الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفسير قوله تعالى: (يمنون عليك أن أسلموا)
قال تعالى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} [الحجرات:17].
فهؤلاء قبائل من البدو الأعراب جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة وقالوا: نحن المهاجرون، هاجرنا بأموالنا وبأنفسنا إلى الله ورسوله، وأخذوا يمنون على رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلين: يا رسول الله! نحن قد آمنا بك وآمنا بربك، ولم نقاتلك كما قاتلتك قبائل العرب وهم الذين قالوا: آمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبهم.
قال تعالى: {قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} [الحجرات:17]، فالمن لله الذي هداكم ووفقكم فآمنتم وأسلمتم، هذا إن كان إيمانكم وإسلامكم صدقاً، وقد قال تعالى في الآية السابقة:{قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات:14].
فامتنان الله عليهم بالإيمان فيما إذا كان الخبر قد صدق، والجنان قد صدق اللسان وكانوا مؤمنين حقاً، ولذلك قال تعالى:{إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} [الحجرات:17]، أي: إن كانوا صادقين في إيمانهم.