المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

• {وَالْقَلَمِ} يُقْسِمُ اللهُ تعالى بالقَلَمِ وهو اسْمُ جِنْسٍ شَامِلٌ - تفسير غريب القرآن - الكواري - جـ ٦٨

[كاملة الكواري]

الفصل: • {وَالْقَلَمِ} يُقْسِمُ اللهُ تعالى بالقَلَمِ وهو اسْمُ جِنْسٍ شَامِلٌ

{وَالْقَلَمِ} يُقْسِمُ اللهُ تعالى بالقَلَمِ وهو اسْمُ جِنْسٍ شَامِلٌ للأَقْلَامِ التي تُكْتَبُ بها العُلُومُ.

{يَسْطُرُونَ} يُسْطَرُ بها المَنْثُورُ والمَنْظُومُ.

ص: 1

{مَا أَنتَ} أَيْ: يَا مُحَمَّدُ.

{بِنِعْمَةِ رَبِّكَ} أي: بِإِنْعَامِهِ عَلَيْكَ بالنبوةِ والحكمةِ وَرَجَاحَةِ العَقْلِ وَحُسْنِ السِّيرَةِ.

ص: 2

{غَيْرَ مَمْنُونٍ} غَيْرَ مَقْطُوعٍ عَنْكَ ولا مَنْقُوصٍ عَلَيْكَ.

ص: 3

{فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ} تَرَى وَيَرَوْنَ، يَعْنِي المُشْرِكِينَ. والمقصودُ: سَتَعْلَمُ يا مُحَمَّدُ وَيَعْلَمُ مُكَذِّبُوكَ عَمَّا قَرِيبٍ، وهذا وَعْدٌ له وَوَعِيدٌ لهم.

ص: 5

{بِأَييِّكُمُ المَفْتُونُ} أَيُّكُمُ المَجْنُونُ، والمفتونُ: المجنونُ الَّذِي فَتَنَهُ الشيطانُ وَابْتَلَاهُ.

ص: 6

{تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} أي: لَوْ تَلِينُ لهم في دِينِكَ بإجابتكَ إياهم، وَبِالرُّكُونِ إلى آلهتهم فَيَلِينُونَ لَكَ في عِبَادَةِ إِلَهِكَ.

ص: 9

{كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ} كُلَّ ذِي إِكْثَارٍ لِلْحَلِفِ بالباطلِ، فَهُوَ حَقِيرٌ ذَلِيلٌ.

ص: 10

{هَمَّازٍ} عَيَّابٌ طَعَّانٌ مُغْتَابٌ.

{مَشَّاء بِنَمِيمٍ} سَارَعَ بالكلامِ بَيْنَ الناسِ عَلَى وَجْهِ الإِفْسَادِ بَيْنَهُمْ.

ص: 11

{مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ} بَخِيْلٌ بِمَالِهِ مُمْسِكٌ له عَنِ المُحْتَاجِينَ.

{مُعْتَدٍ أَثِيمٍ} عَلَى الناس ظَلُومٌ، مُتَجَاوِزٌ لِلْحَقِّ.

ص: 12

{عُتُلٍّ} غَلِيظٌ جَافٍ.

{زَنِيمٍ} مَعْرُوفٌ بِالشَّرِّ كما تُعْرَفُ الشاةُ بِزَنَمَتِهَا، والزَّنَمَةُ: شَيْءٌ يكون للمَعْزِ في أُذُنِهَا كالقِرَاطِ، وَقِيلَ: الزَّنِيمُ هُوَ الدَّاعِي المُلْصَقُ في القومِ وليسَ مِنْهُمْ.

ص: 13

{أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} حِكَايَاتُهُمْ وَخُرَافَاتُهُمْ التي سَطَّرُوهَا مِنْ كُتُبِهِمْ، جَمْعُ أُسْطُورَةٍ.

ص: 15

{سَنَسِمُهُ عَلَى الخُرْطُومِ} سَنَكْوِيهِ عَلَى أَنْفِهِ يومَ القيامةِ مَهَانَةً له، وَعَلَمًا يُعْرَفُ به، والسِّمَةُ: العَلَامَةُ، وَتَخْصِيصُ الأَنْفِ بِالذِّكْرِ لأنَّ الوَسْمَ عَلَيْهِ أَبْشَعُ، والتعبيرُ بلفظِ الخرطومِ استخفافٌ به؛ لأنه لا يُسْتَعْمَلُ إلا في الفيلِ، فإذا اسْتُعْمِلَ في الإنسانِ كان دَلِيلًا عَلَى التَّحْقِيرِ.

ص: 16

{بَلَوْنَاهُمْ} عَامَلْنَاهُمْ مُعَامَلَةَ الاخْتِبَارِ وَالِابْتِلَاءِ.

{أَصْحَابَ الجَنَّةِ} أَهْلَ البُسْتَانِ كَانُوا بِصَنْعَاءَ.

{أَقْسَمُوا} حَلَفُوا فيما بَيْنَهُمْ.

{لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ} لَيَقْطَعُنَّ ثِمَارَهَا وَقْتَ الصَّبَاحِ قبلَ انتشارِ الفقراءِ كي لا يَشْعُرُوا بِهِمْ فلا يَعْطُونَ منها ما كان أَبُوهُمْ يَتَصَدَّقُ به عليهم منها.

ص: 17

{وَلَا يَسْتَثْنُونَ} : وَلَا يَسْتَثْنُونَ في يَمِينِهِمْ مَشِيئَةَ اللهِ تعالى، (لَا يَقُولُونَ: إِنْ شَاءَ اللهُ) وَقِيلَ: يَذْكُرُونَ اللهَ وَيُنَزِّهُونَهُ.

ص: 18

{طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ} نَارٌ أَحْرَقَتْهَا، وقيل: طَرَقَهَا طَارِقٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ.

ص: 19

{كَالصَّرِيمِ} كالليلِ الأسودِ الشديدِ الظلمةِ والسوادِ.

ص: 20

{حَرْثِكُمْ} أي: غَلَّةِ جَنَّتِكُمْ، وقيل: فيها حرثٌ لِأَنَّهُمْ عَمِلُوا فيها.

{صَارِمِينَ} قَاصِدِينَ قَطْعَ ثَمَرِهِ.

ص: 22

{يَتَخَافَتُونَ} أي: يَتَشَاوَرُونَ بِأَصْوَاتٍ مُنْخَفِضَةٍ غيرِ مرتفعةٍ حتى لا يسْمَعَ بِهِمْ.

ص: 23

{حَرْدٍ قَادِرِينَ} أَيْ: غَدَوْا صَبَاحًا مُصَمِّمِينَ عَلَى مَنْعِ المَسَاكِينِ وَحِرْمَانِهِمْ ظَانِّينَ أنهم قَادِرُونَ عَلَى ذلك، والحَرْدُ: القَصْدُ، يقال: حَرَدَ يحْرِد حَرْدًا.

ص: 25

{إِنَّا لَضَالّونَ} أي: مُخْطِئُونَ الطَّرِيقَ، أي: ما هذا طريقَ جَنَّتِنَا ولا هي هذه.

ص: 26

{مَحْرُومُونَ} حُرِمْنَا مَنْفَعَةَ جَنَّتِنَا بِذَهَابِ حَرْثِهَا.

ص: 27

{يَتَلَاوَمُونَ} يَلُومُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا.

ص: 30

{إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ} مُتَعَدِّينَ أَمْرَ رَبِّنَا، مُتَجَاوِزِينَ حَدَّ العَقْلِ والشَّرْعِ بِقَصْدِنَا مَنْعَ المساكين حُقُوقَهُمْ.

ص: 31

{رَاغِبُونَ} أي: طَالِبُونَ منه الخيرَ، وَرَاجُونَ لِعَفْوِهِ.

ص: 32

{مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} إِذْ تَجْعَلُونَ المُطِيعَ للهِ في عِبَادَتِهِ والعَاصِيَ في كَرَامَتِهِ سَوَاءً.

ص: 36

{لَمَا تَخَيَّرُونَ} بِأَنَّ لَكُمْ ما تَخْتَارُونَ من الأمورِ لِأَنْفُسِكُمْ.

ص: 38

{بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} أي: لكم عُهُودٌ مُؤَكَّدَةٌ بِالأَيْمَانِ تَبْلُغُ ذلك اليومَ وَتَنْتَهِي إليه.

ص: 39

{زَعِيمٌ} كَفِيلٌ وَضَامِنٌ.

ص: 40

{خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ} ذَلِيلَةٌ لا يستطيعون رَفْعَهَا.

{تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ} تَغْشَاهُمْ ذِلَّةٌ شَدِيدَةٌ وَحَسْرَةٌ وَنَدَامَةٌ.

ص: 43

{سَنَسْتَدْرِجُهُم} سَنُدْنِيهِمْ من العَذَابِ دَرَجَةً دَرَجَةً، وَنَأْخُذُهُمْ عَلَى غَفْلَةٍ.

وقيل: حيث يُمَدُّونَ بالأموالِ والأولادِ والأرزاقِ والأعمالِ لِيَغْتَرُّوا وَيَسْتَمِرُّوا عَلَى ما يَضُرُّهُمْ، وهذا مِنْ كَيْدِ اللهِ لهم، وَكَيْدُ اللهِ لِأَعْدَائِهِ مَتِينٌ قَوِيٌّ.

ص: 44

{أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ} أي: أَتَطْلُبُ أيها الرسولُ مِنْ هؤلاء المشركين أَجْرًا عَلَى تَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ، فَيَثْقُلُ عليهم حَمْلُ الغَرَامَاتِ في أموالهم فَيُثَبِّطُهُمْ ذلك عن الإيمانِ.

والمعنى: لَسْتَ تَطْلُبُ منهم أَجْرًا حتى أُثْقِلَ عليهم ذلك.

ص: 46

{كَصَاحِبِ الحُوتِ} يُونُسَ عليه السلام، أي: لَا تَكُنْ مِثْلَهُ في الغضبِ والضَّجَرِ.

{إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ} أي: وهو في بَطْنِهَا قَدْ كَظَمَتْ عليه، أو نَادَى وهو مُغْتَمٌّ مُهْتَمٌّ فقال:«لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ» .

ص: 48

{لَنُبِذَ بِالْعَرَاء} لَطُرِحَ في العراءِ، وهي الأرضُ الخاليةُ التي ليس فيها جَبَلٌ ولا شَجَرٌ يَسْتُرُ.

{وَهُوَ مَذْمُومٌ} مَلُومٌ مُعَاتَبٌ، لكنه رُحِمَ وعُذِرَ، فَنُبِذَ غَيْرَ مَذْمُومٍ.

ص: 49

{فَاجْتَبَاهُ} اخْتَارَهُ وَنَقَّاهُ مِنْ كُلِّ كَدَرٍ.

ص: 50

{لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ} أي: ينظرون إليكَ نَظَرًا شَدِيدًا بالعَدَاوَةِ يَكَادُ يُسْقِطُكَ عَلَى الأَرْضِ.

ص: 51

{ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ} مِنَ الإِنْسِ وَالجِنِّ.

ص: 52