الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَصُورَة السُّؤَال
مَا تَقول السَّادة الْعلمَاء أَئِمَّة الدّين رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ فِي جمَاعَة كَانُوا قَاعِدين فِي مَسْجِد فَقَالَ وَاحِد مِنْهُم كَانَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية من هَذَا الْعلم وَمَا كَانَ فِي زَمَانه مثله إِلَّا الْقَلِيل فَقَالَ وَاحِد من الْحَاضِرين هَذَا كَانَ كَافِرًا وَقع مِنْهُ الْكفْر فِي ثَلَاثِينَ مَكَانا فَحصل عِنْد الْجَمَاعَة الْحَاضِرين من هَذَا الْكَلَام حَاصِل أَن يكون الْحق مَعَ الأول أَو مَعَ من قَالَ إِنَّه كَافِر وَوَقع مِنْهُ الْكفْر
فبينوا لنا الْحق وَقد قَالَ الله تَعَالَى {فاسألوا أهل الذّكر إِن كُنْتُم لَا تعلمُونَ} افتونا مَأْجُورِينَ رحمكم الله تَعَالَى أَجْمَعِينَ
وَصُورَة الْجَواب
الْحَمد لله اللَّهُمَّ اهدني لما اخْتلف فِيهِ من الْحق بإذنك
لَا يُطلق فِي ابْن تَيْمِية أَنه كَافِر إِلَّا اُحْدُ رجلَيْنِ إِمَّا كَافِر حَقِيقَة وَإِمَّا جَاهِل بِحَالهِ فَإِن الرجل كَانَ من كبار الْمُسلمين إِلَّا أَن لَهُ مسَائِل اخْتَارَهَا من مقالات الْمُسلمين يلْزم من بَعْضهَا الْكفْر عِنْد بعض أهل الْعلم دون بعض ولازم الْمَذْهَب لَيْسَ بِمذهب وَلم يزل الْمَذْكُور دَاعِيَة إِلَى الْإِيمَان بِاللَّه تَعَالَى طول عمره وَقد أثنى عَلَيْهِ وعَلى علمه وَدينه وزهده جَمِيع الطوائف من أهل عصره حَتَّى مِمَّن كَانَ يُخَالِفهُ فِي الِاعْتِقَاد
وَالله الْمُسْتَعَان
قَالَ وَكتبه أَحْمد بن عَليّ بن حجر الشَّافِعِي عَفا الله تَعَالَى عَنهُ آمين
جَوَاب الْعَلامَة البُلْقِينِيّ
اللَّهُمَّ فهم الصَّوَاب
لم يَصح عندنَا ذَلِك وحاشاه ان يَقع مِنْهُ ذَلِك وَالْعلم عِنْد الله سبحانه وتعالى
كتبه صَالح بن عمر البُلْقِينِيّ
جَوَاب آخر صورته اللَّهُمَّ الْهَادِي إِلَى الصَّوَاب
لَا شكّ أَن الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم تَقِيّ الدّين أَبَا الْعَبَّاس احْمَد بن عبد الْحَلِيم ابْن عبد السَّلَام الْمَشْهُور بِابْن تَيْمِية الْحَرَّانِي الْحَنْبَلِيّ كَانَ من الْعلم وَالدّين والورع على جَانب عَظِيم وَكَانَ ذَا فنون كَثِيرَة وَلَا سِيمَا علم الحَدِيث وَالتَّفْسِير وَالْفِقْه وَغير ذَلِك وَله تصانيف شَتَّى وَكَانَ سَيْفا صَارِمًا على المبتدعين وَكَانَت لَهُ مواعيد حَسَنَة وَكَانَ كثير الذّكر وَالصَّوْم وَالصَّلَاة وَالْعِبَادَة وَكَانَ أمارا بِالْمَعْرُوفِ نهاء عَن الْمُنكر ونكب فِي آخر عمره نكبات وَجَرت عَلَيْهِ أُمُور فِي مسَائِل تكلم بهَا فَأخذ عُلَمَاء دمشق عَلَيْهِ وَرفعُوا أمره إِلَى نَائِب الشَّام تنكز فاعتقلوه يَوْم الْإِثْنَيْنِ السَّادِس من شعْبَان المكرم عَام سِتّ وَعشْرين وَسبع مئة بقلعة دمشق وَكَانَ فِي قَضيته تِلْكَ وإفتائه بحبسه قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين ابْن جمَاعَة وَالْقَاضِي شمس الدّين الحريري وَتُوفِّي فِي الْحَبْس لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ المسفر صباحها عَن عشْرين من ذِي الْقعدَة من سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مئة وَكَانَت جنَازَته مَشْهُورَة
فَإِذا كَانَ الْأَمر كَذَلِك يجب على وُلَاة الْأُمُور أَن يعاقبوا هَذَا الْجَاهِل الْمُفْسد الَّذِي قَالَ فِي حَقه إِنَّه كَانَ كَافِرًا بأنواع التَّعْزِير من الضَّرْب الشَّديد وَالْحَبْس المديد وَمن قَالَ لمُسلم يَا كَافِرًا يرجع مَا قَالَه إِلَيْهِ وَلَا سِيمَا إِذا اجترأ مثل هَذَا النَّجس وَتكلم بِهِ فِي حق هَذَا الْعَالم وَلَا سِيمَا وَهُوَ ميت وَورد النَّهْي من الشَّارِع عَن الْكَلَام فِي حق أموات الْمُسلمين وَالله يَأْخُذ الْحق ويظهره
وَكتبه مَحْمُود بن أَحْمد الْعَيْنِيّ الْحَنَفِيّ
وَالْحَمْد لله وَحده وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وَسلم