المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سُورَة الْأَعْرَاف - تخريج أحاديث الكشاف - جـ ١

[الجمال الزيلعي]

الفصل: ‌ ‌سُورَة الْأَعْرَاف

‌سُورَة الْأَعْرَاف

ص: 453

سُورَة الْأَعْرَاف

ذكر فِيهَا اثْنَيْنِ وَعشْرين حَدِيثا

457 -

قَوْله

عَن عمر رضي الله عنه قَالَ من تواضع الله رفع حكمته وَقَالَ انْتَعش نَعشك الله وَمن تكبر وَعدا طوره وهصه الله إِلَى الأَرْض

قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي أَبْوَاب كَلَام الصَّحَابَة فِي بَاب كَلَام عمر حَدثنَا أَبُو خَالِد الْأَحْمَر وَعبد الله بن إِدْرِيس وسُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن ابْن عجلَان عَن بكير بن عبد الله بن الْأَشَج عَن معمر بن أبي حَبِيبَة عَن عبيد الله ابْن عدي بن الْخِيَار قَالَ قَالَ عمر إِن العَبْد إِذا تواضع لله رفع الله حكمته وَقَالَ انْتَعش نَعشك الله فَهُوَ فِي نَفسه صَغِير وَفِي أنفس النَّاس كَبِير وَإِن العَبْد إِذا تعظم وَعدا طوره وهصه الله إِلَى الأَرْض وَقَالَ اخْسَأْ خسأك الله فَهُوَ فِي نَفسه كَبِير وَفِي أنفس النَّاس صَغِير حَتَّى لَهو أَحْقَر عِنْدهم من خِنْزِير انْتَهَى

وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي السَّادِس وَالْخمسين من طَرِيق عَلّي بن الْمَدِينِيّ عَن سُفْيَان عَن مُحَمَّد بن عجلَان بِهِ وَزَاد ثمَّ قَالَ عمر أَيهَا النَّاس لَا تُبغضُوا الله فِي عباده قَالُوا وَكَيف ذَاك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ يكون أحدهم إِمَامًا فَيطول عَلَى الْقَوْم الصَّلَاة حَتَّى يبغض إِلَيْهِم مَا هم فِيهِ وَيقْعد أحدهم قَاصا فَيطول عَلَى الْقَوْم حَتَّى يبغض إِلَيْهِم مَا هم فِيهِ

وَرَوَاهُ فِي كتاب الْمدْخل عَن أبي عبد الله الْحَاكِم حَدثنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب ثَنَا أَحْمد بن شَيبَان ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن ابْن عجلَان

ص: 455

وَرُوِيَ بعضه مَرْفُوعا رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي كتاب الْعِلَل ثَنَا الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل الْمحَامِلِي ثَنَا البُخَارِيّ ثَنَا عَلّي بن الحكم ثَنَا سَلام أَبُو الْمُنْذر عَن عَلّي ابْن زيد بن جدعَان عَن يُوسُف بن مهْرَان عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ مَا من آدَمِيّ إِلَّا وَملك آخذ بِحِكْمَتِهِ فَإِذا رفع نَفسه قيل للْملك ضع حكمته وَإِذا وضع نَفسه قيل للْملك ارْفَعْ حكمته قَالَ الدَّارقطني حَدِيث لَا يثبت عَلّي بن زيد ضَعِيف

وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من طَرِيق الدَّارقطني وَنقل كَلَامه

458 -

الحَدِيث الأول

عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ أَنه قَالَ إِن الشَّيْطَان قعد لِابْنِ آدم بأَطْرُقِهِ قعد لَهُ بطرِيق الْإِسْلَام فَقَالَ لَهُ تضع دينك وَدين آبَائِك فَعَصَاهُ فَأسلم ثمَّ قعد لَهُ بطرِيق الْهِجْرَة فَقَالَ لَهُ تدع دِيَارك وتتغرب فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ ثمَّ قعد لَهُ بطرِيق الْجِهَاد فَقَالَ لَهُ تقَاتل فَتقْتل فَيقسم مَالك وَتنْكح امْرَأَتك فَعَصَاهُ فقاتل

قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سننيه الْكُبْرَى وَالصُّغْرَى فِي كتاب الْجِهَاد من حَدِيث سَالم بن أبي الْجَعْد عَن سُبْرَة بن الْفَاكِه وَيُقَال ابْن أبي الْفَاكِه قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ يَقُول إِن الشَّيْطَان قعد لِابْنِ آدم بأَطْرُقِهِ فَقعدَ لَهُ بطرِيق الْإِسْلَام فَقَالَ لَهُ تسلم وَتَذَر دينك وَدين آبَائِك فَعَصَاهُ وَأسلم ثمَّ قعد لَهُ بطرِيق الْهِجْرَة فَقَالَ تهَاجر وَتَدَع أَرْضك وَسماك وَإِنَّمَا مثل المُهَاجر كَمثل الْفرس فِي الطول فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ ثمَّ قعد لَهُ بطرِيق الْجِهَاد فَقَالَ تُجَاهِد فَتقْتل فَتنْكح

ص: 456

الْمَرْأَة وَيقسم المَال فَعَصَاهُ فَجَاهد فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فَمن فعل ذَلِك كَانَ حَقًا عَلَى الله أَن يدْخلهُ الْجنَّة انْتَهَى

وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الْحَادِي عشر من الْقسم الثَّالِث

وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي أول الْجِهَاد وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْجِهَاد

وَوهم الطَّيِّبِيّ فِي كِتَابه فَقَالَ رَوَاهُ النَّسَائِيّ من حَدِيث سُبْرَة بن معبد وَإِنَّمَا هُوَ سُبْرَة بن الْفَاكِه كَمَا ذكر

459 -

قَوْله

عَن ابْن عمر أَنه كَانَ إِذا رَأَى فِي عبد من عبيده طَاعَة وَحسن صَلَاة أعْتقهُ وَكَانَ عبيده يَفْعَلُونَ ذَلِك طلبا لِلْعِتْقِ فَقيل لَهُ إِنَّهُم يخدعونك فَقَالَ من خدعنَا بِاللَّه اِنْخَدَعْنَا لَهُ

قلت رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة عمر بن الْخطاب من حَدِيث مُحَمَّد ابْن إِسْحَاق ثَنَا قُتَيْبَة بن سعيد ثَنَا مُحَمَّد بن يزِيد بن خُنَيْس ثَنَا عبد الْعَزِيز ابْن أبي رواد عَن نَافِع قَالَ كَانَ ابْن عمر إِذا اشْتَدَّ عجبه بِشَيْء من مَاله قربه لرَبه وَكَانَ رَقِيقه قد عرفُوا مِنْهُ ذَلِك فَرُبمَا شمر أحدهم فَيلْزم الْمَسْجِد فَإِذا رَآهُ ابْن عمر عَلَى هَذِه الْحَالة الْحَسَنَة أعْتقهُ فَيَقُول لَهُ أَصْحَابه يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن وَالله مَا بهم إِلَّا أَن يخدعونك فَقَالَ من خدعنَا بِاللَّه اِنْخَدَعْنَا لَهُ انْتَهَى

وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة ابْن عمر أَنا مُحَمَّد بن يزِيد بن خُنَيْس عَن عبد الْعَزِيز بن أبي رواد بِهِ

460 -

الحَدِيث الثَّانِي

عَن عَائِشَة رضي الله عنها قَالَت مَا رَأَيْت من النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ وَلَا رَأَى مني تَعْنِي الْعَوْرَة

ص: 457

قلت رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده ثَنَا مُجَاهِد بن مُوسَى ثَنَا مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْأَسدي ثَنَا أَبُو كَامِل بن الْعلَا عَن أبي صَالح أرَاهُ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَت عَائِشَة مَا أَتَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ أحدا من نِسَائِهِ إِلَّا مقنعا يُرْخِي الثَّوْب عَلَى رَأسه وَمَا رَأَيْته من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ وَلَا رَآهُ مني تَعْنِي الْفرج انْتَهَى

وَمن طَرِيق أبي يعْلى رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي كِتَابه الْوَفَاء

وَرَوَاهُ الدَّارقطني فِي كِتَابه الْمُسَمَّى غرائب مَالك حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل ابْن إِسْحَاق الْفَارِسِي ثَنَا مُحَمَّد بن كَامِل بن مَيْمُون الزيات ثَنَا زيد بن الْحسن ثَنَا مَالك بن أنس حَدثنِي ابْن شهَاب الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت مَا نظرت إِلَى فرج رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ وَلَا نظر إِلَى فَرجي قطّ انْتَهَى ثمَّ قَالَ مُحَمَّد ابْن كَامِل وَزيد بن حسن ضعيفان وَلَا يَصح هَذَا عَن مَالك وَلَا عَن الزُّهْرِيّ انْتَهَى

وَمن طَرِيق الدَّارقطني رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية وَنقل كَلَامه بِحُرُوفِهِ

وَبَعض الحَدِيث رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الشَّمَائِل فِي بَاب حَيَاته صلى الله عليه وسلم َ وَابْن ماجة فِي سنَنه فِي الطَّهَارَة وَفِي النِّكَاح من حَدِيث عبد الله بن يزِيد عَن مولَى لعَائِشَة عَن عَائِشَة قَالَت مَا رَأَيْت فرج رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ قطّ انْتَهَى

وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه

وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الصَّغِير من حَدِيث بركَة بن مُحَمَّد الْحلَبِي ثَنَا يُوسُف بن أَسْبَاط ثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن مُحَمَّد بن جحادة عَن قَتَادَة عَن أنس عَن عَائِشَة مثله انْتَهَى

ص: 458

461 -

قَوْله

عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كل مَا شِئْت والبس مَا شِئْت مَا أَخْطَأتك خصلتان سرف ومخيلة

قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كتاب الْأَدَب وَفِي كتاب اللبَاس ثَنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن إِبْرَاهِيم بن ميسرَة عَن طَاوس عَن ابْن عَبَّاس قَالَ كل مَا شِئْت والبس مَا شِئْت مَا أَخْطَأتك خلَّتَانِ سرف ومخيلة انْتَهَى

وَذكره البُخَارِيّ تَعْلِيقا فِي صَحِيحه فِي كتاب اللبَاس فَقَالَ وَقَالَ ابْن عَبَّاس

فَذكره

وَورد مثله مَرْفُوعا وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه فِي الزَّكَاة وَابْن ماجة فِي اللبَاس من حَدِيث قَتَادَة عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ كلوا وَاشْرَبُوا وتصدقوا وَالْبَسُوا مَا لم يخالطه إِسْرَاف ومخيلة انْتَهَى

وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْأَطْعِمَة وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ

462 -

الحَدِيث الثَّالِث

قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ الْمعدة بَيت الدَّاء وَالْحمية رَأس كل دَوَاء وَأعْطِ كل بدن مَا عودته

قلت وَذكر الْمُؤلف لَهُ حِكَايَة فَقَالَ حُكيَ عَن الرشيد أَنه كَانَ لَهُ طَبِيب نَصْرَانِيّ حذق فَقَالَ لعَلي بن حُسَيْن بن وَاقد يَوْمًا لَيْسَ فِي كتابكُمْ من علم الطِّبّ شَيْء وَالْعلم علمَان علم الْأَدْيَان وَعلم الْأَبدَان فَقَالَ لَهُ عَلّي قد جمع الله الطِّبّ فِي نصف آيَة من كِتَابه قَالَ وَمَا هِيَ قَالَ قَوْله تَعَالَى وكلوا وَاشْرَبُوا

ص: 459

وَلَا تسرفوا) فَقَالَ النَّصْرَانِي وَلَا يُؤثر عَن رَسُولكُم أَيْضا شَيْء فِي الطِّبّ فَقَالَ قد جمع نَبينَا صلى الله عليه وسلم َ الطِّبّ فِي كَلِمَتَيْنِ قَالَ وَمَا هما

فَذكر لَهُ الحَدِيث قَالَ النَّصْرَانِي مَا ترك كتابكُمْ وَلَا نَبِيكُم لِجَالِينُوسَ طِبًّا

قلت غَرِيب جدا

ورد فِي هَذَا الْمَعْنى حديثان

أَحدهمَا مَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع وَالثَّلَاثِينَ من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن جريج الرهاوي عَن زيد بن أبي أنيسَة عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ الْمعدة حَوْض الْبدن وَالْعُرُوق إِلَيْهَا وَارِدَة فَإِذا صحت الْمعدة صدرت الْعُرُوق بِالصِّحَّةِ وَإِذا فَسدتْ الْمعدة صدرت الْعُرُوق بِالسقمِ انْتَهَى ثمَّ قَالَ إِسْنَاده ضَعِيف انْتَهَى

وَرَوَاهُ الْعقيلِيّ فِي ضعفَاهُ وَقَالَ حَدِيث بَاطِل لَا أصل لَهُ وَإِبْرَاهِيم بن جريج قَالَ الْأَزْدِيّ فِيهِ مَتْرُوك

وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي علله هَذَا حَدِيث لَا يَصح وَلَا يعرف من كَلَام النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ وَلم يسند إِبْرَاهِيم بن جريج غير هَذَا وَكَانَ طَبِيبا فَجعل لَهُ إِسْنَادًا انْتَهَى

أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط بالسند الْمَذْكُور

وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء عَن يَحْيَى بن عبد الله الْبَابلُتِّي عَن إِبْرَاهِيم بن جريج بِهِ وَأعله بِيَحْيَى الْبَابلُتِّي وَقَالَ إِنَّه كثير الْخَطَأ لَا يقبل مَا انْفَرد بِهِ وَلم يعله بِابْن جريج وَلَا ترْجم لَهُ فِي كِتَابه وَذكره ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات

الحَدِيث الثَّانِي حَدِيث أصل كل دَاء الْبردَة

ص: 460

رَوَاهُ ابْن عدي فِي كَامِله من ثَلَاث طرق

أَحدهَا حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم الْكُوفِي ثَنَا يُونُس بن عبد الْأَعْلَى ثَنَا ابْن وهب عَن عَمْرو بن الْحَارِث عَن دراج عَن أبي الْهَيْثَم عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ أصل كل دَاء الْبردَة انْتَهَى ثمَّ قَالَ هَذَا بَاطِل بِهَذَا الْإِسْنَاد وَأَخْطَأ عبد الرَّحْمَن عَلَى يُونُس انْتَهَى

الثَّانِي ثَنَا أَبُو يعْلى ثَنَا الحكم بن مُوسَى ثَنَا مسلمة بن عَلّي الْخُشَنِي عَن ابْن جريج عَن رجل عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ أصل كل دَاء الْبرد انْتَهَى وَأعله بِمسلمَة وَضَعفه عَن البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن معِين وَوَافَقَهُمْ

الثَّالِث عَن مُحَمَّد بن جَابر عَن تَمام بن نجيح عَن الْحسن عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ أصل كل دَاء الْبرد انْتَهَى وَضعف تَمامًا عَن البُخَارِيّ وَوَثَّقَهُ عَن ابْن معِين قَالَ وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ حَدِيث مُنكر

ثمَّ رَوَاهُ عَن عباد بن مَنْصُور عَن الْحسن قَوْله قَالَ وَهُوَ أشبه بِالصَّوَابِ انْتَهَى

وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الْعِلَل المتناهية من طَرِيق الدَّارقطني عَن ابْن حبَان بِسَنَدِهِ عَن مُحَمَّد بن جَابر عَن تَمام بن نجيح بِهِ ثمَّ قَالَ هَكَذَا رَوَاهُ الْبرد وَقد رَوَاهُ غَيره الْبردَة بِالْهَاءِ وَهِي التُّخمَة حَكَى الْأَعْمَش أَنه قَالَ سَأَلت أَعْرَابِيًا عَن الْبردَة فَقَالَ التُّخمَة قَالَ ابْن قُتَيْبَة وَلست أحفظ هَذَا عَن عُلَمَائِنَا فَإِن كَانَ صَحِيحا فَالْمَعْنَى حسن انْتَهَى كَلَامه

وَقَالَ الدَّارقطني فِي علله هَذَا الحَدِيث رَوَاهُ أَبُو نعيم الْحلَبِي عَن مُحَمَّد ابْن جَابر الْحلَبِي عَن تَمام عَن الْحسن عَن أنس وَمُحَمّد بن جَابر وَتَمام ضعيفان

وَرُوِيَ عَن عباد بن مَنْصُور عَن الْحسن قَوْله وَهُوَ أشبه بِالصَّوَابِ انْتَهَى

ص: 461

وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي كتاب الضُّعَفَاء عَن تَمام بن نجيح وَأعله بِتمَام وَقَالَ إِنَّه مُنكر الحَدِيث جدا يروي عَن الثِّقَات أَشْيَاء مَوْضُوعَة كَأَنَّهُ الْمُتَعَمد لَهَا انْتَهَى

463 -

قَوْله

عَن عَلّي فِي قَوْله تَعَالَى وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورهمْ من غل إخْوَانًا قَالَ إِنِّي لأرجو أَن أكون أَنا وَعُثْمَان وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر مِنْهُم

قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي آخر الْكتاب حَدثنَا وَكِيع عَن أبان ابْن عبد الله البَجلِيّ عَن نعيم بن أبي هِنْد عَن ربعي بن حِرَاش عَن عَلّي فَذكره

وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنَا مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى ثَنَا مُحَمَّد بن نور عَن معمر عَن قَتَادَة قَالَ قَالَ عَلّي فِي قَوْله تَعَالَى

فَذكره

وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة الزُّبَيْر أخبرنَا قبيصَة بن عقبَة ثَنَا سُفْيَان عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه قَالَ قَالَ عَلّي

464 -

الحَدِيث الرَّابِع

عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ أَنه قَالَ سَيكون قوم يعتدون فِي الدُّعَاء فَحسب الْمَرْء أَن يَقُول اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك الْجنَّة وَمَا قرب إِلَيْهَا من قَول وَعمل وَأَعُوذ بك من النَّار وَمَا قرب إِلَيْهَا من قَول وَعمل ثمَّ قَرَأَ إِنَّه لَا يحب الْمُعْتَدِينَ

قلت رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده من حَدِيث شُعْبَة أَخْبرنِي زِيَاد بن

ص: 462

مِخْرَاق سَمِعت قيس بن عَبَايَة عَن مولَى لسعد يَقُول إِن سَعْدا سمع ابْنا لَهُ يَقُول اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك الْجنَّة وغرفها وَكَذَا وَكَذَا وَأَعُوذ بك من النَّار وأغلالها وَكَذَا وَكَذَا فَقَالَ لَهُ سعد لقد سَأَلت الله خيرا كثيرا وتعوذت بِهِ من شَرّ كَبِير وَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ يَقُول سَيكون قوم يعتدون فِي الدُّعَاء وَبِحَسْبِكَ أَن تَقول اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك الْجنَّة وَمَا قرب إِلَيْهَا من قَول وَعمل وَأَعُوذ بك من النَّار وَمَا قرب إِلَيْهَا من قَول وَعمل قَالَ وَلَا أَدْرِي قَوْله وَبِحَسْبِكَ أَن تَقول هِيَ من قَول سعد أم من قَول النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ انْتَهَى

وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده حَدثنَا شُعْبَة بِهِ سندا ومتنا إِلَّا أَنه قَالَ فِيهِ وَبِحَسْبِكَ أَن تَقول اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك من الْخَيْر كُله مَا علمت مِنْهُ وَمَا لم أعلم وَأَعُوذ بك من الشَّرّ كُله مَا علمت مِنْهُ وَمَا لم أعلم انْتَهَى

وَمن طَرِيق الطَّيَالِسِيّ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الدَّعْوَات بِسَنَدِهِ وَمَتنه

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق الطَّيَالِسِيّ بِسَنَدِهِ وَمَتنه

وَفِي سنَن أبي دَاوُد بعضه رَوَاهُ فِي كتاب الطَّهَارَة من حَدِيث قيس عَن عبد الله بن مُغفل أَنه سمع ابْنه يَقُول اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك الْقصر الْأَبْيَض عَن يَمِين الْجنَّة إِذا دَخَلتهَا فَقَالَ أَي بني سل الله الْجنَّة وتعوذ بِهِ من النَّار فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ يَقُول سَيكون فِي هَذِه الْأمة قوم يعتدون فِي الدُّعَاء وَالطهُور انْتَهَى

وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّامِن وَالسِّتِّينَ من الْقسم الثَّالِث عَن أبي نعَامَة عَن ابْن مُغفل بِهَذَا الْمَتْن وَكَذَلِكَ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الدُّعَاء وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ

وَرَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي كتاب الدُّعَاء بِسَنَد أبي دَاوُد وَمَتنه وَلم يذكر فِيهِ الطّهُور

465 -

الحَدِيث الْخَامِس

رُوِيَ أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ كَانَ يَتَحَنَّث قبل الْبَعْث بحراء فَلَمَّا

ص: 463

أُوحِي إِلَيْهِ جَاءَ قومه يَدعُوهُم

قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي أول صَحِيحه وَمُسلم فِي كتاب الْإِيمَان عَن عَائِشَة قَالَت أول مَا بُدِئَ بِهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ الرُّؤْيَا الصَّالِحَة فِي النّوم وَكَانَ لَا يرَى رُؤْيا إِلَّا جَاءَت مثل فلق الصُّبْح ثمَّ حبب إِلَيْهِ الْخَلَاء وَكَانَ يخلوا بِغَار حراء فَيَتَحَنَّث فِيهِ مُخْتَصر

466 -

الحَدِيث السَّادِس

رُوِيَ أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ حِين مر بِالْحجرِ فِي غَزْوَة تَبُوك قَالَ لأَصْحَابه لَا يدخلن أحد مِنْكُم الْقرْيَة وَلَا تشْربُوا من مَائِهَا وَلَا تدْخلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْمُعَذَّبين إِلَّا أَن تَكُونُوا بَاكِينَ أَن يُصِيبكُم مثل مَا أَصَابَهُم

قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي مَوَاضِع من صَحِيحه فِي الصَّلَاة وَفِي الْمَغَازِي وَفِي التَّفْسِير وَفِي بَدْء الْخلق وَمُسلم فِي آخر الْكتاب عَن عبد الله بن عمر قَالَ مَرَرْنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ عَلَى الْحجر فَقَالَ لنا لَا تدْخلُوا عَلَى هَؤُلَاءِ الْمُعَذَّبين إِلَّا أَن تَكُونُوا بَاكِينَ حذرا أَن يُصِيبكُم مثل مَا أَصَابَهُم انْتَهَى

وَرَوَى البُخَارِيّ فِي بَدْء الْخلق فِي بَاب قَوْله تَعَالَى وَإِلَى ثَمُود أَخَاهُم صَالحا عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ لما نزل الْحجر فِي غَزْوَة تَبُوك أَمرهم أَن لَا يشْربُوا من مَائِهَا وَلَا يَسْتَقُوا من بِئْرهَا فَقَالُوا قد عَجنا مِنْهَا وَاسْتَقَيْنَا فَأَمرهمْ أَن يطْرَحُوا ذَلِك الْعَجِين وَيُهرِيقُوا ذَلِك المَاء انْتَهَى

467 -

الحَدِيث السَّابِع

قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ لعَلي يَا عَلّي أَتَدْرِي من أَشْقَى الْأَوَّلين قَالَ الله وَرَسُوله أعلم قَالَ عَاقِر نَاقَة صَالح أَتَدْرِي من أَشْقَى الآخرين قَالَ الله وَرَسُوله أعلم قَالَ قَاتلك

ص: 464

قلت رُوِيَ من حَدِيث عمار بن يَاسر وَمن حَدِيث جَابر بن سَمُرَة وَمن حَدِيث صُهَيْب وَمن حَدِيث عَلّي

أما حَدِيث عمار فَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه الْكُبْرَى فِي خَصَائِص عَلّي من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثني يزِيد بن مُحَمَّد بن خثيم عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ حَدثنِي أَبوك مُحَمَّد بن خثيم بن مرْثَد الْمحَاربي عَن عمار بن يَاسر قَالَ كنت أَنا وَعلي بن أبي طَالب رَفِيقَيْنِ فِي غَزْوَة الْعسرَة فَذكرهَا إِلَى أَن قَالَ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ يَا عَلّي أَلا أخْبرك بِأَشْقَى النَّاس رجلَيْنِ قَالَ بلَى يَا رَسُول الله قَالَ أُحَيْمِر ثَمُود الَّذِي عقر النَّاقة وَالَّذِي يَضْرِبك يَا عَلّي عَلَى هَذِه وَأَشَارَ إِلَى رَأسه حَتَّى يبل هَذِه وَوضع يَده عَلَى لحيته

الحَدِيث مُخْتَصر

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَابْن هِشَام فِي السِّيرَة وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْفَضَائِل وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ

وَأما حَدِيث جَابر بن سَمُرَة فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه ثمَّ أخرجه النَّسَائِيّ فِي كتاب الكنى عَن إِسْمَاعِيل بن أبان بِهِ سَوَاء وَأَبُو نعيم فِي كِتَابه دَلَائِل النُّبُوَّة فِي الْبَاب الثَّامِن وَالْعِشْرين عَن الطَّبَرَانِيّ حَدثنَا عَبْدَانِ بن أَحْمد ثَنَا يُوسُف ابْن مُوسَى ثَنَا إِسْمَاعِيل بن أبان ثَنَا نَاصح عَن سماك بن حَرْب عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ لعَلي يَا عَلّي من أَشْقَى ثَمُود قَالَ عَاقِر النَّاقة فَمن أَشْقَى هَذِه الْأمة قَالَ الله أعلم قَالَ قَاتلك انْتَهَى

وَأما حَدِيث صُهَيْب فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه أَيْضا وَأَبُو يعْلى فِي مُسْنده من حَدِيث رشدين بن سعد عَن يزِيد بن عبد الله بن الْهَاد عَن عُثْمَان بن صُهَيْب عَن أَبِيه صُهَيْب أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ يَوْمًا لعَلي يَا عَلّي تَدْرِي من أَشْقَى الْأَوَّلين قَالَ الَّذِي عقر النَّاقة يَا رَسُول الله قَالَ صدقت وَتَدْرِي من أَشْقَى الآخرين قَالَ لَا أعلم يَا رَسُول الله قَالَ الَّذِي يَضْرِبك عَلَى هَذِه وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى يَافُوخه فَكَانَ عَلّي رضي الله عنه يَقُول لأهل الْعرَاق أما وَالله لَوَدِدْت أَنه

ص: 465

قد انْبَعَثَ أشقاكم فَخَضَّبَ هَذِه يَعْنِي لحيته من هَذِه يَعْنِي رَأسه انْتَهَى

وَعَن الطَّبَرَانِيّ أَيْضا رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة

وَأما حَدِيث عَلّي فَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي سُورَة وَالشَّمْس وَضُحَاهَا ثَنَا إِسْمَاعِيل بن عَلّي بن إِسْمَاعِيل ثَنَا مُحَمَّد بن عِيسَى بن السكن ثَنَا عَاصِم بن عَلّي عَن قيس بن الرّبيع عَن مُسلم الْأَعْوَر عَن ابْن عدي عَن عَلّي قَالَ قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ يَا عَلّي أَتَدْرِي من أَشْقَى الْأَوَّلين قَالَ قلت عَاقِر نَاقَة ثَمُود قَالَ صدقت فَمن أَشْقَى الآخرين قلت لَا أَدْرِي قَالَ الَّذِي يَضْرِبك عَلَى هَذِه يَعْنِي رَأسه كَمَا عَاقِر نَاقَة الله أَشْقَى من بني ثَمُود انْتَهَى

468 -

الحَدِيث الثَّامِن قَالَ المُصَنّف وَمِنْه الْمُجثمَة الَّتِي ورد النَّهْي عَنْهَا وَهِي الْبَهِيمَة ترْبط وَتجمع قَوَائِمهَا

قلت رُوِيَ من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَمن حَدِيث أبي الدَّرْدَاء وَمن حَدِيث الْعِرْبَاض بن سَارِيَة وَمن حَدِيث أبي ثَعْلَبَة الْخُشَنِي وَمن حَدِيث أنس بن مَالك وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث جَابر

أما حَدِيث ابْن عَبَّاس فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي الْأَشْرِبَة وَالتِّرْمِذِيّ فِي الْأَطْعِمَة وَالنَّسَائِيّ فِي الذَّبَائِح من حَدِيث قَتَادَة عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ نهَى عَن الشّرْب من فِي السقاء وَعَن ركُوب الْجَلالَة وَعَن الْمُجثمَة انْتَهَى قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح

وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْتَدْركه وَابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع من الْقسم الثَّانِي وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْحَج وَقَالَ صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ

وَأما حَدِيث أبي الدَّرْدَاء فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي الصَّيْد من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد أبي أَيُّوب الإفْرِيقِي عَن صَفْوَان بن سليم عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ نهَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ عَن أكل الْمُجثمَة وَهِي الَّتِي تصبر بِالنَّبلِ انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث غَرِيب

قَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله سَأَلت أبي عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ سعيد بن الْمسيب عَن أبي الدَّرْدَاء لَا يَسْتَوِي

وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَقَالَ إِسْنَاده حسن وَلَا نعلم رَوَى سعيد عَن أبي الدَّرْدَاء غير هَذَا الحَدِيث

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده

وَكَأن بَين سعيد وَأبي الدَّرْدَاء رجلا آخر وَسَيَأْتِي بَيَانه فِي الزمر من حَدِيث الْخَطفَة

وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه أخبرنَا ابْن عُيَيْنَة عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن يزِيد بن عبد الله السَّعْدِيّ عَن سعيد بن الْمسيب بِهِ

وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَأَبُو يعْلى

وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده حَدثنَا عَلّي بن عَاصِم ثَنَا سُهَيْل بِهِ

حَدثنَا جرير عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن عبد الله بن يزِيد رجل من بني سعد بن بكر عَن ابْن الْمسيب بِهِ

وَمن طريقهما رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه

وَأما حَدِيث الْعِرْبَاض بن سَارِيَة فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ أَيْضا فِي الصَّيْد عَن أم حَبِيبَة بنت الْعِرْبَاض بن سَارِيَة عَن أَبِيهَا الْعِرْبَاض بن سَارِيَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ نهَى عَن الْمُجثمَة وَسكت عَنهُ التِّرْمِذِيّ

وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْبيُوع وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى

أما حَدِيث أبي ثَعْلَبَة الْخُشَنِي فَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه فِي الذَّبَائِح من

ص: 466

وَأما حَدِيث أبي الدَّرْدَاء فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي الصَّيْد من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد أبي أَيُّوب الإفْرِيقِي عَن صَفْوَان بن سليم عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ نهَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ عَن أكل الْمُجثمَة وَهِي الَّتِي تصبر بِالنَّبلِ انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث غَرِيب

قَالَ ابْن أبي حَاتِم فِي علله سَأَلت أبي عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ سعيد بن الْمسيب عَن أبي الدَّرْدَاء لَا يَسْتَوِي

وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَقَالَ إِسْنَاده حسن وَلَا نعلم رَوَى سعيد عَن أبي الدَّرْدَاء غير هَذَا الحَدِيث

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده

وَكَأن بَين سعيد وَأبي الدَّرْدَاء رجلا آخر وَسَيَأْتِي بَيَانه فِي الزمر من حَدِيث الْخَطفَة

وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه أخبرنَا ابْن عُيَيْنَة عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن يزِيد بن عبد الله السَّعْدِيّ عَن سعيد بن الْمسيب بِهِ

وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده وَأَبُو يعْلى

وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده حَدثنَا عَلّي بن عَاصِم ثَنَا سُهَيْل بِهِ

حَدثنَا جرير عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن عبد الله بن يزِيد رجل من بني سعد بن بكر عَن ابْن الْمسيب بِهِ

وَمن طريقهما رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه

وَأما حَدِيث الْعِرْبَاض بن سَارِيَة فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ أَيْضا فِي الصَّيْد عَن أم حَبِيبَة بنت الْعِرْبَاض بن سَارِيَة عَن أَبِيهَا الْعِرْبَاض بن سَارِيَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ نهَى عَن الْمُجثمَة وَسكت عَنهُ التِّرْمِذِيّ

وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْبيُوع وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى

وَأما حَدِيث أبي ثَعْلَبَة الْخُشَنِي فَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه فِي الذَّبَائِح من

ص: 467

حَدِيث جُبَير بن نفير عَن أبي ثَعْلَبَة الْخُشَنِي عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ لَا تحل الْمُجثمَة وَلَا كل ذِي نَاب من السبَاع

وَرَوَاهُ الدَّارمِيّ فِي مُسْنده أخبرنَا عبد الله بن مسلمة ثَنَا أَبُو أويس ابْن عَم مَالك بن أنس عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ عَن أبي ثَعْلَبَة الْخُشَنِي

فَذكره

وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده حَدثنَا زَكَرِيَّا بن عدي أَنا بَقِيَّة عَن بحير بن سعد عَن خَالِد بن معدان عَن جُبَير بن نفير بِهِ سَوَاء

وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كتاب الْأَطْعِمَة بِسَنَد ابْن أبي شيبَة سَوَاء أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ حرم يَوْم خَيْبَر كل ذِي نَاب من السبَاع وَالْمُجَثمَة وَالْحمار الْإِنْسِي انْتَهَى وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح

وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْبيُوع من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن أَيُّوب عَن عِكْرِمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ نهَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ عَن الْمُجثمَة وَالْجَلالَة وَسكت عَنهُ

وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده ثَنَا حُسَيْن بن عَلّي عَن زَائِدَة عَن مُحَمَّد ابْن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا نَحوه

وَأما حَدِيث جَابر فَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده أَيْضا ثَنَا هَاشم بن الْقَاسِم ثَنَا عِكْرِمَة بن عمار عَن يَحْيَى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن جَابر أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ يَوْم خَيْبَر حرم الْمُجثمَة وَالْخلْسَة وَالنهبَة مُخْتَصر

وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث عِكْرِمَة بن عمار بِهِ

وَأما حَدِيث أنس فَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده ثَنَا مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم ثَنَا شَبابَة ثَنَا الْمُغيرَة بن مُسلم ثَنَا مطر عَن قَتَادَة عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ نهَى عَن الْمُجثمَة وَالْجَلالَة وَالشرب من فِي السقاء انْتَهَى

ص: 468

وَرَوَى حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَيْضا ثَنَا مُحَمَّد بن يسَار ثَنَا عبد الْوَهَّاب ثَنَا مُحَمَّد بن عَمْرو

469 -

الحَدِيث الثَّامِن

عَن جَابر أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ لما مر بِالْحجرِ قَالَ لَا تسألوا الْآيَات فقد سَأَلَهَا قوم صَالح فَأَخَذتهم الصَّيْحَة فَلم تبْق مِنْهُم إِلَّا رجلا وَاحِدًا كَانَ فِي حرم الله قَالُوا من هُوَ قَالَ ذَاك أَبُو رِغَال فَلَمَّا خرج من الْحرم أَصَابَهُ مَا أصَاب قومه

قلت رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع السَّادِس من الْقسم الثَّالِث وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه عَن عبد الله بن عُثْمَان بن خثيم عَن أبي الزُّبَيْر عَن جَابر ابْن عبد الله أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ لما نزل الْحجر فِي غَزْوَة تَبُوك قَامَ فَخَطب النَّاس فَقَالَ يأيها النَّاس لَا تسألوا نَبِيكُم عَن الْآيَات هَؤُلَاءِ قوم صَالح سَأَلُوا نَبِيّهم أَن يبْعَث لَهُم آيَة فَبعث الله لَهُ النَّاقة فَكَانَت ترد من هَذَا الْفَج فَتَشرب مَاءَهُمْ يَوْم وُرُودهَا وَيَشْرَبُونَ من لَبنهَا مثل مَا كَانُوا يبزوون من مَائِهِمْ فَعَتَوْا عَن أَمر رَبهم فَعَقَرُوهَا فَوَعَدَهُمْ الله ثَلَاثَة أَيَّام وَكَانَ مَوْعُودًا من الله غير مَكْذُوب ثمَّ جَاءَتْهُم الصَّيْحَة فَأهْلك الله من كَانَ تَحت مَشَارِق الأَرْض وَمَغْرِبهَا مِنْهُم إِلَّا رجلا كَانَ فِي حرم الله فَمَنعه حرم الله من عَذَاب الله قَالُوا يَا رَسُول الله من هُوَ قَالَ أَبُو رِغَال انْتَهَى قَالَ الْحَاكِم صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَقَالَ شَيخنَا الذَّهَبِيّ هُوَ عَلَى شَرط مُسلم

رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أَنا معمر عَن عبد الله بن عُثْمَان بن خثيم بِهِ وَزَاد فِيهِ زِيَادَة قَالَ معمر وَأَخْبرنِي إِسْمَاعِيل بن أُميَّة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ مر بِقَبْر أبي رِغَال فَقَالَ أَتَدْرُونَ مَا هَذَا قَالُوا الله وَرَسُوله أعلم قَالَ هَذَا قبر أبي رِغَال قَالُوا وَمن أَبُو رِغَال قَالَ رجل من ثَمُود كَانَ فِي حرم الله فَمَنعه حرم الله من عَذَاب الله فَلَمَّا خرج أَصَابَهُ مَا أصَاب قومه فَدفن هَاهُنَا وَدفن مَعَه

ص: 469

غُصْن من ذهب فَنزل الْقَوْم فَابْتَدَرُوهُ وَبَحَثُوا عَنهُ بِأَسْيَافِهِمْ حَتَّى اسْتخْرجُوا الْغُصْن قَالَ معمر قَالَ الزُّهْرِيّ وَأَبُو رِغَال هُوَ أَبُو ثَقِيف انْتَهَى

وَعَن عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسنديهما والطبري فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ وَمَتنه بِزِيَادَتِهِ

470 -

الحَدِيث التَّاسِع

رُوِيَ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ مر بِقَبْر أبي رِغَال فَقَالَ أَتَدْرُونَ من هَذَا قَالُوا الله وَرَسُوله أعلم فَذكر قصَّة أبي رِغَال وَأَنه دفن هَاهُنَا وَدفن مَعَه غُصْن من ذهب فَابْتَدَرُوهُ وَبَحَثُوا عَنهُ بِأَسْيَافِهِمْ وَاسْتَخْرَجُوا الْغُصْن

قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي كتاب الْخراج من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن أُميَّة عَن بجير بن أبي بجير عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ يَقُول حِين خرجنَا مَعَه إِلَى الطَّائِف فمررنا مَعَه بِقَبْر فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ هَذَا قبر أبي رِغَال وَكَانَ بِهَذَا الْحرم يدْفع عَنهُ فَلَمَّا خرج أَصَابَته النقمَة الَّتِي أَصَابَت قومه بِهَذَا الْمَكَان فَدفن فِيهِ وَآيَة ذَلِك أَنه دفن مَعَه غُصْن من ذهب إِن أَنْتُم نَبَشْتُمْ عَنهُ أصبْتُم مَعَه فَابْتَدَرَهُ النَّاس فَاسْتَخْرَجُوا الْغُصْن انْتَهَى

وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي النَّوْع السَّادِس من الْقسم الثَّالِث وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَعَن الطَّبَرَانِيّ أَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة

قَالَ ابْن الْقطَّان فِي كتاب الْوَهم وَالْإِيهَام والْحَدِيث من أجل بجير بن أبي بجير لَا يَصح فَإِنَّهُ مَجْهُول الْحَال قَالَ ابْن معِين لَا يعرف إِلَّا بِهَذَا الحَدِيث وَلم أسمع أحدا رَوَى عَنهُ غير إِسْمَاعِيل بن أُميَّة انْتَهَى

وَقَوله فَبَحَثُوا عَنهُ بِأَسْيَافِهِمْ تقدم فِي الحَدِيث قبله فِي رِوَايَة مرسله

ص: 470

471 -

الحَدِيث الْعَاشِر

قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ سَبَقَك بهَا عكاشة

قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب الطِّبّ وَمُسلم فِي الْإِيمَان عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ عرضت عَلّي الْأُمَم فَجعل النَّبِي وَالنَّبِيَّانِ يَمرونَ مَعَهم الرَّهْط وَالنَّبِيّ لَيْسَ مَعَه أحد حَتَّى رفع لي سَواد عَظِيم قلت مَا هَذَا أمتِي هَذِه قيل مُوسَى وَقَومه قيل انْظُر إِلَى الْأُفق فَإِذا سَواد عَلَى الْأُفق ثمَّ قيل لي انْظُر هَاهُنَا وَهَاهُنَا فِي آفَاق السَّمَاء فَإِذا سَواد قد مَلأ الْأُفق قيل هَذِه أمتك وَيدخل الْجنَّة من هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ ألفا بِغَيْر حِسَاب ثمَّ دخل وَلم يبين لَهُم فَأَفَاضَ الْقَوْم وَقَالُوا نَحن الَّذين آمنا بِاللَّه وَاتَّبَعنَا رَسُوله فَنحْن هم أم أَوْلَادنَا الَّذين ولدُوا فِي الْإِسْلَام وَإِنَّمَا ولدنَا فِي الْجَاهِلِيَّة فَبلغ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ فَخرج فَقَالَ هم الَّذين لَا يسْتَرقونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ وَلَا يَكْتَوُونَ وَعَلَى رَبهم يَتَوَكَّلُونَ فَقَالَ عكاشة بن مُحصن أَنا مِنْهُم يَا رَسُول الله قَالَ نعم فَقَامَ آخر فَقَالَ أَمنهم أَنا قَالَ سَبَقَك بهَا عكاشة انْتَهَى

وَلمُسلم فِيهِ عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا يدْخل من أمتِي الْجنَّة سَبْعُونَ ألفا بِغَيْر حِسَاب فَقَامَ عكاشة بن مُحصن قَالَ يَا رَسُول الله ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم فَقَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُم فَقَامَ آخر فَقَالَ يَا رَسُول الله ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم فَقَالَ سَبَقَك بهَا عكاشة انْتَهَى وَلمُسلم نَحوه عَن عمرَان بن حُصَيْن وَينظر الْأَطْرَاف

472 -

الحَدِيث الْحَادِي عشر

قَالَ عليه السلام اعْفُوا اللحَى

قلت تقدم فِي الْبَقَرَة

ص: 471

473 -

الحَدِيث الثَّانِي عشر

فِي الحَدِيث سَتَرَوْنَ ربكُم كَمَا ترَوْنَ الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر

قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي تَفْسِير سُورَة النِّسَاء وَفِي غَيره وَمُسلم فِي الْإِيمَان من حَدِيث عَطاء بن يسَار عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَن نَاسا قَالُوا لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ هَل نرَى رَبنَا يَوْم الْقِيَامَة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ هَل تضَارونَ فِي الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر قَالُوا لَا يَا رَسُول الله قَالَ فَإِنَّكُم سَتَرَوْنَهُ كَذَلِك

الحَدِيث بِطُولِهِ

وَأَخْرَجَا نَحوه عَن عَطاء بن يزِيد اللَّيْثِيّ عَن أبي هُرَيْرَة أَن نَاسا قَالُوا يَا رَسُول الله هَل نرَى رَبنَا يَوْم الْقِيَامَة فَقَالَ هَل تضَارونَ فِي الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر قَالُوا لَا يَا رَسُول الله قَالَ هَل تضَارونَ فِي الشَّمْس لَيْسَ دونهَا سَحَاب قَالُوا لَا قَالَ فَإِنَّكُم تَرَوْنَهُ كَذَلِك

الحَدِيث بِطُولِهِ

وَأَخْرَجَا فِي الصَّلَاة عَن قيس بن أبي حَازِم سَمِعت جرير بن عبد الله يَقُول كُنَّا جُلُوسًا عِنْد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ إِذْ نظر إِلَى الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر فَقَالَ أما إِنَّكُم سَتَرَوْنَ ربكُم كَمَا ترَوْنَ هَذَا الْقَمَر لَا تضَامون فِي رُؤْيَته فَإِن اسْتَطَعْتُم أَن لَا تغلبُوا عَن صَلَاة قبل طُلُوع الشَّمْس وَقبل غُرُوبهَا يَعْنِي الْفجْر وَالْعصر ثمَّ قَرَأَ جرير وَسبح بِحَمْد رَبك قبل طُلُوع الشَّمْس وَقبل غُرُوبهَا انْتَهَى

وَرَوَى البُخَارِيّ فِي كتاب التَّوْحِيد بِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ إِنَّكُم سَتَرَوْنَ ربكُم عيَانًا انْتَهَى

474 -

الحَدِيث الثَّالِث عشر

عَن الفضيل قَالَ ذكر لنا عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ إِذا عظمت أمتِي الدُّنْيَا نزع عَنْهَا هَيْبَة الْإِسْلَام وَإِذا تركُوا الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر حرمت بركَة الْوَحْي

ص: 472

قلت لم أَجِدهُ عَن الفضيل بن عِيَاض

والْحَدِيث رَوَاهُ أَبُو عبد الله التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم فِي كِتَابه نَوَادِر الْأُصُول حَدثنَا عمر بن أبي عمر ثَنَا مُحَمَّد بن المتَوَكل عَن البخْترِي بن عبيد عَن سُلَيْمَان الْأَغَر عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ إِذا عظمت أمتِي الدُّنْيَا نزع مِنْهَا هَيْبَة الْإِسْلَام وَإِذا تركت الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر حرمت بركَة الْوَحْي وَإِذا تَسَابَّتْ أمتِي سَقَطت من عين الله عز وجل انْتَهَى ذكره فِي الأَصْل الْخَامِس وَالسبْعين بعد الْمِائَة

475 -

قَوْله

عَن ابْن عَبَّاس الْكَلْب مُنْقَطع الْفُؤَاد يَلْهَث إِن حمل عَلَيْهِ أَو لم يحمل عَلَيْهِ

476 -

قَوْله

وَفِي كتاب عمر إِلَى خَالِد بن الْوَلِيد بَلغنِي أَن أهل الشَّام اتَّخذُوا لَك دلُوكا عجن بِخَمْر وَإِنِّي لَأَظُنكُمْ آل الْمُغيرَة ذَرْء النَّار

قلت رَوَاهُ الإِمَام أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث حَدثنِي إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش عَن حميد بن ربيعَة عَن سُلَيْمَان بن مُوسَى أَن عمر كتب إِلَى خَالِد بن الْوَلِيد بَلغنِي أَنَّك دخلت حَماما بِالشَّام وَأَن من بهَا من الْأَعَاجِم أعدُّوا لَك دلُوكا عجن بِخَمْر وَإِنِّي لَأَظُنكُمْ آل الْمُغيرَة ذَرْء النَّار انْتَهَى ثمَّ قَالَ يرْوَى ذَرْء بِالْهَمْزَةِ وَيروَى ذرو بِالْوَاو فَمن قَالَ ذَرْء بِالْهَمْزَةِ فَإِنَّهُ أَرَادَ خلق النَّار أَي إِنَّكُم خلقْتُمْ لَهَا من قَوْلهم ذَرأ الله الْخلق يَذْرَؤُهُمْ ذَرْءًا وَمن قَالَ

ص: 473

ذرو بِالْوَاو فَهُوَ من ذرى يذرو قَالَ تَعَالَى تَذْرُوهُ الرِّيَاح أَي إِنَّكُم تَذَرُون فِي النَّار ذَروا وَالدُّلُوكُ بِفَتْح الدَّال مَا يدلك بِهِ كَالسحُورِ انْتَهَى كَلَامه

477 -

الحَدِيث الرَّابِع عشر

عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ أَنه كَانَ يَقُول إِذا قَرَأَ وَمِمَّنْ خلقنَا أمة يهْدُونَ بِالْحَقِّ هَذِه لكم وَقد أعطي الْقَوْم بَين أَيْدِيكُم مثلهَا

قلت ذكره الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره عَن قَتَادَة وَابْن جريج قَالَا بلغنَا أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَرَأَ هَذِه الْآيَة وَمِمَّنْ خلقنَا إِلَى آخِره وَسَنَده إِلَى قَتَادَة وَابْن جريج فِي أول كِتَابه

478 -

الحَدِيث الْخَامِس عشر

عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ أَنه قَالَ إِن من أمتِي قوما عَلَى الْحق حَتَّى ينزل عِيسَى

قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي تَارِيخه الْأَوْسَط فِي بَاب الْعين الْمُهْملَة فِي تَرْجَمَة عبيد الله الطفَاوِي قَالَ قَالَ لي مُحَمَّد بن يَحْيَى حَدثنَا النُّفَيْلِي ثَنَا مُحَمَّد بن سَلمَة عَن أبي وَاصل عَن عبيد الله الطفَاوِي قَالَ قَالَ جَابر بن عبد الله قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ لَا تزَال طَائِفَة من أمتِي يُقَاتلُون عَلَى الْحق حَتَّى ينزل عِيسَى بن مَرْيَم انْتَهَى وَهَذِه عَادَة البُخَارِيّ فِيمَا لم يكن عَلَى شَرطه

وَرَوَى أَحْمد فِي مُسْنده حَدثنَا بهز ثَنَا حَمَّاد بن سَلمَة ثَنَا قَتَادَة عَن مطرف عَن عمرَان بن حُصَيْن أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ قَالَ لَا تزَال طَائِفَة من أمتِي عَلَى الْحق حَتَّى يَأْتِي أَمر الله وَينزل عِيسَى بن مَرْيَم انْتَهَى

وَفِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ قَالَ الرّبيع بن أنس أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَرَأَ هَذِه الْآيَة فَقَالَ إِن من أمتِي قوما عَلَى الْحق حَتَّى ينزل عِيسَى بن مَرْيَم انْتَهَى وَسَنَده إِلَى الرّبيع ابْن أنس فِي أول كِتَابه

ص: 474

وَرَوَى أَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مُسْنده حَدثنَا حَفْص بن عبد الله الْحلْوانِي ثَنَا بهْلُول بن مُورق الشَّامي عَن مُوسَى بن عُبَيْدَة عَن أَخِيه عَن جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ لَا تزَال طَائِفَة من أمتِي ظَاهِرين عَلَى الْحق حَتَّى ينزل عِيسَى ابْن مَرْيَم فَيَقُول إمَامهمْ تقدم فَيَقُول أَنْتُم أَحَق أَمر كرم الله بِهِ هَذِه الْأمة انْتَهَى

479 -

الحَدِيث السَّادِس عشر

عَن قَتَادَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ علا الصَّفَا فَدَعَاهُمْ فخذا فخذا فَحَذَّرَهُمْ بَأْس الله تَعَالَى فَقَالَ قَاتلهم يَعْنِي الْكفَّار إِن صَاحبكُم هَذَا لمَجْنُون بَات يصوت إِلَى الصَّباح

قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنَا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن زُرَيْع ثَنَا سعيد عَن قَتَادَة قَالَ ذكر لنا أَن نَبِي الله صلى الله عليه وسلم َ كَانَ عَلَى الصَّفَا فَدَعَا قُريْشًا فخذا فخذا يَا بني فلَان يَا بني فلَان يُحَذرهُمْ بَأْس الله وَوَقَائعه فَقَالَ قَائِلهمْ إِن صَاحبكُم هَذَا لمَجْنُون بَات يصوت إِلَى الصَّباح فَأنْزل الله تَعَالَى أَو لم يتفكروا مَا بِصَاحِبِهِمْ من جنَّة إِن هُوَ إِلَّا نَذِير مُبين انْتَهَت الْآيَة انْتَهَى

وَكَذَلِكَ ذكره الثَّعْلَبِيّ فَقَالَ وَقَالَ قَتَادَة ذكر لنا أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَامَ عَلَى الصَّفَا

إِلَى آخِره

480 -

الحَدِيث السَّابِع عشر

عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ إِن السَّاعَة تهيج بِالنَّاسِ وَالرجل يصلح حَوْضه وَالرجل يسْقِي مَاشِيَته وَالرجل يقوم سلْعَته فِي سوقه وَالرجل يخْفض مِيزَانه وَيَرْفَعهُ

قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ أَيْضا أخبرنَا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن هَارُون ثَنَا سعيد

ص: 475

عَن قَتَادَة قَالَ ذكر لنا أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ قَالَ إِن السَّاعَة تهيج بِالنَّاسِ

إِلَى آخِره

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ بِهَذَا اللَّفْظ

والْحَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ بِغَيْر هَذَا اللَّفْظ أَخْرجَاهُ عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ لتقومن السَّاعَة وَقد نشر الرّجلَانِ ثوبهما بَينهمَا فَلَا يتبايعانه وَلَا يطويانه وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَة وَقد انْصَرف الرجل بِلَبن لقحته فَلَا يطعمهُ وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَة هُوَ يلط حَوْضه فَلَا يسْقِي فِيهِ وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَة وَقد رفع أَكلته إِلَى فِيهِ فَلَا يطْعمهَا انْتَهَى

وَلم يُخرجهُ الْبَغَوِيّ فِي تَفْسِيره إِلَّا بِلَفْظ الصَّحِيح

481 -

الحَدِيث الثَّامِن عشر

قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ يسروا وَلَا تُعَسِّرُوا

قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب الْعلم وَمُسلم فِي الْمَغَازِي من حَدِيث أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ يسروا وَلَا تُعَسِّرُوا وَسَكنُوا وَلَا تنفرُوا انْتَهَى

482 -

الحَدِيث التَّاسِع عشر

قيل لما نزلت خُذ الْعَفو وَأمر الْعرف سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ جِبْرِيل فَقَالَ لَا أَدْرِي حَتَّى أسأَل ثمَّ رَجَعَ فَقَالَ يَا مُحَمَّد إِن رَبك يَأْمُرك أَن تصل من قَطعك وَتُعْطِي من حَرمك وَتَعْفُو عَمَّن ظلمك

قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره حَدثنِي الْحُسَيْن بن الزبْرِقَان النَّخعِيّ ثَنَا حُسَيْن الْجعْفِيّ عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أُمِّي الْمرَادِي قَالَ لما أنزل الله عَلَى نبيه خُذ الْعَفو وَأمر بِالْعرْفِ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ لجبريل مَا هَذَا قَالَ لَا أَدْرِي حَتَّى أسأَل

إِلَى آخِره سَوَاء

ص: 476

وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أَيْضا أَنا ابْن عُيَيْنَة عَن أُمِّي الْمرَادِي

فَذكره وَهُوَ مُرْسل

وَأَخْطَأ الطَّيِّبِيّ فِي قَوْله رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده من حَدِيث عقبَة بن عَامر وَالَّذِي رَوَاهُ أَحْمد لَيْسَ هُوَ هَذَا الحَدِيث وَلَفظه عَن عقبَة بن عَامر أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ لَهُ يَا عقبَة أَلا أخْبرك بِأَفْضَل أَخْلَاق الدُّنْيَا أَن تصل من قَطعك وَتُعْطِي من حَرمك وَتَعْفُو عَمَّن ظلمك انْتَهَى

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره أَخْبرنِي الْحُسَيْن بن عَلّي النَّيْسَابُورِي فِيمَا أجَازه لي ثَنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن يَحْيَى الْأَنْطَاكِي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْمَدِينِيّ ثَنَا عبد الله ابْن نَافِع بن ثَابت الزبيرِي ثَنَا عبد الْعَزِيز بن عبد الله الْمَاجشون عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة خُذ الْعَفو وَأمر بِالْعرْفِ وَأعْرض عَن الْجَاهِلين قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ يَا جِبْرِيل مَا تَأْوِيل هَذِه الْآيَة قَالَ حَتَّى أسأَل فَصَعدَ ثمَّ نزل فَقَالَ يَا مُحَمَّد إِن الله يَأْمُرك أَن تصفح عَمَّن ظلمك وَتُعْطِي من حَرمك وَتصل من قَطعك انْتَهَى

حَدثنَا أَحْمد بن إِسْحَاق بن نيخاب الطَّيِّبِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن يُونُس ثَنَا عبد الله ابْن دَاوُد الْخُرَيْبِي ثَنَا عبَادَة بن مُسلم عَن الْعَلَاء بن بدر عَن قيس بن سعد ابْن عبَادَة قَالَ لما نظر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ إِلَى حَمْزَة بن عبد الْمطلب قَالَ وَالله لَأُمَثِّلَن بسبعين مِنْهُم فجَاء جِبْرِيل بِهَذِهِ الْآيَة خُذ الْعَفو وَأمر بِالْعرْفِ وَأعْرض عَن الْجَاهِلين فَقَالَ يَا جِبْرِيل مَا هَذَا قَالَ لَا أَدْرِي حَتَّى أسأَل ثمَّ عَاد فَقَالَ إِن الله يَأْمُرك أَن تَعْفُو عَمَّن ظلمك وَتصل من قَطعك وَتُعْطِي من حَرمك انْتَهَى

ص: 477

483 -

الحَدِيث الْعشْرُونَ

قَالَ المُصَنّف وَفِي قصَّة أم معبد

(فيالقصي مَا زَوَى الله عَنْكُم

بِهِ من فخار لَا يُبَارَى وسؤدد)

قلت حَدِيث أم معبد يرْوَى من حَدِيث أم معبد وَاسْمهَا عَاتِكَة بنت خَالِد من خُزَاعَة وَكَانَ منزلهَا بِقديد قَالَه ابْن سعد فِي الطَّبَقَات وَمن حَدِيث زَوجهَا أبي معبد وَمن حَدِيث أَخِيهَا حُبَيْش بن خَالِد كلهم يرويهِ بِمَعْنى وَاحِد

فَحَدِيث حُبَيْش بن خَالِد رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْهِجْرَة من حَدِيث حزَام بن هِشَام بن خَالِد عَن أَبِيه هِشَام بن حُبَيْش بن خَالِد عَن أَبِيه حُبَيْش بن خَالِد أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ حِين خرج من مَكَّة خرج إِلَى الْمَدِينَة هُوَ وَأَبُو بكر وَمولى أبي بكر عَامر بن فهَيْرَة وَدَلِيلهمَا عبد الله بن الْأُرَيْقِط اللَّيْثِيّ مروا عَلَى خَيْمَتي أم معبد الْخُزَاعِيَّة وَكَانَت بَرزَة جلدَة تَحْتَبِيَ بِفنَاء الْقبَّة ثمَّ تَسْقِي وَتطعم فَسَأَلُوهَا لَحْمًا وَتَمْرًا لِيَشْتَرُوهُ مِنْهَا فَلم يُصِيبُوا عِنْدهَا شَيْئا وَكَانَ الْقَوْم مُرْمِلِينَ مُسنَّتَيْنِ فَنظر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ إِلَى شَاة فِي كسر الْخَيْمَة فَقَالَ مَا هَذِه الشَّاة يَا أم معبد قَالَت شَاة خلفهَا الْجهد عَن الْغنم قَالَ هَل بهَا من لبن قَالَت هِيَ أجهد من ذَلِك قَالَ أَتَأْذَنِينَ لي أَن أَحْلَبَهَا قَالَت نعم بِأبي أَنْت وَأمي إِن رَأَيْت بهَا حَلبًا فاحلبها فَدَعَا بهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فَمسح ضرْعهَا وَسَمَّى الله ودعا لَهَا فِي شَاتِهَا فتفاجت عَلَيْهِ وَدرت واجترت ودعا بِإِنَاء يربض الرَّهْط فَحلبَ فِيهِ ثَجًّا حَتَّى علاهُ الْبَهَاء ثمَّ سَقَاهَا حَتَّى رويت وَسَقَى أَصْحَابه حَتَّى رووا وَشرب النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ آخِرهم ثمَّ حلب فِيهِ ثَانِيًا حَتَّى ملأَهُ ثمَّ غَادَرَهُ عِنْدهَا ثمَّ بَايَعَهَا وَارْتَحَلُوا عَنْهَا فَمَا لَبِثت حَتَّى جَاءَ زَوجهَا أَبُو معبد يَسُوق أَعْنُزًا عِجَافًا تساوكن هزالًا مُخّهنَّ قَلِيل فَلَمَّا رَأَى أَبُو معبد اللَّبن عجب وَقَالَ من أَيْن لَك هَذَا اللَّبن يَا أم معبد وَالشَّاة عَازِب حِيَال وَلَا حَلُوب فِي الْبَيْت فَقَالَت لَا وَالله إِنَّه مر بِنَا رجل مبارك من حَاله كَذَا وَكَذَا قَالَ صَفيه لي يَا أم معبد

ص: 478

قَالَت رَأَيْت رجلا ظَاهر الْوَضَاءَة أَبْلَج الْوَجْه حسن الْخلق لم تَعبه تَجِلَّةً وَلم تزر بِهِ صَلْعَةٌ وسيم قسيم فِي عَيْنَيْهِ دعجٌ وَفِي أَشْفَاره وَطف وَفِي صَوته صَهل وَفِي عُنُقه سَطَعَ وَفِي لحيته كَثَافَة أَزجّ أقرن إِن صمت فَعَلَيهِ الْوَقار وَإِن تكلم سما وَعَلِيهِ الْبَهَاء أجمل النَّاس وَأَبْهَاهُ من بعيد وَأَجْلَاهُ وَأحسنه من قريب حُلْو الْمنطق فصل لَا تزر وَلَا هزر كَأَن منْطقَة خَرَزَات نظم ينحدرن ربعَة لَا بَأْس من طوله وَلَا تَقْتَحِمُهُ عين من قصر غُصْن بَين غُصْنَيْنِ فَهُوَ أَنْضَرُ الثَّلَاثَة منْظرًا وَأَحْسَنهمْ قدرا لَهُ رُفَقَاء يحفونَ بِهِ إِن قَالَ أَنْصتُوا لقَوْله وَإِن أَمر تبَادرُوا إِلَى قَوْله مَحْفُودٌ مَحْسُود لَا عَابس وَلَا مُفند فَقَالَ أَبُو معبد هُوَ وَالله صَاحب قُرَيْش الَّذِي ذكر لنا من أمره مَا ذكر وَلَقَد هَمت أَن أَصْحَبهُ وَلَأَفْعَلَن إِن وجدت إِلَى ذَلِك سَبِيلا فَأصْبح صَوت بِمَكَّة عَالِيا يَسْتَمِعُون الصَّوْت وَلَا يَدْرُونَ من صَاحبه وَهُوَ يَقُول

(جزي الله رب النَّاس خير جَزَائِهِ

رَفِيقَيْنِ حلا خَيْمَتي أم معبد)

(هما نَزَّلَاهَا بِالْهُدَى واهتدت بِهِ

فقد فَازَ من أَمْسَى رَفِيق مُحَمَّد)

(فيالقصي مَا زَوَى الله عَنْكُم

بِهِ من فعال لَا تجازى وسؤدد)

(ليهون بني كَعْب مقَام فَتَاتهمْ

ومقعدها بِالْمُؤْمِنِينَ بِمَرْصَد)

(دَعَاهَا بِشَاة حَائِل فتحلبت

عَلَيْهِ صَرِيحًا ضرَّة الشَّاة مُزْبِد)

(فغادره رهنا لَدَيْهَا لحالب

يُرَدِّدهَا فِي صدر بعد مورد)

فَلَمَّا سمع حسان الْهَاتِف بذلك شَبَّبَ يُجَاوب الْهَاتِف فَقَالَ

(لقد خَابَ قوم زَالَ عَنْهُم نَبِيّهم

وَقدس من يسري إِلَيْهِم وَيَغْتَدِي)

(ترحل عَن قوم فضلت عُقُولهمْ

وَحل عَلَى قوم بِنور مُجَدد)

(هدَاهُم بِهِ بعد الضَّلَالَة رَبهم

فَأَرْشَدَهُمْ من يتبع الْحق يرشد)

(وَهل يَسْتَوِي ضلال قوم تسفهوا

عَمى وَهُدَاة يَهْتَدُونَ بِمُهْتَدٍ)

(وَقد نزلت مِنْهُ عَلَى أهل يثرب

ركاب هدى حلت عَلَيْهِم بِأَسْعَد)

(نَبِي يرَى مَا لَا يرَى النَّاس حوله

وَيَتْلُو كتاب الله فِي كل مشْهد)

ص: 479

(وَإِن قَالَ فِي يَوْم مقَالَة غَائِب

فَتَصْدِيقُهَا فِي الْيَوْم أَو فِي ضحى الْغَد)

(لِيهن أَبَا بكر سَعَادَة جده

بِصُحْبَتِهِ من يسْعد الله يسْعد)

قَالَ الْحَاكِم صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ ثمَّ أخرجه من حَدِيث عبد الْملك ابْن وهب الْمذْحِجِي ثَنَا الْحر بن الصَّباح النَّخعِيّ عَن أبي معبد

فَذكره وَسكت عَنهُ

وَرَوَاهُ من حَدِيث حُبَيْش كَمَا رَوَاهُ الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم فِي كِتَابَيْهِمَا دَلَائِل النُّبُوَّة وَابْن سعد فِي الطَّبَقَات وَزَادُوا فِيهِ قَالَ عبد الْملك فَبَلغنَا أَن أم معبد هَاجَرت إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه

وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم من حَدِيث أبي معبد وَانْفَرَدَ أَبُو نعيم بِحَدِيث أم معبد رَوَاهُ من حَدِيث سليط بن قيس الْأنْصَارِيّ قَالَ وَكَانَ بَدْرِيًّا عَن أم معبد أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ مر بهَا لما خرج إِلَى الْهِجْرَة وَهِي لَا تعرفه فَقَالَ لَهَا يَا أم معبد هَل عنْدك من لبن

فَذكر الحَدِيث بِطُولِهِ ثمَّ قَالَ وَقيل إِن رَاوِي هَذَا السِّيَاق سليط بن قيس شهد بَدْرًا وَاسْتشْهدَ مَعَ أبي عُبَيْدَة بن مَسْعُود الثَّقَفِيّ فِي خلَافَة عمر بن الْخطاب ثمَّ أسْند إِلَى عبد الْملك بن وهب الْمذْحِجِي أَنه قَالَ بَلغنِي أَن أم معبد هَاجَرت وَأسْلمت وَلَحِقت بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم َ انْتَهَى كَلَامه

وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات قي تَرْجَمَة أم معبد أخبرنَا مُحَمَّد بن عمر الْوَاقِدِيّ عَن حزَام بن هِشَام عَن أَبِيه عَن أم معبد

فَذكره الْقِصَّة مختصرة لَيْسَ فِيهَا الشّعْر وَزَاد فِي آخرهَا قَالَت أم معبد فَبَقيت الشَّاة الَّتِي لمس رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ ضرْعهَا عندنَا حَتَّى كَانَ زمَان الرَّمَادَة أَيَّام عمر بن الْخطاب سنة ثَمَانِي عشرَة من الْهِجْرَة وَكُنَّا نَحْلُبهَا صَبُوحًا وغبوقا وَمَا فِي الأَرْض قَلِيل وَلَا كثير قَالَ وَكَانَت أم معبد مُؤمنَة مسلمة قَالَ الْوَاقِدِيّ وَقَالَ غَيره قدمت بعد الْهِجْرَة وَأسْلمت

ص: 480

484 -

الحَدِيث الْحَادِي وَالْعشْرُونَ

رُوِيَ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ قَالَ يَا رب كَيفَ وَالْغَضَب فَنزلت وَإِمَّا يَنْزغَنك من الشَّيْطَان نَزغ

الْآيَة

قلت رَوَاهُ الطَّبَرِيّ حَدثنِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى أَنا ابْن وهب قَالَ قَالَ عبد الرَّحْمَن بن زيد بن أسلم لما نزلت هَذِه الْآيَة قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ كَيفَ يَا رب وَالْغَضَب فَنزلت وَإِمَّا يَنْزغَنك من الشَّيْطَان نَزغ

انْتَهَى

وَذكره الثَّعْلَبِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن زيد بن أسلم هَكَذَا من غير سَنَد وَكَذَلِكَ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط

485 -

قَوْله

قَالَ أَبُو بكر رضي الله عنه إِن لي شَيْطَانا يَعْتَرِينِي

قلت أخبرنَا شَيخنَا الْمسند صدر الدَّين أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن الإِمَام شرف الدَّين مُحَمَّد بن أبي قَاسم المندومي قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَنا أسمع فِي سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ أَنا الشَّيْخ نجيب الدَّين عبد اللَّطِيف بن عبد الْمُنعم الْحَرَّانِي سَمَاعا عَلَيْهِ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وسِتمِائَة أَنا أَبُو طَاهِر الْمُبَارك بن أبي الْمَعَالِي بن الْمَعْطُوسِ أَنا أَبُو الْغَنَائِم بن الْمُهْتَدي بِاللَّه عَن أبي إِسْحَاق الْبَرْمَكِي أَنا أَبُو مُحَمَّد عبد الله ابْن إِبْرَاهِيم بن مَاس الْبَزَّار ثَنَا أَبُو معشر الْحسن بن سُلَيْمَان الدَّارمِيّ ثَنَا عبد الْوَاحِد ابْن غياث ثَنَا أَبُو هِلَال ثَنَا الْحسن قَالَ لما اسْتخْلف أَبُو بكر رضي الله عنه تكلم بِكَلَام وَالله مَا تكلم بِهِ أحد غَيره فَقَالَ يأيها النَّاس تكلفوني سنة نَبِيكُم مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم َ وَإِن الله كَانَ يعْصم نبيه بِالْوَحْي إِنِّي وَالله لَوَدِدْت أَنكُمْ كفيتموني وَإِن لي شَيْطَانا يَعْتَرِينِي فَإِذا اعْتَرَانِي فاجتنبوني لَا أُؤْثِر فِي أَشْعَاركُم وَأَبْشَاركُمْ

ص: 481

وتعاهدوني بِأَنْفُسِكُمْ فَإِن اسْتَقَمْت فَاتبعُوني وَإِن زِغْت فقوموني انْتَهَى وَقع لنا هَذَا فِي الْجُزْء الْمَعْرُوف بِجُزْء الْأنْصَارِيّ

وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده اُخْبُرْنَا وهب بن جرير بن حَازِم ثَنَا أبي سَمِعت الْحسن يَقُول خطب أَبُو بكر رضي الله عنه يَوْمًا فَقَالَ وَالله مَا أَنا بِخَيْرِكُمْ وَلَقَد كنت لمقامي هَذَا كَارِهًا لَوَدِدْت أَن فِيكُم من يَكْفِينِي أفتظنون أَنِّي أعمل فِيكُم سنة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ إِذا لَا أقوم لَهَا إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ كَانَ يعْصم بِالْوَحْي وَكَانَ مَعَه ملك وَإِن لي شَيْطَانا يَعْتَرِينِي فَإِذا غضِبت اجتنبوني أَن أُؤْثِر فِي أَشْعَاركُم وَأَبْشَاركُمْ أَلا فراعوني فَإِن اسْتَقَمْت فَأَعِينُونِي وَإِن زِغْت فقوموني انْتَهَى

أخبرنَا عبد الرَّزَّاق أَنا معمر عَن رجل عَن الْحسن أَن أَبَا بكر

فَذكره نَحوه

رَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة أبي بكر فَقَالَ أخبرنَا وهب بن جرير ثَنَا أبي سَمِعت الْحسن قَالَ لما بُويِعَ أَبُو بكر قَامَ خَطِيبًا فوَاللَّه مَا خطب خطبَته أحد فَحَمدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أما بعد فَإِنِّي وليت هَذَا الْأَمر وَأَنا كَارِه فوَاللَّه لَوَدِدْت أَن بَعْضكُم كَفَانِيهِ أَلا وَإِنَّكُمْ إِن كلفتموني أَن أعمل فِيكُم بِمثل عمل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ لم أقِم بِهِ إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ كَانَ عبدا أكْرمه الله بِالْوَحْي وَعَصَمَهُ وَإِنَّمَا أَنا بشر وَلست بِخَير من أحد مِنْكُم فراعوني فَإِن اسْتَقَمْت فَاتبعُوني وَإِن زِغْت فقوموني وَاعْلَمُوا أَن لي شَيْطَانا يَعْتَرِينِي فَإِذا رَأَيْتُمُونِي غضِبت فاجتنبوني لَا أُؤْثِر فِي أَشْعَاركُم وَأَبْشَاركُمْ

486 -

الحَدِيث الثَّانِي وَالْعشْرُونَ

عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ أَنه قَالَ من قَرَأَ سُورَة الْأَعْرَاف جعل الله يَوْم الْقِيَامَة بَينه وَبَين إِبْلِيس سترا وَكَانَ آدم شَفِيعًا لَهُ يَوْم الْقِيَامَة

قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْفَارِسِي ثَنَا أَبُو مُحَمَّد عبد الله

ص: 482

ابْن أَحْمد الشَّيْبَانِيّ ثَنَا أَبُو عَمْرو الْحُرَيْثِيُّ ثَنَا أَبُو أَحْمد مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب ثَنَا أَحْمد بن عبد الله بن يُونُس ثَنَا سَلام بن سليم الْمَدَائِنِي ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أُمَامَة عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ

فَذكره

وَرَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من طَرِيق أبي بكر بن أبي دَاوُد السجسْتانِي بِسَنَدِهِ فِي آخر الْكتاب

وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه الْمُتَقَدِّمين فِي آل عمرَان

وَذكره أَبُو شُجَاع الديلمي فِي كتاب الفردوس من حَدِيث ابْن عَبَّاس عَلَى عَادَته فِي ذكر الرَّاوِي وَحذف اسْم النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ

وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من حَدِيث أَحْمد بن عبد الله بن يُونُس ثَنَا سَلام بن سليم بِهِ

ص: 483