الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة الشارح
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فإن عقيدة التّوحيد هي أساس الدين، وكل الأوامر والنواهي والعبادات والطاعات كلها مؤسسة على عقيدة التّوحيد، التي هي معنى شهادة أن لا إله إلَاّ الله، وأن محمداً رسول الله، الشهادتان اللتان هما الركن الأول من أركان الإسلام؛ فلا يصح عملٌ، ولا تقبل عبادةٌ ولا ينجو أحد من النار ويدخل الجنة؛ إلَاّ إذا أتى بهذا التّوحيد، وصحّح العقيدة.
ولهذا كان اهتمام العلماء- رحمهم الله في هذا الجانب اهتماماً عظيماً؛ لأنه هو الذي بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه، كما يأتي شرحه- إن شاء الله، ثم بعد ما تصح العقيدة فإنه حينئذٍ يُطلب من الإنسان أن يأتي ببقية الأعمال.
ولهذا سيأتي في الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذاً إلى اليمن، قال له:"إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب؛ فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلَاّ الله، وأن محمداً رسول الله، فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة" أإلى آخر الحديث.
الشاهد منه: "فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلَاّ الله".
وقال صلى الله عليه وسلم: " أُمِرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلَاّ الله؛ فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله عز وجل".
فدلّ هذا على أن عقيدة التّوحيد هي الأساس الذي يجب العناية به أولاً وقبل
كل شيء، ثم بعدما يتحقق فإنه يتوجه إلى بقية أمور الدين، وأمور العبادات.
ولهذا- كما ذكرنا- كان اهتمام العلماء- رحمهم الله بهذا الجانب اهتماماً عظيماً، ألَّفوا فيه كتباً كثيرة، مختصرة ومطوّلة، سموها:(كتب التّوحيد) ، أو (كتب العقيدة) أو (كتب السنة) .
ومن هذه الكتب هذا الكتاب الذي بين أيدينا، وهو:
(كتاب التّوحيد الذي هو حق الله على العبيد)
تأليف شيخ الإسلام المجدد في القرن الثاني عشر من الهجرة النبوية. الشيخ: محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
وهذا الكتاب من أنفس الكتب المؤلَّفة في باب التّوحيد؛ لأنه مبني على الكتاب والسنة، بحيث إنه رحمه الله، يورد في كل باب من أبوابه آيات من القرآن وأحاديث من السنة الصحيحة السند أو المعنى، وكلام أهل العلم الأئمة؛ الذين بَيَّنوا معاني هذه الآيات وهذه الأحاديث، فعل هذا في كل باب من أبواب الكتاب.
فلم يكن هذا الكتاب قولاً لفلان أو فلان، أو أنه كلام من عند المؤلف، وإنما هو كلام الله وكلام رسول الله، وكلام أئمة هذه الأمة من الصحابة والتابعين وغيرهم من الأئمة المقتدى بهم.
فتأتي أهمية هذا الكتاب من هذه الناحية؛ انه مبني على الكتاب والسنة من الآيات والأحاديث، فلا يقال: إن هذا كلام فلان، أو كلام ابن عبد الوهاب، بل يقال: هذا كلام الله وكلام رسول الله، وكلام أئمة الإسلام.
وهكذا ينبغي أن يكون التأليف.