الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مؤامرة الكفرة على المسلمين في نشر الديمقراطية
اليوم أصحاب الحريات وأصحاب الديمقراطيات يريدون أن ينشروا دينهم (الديمقراطية) التي يدعون إليها بالسيف، وبالسلاح، وبالدبابات والطائرات، وحجتهم أن الإسلام انتشر بالسيف، فيريدون نشر الديمقراطية في العراق بالسفن والطائرات والصواريخ والقنابل الذرية، فيرتكبون الجرائم في أفغانستان والعراق وفي بلاد المسلمين، ثم يحتجون بأن الإسلام، أن فيه جهاد.
فأهل الإسلام لم يعرفوا دينهم الحق؛ لأنهم لو عرفوا الحق لما قالوا: لا جهاد في الإسلام، والجهاد يكون فقط عندما يداهمنا العدو فنجاهده جهاد دفع فقط وليس جهاد ابتداء، ونحن لا ننشر ديننا بالسيف، وبالتالي يقومون بتعبئة الأفكار تعبئة خاطئة حتى كادوا يلغون آيات الجهاد في كتاب الله، وهذا الذي طلبه المجرمون الأمريكان من المسلمين العرب، طلبوا منهم أن يلغوا من المصاحف آيات الجهاد، وأن يدرسوا الطلاب في المدارس الأخلاق! حتى في الأزهر يكادون يفعلون ذلك، فقد صاروا أذناباً وأذيالاً للمنافقين، يدافعون عن أنفسهم بغير دين الله عز وجل، ويطلبون من الكفرة أن يدافعوا عنهم وأن يحموهم، فلذلك تجردوا من دينهم فإذا بهؤلاء يسبونهم ويسخرون منهم، فلا أحد من هؤلاء الكفار يجرؤ أن يشتم اليهود أو يشتم السامية أو يتكلم عن المذابح التي عملها هتلر فيهم، ولو أن أحداً تجرأ أن يقول ذلك لثارت وقامت عليه الدنيا، ولعله يسجن في بلاد الكفار؛ لأنه شتم اليهود، ويضيقون عليهم في أرزاقهم، ويفصل أساتذة من الجامعة لكونهم فقط قالوا: إن هتلر لم يقتل ستة مليون من اليهود ولا غيرهم، ولا يبلغ اليهود هذا العدد حتى يقتل منهم هذا العدد الهائل.
وهذا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يسب لولا أن عوام المسلمين ثاروا لم يتكلم أحد، فكل مسلم ثارت فيه الحمية وثار فيه الغضب لله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم، وما استطاع المشايخ أن يتكلموا قبل ذلك، ولكن تكلم المشايخ لما وجدوا الناس ثارت في نفوسهم حمية الحق، وتكلموا وغضبوا لله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم، فمنهم من تكلم فأحسن، ومنهم من خاب وخسر وقال: قاطعوا هذه الجريدة التي أساءت لنا فقط، ولماذا لا نقاطع الدولة التي سمحت بذلك، والدول التي دافعت عن ذلك، والجرائد التي في الدول الأخرى التي فعلت هذا الشيء؟! هذا شيء عجيب جداً في الردود الخائبة الضعيفة التي يقولونها ويزعمون أنهم يدافعون عن دين الله سبحانه وتعالى.
تجارب تراها في حياتك تعلمك أنه يستحيل أن يدافع عن الإسلام إلا أهل الإسلام، المتمسكون بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما أن تنتظر من علمانيين أو منافقين أو ديمقراطيين أو غيرهم أن يدافعوا عن هذا الدين، فهم لا يطلبون الدين أصلاً؛ لأن الدين منظر فقط أمام الناس، كوننا نحن من العرب ومن المسلمين.
وإذا جاءهم وقت من الأوقات يفتخرون فيه بالقومية العربية قالوا: نحن قوميون، نحن عرب، ويتكلمون عن الإسلام على حياء، ويجعلونه إسلاماً ديمقراطياً لكي نظهر بإسلام بثوب جديد، غير الإسلام الذي عرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم! والديمقراطية عند الغرب تعني: حكم الشعب نفسه بنفسه، إن الحكم إلا للشعب، وعندما ينزل إليهم رسول من السماء يقولون: سنحكم فيك الشعب! والله سبحانه وتعالى يقول: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} [يوسف:40] فالدولة الدينية التي يحكمها شرع الله سبحانه وتعالى، من المؤسف جداً أن نقول: سنحكم الأغلبية من الشعب ونقول: تعالوا هل تريدون إسلاماً أم لا تريدونه؟ فإذا قالوا: نريد إسلاماً، أخذنا الإسلام ليس إرضاء لله، وإنما لأن الناس يريدونه، وإذا كان هذا حال المسلمين اليوم فلا يرجى منهم أن يدافعوا عن دين الله ولا عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.