المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[الركن الأول شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله] - تعليم الصلاة

[عبد الله الزيد]

الفصل: ‌[الركن الأول شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله]

[تمهيد]

[أركان الإسلام الخمسة]

[الركن الأول شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله]

تعليم الصلاة تمهيد ثبت في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا» .

وقد اشتمل هذا الحديث الشريف على أركان الإسلام الخمسة وهي:

الركن الأول شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ومعنى شهادة أن لا إله إلا الله: أنه لا معبود بحق

ص: 7

إلا الله وحده، (فلا إله) تنفي جميع ما يعبد من دون الله، و (إلا الله) إثبات العبادة لله وحده لا شريك له كما قال تعالى:{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18]

ومقتضى شهادة أن لا إله إلا الله الإقرار بثلاثة أمور:

الأول: توحيد الأولوهية، وهو إفراد الله سبحانه بجميع أنواع العبادة وعدم صرف شيء منها لغيره، وهذا النوع هو الذي خلق الله الخلق من أجله، كما قال تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] وهو الذي أرسل الله به الرسل وأنزل به الكتب، كما قال تعالى:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36]

ص: 8

والشرك ضد التوحيد، فإذا كان معنى التوحيد: إفراد الله بالعبادة، فالشرك هو صرف شيء من العبادة لغير الله، فمن صرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله من صلاة أو صوم أو دعاء أو نذر أو ذبح أو استغاثة بصاحب قبر أو غيره مختارا فقد أشرك مع الله غيره، والشرك هو أعظم الذنوب ومحبط لجميع الأعمال.

الثاني: توحيد الربوبية، وهو الإقرار بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت المدبر الذي له ملك السموات والأرض، والإقرار بهذا النوع من الفطرة التي فطر الله الخلق عليها، حتى أن المشركين الذين بعث فيهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كانوا يقرون به ولا ينكرونه، كما قال تعالى:

ص: 9

{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ} [يونس: 31] ولم ينكر هذا النوع من التوحيد إلا شاذ من البشر أنكره في الظاهر مع الاعتراف به في قرارة النفس وإنما أنكره مكابرة وعنادا، كما قال تعالى:{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} [النمل: 14]

الثالث: توحيد الأسماء والصفات، وهو الإيمان بما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم وإثبات ذلك على وجه يليق بجلاله سبحانه، من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل، كما قال تعالى:{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180]

ص: 10

وقال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]

فلا إله إلا الله إعلان وإقرار بهذه الثلاثة، فمن قالها عارفا لمعناها عاملا بمقتضاها من نفي الشرك وإثبات الوحدانية لله فهو المسلم حقا، ومن قالها وعمل بمقتضاها ظاهرا من غير اعتقاد بالقلب فهو المنافق، ومن قالها بلسانه وعمل بخلاف مقتضاها فهو الكافر ولو قالها مرارا وتكرارا.

ومعنى شهادة أن محمدا رسول الله: الإيمان والتصديق بالرسالة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله، وطاعة أوامره واجتناب نواهيه وأن تكون جميع عبادات المرء على وفق ما شرعه رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى:{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128]

ص: 11