المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

• {لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ} هَذَا عِتَابٌ من - تفسير غريب القرآن - الكواري - جـ ٦٦

[كاملة الكواري]

الفصل: • {لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ} هَذَا عِتَابٌ من

{لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ} هَذَا عِتَابٌ من اللهِ تعالى لِنَبِيِّهِ حِينَ حَرَّمَ عَلَى نَفْسِهِ سُرِّيَّتَهُ «مَارِيَةَ» أَوْ شُرْبَ العَسَلِ؛ مراعاةً لِخَاطِرِ بَعْضِ زَوْجَاتِهِ في قِصَّةٍ مَعْرُوفَةٍ.

ص: 1

{قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} هذا عَامٌّ في جميعِ أَيْمَانِ المؤمنين، أي: قَدْ شَرَعَ لَكُمْ، وقَدَّرَ ما به تَتَحَلَّلُ أَيْمَانُكُمْ قَبْلَ الحِنْثِ، وما به تَتَكَفَّرُ بَعْدَ الحِنْثِ.

ص: 2

{أَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ} أَخْبَرَهُ اللهُ بذلك الخبرِ الَّذِي أَذَاعَتْهُ.

{عَرَّفَ بَعْضَهُ} عَرَّفَهَا ببعضِ ما قالت وَأَعْرَضَ عن بَعْضِهِ كَرَمًا مِنْهُ صلى الله عليه وسلم وَحِلْمًا.

{الْعَلِيمُ الخَبِيرُ} العَلِيمُ بِعِبَادِهِ والخبيرُ بِأُمُورِهِمْ، الَّذِي لا تَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ.

ص: 3

{صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} مَالَتْ قُلُوبُكُمَا إلى التوبةِ من التَّظَاهُرِ عَلَى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، والخطابُ لِعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ رضي الله عنهما.

{تَظَاهَرَا عَلَيْهِ} تَتَعَاوَنَا وَتَتَّفِقَا.

{فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ} أَيْ: نَاصِرُهُ.

{وَصَالِحُ المُؤْمِنِينَ} مَنْ صَلَحَ مِنْ عِبَادِهِ المؤمنين كأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَلَنْ يَعْدَمَ نَاصِرًا يَنْصُرُهُ.

{وَالمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} أي: ظُهَرَاءُ وَأَعْوَانٌ لَهُ.

ص: 4

{مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ} جَامِعَاتٌ بَيْنَ الإِسْلَامِ وَهُوَ القِيَامُ بالشَّرَائِعِ الظاهرةِ، والإيمانِ وهو القيامُ بالشرائعِ الباطنةِ مِنَ العَقَائِدِ وأعمالِ القلوبِ.

{قَانِتَاتٍ} القُنُوتُ: دَوَامُ الطَّاعَةِ وَاسْتِمْرَارُهَا.

{تَائِبَاتٍ} عَمَّا يَكْرَهُهُ اللهُ، فَوَصَفَهُنَّ بالقيامِ بما يُحِبُّهُ اللهُ، والتوبةُ عمَّا يَكْرَهُهُ اللهُ.

{عَابِدَاتٍ} مُتَذَلِّلَاتٌ لله بِطَاعَتِهِ.

{سَائِحَاتٍ} صَائِمَاتٌ أَوْ مُهَاجِرَاتٌ.

{ثَيِّبَاتٍ} جَمْعُ ثَيِّبٍ، وهي التي تَزَوَّجَتْ ثُمَّ بَانَتْ من زَوْجِهَا بِوَجْهٍ من الوُجُوهِ.

{وَأَبْكَارًا} جَمْعُ بِكْرٍ وهي المرأةُ العذراءُ.

ص: 5

{قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} جَنِّبُوا أَنْفُسَكُمْ وَجَنِّبُوا أَهْلِيكُمْ الوقوعَ في النارِ، وذلك بِتَرْكِ المَعَاصِي، وَفِعْلِ الطَّاعَاتِ، وَحَمْلِ الأَهْلِ وَتَوْجِيهِهِمْ إلى ما يُرْضِي اللهَ، وَيُجَنِّبَهُمْ سَخَطَهُ.

ص: 6

{تَوْبَةً نَّصُوحًا} التوبةُ العامَّةُ الشاملةُ لجميعِ الذنوبِ وتكون صادقةً بأن لا يُعَادَ إلى الذَّنْبِ ولا يُرَادُ العودةُ إليه، وقيل: هي الصادقةُ الخالصةُ من شَائِبَةِ الهَوَى والتَّرَدُّدِ.

ص: 8

{اغْلُظْ عَلَيْهِمْ} أي: اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى الفَرِيقَيْنِ، عَلَى المنافقين باللسانِ، وعلى الكافرين بالسِّنَانِ.

ص: 9

{فَخَانَتَاهُمَا} في الدينِ بأن كَانَتَا عَلَى غَيْرِ دِينِ زَوْجَيْهِمَا، وهذا هُوَ المرادُ بالخيانةِ لا خيانةِ النَّسَبِ وَالْفِرَاشِ؛ فَإِنَّهُ ما بَغَتِ امْرَأَةُ نَبِيٍّ قَطّ، وما كَانَ اللهُ ليجعلَ امرأةَ أَحَدٍ مِنْ أَنْبِيَائِهِ بَغِيًّا.

ص: 10

{أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا} حَفِظَتْهُ وَصَانَتْهُ عَنِ الفَاحِشَةِ.

{فَنَفَخْنَا فِيهِ} أَيْ: فَنَفَخَ جِبْرِيلُ بِأَمْرِنَا في فَرْجِهَا، وقيل: في جَيْبِ دِرْعِهَا.

{مِنَ الْقَانِتِينَ} مِنَ المُدَاوِمِينَ عَلَى طَاعَةِ اللهِ بِخَشْيَةٍ وَخُشُوعٍ.

ص: 12