المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم) - تفسير القرآن الكريم - المقدم - جـ ١٠١

[محمد إسماعيل المقدم]

فهرس الكتاب

- ‌ الزخرف [1 - 20]

- ‌بين يدي سورة الزخرف

- ‌تفسير قوله تعالى: (حم

- ‌تفسير قوله تعالى: (أفنضرب عنكم الذكر صفحاً أن كنتم قوماً مسرفين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وكم أرسلنا من نبي في الأولين

- ‌تفسير قوله تعالى: (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض لعلكم تهتدون)

- ‌تفسير قوله تعالى: (والذي نزل من السماء ماء بقدر)

- ‌تفسير قوله تعالى: (والذي خلق الأزواج كلها)

- ‌تفسير قوله تعالى: (لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم)

- ‌معنى قوله تعالى: (سبحان الذي سخر لنا هذا)

- ‌معنى قوله تعالى: (وما كنا له مقرنين)

- ‌وسائل المواصلات من تسخير الله عز وجل

- ‌تفسير قوله تعالى: (وجعلوا له من عباده جزءاً)

- ‌خلاف العلماء في معنى قوله تعالى: (جزءاً)

- ‌التحقيق في معنى الآية

- ‌تفسير قوله تعالى: (أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين)

- ‌ضلال الجاهلية في نسبة البنات إلى الله

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلاً)

- ‌تفسير قوله تعالى: (أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم)

- ‌تقدير الله للمقادير قبل خلق الخلق

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم)

‌تفسير قوله تعالى: (وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم)

قال تعالى: {وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} * أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ * بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} [الزخرف:20 - 22].

في هذه الآيات الرد على من يقلدون آبائهم على الباطل، وبيان أن ذلك من عبادة الطاغوت؛ لأن الله يكره ويبغض عبادة الطاغوت، والناس في ذلك أصناف، كما قال تعالى:{فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ} [النحل:36] وهم الذين عبدوا الله ووحدوه، {وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ} [النحل:36] وهم الذين عبدوا الطاغوت من دون الله، فعبادة الطاغوت من دون الله لا يمكن أن يكون صاحبها مهتدياً، ولهذا كذبهم الله في قولهم:{وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} ، بأنهم ليسوا مهتدين، بل هم ضالون.

وأوضح أنه لم يكن راضياً بكفرهم، وأنه بعث في كل أمة رسولاً، وأمرهم على لسانه أن يعبدوا الله وحده ويجتنبوا الطاغوت، أي: يتباعدوا عن عبادة كل معبود سواه، وأن الله هدى بعضهم إلى عبادته وحده، وأن بعضهم حقت عليه الضلالة، أي: ثبت عليه الكفر والشقاء، كما قال تعالى في آية الأنعام:{قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} [الأنعام:149]، فالله وحده هو الذي يملك التوفيق والهداية، وله الحجة البالغة على خلقه، يعني: فمن هديناه وتفضلنا عليه بالتوفيق فهو فضل منا ورحمة، ومن لم نفعل له ذلك فهو عدل منا وحكمة؛ لأنه لم يكن له ذلك ديناً علينا ولا واجباً مستحقاً، بل إن أعطيناه ذلك ففضل، وإن لم نعطه فعدل.

ص: 21