المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ   ‌ ‌مقدمة التحقيق الحمد لله، اللهم صل على محمد - تراجم منتخبة من «التهذيب» و «الميزان» - ضمن «آثار المعلمي» - مقدمة ١٤

[عبد الرحمن المعلمي اليماني]

الفصل: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ   ‌ ‌مقدمة التحقيق الحمد لله، اللهم صل على محمد

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

‌مقدمة التحقيق

الحمد لله، اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فهذا كتاب منتخبٌ في تراجم رواة الحديث، انتخب المصنف تراجمه من كتابين يُعدّان من أشهر كتب الرجال، وهما "ميزان الاعتدال" للحافظ الذهبي (ت 748 هـ)، و"تهذيب التهذيب" للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ).

وواضح من هذا المنتخب أن المصنف قد مرّ على ذينك الكتابين قراءةً وتدبّرًا ونقدًا، مكّنه أولًا من انتخاب (321) ترجمة من آلاف التراجم، ومكّنه ثانيًا من الانتخاب من الترجمة نفسها.

فلم يعمد المصنف لاختصار الكتابين ولا لتهذيبهما، بل كان غرضه تقييد ما مرّ به في تلك التراجم من ملاحظات تفيد في التفقّه في علم الجرح والتعديل، ومعرفة مناهج الأئمة، وأسباب الطعن في الرواة، واختلاف أقوال الإمام الواحد

وغير ذلك. ولم يقتصر عمله على مجرّد الانتخاب بل كان له تعليقات ومناقشات وفوائد مهمة، سيأتي بيان سبيله فيها.

ويأتي هذا الكتاب وغيره من كتب الشيخ في التراجم والرواة تتميمًا لدراسته الاستقرائية لرجال الحديث، فلم تتأتّ للمؤلف هذه المَلَكة القوية في الجرح والتعديل والبصر بهذا الفنّ إلا بعد طول مُثافنةٍ لكتب الفنّ دراسةً

ص: 5

وتحقيقًا وتمحيصًا، حتى إنه يضارع أئمة النقد الكبار كالذهبي وابن حجر، فهو في عصرنا هذا مثلما كان أولئك النقاد في عصورهم، وقد لقَّبَه شيخنا العلامة بكر أبو زيد رحمه الله بـ"ذهبي العصر". وقد أطلق على الشيخ هذا اللقب ــ وهو حقيق به ــ ولم يكن قد طُبع له إلا كتابان:"التنكيل" و"الأنوار" ورسالتان: "مقام إبراهيم" و"علم الرجال". وها نحن اليوم نضع بين يدي القراء جملة أخرى من الكتب تؤكِّد استحقاقه لهذا اللقب، واستحقاقه لأن يكون هو رائد هذا الفن غير مُدافَع في هذا العصر.

ومع أن المؤلّف ترَكَ كتابَه هذا مسوّدة يعوزها بعض الترتيب والتحرير، وتكميل بعض التراجم

إلى غير ذلك، إلا أنَّ فيه مادة مفيدة وتعليقات مهمة تستحق أن يُطلع عليها ويُستفاد منها.

وسأقيد هنا بعض المباحث التي تفيد في كشف جوانب من منهج الكتاب وطريقة تدوينه وغرض انتخابه ونسخته الخطية وهي:

- أولًا: اسم الكتاب وثبوته للمؤلف.

- ثانيًا: ما يتعلّق بالترتيب.

- ثالثًا: طريقته في الانتخاب.

- رابعًا: طريقته في النقد.

- خامسًا: النسخة الخطية.

- سادسًا: منهج التحقيق.

وختمتُ المقدمة بذكر الفوائد التي قيَّدها الشيخ في آخر النسخة.

ص: 6

ثم ختمتُ الكتاب بالفهارس التفصيلية المتنوّعة.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وكتب

علي بن محمد العمران

11 ربيع الأول 1432 هـ

ص: 7