المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌خصائص النبي صلى الله عليه وسلم - تفسير القرآن الكريم - المقدم - جـ ١٢٢

[محمد إسماعيل المقدم]

فهرس الكتاب

- ‌ الفتح [1]

- ‌خصائص النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌من أعظم خصائص النبي صلى الله عليه وسلم إيتاؤه القرآن العظيم

- ‌من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه أعطي خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش

- ‌من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه أرسل إلى الناس كافة

- ‌من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه نصر بالرعب مسيرة شهر

- ‌من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه جعلت له الأرض مسجداً وطهوراً

- ‌من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه أحلت له الغنائم

- ‌من خصائصه صلى الله عليه وسلم إعطاؤه الشفاعة

- ‌من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه بعث إلى الناس عامة

- ‌من خصائصه صلى الله عليه وسلم كونه رحمة للعالمين

- ‌من خصائصه صلى الله عليه وسلم إقسام الله تعالى بحياته

- ‌من خصائصه صلى الله عليه وسلم إسلام قرينه من الجن

- ‌من خصائصه صلى الله عليه وسلم تحريم ندائه باسمه على الأمة

- ‌من خصائصه صلى الله عليه وسلم أن الميت يسأل عنه في قبره

- ‌من خصائصه صلى الله عليه وسلم تحريم نكاح أزواجه من بعده

- ‌من خصائصه صلى الله عليه وسلم مدافعة الله عنه أعداءه

- ‌من خصائصه صلى الله عليه وسلم إيتاؤه جوامع الكلم ومفاتيح خزائن الأرض

- ‌من خصائصه صلى الله عليه وسلم اقتران اسمه الشريف باسم الله تبارك وتعالى

- ‌من خصائصه صلى الله عليه وسلم أن الله ذكر بعض أعضائه في القرآن

- ‌من خصائصه صلى الله عليه وسلم تحريم التكني بكنيته

- ‌من خصائصه صلى الله عليه وسلم تفضيل بناته وزوجاته على سائر نساء العالمين

- ‌من خصائصه صلى الله عليه وسلم تفضيل أصحابه على جميع العالمين سوى الأنبياء

- ‌من خصائصه صلى الله عليه وسلم تفضيل مكة والمدينة على سائر البلاد

- ‌من خصائصه صلى الله عليه وسلم أن الله جعل أمته آخر الأمم وخيرها

- ‌من خصائصه صلى الله عليه وسلم أن الله وضع عن أمته الإصر وأحل لهم كثيراً مما حرم على من قبلهم

- ‌من خصائصه صلى الله عليه وسلم أن عيسى عليه السلام سيصلي خلف رجل من أمته

- ‌من خصائصه صلى الله عليه وسلم أن أمته أقل أعمالاً وأكثر أجراً

- ‌من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه أول من تنشق عنه الأرض

- ‌من خصائصه صلى الله عليه وسلم أن الله أعطاه المقام المحمود وجعل بيده لواء الحمد

- ‌من خصائصه صلى الله عليه وسلم أن كل سبب ونسب منقطع إلا سببه ونسبه

- ‌شبهات لابد من الرد عليها

- ‌شبهة أن ذكر خصائص النبي صلى الله عليه وسلم من التفريق بين الأنبياء

- ‌شبهة أن الصلاة الإبراهيمية فيها تفضيل إبراهيم على محمد صلى الله عليهما وسلم

- ‌شبهة أحاديث النهي عن التفضيل بين الأنبياء

الفصل: ‌خصائص النبي صلى الله عليه وسلم

‌خصائص النبي صلى الله عليه وسلم

يقول الله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفتح:8 - 9].

إن إثبات المزايا والخصائص التي ميز الله عز وجل بها نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم، والأخلاق التي زينه بها صلى الله عليه وسلم، واعتقاد اختصاصه بهذه الكمالات؛ واجب شرعاً تتوقف عليه صحة عقيدة المسلمين، كما صرح بذلك العلماء؛ لأن الله تبارك وتعالى تولى بيان هذه المرتبة العالية لرسول الله صلى الله عليه وسلم في صراحة ووضوح وجلاء، كما بينته سنة النبي صلى الله عليه وسلم المتواترة، وكذا إجماع العلماء.

إن تبيان أسرار هذه الخصائص العظمى كان أحد المهام التي كلف الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم وخليله محمداً عليه الصلاة والسلام ببيانها، فقال عز وجل مخاطباً إياه:{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى:11].

أمر نبينا صلى الله عليه وسلم أن يحدث أمته بما أنعم الله عليه؛ ليعرفوا قدره ويعتقدوه، ويزدادوا حباً له وتعظيماً، فالتحدث بهذه النعم في حق النبي صلى الله عليه وآله وسلم واجب؛ لأن الله أمره بذلك، وفي حق غيره من الأمة جائز إذا أمن العجب والرياء.

ولا شك أن تتبع ما صح من فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وسلم من أسباب تعمير القلوب بمحبته، يقول صلى الله عليه وآله وسلم:(أشد أمتي لي حباً قوم يكونون بعدي يود أحدهم لو أعطى أهله وماله وأنه رآني) رواه الإمام أحمد وغيره.

(أشد أمتي لي حباً قوم يكونون بعدي) يعني: بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم، يبلغ شدة حب أحدهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه لو كانت رؤيته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم تنال بالتضحية بالأهل والأولاد والأموال لسمحت نفسه ببذل أهله وماله وكل ما هو عزيز لديه في سبيل أن يرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم! ليس هذا فحسب، بل إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يبادل هؤلاء المؤمنين الذين يخرجون بعده أو يكونون بعد وفاته إلى قيام الساعة نفس هذه المحبة، ونفس هذا الشعور كما صرح بذلك قوله عليه الصلاة والسلام في شأن الذين يحبونه بالغيب، يقول عليه الصلاة والسلام:(وددت أنا قد رأينا إخواننا، قال الصحابة رضي الله تعالى عنهم: أو لسنا إخوانك يا رسول الله؟! قال: بل أنتم أصحابي، وإخواننا الذين يأتون بعد، وأنا فرطهم على الحوض) رواه الإمام مسلم والنسائي وابن ماجة وغيرهم، المعنى: وأنا أسبقهم إلى الحوض أنتظرهم لأستقبلهم على الحوض.

إذاً: من الواجبات التي كلف الله بها نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم: أن يحدث بنعمة الله عليه، ومن الواجب علينا أن نعتقد بكل ما جاء في الكتاب والسنة وأجمعت الأمة عليه من خصائص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك أفرد بعض العلماء هذا الموضوع بالتفصيل كالإمام السيوطي رحمه الله تعالى في (الخصائص الكبرى)، ومن كتب المتأخرين كتاب (دلالة القرآن المبين على أن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل العالمين)، تتبع فيه صاحبه جميع هذه المواضع في القرآن الكريم وبين ذلك.

من المواضع التي يناسب أن نتحدث فيها عن هذه المزايا وهذه الخصائص الخاصة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه السورة العظيمة وهي سورة الفتح؛ لأنها اشتملت على الإشارة إلى هذه النعم من أولها إلى آخرها، يقول تعالى في صدرها:{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا * وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا} [الفتح:1 - 3] إلى أن قال تبارك وتعالى أيضاً في هذه السورة: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} [الفتح:8 - 9].

فمن أسباب إرساله صلى الله عليه وسلم إلى البشرية أن يعرفوا قدره الشريف عليه الصلاة والسلام، ويعزروه ويوقروه، ويسبحوا الله سبحانه وتعالى بكرة وأصيلاً، فقد ذهب بعض المفسرين إلى أن الضمير في قوله:((وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ)) عائد إلى النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

إذاً: من مقاصد الرسالة والبعث أن تعرف البشرية قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعظيم ربه له، ليوفوه قدره حق قدره.

ص: 2