المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

• {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} يَأْمُرُ تعالى بتسبيحه المُتَضَمِّنِ لِذِكْرِهِ - تفسير غريب القرآن - الكواري - جـ ٨٧

[كاملة الكواري]

الفصل: • {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} يَأْمُرُ تعالى بتسبيحه المُتَضَمِّنِ لِذِكْرِهِ

{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} يَأْمُرُ تعالى بتسبيحه المُتَضَمِّنِ لِذِكْرِهِ وَعِبَادَتِهِ والخضوعِ لجلاله، وأن يكونَ تَسْبِيحًا يليقُ بعظمةِ اللهِ تعالى بأن تُذْكَرَ أسماؤُه الحسنى العاليةُ عَلَى كُلِّ اسْمٍ بمعناها العظيمِ الجليلِ.

ص: 1

{خَلَقَ فَسَوَّى} أي: خَلَقَ المخلوقاتِ فَسَوَّاهَا، أي: أَتْقَنَ وَأَحْسَنَ خَلْقَهَا.

ص: 2

{قَدَّرَ فَهَدَى} تَقْدِيرًا تَتْبَعُهُ جميعُ المُقَدَّرَاتِ، فَهَدَى إلى ذلك جميعَ المخلوقاتِ.

ص: 3

{أَخْرَجَ المَرْعَى} أي: أَنْبَتَ العشبَ والكلأَ.

ص: 4

{فَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَى} أي: بَعْدَ الخُضْرَةِ والنُّضْرَةِ جَعَلَهُ هَشِيمًا يَابِسًا أَسْوَدَ.

ص: 5

{سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى} أي: سَنَحْفَظُ ما أَوْحَيْنَاهُ إليكَ من الكتابِ ونُوعِيهِ قَلْبَكَ، فلا تَنْسَى منه شَيْئًا.

وهذه بشارةٌ من اللهِ لِعَبْدِهِ وَرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَنَّ اللهَ سُيَعَلِّمُهُ عِلْمًا لا يَنْسَاهُ.

ص: 6

{وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى} إنَّ اللهَ يُيَسِّرُ رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم لليُسْرَى في جميعِ أُمُورِهِ ويجعل شَرْعَهُ وَدِينَهُ يَسِيرًا.

ص: 8

{فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى} عِظِ الناسَ يا محمدُ بالقرآنِ وَأَرْشِدْهُمْ إلى ما فِيهِ مِنْ نَفْعٍ دَائِمٍ.

ص: 9

{سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى} سَيَتَّعِظُ وَيَقْبَلُ التذكيرَ مَنْ يَخْشَى اللهَ ورسولَه.

ص: 10

{وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى} وَيَتَبَاعَدُ عن الذِّكْرَى فلا يَقْبَلُهَا الشقيُّ الَّذِي اخْتَارَ أن يعيشَ في هذه الدنيا كَافِرًا بربِّه جَاحِدًا لِنِعَمِهِ.

ص: 11

{النَّارَ الْكُبْرَى} النارَ العظيمةَ الفظيعةَ.

ص: 12

{ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى} أي: لا يَمُوتُ فَيَسْتَرِيحُ، ولا يَحْيَا فَيَهْنَأُ.

ص: 13

{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} أي: فَازَ مَنْ تَطَهَّرَ بالإيمانِ وصالحِ الأعمالِ بَعْدَ التخليِّ عن الشركِ والمعاصي.

ص: 14

{وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} ذَكَرَهُ بِلِسَانِهِ وَاسْتَحْضَرَ جلالَه في قَلْبِهِ، فَصَلَّى فَرْضَهُ.

ص: 15

{إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى} أي: إنَّ هذا وهو قولُه: «قَدْ أَفْلَحَ» إلى قوله: «وَأَبْقَى» .

ص: 18

{صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} أي الكُتُبُ المُنَزَّلَةُ عليهما، ولم يُرِدْ أن هذه الألفاظَ بعينِها موجودةٌ في تلك الصُّحُفِ وإنما معنى هذا الكلامِ واردٌ فيها.

ص: 19