المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

• {طَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} أي: لأجلِ عِدَّتِهِنَّ بأن يُطَلِّقَهَا زَوْجُهَا وهي - تفسير غريب القرآن - الكواري - جـ ٦٥

[كاملة الكواري]

الفصل: • {طَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} أي: لأجلِ عِدَّتِهِنَّ بأن يُطَلِّقَهَا زَوْجُهَا وهي

{طَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} أي: لأجلِ عِدَّتِهِنَّ بأن يُطَلِّقَهَا زَوْجُهَا وهي طاهرةٌ في طُهْرٍ لم يُجَامِعْهَا فيه، فهذا الطلاقُ هُوَ الَّذِي تكونُ العدةُ فيه واضحةً بَيِّنَةً.

{وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ} الإحصاءُ: مَعْرِفَةُ العَدِّ وَضَبْطُهُ، وهو مُشْتَقٌّ من الحَصَى وهي صِغَارُ الحِجَارَةِ.

{بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ} إلا أن يَفْحَشْنَ عليكم فُحْشًا بَيِّنًا بالعصيانِ وسوءِ المعاملةِ وَمُنْكَرِ القَوْلِ، فلا سُكْنَى لهن عَلَيْكُمْ، وقيل: المرادُ الزِّنَا، وقيل: جَمِيعُ المعَاصِي من القَذْفِ وَالزِّنَا وَغَيْرِهَا.

{لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} وذلك بأن يُوقِعَ اللهُ في قَلْبِكَ حُبَّهَا، والرغبةَ في مُرَاجَعَتِهَا بعد الطَّلْقَةِ وَالطَّلْقَتَيْنِ.

ص: 1

{فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ} فإذا بَلَغَ المطَلَّقَاتُ اللَّوَاتِي في عِدَّةِ أَجَلِهِنَّ، وَذَلِكَ حينَ قَرُبَ انْقِضَاءُ عِدَّتِهِنَّ.

{فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} أي: عَلَى وَجْهِ المُعَاشَرَةِ الحَسَنَةِ والصُّحْبَةِ الطَّيِّبَةِ، لا عَلَى وَجْهِ الضَرَرِ والشَّرِّ والحَبْسِ.

{أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} أي: فِرَاقًا لا مَحْذُورَ فِيهِ من غيرِ تَشَاتُمٍ ولا تَخَاصُمٍ، ولا قَهْرٍ لها عَلَى أَخْذِ شَيْءٍ مِنْ مَالِهَا.

{وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ} عَلَى الإمساكِ إن أَمْسَكْتُمُوهُنَّ، وعندَ الطلاقِ إن طَلَّقْتُمُوهُنَّ.

ص: 2

{بَالِغُ أَمْرِهِ} أي: مُنْفِذُ أَمْرِهِ لا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ.

ص: 3

{وُجْدِكُمْ} مِنْ سَعَتِكُمْ وَطَاقَتِكُمْ التي تَجِدُونَ حتى تَنْقَضِيَ عِدَّتُهُنَّ.

{وَلَا تُضَارُّوهُنَّ} وَلَا تُؤْذُونَهُنَّ.

{وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ} الِائْتِمَارُ بِمَعْنَى التَّآمُرِ، كالِاشْتِوَارِ بمعنى التَّشَاوُرِ، وهذا خطابٌ للأزواجِ والزوجاتِ الَّذِينَ وَقَعَ بَيْنَهُمْ الفِرَاقُ بالطَّلَاقِ.

{وَإِن تَعَاسَرْتُمْ} وإن اخْتَلَفْتُمْ وَتَضَايَقْتُمْ في أَمْرِ الرَّضَاعِ، فشَحَّ الأَبُ في الأُجْرَةِ، وَاشْتَطَّتِ الأُمُّ فِي طَلَبِ الزِّيَادَةِ.

ص: 6

{وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} أَيْ: كَانَ مُضَيَّقًا عَلَيْهِ في الرِّزْقِ فَقِيرًا.

ص: 7

{عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا} أَيْ: عَصَتْ وَطَغَتْ، والمرادُ أهلُ القريةِ.

ص: 8

{وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} خَلَقَ سَبْعَ أَرَضِينَ.

{يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} مَا بَيْنَ السماءِ السابعةِ والأرضِ السابعةِ، وأنزلَ الأمرَ وهو: الشرائعُ والأحكامُ الدينيةُ التي أَوْحَاهَا إلى رُسُلِهِ لتذكيرِ العبادِ وَوَعْظِهِمْ، وكذلك الأوامرُ الكونيةُ والقَدَرِيَّةُ التي يُدَبِّرُ بها الخَلْقَ.

ص: 12