك، أمه برة بنت فهم
(8)
ابن النضر
(9)
بن كنانة، واسمه علي، أمه هند بنت قيس
(10)
ابن خزيمة، وسمي خزيمة لأنه جمع قبائل العرب، أمه
(1)
انظر: ابن هشام: السيرة 104،1/ 1، ابن سعد: الطبقات 1/ 66، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 254.
(2)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 103، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 260، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 244.
(3)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 103، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 261، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 224.
(4)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 96، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 261، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 224.
(5)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 95، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 262، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 225، ابن كثير: البداية 2/ 188.
(6)
ليلى بنت الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 95، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 262، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 225.
(7)
جميلة بنت عدوان بن بارق من الأزد، وقيل جندلة بنت عامر من جرهم، وقيل سلمى بنت أد بن طابخة. انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 95، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 262، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 225.
(8)
أمه هند بنت فهم بن عمرو بن قيس بن عيلان، وقيل عكرشة بنت عدوان من قيس بن عيلان. انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 94، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 263، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 227.
(9)
والنضر هو قريش وعليه الأكثرون، فما كان من ولده فهو قرشي.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 93، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 265، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 227.
(10)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 93، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 226، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 230.
سلمى بنت أسد
(1)
ابن مدركة، وسمي مدركة لأنه أدرك الإبل وأخذها من يد القوم، واسمه عامر، أمه خندف بنت عامر
(2)
ابن إلياس، سمي إلياس، لأنه ولد بعد إياس أمه وأبيه من الولد، أمه جنفا بنت إياد
(3)
ابن مضر، وكل مضري عربي، ومضر شعبة من العرب
(4)
ابن نزار، وسمي نزارا، لأنه لما ولد قرب أبوه في ذلك اليوم ألف جمل
(5)
ابن معد، سمي معد، لأنه في عمره لم يرفع سرجه عن ظهره، وهو الذي أقام أعلام مكة وحج الأنبياء معه
(6)
ابن عدنان، وسمي عدنان لحسنه، أمه البهاء بنت يعرب، وإلى عدنان النسب المتفق عليه
(7)
ابن أدد، وقيل: أد بن مقوم بن ناحور بن
(1)
قيل سلمى بنت ربيعة، وقيل سلمى بنت سليم من قضاعة.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 92،، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 266، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 230.
(2)
أمه خندف وهي ليلى بنت حلوان بن عمران من قضاعة، وهي امرأة من اليمن فغلب على نسب بنيها فقيل بنو خندف.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 75، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 266، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 230.
(3)
وقيل أمه الرباب بنت حيده بن معد بن عدنان.
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 286، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 231، وتلقيح فهوم ص 11.
(4)
وأم مضر سودة بنت عك بن عدنان.
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 268، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 233، تلقيح فهوم ص 11.
(5)
وأمه معان بنت حوشم.
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 270، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 235.
(6)
وأمه مهدد بنت اللهم.
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 270، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 235.
(7)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 2، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 271 - 276، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 237، ويقول ابن كثير في البداية 2/ 180 - 181 «وعدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم بغير شك، غير أن أهل النسب يختلفون في الأسماء ما بين عدنان وإسماعيل، وربما جرى منهم في أكثر الأسماء تصحيف أو اختلاف، والنسب إلى عدنان من سائر قبائل العرب محفوظة وشهيرة لا يتمارى فيها اثنان، والنسب النبوي إليه أظهر وأوضح من فلق الصبح» .
تيرح وقيل: تارح
(1)
ابن يعرب، وهو أول من تكلم بالعربية بعد إبراهيم عليه السلام
(2)
ابن يشجب، ويقال: أشجب، ويقال: يشحب - بالحاء المهملة - بن نابت، ويقال نبت
(3)
ابن إسماعيل [بن إبراهيم، وقال الكلبي: هو يعرب بن الهميسع بن نبت بن إسماعيل]
(4)
.
وقيل: هو أد بن أدد بن هميسع بن مقوم بن ناحور [بن نبت بن قيدار - وقيل: قيدر بغير ألف - ابن إسماعيل بن إبراهيم، وقيل: ابن أدد بن مقوم ابن ناحور]
(5)
بن تيرح بن يشجب بن يعرب بن إسماعيل بن إبراهيم. واسم يعرب يمن وبه سميت اليمن لأنه كان يسكنها ولم يكن يمن قبل
(6)
. قيل: أتى آت فقال له: هلا جعلت نفقا في الجبل الأغر من أرض برهوت في غربي الأرض فإنه معدن عقيان والفرش فيه فإنه معدن لجين، ثم إنه يرى ويستخرج معادن الجوهر واللجين والعقيق والجزع.
وقيل: ابن أد بن أدد بن زند بن يقدر بن يقدم بن الهميسع بن النبت بن قيدر بن إسماعيل بن إبراهيم، نقله السمرقندي من خط علي بن عبيد الكوفي صاحب ثعلب
(7)
/وقيل: ابن أد بن زند بن البراء بن أعراق الثري
(8)
.
(1)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 2، ابن سعد: الطبقات 1/ 57.
(2)
انظر: ابن قتيبة: المعارف ص 27، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 304، ويقول ابن كثير في البداية 1/ 180 «قيل أول من تكلم بالعربية الفصيحة البليغة إسماعيل بن إبراهيم، وكان قد تعلمها من العرب العاربة الذين نزلوا بمكة من جرهم وأهل اليمن» .
(3)
انظر: ابن كثير: البداية 2/ 171.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
وهو أبو اليمن، فهم العرب العاربة. انظر: ابن الجوزي: المنتظم 1/ 304.
(7)
عبارة ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 8 «ومن أثبت ما رأيت في ذلك ما نقلته من خط أبي محمد السمرقندي الحافظ قال: نقلت من خط علي بن عبيد الكوفي وهو صاحب ثعلب محمد ابن عبد الله
…
» ثم ذكر ما ذكره المصنف.
(8)
انظر: الحاكم: المستدرك 2/ 465، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 195.
وروي عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قالت:«وزند هو: الهميسع، ويرى هو: نبت، وأعراق الثري: هو إسماعيل»
(1)
، وقيل: آدم عليه السلام.
[ووجد في نسب معد: الذي أثبته باروخ بن ناريا - كاتب أرميا النبي عليه السلام، ولأرميا مع معد أخبار - قال:«إنه معد بن عدنان بن أدد بن الهميسع بن سلامان بن عوص بن برو بن متساويل بن أبي العوام بن ناسل بن حراء بن يلدرام بن بدلان بن كالح بن فاجم بن ماحي، بن عسقا بن عنق بن عبيد بن الرعا بن حمران بن يس بن نيري بن بجري بن يلخي بن أرعوا بن عنفا بن حسان بن عيصوا بن أقتاد بن إيهام بن معصر بن ناجب بن رزاح بن سماي بن مر بن عوص بن عوام بن قيدر بن إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام» . حكاه المسعودي
(2)
]
(3)
.
وإبراهيم عليه السلام بالعبراني: إبراهام
(4)
، بعثه الله تعالى من مدينة كوثى
(5)
، وهو أول من لبس السراويل، وهو بالفارسية: شروال
(6)
، وجاريته قنطوراء هي أم الترك
(7)
.
(1)
حديث أم سلمة رضي الله عنها: أخرجه ابن سعد في طبقاته 1/ 56، والبيهقي في الدلائل 1/ 178، والحاكم في المستدرك 2/ 465.
(2)
ورد عند المسعودي في مروج الذهب 1/ 562.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
على حذف الياء. انظر: الجواليقي: المعرب ص 61.
(5)
كوثى: بالضم ثم السكون والثاء مثلثة وألف مقصورة، وهي بسواد العراق من أرض بابل، وبها كان مولد إبراهيم وبها طرح في النار.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 487.
(6)
السروال أصله بالفارسية شروال، وذلك لقرب السين من الشين في الهمس.
انظر: الجواليقي: المعرب ص 55.
(7)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 1/ 277، ابن كثير: البداية 1/ 163، ابن الضياء: تاريخ مكة ص 46. لما ماتت سارة تزوج إبراهيم بعدها من الكنعانيين من العرب العاربة قنطوراء بنت يقطان، والترك من نسلها.
انظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 48، الطبري: تاريخ الرسل 1/ 309.
وإبراهيم عليه السلام أول نبي بعد نوح عليه السلام، وكان يتكلم بالعبرانية وكذلك بنوه: إسماعيل، وإسحاق، وذلك أن إبراهيم عليه السلام، لما هاجر من كوثى، وخرج من النار عبر على الفرات ولسانه سرياني، فغير لسانه، فقيل عبراني حيث عبر الفرات، فبعث نمرود في أثره وقال: لا تدعو من يتكلم السريانية إلا أتيتموني به، فوجدوا إبراهيم يتكلم بالعبرانية، فتركوه ولم يعرفوه
(1)
.
اختتن بالقدوم - وقيل موضع يقال له القدوم - بالقدوم، وختن إسماعيل عليه السلام لثلاث عشرة شهرا وإسحاق لسبعة أيام، وكان له يوم اختتن ثمانون سنة، وقيل: مائة وعشرون، وعاش بعدها ثمانين سنة، وقيل: مات [إبراهيم عليه السلام]
(2)
وعمره مائتي سنة، وقيل: مائة وخمس وسبعون، ودفن عند قبر سارة، في مزرعة حبرون
(3)
، ووجد على حجر مكتوب فيه:
إلهي جهولا أمله
…
يموت من جاء أجله
ومن دنا من حتفه
…
لم تغن عنه حيله
وكيف يبقي آخر
…
من مات عنه أوله
(4)
وكان عمره يوم ألقى في النار: ابن ستة عشر سنة، وبردت النار تلك
(1)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 46.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 46.
وحبرون: بالفتح ثم السكون وضم الراء، اسم القرية التي فيها قبر إبراهيم الخليل عليه السلام بأرض فلسطين، وقد غلب عليها اسم الخليل.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 212.
(4)
الشعر ذكره ابن كثير في البداية 1/ 164.
الليلة، وفي ذلك الصباح في سائر أقطار الأرض، فلم ينتفع أحد في الدنيا بنار، وسموا تلك الليلة نيروزا، والنيروز بالسرياني عيد
(1)
، وكان استدلاله بالكواكب وهو ابن خمسة عشر شهرا، وأنزل عليه عشرون صحيفة بالخط السرياني
(2)
.
وأمه عليه السلام: نوني بنت كرنبا بن كوثى، من بني أرفخشد، وكرنبا هو الذي أجرى نهر كوثى
(3)
.
وإبراهيم هو: ابن آزر، واسم آزر تارخ بالخاء المعجمة، وقيل: المهملة، ومن نقطها أخطأ
(4)
. وقيل: آزر اسم صنمه، وقيل: معناه المعوج. حكاه سليمان البقمي، وقيل: هو بالنبطية، وقيل: بالفارسية الشيخ الهرم. وقيل:
اسم صنم أيوب.
وكانت أرض آزر كوثى في سواد الكوفة، ومات آزر على كفره بأرض حران، وعمره مائتين وخمسين سنة
(5)
.
(1)
النيروز والنّوروز: فارسي معرب، ومعناه يوم جديد.
انظر: الجواليقي: المعرب ص 388.
(2)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 46.
(3)
انظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 46، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 258.
ونهر كوثى: بسواد العراق من أرض بابل، نسبة إلى كوثى من بني أرفخشد بن سام بن نوح، وهو الذي كراه، وهو جد إبراهيم أبو أمه بونا بنت كرنبا بن كوثى.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 487.
(4)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 2، ابن سعد: الطبقات 1/ 59، الطبري: تاريخ الرسل 1/ 211، الجواليقي: المعرب ص 76.
(5)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 299،1/ 233، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 282، ابن كثير: البداية 1/ 132.
وحران: بتشديد الراء، مدينة عظيمة من جزيرة أقور، وهي قصبة ديار مضر. انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 235.
وهو ابن ناحور، وقيل: ناحر، وولد له: تارح بعد أن مضى من عمره سبع وعشرون سنة، وناحر اسم عبراني، مات وعمره مائة وستة عشر عاما
(1)
.
وهو ابن شاروع بالشين المعجمة، وقيل: بالمهملة، وقيل: ساروغ - ذكره السمرقندي - بالسين المهملة والغين المعجمة، وقيل: بالعكس، وقيل:
هما معجمتان، ويجوز فتح الراء وكسرها، وقيل: السارغ، وقيل: أسرغ - حكاه قتادة - شاروغ اسم عربي عاش مائتين وثمانين سنة
(2)
.
وهو ابن أرغوا/، وقيل: أرعوا، وقيل: الراع، عاش مائتين وسبعة أعوام
(3)
.
ابن فالغ، وقيل: فالخ وهو [أخو]
(4)
هود عليه السلام، وكان فالغ بجبل الجودي
(5)
يوم تكلم أبوه غابر بالعربية، فلم يتكلم بها، عاش مائتي سنة وسبعا وستين سنة، وفالغ عبراني تفسيره: قاسم
(6)
، وقيل: سرياني تفسيره بالعربي وكيل.
ابن غابر بالغين المعجمة، وقيل: بالمهملة، وقيل: عبير، وقيل: يعبر، وقيل: هو هود، وقيل: هو وصي شالخ
(7)
.
(1)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 2، ابن سعد: الطبقات 1/ 59، الطبري: تاريخ الرسل 1/ 211.
(2)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 3، ابن سعد: الطبقات 1/ 59، ابن كثير: البداية 1/ 132.
(3)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 2، ابن سعد: الطبقات 1/ 59، الطبري: تاريخ الرسل 1/ 211.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
يأتي تعريف المصنف له في نهاية (ق 194).
(6)
وتفسير فالغ أي القاسم بالسريانية، لأنه قسم الأرض بين ولد آدم.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 2، ابن سعد: الطبقات 1/ 59، الطبري: تاريخ الرسل 1/ 210، المسعودي: مروج الذهب 1/ 36.
(7)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 3، الطبري: تاريخ الرسل 1/ 210، ابن كثير: البداية 1/ 132.
ابن شالخ، وقيل: الشالخ، وولد لشالخ: عابر بعد أن مضى من عمره ثلاثون سنة، وشالخ باللسان العربي تفسيره: وكيل، عاش ثلثمائة سنة وثلاث سنين
(1)
.
ابن أرفخشد، وقال قتادة: الفخشد، وقيل: بدل أرفخشد قينان، وقيل: الراقد، وأرفخشد تفسيره بالعربي مصباح مضيء وهو اسم سرياني، واسمه بالعبراني آل فخشاد، وهو وصي سام قبل الطوفان بثمانية وسبعين سنة، وعاش أربعمائة سنة وثمانيا وثلاثين سنة
(2)
.
ابن سام بن نوح، وفي رواية: لما وصل إلى أرغوا قال ابن الرانح ابن القاسم: الذي قسم الأرض بين أهلها ابن يعبر بن السائح بن الرافد بن السائم وهو سام، ومولد سام قبل الطوفان بثمانية وسبعين سنة، وعاش خمسمائة سنة، وحفرة سام هي جب يوسف عليه السلام، وقيل: عاش سام أربعة آلاف سنة، وهو وصي نوح عليه السلام، وقيل: وصي نوح ابنه نون بن نوح
(3)
. حكاه وهب.
نوح عليه السلام: أمه بتنوس بنت بركاييل بن محويل بن أخنوخ بن قين ابن آدم عليه السلام
(4)
، وهو أول رسول أرسله الله تعالى إلى الأرض.
حكاه ابن عساكر
(5)
.
(1)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 3، ابن سعد: الطبقات 1/ 59، الطبري: تاريخ الرسل 1/ 210.
(2)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 3، ابن سعد: الطبقات 1/ 59، ابن كثير: البداية 1/ 132.
(3)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 210، ابن كثير: البداية 1/ 132.
(4)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 173.
(5)
قول ابن عساكر ذكره ابن الضياء في تاريخ مكة ص 46، ابن كثير في البداية 1/ 99.
نزل الطوفان بعد مضي ستمائة سنة من عمره، وقيل: دعا قومه تسعمائة سنة وخمسين سنة، وكان له قبل دعائه ثلثمائة وخمسين سنة، وعاش بعد الطوفان ثلثمائة وخمسين سنة
(1)
. وقيل: عاش بعد الطوفان خمسمائة عام.
وأرسل الطوفان لثلاث عشرة خلت من رجب، وركب [نوح عليه السلام]
(2)
الفلك لعشرين خلون من رجب، وصام نوح شهر رجب في السفينة، وجرت بهم السفينة إلى يوم عاشوراء
(3)
. حكاه عكرمة.
وقيل: أقام على الماء نحو السنة، وقيل: أربعين يوما، وقيل: أربعين سنة. قاله وهب في كتاب «التيجان» . وقيل: أمطر أربعين يوما وغاض الماء بعد مائة وخمسين يوما
(4)
. حكاه الشهرستاني.
وكان يوم عاشوراء يوم الجمعة، وصامه نوح، ومن معه من الوحش، وقيل: أن يوم القيامة يكون يوم عاشوراء ويوافق يوم الجمعة، وأرست السفينة على الجودي، وكان خشبها من جبل لبنان، وعملها بدمشق، وأول ما حمل فيها النملة، وقيل: الوزة، وآخر ما حمل الحمار، ولم يكن في الأرض قبل الطوفان نهر ولا بحر، ومياه البحار بقية الطوفان
(5)
.
وحمل في السفينة ثمانية أنفس: نوح، وزوجته - غير التي عوقبت - وبنوه الثلاث وزوجاتهم، وقيل: كانوا سبعة، وأسقط امرأة نوح، وقيل:
(1)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 46.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 46.
(4)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 46 وعزاه للشهرستاني.
(5)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 47، وابن كثير في البداية 1/ 104.
كانوا عشرة، وقيل: كانوا ثمانين، وقيل: سبعين
(1)
.
وعنه عليه الصلاة والسلام قال: «بقي من خشبها - يعني السفينة - شيء أدركه أوائل هذه الأمة»
(2)
.
والجودي: بأرض الجزيرة/شمالا ويسمى: الناظر، وقيل: هو جبل قردي
(3)
بقرب الموصل، وقيل: هو طور زيتا، وقيل: الجودي اسم لكل جبل، ويقال: إنه من جبال الجنة
(4)
.
وحمل نوح عليه السلام جسد آدم معه في السفينة
(5)
.
وكان مولد نوح عليه السلام بعد موت آدم عليه السلام بثمانمائة سنة وست وعشرين سنة، ولم يعقب أحد ممن كان معه بالسفينة، وإنما عقب أولاده، قال الله تعالى:{وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ}
(6)
وهم: سام، وحام، ويافث
(7)
.
(1)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 47، وابن كثير في البداية 1/ 104.
(2)
الحديث ذكره القرطبي في الجامع 9/ 41، والسيوطي في الدر المنثور 7/ 676 وعزاه لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة، وذكره ابن الضياء في تاريخ مكة ص 47.
(3)
الجودي: ياؤه مشددة، وهو جبل مطل على جزيرة ابن عمر في الجانب الشرقي من دجلة، من أعمال الموصل.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 179.
وقردى: بفتح القاف وسكون الراء ثم دال مهملة والقصر، قرية قريبة من جبل الجودي بالجزيرة قرب جزيرة ابن عمر، وعندها رست سفينة نوح عليه السلام.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 322.
(4)
انظر: القرطبي: الجامع 9/ 41 - 42، ابن خرداذبة: المسالك ص 76، ياقوت: معجم البلدان 2/ 179، ابن الضياء: تاريخ مكة ص 47.
(5)
انظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 41، الطبري: تاريخ الرسل 1/ 185، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 242.
(6)
سورة الصافات آية (77).
(7)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 47.
عن هشام بن محمد الكلبي: أن أسماء نساء بني نوح عليه السلام إذ كتب في زوايا برج الحمام نمت الفروخ وسلمت من الآفات. قال هشام: وقد جربته فوجدته كذلك
(1)
- واسم امرأة سام: مجلت محو، وامرأة حام: أدنف فشا، وامرأة يافث: ردفت بيث.
تسمية ولد سام:
أرفخشد، وإرم، وبنون كثيرة، فولد إرم: عوص، وولد عوص: عاد الأكبر، وولد عاد: غاثر بن أرم، وثمود وطسم بن لاوذ بن عابر بن أرم، وجديس بن لاوذ وعملاق وفارس بن لاوذ وجرجان وأميم وعويلم والأسود بن لاوذ بن أرم. وبنو أرفخشد هم نخلة النسب
(2)
.
وولد حام:
كوش وأم كوش هي التي وطأها في السفينة
(3)
، فولد كوش الحبشة، وولد مازيع بن حام كنعان بن مازيع، ويقال: كنعان بن حام، ومازيع بن كنعان، فولد يرفد بن مازيع ونوبة بن مازيع، وولد حام قوط بن حام وسيد وقزان وعامر كلهم بنو حام
(4)
.
(1)
سبق أن ذكرنا أن الإعتقاد في إمكان جلب النفع أو دفع الضر بغير الله تعالى شرك، وأن النفع إذا نتج من باب غير شرعي يخرج من باب الإستدراج، فهو أمر خارق للعادة يجريه الله تعالى على يد فاجر لمجيئه وفق المراد، ونظيره في القرآن أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ سورة المؤمنون آية (55).
(2)
فمن أولاد أرفخشد الأنبياء والرسل وخيار الناس والعرب كلها.
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 203 - 205،204، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 248.
(3)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 202، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 250.
(4)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 202، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 250.
وولد يافث:
علجان وعرجان وبرجان، فولد علجان يأجوج ومأجوج والترك والخزر، وولد عرجان صقالب وقرط وبشكنس
(1)
. حكاه وهب.
وقيل: ولد حام أربعة: ذكرين وأنثيين، فمنهم: النوبة، والزنج، والبربر، والسند، والهند، وجميع السودان
(2)
.
ويافث سار إلى المشرق، فولد له خمسة: جومر، وتيرش، وموعج، وماشج، وسقويل، فمن جومر: الصقالبة والروم، ومن تيرش: جميع الترك، ومن ماشج: جميع أصناف العجم، ومن موعج: يأجوج ومأجوج
(3)
.
وولد سام خمسة: أرفخشد - وربيعة ومضر وأنمار، وبلاد اليمن من أولاده -[وعمليق] أبو العمالقة، وطسم وجديس وجاشم وليثم وأسود بن سام
(4)
هو أبو النسناس وهم قوم يكونون باليمن في بلاد حضرموت ولهم عين واحدة ورجل واحدة، وعوتم بن سام أبو العادية الأولى عملق وتلمع والسليخا ولا عقب لهم، والأرم بن سام.
وبعد الطوفان بستمائة سنة وسبعين كان تبلبل الألسن، فافترقت إثنان وسبعون لسانا في إثنين وسبعين أمة، منها، وفي ولد سام تسعة عشر، وفي ولد حام، سبعة عشر، وفي ولد يافث ستة وثلاثون، وكان سببه: وقوع الصرح الذي بناه هامان لفرعون، وكان طول الصرح إلى السماء خمسة آلاف ذراع، وقيل: فرسخين، كان فيه خمسون ألف بناء، فتبلبلت الألسن،
(1)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 206، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 249.
(2)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 206، القرطبي: الجامع 15/ 89.
(3)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 206، القرطبي: الجامع 15/ 89.
(4)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 203 - 204، القرطبي: الجامع 15/ 89.
ومات ألف ألف
(1)
.
ومن مولد/الخليل إلى تبلبل الألسن أربعمائة سنة وإحدى عشرة سنة، ومن مولده أيضا إلى مولد موسى أربعمائة وخمس وعشرون سنة، وأخرج بني إسرائيل من مصر بعد ثمانين سنة، ودبر أمرهم أربعين سنة، ومات وله مائة وعشرون سنة، ومن هبوط آدم إلى مجيء الطوفان على ما قاله اثنان وسبعون حبرا من بني إسرائيل، نقلوا التوراة إلى اليونانية، بينهما ألفان ومائتان وإثنان وأربعون سنة، وإلى وفاة موسى عليه السلام ثلاثة آلاف وثمانمائة وثمانية وستون سنة
(2)
.
وقال آخرون: من بني إسرائيل القيمين على التوراة العبرانية التي يتداولها جمهور اليهود في وقتنا: أن من هبوط آدم إلى مجيء الطوفان ألفان وستمائة وست وخمسون سنة، ومن إنقضاء الطوفان إلى تبلبل الألسن مائة وإحدى وثلاثون سنة، ومن التبلبل إلى مولد الخليل مائة وإحدى وستون سنة، ومن مولده عليه السلام إلى وفاة موسى عليه السلام خمسمائة وخمس وأربعون سنة، فصار من هبوط آدم إلى وفاة موسى ألفين وثمانمائة وتسع وأربعون سنة
(3)
.
ومن وفاته عليه السلام إلى إبتداء ملك بختنصر تسعمائة وثمان وسبعون سنة، وإلى ملك الإسكندر ألف وأربعمائة وثلاث عشرة سنة.
(1)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 47، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 47.
(2)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 47، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 47.
وأورد الطبري في تاريخه 2/ 234 - 238، وابن الجوزي في المنتظم 2/ 197 تفصيلا شاملا ذكرا فيه أقوال العلماء فيما كان بين هبوط آدم إلى الهجرة النبوية من السنين، مع اختلاف لما ذكره المؤلف.
(3)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 48، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 48.
وولد عيسى لسبعمائة وتسع وثلاثين سنة من ملك بختنصر ولثلثمائة وأربع سنين من ملك الإسكندر، ومن ملك بختنصر إلى ابتداء الهجرة ألف وثلثمائة وتسع وستون سنة، ومن ملك الإسكندر إلى ابتداء الهجرة تسعمائة وخمس وستون سنة، فكان بين موسى عليه السلام وابتداء الهجرة ألفان وثلثمائة وسبع وأربعون سنة، ومولد عيسى بعد ألف وسبعمائة وسبع عشرة سنة من موت موسى، وقيل: بعد ستمائة وثلاثون سنة من ابتداء الهجرة
(1)
.
روى الكلبي، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن الناس خرجوا من السفينة ببابل، ثم ضاقت بهم حتى نزلوا موضع بابل إثنا عشر فرسخا في مثلها، وكان سورها عند النيل، وبابها عند باب وردان، فملكهم يومئذ نمرود ابن كنعان بن حام، فلما كفروا بلبل الله ألسنتهم على إثنين وسبعين لسانا، وفهّم الله تعالى العربية عمليق، وأميم، وطسم بن لوذ بن سام، وعاد، وعبيل ابني عوص بن أرم بن سام، وثمود، وجديس ابني جابر بن رام بن سام، وبني قنطوراء بن عابر بن شالح، فخرجت عاد وعبيل، فنزلت عاد الشحر ونزلت عبيل يثرب، وأقبلت العماليق وأميم، فنزلت العماليق صنعاء وأميم أبار، وهو أبار بن أميم، ومضت طسم وجديس، فنزلت اليمامة ونزلت ثمود بالحجر، ثم تحولت العماليق فنزلوا بمكة والمدينة في يثرب، وهو يثرب بن نابته بن مهلائيل بن رام بن عوص بن إرم، فأقبلت العماليق فاجتزت عبيل من يثرب فأسكنوهم الجحفة
(2)
.
وقيل: لما تبلبلت الألسن/سلبوا اللسان السرياني، إلا أهل الجودي، وأجرى جبريل على لسان كل أمة لغة، وأصبح عابر بالعربية وابناه هود، وفالغ
(1)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 49، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 48.
(2)
كذا ورد عند الطبري في تاريخه 1/ 207 - 209، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 48.
يتكلمون بالجودي بالسرياني، وتكلم مع عابر جميع إخوته وبنو عمه، ما خلا الفرس، فإنها تكلمت بالعجمي، وأما عاد، وثمود، وطسم، وجديس، وعملاق، وراشب فتكلموا مع ابن عمهم بالعربية، وأول من تكلم باللسان العربي: عزقيل بن ساروم بن خامور بن شامخ بن أرفخشد، وأول من جرت الفارسية على لسانه: شاغور بن خامور بن باقر بن سام، وأول من جرت الحبشية على لسانه: شلخب بن باداد بن باهاش بن شوعان بن كوش بن حام ابن نوح، وهذا أصول الألسن
(1)
.
قال الشعبي: وكلام الناس يوم القيامة بالسرياني
(2)
.
عن الحسن البصري [قال:]
(3)
ان نوحا لما ركب السفينة، أوحى الله تعالى إليه: يا نوح إن خفت الغرق فهللني ألف مرة، ثم سلني النجاة انجك ومن معك، فعصفت عليهم الريح فلم يأمن الغرق ولم يلحق أن يهلل، فقال بالسريانية: هو هو هو ألفا ألفا ألفا يا هادي. فهدت الريح، فقال: إن كلاما نجاني الله به من الغرق حقيق بأن لا يفارقني، فنقش على خاتمه: لا إله إلا الله ألف مرة يا رب أصلي.
ونوح عليه السلام ابن لامك، وقيل: لمك، وقيل: ملكان، ولمك اسمه بالعربي، واسمه بالعبراني: لامخ، وكذلك بالسرياني، وتفسيره: متواضع، بنى المصانع وتجبر واحتجب، عاش سبعمائة سنة وثمانين سنة
(4)
. اسم أمه منشاخا.
(1)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 48 - 49 وعزاه للشعبي.
(2)
قول الشعبي ذكره ابن الضياء في تاريخ مكة ص 49.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 173، الماوردي: أعلام النبوة ص 46، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 239.
ابن متوشلح بالخاء المعجمة، ويقال بالمهملة، وضبطه: بفتح الواو والتاء والشين، وسكون اللام والخاء، وقيل: بدل متوشلخ: مثوب، ومتوشلخ عبراني تفسيره بالعربي: مطلق، واسمه بالسرياني: منشالخ، تفسيره بالعربي: مات الرسول
(1)
.
ابن أخنوخ بخائين معجمتين، وقيل: الأولى مهملة، وقيل: خنوخ بمعجمتين، وقيل: بإهمال الأولى وإسقاط الألف
(2)
. وقيل: أهنخ. حكاه قتادة. وخنوخ اسمه في التوراة: عبراني، تفسيره بالعربي: إدريس، وأخنوخ اسمه سرياني، وأنزل في التوراة أنه حي إلى موت جميع الخلق وجميع الملائكة، ويذوق الموت حتما مقضيا، وأنه عاش في الأرض ثلثمائة سنة وخمس وستين سنة، ثم رفعه تعالى إلى السماء السابعة، فهو مع الملائكة
(3)
.
وإدريس أمه تسمى: أسوت، وقيل: ولد في حياة آدم عليه السلام، وقد مضى من عمر آدم ستمائة وإثنتان وعشرون سنة، أنزل عليه ثلاثون صحيفة
(4)
.
وكان من الملوك على زمنه: طهمورث ملك الأقاليم كلها
(5)
.
(1)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 3، الطبري: تاريخ الرسل 1/ 172.
(2)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 170، الماوردي: أعلام النبوة ص 46، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 233.
(3)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 172، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 234.
وإنما قيل له إدريس: لأنه أول من درس الوحي المكتوب، ولكثرة ما كان يدرس من كتب الله تعالى.
انظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 39، الماوردي: أعلام النبوة ص 46، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 233.
(4)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 170، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 234، وتلقيح فهوم ص 3، ويذكر ابن كثير في البداية 1/ 92 «أنه أدرك إدريس من حياة آدم ثلثمائة سنة وثمانين سنة» .
(5)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 172، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 236.
وعاش أبوه بعد ارتفاعه أربعمائة وخمسا وثلاثين سنة، وفي الصحيح:
أنه في السماء الرابعة
(1)
.
وبين إدريس/ونوح كانت الجاهلية الأولى
(2)
وهو أول من كتب بيده من أهل الأرض، كان يكتب بالسريانية
(3)
، ولد بعد مائة وإثنتين وستين سنة من عمر يارد
(4)
.
ابن يارد، وقيل: ابن يرد - قاله قتادة - وقيل: ابن الزيد، واسمه في التوراة بارد عبراني تفسيره بالعربي: ضابط، واسمه في الانجيل سرياني بردا تفسيره بالعربي: هبيط أي هبط في الآباء، وفي زمانه عبدت الأصنام
(5)
.
ولد بعد مائة وخمس وستين من عمر مهلائيل، ومات وله تسعمائة وإثنتان وستون سنة، فكان قيامه بالأمر بعد مهلائيل مائتين وإثنين وخمسين سنة
(6)
.
ابن مهلائيل، وقيل: مهلائل - حكاه السمرقندي - ومهلائيل عبراني، تفسيره: مهروج، واسمه بالسرياني في الإنجيل: ما لا إل، تفسيره: فسيح الله
(7)
.
(1)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 170.
وحديث إدريس في السماء الرابعة: أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الأنبياء باب ذكر إدريس عليه السلام عن أبي ذر برقم (3342) 4/ 129 وفي كتاب مناقب الأنصار باب المعراج عن مالك ابن صعصعة برقم (3887) 4/ 299.
(2)
كانت الجاهلية الأولى ألف سنة.
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 167، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 235.
(3)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 170، الماوردي: أعلام النبوة ص 46، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 234.
(4)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 170، الماوردي: أعلام النبوة ص 46، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 234.
(5)
انظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 39، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 276،1/ 170.
(6)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 170،1/ 169، الماوردي: أعلام النبوة ص 46.
(7)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 164، الماوردي: أعلام النبوة ص 45.
ولد بعد مائة وخمس وسبعين سنة من عمر قينان
(1)
، ومات مهلائيل وله ثمانمائة وخمس وسبعون سنة، وقيل: عمره تسعمائة وعشرين سنة
(2)
.
ابن قينان، وقيل: قنان، وقيل: فتيان بالفاء والتاء المثناة من فوق بعدها ياء مثناة من أسفل، وقيل: فينان، وقيل: فاين - حكاه قتادة - وقينان بالعبراني تفسيره: مستوى، وكذلك بالسرياني
(3)
. وقيل تفسيره بالعربي: عيسى، وأن اسمه في الإنجيل قينان.
قام بالأمر بعد مائة وتسعين سنة من عمر أنوش، ومات قينان وله تسعمائة وعشرة سنين، فكان قيامه بالأمر بعد أنوش مائة وتسعين سنة
(4)
.
ابن أنوش، وقيل: ذانوس. قاله ابن [الأزرق]
(5)
ابن الطلاق، واسمه [عبراني تفسيره:]
(6)
بالعربي: إنس بكسر الألف وسكون النون، وبالسرياني: أنوش بفتح الألف والشين، تفسيره بالعربي: صادق
(7)
. قام بالأمر ولشيت تسعمائة وخمسون سنة، وكان قيامه بالأمر بعد شيث عليه السلام مائتين وثمانية وثمانين سنة، وهو أول من غرس النخل، وزرع الحب، وبوب الكعبة، ونبأه الله تعالى. - قاله ابن الطلاق - وأنزل عليه عشر
(1)
يذكر الطبري في تاريخه 1/ 164 بأنه ولد بعد أن مضت من عمر آدم ثلثمائة وخمس وتسعون سنة، ومن عمر قينان سبعون سنة.
(2)
يذكر الطبري في تاريخه 1/ 164 أن كل ما عاش مهلائيل ثمانمائة سنة وخمسا وتسعين سنة ثم مات.
(3)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 163، الماوردي: أعلام النبوة ص 45.
(4)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 164، ويذكر الماوردي في أعلام النبوة ص 45 بأنه مات وله تسعمائة وعشرون سنة.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(7)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 162 - 163، الماوردي: أعلام النبوة ص 45.
صحائف، وأنزل عليه الميزان، قبض عن تسعمائة وخمس سنين
(1)
.
ابن شيث، وقيل: شث، وتفسيره: هبة الله، وقيل: تفسيره: خلف، وشايث تفسيره بالعربي: نصب، لأن عليه نصبت الدنيا وعلى ذريته
(2)
.
ولد بعد مائتين وثلاثين سنة من عمر آدم عليه السلام، ومات وله تسعمائة واثنا عشرة سنة، فكان قيامه بالأمر بعد آدم مائتين واثنا عشرة سنة
(3)
.
واختلف في نبوته
(4)
، وأنزل عليه خمسين صحيفة، وقيل: ثلاثين، وقيل:
عشرة، وبنى الكعبة بالطين، وحج ووالدته حواء مفردا، وكانت تلد ذكرا وأنثى في كل بطن، فولدته مفردا - يعني: بدلا من هابيل
(5)
.
ابن آدم عليه السلام، ويكنى أبا محمد، بالنبي صلى الله عليه وسلم، ويكنى/أيضا:
أبا البشر
(6)
.
وفي رواية قال: إدريس بن الرائد بن مهلهل بن قنان بن الطاهر [بن هبة
(1)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 163، الماوردي: أعلام النبوة ص 45، الفاسي: شفاء الغرام 1/ 104.
(2)
وإلى شيث أنساب بني آدم كلهم اليوم، وذلك أن نسل سائر ولد آدم غير نسل شيث انقرضوا وبادوا فلم يبق منهم أحد، فأنساب الناس كلهم اليوم إلى شيث عليه السلام.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 3، ابن سعد: الطبقات 59،1/ 39، الطبري: تاريخ الرسل 162،1/ 152.
(3)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 163، الماوردي: أعلام النبوة ص 45، ابن الضياء: تاريخ مكة ص 49.
(4)
يذكر ابن كثير في البداية 1/ 92 بأنه كان نبيا بنص الحديث الذي رواه ابن حبان في صحيحه عن أبي ذر مرفوعا أنه أنزل عليه خمسون صحيفة. أما الماوردي في أعلام النبوة ص 45 فيذكر بأن أهل الكتاب اختلفوا في نبوة شيث، فادعاها بعضهم وأنكرها آخرون منهم.
(5)
نقله ابن الضياء في تاريخ مكة ص 49 عن المؤلف.
(6)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 165، ابن الضياء: تاريخ مكة ص 49.
ابن آدم، فالرائد هو: يارد، ومهلهل هو: مهلائيل، وقنان هو: قينان، والطاهر]
(1)
هو: أنوش، وهبة هو: شيث
(2)
.
وآدم عبراني، وقيل: عربي
(3)
، خلقه الله تعالى من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنوه على قدر الأرض ذوو ألوان
(4)
.
يروى أنه قال: يا رب لم سميتني آدم؟ قال: لأني خلقتك من أديم الأرض، وأديم الأرض: وجهها
(5)
.
وخلق الله حواء من ضلعه الأيسر
(6)
، وقال ابن جبير: خلقها من مثل ما خلق آدم، وهو قول تقرد به
(7)
.
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
ذكر أهل التوراة أن تفسير - شيث - عندهم هبة الله ومعناه: أنه خلف هابيل.
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 152.
(3)
في تسميته بآدم قولان: أحدهما أنه اسم عبراني نقل إلى العربية، والقول الثاني انه اسم عربي سمي بذلك لأنه خلق من أديم الأرض، وأديمها وجهها.
انظر: الماوردي: أعلام النبوة ص 41، ابن حجر: فتح الباري 6/ 364.
(4)
انظر: ابن الضياء: تاريخ مكة ص 49.
وحديث خلق آدم من قبضة: أخرجه الترمذي في سننه 5/ 188 كتاب التفسير باب ومن سورة البقرة عن أبي موسى الأشعري، وأحمد في المسند 406،4/ 400 عن أبي موسى، وذكره الطبري في تاريخه 1/ 91، وابن الجوزي في المنتظم 1/ 199.
(5)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 91،1/ 90، الماوردي: أعلام النبوة ص 41 - 42، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 198.
(6)
وهو ما عليه الجمهور في قوله تعالى في سورة النساء آية (1) مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وأن المراد بالنفس آدم عليه السلام وأن حواء خلقت من قصيري آدم.
انظر: القرطبي: الجامع 5/ 3، الطبري: تاريخ الرسل 1/ 104، الماوردي: أعلام النبوة ص 42، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 203.
(7)
قول ابن جبير ذكره الماوردي في أعلام النبوة ص 42.
وسميت حواء: لأنها خلقت من حيّ، وخلقت قبل دخولها الجنة
(1)
.
واختلف في الشجرة التي أكلها: فقيل: شجرة الكافور، أو الحناء، أو الكرمة، أو النخلة، أو السنيلة، أو الحلبة، أو التين، أو الحنطة، وكانت حلوة
(2)
.
وأهبط على جبل لبنان، أو الجودي، أو سرنديب على جبل يقال له: بوذ أو واسم
(3)
جبل بالهند، وحواء بجدة، وإبليس على ساحل بحر أيلة - بفتح الألف - وقيل: ببيسان، أهبطت والحية بالبرية، وقيل: بأصبهان، والطاووس [بأرض كابل، فأهبط آدم من باب التوبة، وحواء من باب الرحمة، وإبليس من باب اللعنة، والطاووس]
(4)
من باب الغضب، والحية من باب السخط، وكان وقت العصر
(5)
.
وقيل: أهبط [آدم]
(6)
بين الظهر والعصر من باب يقال له: المبرم، حذاء البيت المعمور، وقيل: من باب المعراج، وأهبط إبليس برست بيسان،
(1)
أو لأنها أم كل حي.
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 104، الماوردي: أعلام النبوة ص 42، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 204.
(2)
راجع هذه الأقوال عند الماوردي في أعلام النبوة ص 43، وابن الجوزي في المنتظم 1/ 203، وابن كثير في البداية 1/ 68.
(3)
واسم: بالسين المهملة، جبل بين الدهنج والمندل من أرض الهند، قيل أن آدم وحواء هبطا عليه. انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 353.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
انظر: الطبري 1/ 121 - 122، الماوردي: أعلام النبوة ص 44، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 208، ابن كثير: البداية 1/ 74، ابن الضياء: تاريخ مكة ص 49.
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
والطاووس بالبحر
(1)
.
ومكث في الجنة نصف يوم من أيام الآخرة، وذلك بخمسمائة عام، ومكث على جبل الهند مائة سنة يبكي، وأنبت الله العشب من دموعه، منه:
الدار صيني - يعني القرفة - والفلفل، والقرنفل
(2)
.
وكان رأسه يمس السحاب، فصلع فتوارثه ذريته، وخفضت قامته إلى ستين ذراعا بذراعه
(3)
.
وحج أربعين حجة، وكانت خطوته مسيرة ثلاثة أيام، ونزل معه الحجر الأسود، وعصا موسى، وهي من آس الجنة، وكان الحجر أشد بياضا من الثلج، فسودته خطايا بني آدم
(4)
.
قال قاضي القضاة عز الدين ابن جماعة في منسكه: رأيت الحجر سنة ثمان وستمائة وبه نقطة ظاهرة لكل أحد، ثم حججت بعد ذلك، فرأيت البياض قد نقص، بحيث أني لم أره في سنة ست وثلاثين إلا بعسر
(5)
.
قلت: وها هي باقية إلى الآن.
(1)
انظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 35، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 207، ابن كثير: البداية 1/ 85، ابن الضياء: تاريخ مكة ص 50.
(2)
انظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 35، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 207، ابن كثير: البداية 1/ 85، ابن الضياء: تاريخ مكة ص 50.
(3)
انظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 35، الطبري: تاريخ الرسل 1/ 128، ابن الضياء: تاريخ مكة ص 50.
وعن خلق آدم وطوله: حديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب أحاديث الأنبياء باب خلق آدم عن أبي هريرة برقم (3326) 4/ 123.
(4)
انظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 35، الطبري: تاريخ الرسل 127،1/ 125، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 214، محب الدين الطبري: القرى ص 22، الفاسي: شفاء الغرام 1/ 169.
(5)
قول ابن جماعة ذكره تقي الدين الفاسي في شفاء الغرام 1/ 170 وأضاف الفاسي: «ولعلها النقطة الموجودة فيه الآن، فإن في جانبه مما يلي الكعبة من أعلاه نقطة بيضاء قدر حبة سمسمة» .
واجتمع آدم وحواء بجمع - أعني المزدلفة - فلذلك سميت ليلة جمع، وتعارفا بعرفات فلذلك سميت عرفات
(1)
.
وهو أول من ضرب الدينار والدرهم، وكان أمردا، وإنما نبتت اللحى لذريته
(2)
.
وأنزلت عليه حروف المعجم في إحدى وعشرين ورقة، وأنزل عليه عشر صحائف، وجميع/الصحف مائة وأربعة كتب: على آدم عشر، وعلى شيث خمسين، وعلى إدريس ثلاثين، وعلى إبراهيم عشرة، والتوراة، والإنجيل، والزبور، والفرقان نزل بها جبريل عليه السلام
(3)
.
وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «نزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان، والتوراة لست مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان، والزبور لثماني عشرة ليلة خلت منه، والقرآن لأربع وعشرين منه، وبين نزول أول القرآن وآخره عشرون سنة»
(4)
.
وفي رواية: «أن الإنجيل نزل لثماني عشرة ليلة خلت منه، والزبور لإثنتي عشرة ليلة خلت منه»
(5)
.
(1)
كذا ورد عند ابن سعد في الطبقات 1/ 40، والطبري في تاريخه 1/ 121 - 122.
(2)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 1/ 221، ابن الضياء: تاريخ مكة ص 50.
(3)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 50، وابن كثير في البداية 1/ 91.
(4)
أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 9/ 188 عن واثلة بن الأسقع، وذكره ابن الجوزي في المنتظم 2/ 144 عن وهب، وابن كثير في البداية 2/ 72 وعزاه لأبي زرعة الدمشقي عن معاوية بن صالح عمن حدثه، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 50.
(5)
الرواية التي ذكرها ابن الجوزي في المنتظم 2/ 145، وابن كثير في البداية 2/ 72، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 50.
وكان آدم من المصطفين دون المرسلين
(1)
، ولم يمت حتى بلغ ولده، وولد ولده أربعون ألفا
(2)
، وقيل: صلى خلفه ألف رجل غير بني بنيه، وورد أن الله تعالى يشفعه من ذريته في مائة ألف ألف وعشرة آلاف ألف من ذريته.
والفرس يسمون آدم: كيومرث
(3)
، وقيل: بل هذا بالهندية، بعض الفرس يسميه: ميشان، والترك تسميه: أسنوعير، وبعضهم يسميه: بليقون، واسمه في توراة موسى: آدام، والسرياني كالعربي: آدم
(4)
.
وقال ابن عباس: تكلم آدم بسبعمائة ألف لغة، أفضلها العربية
(5)
.
وكان القمح في زمنه كبيض النعام، ولم يزل إلى أيام إدريس، ثم نقص منه قليلا، ثم نقص أيام فرعون، ثم نقص أيام إلياس، فصار كبيض الدجاج، ثم نقص أيام عيسى، ثم نقص أيام يحيى، فصارت في أيام بختنصر كالبندق، وكذلك كانت في أيام العزيز عليه السلام، فلما مات قالت اليهود: عزير ابن الله، صار قدر الحمص، ثم صار إلى ما يرى ويوشك أن يصير إلى قدر الجاروس. قاله كعب الأحبار
(6)
.
(1)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 44، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 50.
قلت: قال الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 198 «روى الطبراني في الأوسط عن أبي ذر: قلت يا رسول الله أين كان - آدم -؟ قال: كان نبيا رسولا كلمه الله قبلا» . ففي هذا الحديث تصريح بأن آدم عليه السلام كان رسولا نبيا.
(2)
انظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 38، ابن الجوزي: المدهش ص 58، ابن كثير: البداية 1/ 89، ابن الضياء: تاريخ مكة ص 50.
(3)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 153، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 218.
(4)
انظر: ابن حجر: فتح الباري 6/ 364.
(5)
قول ابن عباس ذكره ابن الضياء في تاريخ مكة ص 50.
(6)
قول كعب ذكره ابن الضياء في تاريخ مكة ص 51.
وماتت حواء قبل آدم بعامين، وعمرها تسعمائة سنة وتسع وعشرون سنة، وقيل: ماتت بعده بعامين، وقيل: بست سنين
(1)
.
مات آدم يوم الجمعة، ووافق من شهور السريان العشرين من نيسان، وقيل: مات لعشر من أبريل، مات على الجبل الذي أهبط عليه، وصلى عليه شيث، وكبر عليه ثلاثين
(2)
.
وحمله نوح في السفينة، قيل: وحمل حواء معه، ودفنه ببيت المقدس بعد الطوفان
(3)
.
وقيل: صلت عليه الملائكة، وحفروا له بجبل أبي قبيس، ثم حمله نوح، ثم رده إلى مكانه بالجبل، وقيل: قبر آدم في مشارف الفردوس
(4)
.
قلت: الظاهر أنه - يعني آدم - بالشام لأنها كانت أرضه - أعني دمشق - وبها مقبرة الفراديس
(5)
.
وقيل: دفنته الملائكة بمسجد الخيف - حكاه ابن الجوزي في «ترياق
(1)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 51، ويذكر الطبري في تاريخه 1/ 161، وابن كثير في البداية 1/ 92 بأن حواء عاشت بعد آدم سنة ثم ماتت.
(2)
لما مات آدم جعله بنو شيث بن آدم في مغارة في الجبل الذي أهبط عليه آدم بأرض الهند، ويقال للجبل نوذ، وهو من الجودي. وعن ابن عباس: وكبر عليه ثلاثين تكبيرة، فأما خمس فهي للصلاة، وأما خمس وعشرون فتفضيلا لآدم.
انظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 38، الطبري: تاريخ الرسل 1/ 161، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 228.
(3)
انظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 42، الطبري: تاريخ الرسل 1/ 161، ابن الضياء: تاريخ مكة ص 51.
(4)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 161، ابن الجوزي: المنتظم 228،1/ 227 ابن الضياء: تاريخ مكة ص 51.
(5)
نقله ابن الضياء في تاريخ مكة ص 51 عن المؤلف.
الذنوب» - وهو مسجد صلى فيه سبعون نبيا كلهم مخطمون رواحلهم بالليف
(1)
. ويروى أنه قبر سبعون نبيا تحت منارته
(2)
. ويروى أن أربعمائة نبي ماتوا بالقمل.
وآدم الآن في سماء الدنيا، قال البغوي: ولا يسمى أحد خليفة الله تعالى بعد آدم عليه السلام، وانقرض نسل آدم بالطوفان إلا [نسل]
(3)
شيث
(4)
.
فائدة:
قال الطوسي: وبلغني أن من كتب للمطلقة «آدم وحواء» وضعت
(5)
.
قلت: وسبب ذلك مناسبة المثلث للإسمين، وذلك أن الشكل المثلث من خاصيته تسهيل الولادة وطبيعته sB وذلك عدد اسم حواء، وجميع ما في عدله - أعني جميع ضلوع الوقف 1 B - لأنه من ضرب خمسة عشر في ثلاثة خمسة وأربعين، وذلك مبلغ عدد اسم آدم، ومتى نزلت عدد اسم آدم التي هي خمسة وأربعين في المثلث، حتى يصير كل ضلع منه خمسة وأربعين خرج على ترتيب الوضع الطبيعي، غير أنه زادت فيه العشرات لا غير،
(1)
ذكره ابن الجوزي في المنتظم 1/ 228، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 51، والهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 300 عن ابن عباس وقال:«رواه الطبراني في الكبير وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط» .
(2)
ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 3/ 297 عن ابن عمر وعزاه للزبير وقال: رجاله ثقات.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 51، وابن كثير في البداية 1/ 91.
(5)
قول الطوسي ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 51 وليست هناك ضرورة في إثبات الهاء في كلمة «المطلقة» لأن النعت إذا كان منفردا به الأنثى دون الذكر لم تدخله الهاء نحو طالق وطامث وحائض.
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «طلق» .
فيصير على هذه الهيئة مثاله:
|
وهنا إشارة لطيفة ظهرت لي، ولم أر من نبه عليها وهو: أن عدد اسم حواء، بل أيضا ونسبة الحروف موجود في ذلك الضلع الأسفل من الشكل المثلث، وذلك نسبة قول من قال أنها خلقت من ضلع آدم القصيري، فانظر إلى هذه المناسبة التشكيلية ما ألطفها
(1)
.
وكان آدم عليه السلام حراثا، وشيث مجاهدا، وإدريس خياطا، [ونوح نجارا]
(2)
وصالح وإبراهيم حراثان، وإسماعيل قناصا، وإسحاق ويعقوب راعيين، ويوسف ملكا، وأيوب وشعيب وموسى رعيانا، وهارون وزيرا، وإلياس نساجا، وداود زرادا، وسليمان ملكا، ويونس زاهدا، وزكريا نجارا، ويحيى زاهدا، وعيسى سائحا، ومحمد صلى الله عليه وسلم مجاهدا. روي عن ابن عباس
(3)
.
(1)
أحكام العقيدة الإسلامية لا تلتمس باستقرار التجارب وملاحظة مدى ثبوت نتائجها، وإنما تلتمس دلائلها من محكم القرآن الكريم وصحيح السنة وما أجمع عليه المتكلمون من سلوة الأمة الأخيار رضوان الله عليهم.
وهذا الجدول بحساب يدعى «حساب الجمل» المنسوب للفلكيين لمعالجة ربط حركات النجوم بأفعال العباد والإستدلال بما حدث على ما سيدحث، وهو حساب لا يجوز لمسلم التعويل عليه والعمل به.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم الأثر باب صناعات الأشراف ص 454، وأخرج مسلم في صحيحه كتاب الفضائل باب فضائل زكريا عن أبي هريرة برقم (169) 4/ 1847 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان زكريا نجارا، وابن كثير: البداية 2/ 44.
الفصل السادس
في ذكر نبذة من أحواله صلى الله عليه وسلم بعد ولادته
لما ولد صلى الله عليه وسلم، كان في حجر جده عبد المطلب. فاسترضعته امرأة من بني سعد بن بكر يقال لها: حليمة بنت أبي ذؤيب عبد الله السعدية، وهي أم عبد الله وأنيسة أخوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة
(1)
، وكانت تحت الحارث ابن عبد العزي
(2)
، ثم أخذته صلى الله عليه وسلم معها إلى بلدها، ثم رجعت به إلى أمه حين شق جبريل فؤاده صلى الله عليه وسلم، وذلك بعد أن أرضعته سنتين
(3)
.
ثم أرضعته ثويبة
(4)
جارية عمه أبي لهب، وأرضعت معه حمزة رضي الله عنه
(5)
.
(1)
واسم أخوته من الرضاعة: عبد الله، وأنيسة، وحذافة وهي الشيماء كانت تحضنه مع أمها إذ كان عندهم صلى الله عليه وسلم.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 161، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 157، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 259.
(2)
الحارث بن عبد العزى بن رفاعة السعدي، من بني سعد بن بكر.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 161، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 157، البيهقي: دلائل النبوة 1/ 132.
(3)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 8 - 9، وعن رجوعه صلى الله عليه وسلم إلى أمه بعد سنتين، ثم عودته إلى بني سعد ورجوعه إلى أمه لما بلغ أربع سنين، تفصيل ذلك عند:
ابن سعد في طبقاته 1/ 112، والطبري في تاريخه 2/ 160 - 165، والبيهقي في الدلائل 2/ 5 - 8، وابن الجوزي في المنتظم 2/ 264 - 267.
(4)
تويبة جارية أبي لهب، هي أول من أرضع رسول الله صلى الله عليه وسلم بلبن ابن لها يقال له مسروح أياما قبل أن تقدم حليمة، واعتق أبو لهب ثويبة حين بشرته بمولد ابن أخيه عبد الله، وكانت تدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما تزوج من خديجة فيكرمها، وبعد الهجرة كان يبعث إليها بكسوة وصلة حتى ماتت بعد فتح خيبر، واختلف في إسلامها.
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 2/ 260.
(5)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 13.
قالوا: وهذا لا يصح، لأن حمزة رضي الله عنه أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع سنين - أو سنتين - فتكون أرضعتهما في زمانين، وأرضعت معه أبا سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي بلبن إبنها مسروح
(1)
.
وقيل: أرضعته ثويبة أياما قبل أن تقدم حليمة [وكانت أرضعت قبله حمزة، وأرضعت بعده أبا سلمة - المذكور - ثم أرضعته]
(2)
حليمة، وردته بعد سنتين وشهرين، وقيل: أرضعته حليمة خمس سنين ويومين، ثم بقي عند والدته سنة، ثم حملته إلى المدينة، وقيل: أرضعت معه أبا سفيان بن الحارث
(3)
.
وحليمة هي: بنت عبد الله بن الحارث السعدية من بني سعد بن بكر بن هوازن بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
(4)
.
وحضنت/رسول الله صلى الله عليه وسلم، أم أيمن الحبشية حتى كبر، فأعتقها
(5)
صلى الله عليه وسلم،
(1)
ويؤيد ذلك قول الطبري في تاريخه 2/ 158 «وكانت قد أرضعته قبله حمزة بن عبد المطلب، وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي» ، ويؤيده أيضا قول ابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 369 «وكان حمزة أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع سنين، وهذا لا يصح عندي، لأن الحديث الثابت أن حمزة وعبد الله بن عبد الأسد أرضعتهما ثويبة مع رسول الله، إلا أن تكون أرضعتهما في زمانين» .
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
كذا ورد عند ابن الجوزي في تلقيح فهوم أهل الأثر ص 13.
(4)
أورد الطبري وابن عبد البر عمود نسبها كاملا، قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم وقد تزوج خديجة فأعطاها الكثير، وقدمت إليه عقب حنين فقام إليها وبسط رداءه فجلست عليه، روت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنها عبد الله بن جعفر.
انظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 53، البلاذري: أنساب الأشراف 1/ 93، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 157، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1812 - 1813، البيهقي: الدلائل 1/ 132.
(5)
أعتقها الرسول صلى الله عليه وسلم، حين تزوج من خديجة، فتزوجت من عبيد بن زيد فولدت له أيمن.
انظر: ابن الجوزي: صفة الصفوة 2/ 54، السيوطي: رفع شأن الحبشان ص 314.
وزوجها زيد بن حارثة
(1)
، فولدت أسامة، وكان ورثها من أبيه
(2)
، واسمها:
بركة
(3)
.
روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة أحاديث، ولم يخرج لها في الصحاح شيء
(4)
.
وهي التي شربت بول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لها:«لن تشتكي وجع بطنك أبدا»
(5)
، وكذلك شرب مالك بن سنان، دمه صلى الله عليه وسلم، يوم أحد،
(1)
زوجها الرسول صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة الكلبي بعد عبيد بن زيد الخزرجي، فولدت له من زيد أسامة بن زيد، وكان زيد أول الموالي إسلاما، مات شهيدا في مؤته سنة ثمان.
انظر: البلاذري: أنساب الأشراف 1/ 472، ابن الجوزي: صفة الصفوة 1/ 378 - 382.
(2)
كانت وصيفة حبشية لأبي النبي صلى الله عليه وسلم، ورثها بعده.
انظر: ابن قتيبة: المعارف ص 144، ابن الجوزي: صفة الصفوة 1/ 52.
(3)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 14 - 15.
وبركة - بفتح الباء والراء - وهي بركة بنت محصن بن ثعلبة بن عمرو بن حصين بن مالك بن سلمة ابن عمرو بن النعمان الحبشية.
انظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 100، النووي: تهذيب الأسماء 2/ 357، ابن حجر: التهذيب 12/ 459.
(4)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم أهل الأثر ص 372، وأخرج لها ابن ماجة في سننه 2/ 1107 عن يعقوب بن حميد حديثا واحدا «أنها غربلت دقيقا فصنعته للنبي صلى الله عليه وسلم رغيفا» وليس لها في كتب الصحاح شيء إلا هذا الحديث عند ابن ماجة كما ذكر السيوطي في رفع شأن الحبشان ص 318.
(5)
الحديث ذكره عياض في الشفا 1/ 41، والسيوطي في رفع شأن الحبشان ص 315، وأضاف السيوطي:«وقيل بل هي بركة جارية أم حبيبة بنت أبي سفيان» ولعل الوهم الذي وقعت فيه المصادر من رواية المرأة التي شربت بول النبي صلى الله عليه وسلم ناشيء من الخلط والاشتباه في اسم بركة التي شربت البول هل هي بركة أم أيمن جارية النبي أم بركة جارية أم حبيبة؟ والصواب أن التي شربت البول هي بركة جارية أم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة كما جزم السيوطي بذلك في رفع شأن الحبشان ص 321 وأخرج حديث البول عن حكيمة بنت رقيقة عن أمها.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1794، ابن حجر: الاصابة 7/ 531.
فقال صلى الله عليه وسلم: «لن تصيبه النار»
(1)
.
ومات أبو النبي صلى الله عليه وسلم بيثرب، وذلك أنه لما حملت آمنة برسول الله صلى الله عليه وسلم، بعث به عبد المطلب يمتار تمرا منها، فمات بها
(2)
. وقيل: مات بموضع يعرف بالأبواء بين مكة والمدينة. والأبواء: بالباء الموحدة مقصور، بينه وبين الجحفة خمسة فراسخ أو ستة، سمي بذلك لأن السيول تبوء به، وهو من المدينة على ثلاثين ميلا. وقيل: مات عبد الله بمكة - حكاه الشهرستاني - وقيل: مات والنبي صلى الله عليه وسلم، حملا في بطن آمنة، وقيل: بعد أن أتى عليه صلى الله عليه وسلم ثمانية وعشرون شهرا، وقيل: سبعة أشهر، وقيل: شهران - والأول أصح - ومات عبد الله وعمره خمسا وعشرين سنة. حكاه ابن الجوزي
(3)
.
فلما بلغ صلى الله عليه وسلم أربع سنين، وقيل: ستا ماتت أمه، وذلك أنه بقي عند آمنة سنة بعد أن أحضرته حليمة، ثم حملته إلى المدينة لزيارة أخواله من بني عدي بن النجار، ومعه حاضنته أم أيمن، فنزلت في دار النابغة - رجل من بني النجار - فأقامت شهرا، ثم انصرفت به إلى مكة
(4)
.
وقيل: بقي معها بالمدينة ستة أشهر، ثم رجعت به إلى مكة، فتوفيت
(1)
الحديث ذكره عياض في الشفا 1/ 41، وروى ابن هشام في السيرة 2/ 80 ما لقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وأن مالك بن سنان مص الدم عن وجه رسول الله، ثم ازدرده - ابتلعه - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مس دمي دمه لم تصبه النار.
وقال عياض في الشفا 1/ 41 معقبا على حديث شرب بركة بول النبي وشرب مالك بن سنان دم النبي يوم أحد وتسويغه صلى الله عليه وسلم ذلك، واستدل به على نظافة جسمه وطيب ريحه وعرقه ونزاهته عن الأقذار، وأن الله تعالى خصه بخصائص لم توجد في غيره، وأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن منه شيء يكره ولا غير طيب.
(2)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 15 - 16.
(3)
ذكره ابن الجوزي في المنتظم 2/ 243 - 245 وفي تلقيح فهوم أهل الأثر ص 7، وانظر: محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 16.
(4)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 16.
بالأبواء، فنقلته جدته أم أمه إلى مكة بعد موت أمه بخمسة أيام
(1)
. ونقل الشهرستاني أن أمه آمنة ماتت بالمدينة.
وعن ابن بريدة
(2)
، عن أبيه قال: «كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ وقف على عسفان
(3)
، فنظر يمينا وشمالا، فأبصر قبر أمه آمنة، فتوضأ، ثم صلى ركعتين
…
» الحديث
(4)
…
وفيه: «واستأذنت ربي أن أستغفر لها، فزجرت، ثم ركب راحلته، فما [سار]
(5)
إلا هنيئة حتى قامت الناقة بثقل الوحي، فأنزل الله تعالى:{ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا .. } .
(6)
الآية».
وقد روى الشيخ الحافظ مفتي الحرمين، أعلم العلماء محب الدين أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر الطبري المكي الشافعي، في اختصار السيرة له
(7)
: بإسناده إلى هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة
(1)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 168، ابن شبة: تاريخ المدينة 1/ 117.
(2)
سليمان بن بريدة بن الحصيب الأسلمي، روى عن أبيه وعائشة رضي الله عنها، وكان محدثا ثقة ت 105 هـ. انظر: ابن حجر: التهذيب 4/ 174.
(3)
عسفان بضم أوله وسكون ثانيه، منهلة من مناهل الطريق بين الجحفة ومكة، وهي على مرحلتين من مكة على طريق المدينة.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 121.
(4)
حديث ابن بريدة: أخرجه ابن سعد في طبقاته 1/ 117، وابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 118، والبيهقي في الدلائل 1/ 189، وذكره ابن الجوزي في الوفا 1/ 118، وفي المنتظم 2/ 273، والسهيلي في الروض 2/ 185، وابن كثير في البداية 2/ 280، وقال: غريب لم يخرجوه.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
سورة التوبة آية (113).
(7)
رواية محب الدين الطبري ذكرها في مختصر سير سيد البشر ص 5، ونقلها القسطلاني في المواهب 1/ 171 - 172 وقال:«في إسناده مجاهيل وأنه حديث منكر جدا» ، وقال السيوطي في اللآليء 1/ 266 - 267» الصواب الحكم عليه بالضعف، وقد جمع طرقه في رسالة سماها نشر العلمين المنيفين في إحياء الأبوين الشريفين».
رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: «نزل الحجون كئيبا حزينا، فأقام به ما شاء الله عز وجل/ثم رجع مسرورا، قال: سألت ربي عز وجل، فأحيا لي أمي فآمنت بي ثم ردها» .
وروى السهيلي
(1)
: أن الله تعالى أحيا له أبويه فآمنا به ثم عادا
(2)
.
ولم يزل صلى الله عليه وسلم، في حجر جده عبد المطلب بعد موت أمه، حتى بلغ ثمان سنين وشهرين وعشرة أيام، فتوفي جده عبد المطلب، فوليه عمه أبو طالب، وكان أخا عبد الله لأبويه
(3)
.
فلما بلغ صلى الله عليه وسلم إثنتي عشرة سنة وشهرين وعشرة أيام، خرج مع عمه أبي طالب إلى الشام في تجارة له - وقيل: خرج معه وهو ابن تسع سنين - فلما بلغ بصرى، فرآه بحيرى الراهب
(4)
- بفتح الباء الموحدة وكسر الحاء المهملة - فعرفه بصفته، فجاء وقال: هذا رسول رب العالمين، وقال: انكم
(1)
عبد الرحمن بن عبد الله، أبو زيد - أبو القاسم - السهيلي، برع في العربية والأخبار، ت 581 هـ. انظر: السيوطي: بغية الوعاة 2/ 81، ابن العماد: شذرات الذهب 4/ 271.
(2)
رواية السهيلي ذكرها في الروض الأنف 2/ 187 - 188، وذكرها السيوطي في اللآليء 1/ 266 نقلا عن السهيلي وعزاها للخطيب في السابق واللاحق وابن شاهين في الناسخ والمنسوخ عن عائشة وقال: حديث ضعيف.
(3)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 16، وأم عبد الله وأبو طالب: فاطمة بنت عمرو بن عائذ.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 179، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 229، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 280.
(4)
بحيرى الراهب: كان راهبا إليه علم أهل النصرانية، وكان يسكن في قرية يقال لها الكفر، بينها وبين بصرى ستة أميال، ويقال لها: دير بحيرى.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 180 - 181، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 277، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 292 - 293.
حين أقبلتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا سجد له ولا يسجد إلا لنبي، وإنا لنجده في كتبنا، وقال لأبي طالب: لئن قدمت به إلى الشام لتقتلنه اليهود، فردّ به صلى الله عليه وسلم
(1)
.
ويروى أن بحيرى التفت، فإذا سبعة نفر قد أقبلوا من الروم، فاستقبلهم، وقال: ما جاء بكم؟ قالوا: جئنا فإن هذا النبي خارج في هذا الشهر، فلم يبق طريق إلا بعث إليه ناس، ونحن آخر من بعث إلى طريقك هذا، فقال لهم:
هل خلفتم خلفكم أحدا هو خير منكم؟ قالوا: لا، فقال: أفرأيتم أمرا أراد الله تعالى أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده؟ قالوا: لا، قال:
فارجعوا فرجعوا
(2)
.
ثم بعد ذلك بإثنتي عشرة سنة وتسعة أشهر وستة أيام، سافر صلى الله عليه وسلم، بتجارة خديجة رضي الله عنها إلى الشام مع ميسرة
(3)
غلام خديجة، ونزلا تحت شجرة، فنظر إليهم راهب، وقال: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي، وهو نسطور الراهب
(4)
.
ثم باع صلى الله عليه وسلم واشترى، ورجع بعد ذلك بشهرين وأربعة وعشرين يوما
(5)
.
(1)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 17، والماوردي في أعلام النبوة ص 155 - 156.
(2)
كذا ورد عند الطبري في تاريخه 2/ 278 - 279، والماوردي في أعلام النبوة ص 156.
(3)
ميسرة غلام خديجة رضي الله عنها، كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة التجارة لخديجة وحكى بعض أدلة نبوته، لم نقف على رواية صريحة بأنه بقي إلى البعثة.
انظر: ابن حجر: الاصابة 6/ 149.
(4)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 18، والماوردي في أعلام النبوة ص 160، وابن الجوزي في المنتظم 2/ 314.
(5)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 19.
وتزوج خديجة رضي الله عنها، وكان عمره خمسا وعشرين سنة، وقيل:
إحدى وعشرين، وقيل: ثلاثين، وقيل: أربعين، وأصدقها إثنتي عشرة أوقية ذهب، فبقيت عنده قبل الوحي خمسة عشر سنة، وبعده إلى ما قبل الهجرة بثلاث سنين، وقيل: بأربع، وقيل: بخمس، فماتت ولرسول الله صلى الله عليه وسلم تسع وأربعين سنة وثمانية أشهر، ولم يصل عليها
(1)
.
ولما بلغ صلى الله عليه وسلم خمسا وثلاثين سنة، جددت قريش بنيان الكعبة بعد أن خطفت الحية التي كانت بها
(2)
.
وأول من ابتدأ في هدمها عند العمارة: الوليد بن المغيرة، وتحاضنت قريش الكعبة، فكان شق البيت لبني عبد مناف وزهرة،، وما بين الركن الأسود والركن اليماني لبني مخزوم وتيم وقبائل من قريش، وكان شق الحجر - وهو الحطيم - لبني جمع وبني/سهم
(3)
.
وبنوا وتنازعوا فيمن يضع الحجر في موضعه، وجعلوا أمرهم لأول من يدخل عليهم من باب المسجد، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم، فوضعه في ثوب، وأخذت كل قبيلة بناحية من الثوب، ورفعوه، ثم وضعه صلى الله عليه وسلم بيديه الكريمتين،
(1)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 21 - 22، والماوردي في أعلام النبوة ص 161. وتوفيت خديجة رضي الله عنها على الراجح في شهر رمضان من السنة العاشرة من البعثة النبوية بعد وفاة أبي طالب ودفنت بالحجون.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 416، ابن سعد: الطبقات 217،8/ 18، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 343، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1825.
(2)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 192، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 283، البيهقي: الدلائل 2/ 57 - 60، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 321، الفاسي: شفاء الغرام 1/ 95.
(3)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 146، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 288 - 290، البيهقي: الدلائل 2/ 60، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 325 - 327.
وعمره إذ ذاك خمسا وثلاثين سنة، وكان ذلك بعد عام الفجار بخمس عشرة سنة
(1)
.
فأول من بنى البيت العتيق الملائكة، وذلك قبل آدم بألفي عام، وذلك حين قالوا:{أَتَجْعَلُ فِيها .. } .
(2)
الآية - حكاه المحب الطبري - ثم بناه آدم عليه السلام وحواء تعينه - حكاه وهب - ثم بناه شيث بالحجارة والطين، ثم بناه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام
(3)
.
ثم غلبت عليه جرهم بعد نابت بن إسماعيل، وانهدم فبنته العماليق، ثم بنته جرهم بعد العماليق
(4)
ثم بناها قصي بن كلاب بن مرة، وقيل: أنه أول من جددها بعد إبراهيم عليه السلام
(5)
، ثم بناها عبد المطلب
(6)
، ثم بنتها قريش هذا البناء المذكور.
ثم بناها عبد الله بن الزبير سنة أربع وستين بعد الهجرة، وأدخل الحجر فيها، وجعل لها بابين، وذلك حين حاصر الحصين بن نمير السكوني
(7)
(1)
عن اختصام قريش في مسألة الحجر الأسود، وتحكيم الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه المسألة.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 196 - 197، ابن سعد: الطبقات 1/ 146، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 287 - 290، البيهقي: الدلائل 2/ 60 وكان الفجار في سنة أربع عشر من مولده صلى الله عليه وسلم.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 184، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 296.
(2)
سورة البقرة آية (30).
(3)
انظر: ابن الضياء: تاريخ مكة ص 36 - 37، الفاسي: شفاء الغرام 1/ 91 - 92.
(4)
انظر: الفاسي: شفاء الغرام 1/ 93.
(5)
انظر: الفاسي: شفاء الغرام 1/ 94.
(6)
كذا ورد عند الفاسي في شفاء الغرام 1/ 91 وقال: «وجدت بخط عبد الله بن عبد الملك المرجاني أن عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم بنى الكعبة بعد قصي وقبل بناء قريش، ولم أر ذلك لغيره، وأخشى أن يكون وهما والله أعلم» .
(7)
الحصين بن نمير السكوني، قائد من قواد بني أمية، تولى قيادة جيش يزيد بن معاوية لقتال ابن الزبير في آخر المحرم 64 هـ.
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 5/ 496 - 498، ابن الجوزي: المنتظم 6/ 21 - 22.
عبد الله بن الزبير،، وقذفوا البيت بالمنجنيق
(1)
.
ثم هدمها الحجاج بالمنجنيق، وبناها، وأخرج الحجر منها، وذلك سنة أربع وستين، فهي الآن على ما بنى الحجاج
(2)
.
وأما الركنان فعلى قواعد إبراهيم لم يغيرا، وطولها في السماء سبعة وعشرون ذراعا، ومن الحجر الأسود إلى الركن العراقي خمس وعشرون ذراعا، ومن العراقي إلى الغربي أحد وعشرون، ومنه إلى اليماني خمس وعشرون، ومنه إلى الحجر الأسود عشرون ذراعا
(3)
.
فلما بلغ صلى الله عليه وسلم أربعين سنة ويوما، وقيل: وعشرة أيام، بعثه الله تعالى بشيرا ونذيرا، وأتاه جبريل بغار حراء، ثم أخبر ورقة بن نوفل بذلك فقال:
هذا الناموس الذي أنزل على موسى
(4)
.
واختلف في إيمان ورقة، فقيل: لم يحصل له إيمان، لأنه لم يبلغ زمن الرسالة، وقيل: بل حصل له بالإقرار بالرسالة وهذا الذي يمكنه في ذلك الوقت
(5)
.
(1)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 5/ 582، ابن الجوزي: المنتظم 6/ 30، الفاسي: شفاء الغرام 1/ 97.
(2)
أعادها الحجاج على بنائها الأول إمعانا منه في القضاء على كل أثر لابن الزبير.
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 6/ 195، ابن الجوزي: المنتظم 6/ 142، الفاسي: شفاء الغرام 1/ 99.
(3)
انظر: الفاسي: شفاء الغرام 1/ 107.
(4)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 238، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 302، الماوردي: أعلام النبوة ص 226.
(5)
اختلفوا في إسلامه، وعده ابن حجر في الصحابة، وصرح ابن القيم بإسلامه، وأرخ ابن فهد وفاته في السنة الرابعة من البعثة.
انظر: ابن القيم: زاد المعاد 2/ 48، ابن حجر: الإصابة 6/ 607، ابن فهد: اتحاف الورى 1/ 210.
وأمر صلى الله عليه وسلم بالإنذار يوم الإثنين من شهر رمضان، قيل: كان الثامن عشر من رمضان، وقيل: الرابع والعشرين، وهو ابن أربعين سنة
(1)
، وقيل:
ابن ثلاث وأربعين لعشرين سنة مضت من ملك كسرى، وقيل: لست عشر مضت من ملكه
(2)
.
ثم نزل عليه جبريل ثاني النبوة، فأراه الطهور، فتوضأ، وصلى جبريل، وصلى النبي صلى الله عليه وسلم بصلاته، وخديجة أول من توضأت بعده صلى الله عليه وسلم
(3)
.
ولم يشرع من العبادات بمكة إلا الطهارة والصلاة، وأول ما فرض من العبادات بالمدينة صيام رمضان في شعبان من السنة الثانية من الهجرة
(4)
.
ولما أتم الله أمر نبوته صلى الله عليه وسلم، كان لا يأتي على حجر ولا شجر إلا سلم عليه: السلام عليك يا رسول الله، وهذا نظير قوله تعالى لداود عليه السلام:
{يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ}
(5)
.
وعن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بمكة الآن لحجرا كان يسلم عليّ ليالي بعثت إني لأعرفه الآن»
(6)
.
قيل: هو الحجر الأسود ركن البيت العتيق، وقيل: الحجر المستطيل
(1)
انظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 348، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 293، الماوردي: أعلام النبوة ص 229، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 348.
(2)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 229.
(3)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 229.
(4)
كذا عند الماوردي في أعلام النبوة ص 232.
(5)
سورة سبأ آية (10).
(6)
حديث جابر بن سمرة: أخرجه الترمذي في سننه 5/ 553 كتاب المناقب باب إثبات نبوة النبي، ومسلم في صحيحه كتاب الفضائل باب فضل نسب النبي برقم (2) 2/ 178، وأحمد في المسند 5/ 105، وذكره عياض في الشفا 1/ 102، ومحب الدين الطبري في خلاصة سير ص 25.
بباب دار أبي سفيان بزقاق الحجر
(1)
.
قلت: وهذا الحجر على الدار باق إلى اليوم.
وكان الوحي يوم الجمعة السابع والعشرين/من شهر رجب، وذلك بعد بناء الكعبة بخمس سنين، وقيل: كان نبوته صلى الله عليه وسلم، يوم الإثنين لثمان خلون من ربيع الأول
(2)
.
وبعد الوحي بخمس سنين كان حصار الشّعب
(3)
، وذلك أنه لما صدع بالنبوة، شدت القوم حتى حصروه وأهل بيته، وخرج صلى الله عليه وسلم من الحصار وله تسع وأربعون سنة
(4)
.
وبعد خروجه من الحصار بثمانية أشهر وأحد وعشرون يوما، مات عمه أبو طالب، وكان موت خديجة بعده بثلاثة أيام
(5)
.
وبعد ذلك بثلاثة أشهر وستة أيام سافر صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، ومعه مولاه زيد بن حارثة رضي الله عنه فأقام بالطائف ثمانية وعشرون يوما، ورجع إلى مكة
(6)
.
ولما بلغ إحدى وخمسين سنة وتسعة أشهر، أسري به من بين زمزم والمقام إلى بيت المقدس، ثم عرج به إلى السماء، وذلك بعد الطائف بسنة وتسعة أشهر وستة أيام
(7)
.
(1)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 25.
(2)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 25.
(3)
عن حصار الشّعب راجع: ابن هشام: السيرة 376،1/ 350، ابن سعد: الطبقات 1/ 208 - 210، الطبري: تاريخ الرسل 342،2/ 335.
(4)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 26.
(5)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 26.
(6)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 27.
وعن خروجه إلى الطائف راجع: ابن هشام: السيرة 1/ 419، ابن سعد: الطبقات 1/ 211، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 344 - 347، ابن الجوزي: المنتظم 3/ 12 - 15.
(7)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 27.
فكانت إقامته بمكة بعد النبوة: عشر سنين، وقيل: إثنا عشر سنة، وقيل: ثلاثة عشر، وقيل: خمسة عشر، وهاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وعمره ثلاثا وخمسين سنة
(1)
.
وقيل: أتي بالبراق وهو أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل، يضع حافره عند منتهى طرفه، فركبه ثم أتي بيت المقدس، ثم صلى ركعتين، ثم عرج فوجد آدم في سماء الدنيا، ووجد عيسى ويحيى بالسماء الثانية، ثم وجد يوسف عليه السلام بالسماء الثالثة، ووجد إدريس في الرابعة، ووجد هارون في الخامسة، ثم وجد موسى بالسادسة، ووجد إبراهيم عليه السلام بالسابعة، ثم ذهب به إلى سدرة المنتهى، فأوحى الله إليه ما أوحى، وفرض عليه خمسون صلاة، ثم سأل الله التخفيف على أمته، فجعلها خمسا
(2)
.
وكان الإسراء بالجسد وفي اليقظة، وهو قول ابن عباس، وجابر، وأنس، وحذيفة، وعمر، وأبي هريرة، ومالك بن صعصعة، وأبي حبة البدري، وابن مسعود، والضحاك، وابن جبير، وقتادة، وابن المسيب، وابن شهاب، وابن زيد، والحسن، وإبراهيم، ومسروق، ومجاهد، وعكرمة، وابن جريج، وهو دليل قول عائشة، وهو قول الطبري، وابن حنبل، وهو قول أكثر المتأخرين
(1)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 28، وذكر الطبري الأقوال الثلاثة، وحاول التوفيق بين من قال عشر سنين، ومن قال ثلاث عشرة بقوله:«لعل الذين قالوا كان مقامه بمكة بعد الوحي عشرا عدوا مقامه بها من حين أتاه جبريل بالوحي وأظهر الدعاء إلى توحيد الله، وعد الذين قالوا كان مقامه بمكة ثلاثة عشرة سنة من أول الوقت الذي استنبيء فيه» .
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 387،2/ 283.
(2)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 28، وراجع حديث المعراج وسدرة المنتهى عند: ابن هشام في السيرة 1/ 403 - 408، وعياض في الشفا 1/ 106 - 107، والبيهقي في الدلائل 2/ 382، وابن الجوزي في المنتظم 3/ 27 - 29.
من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين والمفسرين. ذكره القاضي عياض
(1)
.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه رأى ربه بعينه
(2)
.
وقال الماوردي: «قيل إن الله تعالى قسم كلامه ورؤيته بين موسى ومحمد، فرآه محمد صلى الله عليه وسلم مرتين، وكلمه موسى مرتين»
(3)
.
وكان الحسن يحلف بالله: لقد رأى محمد ربّه، وسأل مروان أبا هريرة: هل رأى محمد ربّه؟ قال: نعم
(4)
.
وحكى النقاش عن أحمد بن حنبل أنه قال: أنا أقول بحديث ابن عباس بعينه رآه رآه حتى انقطع نفسه نفسه - يعني نفس أحمد
(5)
. وقاله: أبو الحسن الأشعري
(6)
وجماعة من أصحابه
(7)
.
وقال القاضي عياض
(8)
: «ووقف بعض مشائخنا في هذا القول، وقال:
ليس عليه دليل واضح، ولكنه جائز أن يكون».
(1)
ورد قول عياض في الشفا 1/ 114، وذهب معظم السلف إلى أنه إسراء بالجسد وفي اليقظة، واستعرض هذه الآراء القرطبي في الجامع 10/ 208 - 209، وابن كثير في البداية 3/ 110 - 111.
(2)
رواية ابن عباس ذكرها عياض في الشفا 1/ 120، والهيثمي في مجمع الزوائد 7/ 117.
(3)
قول الماوردي ذكره عياض في الشفا 1/ 120.
(4)
قول الحسن وأبي هريرة ذكره عياض في الشفا 1/ 120.
(5)
قول أحمد بن حنبل ذكره عياض في الشفا 1/ 120.
(6)
علي بن إسماعيل أبو الحسن الأشعري، كان من المتكلمين، درس مذهب الإعتزال، ثم رجع عنه وجاهر بخلافهم، ت 324 هـ.
انظر: الذهبي: العبر 2/ 32، ابن العماد: شذرات الذهب 2/ 302.
(7)
كذا ورد عند عياض في الشفا 1/ 121.
(8)
قول عياض ذكره في الشفا 1/ 121.
ثم هاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وعمره ثلاثا وخمسين سنة، فكانت مدة إقامته بالمدينة الشريفة بعد الهجرة تسع سنين وأحد عشر شهرا وعشرين يوما
(1)
، فاتفق فيها ما اتفق من ذكر الغزوات وغيرها مما تقدم ذكره
(2)
، وهذا تنبيه على بعض ذلك أنموذجا، وجميع ما ذكرته في كتابي هذا أنموذجا مختصرا لمن يبني على مثاله وينسخ على منواله./
|
(1)
فقد ذكر ابن سعد في طبقاته 2/ 310 عن ابن عمر وابن عباس وأنس قالوا جميعا: أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالمدينة عشر سنين.
(2)
تقدم ذكر الغزوات في الفصل الخامس من الباب الرابع.
الفصل السابع
فيما ورد في صفته
(1)
صلى الله عليه وسلم
عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: سألت خالي هند بن أبي هالة
(2)
- وأبي هالة هو زوج خديجة رضي الله عنها عن حلية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان وصّافا وأنا أرجو أن يصف لي منها شيئا أتعلق به قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخما مفخما، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع، وأقصر من المشّذب، عظيم الهامة، رجل أشعر، إن انفرقت عقيقته فرق وإلا فلا، يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفّره، أزهر اللون، واسع الجبين، أزجّ الحاجبين، سوابغ من غير قرن
(3)
، بينهما عرق يدره الغضب، أقنى العرنين، له نور يعلوه ويحسبه من لم يتأمله أشمّ، كثّ اللحية، أدعج سهل الخدين، ضليع الفم، أشنب، مفلج الأسنان، دقيق المسربة، كأن عنقه جيد دمية
(4)
، في صفاء الفضة، معتدل قامة الخلق، بادنا متماسكا، سواء البطن والصدر
(5)
، مسيح الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس،
(1)
سوف أفسر بعض المفردات التي لم يفسرها المؤلف.
(2)
هند بن أبي هالة الأسيدي التميمي، ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمه خديجة رضي الله عنها، كان فصيحا بليغا، قتل مع علي يوم الجمل.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1544، ابن حجر: الاصابة 6/ 557.
(3)
القرن: أن يطول الحاجبان حتى يلتقي طرفاهما.
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 293.
(4)
جيد دمية: الجيد العنق، والدمية الصورة، شيهها في بياضها بالفضة.
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 294.
(5)
سواء البطن والصدر: يريد أن بطنه غير مستفيض، فهو مساو لصدره، وصدره عريض فهو مساو لبطنه.
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 294.
أنور المتجرّد
(1)
، موصول ما بين اللّبة والسرة بشعر يجري كالخيط، عاري الثديين مما سوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزّندين رحب الراحة، شثن الكفين والقدمين، وسائر الأطراف - أو قال:
سائل الأطراف - سبط القصب، خمصان الأخمصين، مسيح القدمين ينبو عنهما الماء، إذا زال زال تقلعا، ويخطو تكفّيا، ويمشي هونا، ذريع المشية إذا مشى كأنما ينحط من صبب
(2)
، وإذا التفت التفت جميعا، خافض الطّرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جلّ نظره الملاحظة، يسوق أصحابه
(3)
، ويبدأ من لقيه بالسلام. قلت: صف لي منطقه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، ولا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت، يفتتح الكلام، ويختمه بأشداقه
(4)
، ويتكلم بجوامع الكلم، فضلا لا فضول فيه ولا تقصير، دمثا
(5)
ليس بالجافي ولا المهين
(6)
، يعظم النعمة وإن دقّت
(7)
، ولا يذم شيئا لم يكن يذم ذواقا ولا
(1)
أنور المتجرد: المتجرد ما جرد عنه الثوب من بدنه، يريد أنه شديد البياض.
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 294.
(2)
من صبب: الصبب هو الإنحدار.
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 295.
(3)
يسوق أصحابه: يريد أنه إذا مشى مع أصحابه قدمهم بين يديه ومشى من ورائهم.
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 295.
(4)
يختمه بأشداقه: وذلك لرحب شدقيه، وأما ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم في المتشادقين، فإنه أراد به الذين يتشادقون إذا تكلموا فيميلون بأشداقهم يمينا وشمالا ويتنطعون في القول.
انظر: البيهقي: الدلائل:1/ 294.
(5)
دمثا: يعني سهلا لينا.
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 296.
(6)
ليس بالجافي ولا المهين: يريد أنه لا يجفو الناس ولا يهينهم، ليس بالفظ الغليظ، ولا الحقير الضعيف.
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 296.
(7)
يعظم النعمة وإن دقت: أي لا يستصغر شيئا أوتيه وإن كان صغيرا لا يستحقره.
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 296.
يمدحه
(1)
، ولا يقام لغضبه إذا تعرض للحق بشيء حتى ينتصر له ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها، إذا أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا تحدث اتصل بها فضرب بإبهامه اليمنى راحته اليسرى، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه، جل ضحكه التبسم ويفتر
(2)
عن مثل حب الغمام»
(3)
.
تفسير غريب هذا الحديث:
* قوله المشذّب: أي البائن الطول في نحافة
(4)
.
*ورجل الشعر: الرّجل هو الذي كأنه مشط فتكسر قليلا ليس بسبط ولا جعد
(5)
.
*والعقيقة: شعر الرأس
(6)
.
*أزهر اللون: نيره، وقيل حسنه
(7)
.
*والحاجب الأزج:/المقوّس الطويل الوافر الشعر
(8)
.
(1)
لا يذم ذواقا ولا يمدحه: يريد أنه كان لا يصف الطعام بطيب ولا بفساد وإن كان فيه.
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 296.
(2)
ويفتر: أي يبتسم.
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 296.
(3)
حديث هند بن أبي هالة في صفة النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 422، والبيهقي في الدلائل 1/ 285 - 288، وذكره عياض في الشفا 1/ 91 - 93.
(4)
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 292، عياض: الشفا 1/ 95.
(5)
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 292، عياض: الشفا 1/ 95.
(6)
يريد أنه كان لا يفرق شعره إلا أن يفترق هو، وكان هذا في صدر الإسلام ثم فرق.
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 293.
(7)
يريد أبيض اللون مشرقه، ومنه سميت الزهرة لشدة ضوئها.
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 293.
(8)
انظر البيهقي: الدلائل 1/ 293، عياض: الشفا 1/ 96.
*والأقنى: السائل الأنف المرتفع وسطه
(1)
.
*والأشّم: الطويل قصبة الأنف
(2)
.
*والأدعج: الشديد سواد الحدقة
(3)
.
*والضليع: الواسع
(4)
.
*والشّنب: رونق الأسنان وماؤها
(5)
.
*والفلج: فرق بين الثنايا
(6)
.
*والمسربة: خيط الشعر الذي بين الصدر والسرة
(7)
.
*وبادن: ذو لحم
(8)
.
*ومتماسك: معتدل الخلقة يمسك بعضه بعضا
(9)
.
*ومسيح: لعلها بالسين المهملة وفتح الميم يعني عريض
(10)
.
*الكراديس: رؤس العظام
(11)
.
*شثن الكفين والقدمين: لحمهما
(12)
.
(1)
انظر البيهقي: الدلائل 1/ 293، عياض: الشفا 1/ 96.
(2)
انظر البيهقي: الدلائل 1/ 293، عياض: الشفا 1/ 96.
(3)
انظر البيهقي: الدلائل 1/ 293، عياض: الشفا 1/ 96.
(4)
أي عظيمه، وكانت العرب تحمد ذلك وتذم صغير الفم، وهو في صفة فم النبي صلى الله عليه وسلم ذبول شفتيه ورقتهما وحسنهما.
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 294.
(5)
وهو تحدد أطرافها.
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 294.
(6)
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 294، عياض: الشفا 1/ 96.
(7)
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 294، عياض: الشفا 1/ 96.
(8)
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 294، عياض: الشفا 1/ 96.
(9)
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 294، عياض: الشفا 1/ 96.
(10)
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 294، عياض: الشفا 1/ 96.
(11)
ويريد الأعضاء.
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 294، عياض: الشفا 1/ 96.
(12)
يريد أنها إلى الغلظ والقصر.
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 295، عياض: الشفا 1/ 96.
*طويل الزندين: عظيم الذراعين
(1)
.
*وسائل الأطراف: أي طويل الأصابع
(2)
.
*ورحب الراحة: أي واسعها
(3)
.
*خمصان الأخمصين: أي متجافي أخمص القدم وهو الموضع الذي لا تناله الأرض من وسط القدم
(4)
.
*مسيح القدمين: أي أملسهما
(5)
.
*والتقلع: رفع الرجل بقوة
(6)
.
*يخطو تكفيا: الميل إلى سنن الممشى
(7)
.
*والهون: الرفق والوقار
(8)
.
*والذريع: الواسع الخطو
(9)
.
(1)
الزند من الذراع ما انحسر عنه اللحم.
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 295، عياض: الشفا 1/ 96.
(2)
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 295، عياض: الشفا 97،1/ 96.
(3)
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 295، عياض: الشفا 97،1/ 96.
(4)
وأنه ليس بأزج وهو الذي يستوي باطن قدمه حتى يمس جميعه الأرض.
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 295، عياض: الشفا 1/ 97.
(5)
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 295، عياض: الشفا 1/ 97.
(6)
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 295، عياض: الشفا 1/ 97.
(7)
يريد أنه يميد إذا خطا.
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 295، عياض: الشفا 1/ 97.
(8)
أي يمشي في رفق غير مختال.
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 295، عياض: الشفا 1/ 97.
(9)
يريد أنه مع هذا الرفق سريع المشية.
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 295، عياض: الشفا 1/ 97.
*ويفتتح الكلام ويختمه بأشداقه: أي لسعة فمه
(1)
.
*وأشاح: مال وانقبض
(2)
.
*حب الغمام: البرد
(3)
.
وعن النعمان السني - وكان من أحبار يهود اليمن - قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له:«كان أبي يختم عليّ سفر يقول لي: لا تقرأه على يهود حتى تسمع بنبي خرج من يثرب، قال: ففتحته، فإذا فيه: إنك خير الأنبياء وأمتك خير الأمم اسمك أحمد صلى الله عليه وسلم وأمتك الحمادون قربانهم دماؤهم وأنا جيلهم صدورهم لا يحضرون قتالا إلا وجبريل معهم يتحنن الله عليهم كتحنن النسر على فراخه، قال: ثم قال لي: إذا سمعت به فأخرج إليه وآمن به وصدقه» .
والنعمان هذا: هو الذي قتله الأسود العنسي
(4)
، وقطّعه عضوا عضوا وهو يقول: أشهد أن محمدا رسول الله وأنك كذاب مفتري على الله.
وأنشد الأمير العاصمي
(5)
لنفسه شعرا:
(1)
انظر: عياض: الشفا 1/ 97.
(2)
وقوله «أعرض وأشاح» : يقال أشاح إذا جد، ويقال: أشاح إذا عدل بوجهه، وهذا معنى الحرف في هذا الموضع.
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 296، عياض: الشفا 1/ 97.
(3)
شبه ثغره به.
انظر: البيهقي: الدلائل 1/ 296، عياض: الشفا 1/ 97.
(4)
الأسود العنسي، واسمه عيهلة بن كعب، كان كاهنا ساحرا، ارتد عن الإسلام قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ظهر في مذحج باليمن وطرد عمال النبي وغلب على صنعاء، أرسل إليه الرسول نفرا من الأبناء فقتلوه، فأخبر النبي بمقتله قبل أن يصل الخبر من اليمن، وكان من أول خروج الأسود إلى أن قتل أربعة أشهر. الطبري 3/ 227، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 17 - 20.
(5)
عاصم بن الحسن، أبو الحسين العاصمي، البغدادي الشاعر، صاحب الأشعار الرائقة المستحسنة، ت 382 هـ.
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 16/ 286، الذهبي: سير أعلام 18/ 598 - 600، ابن العماد: شذرات الذهب 3/ 368.
يا جاعلا سنن النب
…
ي شعاره ودثاره
متمسكا بحديثه
…
متتبعا أخباره
سنن الشريعة خذ بها
…
متوسما آثاره
وكذا الطريقة فاقتبس
…
في سبلها أنواره
هو قدوة لك فاتخذ
…
في السنتين عياره
قد كان يقري ضيفه
…
كرما ويحفظ جاره
ويجالس المسكين يؤ
…
ثر قربه وجواره
الفقر كان رداءه
…
والجوع كان شعاره
يلقي بغرة ضاحك
…
مستبشرا زواره
بسط الراء كرامة
…
لكريم قوم زاره
ما كان مختلا ولا
…
مرحا يجر إزاره
قد كان يركب بالرد
…
يف من الخضوع حماره
في مهنة هو أو صلا
…
ة ليله ونهاره
فتراه يحلب شاة منز
…
له ويوقد ناره
ما زال كهف مهاجر
…
يه ومكرما أنصاره
برا لمحسنهم مقي
…
لا للمسيء عثاره
يهب الذي تحوي يدا
…
هـ لطالب ايثاره
زكى عن الدنيا الد
…
نية ربه مقداره
جعل الإله صلاته الأ
…
زكى عليه نثاره
فاختر من الأخلاق ما
…
كان الرسول اختاره
لتعد سنيا بل ويو
…
شك أن تبوأ داره/
الفصل الثامن
في ذكر وفاته صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}
(1)
حكى أبو معاذ
(2)
عن النحويين الأولين: أن الميت - بالتخفيف: الذي فارقه الروح، وبالتشديد:
الذي لم يكن مات بعد، وهو يموت
(3)
.
فأخبره تعالى أنه ميت إشارة إلى قوله: {كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ}
(4)
.
ثم إن الله تعالى خيره بين البقاء واللقاء، فاختار اللقاء
(5)
، ثم إنه تعالى خيره أيضا، حين بعث إليه ملك الموت
(6)
، على أن يقبض روحه أو ينصرف، ولم يخير قبله نبي، ولا رسول، ألا ترى إلى موسى عليه السلام حين قال له ملك الموت: أجب ربك، فلطمه ففقأ عينه، ولو أتاه على وجه التخيير لما بطش به، وقول ملك الموت حين رجع: إنك أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت
(7)
.
(1)
سورة الزمر آية (30).
(2)
سليمان بن أرقم، أبو معاذ البصري، ضعيف من السادسة.
انظر: ابن حجر: التقريب ص 250.
(3)
كذا ورد عند القرطبي في الجامع 15/ 254 وعزاه للحسن والفراء والكسائي وقال: وهذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، أخبره تعالى بموته وموتهم.
(4)
سورة الرحمن آية (26).
ومن أول الفصل كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 227،. والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 192).
(5)
سيأتي بيان الحديث في (ق 210) من المخطوط «الأمر بسد الأبواب اللافظة» .
(6)
سيأتي بيان الحديث في (ق 211) من المخطوط.
(7)
كذا ورد عند ابن الجوزي في الوفا 1/ 782، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 227، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 192).
قال الإمام أبو إسحاق الثعلبي: «وقصة موسى وملك الموت لا يردها إلا كل مبتدع ضال يؤيده قوله عليه الصلاة والسلام: إن ملك الموت كان يأتي الناس عيانا، حتى أتى موسى ليقبضه، فلطمه ففقأ عينه، فجاء ملك الموت بعد ذلك خفية. وكذلك قصته مع داود عليه السلام: حين غلقت عليه أبوابه، فرأى ملك الموت عنده، فقال له: ما أدخلك داري بغير إذني؟ فقال: أنا الذي أدخل على الملوك بغير إذن، فقال: فأنت ملك الموت؟ قال: نعم، قال: جئت داعيا أم ناعيا؟ قال: بل ناعيا، قال: فهلا أرسلت إلى قبل ذلك لأستعد للموت؟ فقال: كم أرسلت إليك فلم تنتبه، قال: ومن كان رسلك؟ قال: يا داود أين أبوك أين أمك أين أخوك؟ قال: ماتوا، قال: أفما علمت أنهم رسلي، وأن النوبة تبلغك
(1)
.
قال محمد بن عبد الله الكسائي: مسكن ملك الموت سماء الدنيا اسمه عزرائيل، له من الأعوان على عدد الخلائق، رجلاه في تخوم الأرض، ورأسه في السماء عند آخر الحجب، ووجهه في اللوح المحفوظ، له ثلثمائة وستون عينا، في كل عين ثلاثة أعين، ومثلها ألسن، ومثلها أيد، ومثلها أرجل، وله أربعة أجنحة، قال الله تعالى:{أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ}
(2)
.
قال البغوي: منهم من له جناحان، ومنهم من له ثلاثة أجنحة، ومنهم
(1)
قول الثعلبي بشأن موسى وداود عليهما السلام مع ملك الموت: كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 227، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 192).
وقصة موسى مع ملك الموت أخرجها البخاري في صحيحه كتاب الأنبياء باب وفاة موسى عن أبي هريرة برقم (3407) 4/ 157، ومسلم في صحيحه كتاب الفضائل باب فضائل موسى عن أبي هريرة برقم (158) 4/ 1843، وذكرها الطبري في تاريخه 1/ 434، وابن الجوزي في المنتظم 1/ 375، وابن كثير في البداية 1/ 295.
(2)
سورة فاطر آية (1).
من له أربعة أجنحة
(1)
.
ورأى النبي صلى الله عليه وسلم [جبريل في خلقته الأولى له ستمائة جناح
(2)
.
وقال صلى الله عليه وسلم:]
(3)
دخلت الجنة، فرأيت جعفرا يطير مع الملائكة وجناحاه مضرجان بالدم
(4)
.
فلذلك سمي جعفر الطيار، وجعفر ذو الجناحين، وكان قتل في غزوة مؤته، فقطعت يداه ثم قتل، وجد فيه نيف وتسعون طعنة
(5)
.
قال الشيخ أبو المكارم: «وكونهم مضرجان بالدم، أي مصبوغ القوادم
(6)
، وفي الجناح عشرون ريشة، أربع قوادم، وأربع مناكب، وأربع أباهر، وأربع خواف، وأربع كلا نسقا واحدا من أول الجناح إلى آخره».
قال السهيلي
(7)
: «ليسا كأجنحة الطير، وريشه، ولكنها عبارة عن صفة ملكية/وقوة روحانية أعطيها جعفر كما أعطيتها الملائكة وقد قال
(1)
انظر: القرطبي: الجامع 14/ 319.
(2)
حديث رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام في صورته الأولى عند سدرة المنتهى أخرجه البخاري في صحيحه كتاب التفسير باب تفسير سورة النجم عن عائشة برقم (4855) 6/ 59، ومسلم في صحيحه كتاب الإيمان باب ذكر سدرة المنتهى عن ابن مسعود برقم (282،281،280) 1/ 158، والبيهقي في الدلائل 2/ 372 عن ابن مسعود، والقرطبي في الجامع 14/ 319.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 39 عن علي بن أبي طالب، والسهيلي في الروض 7/ 37 عن ابن عباس، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 6/ 161.
(5)
عن سبب تسمية جعفر بن أبي طالب بذي الجناحين.
راجع: ابن هشام: السيرة 2/ 377 - 378، ابن سعد: الطبقات 4/ 38 - 39، ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 243.
(6)
والمعنى يوافق ما ذكره ابن سعد في طبقاته 4/ 38.
(7)
قول السهيلي ذكره في الروض 7/ 38 - 39، وذكره القرطبي في الجامع 11/ 191، وابن حجر في الفتح 7/ 513.
الله تعالى لموسى: {وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ}
(1)
فعبر عن العضد بالجناح إلى آخره، وليس ثم طيران، فكيف بمن أعطي قوة الطيران، إنما هي صفات لا تنظر بالفكر ولا ورد أيضا في بيانها خبر فيجب الإيمان بها».
قال العلماء
(2)
:
وابتدأ برسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعه يوم الخميس، في ليال بقين من صفر، وقيل: في أول ربيع الأول، في السنة الحادية عشر من الهجرة، ومدة مرضه اثنى عشر يوما، وقيل أربعة عشر، وكان مرضه بالصداع، واشتد وجعه في بيت ميمونة، فدعي نساءه، واستأذنهن في أن يمرض في بيت عائشة، فأذن له، فخرج يمشي بين رجلين من أهل بيته، الفضل بن العباس وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وخرج للخطبة نهار الخميس، فصلى على أصحاب أحد، واستغفر لهم، ثم أمر بسد الأبواب اللافظة في المسجد إلا باب أبي بكر
(3)
.
قالت عائشة رضي الله عنها: «اضطجع في حجري، فدخل عبد الرحمن ابن أبي بكر
(4)
، وفي يده سواك أخضر، قالت: فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده نظرا، عرفت أنه يريده، قالت: فقلت يا رسول الله أتحب أن أعطيك هذا السواك؟ قال: نعم، قالت: فأخذته فمضغته له حتى لينته، ثم أعطيته إياه،
(1)
سورة طه آية (22).
(2)
راجع قول العلماء عند ابن سعد في الطبقات 231،2/ 205 - 232، والطبري في تاريخه 3/ 184 - 189، وابن الجوزي في المنتظم 4/ 25 - 26، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 193).
(3)
انظر: ابن هشام: السيرة 2/ 649، ابن سعد: الطبقات 2/ 227 - 228، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 190 - 191.
(4)
عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق القرشي التيمي، أسلم في هدنة الحديبية، ت 53 هـ.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 224، ابن الأثير: أسد الغابة 1/ 242.
قالت: فاستن به، كأشد ما رأيته استن بسواك قط، ثم وضعه، ووجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يثقل في حجري، فذهبت أنظر في وجهه، فإذا بصره قد شخص وهو يقول: بل الرفيق الأعلى في الجنة، فقلت: خير ما اخترت والذي بعثك بالحق»
(1)
. قيل: كان هذا السواك المذكور جريدة خضراء.
وروى ابن أبي مليكة
(2)
قال: «لما كان يوم الإثنين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، عاصبا رأسه إلى صلاة الصبح، وأبو بكر يصلي بالناس، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرج الناس، فعرف أبو بكر أن الناس لم يصنعوا ذلك إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنكص عن مصلاه، فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظهره، وقال: صل بالناس، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنبه، فصلى قاعدا عن يمين أبي بكر، فلما فرغ من صلاته أقبل على الناس وكلمهم رافعا صوته، حتى خرج صوته من باب المسجد، يقول: يا أيها الناس، سعّرت النار، وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، وإني والله ما تمسكون عليّ بشيء، أني لم أحل إلا ما أحل القرآن، ولم أحرم إلا ما حرم القرآن. فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من كلامه قال أبو بكر: يا نبي الله أراك قد أصبحت بنعمة الله وفضل كما نحب، واليوم يوم ابنة خارجة
(3)
/أفاتيها؟ قال: نعم، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم،
(1)
حديث عائشة رضي الله عنها: أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المغازي باب مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم برقم (4438) 5/ 161، وأحمد في المسند 6/ 49، وابن سعد في طبقاته 2/ 233، والبيهقي في الدلائل 7/ 206.
(2)
عبيد الله بن أبي مليكة، أبو بكر التيمي المكي، روى عن عائشة، وذكره ابن حبان في الثقات.
انظر: ابن حجر: التهذيب 12/ 32.
(3)
وهي: حبيبة بنت خارجة بن زيد، من بني الحارث بن الخزرج، من الأنصار، زوجة أبي بكر الصديق.
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 169، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1807.
وخرج أبو بكر إلى أهله بالسّنح»
(1)
.
وخرج علي رضي الله عنه من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال المسلمون: «يا أبا حسن، كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أصبح بحمد الله بارئا، قال: فأخذ العباس بيده، ثم قال: يا علي أنت والله عبد العصا
(2)
بعد ثلاث، أحلف بالله لقد عرفت الموت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كنت أعرفه في وجوه بني عبد المطلب، فانطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن كان هذا الأمر فينا عرفناه، وإن كان في غيرنا أمرناه فأوصى بنا الناس، فقال: والله لا أفعل، والله لئن منعناه لا يوتيناه أحد بعده، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين اشتد الضحى من ذلك اليوم»
(3)
.
قيل: إن الصلاة التي صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو جالس عن يمين أبي بكر أنها صلاة الظهر
(4)
. قاله ابن وضاح وأبو عبد الله بن عتاب.
وذكر ابن الجوزي
(5)
: «أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم قبل
(1)
حديث ابن أبي مليكة أخرجه البيهقي في الدلائل 7/ 201، وابن هشام في السيرة 2/ 653، والطبري في تاريخه 3/ 198، وابن النجار في الدرة 2/ 384.
والسنح: بالضم ثم السكون، أطم لجشم وزيد ابني الحارث، وهي منازل بني الحارث من الأنصار بعوالي المدينة على ميل من المسجد النبوي.
انظر: الفيروزابادي: المغانم ص 187، السمهودي: وفاء الوفا ص 1237.
(2)
عبد العصا: هو كناية عمن يصير تابعا لغيره، والمعنى أنه يموت بعد ثلاث وتصير أنت مأمورا عليك، وهذا من قوة فراسة العباس رضي الله عنه.
انظر: ابن حجر: فتح الباري 8/ 143.
(3)
أخرجه عن ابن عباس: البخاري في صحيحه كتاب المغازي باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته برقم (4447) 5/ 163، وابن هشام في السيرة 2/ 654، وابن سعد في الطبقات 2/ 245، والطبري في تاريخه 3/ 193، والبيهقي في الدلائل 7/ 224، وابن النجار في الدرة 2/ 384.
(4)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 229، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 196).
(5)
قول ابن الجوزي ذكره في المنتظم 4/ 36 - 37، وفي الوفا 2/ 786 - 787.
والحديث أخرجه ابن سعد في طبقاته 2/ 258 - 259، والبيهقي في الدلائل 7/ 210 - 211 عن محمد بن علي مرسلا، وذكره النهرواني في تاريخ المدينة (ق 196).
موته بثلاثة أيام، فقال: يا أحمد إن الله تعالى أرسلني إليك يسألك عما هو أعلم به منك، يقول لك: كيف تجدك؟ فقال: أجدني يا جبريل مغموما، وأجدني يا جبريل مكروبا، وأتاه في اليوم الثاني، فأعاد السؤال، فثنى الجواب، ثم قال في اليوم الثالث مثل ذلك، وهو يجيب كذلك، فإذا ملك الموت يستأذن، فقال: يا أحمد هذا ملك الموت يستأذن عليك، ولم يستأذن على آدمي قبلك، ولا يستأذن على آدمي بعدك، فقال: إئذن له، فدخل فوقف بين يديه فقال: إن الله أرسلني إليك، وأمرني أن أطيعك في كل ما تأمرني، فإن أمرتني أن أقبض نفسك قبضتها، وإن أمرتني أن أتركها تركتها، قال: وتفعل يا ملك الموت؟ قال: كذلك أن أطيعك، فقال جبريل: يا أحمد إن الله قد اشتاق إليك، قال: امض لما أمرت به يا ملك الموت، فقال جبريل: السلام عليك يا رسول الله هذا آخر موطيء الأرض، إنما كنت حاجتي من الدنيا».
فتوفي صلى الله عليه وسلم مستندا إلى ظهر عائشة، في كساء ملبد، وإزار غليظ
(1)
، وتوفي صلى الله عليه وسلم عن أثر السم، لقوله عليه الصلاة والسلام في وجعه الذي مات فيه:«ما زالت أكلة خيبر تعاودني فالآن أوان قطع أبهري»
(2)
.
قال ابن إسحاق: «إن كان المسلمون ليرون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات
(1)
انظر: ابن سعد: الطبقات 2/ 261، ابن الجوزي: الوفا 2/ 789، النهرواني: تاريخ المدينة (ق 197).
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المغازي باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة برقم (4428) 5/ 158، وأحمد في المسند 6/ 18 عن أم مبشر، والبيهقي في الدلائل 7/ 172 عن عائشة، وذكره عياض في الشفا 1/ 209.
ومعنى أبهري: يقصد عرق الأبهر، وهو عرق في الظهر يقال هو الوريد في العنق، وإذا انقطع لم تكن معه حياة ومات صاحبه.
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «أبهر» .
شهيدا مع ما أكرمه الله تعالى به من النبوة»
(1)
.
وذلك أن يهودية أهدت
(2)
للنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر شاة مصليّة، سمتها فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكل القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«ارفعوا أيديكم فإنها أخبرتني أنها/مسمومة»
(3)
، فمات بشر بن البراء
(4)
، وأمر باليهودية فقتلت، وقيل: لم يقتلها، والأول أصح
(5)
.
واختلف أئمة أهل النظر في هذا الباب: «فقيل هو كلام يخلقه الله تعالى في الشاة الميّتة، أو الحجر، أو الشجر، وحروف وأصوات يحدثها الله فيها ويسمعها منها دون تغيير أشكالها ونقلها عن هيئتها، وهو مذهب الشيخ أبي الحسن، والقاضي أبي بكر، وذهب قوم آخرون إلى إيجاد الحياة [بها أولا ثم الكلام بعده، وحكي هذا عن الشيخ أبي الحسن وكل مجتهد إذ لم
(1)
قول ابن إسحاق ورد ذكره عند: ابن هشام في السيرة 2/ 338، وابن سعد في طبقاته 2/ 200، والطبري في تاريخه 3/ 16، والبيهقي في الدلائل 4/ 259.
(2)
أهدت له زينب بنت الحارث، امرأة سلام بن مشكم شاة مصلية، فأكثرت السم في الذراع.
راجع خبرها عند: ابن هشام في السيرة 2/ 338، وابن سعد في طبقاته 2/ 107، والطبري في تاريخه 3/ 15.
(3)
أخرجه ابن هشام في السيرة 2/ 338، وابن سعد في الطبقات 201،2/ 107، والطبري في تاريخه 3/ 15، والبيهقي في الدلائل 4/ 263 عن ابن شهاب الزهري، وعياض في الشفا 1/ 209 من حديث أبي هريرة.
(4)
بشر بن البراء بن معرور الأنصاري، شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، وأكل معه من الشاة المسمومة، ماطله وجعه سنة ثم مات منه.
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 571.
(5)
وقال البيهقي: «يحتمل أنه لم يقتلها في الابتداء، ثم لما مات بشر بن البراء أمر بقتلها، لأنه بموته يتحقق وجوب القصاص بشرطه» .
انظر: البيهقي: الدلائل 4/ 262، عياض: الشفا 1/ 209.
يجعل الحياة]
(1)
شرطا لوجود الحروف والأصوات، إذ لا يستحيل وجودها مع عدم الحياة بمجردها، فأما إذا كانت عبارة عن الكلام النفسي فلا بد من شرط الحياة [لها]
(2)
لأنه لا يوجد كلام النفس إلا من حي». حكاه القاضي عياض
(3)
.
توفي صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين، حين اشتد الضحى لإثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، وقيل لليلتين خلتا منه، ودفن ليلة الأربعاء
(4)
. وقيل:
ليلة الثلاثاء، وكانت وفاته صلى الله عليه وسلم في [سنة]
(5)
تسعمائة وثلاث وثلاثين من [سني]
(6)
ذي القرنين -[حكاه المسعودي في مروج الذهب
(7)
-]
(8)
وقد بلغ من العمر ثلاثا وستين سنة، وقيل خمسا وستين، وقيل: ستين، والأول أصح
(9)
، روى الثلاثة مسلم
(10)
، والثلاثة صحيحه، فقول من قال
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
أورده عياض في الشفا 1/ 210.
(4)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 169، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 230، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 198).
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(7)
بمراجعة مروج الذهب للمسعودي 1/ 753 نجد أنه أشار إلى هذا التاريخ فيما يتعلق بالمهجر وليست وفاته صلى الله عليه وسلم، حيث يقول المسعودي:«كانت سنة إحدى من الهجرة وهي سنة اثنتين وثلاثين من ملك كسرى أبرويز، وسنة تسع من ملك هرقل ملك النصرانية، وسنة تسعمائة وثلاث وثلاثين من ملك الاسكندر المقدوني» .
(8)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(9)
أورد الأقوال الثلاثة كل من: ابن سعد، والطبري، والبيهقي، وابن الجوزي، ولكنهم أجمعوا على أن القول الأول هو الراجح والأصح.
انظر: طبقات ابن سعد 2/ 308، تاريخ الطبري 3/ 215، دلائل البيهقي 7/ 241 عن ابن حنظلة، الوفا لابن الجوزي 2/ 792.
(10)
حديث مسلم أخرجه في صحيحه كتاب الفضائل باب كم سن النبي صلى الله عليه وسلم يوم قبض عن أنس برقم (115،114) 4/ 1825 وباب كم أقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة والمدينة عن ابن عباس برقم (114، 122،119،115) 4/ 1827.
[ثلاثا]
(1)
وستين: فهو على أصله، ومن قال ستين: فقد أسقط الكسر فإنهم كانوا في ذلك الزمان لا يذكرون الكسر، وقول من قال خمسة وستين: حسب السنة التي ولد فيها صلى الله عليه وسلم والتي توفي فيها
(2)
.
قال الحاكم: اختلفت الرواية في سن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يختلفوا أنه ولد عام الفيل، وأنه بعث وهو ابن أربعين سنة، وأنه أقام بالمدينة عشرا، وإنما اختلفوا في مقامه بمكة بعد البعث، فقيل: عشرا، وقيل:[اثني عشر،]
(3)
وقيل: ثلاثة عشر، وقيل: خمسة عشر
(4)
.
وسجي صلى الله عليه وسلم ببرد حبرة، وقيل: إن الملائكة سجته
(5)
.
وكذّب بعض أصحابه بموته دهشة، منهم عمر بن الخطاب، وأخرس بعضهم فما تكلم إلا بعد الغد، منهم عثمان بن عفان، وأقعد آخرون، منهم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم
(6)
.
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 169، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 198).
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
قول الحاكم كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 230، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 198).
وفيما يتعلق بقضية اختلاف السلف في مدة بقاء مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة بعد نزول الوحي. سبق أن حققت هذه المسألة في (ق 205) من المخطوط.
(5)
انظر: ابن سعد: الطبقات 2/ 264، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 170، النهرواني: تاريخ المدينة (ق 199).
(6)
عن موقف الصحابة رضوان الله عليهم من وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المغازي باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته عن ابن عباس برقم (4454) 5/ 165، وابن هشام في السيرة 2/ 655، وابن سعد في الطبقات 2/ 267، والبيهقي في الدلائل 7/ 216 عن عائشة، وابن الجوزي في الوفا 2/ 790.
قلت: «والحكمة في ذلك، أنه لما كان عمر أبلغ الناس نظرا، وأعلاهم فراسة، صحيح تخيل الفكر، عظيم قياسه، أدهش حتى لم يتخيل بموت المختار عليه الصلاة والسلام، ولما كان عثمان حوى اتقان الفصاحة، وله في القول على من سواه رجاحة، أخرس بانطلاق [حجب]
(1)
الأستار، ولما كان عليّ سيف الله القاطع، وعليه اسم القوة واقع، أقعد عن مد خطوات الأقدار، ولم يكن أثبت من العباس وأبي بكر رضي الله عنهما»
(2)
.
وبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته يوم الإثنين، وليلة الثلاثاء، فلما كان يوم الثلاثاء أقبل لناس على جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعوا من باب الحجرة حين ذكروا غسله: لا تغسلوه، فإنه طاهر مطهر، ثم سمعوا/بعده: غسلوه، فإن ذلك إبليس وأنا الخضر.
وقال: إن في الله عزاء عن كل مصيبة، وخلفا من كل هالك، ودركا من كل فائت، فبالله فثقوا، وإياه فارجعوا، فإن المصاب من حرم الثواب، ثم كلمهم مكلم من ناحية البيت: غسلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه
(3)
.
وكانوا قد اختلفوا في ذلك فغسلوه صلى الله عليه وسلم في قميصه، وكانوا لا يريدون أن يقلبوا منه عضوا إلا انقلب بنفسه، وإن معهم لحفيفا كالريح يصوت بهم:
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
قول المؤلف نقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 231، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 199).
(3)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 170، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 200).
وحديث الخضر أخرجه ابن سعد في طبقاته 275،2/ 260 عن علي بن أبي طالب، والبيهقي في الدلائل 7/ 268، بلفظ مغاير عن عباد بن عبد الصمد عن أنس وقال البيهقي:«عباد بن عبد الصمد ضعيف وهذا منكر بمرة» .
ارفقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم [فإنكم]
(1)
ستكفونه
(2)
.
وتولى غسله عليّ، والعباس، والفضل وقثم ابنا العباس يقلبونه معه، وأسامة بن زيد وشقران موليا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبان الماء - وسيأتي ذكر مواليه صلى الله عليه وسلم آخر هذا الفصل - وأوس بن خولى الأنصاري، ممن حضر غسله صلى الله عليه وسلم
(3)
.
يروى عن عليّ رضي الله عنه قال: أوصاني النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يغسله غيري، فإنه لا يرى أحد عورتي إلا طمست عيناه»
(4)
.
وسطعت منه صلى الله عليه وسلم ريح لم يجدوا مثلها قط
(5)
.
وكفن صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيض سحولية من كرسف، ليس فيها قميص ولا عمامة
(6)
.
الكرسف: القطن، وسحول: بضم السين وفتحها بلدة معروفة
(7)
.
(1)
سقط من لأصل والاضافة من (ط).
(2)
انظر: ابن هشام: السيرة 2/ 662، ابن سعد: الطبقات 2/ 276، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 212، البيهقي: الدلائل 7/ 242، الحاكم: المستدرك 3/ 59 عن عائشة.
(3)
انظر: ابن هشام: السيرة 2/ 662، ابن سعد: الطبقات 279،2/ 277 - 3/ 542،280، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 211 - 212، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 44 - 45.
(4)
حديث علي رضي الله عنه أخرجه ابن سعد في الطبقات 2/ 278، والبيهقي في الدلائل 7/ 244 عن محمد قيس، وذكره عياض في الشفا 1/ 43، وابن كثير في البداية 5/ 261، والسيوطي في الخصائص 3/ 143.
(5)
انظر: ابن سعد: الطبقات 2/ 280، عياض: الشفا 1/ 41، النهرواني: تاريخ المدينة (ق 201).
(6)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجنائز باب الثياب البيض للكفن عن عائشة برقم (1264) 2/ 94، ومسلم في صحيحه كتاب الجنائز باب الكفن عن عائشة برقم (45) 2/ 649، والترمذي في سننه كتاب الجنائز باب كفن النبي عن عائشة برقم (996) 3/ 321، ابن سعد: الطبقات 2/ 282.
(7)
سحول: قرية من قرى اليمن، يحمل منها ثياب بيض تدعى السحولية.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 195
وكان في حنوطه صلى الله عليه وسلم المسك، ثم وضع على سريره في بيته، ودخل الناس يصلون عليه أرسالا أفذاذا، الرجال، ثم النساء، ثم الصبيان
(1)
.
ولم يؤمهم أحد بوصية منه صلى الله عليه وسلم قال فيها: «أول من يصليّ خليلي وحبيبيّ جبريل، ثم ميكائيل، ثم أسرافيل، ثم ملك الموت مع ملائكة كثيرة»
(2)
.
قيل: فعل ذلك صلى الله عليه وسلم: ليكون كل منهم في صلاة، وقيل: ليطول وقت الصلاة، فيلحق من يأتي من حول المدينة
(3)
.
واختلفوا في مكان الدفن، فقائل يقول: بالبقيع، وقال قائل: عند منبره، وقال قائل: في مصلاه، فجاء أبو بكر رضي الله عنه فقال: إن عندي من هذا خبرا وعلما، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:«ما قبض نبي إلا دفن حيث توفي» ، فحول فراشه، وحفر له موضعه
(4)
، وكان بالمدينة أبو عبيدة بن الجراح يضرح كحفر أهل مكة، وكان أبو طلحة يلحد لأهل المدينة، فبعث العباس خلفهما رجلين وقال: اللهم خر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء أبو طلحة، فلحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم
(5)
.
(1)
انظر: ابن هشام: السيرة 2/ 663، ابن سعد: الطبقات 2/ 288 - 291، البيهقي: الدلائل 7/ 250، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 47.
(2)
هذه الوصية أوردها ابن سعد في الطبقات 2/ 256، والطبري في تاريخه 3/ 191 عن ابن مسعود، والبيهقي في الدلائل 7/ 232، وابن الجوزي في الوفا 2/ 784 والمنتظم 4/ 34.
(3)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 232، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 201).
(4)
كذا ورد عند محب الدين الطبرى فى خلاصة سير ص 271 والنهروانى فى تاريخ المدينة (ق 102) والحديث الذي رواه أبو بكر الصديق: أخرجه مالك في الموطأ 1/ 231، وابن هشام في السيرة 2/ 663، وابن سعد في الطبقات 2/ 292، والطبري في تاريخه 3/ 213.
(5)
أخرجه مالك في الموطأ 1/ 231 عن عروة بنحوه، وابن ماجة في سننه عن ابن عباس برقم (1628) 1/ 520، والطبري في تاريخه 3/ 213، والبيهقي في الدلائل 7/ 252 عن ابن عباس.
ودفن صلى الله عليه وسلم من وسط الليل، ليلة الأربعاء، ونزل قبره صلى الله عليه وسلم: علي، والعباس، وقثم، والفضل ابنا العباس، وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأوس بن خولى، وبسط شقران تحته في القبر قطيفة حمراء كان يفرشها صلى الله عليه وسلم، وقيل: كان يتغطى بها، وقيل: أن عبد الرحمن بن الأسود نزل معهم، وكذلك عبد الرحمن بن عوف، وأطبق أسامة على قبره صلى الله عليه وسلم سبع لبنات نصبن نصبا
(1)
.
/ولما دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاءت فاطمة رضي الله عنها، فوقفت على قبره، وأخذت قبضة من تراب القبر الشريف، فوضعته على عينها وبكت، وأنشأت تقول:
ماذا على من شم تربة أحمد
…
أن لا يشم مدى الزمان غواليا
صبت عليّ مصائب لو أنها
…
صبت على الأيام عدن لياليا
(2)
وتوفيت بعده صلى الله عليه وسلم بستة أشهر، قاله: جعفر بن محمد، وقيل: ثمانية أشهر، وقيل: ثلاثة أشهر، وقيل: سبعون يوما
(3)
، وكان صلى الله عليه وسلم أخبرها:
(1)
انظر: ابن هشام: السيرة 2/ 664، ابن سعد: الطبقات 2/ 299 - 300، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 213 - 214، البيهقي: الدلائل 260،7/ 253.
(2)
الخبر والشعر كذا ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 387، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 203).
(3)
الراجح في خبر وفاة فاطمة رضي الله عنها ما رواه جعفر بن محمد.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1898، البيهقي: الدلائل 6/ 365، ابن النجار: الدرة 2/ 387، النهرواني: تاريخ المدينة (ق 203).
(1)
، فكان كذلك.
وقبض صلى الله عليه وسلم عن مائة ألف وأربعة وعشرين ألفا من الصحابة، رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، قاله أبو موسى، وقال أيضا: شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع أربعون ألفا من الصحابة، ممن روي عنه، وسمع منه، وشهد معه تبوك سبعون ألفا
(2)
.
قال القرطبي: المعروف من طريقة أهل الحديث أن كل مسلم رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو من الصحابة، وكذلك قال البخاري
(3)
.
وعن سعيد بن المسيب: أنه كان لا يعد الصحابي إلا من أقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة أو سنتين، وغزا معه غزوة أو غزوتين
(4)
.
والتابعي: من صحب الصحابي
(5)
، وقد قيل: اسم التابعين ينطلق على من أسلم بعد الحديبية
(6)
، كخالد بن الوليد وعمرو بن العاص - وهو أحد رسل النبي صلى الله عليه وسلم ورسله صلى الله عليه وسلم إحدى عشر، كما سيأتي في آخر الفصل - ومن دانى خالد بن الوليد وعمرو بن العاص من مسلمة الفتح، لما ثبت أن
(1)
جزء من حديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عائشة برقم (3716،3715) 4/ 252، ومسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب فضل فاطمة بنت النبي عن عائشة برقم (99،97) 4/ 1904، وأحمد في المسند 6/ 282 عن عائشة، والترمذي في سننه برقم (3872) 5/ 657 عن عائشة.
(2)
قول أبي موسى الأشعري كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 233، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 203).
(3)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 101.
(4)
كذا ورد عند ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 101 وقال: «وعموم العلماء على خلاف قول ابن المسيب، ويعدون الصحابي من كان صاحبا في مجالسة أو مماشاة ولو ساعة» .
(5)
انظر: الحاكم: معرفة علوم الحديث ص 42.
(6)
ذكرهم الحاكم في معرفة علوم الحديث ص 24 تحت اسم الطبقة العاشرة.
عبد الرحمن بن عوف شكى إلى النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخالد:«دعوا إليّ أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم كل يوم مثل أحد ذهبا ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه»
(1)
.
ومن العجب عدّ الحاكم أبا عبد الله النعمان وسويداء ابني مقرن المزني في التابعين، عندما ذكر الإخوة من التابعين، وهما صحابيان شهدا الخندق
(2)
.
وأول طبقات الصحابة: «قوم أسلموا بمكة مثل أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم.
*الطبقة الثانية: أصحاب دار الندوة.
*الطبقة الثالثة: المهاجرة إلى الحبشة.
*الطبقة الرابعة: أصحاب العقبة.
*الطبقة الخامسة: أصحاب العقبة الثانية.
*الطبقة السادسة: أول المهاجرين الذين وصلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقباء قبل أن يدخل المدينة.
*الطبقة السابعة: أهل بدر.
*الطبقة الثامنة: الذين هاجروا بين بدر والحديبية.
(1)
جزء من حديث أخرجه الإمام أحمد في المسند 3/ 54 عن أبي سعيد بنحوه، وذكره القرطبي في الجامع 16/ 297.
(2)
ذكر الحاكم في المستدرك 3/ 292 - 295 النعمان بن عمرو بن مقرن المزني، وكان هو وستة أخوة له - من بينهم سويد - شهدوا الخندق، فلم يشر الحاكم أنهما كانا من التابعين. وعندما تحدث الحاكم عن طبقات التابعين في كتابه معرفة علوم الحديث ص 41 لم يذكرهما من قريب أو بعيد.
*الطبقة التاسعة: أهل بيعة الرضوان.
*/الطبقة العاشرة: المهاجرة بين الحديبية والفتح.
*الطبقة الحادي عشرة: الذين أسلموا يوم الفتح.
*الطبقة الثانية عشرة: صبيان وأطفال رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وفي حجة الوداع، وعدادهم في الصحابة منهم: السائب بن يزيد، وعبد الله بن ثعلبة، وأبو الطفيل، وأبو جحيفة
(1)
.
وانقرض عصر الصحابة فيما بين تسعين إلى مائة. قاله إبراهيم الفيروزآبادي.
وأفضل التابعين: الفقهاء السبعة - المتقدم ذكرهم
(2)
- وعلقمة الأسود، وقيس، وأبو عثمان، ومسروق - وكان قد سرق فسمي مسروقا - وسيد التابعين من النساء: حفصة بنت سيرين، وعمرة بنت عبد الرحمن، وأم الدرداء
(3)
.
وعن الحاكم قال
(4)
: «طبقة تعد في التابعين، ولم يصح سماع أحد منهم من الصحابة، منهم: إبراهيم بن سويد النخعي - وليس بإبراهيم بن يزيد النخعي الفقيه - وبكير بن أبي السمط، وبكير بن عبد الله الأشج،
(1)
كذا ورد عند الحاكم في معرفة علوم الحديث ص 22 - 24 حيث أشار إلى طبقات الصحابة بقوله: «النوع السابع من معرفة أنواع الحديث: معرفة الصحابة على مراتبهم» .
ثم أورد طبقاتهم الإثنى عشر. وأضاف في قوله عن أبي الطفيل وأبي جحيفة: «فإنهما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم في الطواف وعند زمزم، وقد صحت الرواية عن رسول الله أنه قال: لا هجرة بعد الفتح وإنما هو جهاد ونية» .
(2)
تقدم ذكرهم في الفصل الأول من الباب الرابع.
(3)
انظر: الحاكم: معرفة علوم ص 42.
(4)
قول الحاكم ورد في معرفة علوم الحديث ص 45.
قال
(1)
: وطبقة عدادهم عند الناس في أتباع التابعين، وقد لقوا الصحابة منهم: أبو الزناد عبد الله بن ذكوان لقي عبد الله بن عمر، وأنسا، وهشام بن عروة وقد أدخل على عبد الله بن عمر، وجابر بن عبد الله وموسى بن عقبة وقد أدرك أنس بن مالك، وأم خالد بنت خالد بن سعيد»
(2)
.
وفي الصحابة طبقة تسمى بالمخضرمين
(3)
: وهم الذين أدركوا الجاهلية وحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسلموا ولا صحبة لهم وهم: أبو رجاء العطاردي، وأبو وائل الأسدي، وسويد، وأبو عثمان النهدي وغيرهم
(4)
.
قال الحاكم
(5)
: «قرأت بخط مسلم بن الحجاج ذكر من أدرك الجاهلية ولم يلق النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن صحب الصحابة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، منهم: أبو عمرو الشيباني سعد بن إياس، وسويد بن غفلة الكندي، وشريح بن هانيء الحارثي، ويسير بن عمرو، وعمرو بن ميمون الأودي، والأسود بن يزيد النخعي، والأسود بن هلال المحاربي، والمعرور بن سويد، وعبد خير بن يزيد الخيواني، وشبيل بن عوف، ومسعود بن حراش، ومالك بن عمير، وأبو عثمان النهدي، وأبو رجاء العطاردي، وغنيم بن قيس، وأبو رافع الصائغ،
(1)
أي الحاكم أبو عبد الله في كتابه معرفة علوم الحديث ص 45 - 46.
(2)
خطأ من الحاكم أن عدّ «أم خالد بنت خالد» في عداد التابعين، لأنها صحابية رأت النبي صلى الله عليه وسلم، وألبسها بيده الكريمتين الخميصة السوداء وهي أمة بنت خالد، مشهورة بكنيتها، ولدت بأرض الحبشة، وتزوجها الزبير بن العوام.
انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 234 - 235، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1790.
(3)
المخضرم: اشتقاق من أهل الجاهلية كانوا يخضرمون آذان الإبل أي يقطعونها، لتكون علامة لإسلامهم إن أغير عليها أو حوربوا.
انظر: الحاكم: معرفة علوم الحديث ص 45.
(4)
كذا ورد عند الحاكم في معرفة علوم الحديث ص 44.
(5)
قول الحاكم ورد في معرفة علوم الحديث ص 44 - 45.
وأبو الحلال العتكي، وخالد بن عمير العدوي، وثمامة بن حزن القشيري، وجبير بن نفير الحضرمي»
(1)
.
«وآخر من مات بمكة من الصحابة: عبد الله بن أبي أوفى سنة ثمانين، وآخر/من مات بالمدينة من الصحابة: سهل بن سعد الساعدي سنة إحدى وتسعين [وقيل: ثلاث وتسعين]
(2)
وقيل: ست وتسعين، وقيل: ثمان وتسعين. وآخر من مات بالشام: عبد الله بن بشر سنة ثمان وثمانين، وآخر من مات بالبصرة: أنس بن مالك سنة إحدى وتسعين وقيل: ثلاث وتسعين، وآخر من بقي بالكوفة: أبو جحيفة، وآخر من بقي بمصر: عبد الله بن الحارث بن جزء. حكاه الواقدي
(3)
.
وقال ابن الجوزي
(4)
وعن عبد الله بن بريدة
(5)
، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من
(1)
وأضاف الحاكم في معرفة علوم الحديث ص 45: «فبلغ عدد من ذكرهم مسلم رحمه الله من المخضرمين عشرين رجلا» .
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
حكاه الحاكم في معرفة علوم الحديث ص 43.
(4)
قول ابن الجوزي ورد في المدهش ص 44 وفي تلقيح فهوم ص 445.
(5)
عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي، أبو سهل المروزي، قاضي مرو، مات بها سنة 115 هـ.
انظر: ابن حجر: التهذيب 5/ 157.
أحد من أصحابي يموت بأرض إلا بعث قائدا وثورا لهم يوم القيامة
(1)
. انتهى.
ولما توفي صلى الله عليه وسلم، رثاه حسان بن ثابت رضي الله عنه، فقال
(2)
:
بطيبة رسم للنبي ومعهد
…
منير وقد تعفو الرسوم وتهمد
ولا تمتحي الآيات من دار حرمه
…
بها منبر الهادي الذي كان يصعد
وواضح آثار وباقي معالم
…
وربع له فيه مصلى ومسجد
بها حجرات كان ينزل وسطها
…
من الله نور يستضاء ويوقد
معارف لم تطمس على العهد أيها
…
أتاها البلى فالآي منها تجدد
عرفت بها رسم الرسول وعهده
…
وقبرا بها واراه في الترب ملحد
ظللت بها أبكي الرسول فاسعدت
…
عيون ومثلاها من الجفن تسعد
(1)
حديث ابن بريدة أخرجه الترمذي في سننه برقم (3865) 5/ 654 وقال أبو عيسى: «هذا حديث غريب، وروي هذا الحديث عن عبد الله بن مسلم عن ابن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل، وهو أصح» .
(2)
مرثية حسان لرسول الله صلى الله عليه وسلم وردت عند ابن هشام في السيرة 2/ 666 - 669، وفي ديوان حسان 1/ 455 - 457.
يذكرن آلاء الرسول وما أرى
…
لها محيصا نفسي فنفسي تبلد
مفجعة قد شفها فقد أحمد
…
فظلت لآلاء الرسول تعدد
وما بلغت من كل أمر عشيرة
…
ولكن لنفسي بعد ما قد توجد
أطالت وقوفا تذرف العين جهدها
…
على طلل القبر الذي فيه أحمد
فبوركت يا قبر النبي وبوركت
…
بلاد ثوى فيها الرشيد المسدد
وبورك لحد منك ضمن طيبا
…
عليه بناء من صفيح منضد
تهيل عليه الترب أيد وأعين
…
عليه وقد غارت بذلك أسعد
لقد غيبوا علما وحلما ورحمة
…
عشية علّوه الثرى لا يوسد
/وراحوا بحزن ليس فيهم نبيهم
…
وقد وهنت من ظهور وأعضد
يبكون من تبكي السموات يومه
…
ومن قد بكته الأرض فالناس أكمد
وهل عدلت يوما رزيّة هالك
…
رزيّة يوم مات فيه محمد؟
تقطع فيه منزل الوحي عنهم
…
وقد كان ذا نور يغور وينجد
يدل على الرحمن من يقتدي به
…
وينقذ من هوال الخزايا ويرشد
امام لهم يهديهم الحق جاهدا
…
معلم صدق إن يطيعوه يسعدوا
عفو عن الزلات يقبل عذرهم
…
وإن يحسنوا فالله بالخير أجود
وان ناب أمر لم يقوموا بحمله
…
فمن عنده تيسير ما يتشدد
فبينا هم في نعمة الله بينهم
…
دليل به نهج الطريقة يقصد
عزيز عليه أن يجوروا عن الهدى
…
حريص على أن يستقيموا ويهتدوا
عطوف عليهم لا يثني جناحه
…
إلى كنف يحنو عليهم ويمهد
فبينا هم في ذلك النور إذ غدا
…
إلى نورهم سهم من الموت مقصد
فأصبح محمودا إلى الله راجعا
…
يبكيه حق المرسلات ويحمد
وأمست بلاد الحرم وحشا بقاعها
…
لغيبة ما كانت من الوحي تعهد
قفارا سوى معمورة اللحد ضافها
…
فقيد يبكيه بلاط وغرقد
ومسجده فالموحشات لفقده
…
خلاله فيها مقام ومقعد
وبالجمرة الكبرى له ثم أوحشت
…
ديار وعرصات وربع ومولد
فابكي رسول الله يا عين عبرة
…
ولا أعرفنك الدهر دمعك يجمد
وما لك لا تبكين ذا النعمة التي
…
على الناس فيها سابغ يتغمد
فجودي عليه بالدموع وأعولي
…
لفقد الذي لا مثله الدهر يوجد
وما فقد الماضون مثل محمد
…
ولا مثله حتى القيامة يفقد
أعف وأوفي ذمة بعد ذمة
…
وأقرب منه نائلا لا ينكد
وأبذل منه للطريف وتالد
…
إذا ضن معطاء بما كان يتلد
وأكرم صيتا في البيوت إذا انتمى
…
وأكرم جدا أبطحيا يسوّد
وأمنع ذروات وأثبت في العلا
…
دعائم عز شاهقات تشيد
وأثبت فرعا في الفروع ومنبتا
…
وعودا غذاه المزن فالعود أغيد
رباه وليدا فاستتم تمامه
…
على أكرم الخيرات رب ممجدد
/تناهت وصاة المسلمين بكفه
…
فلا العلم محبوس ولا الرأي يفند
أقول ولا يلقى لما قلت عائب
…
من الناس إلا عازب العقل مبعد
وليس هواي نازعا عن ثنائه
…
لعلى به في جنة الخلد أخلد
مع المصطفى أرجو بذاك جواره
…
وفي نيل ذاك اليوم أسعى وأجهد
حسان هو: ابن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد بن عدي
ابن النجار بن ثعلبة بن عمرو الأنصاري الخزرجي، يكنى أبا عبد الرحمن، وأبا الحسام لمناطقته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
عاش ستين سنة في الجاهلية وستين في الإسلام، وكانت عذبة لسانه تجاوز أرنبة أنفه
(2)
.
وانتدب لهجو المشركين ثلاثة من الأنصار: حسان، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة
(3)
.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحسان: اهجهم فروح القدس معك - يعني جبريل
(4)
.
توفي بالمدينة سنة خمسين - قاله ابن الصلاح - وقيل: توفي قبل الأربعين، وقيل: سنة أربع وخمسين، ولم يختلف أنه عاش مائة وعشرين سنة
(5)
.
والآن نورد ما ذكرنا من:
(1)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 341، ابن الأثير: أسد الغابة 2/ 5، ابن حجر: الاصابة 2/ 63.
(2)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 351، ابن الأثير، أسد الغابة 2/ 7.
(3)
كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 344، وابن الأثير في أسد الغابة 2/ 6 وأضافا:«فكان حسان وكعب يعارضانهم بمثل قولهم في الوقائع والأيام والمآثم، ويذكران مثالبهم، وكان عبد الله بن رواحة يعيرهم بالكفر وعبادة ما لا يسمع ولا ينفع، فكان قوله يومئذ أهون القول عليهم، وكان قول حسان وكعب أشد القول عليهم، فلما أسلموا وفقهوا كان أشد القول عليهم قول عبد الله بن رواحة» .
(4)
رواه ابن عبد البر في الاستيعاب 34 1/ 5 من وجوه كثيرة عن أبي هريرة، وابن حجر في الاصابة 2/ 63 عن البراء.
(5)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 351، ابن الأثير: أسد الغابة 2/ 7، ابن حجر: الاصابة 2/ 64.
ذكر موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتبعهم برسله صلى الله عليه وسلم:
الموالي أحد وثلاثون على أصح الأقوال
(1)
:
الأول: أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي:
أمه أم أيمن - تقدم ذكرها
(2)
- وكان يقال له: حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم
(3)
.
توفي بوادي القرى، وقيل: بالجرف، وحمل إلى المدينة، سنة أربع - أو ثمان أو تسع - وخمسين
(4)
.
وفي الصحابة أسامات أربعة
(5)
: هذا، وأسامة بن أجدري، وأسامة بن شريك، وأسامة بن عمير.
وجميع من يأتي في الحديث اسمه أسامة بن زيد ستة
(6)
: هذا أحدهم وهو صحابي، الثاني: التنوخي روى عنه زيد بن العلم، الثالث: الليثي روى عن [نافع و]
(7)
الزهري، الرابع: الكلبي روى عن زهير بن معاوية، الخامس: الشيرازي روى عن [الفضل بن الحباب، السادس: أسامة بن زيد مولى لعمر بن الخطاب روى]
(8)
عن أبيه.
(1)
انظر: ابن الجوزي: المدهش ص 42، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 140.
(2)
تقدم ذكرها في الفصل السادس من الباب الثامن.
(3)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 75، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 140.
(4)
كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 77 وقال: «وقيل بل توفى سنة 54 هـ وهو عندي أصح إن شاء الله تعالى» .
(5)
كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 78.
(6)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 55، وفي تلقيح فهوم ص 602.
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(8)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
وجميع ما روى أسامة مائة وثمانية وعشرون حديثا، أخرج له في الصحيحين تسعة عشر، المتفق [عليه]
(1)
منها خمسة عشر، وانفرد البخاري بحديثين ومسلم بحديثين
(2)
.
الثاني: شقران:
واسمه: صالح بن عدي، وقيل: يعيش
(3)
، ورثه صلى الله عليه وسلم من أبيه، وقيل:
اشتراه من عبد الرحمن بن عوف وأعتقه، وكان حبشيا
(4)
.
وقيل: إن عبد الرحمن وهبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم
(5)
، وقيل: أخذه من الفرس
(6)
. وهو آخر الموالي موتا.
الثالث: زيد بن حارثة بن شراحيل، أبو أسامة
(7)
:
وهبته خديجة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم، بعد أن تزوجها، وأعتقه
(8)
.
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 388.
(3)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 710، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 141، وذكر الطبري في تاريخه 3/ 170، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 478 أن اسمه صالح بن عدي وشقران لقب.
(4)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 710، السيوطي: رفع شأن الحبشان ص 290.
(5)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 170، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 709، السيوطي: رفع شأن الحبشان ص 290.
(6)
في قول من نسبه إلى الفرس أنه: صالح بن حول بن مهربوذ بن آذر، من دهاقين الري.
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 170.
(7)
راجع عمود نسبه كاملا عند ابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 542.
(8)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 248، ابن عبد البر: الاستيعاب 22/ 543، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 140.
وقيل: هو من سبي العرب، أعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل زيد ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى نزلت {اُدْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ}
(1)
.
وهو أول من أسلم من الموالي
(2)
، قتل في سرية مؤتة من أرض الشام
(3)
. وفي الصحابة أربعون زيدا
(4)
.
/
الرابع: ثوبان بجدد:
يكنى أبا عبد الله، كان له نسب في اليمن، وهو من سبي اليمن، اشتراه صلى الله عليه وسلم، وأعتقه
(5)
.
وقيل: يقال له ثوبان بحدر، وقيل: ابن جحدر
(6)
.
أصله من اليمن، وقيل: من النمر، وقيل: من حمير، وقيل: من سراة بين اليمن ومكة
(7)
.
(1)
سورة الأحزاب آية (5).
فلما نزلت هذه الآية الكريمة قال زيد: أنا زيد بن حارثة.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 248، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 543.
(2)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 247، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 546، ابن حجر: الاصابة 2/ 600.
(3)
وذلك في جمادى الأولى سنة ثمان.
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 46، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 36.
(4)
راجع جريدة أسماء من اسمه زيد من الصحابة رضوان الله عليهم عند ابن الأثير في أسد الغابة 2/ 276 - 302.
(5)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 218، ابن الأثير: أسد الغابة 1/ 296، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 140.
(6)
انظر: ابن الأثير: أسد الغابة 1/ 296.
(7)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 218، ابن الأثير: أسد الغابة 1/ 296.
مات سنة أربع وخمسين بحمص
(1)
. وفي الصحابة ثوبان ثلاثة أنفس
(2)
.
جملة ما روي مائة وثمانية وعشرون حديثا، انفرد بالإخراج عنه مسلم، فأخرج له عشرة أحاديث، وقيل: إنه روى مائة وسبعة وستين حديثا
(3)
.
الخامس: أبو كبشة:
من مولدي مكة، وقيل: من مولدي أرض دوس. اسمه: سليم، ابتاعه صلى الله عليه وسلم فأعتقه
(4)
، وتوفي في أول يوم استخلف فيه عمر رضي الله عنه
(5)
.
السادس: أنيسه:
من مولدي السراة، اشتراه صلى الله عليه وسلم وأعتقه
(6)
.
السابع: رباح الأسود:
نوبي، اشتراه صلى الله عليه وسلم من وفد عبد القيس وأعتقه
(7)
.
كان بواب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين آلى على نسائه أن لا يدخل عليهن شهرا
(8)
.
(1)
خرج إلى الشام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل الرملة، ثم انتقل إلى حمص فمات بها.
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 170، ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 218.
(2)
وهم: ثوبان - المذكور هنا - وثوبان بن سعد أبو الحكم، وثوبان أبو عبد الرحمن الأنصاري.
انظر: ابن الأثير: أسد الغابة 1/ 296 - 298.
(3)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 389،365.
(4)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 171، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1738، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 140.
(5)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 171، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1738.
(6)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 36، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 141.
(7)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 487، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 141.
(8)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 171، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 487، ابن الأثير: أسد الغابة 2/ 201.
الثامن: يسار:
نوبي، أصابه صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته
(1)
.
وهو الذي قتله العرنيون واستاقوا اللقاح، ودفن بالمدينة
(2)
. قيل: ليس في كلام العرب اسم في أوله ياء مكسورة إلا قولهم: يسار لليد، ويسار أيضا بالكسر والفتح
(3)
.
التاسع: أبو رافع:
اسمه أسلم، وقيل: إبراهيم، وقيل: هرمز، وقيل: ثابت، وقيل:
يزيد
(4)
.
كان قبطيا للعباس، فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلم، فأعتقه حين بشره بإسلام عمه العباس رضي الله عنه، وقيل: كان لسعيد بن العاص
(5)
.
(1)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 172، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1580، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 141.
(2)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 172، ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 36.
والعرنيون: هم الذين قدموا المدينة في شوال سنة ست، فأسلموا، وبعث بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى لقاحه بذي جدر - ناحية من قباء - لكي يشربوا من ألبانها، فعدوا على اللقاح فاستاقوها وقتلوا الراعي يسار، وكانوا ثمانية فأمر الرسول بالقبض عليهم فقطعت أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم.
انظر: ابن هشام: السيرة 2/ 640، ابن سعد: الطبقات 2/ 93، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 644.
(3)
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «يسر» .
(4)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 170، ابن الجوزي: المنتظم 5/ 104.
(5)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 170، ابن الجوزي: المنتظم 5/ 104 ورد ابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 84 على قول «أنه كان لسعيد بن العاص» بقوله: «وهذا اضطراب كثير في ملك سعيد له وولاء بنيه له، ولا يثبت من جهة النقل، وما روي أنه كان للعباس فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلم أولى وأصح» .
زوجه صلى الله عليه وسلم سلمى مولاته
(1)
. توفي سنة خمس وثلاثين
(2)
. جملة ما روى ثمانية وستون حديثا
(3)
.
العاشر: أبو مويهبة:
من مولدي مزينة، اشتراه صلى الله عليه وسلم وأعتقه، وله رواية عنه
(4)
.
[الحادي عشر: فضالة:
نزل الشام، ومات بها
(5)
.]
(6)
الثاني عشر: رافع:
كان مولى لسعيد بن العاص، فورثه ولده، فأعتقه بعضهم وتمسك بعضهم، فجاء رافع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعينه، فوهب له، وكان يقول:
أنا مولى النبي صلى الله عليه وسلم
(7)
. وفي الصحابة عشرون رافعا
(8)
.
(1)
كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 84 وقال: «فولدت له عبيد الله بن أبي رافع» .
(2)
اختلفوا في سنة وفاته، فقيل قبل مقتل عثمان، وأرخ ابن الجوزي وفاته سنة 35 هـ.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 85، ابن الجوزي: المنتظم 5/ 104.
(3)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 365.
(4)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 171، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1764 ورواية أبي مويهبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في استغفار رسول الله لأهل البقيع كما ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1765.
(5)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 171، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1264، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 142.
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(7)
كذا ورد عند محب الطبري في خلاصة سير ص 142.
(8)
أحصاهم ابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 479 ستة عشر، وأحصاهم ابن حجر في الإصابة 2/ 435 سبع وعشرون.
الثالث عشر: مدعم:
أسود، وهبه له رفاعة بن زيد الجذامي، قتل بوادي القرى
(1)
.
الرابع عشر: كركرة:
كان نوبيا، أهداه له هوذة بن علي الحنفي. فأعتقه
(2)
.
الخامس عشر: زيد بن نولا:
جد هلال بن يسار
(3)
.
السادس عشر: عبيد
(4)
.
السابع عشر: طهمان
(5)
.
الثامن عشر: مابور القبطي:
أهداه له المقوقس
(6)
.
التاسع عشر: واقد
(7)
.
(1)
أتاه سهم غرب، فقتل يوم خيبر.
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 172، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1468.
(2)
انظر: محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 142.
(3)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 35، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 143.
(4)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 40، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 143.
(5)
ويقال له: ذكوان، ومهران.
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 40،35، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 143.
(6)
كان المقوقس - حاكم مصر والاسكندرية - بعث بهذا الخصي مع الجاريتين - مارية وسيرين - اللتين أهداهما لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ليوصلهما إليه ويحفظهما من الطريق حتى تصلا إليه.
انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 212، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 172، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 143.
(7)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 40.
العشرون: أبو واقد الليثي:
واسمه الحارث بن عوف، مات بمكة سنة ثمان وستين
(1)
. وليس في الصحابة أبو واقد إلا هذا/وآخر لا غير
(2)
.
الحادي والعشرون: هشام
(3)
.
الثاني والعشرون أبو ضميرة:
كان مما أفاء الله على رسوله، فأعتقه
(4)
.
الثالث والعشرون: حنين
(5)
.
الرابع والعشرون: عسيب:
واسمه أحمر، وعسيب كنيته
(6)
.
الخامس والعشرون: أبو عبيد
(7)
.
السادس والعشرون: سفينة:
واسمه عمير، وقيل: مهران، وقيل: سبية، وقيل: رباح
(8)
. كان
(1)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1774، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 143.
(2)
أورد ابن حجر في الاصابة 7/ 457 من اسمه «أبو واقد ثلاثة» : الأول الليثي، الثاني أبو واقد النميري، والثالث أبو واقد يقال أنه شهد بدرا.
(3)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 40،36، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 143.
(4)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 172، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1695، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 143.
(5)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 40، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 144.
(6)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 40،34، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 143.
(7)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 36، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 143.
(8)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 171، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 684، محب الدين الطبري ص 144.
لأم سلمة، فأعتقته وشرطت عليه أن يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، توفي في ولاية الحجاج
(1)
، وجملة ما روى أربعة عشر حديثا، انفرد بالإخراج عنه مسلم فأخرج له حديثا واحدا
(2)
.
السابع والعشرون: أبو هند:
ابتاعه صلى الله عليه وسلم عند منصرفه من الحديبية وأعتقه صلى الله عليه وسلم
(3)
.
الثامن والعشرون: أنجشه
(4)
.
التاسع والعشرون: أنسة:
كان حبشيا، أعتقه صلى الله عليه وسلم بالمدينة
(5)
.
الثلاثون: أبو لبابة:
كان لبعض عمات النبي صلى الله عليه وسلم، فوهبته له فأعتقه
(6)
.
الحادي واللاثون: رويفع:
سباه صلى الله عليه وسلم من هوازن وأعتقه
(7)
.
قال محب الطبري
(8)
(1)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 171، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 684 - 685.
(2)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 393،368.
(3)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 37، محب الدين الطبري: خلاصة سير 144.
(4)
كان حاديا للجمال.
انظر: محب الدين الطبري: خلاصة سير 145.
(5)
كان من مولدي السراة، مات في ولاية أبي بكر الصديق.
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 48، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 145.
(6)
انظر: محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 145.
(7)
انظر: محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 145.
(8)
قول محب الدين الطبري ورد في خلاصة سير ص 145.
وقال ابن الجوزي
(1)
: «أربعة وأربعون» فذكر:
سلمان الفارسي:
وقيل له: سلمان الخير وسلمان الخيل
(2)
، ولا يشكون أن عمره مائتان وخمسون سنة، وقيل: ثلثمائة وخمسين
(3)
. أدرك وصيّ عيسى عليه السلام
(4)
.
وكان أميرا على زهاء ثلاثين ألفا من المسلمين. اشتراه صلى الله عليه وسلم بثلثمائة نخلة وأربعين أوقية
(5)
.
أصله فارسي من رامهرمز
(6)
، من قرية بأصبهان يقال لها: جبي وتسمى اليوم جيان
(7)
.
(1)
قول ابن الجوزي ورد في تلقيح فهوم ص 39 - 40.
(2)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 634، ابن حجر: الاصابة 3/ 141.
(3)
انظر: ابن الأثير: أسد الغابة 2/ 421، ابن حجر: الاصابة 3/ 142.
(4)
انظر: ابن الأثير: أسد الغابة 2/ 421، ابن الجوزي: صفة الصفوة 1/ 555، ابن حجر: الاصابة 3/ 141.
(5)
كان عبدا لقوم من بني قريظة، فكاتبهم، فأدى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابته، وعتق وهو إلى بني هاشم.
انظر: البيهقي: الدلائل 2/ 82 - 97، ابن الجوزي: صفة الصفوة 1/ 532، ابن الأثير: أسد الغابة 2/ 419.
(6)
رامهرمز: كلمة فارسية مركبة من «رام» ومعناها المراد، و «هرمز» أحد الأكاسرة، وهي مدينة في خوزستان.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 17.
(7)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 171، ابن الجوزي: صفة الصفوة 1/ 523.
وجيان: بالفتح ثم التشديد، من قرى أصبهان.
انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 196.
توفي في مدائن سنة إثنتين وثلاثين، أو خمس وثلاثين، أو ست وثلاثين
(1)
.
مروياته ستون حديثا
(2)
. وفي الصحابة ستة أسمهم سلمان
(3)
.
يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سلمان منا أهل البيت»
(4)
.
وأفلح:
وكان يقال له: مولى أم سلمة، وهو الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ترب وجهك»
(5)
.
وأكيدر هو: ابن عبد الملك الكندي، صاحب دومة الجندل، وكان أكيدر نصرانيا وأسلم
(6)
.
(1)
توفي في آخر خلافة عثمان سنة 35 هـ وهو الأكثر.
انظر: ابن سعد: الطبقات 6/ 17، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 638، ابن الجوزي: صفة الصفوة 1/ 555.
(2)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 365.
(3)
وهم: سلمان بن خالد الخزاعي، وسلمان بن ربيعة الباهلي، وسلمان بن صخر البياضي، وسلمان بن عامر الضبي، وسلمان الفارسي.
انظر: ابن الأثير: أسد الغابة 2/ 415.
(4)
انظر: ابن الجوزي: صفة الصفوة 1/ 535، ابن الأثير: أسد الغابة 2/ 421 ابن حجر: الاصابة 1/ 101.
(5)
روى ابن حجر بإسناد له عن أبي صالح عن أم سلمة قالت: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما لنا يقال أفلح إذا سجد نفخ فقال: يا أفلح ترب وجهك. قال: غريب.
انظر: ابن حجر: الاصابة 1/ 101.
(6)
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، خالد بن الوليد في سرية إلى أكيدر صاحب دومة الجندل في رجب سنة تسع، فأسره خالد وقدم به على رسول الله، فأهدى له هدية وصالحه على الجزية.
انظر: ابن هشام: السيرة 2/ 526، ابن سعد: الطبقات 2/ 166، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 108.
وأيمن ابن أم أيمن
(1)
، وأبو ضميرة آخر غير المذكور الأول
(2)
.
وأبو رافع أيضا غير المذكور الأول
(3)
.
وأبو أثيلة
(4)
، وأبو الحمراء
(5)
، وسابق
(6)
، ونفيع:
وهو أبو بكرة بن الحارث، أمه سمية، وهو أخو زياد لأمه
(7)
، فلما حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، الطائف نادى مناديه:«أي عبد نزل إلينا من الحصن فهو حر» فتدلى أبو بكرة في بكرة
(8)
. توفي سنة إحدى وخمسين
(9)
.
وعبيد الله بن أسلم
(10)
، وأبو لقيط
(11)
، وذكوان
(12)
، وسالم
(13)
، وسليم
(14)
، وسعد:
روى عن سعد أبو عثمان النهدي
(15)
.
(1)
وهو: أيمن بن عبيد الحبشي، كان ممن بقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 128، ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 34.
(2)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 36.
(3)
أبو رافع ولد البهي بن أبي رافع، وقيل هو رافع ويكنى أبا البهي.
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 36.
(4)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 36.
(5)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 36.
(6)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 36.
(7)
سمية مولاة الحارث بن كلدة الثقفي، كان يطؤها بملك اليمين، فولدت له نفيع، فانتفى منه لكونه أسود، فنسب أبو بكرة إلى مسروح غلام الحارث الثقفي، ثم وهبها لزوجته، فزوجتها عبدا روميا فولدت زيادا. ومن هنا كان أبو بكرة أخ لزياد من أمه.
انظر: البلاذري: أنساب الأشراف 1/ 489، ابن قتيبة: المعارف ص 288، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 523.
(8)
انظر: الواقدي: المغازي 3/ 931، ابن سعد: الطبقات 2/ 158، ابن سيد الناس: عيون الأثر 2/ 201.
(9)
مات بالبصرة سنة 51 هـ، وقيل سنة 52 هـ.
انظر: خليفة: تاريخ خليفة 1/ 206، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1531.
(10)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 35.
(11)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 35.
(12)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 35.
(13)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 35.
(14)
سليم ويكنى أبا كبشة الدوسي، مات في اليوم الذي استخلف فيه عمر.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 648، ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 35.
(15)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 612، ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 40.
وكيسان
(1)
، ونبيه
(2)
، ووردان
(3)
، والفاكه بن سعد:
ويكنى أبو عقبة، من فارس، والصحيح أنه من موالي الأنصار
(4)
.
وموالياته صلى الله عليه وسلم سبع
، وقيل: أحد عشر
(5)
.
الأولى/سلمى أم رافع
(6)
.
الثانية بركة أم أيمن:
ورثها عن أبيه، وكانت حاضنته، وهي [أم أسامة بن زيد
(7)
، واسمها من الأسماء المشتركة فيها الرجال والنساء، فمن النساء: بركة]
(8)
أم عطاء بن أبي رباح، ومن الرجال: بركة بن الوليد روى عن ابن عباس، وبركة بن نشيط روى عن عثمان بن أبي شيبة، وكذلك أسماء بنت عميس، وأسماء بن حارثة
(9)
. وكذلك بريدة اسم امرأة في الصحابيات وليس في الصحابة غيرها، وبريدة بن الحصيب ليس في الصحابة غيره
(10)
.
وكذلك جويرية بن مسهر روى عن عليّ رضي الله عنه، وجويرية بن بشير
(1)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 40،36.
(2)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 40،36.
(3)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 40،36.
(4)
كذا ورد عند ابن حجر في الاصابة 5/ 351 وقال في نسبه: «الأوسي الخطمي، شهد صفين مع علي وقتل بها» ولم يذكر أنه من موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(5)
أحصاهن محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 145 فبلغ عددهن سبع، وعند ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 37 أحد عشر.
(6)
وهي امرأة أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم بنيه، وكانت قابلة لخديجة ومارية القبطية وفاطمة بنت رسول الله، وشهدت خيبر مع رسول الله.
انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 227، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1862.
(7)
انظر: محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 145.
(8)
إضافة تقتضيها الضرورة من المدهش ص 49، وتلقيح فهوم ص 489.
(9)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 49، وفي تلقيح فهوم ص 489.
(10)
كذا ورد عند ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 490، وفي المدهش ص 49.
روى عن الحسن، وجويرية بن أسماء روى عن نافع، ومن [النساء:]
(1)
جويرية أم المؤمنين رضي الله عنها، وجويرية بنت أبي جهل أسلمت وبايعت
(2)
.
وكذلك الرباب بنت البراء، والرباب بنت حارثة، والرباب بنت كعب أم حذيفة، والرباب بنت النعمان عمة سعد بن معاذ كلهم صحابيات مبايعات، وهنا تابعي يقال له: رباب سمع من ابن عباس رضي الله عنه
(3)
.
وعلية بن يزيد صحابي، وعلية بنت المهدي. وعصيمة حليف الأنصار من بني أسد، وعصيمة حليف لهم من أشجع، وعصيمة بنت حبار، وعصيمة بنت أبي الأقلح مبايعتان
(4)
.
وهند بنت حارثة، وهند بن أبي هالة صحابيان، وهند أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها ومعها خمسة عشر من الصحابيات اسمهن هند
(5)
.
قال ابن الجوزي
(6)
: «وأبلغ من هذا أن يتساوى اسم الرجل والمرأة واسم أبيهما مثل: أمية بن [أبي]
(7)
الصلت روى حديثه ابن إسحاق، [وأمية بنت أبي الصلت]
(8)
، وأمية بن عبد الله حدث عن ابن عمر، وأمية بنت عبد الله تروي عن عائشة، وعمارة بن حمزة من ولد عكرمة، وعمارة بنت حمزة، وقيل:
هي أمامة وهي التي اختصم فيها: علي وجعفر وزيد، وفضالة بن الفضل حدث عن أبي بكر بن عياش، وفضالة بنت الفضل روى عنها عبد الرحمن بن
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 49، وفي تلقيح فهوم ص 490.
(3)
كذا ورد عند ابن الجوزي عند ابن الجوزي في المدهش ص 49، وفي تلقيح فهوم ص 491.
(4)
كذا ورد عند ابن الجوزي عند ابن الجوزي في المدهش ص 49، وفي تلقيح فهوم ص 491.
(5)
أحصاهن ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1920 - 1923 سبع، وابن الأثير في أسد الغابة 7/ 288 - 295 سبع عشر، وابن حجر في الاصابة 8/ 148 - 159 ثمان وعشرون.
(6)
قول ابن الجوزي ورد في المدهش ص 48 - 50، وفي تلقيح فهوم ص 488 - 492.
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(8)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
جبلة، وهند بن المهلب روى عنه أبو [همام محمد بن]
(1)
الزبرقان، وهند بنت المهلب بن [أبي صفرة وكانت امرأة]
(2)
الحجاج بن يوسف حدثت عن أبيها، هبة الله بن أحمد شيخ متأخر روى عن المخلص، وهبة الله بنت أحمد حدثت عن أحمد بن محمود القاضي ومن هذا ما يتشابه في الخط ويتباين في اللفظ مع تساوي النسب مثل: بسرة بنت صفوان صحابية، وبسرة بن صفوان بن جميل الدمشقي حدث عن إبراهيم بن سعد وروى عنه البخاري، وجمرة بن عبد الله - جماعة، وجمرة بنت عبد الله لها صحبة، وحنتمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة الكوفي روى عن ابن عمر، وحنتمة بنت عبد الرحمن المخزومي أخت أبي بكر بن عبد الرحمن الفقيه.
ومما يقع فيه الإشكال فيظن أنه سقط منه حرف: إسحاق بن الأزرق، وإسحاق الأزرق فالأول: مصري يقال له إسحاق بن الأزرق الحمراوي روى عن الليث بن سعد والثاني: أبو محمد إسحاق بن يوسف الواسطي الأزرق، يروي عن الثوري والأعمش، وعياش بن الأزرق [وعباس الأزرق]
(3)
فالأول: بالشين المعجمة ويكنى أبا النجم، روى عنه جعفر الفرياني، والثاني بصري بالسين المهملة/روي عن جعفر الفرياني روى عنه عبد الصمد بن عبد الوهاب»
(4)
.
الثالثة من مواليه صلى الله عليه وسلم: مارية القبطية
(5)
.
(1)
سقط من الأصل والاضافة من المدهش ص 48 وتلقيح فهوم ص 488 فقد نقل المؤلف عن ابن الجوزي.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من المدهش ص 48 وتلقيح فهوم ص 488 فقد نقل المؤلف عن ابن الجوزي.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط) والمدهش.
(4)
تداخل في المتن وما أثبتناه من المدهش فقد نقل المصنف عن ابن الجوزي.
(5)
وهي مارية بنت شمعون القبطية، أهداها المقوقس صاحب مصر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي أم ولده إبراهيم ت 16 هـ ودفنت بالبقيع.
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 7، ابن سعد: الطبقات 8/ 212، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1912.
الرابعة: ريحانة بنت عمرو القريظية:
اصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، من سبي بني قريظة
(1)
.
الخامسة: ميمونة بنت سعيد
(2)
.
السادسة: حضرة
(3)
.
السابعة: رضوى
(4)
.
هذا ما ذكره محب الطبري
(5)
. ومن قال أنهن إحدى عشر، زاد فيهم:
أميمة، وميمونة بنت أبي عسيب، وأم ضميرة، وأم عياش رضي الله عنهن
(6)
.
وأما ذكر رسله صلى الله عليه وسلم
فهم أحدى عشر:
الأول: حاطب بن أبي بلتعة عمرو بن عمير بن سلمة اللخمي:
بعثه إلى المقوقس، ملك مصر والإسكندرية، فقال خيرا ولم يسلم، وأهدى للنبي صلى الله عليه وسلم مارية، وأختها سيرين، وبغلته الشهباء المسماة: بالدلدل، مات سنة ثلاثين
(7)
.
(1)
ريحانة بنت زيد بن عمرو من بني النضير، كانت متزوجة رجلا من بني قريظة يقال له الحكم، فنسبها بعض الرواة إلى بني قريظة، فلما وقع السبي على بني قريظة سباها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعتقها وتزوجها، وماتت عنده مرجعه من حجة الوداع، فدفنها بالبقيع.
انظر: ابن هشام: السيرة 2/ 245، ابن سعد: الطبقات 8/ 129 - 130، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1846.
(2)
انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 305، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1918، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 146.
(3)
انظر: محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 146.
(4)
انظر: محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 146.
(5)
ذكره محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 145 - 146.
(6)
ذكر ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 37 - 38 أن مواليه أحد عشر.
(7)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 152،151، وابن حديدة في المصباح المضي 215،211،1/ 203.
الثاني: شجاع بن وهب الأسدي:
بعثه إلى الحارث بن أبي شمر الغساني، ملك البلقاء، فرمى بالكتاب، وقال: أنا سائر إليه وعزم على ذلك، فمنعه قيصر
(1)
.
الثالث: دحية بن خليفة الكلبي:
بعثه إلى قيصر، ملك الروم، فهم بالإسلام، ولم توافقه الروم، فخافهم على ملكه، فأمسك
(2)
.
الرابع: سليط بن عمرو العامري:
بعثه إلى اليمامة إلى هوذة بن علي الحنفي، فأكرمه ولم يسلم
(3)
.
الخامس: عبد الله بن حذافة السهمي:
بعثه إلى كسرى، ملك فارس، فمزق كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكتب في الوقت إلى عامل له باليمن يسمى باذان، أن احمل إليّ هذا الذي يذكر أنه نبي، فبعث إليه فيروز الديلمي مع جماعة من أصحابه، وبعث معه كتابا يكتب فيه ما كتب به كسرى، فأتى فيروز إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال له: إن ربي - يعني كسرى - أمرني أن أحملك إليه، فاستنظره ليلة، فلما كان من الغد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبرني ربي أنه قتل ربك البارحة - سلط عليه ابنه شيرويه على سبع ساعات من الليل - فأمسك ريثما يأتيك الخبر، فعاد فيروز إلى باذان، وأخبره بذلك، ثم ورد الخبر بذلك فأسلم باذان وفيروز ومن معهما من الأبناء
(4)
.
(1)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 152،151، وابن حديدة في المصباح المضي 215،211،1/ 203.
(2)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 152،151، وابن حديدة في المصباح المضي 215،211،1/ 203.
(3)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 152، وابن حديدة في المصباح المضي 1/ 214.
(4)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 96 - 97، وذكره البيهقي في الدلائل 4/ 390 - 391 عن ابن شهاب عن أبي سلمة، ومحب الدين الطبري في خلاصة سير 151.
يروى أن كسرى بينما هو في بيت إيوانه الذي [لا]
(1)
يدخل عليه فيه أحد، فلم يرعه إلا وملك قائم على رأسه وبيده عصا فقال له: أتسلم أو أكسر هذه العصا! فقال: بهل بهل، فانصرف عنه فتغيظ على حجابه، حتى إذا كان العام القابل أتاه في تلك الساعة، فقال له كأول مرة، فأجابه بمثله ذلك، فخرج عنه فتغيظ كسرى على حجابه، فلما كان العام الثالث أتاه في مثل تلك الساعة فقال له: أتسلم أو أكسر هذه العصا؟ فقال: بهل بهل، فكسرها، ثم خرج فلم يكن إلا تهور ملكه،/وقتله
(2)
.
كان في قصره اثنتا عشرة ألف جارية، منهن ثلاثة آلاف جارية للإستمتاع والباقي للغناء والخدمة وفي داره ثلاثة آلاف رجل يقومون بخدمته، وكان له ألف فيل إلا فيل ومن الخيل والبغال خمسون ألفا، وأمر أن يحصى ما اجتبى من خراج بلاده [في]
(3)
سنة ثمانية عشرة من ملكه [فكان ستمائة ألف ألف درهم وعدد على ابنه شيرويه بعد قبضه عليه أنه قال: أمرنا في سنة ثلاثين من ملكنا]
(4)
بإحصاء ما في بيوت المال سوى ما عزلنا ما لا بد منه فكان من الورق أربعمائة ألف بدرة يكون فيها ألف ألف ألف مثقال وستمائة ألف ألف مثقال
(5)
.
مات عبد الله بن حذافة بمصر في خلافة عثمان رضي الله عنه
(6)
.
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 162 - 163، وذكره البيهقي في الدلائل 4/ 391 - 392 عن ابن شهاب عن أبي سلمة، وابن الجوزي في المنتظم 2/ 362 - 363.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 185 - 186.
(6)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 890.
السادس: عمرو بن أمية الضمري:
أرسله إلى النجاشي فأسلم
(1)
. وذكر: أنه لا يزال يرى النور على قبره
(2)
.
السابع: عمرو بن العاص:
بعثه إلى ملكي عمان جيفر وعبد ابني الجلندي، فأسلما
(3)
.
الثامن: المهاجر من أبي أمية المخزومي:
بعثه إلى الحارث الحميري، أحد مقاولة اليمن
(4)
.
التاسع: العلاء بن الحضرمي:
بعثه إلى المنذر بن ساوي العبدي، ملك البحرين فأسلم
(5)
.
العاشر: أبو موسى الأشعري:
بعثه إلى اليمن، توفي سنة إثنتين وخمسين، وقيل: إثنتين وأربعين، وقيل: أربع وأربعين، وقيل: ثلاثا وستين
(6)
.
(1)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 151، وابن حديدة في المصباح المضي 1/ 231 - 232.
(2)
عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما مات النجاشي كنا نتحدث أنه لا يزال يرى على قبره نور. والحديث أخرجه أبو داود في سننه 3/ 16، والبيهقي في الدلائل 4/ 411.
(3)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 152، وابن حديدة في المصباح المضي 1/ 231.
(4)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 153، وابن حديدة في المصباح المضي 1/ 256.
(5)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 153، وابن حديدة في المصباح المضي 1/ 230.
(6)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 153، وابن حديدة في المصباح المضي 2/ 359 - 360.
جملة ما روي ثلثمائة وستون حديثا، منها في الصحيحين ثمانية وستون، المتفق عليه منها تسعة وأربعين، وانفرد البخاري بأربعة، ومسلم بخمسة
(1)
.
ولي أبو موسى لخمسة أئمة: للنبي صلى الله عليه وسلم وللخلفاء الأربعة
(2)
.
وكذلك روح بن حاتم عمل لخمسة من الأئمة: للسفاح، وللمنصور، وللهادي، وللمهدي، وللرشيد
(3)
.
ووجه رسول الله صلى الله عليه وسلم رسله في المحرم [سنة سبع]
(4)
وخرج ستة منهم في يوم واحد وأصبح كل رجل منهم يتكلم بلسان القوم الذين بعث إليهم
(5)
.
الحادي عشر: معاذ بن جبل:
بعثه صلى الله عليه وسلم مع أبي موسى الأشعري
(6)
.
جملة ما روى مائة وسبعة وخمسون حديثا
(7)
.
(1)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 395،364.
(2)
ولاه الرسول صلى الله عليه وسلم مخاليف اليمن، وولاه عمر البصرة إلى صدر من خلافة عثمان، فعزله عثمان عنها وولاه عثمان الكوفة إلى أن مات، وعزله علي بن أبي طالب عنها.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 980، ابن حديدة: المصباح المضي 1/ 224.
(3)
روح بن حاتم، أبو حاتم المهلبي، أحد الأجواد والأبطال، ولي ولايات جليلة للسفاح والمنصور وغيرهما، ولي السند ثم البصرة والمغرب بأمر من الرشيد سنة 171 هـ، ت 174 هـ ودفن بالقيروان.
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 8/ 235 - 239، الذهبي: سير أعلام 7/ 441، ابن العماد: شذرات الذهب 1/ 284.
(4)
إضافة للضرورة من طبقات ابن سعد 1/ 258.
(5)
انظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 258، ابن حديدة: المصباح المضي 1/ 194.
(6)
بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي موسى إلى اليمن، وذلك عند انصرافه من تبوك سنة 9 هـ، ت معاذ سنة 18 هـ.
انظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 264، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1402، ابن حديدة: المصباح المضي 1/ 249 - 252، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 153.
(7)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 364.
الفصل التاسع
في وفاة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه
هو عبد الله بن أبي قحافة، عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد ابن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي
(1)
.
كان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم: عبد الله
(2)
.
وسمّيّ عتيقا: لأنّه نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «هذا عتيق الله من النار»
(3)
، وقيل: اسم سمته به أمه، وقيل: سمّي به لجمال وجهه
(4)
.
وقال الحاكم: أول لقب ذكر في الإسلام: لقب أبي بكر، والصحيح: أن عتيق لقبه، وقيل اسمه
(5)
، حكاه ابن عساكر.
وسمي صديقا: لأنّه لم يكذب قط - قاله ابن المبارك
(6)
- وقال أبو محجن
(1)
راجع عمود نسبه عند ابن هشام في السيرة 1/ 249، وابن سعد في طبقاته 3/ 169، والطبري في تاريخه 3/ 425، وابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 963.
(2)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 249، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 424، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 963، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 1/ 65.
(3)
أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 61 عن عائشة وفيه صالح بن موسى الطلحي وهو ضعيف، والطبراني في المعجم الكبير 1/ 6 رقم (10)، وأبو يعلي في المطالب العالية 4/ 36 برقم (3896)، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 40 وعزاه لأبي يعلى وقال: فيه صالح بن موسى الطلحى وهو ضعيف.
(4)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 963، ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 104، ومحب الدين الطبري: الرياض النضرة 1/ 65.
(5)
قول الحاكم ورد عند محب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 65.
(6)
سمي الصديق يوم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالاسراء، فكذبته قريش وصدقه أبو بكر، أو لبداره إلى تصديق رسول الله في كل ما جاء به من عند ربه.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 966، ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 104، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 1/ 66.
الثقفي
(1)
في ذلك:
/وسميت صديقا وكل مهاجر
…
سواك يسمى باسمه غير منكر
سبقت إلى الإسلام والله شاهد
…
وكنت جليسا بالعريش المشهر
وبالغار إذ سميت بالغار صاحبا
…
وكنت رفيقا للنبي المطهر
(2)
والصديق اسم سماه النبي صلى الله عليه وسلم [وقيل: أنزله الله تعالى
(3)
، وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان يحلف بالله أن الله تعالى أنزل اسم أبي بكر من السماء: الصديق
(4)
]
(5)
.
ولد بعد سنتين من عام الفيل وأربعة أشهر، وقيل: إلا أياما، ومولده بمكة معروف إلى اليوم
(6)
وقيل: ولد بمنى.
(1)
مالك بن حبيب، أبو محجن الثقفي، أسلم حين أسلمت ثقيف، كان شاعرا مطبوعا، مات بأذربيجان.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1746، ابن الأثير: أسد الغابة 6/ 276.
(2)
شعر أبي محجن الثقفي ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 965.
(3)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 104، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 1/ 67.
(4)
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 1/ 99، والحاكم في المستدرك 3/ 62 وقال:«لولا مكان محمد ابن سليمان العبدي من الجهالة لحكمت لهذا الاسناد بالصحة» ، والطبراني في المعجم الكبير 1/ 8 برقم (14)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 41 «وثقه الحافظ في فتح الباري - 7/ 9 - ورجاله ثقات» .
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 238، ويذكر ابن سعد في طبقاته 3/ 202 بأنه ولد بعد عام الفيل بثلاث سنين.
أمه أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر، ماتت مسلمة
(1)
، وأسلم أبوه عثمان يوم الفتح
(2)
.
فأبو بكر، وأبوه عثمان، وابنه عبد الرحمن، وابنه محمد بن عبد الرحمن كلهم صحابيون، وليس في الصحابة أربعة صحابيون على نسق واحد غيرهم
(3)
.
وصحب صلى الله عليه وسلم من المهاجرين: أنيس بن مرثد، وأبوه مرثد، وجده أبو مرثد، ولا يعرف [رجل]
(4)
واحد له ولأبيه ولجده صحبة غيره
(5)
.
وهو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم
(6)
، ولا يسمى أحد خليفة الله بعد آدم وداود عليهما السلام
(7)
. وقال بعضهم: يجوز. ونسبوا قائله إلى الفجور.
وقال صلى الله عليه وسلم: «يكون بعدي اثنا عشر خليفة، أبو بكر لا يلبث إلا قليلا»
(8)
.
(1)
كذا ورد عند ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 104، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 61.
(2)
انظر: البيهقي: دلائل النبوة 5/ 95، ومحب الدين الطبري: الرياض النضرة 1/ 61.
(3)
انظر: ابن قتيبة: المعارف ص 591، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 826، ومحب الدين الطبري: الرياض النضرة 1/ 157 - 158، وأبو نعيم في معرفة الصحابة 1/ 158، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 51.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1755.
(6)
كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 972، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 157.
(7)
وذلك في حق آدم عليه السلام في قوله تعالى: وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً سورة البقرة آية (30)، وفي حق داود عليه السلام في قوله تعالى: يا داوُدُ إِنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ سورة ص آية (26). راجع ما أورده القرطبي في كتابه الجامع 15/ 188،1/ 263 في تفسير هذه الآيات الكريمة.
(8)
أخرجه ابن عدي في الكامل 4/ 1524 عن عبد الله بن عمرو، والطبراني في المعجم الكبير 1/ 7، وأبو نعيم في معرفة الصحابة 1/ 155 من رواية عبد الله بن عمرو، وفي سنده «ربيعة بن سيف بن ماتع، صدوق له مناكير» ، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 68، والسيوطي في الخصائص 2/ 219 وفي تاريخ الخلفاء ص 61.
ويروي صاحب كتاب «نظم الدرر» أن أبا بكر رأى رؤيا كأن القمر سقط على الكعبة وتقطع ولم يبق دار بمكة إلا دخلتها قطعة [ووقعت في حجره قطعة، ثم خرجت القطع]
(1)
والتأمت ورجع من حيث جاء، ففتح حجره فوجد القطعة فيه، فقصها على بحيرى الراهب، فعبرها له ببعث النبي صلى الله عليه وسلم، وخلافته بعده، قال: فكتمها ستة عشر سنة، فلما بعث صلى الله عليه وسلم، جئته فقال: ما دليلك على الرؤيا التي رأيت بمكة وفسرها لك بحيرى.
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إليّ مقبلا - يعني العباس عن نفسه - فقال:«هذا عمي أبو الخلفاء الأربعين أجود قريشا كفا، وإن من ولده السفاح والمنصور والمهدي، يا عم بي فتح الله هذا الأمر وبرجل من ولدك يختمه»
(2)
.
ويروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الخلافة ثلاثون سنة ثم يصير ملكا عضوضا»
(3)
.
قال إمام الحرمين: وكانت أيام الخلفاء هذا القدر، يعني أبا بكر، وعمر، وعثمان وعلي رضي الله تعالى عنهم
(4)
.
قلت: فالنبي صلى الله عليه وسلم:
ابتدأ نبوته من سابع عشر من رجب سنة أربعين من الفيل، مدتها عشر سنين بعد الهجرة
(5)
.
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات 2/ 37 عن ابن عباس عن أبيه.
(3)
أخرجه الإمام أحمد في المسند 5/ 220 عن سفينة، والترمذي في سننه 4/ 436 كتاب الفتن برقم (2226) عن سفينة، والبيهقي في الدلائل 6/ 342 عن أبي بكرة، والطبراني في الكبير برقم (6442)، والحاكم في المستدرك 3/ 145، وذكره ابن كثير في البداية 3/ 219.
(4)
انظر: السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 9.
(5)
انظر: ابن الجوزي: الوفا 1/ 792 وتوجد أقوال أخرى وظاهر القرآن أن ابتداء الوحي في شهر رمضان.
أبو بكر رضي الله عنه:
ولي الخلافة لليلتين بقيتا من ربيع الأول سنة إحدى عشرة، مدتها سنتان وثلاثة أشهر وعشر ليال
(1)
.
عمر رضي الله عنه:
ولي في جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة، مدتها عشر سنين وستة أشهر
(2)
.
عثمان رضي الله عنه:
ولي من المحرم سنة أربع وعشرين من الهجرة، مدتها إثنتا عشرة سنة، إلا إثنا عشر يوما
(3)
.
علي رضي الله عنه:
ولي ثاني عشر الحجة سنة خمس وثلاثين، مدتها أربع سنين وتسعة أشهر
(4)
.
الحسن بن علي رضي الله عنهما:
ولي لسبع عشرة خلت من رمضان سنة أربعين، مدتها أربعة شهور،
(1)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 420، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 977، محب الطبري: الرياض النضرة 1/ 238.
(2)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 4/ 139، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1152، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 337.
(3)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 417،4/ 242، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1049، ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 84.
(4)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 5/ 153، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1123، ابن الجوزي: المنتظم 5/ 65.
وقيل: ستة شهور
(1)
.
/
معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما:
ولي في ربيع الأول سنة إحدى وأربعين، مدتها تسع عشرة سنة وثلاثة شهور
(2)
.
يزيد بن معاوية:
ولي في رجب سنة ستين، مدتها ثلاث سنين وتسعة شهور
(3)
.
معاوية بن يزيد:
ولي في نصف ربيع الأول سنة أربع وستين، مدتها أربعون يوما، وقيل:
شهر
(4)
.
عبد الله بن الزبير:
ولي في رجب سنة أربع وستين أيام قلائل
(5)
.
وبويع: لمروان بن الحكم أبو عبد الملك:
ولي في رجب سنة أربع وستين، مدتها سنة وشهران
(6)
.
(1)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 163،5/ 158، ابن الجوزي: المنتظم 5/ 164، وتلقيح فهوم ص 84.
(2)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 324،5/ 163، ابن الجوزي: المنتظم 333،5/ 184.
(3)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 499،5/ 338، ابن الجوزي: المنتظم 6/ 34،5/ 322.
(4)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 503،5/ 501، ابن الجوزي: المنتظم 6/ 23، وتلقيح فهوم ص 84.
(5)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 906، ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 85، وجمهور العلماء على أن ابن الزبير هو الخليفة الشرعي منذ ولايته حتى قتل في جمادى الآخرة سنة 73 هـ.
(6)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 610،5/ 530، ابن الجوزي: المنتظم 6/ 27.
عبد الملك بن مروان أبو الوليد:
ولي في رمضان سنة خمس وستين، مدتها إحدى وعشرين سنة وشهرا
(1)
.
الوليد بن عبد الملك أبو العباس:
ولي في جمادى سنة ست وثمانين، مدتها تسع سنين وثمانية شهور
(2)
.
سليمان بن عبد الملك أبو أيوب:
ولي في جمادى الآخرة سنة ست وتسعين، مدتها سنتان وثمانية شهور
(3)
.
عمر بن عبد العزيز أبو حفص:
ولي في صفر سنة تسع وتسعين، مدتها سنتان وخمسة شهور
(4)
.
يزيد بن عبد الملك أبو خالد:
ولي في رجب سنة إحدى ومائة، مدتها [أربع سنين وشهرا
(5)
.
هشام بن عبد الملك أبو الوليد:
ولي في شعبان سنة خمس ومائة مدتها]
(6)
تسع عشرة سنة وتسعة أشهر
(7)
.
(1)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 6/ 39.
(2)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 495،6/ 423، ابن الجوزي: المنتظم 7/ 23،6/ 268.
(3)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 546،6/ 505، ابن الجوزي: المنتظم 50،7/ 13.
(4)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 565،6/ 550، ابن الجوزي: المنتظم 71،7/ 31.
(5)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 109،7/ 65، وتلقيح فهو ص 86.
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(7)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 200،7/ 25، ابن الجوزي: المنتظم 246،7/ 97.
الوليد بن يزيد بن عبد الملك أبو العباس:
ولي في ربيع الآخر سنة خمس وعشرين ومائة، مدتها سنة وثلاثة أشهر
(1)
.
يزيد بن الوليد بن عبد الملك:
ولي في جمادى الأخرى سنة ست وعشرين ومائة، مدتها ستة شهور وأيام
(2)
.
إبراهيم بن الوليد أبو إسحاق:
ولي في ذي الحجة سنة ست وعشرين ومائة، مدتها شهران، وقيل:
سبعون يوما
(3)
.
مروان بن محمد بن مروان بن الحكم:
ولي في صفر سنة سبع وعشرين ومائة، مدتها خمس سنين وشهران
(4)
.
عبد الله أبو العباس السفاح:
ولي في ربيع الآخر سنة إثنتين وثلاثين ومائة، مدتها أربع سنين وثمانية شهور
(5)
.
(1)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 256،7/ 236، وتلقيح فهوم ص 86.
(2)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 256،7/ 250، وتلقيح فهوم ص 86.
(3)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 7/ 253، وتلقيح فهوم ص 86.
(4)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 7/ 311 - 312، ابن الجوزي: المنتظم 7/ 259 - 320،260.
(5)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 356،7/ 295، وتلقيح فهوم ص 86.
عبد الله أبو جعفر المنصور:
ولي سنة ست وثلاثين ومائة، مدتها اثنان وعشرون سنة
(1)
.
محمد أبو عبد الله المهدي:
ولي أول ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة، مدتها عشر سنين وشهر
(2)
.
موسى أبو محمد الهادي:
ولي في المحرم سنة تسع وستين ومائة، مدتها سنة وخمسة شهور
(3)
.
هارون الرشيد أبو جعفر:
ولي في ربيع الأول سنة سبعين ومائة، مدتها ثلاثا وعشرين سنة وشهران
(4)
.
محمد أبو عبد الله الأمين:
ولي في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة، مدتها أربع سنين وسبعة شهور
(5)
.
عبد الله أبو العباس المأمون:
ولي في المحرم سنة ثمان وتسعين ومائة، مدتها عشرون سنة
(1)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 334،7/ 221، وتلقيح فهوم ص 87.
(2)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 317،8/ 205، وتلقيح فهوم ص 88.
(3)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 8/ 187، ابن الجوزي: المنتظم 335،8/ 305.
(4)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 9/ 232،8/ 318، وتلقيح فهوم ص 88.
(5)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 373،8/ 365، الخطيب: تاريخ بغداد 3/ 336 - 342، ابن الجوزي: المنتظم 10/ 70،9/ 218.
وستة شهور
(1)
.
محمد أبو إسحاق المعتصم:
ولي في رجب سنة ثمان عشرة ومائتين، مدتها ثمان سنين وثمانية شهور
(2)
.
وفي تاريخه عجب: ولد سنة ثمان وسبعين ومائة، وعمره ثمان وأربعين سنة، وكان ثامن أولاد الرشيد، ملك ثمان سنين وثمانية شهور وثمانية أيام، وخلف ثمانية بنين وثمان بنات، ومن العين ثمانية ألف ألف دينار، ومن الورق ثمانية وعشرين ألف ألف درهم، وثمانية آلاف غلام، وثمانية عشر ألف دابة، وفتوحه المشهورة ثمانية، وتوفي لثمان بقين من شهر ربيع الأول، وقيل غير ذلك والله أعلم
(3)
.
هارون أبو جعفر الواثق:
ولي في ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين، مدتها خمس سنين وتسعة شهور
(4)
.
جعفر أبو الفضل المتوكل:
ولي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، مدتها أربع عشرة سنة وتسعة شهور
(5)
.
(1)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 8/ 527، الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 183، ابن الجوزي: المنتظم 11/ 36،10/ 49.
(2)
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 3/ 347، ابن الجوزي: المنتظم 128،11/ 27.
(3)
وهو يسمى الثماني، والخبر أورده الخطيب في تاريخ بغداد 3/ 342، وابن الجوزي في المنتظم 11/ 25 وعزاه للخطيب البغدادي.
(4)
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 21،14/ 15، ابن الجوزي: المنتظم 188،11/ 119.
(5)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 9/ 230، الخطيب: تاريخ بغداد 172،7/ 165، ابن الجوزي: المنتظم 357،11/ 178.
محمد أبو جعفر المنتصر:
ولي في شوال سنة سبع وأربعين ومائتين، مدتها ستة شهور
(1)
.
أحمد أبو العباس المستعين:
ولي في ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين ومائتين، مدتها ثلاث سنين وتسعة شهور
(2)
.
محمد أبو عبد الله المعتز:
ولي في المحرم سنة إثنتين وخمسين ومائتين، مدتها ثلاث سنين وسبعة شهور
(3)
.
محمد أبو عبد الله المهتدي:
ولي في شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين/مدتها سنة واحدة
(4)
.
أحمد أبو العباس المعتمد:
ولي في رجب سنة ست وخمسين ومائتين، مدتها ثلاث وعشرون سنة وشهرا
(5)
.
أحمد أبو العباس المعتضد:
ولي في رجب سنة تسع وسبعين ومائتين، مدتها تسع سنين وتسعة
(1)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 251،9/ 234، الخطيب: تاريخ بغداد 2/ 119، ابن الجوزي: المنتظم 12/ 17،11/ 353.
(2)
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 5/ 84 - 85، ابن الجوزي: المنتظم 56،12/ 6.
(3)
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 2/ 119، ابن الجوزي: المنتظم 96،12/ 55.
(4)
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 3/ 349، ابن الجوزي: المنتظم 120،12/ 81.
(5)
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 4/ 60، ابن الجوزي: المنتظم 328،12/ 103.
شهور
(1)
.
علي أبو محمد المكتفي:
ولي في ربيع الآخر سنة تسع وثمانين ومائتيبن، مدتها ست سنين وسبعة شهور
(2)
.
جعفر أبو الفضل المقتدر:
ولي في ذي القعدة سنة خمس وتسعين ومائتين، مدتها أربع وعشرون سنة وأحد عشر شهرا
(3)
.
محمد أبو المنصور القاهر:
ولي في شوال سنة عشرين وثلثمائة، مدتها سنة وسبعة شهور
(4)
.
محمد أبو العباس الراضي:
ولي في جمادى الأولى سنة إثنتين وعشرين وثلثمائة، مدتها ست سنين وعشرة شهور
(5)
.
إبراهيم أبو إسحاق المتقي:
ولي في ربيع الأول سنة تسع وعشرين وثلثمائة، مدتها أربع سنين
(6)
.
(1)
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 407،4/ 404، ابن الجوزي: المنتظم 13/ 8،12/ 306.
(2)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 77،13/ 3، وتلقيح فهوم ص 91 - 92.
(3)
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 7/ 213، ابن الجوزي: المنتظم 309،13/ 60.
(4)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 335،13/ 306، وتلقيح فهوم ص 92.
(5)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 14/ 17،13/ 336، وتلقيح فهوم ص 92.
(6)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 39،14/ 3، وتلقيح فهوم ص 92.
عبد الله أبو القاسم المستكفي:
ولي في صفر سنة ثلاث وثلاثين وثلثمائة، [مدتها سنة وأربعة شهور
(1)
.
الفضل أبو القاسم المطيع:
ولي في جمادى الأخرى سنة أربع وثلاثين وثلثمائة،]
(2)
مدتها تسع وعشرون سنة وخمسة شهور
(3)
.
أبو بكر عبد الكريم الطائع:
ولي في جمادى الأخرى سنة ثلاث وستين وثلثمائة، مدتها سبع عشرة سنة وسبعة أشهر
(4)
.
أحمد أبو العباس القادر:
ولي في شعبان سنة إحدى وثمانين وثلثمائة، مدتها إحدى وأربعون سنة وثلاثة شهور
(5)
.
عبد الله أبو جعفر القائم:
ولي في ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، مدتها ست وأربعون سنة وثمانية شهور
(6)
.
(1)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 45،14/ 40، وتلقيح فهوم ص 93.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 224،14/ 46، وتلقيح فهوم ص 93.
(4)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 15/ 40،14/ 223، وتلقيح فهوم ص 93.
(5)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 15/ 220،14/ 348، وتلقيح فهوم ص 93.
(6)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 16/ 168،15/ 217.
عبد الله أبو القاسم المقتدي:
ولي في شعبان سنة سبع وستين وأربعمائة، مدتها تسع عشرة سنة وخمسة شهور
(1)
.
أحمد أبو العباس المستظهر:
ولي في المحرم سنة سبع وثمانين وأربعمائة، مدتها خمس وعشرون سنة وشهران
(2)
.
الفضل أبو المنصور المسترشد:
ولي في ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وخمسمائة، مدتها ستة عشر سنة وإحدى عشر شهرا
(3)
.
منصور أبو جعفر الراشد:
ولي سنة تسع وعشرين وخمسمائة، مدتها سنة وثلاثة شهور
(4)
.
محمد أبو عبد الله المقتفي:
ولي في ربيع الأول سنة ثلاثين وخمسمائة، مدتها خمس وعشرون سنة وثلاثة شهور
(5)
.
(1)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 17/ 14،16/ 165.
(2)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 165،17/ 12.
(3)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 304،17/ 161.
(4)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 17/ 300 وفي الأصل «ولي سنة ثمان وعشرين» وما أثبتناه من المنتظم.
(5)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 18/ 144،17/ 313.
يوسف أبو المظفر المستنجد:
ولي في رجب سنة خمس وخمسين وخمسمائة، مدتها عشر سنين وتسعة شهور
(1)
.
الحسن أبو محمد المستضيء:
ولي في ربيع الآخر سنة ست وستين وخمسمائة، مدتها تسع سنين وسبعة أشهر
(2)
.
أحمد أبو العباس [الناصر لدين الله:]
(3)
ولي في ذي الحجة سنة خمس وسبعين وخمسمائة، مدتها ست وأربعون سنة وستة أشهر
(4)
.
محمد أبو نصر الظاهر:
ولي في شعبان سنة إثنتين وعشرين وستمائة، مدتها عشرة شهور، وقيل: ثمانية شهور
(5)
.
منصور أبو جعفر المستنصر:
ولي في ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وستمائة، مدتها سبع عشرة سنة وثمانية شهور
(6)
.
(1)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 195،18/ 139.
(2)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 18/ 190، وتلقيح فهوم ص 98.
(3)
سقط من الأصل والاضافة للضرورة من تلقيح فهوم ص 99.
(4)
انظر: الذهبي: العبر 185،3/ 67، السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 448.
(5)
انظر: الذهبي: العبر 3/ 191، السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 458.
(6)
انظر: الذهبي: العبر 3/ 239، السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 460.
عبد الله أبو أحمد المستعصم:
ولي في جمادى الأولى سنة أربعين وستمائة، مدتها خمس عشرة سنة وتسعة شهور
(1)
.
/انتهى المقصد.
رجعنا إلى ما نحن بسببه:
ذكر محمد بن جرير الطبري
(2)
: «أن اليهود سمت أبا بكر في أرزّة، وقيل: أكل هو والحارث بن كلدة جذيذة، أهديت لأبي بكر، فقال الحارث:
ارفع يدك، إن فيها سم سنة، وأنا وأنت نموت في يوم واحد، فماتا في يوم واحد عند انقضاء سنة».
وقيل: توفي من لدغة الحريش
(3)
ليلة الغار، وقيل: كان به طرف من السّل. قاله الزبير بن بكار
(4)
.
ومرض خمسة عشر يوما، وكان في داره التي قطع له رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاه دار عثمان رضي الله تعالى عنه
(5)
.
توفي رضي الله عنه بين المغرب والعشاء من ليلة الثلاثاء لثمان ليال بقين
(1)
انظر: الذهبي: العبر 3/ 280، السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 464.
(2)
قول الطبري ورد في تاريخه 3/ 419، وانظر: ابن النجار: الدرة الثمينة 2/ 388، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 1/ 236، النهرواني: تاريخ المدينة (ق 203).
(3)
الحريش: هي الأفعى الرقطاء خشنة الجلد.
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «حرش» .
(4)
انظر: محب الدين الطبري: الرياض النضرة 235،1/ 89، النهرواني: تاريخ المدينة (ق 204).
(5)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 440، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 1/ 236، النهرواني: تاريخ المدينة (ق 204).
من جمادى الآخرة [سنة ثلاث عشرة من الهجرة، وهو الأشهر
(1)
.
وقال ابن إسحاق: توفى يوم الجمعة، لسبع ليال بقين من جمادى الآخرة،]
(2)
وقيل: توفى في جمادى الأول - حكاه الحاكم
(3)
- وقيل: يوم الإثنين لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة
(4)
.
وكانت خلافته سنتين وثلاثة أشهر وخمس ليال، وقيل: وثمانية أيام، وقيل: وسبعة عشر يوما
(5)
.
استوفى بخلافته سن رسول الله صلى الله عليه وسلم
(6)
.
ولما ولي الخلافة: استعمل عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الحج
(7)
،
(1)
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 202، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 420، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 977، ابن النجار: الدرة الثمينة 2/ 388.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط)، وقول ابن إسحاق ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 977، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 234.
(3)
قول الحاكم ورد في المستدرك 3/ 63.
(4)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 977، النهرواني: تاريخ المدينة (ق 204).
(5)
والقول الأول أقرب إلى الصواب حيث أجمعت عليه المصادر.
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 202، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 420، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 977، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 130، ابن النجار: الدرة الثمينة 2/ 388، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 1/ 238.
(6)
فقد أخرج مسلم في صحيحه 4/ 1825 كتاب الفضائل باب كم سن النبي صلى الله عليه وسلم يوم قبض، عن أنس بن مالك قال:«قبض رسول الله وهو ابن ثلاث وستين، وأبو بكر وهو ابن ثلاث وستين، وعمر وهو ابن ثلاث وستين» .
وانظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 202، الطبري: تاريخ الرسل 1/ 420، البيهقي: الدلائل 7/ 239 عن ابن عباس.
(7)
في سنة إحدى عشر حج بالناس عمر بن الخطاب.
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 342، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 88، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 1/ 209.
ثم حج من قابل
(1)
، ثم اعتمر في رجب سنة اثنتي عشرة
(2)
.
وتوفى أبو بكر قبل أبي قحافة، فورث أبو قحافة منه السدس ورده على ولد أبي بكر، ومات أبو قحافة في المحرم سنة أربع عشرة من الهجرة، وهو ابن سبع وتسعين سنة
(3)
.
وغسل أبا بكر رضي الله عنه زوجته أسماء بوصية منه، وابنه عبد الرحمن يصب عليها الماء
(4)
.
وحمل على السرير الذي حمل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلى عليه عمر رضي الله عنه وجاه المنبر، ودفن إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم بوصية منه، وألصق لحده بلحد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودخل قبره عمر، وعثمان، وطلحة، وعبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله تعالى عنهم
(5)
.
أسماء امرأة أبي بكر رضي الله عنه، أسلمت بمكة قديما، وبايعت، وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، فولدت
(1)
وحج بالناس أبو بكر في سنة اثنتي عشرة.
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 386، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 112، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 1/ 209.
(2)
فدخل مكة ضحوة وأتى منزله، فسلم على والده فقبله وهو يبكي بقدومه.
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 4/ 111، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 1/ 209.
(3)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 427، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1036، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 131، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 1/ 238.
(4)
انظر: مالك: الموطأ 1/ 223 عن عبد الله بن أبي بكر، ابن سعد: الطبقات 3/ 203، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 421، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 977، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 1/ 235.
(5)
كذا ورد عند ابن سعد في الطبقات 3/ 208، والطبري في تاريخه 3/ 422، وابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 977، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 389.
هناك عبد الله، ومحمدا، وعونا، ثم قتل عنها
(1)
، فتزوجها أبو بكر فولدت له محمدا، ثم توفي عنها، ثم تزوجت عليا رضي الله عنه، فولدت له يحيى، وعونا ثم توفيت سنة ثمان وثلاثين
(2)
. جملة ما روت ستون حديثا
(3)
.
وجملة ما روى أبو بكر رضي الله عنه مائة حديث وإثنان وأربعون حديثا، أخرج له منها في الصحيحين ثمانية عشر المتفق عليها ستة، وانفرد البخاري بإحدى عشر، ومسلم بواحد
(4)
.
وجملة من في الصحابة اسمه عبد الله مائتان وعشرون، ليس فيهم عبد الله ابن عثمان سوى أبو بكر وآخر من بني أسد لم يرو شيئا
(5)
.
وكان قاضيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكاتبه عثمان، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن الأرقم
(6)
.
وأولاده جملة منهم: أسماء ذات النطاقين، وعائشة رضي الله عنهما، وعبد الرحمن وهو شقيق عائشة، وعبد الله أمه وأم أسماء من بني عامر بن
(1)
قتل عنها جعفر بن أبي طالب بمؤته شهيدا في جمادى الأولى سنة ثمان.
انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 281.
(2)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 5/ 154، وعن زواحها وأولادها. انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 280 - 281، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1785، ابن حجر: الاصابة 7/ 489.
(3)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 365.
(4)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 394،364، كذا قال المصنف، وفي تحفة الأشراف للمزي 5/ 283 وما بعدها ذكر له من حديث رقم 6850 إلى 6602 اتفق فيها البخاري ومسلم على 4 وانفرد البخاري ب 5 ومسلم ب 2.
(5)
وهو عبد الله بن عثمان الأسدي، من بني أسد بن خزيمة، حليف لبني عوف من الخزرج، قتل يوم اليمامة شهيدا.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 947، ابن الأثير: أسد الغابة 3/ 308.
(6)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 426.
لؤي
(1)
، وأم كلثوم - مات وهي حملا، ومحمد
(2)
، قتله معاوية
(3)
بن حديج، وطيف برأسه وهو أول من طيف به في الإسلام.
نبذة من بعض فضائلهرضي الله عنه:
هو أول من جمع القرآن
(4)
، وتنزه عن شرب الخمر في الجاهلية والإسلام
(5)
، وشهد جميع المشاهد مع/رسول الله صلى الله عليه وسلم
(6)
، وأسلم على يديه من العشرة خمسة: عثمان، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن
(7)
.
وهو أول الناس إسلاما. قاله ابن عباس رضي الله عنه واستدل بقول حسان رضي الله عنه:
إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة
…
فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
(1)
تزوج أبو بكر في الجاهلية قتيلة بنت عبد العزى من بني عامر بن لؤي، فولدت له أسماء وعبد الله، وتزوج أيضا في الجاهلية أم رومان بنت عامر من بني مالك بن كنانة، فولدت له عبد الرحمن وعائشة، وتزوج في الإسلام أسماء بنت عميس، فولدت له محمدا، وتزوج من الأنصار حبيبة بنت خارجة من بني الحارث بن الخزرج، فولدت له بعد وفاته أم كلثوم.
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 169، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 426.
(2)
راجع أولاده رضي الله عنه عند محب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 242.
(3)
في الأصل «معاوش بن حديج» وما أثبتناه من ترجمة معاوية بن حديج عند ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1413.
(4)
أول من جمع القرآن الكريم بين اللوحتين أبو بكر الصديق، وذلك بعد أيام من معركة اليمامة واستشهاد عدد كبير من حفظة القرآن في هذه المعركة، فطلب أبو بكر من زيد بن ثابت جمع القرآن، فلما جمعه زيد كان عند حفصة.
انظر: ابن شبة: تاريخ المدينة 3/ 991 - 992، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 2/ 135.
(5)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 978، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 1/ 164.
(6)
انظر: محب الدين الطبري: الرياض النضرة 1/ 164.
(7)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 250، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 317، البيهقي: الدلائل 2/ 165، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 966، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 1/ 77.
خير البرية أتقاها وأعدلها
…
بعد النبي وأوفاها بما حملا
الثاني التالي المشهور مشهده
…
وأول الناس حقا صدق الرسلا
(1)
وهو قول محمد المنكدر، وربيعة بن عبد الرحمن، وصالح بن كيسان، وسعد بن إبراهيم، وعثمان بن محمد الأخنسي، وهو قول أسماء ابنة أبي بكر، وإبراهيم النخعي، [وجابر وزيد بن أسلم
(2)
.
وقيل: علي رضي الله عنه أول الناس إسلاما]
(3)
وبلال بعده، قاله:
زيد بن أرقم، وأبي ذر، والمقداد، وجابر، وزيد بن أسلم، وأبو عبد الله الحاكم
(4)
.
وقيل: أول الناس إسلاما خديجة رضي الله عنها قاله الزهري، وقتادة، وابن إسحاق
(5)
، وروي عن ابن عباس.
(1)
قول ابن عباس وشعر حسان بن ثابت ورد في ديوانه ص 240، وعند الطبري في تاريخه 2/ 314، وابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 964، والماوردي في أعلام النبوة ص 230، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 72.
(2)
وردت هذه الأقوال عند الطبري في تاريخه 2/ 315، وابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 965، وابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 104، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 75.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
وردت هذه الأقوال عند الحاكم في المستدرك 3/ 111 عن ابن عباس، والطبري في تاريخه 2/ 309 - 312، وابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1091 - 4/ 1820،1095،1092، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 75.
(5)
وردت هذه الأقوال عند الطبري في تاريخه 2/ 306 - 307، وابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1819 - 1820، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 75.
وادعى الثعلبي اتفاق العلماء على ذلك، وقال: إنما اختلفوا فيمن أسلم بعدها
(1)
.
وقيل: أول من أسلم وصلى أبو بكر قاله ابن عباس: وأبو أمامة الباهلي
(2)
.
وقيل: أولهم إسلاما زيد بن حارثة، وذكر معمر نحو ذلك عن الزهري، وهو قول سليمان بن يسار، وعروة بن الزبير، وعمران بن أنس
(3)
.
وقيل: أول من أسلم من الرجال: أبو بكر، ومن الصبيان: علي، ومن الموالي: زيد، ومن العبيد: بلال، ومن النساء: خديجة، ومن الأنصار: جابر ابن عبد الله رضي الله عنهم
(4)
.
روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن أبا بكر رضي الله عنه لما كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار [عطش فشكى ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب إلى صدر الغار]
(5)
فاشرب، قال أبو بكر: فانطلقت إلى
(1)
راجع اختلاف السلف فيمن اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمن به وصدقه على ما جاء به من عند الله من الحق بعد زوجته خديجة رضي الله عنها، عند الطبري في تاريخه 2/ 309، والماوردي في أعلام النبوة ص 229، وابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1094 وسيأتي بعد قليل في الحاشية توفيق محب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 75 بين أقوال العلماء في أول من أسلم.
(2)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 230، وانظر: الطبري: تاريخ الرسل 315،2/ 314، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 964، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 1/ 72.
(3)
وردت هذه الأقوال عند الطبري في تاريخه 2/ 316، والماوردي في أعلام النبوة ص 230.
(4)
ذكر ذلك محب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 75، وجمع بين الأحاديث المختلفة وأقاويل العلماء في أول من أسلم فقال:«والأولى التوفيق بين الروايات كلها وتصديقها فيقال: أول من أسلم مطلقا خديجة بنت خويلد، وأول ذكر أسلم علي بن أبي طالب وهو صبي لم يبلغ وكان مستخفيا بإسلامه، وأول رجل عربي بالغ أسلم وأظهر إسلامه أبو بكر بن أبي قحافة، وأول من أسلم من الموالي زيد بن حارثة، وهذا متفق عليه لا خلاف فيه، وعليه يحمل قول علي وغيره أول من أسلم من الرجال أبو بكر أي البالغين» .
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
صدر الغار فشربت ماء أحلى من العسل، وأبيض من اللبن، وأزكى رائحة من المسك، ثم عدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أشربت؟ فقلت: بلى شربت يا رسول الله، فقال: ألا أبشرك؟ فقلت: بلى فداك أبي وأمي يا رسول الله، قال: إن الله أمر الملك الموكل بأنهار الجنة أن يخرق يخرق نهرا من [الجنة]
(1)
- جنة الفردوس - إلى صدر الغار ليشرب منه أبو بكر، قال أبو بكر: أولي عند الله هذه المنزلة؟ قال: نعم، وأفضل والذي بعثني بالحق نبيا لا يدخل الجنة مبغضك ولو كان له عمل سبعين نبيا»
(2)
. خرجه الشيخ أبو عبد الله بن النعمان في «مصباح الظلام»
(3)
.
وعن أنس رضي الله عنه قال: «لما كانت ليلة الغار قال أبو بكر:
يا رسول الله دعني أدخل قبلك، فإن كان فيه حية أو شيء كانت بي قبلك قال: ادخل، فدخل أبو بكر وجعل يتلمس بيده فكلما رأى جحرا قال بثوبه هكذا فشقه فألقمه الجحر، حتى فعل ذلك بثوبه أجمع قال: فبقي جحر فوضع عقبه عليه، ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبح قال له النبي صلى الله عليه وسلم: وأين ثوبك يا أبا بكر؟ فأخبره بالذي صنع، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال: اللهم اجعل أبا بكر معي في درجتي يوم القيامة، فأوحى الله عز وجل إليه:
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
حديث ابن عباس ذكره محب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 95 وعزاه الملاء في سيرته، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 88، والسيوطي في الدر المنثور 4/ 201 وعزاه لابن عساكر عن ابن عباس.
(3)
محمد بن موسى، أبو عبد الله شمس الدين بن النعمان القيرواني، من فقهاء المالكية، مات في الاسكندرية سنة 683 هـ.
انظر: الذهبي: العبر 3/ 354، ابن تغري: النجوم 7/ 364، ابن العماد: الشذرات 5/ 384. وله من الكتب «مصباح الظلام» مخطوط في شستربتي رقم 3677.
انظر: حاجي خليفة: كشف الظنون 2/ 1706، الزركلي: الاعلام 7/ 118.
إن الله قد استجاب لك»
(1)
.
وروى الزهري بسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحسان: هل/قلت في أبي بكر شيئا؟ فقال: نعم، فقال: قل وأنا أسمع فقال:
وثاني اثنين في الغار المنيف وقد
…
طاف العدو به إذ صعد الجبلا
وكان حب رسول الله قد علموا
…
من البرية لم يعدل به رجلا
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى بدت نواجذه ثم قال: صدقت يا حسان هو كما قلت
(2)
.
ونقل عن الإمام أبي الحسين أحمد بن محمد الزبيري في كتابه «معالي الفرش إلى عوالي العرش» عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: اجتمع المهاجرون والأنصار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر: وعيشك يا رسول الله لم أسجد لصنم قط، فغضب عمر بن الخطاب وقال: يقول ذلك وقد كان في الجاهلية كذا وكذا سنة، فقال أبو بكر: إن أبا قحافة أخذ بيدي وانطلق بي إلى مخدع فيه الأصنام، فقال: إن هذه آلهتك الشم العلا فاسجد لها، وخلاني وذهب، فدنوت من الصنم وقلت: إني جائع فاطعمني، فلم يجبني، وأنا عار
(1)
حديث أنس بن مالك: أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 33، وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 240 وفي الوفا 1/ 237، محب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 89 - 90 وعزاه لابن الجوزي.
(2)
حديث الزهري وشعر حسان بن ثابت: ذكره ابن سعد في طبقاته 3/ 174، وابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 964، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 72، وابن الضياء في تاريخ مكة ص 92.
فاكسني، فلم يجبني، فأخذت صخرة فقلت: إني ملق عليك هذه الصخرة فإن كنت إلها فامنع نفسك، فلم يجبني، فألقيت عليه الصخرة فخر لوجهه، وأقبلت إلى [أبي]
(1)
فقال: ما هذا يا بني؟ فقلت: هذا الذي ترى، فانطلق بي إلى أمي فأخبرها، فقالت: دعه هذا الذي ناجاني الله عز وجل فيه، فقلت: يا أماه وما الذي ناجاك به؟ فقالت: ليلة أصابني المخاض لم يكن عندي أحد، فسمعت هاتفا يهتف وهو يقول: يا أمة الله - على التحقيق - أبشري بالولد العتيق اسمه في السماء الصديق، لمحمد صاحب ورفيق، فلما انقضى كلامه نزل جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: صدق أبو بكر، فصدقه ثلاث مرات
(2)
.
وقد شبهه صلى الله عليه وسلم بميكائيل رأفة ورحمة، وبإبراهيم عفوا ووقارا، وكان عنده يوم أسلم أربعون ألفا أنفقها على رسول الله صلى الله عليه وسلم
(3)
.
وقال عليه الصلاة والسلام: «أبو بكر مني وأنا منه، وأبو بكر أخي في الدنيا والآخرة»
(4)
.
وقال عليه الصلاة والسلام: «أبو بكر عتيق في السماء، عتيق في الأرض»
(5)
.
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
الخبر ليس له إسناد يعتمد عليه، وفيه ألفاظ منكرة.
(3)
انظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 172، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 1/ 116.
(4)
ذكره الديلمي في الفردوس 1/ 437 برقم (1780) من حديث عائشة رضي الله عنها، والسيوطي في الجامع برقم (56) ورمز إلى ضعفه، وقال المناوي في فيض القدير 1/ 91 «وليس يكفي منه ذلك بل كان ينبغي حذفه إذ فيه عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة قال عنه الذهبي في الضعفاء: كذبوه»، وذكره محب الدين الطبري في الرياض 1/ 115 عن أنس بن مالك.
(5)
ذكره الديلمي في الفردوس 1/ 438 برقم (1784) من حديث عائشة رضي الله عنها.
وقال عليه الصلاة والسلام: «حب أبي بكر وشكره واجب على كل مسلم»
(1)
.
وقال عليه الصلاة والسلام: «خلق الله الأرواح قبل الأجساد بألفي عام، وأمرت بالطاعة لي، فأول روح آمن بي وصدقني، روح أبي بكر، وأول روح آمن بي وسلم عليّ من النساء عائشة»
(2)
.
وقال عليه الصلاة والسلام: «رأيت ليلة أسري بي حول العرش مكتوبا آية الكرسي إلى قوله {الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}
(3)
محمد رسول الله قبل أن يخلق الشمس والقمر بألفي عام، وأبو بكر على أثره»
(4)
.
وقال عليه الصلاة والسلام: «قلت لجبريل وهو راكب على فرسه حيزوم:
ماذا أقول إذا رجعت إليهم - يعني قريش - قال: يا محمد [تخبرهم]
(5)
بما عاينت، قلت: يا جبريل إذا يكذبوني/ولا يصدقوني، قال: حدثهم، فإن كذبوك، فإن أبا بكر يصدق قولك [فإنه]
(6)
مكتوب عند الله صديقا»
(7)
.
(1)
ذكره الخطيب في تاريخ بغداد 5/ 452 عن سهل بن سعد، ومحب الدين الطبري في الرياض 1/ 113 وعزاه للخطيب.
(2)
ذكره الديلمي في الفردوس 2/ 187 برقم (2937) عن عليّ.
(3)
سورة البقرة آية (255).
(4)
ذكره الديلمي في الفردوس 2/ 255 برقم (3188) من حديث أبي سعيد الخدري، ومحب الدين الطبري في الرياض 1/ 148 من حديث أبي الدرداء، والسيوطي في اللآليء 1/ 298 وعزاه للديلمي في مسند الفردوس.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(7)
ذكره الديلمي في الفردوس 3/ 225 برقم (6662) من حديث معاذ بن جبل، وذكر نحوه المتقي الهندي في كنز العمال حديث (32611) وعزاه لابن سعد عن أبي وهب مرسلا، وبرقم (35672) وعزاه للزبير بن بكار عن محمد بن كعب مرسلا.
وقال عليه الصلاة والسلام: كل الناس يحاسبون إلا أبا بكر الصديق»
(1)
.
وقال عليه الصلاة والسلام: «لكل نبي رفيق، وإن [رفيقي]
(2)
في الجنة أبو بكر الصديق».
وقال عليه الصلاة والسلام: «لو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر خليلا [ولكن]
(3)
أخي في الدين وصاحبي في الغار وصاحبكم خليل الله»
(4)
. الخليل: هو الصديق
(5)
.
وقال عليه الصلاة والسلام: «لما كانت الليلة التي ولد فيها أبو بكر رضي الله عنه أقبل ربكم على جنة عدن فقال: وعزتي وجلالي لا أدخلك إلا من أحب هذا المولود»
(6)
.
وقال عليه الصلاة والسلام: «لما أن عرج بي إلى السماء، فوقفت بين يدي رب العزة، فقال لي: يا أحمد على من تركت أهل أرضي، فقلت: على أبي بكر الصديق، فقال: إنما هو أحب العباد إليّ بعدك فاقرءه مني السلام»
(7)
.
(1)
ذكره الديلمي في الفردوس 3/ 2266 برقم (4790)، ابن الجوزي في العلل 1/ 185، المتقي الهندي في كنز العمال حديث (32635) وعزاه لأبي نعيم عن عائشة.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
الحديث أخرجه مسلم في صحيحه عن ابن مسعود كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل أبي بكر حديث (3) 4/ 1855، والبخاري في صحيحه عن ابن عباس كتاب فضائل الصحابة حديث (3656) 4/ 231، والترمذي في سننه عن أبي سعيد حديث (3660) 5/ 568، وأحمد في المسند 1/ 377 عن ابن مسعود وفي فضائل الصحابة 1/ 378 عن عائشة.
(5)
عن معنى الخليل واشتقاقه. راجع ما ذكره القاضي عياض في الشفا 1/ 131.
(6)
ذكره الديلمي في الفردوس 3/ 425 برقم (5106) عن ابن عمر، ابن عراق في تنزيه الشريعة 1/ 343 وعزاه للخطيب في تاريخه عن ابن عمر وفيه محمد الهروي وفيه مجاهيل، محب الدين الطبري في الرياض 1/ 184 وقال:«خرجه علي بن نعيم البصري، وهو غريب من حديث الزهري عن نافع، وخرجه الملاء في سيرته» .
(7)
ذكره الديلمي في الفردوس 3/ 429 برقم (534) من حديث أبي هريرة.
وقال عليه الصلاة والسلام: «لما عرج بي سألت ربي أن يجعل الخليفة من بعدي علي بن أبي طالب ارتجت [السموات وهتف بي]
(1)
الملائكة فقالوا:
يا محمد إن الله تعالى يفعل ما يشاء الخليفة من بعدك أبو بكر الصديق»
(2)
.
وقال عليه الصلاة والسلام: «إن الله تعالى أمر الملائكة أن تتخلل في السماء كما تخلل أبو بكر بالعبادة في الأرض» .
وقال عليه الصلاة والسلام: «يا أبا بكر ألا أبشرك إن الله عز وجل يتجلى لك يوم القيامة خاصة وللناس عامة»
(3)
.
وقال عليه الصلاة والسلام: «يا أبا بكر إن الله أعطاني ثواب من آمن بي منذ خلق الله آدم، وأعطاك ثواب من آمن بي منذ بعثني إلى أن تقوم الساعة»
(4)
.
وكان نقش خاتمه رضي الله عنه: نعم القادر الله، وقيل: سجد عبد ذليل لرب جليل
(5)
.
قلت: وقد اتصل جدي وسيدي أبو محمد عبد الله المرجاني بشعرات من لحية جدي الأكبر أبي بكر الصديق رضي الله عنه وبقطعة من قصعة أنس بن مالك التي أعطاها النبي صلى الله عليه وسلم له، منحهما اياه السلطان الشهيد المرحوم
(1)
الاضافة للضرورة من الموضوعات 1/ 316.
(2)
الحديث أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات 1/ 316 من حديث أبي سعيد وابن عباس مرفوعا.
(3)
الحديث أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات 1/ 306 عن جابر بن عبد الله مرفوعا وابن المنكدر مرسلا.
(4)
رواه الامام أبو حنيفة كذا بجامع المسانيد للخوارزمي 2/ 82 وألفاظه منكرة.
(5)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 427، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 977.
سيف الدين الملك المنصور قلاوون الصالحي
(1)
، وأعرض عليه مالا جزيلا وأغصبه على أخذه فقال: قبلته، ولكن أودعه لي في بيت مال المسلمين إلى وقت الحاجة إليه، فكتب عليه:«وداعة المرجاني» وحمل، وأحضرت أم السلطان الملك الناصر ولدها محمد، وشكت إليه ضعفه دون أخوته، فقال لها: هذا ولدي وأخبرها بأنه هو المتولي للملك بعد أبيه، فلما مات الملك المنصور، وتولى الملك الناصر محمد - المذكور - وهوب إلى الكرك
(2)
ونهبت مصر، رجع الملك الناصر إلى مصر ودخلها على غفلة من أهلها
(3)
، ولم يفتحها إلا بوداعة المرجاني المذكورة
(4)
.
توفي رحمه الله عشية يوم الجمعة الحادي والعشرين من ربيع الآخر من
(1)
السلطان المنصور سيف الدين، أبو المعالي قلاوون التركي الصالحي، تولى حكم مصر سنة 678 هـ، وتوفي بالقاهرة سنة 689 هـ. انظر: الذهبي: العبر 3/ 370، ابن تغري: النجوم الزاهرة 7/ 386، ابن العماد: شذرات الذهب 5/ 409.
(2)
الكرك: بفتح الكاف وسكون الراء، قرية في أصل جبل لبنان. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 452.
(3)
السلطان الناصر محمد بن قلاوون الصالحي، ولي السلطنة في مصر لأول مرة لمدة سنة وعمره تسع سنين من سنة 693 - 694 هـ، وعزل وولي مكانه الملك العادل كتبغا المنصوري، ومن بعده السلطان لاجين في سنة 696 هـ، وقام السلطان لاجين بإخراج الناصر محمد من مصر إلى الكرك، فأقام بها إلى أن قتل لاجين في سنة 698 هـ، وأعيد الناصر محمد ثانيا، فأحضر من الكرك، في يوم السبت رابع جمادى الأولى سنة 698 هـ، وظل الناصر محمد في ولايته الثانية عشر سنين من سنة 698 - 708، ثم تسلطن للمرة الثالثة من سنة 709 - 741 هـ حيث مات في سنة 741 هـ. انظر: الذهبي: العبر 3/ 379 - 381، ابن تغري: النجوم الزاهرة 8/ 41 - 188،115،50، ابن العماد: شذرات الذهب 134،6/ 18،440،5/ 422. ابن العماد: شذرات الذهب 134،6/ 18،440،5/ 422.
(4)
هذا تجاوز غير مقبول فالفضل أولا وآخرا لله سبحانه وتعالى وقد قال وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ الحديد آية 29، وقال أيضا قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ آل عمران آية 26.
شهور سنة تسع وتسعين وستمائة بتونس
(1)
/ودفن يوم السبت بعد صلاة الظهر، وقد صلى عليه إمام الجامع الأعظم عبد الملك بن أحمد بن علي القيسي، عرف بالعز عاز، ودفن بالجبل المعروف بالزلاج قبل تونس
(2)
.
قيل له يوما وأولاده مجتمعون بين يديه ما هذا إلا عش، فقال: ومن بعد ذا العش عش، ومن بعد العش عش، وإني قد أمنت منهم، بيعت حوائجه بعد موته وهي الثياب، والإبريق، والمسبحة بتسعة عشر ألف مثقال، ووضعت في صندوق، ووضعت عند قاضي تونس، فسرقت تلك الليلة، وأرسل إلينا بمكة عمي محمد بن عبد الله - المذكور - كتابا من تونس صورة ما فيه تقرر عندنا من مسعود خادم الشيخ أنه ذكر عن الوالد رحمه الله قال: لقيت رجلا بمكة - شرفها الله تعالى - وأظنه قال أنه جاء من اليمن، فأحسن إليه سيدنا الوالد إحسانا كثيرا، فلما سافر قال مسعود للوالد رحمه: يا سيدي رأيتك عملت مع هذا الرجل عملا ما رأيتك عملته مع أحد، فقال له الوالد رحمه الله:
هذا ابن عمتي نلتقي معه في ثالث جد - أو قال في رابع جد - وما قمت له بحق، وهو من ذرية عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ثم قال رحمه: وقد اجتمعت بجماعة من الشرفاء، وأن سيدي قال لهم: أنا منكم، فقال بعضهم: يا سيدي كيف أنت منا؟ فقال: والدتي شريفة، وهي من ذرية الحسن بن علي رضي الله عنهما، فجمع والحمد لله بين القرب والقرابة، فإنه جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الصديق: هو أقرب قربة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال في علي رضي الله عنه: هو أقرب قرابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
(1)
تونس: بالضم ثم السكون، مدينة كبيرة بافريقية على ساحل البحر، وهي قصبة بلاد إفريقية. انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 60.
(2)
انظر: ابن الملقن: طبقات الأولياء ص 441، ابن العماد: شذرات الذهب 5/ 451.
قال: والقربة روح ونفس، والقرابة لحم ودم.
وكذلك اتصل جدي أبو محمد بسكين ضربت من سيف خالد بن الوليد رضي الله عنه وذلك أن بعض أجدادنا القدماء - إما الرابع وإما الخامس شك والدي رحمه الله تعالى - كان إمام جامع الزيتونة
(1)
، وجدوا حوضا من حجر في منارة الجامع فيه سيف مكتوب عليه: هذا سيف خالد بن الوليد الذي اشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة عشر درهما لخالد بن الوليد، فرفع خبره إلى السلطان في ذلك الوقت، فأمر أن تضرب منه ثلاثة، سكاكين، أحدها: أخذها السلطان، والثانية: علقت في الجامع، والثالثة: أرسلت لجدنا إمام الجامع، فانتقلت إلى أن وصلت لسيدي أبو محمد، ثم كانت بعده عند والدي رحمه الله، فسرقت منه
(2)
. انتهى.
حضر خالد بن الوليد مائة زحف
(3)
، ومات على فراشه بحمص، ودفن بقرية على ميل من حمص سنة إحدى وعشرين، وقيل: اثنتين وعشرين
(4)
، جملة ما روي اثنى عشر حديثا
(5)
.
(1)
الزيتونة مدينة بافريقية على مرحلة من سفاقس وبها عين ماء. انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 163.
(2)
استطراد ودعاوي تحتاج إلى إثبات.
(3)
يروى أن خالد بن الوليد لما حضرته الوفاة قال: «لقد شهدت مائة زحف أو زهاءها، وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، ثم ها أنا ذا أموت على فراشي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء» . انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 430، ابن الأثير: أسد الغابة 2/ 111.
(4)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 430، ابن الأثير: أسد الغابة 2/ 111.
(5)
ذكره ابن الجوزي في تلقيح مفهوم ص 368 في أصحاب الثمانية عشر، وفي تحفة الأشراف للمزي 3/ 111 له 6 أحاديث.
/حمص بلدة بالشام أصح بلاد الشام بين دمشق وحماة، وهي من أعمال دمشق، ليس بها عقارب ولا حيات، أحجارها سود كلها، وهي صغيرة جدا
(1)
. رأيتها في سنة سبع وخمسين وسبعمائة.
الفصل العاشر
في ذكر وفاة عمر رضي الله عنه
هو الفاروق
(2)
أبو حفص عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح ابن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عديّ بن كعب، القرشي العدوي
(3)
.
أسلم سنة ست من النبوة
(4)
. أمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
(5)
.
(1)
يذكر ياقوت في معجم البلدان 2/ 303 عن حمص عكس ما ذكره المؤلف عنها فيقول: «ومن عجيب ما تأملته من أمر حمص فساد هوائها وتربتها اللذين يفسدان العقل حتى يضرب بحماقتهم المثل» .
(2)
سماه بهذا الاسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد روي عن أيوب بن موسى قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه وهو الفاروق فرق الله به بين الحق والباطل. انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 270 - 271، ابن شبة: تاريخ المدينة 2/ 662، الطبري: تاريخ الرسل 4/ 195، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 1/ 245.
(3)
راجع عمود نسبه عند ابن سعد في الطبقات 3/ 2، الطبري في تاريخه 4/ 195، ابن شبة في تاريخ المدينة 2/ 654، ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1144.
(4)
أسلم في ذي الحجة سنة ست من النبوة وهو ابن ست وعشرين سنة. راجع قصة إسلامه عند ابن هشام في السيرة 1/ 342، ابن سعد في الطبقات 3/ 267، ابن شبة في تاريخ المدينة 2/ 656، الطبري في تاريخه 4/ 200.
(5)
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 265، ابن شبة: تاريخ المدينة 2/ 654، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1144، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 131، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 1/ 245.
ولد بعد الفيل بثلاث عشرة سنة، ومولده معروف بمكة من أسفلها على الجبل الذي بين كداء وكدي
(1)
. وهو من المهاجرين الأولين
(2)
.
خرج يطوف بالسوق - بعد حجته
(3)
- فلقيه أبو لؤلؤة فيروز الفارسي، غلام المغيرة بن شعبة، وكان نصرانيا - وقيل: مجوسيا
(4)
- فقال: أعدى عليّ المغيرة بن شعبة، فإن عليّ خراجا كثيرا، قال: فكم خراجك؟ قال:
درهمان في كل يوم، قال: فأيش صناعتك؟ قال: نقاش، نجار، حداد، قال: فما أرى خراجك كثيرا على ما تصنع من الأعمال، ثم قال له: وبلغني أنك قلت: لو أردت أعمل رحا تطحن بالريح لفعلت، قال: نعم، قال: فاعمل لي رحا، قال: لئن سلمت لأعملن لك رحا يتحدث بها من بالمشرق والمغرب، ثم انصرف، فقال عمر رضي الله عنه: لقد توعدني العلج آنفا، ثم أتى عمر منزله، فجاءه كعب الأحبار فقال: يا أمير المؤمنين أعهد، فإنك ميت في ثلاثة أيام، فقال: وما يدريك؟ فقال: أجده في كتاب الله التوراة، فقال عمر:
الله إنك لتجد عمر بن الخطاب في التوراة؟ قال: اللهم لا، ولكن أجد صفتك وحليتك، وأنه قد فنى أجلك. فلما كان من الغد جاءه كعب فقال: يا أمير المؤمنين ذهب يوم وبقي يومان، ثم جاءه بعد ذلك فقال: ذهب يومان وبقي
(1)
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 69، الطبري: تاريخ الرسل 4/ 197، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1145.
(2)
عن قصة هجرة عمر رضي الله عنه. انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 271، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 1145، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 1/ 258 - 259.
(3)
في سنة ثلاث وعشرين حج عمر رضي الله عنه بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وهي آخر حجة حجها بالناس. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 4/ 190، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 327.
(4)
روى ابن عبد البر بإسناد له عن علي بن مجاهد قال: اختلف علينا في شأن أبي لؤلؤة، فقال بعضهم كان مجوسيا، وقال بعضهم كان نصرانيا. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1155، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 2/ 92.
يوم وليلة، وهي لك إلى صبيحتها
(1)
، فلما كان الصبح خرج عمر إلى الصلاة، ودخل أبو لؤلؤة في الناس، في يده خنجر له رأسان نصابه في وسطه، فضرب عمر ست ضربات، إحداهن تحت سرته، وهي التي قتلته، وسقط عمر، وظهر العلج لا يمر على أحد يمينا أو شمالا إلا طعنه حتى طعن ثلاثة عشر رجلا مات منهم سبعة - وقيل: ستة - فطرح عليه رجل من المسلمين برنسا واحتضنه من خلفه، فنحر العلج نفسه، وأخذ عمر بيد عبد الرحمن بن عوف، فقدمه، فصلى بالناس ب:{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} ، و {قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ} وحمل عمر إلى منزله ودخل عليه المهاجرون والأنصار يسلمون عليه، ودخل/في الناس كعب فلما نظر إليه عمر أنشأ يقول:
وأوعدني كعب ثلاثا أعدها
…
ولا شك أن القول ما قاله كعب
وما بي حذار الموت إني لميت
…
ولكن حذار الذنب يتبعه الذنب
(2)
طعن يوم السبت غرة المحرم سنة أربع وعشرين، بعد حجته تلك السنة، وقيل: طعنه يوم الإثنين لأربع ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، وقيل: لثلاث ليال بقين من ذي الحجة، وبقي ثلاثة أيام بعد
(1)
قول كعب الأحبار هذا لا أظن صحة إسناده إليه، وفيه من النكارة معرفة أجل عمر، وهذا مما اختص الله بعلمه، فإن الآجال غيب اختص الله بعلمها.
(2)
الخبر والشعر كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 235 - 236، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 205 - 207). وانظر: ابن شبة: تاريخ المدينة 3/ 893 - 895، الطبري: تاريخ الرسل 4/ 190 - 193، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1154، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 329، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 2/ 90.
الطعنة ثم توفي
(1)
.
واستأذن عائشة رضي الله عنها أن يدفن مع صاحبيه فأذنت له
(2)
.
وقالوا له: أوصي، استخلف، فقال ما أجد أحدا أولى ولا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذي توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، فسمى:
عثمان، وعليا، والزبير، وطلحة، وسعدا، وعبد الرحمن بن عوف، فهم أهل الشورى
(3)
.
وتوفي وسنه يومئذ ثلاثة وستون سنة، وقيل: ستون، وقيل:
إحدى وستون، وقيل: ست وستون، وقيل: خمس وستون، وقيل: خمس وخمسون
(4)
.
ونزل قبره عثمان، وعلي، وعبد الرحمن بن عوف، والزبير، وسعد بن أبي وقاص، وقيل: صهيب، وابنه عبد الله بن عمر عوضا عن الزبير، وسعد
(5)
.
(1)
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 365، ابن شبة: تاريخ المدينة 3/ 943 - 944، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1152، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 2/ 101.
(2)
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 363، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 330 - 331، ابن النجار: الدرة الثمينة 2/ 390، النهرواني: تاريخ المدينة (ق 207).
(3)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 236، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 208) وراجع قصة الشورى عند ابن سعد في الطبقات 133،3/ 61، ابن شبة في تاريخ المدينة 3/ 926، الطبري في تاريخه 4/ 227 - 239.
(4)
كذا ورد عند النهرواني في تاريخ المدينة (ق 208). وخرج مسلم في صحيحه كتاب الفضائل باب كم سن النبي صلى الله عليه وسلم يوم قبض عن أنس بن مالك قال: قبض رسول الله وهو ابن ثلاث وستين وأبو بكر وهو ابن ثلاث وستين وعمر وهو ابن ثلاث وستين. ورواه ابن سعد في الطبقات 3/ 365 وابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1155 وقال ابن سعد: «قال الواقدي ولا يعرف هذا الحديث - ابن ثلاث وستين - عندنا بالمدينة حيث روي عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: توفي عمر وهو ابن ستين سنة وقال الواقدي: وهذا أثبت الأقاويل عندنا» .
(5)
كذا ورد عند النهرواني في تاريخ المدينة (ق 208)، وانظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 368.
تولى الخلافة سنة ثلاث عشرة من الهجرة، لثمان بقين من جمادى الآخرة
(1)
، وقيل: بويع له في رجب، وقيل: في ذي الحجة من السنة المذكورة، فكانت مدة خلافته عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام
(2)
.
وهو أول من سمّي أمير المؤمنين لا خلاف في ذلك
(3)
، وأما ما توهمه بعض الجهلة في مسيلمة فخطأ، وقيل: أول من تسمى بذلك عبد الله بن جحش - حكاه ابن الجوزي
(4)
.
وصلى عليه صهيب بن سنان الرومي وجاه المنبر
(5)
.
وصهيب: هو الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم: «صهيب سابق الروم، وسلمان سابق فارس، وبلال سابق الحبشة»
(6)
.
مات صهيب بالمدينة في شوال سنة ثمان وثلاثين أو تسع وثلاثين
(7)
.
جملة ما روى عمر رضي الله عنه سبعمائة وسبعة وثلاثون حديثا، أخرج
(1)
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 274، ابن شبة: تاريخ المدينة 2/ 673، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 420، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1152، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 337.
(2)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 4/ 194، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1152، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 337، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 2/ 102.
(3)
الخبر وسبب تسمية عمر بأمير المؤمنين ورد عند ابن سعد في الطبقات 3/ 281، ابن شبة في تاريخ المدينة 2/ 677، الطبري في تاريخه 4/ 208، ابن عبد البر في الاستيعاب 1150،3/ 1145 - 1151، ابن الجوزي في المنتظم 4/ 135، محب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 279.
(4)
قول ابن الجوزي ورد في كتابه المدهش ص 46.
(5)
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 368، مالك: الموطأ 1/ 230، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1157، أبو نعيم: معرفة الصحابة 1/ 203، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 2/ 102.
(6)
الحديث أخرجه أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة 2/ 909 عن الحسن، وابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 729 عن أنس، وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 437 عن أنس.
(7)
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 226، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 733، ابن حجر: الاصابة 3/ 452.
له منها في الصحيحين إحدى وثمانون، المتفق عليه منها ثمانية وسبعون، وانفرد البخاري بثمانية ومسلم بخمسة
(1)
.
وجملة من في الصحابة اسمه عمر ثمانية، كلهم رووا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس فيهم عمر بن الخطاب سواه
(2)
.
وجملة من يجيء في الحديث عمر بن الخطاب سبعة: هو أحدهم، الثاني: كوفي روى عنه خالد الواسطي/الثالث: راسبي روى عنه سويد، الرابع: اسكندراني روى عن ضمام، الخامس: عنبري روى عن أبيه، السادس: بصري روى عن معتمر، السابع: سجستاني روى عن محمد بن يوسف
(3)
. وقال أبو نعيم: في الصحابة سبعة عشر عمر.
ولما دفن عمر رضي الله تعالى عنه قالت عاتكة ابنة زيد بن عمرو بن نفيل، امرأة عمر بن الخطاب ترثاه:
وفجعني فيروز لا در دره
…
بأبيض تال للكتاب منيب
رؤفا على الأدنى غليظا على العدى
…
أخي ثقة في النائبات مجيب
(1)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 396، المزي: تحفة الأشراف 8/ 3 - 126 من حديث رقم (10381 - 10678).
(2)
جريدة من اسمه عمر من الصحابة أوردها ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1144 - 1160 وهم: عمر بن الخطاب، وعمر بن سراقة، وعمر بن سعد، وعمر بن سفيان، وعمر بن أبي سلمة، وعمر ابن عمير، وعمر بن عوف، وعمر بن يزيد رضوان الله عليهم.
(3)
جريدة الأسماء أوردها ابن الجوزي في المدهش ص 56، وفي تلقيح فهوم ص 618، ابن ناصر الدين القيسي في توضيح المشتبه 3/ 272، الخطيب البغدادي في المتفق والمفترق 3/ 1600 - 1603.
متى ما يقل لا يكذب القول فعله
…
سريع إلى الخيرات غير قطوب
(1)
وقيل: هذا الشعر ينسب إلى الشّماخ بن ضرار وإلى أخيه مزرد بن ضرار
(2)
، وهو في عمر رضي الله تعالى عنه.
عاتكة: امرأته تزوجها عبد الله بن أبي بكر فقتل عنها، ثم عمر فقتل عنها، ثم الزبير فقتل عنها، ثم توفيت سنة إحدى وأربعين
(3)
.
وأنشد بعضهم:
قتلوه مظلوما ما لدا محرابه
…
من غير ما ذنب سوى الأحقاد
ثم استحلوه عقيلة ماله
…
ونسوا جميلا بينهم ووداد
ولما دفن رضي الله عنه لزمت عائشة رضي الله عنها ثيابها، الدرع والخمار والإزار وقالت: إنما كان أبي وزوجي، فلما دخل معهما غيرهما لزمت ثيابي، وابتنت حائطا بينها وبين القبور، وبقيت في بقية البيت من جهة
(1)
الخبر ورثاء زوجته له ورد عند ابن شبة في تاريخ المدينة 3/ 948، الطبري في تاريخه 4/ 219، ابن الضياء في تاريخ مكة ص 236، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 208).
(2)
الشماخ ومزرد ابنا ضرار، ويقال أن اسم الشماخ: معقل بن ضرار، وهو من أوصف الناس للقوس والحمر، وأرجز الناس على بديهة، وكان شاعرا جاهليا اسلاميا. انظر: ابن قتيبة: الشعر والشعراء 1/ 315 - 318.
(3)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 237، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 209). وانظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 265، الطبري: تاريخ الرسل 4/ 199، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1876، ابن الجوزي: المنتظم 5/ 191 - 192.
الشام
(1)
.
ويروى عنها: أنها رأت في المنام أنه سقط في حجرها - وروي في حجرتها - ثلاثة أقمار، فذكر ذلك لأبي بكر، فقال: خيرا، قال يحيى بن سعيد
(2)
: فسمعت بعد ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دفن في بيتها قال أبو بكر:
هذا أحد أقمارك يا بنية وهو خيرها
(3)
.
نبذة من بعض فضائله رضي الله عنه:
كان آدم شديد الأدمة، طوالا، كثّ اللحية، أصلع
(4)
.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «رأيت عمر رضي الله عنه في المنام بعد وفاته، فقلت له: يا أمير المؤمنين من أين أقبلت؟ قال: من حضرة ربي عز وجل، فسألته: ماذا فعل الله بك؟ قال: أوقفني بين يديه، فسألني ثم قال: يا عمر تناديك امرأة على شاطيء الفرات، قد هلك من شياهها شاة تقول: واعمراه والمرأة تستغيث بك فلا تجيبها؟ فقلت: وعزتك وجلالك ما علمت بذلك وأنت أعلم مني، فقال لي: وقد كان يجب عليك وإني أرعد من تلك المسألة
(1)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 391، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 209). انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 364،2/ 294، ابن شبة: تاريخ المدينة 3/ 945.
(2)
يحيى بن سعيد الأنصاري المدني القاضي كان محدثا ثقة ت 143 هـ. انظر: ابن قتيبة: المعارف ص 480، الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 101، ابن حجر: التهذيب 11/ 221.
(3)
رؤيا عائشة رضي الله عنها أخرجها ابن سعد في طبقاته 2/ 293، والبيهقي في الدلائل 7/ 262، وذكرها ابن الجوزي في الوفا 2/ 797، ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 391، محب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 142.
(4)
كذا ورد عند ابن البر في الاستيعاب 3/ 1146، محب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 247. وراجع صفته عند الطبري في تاريخه 4/ 196، أبو نعيم: معرفة الصحابة 1/ 206، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 131.
إلى هذا الوقت، قال ابن عباس رضي الله عنهما: ثم ماذا؟ قال: رددت إلى مضجعي، فهبط عليّ منكر ونكير فقالا لي: من ربك ومن نبيك؟ فقلت لهما: أما تستحيان مني ولمثلي تقولان هذا وجذبتهما إليّ، وقلت: الله ربي وضجيعي نبي، وأنتما من ربكما؟ /فقال نكير لمنكر: والله يا أخي ما ندري نحن المبعوثون إلى عمر أم عمر المبعوث إلينا، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم من لحده فقال لهما: عمر بن الخطاب هو أعرف بربه منكما»
(1)
.
سمعت والدي رحمه الله يقول: سمعت خليل المالكي - إمام المالكية بالحرم الشريف - يقول: من استدام قراءة سورة الملك مرة كل يوم لم ير الملكان.
سمعت والدي رحمه الله يقول: لما توفيت أم امرأة الشيخ أبو محمد رضي الله عنه، أرسل بقميصه وقال: اجعلوه من جملة أكفانها. ففعلوا، فلما دفنت أتى الشيخ رحمه الله الدار وأخرج تمرا ودقيقا وأمرهم بعمل كعك وقال: هذا شكرانه السلامة قالت امرأته: وما ذاك يا سيدي. قال: لما أتاها الملكان نظرا إليها وقال أحدهما للآخر: ارجع بنا فإن عليها قميص المرجاني، فرجعا ولم يسألاها
(2)
، فكان والدي رحمه الله يحتفظ على جبة من صوف كانت عنده من لباس والده، وأعطى لنا منها قطعة لكل شخص وقال: إذا أنا مت كفنوني فيها ففعلت.
وفي أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه كانت وقعة فحل
(3)
(1)
قول ابن عباس ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 237، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 209 - 210) وعزاه للمؤلف. وهو قول منكر ولا يصح عن ابن عباس.
(2)
خرافة لا يصدقها العقل، والكلام مبالغ فيه واعتقاد غير صحيح.
(3)
فحل: بكسر أوله وسكون ثانيه، موضع بالشام من أرض الأردن، وكان يوم فحل يسمى يوم الرّدغة - أي الوحل الشديد - لما لقي المسلمون فيها، وذلك في ذي القعدة سنة 13 هـ. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 435، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 142، ياقوت: معجم البلدان 4/ 237.
واليرموك
(1)
وأنطاكية
(2)
، وأجلى هر قل إلى القسطنطينية
(3)
، والقادسية
(4)
والمدائن
(5)
وجلولاء
(6)
ونهاوند
(7)
، وازعاج كسرى من مملكته إلى خراسان
(8)
، واستيلاء المسلمين على ديار غزة
(9)
، وبنيت في أيامه: البصرة
(10)
(1)
بدأ فتح اليرموك في عهد أبي بكر الصديق، وأتم خالد بن الوليد الفتح في عهد عمر بن الخطاب. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 394 - 406، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 118 - 123.
(2)
فتحت أنطاكية في عهد عمر تحت قيادة أبي عبيدة بن الجراح، ونقض أهلها الصلح أكثر من مرة، فسار إليها عمرو بن العاص ففتحها. انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 226.
(3)
خرج هر قل من بلاد الشام نحو القسطنطينية في سنة 15 هـ، وقيل في سنة 16 هـ. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 602.
(4)
بدأ أمر القادسية - وهو الثبت - في سنة 14 هـ، وقيل سنة 16 هـ بقيادة سعد بن أبي وقاص، وكانت أربعة أيام أشدها ليلة الهرير، وقد انتصر المسلمون فيه على الفرس. انظر: تاريخ الرسل 3/ 480 - 490، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 160 - 179.
(5)
كان فتح المدائن على يد سعد بن أبي وقاص في صفر سنة 16 هـ. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 4/ 8، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 207.
(6)
جلولاء: بالمد، أرض السواد، وهو نهر عظيم، وبها كانت الوقعة المشهورة التي انتصر فيها المسلمون على الفرس سنة 16 هـ. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 4/ 24، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 212، ياقوت: معجم البلدان 2/ 156.
(7)
نهاوند: بفتح النون الأولى وتكسر والواو مفتوحة ونون ساكنة، إحدى مدن فارس، كان فتحها سنة 19 هـ وقيل في سنة 21 هـ بقيادة النعمان بن مقرن. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 4/ 114، ياقوت: معجم البلدان 5/ 313 - 314.
(8)
في سنة 22 هـ خرج كسرى - يزدجرد - من الري إلى أصبهان ثم إلى كرمان ثم خراسان، فأتى مرو فنزلها زمان عمر كله، وفي عهد عثمان بن عفان أقبل كسرى حتى نزل قم واختلف هو ومن معه، فقتل ورمي في النهر سنة 31 هـ. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 4/ 166 - 286،173 - 287، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 322 - 323.
(9)
في سنة 15 هـ بدأ حصار غزة، حيث انطلق علقمة بن مجزر، فحصر الفيقار بغزة. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 604.
(10)
في سنة 14 هـ اختط عتبة بن غزوان البصرة بأرض العراق بأمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 590، ياقوت: معجم 1/ 430 - 432.
والكوفة
(1)
والفسطاط
(2)
.
وقتل رضي الله عنه وعماله على مكة: نافع بن عبد الحارث، وعلى الطائف: سفيان بن عبد الله، وعلى الكوفة: المغيرة بن شعبة، وعلى البصرة:
أبو موسى الأشعري، وعلى مصر: عمرو بن العاص، وهو الذي بنى الفسطاط
(3)
.
ومن العجائب: أب وابن تقارب ما بينهما في السن: عمرو بن العاص، كان بينه وبين ابنه عبد الله ثلاثة عشر سنة، وأخوان تباعد ما بينهما في السن: موسى بن عبيد الذي يروى عنه الحكايات، وأخوه عبد الله بن عبيدة [فإن عبد الله أسن من موسى]
(4)
بثمانين سنة ولا يذكر مثلها
(5)
.
وافتتحت مصر سنة عشرين، والإسكندرية سنة إحدى وعشرين
(6)
، وأرض مصر محدودة مسيرة أربعين ليلة في مثلها، وطولها من الشجرتين اللتين بين رفح
(7)
والعريش
(8)
إلى
(1)
في سنة 17 هـ اختط سعد بن أبي وقاص الكوفة بأرض العراق بأمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 4/ 40، ياقوت: معجم البلدان 4/ 490.
(2)
في سنة 20 هـ اختط عمرو بن العاص الفسطاط بأرض مصر بعد أن فتحها. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 4/ 109، ياقوت: معجم البلدان 4/ 261.
(3)
راجع عمال عمر رضي الله عنه على الأمصار في السنة التي قتل فيها وكما ورد هنا عند الطبري في تاريخه 4/ 241، ابن الجوزي في المنتظم 4/ 328.
(4)
الاضافة للضرورة من المدهش ص 60.
(5)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 60 وفي تلقيح فهوم ص 701.
(6)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 105،4/ 104، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 291.
(7)
رفح: بفتح أوله وثانيه، منزل في طريق مصر، وهي مدينة عامرة، وعلى ثلاثة أيام من رفح شجر جميز مصطف من جانبي الطريق على اليمين والشمال على مسيرة نحو يومين. انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 54.
(8)
العريش بضم أوله وكسر ثانيه، مدينة كانت أول عمل مصر من ناحية الشام على ساحل البحر. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 113.
أسوان
(1)
، وعرضها من برقة إلى أيلة
(2)
.
وكان اسم مصر - فيما تقدم
(3)
- مقذونية، وكان خراجها في أيام فرعون ستة وتسعون ألف ألف دينار، وجبى مصر عبد الله بن الخشاب في أيام بني أمية ألفي ألف وسبعمائة ألف [وثلاثة وعشرون ألفا وثمانمائة وسبع وثلاثون دينارا، وحمل منها موسى بن عيسى في زمان بني العباس ألفي ألف ومائة ألف]
(4)
وثمانون ألف دينار
(5)
.
ومصر هي أرض القيراط أجمع الشارحون على ذلك
(6)
.
حكى الشيخ شهاب الدين فضل الله عن الطحاوي في «مشكل الآثار» أن الإشارة وقعت إلى كلمة عوراء يستعملها المصريون فقط في المسابة فيقولون/أعطيت فلانا قراريط أي أسمعته المكروه.
وكورة مصر كثيرة منها: أسوان، وإخميم
(7)
، والأسكندرية، والقلزم، والطور، وأيلة
(8)
.
(1)
أسوان: بالضم ثم السكون، مدينة كبيرة في آخر صعيد مصر وأول بلاد النوبة على النيل في شرقيه. انظر: ياقوت معجم البلدان 1/ 191.
(2)
كدا ورد عند ياقوت في معجم البلدان 1/ 191 وقال: «وكانت منازل الفراعنة، واسمها باليونانية مقذونية» .
(3)
تقدم ذلك في الفصل الثالث من الباب السادس.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
كذا ورد عند ياقوت في معجم البلدان 5/ 141.
(6)
فقد أخرج مسلم في صحيحه كتاب الصحابة باب وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل مصر حديث (226، 227) 4/ 1970 عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط
…
»، وأحمد في المسند 5/ 174 عن أبي ذر.
(7)
إخميم: بالكسر ثم السكون وكسر الميم، بلد بصعيد مصر على شاطئ النيل. انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 123.
(8)
راجع كور مصر عند ياقوت في معجم البلدان 5/ 138 - 139.
وكان في زمانه على حمص: عمير بن سعد، وعلى دمشق: معاوية، وعلى صنعاء: يعلى بن منبه، وعلى الجند
(1)
: عبد الله بن أبي ربيعة، وعلى البحرين: عثمان بن أبي العاص
(2)
.
والبحرين: من ناحية نجد وليست من الحجاز، وببحرها اللآليء، ومخاليفها: الخط، والقطيف، والأرده، وهجر، وقردق، وبينونة وزارة، وجواثا، وسابور، ودارين، وغابة
(3)
( (*)).
(1)
الجند: بالتحريك، إحدى مخاليف اليمن، وهو أعظمها. انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 169.
(2)
راجع عمال عمر رضي الله عنه على الأمصار في السنة التي قتل فيها وكما ورد هنا عند الطبري في تاريخه 4/ 241، ابن الجوزي في المنتظم 4/ 328.
(3)
كذا ورد عند ياقوت في معجم البلدان 1/ 346 - 347 عند تعريفه للبحرين ومخاليفها.
( (*)) التعريف بمخاليف البحرين:
- الخط: بضم الخاء وتشديد الطاء، وهو خط عبد القيس بالبحرين وأعظم مدنها. انظر: معجم البلدان 2/ 378.
- القطيف: بفتح أوله وكسر ثانيه، مدينة بالبحرين، وهي قصبتها. انظر: معجم البلدان 4/ 378.
- هجر: بفتح أوله وثانيه، مدينة قاعدة البحرين. انظر: معجم البلدان 5/ 393.
- بينونة: موضع بين عمان والبحرين. انظر: معجم البلدان 1/ 536.
- زارة: إحدى قرى البحرين وبها عين مشهورة. انظر: معجم البلدان 3/ 126.
- جواثا: بالضم وبالمد والقصر، حصن لبني عبد القيس بالبحرين. انظر: معجم البلدان 2/ 174.
- سابور: موضع البحرين فتح على يد العلاء بن الحضرمي في عهد أبي بكر.
انظر: معجم البلدان 3/ 186.
- دارين: فرضة البحرين يجلب إليها المسك من الهند. انظر: معجم البلدان 2/ 432.
- غابة: قرية بالبحرين. انظر: معجم البلدان 4/ 182.
وبنى البصرة في زمانه عتبة بن غزوان
(1)
، قيل: عدّت أنهار البصرة أيام بلال بن أبي بردة
(2)
فزادت على مائة ألف نهر وعشرين ألف نهر تجري فيها الزواريق، وبها نخل متصل إلى عبادان نيف وخمسين فرسخا في أرض لا جبال بها، وبها نهر يعرف بنهر الأبلة طوله أربع فراسخ بين البصرة والأبلة، والأبلّة مدينة إلى جنب البصرة
(3)
، وهي من كور دجلة
(4)
، يقال لها:
كورة دستميسان
(5)
.
وكتابه رضي الله عنه: زيد بن ثابت، وعبد الله بن أرقم. وحاجبه: يرفأ مولاه. ومؤذنه: سعد القرظ
(6)
.
وهو أول من اتخذ الدّرة
(7)
، وأول من تولى خطة القضاء
(8)
.
(1)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 590، ياقوت: معجم البلدان 1/ 430 - 432.
(2)
كان بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعرى قد فتق نهر معقل في فيض البصرة، وإليه ينسب نهر بلال، احتفره وجعل على جنبيه حوانيت. انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 318.
(3)
انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 76 - 78.
(4)
كور دجلة: إذا أطلق هذا الإسم فإنما يراد به أعمال البصرة ما بين ميسان إلى البحر كله يقال له كور دجلة. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 489.
(5)
دستميسان: بفتح الدال وسين مهملة ساكنة والميم مكسورة، كورة كبيرة بين واسط والبصيرة قصبتها الأبلة، فتكون البصرة من هذه الكورة. انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 455.
(6)
كذا ورد عند خليفة بن خياط في تاريخه 1/ 130 وقال: «وخازنه يسار، وعلى بيت ماله عبد الله ابن الأرقم» .
(7)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 4/ 209، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1146، ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 107.
(8)
أول من ولي شيئا من أمور المسلمين عمر بن الخطاب، ولاه أبو بكر القضاء، فكان أول قاض في الإسلام. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1150، ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 107، السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 137.
وأنجز الله في خلافته عظيم ما وعد الله به رسوله صلى الله عليه وسلم من الفتوح، لأنه صلى الله عليه وسلم، أخبر ببلوغ ملك أمته ما زوى له منها، وبلغ ملكهم من أول المشرق إلى بلاد السند، والترك، إلى آخر بلاد المغرب من سواحل البحر المحيط بالأندلس، وبلاد البربر
(1)
. ولم يتسعوا في الجنوب والشمال كل الإتساع
(2)
.
وقال القاضي عياض
(3)
وفي زبور داود عليه السلام أن نبينا عليه الصلاة والسلام يحوز من البحر إلى البحر، ومن لدن الأنهار إلى منقطع الأرض.
وقد روي عن العباس بن الوليد
(4)
معنعنة
(5)
عن ثوبان قال له رسول الله
(1)
انظر: ابن الجوزي: الوفا 1/ 308. ومن الأحاديث المبشرة بالفتوح الإسلامية حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، وإذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله .. » والحديث أخرجه الترمذي في سننه 4/ 431، وأحمد في المسند 2/ 233، وراجع الباب الذي عقده السيوطي في الخصائص 2/ 402 - 414 وأورد فيه الأحاديث التي فيها إخباره صلى الله عليه وسلم بما يفتح الله على أصحابه وأمته من الدنيا، وإخباره بفتح الحيرة واليمن والشام والعراق وبيت المقدس وفتح مصر وغزاة البحر وغزو الهند وفتح فارس.
(2)
حيث مجاهل إفريقية في الجنوب والبحر وأوربا النصرانية في الشمال.
(3)
قول القاضي عياض ورد عنده في الشفا 1/ 223.
(4)
العباس بن الوليد النرسي، كان محدثا ثقة، مات سنة 238 هـ. انظر: ابن حجر: التقريب ص 294.
(5)
كذا في الأصل والعباس بن الوليد لم يلق ثوبان. وبينهما حين من الدهر، ولم أقف على رواية العباس بن الوليد عن ثوبان.
صلّى الله عليه وسلّم: زويت الأرض لي [مشارقها]
(1)
إلى مغاربها، وأعطيت الكبريت الأحمر والأبيض» إلى آخر الحديث
(2)
. وهذا معناه: أنه أعطي علم الصنعة، عمل أكسير الحمرة والبياض، وأعطي أيضا من القوة ما أن يلقيه على الحجارة فتصير ذهبا، وهو معنى قوله: «أجعل لك جبال مكة ذهبا تسير [معك]
(3)
حيث ما سرت».
وكان صلى الله عليه وسلم، قد فتح في حياته الحجاز/واليمن، وجميع جزيرة العرب، وما دانى ذلك من الشام والعراق.
ويروى أن النيل امتسك في زمانه رضي الله عنه، فسألوا القبط عن ذلك، فقالوا: كنا إذا وقف مداده عمدنا إلى جارية من بنات ملوكنا، فألقيناها في عرضه فيمد، وما لم نفعل فلا يمد، فكتب بذلك إلى عمر رضي الله عنه فكتب كتابا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر سلام عليك، فإني أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو، أما بعد: فإن كنت تجري بحولك وقوتك فلا حاجة لنا بك، وإن كنت تجري بحول الله وقوته فاجر على بركة الله والسلام. وكتب إلى عمرو بن العاص، وهو أمير مصر يومئذ يأمره أن يلقي كتابه في عرض النيل، ففعل فمدّ النيل
(4)
.
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
حديث ثوبان: أخرجه أحمد في المسند 284،5/ 278، ومسلّم في صحيحه كتاب الفتن باب هلاك هذه الأمة برقم (2889)، والترمذي في سننه كتاب الفتن باب ما جاء في سؤال النبي برقم (2176)، وأبو داود في سننه كتاب الفتن باب ذكر الفتن برقم (4252) 4/ 97، ابن الجوزي في الوفا 1/ 307.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
الأثر ذكره ابن كثير في البداية والنهاية 1/ 23 عن قيس بن الحجاج، ابن الجوزي في المنتظم 4/ 294، محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2/ 15 - 16، ياقوت في معجم البلدان 5/ 335 وقال:«وقد جرى النيل بقدرة الله تعالى وزاد ستة عشر ذراعا في ليلة واحدة وانقطعت تلك العادة السيئة عن أهل مصر» .
ومخرج النيل من جبل القمر، وسمي جبل القمر لبياضه، لأنه لا يزول الثلج عليه، ولكثرة النداوة أيضا، لأن النداوة من تأثير القمر، فإذا خرج من جبل القمر صب في بحيرتين خلف خط الإستواء، ويطيف بأرض النوبة، ويجيء إلى مصر، فيصب بعضه بدمياط في البحر الرومي
(1)
.
قال صاحب صور الأقاليم: لا يعلم ابتداء ماء النيل، لأنه يخرج من مغارة من وراء أرض الزنج لا تسلك، ويقال: إنه من الفرات.
وقيل: الفرات والنيل نهران يخرجان من تحت سدرة المنتهى
(2)
، وشجرة المنتهى شجرة على حد السماء السابعة، وعروقها وأغصانها تحت الكرسي، لها كل ورقة تغطي الدنيا، ونبقها مثل قلال هجر
(3)
، يخرج من أصلها نهران ظاهران، ونهران باطنان، الباطنان في الجنة، والظاهران النيل والفرات
(4)
.
(1)
انظر: المسعودي: مروج الذهب 1/ 87، ابن الجوزي: المنتظم 1/ 161، ياقوت: معجم البلدان 5/ 335، ابن كثير: البداية والنهاية 1/ 23.
(2)
فصّل ابن حجر في فتح الباري 2/ 213 - 214 القول في المراد بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم النيل والفرات من الجنة وأنهما ينبعان من أصل سدرة المنتهى، وذكر أن بعض العلماء حمل هذه الألفاظ على المعنى الحقيقي، وعليه يلزم من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النيل والفرات يخرجان من أصل سدرة المنتهى في الأرض، ثم ذكر رأي البعض الآخر من العلماء وهم القائلون بالتأويل أن قول النبي صلى الله عليه وسلم النيل والفرات وسيحون وجيحون من الجنة مجرد تشبيه لها بأنهار الجنة لما فيها من شدة العذوبة والحسن والبركة. ثم قال الحافظ: والأول أولى والله أعلم.
(3)
النبق: بفتح النون وكسر الموحدة، هو ثمر السدر. والقلال: بالكسر، جمع قلة وهي الجرار، يريد أن ثمرها في الكبر مثل القلال. انظر: ابن حجر: فتح الباري 7/ 213. وهجر: قرية قرب المدينة، مشهورة بكبر قلالها، وهي الجرار التي يوضع فيها الماء. انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 393.
(4)
حديث الإسراء والمعراج ووصف سدرة المنتهى: أخرجه البخاري في صحيحه برقم (3207) في بدء الخلق وبرقم (3393) و (3430) في أحاديث الأنبياء وبرقم (3887) في مناقب الأنصار، وأحمد في المسند 4/ 208 - 209، ومسلّم في صحيحه برقم (164) في الإيمان باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم، والبيهقي في الدلائل 2/ 373 - 377 من طرق عن قتادة عن أنس عن مالك ابن صعصعة، وذكره ابن كثير في النهاية 2/ 420 - 422، والسيوطي في الخصائص 1/ 380، 433،420،402.
وفي الحديث: سدرة المنتهى صبر الجنة. والصبر أعلى الشيء
(1)
، وفيه لغة: بصر الجنة من المقلوب كالجذب والجبذ، والصاعقة والصاقعة، وما أطيبه وأيطبه، وربض ورضب، وانبض في القوس وانضب، ولعمري ولرعمي، واضمحل وامضحل، وعميق ومعيق، وسبسب وبسبس، وملكت الشيء ومكلته إذا أخطأته، وأسير مكبل ومكلب، وسحاب مكفهر ومكرهف، وناقة ضمرز وضرزم إذا كانت مسنة، وطريق طامس وطاسم، وقفا الأثر وقاف الأثر، وتاع البعير والناقة وتعاها بلغة اليمن أي جاء، وقوس عطل [وعلط لا وتر عليها، وجارية فتين وفنيت قليلة الدر، وشرخ الشباب وشخره أوله، ولحم خنز]
(2)
وخزن، وتنح عن لقم الطريق ولمق [الطريق،]
(3)
وجرجمة وجمجرة وهو الشديد، ونفحته بيدي ونحفته إذا ضربته، وهجهجت بالفرس وجهجهت، وبطيخ وطبيخ، وماء سلسال ولسلاس وملسلس ومسلسل إذا كان صافيا، ودقم فاه بالحجر ودمقه، وفثأت القدر وثفأتها إذا سكنت غليانها، وكبكبت الشيء وبكبكته [إذا طرحت بعضه على بعض،]
(4)
وثكم الطريق وكثمه وجهه/وجارية قبعة وبقعة وهي التي تظهر وجهها ثم تخفيه، وكعبرته بالسيف وبعكرته إذا ضربته، ولفت الشيء وفلته. حكاه ابن الجوزي
(5)
.
وتبتديء الزيادة في نيل مصر في السابع والعشرين من أيار، وفيه تغور جميع الأنهار إلا النيل
(6)
. وفي إحدى وعشرين من تشرين الأول يفرغ النيل.
(1)
ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث 2/ 203 من حديث عبد الله بن مسعود، وابن الأثير في غريب الحديث 3/ 9.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط) والمدهش لابن الجوزي ص 31.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط) والمدهش لابن الجوزي ص 31.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من المدهش ص 31.
(5)
راجع ما حكاه ابن الجوزي في المدهش ص 31.
(6)
يذكر ياقوت في معجم البلدان 5/ 334 عن زيادة نيل مصر بقوله: «ويمتد في أشد ما يكون من الحر حين تنقص أنهار الدنيا، ويزيد بترتيب وينقص بترتيب بخلاف سائر الأنهار، فإذا زادت الأنهار في سائر الدنيا نقص، وإذا نقصت زاد» .
وأما سيحون
(1)
فإنه بالهند، وجيحون
(2)
نهر ببلخ، ويخرج جيحون من بلاد التبت حتى يمر ببلخ، - والتبت
(3)
بضم التاء الأول والباء الموحدة المضمومة أيضا وآخرها كأولها - ثم يمر بالترمذ
(4)
، وخوارزم
(5)
حتى يصب إلى بحر جرجان
(6)
.
وسيحان
(7)
قال الشارحون: نهر بالشام، وكذلك جيحان
(8)
، الأول من السيح والثاني من جحن والنون فيه أصلية. وسيحان نهر بالبصرة
(9)
.
وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم قال: «أربعة أنهار في الأرض من الجنة:
الفرات، والنيل، وسيحون، وجيحون».
(1)
سيحون: نهر مشهور كبير فيما وراء النهر قرب خجنده بعد سمرقند. انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 294.
(2)
نهر جيحون: بالفتح، وأصل مجراه من جبل يتصل بناحية السند والهند وكابل، ويصب في بحيرة خوارزم.
انظر: المسعودي: مروج الذهب 1/ 88، ياقوت: معجم البلدان 2/ 196 - 197.
(3)
التبت: بالضم وقيل بفتح أوله وضم ثانيه مشددة، بلد بأرض الترك المتاخمة للهند من الغرب. انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 10.
(4)
ترمذ: بكسر أوله وسكون الثاني وكسر الميم، مدينة مشهورة على نهر جيحون من الشرق. انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 26.
(5)
خوارزم: أوله بين الضمة والفتحة، ليس اسما للمدينة، وإنما هو اسم للناحية بجملتها، وقصبتها الجرجانية، وتقع هذه الناحية على شاطيء نهر جيحون. انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 395.
(6)
انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 196 - 197، ابن كثير: البداية 1/ 24.
(7)
سيحان: بفتح أوله وسكون ثانيه، نهر بثغر المصيصة، وهو نهر أذنة بين أنطاكية والروم. انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 293.
(8)
جيحان: بالفتح ثم السكون، نهر بالمصيصة بالثغر الشامي، ومخرجه من بلاد الروم. انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 196.
(9)
سيحان نهر البصرة: كان للبرامكة، وقد سمت العرب كل ماء جار غير منقطع «سيحان». انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 293.
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عنه صلى الله عليه وسلم مثله، وقال: سيحان، وجيحان، والفرات، والنيل»
(1)
.
وعن كعب [قال:]
(2)
«أربعة أنهار من الجنة وضعها الله في الأرض:
سيحان، وجيحان، والفرات، والنيل، سيحان نهر الماء في الجنة، وجيحان نهر اللبن في الجنة، والنيل نهر العسل في الجنة، والفرات نهر الخمر في الجنة»
(3)
. وقال ابن لهيعة: الدجلة نهر اللبن في الجنة.
وكان نقش خاتمه رضي الله عنه: «كفى بالموت واعظا يا عمر»
(4)
.
ومتى هاج الريح وذكر اسمه رضي الله عنه، برد الريح
(5)
.
وسمعت من حكماء الهند قال: إذا كتبت اسمه رضي الله عنه على فخذك لم تحتلم، قال: ولي سنتين لم أغتسل منها
(6)
.
وسمعت من الأستاذ الكبير ابن سيد الناس النويري يقول: من قرأ كل ليلة قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا}
(7)
إلى هذا الحد لم يحتلم، قال: ولي خمس عشرة سنة لم أغتسل من الإحتلام، أو قال: خمس وعشرون سنة - شكيت في ذلك، وهذا من
(1)
حديث أبي هريرة أخرجه مسلّم في صحيحه كتاب الجنة باب ما في الدنيا من أنهار الجنة برقم (26) 4/ 2183، وأحمد في المسند 2/ 289، وابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 85، والخطيب في تاريخ بغداد 1/ 54، والهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 71.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 1/ 55 عن كعب، وهو يروى عن الكتب السابقة وقد أصابها التحريف والتبديل.
(4)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1146، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 131.
(5)
الكلام مبالغ فيه واعتقاد غير صحيح.
(6)
خرافة لا يصدقها العقل.
(7)
سورة الأعراف آية (201).
خصائصه رضي الله عنه
(1)
، كما روي عن يعقوب بن أحمد قال سمعت عبد الرحمن بن محمد مولى بني أمية يقول: زاد نيل مصر حتى خشي الناس الغرق، قال فوقفت عليه وقلت: بحرمة عمر بن الخطاب عليك إلا سكنت.
فسكن
(2)
.
عن أبي هريرة، وعقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب»
(3)
.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد كان في الأمم قبلكم محدثون، فإن يكن في هذه الأمة أحد فعمر بن الخطاب»
(4)
.
وقال عليه الصلاة والسلام: «اتقوا غضب عمر فإن الله تعالى يغضب إذا غضب عمر»
(5)
.
وقال عليه الصلاة والسلام: «حب عمر براءة من النار»
(6)
.
(1)
حكاية غريبة يذكرها متوهم ليس له خصائص.
(2)
حكاية غريبة جدا.
(3)
حديث أبي هريرة وعقبة بن عامر: أخرجه الترمذي في سننه كتاب المناقب باب مناقب عمر برقم (3686) 5/ 578، وأحمد في فضائل الصحابة 1/ 356، والحاكم في المستدرك 3/ 85، وابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1147، محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2/ 3،1/ 259.
(4)
حديث عائشة رضي الله عنها: أخرجه الترمذي في سننه كتاب المناقب باب مناقب عمر برقم (3693) 5/ 581، والحاكم في المستدرك 3/ 86، ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1147، وأبو نعيم في معرفة الصحابة 1/ 216، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 260 وفسر «محدثون» بمعنى يلهمون الصواب.
(5)
الحديث أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 5/ 430 بإسناد له عن علي بن أبي طالب، وذكره ابن حجر في اللسان 5/ 224 وقالا:«بأنه منكر من رواية محمد بن عبد الله النحاس يروي المنكرات عن الثقات» ، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة 2/ 9 خرجه الحافظ أبو سعيد النقاش والملاء.
(6)
ذكره الألباني في ضعيف الجامع برقم (2679) وعزاه لابن عساكر بإسناد ضعيف ولفظه منكر.
وقال عليه الصلاة والسلام: «ضرب الله الحق على لسان عمر وقلبه»
(1)
.
وقال عليه الصلاة والسلام: «قال لي جبريل: اقرأ عمر السلام وأعلمه أن رضاه حكم وأن سخطه عذاب»
(2)
.
وقال عليه الصلاة والسلام: «قال لي جبريل: ليبك الإسلام من بعد موتك على موت عمر»
(3)
.
وقال عليه الصلاة والسلام: «من أحب عمر فقد أحبني ومن أبغض /عمر فقد أبغضني»
(4)
.
وقال عليه الصلاة والسلام: «الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلا خرّ لوجهه»
(5)
.
وقال عليه الصلاة والسلام: «أول من يعطى كتابه بيمينه من هذه الأمة عمر بن الخطاب وله شعاع كشعاع الشمس»
(6)
.
(1)
الحديث أخرجه: أحمد في فضائل الصحابة 1/ 358 عن أبي هريرة، الترمذي في سننه برقم (3682) كتاب المناقب باب مناقب عمر عن ابن عمر، وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1147، محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2/ 3.
(2)
الحديث ذكره محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2/ 9 عن ابن عباس، السيوطي في تاريخ الخلفاء ص 118.
(3)
الحديث أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 2/ 175 عن أبي بن كعب، وذكره محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2/ 7.
(4)
الحديث أخرجه ابن عدي في الكامل 1/ 191 عن أبي سعيد الخدري، وذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 42، السيوطي في تاريخ الخلفاء ص 119.
(5)
الحديث أخرجه الطبراني في الكبير برقم (774) 24/ 305 عن سديسة مولاة عائشة، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 70 وعزاه للطبراني بالكبير عن سديسة.
(6)
الحديث أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 11/ 202 عن زيد بن ثابت، ابن الجوزي في الموضوعات 1/ 320 عن زيد بن ثابت، وذكره محب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 278، المتقي الهندي في كنز العمال برقم (33598) وعزاه للديلمي عن ابن عباس.
وقال عليه الصلاة والسلام: «بينا أنا نائم والناس يعرضون عليّ وعليهم قمص، فمنها ما يبلغ الثديين ومنها ما يبلغ دون ذلك، وعرض عليّ عمر وعليه قميص يجره، قالوا: فما أولت ذلك يا رسول الله؟ قال: الدين»
(1)
.
وقال عليه الصلاة والسلام: «نزل عليّ جبريل يوم أسلم عمر فأخبرني أن الملائكة استبشرت بإسلام عمر»
(2)
.
وقال ابن مسعود: «ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر»
(3)
.
وأسلم عمر رضي الله عنه بعد أربعين رجلا وأحد عشر امرأة
(4)
.
(1)
الحديث أخرجه أحمد في المسند 3/ 86 عن أبي سعيد الخدري، البخاري في صحيحه كتاب الإيمان باب تفاضل أهل الإيمان 1/ 12 عن أبي سعيد، مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب فضائل عمر برقم (15) 4/ 1859 عن أبي سعيد، وذكره محب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 275.
(2)
الحديث أخرجه ابن سعد في طبقاته 3/ 269 من طريق الواقدي مرسلا من حديث الزهري، وذكره ابن الجوزي في المنتظم 4/ 134، محب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 258 وقال:«خرجه أبو حاتم والدارقطني والخلعي والبغوي، وفي طريق غريب» .
(3)
قول ابن مسعود ذكره محب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 257، السيوطي في تاريخ الخلفاء ص 114.
(4)
كذا ورد عند ابن سعد في الطبقات 3/ 269، وعند ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1145، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 258.
الفصل الحادي عشر
ما جاء في أن النبي صلى الله عليه وسلم،
وأبو بكر، وعمر رضي الله عنهما،
وعيسى عليه السلام، خلقوا من طينة واحدة،
وأن كل مخلوق يدفن في تربته التي خلق منها
عن أنيس بن أبي يحيى
(1)
قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، جنازة في بعض سكك المدينة، فسأل عنها فقالوا: فلان الحبشي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«سيق من أرضه وسمائه إلى التربة التي خلق منها»
(2)
.
سكك المدينة: يعني أزقتها، سميت بذلك لإصطفاف الدور فيها كطريق النخل المأبورة التي قد لقحت. وفي الحديث:«سكة مأبورة» هي الطريق المستوية المصطفة من النخل
(3)
.
قال الحافظ محب الدين بن النجار
(4)
: «فعلى هذا طينة النبي صلى الله عليه وسلم التي خلق منها من المدينة، وطينة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما من طينة
(1)
أنيس بن أبي يحيى سمعان الأسلمي، كان محدثا ثقة، من السابعة. انظر: ابن حجر: التقريب ص 115.
(2)
حديث أنيس: أخرجه الحاكم في المستدرك 1/ 367 عن أبي سعيد، أحمد في فضائل الصحابة 1/ 360 عن سوار بن عبد الله بن سوار مرسلا، ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 391، المراغي في تحقيق النصرة ص 101.
(3)
ورد في الحديث «خير المال سكة مأبورة» . والسكة: الطريقة المصطفة من النخل، ومنها قيل للأزقة سكك لإصطفاف الدور فيها، والمأبورة الملقحة. انظر: ابن الأثير: النهاية 2/ 384.
(4)
قول ابن النجار ورد في كتابه الدرة الثمينة 2/ 391، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 101، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 211).
النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه منزلة رفيعة».
قلت
(1)
: في قوله تعالى: {مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ}
(2)
إشارة إلى رد الإنسان إلى طينة المبدأ، التي منها النشأة الأولى، فالإنسان يدفن في مكان أخذ تربته على حد الموازنة، فلا يقال لأهل البقيع: إنهم من تربة النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما لهم شركة في الأرض المأخوذ منها، دليله: ما روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مولود إلا وفي سرته من تربته التي خلق منها، فإذا رد إلى أرذل العمر رد إلى تربته التي خلق منها، حتى يدفن فيها، وإني وأبا بكر وعمر خلقنا من تربة واحدة، وفيها ندفن» . الدليل: ما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من مولود يولد إلا وقد ذر عليه من تراب حفرته»
(3)
. قلت
(4)
:
ولم يسمع بمثل ما جرى لعميد الملك الكندري/أبو نصر محمد بن منصور
(5)
، استوزره السلطان طغرل بك
(1)
قول المؤلف نقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 238، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 211).
(2)
سورة طه آية (55).
(3)
حديث ابن مسعود: أخرجه السيوطي في اللآليء 1/ 310، وذكره المتقي في كنز العمال برقم (32673) وعزاه للخطيب عن ابن مسعود، ابن الضياء في تاريخ مكة ص 238، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 211).
(4)
قول المؤلف نقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 238، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 213).
(5)
عميد الملك، أبو نصر محمد بن منصور الكندري، وزير السلطان طغرل بك، كان من -
السلجوقي
(1)
، وهو أول وزير للدولة السلجوقية، وكان من أصحاب إمام الحرمين، قتله ألب أرسلان في سنة ست وخمسين وأربعمائة، وأريق دمه بمرو الروذ، ودفن جسده بقرية كندر
(2)
، وجمجمته بنيسابور، ومذاكيره بخوارزم، وحشيت سوقه بالتبن ونقلت إلى كرمان
(3)
.
ألب أرسلان عضد الدولة محمد بن شجاع بن ميكائيل بن سلجوق الملك
(4)
، بلغ عسكره مائتي ألف فارس، وبلغ ملكه حلب من أقاصي المشرق، توفي سنة خمس وستين وأربعمائة
(5)
، وتولى الملك بعده ولده تاج الدولة تتش، وقتل سنة ثمان وثمانين وأربعمائة
(6)
، وتولى الملك آخر الدولة السلجوقية سنجر ابن ملكشاه بن ألب أرسلان
(7)
، وهب في مجلس لهو سبعمائة ألف دينار،
(5)
- رجال العلم حزما ورأيا وشهامة وكرما، وكان قد جب مذاكيره لأمر، ثم قتله ألب أرسل ان بمرو الروذ في آخر سنة 456 هـ. انظر: الذهبي: العبر 2/ 307، ابن كثير: البداية 12/ 92، ابن العماد: شذرات الذهب نظر: الذهبي: العبر 2/ 307، ابن كثير: الب داية 12/ 92، ابن العماد: شذرات الذهب 3/ 301 - 303.
واجتمع عنده من الجوهر ألف رطل وثلاثون رطلا، توفي سنة إثنتين وخمسين وخمسمائة، وبموته انقرضت دولة بني سلجوق، وأول ملوكهم طغرل بك
(1)
.
ومن قبلهم انقرض ملك السامانية، وكان لمحمود بن سبكتكين الملك
(2)
، وهو الذي عقد الجسر على جيحون، وأنفق في ذلك ألفي ألف دينار، ولم يحظ بطائل، فأغرم وزيره خمسين ألف ألف دينار، وهو الذي كان أشار عليه بذلك
(3)
. قبض على ملك السامانية وأقام الخطبة للقادر بالله
(4)
، وبلغ محمود إلى قلعة لملك الهند، فجاءه رسول الملك يحمل على نعش، فصالحه على خمسمائة فيل، وثلاثة آلاف ومائة منا فقرة، فبعث محمود إلى ملكهم قباء وعمامة، وسيفا، ومنطقة، وفرسا، وخفا، وخاتما، وأمره أن يقطع إصبعه وهي علامة الوثيقة بينهم، فلبس الملك الخلعة، وقطع الإصبع الصغرى
(5)
.
وفتح محمود قلعة نهام وبيت أصنامهم وكانت ذهبا قيمتها تزيد على عشرين ألف ألف دينار
(6)
.
(7)
- صاحب خراسان، كان من أحسن السلاطين وقورا ذا حياء وكرم، توفى سنة 552 هـ. انظر: الذهبي: العبر 3/ 17، ابن كثير: البداية 12/ 237، ابن تغري: النجوم 5/ 326، ابن العماد: شذرات الذهب 4/ 161 - 162.
مات محمود سنة [إحدى وعشرين وأربعمائة
(1)
، وانقرض ملك السامانية في سنة]
(2)
تسع وثمانين وثلثمائة، وكان ملكهم مائة سنة وسنتين، وآخر ملوكهم الحارث بن منصور بن نوح بن منصور بن نوح - وأبوه الساماني نوح ابن منصور الملك - ثم قبض على الحارث وأجلس عبد الملك أخوه، فقصدهم محمود المذكور
(3)
. انتهى.
قال سيدنا عبد الله بن أبي جمرة
(4)
: «إن الملك إذا جاء لتصوير المولود في بطن أمه، نصب له سبعون من جدوده على ما رواه أبو داود، ثم يلقى الله سبحانه شبهه على من يشأ منهم، ويكون الجنين في البطن معتمدا بوجهه على رجليه [وبراحتيه]
(5)
على رأسه، وأنفه بين ركبتيه، وعيناه على ركبتيه، وظهره/إلى وجه أمه، وبعد أربعين يوما من حمله يؤتى بتراب تربته ويعجن به وينفخ فيه الروح بعد مائة وعشرين يوما، ويتنفس بنفس أمه، وعند ولادته يقدم رأسه، وقد يقدم الرجلان في كثير من الناس، وتلد المرأة من واحد إلى عشرة، وخلق الله في كل شخص ثلثمائة وستين عظما، وقيل: مائتان وأربعون سوى السمسمانية، وعروق القبض والبسط ثلثمائة وستون، والعين
(1)
توفى محمود في جمادى الأولى وقيل في ربيع الأول في مدينة غزنة. انظر: ابن الجوزي: المنتظم 15/ 212، الذهبي: العبر 2/ 245، تاريخ الاسلام حوادث سنة 421 هـ ص 74، ابن العماد: شذرات الذهب 3/ 221.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
قال الذهبي في تاريخ الإسلام حوادث سنة 389 هـ ص 231،25:«في سنة 389 هـ عزل ملك ماوراء النهر منصور بن نوح، وحبس بسرخس، وبويع أخوه عبد الملك فبقي في الملك تسعة أشهر، وحاربه الملك الخان وأسره واستولى على بخارى في ذي القعدة، ومات عبد الملك في السجن بعد قليل وبذلك سقطت الدولة السامانية» .
(4)
قول ابن أبي جمرة ورد في كتابه بهجة النفوس 2/ 221.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
سبع طبقات وأربع وعشرون عضلة، والعضال خمسمائة وتسع وعشرون»
(1)
.
وعنه صلى الله عليه وسلم قال: «ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة [جاء]
(2)
ذكرا بإذن الله تعالى وإذا علا مني المرأة مني الرجل [جاء]
(3)
أنثى بإذن الله تعالى»
(4)
.
قال أهل السير: وفي بيت عائشة رضي الله عنها، موضع قبر في السهوة
(5)
الشرقية، قال سعيد بن المسيب: فيه يدفن عيسى ابن مريم عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وسلم
(6)
.
وعن محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام
(7)
، عن أبيه، عن جده قال:
(8)
.
(1)
ما ذكره المصنف عن ابن أبي جمرة من تفصيل لخلق الإنسان من علوم الطب التي ينقلها القدماء، وقد توصل الطب الحديث إلى معرفة ما هو أدق وأوثق مما يذكره الأوائل.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
الحديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب مناقب الأنصار باب (51) 4/ 323 عن أنس، مسلم في صحيحه كتاب الحيض باب صفة مني الرجل والمرأة برقم (34) 1/ 252 عن ثوبان، أحمد في المسند 1/ 278 عن ابن عباس، والبيهقي في دلائل النبوة 6/ 266 عن ابن عباس.
(5)
السهوة: بيت صغير منحدر الأرض قليلا شبيه بالمخدع والخزانة. انظر: المراغي: تحقيق النصرة ص 100.
(6)
قول أهل السير وسعيد بن المسيب: كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 391، المراغي في تحقيق النصرة ص 100 ولا طريق إلى معرفة ذلك إلا بخبر صحيح عن المعصوم صلى الله عليه وسلم.
(7)
محمد بن يوسف بن عبد الله بن سلام الاسرائيلي المدني، روى عن أبيه وأبي سعيد الخدري، مقبول من الرابعة. انظر: ابن حجر: التهذيب 9/ 534.
(8)
رواية محمد بن يوسف: أخرجها الترمذي في سننه برقم (3617) 5/ 549 وقال أبو عيسى: «هذا حديث حسن غريب» ، وذكرها المزي في تهذيب الكمال 19/ 394، ابن حجر في فتح الباري 13/ 308، ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 391، ابن كثير في البداية 2/ 92 وفي النهاية 146،1/ 60.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أهبط الله تعالى المسيح، فيعيش في هذه الأمة ما يعيش، فيموت بمدينتي هذه، ويدفن إلى جانب قبر عمر، فطوبى لأبي بكر وعمر يحشران بين نبيين، فانظر إلى هذا الفضل العظيم»
(1)
.
وفي ذلك قلت:
بدا فضل أصحاب الرسول المؤيد
…
بما نالهم من كل خير مؤبد
أبا بكر الهادي إلى الدين والهدى
…
أبا حفص مهدي الخلق للدين [مرشد]
(2)
كريمين حازا من علا المجد رفعة
…
كلاهم إماما في علا المجد مفرد
سطوا بسيوف النصر أفنوا بحدها
…
سحاب بدا ساط من الكفر أسود
أنيلوا بفضل الله ما لم ينله
…
سواهم لهم فضلا نبا عنه تعدد
لهم رفعة في الدين تسمو تجليا
…
تزيد لهم في كل يوم تجدد
(1)
حديث أبي هريرة ذكره ابن الضياء في تاريخ مكة ص 239، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 213) ولفظه منكر.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
ويوم يقوم الناس للرب يحشروا
…
إلى بعثهم من بين عيسى وأحمد
فناهيك هذا الفضل مترضيا
…
عليهم متى ما عشت دائم تسعد
وقلت أيضا:
تأمل ضجيعي سيد الخلق أحمد
…
محمد الهادي الشفيع المطهر
أبو بكر المهدي إلى دين أحمد
…
ومن بعده الفاروق للدين يعمر
حووا كل فخر معه كل فضيلة
…
وليس لها حد فتقوا وتحصر
ومعهم خير الخلق أكرم رسله
…
ومعهم عيسى آخر الدهر يقبر
/فطوبى لما حازوه ثم لما حووا
…
وطوبى لهم بين النبيين يحشر
فمن الذي ينكر فضائلهم عمى
…
إذا ما هم يوما من الدهر يذكر
لقد صار لا دنيا ولا دين خاسرا
…
ومن فاته الفردوس فالنار تسعر
وليس لعبد في رجاه توسلا
…
سوى حبهم فاحبب كلاهم يحبر
وإني عبد الله ممن ذنوبه
…
تزيد على مر الزمان وتكبر
ولكن حبي في الجميع وسيلتي
…
وفي جنب حبر أرج ذنبي يغفر
وحسن ظنوني في الهى جميلة
…
وهيهات بين الحب والظن أخسر
عيسى عليه السلام ابن مريم، ومريم بلغتهم العابدة، ومريم بنت حنّة امرأة عمران
(1)
.
وعمران هو ابن ماثان، وليس بعمران أبي موسى، وبينهما ألف وثمانمائة سنة، وعمران في نسبه يصل إلى سليمان بن داود
(2)
.
نفخ جبريل عليه السلام في درع مريم بعد أن وضعته، فلما لبسته حملت
(3)
.
وكان مقدار حملها تسعة أشهر، وقيل: ثمانية، وقيل: ستة، وقيل:
(1)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 585، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 17، ابن كثير: البداية 2/ 52.
(2)
كذا ورد عند الطبري في تاريخه 1/ 585، ابن الجوزي في المنتظم 2/ 16 وأورد الطبري وابن الجوزي نسبه كاملا وانتهيا به إلى سليمان بن داود.
(3)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 599، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 17، ابن كثير: البداية 2/ 59.
ثلاث ساعات، وقيل: ساعة
(1)
.
وعمرها إذ ذاك عشر سنين، وقيل: ثلاثة عشر، وقيل: خمس عشرة
(2)
.
ولما ولد خرت الأصنام
(3)
، ولد ببيت لحم
(4)
من أرض أوريشلم
(5)
لمضي [خمس وستين سنة من غلبة الإسكندر على أرض بابل، ولإحدى وخمسين سنة مضت من ملك الأشكانيين، ولمضي إثنتين وأربعين سنة من ملك أغوسطوس
(6)
.
وتكلم في المهد وهو ابن]
(7)
أربعين يوما، ولم يتكلم بعدها إلى أن بلغ مبلغ من يتكلم.
(1)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 2/ 18، وقال ابن كثير في البداية 2/ 60:«ثم الظاهر أنها حملت به تسعة أشهر كما تحمل النساء ويضعن لميقات حملهن ووضعهن إذا لو كان خلاف ذلك لذكر، وعن ابن عباس وعكرمة أنها حملت به ثمانية أشهر» .
(2)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 585، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 17.
(3)
روى عن وهب بن منبه: لما كانت الليلة التي ولد فيها عيسى أصبحت الأصنام منكسة على رؤوسها كلما ردوها على قوائمها انقلبت. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 595، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 19، ابن كثير: البداية 2/ 69.
(4)
بيت لحم: بالفتح وسكون الحاء المهملة، بلدة قرب البيت المقدس، وكان مهد عيسى عليه السلام. انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 521.
(5)
أوريشلم: بالضم ثم السكون وكسر الراء وياء ساكنة وشين معجمة مفتوحة ولام مكسورة، هو اسم بيت المقدس بالعبرانية، إلا أنهم يسكنون اللام. انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 279.
(6)
كذا ورد عند الطبري في تاريخه 604،585،1/ 582، ابن كثير: البداية 2/ 69. والأشكانيين: نسبه إلى أشك بن دارا الأكبر، أحد ملوك الفرس، وإليه ينسب الأشكانيون وهم ملوك الطوائف. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 580. وأغوسطوس: أحد ملوك الروم بالشام، في عهده ولد المسيح عليه السلام. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 578.
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
وجميع من تكلم في المهد ثلاثة عشر: شاهد يوسف عليه السلام، وابن ما شطة بنت فرعون، وعيسى عليه السلام، ويحيى عليه السلام، وشاهد جرجيس عليه السلام، وصاحب جريج الراهب، وصاحب الأخدود، وإسماعيل عليه السلام حكاه وهب - قال لها: اسقني الماء، ونوح عليه السلام ولدته أمه في غار خوفا من ملكهم فلما أرادت أن تنصرف فقالت: وانوحاه فقال:
لا تخافي عليّ يا أمي فإن الذي خلقني يحفظني، وكان اسم ملكهم در ميل، وتولى بعده ابنه تلومين، وتولى بعد تلومين ابنه طغردوس، وبنت النمرود وذلك أن إبراهيم لما حاجه التفت إلى بنت نمرود وكانت ترضع فجعلت تقول للنمرود:
ما تنتظر وهذا نبي الله فاتبعه وأنا أشهد به أن لا إله إلا الله قال: فأمر بها فقطعت قطعا
(1)
.
وعن [معرض
(2)
عن أبيه، عن جده قال:]
(3)
رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم عجبا، جيء بصبي يوم ولد فقال [له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا غلام]
(4)
من أنا؟ فقال: [أنت]
(5)
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حديث مبارك اليمامة [ويعرف بحديث] شاصونة
(6)
اسم راويه وفيه - فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: صدقت بارك الله فيك، ثم أن الغلام لم يتكلم بعدها حى شب، فكان يسمى مبارك اليمامة.)
(7)
(1)
انظر: القرطبي: الجامع 4/ 91، ابن كثير: البداية 123،120،91،63،54،2/ 46، الأشخر اليمني: بهجة المحافل 2/ 227، السيوطي: الدر المنثور 1/ 198.
(2)
معرض بن عبد الله بن معرض بن معيقيب اليماني، كان محدثا روى عن شاصونة بن عبيد. انظر: ابن ناصر: المشتبه 8/ 212، ابن ماكولا: الإكمال 7/ 274.
(3)
الإضافة للضرورة من الشفا 1/ 211.
(4)
الإضافة للضرورة من الشفا 1/ 211.
(5)
الإضافة للضرورة من الشفا 1/ 211.
(6)
شاصونة بن عبيد، أبو محمد اليماني، روى عن معرض بن عبد الله اليماني. انظر: الدارقطني: المؤتلف 4/ 2145، ابن ماكولا: الإكمال 7/ 274، ابن الجوزي: المنتظم 12/ 409.
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
وكانت هذه القصة في مكة في حجة الوداع
(1)
.
وعنه صلى الله عليه وسلم: أن امرأة كانت ترضع ابنا لها من بني إسرائيل، فمر بها رجل راكب ذو شارة فقالت: اللهم اجعل ابني مثله، فترك ثديها وأقبل على /الراكب وقال: اللهم لا تجعلني مثله، ثم أقبل على ثديها يمصه، قال أبو هريرة رضي الله عنه: كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يمص أصبعه، ثم مرّ بأمة فقالت: اللهم لا تجعل ابني مثل هذه، فترك ثديها وقال: اللهم اجعلني مثلها، فقالت لم ذلك؟ فقال: الراكب جبار من الجبابرة، وهذه الأمة يقولون:
سرقت زنت، ولم تفعل
(2)
.
وبعد اثنتي عشرة سنة من مولد عيسى مات هيرودس الملك
(3)
، وأوحى الله تعالى إلى عيسى على رأس ثلاثين سنة، ورفعه من بيت المقدس ليلة القدر من رمضان وعمره ثلاثة وثلاثون سنة، وذلك قبل قتل يحيى بثلاث سنين
(4)
.
وقتل يحيى وهو ابن ثلاثين سنة، وكان أكبر من عيسى عليهما الصلاة والسلام - حكاه مكي - وهو أول من آمن بعيسى، أمّه أشياع
(1)
حديث مبارك «حديث شاصونة» ذكره القاضي عياض في الشفا 1/ 211، البيهقي في الدلائل 6/ 59، ابن كثير في البداية 6/ 159، الأشخر اليمني: بهجة المحافل 2/ 277 وعلق محقق دلائل النبوة للبيهقي حاشية 6/ 59 على الخبر بقوله: «الخبر في إسناده محمد بن يونس الكديمي أحد المتروكين، كان يضع على الثقات الحديث وضعا» .
(2)
الحديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب أحاديث الأنبياء باب قول الله وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ برقم (3436) 4/ 169 عن أبي هريرة، أحمد في المسند 2/ 307 عن أبي هريرة، وذكره ابن أبي جمرة في بهجة النفوس 4/ 44.
(3)
هيردوس الكبير، كان ملكا على بيت المقدس من قبل قيصر الروم أغوسطوس، مات بعد أن هربت مريم ومعها الغلام إلى أرض مصر. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 605.
(4)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 38،2/ 21، ابن كثير: البداية 88،2/ 72.
بنت حنّة امرأة عمران
(1)
.
وجميع ما في القرآن من امرأة منسوبة إلى بعلها فهي بالتاء المجرورة في مرسوم الخط، وما لم تنسب فهي بالهاء كامرأة مؤمنة
(2)
.
والمرأة في القرآن على اثني عشر وجها
(3)
: حنّه: {إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ}
(4)
، وخولة:{وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ}
(5)
، وسارة:{وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ}
(6)
، وزليخا:{اِمْرَأَةُ الْعَزِيزِ}
(7)
، وصافورا، وعابورا بنتا شعيب:{وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ}
(8)
، وبلقيس:{اِمْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ}
(9)
، وأم شريك:{وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً}
(10)
، والهة امرأة نوح، والعة امرأة لوط:{اِمْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ}
(11)
، وآسية:{اِمْرَأَتُ فِرْعَوْنَ}
(12)
، وأم جميل أخت أبي سفيان:{وَامْرَأَتُهُ حَمّالَةَ الْحَطَبِ}
(13)
.
(1)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 586،1/ 585، ابن الجوزي: المنتظم 33،7،2/ 5، ابن كثير: البداية 2/ 50.
(2)
من قوله تعالى وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً الأحزاب آية (50).
(3)
هذه الوجوه أوردها ابن الجوزي في كتابه نزهة الأعين النواظر ص 571 - 573.
(4)
سورة آل عمران آية (35).
(5)
سورة النساء آية (128).
(6)
سورة هود آية (71).
(7)
سورة يوسف آية (51).
(8)
سورة القصص آية (23).
(9)
سورة النمل آية (23).
(10)
سورة الأحزاب آية (50).
(11)
سورة التحريم آية (10).
(12)
سورة القصص آية (9) وسورة التحريم آية (11).
(13)
سورة المسد آية (4).
ومولد يحيى في الرابع والعشرين من حزيران، وهو أطول يوم في السنة.
وكان يوم قتل زكريا ابن ثلاثة أشهر، وهو زكريا بن برخيا، وقيل: مات ولم يقتل
(1)
.
وفي زكريا ثلاث لغات: المد والقصر، وأهل نجد يقولون: زكري فيقولون: الألف كان السبب في ندائه
(2)
.
وقيل: هو ابن أدي من سبط يهوذا بن يعقوب بن إسحاق
(3)
، وقيل:
يعقوب هذا ليس بيعقوب بن إسحاق، بل يعقوب بن ماثان، وقيل: من نسل سليمان
(4)
.
ومن عهد أرميا وتخريب بيت المقدس إلى مولد يحيى عليه السلام أربعمائة سنة وإحدى وستون سنة، وذلك أنهم يعدون من لدن تخريب بختنصر بيت المقدس إلى حين عمرانه في عهد كيرش بن أخشويرش أصبهبذ بابل من قبل بهمن بن أسفنديار بن بشتاسب سبعين سنة، ثم من بعد عمرانه إلى ظهور الإسكندر على بيت المقدس ثمانيا وثمانين سنة، ثم من بعد مملكة الإسكندر إلى مولد يحيى ثلثمائة سنة وثلاث سنين
(5)
.
وآخر من بعث فيهم زكريا ويحيى، فقتلوا زكريا، فبعث الله عليهم ملك بابل، وكان يقال له: خردوس، فذبح منهم سبعة آلاف وسبعمائة وسبعين من
(1)
راجع مقتل زكريا وعمود نسبه عند: الطبري: تاريخ الرسل 600،1/ 590 - 601، الماوردي: أعلام النبوة ص 52، ابن الجوزي: المنتظم 6،2/ 5، ابن كثير: البداية 47،2/ 43 - 48.
(2)
زكريا اسم أعجمي يقال: زكريّ، وزكريّا مقصور، وزكرياء ممدود، ويقال: زكري بتخفيف الياء. انظر: الجواليقي: المعرب ص 219، ابن كثير: البداية 2/ 44.
(3)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 590، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 5.
(4)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 585.
(5)
كذا ورد عند الطبري في تاريخه 1/ 589، ابن الجوزي في المنتظم 2/ 12.
رؤسائهم، وسبيهم وأزواجهم فما/سكن دم يحيى
(1)
.
عن كعب قال: يبعث الله عيسى عليه السلام، على الأعور الدجال فيقتله، ثم يعيش بعد ذلك أربعا وعشرين سنة.
فائدة:
وقع الخلاف بين العلماء في نبوة مريم على قولين، لقوله تعالى:
{فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا}
(2)
.
والجمهور على أن مريم ولقمان ليسا بنبيين، وقد نقل إمام الحرمين من إجماع العلماء على أن مريم ليست نبية، وقد شذ من قال: نبيان ولا إلتفات إليه ولا تعريج عليه
(3)
.
وذكر القرطبي
(4)
وحواري عيسى عليه السلام: شمعون الصفا، وشمعون القتال، ويعقوب بن زيدي، ويعقوب بن خلفي، وتولوس مارقوش، وأندراوس، وبرثلا،
(1)
كذا ورد عند الطبري في تاريخه 1/ 590 - 591، ابن الجوزي في المنتظم 2/ 13.
(2)
سورة مريم آية (17).
(3)
انظر: ابن كثير: البداية 143،1/ 55، وأضاف:«وقول الجمهور من أهل السنة والجماعة من أن النبوة مختصة بالرجال وليس في النساء نبية، فيكون أعلى مقامات مريم كما قال تعالى: وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ سورة المائدة آية 75» .
(4)
قول القرطبي ورد في كتابه الجامع 4/ 101.
ويوحنا، ولوقا، وثوما، ومتا
(1)
.
وسموا حواري [المسيح]
(2)
: لصفاء قلوبهم، وقيل: الحواريون الأنصار
(3)
.
وأصحاب الكهف: فتية من الروم دخلوا الكهف قبل المسيح، فضرب الله على آذانهم، ثم بعثهم الله تعالى بعد المسيح في الفترة وهم: مكسلمينا، ويمليخا، ومرطونس، وبينيوس، وشاريوس، وذونواس واسم جبلهم ينجلوس، واسم الكهف الوصيد، وقيل: جيروم، والرقيم الكتاب، وقيل: واد بين غضبان وأيلة دون فلسطين، وقيل: هو قريتهم واسم كلبهم قمطير كلب المرفوق القبطي ودون الكردي، وقيل: اسمه حمران، وقيل: تنواو، وقيل:
منطور، وقيل: بسيط، وقيل: صهبا، وقيل: بقى، وقيل: قطمون، وقيل:
قطيفير
(4)
.
قال الشيخ مكين الدين الأسمر
(5)
: قرأت سورة الكهف، فلما بلغت قصتهم خرج إليّ شاب أسمر رقيق شعر العارضين، وهو يقول: هكذا والله كانت قصتنا من أخبركم بقصتنا
(6)
؟ انتهى.
(1)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 603، ابن الجوزي: المنتظم 2/ 31 وتلقيح فهوم ص 59.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
انظر: القرطبي: الجامع 4/ 97 - 98.
(4)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 52 وراجع قصة أصحاب الكهف عند: الطبري في تاريخه 2/ 5 - 10، ابن الجوزي في المنتظم 2/ 151 - 153، ابن كثير في البداية 2/ 103 - 107، ابن حجر: فتح الباري 6/ 503 - 504.
(5)
الفقيه مكين الدين الأسمر، كان من العلماء العباد شديد الكراهية للوسواس في الطهارة وكان معاصرا للشيخ أبي الحسن الشاذلي. انظر: ابن عطاء الله السكندري: لطائف المنن ص 224.
(6)
القصة أوردها ابن عطاء الله السكندري في كتابه لطائف المنن ص 225 - 226 وهي من الأخبار الواهية والتخيلات التي لا يرتضيها العقل.
عن هارون بن موسى الفروي
(1)
قال: سمعت جدي أبا علقمة
(2)
يسأل:
كيف كان الناس يسلمون على النبي صلى الله عليه وسلم، قبل أن يدخل البيت في المسجد؟ فقال: كان يقف الناس عند باب البيت ويسلمون عليه، وكان الباب ليس عليه غلق، حتى هلكت عائشة رضي الله عنها
(3)
.
وقيل: كان الناس يأخذون من تراب قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فأمرت عائشة رضي الله عنها، بجدار فضرب عليهم
(4)
.
ويروى أن امرأة قالت لعائشة: أكشفي لي عن قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكشفته لها، فبكت حتى ماتت
(5)
.
/وأنشد بعضهم [يقول:]
(6)
ثلاثة برزوا بسبقهم بهم
…
يطيب الحديث والخبر
محمد المصطفى وصاحبه الصديق
…
والثالث الرضا عمر
(1)
هارون بن موسى الفروي المدني، محدث لا بأس به، مات سنة 253 هـ. انظر: ابن حجر: التقريب ص 569.
(2)
أبو علقمة الفروي الصغير اسمه عبد الله بن هارون، ضعيف من الحادية عشرة. انظر: ابن حجر: التهذيب 12/ 172 والتقريب ص 659.
(3)
الأثر ذكره ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 391 عن هارون بن موسى، ابن الضياء في تاريخ مكة ص 239، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 214).
(4)
كذا ورد عند المراغي في تحقيق النصرة ص 105، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق 214).
(5)
الأثر ذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 18 عن عائشة رضي الله عنها، ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 400، المراغي في تحقيق النصرة ص 106، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 214)،
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
عاشوا بلا فرقة حياتهم
…
وأجمعوا في الممات إذ قبر
هم هداة الورى وقاداتهم
…
وفضلهم زينت به السور
وليس من مسلم له بصر ينكر
…
من فضلهم إذا ذكر
الفصل الثاني عشر
ما جاء في صفة وضع القبور المقدسة
وسبب الإختلاف شدة هيبة تلحق الناظر، فتزيل منه كيفية التمييز، كما سئل بعض من نزل الحجرة المقدسة في هذا القدر - لسبب يأتي
(1)
- فقال:
لا أدري ما رأيت
(2)
.
عن عثيم بن نسطاس
(3)
قال: رأيت قبر النبي صلى الله عليه وسلم، لما هدم عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه البيت، مرتفعا نحوا من أربع أصابع، عليه حصباء إلى الحمرة مائلة، ورأيت قبر أبي بكر وراء قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ورأيت قبر عمر
(1)
يأتي في نهاية هذا الفصل «الثاني عشر» .
(2)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 239، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 214 - 215).
(3)
في الأصل «عمر بن نسطاس» وما أثبتناه من الدرة الثمينة 2/ 391 وترجمته في التقريب. وهو: عثيم بن نسطاس - بكسر النون وسكون المهملة - المدني أخو عبيد مولى آل كثير بن الصلت، مقبول الحديث من السادسة. انظر: ابن حجر: التقريب ص 387.
أسفل منه وصوره هكذا
(1)
:
|
قبر النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر رضي الله عنه عمر رضي الله عنه وعن عائشة رضي الله عنها قالت: رأس النبي صلى الله عليه وسلم مما يلي المغرب، ورأس أبي بكر عند رجلي النبي صلى الله عليه وسلم، وعمر خلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه صفته
(2)
:
|
قبر النبي صلى الله عليه وسلم عمر رضي الله عنه أبو بكر رضي الله عنه وعن نافع بن أبي نعيم
(3)
: أن صفة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وقبر أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما: قبر النبي صلى الله عليه وسلم أمامهما إلى القبلة مقدما، ثم قبر أبي بكر حذاء منكبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقبر عمر حذاء منكبي أبي بكر رضي الله عنهما، وهذه صفته
(4)
:
(1)
الأثر ذكره ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 391 عن عثيم بن نسطاس وأورد صفة ورسم القبور، النهرواني: تاريخ المدينة (ق 215) وعزاه لابن النجار.
(2)
الأثر ذكره ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 392 عن عمرة عن عائشة وأورد صفة ورسم القبور، النهرواني: تاريخ المدينة (ق 215) وعزاه لابن النجار.
(3)
نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم القاري المدني، مولى بني ليث، صدوق ثبت في القراءة، مات في سنة 169 هـ. انظر: ابن حجر: التقريب ص 558.
(4)
الأثر ذكره ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 392 عن نافع بن عبد الرحمن وأورد صفة ورسم القبور، النهرواني: تاريخ المدينة (ق 216) وعزاه لابن النجار.
|
وعن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قال:
دخلت على عائشة رضي الله عنها فقلت: يا أمّه، أريني قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، رضي الله عنهما، فكشفت لي عن قبورهم، فإذا هي لا مرتفعة، ولا لاطية مبطوحة ببطحاء حمراء من بطحاء العرصة، وإذا قبر النبي صلى الله عليه وسلم أمامهما، ورجلا أبي بكر عند رأس النبي صلى الله عليه وسلم، ورأس عمر عند رجلي أبي بكر، وهذه صفته
(1)
:
|
وروى المنكدر بن محمد
(2)
، عن أبيه قال: قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا، وقبر أبي بكر خلفه، وقبر عمر عند رجلي النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه صفته
(3)
:
|
(1)
الأثر ذكره ابن سعد في طبقاته 3/ 209 عن القاسم بن محمد، ابن شبة في تاريخ المدينة 3/ 945، الطبري في تاريخه 3/ 422، ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 392 وأورد صفة ورسم القبور، المطري في التعريف ص 67.
(2)
المنكدر بن محمد القرشي التيمي المدني، لين الحديث، مات في سنة 180 هـ. انظر: ابن حجر: التقريب ص 547.
(3)
الأثر ذكره ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 393 عن المنكدر بن محمد عن أبيه وأورد صفة ورسم القبور، النهرواني: تاريخ المدينة (ق 17) وعزاه لابن النجار.
وعن عبد الله بن محمد بن عقيل
(1)
قال: خرجت في ليلة ممطرة إلى المسجد، حتى إذا كنت عند دار المغيرة بن شعبة لقيتني رائحة، لا والله ما وجدت مثلها قط، فجئت المسجد، فبدأت بقبر النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا جداره قد انهدم، فدخلت فسلمت على النبي صلى الله عليه وسلم، ومكثت فيه مليا، ورأيت القبور، فإذا قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقبر أبي بكر عند رجليه، وقبر عمر عند رجلي أبي بكر رضي الله عنهما، وهذه صفتها
(2)
:
|
وعلى هذه الصفة المذكورة روي عن عبد الله بن الزبير أيضا
(3)
.
وقد اختلفت الرواية في قبره صلى الله عليه وسلم، هل هو مسنم، أو مسطوح، فروى الوصفان جميعا
(4)
. والمسنم المرتفع.
وروى أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة، عن سنين بن زياد قال:
رأيت قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وصاحبيه، فرأيت قبورهم مسنمة.
(1)
عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب العلوي، أبو هاشم، كان محدثا ثقة، مات بالشام في سنة 99 هـ. انظر: ابن حجر: التقريب ص 321.
(2)
الأثر ذكره ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 392 عن عبد الله بن محمد بن عقيل وأورد صفة ورسم القبور، النهرواني: تاريخ المدينة (ق 217) وعزاه لابن النجار.
(3)
رواية عبد الله بن الزبير ذكرها ابن الضياء في تاريخ مكة ص 242، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 218).
(4)
راجع هذه الروايات عند ابن سعد في طبقاته 2/ 306 وهي رواية مالك بن إسماعيل ورواية حماد، البيهقي في الدلائل 7/ 263، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 218).
وعن سفيان التمار
(1)
أنه رأى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، مسنما
(2)
.
وعن جعفر/بن محمد الصادق، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم، رش على قبره، وجعل عليه حصباء حمراء من حصباء العرصة، ورفع قدر شبر من الأرض
(3)
.
وسئل الشيخ عز الدين ابن عبد السلام: أيما أولي تسطيح القبر أو التسنيم؟ فقال: السنة تسطيح القبر.
قال الحافظ محب الدين
(4)
(1)
سفيان بن دينار التمار، أبو سعيد الكوفي، كان محدثا ثقة روى عنه أبو بكر بن عياش، من السادسة. انظر: ابن حجر: التقريب ص 244، التهذيب 4/ 109.
(2)
الحديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجنائز باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم برقم (1390) 2/ 130 عن سفيان التمار، ابن سعد في طبقاته 2/ 306 عن سفيان، البيهقي في الدلائل 7/ 264 عن سفيان، وذكره ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 386 عن سفيان.
(3)
حديث جعفر بن محمد ذكره ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 386.
(4)
قول ابن النجار ورد في كتابه الدرة الثمينة 2/ 393 وعزاه إليه: النهرواني في تاريخ المدينة (ق 218).
وعن هشام بن عروة، عن أبيه قال: «لما سقط الحائط زمن الوليد بن عبد الملك أخذوا في بنيانه، فبدت لهم قدم، ففزعوا، وظنوا أنها قدم النبي صلى الله عليه وسلم، [فما وجدوا أحدا يعلم ذلك،]
(1)
حتى قال لهم عروة: لا والله ما هي قدم النبي صلى الله عليه وسلم، ما هي إلا قدم عمر، وأمر عمر بن عبد العزيز أبا حفصة، مولى عائشة رضي الله عنهما، وناسا معه، فبنوا الجدار وجعلوا فيه كوة، فلما فرغوا منه ورفعوه، دخل مزاحم، مولى عمر فضم ما سقط على القبر من التراب والطين ونزع القباطي»
(2)
.
وقال الحافظ محب الدين
(3)
قال الشيخ جمال الدين
(4)
: «وبعد إحتراق المسجد أعيد الشباك كما كان أولا - وهو يظهر اليوم لمن تأمله من تحت الكسوة - وأدخل عمر بن عبد العزيز بعض بيت فاطمة رضوان الله عليها من جهة الشمال في الحائط الذي بناه محرفا وعلى الحجرة الشريفة يلتقي على ركن واحد - كما سنبينه - فصار لها ركن خامس، لئلا تكون الحجرة الشريفة مربعة كالكعبة، فيتصور الجهال العامة أن الصلاة إليها كالصلاة إلى الكعبة، وبقي بقية من البيت من جهة
(1)
إضافة للضرورة من الدرة الثمينة 2/ 393.
(2)
حديث هشام بن عروة أخرجه البخاري مختصرا في كتاب الجنائز باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم برقم (1390) 2/ 130، ابن سعد في طبقاته 3/ 368، وذكره ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 393، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 219).
(3)
قول ابن النجار ورد في كتابه الدرة الثمينة 2/ 393 ونقله عنه: المطري في التعريف ص 37، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 219).
(4)
قول المطري ورد في كتابه التعريف ص 38 ونقله عنه: النهرواني في تاريخ المدينة (ق 219).
الشمال، وفيه اليوم صندوق مربع من خشب، وفيه أسطوان وخلفه محراب».
قال الحافظ محب الدين
(1)
: «ولما ولي المتوكل الخلافة، أمر إسحاق بن سلمة - وكان على عمارة الحرمين من قبله - بأن يأزر الحجرة المقدسة بالرخام من حولها، ففعل، ولم يزل إلى سنة ثمان وأربعين وخمسمائة من خلافة المقتفي
(2)
، فجدد تأزيرها جمال الدين الأصبهاني - وزير بني زنكي - وجعل الرخام حولها قامة وبسطة، وهو الذي عمل الشباك الدائر بالحجرة المقدسة اللاصق بالسقف، وهو الذي احترق، وكان من خشب الصندول والأبنوس مكتوبا [على]
(3)
أقطاع الخشب الأروانك
(4)
- سورة الإخلاص - صنعة بديعة، ولم تزل الحجرة على ذلك حتى عمل لها الحسين ابن أبي الهيجا - صهر الملك الصالح ستارة وعليها الطرز والجامات
(5)
المرقومة بالأبريسم، وأدار عليها زنارا من الأبريسم مكتوبا فيه - سورة يس - فعلقها نحو العامين، ثم جاءت من الخليفة ستارة، فنفذت تلك المتقدمة إلى مشهد علي بالكوفة، وعلقت هذه عوضا، فلما ولي الإمام الناصر لدين الله
(6)
، أنفذ ستارة أخرى، فعلقت فوق تلك المذكورة، فلما حجت الجهمة أم الخليفة، وعادت للعراق، عملت
(1)
قول ابن النجار ورد في كتابه الدرة الثمينة 2/ 393 ونقله عنه: النهرواني في تاريخ المدينة (ق 220).
(2)
المقتفى لأمر الله محمد بن المستطهر تولى الخلافة من سنة 530 - 555 هـ. انظر: ابن الجوزي: المنتظم 18/ 144،17/ 313، السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 437 - 442.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
وهو المعروف الآن بخشب «الأرو» .
(5)
الجام إناء من فضة جمع أجؤم وأجوام وجامات. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «جوم» .
(6)
الناصر لدين الله أحمد تولى الخلافة من سنة 575 - 622 هـ. انظر: الذهبي: العبر 3/ 67، السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 448.
ستارة، فعلقت على الستارتين».
قال ابن النجار
(1)
: «ففي يومنا هذا عليها ثلاث ستائر» . ثم قال رحمه الله
(2)
قلت: وهي باقية إلى الآن
(3)
.
قال المطري
(4)
(1)
قول ابن النجار ورد في كتابه الدرة الثمينة 2/ 394، ونقله عنه: النهرواني في تاريخ المدينة (ق 221).
(2)
أي ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 394، ونقله عنه: النهرواني في تاريخ المدينة (ق 221).
(3)
قول المرجاني «المؤلف» نقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 244، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 222).
(4)
قول المطري ورد في كتابه التعريف ص 40، ونقله عنه: النهرواني في تاريخ المدينة (ق 222).
قال
(1)
: «ولما حج السلطان الملك الظاهر في سنة سبع وستين وستمائة، اقتضى رأيه على أن يدير على الحجرة الشريفة درابزينا فقاس ما حولها بيده وعمل الدرابزين الموجود اليوم، وأرسله في سنة ثمان وستين، وأداره عليها، وفيه ثلاثة أبواب: قبلي وشرقي وغربي، ونصبه ما بين الأساطين التي تلي الحجرة الشريفة، إلا من ناحية الشمال، فإنه زاد فيه إلى متهجد النبي صلى الله عليه وسلم، وظن أن في ذلك زيادة حرمة الحجرة المقدسة، فحجز طائفة من الروضة مما يلي بيت النبي صلى الله عليه وسلم، فلو كان عكس ما حجزه وجعله من الناحية الشرقية [وألصق الداربزين بالحجرة مما يلي الروضة، لكان أخف، إذ الناحية الشرقية]
(2)
ليست من الروضة، ولا من المسجد القديم، بل مما زيد في أيام الوليد».
ثم قال
(3)
قال رحمه الله
(4)
: «ومما أحدث في صحن المسجد الشريف قبة كبيرة /عمّرها الإمام الناصر لدين الله في سنة ست وسبعين وخمسمائة لحفظ حواصل الحرم وذخائره، مثل المصحف العثماني، ولما احترق المسجد سلم
(1)
أي المطري في التعريف ص 42، ونقله عنه: النهرواني في تاريخ المدينة (ق 223).
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
أي المطري في التعريف ص 42، ونقله عنه: النهرواني في تاريخ المدينة (ق 224).
(4)
أي المطري في التعريف ص 42، ونقله عنه: النهرواني في تاريخ المدينة (ق 224 - 225).
ما فيها ببركة المصحف الكريم، ولكونها في وسط المسجد، ومما أحدث أيضا في الصحن من جهة القبلة: رواقان، أمر بإنشائهما السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون في سنة تسع وعشرين وسبعمائة، فاتسع ظل السقف القبلي بهما وعم نفعهما، وهما المقوس أعلاها، وأزيلت المقصورة التي كانت تظل الحجرة الشريفة للإستغناء عنها بهما، وكان المتسبب في إزالتها إمام المدينة الشريفة، شرف الدين أبو الفتح محمد بن محمد بن أحمد الأميوطي
(1)
، وذلك أنها كان يجتمع فيها أهل البدع، وكانت لهم كالمتهجد، فاجتهد في إزالتها وهدمها ليلا، وأدخلها في الحجرة الشريفة، فتربعت الحجرة الشريفة، وذلك في أواخر سنة ثمان وعشرين وسبعمائة، وتوفى رحمه الله يوم الرابع والعشرين من صفر سنة خمس وأربعين وسبعمائة».
وهذه صفة مثال الحاجز الذي بناه عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه، وحجرة النبي صلى الله عليه وسلم في وسطه، وجميع ذلك أثبته مصورا على مثال ما صوره الحافظ محب الدين بن النجار في تاريخ المدينة
(2)
، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
(3)
./
(1)
محمد بن محمد بن أحمد شرف الدين أبو الفتح الأميوطي، إمام المسجد النبوي (ت 745 هـ). انظر: المطري: التعريف ص 42، النهرواني: تاريخ المدينة (ق 225).
(2)
ورد هذا المصور عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 395.
(3)
ترك الناسخ بياضا في الأصل بقدر تسعة أسطر لعدم اتساع المتبقي من الصحيفة للرسم المنقول عن ابن النجار.
/المثال
(1)
:
|
(1)
مصورة المثال الحاجز الذي بناه عمر بن عبد العزيز والحجرة الشريفة في وسطه كما نقله المؤلف عن ابن النجار في كتابه الدرة الثمينة 2/ 395.
|
(1)
صفة الحاجز الذى بناه عمر بن عبد العزيز والحجرة الشريفة فى وسطه ص 295 منه الدرة الثمينة
(1)
مصورة صفة الحاجز الذي بناه عمر بن عبد العزيز والحجرة الشريفة في وسطه كما جاء عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 395 وأثبتها هنا للموازنة بينها وبين ما نقله المؤلف عن ابن النجار.
/ومما قلت في معناها:
إلى حجرة الهادي فميز ترابها
…
كما نور ضوء البدر في الليل إذ يبد
وإلا كما شمس الظهيرة في الضحى
…
كما المشتري في نور لألائه وقد
قال الحافظ محب الدين
(1)
: «واعلم أن في سنة ثمان وأربعين وخمسمائة سمعوا صوت هدّة في الحجرة المقدسة، وكان الأمير يومئذ: قاسم بن مهنا الحسيني، فأخبروه بالحال، فقال: ينبغي أن ينزل شخص لينظر ما هذه الهدّة، فلم يجدوا أمثل حالا من الشيخ عمر النسائي، شيخ شيوخ الصوفية بالموصل، وكان مجاورا بالمدينة، فاعتذر لمرض كان به يحتاج إلى الوضوء في غالب الأوقاف، فألزموه، فامتنع من الأكل والشرب مدة، وسأل النبي صلى الله عليه وسلم، إمساك المرض عنه
(2)
بقدر ما يبصر ويخرج، ونزل بحبال من بين السقفين، ومعه شمعة، ودخل إلى الحجرة، فرأى شيئا من طين السقف قد وقع على القبور المقدسة، فأزاله وكنس التراب بلحيته
(3)
، وأمسك الله عنه الداء بقدر ما خرج وعاد إليه، توفى الشيخ عمر بمكة بعد نزوله بتسع سنين، في سنة ست وخمسين وخمسمائة».
(1)
قول ابن النجار ورد في كتابه الدرة الثمينة 2/ 395 - 396، ونقله عنه: المطري في التعريف ص 41، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 225).
(2)
الدعاء بهذه الصفة شرك، والنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته لا يطلب منه شيء، والذي يدعى ويملك الشفاء هو الحي القيوم.
(3)
كنس التراب باللحية ليس فضيلة، ولكن الجهلة الغلاة يفعلون ما لا يؤمرون.
(1)
ما أشار إليه المؤلف من قول ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 396، ونقله عنه: المطري في التعريف ص 41، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 226).
(2)
وأضاف ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 396 «ومن ذلك التاريخ إلى يومنا هذا لم ينزل أحد إلى هناك» .
الباب التاسع
في حكم زيارة النبي صلى الله عليه وسلم وفضلها وكيفيتها،
وحكم الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم، وفرض ذلك وفضيلته وكيفيته،
والتوسل به إلى الله عز وجل، وإثبات حياته صلى الله عليه وسلم وحرمته،
وذكر ما شوهد في حرمه وحجرته من العجائب
أو رأي بها من الغرائب
وفيه عشرة فصول:
الفصل الأول
في حكم زيارة النبي صلى الله عليه وسلم
قال القاضي أبو الفضل عياض بن موسى رحمه الله
(1)
: «وزيارة قبره صلى الله عليه وسلم، سنة من [سنن]
(2)
المسلمين مجمع عليها
(3)
وفضيلة مرغب فيها».
وقال الرافعي
(4)
: تستحب الزيارة بعد الحج، وقال في الروضة:
واستحبه الغزالي في الإحياء
(5)
، وقال: إذا نذر أنه يزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم فعندي
(1)
قول عياض ورد في كتابه الشفا 2/ 68، وعند النهرواني في تاريخ المدينة (ق 235،228).
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
لكن من غير شد الرحال والسفر لقصد زيارة القبر لورود النهي الصريح عن ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي والمسجد الأقصى» .
(4)
عبد الكريم بن محمد، أبو القاسم الرافعي القزويني، فقيه من كبار الشافعية، مات في سنة 623 هـ. انظر: الذهبي: العبر 3/ 190، ابن تغري: النجوم الزاهرة 6/ 266، ابن العماد: شذرات الذهب 5/ 108 وقوله بالاستحباب لا دليل عليه.
(5)
انظر: الغزالي: إحياء علوم الدين 4/ 418.
أنه لا يلزمه الوفاء وجها واحدا، ولو نذر أن يزور قبر غيره ففيه وجهان، وقد علم أنه لا يلزم بالنذر إلا العبادات، ولو نذر إتيان مسجد المدينة، وقلنا: أنه يلزمه اتيانه على الأصح يلزمه أن يضم إليه قربة على أرجح الوجهين.
قال/البغوي: يلزمه إذا حضر أن يصلي ركعتين، أو يعتكف ساعة، أو يزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم حتى يكون قربة.
وقد صرح الشيخ موفق الدين من الحنابلة باستحباب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وصرح باستحبابها أبو الفرج بن الجوزي
(1)
، وأبو الخطاب.
وقال صاحب «المختار» من الحنفية
(2)
: بأن الزيارة من أفضل المندوبات والمستحبات، ثم قال: بل تقرب من درجة الوجوب لما ورد فيه من الفضل العظيم.
قال الحليمي: ومن تعظيمه صلى الله عليه وسلم، زيارته صلى الله عليه وسلم، ومن تعظيمه تعظيم حرمه، وهو المدينة وإكرام أهله، ومنه قطع الكلام إذ جرى ذكره، أو روي بعض ما جاء عنه عليه أفضل الصلاة والسلام، وصرف السمع والقلب إليه ثم الإذعان له والنزول عليه والتوقي من معارضته، وضرب الأمثال [له]
(3)
(1)
وممن صرح باستحبابها وكونها سنة من الشافعية في أواخر باب أعمال الحج: الغزالي والبغوي وعز الدين بن عبد السلام والنووي، ومن الحنابلة: الشيخ موفق الدين وابن الجوزي. انظر: ابن الضياء: تاريخ مكة ص 247، النهرواني: تاريخ المدينة (ق 228).
(2)
صاحب المختار هو: مجد الدين عبد الله بن محمود الموصلي، فقيه حنفي، ولي قضاء الكوفة، ومات بها سنة 683 هـ. وله كتاب:«المختار في فروع الحنفية» مخطوط في شستربتي رقم (4360) وفي جامعة الرياض برقم (1446). انظر: حاجي خليفة: كشف الظنون 2/ 1622، الزركلي: الأعلام 4/ 135.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
ومنه ألا ترفع الأصوات عند قبره صلى الله عليه وسلم
(1)
.
قال الشيخ جمال الدين محمود بن محمد بن إبراهيم: «من جملة ظاهر هذا الكلام وجوب الزيارة» هذا هو المفهوم منه، ويؤيد ذلك أنه قال بعده:«ومن تعظيمه صلى الله عليه وسلم، الصلاة والتسليم عليه كلما جرى ذكره، وهو للوجوب، بل هذا أولى فإنه أول ما ابتديء به» .
الفصل الثاني
في فضل زيارته صلى الله عليه وسلم
عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من زار قبري وجبت له شفاعتي»
(2)
صححه عبد الحق.
وعنه أيضا - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حج فزار قبري بعد موتي، كان كمن زارني في حياتي وصحبني»
(3)
.
(1)
قول صاحب المختار ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 248، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 227).
(2)
حديث ابن عمر: أخرجه الدارقطني في السنن 2/ 278، ابن عدي في الكامل 6/ 2350، ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 397، وذكره عياض في الشفا 2/ 68، الهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 5 وقال:«رواه البزار وفيه عبد الله بن إبراهيم الغفاري وهو ضعيف» ، وذكره السمهودي في وفاء الوفا ص 1336، والمتقي في الكنز برقم (42583).
(3)
حديث ابن عمر: أخرجه الدارقطني في السنن 2/ 278، والبيهقي في السنن الكبرى 5/ 246، والطبراني في الكبير 12/ 310، وذكره ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 397، والهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 5 وقال:«رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه عائشة بنت يونس ولم أجد ترجمتها» ، وذكره السمهودي في وفاء الوفا ص 1340، والألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة 1/ 120 وقال: موضوع.
وقال صلى الله عليه وسلم: «من جاء ني زائرا لا تعمله حاجة إلا زيارتي كان عليّ حقا أن أكون له شفيعا يوم القيامة»
(1)
.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من زارني ميتا فكأنما زارني حيّا، ومن زار قبري وجبت له شفاعتي يوم القيامة، وما من أحد من أمتي له سعة ثم لم يزرني [فليس له عذر»
(2)
.
وعن علي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من لم يزرني فقد جفاني»
(3)
.]
(4)
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من زارني في المدينة محتسبا كان في جواري وكنت له شفيعا يوم القيامة»
(5)
.
ويروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من زارني وزار قبر إبراهيم في عام واحد
(1)
الحديث أخرجه الطبراني في الكبير 12/ 291 عن ابن عمر، ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 397 عن ابن عمر، وابن الجوزي في الموضوعات 2/ 217، والهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 5 وعزاه للطبراني في الأوسط والكبير عن ابن عمر، السمهودي في وفاء الوفا ص 1340 عن ابن عمر.
(2)
أخرجه الدارقطني في السنن 2/ 278 عن ابن عمر، وذكره عياض في الشفا 2/ 68 عن أنس، ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 397 عن أنس، السمهودي في وفاء الوفا ص 1346 عن أنس، العجلوني في كشف الخفاء 2/ 347 وعزاه للطبراني وأبي شيخ وابن عساكر، المتقي في الكنز برقم (12373) وعزاه السيوطي للبيهقي بالشعب عن رجل من آل الخطاب.
(3)
أخرجه ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 397 عن علي، وذكره السمهودي في وفاء الوفا ص 1347 عن علي، السيوطي في الدر المنثور 1/ 569 وعزاه للطبراني في العلل عن ابن عمر، العجلوني في كشف الخفاء 2/ 384 وعزاه للدار قطني في العلل عن ابن عمر وابن حبان في الضعفاء.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
أخرجه البيهقي في السنن الكبرى 5/ 245 عن أنس، السهمي في تاريخ جرجان ص 220 عن أنس، وذكره عياض في الشفا 2/ 68 عن أنس، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1342 عن أنس، السيوطي في الدر المنثور 1/ 569 وعزاه للطبراني عن ابن عمر، المتقي في الكنز برقم (12373) وعزاه السيوطي للبيهقي في الشعب عن رجل من آل الخطاب.
ضمنت له الجنة»
(1)
. وقال القاضي عز الدين في منسكه: هذا الحديث لا أصل له.
وأجمع العلماء على استحباب زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه
(2)
.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الصلاة فيه كألف صلاة»
(3)
. وزيارته عبادة مستقلة لا تعلق لها بالحج.
الفصل الثالث
في كيفية زيارته صلى الله عليه وسلم
ذكر الشيخ تقي الدين ابن الصلاح، والشيخ/محي الدين: أنه ينبغي لمن أراد الزيارة أن يكثر من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا وقع بصره على أشجار المدينة المشرفة فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وارزقني في زيارة نبيك ما رزقته أولياءك، وأهل طاعتك، واغفر لي وارحمني يا خير مسؤل. ويغتسل قبل الدخول ويلبس أنظف ثيابه. قاله الشيخ تقي الدين
(4)
.
وقال الشيخ محي الدين: وأما استحباب الغسل فيمكن أن يقال فيه من ذهب من العلماء إلى تفضيل المدينة على مكة، فاستحباب الغسل عنده واضح،
(1)
ذكره الألباني في السلسلة الضعيفة 1/ 120 وقال: موضوع، الفتني في تذكرة الموضوعات ص 75.
(2)
انظر: محب الدين الطبري: القرى ص 640،606.
(3)
ذكره النهرواني في تاريخ المدينة (ق 230).
(4)
انظر: المراغي: تحقيق النصرة ص 103، ابن الضياء: تاريخ مكة ص 255،254 - 256، النهرواني: تاريخ المدينة (ق 241،239 - 242).
وذلك أنه يستحب لدخول مكة فللمدينة أولى، ومن ذهب إلى تفضيل مكة على المدينة فيجعل الاستحباب عنده على سبيل القياس على مكة - وعلى هذا يستحب الغسل لزيارة بيت المقدس - ويشعر نفسه وتيقنه أنه مسلم على حي عالم به يرد عليه، فقد حرم الله على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء
(1)
.
ويدخل المدينة قائلا: {رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً}
(2)
، ويحضر قلبه رأفته صلى الله عليه وسلم بأمته، ولتكن زيارته زيارة المحب المعظم، وليقدم رجله اليمنى في دخوله المسجد الشريف قائلا: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، واليسرى في خروجه قائلا:
اللهم افتح لي أبواب فضلك
(3)
.
واستحب العلماء أن يقصد أول دخوله الروضة المقدسة، فيصلي في مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو غيره من الروضة تحية المسجد [النبوي]
(4)
ركعتين، ثم شكر الله تعالى على ما أنعم، ويسأله تمام المقصد، ثم ينهض إلى القبر الشريف قبالة وجهه صلى الله عليه وسلم، وهو أن يستدبر القبلة ويستقبل المسمار الفضة الذي بالجدار على نحو أربع أذرع من السارية التي هي غربي رأس القبر الشريف في زاوية جداره
(5)
.
(1)
أخرجه أبو داود في سننه كتاب الجمعة باب 1 برقم (1047) 1/ 320 عن أوس بن أوس، ابن ماجة في سننه برقم (1085) 1/ 345 عن شداد بن أوس، أحمد في المسند 4/ 8 عن أوس بن أوس، والحاكم في المستدرك 4/ 560 عن أوس، وذكره ابن الجوزي في الوفا 2/ 809 عن أوس.
(2)
سورة الإسراء آية (80).
(3)
انظر: ابن الضياء: تاريخ مكة ص 256، النهرواني: تاريخ المدينة (ق 242 - 243).
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 24، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 243).
وقال الشيخ عز الدين ابن عبد السلام: «يكون بينه وبين الجدار نحو من ثلاثة أذرع، ويجعل القنديل الكبير على رأسه»
(1)
.
وحكى البيهقي، عن الشافعي رحمه الله قال: حدثنا الثقات من أصحابنا أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم، عن يمين الداخل من البيت اللاصق بالجدار الذي اللحد تحته قبلة البيت، وأن لحده صلى الله عليه وسلم تحت الجدار، واستدبار القبلة هو المستحب عند الشافعية، والحنابلة، ومالك، والذي صححه الحنفية أن يستقبل القبلة عند السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعاء
(2)
.
ومن الآداب: أن لا يدنو من القبر، ولا يرفع صوته بالتسليم، ولا يمس القبر بيده، وإذا أردت الصلاة فلا تجعل الحجر وراء ظهرك ولا بين يديك، ولا يقف عند القبر طويلا،/وليقف عند السلام عليه صلى الله عليه وسلم ناظرا إلى الأرض، غاض الطرف في مقام الهيبة والتعظيم والإجلال فارغ القلب من علائق الدنيا، مستحضرا في قلبه جلالة موقفه ومنزلة من هو بحضرته وعلمه صلى الله عليه وسلم بحضوره وقيامه وسلامه
(3)
.
وكان الناس إذا وقفوا للسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الروضة الشريفة قبل أن يدخل الحجرات في المسجد يستقبلون السارية التي فيها الصندوق الخشب وثم قائم من خشب مجدد، وهي لاصقة بحائط الحجرة الغربي الذي بناه عمر بن عبد العزيز ويستدبرون حول بيت النبي صلى الله عليه وسلم،
(1)
قول العز بن عبد السلام ذكره ابن الضياء في تاريخ مكة ص 257، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 244).
(2)
قول البيهقي ذكره ابن الضياء في تاريخ مكة ص 257، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 244 - 245).
(3)
كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 257 - 258، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 245).
(4)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 25.
ويستدبرون الروضة واسطوانة التوبة، ويسلمون على النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى صاحبيه رضي الله عنهما، وروي ذلك عن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - رضوان الله عليهم - أنه كان إذا جاء يسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقف عند الأسطوانة التي تلي الروضة، ويستقبل السارية التي تلي الصندوق اليوم، فيسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ويقول: ها هنا رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أدخلت الحجرات في المسجد وقف الناس حيث موقفهم اليوم
(1)
.
وقال مالك في رواية ابن وهب: إذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم، ودعا يقف ووجهه إلى القبر لا إلى القبلة، ويدنو ويسلم، ولا يمس القبر بيده
(2)
.
وقال في المبسوط: لا أرى أن يقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، يدعو ولكن يسلم ويمضي
(3)
.
وأتى أنس بن مالك قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فوقف فرفع يديه، حتى ظن أنه افتتح الصلاة، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم انصرف
(4)
.
وقال مالك في كتاب محمد: «ويسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، إذا دخل، أو خرج - يعني المدينة - وفيما بين ذلك، قال محمد: وإذا خرج جعل آخر عهده الوقوف بالقبر، وكذلك من خرج مسافرا»
(5)
.
وقال مالك في «المبسوط» : «وليس يلزم من دخل المسجد وخرج منه
(1)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 25.
(2)
قول مالك ذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 70.
(3)
قول مالك ذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 70.
(4)
كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 2/ 71.
(5)
قول مالك ذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 71.
[من أهل المدينة]
(1)
الوقوف بالقبر، وإنما ذلك للغرباء»
(2)
.
قال الحافظ محب الدين
(3)
وجميع التواريخ المتقدمة يذكرون العلامة بالمسمار، ويصفونه بأنه صفر، ولعله غير
(4)
.
وأما الدلالة بالقنديل: فقال الشيخ جمال الدين
(5)
: «الآن هناك عدة قناديل جدد بعد احتراق المسجد، ثم قال: وموقف الناس اليوم للسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، عرصة
(6)
بيت أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها بنت عمر ابن الخطاب رضي الله عنه».
وذكر لي بعض المتبصرين: أنه إذا أتى للسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، يرى في
(1)
اضافة للضرورة من الشفا 2/ 72.
(2)
قول مالك ذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 72.
(3)
قول ابن النجار ورد عنده في الدرة الثمينة 2/ 399، ونقله عنه: المطري في التعريف ص 28، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 246).
(4)
قول المؤلف نقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 258، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 246).
(5)
قول المطري ورد عنده في التعريف ص 28، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 258، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 247).
(6)
العرصة: كل بقعة بين الدور واسعة ليس فيها بناء. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «عرص» .
الحجر الأسود الذي تحت الرخامة الحمراء التي فيها المسمار الفضة، صورة شخص له شعر طويل مرة يفرقه، ومرة يتركه/وهو ينظر إلى من يأتي للسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمرة يبتسم في وجه المسلم عليه، ومرة لا ينظر إلى أحد، وأكثر قعوده طاويا إحدى رجليه نصف تربيعة، وركبته الأخرى قائمة، ومن جانبه الأيمن، مما يلي الروضة شخص آخر، ومن جانبه الأيسر شخصان آخران، قال الرائي: فعدمت الخشوع في ذلك المحل الشريف بسبب رؤيتي لهما، وشغل خاطري بهما إشارة إلى إثبات الوقار والحرمة المحركة خواطر الاعتبار
(1)
.
سمعت والدي رحمه الله يقول: «صلينا يوما الظهر بحرم المدينة، وأقبل طائر عظيم طويل الساقين، أتى من جهة باب السلام، وهو يطير مع جدار القبلة، وقد ملأت جناحاه ما بين الحائط القبلي والسواري، فلما حاذى المحراب وقف، ومشى قليلا [قليلا]
(2)
إلى أن وصل إلى الشباك موقف المسلّمين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستقبل النبي صلى الله عليه وسلم، ووقف، وجعل يضع منقاره على الأرض ويرفعه مرارا، إلى أن فرغ الناس من صلاتهم، واجتمعوا عليه ينظرونه، ثم مشى، حتى خرج إلى صحن المسجد، إلى نحو الحجارة، التي يذكر أنها حد المسجد القديم، ثم فتح أجنحته وطار مرتفعا في الجو، غير مائل يمينا ولا يسارا، حتى غاب عن أعيننا»
(3)
.
(1)
قول المؤلف نقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 259، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 247). وهذا من خرافات الصوفية والعباد الجهلة.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
قول المؤلف نقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 259، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 248). وهذا من الأكاذيب السمجة.
الفصل الرابع
في حكم الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى: {إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}
(1)
.
(2)
وهو عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. حكاه الواحدي.
وقال المبرد: «أصل الصلاة الترحم، فهي من الله رحمة، ومن الملائكة رقية واستدعاء للرحمة من الله»
(3)
.
وقال الجوهري: «الصلاة الدعاء، وقد ورد صفة صلاة الملائكة على من جلس ينتظر الصلاة: اللهم اغفر له اللهم ارحمه، فهذا دعاء»
(4)
.
وقال بكر القشيري: «الصلاة من الله تعالى لمن دون النبي رحمة، وللنبي صلى الله عليه وسلم تشريف وزيادة تكرمة»
(5)
.
(1)
سورة الأحزاب آية (56).
(2)
قول ابن عباس ذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 46، القرطبي في الجامع 14/ 232، الأشخر اليمني في بهجة المحافل 2/ 417.
(3)
قول المبرد ذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 46، القرطبي في الجامع 14/ 232.
(4)
قول الجوهري ذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 47، ابن الجوزي: نزهة الأعين ص 393.
(5)
قول القشيري ذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 47، الأشخر اليمني: بهجة المحافل 2/ 417، والقشيري هو: بكر بن محمد أبو الفضل البصري المالكي، توفي في سنة 344 هـ. انظر: الذهبي: سير أعلام 5/ 537، العبر 2/ 263.
وقال أبو العالية «صلاة الله تعالى ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء»
(1)
.
وقال القاضي عياض: «وقد فرق النبي صلى الله عليه وسلم في حديث تعليم الصلاة عليه بين لفظ الصلاة ولفظ البركة فدل أنهما بمعنيين»
(2)
.
وقال الحليميّ: الصلاة في اللغة التعظيم، وقال ابن جبير: صلاة الله على نبيه المغفرة، وصلاة الملائكة الإستغفار. حكاه الماوردي
(3)
.
وقال الترمذي: «صلاة الرب الرحمة، وصلاة الملائكة الاستغفار»
(4)
.
وقال ابن العربي: هي من الله رحمة، ومن المخلوق/الجن والإنس والملائكة: الركوع والسجود والدعاء والتسبيح، ومن الطير والهوام: التسبيح ومنه قوله تعالى: {كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ}
(5)
فالصلاة لها معان بالتدريج أصلها الدعاء، ثم صارت للرحمة، لأن الداعي مترحم، ثم صارت للمغفرة، [لأن الترحم يوجب المغفرة]
(6)
وفسرها ابن عباس رضي الله تعالى عنهما بالمغفرة في قوله تعالى: {أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ}
(7)
.
قال ابن كيسان: وجمع الصلوات لأنه عنى بها رحمة بعد رحمة، وإنما ذكر الرحمة، ومعنى الصلاة الرحمة للإشباع.
(1)
قول أبي العالية ذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 47.
(2)
قول القاضي عياض ورد عنده في الشفا 2/ 47.
(3)
انظر: القرطبي: الجامع 14/ 232.
(4)
انظر: الأشخر اليمني: بهجة المحافل 2/ 418.
(5)
سورة النور آية (41).
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(7)
سورة البقرة آية (157) وراجع معنى تفسير الآيتين عند القرطبي في الجامع 2/ 177، 12/ 287.
وقيل: الصلاة من الله تعالى إشاعة الذكر الجميل له في عباده. حكاه البغوي.
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: صلاة الملائكة عليه تنزيلهم عليه وقيل: الصلاة من الله في أظهر الوجوه الرحمة، ومن الملائكة الإستغفار، ومن المؤمنين الدعاء
(1)
. قاله الماوردي.
وقيل: الصلاة من الله تعالى على العبد رفع الدرجة له
(2)
.
قلت: وقد جمعت ما قيل في معنى الصلاة من الله تعالى، فقلت:
وقد قيل أن صلاة الله رحمته
…
أو الثناء وتعظيم وتشريف
وقيل مغفرة معها يبارك ضف
…
إشاعة ذكر في الوجود وتشريف
والصلاة في القرآن على عشرة أوجه
(3)
:
الصلاة الشرعية: {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ}
(4)
وصلاة العصر:
{تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ}
(5)
، وصلاة الجنازة:{وَلا تُصَلِّ عَلى}
(1)
انظر: القرطبي: الجامع 2/ 177.
(2)
انظر: القرطبي: الجامع 14/ 198.
(3)
كذا ورد عند ابن الجوزي في نزهة الأعين ص 394 - 396.
(4)
سورة المائدة آية (55)، الأنفال آية (3)، النمل آية (3)، لقمان آية (4).
(5)
سورة المائدة آية (106).
{أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً}
(1)
، والدعاء:{وَصَلِّ عَلَيْهِمْ}
(2)
، والعبادة:{أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ}
(3)
، والقراءة:{وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ}
(4)
، وموضع الصلاة:{وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ}
(5)
، والمغفرة:{إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}
(6)
، والإستغفار: وهو معنى صلاة الملائكة، وصلاة الجمعة:{إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ}
(7)
.
وأما التسليم الذي أمر الله تعالى به عباده:
قال القاضي أبو بكر بن بكير: لما نزلت الآية
(8)
أمر الله تعالى أصحابه أن يسلموا عليه، وكذلك من بعدهم أمروا أن يسلموا على النبي صلى الله عليه وسلم عند حضورهم قبره وعند ذكره وفي معنى السلام [عليه]
(9)
ثلاثة وجوه: أحدها:
السلامة لك ومعك، الثاني: أي السلام على حفظك ورعايتك متول له وكفيل به، ويكون هنا السلام اسم الله، الثالث: بمعنى المسالمة له والانقياد
(10)
.
قال الماوردي: قوله: {وَسَلِّمُوا:} أي سلموا الأمر بالطاعة له تسليما، وهو الذي ذهب إليه ابن المسيب، وقيل: سلموا عليه بالدعاء تسليما أي
(1)
سورة التوبة آية (84).
(2)
سورة التوبة آية (103).
(3)
سورة هود آية (87).
(4)
سورة الإسراء آية (110).
(5)
سورة الحج آية (40).
(6)
سورة الأحزاب آية (56).
(7)
سورة الجمعة آية (9).
سلاما. وفي هذه الآية ثلاث فوائد:
الأولى: قال أبو بكر بن أبي الدنيا في كتاب «زيارة القبور» له، في باب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم
(1)
: حدثني سعيد بن عثمان حدثنا ابن أبي فديك قال: «سمعت بعض من أدركه يقول: بلغنا أن من وقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فتلى هذه الآية {إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}
(2)
، ثم قال: صلى الله عليك يا محمد، حتى يقولها /سبعين مرة، ناداه ملك: صلى الله عليك يا فلان لم تسقط لك حاجة»
(3)
.
الثانية: في ذكر عقوبة من حرّف هذه الآية: روى ابن بشكوال، عن أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليماني قال: كنت بصنعاء، فرأيت رجلا، والناس مجتمعون عليه، فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا رجل كان يؤم بنا في شهر رمضان، فلما بلغ {إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}
(4)
قال: إن الله وملائكته يصلون على عليّ النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما، فخرس وتجذم وبرص وعمي وأقعد.
الثالثة: روى ابن بشكوال، عن أبي جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحوي قال: سمعت عبدوس بن ديرويه يصف لإنسان قليل نومه، إذا أراد أن
(1)
الثابت هو زيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا لزيارة قبره صلى الله عليه وسلم، كما صرح شيخ الاسلام ابن تيمية لحديث: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد
…
».
(2)
سورة الأحزاب آية (56).
(3)
أخرجه ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 399 عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، المطري في التعريف ص 28، المراغي في تحقيق النصرة ص 112، ابن الضياء في تاريخ مكة ص 263، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 254) عن ابن أبي فديك.
(4)
سورة الأحزاب آية (56).
ينام يقرأ الآية المذكورة، وقرأها البصري: يا أيها الذين آمنوا فصلوا، بزيادة فاء.
قال ابن عطية في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ}
(1)
: «روت فرقة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قيل له: كيف صلاة الله على عباده؟ قال:
«سبوح قدوس رب الملائكة والروح رحمتي سبقت غضبي» ، قيل: إن هذا القول كله من كلام الله، وهي صلاته على عباده، وقيل: صلاة الله على عباده «رحمتي سبقت غضبي» والأول كلام النبي صلى الله عليه وسلم تقدمه من كلام الله تعالى»
(2)
.
تنبيه:
التشريف الذي شرف به نبينا صلى الله عليه وسلم في هذه الآية أتم وأبلغ من تشريف آدم بأمر الملائكة بالسجود له، لأنه لا يجوز أن يكون الله سبحانه وتعالى مع الملائكة في ذلك التشريف.
(1)
سورة الأحزاب آية (43).
(2)
قول ابن عطية ورواية فرقة ذكرها في تفسيره المحرر الوجيز 12/ 78 ونقلها عنه: القرطبي في الجامع 14/ 198 - 199، وجزء الحديث «سبوح قدوس
…
» أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الصلاة باب ما يقال في الركوع والسجود برقم (223) 1/ 353 عن عائشة، أبو داود في سننه برقم (872) 1/ 230 عن عائشة، النسائي في سننه كتاب الصلاة باب الذكر في الركوع 2/ 191 عن عائشة. وابن عطية هو: عبد الحق بن غالب بن عطية المحاربي الغرناطي، أبو محمد، كان فقيها عارفا بالأحكام والحديث والتفسير نحويا لغويا وأديبا شاعرات سنة 541 وقيل سنة 542 هـ. انظر: السيوطي: بغية الوعاة 2/ 73.
الفصل الخامس
في ذكر فرض الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فرض على الجملة غير محدود بوقت لأمر الله تعالى بالصلاة عليه، وحمل الأئمة والعلماء له على الوجوب وأجمعوا عليه
(1)
.
وحكى أبو جعفر الطبري: «أن يحمل عنده على الندب، وادعى فيه الإجماع، ولعله فيما زاد على مرة، والواجب [منه]
(2)
الذي يسقط به الحرج [ومأثم ترك الفرض]
(3)
مرة كالشهادة له بالنبوة وما عدا ذلك فمندوب مرغب فيه من سنن الإسلام وشعار أهله»
(4)
.
وقال ابن القصار: «المشهور عن أصحابنا أن ذلك واجب في الجملة على الإنسان، وفرض عليه أن يأتي بها مرة من دهره مع القدرة على ذلك»
(5)
.
وقال أبو بكر بن بكير: «الواجب أن يكثر الشخص من ذلك ولا يغفل»
(6)
.
وقال أبو محمد بن نصر: «هي واجبة في الجملة، وأن من صلى عليه صلى الله عليه وسلم، مرة واحدة من عمره سقط عنه الفرض»
(7)
.
وقال أصحاب الشافعي: «الفرض منها الذي أمر الله تعالى به رسوله صلى الله عليه وسلم، هو في الصلاة. وقالوا: وأما في غيرها فلا خلاف أنها غير
(1)
كذا ورد عند عياض في الشفا 2/ 47، القرطبي في الجامع 14/ 233.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
الاضافة للضرورة من الشفا 2/ 48.
(4)
قول الطبري ورد في تفسيره 22/ 43، ونقله عنه القاضي عياض في الشفا 2/ 48.
(5)
قول ابن القصار ذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 48.
(6)
قول ابن بكير ذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 48.
(7)
قول ابن نصر ذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 48.
واجبة. وأما في الصلاة فحكى الإمامان أبو جعفر الطبري والطحاوي إجماع جميع/المتقدمين والمتأخرين من علماء الأمة على أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، في التشهد غير واجبة»
(1)
.
ولا تجب الصلاة على آل النبي صلى الله عليه وسلم، على الأصح، ولكن تستحب
(2)
.
وحكى ابن القصار: أن ابن المواز يراها فريضة كما يراها الشافعي رحمه الله تعالى
(3)
.
وهي واجبة عند الحنابلة في المذهب الصحيح، - قاله صاحب المغني - وذهب مالك، وأبو حنيفة، وابن حزم:[إلى]
(4)
عدم وجوبها في الصلاة مطلقا
(5)
.
[المواطن التي يستحب فيها الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم:]
(6)
ومن مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: في تشهد الصلاة وذلك بعد التشهد وقبل الدعاء، وعند ذكره صلى الله عليه وسلم، وعند كتابة اسمه صلى الله عليه وسلم، ويوم الجمعة، وعند دخول المسجد، وفي صلاة الجنازة، وفي كتابة الرسائل
(7)
.
فإذا وردت معطوفة على كلام عطفت بحرف العطف، وإن وردت معطوفة
(1)
قول أصحاب الشافعي كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 2/ 48، ويقول القرطبي في الجامع 14/ 235 «اختلف العلماء في الصلاة على النبي في الصلاة فالذي عليه الجم الغفير والجمهور الكثير: أن ذلك من سنن الصلاة ومستحباتها».
(2)
راجع الأحاديث والآثار الواردة في ذلك عند القاضي عياض في الشفا 2/ 66 - 67، وهذه المسألة سيذكرها المؤلف فيما بعد في الفصل السابع من هذا الباب «9» .
(3)
قول ابن القصار ذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 49، القرطبي في الجامع 14/ 236.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 2/ 49، القرطبي في الجامع 14/ 235.
(6)
العنوان الفرعي من المحقق للتوضيح، وكما ورد عند عياض في الشفا 2/ 50.
(7)
كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 2/ 50 - 52.
على البسملة، فالتخيير في حرف العطف، والأحسن إثباته
(1)
.
وكره سحنون الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند التعجب
(2)
.
ومن مواطن السلام: التشهد فقوله: «السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين» تصيب كل عبد صالح في السماء والأرض
(3)
.
واستحب العلماء أن ينوي الإنسان حين سلامه على كل عبد صالح في السماء والأرض من الملائكة، وبني آدم، والجن
(4)
.
فائدة:
الجن من العالم الناطق المميز، يأكلون، ويتناكحون، ويموتون، وأشخاصهم محجوبة، وإنما عرفهم الإنس من الكتب الالهية
(5)
.
وفي الجان وجهان: أحدهما إبليس، والثاني أنه أبو الجن فآدم أبو البشر والجان أبو الجن وابليس أبو الشياطين
(6)
.
ومن الجن مؤمن وكافر، وقيل: الشياطين كفار الجن، وهم أيضا يتناسلون ويموتون
(7)
.
قلت: والدليل على ذلك إنظار إبليس، ولو أنهم لم يموتوا إلى يوم القيامة
(1)
كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 2/ 52.
(2)
كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 2/ 52.
(3)
كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 2/ 54.
(4)
كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 2/ 54.
(5)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 141، ابن كثير: البداية 1/ 49.
(6)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 141 - 142، وراجع: ابن الجوزي: المنتظم 1/ 174، ابن كثير: البداية 1/ 51.
(7)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 142.
لما سأل إبليس ذلك إذا كان عالما بأنه لا يموت إلى يوم القيامة
(1)
.
وقيل: الشياطين كإبليس لا يموتون إلا معه، وأن تناسلهم انقطع بإنظار إبليس
(2)
.
وقيل: إن اليوم المعلوم يوم بدر، وأن الملائكة قتلت إبليس في ذلك اليوم.
حكاه وهب. وقيل الوقت المعلوم: النفخة الأولى
(3)
. وقيل: أولاد إبليس لم يؤمن منهم أحد.
وحكى القاضي عياض
(4)
: «أن شيخا أقبل وبيده عصا، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: أنا هامة بن الهيم بن لامس بن إبليس، وذكر أنه لقي نوحا ومن بعده، وقال: كنت غلاما حين قتل قابيل وهابيل، ثم أسلم» . وقيل: أن مؤمنيهم يقال لهم كونوا ترابا كالبهائم. حكاه سفيان عن ليث.
وقيل: يدخلون الجنة، واستدلوا بقوله:{لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ}
(5)
.
(1)
والآية الدالة على انظار إبليس قوله تعالى في سورة الأعراف آية (14): قالَ أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ وراجع تفسير القرطبي للآية الكريمة في الجامع 7/ 173 - 174.
(2)
كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص 142 وأضاف: «إلى يوم يبعثون» .
(3)
قال ابن عباس: أنظره إلى النفخة الأولى حيث يموت الخلق كلهم، وكان طلب الإنظار إلى النفخة الثانية حيث يقوم الناس لرب العالمين، فأبى الله ذلك عليه. انظر: القرطبي: الجامع 7/ 173 - 10/ 27،174.
(4)
قول القاضي عياض ورد عنده في الشفا 1/ 239.
(5)
سورة الرحمن آية (56) وراجع تفسير القرطبي للآية الكريمة في الجامع 17/ 181 قال: «وفي هذه الآية دليل على أن الجن تغشى كالإنس، وتدخل الجنة ويكون لهم فيها جنيات» ، وراجع أيضا ابن كثير: البداية 1/ 52.
(1)
، الصلصال: الطين النابت، وقيل:
الذي لم تمسه النار
(2)
، و {نارِ السَّمُومِ}
(3)
: أي من نار الشمس/وقيل:
من نار الصواعق
(4)
.
وقال وهب: نار السموم: نار لا حرّ لها ولا دخان، فخلق منها الجان
(5)
، وسماه: مارجا، ثم خلق منها زوجة سماها: مرجة، فولدوا ولدا سماه: الجن، فمنه تفرعت قبائل الجن، وكانوا يلدون توأمين، ذكرا وأنثى، وتزوج إبليس امرأة من الجان يقال لها: الهنا بنت روحان بن سلسابيل بن الجان، وأسكن الله الجن في سماء الدنيا، والجان في الهواء، ثم أهبطهم إلى الأرض - أعني سكان الهواء - فعصوا قبل آدم، وبعث لهم ثمانمائة نبي في ثمانمائة سنة فقتلوهم، فبعث [الله]
(6)
إليهم الجن سكان السماء والمؤمّر عليهم إبليس، فقتلوا جانّ الأرض، ثم صعد إبليس إلى أن أهبط [مع]
(7)
آدم عليه السلام.
ويقال للروحانيين: جن، فكل ملائكة جن وليس كل جن ملائكة، وهو قول أبي صالح.
والطاغوت الأصنام، والطاغوت [من]
(8)
الجن، والجنة هم الجن، والجنة الملائكة أيضا، والجنة الترس، والجنّة البستان
(9)
.
(1)
سورة الحجر آية (26 - 27).
(2)
انظر: القرطبي: الجامع 10/ 21، الماوردي: أعلام النبوة ص 141.
(3)
سورة الحجر آية (27).
(4)
انظر: القرطبي: الجامع 10/ 21، الماوردي: أعلام النبوة ص 142.
(5)
انظر: القرطبي: الجامع 10/ 21.
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(8)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(9)
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «طغى» و «جنن» .
ووفد الجن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبايعوه في مسجد البيعة بطريق منى.
حكاه ابن الجوزي، وبه خط الخط لابن مسعود
(1)
.
وقيل: كان ذلك بالحجون
(2)
عند شعب أبي ذر، وكانوا اثنا عشر ألفا من جن زوبعة ساكن اليمن، وملوكهم سبعة: المذهب، والأبيض، والأحمر، وبرمان، وشمهورش، وزوبعة، وميمون، وقيل: كانوا تسعة من جن نصيبين، وقيل: من بني الشيطان، وقيل: من جن حران ونصيبين قرية من الموصل
(3)
، ثم رآهم عليه السلام بنخلة، وكانوا من جن نينوى
(4)
، ونينوى من أرض موصل، وهي أرض قوم يونس عليه السلام
(5)
.
(1)
أخرجه البيهقي في الدلائل 2/ 230 - 231 من طرق متعددة، وذكره ابن الجوزي في الوفا 1/ 86، الماوردي في أعلام النبوة ص 143 - 144.
(2)
الحجون: جبل بأعلى مكة، عليه مدافن أهلها. انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 225.
(3)
في الأصل «نصيبين قرية من اليمن» والصواب ما أثبتناه. ونصيبين: بفتح النون ثم الكسر، مدينة من بلاد الجزيرة على جادة الطريق من الموصل إلى الشام. انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 288.
(4)
نينوى: بكسر أوله وسكون ثانيه وفتح النون والواو، وهي قرية يونس بن متى عليه السلام بالموصل، انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 339.
(5)
انظر: ابن كثير: البداية 1/ 51، ويذكر ابن هشام في السيرة 1/ 421 - 422، الطبري في تاريخه 2/ 346 - 347:«بعد انصراف الرسول صلى الله عليه وسلم من الطائف راجعا إلى مكة، حين يئس من ثقيف، حتى إذا أتى نخلة قام في جوف الليل يصلي لله الواحد القهار، فمر به نفر من الجن وكانوا سبعة من جن نصيبين، فاستمعوا له، ثم رجعوا إلى قومهم منذرين» .
الفصل السادس
ما جاء في فضل الصلاة والسلام عليه
وإبلاغه صلاة من صلى عليه صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى عليّ واحدة صلى الله عليه عشرا» . رواه مسلم
(1)
.
وعن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
«من صلى عليّ صلاة صلت عليه الملائكة مادام يصلي عليّ، فليقلل عند ذلك أو ليكثر»
(2)
.
وعن عبد الله بن عمر: «ومن صلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة، صلى الله عليه وملائكته بها سبعين صلاة، فليقلل من ذلك أو ليكثر»
(3)
.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة» . رواه الترمذي
(4)
.
وعن محمد بن أبي سليمان، رأيت أبي في المنام، فقلت: يا أبه ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي، فقلت بماذا؟ فقال: بكتابتي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
(1)
حديث أبي هريرة: أخرجه أحمد في المسند 2/ 372، مسلم في صحيحه كتاب الصلاة باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم برقم (70) 1/ 306، الترمذي في سننه كتاب الصلاة باب فضل الصلاة على النبي 2/ 355، النسائي في سننه كتاب الصلاة باب فضل الصلاة على النبي 3/ 50، أبو داود في سننه برقم (1530) 2/ 88.
(2)
حديث عامر بن ربيعة: أخرجه أحمد في المسند 3/ 445، وذكره ابن الجوزي في الوفا 2/ 804.
(3)
حديث ابن عمر: ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 163 وعزاه لأحمد عن عبد الله بن عمرو واسناده حسن.
(4)
حديث ابن مسعود: أخرجه الترمذي في سننه 2/ 354 كتاب الصلاة باب فضل الصلاة على النبي، وذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 60.
في كل حديث.
وعن أبي القاسم عبد الله المروزي يقول: «كنت أنا وأبي نقابل بالليل الحديث، فرئي في الموضع الذي كنا نقابل/فيه عمود نور، فبلغ عنان السماء، فقيل: ما هذا النور؟ فقيل: صلاتهما على النبي صلى الله عليه وسلم إذا تقابلا» .
هذان الحديثان
(1)
رويناهما من كتاب «شرف أصحاب الحديث» .
وعن أبي بكر [الصديق]
(2)
رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:«من صلى عليّ كنت شفيعه يوم القيامة»
(3)
.
وعن الطفيل
(4)
، عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في ثلث الليل، فيقول:«جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، فقال أبي: يا رسول الله إني أصلي من الليل، أفأجعل لك ثلث صلاتي؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشطر، قال: فأجعل لك شطر صلاتي؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الثلثان أكثر، قال: فأجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذا يغفر الله لك ذنبك كله»
(5)
.
(1)
انظر: الأشخر اليمني: بهجة المحافل 2/ 415.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
أخرجه أبو حنيفة كذا بجامع المسانيد للخوارزمي 1/ 1063، السيوطي في جمع الجوامع 1/ 1063.
(4)
الطفيل بن أبي بن كعب الأنصاري، كان محدثا ثقة، ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، من التابعين. انظر: ابن حجر: التقريب ص 282.
(5)
حديث الطفيل: أخرجه البيهقي في شعب الإيمان 1/ 394 برقم (53)،2/ 217 برقم (1579)، والحاكم في المستدرك 2/ 513، وذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 60، ابن الجوزي في الوفا 2/ 803، الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 163 وعزاه لأحمد وإسناده جيد، وعزاه للطبراني واسناده حسن، وعزاه للبزار، وفيه عمر بن محمد بن صهبان وهو متروك.
الراجفة: هي النفخة الأولى المميتة، والرادفة: النفخة الثانية
(1)
، وبينهما أربعون سنة، وهي التي تحيي كل شيء. وقوله:«أجعل لك من صلاتي» :
معناه من دعائي، أي أن لي دعاء أدعو به لنفسي
(2)
.
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى عليّ صلاة كتب الله عز وجل له بها عشر حسنات، ومحي بها عنه عشر سيئات، ورفع بها عشر درجات، وكن له عدل عشر رقاب»
(3)
. قال الشيخ أبو المكارم:
من جملة كذا وجدته.
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى عليّ صلاة تعظيما لحقي جعل الله تعالى له من تلك الكلمة ملكا جناح له في المشرق، وجناح له في المغرب، ورجلاه في تخوم الأرض، وعنقه ملوي تحت العرش، يقول الله عز وجل: صل علي عبدي كما صلى على نبي، فيصلي عليه إلى يوم القيامة» .
وعن وهب بن منبه قال: «الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عبادة» .
(1)
النفخة الأولى من إسرافيل ومنه قوله تعالى في سورة يس آية 29 إِنْ كانَتْ إِلاّ صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ وآية 49 ما يَنْظُرُونَ إِلاّ صَيْحَةً واحِدَةً، والنفخة الثانية من إسرافيل أيضا ومنه قوله تعالى في سورة يس آية 53 إِنْ كانَتْ إِلاّ صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ. انظر: ابن الجوزي: نزهة الأعين ص 389.
(2)
انظر: الأشخر اليمني: بهجة المحافل 2/ 418.
(3)
ذكره القرطبي في الجامع 14/ 237 عن عبد الله بن أبي طلحة، الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 161 عن أبي طلحة وعزاه للطبراني. وقال:«وفي الرواية الأولى محمد بن إبراهيم بن الوليد وفي الثانية أحمد بن عمرو النصيبي ولم أعرفهما» وفي حاشية الكتاب: «أحمد بن عمرو النصيبي تحريف وإنما هو حماد بن عمرو
…
» وأخرجه البزار كما في كشف الأستار 4/ 46 برقم (3160).
وعن سعيد بن المسيب، أظنه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصلاة عليّ نور على الصراط، فمن صلى عليّ يوم جمعة ثمانين مرة غفرت له ذنوبه ثمانين عاما»
(1)
.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إذا كان يوم الخميس بعث الله ملائكة معهم صحف من فضة وأقلام من ذهب يكتبون يوم الخميس وليلة الجمعة أكثر الناس صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم» .
وقال أبو سليمان الداراني
(2)
(3)
وداريا قرية من قرى دمشق
(4)
.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى عليّ في يوم ألف مرة لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة»
(5)
وفي رواية: من صلاها يوم الجمعة.
وعن علي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قال لي
(1)
حديث أبي هريرة ذكره المتقى في الكنز برقم (2149) وقال: «الأزدي في الضعفاء والدارقطني في الأفراد» .
(2)
عبد الرحمن بن أحمد، أبو سليمان الداراني، كان زاهدا متعبدا، مات في سنة 215 هـ. انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 11/ 248، أبو نعيم: حلية الأولياء 9/ 254، الذهبي: سير أعلام 10/ 182 - 186.
(3)
انظر: القرطبي: الجامع 14/ 235، وذكره المتقي في الكنز برقم (2177) وعزاه لابن عساكر.
(4)
كذا ورد عند ياقوت في معجم البلدان 2/ 431 وقال: «وداريا بغوطة دمشق والنسبة إليها داراني من غير قياس وبها قبر أبي سليمان الداراني» .
(5)
حديث أنس بن مالك ذكره المنذري في الترغيب والترهيب 2/ 222 وعزاه لابن شاهين.
جبريل يا محمد إن الله تعالى يقول: من صلى عليك عشر مرات استوجب الأمان من سخط الله».
/وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه عشرا، ومن صلى عليّ عشرا صلى الله عليه مائة، ومن صلى عليّ مائة كتب الله بين عينيه: براءة من النفاق، وبراءة من النار، وأسكنه يوم القيامة مع الشهداء»
(1)
. رواه الطبراني
(2)
.
وعن حذيفة رضي الله عنه أنه قال: «الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تدرك الرجل وولده وولد ولده» .
وعن عبد الله بن أبي طلحة
(3)
، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء ذات يوم والبشر في وجهه، فقلنا: إنا لنرى البشر في وجهك؟ فقال: «إنه أتاني ملك فقال: يا محمد إن ربك يقول: أما يرضيك أنه لا يصلي عليك أحد إلا صليت عليه عشرا، ولا يسلم عليك إلا سلمت عليه عشرا»
(4)
.
(1)
حديث أنس بن مالك: أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 5/ 103، وذكره ابن الجوزي في الوفا 2/ 803، والهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 163 وعزاه للطبراني في الصغير والأوسط. وقال:«وفيه راو لم أعرفه وبقية رجاله ثقات» .
(2)
الطبراني هو: سليمان بن أحمد أبو القاسم الطبراني، كان محدثا ثقة، مات في أصبهان سنة 360 هـ. انظر: ابن الجوزي: المنتظم 14/ 206، ابن كثير: البداية 11/ 270، الذهبي: العبر 2/ 105.
(3)
عبد الله بن أبي طلحة زيد بن سهل الأنصاري المدني، ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان ثقة توفي في سنة 84 هـ بالمدينة. انظر: ابن حجر: التقريب ص 308.
(4)
حديث عبد الله بن أبي طلحة: أخرجه أحمد في المسند 4/ 30، النسائي في سننه 3/ 44، ابن السني في عمل اليوم ص 147 عن أنس بنحوه، القاضي عياض في الشفا 2/ 60، ابن الجوزي في الوفا 2/ 804، القرطبي في الجامع 14/ 237.
روى ابن الجوزي في كتابه المسمى: «بالوفا في شرف المصطفى صلى الله عليه وسلم»
(1)
عن ما رواه كعب الأحبار: أن الله تعالى أوحى إلى موسى: يا موسى أتحب أن لا ينالك من عطش يوم الجمعة قال: الهي نعم قال: فأكثر الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم.
ويروى أن خلاد بن كثير بن قتيبة بن مسلم كان في النزع، فوجد تحت رأسه رقعة مكتوب فيها: هذا براءة من النار لخلاد بن كثير، فسألوا أهله ما كان عمله؟ فقال أهله: كان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كل جمعة ألف مرة «اللهم صل على محمد النبي الأمي»
(2)
.
وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، أمحق للذنوب من الماء للنار، والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، أفضل من عتق الرقاب، وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أفضل من ضرب السيف في سبيل الله»
(3)
.
وأنشد أبو سعيد محمد بن الهيثم بن محمد السلمي لنفسه بأصبهان:
أما الصلاة على النبي فسيرة
…
مرضيّة تمحى بها الآثام
وبها ينال المرء عزّ شفاعته
…
يبني بها الإعزاز والإكرام
كن للصلاة على النبي ملازما
…
فصلاته لك جنة وسلام
(1)
لم أجد الخبر في كتاب الوفا لابن الجوزي. هو موضوع.
(2)
حكاية موضوعة.
(3)
حديث أبي بكر الصديق ذكره ابن الجوزي في الوفا 2/ 806.
وأنشد عمر بن عثمان بن بزال الشيباني لنفسه بمكة:
أيا من أتى ذنبا وقارف زلة
…
ومن يرتجي الرجا من الله والقربا
تعاهد صلاة الله في كل ساعة
…
على خير مبعوث وأكرم من نبّا
فيكفيك هما أي هم تخافه
…
ويكفيك ذنبا جئت أعظم به ذنبا
وإن لم يكن يفعل فإن دعاءه
…
يجد قبل أن يرقا إلى ربه حجبا
عليه صلاة الله ما لاح بارق
…
وما طاف بالبيت الحجيج وما لبا
وللحافظ رشيد الدين:
ألا أيها الراجي المثوبة والأجرا
…
وتكفير ذنب سالف أنقض الظهرا
عليك بإكثار الصلاة مواظبا
…
على أحمد الهادي شفيع الورا طرا
وأفضل خلق الله من نسل آدم
…
وأزكاهم فرعا وأشرفهم بحرا
قد صح أن الله جل جلاله
…
يصلي على من قالها مرة عشرا
ما جاء في تخصيصه صلى الله عليه وسلم،
بتبليغ صلاة من صلى عليه أو سلم من الأنام صلى الله عليه وسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى عليّ عند قبري سمعته، ومن صلى عليّ نائيا أبلغته»
(1)
.
عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن لله عز وجل ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام»
(2)
.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:«ما من أحد يسلم عليّ إلا رد الله عليّ روحي حتى أرد عليه السلام»
(3)
.
وعن الحسن رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكثروا عليّ من الصلاة يوم الجمعة فإنها تعرض عليّ»
(4)
.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تجعلوا
(1)
حديث أبي هريرة: أخرجه البيهقي في شعب الإيمان 2/ 218 برقم (1583) وفي إسناده محمد بن مروان السدي، متهم بالكذب، وذكره عياض في الشفا 2/ 63، ابن الجوزي في الموضوعات 1/ 303، ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 398، والسيوطي في الخصائص 1/ 146، المتقي في الكنز برقم (2197،2165) وعزاه للبيهقي في شعب الإيمان عن علي والخطيب وأبو الشيخ عن أبي هريرة.
(2)
حديث عبد الله بن مسعود: أخرجه أحمد في المسند 1/ 387، النسائي في سننه 3/ 43، الطبراني في المعجم الكبير 10/ 271، والبيهقي في شعب الإيمان 2/ 217 - 218 برقم (1582)، وذكره عياض في الشفا 2/ 64، ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 398.
(3)
حديث أبي هريرة: أخرجه أبو داود في سننه 2/ 218 كتاب المناسك باب زيارة القبور، ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 398، وذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 63، السيوطي في الخصائص 3/ 405 وعزاه لأبي داود.
(4)
حديث الحسن: ذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 64، والمتقي في الكنز برقم (2179)، (2335) من رواية أبي مسعود الأنصاري.
قبري عيدا فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم»
(1)
.
وعن عمران بن حميري
(2)
قال: قال لي عمار بن ياسر: يا عمران ألا أحدثك حديثا حدثنيه نبي الله صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم يا عمار بن ياسر: «إن الله أعطى ملكا من الملائكة أسماع الخلائق وهو قائم على قبري إلى أن تقوم الساعة، ليس أحد من أمتي يصلي عليّ صلاة إلا قال: يا أحمد فلان بن فلان - باسمه واسم أبيه - صلى عليك كذا وضمن الرب عز وجل أن من صلى عليّ صلاة، صلى الله عليه عشرا، وإن زاد زاده الله»
(3)
.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يسلم عليّ في شرق ولا غرب إلا أنا وملائكة ربي نرد عليه السلام، فقال له قائل: يا رسول الله فما بال أهل المدينة؟ فقال له: وما يقال لكريم في جيرته وجيرانه مما أمر به في حفظ الجوار وحفظ الجيران»
(4)
.
وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل أعطاني ما لم يعط غيري من الأنبياء: فضلني عليهم، وجعل لأمتي في الصلاة عليّ
(1)
حديث أبي هريرة: أخرجه أبو داود في سننه 2/ 218 كتاب المناسك باب زيارة القبور، النسائي في سننه 3/ 91 بنحوه، وذكره القاضي عياض في الشفا 64،2/ 52.
(2)
عمران بن حميري، عن عمار بن ياسر، ولا يعرف حديثه. قال البخاري: لا يتابع عليه. انظر: ابن حجر: لسان الميزان 4/ 345، الذهبي: ميزان الاعتدال 3/ 236.
(3)
حديث عمار بن ياسر: أخرجه البزار في كشف الأستار 4/ 47 برقم (3164،3163،3162) 1/ 162 وفيه نعيم بن ضمضم، ضعفه البعض، والهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 164 وقال:«رواه البزار وفيه من لم أعرفهم» ، وذكره ابن القيم في جلاء الأفهام ص 84، الأشخر اليمني في بهجة المحافل 2/ 214، السيوطي في الخصائص 3/ 403 وعزاه للبخاري في تاريخه والأصبهاني عن عمار.
(4)
حديث أبي هريرة: ذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 63، أبو نعيم في الحلية 6/ 349.
أفضل الدرجات، ووكل بقبري ملكا يقال له منطروس رأسه تحت العرش ورجلاه في تخوم الأرضين السابعة السفلى، وله ثمانون ألف جناح، في كل جناح ألف ريشة، تحت كل ريشة ثمانون ألف زغبة، تحت كل زغبة لسان يسبح الله عز وجل، ويحمده ويستغفر لمن يصلي عليّ [من]
(1)
أمتي، من لدن رأسه إلى بطن قدميه أفواه وألسن وريش وزغب ليس فيه موضع شبر إلا وفيه لسان يسبح الله ويستغفر لمن يصلي حتى يموت»
(2)
.
(3)
وفي رواية يزفونه.
واعلم أن حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم، معمورة بثلاثة عمار: أحدها: وجوده صلى الله عليه وسلم، الثانية: بهذه السبعين ألف من الملائكة، الثالثة: بالرجال، فإنه لا يخلو نفس من الأنفاس إلا والرجال هناك بأبدانهم.
وكان/عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يبرد بالبريد من الشام
(1)
سقط من الأصل والإضافة من (ط).
(2)
الحكاية واضحة الوضع.
(3)
الأثر ذكره ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 398 وعزاه لكعب الأحبار. وكعب الأحبار تابعي مخضرم أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وتعمد تأخير إسلامه لإيهام أبيه بأن محمدا ليس بنبي، وقد قبض النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وتولى عمر وفتح الله عليه فارس والروم فتيقن من إظهار الله دين الإسلام على سائر الأديان كما وعد في التوراة، فأسلم في زمان عمر، وصار يحكي عن بني إسرائيل بما يطابق تعاليم الاسلام، وقد أسند إليه بعض غلاة الصوفية إسرائيليات فيها مبالغات، ومعلوم أن أمور الغيب لا يحل القول فيها إلا بآية محكمة أو حديث صحيح. والخبر غريب جدا.
يقول: سلم لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
وروى ابن بشكوال
(2)
أن سفيان الثوري وجد شابا لا يرفع قدما ولا يضع أخرى إلا وهو يقول: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، فسأله عن ذلك قال: كنت حاجا ومعي والدتي، فأدخلتها البيت، فوقعت وتورم بطنها واسود وجهها، فجلست عندها حزينا، فإذا برجل عليه ثياب بيض، فدخل البيت فأمّر بيده على وجهها فابيض وعلى بطنها فسكن الورم، فتعلقت بثوبه، فقلت من أنت؟ قال: أنا نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، قلت يا رسول الله، فأوصني، قال: لا ترفع قدما ولا تضع قدما إلا وتقول: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد.
وبإسناده أيضا إلى عبد الواحد بن زيد قال: صحبني رجل في الحج، فكان لا يتحرك إلا صلى على النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فسألته؛ فقال: خرجت منذ سنيات إلى مكة [المشرفة]
(3)
ومعي أبي، فبينما أنا نائم أتاني آت فقال لي:
قم فقد مات أبوك واسود وجهه، فقمت فكشفت الثوب عن وجهه، فإذا هو ميت مسود الوجه، فاغتممت وغلبتني عناي، وإذا بأربعة سودان معهم أعمدة من حديد، إذ أقبل رجل يمشي حسن الوجه بين ثوبين أخضرين، فقال لهم: تنحوا، فرفع الثوب عن وجهه، فمسح وجهه بيديه، ثم أتاني فقال: قم قد بيض الله وجه أبيك، فقلت: من أنت بأبي أنت وأمي؟ فقال: أنا محمد صلى الله عليه وسلم، فكشفت
(1)
الأثر ذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 70، ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 398، ابن الضياء في تاريخ مكة ص 252.
(2)
خلف بن عبد الملك، أبو القاسم الأنصاري القرطبي المعروف بابن بشكوال، محدث الأندلس ومؤرخها، مات في سنة 578 هـ. انظر: ابن العماد: شذرات الذهب 4/ 261 - 262.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
الثوب عن وجهه، فإذا هو أبيض الوجه فدفنته. وفي رواية فقال: إن والدك كان مسرفا على نفسه، ولكن كان يكثر الصلاة عليّ
(1)
.
وروي أيضا عن محمد بن سعيد بن مطرف الخياط قال: كنت جعلت على نفسي كل ليلة عند النوم عددا معلوما أصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الليالي وقال: هات هذا الفم الذي يكثر الصلاة عليّ أقبله، فكنت استحي أن أقبله في فيه فاستدرت بوجهي فقّبل في خدي، فانتبهت فزعا من فوري وأنبهت صاحبتي، وإذا بالبيت يفوح مسكا، وبقيت رائحة المسك من قبلته في خدي نحو الثمانية أيام.
وحكي عن الشبلي
(2)
قال: مات رجل من جيراني، فرأيته في المنام، فسألته عن حاله، فقال: ارتج عليّ عند السؤال، فقلت في نفسي من أين أتى عليّ ألم أمت على الإسلام؟ فنوديت هذه عقوبة اهمالك لسانك، فلما هم بي الملكان جاء رجل جميل الشخص، فذكرني حجتي، فذكرتها، فقلت من أنت يرحمك الله؟ فقال: أنا شخص خلقت بكثرة صلاتك على محمد صلى الله عليه وسلم، وأمرت أن أنصرك في كل كرب.
ورئي أبو العباس أحمد بن منصور بعد موته في حالة حسنة، فقيل له بما أوتيت هذا؟ قال: بكثرة صلاتي على النبي صلى الله عليه وسلم.
ورئي الحسن بن رشيق
(3)
بعد موته في المنام في حالة/حسنة،
(1)
رؤيا عبد الواحد بن زيد لا غبار عليها، لأنها رؤيا منامية! أما خبر سفيان الثوري فلعله رؤيا منامية أيضا، فالحكاية باطلة.
(2)
دلف بن جحدر، أبو بكر الشبلي، كان زاهدا برع في مذهب مالك، مات ببغداد في سنة 334 هـ. انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 14/ 389، ابن الجوزي: المنتظم 14/ 50، ابن العماد: شذرات الذهب 11/ 215.
(3)
الحسن بن رشيق، أبو علي القيرواني، أحد الأفاضل البلغاء، مات في سنة 456 هـ. انظر: ابن العماد: شذرات الذهب 3/ 297.
فقيل له: مما أتيت هذا؟ قال: بكثرة صلاتي على النبي صلى الله عليه وسلم.
وأوحى الله تعالى إلى موسى أتريد أن أكون أقرب من كلامك إلى لسانك، ومن وسواس قلبك إلى قلبك، ومن روحك إلى بدنك، ومن نور بصرك إلى عينيك؟ قال: نعم يا رب، قال: فأكثر الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم.
وكان أبو سعيد الخياط الزاهد لا يختلط بالناس، فداوم على حضور مجلس ابن رشيق، فسئل عن ذلك فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال:
احضر مجلسه، فإنه يكثر فيه الصلاة عليّ
(1)
.
الفصل السابع
في كيفية الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم
عن أبي حميد الساعدي أنهم قالوا: يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ فقال: «قولوا اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم [وعلى آل إبراهيم]
(2)
وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد»
(3)
.
وعن علي رضي الله عنه قال: عدّهن في يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال:
(1)
حكايات ومنامات وخيالات لا حجة في شيء منها.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
حديث أبي حميد الساعدي: أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الدعوات باب هل يصلى على غير النبي رقم (6360) 4/ 202، مسلم في صحيحه كتاب الصلاة باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد برقم (69) 1/ 306، مالك في الموطأ 1/ 165، أحمد في المسند 5/ 424، أبو داود في سننه 1/ 257، النسائي في سننه 3/ 49، وذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 54، القرطبي في الجامع 14/ 233.
(1)
.
وأما السلام:
فهو ما جاء في التشهد: «السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته»
(2)
، وجاء في التشهد:«اللهم اغفر لمحمد»
(3)
.
وذهب ابن عبد البر وغيره: أنه لا يدعى للنبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة، وإنما يدعى له بالصلاة والبركة التي تختص به، ويدعى لغيره بالرحمة والمغفرة
(4)
.
(1)
حديث علي بن أبي طالب: أخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث ص 32 - 33، والبيهقي في شعب الإيمان 2/ 221 - 222 برقم (1588) وقال:«وإني لا أحكم لبعض هذه الأسانيد بالصحة» . حديث موضوع لا يصح في إسناده عمرو بن خالد الكوفي كذاب وضّاع، ويحيى بن مساور كذبه الأزدي، وحرب بن الحسن الطحان أورده الأزدي في الضعفاء وقال ليس حديثه بذاك، وذكره عياض في الشفا 2/ 55، والقرطبي في الجامع 14/ 234.
(2)
كذا ورد عند عياض في الشفا 2/ 58، وراجع حديث التشهد عند: أبي داود في سننه 1/ 254، والترمذي في سننه 2/ 81، والنسائي في سننه 3/ 41.
(3)
انظر: عياض: الشفا 2/ 58 حديث تشهد عليّ.
(4)
انظر: عياض: الشفا 2/ 58 - 59.
ما جاء في ذم من لم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم:
قال صلى الله عليه وسلم: «البخيل الذي إذا ذكرت عنده فلم يصل علي صلى الله عليه وسلم»
(1)
.
وعن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ذكرت عنده فلم يصل عليّ أخطيء به طريق الجنة»
(2)
.
وفي رواية: «من نسي الصلاة عليّ نسي طريق الجنة»
(3)
.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل عليّ»
(4)
. الإرغام والترغيم: الإذلال.
قال القاضي عياض
(5)
: «أهل الفقه متفقون على جواز الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه لا تجوز الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم وقال: لا تنبغي الصلاة على أحد إلا النبيين وقال سفيان:
يكره أن يصلي إلا على نبي».
قال القاضي أبو الفضل
(6)
: «ووجدت بخط بعض شيوخي مذهب مالك لا يجوز أن يصلي على أحد من الأنبياء سوى محمد صلى الله عليه وسلم، قال: وهذا غير معروف من مذهبه، وقال مالك في المبسوط: أكره الصلاة على غير الأنبياء،
(1)
أخرجه أحمد في المسند 1/ 201، وأبو يعلى في المسند 2/ 147 برقم (6676)، والحاكم في المستدرك 1/ 459 وهو حديث صحيح، ابن السني: عمل اليوم ص 147 عن علي بن الحسين.
(2)
حديث جعفر بن محمد: ذكره عياض في الشفا 2/ 62، والهيثمي في مجمع لزوائد 1/ 164 وقال:«رواه الطبراني وفيه بشير بن محمد الكندي وهو ضعيف» . وفيه غرابة ونكارة.
(3)
الرواية ذكرها عياض في الشفا 2/ 63 وفيها غرابة ونكارة.
(4)
حديث أبي هريرة ذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 62، ابن القيم الجوزية في جلاء الأفهام ص 45، الأشخر اليمني في بهجة المحافل 2/ 412.
(5)
قول القاضي عياض ورد عنده في الشفا 2/ 65، ابن حجر: فتح الباري 11/ 169 - 170.
(6)
قول القاضي عياض ورد عنده في الشفا 2/ 65، ابن حجر: فتح الباري 11/ 169 - 170.
وما ينبغي لنا أن نتعدى غير ما أمرنا به قال يحيى بن يحيى:/لست آخذ بقوله ولا بأس بالصلاة على الأنبياء كلهم وعلى غيرهم واحتج بحديث ابن عمر رضي الله عنهما وبما جاء في حديث تعليم النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة عليه وفيه: وعلى أزواجه وعلى آله، وقد وجدت معلقا عن أبي عمران الفاسي روى عن ابن عباس رضي الله عنهما كراهة الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو عمران الفاسي: وبه نقول، ولم يكن يستعمل فيما مضى، وقد روى عبد الرزاق، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: - صلوا على أنبياء الله ورسله فإن الله بعثهم كما بعثني
(1)
- وقال صلى الله عليه وسلم: - اللهم صل على آل أبي أوفى
(2)
- وكان إذا أتاه قوم بصدقتهم قال: - اللهم صل على آل فلان - وفي حديث الصلاة: - اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته - وفي آخر: وعلى آل محمد وآله. قيل: أتباعه، وقيل: أمته، وقيل: آل بيته، وقيل: الأتباع والرهط والعشيرة، وقيل: آل الرجل ولده، وقيل: قومه، وقيل:
أهله الذين حرمت عليهم الصدقة، وفي رواية أنس: سئل النبي صلى الله عليه وسلم من آل محمد؟ قال: «كل تقي» . ويجيء على مذهب الحسن أن المراد بآل محمد:
محمد نفسه،، فإنه كان يقول في صلاته على النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم اجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد. يريد نفسه».
(1)
رواية عبد الرزاق عن أبي هريرة تابعه لقول عياض في الشفا 2/ 65 وأضاف القاضي عياض في الشفا: «قالوا والأسانيد عن ابن عباس لينة، والصلاة في لسان العرب بمعنى الترحم والدعاء وذلك على الإطلاق حتى يمنع منه حديث صحيح أو إجماع وقد قال تعالى: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ
…
الآية وقال: خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ الآية وقال: أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ.
(2)
الحديث تابع لقول القاضي عياض في الشفا 2/ 66 وجزء من حديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الدعوات باب قول الله تعالى وَصَلِّ عَلَيْهِمْ عن ابن أبي أوفى برقم (6232) 7/ 196، أحمد في المسند 4/ 353.
وعنه عليه الصلاة والسلام: «معرفة آل محمد براءة من النار وحب آل محمد جواز على الصراط والولاية لآل محمد أمان من العذاب»
(1)
.
وقيل: في قوله عليه الصلاة والسلام: «أنشدكم الله وأهل بيتي» قيل لزيد من أهل بيته؟ قال: آل علي، وآل جعفر، وآل عقيل، وآل العباس
(2)
.
والآل: ميل الأكثرين إلى أن أصله أهل، قلبت الهاء ألفا
(3)
.
والآل في القرآن على أربعة أوجه
(4)
:
أحدها أهل دين الرجل: {وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ}
(5)
، الثاني أهله ملته:{مِمّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ}
(6)
، والثالث ذرية الرجل:
{وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ}
(7)
، الرابع أهل بيت الرجل المكتنفين بنسبه:
(8)
.
والصحيح أنه لا يصلى على غير الأنبياء ويذكر غيرهم بالغفران والرضا،
(1)
الحديث ذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 37 وأضاف: «قال بعض العلماء: معرفتهم هي معرفة مكانهم من النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا عرفهم بذلك عرف وجوب حقهم وحرمتهم بسببه» ، والديلمي في الفردوس برقم (1692).
(2)
الحديث وقول زيد: ذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 37، والمتقي في الكنز برقم (37619).
(3)
اختلف في «آل» فقيل: أصله «أهل» فقلبت الهاء همزة، بدليل ظهور ذلك في التصغير، وهو يرد الأشياء إلى أصلها، وهذا قول سيبويه والجمهور، وقيل: أصله «أول» من آل يئول إذا رجع. انظر: ابن حجر: فتح الباري 6/ 469.
(4)
وردت هذه الوجوه بتمامها عند ابن الجوزي في نزهة الأعين ص 122 - 123.
(5)
سورة البقرة آية (50).
(6)
سورة البقرة آية (248).
(7)
سورة آل عمران آية (33).
(8)
سورة الحجر آية (61).
وإنما ذكر الصلاة على الآل والأزواج مع النبي صلى الله عليه وسلم بحكم التبع والاضافة إليه لا على التخصيص، وصلاة النبي صلى الله عليه وسلم على من صلى عليه مجراها مجرى الدعاء. وهذا اختيار الاسفرائيني وأبو عمرو عبد الله، والسلام هو في معنى الصلاة لا يفرد به غير الأنبياء، فلا يقال: عليّ عليه السلام، ومن قال:
الترضي مخصوص بالصحابة فليس كما قال
(1)
.
ما جاء في كيفية السلام على النبي صلى الله عليه وسلم حال الزيارة:
قال الشيخ جمال الدين
(2)
: «حدثني أبو محمد عبد الله بن عمران البسكري: أن الشيخ الإمام أبا الحسن بن عبد الله بن عبد الجبار الشاذلي كان وقوفه تجاه الحجرة الشريفة/للسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أخبره بعض الفقراء ممن كان معه يقول: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، صلى الله عليك يا رسول الله أفضل وأزكى وأنمى وأعلى صلاة صلاها على أحد أنبيائه وأصفيائه، أشهد يا رسول الله أنك بلغت ما أرسلت به، ونصحت أمتك، وعبدت ربك حتى أتاك اليقين، وكنت كما نعتك الله في كتابه [بقوله تعالى:]
(3)
(4)
، فصلوات الله وملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه من أهل سمواته وأرضه عليك يا رسول الله، السلام عليكما يا صاحبي رسول الله يا أبا بكر، ويا عمر ورحمة الله وبركاته، فجزاكم الله عن الإسلام وعن أهله أفضل ما جزى به وزيري نبي في حياته،
(1)
كذا ورد عند عياض في الشفا 2/ 66.
(2)
قول جمال الدين المطري ورد عنده في التعريف ص 26، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص 109.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
سورة التوبة آية (128).
وعلى حسن خلافته في أمته بعد وفاته، فلقد كنتما لرسول الله صلى الله عليه وسلم وزيري صدق في حياته، وخلفتماه بالعدل والإحسان بعد وفاته، فجزاكما الله عن ذلك مرافقته في جنته وإيانا معكما برحمته إنه أرحم الراحمين، اللهم إني أشهدك وأشهد رسولك، وأبا بكر وعمر، وأشهد الملائكة النازلين على هذه الروضة الكريمة والعاكفين عليها، إني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأشهد أن كل ما جاء به من أمر أو نهي وخبر عما كان ويكون، فهو حق لا كذب فيه ولا افتراء، وإني مقر إليك يا إلهي بجنايتي ومعصيتي في الخطرة والفكرة والإرادة والغفلة، وما استأثرت به علي مما إذا شئت أخذت به، وإذا شئت عفوت عنه مما هو متضمن للكفر والنفاق، أو البدعة، أو الضلالة، أو المعصية، أو سوء الأدب معك ومع رسولك ومع أنبيائك وأوليائك من الملائكة والجن والإنس وما خصصت من شيء في ملكك، فقد ظلمت نفسي بجميع ذلك، فاغفر لي وامنن عليّ بما مننت به على أوليائك، فإنك أنت المنان الغفور الرحيم»
(1)
.
وقال نافع
(2)
(3)
.
وينبغي أنه إذا سلم على عمر رضي الله عنه [أن]
(4)
يرجع إلى موقفه
(1)
هذا القول والدعاء والسلام المنقول عن أبي الحسن الشاذلي - نقلا عن المطري في التعريف ص 26 - لا دليل عليه، ويكتفى بما نقل عن الصحابة والتابعين والسلف الذين هم القدوة.
(2)
نافع مولى عبد الله بن عمر، كان من كبار التابعين ومن المحدثين الثقات، توفى سنة 117 هـ. انظر: البخاري: التاريخ الكبير 8/ 84، ابن حجر: التهذيب 10/ 412.
(3)
قول نافع كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 2/ 70، المراغي: تحقيق النصرة ص 111.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
الأول، فيحمد الله تعالى ويشكره ويمجده، ثم يصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويدعو بما أحب، ثم يختم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ينصرف
(1)
.
وكان السلف الصالح يحبون لمن أتى المساجد الثلاثة أن يختم فيها القرآن.
الفصل الثامن
ما جاء في التوسل
(2)
به إلى الله عز وجل
حكى مكي، والسمرقندي وغيرهما: «أن آدم عليه السلام، عند معصيته قال: اللهم/بحق محمد اغفر لي خطيئتي، ويروى: وتقبل توبتي، فقال
(1)
انظر: النهرواني: تاريخ المدينة (ق 252). ومن المعلوم أن الدعاء عند القبر غير مشروع، بل هو بدعة منكرة ووسيلة مفضية إلى الشرك.
(2)
«التوسل إلى الله تعالى بدعاء المقبورين مرفوض باتفاق العلماء، فإن مناجاة ولي في قبره وعرض الحوائج عليه رجاء قضائها شرك. وما الذي يمنع هؤلاء العوام من سؤال الله تعالى وهو أقرب إليهم وأقدر على إجابتهم؟ إن الإنحراف عن الله إلى غيره عمى وضلال مبين، والغريب أن ناسا يرسلون شكاواهم شفاهة وكتابة إلى ضريح فلان متذللين يطلبون منهم ما هو من خصائص رب العالمين، ومن المعروف أن النبي صلى الله عليه وسلم، ما جاء داعيا لعبادة قبره أو التوسل به أو طلب لحاجة منه، وإنما جاء بالتوحيد الخالص لله عز وجل وهو معنى شهادة أن لا إله إلا الله» . انظر: سعود بن إبراهيم الشريم: المنهاج للمعتمر والحاج ص 113.
الله تعالى له: من أين عرفت محمدا؟ قال: رأيت [في]
(1)
كل موضع من الجنة مكتوبا: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ويروى: محمد عبدي ورسولي، فعلمت أنه أكرم خلقك عليك، فتاب الله عليه وغفر له قبل وجوده، فكيف الآن»
(2)
.
عن أبي أمامة [بن سهل بن حنيف، عن عمه عثمان]
(3)
بن حنيف
(4)
أن رجلا كان يختلف إلى عثمان رضي الله عنه، في حاجته، فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فلقي عثمان بن حنيف، فشكى ذلك إليه، فقال له عثمان بن حنيف: ائت الميضأة، فتوضأ، ثم ائت المسجد فصلي ركعتين ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم، نبي الرحمة يا محمد، إني أتوجه بك إلى ربي فتقضي لي حاجتي، وتذكر حاجتك، فانطلق الرجل فصنع ذلك، ثم أتى باب عثمان بن عفان، فجاء البواب فأخذ بيده فأدخله على عثمان، فأجلسه معه على الطنفسية، فقال له: ما حاجتك؟ فذكر له حاجته، فقضاها، ثم قال له: ما فهمت حاجتك حتى كانت الساعة أنظر ما كانت لك من حاجة، ثم إن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف [فقال له: جزاك الله خيرا، ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إليّ حتى كلمته، فقال عثمان بن حنيف:]
(5)
ما كلمته، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم،
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 1/ 104، المراغي في تحقيق النصرة ص 113 وهو خبر موضوع.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
عثمان بن حنيف الأنصاري، عمل لعمر ثم لعلي، سكن الكوفة، ومات في خلافة معاوية. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1033، ابن حجر: الصابة 4/ 449.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
وجاءه ضرير، فشكى إليه ذهاب بصره، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو تصبر، فقال: يا رسول الله إنه ليس لي قائد، وقد شق عليّ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
ائت الميضأة فتوضأ، ثم صلي ركعتين ثم قل: اللهم إني أتوسل وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم، نبي الرحمة، يا محمد، إني أتوجه بك إلى ربي فتجل لي بصري، اللهم شفعه فيّ وشفعني في نفسي. فقال عثمان بن حنيف: والله ما تفرقنا وطال بنا الحديث، حتى دخل عليّ الرجل كأن لم يكن به ضرر قط.
رواه أبو داود والترمذي، وصححه الحاكم في المستدرك
(1)
.
وروى البيهقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «على ساق العرش مكتوب أربعة أسطر: من دعاني أجبته، ومن سألني أعطيته، ومن لم يسألني لم أنسه، ومن سألني بحق محمد أجبته وغفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر» .
وكذلك عقبة بن عامر الصحابي رضي الله تعالى عنه شهد فتوح الشام، وكان البريد إلى عمر بفتح دمشق
(2)
، ووصل المدينة في سبعة أيام، ورجع منها إلى الشام في يومين ونصف، بدعائه عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتشفعه في تقريب طريقه. وهذا مقصور على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه سيد ولد آدم، ولا
(1)
حديث عثمان بن حنيف أخرجه الترمذي في سننه كتاب الدعوات باب أداء صلاة الحاجة برقم (578) 5/ 531، وقال أبو عيسى:«هذا حديث صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه» ، الحاكم في المستدرك 1/ 313 وقال:«هذا حديث حسن صحيح على شرط الشيخين لم يخرجاه» ، البيهقي في الدلائل 6/ 166، وذكره القاضي عياض في الشفا 1/ 212 ولكن من غير القصة ولا حجة فيه لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته.
(2)
شهد عقبة بن عامر الجهني الفتوح، وكان هو البريد إلى عمر بفتح دمشق، سكن مصر وكان واليا عليها، توفي في سنة 58 هـ. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1073، ابن حجر: الاصابة 4/ 521.
يقسم على الله تعالى بغيره من الأنبياء والملائكة والأولياء، لأنهم ليسوا في درجته
(1)
.
التفضيل العالي بين أهل الرتب والعوالي:
المشهور من مذهب أهل السنة تفضيل الأنبياء على الملائكة، ولم يشمل الخلاف فيه إلا عن القاضي أبي بكر، وأبي عبد الله الحليمي، وقال البيهقي:
ذهب ذاهبون إلى أن الرسل من النبيين أفضل من الرسل/من الملائكة، والأولياء من البشر أفضل من الأولياء من الملائكة
(2)
، وذهب آخرون إلى أن الملأ الأعلى مفضلون على سكان الأرض، واختار الحليمي تفضيل الملائكة، والأكثرون على القول الأول.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن الله تعالى «فضل محمدا صلى الله عليه وسلم، على أهل السماء وعلى سائر الأنبياء، فهو صلى الله عليه وسلم أفضل من الملائكة وأفضل خلق الله تعالى.
وكره مالك أن يقال زرنا قبر
(3)
النبي صلى الله عليه وسلم، واختلف في ذلك، فقيل:
(1)
هذه الحكاية موضوعة، ومن المقرر عند الصحابة والتابعين أنه لا يدعى عند القبر ولا يقسم على الله بأحد من خلقه، فإن هذا سوء أدب مع الله جل شأنه.
(2)
راجع قول البيهقي في شعب الإيمان 1/ 25.
(3)
ينبغي للزائر أن ينوي زيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا زيارة القبر، لأن شد الرحال على وجه التعبد لا يكون لزيارة القبور، وإنما يكون لزيارة المساجد الثلاثة: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، ولو كان شد الرحل لقصد قبره صلى الله عليه وسلم، أو قبر غيره مشروعا لدل الأمة عليه وأرشدهم إلى فضله، لأنه لا يجوز في حقه صلى الله عليه وسلم، أن يؤخر البيان عن وقت الحاجة، ولأنه أفصح الناس وأعلمهم بالله وأشدهم خشية لله، فمن سافر لزيارة مسجده صلى الله عليه وسلم، والصلاة فيه فهذا هو الذي عمل العمل الصالح، ومن قصد السفر لمجرد زيارة قبره صلى الله عليه وسلم، ولم يقصد الصلاة في مسجده فهذا مبتدع مخالف لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. انظر: سعود بن إبراهيم الشريم: المنهاج للمعتمر والحاج ص 107 - 108.
كراهة الاسم لقوله عليه الصلاة والسلام: «لعن الله زوارات القبور»
(1)
، وهذا يرده قوله عليه الصلاة والسلام:«نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها»
(2)
، وقوله عليه الصلاة والسلام:«من زار قبري وجبت له شفاعتي»
(3)
فقد أطلق اسم الزيارة، وقيل ذلك لما قيل: إن الزائر أفضل من المزور، وهذا أيضا ليس بشيء لأنه ليس على العموم
(4)
.
وقال أبو عمران: «إنما كره [مالك]
(5)
أن يقال: طواف الزيارة، وزرنا قبر النبي صلى الله عليه وسلم، لاستعمال الناس ذلك بينهم فكره تسوية النبي صلى الله عليه وسلم مع الناس بهذا اللفظ وأحبّ أن يخص بأن يقال: سلمنا على النبي صلى الله عليه وسلم، وأيضا فإن الزيارة مباحة بين الناس، وواجب شد المطي
(6)
إلى قبره صلى الله عليه وسلم، يريد بالوجوب هنا وجوب ندب وترغيب.
(1)
الحديث أخرجه الترمذي في سننه 3/ 371 - 372 عن أبي هريرة برقم (1056) وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وقد رأى بعض أهل العلم أن هذا كان قبل أن يرخص النبي صلى الله عليه وسلم في زيارة القبور، فلما رخص دخل في رخصته الرجال والنساء، وقال بعضهم إنما كره زيارة القبور للنساء لقلة صبرهن وكثرة جزعهن»، وأخرجه أبو داود في سننه 3/ 218 عن ابن عباس بلفظ «زائرات القبور» برقم (3235).
(2)
الحديث أخرجه مسلم في صحيحه عن بريدة كتاب الجنائز باب استئذان النبي صلى الله عليه وسلم ربه في زيارة قبر أمه برقم (106) 2/ 672، أبو داود في سننه 3/ 218 عن بريدة، النسائي في سننه 4/ 89 عن بريدة، الترمذي في سننه عن بريدة برقم (1054) 3/ 370 وقال أبو عيسى:«حديث بريدة حسن صحيح، والعمل على هذا عند أهل العلم لا يرون بزيارة القبور، وهو قول ابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق» .
(3)
الحديث ذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 68 عن ابن عمر، والسمهودي في وفاء الوفا ص 1336، والهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 2، وعزاه للبزار عن ابن عمر.
(4)
كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 2/ 68 وأضاف: «إذ ليس كل زائر بهذه الصفة وليس عموما» .
(5)
إضافة للضرورة من الشفا 2/ 69.
(6)
شد الرحال والمطي على وجه التعبد لا يكون لزيارة القبور، وإنما يكون لزيارة المساجد الثلاثة: المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، كما جاء في الحديث الصحيح.
والأولى أن كراهته له لاضافته إلى القبر، ولو أنه قال: زرنا النبي صلى الله عليه وسلم لم يكره، لقوله عليه الصلاة والسلام:«اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد بعدي»
(1)
.
ويستحب للزائر إذا قضى زيارته أن يقصد الآثار والمساجد التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى فعل هذا واستحبابه أجمع المسلمون
(2)
.
قال القاضي عياض
(3)
(4)
: «وحدثت أن أبا الفضل الجوهري لما ورد المدينة وقرب من بيوتها، ترجّل ومشى باكيا منشدا:
ولما رأينا رسم من لم يدع لنا
…
فؤادا لعرفان الرسوم ولا لبا
نزلنا عن الأكوار نمشي كرامة
…
لمن بان عنه أن نلم به ركبا»
(1)
كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 2/ 68 - 69 وأضاف: «فحمى إضافة هذا اللفظ إلى القبر والتشبه بفعل أولئك قطعا للذريعة وحسما للباب» .
(2)
انظر: المراغي: تحقيق النصرة ص 113 وحكايته الإجماع على استحباب زيارة الآثار غير صحيح، بل إن الصواب أن ذلك غير مشروع فضلا عن الاستحباب.
(3)
قول القاضي عياض ورد عنده في الشفا 2/ 44.
(4)
القول هنا للقاضي عياض في الشفا 2/ 45 وأورد الشعر، وانظر: ابن الضياء: تاريخ مكة ص 255 - 256 قلت: إعظام النبي صلى الله عليه وسلم وإكرامه بالتزام شرعه وإخلاص العبادة لله تعالى وسد منافذ الشرك والبدع وتتبع هذه الآثار سبب مفض إلى الشرك ووسيلة من وسائله كما ذكر الله ذلك في قصة انحراف قوم نوح عليه السلام وعبادتهم ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا، فإنهم أسماء رجال صالحين، فلما ماتوا جعلوا لهم صورا للذكرى، ثم أفضى الأمر إلى عبادتهم من دون الله كما قال ابن عباس رضي الله عنه.
قال
(1)
: «وحكي عن بعض المريدين لما أشرف على مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم جعل يقول متمثلا:
رفع الحجاب لنا فلاح لناظر
…
قمر تقطع دونه الأوهام
وإذا المطيّ بنا بلغن محمدا
…
فظهورهن على الرجال حرام
قربتنا من خير من وطيء الثرى
…
فلها علينا حرمة وذمام»
/قال القاضي أبو الفضل رحمه الله
(2)
: «وجدير لمواطن عمرت بالوحي والننزيل، وتردد بها جبريل وميكائيل، وعرجت منها الملائكة والروح، وضجت عرصاتها بالتسبيح والتقديس، واشتملت تربتها على جسد سيد البشر، وانتشر عنها من دين الله وسنة رسوله ما انتشر، مدارس آيات ومساجد وصلوات ومشاهد الفضائل والخيرات، ومعاهد البراهين والمعجزات، ومناسك الدين ومشاعر المسلمين، ومواقف سيد المرسلين، ومتبوأ خاتم النبيين حيث انفجرت النبوة وحيث فاض عبابها، ومواطن مهبط الرسالة، وأول أرض مس جلد المصطفى ترابها أن تعظم عرصاتها وتنتسم نفحاتها وتقبل ربوعها
(1)
القول هنا للقاضي عياض في الشفا 2/ 45 وأورد الشعر.
(2)
قول القاضي عياض ورد عنده في الشفا 2/ 45 - 46 وأورد الشعر، ونقله عنه: ابن الضياء في تاريخ مكة ص 265، النهرواني في تاريخ المدينة (257 - 258). مراد القاضي عياض تقبيل الأماكن التي ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم باشرها، وما عدا ذلك فإنه من التبرك غير المشروع.
وجدرانها، وأنشد [يقول:]
(1)
يا دار خير المرسلين ومن به
…
هدى الأنام وخص بالآيات
عندي لأجلك لوعة وصبابة
…
وتشوق متوقد الجمرات
وعليّ عهد إن ملأت محاجري
…
من تلكم الجدرات والعرصات
لأغفرن مصون شيبي بينها
…
من كثرة التقبيل والرشفات
لولا العوادي والأعادي زرتها
…
أبدا ولو سحبا على الوجنات
لكن شاهدي من حفيل تحيتي
…
لقطين تلك الدار والحجرات
أزكى من المسك المفتق نفحة
…
تغشاه بالآصال والبكرات
وتخصه بزواكي الصلوات
…
ونوامي التسليم والبركات»
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
وقال أبو محمد عبد الله بن عمران البسكري
(1)
رحمه الله تعالى [منشدا يقول:]
(2)
دار الحبيب أحق أن تهواها
…
وتحن من طرب إلى ذكراها
وعلى الجفون متى هممت بزورة
…
يا بن الكرام عليك أن تغشاها
فلأنت أنت إذا حللت بطيبة
…
وظللت ترتع في ظلال رباها
مغنى الجمال مني الخواطر والتي
…
سلبت عقول العاشقين حلاها
لا تحسب المسك الذكي كتربها
…
هيهات أين المسك من رباها
طابت فإن تبغ التطيب يا فتى
…
فأدم على الساعات لثم ثراها
وابشر ففي الخبر الصحيح مقررا
…
إن الإله بطابة سمّاها
(1)
عبد الله بن عمران، أبو محمد البسكري المغراوي، قدم المدينة فأقام بالمدرسة الشهابية، مات بالمدينة ودفن بالبقيع سنة 713 هـ. انظر: ابن حجر: الدرر الكامنة 2/ 385، السخاوي: التحفة اللطيفة 2/ 66 - 70.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
واختصها بالطيبين لطيبها
…
واختارها ودعا إلى سكناها
لا كالمدينة منزل وكفى لها
…
شرفا حلول محمد بفناها
حظيت بهجرة خير من وطيء الثرى
…
وأجلهم قدرا فكيف تراها
/كل البلاد إذا ذكرن كأحرف
…
في اسم المدينة خلت معناها
حاشا مسمى القدس فهي قريبة
…
منها ومكة إنها إياها
لا فرق إلا أن ثم لطيفة
…
مهما بدت يجلو الظلام سناها
جزم الجميع بأن خير الأرض ما
…
قد حاط ذات المصطفى وحواها
ونعم لقد صدقوا بساكنها علت
…
كالنفس حين زكت زكا مأواها
وبهذه ظهرت مزية طيبة
…
فغدت وكل الفضل في مغناها
حتى لقد خصت بروضة جنة
…
الله شرفها بها وحباها
ما بين قبر للنبي ومنبر
…
حيا الإله رسوله وسقاها
هذي محاسنها فهل من عاشق
…
كلف شحيح باخل بنواها
إني لأرهب من توقع بينها
…
فيظل قلبي موجعا أواها
ولقل ما أبصرت حال مودع
…
إلا رثت نفسي له وشجاها
فلكم أراكم قافلين جماعة
…
في إثر أخرى طالبين سواها
قسما لقد أذكى فؤادي بينكم
…
نارا وفجر مقلتيّ مياها
إن كان يزعجكم طلاب فضيلة
…
فالخير أجمعه لدى مثواها
أو خفتم ضراها فتأملوا
…
بركات بلغتها فما أزكاها
أف لمن يبغي الكثير لشهوة
…
ورفاهة لم يدر ما عقباها
والعيش ما يكفي وليس هو الذي
…
يطغي النفوس ولا خسيس مناها
يا رب أسأل منك فضل قناعة
…
بيسيرها وتحصنا بحماها
ورضاك عني دائما ولزومها
…
حتى توافي مهجتي أخراها
فإن الذي أعطيت نفسي سؤلها
…
وقبلت دعوتها فيا بشراها
بجوار أو في العالمين بذمة
…
وأعز من بالقرب منه يباها
من جاء بالآيات والنور الذي
…
داوى القلوب من العمى فشفاها
أولى الأنام بخطة الشرف الذي
…
يدعو الوسيلة خير من يعطاها
إنسان عين الكون سر وجوده
…
«يس» إكسير المحامد «طه»
حسبي فلست أفي بذكر صفاته
…
لو أن لي عدد الورى أفداها
كثرت محاسنه فأعجز وصفها
…
وغدت وما يلقى لها أشباها
إني اهتديت من الكتابة بآية
…
فعلمت أن علاه ليس يضاهي
/ورأيت فضل العالمين محددا
…
وفضائل المختار لا تتناهى
كيف السبيل إلى تقصي مدح
…
من قال الإله له - وحسبك جاها:
…
فيما يقول: «يبايعون الله»
هذا الفخار فهل سمعت بمثله
…
واها لنشأته الكريمة واها
صلوا عليه وسلموا فبذا لكم
…
تهدي النفوس لرشدها وعناها
صلى الإله عليه غير مقيد
…
وعليه من بركاته أنماها
وعلى الأكابر آله سرج الهدى
…
أحبب بعترته ومن والاها
وكذا السلام عليه ثم عليهم
…
وعلى عصابته التي زكاها
أعني الكلام أولي النهى أصحابه
…
فئة التقى ومن اهتدى بهداها
والحمد لله الكريم وهذه
…
نجزت ظني أنه يرضاها
(1)
الفصل التاسع
في إثبات حياته وبقاء حرمته صلى الله عليه وسلم بعد وفاته
اعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم، حيّ بعد موته، عالم بمن يجيء إليه، سامع بصلاة من يصلي عليه، أحياه الله تعالى بعد موته حياة تامة مستمرة إلى يوم القيامة، وجميع الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم كذلك، وكذلك الشهداء ردت إليهم أرواحهم بعد قبضها، فهم أحياء عند ربهم
(2)
.
(1)
الأبيات من قصيدة طويلة للشيخ عبد الله بن عمران البسكري أوردها المراغي في تحقيق النصرة ص 208 - 211.
(2)
انظر: المراغي: تحقيق النصرة ص 116، ابن الضياء: تاريخ مكة ص 250، النهرواني: تاريخ المدينة (ق 231 - 232).
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون»
(1)
.
وعنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أتيت على موسى ليلة أسري بي وهو قائم يصلي في قبره»
(2)
فوصفه بالصلاة وذكر أنه قائم، ومثل هذا لا توصف به الروح فقط وإنما توصف به مع الجسد.
وعنه صلى الله عليه وسلم «أن الله تعالى حرم على الأرض أجساد الأنبياء»
(3)
.
فنبي الله صلى الله عليه وسلم حي يرزق.
وعن أبي العالية: أن أجساد الأنبياء لا تبليها الأرض ولا تأكلها السباع
(4)
.
وقال القشيري
(5)
: عقدنا أن النبي صلى الله عليه وسلم، حي في قبره لقوله تعالى:
(1)
حديث أنس: أخرجه أبو يعلى في المسند 6/ 147 برقم (3425) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 214 وعزاه لأبي يعلى والبزار وقال: «ورجال أبي يعلى ثقات» ، والمراغي في تحقيق النصرة ص 116، السيوطي في الخصائص 3/ 406، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 232).
(2)
حديث أنس: أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الفضائل باب من فضائل موسى عليه السلام برقم (164) 4/ 1845، أحمد في المسند 3/ 148، البيهقي في الدلائل 2/ 387.
(3)
الحديث أخرجه أبو داود في سننه عن أوس بن أوس كتاب الصلاة باب فضل يوم الجمعة برقم (1047) 1/ 275، أحمد في المسند 4/ 8 عن أوس، ابن ماجة في سننه 1/ 345 عن أوس، النسائي في سننه 3/ 91 عن أوس.
(4)
رواية أبي العالية ذكرها النهرواني في تاريخ المدينة (ق 232).
(5)
قول القشيري وتفسير الآية الكريمة: ذكرهما القرطبي في الجامع 4/ 269 - 270، ابن الضياء في تاريخ مكة ص 251، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 232). والقشيري هو: عبد الرحيم بن عبد الكريم، أبو نصر القشيري، كان مناظرا ومفسرا وأديبا متكلما له تفسير القرآن ت سنة 514 هـ. انظر: ابن العماد: شذرات الذهب 4/ 45.
{وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً}
(1)
، فأخبر سبحانه وتعالى أن الشهداء أحياء والأنبياء أولى بذلك، لأن الشهادة ثالثة درج النبوة، قال تعالى:{فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ}
(2)
.
قال أبو المكارم: ولا يمتنع أن يحمل [صلاة]
(3)
موسى على الصلاة ذات الركوع والسجود، وقد قيل: إنما حرم نكاح زوجاته صلى الله عليه وسلم، من بعده لكونه حيا
(4)
. وذكر صاحب الدر المنظم أن النبي صلى الله عليه وسلم، لما مات ترك في أمته الرحمة لهم.
روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: «ما من نبي إلا/وقد رفع بعد ثلاث غيري، فإنى سألت الله عز وجل أن أكون بينكم إلى يوم القيامة» .
يؤيد ذلك بيان ما هو مشهور في كتب الرقائق، في مناقب ثابت البنانى
(5)
رحمه الله تعالى أن الله تعالى أكرمه بالصلاة في قبره، وكان يقول: اللهم إن كنت أعطيت أحدا من خلقك أن يصلي لك في قبره، فاعطني ذلك
(6)
.
(1)
سورة آل عمران آية (169).
(2)
سورة النساء آية (69).
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
راجع قول أبي المكارم عند السيوطي في الخصائص 3/ 145.
(5)
ثابت بن أسلم البنانى، أبو محمد البصري، كان من سادة التابعين علم وفضلا ومحدثا ثقة، مات في سنة 123 هـ. انظر: البخاري: التاريخ الكبير 2/ 159 - 160، ابن الجوزي: صفة الصفوة 3/ 260، ابن العماد: شذرات الذهب 1/ 161.
(6)
انظر: أبو نعيم: حلية الأولياء 2/ 319، ابن الجوزي: صفة الصفوة 3/ 263. قلت: ما الذي يثبت هذا وهي حياة أخرى مختلفة ولا تدرك حقائقها، والمعلوم أن الإنسان يقفل على عمله بالموت فلا تزيده العبادة في البرزخ شيئا إلا ما سنه الشرع من دعاء الولد الصالح والصدقة الجارية والعلم النافع.
روى الحافظ عبد الغني
(1)
، عن سنان بن جسر، عن أبيه قال:«كنت فيمن أدخل ثابت البنانى في قبره، فرفعت لبنة أصلحها، فإذا أنّا بالقبر وفيه ثابت قائما يصلي، فأطبقت اللبنة، ثم سألت أهله، فقلت أخبروني ما كان ثابت يسأل به عز وجل؟ قالت: كان يقول: اللهم إن كنت أعطيت أحدا الصلاة في قبره، فاعطني ذلك»
(2)
.
وعن إبراهيم بن الصمة المهلبي قال: حدثني الذين كانوا يمرون بالحصن بالأسحار، قالوا: كنا إذا مررنا بجنبات قبر ثابت سمعنا قراءة القرآن، ومات ثابت سنة ثلاث وعشرين ومائة
(3)
.
فحرمة النبي صلى الله عليه وسلم واحدة حيا وميتا.
وكان أيوب السختياني إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، بكى، قال مالك: فكان يبكي حتى أرحمه
(4)
.
وكان مالك إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، يتغير لونه وينحني حتى يصعب ذلك على جلسائه، فقيل له في ذلك، فقال: «لو رأيتم ما رأيت لما أنكرتم، ولقد رأيت محمد بن المنكدر
(5)
لا تكاد تسأله عن حديث أبدا إلا بكى حتى ترحمه، ولقد كنت أرى جعفر بن محمد، وكان كثير الدعابة والتبسم، فإذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، اصفر، وما رأيته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا على طهارة، وكان
(1)
عبد الغني بن سعيد الأزدي المصري، كان عالما بالحديث والأنساب، توفى في سنة 409 هـ. انظر: ابن الجوزي: المنتظم 15/ 130، ابن كثير: البداية 12/ 7.
(2)
انظر: أبو نعيم: حلية الأولياء 2/ 319، ابن الجوزي: صفة الصفوة 3/ 263 وهي حكاية باطلة.
(3)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 7/ 188، البخاري: التاريخ الكبير 2/ 160.
(4)
كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 2/ 33 من حديث مالك بن أنس حين سئل عن أيوب.
(5)
محمد بن المنكدر، أبو عبد الله التيمي، كان محدثا صدوقا، مات في سنة 130 هـ. انظر: ابن الجوزي: صفة الصفوة 2/ 140، ابن الحجر: التهذيب 9/ 473.
عبد الرحمن بن القاسم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم، فينظر إلى لونه كأنه نزف منه الدم، وقد جف لسانه في فمه، ولقد كنت آتي عامر بن عبد الله بن الزبير، فإذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم، بكى حتى لا يبقى في عينه دموع، ولقد رأيت الزهري فإذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم، فكأنه ما عرفك ولا عرفته، ولقد كنت آتي صفوان بن سليم، وكان من المتعبدين، فإذا ذكر عنده صلى الله عليه وسلم، فلا يزال يبكي حتى تقوم الناس عنه ويتركوه، وكان قتادة إذا سمع الحديث أخذه العويل والزّويل»
(1)
.
وقال عبد الله بن المبارك
(2)
(3)
.
تنبيه:
قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاّ مَنْ شاءَ اللهُ}
(4)
، اختلف في هذا الاستثناء، فقيل: موسى عليه السلام/لأنه حوسب بصعقة يوم الطور، وقيل: الشهداء، وقيل: جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، وعزرائيل، وحملة العرش الثمانية، وقيل: إن هؤلاء
(1)
كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 2/ 33 من حديث مصعب. الزويل: أي الحركة والبكاء. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «زول» .
(2)
عبد الله بن المبارك، أبو عبد الرحمن المروزي الحافظ، كان فقيها ومحدثا ثقة، مات في سنة 181 هـ. انظر: البخاري: التاريخ الكبير 5/ 212، الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 152 - 169، ابن حجر: التقريب ص 320.
(3)
كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 2/ 36.
(4)
سورة الزمر آية (68).
ليسوا من سكان السماء، ولا من سكان الأرض، فلم يدخلوا في الآية، وقيل:
من في الجنة من الحور والولدان - ذكره ابن شاقلا - وقيل: المؤمنون، وقيل:
لم يرد في تعيينهم خبر صحيح، وقيل: الأنبياء يصعقون فيمن صعق ثم لا يكون ذلك موتا في جميع معانيه، إلا في ذهاب الإستشعار، فإن كان موسى فيمن استثنى الله تعالى، فإنه لا يذهب استشعاره في تلك الحالة، وقيل:
يكون الصعق في حق الأنبياء كالغشي، ثم يقومون في النفخة الثانية
(1)
.
وجاء في الحديث: «فأكون أول من يفيق»
(2)
فيكون المراد بصعقة موسى الذي يدور بها النبي صلى الله عليه وسلم، صعقته فيمن صعق في تلك النفخة الأولى، لا في من مات الموت الأول، فيحمل حينئذ على صعقة النفخة، ولا يحتمل إلا أن يكون صعق فيها إلا أن يكون حيا في ذلك الوقت، أما لو كان ميتا فلا يقال فيه صعق، وتلك الصعقة التي هي الغشي أنسب للمحاسبة بصعقة الطور، فإذا تأمل ذلك جزم بأن المراد به الصعقة في النفخة الأولى
(3)
.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«لا تفضلوا بين الأنبياء، فإنه ينفخ في الصور، فيصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله، ثم ينفخ فيه أخرى، فأكون أول من يبعث، فإذا موسى آخذ بالعرش، فلا أدري أحوسب بصعقة يوم الطور، أم بعث قبلي»
(4)
.
(1)
انظر: القرطبي: الجامع 15/ 280 - 281.
(2)
جزء من حديث أخرجه البخاري في صحيحه كتاب أحاديث الأنبياء باب قول الله تعالى: وَهَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى عن أبي سعيد الخدري برقم (3398) 4/ 152.
(3)
انظر: القرطبي: الجامع 15/ 281، ابن كثير: النهاية 1/ 261.
(4)
حديث أبي هريرة: أخرجه البخاري في صحيحه كتاب أحاديث الأنبياء باب وإن يونس لمن المرسلين برقم (3414) 4/ 160، مسلم في صحيحه كتاب الفضائل باب فضائل موسى برقم (159) 4/ 1844، أبو داود في سننه 4/ 217، البيهقي في الدلائل 5/ 492، وذكره القاضي عياض في الشفا 1/ 142.
والصعق الموت، وإذا تأمل المعنى، فهم منه أن نبينا صلوات الله وسلامه حي حياة تامة، إذ هو أعلى رتبة من جميع الخلائق، وممن تقدم، فلا تحصل للشهداء من أمته مرتبة ليس له.
الفصل العاشر
في ذكر ما رؤى في الحجرة الشريفة من العجائب
وشوهد فيها من الغرائب، دلالات على فضل
النبي الحاشر العاقب، وعلى فضل أصحابه الأصفياء
ذوي المناقب، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه
الرؤساء المزن الساكب
(1)
عن إبراهيم بن أبي شيبان
(2)
قال: حججت وأتيت المدينة، فتقدمت إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فسلمت، فسمعت من داخل الحجرة: وعليك السلام
(3)
.
سمعت والدي رحمه الله يقول: سمعت الحريري، شيخ خدام الحجرة الشريفة يقول: بينا أنا ذات ليلة عند الحجرة المقدسة، إذ سمعت من داخل الحجرة: وعليكم السلام، وعليكم السلام، إلى أن عددت عشر مرات، فلما
(1)
المزن: السحاب، والسكب: يقال سكب الماء سكبا انصب وسال. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «مزن» ، «سكب» .
(2)
إبراهيم بن أبي شيبان، من أهل الشام، روى عن يونس بن ميسرة، وعنه محمد بن المبارك الصوري. انظر: ابن حبان: الثقات 8/ 57.
(3)
أخرجه ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 399 عن إبراهيم بن أبي شيبان.
أصبحت ترصدت من يدخل المدينة، فإذا جماعة من الزيالعة داخلين من باب البقيع، أتوا للزيارة، فعددتهم فإذا هم تسعة، قال: فسألتهم، فقالوا: أتينا مكة ونحن عشرة، ولكن رفيق لنا ضعيف تركناه بمسجد قباء، وقد وصلنا من البارحة، قال: فقلت لهم:/ما صنعتم حين وصلتم؟ قالوا: صعدنا منارة مسجد قباء، وسلمنا على النبي صلى الله عليه وسلم: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا رسول الله، فأخبرتهم بأن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، رد عليهم السلام، وأكرمتهم بعد ذلك
(1)
.
ولما كانت سنة إحدى وخمسين وسبعمائة، زرت مع والدي ووالدتي، فلما ودعنا النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، خرجت بالجمال خارج المدينة، ورجع والدي يودع، فغاب زمانا وأتانا ووجهه متغير، فظننا أن به ضعف، فسألته والدتي بعد ذلك ما كان سبب غيابه، فقال: دخلت لوداع النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: السلام عليك يا رسول الله، فسمعت رد السلام عليّ، فغشي عليّ، فلما أفقت أتيت، وكانت آخر زياراته، وهي السابعة من طريق السلطان، والثانية والخمسون لما زار من طريق الماشي
(2)
.
وبلغني أنه اعتمر في شهر رمضان ثلاث عمر من المدينة
(3)
.
وقد ذكر سيدنا عبد الله اليافعي أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، يرد السلام على المسلم عليه، قال: قد سمع ذلك كثير من الصالحين في اليقظة، بل رأوه صلى الله عليه وسلم [يخرج]
(4)
للقاء الزوار، كما روينا ذلك عن غير
(1)
حكايات لا يعلم صحتها ولا حاجة لها، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يرد السلام على من يسلم عليه من أمته سواء كان بعيدا أو قريبا، ولكن لا يسمع صوته لكون رسول الله قد انتقل إلى حياة أخرى غير الحياة الدنيا.
(2)
حكايات لا يعلم صحتها ولا حاجة لها، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يرد السلام على من يسلم عليه من أمته سواء كان بعيدا أو قريبا، ولكن لا يسمع صوته لكون رسول الله قد انتقل إلى حياة أخرى غير الحياة الدنيا.
(3)
وهذا غير ممكن في ذلك الوقت لبعد المسافة ما بين المدينة ومكة.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
واحد، بعضهم رأى ذلك في اليقظة
(1)
، وبعضهم في النوم، أخبرتني والدتي أيدها الله تعالى أنها سمعت أمها تقول، سمعت الضياء المالكي يقول: كان على باب إبراهيم بالحرم الشريف المكي فقيرة مقعدة، تسمى موفقة، قال:
بينما نحن جلوس ذات يوم إذ أتتنا تمشي كأن لم يكن بها شيء، قالت: قمت سحر، وقلت من يعطيني قليل ماء أتوضأ به، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذ بيدي، قال: قومي يا موفقة، فقمت
(2)
، وأرتني قبرها بالمعلاة في أول شعب دكانه، وعليها حجر مكتوب فيه: هذا قبر الفقيرة إلى الله عتيقة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، من الزمن، الموفقة كلثم ابنة خليل بن إبراهيم الأنصاري، توفيت ليلة التاسع عشر من رمضان سنة ثلاث وأربعين وستمائة. وقبر الضياء المالكي جانب قبرها من جهة القبلة.
وعن عمر بن محمد
(3)
لما كانت أيام الحرة، ترك الآذان بمسجد رسول الله تعالى عليه وسلم، ثلاثة أيام، وخرج الناس إلى الحرة، وجلس سعيد بن المسيب في المسجد قال: فاستوحشت، فدنوت من قبر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، فلما حضرت الصلاة سمعت الآذان في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصليت ركعتين، ثم سمعت الاقامة، فصليت الظهر، ثم جلست حتى صليت العصر، فسمعت الآذان في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم سمعت/الاقامة، ثم لم أزل أسمع الآذان والاقامة في قبره صلى الله عليه وسلم، حتى
(1)
هذه الحكايات لا دليل عليها من الكتاب والسنة، فهي مجرد نتائج بلا مقدمات. أي أحكام بلا دلائل وخرافات وادعاءات باطلة.
(2)
هذه الحكايات لا دليل عليها من الكتاب والسنة، فهي مجرد نتائج بلا مقدمات. أي أحكام بلا دلائل وخرافات وادعاءات باطلة.
(3)
عمر بن محمد النوفلي المدني، روى عنه الزهري، وكان محدثا ثقة من السادسة. انظر: ابن حجر: التهذيب 7/ 494، التقريب ص 416.
مضت الثلاث، وقفل القوم، وعاد المؤذنون، فتسمعت الآذان فلم أجده
(1)
.
وكانت وقعة الحرة لاثنتين بقيتا من ذي الحجة من سنة ثلاث وستين، قتل فيها من المهاجرين والأنصار سبعمائة، ومن سائر الناس عشرة آلاف
(2)
.
وقال ابن الجلاء
(3)
: دخلت المدينة وبي فاقة، فتقدمت إلى القبر المقدس، وقلت: أنا ضيفك، فغفوت، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أعطاني رغيفا، فأكلت نصفه، فانتبهت وبيدي النصف الآخر.
وعن أبي الخير الأقطع
(4)
قال: دخلت المدينة وأنا بفاقة، فبقيت خمسة أيام ما ذقت ذواقا، فتقدمت إلى القبر الشريف، وسلمت على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وعلى أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما وقلت: أنا ضيفك الليلة يا رسول الله، وتنحيت فنمت خلف المنبر، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر عن يمينه، وعمر عن شماله، وعلي بن أبي طالب بين يديه، فحركني علي رضي الله عنه وقال لي: قم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقمت إليه وقبلت بين عينيه، فدفع إليّ رغيفا فأكلت نصفه وانتبهت، وإذا
(1)
أخرجه ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 400 عن عمر بن محمد، وأورده المراغي في تحقيق النصرة ص 118، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 236).
(2)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 5/ 482 - 494، ابن الجوزي: المنتظم 5/ 12 - 16، الفيروز ابادي: المغانم ص 113.
(3)
أحمد بن يحيى، أبو عبد الله بن الجلاء البغدادي ثم الشامي، كان عالما ورعا، أقام بالرملة ومات بدمشق سنة 306 هـ. انظر: أبو نعيم: حلية الأولياء 10/ 314، الخطيب: تاريخ بغداد 5/ 213، ابن الجوزي: المنتظم 13/ 181، صفة الصفوة 2/ 250، ابن الملقن: طبقات الصوفية ص 81.
(4)
أبو الخير الأقطع التيناتي، سكن تينات من قرى أنطاكية، ويقال له الأقطع لأنه كان مقطوع اليدين، مات بعد سنة 340 هـ. انظر: ابن الجوزي: صفة الصفوة 3/ 282.
بيدي نصف رغيف
(1)
.
وعن أبي بكر المنقري قال: كنت أنا والطبراني، وأبو الشيخ
(2)
في حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنا على حالة، فأثر فينا الجوع، فواصلنا ذلك اليوم، فلما كان وقت العشاء، حضرت قبر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وقلت:
يا رسول الله الجوع [الجوع]
(3)
، وانصرفت، فنمت، وأبو الشيخ والطبراني جالس، فحضر بالباب علوي، فدق الباب، ففتحت فإذا معه غلامان مع كل واحد منها زنبيل فيه شيء كثير، فأكلنا وظننا أن الباقي يأخذه الغلام، فلما فرغنا، ولى الغلام وترك الباقي، وقال العلوي: أشكوتم إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، فإني رأيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، فأمرني بحمل شيء إليكم
(4)
.
وعن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير
(5)
قال: بت ليلة بالمسجد بعدما خرج الناس، فإذا برجل قد جاء إلى بيت النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، ثم أسند ظهره إلى الجدار، ثم قال: اللهم إنك تعلم أني كنت أمس صائما ولم أفطر على شيء اللهم وأني أمسيت أشتهي الثريد فأطعمنيه من عندك قال: فنظزت إلى وصيف داخل من خوخة المنارة، ليس في خلقة
(1)
الخبر ذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة 4/ 283، وابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 400.
(2)
عبد الله بن جعفر بن حيان، أبو الشيخ الأصبهاني، كان محدثا صدوقا مأمونا، مات في سنة 369 هـ. انظر: الذهبي: تذكرة الحفاظ 3/ 945، العبر 2/ 132.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
الخبر أورده ابن الجوزي في الوفا 2/ 802 عن أبي بكر المنقري.
(5)
مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير الأسدي، ليّن الحديث، كان عابدا، مات في سنة 157 هـ. انظر: ابن حجر: التهذيب 10/ 158 - 159، التقريب ص 533.
وصفاء الناس، معه قصعة، فوضعها بين يديه وجلس الرجل يأكل، وحصبني وقال: هلم، فجئته، وظننت أنها من الجنة، فجئت وأكلت منها لقمة، فأكلت طعاما لا يشبه طعام أهل الدنيا/ثم احتشمت، فقمت ورحت إلى مجلسي، فلما فرغ أخذ الوصيف القصعة، ورجع من حيث جاء، وقام الرجل منصرفا، فأتبعته لكي أعرفه، فلم أدر أين سلك، فظننته الخضر
(1)
.
وكان مصعب يصوم الدهر ويصلي في اليوم والليلة ألف ركعة
(2)
.
وقال عبد الله محمد بن ماتك: حكى لي بمكة شخصا في سنة ثمان وأربعين وثلثمائة قال: خرجت من صنعاء حاجا، فقال لي رجل من الأصحاب، إذا زرت النبي صلى الله عليه وسلم، فاقرءه مني السلام وعلى صاحبيه، فنسيت ما استودعني، فخرجنا إلى الصحراء بعد الزيارة، فلما أردت الإحرام تذكرت، فرجعت إلى المدينة، فسلمت على النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى صاحبيه، فأدركني الليل، وسألت رجلا عن الرفقة، فقال رحلوا، فرجعت إلى المسجد، وقلت نقيم ههنا حتى تأتي رفقة أخرى، فنمت فلما كان آخر الليل، رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فقال أبو بكر: يا رسول الله هذا هو الرجل، فقال نعم، والتفت إليّ وقال لي: يا أبا الوفاء، فقلت يا رسول الله كنيتي أبو العباس، فقال لي: أنت أبو الوفاء، فأخذ بيدي فوضعني بالمسجد الحرام، فأقمت ثمانية أيام حتى وردت القافلة التي كنت معها.
وسمعت والدي رحمه الله تعالى يقول: كان بالمدينة شخص يماني،
(1)
الخبر أورده ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 400 عن مصعب بن ثابت. وهذا من توهمات المتصوفة أن الخضر حيّ لم يمت من زمان موسى عليه السلام، والصواب أنه لم يبق، إذ لو كان حيا لما وسعه إلا الحضور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو حضر لاشتهر ذلك، إذ هو مما تداعى الهمم لنقله. وسبق أن وضحت المسألة في الفصل الخامس من الباب السادس.
(2)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 400، وابن حجر في التهذيب 10/ 159.
مداحا، فأخذه بعض الرفضة ليعطيه شيئا، فلما دخل به بيته قطع لسانه، فأخذ لسانه في يديه، وأتى الحجرة المقدسة، وقال: يا رسول الله هكذا يفعل بمن يمدحك؟ فأخذته سنة نوم، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم، وتناول لسانه منه، وقال له: افتح فاك، فرده كما كان، فانتبه الرجل كأن لم يكن به شيء، فلما كان بعد ذلك جعل يمدح على عادته، فأتاه أولاد ذلك الرافضي وقالوا له: تعال لتأكل شيئا، فسار وقال: عسى أن يفعل بي كما فعل أبوهم لعلي أرى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فدخلوا به الدار المعروفة، فأكرموه، ثم فتحوا خزانة فيها خنزير في حلقه سلسلة، فقالوا: هذا هو الذي قطع لسانك فاذبحه بيدك، قال: فذبحته لهم، فدفنوه في القبة التي على يسار السالك إلى قبة سيدنا عثمان رضي الله عنه
(1)
.
قال والدي رحمه الله، قال لي أبو الحسن الخراز الأندلسي - وكان من الصالحين: رأيت أثر اللصاق دائرا بلسان اليماني كالخيط، ولم أزل أرى خنزيرا جالسا على باب تلك القبة التي دفن فيها ذلك الشخص كلما زرت البقيع، فإذا رآني غطس في قبره
(2)
.
توفى أبو الحسن سنة خمس عشرة وسبعمائة، وقبره وقبر البسكري، وقبر الجزولي في بقعة واحدة رضي الله عنهم.
قال والدي رحمه الله: خرجت أنا وأبو الحسن الخراز، وجماعة إلى بئر علي
(3)
التي في ذي الحليفة لنحفر فيها، فنزل أبو الحسن - المذكور -
(1)
لا ندري لماذا وضعوا الخنزير في قبة وبجوار قبة عثمان وهم روافض! كل هذا خرافات وتوهمات.
(2)
أوهام وتخيلات لا تستند إلى دليل.
(3)
يقول السمهودي في وفاء الوفا ص 1195: «قال العز بن جماعة: وبذي الحليفة البئر التي تسميها العوام بئر علي، وينسبونها إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، لظنهم أنه قاتل الجن بها، وهو كذب، ونسبتها إليه غير معروفة عند أهل العلم» .
وربط صخرة كبيرة وجبدناها، فلما وصلت رأس البئر/وقعت عليه وهو يحفر، فنظرنا فإذا هي على رأسه ورأسه مغروزة في التراب وهو لا يتحرك، وكان أخوه معنا ومعه مقدار مائة درهم، ففرقها على الفقراء في ذلك الحين، ونزلنا فرفعناها عنه، فقام سويا لم يخدش فيه شيء.
وسمعته رحمه الله يقول: سمعت والدي أبا محمد المرجاني يقول، سمعت خادم الحجرة الشريفة يقول، قال والدي: وسمعتها أيضا من الخادم بعد ذلك قال: جاءنا من العراق بجملة من المال إلى سلطان المدينة، على أن يأخذوا أبي بكر وعمر، فأنعم بذلك، ونادى شيخ الخدام قال، فقال لي: إذا أتاك هذا النفر فدعهم يفعلون ما يريدون، قال: فلما خرج الناس بعد العشاء وغلقت أبواب المسجد، دقوا على باب السلام، ففتحت، فدخل خمسة عشر - أو قال وعشرون رجلا - بالمساحي والقفف، فما مشوا غير خطوة أو خطوتين وابتلعتهم الأرض، قال الخادم: فوقفت داهشا، فإذا بأمير المدينة [بعد ساعة]
(1)
يضرب الباب، ففتحت، فقال: ما فعلوا؟ فقلت: دخلوا من هنا وغرقوا هناك، فقال: اكتم أمرهم، فلم يتحدث به إلا بعد موت الأمير المذكور
(2)
.
وسمعته أيضا رحمه الله يقول: جاءت حداءة، فوقفت على شباك الحجرة، فقام لها سعيد الهندي - بعض خدام الحجرة الشريفة - فضربها بالخطاف ومسكها، فقيل له - مستجيرة -: لا تذبحها، فذبحها على باب جبريل، وخرج إلى بيته، فما دخل المسجد بعد ذلك، ومرض أياما وتوفى.
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
الخبر أورده السمهودي في وفاء الوفا ص 654 نقلا عن المرجاني «المؤلف» في تاريخ المدينة.
وسمعته أيضا يقول: دخل العرب بناقة للبيع، فاشتراها منه شخص من الجزارين بمأتي درهم، وكانت نفورة، فربطوها بالبلاط خارج باب الرحمة، فلما كان المغرب قطعت الحبال ودخلت من خوخة باب الرحمة، وجرت مع جدار القبلة إلى الشباك، ثم بركت، فضربوها فلم تقم، فقال بعض الخدام: هذه مستجيرة، أنا أدفع قيمتها ودعوها، فوعدهم بالقيمة إلى الصباح، فقامت حينئذ وخرجوا بها، فبلغ ذلك فقيه الرافضة، فقال: دعوا كلام هؤلاء واذبحوها [فنحروها]
(1)
فلم يتم شهر حتى مات الجزارون ونساؤهم وعيالهم والفقيه وعياله وأولاده، وهذا الفقيه هو الذي كان يفتح قبة العباس رضي الله عنه في ذلك الوقت.
وعن محمد بن حرب الهلالي قال: دخلت المدينة، فأتيت قبر رسول الله تعالى عليه وسلم، فجاء أعرابي فزاره ثم قال: يا خير المسلمين إن الله عز وجل أنزل عليك كتابا صادقا قال فيه {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوّاباً رَحِيماً}
(2)
وإني جئتك مستغفرا إلى ربي مستشفعا بك، ثم بكى وأنشد يقول:
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه
…
فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه
…
فيه العفاف وفيه الجود والكرم
/ثم استغفر وانصرف، فرقدت، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يقول:
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
سورة النساء آية (64).
ألحق الرجل فبشره أن الله عز وجل قد غفر له بشفاعتي
(1)
.
وقد خمس هذين البيتين الشيخ محمد بن أحمد بن أمين الأفشهري - رحمه الله تعالى فقال:
خير المزار لدينا ثم أعظمه
…
وخير من سر عرش الرب مقدمه
ناديته بمقول وهو أقومه
…
يا خير من دفنت في التراب أعظمه
فطاب من طيبهن القاع والأكم
…
طوبى لجاركم طابت مساكنه
جار يجاور جار الربع آمنه
…
قول إذا قلت تشفيني محاسنه
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه
…
فيه العفاف وفيه الجود والكرم
(2)
.
(1)
الخبر والشعر أورده ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 399 عن محمد بن حرب، المراغي في تحقيق النصرة ص 111، ابن الضياء في تاريخ مكة ص 263، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 255 - 256). وقد علق الاستاذ سعود بن ابراهيم الشريم على الحكاية في كتابه «المنهاج للمعتمر والحاج» ص 113 بقوله:«وهذه الحكاية لا يحتج بها عند أهل العلم، فإسنادها مظلم، وهي حكاية منكرة، ولو كانت ثابتة لم يكن فيها حجة على المطلوب، ثم أن المنامات ليست حجة في الأحكام فكيف بالعقائد؟» .
(2)
راجع تخميس الأفشهري عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص 264، النهرواني في تاريخ المدينة (ق 256 - 257).
الباب العاشر
في ذكر بقيع الغرقد، وفضله وكيفية زيارته والحض على زيارة
القبور مطلقا، وذكر من يعرف به من أهل البيت والصحابة وغيرهم
رضوان الله تعالى عليهم أجمعين
وفيه خمسة فصول:
الفصل الأول
في أصله وفضله
أصل البقيع في اللغة: المكان المتسع، وقال قوم لا يكون بقيعا إلا وفيه شجر، وبقيع الغرقد كان ذا شجر، فذهب الشجر، وبقي الإسم، وهو مقبرة المدينة من شرقيها، وتسمى المقبرة بلدا لكونها موطنا للأموات، وكذلك المفازة لكونها موطنا للوحش
(1)
.
عن محمد بن كعب القرظي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«من دفناه في مقبرتنا هذه شفعنا له - أو شهدنا له»
(2)
.
وعن حكّام بن عبد الله الشامي، عن أبي عبد الملك، أنه حدثه حديثا يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مقبرتان تضيئان لأهل السماء كما يضيء
(1)
راجع أصل الكلمة عند ياقوت في معجم البلدان 4/ 194، الفيروز ابادي في المغانم ص 61، ابن منظور في اللسان مادة «بقع» ، السمهودي في وفاء الوفا ص 1154.
(2)
حديث محمد بن كعب: أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 97، ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 402، المطري في التعريف ص 45، المراغي في تحقيق النصرة ص 125، السمهودي في وفاء الوفا ص 889.
الشمس والقمر لأهل الدنيا: [مقبرتنا]
(1)
بالبقيع، بقيع المدينة، ومقبرة بعسقلان»
(2)
.
وعن كعب الأحبار قال: «نجدها في التوراة كفتة
(3)
محفوفة بالنخيل وموكل بها ملائكة، كلما امتلأت أخذوا بأطرافها فكفوها في الجنة»
(4)
.
وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله تعالى عليه وسلم قال:
(5)
.
[وعن سالم بن عبد الله، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: «أنا أول من تنشق عنه الأرض، ثم أبو بكر، ثم عمر رضي الله تعالى عنهما، فنحشر - أو نبعث - فنذهب إلى البقيع فيحشرون معي، ثم أنتظر أهل مكة فيحشرون معي، فنبعث بين الحرمين»
(6)
.]
(7)
(1)
الإضافة للضرورة من الدرة الثمينة 2/ 402.
(2)
حديث حكام بن عبد الله: أخرجه ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 402، وذكره المراغي في تحقيق النصرة ص 125، السمهودي في وفاء الوفا ص 889 وعزاه لابن زبالة عن أبي عبد الملك يرفعه.
(3)
كفتة: بالفتح ثم السكون، سميت مقبرة البقيع بذلك لأنها تكفت الموتى أي تحفظهم وتحرزهم. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 468.
(4)
الأثر أخرجه ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 402 عن كعب الأحبار، وعن كعب: ذكره المطري في التعريف ص 45، المراغي في تحقيق النصرة ص 125، السمهودي في وفاء الوفا ص 889 وعزاه لكعب الأحبار.
(5)
حديث أبي هريرة: أخرجه ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 401، وذكره المطري في التعريف ص 45، المراغي في تحقيق النصرة ص 125، السمهودي في وفاء الوفا ص 888.
(6)
حديث سالم بن عبد الله: أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة 1/ 351، الحاكم في المستدرك 2/ 465، الفاكهي في أخبار مكة 3/ 70، محب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 145، السمهودي في وفاء الوفا ص 888 وعزاه لابن رزين.
(7)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عنه صلى الله عليه وسلم:«أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مشفع»
(1)
.
وذكر الشيخ عبد الجليل في شعب الإيمان قال: ووجدنا/بالخط القديم أن الناس يحشرون على هذه الصفة [في شعب]
(2)
صورة شكل محمد صلى الله عليه وسلم «محمد» . وقيل: أول من تنشق عنه الأرض بعد النبي صلى الله عليه وسلم نوح عليه السلام، وهو أول من يسأل من الرسل، وأول من يساق للحساب أسرافيل، ثم جبريل، ثم الرسل.
وعن يحيى بن سعيد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا، وقبر يحفر بالمدينة، فاطلع رجل في القبر وقال: بئس مضجع المؤمن، فقال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم:«بئس ما قلت» ، فقال: إني لم أرد هذا يا رسول الله، إنما أردت القتل في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم:«لا مثل - أو لا شبه - للقتل في سبيل الله، ما على الأرض بقعة هي أحب إليّ أن يكون قبري منها» . ثلاث مرات
(3)
.
وفي معنى ذلك يقول أبو عبد الله بن أبي الخصال في أثناء قصيدته، والتخميس لابن حبيش:
(1)
حديث أبي هريرة: أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الفضائل باب تفضيل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على جميع الخلق برقم (3) 4/ 1782، أحمد في المسند 2/ 540، أبو داود في سننه 4/ 218، البيهقي في الدلائل 5/ 476.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
حديث يحيى بن سعيد: أخرجه عنه مالك في الموطأ 2/ 462، وذكره المطري في التعريف ص 18، المراغي في تحقيق النصرة ص 18.
لقد فاز من أمضى القضاء اعتزامه
…
فطنب في دار الرسول خيامه
وطيب محياه بها وحمامه
…
وان امرء وارى البقيع عظامه
لفي زمرة تلقا سهل ومرحب
…
أجل بلاد الله مبدا ومحضرا
بها اختار للمختار قبرا ومنبرا
…
فمن مات بها بالشهادة بشرا
وفي ذمة من خير من وطيء الثرا
…
ومن يعلقه حبله لا يعذب
وعن داود بن خالد
(1)
، عن المقبري
(2)
أنه سمعه يقول: «قدم مصعب بن الزبير حاجا - أو معتمرا - ومعه [ابن]
(3)
رأس الجالوت، فدخل المدينة من نحو البقيع، فلما مر بالمقبرة قال ابن رأس الجالوت: إنها لهي، قال مصعب:
وما هي؟ قال: إنا نجد في كتاب الله صفة مقبرة شرقيها نخل، وغربيها بيوت يبعث منها سبعون ألفا كلهم على صورة القمر ليلة البدر، فطفت مقابر الأرض
(1)
داود بن خالد الليثي، أبو سليمان العطار، صدوق من السابعة. انظر: ابن حجر: التقريب ص 198.
(2)
أبو سعيد المقبري، اسمه كيسان مولى بني ليث، كان نزوله عند المقابر فقالوا له: المقبري، توفى بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1673.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
فلم أر تلك الصفة، حتى رأيت هذه المقبرة»
(1)
.
وعن عبد الحميد بن جعفر
(2)
، عن أبيه قال:«أقبل ابن رأس الجالوت، فلما أشرف على البقيع قال: هذه التي نجدها في كتاب الله كفتة لا أطؤها، قال: فانصرف عنها إجلالا لها»
(3)
.
وعن سعد بن زياد أبو عاصم
(4)
قال: زعم مولاي قال: حدثتني أم قيس بنت محصن
(5)
قالت: لو رأيتني ورسول الله صلى الله عليه وسلم، آخذ بيدي في سكة المدينة حتى أتى إلى البقيع - بقيع الغرقد - فقال: يا أم قيس، فقلت: لبيك يا رسول الله وسعديك، قال: ترين هذه المقبرة؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال:«يبعث الله منها يوم القيامة سبعين ألفا على صورة القمر ليلة البدر يدخلون الجنة بغير حساب»
(6)
.
(1)
الأثر أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 93 عن محمد بن المنكدر، ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 402 عن المقبري، وذكره السمهودي في وفاء الوفا ص 889 وابن رأس الجالوت غير معروف وخبره منكر.
(2)
عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله الأنصاري، صدوق ربما وهم، مات في سنة 153 هـ. انظر: ابن حجر: التقريب ص 333.
(3)
الأثر أخرجه ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 402 عن عبد الحميد بن جعفر، وذكره السمهودي في وفاء الوفا ص 889.
(4)
سعد بن زياد، أبو عاصم مولى بني هاشم، روى عن سالم ونافع، ليس بالمتين وثقه ابن حبان. انظر: الذهبي: لسان الميزان 3/ 15، ميزان الاعتدال 2/ 120.
(5)
أم قيس بنت محصن الأسدية، أسلمت بمكة قديما، وبايعت وهاجرت إلى المدينة مع أبيها، روت عن النبي صلى الله عليه وسلم. انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 242، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1951.
(6)
حديث أم قيس: أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 91، الحاكم في المستدرك 4/ 68، ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 401، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 16 وعزاه للطبراني في الكبير وقال:«وفيه من لم أعرفه» . وفيه ألفاظ منكرة.
تنبيه:
يظهر أن سبعين ألفا تكون جملة من بالبقيع منذ بعث عليه الصلاة والسلام إلى آخر القرن/الثامن، وذلك أن من الهجرة النبوية إلى آخر الثمانمائة بحساب التدقيق والتحقيق بعد الانتداب إلى تصحيح خمسة وعشرون عاما أسا للحساب بما يتخللها من زيادة الشهور ونقصها، فكانت ثمانية آلاف يوم وثمانمائة وتسعة وخمسين يوما، فتكون الثمانمائة عام مائتي ألف وثلاثة وثمانون ألف يوم وأربعمائة يوم وثمانية وثمانون يوما، ربعها سبعون ألفا وثمانمائة واثنان وسبعون يوما. فهذا مقدار مناسب يؤيده نفي من لم يكن على السنة وإبراز الشهداء هذه الطائفتان لا تدخل في هذا المعنى. والله تعالى أعلم.
(1)
.
وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال:«الدنيا سبعة آلاف سنة أنا في آخرها ألفا»
(2)
.
وقال: «بعثت أنا والساعة كهاتين»
(3)
وجمع بين إصبعيه الوسطى
(1)
كذا ورد عند الطبري في تاريخه 57،1/ 10، والماوردي في أعلام النبوة ص 39.
(2)
الحديث رواه الطبري في تاريخه 1/ 16 عن ابن عباس، والماوردي في أعلام النبوة ص 39 عن أبي رحاب الجهني، وابن الجوزي في المنتظم 1/ 127 وعزاه للطبري وقال:«روى الطبري هذا الحديث وفي صحته نظر وإن لم يثبت صحة الرواية فهو الظاهر والله أعلم» ، وذكره المتقي في كنز العمال برقم (38333) وعزاه للطبراني بالكبير والبيهقي بالدلائل عن الضحاك بن زمل.
والسبابة - يعني الباقي منها كزيادة الوسطى على السبابة.
السامرة: قوم من بلاد المشرق سموا بذلك، لأن تفسيره بالعربية الحفظة، وهم لا يقبلون من كتب الأنبياء إلا التوراة وحدها. والقول الأول أشبه من غيره.
/تفصيل الماضي من عمر الدنيا:
(1)
|
(1)
صفة الجدول الذي أثبته المؤلف عن تفصيل الماضي من عمر الدنيا على طريقة الكرسي، وقد أثبته للتدقيق والمقارنة.
وكان هذا الجدول على التربيع عن مولاي الاستاذ الشيخ أبو الطيب رحمه الله يقول: لو وجدت من له فطنة حتى يختصره، فاختصرته في هذا الكرسي، وإنما هو في تاريخ صاحب حماة
(1)
مربع، وليس هو على هذا الترتيب، لكن هذا نصف جدوله الذي استقرحه، والجدول الثاني الذي هذه صفته
(2)
./
|
(1)
وهو كتاب «المختصر في أخبار البشر» المعروف بتاريخ أبي الفداء 1/ 7.
(2)
صفة الجدول الذي وضعه المؤلف عن تفصيل الماضي من عمر الدنيا، وقد أثبته كما وضعه المؤلف للتدقيق والمقارنة وهو على طريقة الدائرة.
قلت: وقد تقدم في كتابنا هذا ما ذكره الشهرستاني من التاريخ
(1)
، وجذان الجدول على ما صححهما إسماعيل بن علي بن محمود بن عمر بن شاهان شاه بن أيوب، صاحب حماة عماد الدين في تاريخه
(2)
.
وهذا هو الجدول
(3)
|
(1)
سبق أن ذكره المؤلف في هذا الفصل (1) من الباب العاشر (ق 280).
(2)
صاحب حماه هو: الملك المؤيد عماد الدين إسماعيل بن الأفضل علي بن محمود بن عمر بن شاهنشاه بن أيوب بن شادي، العالم العلامة الشافعي السلطان، اشتغل بالعلورم وتفنن فيها، وصنف التاريخ «المختصر في أخبار البشر» المعروف بتاريخ أبي الفداء، ولي مملكة حماه في سنة 720 هـ إلى أن توفى في المحرم سنة 732 هـ. انظر: ابن كثير: البداية 14/ 166، ابن تغري: النجوم الزاهرة 9/ 292 - 293، ابن العماد: شذرات الذهب 6/ 98.
(3)
الجدول الكرسي الذي وضعه أبو الفداء عن تفصيل الماضي من عمر الدنيا، وذلك في كتابه المختصر في أخبار البشر 1/ 7 وقد أثبته هنا للمقارنة به وبين ما ذكره المؤلف.
وأول من خوطب في في الإسلام بشاه شاه: بويه بن تمام الحسن بن كوسي
(1)
.
(2)
.
وقال ابن عيينة: «ملك الأملاك، مثل شاهان شاه»
(3)
.
وفي الصحيحين
(4)
: عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن أخنع اسم عند الله تعالى، [رجل]
(5)
تسمى: ملك الأملاك» وفي رواية
(6)
: أخنى بدل أخنع، ومعناهما: أوضع وأذل وأرذل
(7)
.
(1)
فنا خسرو بن الحسن بن بويه بن تمام، أبو شجاع الملقب «عضد الدولة» صاحب العراق وفارس، كان بطلا شجاعا وأديبا غاليا في التشيع، وهو أول من خوطب في الاسلام بالملك «شاهنشاه» ، توفى في شوال سنة 372 هـ. انظر: ابن الجوزي: المنتظم 14/ 290، الذهبي: سير أعلام 16/ 249.
(2)
يقول ابن حجر في فتح الباري 10/ 590 «وقد استدل بحديث - إن أخنع الأسماء - على تحريم التسمي بهذا الإسم لورود الوعيد الشديد» .
(3)
قال مسلم في صحيحه بعد روايته لحديث - أخنع الأسماء - «قال الأشعثي قال سفيان بن عيينة: ملك الأملاك مثل شاهنشاه» . انظر: صحيح مسلم كتاب الآداب باب تحريم التسمي بملك الأملاك برقم (20) 3/ 1688، ابن حجر: فتح الباري 10/ 588 - 589.
(4)
حديث أبي هريرة: أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الأدب باب أبغض الأسماء إلى الله برقم (6205) 7/ 155، مسلم في صحيحه كتاب الآداب باب تحريم التسمي بملك الأملاك برقم (20) 3/ 1688، الترمذي في سننه 5/ 123 كتاب الأدب باب ما يكره من الأسماء، أبو داود في سننه برقم (4961) 4/ 290.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
رواية «أخنى» أخرجها البخاري في صحيحه كتاب الأدب باب أبغض الاسماء إلى الله برقم (6205) 7/ 155 عن أبي هريرة.
(7)
أخنى: من الخنا بفتح المعجمة وتخفيف النون مقصور، وهو الفحش في القول، وأخنع هو المشهور في رواية سفيان بن عيينة، وهو من الخنوع والذل ومعناه: أوضع. انظر: ابن حجر: فتح الباري 10/ 589.
عن حذيفة بن أسيد الغفاري
(1)
قال: أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، من علية ونحن نتذاكر أمر الله، فقال: ما كنتم تتذاكرون؟ قلنا: قيام الساعة، قال:«إن الساعة لن تقوم حتى يكون قبلها عشر ساعات، قال: لا ندري بأيهن بدأ طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض، ونزول عيسى ابن مريم، وخروج يأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من قبل اليمن - أو من عدن - تطرد الناس إلى محشرهم»
(2)
.
جزيرة العرب:
قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: هي ما بين حفر أبي موسى الأشعري إلى أقصى اليمن طولا، وفي رواية عنه: ما بين حفر أبي موسى إلى أطراف الشام إلى أقصى تهامة [في]
(3)
الطول، وأما في العرض فما بين رمل بكر يبرين إلى منقطع السماوة. والسماوة بادية في طريق الشام إلى ما وراء مكة
(4)
، وما كان دون ذلك إلى أرض العراق فهو نجد - بفتح النون وتسكين الجيم - والعرب تقول: نجد بضم النون والجيم، ونجد البلد المرتفعة، وتهامة المنخفضة، وتهامة اسم واقع على جزيرة العرب
(5)
.
وقال الأصمعي: هي إلى أقصى عدن، إلى أطراف اليمن، حتى تبلغ إلى
(1)
حذيفة بن أسيد الغفاري، أبو سريحة، صحابي من أصحاب الشجرة، مات في سنة 42 هـ. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 335 - 336، ابن حجر: التقريب ص 154.
(2)
ذكره الماوردي في أعلام النبوة ص 50 - 51 عن حذيفة بن أسيد.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
انظر: الهمداني: صفة جزيرة العرب ص 58 - 59، ياقوت: معجم البلدان 2/ 137.
(5)
انظر: ياقوت: معجم البلدان 5/ 261 - 262.
أطراف
(1)
بوادي الشام، وهذا قريب مما ذكر الخليل بن أحمد، فإنه قال:
جزيرة العرب معدنها ومسكنها - يعني العرب - ولعلها سميت جزيرة:
لانقطاعها عن معظم البر، وقد اكتنفتها البحار والأنهار من أكثر الجهات، كبحر البصرة، وعمان إلى بركة بني إسرائيل حيث أهلك الله فرعون، وبحر الشام، والنيل، والفرات، ودجلة، والقدر الذي يتصل بالبحر فقد انقطع بالقفار والرمال عن العمران
(2)
.
وقال مالك: جزيرة العرب مكة، والمدينة، واليمن، وهذا القول لا يخالف ما ذكرناه.
وقال ابن الأعرابي
(3)
: هي من حفر أبي موسى من خمس مراحل من البصرة ببطن خليج أبي العنبر، إلى حضرموت، إلى العذيب، ومن جدة وسواحل البحر عرضا إلى أطراف الشام
(4)
.
قال الأصمعي أيضا: هي من أقصى عدن أبين، فهي من حد أبين إلى ريف العراق طولا، وأما في العرض فمن جدة وما والاها من ساحل البحر إلى أطراف الشام
(5)
.
وقيل: في كلام أبي عبيدة نظر، لأن اليهود كانوا قارين في اليمن غير مجلين في أيام عمر رضي الله عنه/ولو كان كما قال ما أجلاهم عن اليمن.
وقال صاحب كتاب ذخر المستفيد: جزيرة العرب ما بين العذيب إلى حضرموت - ومكة من تهامة - وتهامة إلى عزل اليمن، إلى أسياف البحر، إلى الجحفة وذات عرق ونجد المدينة، إلى الطائف، إلى العذيب، إلى
(1)
أطراف: واد في بلاد فهم بن عدوان. انظر: ياقوت: معجم البلدان 1/ 218.
(2)
انظر: الهمداني: صفة جزيرة العرب ص 57، ياقوت: معجم البلدان 2/ 137 - 138.
(3)
محمد بن زياد أبو عبد الله ابن الأعرابي، لغوي ونحوي ونسابة راوية القبائل ت 231 هـ. انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 5/ 282 - 285، ياقوت: معجم الأدباء 18/ 189 - 196.
(4)
انظر: ياقوت: معجم البلدان 138،172.
(5)
انظر: ياقوت: معجم البلدان 138،172.
السماوة - سماوة كلب - والحجاز ما حجز فيما بين نجد واليمن، وبين تهامة والعرض
(1)
.
والعرض أرض اليمامة، إلى البحرين، وسميت سراة لارتفاعها، وأرض العراق والطور والجزيرة والعبر ما بين الفرات إلى أرض العرب
(2)
.
والعرب:
جيل من الناس، وهم أهل الأمصار والأعراب، منهم سكان البادية، وليس الأعراب جميعا للعرب، وإنما العرب اسم جنس
(3)
.
والعرب العاربة هم الخلص منهم، والعرب المستعربة هم الذين ليسوا بخلص
(4)
.
والعرب والعرب واحد، والعربي إذا قيل له: يا أعرابي غضب، والمهاجرون والأنصار عرب لا أعراب
(5)
.
وقال محمد بن السائب: العرب العاربة: عاد وعبيد ابنا عوص بن رام
(1)
انظر: ياقوت: معجم البلدان 2/ 137 - 138.
(2)
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 102،3/ 204. وساتيد ما: جبل معروف قرب الموصل والجزيرة. انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 169. والعبر: بكسر أوله وسكون ثانيه، ما أخذ على غربي الفرات إلى برية العرب يسمى العبر، وإليه ينسب العبريون. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 78.
(3)
انظر: القلقشندي: نهاية الأرب ص 11.
(4)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 204، ابن كثير: البداية 2/ 145،1/ 113، القلقشندي: نهاية الأرب ص 11.
(5)
انظر: القلقشندي: نهاية الأرب ص 11، ابن منظور: اللسان مادة «عرب» .
ابن سام بن نوح، وثمود وجديس ابنا عاثان بن آدم، وطسم وعمليق، وجاسم، وأميم بنو [بلغم]
(1)
بن عابر بن أسليخا بن لوذ بن سام بن نوح
(2)
.
وحضرموت، والسلف، وأنموذ بنو يقظان بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، وجرهم بن سبأ بن يقظان بن عابر.
والعرب كلهم بنو إسماعيل بن الخليل الأربع قبائل: السلف، والأرواع، وحضرموت، وثقيف.
وقال العزيزي يقال: رجل أعرابي: إذا كان بدويا، وإن لم يكن من العرب، ورجل عربي: منسوب إلى العرب، وإن لم يكن بدويا، ويقال رجل أعجم وأعجمي: إذا كانت في لسانه عجمة، وإن كان من العرب، ورجل عجمي: منسوب إلى العجم، وإن كان فصيحا
(3)
.
وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: «يخرج الدجال في الثمانين، فإن لم يخرج ففي ثمانين ومائتين، فإن لم يخرج ففي ثلثمائة وثمانين، فإن لم يخرج ففي أربعمائة وثمانين»
(4)
.
وقد خرج الشيخ علاء الدين [أبو الحسن]
(5)
الباجي في «شرائط الساعة» حديثا يرفعه إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أنه قال:
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 1/ 204، ابن كثير: البداية 2/ 145،1/ 113.
(3)
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «عرب» .
(4)
حديث أبي هريرة: ذكره الماوردي في أعلام النبوة ص 51، ابن كثير في النهاية 1/ 62 وهو خلاف الواقع مما يدل على وضعه.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
«أمتي سبع طبقات إلى سبعمائة، الطبقة الأولى أنا ومن معي أهل علم وعمل والطبقة الثانية: أهل تواضع وتراحم، والطبقة الثالثة: أهل هرج ومرج، والطبقة الرابعة: أهل تقاطع وتدابر، والطبقة الخامسة: أهل بدع وترك سنة، والطبقة السادسة: أهل تكاثر وتفاخر، والطبقة السابعة: أهل بغي وحسد، فإذا تمت السبعمائة سنة يكون في العشر الأول خسف وقذف ويموت العلماء حتى لا يبقى في العشرة الأول أحد، وفي العشرين يكثر دواب البحر حتى لا يقدر أحد يركبه وينقطع نبات الأرض في أكثر البلاد، وفي الثلاثين يكثر الربا في الأسواق/وفي الأربعين يكون النساء كالبغال الدهم حتى لا يكفي المرأة الرجل الواحد، وفي الخمسين تتأخر الشمس عن مطلعها مقدار ثلاث ساعات ويموت من الإنس والجن خلق كثير وتمطر السماء الحجارة كأمثال البيض ويهلك فيها المواشي والزروع والخلق ما شاء الله، وفي السبعين يرتفع القرآن وتطلع الشمس من مغربها ويغلق باب التوبة حتى لا تقبل لأحد توبة لقوله تعالى:{يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً}
(1)
، وفي الثمانين يخرج الدجال والدابة من الأرض فيقسم الناس مؤمنا وكافرا، وينزل عيسى عليه السلام، ويملك الأرض بعد ذلك ويقضي الله ما شاء وهو على كل شيء قدير»
(2)
.
قال القرطبي: «وللدابة ثلاث خرجات، آخرهن من بين الركن والمقام،
(1)
سورة الأنعام آية (158).
(2)
أخرجه ابن ماجة في سننه 2/ 1349 برقم (4058) عن أنس مرفوعا، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات 3/ 196 - 197 من عدة طرق وقال:«هذه الأحاديث لا أصل لها فحديث أنس المتهم به عباد وحديث ابن عباس المتهم به يحيى بن عنبسة وهو كذاب» ، وأورده السيوطي في اللآليء 2/ 394 وقال:«وقد أورد ابن حجر في عشارياته حديث أنس وقال: هذا حديث ضعيف وعباد ضعيف وله شواهد كلها ضعاف» ، وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة 2/ 348.
وذكر البغوي عن ابن عمر أنها تخرج من صدع من الكعبة بحجري الفرس ثلاثة أيام لا يخرج ثلثها - وحكاه القرطبي - وفي الركن العراقي من البيت صدع مستطيل، فلعله المشار إليه، واختلف من أي بقعة تخرج، فقيل: من تهامة، أو جبل الصفا، أو من الطواف، أو من مسجد الكوفة من حيث فار تنور نوح عليه السلام، أو من الطائف، وهي في السحاب وقوائمها في الأرض، أو تخرج من جياد، أو من بين الركنين، أو من بعض أودية تهامة، أو من صخرة في شعب جياد، أو من عين سدوم، فيها أجناس الدواب: الثور، والخنزير، والفيل، وايل، وأسد، ونمر، وهر، وكبش، وبعير، بين كل مفصل منها اثنا عشر ذراعا بذراع آدم عليه السلام، قيل: هي فصيل ناقة صالح عليه السلام، وقيل: هي الحية التي كانت مشرفة على جدار الكعبة التي اقتلعها العقاب حين أرادت قريش عمارة البيت، وقيل: لها ذنب، وقيل: لها وبر وريش، وقيل: هي على خلقة الآدميين معها عصا موسى وخاتم سليمان عليهما السلام»
(1)
.
وذكر ابن الجوزي: أن أول الآيات طلوع الشمس من مغربها.
وقوله يغلق باب التوبة: يعني على المكلفين خاصة، وأما غيرهم من الولدان الغير مكلفين في ذلك الوقت فعملهم مقبول يجازوا عليه، وباب التوبة مفتوح في حقهم.
وقد جرت بيننا مباحثات في ذلك سنة تسع وأربعين وسبعمائة، وطلعت في ذلك إلى سيدي الشيخ الإمام محمد بن عبد الرحمن المالكي، إمام المالكية بالحرم الشريف المكي، فوافقني على ذلك وأجاب بمثل ما ذكرت/وأنكر
(1)
ورد قول القرطبي في كتابه الجامع 13/ 234 - 236، ابن كثير في النهاية 1/ 162.
عليّ المنكر، فبحثوا عن ذلك فلم يجدوا نص المسألة إلا في تفسير الطّبسي
(1)
رحمه الله تعالى وحصلت الموافقة من المنصفين.
والمنجمون عن آخرهم ينكرون طلوع الشمس من مغربها، ويقولون غير كائن.
ذكر القرطبي في تفسير قوله تعالى: {ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ}
(2)
فقوله: {ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} ردا على المنجمين، إذ قالوا أن الأفلاك تحدث في الأرض وبعضها في بعض الأرض ردا على أصحاب الهندسة، حيث قالوا أن الأرض أكرية والأفلاك تجري تحتها والناس ملصقون عليها وتحتها، {وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ}
(3)
ردا على الطبائعيين حيث زعموا أن الطبائع هي الفاعلة في النفوس»
(4)
.
وعن الشيخ ناصر الدين محمد بن محمد بن علي الكناني، شيخ الكنانية ورئيسهم بالحرم النبوي، أنه رأى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، في المنام، وهو يقول: أنا أول من تنشق عنه الأرض في سنة ستين وثمانمائة أكون مصليا للمصلين ومستغفرا للمستغفرين.
وقد قدمنا أن الإسكندر كتب على باب السد: [يفتح]
(5)
في سنة أربع وستين وثمانمائة.
(1)
محمد بن أحمد أبو الفضل الطبسي، شيخ ثقة له تصانيف مفيدة، درس بالنظامية، مات في رمضان سنة 482 هـ. انظر: الذهبي: سير أعلام 18/ 588، العبر 3/ 301، ابن العماد: شذرات الذهب 3/ 367.
(2)
سورة الكهف آية (51).
(3)
سورة الكهف آية (51).
(4)
ورد قول القرطبي في كتابه الجامع 11/ 1 - 2.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
وقال الثعلبي: خلق الله ألف أمة، ستمائة في البحر، وأربعمائة في البر، أول ما يهلك منها الجراد، ثم تتتابع مثل النظام إذا قطع سلكه
(1)
.
قال الأوزاعي: كان ببيروت رجل رأى رجلا راكبا على جرادة، عليه خف طويل، فبلغنا أن ذلك ملك الجراد، في صدر الجرادة مكتوب: جند الله الأعظم.
وقال قتادة: على جناحيه اسم الله الأعظم، وقال ابن المسيب: بقي من طينة آدم بقية، فخلق منها الجراد
(2)
.
وعن مكحول قال: كنا بالطائف على مائدة لابن عباس رضي الله عنهما فوقعت جرادة، فأخذها عكرمة، فقال ابن عباس: ابصر جناحها، فإذا فيه سواد، فقال ابن عباس لمحمد بن الحنفية: يا أخي حدثني أبي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:«هذه النقط السود بالسريانية فيها: أنا الله لا إله إلا الله، أنا قاهر الجبابرة، خلقت الجراد وجعلته جندا من جنودي أهلك به من أشاء من عبادي»
(3)
.
وقال مجاهد: الجراد على سبعة أجناس، جنس منها في كبر العقاب والنسور، وقد وكل الله بها من يعرف أجناسها.
وقال جعفر بن محمد: إن لله جرادا في كبار الوحش، لم يرهم إلا سليمان بن داود عليهما السلام، ولقد أرسله الله على فرعون وقومه ساعة، فأكل أربعين فرسخا، [ولقد]
(4)
حبس إلى سليمان سبعين ألف جنس من
(1)
انظر: القرطبي: الجامع 7/ 269.
(2)
انظر: القرطبي: الجامع 7/ 269.
(3)
ذكره المتقي في كنز العمال برقم (3836) عن محمد بن الحنفية عن أبيه عن علي بن أبي طالب.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
أصفر وأخضر وأحمر وجميع الألوان يسبحون الله تعالى ويقدسونه.
وقال كعب الأحبار: وهو من صيد البحر، نثره حوت، ينثره في كل عام مرتين
(1)
.
وقال عليه الصلاة والسلام: «أحل لنا الدمان والميتتان، فالميتتان:
الحوت والجراد/، والدمان: الطحال والكبد»
(2)
ولم يأكلهم صلى الله عليه وسلم.
والدم من بني آدم حياة الأنفس، وهو النفس السائلة والسلطان القاهر، وأصل الروح والحياة، وأصل الموت إذا هاج.
وجاء في الحديث: «عليكم بالحجامة، لا يتبيغ
(3)
بأحدكم الدم فيقتله»
(4)
أي لا يهيج.
وقال عليه الصلاة والسلام: «الشفاء في ثلاث: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية بنار»
(5)
ونهى عن الكي بالنار.
ومما اتفق بالأندلس أن بعض الفلاحين سرق له رأس بقر، فأتى بعض
(1)
انظر: القرطبي: الجامع 7/ 268.
(2)
أخرجه الامام أحمد في المسند 2/ 97 عن ابن عمر، ابن ماجة في سننه برقم (3218) 2/ 1073 عن ابن عمر، البيهقي في السنن الكبرى 1/ 254 عن ابن عمر.
(3)
تبيغ به الدم أي تردد فيه بغلبة، وتبوغ به الدم: هاج كتبيغ وتبوغ الدم بصاحبه فقتله. انظر: ابن الأثير: النهاية 1/ 174، ابن منظور: اللسان مادة «بوغ» .
(4)
أخرجه ابن ماجة في سننه 2/ 1153 برقم (3486) من حديث أنس، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 5/ 96 عن ابن عباس وقال: رواه الترمذي وغيره مرفوعا ورواه البزار وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة ولكنه يدلس.
(5)
أخرجه الامام أحمد في المسند 1/ 246 عن ابن عباس، ابن ماجة في سننه برقم (3491) 2/ 1155 عن ابن عباس، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 5/ 90 وعزاه لأحمد والطبراني بالكبير والأوسط وأبي يعلى عن عقبة بن عامر وقال رجاله رجال الصحيح.
المشائخ، فشكى عليه، فأمره أن يحتجم، فخرج إلى دكان للحجام، فدخل الدكان، فإذا برأس بقره، فأخذه ورجع، فقيل للشيخ: أي سبب في قولك احتجم؟ فقال: قوله عليه الصلاة والسلام: «شفاء أمتي في ثلاث» ، فأخذت الحديث على عمومه.
وكان ابن عباس رضي الله تعالى عنهما إذا رمد اكتحل بالعسل
(1)
.
وكان ابن عمر رضي الله تعالى عنهما إذا طلع فيه نبت طلاه بالعسل للآية والحديث
(2)
.
والجمهور على أن العسل يخرج من أفواه النحل، وقيل: من دبرها، وقد صنع أرسطاطاليس بيتا من زجاج لينظر كيفية ما يصنع، فأبت أن تعمل حتى لطخت [باطنه]
(3)
بالطين. حكاه القرطبي عن الغزنوي
(4)
.
وقيل: كل ذباب يجعله الله تعالى عذابا لأهل النار، إلا النحل. ذكره الحكيم الترمذي
(5)
.
قيل: وعمر الذباب أربعين يوما. والنحل والنمل لهم من الذكاء في الأفعال ما يعجز عن الوصف.
قال دغفل: والنمل ثلاثة أبطن: ذر وهو النمل الصغار الصفر، وفارز وهي التي رأسها أكبر من مؤخرها، وعقفان وهي الطوال القوائم.
(1)
انظر: القرطبي: الجامع 10/ 136.
(2)
انظر: القرطبي: الجامع 10/ 136.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
قول القرطبي ورد عنده في الجامع 135،10/ 134 وعزاه للترمذي الحكيم.
(5)
قول القرطبي ورد عنده في الجامع 135،10/ 134 وعزاه للترمذي الحكيم.
الفصل الثاني
في كيفية زيارة البقيع
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلما كانت ليلتي منه يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول:«السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد»
(1)
.
وعنها رضي الله عنها قالت: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذات ليلة، فلبس ثيابه، ثم خرج فأمرت جاريتي بريرة
(2)
تتبعه، فتبعته، حتى جاء البقيع، فوقف ما شاء الله أن يقف، ثم انصرف فسبقته بريرة، فأخبرتني، فلم أذكر له شيئا حتى أصبحت فذكرت له ذلك، فقال:«إني بعثت إلى أهل البقيع لأصلي عليهم»
(3)
.
وفي كتاب ابن السني
(4)
، عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم، أتى البقيع، فقال:«السلام عليكم دار قوم مؤمنين، أنتم لنا فرط، وإنا بكم لاحقون، اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تضلنا بعدهم» .
(1)
حديث عائشة: أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الجنائز باب ما يقال عند دخول القبور برقم (104) 2/ 669، أحمد في المسند 6/ 111، النسائي في سننه 4/ 94، ابن ماجه في سننه برقم (1546) 1/ 493.
(2)
بريرة مولاة عائشة، كانت مولاة لبعض بني هلال فكاتبوها ثم باعوها من عائشة. انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 256، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1795.
(3)
حديث عائشة: أخرجه مالك في الموطأ 1/ 242، النسائي في سننه 4/ 93، الحاكم في المستدرك 1/ 488.
(4)
حديث عائشة: أخرجه ابن السني في كتابه عمل اليوم ص 221، ابن سعد في طبقاته 2/ 203، ابن ماجة في سننه برقم (1546) 1/ 493.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «لما كانت ليلتي التي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي، انقلب فوضع رداءه، وخلع نعليه، فوضعهما عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه واضطجع، فلم يلبث إلا بقدر ما ظن أنني قد رقدت، فأخذ رداءه، رويدا وانتقل رويدا، فخرج ثم أجافه
(1)
رويدا وجعلت درعي في رأسي، واختمرت، وتقنعت إزاري، ثم انطلقت على أثره حتى جاء البقيع، فقام فأطال القيام، ثم رفع يديه ثلاث مرات، ثم انصرف فانصرفت، فأسرع فأسرعت، فهرول فهرولت، فأحضر فأحضرت/فسبقته فدخلت، فليس إلا أن اضطجعت فدخل، فقال: مالك يا عائشة حشيا رابية، قالت:
قلت: لا شيء، قال: لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير، فأخبرته، فقال:
أنت السواد الذي رأيت أمامي؟ قلت: نعم، فلهزني لهزة في صدري أوجعتني، ثم قال: أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله؟ قالت: قلت: مهما يكتم الناس يعلمه الله عز وجل، قال: إن جبريل أتاني حين رأيت، فناداني فأخفاه منك، فأجبته: فأخفيته منك، ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك، وظننت أن قد رقدت،، وكرهت أن أوقظك، وخشيت أن تستوحشي، فقال:
إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فستغفر لهم، قالت: قلت كيف أقول يا رسول الله؟ قال: قولي السلام على أهل الديار المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين والمستأخرين، وإن شاء لله بكم لا حقون»
(2)
.
وعن عوسجة
(3)
قال: كنت أدعو ليلة إلى زاوية دار عقيل بن أبي طالب التي تلي باب الدار، فمر بي جعفر بن محمد، فقال لي: أعن أثر وقفت
(1)
ثم أجافه: أي أغلقه. وإنما فعل ذلك صلى الله عليه وسلم في خفية لئلا يوقظها ويخرج عنها، فربما لحقتها وحشة في انفرادها في ظلمة الليل. انظر: صحيح مسلم 2/ 670 حاشية «3» .
(2)
حديث عائشة: أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الجنائز باب ما يقال عند دخول القبور برقم (103) 2/ 669، ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 88، ابن النجار في الدرة الثمينة 2/ 402.
(3)
عوسجة المكي مولى ابن عباس، روى عن ابن عباس، ليس بمشهور، وثقه أبو زرعة. انظر: ابن أبي حاتم: الجرح 7/ 25، ابن حجر: التقريب ص 433.
ههنا؟ قلت: لا، قال: هذا موقف النبي صلى الله عليه وسلم بالليل إذا جاء يستغفر لأهل البقيع
(1)
.
قال الحافظ محب الدين
(2)
: «ودار عقيل الموضع الذي دفن فيه - يعني عقيل» . ويستحب للزائر الإكثار من قراءة القرآن والذكر والدعاء لأهل تلك المقبرة، وسائر الموتى والمسلمين أجمعين
(3)
.
ويستحب الإكثار من الزيارة، وأن يقف عند قبور أهل الخير.
ومن فعل طاعة لله تعالى، ثم أهدي ثوابها إلى حي أو ميت لم ينتقل ثوابها إليه، فإن شرع في الطاعة ناويا أن يقع عن الميت لم يقع عنه، إلا فيما استثناه الشرع كالصدقة والحج والصوم. قاله عز الدين بن عبد السلام.
وقال النووي: أجمع العلماء على أن الدعاء للأموات ينفعهم ويصلهم ثوابه، واحتجوا بقوله تعالى:{وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ}
(4)
، وبقوله صلى الله عليه وسلم:«اللهم اغفر لأهل البقيع الغرقد»
(5)
.
واختلف في وصول ثواب قراءة القرآن، فالمشهور من مذهب الشافعي
(1)
الحديث أخرجه ابن النجار في الدرة 2/ 404 عن خالد بن عوسجة، وذكره السمهودي في وفاء الوفا ص 980 عن خالد بن عوسجة.
(2)
قول ابن النجار ورد عنده في الدرة 2/ 404، ونقله عنه السمهودي في وفاء الوفا ص 890.
(3)
ما ذكره المصنف من استحباب قراءة القرآن والذكر في المقبرة غير صواب ولا دليل عليه من الكتاب والسنة ولا عمل من يعتد بعمله من الصحابة والتابعين.
(4)
سورة الحشر آية (10).
(5)
جزء من حديث عائشة أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الجنائز باب ما يقال عند دخول القبور برقم (104) 2/ 669، أحمد في المسند 6/ 111، النسائي في سننه 4/ 94، ابن ماجة في سننه برقم (1546) 1/ 493.
رحمه الله تعالى أنه لا يصل، وذهب ابن حنبل وجماعة من أصحاب الشافعي أنه يصل.
سمعت والدي رحمه الله يقول: سمعت أبا عبد الله الدلاصي يقول سمعت الشيخ أبا عبد الله الدبسي يقول: كشف لي عن أهل المعلاه
(1)
، فقلت لهم:
أتجدون نفعا بما يهدى إليكم من قراءة ونحوها؟ قالوا: ليس نحن محتاجين إلى ذلك، فقلت لهم: ما منكم أحد واقف للحال؟ فقالوا: ما يقف حال أحد في هذا المكان
(2)
./وقبر الدبسي رحمه الله بالقرب من باب المعلاه عليه حجر فيه مكتوب: هذا قبر أبي عبد الله محمد بن [عمر]
(3)
الدبسي، توفي في يوم تاسع عشر من جماد الأول سنة خمس وستمائة
(4)
، وقبر الدلاصي بالقرب من الجبل.
(1)
يبدو أن هذه طريقة الصوفية في الإستدلال بالكشف والمنامات.
(2)
كذا ورد عند الفاسي في شفاء الغرام 1/ 284 - 285 نقلا عن المؤلف.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
ذكر تقي الدين الفاسي في شفاء الغرام 1/ 242 أن وفاته كانت في يوم الأربعاء تاسع عشر جمادى الأولى سنة خمسين وستمائة
…
الفصل الثالث
في ذكر من يعرف بالبقيع من أهل البيت
والصحابة وغيرهم رضوان الله عليهم
وأكثر الصحابة مدفون بالبقيع، وكذلك سادات أهل البيت، وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، غير خديجة وميمونة، رضوان الله عليهم
(1)
.
فمنها قبر: أبي الفضل العباس:
عم النبي صلى الله عليه وسلم، ملبن بساج في قبة عالية، بناها الخليفة الناصر أبي العباس أحمد بن المستضيء، ومعه في القبة الحسن بن علي، رضي الله عنهما، [وعليه]
(2)
أيضا ملبن بساج، ومع الحسن في القبر ابن أخيه:
علي بن الحسين زين العابدين، ومعه أيضا ابن أخيه: محمد بن علي الباقر، وابنه جعفر بن محمد الصادق
(3)
.
فأما أبي محمد الحسن:
فأمه فاطمة الزهراء بنت النبي صلى الله عليه وسلم
(4)
.
ولد بالمدينة في النصف من رمضان سنة ثلاث من الهجرة
(5)
، وقيل:
في السنة الرابعة.
(1)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 403، المطري في التعريف ص 45، المراغي في تحقيق النصرة ص 125.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 403، المطري في التعريف ص 46، المراغي في تحقيق النصرة ص 126.
(4)
راجع نسبه عند ابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 383، ابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 758، ابن حجر في الاصابة 2/ 68.
(5)
وأضاف ابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 384 «هذا أصح ما قيل في ذلك» . وانظر: ابن الجوزي: المنتظم 5/ 225، ابن حجر: الاصابة 2/ 68، الذهبي: سير أعلام 3/ 246.
قال علي رضي الله عنه: «لما ولد [الحسن] جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
أروني ابني، ما سميتموه؟ قلت: حربا، قال: بل هو حسن، فلما ولد الحسين قال: أروني ابني، ما سميتموه؟ قلت: حربا، قال: بل هو حسين، فلما ولد الثالث، جاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أروني ابني، ما سميتموه؟ قلت:
حربا، قال: بل هو محسن، وقال: إني سميتهم بأسماء أبناء هارون، بشر، وبشير، ومبشر»
(1)
.
توفي الحسن رضي الله تعالى عنه بالمدينة سنة تسع وأربعين، وقيل:
سنة خمسين
(2)
.
قيل: إن زوجته جعدة بنت الأشعث سمته
(3)
، ودفن إلى جنب أمه فاطمة رضي الله عنها
(4)
.
أولاده تسعة عشر: زيد، والحسن، وعمرو، والقاسم، والقاسم، وعبد الله، وعبد الله، وعبد الرحمن، وأبو بكر، والحسين وهو الأقوم، وطلحة، وأبو بكر، وأم الحسن، وأم الحسين، وأم سلمة، وفاطمة، وفاطمة، ورقية من أمهات شتى
(5)
. وليس في الصحابة حسن غيره
(6)
.
(1)
حديث علي: أخرجه الامام أحمد في فضائل الصحابة 2/ 773، ابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 384، الحاكم في المستدرك 3/ 165 وصحح اسناده، والبزار في كشف الأستار 2/ 416.
(2)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 389، ابن الجوزي: المنتظم 5/ 226، ابن حجر: الاصابة 2/ 73.
(3)
راجع خبر سمه عند ابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 389، ابن الجوزي في المنتظم 5/ 226.
(4)
انظر: ابن شبة: تاريخ المدينة 1/ 107، ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 392.
(5)
راجع أولاد الحسن عند الذهبي في سير أعلام 3/ 279 وأضاف: «ولم يعقب منهم سوى الرجلين الحسين وزيد» .
(6)
بالرجوع إلى كتب طبقات الصحابة ولا سيما آخر ما صنف منها تقريبا، وهو الاصابة لابن حجر، لم يترجم في باب من اسمه «الحسن» إلا للحسن بن علي رضي الله عنه.
وروي عن عبيد الله بن علي: أن الحسن حين أحس بالموت قال: ادفنوني إلى جنب أمي فاطمة، فيكون قبره عند قبرها في بيتها الذي أدخله عمر بن عبد العزيز في المسجد
(1)
.
وقال سعيد بن جبير: رأيت قبر الحسن عند فم الزقاق الذي بين دار نبيه ابن وهب، وبين دار عقيل بن أبي طالب
(2)
، وقيل لي: دفن عند قبر أمه.
وسيأتي بيان ذلك
(3)
. وكان نقش خاتمه: إن الله بالغ أمره.
ومولد أبي عبد الله الحسين:
لخمس خلون من شعبان سنة أربع
(4)
، وقتل يوم الجمعة لعشر خلون من المحرم، يو عاشوراء سنة إحدى وستين - وقيل: يوم السبت - بكربلاء
(5)
من أرض العراق، ويعرف المكان بالطّف
(6)
من شط الفرات
(7)
.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم، قال:«إن الحسين يقتل بالطف بكربلاء/حين يعلوه القتير»
(8)
يعني الشيب.
(1)
أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 111،1/ 106 عن عبيد الله بن علي، ابن النجار في الدرة 2/ 403، المطري في التعريف ص 46.
(2)
قول سعيد بن جبير ذكره ابن النجار في الدرة 2/ 403.
(3)
سيأتي بيان هذه المسألة بعد قليل وفي نهاية ورقة (290) من المخطوط.
(4)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 392، ابن الجوزي: المنتظم 5/ 348، ابن حجر: الاصابة 2/ 76.
(5)
كربلاء: بالمد، وهو الموضع الذي قتل فيه الحسين في طرف البرية عند الكوفة. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 445.
(6)
الطف: بالفتح والفاء مشددة، أرض من ناحية الكوفة في طريق البرية. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 35 - 36.
(7)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 5/ 400، ابن الجوزي: المنتظم 5/ 345.
(8)
جزء من حديث أخرجه البيهقي في الدلائل 6/ 468 - 470 عن عائشة، والقاضي عياض في الشفا 1/ 226، والماوردي في أعلام النبوة ص 117.
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، فيما يرى النائم وهو قائم أشعث أغبر، بيده قارورة فيها دم، فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا؟ قال: دم الحسين، لم أزل ألتقطه منذ اليوم، فوجد قد قتل في ذلك اليوم»
(1)
.
وعن أبي الأسود قال: لقيت رأس الجالوت فقال: «إن بيني وبين آل داود سبعين أبا، وإن اليهود إذا رأوني عظموني وعرفوا حقي، وأنتم ليس بينكم وبين نبيكم إلا أب واحد قتلتم ابنه» .
وقتل مع الحسين سبعة عشر رجلا من ولد فاطمة، وقتل معه من ولده وإخوته وأهل بيته ثلاثة وعشرين رجلا
(2)
.
وعن الزهري أنه قال: «إن في صبيحة الليلة التي قتل فيها الحسين بن علي بن أبي طالب: لم يرفع حجر ببيت المقدس إلا وجد تحته دم عبيط»
(3)
.
وفي الحديث: أن الله تعالى أوحى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، إني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا، وإني قاتل بابن ابنتك الحسين سبعين ألفا وسبعين ألفا
(4)
.
أولاده من أمهات شتى: علي [الأكبر،]
(5)
وعلي [الأصغر]
(6)
وجعفر وعبد الله وفاطمة وسكينة
(7)
. وقبر سكينة بمكة من طريق العمرة،
(1)
رواية ابن عباس: أخرجها أحمد في المسند 1/ 283، البيهقي في الدلائل 7/ 48،6/ 471، وذكرها ابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 395، الخطيب في تاريخ بغداد 1/ 142، ابن الجوزي في المنتظم 5/ 346، ابن كثير في البداية 6/ 231.
(2)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 5/ 467، ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 396.
(3)
أخرجه البيهقي في الدلائل 6/ 441 عن الزهري.
(4)
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 1/ 142 عن ابن عباس، وذكره ابن الجوزي في المنتظم 5/ 346، السيوطي في الخصائص 2/ 452.
(5)
الإضافة للضرورة من المنتظم 5/ 348.
(6)
الإضافة للضرورة من المنتظم 5/ 348.
(7)
راجع أولاده عند ابن الجوزي في المنتظم 5/ 348، الذهبي في سير أعلام 3/ 321، ابن حجر في الاصابة 2/ 77.
وفاتها يوم الخميس لخمس من ربيع الأول سنة سبع عشرة ومائة
(1)
. تزوجها مصعب بن الزبير
(2)
، وأمهرها ألف ألف درهم، وحملها إليه أخوها علي بن الحسين، فأعطاه أربعين ألف دينار، [فولدت له الرباب]
(3)
وكان يلبسها اللؤلؤ ويقول: ما ألبسها إياه إلا لأفضحه
(4)
!
وأما: علي بن الحسين [زين العابدين: فهو أبو محمد، أمه أم ولد، توفى بالمدينة سنة أربع وتسعين
(5)
.
وأما: محمد بن علي بن الحسين]
(6)
فهو أبو جعفر الباقر، أمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب
(7)
، توفى سنة أربع عشرة، وقيل:
سبع عشرة، وقيل: ثمان عشرة ومائة
(8)
.
(1)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المنتظم 7/ 180، ويذكر ابن سعد في طبقاته 8/ 475 بأنها ماتت بالمدينة ودفنت بالبقيع.
(2)
مصعب بن الزبير القرشي الأسدي أمير العراقين، كان فارسا شجاعا كريما، قتله عبد الملك بن مروان في النصف من جمادى الأولى سنة 71 هـ. انظر: ابن سعد: الطبقات 5/ 182، الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 105، ابن الجوزي: المنتظم 6/ 114.
(3)
الإضافة للضرورة من المنتظم 7/ 176.
(4)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المنتظم 7/ 176.
(5)
وقبره بالبقيع ودفن معه ابنه محمد بن علي الباقر وابنه جعفر بن محمد بن علي الصادق وعليهم جميعا قبة عالية. انظر: ابن سعد: الطبقات 5/ 221، ابن النجار: الدرة 2/ 403، المطري: التعريف ص 46.
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(7)
انظر: ابن سعد: الطبقات 5/ 320، ابن الجوزي: المنتظم 7/ 161، الذهبي: سير أعلام 4/ 401.
(8)
كذا ورد عند ابن سعد في الطبقات 5/ 324، ابن الجوزي في المنتظم 7/ 162، الذهبي في سير أعلام 4/ 409.
وأما: جعفر الصادق، فهو ابن محمد بن علي بن الحسين [يكنى]
(1)
أبا عبد الله، توفى سنة ثمان وأربعين ومائة في النصف من رجب، ودفن مع أبيه، وجده، وعميّه
(2)
.
وجميع من في الصحابة جعفر أربعة
(3)
، بلغت أسماء الرواة عنه أربعة آلاف رجل، كان نقش خاتمه: الله ولي عصمتي من خلقه.
ما جاء في معرفة المكان الذي دفنت فيه فاطمة رضي الله
عنها:
عن جعفر بن محمد كان يقول: قبر فاطمة في بيتها الذي أدخله عمر بن عبد العزيز في المسجد
(4)
.
وذكر الشيخ محب الدين الطبري في «نظائر العقبى في فضائل القربى» قال: أخبرني أخ لي في الله، أن الشيخ أبا العباس المرسي رضي الله عنه، كان إذا زار البقيع وقف أمام قبة العباس وسلم على فاطمة رضي الله عنها»
(5)
.
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المنتظم 8/ 110 وصفة الصفوة 2/ 174، ابن حجر في التهذيب 2/ 103 ويذكر ابن سعد في طبقاته 5/ 221، ابن النجار في الدرة 2/ 403، المطري في التعريف ص 46 «بأن الحسن بن علي بن أبي طالب دفن بالبقيع، ومعه في القبر ابن أخيه علي ابن الحسين زين العابدين، وأبو جعفر محمد بن علي الباقر وابنه جعفر الصادق والقبر في قبة كبيرة عالية قديمة البناء في أول البقيع» .
(3)
وهم: جعفر بن أبي سفيان بن الحارث الهاشمي، وجعفر بن أبي طالب الهاشمي، وجعفر العبدي، وجعفر بن محمد بن مسلمة. انظر: ابن الأثير: أسد الغابة 1/ 341 - 344.
(4)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 360 عن جعفر بن محمد، المراغي في تحقيق النصرة ص 126.
(5)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 46 نقلا عن محب الدين الطبري، المراغي في تحقيق النصرة ص 126، السمهودي في وفاء الوفا ص 513.
وروى فائد مولى عبادل قال: حدثني منقذ الحفار أنه حفر لإنسان، فوجد قبرا على سبعة أذرع من خوخة بيته مشرفا عليه مكتوب: هذا قبر فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1)
.
قال الحافظ محب الدين
(2)
: «فعلى هذا هي مع الحسن/في القبة، فينبغي أن يسلم عليها هنالك»
(3)
.
وكانت فاطمة رضي الله عنها أصغر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل:
أصغرهن أم كلثوم
(4)
.
[ذكر أولاده صلى الله عليه وسلم:]
(5)
أولاده صلى الله عليه وسلم كلهم من خديجة، إلا إبراهيم
(6)
.
قيل: ولدت خديجة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم: عبد مناف في الجاهلية قبل البعث
(7)
، وفي الإسلام: القاسم وبه كان يكنى صلى الله عليه وسلم، وعبد الله وكان يسمى
(1)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 403 عن فائد مولى عبادل.
(2)
قول محب الدين ابن النجار ورد في كتابه الدرة 2/ 403.
(3)
وهو الصواب بأن فاطمة رضي الله عنها دفنت بالبقيع، ويؤيد هذا ما رواه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 106 حيث رد على من قال أنها دفنت في منزلها الذي أدخله عمر بن عبد العزيز بقوله:«وأظن أن هذا الحديث غلطا، لأن الثبت جاء في غيره» ثم روى ابن شبة عن فائد مولى عبادل بأن فاطمة رضي الله عنها دفنت بالبقيع وأن الحسن بن علي قال: ادفنوني في المقبرة إلى جنب أمي فدفن في المقبرة إلى جنب فاطمة مواجهة الخوخة التي في دار نبيه بن وهب. ثم روى ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 105 محددا قبر فاطمة بعدة روايات يؤيد بعضها بعضا، منها: ما روي عن محمد بن علي بن عمر قال: «قبر فاطمة زاوية دار عقيل اليمانية الشارعة في البقيع» .
(4)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 31.
(5)
العنوان الفرعي من المحقق للتوضيح والتبويب.
(6)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 125.
(7)
هذه رواية الهيثم بن عدي كما ذكر ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 30 ورد عليها بقوله: «الهيثم بن عدي كذاب، لا يلتفت إلى قوله فقد قال شيخنا ابن ناصر: لم يسم رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد مناف ولا عبد العزى قط» .
الطيب والطاهر - وقيل: الطيب غير الطاهر - وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة
(1)
.
وقال ابن إسحاق: «ولدوا كلهم قبل الإسلام، وهلك البنون قبل الإسلام وهم يرضعون، وقيل: مات القاسم وهو ابن سنتين، وقيل: بلغ إلى أن يركب الدابة ويسير على النجيبة، وأما البنات: فأدركن الإسلام، وآمنّ به وهاجرن معه» ، وقيل: ولدوا كلهم في الجاهلية إلا عبد الله، وأكبر بنيه القاسم، ثم الطيب، ثم الطاهر، وأكبر بناته زينب، ثم رقية، ثم فاطمة، ثم أم كلثوم، وولدوا كلهم بمكة، وولد له صلى الله عليه وسلم بالمدينة إبراهيم من مارية القبطية، ومات أولاده صلى الله عليه وسلم كلهم في حياته، إلا فاطمة رضي الله عنها»
(2)
.
فأما فاطمة رضي الله عنها:
تزوجها علي [بن أبي طالب]
(3)
رضي الله عنه، في صفر من السنة الثانية من الهجرة، وقيل: بعد وقعة أحد، وقيل: بعد أن بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة بتسعة أشهر، وأمهرها درعه، فولدت له: الحسن، والحسين، ومحسن، فهلك محسن صغيرا، ورقية، وزينب، وأم كلثوم، فهلكت رقية ولم تبلغ
(4)
.
(1)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 125.
(2)
قول محمد بن إسحاق: ورد عند ابن هشام في السيرة 1/ 190، ابن سعد في الطبقات 1/ 133، ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1819، البيهقي في الدلائل 2/ 69، ابن الجوزي في الوفا 2/ 361، ابن القيم في زاد المعاد 1/ 25، محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 126.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 129 وراجع خبر زواج فاطمة من علي وأولادها منه عند: ابن سعد في الطبقات 8/ 19 - 22، الطبري في تاريخ الرسل 2/ 410، البيهقي في الدلائل 3/ 160 - 162، ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1893 - 1894.
وتزوج زينب بنت فاطمة: عبد الله بن جعفر، فماتت عنده
(1)
.
وتزوج أم كلثوم: عمر بن الخطاب، ثم خلف عليها بعده عون بن جعفر، ثم بعده محمد بن جعفر، ثم بعده عبيد الله بن جعفر فماتت عنده، وقيل:
توفي عنها
(2)
.
وعاشت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم بعده ستة أشهر، وقيل: ثمانية، وقيل:
ثلاثة، وقيل: سبعون يوما، وكذلك لثلاث خلون من رمضان سنة إحدى عشرة من الهجرة
(3)
.
روت ثمانية عشر حديثا، أخرج لها منها في الصحيحين حديث واحد، ولم يرو أحد من بناته صلى الله عليه وسلم غيرها
(4)
. ومولدها بمكة معروف
(5)
.
وأما زينب:
بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتزوجها أبو العاص بن الربيع
(6)
، وهو ابن
(1)
وولدت له: عليا وعونا. انظر: البيهقي: الدلائل 7/ 283، ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 32، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 130.
(2)
كذا ورد محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 130.
(3)
وصلى عليها أبو بكر الصديق على الأصح، ودفنت ليلا. انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 28، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 240، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1894، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 95.
(4)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 403،368.
(5)
ولدتها خديجة رضي الله عنها وقريش تبني البيت قبل النبوة بخمس سنين. انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 19، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1899، ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 31.
(6)
أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى، ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم، زوج ابنته زينب، وهو ابن أخت خديجة، أسلم قبيل فتح مكة، ومات في ذي الحجة سنة 12 هـ. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1701 - 1704.
خالتها، أمه هالة بنت خويلد، وذلك قبل الإسلام
(1)
.
ثم ردها النبي صلى الله عليه وسلم، بمهر جديد ونكاح جديد عليه
(2)
، وأسلم أبو العاص بعدما أسر ببدر
(3)
.
ثم تزوجها علي رضي الله عنه بعد موت فاطمة
(4)
رضي الله تعالى عنها ثم خلف عليها المغيرة بن نوفل
(5)
- وقيل/المغيرة بن يزيد - فماتت عنده بعد الهجرة بسبع سنين وشهرين. وعلى هذا التاريخ لا يمكن أن يكون عليا تزوجها
(6)
. ونزل صلى الله عليه وسلم قبرها
(7)
.
(1)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 651، ابن سعد: الطبقات 8/ 30 - 31، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1853.
(2)
وأضاف ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1703 «وهو قول الشعبي وطائفة من أهل السير وذلك في المحرم سنة سبع» . وانظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 33، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 21، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 129.
(3)
فقد أسلم أبو العاص في المحرم سنة سبع، فقدم المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرد عليه زينب. انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 657 - 659، ابن سعد: الطبقات 8/ 32، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 470 - 472، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1702 - 1703.
(4)
هذا وهم، والصواب أن عليا تزوج من أمامة بنت زينب بعد وفاة فاطمة، وكان أبوها أبا العاص قد أوصى بها إليه، فلما قتل علي بن أبي طالب وآمت منه أمامة أمر المغيرة بن نوفل بن الحارث ابن عبد المطلب أن يتزوج أمامة من بعده حتى لا يتزوجها معاوية. انظر: ابن سعد: الطبقات 233،40،8/ 31، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 385، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 129.
(5)
المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، يكنى أبا يحيى بابنه من أمامة بنت أبي العاص، تزوجها بعد علي بن أبي طالب. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1447.
(6)
باعتبار أن المتوفاة زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أبطل المصنف هذا الزعم لاستحالة الجمع بين الأختين شرعا، لأنه لا يصح أن يتزوج علي زينب في حياة أختها فاطمة، ومعروف أن فاطمة كانت في عصمة علي منذ السنة 2 هـ إلى سنة 11 هـ.
(7)
توفيت زينب في سنة ثمان من الهجرة ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبرها. انظر: ابن سعد 8/ 34، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 27، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1854.
وأما رقية:
بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكانت قبله عند عتبة بن أبي لهب
(1)
، ولم يبن بها.
وقيل: نكاح عثمان كان في الجاهلية، وهاجر بها عثمان إلى الحبشة، توفيت في السنة الثانية من الهجرة
(2)
.
وأما أم كلثوم:
بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتزوجها عثمان بعد موت رقية، وكانت قبله عند عتيبة بن أبي لهب
(3)
- أخي عتبة بن أبي لهب - توفيت في شعبان سنة تسع، وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرها
(4)
.
وأما إبراهيم:
ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولد في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة
(5)
، وتوفي في بني مازن عند أم بردة مرضعته وعمره ثمانية عشر شهرا، وقيل:
(1)
خبر زواج رقية من عتبة ورد عند ابن هشام في السيرة 1/ 322، ابن سعد في الطبقات 8/ 36، الطبري في تاريخ الرسل 2/ 467 - 468، ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1839.
(2)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 130، وتوفيت رقية ورسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر في شهر رمضان، وقدم زيد بن حارثة بشيرا من بدر، فدخل المدينة حين سوى التراب على رقية. انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 36، ابن شبة: تاريخ المدينة 1/ 104، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1841.
(3)
خبر زواج أم كلثوم من عتيبة ورد عند ابن سعد في الطبقات 8/ 37، ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1952.
(4)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 132.
(5)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 3/ 95، ابن عبد البر: الاستيعاب 55،1/ 54.
ستة عشر، وقيل: ابن سبعين ليلة، وقيل: ابن سبعة أشهر، وقيل: مات [في السنة العاشرة
(1)
،
وقال صلى الله عليه وسلم: «لو عاش إبراهيم لأعتقت أخواله، ولوضعت الجزية]
(2)
عن كل قبطي»
(3)
.
ورش قبره، واعلم فيه بعلامة، فهو أول قبر رش عليه، ودفن إلى جنب عثمان بن مظعون، وقبره حذو زاوية دار عقيل
(4)
.
وقال جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنهما: قبر إبراهيم وجاه دار سعيد بن عثمان التي يقال لها الزوراء بالبقيع مرتفعا عن الطريق
(5)
.
وعن عائشة بنت قدامة
(6)
قالت: كان القائم يقوم عند قبر عثمان بن مظعون، فيرى بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ليس دونه حجاب
(7)
.
والآن على قبر سيدنا إبراهيم رضي الله عنه قبة فيها شباك من جهة القبلة
(8)
.
(1)
انظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 143 - 144، ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 56، البيهقي: الدلائل 5/ 429.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 144 عن الزهري، ابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 59، المتقي في الكنز برقم (32206).
(4)
انظر: ابن سعد: الطبقات 1/ 141، ابن شبة: تاريخ المدينة 121،1/ 99، المراغي: تحقيق النصرة ص 127.
(5)
أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 99، ابن النجار في الدرة 2/ 404.
(6)
عائشة بنت قدامة القرشية الجمحية، من المبايعات تعد في أهل المدينة، روت عن عائشة عن أبيها. انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 468، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1886.
(7)
أخرجه ابن النجار في الدرة 2/ 404 عن عائشة بنت قدامة.
(8)
انظر: ابن النجار: الدرة 2/ 404، المراغي: تحقيق النصرة ص 127.
وعثمان بن مظعون:
هو ابن حبيب بن وهب
(1)
- أخو السائب
(2)
لأبيه وأمه، وليس له ولا للسائب عقب. توفى في شعبان سنة ثلاث، وقيل: في السنة الثانية
(3)
.
امرأته خولة بنت حكيم
(4)
، وهي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، وفي الصحابيات أربعة عشر خولة
(5)
.
وعبد الرحمن بن عوف:
مدفون إلى جانب عثمان بن مظعون
(6)
، وعثمان أول من دفن بالبقيع من المهاجرين
(7)
. وغيرهم.
وأسعد بن زرارة:
أول من دفن به من الأنصار
(8)
، وقيل: دفن به أسعد قبل عثمان، لأنه
(1)
راجع عمود نسبه عند ابن سعد في الطبقات 3/ 393، ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1053.
(2)
السائب بن عثمان بن مظعون، من السابقين إلى الإسلام، هاجر إلى الحبشة، وشهد بدرا وما بعدها من المشاهد، مات شهيدا يوم اليمامة سنة 12 هـ. انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 402، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 575.
(3)
شهد عثمان بدرا، ومات على رأس ثلاثين شهرا من الهجرة. انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 396، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1053.
(4)
خولة بنت حكيم بن أمية بن حارثة السلمية، تكنى أم شريك، امرأة عثمان بن مظعون، وكانت امرأة فاضلة صالحة. انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 158، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1832، ابن حجر: الاصابة 7/ 621.
(5)
راجع جريدة أسماء من اسمه «خولة» من الصحابيات عند ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1830 - 1834 وقد أحصاهم ابن عبد البر إحدى عشرة، وأحصاهم ابن حجر في الاصابة 7/ 617 - 629 سبعة وعشرون.
(6)
انظر: ابن شبة: تاريخ المدينة 1/ 115، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 850، محب الدين الطبري: الرياض 2/ 388. وقد مات عبد الرحمن بن عوف بالمدينة سنة 32 هـ. انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 136، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 850، ابن الجوزي: صفة الصفوة 1/ 355.
(7)
وأضاف ابن سعد في طبقاته 3/ 397 «عند موضع الكبا عند دار محمد بن الحنفية» .
(8)
انظر: الواقدي: المغازي 3/ 397، ابن سعد: الطبقات 1/ 141، ابن شبة: تاريخ المدينة 101،1/ 96.
توفى على رأس ستة أشهر من الهجرة
(1)
.
وآخر من دفن بالبقيع من الصحابة: سهل بن سعد الساعدي
(2)
. وفي الصحابة ثمانية عشر سهلا
(3)
.
ثم قبر: صفية بنت عبد المطلب:
عمة النبي صلى الله عليه وسلم، في تربة أول البقيع على يسار الخارج من باب المدينة، وقيل: إنها دفنت عند دار المغيرة بن شعبة
(4)
.
قال الشيخ جمال الدين
(5)
: «وعليها بناء من حجارة أرادوا أن يعقدوا عليها قبة، فلم يتفق لقربها من السور والباب» .
ثم قبر: عقيل بن أبي طالب:
أخو علي رضي الله عنهما/أمه فاطمة بنت أسد، توفي في خلافة معاوية رضي الله تعالى عنه، وهو في قبة في أول البقيع
(6)
. ومعه في القبر ابن أخيه:
(1)
مات أسعد بن زرارة في شوال على رأس ستة أشهر من الهجرة، ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يبني يومئذ قبل بدر. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1/ 81، ابن الأثير: أسد الغابة 1/ 87.
(2)
اختلف في تاريخ وفاة سهل بن سعد، فقيل توفى سنة ثمان وثمانين، وقيل توفى سنة إحدى وتسعين، وحكى سفيان بن عيينة عن أبي حازم قال: سمعت سهل بن سعد يقول: لو مت لم تسمعوا أحدا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 665، ابن الأثير: أسد الغابة 2/ 472.
(3)
أحصى ابن عبد البر في الاستيعاب 2/ 659 - 669 جريدة أسماء من اسمه «سهل» تسعة عشر.
(4)
انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 42، ابن شبة: تاريخ المدينة 1/ 126، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1873، ابن النجار: الدرة 2/ 403، المطري: التعريف ص 46.
(5)
قول المطري ورد عنده في التعريف ص 46.
(6)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 46، وراجع ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1078، ابن حجر في الاصابة 4/ 531 - 532.
عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب:
أمه أسماء بنت عميس، ولدته بالحبشة، توفي سنة ثمانين، وقيل:
خمس وثمانين، وهو من أجواد العرب
(1)
.
وأجواد العرب في الإسلام عشرة - بالحجاز: عبد الله بن جعفر، وعبيد الله بن العباس، وسعيد بن العاص، وبالكوفة: عتّاب بن ورقاء، وأسماء ابن خارجة، وعكرمة بن ربعي الفياض، وبالبصرة: عمرو بن عبيد الله بن معمر، وطلحة [بن عبد الله بن خلف الخزاعي، وهو طلحة]
(2)
الطلحات، وعبيد الله بن أبي بكرة، وبالشام: خالد بن عبيد الله بن خالد
(3)
.
قال الشيخ جمال الدين
(4)
ازواج النبى صلى الله عليه وآله أول من تزوج صلى الله عليه وسلم:
خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب
(5)
:
وأصدقها صلى الله عليه وسلم، اثنا عشر أوقية ذهب
(6)
.
(1)
كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 880، المطري في التعريف ص 46.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 881 - 882.
(4)
قول المطري ورد عنده في التعريف ص 46، ونقله عنه المراغي في تحقيق النصرة ص 126.
(5)
راجع عمود نسبها عند ابن هشام في السيرة 2/ 643،1/ 189، ابن سعد في الطبقات 8/ 14، 216، الطبري في تاريخه 3/ 161، البيهقي في الدلائل 2/ 67، محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 113.
(6)
يذكر ابن هشام في السيرة 2/ 643،1/ 190 بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أصدقها عشرين بكرة.
وكان قد تزوجها قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان: أولهما عتيق بن عائذ، ثم أبو هالة بن مالك بن النباش
(1)
.
وكان اسمها في الجاهلية الطاهرة
(2)
، أمها فاطمة بنت زائدة بن جندب
(3)
.
ولم ترو إلا حديثا واحدا
(4)
، وفي الصحابة خمسمائة وستين نفسا، بين رجل وامرأة لا يروي أحدهم سوى حديث واحد
(5)
.
ولم يتزوج صلى الله عليه وسلم [عليها أحدا من نسائه]
(6)
حتى ماتت قبل مهاجرته بثلاث سنين، وعمرها خمس وستين سنة، وقبرها بمكة غير معروف
(7)
. إلا أن بعض الصالحين رآه في المنام - أو كشف له - بالقرب من طرف الشعب عند قبر الفضيل بن عياض
(8)
، وقد جدد عليها حجر مكتوب في سنة تسع وأربعين وسبعمائة، جدده أحد الأشراف يعرف ب: قاسم بن محمد بن إدريس الحسيني،
(1)
انظر: ابن هشام: السيرة 2/ 643 - 644، ابن سعد: الطبقات 8/ 216، البيهقي: الدلائل 7/ 283.
(2)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1817.
(3)
انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 189، ابن سعد: الطبقات 8/ 14، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 161.
(4)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 380.
(5)
راجع جريدة أسماء أصحاب الحديث الواحد عند ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 378 - 379.
(6)
الاضافة للضرورة من الاستيعاب 4/ 1819.
(7)
توفيت خديجة رضي الله عنها لعشر خلون من رمضان في السنة العاشرة من النبوة ودفنت بالحجون. انظر: ابن هشام: السيرة 1/ 190، ابن سعد: الطبقات 217،8/ 18، ابن عبد البر: الاستيعاب 1825،4/ 1819.
(8)
الفضيل بن عياض، أبو علي التميمي الخراساني المجاور بحرم الله، وكان نزل مكة وجاور بها، مات في سنة 187 هـ. انظر: ابن الجوزي: المنتظم 9/ 148، الذهبي: سير أعلام 8/ 421 - 424.
ولا كان ينبغي تعيينه على الأمر المجهول.
الثانية من أزواجه صلى الله عليه وسلم: سودة بنت زمعة:
ابن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نضر بن مالك بن حسل بن عامر ابن لؤي
(1)
.
تزوجها صلى الله عليه وسلم، بمكة بعد وفاة خديجة رضي الله تعالى عنهما
(2)
.
وكانت قبله عند السكران بن عمرو
(3)
- أخي سهيل بن عمرو - وأراد طلاقها صلى الله عليه وسلم، فوهبت نوبتها لعائشة رضي الله عنها فأمسكها صلى الله عليه وسلم، وصار [يقسم]
(4)
لبقية نسائه دونها
(5)
.
وفي الصحابيات سودة أخرى، وقيل: هي سوادة
(6)
.
الثالثة: عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما:
تزوجها صلى الله عليه وسلم، بمكة قبل الهجرة بسنتين، وقيل: بثلاث، وهي ابنة ست،
(1)
راجع عمود نسبها عند ابن هشام في السيرة 2/ 644، ابن سعد في طبقاته 8/ 52، ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1867، البيهقي في الدلائل 7/ 284.
(2)
وأضاف الطبري في تاريخه 2/ 161 «لا خلاف بين جميع أهل العلم بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله بنى بسودة قبل عائشة» . وراجع خبر زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ابن سعد في طبقاته 8/ 217، ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1867، محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 114.
(3)
السكران بن عمرو العامري، أسلم قديما وهاجر إلى الحبشة مع زوجته سودة، رجع إلى مكة ومات قبل الهجرة إلى المدينة. انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 217، البلاذري: أنساب الأشراف 1/ 219، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 685.
(4)
الاضافة للضرورة من خلاصة سير ص 114.
(5)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 114.
(6)
هي: سودة بنت مسرح الكندية، وقيل: سوادة، كانت قابلة لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1866.
وقيل: سبع سنين. وقيل: تزوجها صلى الله عليه وسلم قبل سودة
(1)
.
ولا خلاف أنه صلى الله عليه وسلم، بنى بسودة قبل عائشة، وبنى بعائشة في المدينة، وهي ابنة تسع على رأس سبعة أشهر من الهجرة
(2)
. وقيل: ثمانية عشر شهرا.
ولم يتزوج صلى الله عليه وسلم بكرا غيرها
(3)
/ومات صلى الله عليه وسلم، عنها وهي ابنة ثماني عشرة سنة
(4)
.
تكنى أم عبد الله، قيل: أنها أسقطت من النبي صلى الله عليه وسلم سقطا ولم يثبت
(5)
.
جميع ما روت ألفا حديث ومائتا حديث وعشرة أحاديث، أخرج لها منها في الصحيحين مائتان وسبعة وتسعون حديثا، المتفق عليه مائة وأربعة وسبعون، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين، ومسلم بتسعة وستين
(6)
.
(1)
راجع هذه الأقوال عند ابن سعد في طبقاته 8/ 58، الطبري في تاريخه 2/ 398، ابن الجوزي في المنتظم 5/ 302، وتلقيح فهوم ص 20، محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 114.
(2)
انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 217، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 164، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1881، ابن الجوزي: المنتظم 5/ 302 وتلقيح فهوم ص 20، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 115.
(3)
انظر: ابن هشام: السيرة 2/ 644، ابن سعد: الطبقات 8/ 63، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 164، البيهقي: الدلائل 7/ 284، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 115.
(4)
انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 217، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 164، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1882، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 115.
(5)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 115 ويذكر السهيلي في الروض 7/ 568 «بأن راوي حديث أنها أسقطت جنينا من رسول الله صلى الله عليه وسلم هو داود بن المحبر، والحديث يدور عليه وهو ضعيف، والأصح في ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لها: تكني بابن اختك عبد الله بن الزبير» .
(6)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 403،363، وعند المزي في تحفة الأشراف 11/ 348، 12/ 448 من حديث 15915 إلى حديث 17996.
قسمت سبعين ألفا ودرعها مرقوع
(1)
، وكشف عن بصرها فرأت جبريل
(2)
.
وقال مالك: «من سب أبا بكر جلد، ومن سب عائشة رضي الله عنها قتل، فقيل له: لم؟ فقال: من رماها فقد خالف القرآن - وقال ابن شعبان:
لقوله تعالى: {يَعِظُكُمُ اللهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً}
(3)
ومن عاد لمثله فقد كفر»
(4)
.
وحكى أبو الحسن الصقلي: أن القاضي أبا بكر بن الطيب قال: «إن الله تعالى إذا ذكر في القرآن ما نسبه إليه المشركون سبح نفسه لنفسه لقوله تعالى: {وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ}
(5)
في أي كثيرة، وذكر تعالى ما نسبه المنافقون إلى عائشة رضي الله تعالى عنها فقال تعالى:
(6)
سبح نفسه بتنزيهها من السوء»
(7)
.
وفي كتاب ابن شعبان: «من سب غير عائشة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ففيه قولان: أحدها إنه يقتل لأنه سب النبي صلى الله عليه وسلم، بسبب حليلته، والآخر أنها
(1)
أخرجه ابن سعد في طبقاته 8/ 66 عن عروة عن عائشة.
(2)
جزء من حديث أخرجه ابن سعد في طبقاته 8/ 67 عن عائشة.
(3)
سورة النور آية (17).
(4)
قول مالك وابن شعبان كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 2/ 267، وانظر: القرطبي: الجامع 12/ 205 - 206.
(5)
سورة الأنبياء آية (26).
(6)
سورة النور آية (16).
(7)
قول أبي الحسن الصقلي كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 2/ 267، وانظر تفسير الآية عند القرطبي في الجامع 12/ 205.
كسائر الصحابة يجلد حدّ المفتري، قال: وبالأول أقول»
(1)
.
توفيت عائشة رضي الله عنها بالمدينة سنة ثمان وخمسين، وقيل: سبع وخمسين - حكاه الطبري - في الليلة السابعة عشرة من رمضان، وعمرها ست وستين سنة، وصلى عليها أبو هريرة
(2)
.
وقد روى البخاري في الصحيح
(3)
: أن عائشة رضي الله عنها أوصت إلى عبد الله بن الزبير «لا تدفني معهم - يعني النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه - وادفني مع صواحبي بالبقيع» .
وعن فائد مولى عبادل قال: منقذ الحفار: في المقبرة قبران مطابقان بالحجارة، قبر الحسن بن علي، وقبر عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فنحن لا نحركهما، ولم يكن في المقبرة قبران مطابقان بالحجارة غيرهما
(4)
.
الرابعة: حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما:
تزوجها صلى الله عليه وسلم، في سنة ثلاث
(5)
. وقيل: في سنة اثنين من الهجرة.
وكانت قبله صلى الله عليه وسلم، تحت خنيس بن حذافة السهمي، وكان صحابيا
(1)
قول ابن شعبان كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 2/ 269.
(2)
قول محب الدين الطبري ورد عنده في خلاصة سير ص 115.
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجنائز باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر عن عائشة برقم (1391) 2/ 130.
(4)
أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 107 عن فائد مولى عبادل، ابن النجار في الدرة 2/ 403 عن فائد، ابن الجوزي في المنتظم 5/ 303 عن فائد.
(5)
وذلك في شعبان. انظر: ابن سعد: الطبقات 217،8/ 83، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 499، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1811.
بدريا، توفي بالمدينة
(1)
.
ثم طلقها صلى الله عليه وسلم، فأتاه جبريل عليه السلام فقال: إن الله تعالى يأمرك أن تراجع حفصة، فإنها صوامة قوامة، وأنها زوجتك في الجنة
(2)
. جملة ما روت ستين حديثا
(3)
.
توفيت عام سبع وعشرين/وقيل: ثمان وعشرين، عام أفريقية، وقيل: في سنة إحدى وأربعين، وقيل: خمس وأربعين
(4)
.
الخامسة: أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف
(5)
:
تزوجها صلى الله عليه وسلم، وهي بالحبشة وأصدقها عنه النجاشي أربعمائة دينار،
(1)
كانت وفاة خنيس بن حذافة بعد مقدم النبي صلى الله عليه وسلم من بدر. انظر: ابن سعد: الطبقات 217،8/ 81، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 164، ابن عبد البر: الاستيعاب 2/ 452، البيهقي: الدلائل 7/ 284،3/ 158.
(2)
أخرجه ابن سعد في طبقاته 8/ 84 عن قيس بن زيد، ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1812، ابن الجوزي في المنتظم 5/ 213، وذكره محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 116.
(3)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 365.
(4)
القول بأنها توفيت عام سبع وعشرين وهم كما ذكر ابن حجر في الإصابة 8/ 528 قال: «ومراده فتحها الثاني الذي كان على يد معاوية بن حديج في سنة خمس وأربعين» ، وعليه يكون الصواب في وفاتها في شعبان سنة خمس وأربعين كما ذكر ابن سعد في طبقاته 8/ 86، ابن الجوزي في المنتظم 5/ 213، محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 116.
(5)
وهو الصحيح والمشهور في اسمها ونسبها. انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 96، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1843، البيهقي: الدلائل 7/ 285.
وقيل: أربعة آلاف في السنة السادسة، وقيل: في السابعة من الهجرة
(1)
، وكانت قبله تحت عبيد الله بن جحش
(2)
، وهاجرت معه إلى الحبشة، فتنصّر بها، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، عمرو بن أمية الضمري، فيها إلى الحبشة، وولي نكاحها عثمان بن عفان، وقيل: خالد بن سعيد بن العاص، وكان أبوها يومئذ مشركا
(3)
.
جملة ما روت خمسة وستين حديثا
(4)
، وفاتها سنة أربع وأربعين
(5)
.
عن الحسن بن علي بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أنه هدم منزله في دار علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: فأخرجنا حجرا عليه مكتوب: هذا قبر رملة بنت صخر، فسألنا عنه فائد مولى عبادل فقال: هذا قبر أم حبيبة ابنة أبي سفيان
(6)
.
(1)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 117 ولا اختلاف بين أهل السير أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج من أم حبيبة وهي بأرض الحبشة، وكان الزواج في سنة ست، وهو الأصح خلافا لمن يقول أنه في سنة سبع، وقد وفق خليفة بن خياط بين القولين بأن الزواج كان في سنة ست، ودخل بها الرسول صلى الله عليه وسلم في سنة سبع. انظر: ابن هشام: السيرة 2/ 645، تاريخ خليفة 1/ 41، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 652، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1845.
(2)
عبيد الله بن جحش الأسدي، أسلم وهاجر إلى الحبشة مع زوجته أم حبيبة، تنصر بأرض الحبشة، ومات بها نصرانيا. انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 96، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1844.
(3)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير 116.
(4)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 365.
(5)
انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 100، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1929، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 117.
(6)
أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 120 عن يزيد بن السائب عن جده، ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1846 عن علي بن الحسين، ابن النجار في الدرة 2/ 403 عن الحسن بن علي.
السادسة: أم سلمة هند ابنة أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله ابن عمرو بن مخزوم بن نقطة بن مرة بن كعب بن لؤي
(1)
:
كانت قبل النبي صلى الله عليه وسلم، تحت أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد - أخ لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، ثم تزوجها صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث، وقيل: سنة أربع بعد موت أبي سلمة
(2)
.
توفيت بالمدينة سنة إثنتين وستين في شوال، وقيل: سنة تسع وخمسين، وكانت آخر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم موتا، وقيل: آخرهن موتا ميمونة رضي الله عنها وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه وقيل: سعيد بن زيد
(3)
.
جملة ما روت ثلثمائة حديث وثمانية وسبعين حديثا
(4)
.
عن إبراهيم بن علي الرافعي أنه قال: حفروا لسالم البابلي مولى محمد ابن علي قال: فأخرجوا حجرا طويلا وفيه مكتوب: هذا قبر أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهو مقابل خوخة آل نبيه بن وهب، قال: فأهيل عليه التراب، وحفر لسالم في موضع آخر
(5)
.
(1)
راجح عمود نسبها عند ابن هشام في السيرة 2/ 644، ابن سعد في طبقاته 217،8/ 86، الطبري في تاريخه 3/ 164، البيهقي في الدلائل 7/ 284، محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 117.
(2)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 1939،4/ 1921، ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 21، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 117.
(3)
انظر: ابن سعد: الطبقات 140،8/ 132، ابن عبد البر: الاستيعاب 1921،4/ 1918، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 118 كذا ورد عنده.
(4)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 364.
(5)
أخرجه ابن النجار في الدرة 2/ 403 عن إبراهيم بن علي الرافعي.
السابعة: زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة ابن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر
(1)
:
وهي ابنة عمته صلى الله عليه وسلم، أميمة بنت عبد المطلب، وكانت قبله عند مولاه زيد ابن حارثة، فطلقها، فزوجه الله تعالى إياها من السماء ولم يعقد عليها
(2)
، قال الله تعالى:{فَلَمّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها}
(3)
، تزوجها صلى الله عليه وسلم سنة خمس من الهجرة، وقيل: سنة ثلاث بعد أم سلمة
(4)
.
ولم تكن تحت عبد الرحمن بن عوف، والتي كانت تحت عبد الرحمن بن عوف/أم حبيبة بنت جحش
(5)
، أخت زينب بنت جحش، وأخت حمنة بنت جحش
(6)
، والمذكور في الموطأ جاء في المستحاضة خطأ، وأمر ابن وضاح
(1)
راجع عمود نسبها عند ابن سعد في طبقاته 8/ 101، الطبري في تاريخه 3/ 165، البيهقي في الدلائل 7/ 285، محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 118.
(2)
كذا ورد عند البيهقي في الدلائل 7/ 285، ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1849، محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 118، وذكر الطبري في تاريخه 2/ 562، وابن الجوزي في المنتظم 3/ 226 قصة زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من زينب وأن الوحي نزل على رسول الله فسري عنه وهو يبتسم ويقول: من يذهب إلى زينب يبشرها، يقول إن الله زوجنيها، وتلا رسول الله وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ - الأحزاب آية 37 - .
(3)
سورة الأحزاب آية (37).
(4)
يذكر ابن سعد في طبقاته 8/ 218، الطبري في تاريخه 2/ 562، ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1849، ابن الجوزي في المنتظم 3/ 225 بأن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوجها في ذي القعدة سنة خمس، وهو قول قتادة، وقال أبو عبيدة: أنه تزوجها في سنة ثلاث.
(5)
أم حبيبة بنت جحش بن رئاب الأسدي، أخت زينب، كانت تحت عبد الرحمن بن عوف، وكانت تستحاض. انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 242، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1928.
(6)
حمنة بنت جحش بن رئاب الأسدي، أخت زينب، كانت عند مصعب بن عمير، وقتل عنها يوم أحد، فتزوجها طلحة بن عبيد الله. انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 241، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1813.
بإسقاط زينب من هذا الحديث
(1)
.
وكان اسمها: برة، فسماها النبي صلى الله عليه وسلم زينب
(2)
.
وفي الصحابة عشرة زيانب
(3)
، وهذا دليل على استحباب تغيير الإسم إلى أحسن منه
(4)
.
وغيّر صلى الله عليه وسلم، جملة أسماء، منها أيضا: جويرية كان إسمها برة، وعاصية فسماها جميلة، وأصرم سماه زرعة، والعاصي، وعزيز، وعتلة، وشيطان، والحكم، وغراب، وحباب، وشهاب فسماه هشاما، وحرب سماه سلما، والمضطجع سماه المنبعث، وأرضا يقال لها عفراء سماها خضرة، وشعب الضلالة سماه شعب الهدى، وبنو الزينة سماهم بنو الرشدة
(5)
.
ونهى النبي صلى الله عليه وسلم، عن تسمية يسار، ونجاح، ورباح، وأفلج، وبركة لأنك تقول: أثم هو؟ فيقال: لا
(6)
.
(1)
روى مالك في الموطأ 1/ 62 عن هشام بن عروة أن زينب بنت جحش التي كانت تحت عبد الرحمن ابن عوف كانت تستحاض. ويقول ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1928 أن أم حبيبة بنت جحش كانت تحت عبد الرحمن بن عوف وكانت تستحاض، وقد قيل أن زينب بنت جحش استحيضت ولا يصح، وفي الموطأ وهم وغلط منه.
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الأدب باب تحويل الاسم إلى إسم أحسن منه عن أبي هريرة برقم (6192) 7/ 152، مسلم في صحيحه كتاب الآداب باب استحباب تغيير الاسم القبيح إلى حسن عن أبي هريرة برقم (17) 3/ 1687، أبو داود في سننه 4/ 288 عن أبي هريرة.
(3)
أحصاهن ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1849 - 1859 إثنا عشر.
(4)
راجع هديه صلى الله عليه وسلم في الأسماء عند ابن القيم في زاد المعاد 2/ 6.
(5)
أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الآداب باب استحباب تغيير الإسم القبيح إلى حسن عن أبي هريرة برقم (15،14) 3/ 1687، أبو داود في سننه كتاب الأدب باب هديه صلى الله عليه وسلم في تغيير الأسماء عن ابن المسيب عن أبيه عن جده برقم (4956) 4/ 289.
(6)
أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الآداب باب كراهية التسمية بالأسماء القبيحة عن سمرة برقم (12) 3/ 1685، الترمذي في سننه 5/ 122 عن سمرة، أبو داود في سننه كتاب الأدب باب تغيير الاسم القبيح عن سمرة 4/ 290، ابن القيم في زاد المعاد 2/ 6.
وجاء جد سعيد بن المسيب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ما اسمك؟ فقال:
حزن، فقال: أنت سهل، فقال: لا أغير اسما سمانيه أبي، [وقال: السهل يوطأ ويمتهن]
(1)
قال سعيد بن المسيب: فما زالت الحزونة فينا بعده
(2)
.
والحزونة غلظ الوجه وشيء من القساوة، والحزن قبائل من غسان
(3)
.
وقال عليه الصلاة والسلام: «لكل امريء من اسمه نصيب» .
توفيت زينب بالمدينة سنة عشرين، وقيل: إحدى وعشرين، وقيل:
تسع عشرة
(4)
، وهي أول من مات من أزواجه
(5)
صلى الله عليه وسلم بعده، وأول من حمل على نعش
(6)
.
الثامنة: جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن الحارث بن عائذ بن مالك بن المصطلق الخزاعية
(7)
:
أصابها يوم «المريسيع» ، فأعتقها وتزوجها صلى الله عليه وسلم بعد زينب
(8)
، وكانت
(1)
الإضافة للضرورة من زاد المعاد 2/ 6.
(2)
أخرجه أبو داود في سننه 4/ 289 عن سعيد بن المسيب عن أبيه عن جده، ابن حجر في الفتح 10/ 574، ابن القيم في زاد المعاد 2/ 6، الذهبي في سير أعلام 4/ 220.
(3)
انظر: ابن حجر: فتح الباري 10/ 574.
(4)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1852، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 301.
(5)
في (ط): «أزواج النبي
…
».
(6)
انظر: ابن سعد: الطبقات 111،110،8/ 109، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1850، البيهقي: الدلائل 7/ 285، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 119.
(7)
راجع عمود نسبها عند ابن هشام في السيرة 2/ 645، ابن سعد: الطبقات 8/ 116، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 165، البيهقي: الدلائل 7/ 286، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 119.
(8)
انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 117، البيهقي: الدلائل 7/ 286،4/ 49، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 180، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 119.
قبله عند ابن عم لها يقال له: ذي الشفر
(1)
.
تزوجها صلى الله عليه وسلم في سنة ست من الهجرة، وقيل: سنة خمس
(2)
، فلما سمع الناس بذلك أرسلوا ما في أيديهم من سبايا بني المصطق، فأعتق بتزويجها مائة أهل بيت من بني المصطلق
(3)
.
توفيت بالمدينة في ربيع الأول سنة خمسين
(4)
.
التاسعة: صفية بنت حيي بن أخطب بن أبي يحيى بن كعب ابن الخزرج النضيرية
(5)
:
من ولد هارون بن عمران، أخ موسى عليهما السلام، كانت تحت سلام ابن مكشم، ثم تحت كنانة بن أبي الحقيق، قتله صلى الله عليه وسلم
(6)
.
(1)
كانت قبله تحت مسافع بن صفوان ذي الشفر بن سرح بن مالك بن جذيمة المصطلقي، وراجع خبر زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ابن هشام في السيرة 2/ 294 - 295، ابن سعد في طبقاته 8/ 116، الواقدي في مغازيه 1/ 411 - 412، الطبري في تاريخه 2/ 610.
(2)
عن تاريخ زواجها كما ذكر ابن هشام في سيرته 2/ 289، ويذكر ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1804 عن ابن إسحاق:«كان غزو بني المصطلق من خزاعة سنة ست» . والصواب أنها كانت في سنة خمس، ويؤيده ما ثبت في حديث الإفك أن سعد بن معاذ تنازع هو وسعد بن عبادة في أصحاب الإفك، لأنه مات أيام غزو بني قريظة في سنة خمس على الصحيح بعد أن حكم على بني قريظة، فظهر أن المريسيع كانت في شعبان سنة خمس كما صرح بذلك الطبري في تاريخه 2/ 594 وبذلك يكون زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من جويرية في سنة خمس.
(3)
انظر: الواقدي: المغازي 1/ 411، ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها: فلا نعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها. انظر: ابن هشام: السيرة 2/ 295، ابن سعد: الطبقات 2/ 64، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 610.
(4)
انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 120، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1805، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 119.
(5)
راجع عمود نسبها عند ابن سعد في طبقاته 8/ 120، الطبري في تاريخه 3/ 165، ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1871، محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 119.
(6)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1871، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 119. -
سبيت من خيبر سنة سبع من الهجرة، فاصطفاها صلى الله عليه وسلم لنفسه، وأعتقها، وجعل عتقها صداقها، وحجبها وقسم لها، وقيل: كانت صفية مما أفاء الله على رسوله وتزوجها
(1)
.
وقيل: إنها صارت لدحية، فاشتراها صلى الله عليه وسلم بسبعة أرؤس وتزوجها بعد جويرية
(2)
.
جملة ما روت ستة أحاديث، اتفق الأئمة سوى الترمذي في حديثها
(3)
.
وفي الصحابيات خمس إسمهن صفية. توفيت سنة ست وثلاثين، وقيل:
خمس وثلاثين/وقيل: إنها آخر أمهات المؤمنين موتا، ودفنت بالبقيع
(4)
.
العاشرة: ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة
(5)
:
وهي خالة خالد بن الوليد، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن جعفر
(6)
.
(6)
وكان كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق متزوجا من صفية، وكان عنده كنز بني النضير، فأنكر مكانه ودل عليه رجل يهودي، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: أرأيت إن وجدناه عنده أأقتلك؟ قال: نعم، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بإخراجه، ثم دفع كنانة إلى محمد بن مسلمة فضرب عنقه.
انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 120، الطبري: تاريخ الرسل 166،3/ 14.
(1)
انظر: ابن هشام: السيرة 2/ 336، ابن سعد: الطبقات 8/ 125، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 14، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 119.
(2)
انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 122، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1871، البيهقي: الدلائل 4/ 232.
تزوجها صلى الله عليه وسلم بسرف - بفتح السين المهملة وكسر الراء - يروى مصروفا وغير مصروف، وهو على ستة أميال من مكة - وقيل: تسعة، وقيل:
عشرة
(1)
- وبهذا الموضع مات أبيّ بن خلف بضربة النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد
(2)
.
وبنى صلى الله عليه وسلم، بها بسرف، وماتت فيه، ودفنت فيه
(3)
.
وهي آخر من تزوج صلى الله عليه وسلم، من أمهات المؤمنين، وآخر من توفي منهن
(4)
.
حكاه المنذري.
وتزوجها صلى الله عليه وسلم، في عمرة القضاء بعد أن خرج من مكة قبل العمرة، وهو محرم، وبنى بها، وهو حلال في السنة السابعة من الهجرة
(5)
.
وكانت قبله تحت أبي سبرة العامري
(6)
. توفيت سنة ثلاث وستين
(7)
، وقبرها هو المحقق من بين قبور أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وعليها الآن مسجد كبير.
جملة ما روت ستة وسبعون حديثا
(8)
.
سمعت والدي رحمه الله تعالى يقول: وصلت قبر ميمونة رضي الله تعالى عنها وأنا جاء من طريق الماشي إلى مكة، وكان بي عطش عظيم، وأنا ضعيف
(1)
انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 212.
(2)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 2/ 519، ابن الجوزي: المنتظم 3/ 167.
(3)
انظر: البيهقي: الدلائل 330،4/ 316 - 331، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 120.
(4)
انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 132، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 120.
(5)
انظر: ابن هشام: السيرة 2/ 372، ابن سعد: الطبقات 8/ 132، الطبري: تاريخ الرسل 2/ 25.
(6)
انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 132، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1916، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 120.
(7)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1918، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 120.
(8)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 365.
جدا، فوجدت عند القبر بطيخة خضراء كبيرة، فأكلت نصفها، فرويت وزال ما بي من الجوع، فعلمت أن ذلك من بركة ستنا أم المؤمنين [ميمونة]
(1)
وأكلت النصف الآخر بالعمرة.
وحدثني محمد المستوفى قال: أتيت من المدينة فوصلت قبر ميمونة غروب الشمس ليلة الجمعة، وكان مقصدي الصلاة في مكة، فصليت المغرب عند القبر الشريف، وقمت لأخذ نعالي، فلم أجد إلا واحدة، ففتشت في الظلام فلم أجد شيئا، فتركتها ومشيت إلى قريب البئر المعروفة بالنوارية، وإذا بالنعل قد وضعت على المزود خلف ظهري، فالتمستها وأخذتها، ولم أر أحدا، فعلمت أن ذلك من بركات ستنا ميمونة رضي الله عنها
(2)
.
الحادية عشرة: زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال
(3)
:
وكانت تسمى أم المساكين لكثرة إطعامها المساكين
(4)
، وكانت قبل النبي صلى الله عليه وسلم، تحت الطفيل بن الحارث، وتزوجها صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث من الهجرة، ولم تلبث إلا يسيرا شهرين أو ثلاثة، وماتت عنده
(5)
.
يروى أنه صلى الله عليه وسلم أعطى قوة ثلاثين رجلا. وروي أربعين
(6)
.
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
ادعاء التبرك بالقبر من خرافات العوام والقبوريين.
(3)
راجع عمود نسبها عند ابن هشام في سيرته 2/ 647، ابن سعد في طبقاته 8/ 115، الطبري في تاريخه 3/ 167، محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 120.
(4)
انظر: ابن هشام: السيرة 2/ 167، ابن سعد: الطبقات 8/ 115، الطبري: تاريخ الرسل 3/ 167، البيهقي: الدلائل 3/ 159، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 120.
(5)
انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 115، البيهقي: الدلائل 3/ 159، محب الدين الطبري: خلاصة سير ص 120.
(6)
انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 192،1/ 374 - 193، ابن الجوزي: الوفا 2/ 650.
وتزوج صلى الله عليه وسلم: فاطمة بنت الضحاك، بعد وفاة إبنته زينب، وخيّرها حين نزلت آية التخيير
(1)
، فاختارت الدنيا، ففارقها، فكانت بعد ذلك تلقط البعر
(2)
.
وتزوج صلى الله عليه وسلم: أساف أخت دحية/الكلبي
(3)
.
وخولة بنت الهذيل، وقيل: خولة بنت حكيم، وهي التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، وقيل الواهبة نفسها: أم شريك
(4)
.
وتزوج صلى الله عليه وسلم: أسماء بنت كعب الجونية، وعمرة بنت يزيد إحدى نساء بني كلاب، ثم من بني الوحيد، وطلقهما قبل أن يدخل بهما
(5)
.
وتزوج صلى الله عليه وسلم امرأة من غفار، فرأى بها بياضا فقال: ألحقي بأهلك
(6)
.
وتزوج صلى الله عليه وسلم، امرأة تميمية، فلما دخل عليها قالت: أعوذ بالله منك، فقال: منع الله عائذه، ألحقي بأهلك، ويقال أن بعض نسائه صلى الله عليه وسلم
(1)
وهي قوله تعالى في سورة الأحزاب آية 28 - 29: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا .. وعن سبب نزول آية التخيير وكيف أجابت أمهات المؤمنين. راجع: القرطبي: الجامع 14/ 162.
(2)
كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1899 وأضاف: «وهذا عندنا غير صحيح، فروى عن قتادة وعكرمة: كان عنده حين خيرهن تسع نسوة، وهن اللاتي توفى عنهن» . ومما يرجح رواية ابن عبد البر ما رواه ابن سعد في طبقاته 8/ 141 بأن فاطمة بنت الضحاك لما تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم، استعاذت منه فطلقها، فكانت تلقط البعر وتقول: أنا الشقية.
(3)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 121، وذكر ابن سعد في طبقاته 8/ 160، ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1688 أن اسمها «أشراف» وعدها ابن سعد بين من خطب النبي صلى الله عليه وسلم من النساء ولم يدخل بها، بينما يذكر ابن عبد البر بأن الرسول تزوجها ولكنها هلكت قبل دخوله بها.
(4)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 121 وأضاف: «ويجوز أن تكونا وهبتا أنفسهما له صلى الله عليه وسلم» .
(5)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 122.
(6)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 122.
علمنها ذلك
(1)
.
قلت: حاشا أمهات المؤمنين من ذلك، ولا يخفى عليه صلى الله عليه وسلم إبرام ذلك.
وتزوج صلى الله عليه وسلم: عالية ابنة ظبيان، وطلقها حين أدخلت عليه
(2)
.
وتزوج صلى الله عليه وسلم: [سنا] بنت أسماء بن الصلت، وماتت قبل أن يدخل عليها
(3)
.
وتزوج صلى الله عليه وسلم: مليكة الليثية، فلما دخل عليها قال: هبي لي نفسك، فقالت: وهل تهب الملكة نفسه للسوقة؟ فسرحها
(4)
.
وخطب صلى الله عليه وسلم امرأة من أبيها، فوصفها له، ثم قال: وأزيدك أنها لم تمرض قط، فقال: ما لهذه عند الله من خير، فتركها، وقيل: إنه تزوجها، فلما قال أبوها ذلك طلقها ولم يبن بها
(5)
.
وذكر أبو سعيد في «شرف النبوة»
(6)
: «أن جملة أزواج النبي صلى الله عليه وسلم:
(1)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 122 واختلفوا في التي استعاذت منه، فقيل: هي الكلابية، وقيل: الجونية، وقيل: الليثية. انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 26.
(2)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 122 ويذكر ابن سعد وابن عبد البر أنها كمنت عنده دهرا ثم طلقها، ومقتضى الرواية أن تكون ممن دخل بهن. انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 143، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1881.
(3)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 122 ويقال لها: «سبا» بالموحدة، ونسبها ابن حبيب إلى جدها. انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 149، ابن حبيب: المحبر ص 93.
(4)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 123، وقد أنكر الواقدي زواجه منها. انظر: ابن سعد: الطبقات 8/ 148.
(5)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 123.
(6)
عبد الملك بن محمد النيسابوري، أبو سعيد، الواعظ والفقيه الشافعي، توفى بنيسابور سنة 407 هـ. ومن تصانيفه «شرف النبوة» مخطوط. -
إحدى وعشرين امرأة، طلق منهن ستا، ومات عنده خمس، وتوفي عن عشر، واحدة منهن لم يدخل بها، وكان صلى الله عليه وسلم يقسم للتسع، وكان صداقه لنسائه صلى الله عليه وسلم، خمسمائة درهم لكل واحدة، وقيل: أربعمائة وثمانين درهما، إلا صفية، فإنه جعل عتقها صداقها، وأم حبيبة أصدقها عنه النجاشي»
(1)
.
وسأل أبو سلمة عائشة عن ذلك فقالت: كان صداقه لأزواجه إثنتي عشرة أوقية ونشا، ثم قالت: أتدري ما النش؟ قال: لا، قالت: نصف أوقية، فتلك خمسمائة درهم - يعني جملة الصداق
(2)
.
وأقل الصداق عند مالك ربع دينار من ذهب، أو ثلاثة دراهم من الورق.
وكان صلى الله عليه وسلم ينفق على نسائه كل سنة عشرين وسقا من شعير وثمانين وسقا من تمر، وفي رواية: إن هذا العدد لكل واحدة منهن في العام. والأول أصح.
وعن الحسن رضي الله عنه أنه قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم، على أصحابه فقال: ألا ترفئون؟ قالوا: بالرفاء والبنين يا رسول الله، قال: زوجني الليلة ربي عز وجل آسية بنت مزاحم، ومريم ابنة عمران عليهما السلام
(3)
.
الوسق: يجوز فيه الفتح والكسر، وهو ستون صاعا بصاع النبي صلى الله عليه وسلم/فخمسة أمراء مثل خمسة أوسق سواء، وقيل: هو حمل بعير،
(6)
- انظر: ابن العماد: شذرات الذهب 3/ 184، حاجي خليفة: كشف الظنون 1/ 1045، البغدادي: هدية العارفين ص 625، الزركلي: الأعلام 4/ 310.
(1)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في خلاصة سير ص 123 - 124. نقلا عن أبي سعيد.
(2)
أخرجه ابن سعد في طبقاته 3/ 161 عن أبي سل مة عن عائشة. وأخرج ابن سعد أيضا في طبقاته 3/ 162 عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «ما نعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم نكح شيئا من نسائه ولا أنكح شيئا من بناته على أكثر من اثنتي عشرة أوقية وهي ثمانون وأربعمائة» .
(3)
الحديث ذكره ابن كثير في البداية 2/ 57 - 58 حيث أورد مثل هذه الأحاديث من عدة طرق وقال: «وكل من هذه الأحاديث في أسانيدها نظر» .
وقيل: هو حمل بعير، وقيل: هو الحمل عامة
(1)
. وفي الوسق من الأرطال على ما تقرر أن في كل صاع خمسة أرطال وثلث على ما قدمنا ثلثمائة رطل وعشرون رطلا، وذلك مائة وستون منا، لأن المن مقداره عندهم: رطلان، جمعه أمناء بالمد، والواحد مقصور، ويقال: منّ بالتشديد، والجمع المنان، ذكروا أنها لغة بني تميم
(2)
.
والقنطار اسم لجملة المال، وجمعه قناطير، واختلف فيه، فقيل: هو مائة رطل، أو ملأ مسك ثور ذهبا، أو ثمانون ألفا، أو ألف ومائتا أوقية، أو ألف دينار، أو سبعون ألف دينار، أو ثمانية آلاف مثقال ذهب، [وهو]
(3)
بلسان إفريقية والأندلس، أو ألف مثقال، أو ألف ومائتا دينار، [أو اثنا عشر ألف درهم]
(4)
أو ثمانون ألف درهم، أو اثنا عشر ألف أوقية، أو مقدار الدية، أو سبعون ألف درهم، أو مائة رطل ذهبا، أو أربعون أوقية ذهب، أو فضة، أو هو ألف ألف مثقال، أو مائة ألف ومائة منّ ومائة رطل ومائة مثقال ومائة درهم، أو ما بين السماء والأرض من مال، أو أربعون ألف مثقال، أو اثنا عشر ألف درهم، أو ألف دينار، أو هو المال العظيم، أو هو وزن لا يحد
(5)
.
والبهار - بضم الباء - ثلثمائة رطل لغة قبطية عربتها العرب، وقيل: هو ما يحمل على البعير بلغة أهل الشام
(6)
.
والكر - بالضم - ستون قفيزا بالعراقي، وأربعون إردبا بالمصري،
(1)
انظر: ابن منظور: لسان العرب مادة «وسق» .
(2)
انظر: الجواليقي: المعرب ص 372، ابن منظور: لسان العرب مادة «منن» و «منى» .
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
انظر: الجواليقي: المعرب ص 317، ابن منظور: لسان العرب مادة «قنطر» حيث أورد كل هذه المعاني والمفردات اللغوية.
(6)
انظر: الجواليقي: المعرب ص 110، ابن منظور: لسان العرب مادة «بهر» .
والإردب ست ويبات، والقفيز ثمانية مكاكي، والمكوك صاع ونصف، وهو ثلاث كيلجات، فيكون الكر اثنا عشر وسقا
(1)
.
والفرق - بفتح الراء وسكونها والفتح أفصح من سكونها - وهو اثنا عشر مدا، وقيل: هو أن ستة عشر رطلا، التي هي ستة أقساط، لأن القسط رطلان وثلثان، وذلك نصف صاع، والصاع ثلث الفرق، والويبة أربعة وعشرون مدا والمكوك نصفها
(2)
.
والأوقية: - وقد تقدم ذكرها - وهي سبعة مثاقيل، وقيل: سبعة ونصف، وكانت الأوقية فيما مضى أربعون درهما على ما في الحديث، والأوقية عند الأطباء عشرون درهما وخمسة أسباع درهم، وهو أستار وثلثا أستار.
وقال أبو عبيدة: الأوقية اسم لوزن مبلغه أربعون درهما كيلا، والنش نصفها، والنواة زنة خمسة دراهم كيلا، وهو موافق لقول عائشة رضي الله عنها.
وقال أحمد: النواة ثلاثة دراهم وثلث درهم، وقيل: المراد بها وزن نواة التمر من ذهب
(3)
.
وعلى قدر هذه الأوقية اعتبر صداق أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يصح أن يكون الأوقية والدرهم مجهولة في زمان النبي صلى الله عليه وسلم.
وقول من قال إنها لم تعلم إلى زمان عبد الملك/بن مروان وهم، ومعناه: أنه لم يكن منها شيء من ضرب الإسلام، وإنما كانت من ضرب
(1)
انظر: ابن منظور: لسان العرب مادة «كرر» .
(2)
انظر: ابن منظور: لسان العرب مادة «فرق» .
(3)
انظر: ابن منظور: لسان العرب مادة «قنطر» و «نوى» .
فارس والروم، فرأوا ردها إلى ضرب الإسلام، فضربوها على وزنهم
(1)
.
قال ابن جماعة: كانت الدراهم نوعان، نوع منها عليه نقش الروم: كل درهم ثمانية دوانق، ونوع يقال له: العتق والطبريّة، كل درهم أربعة دوانق، فجمع عبد الملك بن مروان بين درهم من ثمانية دوانق ودرهم من أربعة دوانق، فكان ذلك اثنى عشر دانقا، ثم قسمها بنصفين، وضرب الدرهم من ستة دوانق، فوافق ذلك على ما اجتمع عليه الناس من أمر الدينار الذي هو أربعة وعشرون قيراطا
(2)
. انتهى.
[وقوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ}
(3)
، قال أهل التفسير: أولى بالمؤمنين من أنفسهم أي ما أنفذه فيهم من أمر فهو ماض عليهم كما يمضي حكم السيد على عبده، وقيل: اتباع أمره من اتباع رأي النفس]
(4)
وقال تعالى: {وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ}
(5)
أي في الحرمة كالأمهات، حرم نكاحهن عليهم بعده صلى الله عليه وسلم، تكرمة له وخصوصية، ولأنهن أزواج له في الآخرة، ولأنه صلى الله عليه وسلم حيّ بعد موته، وقد قريء: «وهو أب
(1)
كانت دنانير هرقل ترد على أهل مكة في الجاهلية، وترد عليهم أيضا دراهم الفرس، فكانوا لا يتبايعون بها إلا على أنها تبر، ولما بعث محمد صلى الله عليه وسلم، أقر أهل مكة على ذلك كله وقال: الميزان ميزان أهل مكة، وأقره أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاوية، فلما ولي عبد الملك بن مروان ضرب الدراهم والدنانير في سنة خمس وسبعين، وأمر بضربها في جميع النواحي سنة ست وسبعين. انظر: البلاذري: فتوح البلدان ص 452 - 453، المقريزي: النقود الإسلامية ص 4 - 7.
(2)
انظر: المقريزي: النقود الإسلامية ص 10.
(3)
سورة الأحزاب آية (6).
(4)
إضافة تقتضيها الضرورة من الشفا 1/ 35 فقد نقل المؤلف عن القاضي عياض.
(5)
سورة الأحزاب آية (6).
لهم» ولا يقرأ به الآن لمخالفة المصحف. حكاه القاضي عياض
(1)
.
وحكى النقاش: «أن النبي صلى الله عليه وسلم: لما نزلت {وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً}
(2)
الآية قام خطيبا فقال:
يا معشر أهل الإيمان إن الله فضلني عليكم تفضيلا، وفضل نسائي على نسائكم تفضيلا
…
الحديث»
(3)
.
وقيل لابن عباس رضي الله تعالى عنهما: ماتت فلانة بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فسجد، فقيل له: أتسجد هذه الساعة؟ فقال: أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم آية فاسجدوا» ، وأي آية أعظم من ذهاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
(4)
.
ثم يزار بالبقيع قبر أم المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف:
وهي أول هاشمية ولدت هاشميا، وفاتها بالمدينة، نزل في قبرها رسول
(1)
قول القاضي عياض ورد عنده في الشفا 1/ 35، وذكره ابن سعد في طبقاته 8/ 200 عن الواقدي، وراجع تفسير القرطبي للآية الكريمة في الجامع 14/ 122 - 123.
(2)
سورة الأحزاب آية (53).
(3)
قول النقاش والحديث ذكره القاضي عياض في الشفا 1/ 105 وراجع تفسير القرطبي للآية الكريمة في الجامع 14/ 229.
(4)
الحديث أخرجه الترمذي في سننة كتاب المناقب عن ابن عباس برقم (3891) 5/ 665 وقال أبو عيسى: «هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه» ، وذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 40.
(5)
كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 4/ 1891، محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2/ 202 نقلا عن ابن عبد البر.
الله صلى الله عليه وسلم، واضطجع فيه، وألبسها قميصه، وأدخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم اللحد هو، والعباس وأبو بكر الصديق رضي الله عنهم
(1)
.
وقال صلى الله عليه وسلم: «ما عفي أحد من ضغطة القبر، إلا فاطمة بنت أسد، قيل يا رسول الله: ولا القاسم ابنك؟ قال: ولا إبراهيم»
(2)
.
وهي اليوم عليها قبة صغيرة في آخر البقيع شمال قبة عثمان رضي الله عنه، في موضع يعرف بالحمام
(3)
.
وروى عيسى بن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن جده قال: «دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت أسد بالروحاء
(4)
مقابل حمام أبي قطيفة»
(5)
. قال الحافظ محب الدين
(6)
: «واليوم مقابلها نخل يعرف بالحمام» .
ثم قبر أمير المؤمنين ذي النورين:
(1)
انظر: ابن شبة: تاريخ المدينة 1/ 123 - 124، ابن عبد البر: الاستيعاب 4/ 1891، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 2/ 202.
(2)
أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 1/ 124 عن محمد بن علي بن أبي طالب.
(3)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 404، المطري في التعريف ص 46.
(4)
الروحاء: المقبرة التي وسط البقيع يحيط بها طرق مطرقة وسط البقيع. انظر: ابن شبة: تاريخ المدينة 1/ 101.
(5)
أخرجه ابن النجار في الدرة 2/ 404 عن عيسى بن عبد الله بن محمد عن أبيه عن جده.
(6)
قول ابن النجار ورد عنده في الدرة 2/ 404.
أبو عبد الله وأبو عمرو
(1)
عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف/القرشي الأموي
(2)
:
مولده في السنة السادسة بعد الفيل
(3)
، زوجه صلى الله عليه وسلم ابنتيه: رقية ثم أم كلثوم، فلذلك قيل له: ذي النورين، وقال النبي له:«لو كانت عندي ثالثة لزوجتكها»
(4)
.
ولما كان الرابع من يوم الشورى، من مقتل عمر رضي الله عنه، بويع له بالخلافة أول المحرم سنة أربع وعشرين
(5)
، وقيل لثمان عشرة المحرم.
أمه أروى ابنة كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس
(6)
، وأمها:
البيضاء بنت عبد المطلب، عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم
(7)
.
(1)
كان عثمان يكنى في الجاهلية «أبا عمرو» ، فلما كان الإسلام ولد له من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، غلاما سماه عبد الله واكتنى به فكناه المسلمون «أبا عبد الله» ، فبلغ عبد الله ست سنين فنقره ديك على عينيه فمرض فمات. انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 53 - 54، الطبري: تاريخ الرسل 4/ 419، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1037، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 2/ 110.
(2)
راجع عمود نسبه عند ابن سعد في طبقاته 3/ 53، ابن شبة في تاريخ المدينة 3/ 952، الطبري في تاريخه 4/ 420، ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1037، محب الدين الطبري في الرياض 2/ 109.
(3)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1038.
(4)
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 56، ابن عبد البر: الإستيعاب 3/ 1039، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 335، وراجع الأقوال التي أوردها محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2/ 110 في سبب تلقيبه بذي النورين.
(5)
انظر: ابن سعد: الطبقات 77،3/ 63، الطبري: تاريخ الرسل 4/ 242، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1044، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 337.
(6)
أروى بنت كريز العبشمية، والدة عثمان، أسلمت وهاجرت، ولم تزل بالمدينة حتى ماتت في خلافة عثمان. انظر: ابن الأثير: أسد الغابة 7/ 8، ابن حجر: الاصابة 7/ 481.
(7)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 109، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 2/ 109.
وجميع من في الصحابيات اسمها أروى خمس: أروى بنت ربيعة، أروى بنت عبد المطلب، أروى بنت كريز، أروى بنت مالك، ثلاث منهن بايعن:
بنت عبد المطلب، وبنت كريز، وبنت مالك، وواحدة من الخمس روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي التي لم تنسب
(1)
.
وصلت أم عثمان القبلتين، وقتلت يوم اليرموك بعد أن قتلت سبعة من الروم بعامود فسطاط
(2)
.
وكان لها مولى يقال له: طويس، واسمه عيسى بن عبد الله
(3)
، يضرب به المثل في الشؤم
(4)
: لأنه ولد في اليوم الذي مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفطم في اليوم الذي مات فيه أبو بكر، وختن يوم قتل عمر رضي الله عنه، وتزوج يوم قتل عثمان، وولد له مولود يوم قتل علي رضي الله عنه
(5)
وتوفى سنة اثنتين وتسعين من الهجرة
(6)
.
ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن لله سيفا مغمودا في غمده مادام
(1)
راجع جريدة أسماء من اسمه أروى من الصحابيات عند ابن حجر في الاصابة 7/ 478 - 483 وقال: «أروى لم تنسب: وهي أروى بنت أنيس، ذكرها ابن منده في الوضوء ولم يذكر اسم أبيها» .
(2)
هاجرت أم عثمان، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تزل بالمدينة حتى ماتت ولها تسعون سنة، فحمل عثمان سريرها وصلى عليها ودفنها بالبقيع. انظر: ابن حجر: الاصابة 7/ 482.
(3)
طويس مولى أروى بنت كريز أم عثمان، كان اسمه طاووسا، فلما تخنث سمي طويس، وكان مجودا في المغنى، ضرب به المثل في صناعة الغناء والشؤم. انظر: الذهبي: سير أعلام 4/ 364، ابن العماد: شذرات الذهب 1/ 100.
(4)
انظر: النيسابوري: مجمع الأمثال 1/ 258.
(5)
عن نوادره كذا ورد عند النيسابوري في مجمع الأمثال 1/ 258، الذهبي في سير أعلام 4/ 364، ابن العماد في شذرات الذهب 1/ 100.
(6)
انظر: الذهبي: سير أعلام 4/ 364، ابن العماد: شذرات الذهبي 1/ 100.
عثمان حيا، فإذا قتل عثمان جرد ذلك السيف فلا يغمد إلى يوم القيامة»
(1)
.
قتل رضي الله عنه بالمدينة الشريفة، في الثامن عشر لذي الحجة سنة خمس وثلاثين، وكان صائما، وقيل: قتل يوم الجمعة لثمان ليال خلون من ذي الحجة، وقيل: عند منصرف الحجاج من سنة خمس وثلاثين، وقيل: في وسط أيام التشريق، وقيل: في آخرها، وقيل: يوم التروية، ولا خلاف أنه قتل في ذي الحجة
(2)
.
وعمره تسعين سنة، أو ثمان وثمانين، أو ست وثمانين، أو اثنتين وثمانين، أو ثمانين، أو خمس وسبعين
(3)
.
مدة خلافته إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهرا، وقيل: وأياما، وقيل:
اثنتي عشرة عاما إلا عشرة أيام، وقيل: إلا اثنى عشر يوما
(4)
.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسارّ عثمان ولون عثمان يتغير، فلما حصر قيل له: ألا تقاتل؟ قال: لا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إليّ عهدا، فأنا صابر نفسي عليه»
(5)
.
(1)
أخرجه ابن عدي في الكامل 5/ 1797 عن أنس مرفوعا. وقال: «والحديث بهذا اللفظ لا أعرفه إلا من عمرو بن فائد وله مناكير» .
(2)
انظر: ابن شبة: تاريخ المدينة 4/ 1230، الطبري: تاريخ الرسل 4/ 417، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1044، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 2/ 173.
(3)
اختلف في سنه حين قتلوه، فذكر ابن سعد عن الواقدي ما أورده المؤلف، ثم قال الواقدي:«لا خلاف عندنا أنه قتل وهو ابن اثنتين وثمانين سنة» . انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 77، الطبري: تاريخ الرسل 4/ 418، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1048.
(4)
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 77، الطبري: تاريخ الرسل 4/ 417، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1049، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 2/ 175.
(5)
جزء من حديث ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1043 عن عائشة.
وقال حسان رضي الله عنه:
فكف يديه ثم أغلق بابه
…
وأيقن أن الله ليس بغافل
/وقال
(1)
…
لأهل الدار لا تقتلونهم
عفا الله عن ذنب امريء لم يقاتل
…
فكيف رأيت الله ألقى عليهم ال
عداوة والبغضاء بعد التواصل
…
وكيف رأيت الخير أدبر بعده
عن الناس إدبار السحاب الحوافل
وقيل: هذه الأبيات للوليد بن عقبة، وقيل: لكعب بن مالك
(2)
.
وقال أيمن بن خزيمة في ذلك:
ضحوا بعثمان في الشهر الحرام ضحى
…
فأي ذبح حرام ويلهم ذبحوا
وأي سنة كفر سنّ أولهم
…
وباب شر على سلطانهم فتحوا
(1)
الورقة اليسرى من الأصل رقم (302) ليست في مكانها حسب الترتيب الطبيعي للأوراق، ولكن هذه الورقة اليسرى والمقابلة للورقة رقم (301) هي ورقة (304) أما الورقة (302) فقد وضعت في غير مكانها، فهي في مقابلة آخر ورقة من المخطوط تحت رقم (312) والصواب والواقع أنها تمثل ورقة (302) بدلا من ورقة رقم (312)، وقد رتبت الأوراق بمقابلة الأصل على مصورة تركيا (ط).
(2)
الشعر وقائله كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1050.
ماذا أرادوا أضل الله سعيهم
…
بسفك ذاك الدم الزاكي الذي سفحوا
(1)
قتله رومان بن سرحان، وقيل: محمد بن أبي بكر رضي الله عنه، وقيل: سودان بن حمران، وقيل: رومان اليماني، وقيل: رومان بني أسد، وقيل: جبلة بن الأيهم، واشترك في قتله جماعة من الكوفيين والمصريين
(2)
.
روت عمرة بنت أرطاة قالت: «خرجت مع عائشة سنة قتل عثمان إلى مكة، فمررنا بالمدينة، ورأينا المصحف الذي قتل وهو في حجره، وكانت أول قطرة منه على هذه الآية:{فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
(3)
، قالت عمرة: ما مات رجل منهم سويا»
(4)
.
قال أبو العباس [بن محمد الضبي
(5)
:]
(6)
سألني الرشيد: كم اسم في {فَسَيَكْفِيكَهُمُ}
(7)
فقلت ثلاثة أسماء: أولها اسم الله، والثاني اسم النبي صلى الله عليه وسلم، والثالث اسم الكفرة، فالياء والكاف المتصلان بالسين لله عز وجل،
(1)
الشعر وقائله كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1051.
(2)
اختلف فيمن باشر قتله بنفسه، وراجع دور أهل مصر وأهل الكوفة في الفتنة ومقتل عثمان عند الطبري في تاريخه 4/ 340 - 391،378،365 - 394، ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1045، ابن الجوزي في المنتظم 5/ 50 - 55،51 وفي تلقيح فهوم ص 110، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 2/ 172.
(3)
سورة البقرة آية (137).
(4)
الأثر ذكره ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 572 وفي المدهش ص 54 عن عمرة بنت أرطاة.
(5)
المفضل بن محمد الضبي الكوفي، كان راوية للأخبار وأيام العرب، ثقة قدم بغداد في أيام الرشيد. انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 13/ 121.
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(7)
سورة البقرة آية (137).
والياء والكاف المتصلان بالهاء للنبي صلى الله عليه وسلم، والهاء والميم للكفرة، قال: كذا أخبرنا الشيخ وأشار بيده إلى الكسائي
(1)
، وكان باركا بين يديه يطارح محمدا والمأمون «معاني القرآن»
(2)
.
وكان معه في الدار ممن يريد الدفع عنه: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن سلام، وعبد الله بن الزبير، والحسن بن علي، وأبو هريرة، ومحمد بن حاطب، وزيد بن ثابت، ومروان بن الحكم في طائفة من الناس منهم: المغيرة بن الأخنس، وقيل أيضا: زياد بن نعيم الفهري، وعبد الله بن أبي ميسرة بن عوف
(3)
.
وألقي رضي الله عنه على المزبلة ثلاثة أيام، فلما كان الليل أتاه إثنى عشر رجلا، فيهم: حويطب بن عبد العزى، وحكيم بن حزام، وعبد الله بن الزبير، وجد مالك بن أنس
(4)
، واحتملوه إلى حش، فاحتفروا له ودفنوه، قال مالك: وكان عثمان رضي الله عنه يمر بحش كوكب يقول: إنه ليدفن هنا رجل صالح
(5)
.
(1)
علي بن حمزة، أبو الحسن الكسائي، أحد أئمة القراء من أهل الكوفة، كان يعلم الأمين والمأمون، مات بالري في سنة 180 هـ. وله كتاب «معاني القرآن». انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 11/ 403 - 415، القفطي: انباه الرواة 2/ 256 - 268، ياقوت: معجم الأدباء 13/ 167، الزركلي: الأعلام 5/ 93.
(2)
ذكره السيوطي في المزهر 2/ 189 - 190 عن المفضل الضبي.
(3)
كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1046، ونقله عنه محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2/ 171.
(4)
هو: مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث الأصبحي، جد مالك بن أنس الفقيه، روى عن عثمان وأبي هريرة وعائشة، وكان ثقة، مات في سنة 74 هـ. انظر: ابن حجر: التهذيب 10/ 19، ابن العماد: شذرات الذهب 1/ 82.
(5)
الأثر ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1048، محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2/ 143.
الحش: بضم الحاء المهملة وفتحها، وسمي حشا، لأنهم كانوا يقضون حوائجهم في البساتين، فسمي البستان حشا، وهو الذي أدخله معاوية في البقيع، وكان ذلك الحش لرجل من الأنصار يسمى كوكب
(1)
.
/ولم
(2)
يصل عليه، وقيل: صلى عليه ابنه عمرو، وقيل: جبير بن مطعم، وقيل: حكيم بن حزام
(3)
.
ونزل قبره نيار، وأبوجهم، وجبير بن مطعم، وكان حكيم بن حزام وزوجتاه يدلوه، فلما دفنوه غيبوا قبره
(4)
.
وعن حبيب بن أبي يزيد قال: بلغني أن عامة النفر الذين ساروا إلى عثمان رضي الله عنه جنوا.
وعن أبي قلابة
(5)
قال: كنت بفندق
(6)
بالشام، فسمعت مناديا: يا ويله
(1)
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1048، ياقوت: معجم البلدان 2/ 262.
(2)
تكرر الخلط والإرتباك في ترتيب الأوراق عند ورقة (303) فقد وضعت في غير مكانها، ورقمت برقم مخالف للرقم الحقيقي والطبيعي لترتيب الأوراق، فقد وضعت هذه الورقة في الناحية اليمنى للورقة الثانية من الأوراق الملحقة في نهاية الأصل ورقمت برقم (313) والصواب أنها ورقة (303) حسب الترتيب الطبيعي للأوراق.
(3)
الثبت أنه صلى عليه جبير بن مطعم. انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 78، ابن شبة: تاريخ المدينة 1/ 112، الطبري: تاريخ الرسل 4/ 413، ابن الجوزي: المنتظم 5/ 58.
(4)
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 78، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1048.
(5)
عبد الله بن يزيد، أبو قلابة الجرمي البصري، كان محدثا ثقة كثير الحديث، مات في سنة أربع - أو خمس - ومائة. انظر: ابن سعد: الطبقات 7/ 183 - 185، ابن حجر: التهذيب 5/ 224.
(6)
الفندق: بالضم ثم السكون ثم دال مضمومة أيضا وقاف. موضع بالثغر قرب المصيصة، وهو في الأصل اسم لخان بلغة أهل الشام. انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 277.
النار النار، فقمت إذا برجل مقطوع اليدين من المنكبين، مقطوع الرجلين من الحقوين، أعمى منكب الوجه، فقلت: ما لك؟ قال: كنت ممن دخل على عثمان يوم الدار، فلما دنوت منه صاحت امرأته، فلطمتها، فقال عثمان: قطع الله - أو سلب الله يديك - ورجليك وأعمى بصرك وأدخلك جهنم، قال:
فأخذتني والله رعدة لا والله ما أحدثت شيئا غير هذا وخرجت إلى موضعي هذا، فأتاني آت، لا أدري إنسي أم جني، ففعل بي ما ترى، فو الله إن بقي إلاّ النار، قال أبو قلابة: فهممت أن أطأه برجلي فأقتله، ثم قلت بعدا وسحقا.
وفي أيامه رضي الله عنه: فتحت إفريقية
(1)
، وقتل كسرى
(2)
.
وكان عامله على مكة: عبد الله بن الحضرمي، وعلى الطائف: القاسم بن ربيعة، وعلى صنعاء: يعلى بن أمية، وعلى البصرة: عبد الله بن عامر، وعلى الكوفة: أبو موسى الأشعري، وعلى المدائن: حذيفة بن اليمان، وعلى مصر وإفريقية: عبد الله بن سعد، وعلى الشام: معاوية
(3)
.
وكاتبه مروان بن الحكم، وحاجبه حمران مولاه، وصاحب شرطته عبد الله بن قنعد
(4)
. وهو أول من اتخذ صاحب شرطة.
(1)
في سنة سبع وعشرين استعمل عثمان على مصر عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وفي هذه السنة افتتح افريقية واجتمع أهلها على الإسلام. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 4/ 253 - 254.
(2)
في سنة ثلاثين هرب كسرى يزدجرد من فارس إلى خراسان، ونزل قم، واختلف هو ومن معه، فقتل ورمي في النهر سنة إحدى وثلاثين من الهجرة. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 293،4/ 286 - 300، ابن الجوزي: المنتظم 4/ 322 - 323.
(3)
كذا ورد عند الطبري في تاريخه 4/ 421، ابن الجوزي في المنتظم 5/ 59.
(4)
انظر: محب الدين الطبري: الرياض النضرة 2/ 153.
ولاده رضي الله عنه:
عبد الله، وعبد الله أيضا، وعمرو، وأبان، وخالد، وسعيد، والوليد، والمغيرة، وعبد الملك، وأم عمرو، وعائشة، وأم سعيد
(1)
.
وخلف لورثته ألف دينار، وألف ألف درهم، وقيمة ضياعه مائتا ألف دينار
(2)
.
وجملة ما روى مائة حديث وستة وأربعون حديثا
(3)
.
وجميع من في الصحابة اسمه عثمان ثلاثة عشر، وقيل: عشرة، وليس فيهم ابن عفان غيره
(4)
.
وليس في الحديث عثمان بن عفان، سوى اثنين، هو أحدهما، والثاني سجزي، روى عن معتمر بن سليمان
(5)
.
وعليه رضي الله عنه، قبة عالية شرقي البقيع، بناها أسامة بن سنان الصالحي، أحد أمراء صلاح الدين يوسف بن أيوب، سنة إحدى وستمائة
(6)
.
نبذة من بعض فضائله:
هو الذي جهز جيش العسرة تسعمائة وخمسين بعيرا، وأتم
(1)
راجع أولاد عثمان عند ابن سعد في طبقاته 3/ 54، ابن شبة في تاريخ المدينة 3/ 952، الطبري في تاريخه 4/ 420، ابن الجوزي في المنتظم 4/ 335، محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2/ 201.
(2)
انظر: ابن الجوزي: المنتظم 5/ 72.
(3)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 396.
(4)
راجع جريدة من اسمه عثمان عند ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1033 - 1056.
(5)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 56، وفي تلقيح فهوم ص 619.
(6)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 46.
الألف بخمسين فرسا
(1)
، ففرح النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: «غفر الله لك يا عثمان ما قدمت وما أخرت، وما أعلنت [وما أخفيت]
(2)
وما أبديت، وما هو كائن إلى يوم القيامة»
(3)
.
قال صلى الله عليه وسلم: «دخلت الجنة فناولني جبريل تفاحة، فانفلقت في يدي، فخرجت منها جارية، كأن أشفار عينيها مقاديم أجنحة النسور، فقلت: لمن أنت؟ /فقالت
(4)
: للخليفة المقتول ظلما، عثمان بن عفان» ا
(5)
.
وقال صلى الله عليه وسلم: «لكل نبي خليل، وخليلي من هذه الأمة عثمان بن عفان»
(6)
.
رضي الله عنه.
وقال صلى الله عليه وسلم: «إنّا نشبه عثمان بأبينا إبراهيم صلى الله عليه وسلم» ا
(7)
.
وقال صلى الله عليه وسلم: «إني لأستحي ممن تستحي منه الملائكة والرب عز وجل، عثمان بن عفان»
(8)
.
(1)
كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1040 وأضاف: «وجيش العسرة كان في غزوة تبوك» ، ونقله عنه محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2/ 120.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
أخرجه ابن عدي في الكامل 6/ 2253 عن حسان بن عطية مرسلا، محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2/ 121 من حديث حذيفة.
(4)
تكرر الإرتباك في ترتيب الأوراق، فالورقة اليسرى رقم (304) وضعت في غير مكانها، فقد وضعت على يسار الورقة (301) هكذا:301 - 304.
(5)
ذكره محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2/ 138 عن عقبة بن عامر مرفوعا، المتقي الهندي في كنز العمال برقم (32582) وبرقم (32847). وقال:«أبو نعيم عن حسان بن عطية عن أبي موسى الأشعري مرفوعا» .
(6)
ذكره ابن كثير في البداية 6/ 304 عن أبي هريرة، المتقي في كنز العمال برقم (32807).
(7)
ذكره الديلمي في الفردوس المفقود 1/ 55 برقم (152)، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة 2/ 142 عن مسلم بن يسار بألفاظ متقاربة.
(8)
أخرجه مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل عثمان برقم (26) 4/ 1866 عن عائشة، وذكره محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2/ 117.
وقال عليه الصلاة والسلام: قال الله تعالى: «أنا خصيم عثمان يوم القيامة إني القائم بحقه»
(1)
.
وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: «لو اجتمع الناس على قتل عثمان لرموا بالحجارة، كما رمي قوم لوط»
(2)
.
وعن علي بن زيد بن جدعان
(3)
قال: قال لي سعيد بن المسيب: انظر إلى وجه هذا الرجل، فنظرت فإذا هو مسود الوجه، فقال: سله عن أمره، فقلت: حسبي أنت، حدثني، فقال: إن هذا كان يسب عليا وعثمان، وكنت أنهاه فلا ينتهي فقلت: اللهم إن هذا يسب رجلين قد سبق لهما ما تعلم، اللهم أرني إن كان يسخطك ما سيقول فيهما، فأرني به آية، فاسود وجهه كما ترى
(4)
.
وبالبقيع قبر الإمام أبي عبد الله مالك بن أنس:
ابن مالك بن عامر بن عمر بن الحارث بن غيمان بن جثيل بن عمرو بن الحارث - وهو ذو أصبح - بن حمير بن سبأ
(5)
. وقيل: هو من ولد تيم بن مرة
(6)
يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عند مرة بن كعب، إمام دار الهجرة، من أتباع
(1)
ذكره الديلمي في الفردوس برقم (137) 1/ 52 عن عبد الله بن سلام.
(2)
الأثر ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1052 عن ابن عباس، محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2/ 180.
(3)
علي بن زيد بن جدعان التيمي البصري، أصله حجازي، ضعيف، مات في سنة 131 هـ. انظر: ابن حجر: التقريب ص 401.
(4)
ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1052 عن علي بن زيد، محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2/ 148.
(5)
راجع عمود نسبه عند ابن الجوزي في المنتظم 9/ 42، ابن حجر في التهذيب 10/ 5، الذهبي في سير أعلام 8/ 71.
(6)
يقول الذهبي في سير أعلام 8/ 71: «روي عن ابن إسحاق أنه زعم أن مالكا وآله موالي بني تيم ابن مرة، فأخطأ، وكان ذلك أقوى سبب في تكذيب الإمام مالك له وطعنه عليه» .
التابعين من الطبقة الثالثة.
قال يحيى بن بكير: سمعت مالك بن أنس يقول: ولدت سنة ثلاث وتسعين، قال يحيى: ومات في ربيع الأول سنة تسع وسبعين ومائة
(1)
.
وقيل: ولد سنة خمس وتسعين، وقيل: إحدى وتسعين، وقيل: أربع وتسعين، وقيل: سبع وتسعين
(2)
.
وتوفى عن ثلاثة وسبعين تصنيفا، ودفن [بالبقيع]
(3)
بالقرب من قبر إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه قبة لطيفة، وليس فيها غير قبره، وهي في أول البقيع على الطريق إذا خرج الإنسان من باب المدينة، كان مواجها لها من جهة الشرق
(4)
.
قال ابن كنانة: أخذ مالك في الاغتسال قريبا مني، فغلبت نظرة مني إليه، فرأيت مكتوبا على فخذه: مالك حجة الله على خلقه، فكبرت، فقال لي:
يا ابن أخي أرأيت شيئا؟ فو الله ما كتبت شيئا
(5)
.
وبالبقيع قبر إسماعيل بن جعفر الصادق رضي الله تعالى عنهما:
في مشهد [كبير مبيض]
(6)
غربي قبة العباس رضي الله عنه وهو بركن
(1)
قول يحيى بن بكير ذكره ابن الجوزي في المنتظم 9/ 45، ابن حجر في التهذيب 10/ 8، الذهبي في سير أعلام 8/ 71.
(2)
ذكر هذه الأقوال الذهبي في سير أعلام 8/ 71 ورد على من قال أنه ولد سنة سبع وتسعين بقوله: «وهو شاذ» .
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
كذا ورد عند ابن النجار في الدرة 2/ 404، المطري في التعريف ص 46، المراغي في تحقيق النصرة ص 129.
(5)
القول فيه مبالغة.
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
سور المدينة من جهة القبلة والشرق، وبابه من داخل المدينة، بناه بعض ملوك مصر العبيديين، ويقال: إن هذه العرصة التي فيها هذا المشهد، وما حولها من جهة الشمال إلى الباب، هي كانت دار زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهم أجمعين وبين الباب الأول، وباب المشهد بئر منسوبة إلى زين العابدين/وكذلك بجانب المشهد الغربي مسجد صغير مهجور، يقال إنه مسجد زين العابدين رضي الله عنه
(1)
.
قال الشيخ جمال الدين
(2)
: «وليس بالبقيع قبر معروف للسلف الصالح غير ما ذكر، وفي شمال المدينة على طريق الحجاج الشاميين من خارج سور المدينة قبر:
النفس الزكية محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهم:
المقتول في أيام المنصور، يعرف بالنفس الزكية، ادعى الإمامة، وخرج بالمدينة، وبايعه أهل الحجاز واليمن، فوجه إليه المنصور ابن أخيه عيسى بن موسى، وحميد بن قحطبة في أربعة آلاف، فقتل بالمدينة سنة خمس وأربعين ومائة، وقبره معروف الآن يزار
(3)
، شرقي جبل سلع، وعليه بناء أرادوا أن يعقدوا عليه قبة فلم يتفق، وهو داخل مسجد كبير محجور وفي قبلة المسجد مصرف عين الأزرق الخارجة من المدينة على بناء مدرج بدرج من جهة الشرق
(1)
كذا ورد عند المطري في التعريف ص 46، ونقله عنه المراغي في تحقيق النصرة ص 129.
(2)
قول المطري ورد عنده في التعريف 47، ونقله عنه المراغي في تحقيق النصرة ص 129.
(3)
العمل عند أهل العلم أنهم لا يرون بزيارة القبور، لأن شد الرحال على وجه التعبد لا يكون لزيارة القبور، وإنما يكون لزيارة المساجد الثلاثة: المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى كما جاء في الحديث الصحيح.
والغرب، والعين في وسطه تجري إلى مغيضها من البركة»
(1)
.
وكان أخوه إبراهيم بن عبد الله ظهر بدعوته بالبصرة، وقد غلب على الأهواز، وواسط، وكسكر، فوجه إليه أبو جعفر المنصور عيسى بن موسى، فالتقيا بباب جمري - موضع على ستة عشر فرسخا من الكوفة - فأصاب إبراهيم سهم غرب، فقتله سنة خمس وأربعين ومائة
(2)
.
أبو جعفر المنصور هو: عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله ابن العباس:
ولد يوم مات الحجاج بالسراة في ذي الحجة سنة خمس وتسعين
(3)
، بويع له بالخلافة سنة ست وثلاثين ومائة بطريق مكة، بمكان يقال له: صفينة
(4)
.
وهو أول خليفة أوقع الفرقة بين بني العباس، وبين بني أبي طالب، وهو أول من قرب المنجمين
(5)
، وفي أيامه وضع ابن إسحاق كتاب المغازي والسير
(6)
، وترجمت له الكتب من اللغات العجمية إلى العربية من اليونانية،
(1)
وأضاف المطري في التعريف ص 47: «التي ينزلها الحجاج عند ورودهم وصدورهم» .
(2)
عن ظهور إبراهيم بن عبد الله بالبصرة في غرة رمضان سنة 145 هـ، وقتال عيسى بن موسى إياه، ومقتل إبراهيم يوم الإثنين لخمس بقين من ذي القعدة سنة 145 هـ. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 7/ 622 - 647، ابن الجوزي: المنتظم 8/ 86 - 88.
(3)
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 54،1/ 65، ابن الجوزي: المنتظم 7/ 334.
(4)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 7/ 471، الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 54، ابن الجوزي: المنتظم 7/ 338. وصفينة: بلد بالعالية من ديار بني سليم على يومين من مكة على طريق الزبيدية يسلكها حاج العراق. انظر: ياقوت: معجم البلدان 3/ 415.
(5)
قد قرب إليه «نوبخت» فأسلم، وكان منجما لأبي جعفر المنصور ومولى له. انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 55، ابن الجوزي: المنتظم 7/ 338.
(6)
انظر: ابن النديم: الفهرست ص 136.
والرومية، والفهلوية، والفارسية، والسريانية.
أولاده: المهدي واسمه محمد، وجعفر، وصالح، وسليمان، وعيسى، ويعقوب، وجعفر أيضا، والقاسم، وعبد العزيز، والعباس
(1)
.
توفي أبو جعفر سنة ثمان وخمسين ومائة بمكة قبل التروية بيوم، وهو محرم، ودفن بالحجون
(2)
.
وخلف في بيت المال تسعمائة ألف ألف دينار وستون ألف دينار.
وهو الذي بنى [مدينة]
(3)
بغداد، وسماها مدينة السلام
(4)
.
سمعت والدي رحمه الله يقول: بالبقيع قبة لطيفة، فيها قبر واحد، كنت أنظر من طاقة في القبر، فأرى فيه أربعة موتى صحاحا لم يتغيروا.
وروى أصحاب التواريخ، عن عيسى بن عبد الله، عن أبيه قال: ابتاع عمر بن عبد العزيز من زيد بن علي، وأخته خديجة دارهما بالبقيع بألف وخمسمائة دينار، ونقضها وزادها/في البقيع، فهي مقبرة آل عمر بن
(1)
راجع أولاده من الذكور والإناث عند الطبري في تاريخه 8/ 102، ابن الجوزي في المنتظم 7/ 336.
(2)
توفى ببئر ميمونة طلوع الفجر ليلة السبت لست خلون من ذي الحجة، ودفن ما بين الحجون وبئر ميمون الحضرمي، وذلك في المقبرة التي عند ثنية المدنيين التي تسمى كدا، وتسمى ثنية المعلاة، لأنها أعلى مكة. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 61،8/ 60، الخطيب: تاريخ بغداد 10/ 61،1/ 65.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
بدأ المنصور في تأسيس بغداد سنة 145 هـ، وسماها مدينة السلام لقربها من دجلة، وكانت دجلة تسمى نهر السلام، ويجوز أن تكون سميت بذلك على التشبيه أو التفاؤل، لأن الجنة دار السلامة الدائمة. انظر: الخطيب: تاريخ بغداد 1/ 66 - 67، ياقوت: معجم البلدان 3/ 233.
الخطاب رضي الله عنه
(1)
.
وعن أبي روق قال: حمل الحسن بن علي، بدن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فدفنه بالبقيع بالمدينة. ذكره ابن النجار في تاريخه
(2)
.
علي رضي الله عنه بن أبي طالب بن عبد المطلب القرشي:
يكنى أبا الحسنين، وأبا السبطين، وأبا تراب
(3)
. أمه فاطمة بنت أسد
(4)
، وكان علي أصغر من جعفر بعشر سنين، وجعفر أصغر من عقيل بعشر سنين، وعقيل - في بعض الروايات - أصغر من طالب بعشر سنين، وهذا من العجائب، يقال: أربعة أخوة بين كل إثنين منهم عشرة سنين، وهم أولاد أبي طالب
(5)
.
ولا يعلم ويعرف أخوان تباعدا في السن مثل: موسى بن عبيدة الربذي، وأخيه عبد الله بن عبيدة، فإن عبد الله أسن من موسى بثمانين سنة
(6)
.
ومن العجائب: أن ثلاثة أخوة ولدوا في سنة واحدة، وقتلوا في سنة واحدة، وكانت أعمارهم ثمانيا وأربعين سنة: يزيد، وزياد، ومدركة بنو المهلب
(1)
ذكره ابن النجار في الدرة 2/ 404.
(2)
راجع ما ذكره ابن النجار في الدرة 2/ 404.
(3)
عن كنيته وسبب تلقيبه بأبي تراب. راجع ما أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الأدب باب التكني بابي تراب برقم (6204) 7/ 155 عن سهل بن سعد، وما ذكره ابن هشام في السيرة 1/ 599 - 600، الطبري في تاريخه 2/ 408، والسهيلي في الروض الأنف 5/ 77.
(4)
راجع نسبه من جهة أمه وأبيه عند ابن سعد في طبقاته 3/ 19، ابن قتيبة في المعارف ص 120، الطبري في تاريخه 5/ 153، ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1089، ابن الجوزي في المنتظم 5/ 66، محب الدين الطبري في الرياض 2/ 202.
(5)
انظر: ابن قتيبة: المعارف ص 120، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1090، ابن الجوزي: المدهش ص 60.
(6)
كذا ورد عند ابن قتيبة في المعارف ص 592، ابن الجوزي في المدهش ص 60 وفي تلقيح فهوم ص 701، ابن حجر في التهذيب 5/ 310.
ابن أبي صفرة
(1)
.
مولد علي رضي الله عنه بمكة معروف، قريب من مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، في شعب أبي طالب
(2)
، وقيل: ولد في جوف الكعبة.
يروى عن علي بن الحسين رضي الله تعالى عنه بويع له يوم قتل عثمان سنة خمس وثلاثين
(3)
.
قتله عبد الرحمن بن ملجم
(4)
ليلة الجمعة لثلاث عشرة أو لإحدى عشرة ليلة خلت، وقيل: بقيت من رمضان وقيل: لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان سنة أربعين
(5)
. وهو ابن ثلاث وستين سنة، وقيل: ثمان وخمسين
(6)
. ضربه ابن
(1)
كذا ورد عند ابن الجوزي في المدهش ص 60، والأخوة الثلاثة قتلوا في سنة اثنتين ومائة في موقعة العقر بقرب كربلاء، كانت بين يزيد بن المهلب وبين مسلمة بن عبد الملك، وقتل فيها عددا كبيرا من آل المهلب. انظر: الذهبي: تاريخ الاسلام حوادث سنة 102 هـ ص 8.
(2)
ولد قبل البعثة النبوية بعشر سنين على الصحيح. انظر: ابن حجر: الاصابة 4/ 564.
(3)
يروي ابن سعد في طبقاته 3/ 31 «لما قتل عثمان يوم الجمعة لثماني عشرة ليلة مضت من ذي الحجة بويع لعلي بالمدينة الغد من قتل عثمان بالخلافة» ، بينما يروي الطبري في تاريخه 4/ 436 وابن الجوزي في المنتظم 5/ 65 «بأنه بويع على يوم الجمعة لخمس بقين من ذي الحجة» .
(4)
عبد الرحمن بن ملجم المرادي، كان من أهل مصر ومن رجال الخوارج الذين رفضوا التحكيم، كان فاتكا ملعونا، قتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فقبض عليه وقتل. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 5/ 143 - 149، ابن الجوزي: المنتظم 5/ 172.
(5)
انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 73، الطبري: تاريخ الرسل 5/ 1430، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1122، ابن الجوزي: المنتظم 5/ 176، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 2/ 330 - 331.
(6)
كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1122، ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص 112، وروي عن جعفر بن محمد قال:«قتل علي وهو ابن ثلاث وستين سنة وهو أصح ما قيل في ذلك» . انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 38، الطبري: تاريخ الرسل 5/ 151، ابن الجوزي: المنتظم 5/ 176.
ملجم بسيف مسموم في مسجد الكوفة عند صلاة الصبح، وبقي بعد الضربة ثلاثة أيام
(1)
، ومسك ابن ملجم المغيرة بن نوفل، رمى عليه بقطيفة وحبس، فلما مات علي قتل
(2)
. واستخلف عليّ جعدة بن هبيرة فصلى بالناس
(3)
.
وصلى على عليّ ابنه الحسن رضي الله عنهما، ودفن في قصر الامارة بالكوفة، وقيل: غيّب مكان قبره بوصية منه، وكان مخفيا في زمن إمارة بني أمية وصدرا من خلافة آل العباس حتى دل عليه جعفر الصادق
(4)
.
عن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي: «من أشقى الأول؟ قال:
عاقر الناقة، قال: صدقت، فمن أشقى الآخرين؟ قال: لا أدري، قال: الذي يضربك على هذا - يعني يافوخه - فتخضبت هذه - يعني لحيته»
(5)
.
وكاتبه: عبد الله بن أبي رافع، وقاضيه: شريح بن الحارث، وصاحب شرطته: معقل بن قيس، وحاجبه: قنبر مولاه
(6)
.
(1)
ضرب عليا ليلة الجمعة، فمكث يوم الجمعة وليلة السبت، وتوفى ليلة الأحد. انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 37، الطبري: تاريخ الرسل 5/ 152، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 2/ 332.
(2)
بعد القبض على ابن ملجم قتله الحسن بن علي. انظر: الطبري: تاريخ الرسل 5/ 149.
(3)
انظر: الطبري: تاريخ الرسل 5/ 145، محب الدين الطبري: الرياض النضرة 2/ 330.
(4)
كذا ورد عند محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2/ 330 وأضاف: «والأصح عندهم أنه مدفون من وراء المسجد غير الذي يؤمه الناس اليوم» . والواقع أنه اختلف في موضع دفنه، فقيل: دفن عند مسجد الجماعة في قصر الإمارة بالكوفة، وقيل: بل دفن في رحبة الكوفة، وقيل: دفن بنجف الحيرة. انظر: ابن سعد: الطبقات 3/ 38، الطبري: تاريخ الرسل 5/ 152، الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 1/ 136، ابن عبد البر: الاستيعاب 3/ 1122، ابن الجوزي: المنتظم 5/ 177.
(5)
ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1125 عن عثمان بن صهيب عن أبيه، الطبري في تاريخه 2/ 408، والخطيب في تاريخ بغداد 1/ 135، ابن الجوزي في المنتظم 5/ 174 عن جابر بن سمرة.
(6)
انظر: محب الدين الطبري: الرياض النضرة 2/ 325.
وعامله على مكة: قثم بن العباس، وعلى اليمن: عبيد الله بن العباس، وعلى البصرة: عبد الله بن العباس، وعلى خراسان: جليدة/بن قرة
(1)
.
أولاده أربعة عشر ذكرا وتسع عشرة أنثى: الحسن، والحسين، وزينب الكبرى، وأم كلثوم الكبرى أمهم فاطمة الزهراء، ومحمد بن الحنفية واسم أمه خولة بنت جعفر، وعبيد الله قتله المختار، وأبو بكر قتل [مع]
(2)
الحسين أمهما ليلى بنت مسعود، والعباس الأكبر، وعثمان، وجعفر، وعبد الله قتلوا مع الحسين، ويحيى، وعون أمهما أسماء بنت عميس، وعمر الأكبر، ورقية أمهما الصهباء، ومحمد الأوسط أمه أمامة بنت أبي العاص، وأم الحسن، ورملة الكبرى أمهما أم سعيد بنت عروة، وأم هانيء، وميمونة، وأم كلثوم [الصغرى، وزينب]
(3)
الصغرى، ورملة الصغرى، وفاطمة، وأمامة، وخديجة، وأم الكرام، وأم سلمة، وأم جعفر، وجمانة، ونفيسة لأمهات شتى، وأخرى لم يذكر اسمها ماتت صغيرة
(4)
.
جملة ما روى خمسمائة وثلاثون حديثا، أخرج له منها في الصحيحين أربعة وأربعون، المتفق عليه منها عشرون، وانفرد البخاري بتسعة ومسلم بخمسة عشر
(5)
.
وجميع من في الصحابة اسمه على: ثمانية عشر ليس فيها ابن أبي طالب غيره
(6)
.
(1)
وأضاف ابن الطبري في تاريخه 5/ 156، ابن الجوزي في المنتظم 5/ 164:«وكان عامله على المدينة أبو أيوب الأنصاري، وقيل: سهل بن حنيف» .
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
عن أزواجه وأولاده كذا ورد عند ابن سعد في طبقاته 3/ 20، الطبري في تاريخه 5/ 153 - 155، ابن الجوزي في المنتظم 5/ 69، محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2/ 333.
(5)
انظر: ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص 396،363.
(6)
كذا أحصاهم ابن حجر في الاصابة 4/ 562 - 573 «باب من اسمه علي» : ثمانية عشر.
وجملة من في الحديث اسمه علي بن أبي طالب ثمانية: [هو]
(1)
أحدهم، الثاني: بصري روى عن حماد بن سلمة، الثالث: الدهان روى عن الهيصم، الرابع: جرجاني روى عنه أبو سهل، الخامس: استراباذي روى عنه الإسماعيلي، السادس: تنوخي روى عن أبي بكر بن مجاهد، السابع: البكر أباذي روى عن [أبي أحمد]
(2)
بن عدي، الثامن: ابن بيان، قال ابن الجوزي: حدثنا عنه شيوخنا
(3)
.
نبذة من بعض فضائله رضي الله تعالى عنه:
أسلم وهو ابن تسع سنين
(4)
، وسأل أبو جعفر المنصور الأعمش: كم حديث تروي في فضائل علي رضي الله عنه؟ فقال: أربعة آلاف حديث.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي»
(5)
.
وقال له عليه الصلاة والسلام: «أنت ولي كل [مؤمن]
(6)
بعدي»
(7)
.
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
كذا ورد عند ابن الجوزي في تلقيح فهوم 619 وأضاف: «التاسع علي بن أبي طالب أبو القاسم الدنقشي قاضي القضاة» .
(4)
كذا ورد عند ابن سعد في طبقاته 3/ 21، الطبري في تاريخه 2/ 312، ابن الجوزي في المنتظم 5/ 68.
(5)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المغازي باب غزوة تبوك عن سعد بن أبي وقاص برقم (4416) 3/ 151، مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب فضل علي عن سعد برقم (31،30) 4/ 1870، الترمذي في سننه عن سعد كتاب المناقب باب مناقب علي 5/ 599 وقال أبو عيسى:«هذا حديث حسن صحيح» ، البيهقي في الدلائل 5/ 220.
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(7)
جزء من حديث أخرجه الترمذي في سننه عن عمران بن حصين كتاب المناقب باب مناقب علي 5/ 590 - 591، وقال أبو عيسى:«هذا حديث حسن غريب» ، وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1091 عن ابن عباس.
وأخى النبي صلى الله عليه وسلم، بينه وبين نفسه، إذ أخى بين المؤمنين، وكان يقول:
«أنا عبد الله وأخو رسول الله لا يقولها أحد غيري إلا كذاب»
(1)
.
وقال عليه الصلاة والسلام يوم غدير خم: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه»
(2)
.
الغدير معروف الآن بمكة يخرج إليه من كداء باب اليمن، بينه وبين مكة ساعة من نهار
(3)
.
وقال صلى الله عليه وسلم: «يا علي لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق» رضي الله عنه
(4)
.
وعن أبي هريرة [قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:]
(5)
مكتوب على ساق العرش: لا إله إلا الله وحده لا شريك له محمد رسولي أيدته بعلي، وذلك قوله تعالى:{هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ}
(6)
- يعني علي رضي الله عنه
(7)
.
(1)
كذا ورد عند ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1098، محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2/ 220 - 221.
(2)
أخرجه الترمذي في سننه عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم كتاب المناقب باب مناقب علي 5/ 591 وقال أبو عيسى: «هذا حديث حسن صحيح» ، أحمد في المسند 1/ 118 عن سعيد بن وهب، وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1099 عن بريدة وأبي هريرة وجابر والبراء بن عازب وزيد ابن أرقم.
(3)
انظر: ياقوت: معجم البلدان 4/ 188.
(4)
أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي رضي الله عنه من الإيمان عن زر برقم (131) 1/ 86، الترمذي في سننه كتاب المناقب باب مناقب علي عن زر برقم (3736) 5/ 601، ابن ماجة في سننه عن زر 1/ 42، النسائي في سننه كتاب الإيمان باب علامة المنافق عن زر 8/ 117.
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
سورة الأنفال آية (62).
(7)
حديث أبي هريرة ذكره محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2/ 227 وقال: «خرجه الملاء -
وقال عليه الصلاة والسلام: «رأيت على باب الجنة مكتوب: لا إله إلا الله محمد رسول الله، علي أخو رسول الله»
(1)
.
وقال عليه الصلاة والسلام: «الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل يس، وحزقيل مؤمن آل فرعون، وعلي بن أبي طالب الثالث، وهو أفضلهم»
(2)
.
وقال عليه الصلاة والسلام: «كنت أنا وعلي نورا بين يدي الله تعالى مطبقا يسبح الله تعالى ذلك النور ويقدسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق آدم ركب ذلك النور في صلبه، فلم يزل في شيء واحد، حتى افترقا في صلب عبد المطلب [جزئين فجزء أنا وجزؤ علي»
(3)
.
وقال عليه الصلاة والسلام: «لكل نبي وصي ووارث، وأنا وصي ووارثي
(7)
- في سيرته»، السيوطي في الخصائص 1/ 18، وذكره المتقي في الكنز برقم (33040)، (33041) وعزاه لابن عساكر وابن الجوزي في الواهيات من طريقين عن أبي الحمراء. ويقول محقق الخصائص الكبرى 1/ 18 حاشية 2 «هذا الحديث من وضع الشيعة والآية الكريمة تخاطب المؤمنين ولم تخص عليا ولا غيره
…
وقدر نبينا صلى الله عليه وسلم ليس في حاجة إلى أن تختلق له الأحاديث».
(1)
أخرجه ابن عدي في الكامل 6/ 2103 من حديث جابر بن عبد الله والحديث في اسناده كادح بن رحم ة العرني وقال عنه ابن عدي: «ولكادح غير ما أمليت أحاديث وأحاديثه عامة م ايرويه غير محفوظة ولا يتابع عليه في أسا نيده ولا في متنونه
…
» وذكره محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2/ 222، والمتقي في الكنز برقم (36435) وعزاه لابن عساكر عن جابر.
علي بن أبي طالب»
(1)
.]
(2)
وقال عليه الصلاة والسلام: «النظر إلى وجه علي عبادة»
(3)
.
وقال عليه الصلاة والسلام:/ «على العرش مكتوب: لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي، وما مات مسروق حتى تاب الله من تخلفه عن القتال مع علي»
(4)
رضي الله عنه.
وعن حويقدة بن أشراس قال: رأيت يزيد بن هارون في المنام، فقلت:
ما فعل الله بك يا أبا خالد؟ فقال: أتاني منكر ونكير فسألاني، فقلت:
أتسألان وأنا يزيد بن هارون؟ فقالا: صدقت نم نومة العروس ما وجدنا عليك ما شاء، إلا أنك تحدث عن حريز بن عثمان
(5)
، وكان يبغض عليا أبغضه الله
(6)
.
(1)
أخرجه ابن عدي في الكامل 4/ 1330 من حديث بريدة، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات 1/ 376 من حديث بريدة وقال:«من طريق محمد بن حميد وقد كذبه أبو زرعة وابن واره» ، وذكره محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2/ 234.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات 1/ 358 - 362 من طرق متعددة من حديث أبي بكر وعثمان وابن مسعود ومعاذ وابن عياش وأبي هريرة وأنس وثوبان وعمران بن حصين وعائشة وقال: «هذا حديث لا يصح من جميع طرقه» ، محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2/ 291 عن عائشة وعزاه لابن السمان في الموافقة.
(4)
ذكره القاضي عياض في الشفا 1/ 104 عن أبي الحمراء، وجاء بلفظ «لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فرأيت في ساق العرش الأيمن مكتوب: لا إله إلا الله
…
» وهو حديث واه. انظر: المتقي في الكنز 11/ 624.
(5)
حريز بن عثمان الرحبي، أبو عثمان الحمصي، روى عنه يزيد بن هارون، ثقة، ولكنه اتهم بانتقاصه لعلي بن أبي طالب والنيل منه، مات في سنة 163 هـ. انظر: الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 8/ 265 - 270، ابن الجوزي: المنتظم 8/ 266، ابن حجر: التهذيب 2/ 237 - 240.
(6)
الخبر ذكره الخطيب في تاريخ بغداد 14/ 347 عن حويقدة، ابن الجوزي في المنتظم 8/ 267، 10/ 158.
وعن زر
(1)
قال: جلس رجلان يتغذيان، مع أحدهما خمسة أرغفة، ومع الآخر ثلاثة فلما وضعا الغذاء، مر رجل آخر فسلم، فقالا: اجلس، فأكل معهما، فلما قام طرح لهما ثمانية دراهم، فقال صاحب الخمسة الأرغفة:
لي خمسة دراهم، ولك ثلاث، فقال [صاحب الثلاثة الأرغفة:]
(2)
لا أرضى إلا أن تكون الدراهم بيننا نصفين، وارتفعا إلى علي رضي الله عنه فقال لصاحب الثلاثة: خذ الثلاثة، فقال لا أرضى إلا بالحق، فقال له: ليس لك في مرّ الحق إلا درهم واحد وله سبعة، فقال الرجل: عرفني حتى أقبل، فقال علي رضي الله تعالى عنه: أليس الثمانية الأرغفة أربعة وعشرون ثلثا أكلتموها وأنتم ثلاثة وكل أكلكم على السواء، فأكلت أنت ثمانية أثلاث وإنما لك تسعة أثلاث، وأكل صاحبك ثمانية أثلاث وله خمسة عشر ثلثا، [أكل منها ثمانية]
(3)
ويبقى له سبعة، فأكل لك ثلثا واحدا [من تسعة،]
(4)
فلك واحد بواحدك، وله سبعة [بسبعته]
(5)
فقال [له الرجل:]
(6)
رضيت الآن
(7)
.
(1)
زر بن حبيش الأسدي الكوفي، أبو مريم، محدث ثقة من التابعين، مات في سنة 181 هـ أو 182 هـ أو 183 هـ. انظر: ابن الجوزي: صفة الصفوة 3/ 31، ابن حجر: التهذيب 2/ 321 - 322.
(2)
الإضافة للضرورة من الاستيعاب 3/ 1105.
(3)
الإضافة للضرورة من الاستيعاب 3/ 1105.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(7)
الخبر ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 1105 عن زر بن حبيش.
الفصل الرابع
في ذكره نبذة من بعض فضائل الخلفاء الأربعة
رضي الله تعالى عنهم
قال عليه الصلاة والسلام: «أنا مدينة العلم، وأبو بكر أساسها، وعمر حيطانها، وعثمان سقفها، وعلي باباها»
(1)
.
وقال عليه الصلاة والسلام: «إن الله عز وجل فرض عليكم حب أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، كما فرض عليكم الصلاة والصدقة والحج والزكاة، فمن أبغض واحدا منهم، فلا صلاة ولا صدقة له ولا صيام له ولا حج له ولا زكاة له، ويحشر يوم القيامة إلى النار»
(2)
.
وقال عليه الصلاة والسلام: «أبو بكر وزيري يقوم مقامي، وعمر ينطق بلساني، وأنا من عثمان وعثمان مني، وعلي ابن عمي وأخي وحامل رايتي»
(3)
.
وقال عليه الصلاة والسلام: «أبو بكر أرق أمتي وأرحمها، وعمر بن الخطاب أحنى أمتي وأعدلها، وعثمان بن عفان أحيا أمتي وأكرمها، وعلي بن أبي طالب ألب أمتي وأسماها»
(4)
.
(1)
أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 126 عن ابن عباس، ابن الجوزي في الموضوعات 1/ 349 - 353 عن علي وابن عباس وجابر من طرق متعددة وقال:«هذا حديث لا يصح من جميع الوجوه» .
(2)
ذكره الديلمي في الفردوس 1/ 173 برقم (645) من طريق أنس، وابن عراق في تنزيه الشريعة 1/ 406 برقم (180) وقال:«ابن عساكر من حديث ابن عمر من طريق أحمد بن نصر الذراع» وأحمد بن نصر كذاب كما جاء في لسان الميزان 1/ 317، وذكره محب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 41 من حديث أنس بن مالك.
(3)
ذكره الديلمي في الفردوس 1/ 437 برقم (1782) من حديث أنس وعزاه السيوطي لابن النجار عن أنس وفيه محمد بن حميد العتكي، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 41 من حديث جابر بن عبد الله، والسيوطي في جمع الجوامع برقم (205)، والمتقي في الكنز برقم (33063) وعزاه لابن النجار من حديث أنس.
(4)
ذكره الديلمي في الفردوس برقم (1787) 1/ 438 من حديث شداد بن أوس.
وقال عليه الصلاة والسلام: «حب أبي بكر يوجب الغفران، وحب عمر يمحو العصيان، وحب عثمان يقوي الإيمان، وحب علي يدخل الجنان»
(1)
.
(2)
. رواه صاحب الغيلانيات.
تحذير لمن أبغض أحدا من/أصحابه
(3)
رضوان الله عليهم
أجمعين:
قال عليه الصلاة والسلام: «كل الناس يرجون النجاة إلا من سب أصحابي، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا»
(4)
.
(1)
ذكره الديلمي في الفردوس برقم (2750) 2/ 142 من حديث أنس وقال ابن عراق في تنزيه الشريعة 1/ 355 «الخطيب من حديث ابن عباس من طريق محمد بن مسلمة الواسطي وقال: باطل» .
(2)
الحديث ذكره محب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 46 عن أنس بن مالك وعزاه لأبي سعيد في شرف النبوة والغيلاني، وجزء الحديث ذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 42 عن أيوب السختياني.
(3)
يلاحظ أن الأوراق الثلاثة الأخيرة من مصورة الحرم المكي - الأصل - والتي تحمل أرقام: (309، 311،310) كتبت بخط نسخي دقيق جدا، وعدد الأسطر (38) سطرا، بينما بقية أوراق المخطوط كتب بخط مخالف وعدد الأسطر (28) سطرا.
(4)
ذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 266 بلفظ «لا تسبوا أصحابي .. » ، المتقي الهندي في كنز العمال برقم (32539) وعزاه للحاكم في تاريخه عن ابن عمر.
وقال مالك: «من أغاظ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فهو كافر، قال الله تعالى:
(1)
.
وروى الترمذي
(2)
وغيره عن علي رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي، قلت: لبيك يا رسول الله، فقال: «هذان المقبلان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين، إلا النبيين والمرسلين، لا تخبرهما [يا علي]
(3)
- يعني أبا بكر وعمر رضي الله عنهما».
وقال صلى الله عليه وسلم: «أنا [الأول]
(4)
، وأبو بكر الثاني، وعمر الثالث. والناس بعدنا على سباق الأول فالأول»
(5)
.
وقال صلى الله عليه وسلم: «إني لأرجو لأمتي بحب أبي بكر وعمر، كما أرجو لهم بقول لا إله إلا الله»
(6)
.
وقال صلى الله عليه وسلم: «أطيعوا [أبا بكر الصديق، ثم عمر تهتدوا، واقتدوا بهما ترشدوا»
(7)
.
(1)
سورة الفتح آية (29)، وقول مالك ذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 42، الأشخر اليمني في بهجة المحافل 2/ 404.
(2)
أخرجه الترمذي في سننه كتاب المناقب عن أنس برقم (3664) وعن علي برقم (3665) 5/ 570 وقال أبو عيسى: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وأحمد بن حنبل في فضائل الصحابة 185،159،1/ 123 عن علي.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
أخرجه ابن عدي في الكامل 1/ 395 في ترجمة أصرم بن حوشب وذكر له طائفة من الأحاديث وهذا منها وقال: «هذه الأحاديث بواطل» ، وذكره الخطيب في تاريخ بغداد 7/ 31 من حديث ابن عباس بلفظ مقارب.
(6)
ذكره الديلمي في الفردوس 1/ 59 برقم (167) من حديث أنس بن مالك، والمتقي الهندي في كنز العمال برقم (32702) وعزاه للديلمي في الفردوس عن أنس.
(7)
ذكره الديلمي في الفردوس برقم (205) 11/ 70.
وعن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: «اقتدوا بالذين من بعدي]
(1)
أبا بكر وعمر»
(2)
.
وقال صلى الله عليه وسلم: «لكل نبي خاصة، وخاصتي أبو بكر وعمر»
(3)
.
وقال صلى الله عليه وسلم: «اللهم إنك باركت لأمتي في صحابتي، فلا تسلبهم البركة، [وباركت لأصحابي في أبي بكر وعمر، فلا تسلبهم البركة،]
(4)
اللهم أعن عمر بن الخطاب، وصبّر عثمان بن عفان، ووفق عليا، واغفر لطلحة، وثبت الزبير، وسلم [سعدا]
(5)
ووقر عبد الرحمن بن عوف، وألحق بي السابقين الأول من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين»
(6)
.
وقال صلى الله عليه وسلم: «الخليفة من بعدي أبو بكر ثم عمر»
(7)
.
وقال صلى الله عليه وسلم: «سألت جبريل، فقلت: يا جبريل أخبرني عن فضل عمر، فقال: والذي بعثك بالحق نبيا لو قعدت معك ما لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، ما فرغت من فضائل عمر، وما عمر إلا حسنة من
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
حديث حذيفة أخرجه أحمد في المسند 5/ 382 وفي فضائل الصحابة 1/ 359، الترمذي في سننه برقم (3662) 5/ 569، الحاكم في المستدرك 76،3/ 75، وذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 41.
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير 10/ 94، وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 52، والمتقي في الكنز برقم (32677) وعزاه لابن عساكر.
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(5)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(6)
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 5/ 470 من حديث يعقوب الأصم بإسناد له عن الزبير بن العوام وفي إسناده سيف بن عمر الضبي وهو ضعيف متروك الحديث، وذكره محب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 36 من حديث الزبير.
(7)
ذكره الديلمي في الفردوس برقم (3020) 2/ 206 من رواية الزبير بن عوام. ولا شك بوضع هذا الحديث، إذ لو صح ذلك لما اجتمعت الأمة على الصديق في سقيفة بني ساعدة.
حسنات أبي بكر»
(1)
.
[وقال عليه الصلاة والسلام: «مكتوب على العرش لا إله إلا الله محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، وعمر الفاروق، وعثمان الشهيد»
(2)
.
وقال عليه الصلاة والسلام: «مثل]
(3)
أبي بكر الصديق وعمر مثل نوح وإبراهيم في الأنبياء عليهم السلام، أحدهما الصديق أشد في الله تعالى من الحجارة وهو مصيب، والآخر ألين في الله من اللبن وهو مصيب»
(4)
.
وقال صلى الله عليه وسلم: «مثل أبي بكر الصديق مثل اللبن في الصفاء، ومثل عمر كمثل الزلال المنزل من السماء، ومثل عثمان كمثل العسل، ومثل علي كمثل الخمر لذة للشاربين، وهذه أربعة أنهار في الجنة»
(5)
.
وقال صلى الله عليه وسلم: «وزيراي من أهل السماء: جبريل وميكائيل، ووزيراي من أهل الأرض: أبو بكر وعمر»
(6)
.
وقال عليه الصلاة والسلام: «وضعت في كفة الميزان، ووضعت الأمة في
(1)
ذكره السيوطي في تاريخ الخلفاء ص 51 من حديث عمار بن ياسر، والديلمي في الفردوس 2/ 313 برقم (3414).
(2)
ذكره الديلمي في الفردوس 4/ 123 برقم (6382) من حديث البراء بن عازب، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 46 من حديث جعفر بن محمد عن أبيه عن جده.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
ذكره الديلمي في الفردوس 4/ 134 برقم (6418) من حديث جابر بن عبد الله، والمتقي الهندي في كنز العمال برقم (32696) وعزاه لأبي نعيم من حديث جابر وفي سنده حفص بن عمر بن ميمون وهو ضعيف.
(5)
ذكره الديلمي في الفردوس برقم (6415) 4/ 133 - 134، وقال ابن عراق في تنزيه الشريعة 1/ 389 «الديلمي عن ابن عباس وفيه مقصور بن عبد الله كذاب والحسن الصغاني وما عرفته» .
(6)
أخرجه الحاكم في المستدرك 2/ 264 من حديث أبي سعيد الخدري وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» .
الكفة الأخرى فرجحت بهم، ثم وضع أبو بكر في مكاني فرجح بهم - هذه رواية صاحب الفردوس في الصحيح - ثم عثمان فرجح بهم، ثم رفع الميزان»
(1)
.
وقال أبو حيان التميمي، عن أبيه، عن علي [بن أبي طالب]
(2)
رضي الله عنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم كما رأيته وسمعته كما سمعتموني وهو يقول:
«إذا قال العبد من أمتي لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله على محمد [المصطفى]
(3)
الحبيب، وعلى أبي بكر الشقيق، وعلى عمر القرن الحديد، وعلى عثمان بن عفان المظلوم الشهيد، وعلى علي بن أبي طالب ذي البأس الشديد، هؤلاء أصحاب محمد خير العبيد، قال: يقول الله تعالى يا عبدي إن كنت صليت عليهم مخافة النار فقد أمنتك بها، وإن كنت صليت عليهم فرقا من خصمائك فقد أبراك كلهم وأرضيتهم عنك، وإن كنت صليت عليهم طلبا لمغفرتي فقد غفرت لك وما كان منك ولا أبالي كرامة لمحمد صلى الله عليه وسلم، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قال العبد من أمتي هذا في كل يوم قال الله تعالى بالغ عبدي في رضاي وأنا مبلغ عبدي رضاه في جنة عالية وانقطع العلم أن يوصف حاله عند الله من الكرامات في الجنة» ذكره الشيخ مخلص الدين أبو الفضل يونس بن محمد بن بندار [الدينوري.]
(4)
/وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرحم أمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأعلمهم عليّ، وأقرأهم أبي بن كعب، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وإن لكل أمة أمينا وإن
(1)
ذكره المتقي الهندي في كنز العمال برقم (36111) وعزاه لابن عساكر عن ابن عمر وأبي أمامة وفيه «عمر» بدلا من عثمان، وهو المروي.
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
سقط من الأصل والاضافة من (ط) والخبر رؤية مزعومة ولا يعمل بالرؤى، والمنامات ليس حجة في الأحكام.
أمين هذه الأمة أبو عبيدة»
(1)
.
وعن أبي بكر الكناني قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ثلثمائة وأربعة وثلاثين مرة، فرأيته ليلة وعنده أبو بكر وعمر، إذ أقبل علي بن أبي طالب، فقلت في نفسي أسأل عما شجر بينهم، فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا أبا بكر لا تدخل بين أصحابي وخلفائي.
وعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: سألت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عن عرش رب العزة [فقال: «سألت جبريل عن عرش رب العزة]
(2)
قال: سألت ميكائيل عن عرش رب العزة قال: سألت إسرافيل عن عرش رب العزة قال: سألت الروح عن عرش رب العزة قال:
سألت اللوح عن عرش رب العزة قال: سألت القلم عن عرش رب العزة قال:
إن للعرش ثلثمائة وستين ألف قائمة، كل قائمة من قوائمة كأطباق الدنيا ستين ألف مرة، تحت كل قائمة ستون ألف مدينة، في كل مدينة ستون ألف صحراء، في كل صحراء ستون ألف عالم، كل عالم مثل الثقلين الإنس والجن ستون ألف مرة لا يعلمون أن الله خلق آدم ولا إبليس ألهمهم الله أن يستغفروا لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم أجمعين».
تحذير لمن نقص بأحد منهم أو سبه:
قال مالك: «من شتم أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الخلفاء، أو معاوية، أو عمرو بن العاص، فإن قال: كلهم كانوا على ضلال وكفر قتل، وإن
(1)
أخرجه أحمد في المسند 3/ 184 عن أنس، الترمذي في سننه عن أنس بن مالك برقم (3790) 5/ 623 وقال أبو عيسى:«هذا حديث حسن غريب» .
(2)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
سبهم بغيره من مشاتمة الناس نكل نكالا شديدا»
(1)
.
(2)
.
وحكى [أبو محمد بن أبي]
(3)
زيد، عن سحنون فيمن قال في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي - من قال: إنهم كانوا على ضلال وكفر قتل، ومن شتم غيرهم من الصحابة بمثل هذا نكل نكالا شديدا
(4)
.
وعن مالك بن أنس: أن [من سبّ]
(5)
أبا بكر جلد، ومن سب عائشة رضي الله عنها قتل
(6)
.
وعنه صلى الله عليه وسلم: «كل الناس يرجون النجاة إلا من سب أصحابي، فإن أهل الموقف تلعنهم»
(7)
.
وقال صلى الله عليه وسلم: «من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه لا صرفا ولا عدلا»
(8)
.
(1)
قول مالك كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 2/ 267.
(2)
قول ابن حبيب كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 2/ 267.
(3)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(4)
قول أبي محمد بن أبي زيد كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 2/ 267.
(5)
الإضافة للضرورة من الشفا 2/ 267.
(6)
قول مالك بن أنس كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 2/ 267.
(7)
ذكره المتقي الهندي في كنز العمال برقم (32539) وعزاه للحاكم في تاريخه عن ابن عمر.
(8)
ذكره القاضي عياض في الشفا 266،2/ 42 عن أنس، أبو نعيم في حلية الأولياء 7/ 103 عن أنس، الخطيب في تاريخ بغداد 14/ 241 عن أنس، محب الدين الطبري في الرياض النضرة 1/ 22 عن أنس.
وقال مالك: من غاظ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، كفر، قال الله تعالى:
(1)
.
وعنه صلى الله عليه وسلم أيضا: «من أبغض أصحابي وسبهم فليس له في فيء المسلمين من حق»
(2)
.
وقال مالك: خصلتان من كانتا فيه نجا: الصدق، وحب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
(3)
.
وقال صلى الله عليه وسلم: «من حفظني في أصحابي كنت له حافظا يوم القيامة»
(4)
.
وقال عليه الصلاة والسلام: «من حفظني في أصحابي ورد عليّ الحوض، ومن لم يحفظني في أصحابي لم يرد عليّ الحوض، ولم يرني إلا من بعيد»
(5)
.
وروي عن كعب أنه [قال:]
(6)
ليس أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، إلا له شفاعة يوم القيامة وطلب كعب من المغيرة بن نوفل أن يشفع له يوم القيامة
(7)
.
(1)
سورة الفتح آية (29)، وقول مالك كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 2/ 42.
(2)
ذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 42.
(3)
قول مالك كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 2/ 42.
(4)
أخرجه أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة 2/ 908،1/ 54 عن عطاء بن أبي رباح مرسلا وقال محقق الكتاب:«اسناده ضعيف لإرساله ورجاله رجال الحسن» وذكره عياض في الشفا 2/ 43.
(5)
أخرجه ابن عدي في الكامل 6/ 2103 من حديث ابن عمر وفي اسناده كادح بن رحمة العرني وقال: «ولكادح غير ما أمليت أحاديث وأحاديثه عامة ما يرويه غير محفوظة ولا يتابع عليه في أسانيده ولا في متونه» ، وذكره القاضي عياض في الشفا 2/ 43، المتقي الهندي في كنز العمال برقم (32534) وعزاه للطبراني في الكبير عن ابن عمر.
(6)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(7)
قول كعب كذا ورد عند القاضي عياض في الشفا 2/ 43.
وعنه صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أصحابي، فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه»
(1)
. أي نصفه، والعرب تسمي النصف: النصيف، كما قالوا في العشر العشير، والخمس خميس
(2)
، وكذلك في التسع والثمن، واختلفوا في السبع والسدس والربع، فمنهم من قاله، ومنهم من لا قاله. قال أبو عبيد: ولم أسمع في الثلث شيئا
(3)
والنصيف أيضا كما روى في الحديث والنصيف إحداهن.
وقال أبو العباس أحمد بن أبي بكر بن إسحاق بن مسمار قال: كان لي جار مسرف على نفسه، فتوفي، فلما كان بعض الليالي، إذ طرق علي الباب، ففتحت فرأيت شخصا بهما، أرفع رأسي لم أرى وجهه فقال: أمش معي، فمشيت فبلغ المقبرة، فحفر قبرا ورفعنا اللبن، فرأيت روضة واسعة، وسريرا في وسطها وعليه فرش، ورأيت جاري نائما على السرير، فقال لي: أتعرف هذا؟ فقلت: نعم بما بلغ هذا؟ قال: كان من دعائه أن يقول خلف كل صلاته:
اللهم ارحم أبا بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين.
وعن بشر بن الحارث قال: ما أنا بشيء أوثق مني بحب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
(1)
أخرجه البخاري في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لو كنت متخذا خليلا» عن أبي سعيد الخدري برقم (3683) 4/ 236، مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب تحريم سب الصحابة عن أبي سعيد برقم (222) 4/ 1967، الترمذي في سننه كتاب المناقب باب فضل من بايع تحت الشجرة عن أبي سعيد برقم (3861) 5/ 653.
(2)
انظر: ابن منظور: اللسان مادة «نصف» حيث أورد هذه المفردات اللغوية.
(3)
والثلث والثليث من الأجزاء معروفة يطرد ذلك عند بعضهم في هذه الكسور، والأصمعي يقول: الثليث بمعنى الثلث ولم يعرفه أبو زيد، والثلث سهم من ثلاثة، ويقال: ثليث مثل ثمين وسبيع وخميس ونصيف. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «ثلث» .
وعن أبي عثمان الصابوني، عن أبي جعفر/الخالدي
(1)
قال: سرت في قافلة من الروافض، ثم لقي من تفضيل ساداتنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي الله تعالى عنهم، نصف صفحة لقيتها مقطعة، فاقتصرت عن شيء أكتبه ولم أتفهمه فأسير مخالفا ما في نسخة سيدي ورضوان الله عليهم أجمعين.
الفصل الخامس
في ذكر من استوطن المدينة الشريفة
من الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين
وغيرهم من التابعين
فالمذكورون من الصحابة مائة وأربعة وثلاثون، ومن غيرهم ستة وثلاثون.
وبهذا الفصل يتم المقصود والله الموفق:
أبيّ بن كعب، وأسيد بن حضير، وأسيد بن ظهير، وأسلم، والبراء، وبلال بن رباح، وبلال بن الحارث، وبشر بن سحيم، وبشر بن سعد، وثابت ابن رديعة، وعبد الله بن عتبة، وجبير بن مطعم، وجرهد، وأبو ذر واسمه جندب، وأبو قتادة واسمه الحارث، وحكيم بن حزام، وحمل بن مالك، وحنظلة، وخالد بن الوليد، وخلاد بن السائب، وخفاف، وخوات، وذؤيب، ورافع بن خديج، ورافع بن مكيث، وربيعة بن كعب، ورفاعة بن رافع، ورفاعة
(1)
الورقة الأخيرة من مصورة الحرام المكي - الأصل - رقم «311» وضعت في مكانها حسب الترتيب الطبيعي لأوراق المصورة، ولكن الورقة اليسرى والمقابلة لها والتي تحمل رقم «312» ليست في مكانها وتمثل في الحقيقة ورقة رقم «302» من مصورة الحرم المكي.
أبو لبابة، ورفاعة بن عرابة، وركانة، ورويفع، والزبير، وزيد بن ثابت، وزيد ابن حارثة، وزيد بن الخطاب، وزيد بن خالد، وزيد بن سهل، وزيد بن الصامت، والسائب بن خلاد، وسبرة، وسراقة، وسعد بن عبادة، وسعيد بن زيد، وسفيان بن أبي العرجاء، وسعد بن أبي وقاص، وأبو سعيد الخدري واسمه سعد، وسفينة، وسلمة بن الأكوع، وسلمة بن صخر، وسويد بن النعمان، وسهل بن أبي حثمة، وسهل بن سعد، وشبل بن معبد، وصخر بن حرب، والصعب بن جثامة، وصهيب، والضحاك بن سفيان، وطلحة بن عبيد الله، وعامر بن ربيعة، وأبو عبيدة بن الجراح واسمه عامر، والعباس بن عبد المطلب، وعبد الله بن أنيس، وعبد الله بن أرقم، وعبد الله بن جعفر، وعبد الله بن حذافة، وعبد الله بن زيد، وعبد الله بن زمعة، وعبد الله بن عبد الأسد، وعبد الله بن عتيك، وعبد الله بن عثمان، وأبو بكر الصديق مات بالمدينة، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن كعب، وعبد الله بن مسعود، وعبد الرحمن [بن أزهر أبو جبير، وعبد الرحمن بن سعد أبو حميد الساعدي]
(1)
وعبد الرحمن بن عثمان، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو هريرة، وعتبان، وعثمان بن حنيف، وعثمان بن عفان، وعقيل بن أبي طالب، والعلاء بن الحضرمي، وعمار، وعمار ابن معاذ، وعمر بن الخطاب، وعمر بن أبي سلمة القرشي، وعمرو بن أمية، وعمير مولى آبى اللحم، وعويمر أبي الدرداء، وقتادة بن النعمان، وكعب بن عجرة، وكعب بن عمرو، وكعب بن مالك، ومالك بن التيهان، ومالك بن ربيعة، ومالك بن صعصعة، ومالك بن ضمرة، ومجمع بن جارية، ومحمد بن عبد الله ابن جحش، ومحمد بن مسلمة، ومحمود بن الربيع، ومحجن، ومعمر بن عبد الله، ومعاوية بن الحكم السلمي، والمقداد، وناجية، ونوفل بن معاوية،
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
وهزال، وهشام بن الحكيم، ويزيد بن ثابت، ويزيد بن السائب.
وممن لا يعرف اسمه:
[أبو]
(1)
بشير الأنصاري، وأبو خيرة، وأبو زيد الأنصاري، وأبو مربع
(2)
.
ومن كبار التابعين وممن بعدهم:
أبو سعيد المقبري، ومحمد بن الحنفية، وسعيد بن المسيب، وأبو سلمة ابن عبد الرحمن، وعطاء بن يسار، وسليمان بن يسار، وعروة بن الزبير، وخارجة بن زيد، والمقسم، وسالم، وعبد الله بن عبد الله، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وعلي بن الحسين، وعكرمة، وكريب مولى ابن عباس، ومقسم مولى ابن عباس، وعلي بن عبد الله بن عباس، ونافع، وعمر بن عبد العزيز، وأبو بكر بن حزم، والزهري، ومحمد بن المنكدر، وزيد بن أسلم، وأبو الزناد، وربيعة الرأي، وصفوان بن سليم، وأبو حازم الأعرج، ويحيى بن سعيد القطان، وإبراهيم بن عقبة، ومحمد بن عقبة، وموسى بن عقبة، وابن إسحاق، ومالك بن أنس، ويوسف الماجشون، والدراوردي، والواقدي، والسلام
(3)
.
(1)
سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(2)
بالتدقيق في جريدة أسماء الصحابة الذين استوطنوا المدينة التي أوردها المؤلف، بلغ عدد الأسماء مائة وثمانية عشر، وعند ابن النجار في الدرة 2/ 405 بلغ عدد أسماء الصحابة الذين استوطنوا المدينة مائة وثلاث وعشرون.
(3)
بالتدقيق في جريدة أسماء التابعين ومن بعدهم الذين استوطنوا المدينة - التي أوردها المؤلف كان العدد مطابقا لما ذكره في أول الفصل (36)، وعند ابن النجار في الدرة 2/ 405 بلغت جريدة الأسماء (34).
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما، والحمد لله رب العالمين.
تم آخر نهار يوم الجمعة 16 من شوال سنة 751 هـ
(1)
.
****
تم بحمد الله تعالى وتوفيقه تحقيق الكتاب
في بلد الله الحرام: مكة المكرمة
غرة رمضان المبارك 1418 هـ /يناير 1998 م
ألمحقق
أ. د/محمد عبد الوهاب فضل
10 -
فهرس المصادر والمراجع التي اعتمد عليها
في الدراسة والتحقيق
أولا - المصادر العربية القديمة:
*1 - القرآن الكريم
*ابن الأثير: عز الدين علي بن محمد الجزري (ت 630 هـ)
2 -
أسد الغابة في معرفة الصحابة، طبعة دار الشعب القاهرة 1970 م.
3 -
اللباب في تهذيب الأنساب، نشر دار صادر بيروت 1400 هـ /1980 م
*ابن الأثير: مجد الدين المبارك بن محمد الجزري (ت 606 هـ)
4 -
النهاية في غريب الحديث والأثر، تحقيق طاهر أحمد الزاوي، د/محمود محمد الطناحي، طبعة عيسى البابي الحلبي بالقاهرة 1383 هـ /1963 م
*الأزرقي: محمد بن عبد الله (ت نحو 250 هـ)
5 -
أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار، تحقيق رشدي صالح ملحس، نشر دار الثقافة بيروت 1399 هـ /1979 م
*الأزهري: محمد بن أحمد أبو منصور (ت 370 هـ)
6 -
تهذيب اللغة، تحقيق د/عبد الحليم النجار، طبع ونشر الدار القومية القاهرة 1384 هـ /1964 م
*الأشخر اليمني: جمال الدين محمد بن أبي بكر (ت 991 هـ)
7 -
شرح بهجة المحافل وبغية الأماثل، نشر المكتبة العلمية المدينة المنورة «بدون تاريخ» .
*الأصمعي: عبد الملك بن قريب (ت 210 هـ)
8 -
الأضداد، طبع ونشر المطبعة الكاثوليكية بيروت 1912 م
*ابن الأنباري: محمد بن القاسم (ت 328 هـ)
*ابن النباري: محمد بن القاسم (ت 328 هـ)
9 -
المذكر والمؤنث، طبع ونشر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية القاهرة 1401 هـ /1981 م
*ابن إياس: محمد بن أحمد أبو البركات (ت 930 هـ)
10 -
بدائع الزهور في وقائع الدهور، نشر الهيئة العامة للكتاب القاهرة 1982 م
*بامخرمة: محمد الطيب (ت 947 هـ)
11 -
قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر، مخطوط بمركز إحياء التراث الاسلامي جامعة أم القرى مكة المكرمة رقم 1150 تاريخ
*البخاري: محمد بن إسماعيل (ت 256 هـ)
12 -
التاريخ الكبير، طبع دائرة المعارف العثمانية، الهند حيدراباد الدكن، تحقيق عبد الرحمن المعلمي اليماني «بدون تاريخ»
13 -
صحيح البخاري (مع الفتح)، المطبعة السلفية القاهرة 1380 هـ، طبعة دار الفكر العربي للطباعة والنشر والتوزيع بيروت «بدون تاريخ»
*أبو بكر المراغي: أبو بكر بن الحسين بن عمر (ت 816 هـ)
14 -
تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة، تحقيق محمد عبد الجواد الأصمعي، نشر دار الكتب المصرية القاهرة 1374 هـ / 1955 م
*البلاذري: أحمد بن يحيى (ت 279 هـ)
15 -
أنساب الأشراف، تحقيق د/محمد حميد الله نشر دار المعارف
القاهرة 1959 م
16 -
فتوح البلدان، طبع ونشر المكتبة التجارية القاهرة 1350 هـ / 1932 م
*البلخي: أحمد بن سهل (ت 322 هـ)
17 -
البدء والتاريخ، طبعة باريس 1899 م
*البيهقي: أحمد بن الحسين أبو بكر (ت 458 هـ)
18 -
دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، تحقيق د/عبد المعطي قلعجي، نشر دار الكتب العلمية بيروت 1405 هـ / 1985 م
*ابن تغري: يوسف بن تغري بردى الأتابكي (ت 874 هـ)
19 -
النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، طبعة دار الكتب المصرية القاهرة 1383 هـ /1963 م
*الترمذي: محمد بن عيسى (ت 279 هـ)
20 -
الجامع الصحيح اعتنى به أحمد محمد شاكر، نشر دار إحياء الكتب العلمية بيروت 1356 هـ /1937 م
*الثعالبي: عبد الملك بن محمد أبو منصور (ت 429 هـ)
21 -
تاريخ غرر السير، نشر مكتبة الأسدي طهران 1963 م
*ابن جرير الطبري: محمد بن جرير أبو جعفر (ت 310 هـ)
22 -
تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، طبع ونشر دار المعارف القاهرة 1387 هـ /1967 م
23 -
جامع البيان عن تأويل آي القرآن، طبعة عيسى البابي الحلبي القاهرة 1381 هـ /1968 م
*ابن أبي جمرة: عبد الله بن أبي جمرة الأندلسي (ت 699 هـ)
24 -
بهجة النفوس وتحليتها بمعرفة ما لها وما عليها، مطبعة الصدق القاهرة 1348 هـ
*الجندي: المفضل بن محمد أبو سعيد (ت 308 هـ)
25 -
فضائل المدينة، تحقيق محمد مطيع الحافظ، طبعة دار الفكر دمشق 1405 هـ /1985 م
*الجواليقي: منصور بن أحمد أبو منصور (ت 540 هـ)
26 -
المعرب من الكلام الأعجمي، طبعة دار الكتب المصرية القاهرة 1379 هـ /1969 م
*ابن الجوزي: عبد الرحمن بن علي أبو الفرج (ت 597 هـ)
27 -
تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التاريخ والسير، نشر مكتبة الآداب القاهرة 1975 م
28 -
سلوة الأحزان، تحقيق د/سهير مختار، د/آمنة محمد نصير، نشر منشأة المعارف الاسكندرية 1970 م
29 -
صفة الصفوة، تحقيق محمد فاخوري، نشر دار الوعي حلب 1389 هـ /1969 م
30 -
مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن، مخطوط بمركز إحياء التراث الاسلامي، جامعة أم القرى مكة المكرمة رقم 421 تاريخ
31 -
المدهش، نشر دار الجيل بيروت 1973 م
32 -
المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، تحقيق محمد عبد القادر عطا، مصطفى عبد القادر عطا، نشر دار الكتب العلمية بيروت 1412 هـ /1992 م
33 -
الموضوعات، تحقيق عبد الرحمن محمد عثمان، طبعة السلفية
المدينة المنورة 1386 هـ /1966 م
34 -
نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر، تحقيق محمد عبد الكريم، كاظم الراضي، نشر مؤسسة الرسالة بيروت 1404 هـ /1984 م
35 -
الوفا بأحوال المصطفى، تحقيق د/مصطفى عبد الواحد، نشر دار الكتب الحديثة القاهرة 1386 هـ /1966 م
*الجوهري: إسماعيل بن حمادة (ت 393 هـ)
36 -
الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، تحقيق أحمد عبد الغفور عطا، نشر دار العلم بيروت 1376 هـ /1956 م
*ابن أبي حاتم: عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي (ت 327 هـ)
37 -
الجرح والتعديل، طبعة دائرة المعارف العثمانية حيدر أباد 1372 هـ /1953 م
*الحاكم أبو عبد الله: محمد بن عبد الله النيسابوري (ت 405 هـ)
38 -
المستدرك على الصحيحين، نشر مكتبة النصر الرياض «بدون تاريخ»
39 -
معرفة علوم الحديث، تحقيق السيد معظم حسين، نشر المكتب التجاري بيروت «بدون تاريخ»
*ابن حبان: محمد بن حبان البستي (ت 354 هـ)
40 -
الثقات، طبعة دائرة المعارف العثمانية حيدر أباد الهند 1402 هـ /1982 م
41 -
المجروحين، تحقيق محمود إبراهيم زايد، طبعة دار الوعي حلب 1396 هـ
*ابن حبيب: محمد بن حبيب الهاشمي (ت 245 هـ)
42 -
المحبر، تحقيق د/ايلزه ليختن شتير، نشر دار الآفاق الجديدة بيروت «بدون تاريخ»
*ابن حجر: شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ)
43 -
الاصابة في تمييز الصحابة، تحقيق علي محمد البجاوي، نشر دار النهضة المصرية القاهرة 1970 م
44 -
انباء الغمر بأنباء العمر، طبع دائرة المعارف العثمانية حيدر آباد الهند 1387 هـ /1967 م
45 -
تقريب التهذيب، تحقيق محمد عوامة، نشر دار الرشيد حلب، ودار البشائر الاسلامية بيروت 1406 هـ /1986 م
46 -
تهذيب التهذيب، طبع دائرة المعارف العثمانية حيدرآباد الهند 1325 هـ
47 -
الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، تحقيق محمد سيد جاد الحق، نشر دار الكتب الحديثة القاهرة 1385 هـ /1966 م
48 -
فتح الباري بشرح صحيح البخاري، المطبعة السلفية القاهرة 1380 هـ
49 -
لسان الميزان، طبعة دائرة المعارف العثمانية حيدرآباد الهند 1329 هـ
*ابن حديدة: محمد بن علي بن أحمد بن حديدة الأنصاري (ت 783 هـ)
50 -
المصباح المضي في كتاب النبي الأمي، تحقيق محمد عظيم الدين، نشر عالم الكتب بيروت 1405 هـ /1985 م
*ابن حزم: علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي (ت 456 هـ)
51 -
جمهرة أنساب العرب، تحقيق عبد السلام محمد هارون،
نشر دار المعارف القاهرة 1391 هـ /1971 م
*حسان بن ثابت الأنصاري (ت 54 هـ)
52 -
الديوان، تحقيق وليد عرفات لندن 1971 م
*حماد بن إسحاق بن إسماعيل (ت 267 هـ)
53 -
تركة النبي صلى الله عليه وسلم، تحقيق د/أكرم ضياء الدين العمري 1404 هـ /1984 م «لم يذكر مكان الطبع»
*الحميري: نشوان بن سعيد (ت 573 هـ)
54 -
ملوك حمير وأقيال اليمن، تحقيق السيد علي المؤيد، وإسماعيل أحمد الجرافي طبعة السلفية القاهرة 1395 هـ
*ابن حنبل أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (ت 241 هـ)
55 -
فضائل الصحابة، تحقيق وصي الله محمد عباس، نشر مركز البحث العلمي جامعة أم القرى مكة المكرمة 1403 هـ /1983 م
56 -
المسند، نشر المكتب الاسلامي ودار صادر بيروت «بدون تاريخ»
*ابن خرداذبة: عبيد الله بن عبد الله (ت تقريبا 300 هـ)
57 -
المسالك والممالك، نشر مكتبة المثنى بغداد «بدون تاريخ» *الخطيب البغدادي: أحمد بن علي (ت 463 هـ)
58 -
تاريخ بغداد، طبع ونشر الخانجي القاهرة «بدون تاريخ»
*الخفاجي: شهاب الدين أحمد (ت 1069 هـ)
59 -
نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض، نشر دار الكتاب العربي بيروت «بدون تاريخ»
*ابن خلدون: عبد الرحمن بن خلدون (ت 808 هـ)
60 -
المقدمة، طبع ونشر دار إحياء التراث بيروت «بدون تاريخ»
*ابن خياط: خليفة بن خياط العصفري (ت 240 هـ)
61 -
تاريخ خليفة، تحقيق د/أكرم ضياء العمري، نشر المجمع العلمي العراقي النجف 1386 هـ /1967 م
*الدارمي: عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي (ت 255 هـ)
62 -
السنن، نشر دار إحياء السنة النبوية «بدون اسم المدينة وتاريخ الطبع»
*أبو داود: سليمان بن الأشعث السجستاني (ت 275 هـ)
63 -
السنن، اعتنى به د/محي الدين عبد الحميد، نشر دار إحياء التراث العربي بيروت «بدون تاريخ»
*الذهبي: شمس الدين محمد بن أحمد (ت 748 هـ)
64 -
تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير الأعلام، تحقيق عمر عبد السلام تدمري وآخرون، نشر دار الكتاب العربي بيروت 1409 هـ /1989 م
65 -
تذكرة الحفاظ، نشر دائرة المعارف العثمانية حيدرآباد الدكن الهند 1376 هـ /1956 م
66 -
سير أعلام النبلاء، تحقيق شعيب الأرنؤط، وآخرون، نشر مؤسسة الرسالة بيروت 1405 هـ /1985 م
67 -
العبر في خبر من غبر، تحقيق أبو هاجر محمد السعيد زغلول، نشر دار الباز مكة المكرمة 1405 هـ /1985 م
68 -
ميزان الاعتدال، تحقيق علي محمد البجاوي، طبعة عيسى البابي الحلبي القاهرة 1382 هـ /1963 م
*الزرقاني: محمد بن عبد الباقي (ت 1122 هـ)
69 -
شرح الزرقاني على المواهب، نشر دار المعرفة بيروت،
1393 -
هـ /1973 م
*السخاوي: شمس الدين محمد بن عبد الرحمن (ت 902 هـ)
70 -
التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة، نشر دار الكتب العلمية بيروت 1414 هـ /1993 م
*ابن سعد: محمد بن سعد كاتب الواقدي (ت 231 هـ)
71 -
الطبقات الكبرى، نشر دار صادر بيروت «بدون تاريخ»
*السكتواري: علاء الدين علي ددة البسنوي (ت 1007 هـ)
72 -
محاضرة الأوائل ومسامرة الأواخر، طبعة بولاق القاهرة 1300 هـ
*السمهودي: نور الدين علي بن أحمد (ت 911 هـ)
73 -
وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى، تحقيق د/محي الدين عبد الحميد، نشر دار إحياء التراث العربي بيروت 1374 هـ / 1955 م
*ابن السني: أحمد بن محمد أبو بكر الدينوري (ت 564 هـ)
74 -
عمل اليوم والليلة سلوك النبي صلى الله عليه وسلم مع ربه، تحقيق عبد القادر أحمد عطا، نشر مكتبة الكليات الأزهرية القاهرة 1389 هـ / 1969 م
*السهيلي: عبد الرحمن بن الخطيب أبو القاسم (ت 581 هـ)
75 -
الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام، تحقيق عبد الرحمن الوكيل، نشر دار الكتب الحديثة القاهرة 1387 هـ / 1967 م
*ابن سيد الناس: محمد بن محمد فتح الدين (ت 734 هـ)
76 -
عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير، نشر دار
المعرفة بيروت «بدون تاريخ»
*ابن سيده: علي بن إسماعيل بن سيده (ت 458 هـ)
77 -
المخصص، نشر المكتب التجاري بيروت «بدون تاريخ»
*السيوطي: جلال الدين عبد الرحمن بن الكمال (ت 911 هـ)
78 -
بغية الوعاة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، طبعة عيسى البابي الحلبي القاهرة 1384 هـ /1964 م
79 -
تاريخ الخلفاء، تحقيق د/محمد محي الدين عبد الحميد، نشر المكتبة التجارية القاهرة 1389 هـ /1969 م
80 -
جمع الجوامع، مخطوط بدار الكتب المصرية القاهرة رقم 95 حديث
81 -
حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، نشر عيسى البابي الحلبي القاهرة 1387 هـ / 1976 م
82 -
الخصائص الكبرى، تحقيق د/محمد خليل هراس، نشر دار الكتب الحديثة القاهرة 1387 هـ /1967 م
83 -
رفع شأن الحبشان، تحقيق د/محمد عبد الوهاب فضل، القاهرة 1411 هـ /1991 م
84 -
اللآليء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، نشر المكتبة التجارية الكبرى القاهرة «بدون تاريخ»
85 -
المزهر في علوم اللغة وأنواعها، نشر المكتبة العصرية بيروت 1406 هـ /1986 م
*ابن شاهين: غرس الدين خليل بن شاهين (ت 872 هـ)
86 -
زبدة كشف الممالك وبيان الطرق والمسالك، نشر بولس باريس 1894 م
*ابن شبة: عمر بن شبة النميري (ت 262 هـ)
87 -
تاريخ المدينة المنورة، تحقيق فهيم شلتوت، نشر السيد حبيب محمود جدة 1402 هـ
*ابن الضياء: محمد بن محمد بن أحمد بن ضياء المكي (ت 885 هـ)
88 -
تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة، تحقيق عادل عبد الحميد العدوي، نشر المكتبة التجارية مكة المكرمة 1416 هـ /1996 م
*الطبراني: سليمان بن أحمد (ت 360 هـ)
89 -
الأوائل، تحقيق محمود شكور، نشر مؤسسة الرسالة بيروت ودار الفرقان 1403 هـ /1983 م
90 -
المعجم الكبير، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي بغداد «بدون تاريخ»
*ابن عبد البر: يوسف بن عبد الله (ت 463 هـ)
91 -
الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق علي محمد البجاوي، نشر مكتبة نهضة مصر القاهرة 1380 هـ /1960 م
*ابن عبد الظاهر: محي الدين عبد الله بن عبد الظاهر (ت 692 هـ)
92 -
الروض الزاهر في سير الملك الظاهر، طبعة الرياض 1976 م
*أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي (ت 224 هـ)
93 -
غريب الحديث، طبع دائرة المعارف العثمانية حيدرآباد الهند 1396 هـ /1976 م
*أبو عبيد البكري: عبد الله بن عبد العزيز (ت 487 هـ)
94 -
معجم ما استعجم في أسماء البلاد، تحقيق مصطفى السقا، نشر عالم الكتب بيروت «بدون تاريخ»
*أبو عبيد الهروي: أحمد بن محمد (ت 401 هـ)
95 -
الغريبين غريبي القرآن والحديث، طبع ونشر المجلس الأعلى للشئون الاسلامية القاهرة 1390 هـ /1970 م
*العجلوني: إسماعيل بن محمد (ت 1162 هـ)
96 -
كشف الخفاء ومزيل الالباس، بيروت 1350 هـ
*ابن عدي: عبد الله بن عدي الجرجاني (ت 365 هـ)
97 -
الكامل في ضعفاء الرجال، نشر دار الفكر بيروت،1404 هـ /1984 م
*ابن عراق: علي بن محمد الكناني (ت 963 هـ)
98 -
تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة، مطبعة عاطف 1378 هـ
*ابن عطاء: أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطاء السكندري (ت 709 هـ)
99 -
لطائف المنن، تحقيق د/عبد الحليم محمود، القاهرة 1974 م
*ابن عطية: عبد الحق بن عطية الأندلسي (ت 542 هـ)
100 -
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، طبعة أمير دولة قطر الدوحة 1398 هـ /1977 م
*ابن العماد: عبد الحي بن العماد الحنبلي (ت 1089 هـ)
101 -
شذرات الذهب في أخبار من ذهب، نشر المكتب التجاري بيروت «بدون تاريخ»
*عياض: القاضي عياض بن موسى اليحصبي (ت 544 هـ)
102 -
الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم، نشر مصطفى البابي الحلبي القاهرة 1369 هـ /1950 م
*الغزالي: محمد بن محمد أبو حامد (ت 505 هـ)
103 -
إحياء علوم الدين، طبع ونشر دار المعرفة بيروت «بدون تاريخ»
*ابن فارس: أحمد بن فارس القزويني (ت 395 هـ)
104 -
معجم مقاييس اللغة، تحقيق عبد السلام محمد هارون، طبع ونشر الخانجي القاهرة 1402 هـ /1981 م
*الفاسي: تقي الدين محمد بن أحمد الحسنى المكي (ت 832 هـ)
105 -
ذيل التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد، تحقيق محمد صالح المراد، طبع ونشر معهد البحوث العلمية جامعة أم القرى مكة المكرمة 1411 هـ /1990 م
106 -
شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام، نشر مكتبة النهضة الحديثة مكة المكرمة 1956 م
107 -
العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، تحقيق محمد حامد الفقي، مطبعة السنة المحمدية القاهرة 1378 هـ /1958 م
*الفاكهي: محمد بن إسحاق (ت تقريبا 280 هـ)
108 -
أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه، تحقيق عبد الملك بن عبد الله بن دهيش، مكة المكرمة 1407 هـ /1986 م
*أبو الفدا: عماد الدين إسماعيل بن علي (ت 732 هـ)
109 -
المختصر في أخبار البشر، طبع الحسينية القاهرة 1325 هـ
*أبو الفضائل: مفضل القبطي (ت بعد 759 هـ)
110 -
النهج السديد والدر الفريد فيما بعد تاريخ ابن العميد طبعة باريس 1911 م
*الفيروزآبادي: مجد الدين محمد بن يعقوب (ت 823 هـ)
111 -
المغانم المطابة في معالم طابة، تحقيق حمد الجاسر، نشر دار اليمامة الرياض 1389 هـ /1969 م
*ابن قتيبة: عبد الله بن مسلم الدينوري (ت 276 هـ)
112 -
أدب الكاتب، تحقيق محمد الدالي، نشر مؤسسة الرسالة بيروت 1405 هـ /1985 م
113 -
تأويل مختلف الحديث، تحقيق محمد زهري التجار، نشر مكتبة الكليات الأزهرية القاهرة 1386 هـ /1966 م
114 -
الشعر والشعراء، تحقيق محمد أحمد شاكر، نشر دار المعارف القاهرة 1966 م
115 -
المعارف، تحقيق د/ثروت عكاشة، نشر دار المعارف القاهرة 1969 م
*القرطبي: محمد بن أحمد (ت 671 هـ)
116 -
الجامع لأحكام القرآن، نشر مكتبة الرياض عن طبعة مصر 1372 هـ /1952 م
*القفطي: جمال الدين علي بن يوسف (ت 646 هـ)
117 -
انباه الرواة على أنباء النحاة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، نشر المكتبة التجارية القاهرة 1396 هـ /1950 م
118 -
تاريخ الحكماء، نشر مكتبة المثنى بغداد، والخانجي بمصر 1903 م
*القلقشندي: أحمد بن عبد الله (ت 821 هـ)
119 -
نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، تحقيق إبراهيم الأبياري، نشر دار الكتاب المصري واللبناني القاهرة وبيروت
1400 -
هـ /1980 م
*ابن القيم الجوزية: شمس الدين محمد بن أبي بكر (ت 751 هـ)
120 -
جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام، تحقيق محي الدين مستو، نشر مكتبة دار التراث المدينة المنورة 1408 هـ /1988 م
121 -
زاد المعاد في هدى خير العباد، تحقيق طه عبد الرءوف طه، نشر البابي الحلبي القاهرة 1390 هـ /1970 م
*ابن كثير: إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (ت 774 هـ)
122 -
البداية والنهاية، تحقيق د/أحمد أبو ملحم وآخرون، نشر دار الكتب العلمية بيروت 1405 هـ /1985 م
123 -
النهاية «الفتن والملاحم» ، تحقيق د/طه الزيني، نشر دار الكتب الحديثة القاهرة 1389 هـ /1969 م
*ابن الكلبي: هشام بن محمد (ت 204 هـ)
124 -
الأصنام، تحقيق أحمد زكي باشا، نشر دار الكتب المصرية القاهرة 1343 هـ /1924 م
125 -
جمهرة النسب، تحقيق عبد الستار أحمد فراج، الكويت 1403 هـ /1983 م
*مالك بن أنس الأصبحي (ت 179 هـ)
126 -
الموطأ، اعتنى به محمد فؤاد عبد الباقي، نشر دار إحياء الكتب العربية عيسى البابي الحلبي القاهرة 1370 هـ /1951 م
*ابن ماكولا: علي بن هبة الله أبو نصر (ت 475 هـ)
127 -
الإكمال، تحقيق عبد الرحمن المعلي اليماني، طبع ونشر دائرة المعارف العثمانية حيدرآباد الهند 1962 م
*الماوردي: علي بن محمد أبو الحسن (ت 450 هـ)
128 -
أعلام النبوة، نشر الباز بمكة المكرمة، وطبع دار الكتب الحديثة بيروت 1401 هـ /1981 م
*محب الدين الطبري: أحمد بن عبد الله (ت 694 هـ)
129 -
القرى لقاصد أم القرى، تحقيق مصطفى السقا، نشر عيسى البابي الحلبي القاهرة 1367 هـ /1948 م
130 -
خلاصة سير سيد البشر صلى الله عليه وسلم، تحقيق طلال جميل الرفاعي، نشر المكتبة التجارية مكة المكرمة 1412 هـ /1992 م
131 -
الرياض النضرة في مناقب العشرة، نشر الخانجي القاهرة 1372 هـ /1953 م
*المرزباني: محمد بن عمران (ت 384 هـ)
132 -
معجم الشعراء، تحقيق د/كرنكو، نشر دار الكتب العلمية بيروت 1403 هـ /1982 م
*المسعودي: علي بن الحسين (ت 346 هـ)
133 -
مروج الذهب ومعادن الجوهر، نشر دار الكتاب اللبناني بيروت 1402 هـ /1982 م
*مسلم بن الحجاج القشيري (ت 261 هـ)
134 -
الصحيح، اعتنى به محمد فؤاد عبد الباقي، نشر دار إحياء الكتب العربية البابي الحلبي القاهرة 1374 هـ /1955 م
*المطري: جمال الدين محمد بن أحمد (ت 741 هـ)
135 -
التعريف بما أنست الهجرة من معالم دار الهجرة طبعة المدينة المنورة 1372 هـ
*المقريزي: تقي الدين أحمد بن علي (ت 845 هـ)
136 -
الذهب المسبوك في ذكر من حج من الخلفاء والملوك، طبعة الخانجي القاهرة 1952 م
137 -
السلوك لمعرفة دول الملوك، تحقيق د/محمد مصطفى زيادة، د/سعيد عبد الفتاح عاشور القاهرة 1934 - 1958 م،1970 - 1972 م
138 -
النقود الاسلامية، طبع الاسكندرية 1933 م
*ابن الملقن: عمر بن علي سراج الدين (ت 854 هـ)
139 -
طبقات الأولياء، تحقيق نور الدين شريبة، نشر الخانجي القاهرة 1393 هـ /1973 م
*المنذري: عبد العظيم بن عبد القوي (ت 656 هـ)
140 -
الترغيب والترهيب، طبعة الحلبي القاهرة 1346 هـ
141 -
التكملة لوفيات النقلة، تحقيق د/بشار عواد، نشر مؤسسة الرسالة بيروت 1401 هـ /1981 م
*ابن منظور: جمال الدين محمد بن مكرم (ت 711 هـ)
142 -
لسان العرب، نشر دار صادر، ودار بيروت 1388 هـ / 1968 م
*الميداني: أحمد بن محمد أبو الفضل (ت 518 هـ)
143 -
مجمع الأميال، تحقيق د/محي الدين عبد الحميد، القاهرة 1374 هـ /1955 م
*ابن ناصر: شمس الدين محمد بن عبد الله (ت 842 هـ)
144 -
توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة، تحقيق محمد نعيم العرقسوسي، نشر مؤسسة الرسالة بيروت 1414 هـ /1993 م
*ابن النجار: محب الدين محمد بن محمود (ت 647 هـ)
145 -
الدرة الثمينة في تاريخ المدينة، نشر مكتبة النهضة الحديثة مكة المكرمة 1956 م
*ابن النديم: محمد بن إسحاق بن النديم (ت 385 هـ)
146 -
الفهرست، نشر دار المعرفة بيروت 1398 هـ /1978 م
*النسائي: أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن (ت 303 هـ)
147 -
السنن، اعتنى به عبد الفتاح أبو غدة، طبع دار البشائر الإسلامية بيروت 1406 هـ /1986 م
*أبو نعيم: أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت 430 هـ)
148 -
حلية الأولياء، نشر دار الكتاب العربي بيروت 1387 هـ / 1967 م
140 -
معرفة الصحابة، تحقيق د/محمد راضي بن حاج عثمان، نشر مكتبة الدار بالمدينة المنورة، والحرمين بالرياض 1408 هـ / 1988 م
*النهرواني: قطب الدين محمد بن علاء الدين المكي (ت 990 هـ)
150 -
تاريخ المدينة، مخطوط بمركز إحياء التراث جامعة أم القرى بمكة المكرمة رقم 166 تاريخ
*النويري: شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب (733 هـ)
151 -
نهاية الأرب في فنون الأدب، طبعة مصورة عن طبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة
*الواقدي: محمد بن عمر (ت 207 هـ)
152 -
المغازي، تحقيق د/مارسدن جونس، نشر عالم الكتب بيروت «بدون تاريخ» .
*وكيع: محمد بن خلف (ت 306 هـ)
153 -
أخبار القضاة، نشر عالم الكتب بيروت «بدون تاريخ»
*ابن هشام: عبد الملك بن هشام الحميري (ت 218 هـ)
154 -
السيرة النبوية، تحقيق مصطفى السقا، إبراهيم الأبياري، نشر مكتبة البابي الحلبي القاهرة 1375 هـ /1955 م
*الهمداني: الحسن بن أحمد (ت بعد 344 هـ)
155 -
صفة جزيرة العرب، تحقيق محمد علي الأكوع، نشر دار اليمامة الرياض 1394 هـ /1974 م
*الهيثمي: نور الدين علي بن أبي بكر (ت 807 هـ)
156 -
كشف الأستار عن زوائد البزار، نشر مؤسسة الرسالة بيروت 1399 هـ
157 -
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، نشر مؤسسة المعارف بيروت 1406 هـ /1986 م
*ياقوت بن عبد الله الحموي (ت 626 هـ)
158 -
معجم الأدباء، تحقيق أحمد فريد رفاعي، نشر دار المأمون مصر 1355 هـ /1936 م
159 -
معجم البلدان، نشر دار صادر، ودار بيروت للطباعة «بدون تاريخ» .
*اليونيني: قطب الدين موسى بن محمد (ت 726 هـ)
160 -
ذيل مرآة الزمان في تاريخ الأعيان، نشر دائرة المعارف العثمانية حيدرآباد الهند 1954 - 1961 م
ثانيا - المراجع العربية الحديثة:
* أنستاس الكرملي
161 -
النقود العربية وعلم النميات، نشر مكتبة الثقافة الدينية القاهرة 1987 م
*حاجي خليفة: مصطفى بن عبد الله
162 -
كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، طبع بعناية وكالة المعارف الجليلة 1360 هـ /1921 م
*خير الدين الزركلي
163 -
الاعلام قاموس لأشهر الرجال والنساء، بيروت 1389 هـ / 1969 م
*سعود بن إبراهيم الشريم
164 -
المنهاج للمعتمر والحاج، الرياض 1414 هـ
*سعيد عبد الفتاح عاشور
165 -
العصر المملوكي في مصر والشام، نشر دار النهضة العربية القاهرة 1976 م
*عصام الدين عبد الرءوف
166 -
الدولة الاسلامية المستقلة في الشرق، نشر دار الفكر العربي القاهرة «بدون تاريخ»
*عمر رضا كحالة
167 -
معجم المؤلفين، نشر مكتبة المثنى، ودار إحياء التراث العربي بيروت 1376 هـ /1957 م
*فاروق عمر
168 -
الخلافة العباسية في عصر الفوضى العسكرية، نشر مكتبة
المثنى بغداد 1977 م
*محمد محمد الخطيب
169 -
تاريخ الدويلات الاسلامية، القاهرة 1406 هـ /1985 م
*محمد ناصر الألباني
170 -
سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة، نشر مكتبة المعارف الرياض 1412 هـ /1992 م
*محمود شاكر
171 -
التاريخ الاسلامي «الدولة العباسية» ، نشر المكتب الاسلامي بيروت، ودمشق 1405 هـ /1985 م
172 -
التاريخ الاسلامي «العهد المملوكي» ، نشر المكتب الاسلامي بيروت، ودمشق 1405 هـ /1985 م
ثالثا - الصحف:
*صحيفة المدينة المنورة، العدد 9466 لسنة 1413 هـ
173 -
ملحق التراث لصحيفة المدينة المنورة، العدد الثالث - السنة السابعة عشرة