المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أما عن الأبيات - إلى الذين يحادون مفاتح الغيب باسم العلم الحديث

[عبد الفتاح بن سليمان عشماوي]

الفصل: ‌أما عن الأبيات

الطائرة في الهواء، وألوف المقاتلين حصدوا في الميدان، وهذا سافر ولم يعد، وهذا مزقته في الطريق سيارة سائق مجنون، {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}

ثم ماذا بعد هذا؟ ثم هذه هي مفاتيح الغيب الخمسة، نحن الذين نتحداهم بها، وليسوا هم الذين يحادوننا، وسيرون من يكسب التحدي، من الآن وإلى أن تأتي أولى الخمسة، وهي الساعة، بعدها يقولون {يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا} ، أما حملة الإيمان من الآن فقد استفادوا بخمسة ربهم، بما فتح ويفتح عليهم منها في الدنيا، وفي الآخرة بما أخفى لهم من قرة أعين، كان لي ولكم من الله ذلك، والرجاء عظيم في السخي الكريم.

‌أما عن الأبيات

فلكل مفتاح من الخمسة أربعة، فالمجموع عشرون بيتا، وكل أربعة مستقلة الروي والقافية وعناوينها تصرفية.

(ساعتي والساعة)

يا ساعة في الجيب أو بالمعصم

سيرى بغير تأخر وتقدم

لتذكريني بالصلاة لوقتها

أو بالسحور لألحقن بالصُوّم

يا ساعة هوّنت يوم الساعة

زودتني نورا ليوم مظلم

أما الذي ألهته ساعة زهوه

عن ساعة قربت فليس بمسلم

(المطر الصناعي)

قالوا صنعنا القطر إذ منع المطر

قلنا تعودنا سفالة من كفر

جفت زراعتكم ولم نر قطركم

ماء السماء لواحد ملك القدر

لم تقصدوا إلا العداء لديننا

خابت مقاصدكم ويومكم عسر

فلتشربوا كالهيم1 ماء حميمها

بئس الشراب لكل كذاب أشر

(حمل الأنابيب)

أنبوبة حملت، نصدق قولهم

وغدا تحيض، فلا نكذب فنهم

فصحافة وإذاعة أكدت

حمل الجماد فلا نظن جنونهم

فإذا عقمت تزوجنْ أنبوبة

تلد البنات كذا البنين جميعهم

يا واحدا فطر الخليفة كلها

نبحت كلاب الكفر، فامحق جمعهم

1 نوع من الإبل لا يشبع مهما شرب.

ص: 24

(ماذا تكون غدا؟)

سأكون فيما الدنيا عظيما أرتجى

والناس تقصدني ضحى أو في الدجى

وأشيدن عمائرا فكراؤها

يجبى إلي المال بحرا مائجا

وسأملكن من الحدائق فرسخا

ومن النساء رباع، ذاك المرتجى

فإذا به والموت يقطع حلقه

فقد الرجاء فساء عقلا أعوجا

(أتدري مكان موتك؟)

قُتِلَ الألوف لدى احتدام قتال

وقبورهم بجبال أو برمال

ركبوا البحار فكان فيها قبرهم

كبوا الهواء، فكان في الأدغال

وحجيج بيت الله منهم لم يعد

قُبروا هنا بعد انتها الآجال

لِمَ لمْ يمت كلٌّ؟ بأرض بلاده

عزَّ الإله وذلّ كل ضلال

ص: 25