المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون) - تأملات قرآنية - المغامسي - جـ ٦

[صالح المغامسي]

فهرس الكتاب

- ‌سلسلة تأملات قرآنية [6]

- ‌مناسبة تفسير الآيات من سورة النساء

- ‌تفسير قوله تعالى: (يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتاباً)

- ‌بيان عنت اليهود

- ‌بيان معنى قوله تعالى (ثم اتخذوا العجل من بعدما جاءتهم البينات)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ورفعنا فوقهم الطور بميثاقهم)

- ‌بيان معنى قوله تعالى (وقلنا لهم لا تعدوا في السبت)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وبكفرهم وقولهم على مريم بهتاناً عظيماً)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم)

- ‌بيان تآمر اليهود على قتل عيسى عليه السلام

- ‌موقف النصارى من دعوى اليهود قتل عيسى عليه السلام

- ‌ذكر مذاهب النصارى

- ‌كيفية ظهور الصليب

- ‌بيان معنى قوله تعالى (وما قتلوه وما صلبوه)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات)

- ‌أعظم أسباب الحرمان

- ‌بيان معنى قوله تعالى (وأخذهم الربا وقد نهو عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل)

- ‌أقسام الربا

- ‌حكم التعامل مع المرابي بيعاً وشراءً

- ‌عموم حرمة كل مال باطل

- ‌تفسير قوله تعالى: (لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون)

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون)

‌تفسير قوله تعالى: (لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون)

ثم قال سبحانه: {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء:162]، (لَكِنِ) -عند النحويين- حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر، ولكنها هنا خففت، والأصل أنها مشددة، فلما خففت جاز فيها عدم الإعمال، فأصبحت تعني الانتقال من جملة إلى جملة، أي: تفيد الإضراب، وهو الانتقال من حال إلى حال، فلا تعمل ولا تؤثر فيما بعدها عملا، فـ (الراسخون) مبتدأ.

وقوله تعالى: (منهم) أي: من أهل الكتاب، وهذا يدخل فيه عبد الله بن سلام ومن آمن من اليهود والنصارى، ((وَالْمُؤْمِنُونَ)) المقصود: به المهاجرون والأنصار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ((يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ)) أي: القرآن {وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} [النساء:162] أي: جميع الكتب {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ} [النساء:162] المتباد إلى الذهن أن تكون (والمقيمون) مثل (المؤتون) و (المؤمنون) بعدها، ولكنها جاءت {وَالْمُقِيمِينَ} [النساء:162]، وفي قراءة (والمقيمون)، ولكن الكلام هنا عن القراءة التي بين أيدينا {وَالْمُقِيمِينَ} [النساء:162]، وللعلماء فيها ستة تخريجات، وأحد هذه التخريجات أنها منصوبة على الاختصاص لبيان التعظيم والتفخيم، فيصبح المعنى: وأخص المقيمين الصلاة، ليبين أهميتها في الدين وأنها أمر عظيم، وهذا تخريج إمام النحاة سيبويه وعليه أكثر العلماء.

قال تعالى: {أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء:162]، نكر الله كلمة (أجر) هنا لبيان التفخيم؛ لأنه لا يعلم ما لهم من أجر إلا الله، قال سبحانه:{فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة:17].

هذا ما أردنا الوقوف عنده، وحاصل ما ذكرنا أنا تكلمنا عن اليهود، وتكلمنا عن النصارى في سورتي آل عمران وسورة النساء.

وقلنا إجمالاً: إن اليهود يزعمون أنهم قتلوا المسيح ابن مريم، ويفخرون بذلك، والنصارى وتدعيه، ولكنها تقول: إن هذا خلاص للبشرية، وكلا الفريقين ضال، فإن عيسى ابن مريم لم يقتل ولم يصلب؛ بل رفعه جل وعلا إليه {وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء:158]، وسينزل آخر الزمان حكما عدلا مقسطا.

هذا ما انتهى إليه الدرس، والله تعالى أعز وأعلى وأعلم، وصلى الله على محمد وعلى آله.

ص: 23