المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا) - تفسير سورة النور - جـ ٤

[محمد بن محمد المختار الشنقيطي]

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا)

‌تفسير قوله تعالى: (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً)

يقول الله تبارك وتعالى: {لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ} [النور:12] : سبب نزول هذه الآية: أن أبا أيوب الأنصاري زيد بن خالد الأنصاري رضي الله عنه وأرضاه- كان مع أم أيوب رضي الله عنها، فقالت له أم أيوب:(ألم تسمع ما قد قيل في عائشة؟ فقال: قد سمعت، ثم قال لها: أو تظنين ذلك، قالت: لا والله! قال لها: يا أم أيوب، لو قيل فيك ذلك أكنتِ فاعلة لذلك، قالت: معاذ الله! قال: فوالله! لـ عائشة خير منك، رضي الله عنه وأرضاه) .

(لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً) أي: هلا إذ سمعتموه ظننتم الخير بالمؤمنين والمؤمنات.

قوله (المؤمنون) عائد إلى أبي أيوب ومن كان مثله ممن رد الكذب ولم يحتمل البهتان في أم المؤمنين رضي الله عنها.

وأما قوله: (وَالْمُؤْمِنَاتُ) : فالمراد بهن أم أيوب ومن كان في حكمها؛ كـ زينب بنت جحش، فإنها كَذَّبْت ودافعت عن عائشة رضي الله عن الجميع.

وقوله: (ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً) الأنفس: جمع نفس، وتطلق على عدة معانٍ، منها: الأخ، ومنه قوله تعالى:{فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ} [النور:61]، فهذا أحد الأقوال في تفسيرها كما سيأتي: أي على إخوانكم.

قوله تعالى: (ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً)، أي: ظنوا أن إخوانهم أبعد ما يكونون عن الشر وعن إصابة الفواحش والآثام إبقاءً للأصل والبراءة.

ص: 8