المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تخلق الداعية بما يدعو إلية - تعاون الدعاة وأثره في المجتمع

[ابن عثيمين]

الفصل: ‌تخلق الداعية بما يدعو إلية

ولا يخفى علينا جميعًا ما وقع للنبي صلى الله عليه وسلم في كيفية الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى بالتي هي أحسن، لا يخفى علينا قصة الأعرابي الذي جاء فبال في طائفة من المسجد ـ فزجره الناس وأنكروا عليه، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «دعوه ولا تزرموه

» (1)

فلما فرغ من بوله.. أمر النبي صلى الله عليه وسلم بما تزول به هذه المفسدة، وهي أن يصب عليه ذنوبٌ من ماء، أي: دلو أو شبهه، ثم دعا الأعرابيّ، وقال له:«إن هذه المساجد، لا تصلح لشيء من هذا البول، ولا القذر، إنما هي لذكر الله عز وجل والصلاة، وقراءة القرآن (2) » أو كما قال صلى الله عليه وسلم. فتأمل هذه الدعوة إلى الحق بهذا الأسلوب.. ماذا تتصور من حال هذا الأعرابي الذي دعاه الرسول عليه الصلاة والسلام إلى تعظيم المساجد.. بهذا الأسلوب الليّن السهل، إنك لن تتصور إلَاّ أن هذا الأعرابي سيقبل وسيطمئن وسيرتاح، وسيجد الفرق بين ما قام به الصحابةـ رضي الله عنهم من الزجر، وما قام به النبي صلى الله عليه وسلم من التعليم الهادئ، الذي ينشرح فيه الصدر، ويطمئن به القلب..

‌تخلق الداعية بما يدعو إلية

(1) رواه البخاري، كتاب الأدب، باب الرفق في الأمر كله، رقم (5026) ، ومسلم، كتاب الطهارة، باب وجوب غسل البول وغيره من النجاسات، رقم (482) .

(2)

رواه مسلم، كتاب الطهار، باب وجوب غسل البول وغيره من النجاسات، رقم (582)

ص: 8