الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كتاب الْعُقُول
عَن عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم عَن أَبِيه أَفِي الْكتاب الَّذِي كتبه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الحَدِيث قَالَ بن عبد الْبر لَا خلاف عَن مَالك فِي إرْسَال هَذَا الحَدِيث وَقد رُوِيَ مُسْند من وَجه صَالح وَرَوَاهُ معمر عَن عبد الله بن أبي بكر عَن أَبِيه عَن جده وَرَوَاهُ الزُّهْرِيّ عَن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم عَن أَبِيه عَن جده أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كتب إِلَى أهل الْيمن بِكِتَاب فِيهِ الْفَرَائِض وَالسّنَن والديات وَبعث بهَا بِهِ مَعَ عَمْرو بن حزم فَقدم بِهِ على أهل الْيمن وَهَذِه نسخته بِسم الله الرَّحْمَن الحيم من مُحَمَّد النَّبِي إِلَى شُرَحْبِيل بن عبد كلال والْحَارث بن عبد كلال ونعيم بن عبد كلال قيل ذِي رعين ومعافير وهمدان أما بعد فَذكر الحَدِيث بِطُولِهِ فِي الصَّدقَات والديات وَغير ذَلِك
[1551]
أَن امْرَأتَيْنِ من هُذَيْل اسْم القاتلة أم عفيف ابْنة مسروح والمقتولة مليكَة بنت عُوَيْمِر
[1552]
عَن بن شهَاب عَن سعيد بن الْمسيب أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قضى فِي الْجَنِين الحَدِيث وَصله مطرف وَأَبُو عَاصِم النَّبِيل كِلَاهُمَا عَن مَالك عَن بن شهَاب عَن سعيد بن الْمسيب وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة الحَدِيث عَن بن شهَاب عَنْهُمَا جَمِيعًا عَن أبي هُرَيْرَة فطائفة من أَصْحَابه يحدثُونَ بِهِ عَنهُ هَكَذَا وَطَائِفَة يحدثُونَ بِهِ عَنهُ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة وَطَائِفَة يحدثُونَ بِهِ عَنهُ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة فَقَالَ الَّذِي قضي عَلَيْهِ اسْمه حمل بن مَالك بن النَّابِغَة المذلي بَطل أَي يهدر
[1556]
عَن بن شهَاب أَن عمر بن الْخطاب نَشد النَّاس بمنى الحَدِيث قَالَ بن عبد الْبر هَكَذَا رَوَاهُ جمَاعَة أَصْحَاب مَالك وَرَوَاهُ أَصْحَاب بن شهَاب عَنهُ عَن سعيد بن الْمسيب ورواة بن الْمسيب عَن عمر تجْرِي مجْرى الْمُتَّصِل لِأَنَّهُ قد رَآهُ وَقد صحّح بعض الْعلمَاء سَمَاعه مِنْهُ وَفِي طَرِيق هشيم عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ جَاءَت امْرَأَة إِلَى عمر تسأله أَن يُورثهَا من دِيَة زَوجهَا فَقَالَ مَا أعلم لَك شَيْئا فنشد النَّاس الحَدِيث وَفِي طَرِيق معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن بن الْمسيب أَن عمر بن الْخطاب قَالَ مَا أرى الدِّيَة إِلَّا للْعصبَةِ لأَنهم يعْقلُونَ عَنهُ فَهَل سمع مِنْكُم أحد من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِك شَيْئا فَقَالَ الضَّحَّاك بن سُفْيَان الْكلابِي وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم اسْتَعْملهُ على الاعراب فَذكر الحَدِيث قَالَ بن شهَاب وَكَانَ قتل أَشْيَم خطأ قَالَ بن عبد الْبر روى مشكوانة عَن بن الْمُبَارك عَن مَالك عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس قَالَ كَانَ قتل أَشْيَم خطأ قَالَ وَهُوَ غَرِيب جدا وَالْمَعْرُوف أَنه من قَول بن شهَاب فَإِنَّهُ كَانَ يدْخل كَلَامه فِي الْأَحَادِيث كثيرا
[1557]
حذف ابْنه بِالسَّيْفِ بِالْحَاء الْمُهْملَة أَي رَمَاه بِهِ أقل بن عبد الْبر وَمن رَوَاهُ بِالْخَاءِ المنقوطة فقد صحف لِأَن الْخذف بِالْخَاءِ إِنَّمَا هُوَ الرَّمْي بالحصى أَو النَّوَى
[1564]
هُوَ إِذا كالأرقم أَن يتْرك يلقم وَإِن يقتل ينقم هَذَا مثل من أَمْثَال الْعَرَب مَشْهُور قَالَ القمي يَقُول إِن قتلته كَانَ لَهُ من ينْتَقم مِنْك
وَإِن تركته قَتلك والأرقم الْحَيَّة الَّتِي فِيهَا سَواد وَبَيَاض كتاب الْقسَامَة
[1565]
لحويصة ومحيصة بتَشْديد الْيَاء فيهمَا فِي أشهر اللغتين فوداه بتَخْفِيف الدَّال أَي دفع دِيَته ركضتني أَي رفستني الْفَقِير هُوَ الْبِئْر هُوَ بفاء ثمَّ قَاف على لفظ الْفَقِير من الْآدَمِيّين قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ الْبِئْر الْقَرِيبَة القعر الواسعة ألفم وَقيل الحفرة الَّتِي تكون حول النّخل
[1566]
فتبرئكم يهود أَي تَبرأ إِلَيْكُم من دعواكم وَقيل عناه يخلصونكم من الْيَمين بحلفهم ويهود مَرْفُوع غير منون لِأَنَّهُ غير منصرف للعلمية والتأنيث على إِرَادَة اسْم الْقَبِيلَة والطائفة
كتاب الْجَامِع
قَالَ ابْن الْعَرَبِيّ فِي التَّفْسِير: هَذَا كتاب اخترعه مَالك فِي التصنيف لفائدتين إِحْدَاهمَا أَنه خَارج عَن رسم التَّكْلِيف الْمُتَعَلّق بِالْأَحْكَامِ الَّتِي صنفها أبوابا ورتبها أنواعا الثَّانِي أَنه لما لحظ الشَّرِيعَة وأنواعها وَرَآهَا منقسمة إِلَى أَمر وَنهي وَإِلَى عبَادَة ومعاملة وَإِلَى جنايات وعادات نظمها أسلاكا وربط كل نوع بِجِنْسِهِ وشذت عَنهُ من الشَّرِيعَة معَان مُفْردَة لم يتَّفق نظمها فِي سلك وَاحِد لِأَنَّهَا مُتَغَايِرَة الْمعَانِي وَلَا أمكن أَن يَجْعَل لكل وَاحِد مِنْهَا بَابا لصغرها وَلَا أَرَادَ هُوَ أَن يُطِيل القَوْل فِيمَا يُمكن إطالة القَوْل فِيهَا فجمعها أشتاتا وسمى نظامها كتاب الْجَامِع فطرق للمؤلفين مَا لم يَكُونُوا قبل ذَلِك بِهِ عَالمين فِي هَذِه الْأَبْوَاب كلهَا ثمَّ بَدَأَ فِي هَذَا الْكتاب بالْقَوْل فِي الْمَدِينَة لِأَنَّهَا أصل الْإِيمَان ومعدن الدّين ومستقر النُّبُوَّة
[1567]
اللَّهُمَّ بَارك لَهُم إِلَى آخِره قَالَ النوي الظَّاهِر أَن المُرَاد الْبركَة فِي نفس الْكَيْل بِحَيْثُ يَكْفِي الْمَدّ فِيهَا من لَا يَكْفِيهِ فِي غَيرهَا
[1568]
وَإِنِّي أَدْعُوك للمدينة بِمثل مَا دعَاك بِهِ لمَكَّة وَمثله مَعَه قَالَ الْبَاجِيّ هَذَا دَلِيل على فضل الْمَدِينَة على مَكَّة قَالَ وَيحْتَمل أَن يُرِيد بقوله وَمثله مَعَه من أَمر الرزق وَالدُّنْيَا وَإِن يُرِيد أر الْآخِرَة وتضعيف الْحَسَنَات وغفران السَّيِّئَات ثمَّ يَدْعُو أَصْغَر وليد يرَاهُ فيعطيه ذَلِك الثَّمر قَالَ الْبَاجِيّ يحْتَمل أيريد بذلك عظم الْأجر فِي إِدْخَال المسرة على من لاذنب لَهُ لصغره فَإِن سروره بِهِ أعظم من سرُور الْكَبِير
[1569]
يحنس بِضَم الْمُثَنَّاة تَحت وَفتح الْحَاء الْمُهْملَة وَكسر النُّون وَفتحهَا وسين مُهْملَة لكاع بِفَتْح اللَّام وَالْبناء على الْكسر صِيغَة سبّ لَا يصبر على لأوائها بِالْمدِّ أَي جوعها إِلَّا كنت لَهُ شَفِيعًا أَو شَهِيدا يَوْم الْقِيَامَة قَالَ القَاضِي عِيَاض سُئِلت قَدِيما عَن هَذ الحَدِيث وَلم خص سَاكن الْمَدِينَة بالشفاعة هُنَا مَعَ عُمُوم شَفَاعَته رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وادخاره إِيَّاهَا قَالَ وأجبت عَنهُ بِجَوَاب شاف مقنع فِي أوراق اعرف بصوابه كل وَاقِف عَلَيْهِ قَالَ وأذكر مِنْهُ هُنَا لمعا تلِيق بِهَذَا الْموضع قَالَ بعض شُيُوخنَا أَو هُنَا للشَّكّ وَالْأَظْهَر عندنَا أَنَّهَا لَيست للشَّكّ لِأَن هَذَا الحَدِيث رُوَاة جَابر بن عبد الله وَسعد بن أبي وَقاص وَابْن عمر وَأَبُو سعيد وَأَبُو هُرَيْرَة وَأَسْمَاء بنت عُمَيْس وَصفِيَّة بنت أبي عبيد عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِهَذَا اللَّفْظ وَيبعد اتِّفَاق جَمِيعهم أَو رواتهم على الشَّك وتطابقهم فِيهِ على صِيغَة وَاحِدَة بل الْأَظْهر أَنه قَالَ صلى الله عليه وسلم هَكَذَا فإمَّا أَيكُون أعلم بِهَذِهِ الْجُمْلَة هَكَذَا وَإِمَّا أَن تكون أَو للتقسيم وبكون شَهِيدا لبَعض أهل الْمَدِينَة وشفيعا لباقيهم إِمَّا شَفِيعًا للعاصين وشهيدا للمطيعين وَإِمَّا شَهِيدا لمن مَاتَ فِي حَيَاته وشفيعا لمن مَاتَ بعد وَغير ذَلِك وَهَذِه خُصُوصِيَّة زَائِدَة على الشَّفَاعَة للمذنبين أَو للعاصين فِي الْقِيَامَة وعَلى شَهَادَته على جَمِيع الْأمة وَقد قَالَ صلى الله عليه وسلم فِي شُهَدَاء أحد أَنا شَهِيد على هَؤُلَاءِ فَيكون تخصيصهم بِهَذَا كُله مزية زِيَادَة منزلَة وحظوة قَالَ وَقد تكون أَو بِمَعْنى الْوَاو فَيكون لأهل الميدنة شَفِيعًا وشهيدا قَالَ وَإِذا جعلنَا أَو للشَّكّ كَمَا قَالَ الْمَشَايِخ فَإِن كَانَت اللَّفْظَة الصَّحِيحَة شَهِيدا انْدفع الِاعْتِرَاض لِأَنَّهَا زَائِدَة على الشَّفَاعَة المدخرة الْمُجَرَّدَة لغَيرهم وَإِن كَانَت شَفِيعًا فاختصاص أهل الْمَدِينَة بِهَذَا أَن هَذِه شَفَاعَة أُخْرَى غير الْعَامَّة الَّتِي هِيَ إِخْرَاج أمته من النَّار ومعافة بَعضهم بِشَفَاعَتِهِ فِي الْقِيَامَة وَتَكون هَذِه الشَّفَاعَة بِزِيَادَة الدَّرَجَات أَو تَخْفيف السيآت أَو بِمَا شَاءَ الله من ذَلِك أَو باكرامهم يَوْم الْقِيَامَة بأنواع من الْكَرَامَة كإيوائهم إِلَى ظلّ الْعَرْش أَو كَونهم فِي روح أَو على مَنَابِر أَو الْإِسْرَاع بهم إِلَى الْجنَّة أَو غير ذَلِك من خُصُوص الكرامات الْوَارِدَة لبَعْضهِم دو بعض وَالله أعلم
[1570]
وعك بِفَتْح الْعين وَهُوَ الْحمى وَقيل ألمها إِنَّمَا الْمَدِينَة كالكير تَنْفِي خبثها وينصع طيبها قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ بِفَتْح الْيَاء وَالصَّاد الْمُهْملَة الَّذِي يصفو ويخلص ويتميز والناصع الصافي الْخَالِص وَمعنى الحَدِيث أَنه يخرج من الْمَدِينَة من لم يخلص إيمَانه وَيبقى فِيهَا من خلص إيمَانه
[1571]
أمرت بقرية تَأْكُل الْقرى قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ أمرت بِالْهِجْرَةِ إِلَيْهَا واستيطانها وَذكروا فِي معنى أكلهَا الْقرى وَجْهَيْن أَحدهمَا أها مَرْكَز جيوش الْإِسْلَام فِي أول الْأَمر فَمِنْهَا فتحت الْقرى وغنمت أموالها وَالثَّانِي مَعْنَاهُ أَن أكلهَا وميراثها من الْقرى المفتحة وإليها تساق غنائمها يَقُولُونَ يثرب وَهِي الْمَدِينَة قَالَ الْبَاجِيّ عني أَن النَّاس يسمونها يثرب وَأَنا أسميها الْمَدِينَة وَفِي مُسْند أَحْمد حَدِيث من سمى الْمَدِينَة يثرب فليستغفر الله عز وجل هِيَ طابة وَإِنَّمَا كره تَسْمِيَتهَا يثرب لِأَنَّهُ من التثريب وَهُوَ التوريخ والملامة وَكَانَ صلى الله عليه وسلم يحب الِاسْم الْحسن وَيكرهُ الِاسْم الْقَبِيح واشتقاق الْمَدِينَة من مدن بِالْمَكَانِ إِذا أَقَامَ بِهِ أَو من دَان إِذا أطَاع تَنْفِي النَّاس رجح القَاضِي عِيَاض اخْتِصَاص هَذَا بزمنه صلى الله عليه وسلم لِأَنَّهُ لم يكن يصبر على الْهِجْرَة وَالْمقَام مَعَه إِلَّا من ثَبت إيمَانه وَرجح النوي عُمُومه لما ورد أَنَّهَا فِي زمن الدَّجَّال ترجف ثَلَاثَة رجفات يخرج الله مِنْهَا كل كَافِر ومنافق كَمَا يَنْفِي الْكِير خبث الْحَدِيد هُوَ وسخه وقذره الَّذِي تخرجه النَّار مِنْهُ
[1572]
عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لَا يخرج أحد من الْمَدِينَة رَغْبَة عَنْهَا إِلَّا أبدلها الله خيرا مِنْهُ قَالَ بن عبد الْبر وَصله معن عَن مَالك فَقَالَ عَن عَائِشَة وَلم يسْندهُ غَيره فِي الْمُوَطَّأ قَالَ والْحَدِيث عِنْدِي خَاص بحياته صلى الله عليه وسلم وَأما بعده فقد خرج مِنْهَا جمَاعَة من أَصْحَابه وَلم تعوض الْمَدِينَة بِخَير مِنْهُم وَقَالَ الْبَاجِيّ المُرَاد يخرج رَغْبَة عَن ثَوَاب السَّاكِن فِيهَا وَأما من خرج لضَرُورَة شدَّة زمَان أَو فتْنَة فَلَيْسَ مِمَّن يخرج رَغْبَة عَنْهَا قَالَ وَالْمرَاد بِهِ من كَانَ مستوطنا بهَا فَرغب فِي استيطان غَيرهَا وَأما من كَانَ مستوطنا غَيرهَا فَقَدمهَا للقربة وَرجع إِلَى وَطنه أَو كَانَ مستوطنا بهَا فَخرج مُسَافِرًا لحَاجَة فَلَيْسَ بِخَارِج مِنْهَا رَغْبَة عَنْهَا قَالَ والابدال إِمَّا بقدوم خير مِنْهُ من غَيرهَا أَو مَوْلُود يُولد فِيهَا
[1573]
يبسون بِفَتْح الْمُثَنَّاة تَحت ثمَّ بَاء مُوَحدَة تضم وتكسر وَرُوِيَ بِضَم التَّحْتِيَّة مَعَ كسر الْمُوَحدَة فَتكون اللَّفْظَة ثلاثية ورباعية وَمَعْنَاهُ يتحملون بأهليهم وَقيل مَعْنَاهُ يدعونَ النَّاس إِلَى بِلَاد الخصب وَقَالَ أَبُو عبيد مَعْنَاهُ يسوقون والبس سوق الْإِبِل
[1574]
عَن بن حماس كَذَا ليحيى وَلغيره عَن يُونُس بن يُوسُف بن حماس لتتركن الْمَدِينَة الحَدِيث قَالَ النَّوَوِيّ الظَّاهِر الْمُخْتَار أَن هَذَا يكون فِي آخر الزَّمَان عِنْد قيام السَّاعَة وَقَالَ القَاضِي عِيَاض هَذَا مِمَّا وَقع وانقضى حِين انْتَقَلت الْخلَافَة عَنْهَا إِلَى الشَّام وَالْعراق وَذَلِكَ الْوَقْت أحسن مَا كَانَت للدّين وَالدُّنْيَا أما الدّين فلكثرة الْعلمَاء بهَا وكمالهم وَأما الدُّنْيَا فلعمارتها وغرسها واتساع حَال أَهلهَا قَالَ وَذكر الأخباريون فِي بعض الْفِتَن الَّتِي جرت بِالْمَدَنِيَّةِ وَخَافَ أَهلهَا أَنه رَحل عَنْهَا أَكثر النَّاس وَبقيت ثمارها أَو أَكْثَرهَا للموافي وخلت مُدَّة ثمَّ تراجع النَّاس إِلَيْهَا فيغذى على بعض سواري الْمَسْجِد قَالَ فِي النِّهَايَة أَي يَبُول عَلَيْهَا لعدم سكانه وخلوه من النَّاس يُقَال غذا ببوله بالغين والذال المعجمتين إِذا أَلْقَاهُ دفْعَة
[1576]
هَذَا جبل يحبنا ونحبه قَالَ النوي قيل مَعْنَاهُ يحبنا أهل وهم أهل الْمَدِينَة ونحبهم وَالصَّحِيح أَنه على ظَاهره وَإِن مَعْنَاهُ يحبنا هُوَ بِنَفسِهِ وَجعل الله فِيهِ تمييزا مَا بَين لابتيها هما الحرتان
[1577]
ترتع أَي ترعى مَا ذعرتها أَي مَا نفرتها
[1579]
بالأسواف قَالَ الْبَاجِيّ هُوَ مَوضِع بِبَعْض أَطْرَاف الْمَدِينَة بَين الحرتين نهسا بِضَم النُّون وَفتح لهاء وسين مُهْملَة طَائِر يشبه الصرد يديم تَحْرِيك رَأسه وذنبه يصطاد العصافير ويأوى إِلَى الْمَقَابِر قَالَه فِي النِّهَايَة
[1580]
يرفع عقيرته أَي صَوته إذخر وجليل بِالْجِيم وهما شجرتان طيبتان يكونَانِ بأودية مَكَّة مجنة بِفَتْح الْجِيم وَكسر الْمِيم وَتَشْديد النُّون مَوضِع بمر الظهْرَان شامة وطفيل جبلان من جبال مَكَّة وانفل حماها فاجعلها بِالْجُحْفَةِ قَالَ الْخطابِيّ وَغَيره كَانَ ساكنو الْجحْفَة فِي ذَلِك الْوَقْت يهودا
[1582]
أنقاب الْمَدِينَة طرقها وفجاجها لَا يدخلهَا الطَّاعُون قَالَ بَعضهم هَذِه معْجزَة لَهُ صلى الله عليه وسلم لِأَن الْأَطِبَّاء من أَوَّلهمْ إِلَى آخِرهم عجزوا أَن يدفعوا الطَّاعُون عَن بلد من الْبِلَاد بل عَن قربَة من الْقرى وَقد امْتنع الطَّاعُون من الْمَدِينَة بدعائه وَخَبره هَذِه الْمدَّة المتطاولة
[1584]
عَن بن شهَاب أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لَا يجْتَمع دينان الحَدِيث وَصله عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن بن شهَاب عَن سعيد بن الْمسيب بِهِ جَزِيرَة الْعَرَب هِيَ مَكَّة وَالْمَدينَة واليمامة وقراها سميت جَزِيرَة لاحاطة الْبَحْر بهَا وَقَالَ بن حبيب جَزِيرَة الْعَرَب من أقْصَى عدن وَمَا والاها من أَرض الْيمن كلهَا إِلَى ريف الْعرَاق فِي الطول وَأما الْعرض فَمن جدة وَمَا والاها من سَاحل الْبَحْر إِلَى أَطْرَاف الشَّام ومصر فِي الْمغرب والمشرق مَا بَين الْمَدِينَة إِلَى مُنْقَطع السباوه الثَّلج هُوَ الْيَقِين الَّذِي لَا شكّ فِيهِ
[1587]
بسرغ بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة ثمَّ رَاء سَاكِنة فِي الْمَشْهُور ثمَّ غين مُعْجمَة مَصْرُوف وممنوع قَرْيَة فِي طرف الشَّام مِمَّا يَلِي الْحجاز أُمَرَاء الأجناد هِيَ مدن الشَّام الْخمس وَهِي فلسطين والأردن ودمشق وحمص وقنسرين الوباء مَهْمُوز وقصره أفْصح من مده ادْع لي الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين هم من صلى إِلَى الْقبْلَتَيْنِ من مهاجرة الْفَتْح قيل هم الَّذين أَسْلمُوا قبل افْتَحْ إِذْ لَا هِجْرَة بعده وَقيل هم مسلمة الْفَتْح الَّذين هَاجرُوا بعده قَالَ القَاضِي عِيَاض وَهَذَا أظهر لأَنهم الَّذين ينْطَلق عَلَيْهِم مشيخة إِنِّي مصبح بِسُكُون الصَّاد على ظهر أَي مُسَافِرًا رَاكِبًا على ظهر الرَّاحِلَة رَاجعا إِلَى وطني لَو غَيْرك قَالَهَا قَالَ النوي جَوَاب لَو مَحْذُوف وَفِي تَقْدِيره وَجْهَان أَحدهمَا لأدبته لإعراضه عَليّ فِي مَسْأَلَة اجتهادية وَافقنِي عَلَيْهَا أَكثر النَّاس وَالثَّانِي لم أتعجب مِنْهُ وَإِنَّمَا أتعجب من قَوْلك أَنْت مَعَ مَا أَنْت عَلَيْهِ من الْعلم وَالْفضل عدوتان تَثْنِيَة عدوة بِضَم الْعين وَكسرهَا وَهِي جَانب الْوَادي جدبة بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الدَّال وَكسرهَا وَكَذَا الخصبة إِذا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْض فَلَا تقدمُوا عَلَيْهِ وَإِذا وَقع بِأَرْض وَأَنْتُم بهَا فَلَا تخْرجُوا فِرَارًا مِنْهُ قَالَ الْعلمَاء هُوَ قريب الْمَعْنى من قَوْله صلى الله عليه وسلم لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاء الْعَدو واسألوا الله الْعَافِيَة فَإِذا لقيتموهم فَاصْبِرُوا قَالَ بَعضهم النَّهْي عَن الْفِرَار من الطَّاعُون تعبدي لَا يعقل مَعْنَاهُ لِأَن الْفِرَار من المهالك مَأْمُور بِهِ وَقد نهي عَن هَذَا فَهُوَ لسر فِيهِ لَا نعلم حَقِيقَته
[1588]
عَن عَامر بن سعد بن أبي وَقاص عَن أَبِيه أَنه سَمعه يسْأَل أُسَامَة بن زيد قَالَ بن عبد الْبر لَا وَجه لذكر أَبِيه لِأَن الحَدِيث إِنَّمَا هُوَ لعامر عَن أُسَامَة سَمعه مِنْهُ وَلذَا لم يقلهُ بن بكير ومعن وَجَمَاعَة من الروَاة فَلَا يخرجُوا إِلَّا فِرَارًا مِنْهُ قَالَ بن عبد الْبر هَكَذَا فِي الْمُوَطَّأ فِي حَدِيث أبي النَّضر وَقد جعله جمَاعَة لحنا وغلطا لِأَنَّهُ اسْتثِْنَاء من نفي فحفه الرّفْع وَخرج على أَنه نصب على الْحَال لَا الِاسْتِثْنَاء الطَّاعُون رجز أَي عَذَاب قَالَ النَّوَوِيّ وَكَونه عذَابا مُخْتَصّ بِمن كَانَ قبلنَا وَأما هَذِه الْأمة فَهُوَ لَهَا رَحْمَة وَشَهَادَة كَمَا بَين فِي الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة
[1591]
بركبة قَالَ الْبَاجِيّ هِيَ أَرض بني عَامر وَهِي بَين مَكَّة وَالْعراق
[1592]
أَنْت آدم الَّذِي أغويت النَّاس قَالَ الْبَاجِيّ أَي عرضتهم للاغواء لما كنت سَبَب خُرُوجهمْ من الْجنَّة أفتلومني على أَمر قد قدر عَليّ قَالَ بن الْعَرَبِيّ لَيْسَ مَا سبق من الْقَضَاء وَالْقدر يرفع الْمَلَامَة عَن الْبشر وَلَكِن مَعْنَاهُ قدر على وتبت مِنْهُ والعاصي التائب لَا يلام وَذكر الْبَاجِيّ مثله
[1593]
مسح ظَهره بِيَمِينِهِ قَالَ الْبَاجِيّ أجمع أهل السّنة على أَن يَده صفة وَلَيْسَ بجوارح كجوارح المخلوقين لِأَنَّهُ لَيْسَ كمثله شَيْء وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير وَقَالَ بن الْعَرَبِيّ عبر بِالْمَسْحِ عَن تعلق الْقُدْرَة بِظهْر آدم وكل معنى تتَعَلَّق بِهِ قدرَة الْخَالِق يعبر عَنْهَا بِفعل الْمَخْلُوق مَا لم يكن دناءة
[1594]
مَالك أَنه بلغه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ تركت فِيكُم أَمريْن الحَدِيث وَصله بن عبد الب رمن حَدِيث كثير بن عبد الله بنعمرو بن عَوْف عَن أَبِيه عَن جده
[1595]
حَتَّى الْعَجز والكيس قَالَ الْبَاجِيّ لَعَلَّه أَرَادَ الْعَجز عَن الطَّاعَة والكيس فِيهَا وَيحْتَمل أَن يُرِيد بِهِ فِي أَمر الدّين وَالدُّنْيَا
[1598]
لتستفرغ صحفتها أَي لتنفرد بِنَفَقَة الزَّوْج
[1599]
وَلَا ينفع ذَا الْجد مِنْهُ الْجد أَي لَا ينفع صَاحب الْغنى عِنْده غناهُ إِنَّمَا تَنْفَعهُ طَاعَته
[1600]
مَالك أَنه بلغه أَنه كَانَ يُقَال الْحَمد لله الخ قَالَ الْبَاجِيّ يَقْتَضِي أَنه من قَول أَئِمَّة الشَّرْع لِأَن مَالِكًا أدخلهُ فِي كِتَابه المعتقد صِحَّته الَّذِي خلق كل شَيْء كَمَا يَنْبَغِي قَالَ الْبَاجِيّ يُرِيد أَنه أحْسنه وأتى بِهِ على أفضل مَا يكون عَلَيْهِ الَّذِي لَا يعجل شَيْء اناه وَقدره أَي لَا سبق وقته الَّذِي وَقت لَهُ لَيْسَ وَرَاء الله مرمى أَي غَايَة يرْمى إِلَيْهَا أَي يقْصد بِدُعَاء أَو أمل أَو رَجَاء تَشْبِيها بغاية السِّهَام
[1601]
مَالك أَنه بلغه أَنه كَانَ يُقَال إِن أحدا لن يَمُوت حَتَّى يستكمل رزقه فأجملوا فِي الطّلب قَالَ بن عبد الْبر ذكر الْحلْوانِي قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عِيسَى حَدثنَا حَمَّاد بن زيد عَن يحيى بن عَتيق قَالَ كَانَ مُحَمَّد بن سِيرِين إِذا قَالَ كَانَ يُقَال لم يشك أَنه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ بن عبد الْبر وَكَذَلِكَ كَانَ مَالك إِن شَاءَ الله قَالَ وَهَذَا الحَدِيث رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم من وُجُوه حسان من حَدِيث جَابر بن عبد الله وَأبي حميد السَّاعِدِيّ وَعبد الله بن مَسْعُود وَأبي أُمَامَة وَغَيرهم وَفِي حَدِيث جَابر بعد قَوْله فأجملوا فِي الطّلب خُذُوا مَا حل ودعوا مَا حرم أخرجه بن ماجة وَالْحَاكِم وَفِي حَدِيث أبي أُمَامَة بعده وَلَا يحملنكم استبطاء الرزق على أَن تطلبوه بِمَعْصِيَة الله أخرجه بن أبي الدُّنْيَا
[1602]
مَالك أَن معَاذ بن جبل قَالَ آخر مَا أَوْصَانِي بِهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حِين وضعت رجْلي فِي الغرز أَن قَالَ أحسن خلقك للنَّاس قَالَ بن عبد الْبر هَكَذَا رواي يحيى وَتَابعه بن الْقَاسِم والقعنبي وَرَوَاهُ بن بكير عَن مَالك عَن يحيى بن سعيد عَن معَاذ بن جبل وَهُوَ مَعَ هَذَا مُنْقَطع جدا وَلَا يُوجد مُسْندًا من حَدِيث معَاذ وَلَا غَيره بِهَذَا للفظ لَكِن ورد مَعْنَاهُ فَأخْرج التِّرْمِذِيّ من طَرِيق سُفْيَان عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن مَيْمُون بن أبي شبيب عَن معَاذ بن جبل قَالَ قلت يَا رَسُول الل عَلمنِي مَا يَنْفَعنِي قَالَ اتَّقِ الله حَيْثُ كنت وأتبع السَّيئَة الْحَسَنَة تمحها وخالق النَّاس بِخلق حسن وَأخرج من طَرِيق حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس قَالَ بعث النَّبِي صلى الله عليه وسلم معَاذ بن جبل إِلَى الْيمن فَقَالَ يَا معَاذ اتَّقِ الله وخالق النَّاس بِخلق حسن وروى قَاسم بن أصبغ من طَرِيق مَكْحُول عَن جُبَير بن نفير عَن مَالك بن يخَامر قَالَ سَمِعت معَاذ بن جبل يَقُول إِن آخر كلمة فَارَقت عَلَيْهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قلت يَا رَسُول الله أَي الْعَمَل أفضل قَالَ لَا يزَال لسَانك رطبا من ذكر الله والغرز بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَسُكُون الرَّاء وزاي فِي مَوضِع الركاب من رَحل الْبَعِير كالركاب للسرج قَالَ الْبَاجِيّ وتحسين خلقه أيظهر مِنْهُ لمن يجالسه أَو ورد عَلَيْهِ الْبشر والحلم والاشفاق والصب على التَّعْلِيم والتودد إِلَى الصَّغِير وَالْكَبِير قَالَ وَقَوله للنَّاس وَإِن كَانَ لَفظه عَاما إِلَّا أَنه أَرَادَ بذلك من يسْتَحق تَحْسِين الْخلق لَهُ فَأَما أهل الْكفْر والاصرار على الْكَبَائِر والتمادي على ظلم النَّاس فَلَا يُؤمر بتحسين الْخلق لَهُم بل يُؤمر بِأَن يغلظ عَلَيْهِم
[1603]
مَا خير رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي أَمريْن قطّ قَالَ الْبَاجِيّ يحْتَمل أَن يكون الْمُخَير لَهُ هُوَ الله فِيمَا كلفه أمته من الْأَعْمَال أَو النَّاس فعلى الأول يكون قَوْله مَا لم يكن إِنَّمَا اسْتثِْنَاء مُنْقَطِعًا وَمَا انتقم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لنَفسِهِ قَالَ الْبَاجِيّ روى بن حبي عَن مَالك قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يعْفُو عَمَّن شَتمه إِلَّا أَن تنتهك حُرْمَة الله قَالَ الْبَاجِيّ يُرِيد أَن يُؤْذى أَذَى فِيهِ غَضَاضَة على الدّين فَإِن فِي ذَلِك انتهاكا لحُرْمَة الله فينتقم لله بذلك إعظاما لحق الله وَقَالَ بعض الْعلمَاء أَنه لَا يجوز أَن يُؤْذى النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِفعل مُبَاح وَلَا غَيره وَأما غَيره من النَّاس فَيجوز أَن يُؤْذى بمباح وَلَيْسَ لَهُ الْمَنْع مِنْهُ وَلَا يَأْثَم فَاعل الْمُبَاح وَإِن وصل بذلك أَذَى إِلَى غَيره وَلذَلِك لم يَأْذَن صلى الله عليه وسلم نِكَاح على ابْنة أبي جهل فَجعل حكم ابْنَته حكمه فِي أَنه لَا يجوز أَن يُؤْذى بمباح وَاحْتج على ذَلِك بقوله إِن الَّذين يُؤْذونَ الله وَرَسُوله لعنهم الله إِلَى أَن قَالَ وَالَّذين يُؤْذونَ الْمُؤمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات بِغَيْر مَا اكتسبوا فَشرط على الْمُؤمنِينَ أَن يؤذوا يُغير مَا اكتسبوا وأطاق الْأَذَى فِي خَاصَّة النَّبِي صلى الله عليه وسلم من غير شَرط انْتهى
[1604]
عَن بن شهَاب عَن عَليّ بن حُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ من حسن إِسْلَام الْمَرْء تَركه مَالا يعنيه وَصله الدَّارَقُطْنِيّ من طَرِيق خَالِد بن عبد الرَّحْمَن الْخُرَاسَانِي عَن مَالك عَن الزُّهْرِيّ عَن عَليّ بن حُسَيْن عَن أَبِيه وَمن طَرِيق مُوسَى بن دَاوُد الضَّبِّيّ عَن مَالك كَذَلِك قَالَ بن عبد الْبر وخَالِد ومُوسَى لَا بَأْس بهما وَقَالَ الْبَاجِيّ قَالَ حَمْزَة الْكِنَانِي هَذَا الحَدِيث ثلث الْإِسْلَام وَالثَّانِي حَدِيث الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ وَالثَّالِث حَدِيث الْحَلَال بَين وَالْحرَام بَين وَقَالَ بن الْعَرَبِيّ هَذَا الحَدِيث إِشَارَة إِلَى ترك الفضول لِأَن الْمَرْء لَا يقدر أَن يسْتَقلّ باللازم فَكيف أَن يتعداه إِلَى الْفَاضِل
[1605]
مَالك أَنه بلغه عَن عَائِشَة زوج النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَت اسْتَأْذن رجل الحَدِيث وَصله البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ من طَرِيق سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة وَفِي الْمُنْتَقى للباجي عَن بن حبيب أَن هَذَا الرجل هُوَ عُيَيْنَة بن حصن الْفَزارِيّ بئس بن الْعَشِيرَة قَالَ الْبَاجِيّ وَصفه بذلك ليعلم حَاله فيحذر وَلَيْسَ ذَلِك من بَاب الْغَيْبَة
[1606]
فانظروا مَاذَا يتبعهُ من حسن الثَّنَاء قَالَ الْبَاجِيّ يُرِيد مَا يجرى على أَلْسِنَة النَّاس من ذكره فِي حَيَاته وَبعد مَوته وَالْمرَاد مَا يذكرهُ بِهِ أهل الدّين وَالْخَيْر دون أهل الضلال وَالْفِسْق لِأَنَّهُ قد يكون للْإنْسَان الْعَدو فيتبعه بِالذكر الْقَبِيح
[1607]
عَن يحيى بن سعيد أَنه قَالَ بَلغنِي أَن الْمَرْء ليدرك بِحسن خلقه دَرَجَة الْقَائِم بِاللَّيْلِ الظامئ بالهواجر قَالَ بن عبد الْبر هَذَا لَا يجوز أَن يكون رَأيا وَلَا يكون مثله إِلَّا توقيفا ثمَّ أسْندهُ من طَرِيق زُهَيْر عَن يحيى بن سعد عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَأخرجه أَبُو دَاوُد من طَرِيق يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو عَن الْمطلب عَن عَائِشَة مَرْفُوعا بِهِ قَالَ بن الْعَرَبِيّ الْخلق والخلق عبارتان عَن جملَة الْإِنْسَان فالخلق عبارَة عَن صفته الظَّاهِرَة والخلق عبارَة عَن صفته الْبَاطِنَة وَالْإِشَارَة بالخلق إِلَى الْإِيمَان وَالْكفْر وَالْعلم وَالْجهل واللين والشدة والمسامحة وَالِاسْتِقْصَاء والسخاء وَالْبخل وَمَا أشبه ذَلِك ولبابها فِي الْمَحْمُود والمذموم تَدور على عشْرين خصْلَة وَقَالَ الْبَاجِيّ المُرَاد بذلك أَنه يدْرك دَرَجَة المتنفل بِالصَّوْمِ وَالصَّلَاة بصبره على الْأَذَى وكفه عَن أَذَى غَيره والمقارضة عَلَيْهِ مَعَ سَلامَة صَدره من الغل
[1608]
عَن يحيى بن سعيد أَنه قَالَ سَمِعت سعيد بن الْمسيب يَقُول إِلَّا أخْبركُم بِخَير من كثير من الصَّلَاة وَالصَّدَََقَة الحَدِيث وَصله إِسْحَاق بن بشير الْكَاهِلِي عَن مَالك عَن يحيى بن سعيد عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي الدَّرْدَاء عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَوَصله الدَّارَقُطْنِيّ من طَرِيق حَفْص بن غياث وَابْن عُيَيْنَة كِلَاهُمَا عَن يحيى بن سعيد عَن سيعد بن الْمسيب عَن أبي الدَّرْدَاء عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَوَصله الْبَزَّار من طَرِيق الْأَعْمَش عَن عمر بن مرّة عَن سَالم بن أبي الْحَمد عَن أم الدَّرْدَاء عَن أبي الدَّرْدَاء عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم إصْلَاح ذَات الْبَين قَالَ الْبَاجِيّ يُرِيد صَلَاح الْحَال الَّتِي بَين النَّاس وَأَنَّهَا خير من نوافل الصَّلَاة وَمَا ذكر مَعهَا فانما هِيَ الحالقة زَاد الدَّارَقُطْنِيّ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء أما إِنِّي لَا أَقُول حالقة الشّعْر وَلكنهَا حالقة الدّين قَالَ الْبَاجِيّ أَي إِنَّهَا لَا تبقي شَيْئا من الْحَسَنَات حَتَّى لَا تذْهب بهَا كَمَا يذهب الْحلق بالشعر من الرَّأْس ويتركه عَارِيا
[1609]
مَالك أَنه قد بلغه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ بعثت لأتمم حسن الْأَخْلَاق وَصله قَاسم بن أَسْبغ وَالْحَاكِم من طَرِيق عبد الْعَزِيز الدَّرَاورْدِي عَن بن عجلَان عَن الْقَعْقَاع بن حَكِيم عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ بن عبد الْبر وَهُوَ بِحَدِيث مدنِي صَحِيح قَالَ وَيدخل فِيهِ الصّلاح وَالْخَيْر كُله وَالدّين وَالْفضل والمروءة وَالْإِحْسَان وَالْعدْل فبذلك بعث ليتممه صلى الله عليه وسلم وَقَالَ الْبَاجِيّ كَانَت الْعَرَب أحسن النَّاس أَخْلَاقًا بِمَا بَقِي عِنْدهم من شَرِيعَة إِبْرَاهِيم وَكَانُوا ضلوا بالْكفْر عَن كثير مِنْهَا فَبعث صلى الله عليه وسلم ليتمم محَاسِن الْأَخْلَاق بِبَيَان مَا ضلوا عَنهُ وَبِمَا خص بِهِ فِي شَرِيعَته
[1610]
عَن سَلمَة بن صَفْوَان بن سَلمَة الزرقي عَن زيد بن طَلْحَة بن ركَانَة بِرَفْعِهِ قَالَ بن عبد الْبر هَكَذَا قَالَ يحيى بن يحيى زيد بن طَلْحَة وَقَالَ بن بكير والقعنبي وَابْن الْقَاسِم وَغَيرهم يُرِيد بن طَلْحَة وَهُوَ الصَّوَاب قَالَ وَأكْثر الروَاة رَوَوْهُ هَكَذَا مُرْسلا وَرَوَاهُ وَكِيع عَن مَالك عَن سَلمَة عَن يزِيد بن طَلْحَة عَن أَبِيه وَلم يقل عَن أَبِيه وَكِيع وَقد أنكر عَلَيْهِ يحيى بن معِين وَقَالَ لَيْسَ فَهِيَ عَن أَبِيه هُوَ مُرْسل وَقد ورد هَذَا الحَدِيث أَيْضا من حَدِيث أنس ومعاذ بن جبل لكل دين خلق قَالَ الْبَاجِيّ يُرِيد سجية شرعت فِيهِ وحض أهل ذَلِك الدّين عَلَيْهَا وَخلق الْإِسْلَام الْحيَاء قَالَ الْبَاجِيّ أَي فِيمَا شرع فِيهِ الْحيَاء خلاف مَا لم يشرع فِيهِ كتعلم الْعلم وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَالْحكم بِالْحَقِّ وَالْقِيَام بِهِ وَأَدَاء الشَّهَادَات على وَجههَا
[1611]
وَهُوَ يعظ أَخَاهُ فِي الْحيَاء قَالَ الْبَاجِيّ أَي يلومه على كثرته وَأَنا أضربه وَمنع من بُلُوغ حَاجته فَإِن الْحيَاء من الْإِيمَان قَالَ الْبَاجِيّ أَي من شرائعه وَقَالَ بن الْعَرَبِيّ قَالَ عُلَمَاؤُنَا انما صَار من الْإِيمَان المكتسب وَهُوَ جبلة لما يُفِيد من الْكَفّ عَمَّا لَا يحسن فَعبر عَنهُ بفائدته على أحد فَسُمي الْمجَاز
[1612]
عَن بن شهَاب عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أَن رجلا الحَدِيث وَصله مطرف عَن مَالك عَن الزُّهْرِيّ عَن حميد عَن أبي هرير وَرَوَاهُ بن عُيَيْنَة عَن بن شهَاب عَن حميد عَن رجل من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عليه وسلم رَوَاهُ إِسْحَاق بن بشر الْكَاهِلِي عَن مَالك عَن الزُّهْرِيّ عَن حميد عَن أَبِيه قَالَ بن عبد الْبر وَهُوَ خطأ وَالرجل الْمَذْكُور جَارِيَة بن قدامَة التَّمِيمِي عَم الْأَحْنَف بن قيس وَقد ورد هَذَا الحَدِيث من حَدِيثه أَيْضا وَمن حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ لَا تغْضب قَالَ بن الْعَرَبِيّ قَالَ عُلَمَاؤُنَا انما نَهَاهُ عَمَّا علم أننه هَوَاهُ لِأَن الْمَرْء إِذا ترك مَا يَشْتَهِي كَانَ أَجْدَر أَن يتْرك مَالا يَشْتَهِي وخصوصا الْغَضَب فَإِن ملك نَفسه عِنْده كَانَ شَدِيدا سديدا وَإِذا ملكهَا عِنْد الْغَضَب كَانَ أَحْرَى أَن يملكهَا عَن الْكبر والحسد وَأَخَوَاتهَا وَقَالَ بن عبد الْبر هَذَا من الْكَلَام الْقَلِيل الْأَلْفَاظ الْجَامِع للمعاني الْكَثِيرَة والفوائد الجليلة وَمن كظم غيظه ورد غَضَبه أخزى شَيْطَانه وسلمت لَهُ مروءته وَدينه وَقَالَ الْبَاجِيّ جمع لَهُ صلى الله عليه وسلم الْخَيْر فِي لفظ وَاحِد لِأَن الْغَضَب يفْسد كثيرا من الدّين وَالدُّنْيَا لما يصدر عَنهُ من قَول وَفعل قَالَ وَمعنى لَا تغْضب لَا تمض مَا يحملك غضبك عَلَيْهِ وكف عَنهُ وَأما نفس الْغَضَب فَلَا يملك الْإِنْسَان دَفعه وَإِنَّمَا يدْفع مَا يَدعُوهُ إِلَيْهِ قَالَ وَإِنَّمَا أَرَادَ صلى الله عليه وسلم مَنعه من الْغَضَب فِي مَعَاني دُنْيَاهُ ومعاملته وَإِمَّا فِيمَا يعود إِلَى الْقيام بِالْحَقِّ فالغضب فِيهِ قد يكون وَاجِبا كالغضب على أهل الْبَاطِل والانكار عَلَيْهِم بِمَا يجوز وَقد يكون مَنْدُوبًا وَهُوَ الْغَضَب على المخطى كَمَا غضب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لما سَأَلَهُ رجل عَن ضَالَّة الْإِبِل وَلما شكا إِلَيْهِ معَاذ أَنه يطول فِي الصَّلَاة
[1613]
لَيْسَ الشَّديد بالصرعة بِضَم الصَّاد وَفتح الرَّاء وَهُوَ الَّذِي يصرع النَّاس وَيكثر ذَلِك مِنْهُ قَالَ الْبَاجِيّ وَلم يرد نفي الشدَّة عَنهُ فَإِنَّهُ يعلم بِالضَّرُورَةِ شدته وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنه لَيْسَ بالنهاية فِي الشدَّة وَأَشد مِنْهُ الَّذِي يملك نَفسه عِنْد الْغَضَب أَو أَرَادَ أَنَّهَا شدَّة لَهَا كَبِير مَنْفَعَة وَإِنَّمَا الشدَّة الَّتِي ينْتَفع بهَا شدَّة الَّذِي يملك نَفسه عِنْد الْغَضَب كَقَوْلِهِم لَا كريم إِلَّا يُوسُف لم يرد بِهِ نفي الْكَرم عَن غَيره وَإِنَّمَا أُرِيد بَث إِثْبَات مزية لَهُ فِي الْكَرم وَكَذَا لَا سيف إِلَّا ذُو الفقار وَلَا شُجَاع إِلَّا عَليّ
[1614]
لَا يحل لمُسلم أَن يهجر أَخَاهُ فَوق ثَلَاث لَيْلًا قَالَ بن عبد الْبر هَذَا الْعُمُوم مَخْصُوص بِحَدِيث كَعْب بن مَالك ورفيقيه حَيْثُ أَمر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَصْحَابه بهجرهم قَالَ وَأجْمع الْعلمَاء على أَن من خَافَ من مكالمة أحد وصلته مَا يفْسد عَلَيْهِ دينه أَو يدْخل عَلَيْهِ مضرَّة فِي دُنْيَاهُ أه يجوز لَهُ مجانبته وَبعده وَرب صرم جميل خير من مُخَالطَة مؤذية وَقَالَ النَّوَوِيّ فِي شرح مُسلم وَردت الْأَحَادِيث بهجران أهل الْبدع والفسوق ومنابذي السّنة وَأَنه يجوز هجرانه دَائِما وَالنَّهْي عَن الهجران فَوق ثَلَاثَة أَيَّام إِنَّمَا هُوَ فِيمَن هجر لحظ نَفسه ومعايش الدُّنْيَا وَأما أهل الْبدع وَنَحْوهم فهجرانهم دَائِم انْتهى وَمَا زَالَت الصَّحَابَة والتابعون فَمن بعدهمْ يهجرون من خَالف السّنة أَو من دخل عَلَيْهِم من كَلَامه مفْسدَة وَقد ألفت فِي ذَلِك كتابا سميته الزّجر بالهجر فِيهِ فَوَائِد وخيرهما أَي أكثرهما ثَوابًا الَّذِي يبْدَأ بِالسَّلَامِ قَالَ الْبَاجِيّ وَغَيره فِيهِ أالسلام يقطع الْهِجْرَة
[1615]
وَلَا تدابروا أَي لَا تعرض بِوَجْهِك عَن أَخِيك وتوله دبرك استثقالا لَهُ وبغضا بل أقبل عَلَيْهِ وابسط لَهُ وَجهك مَا اسْتَطَعْت وَكُونُوا عباد الله إخْوَانًا أَي متواخين متوادين وَلَا يحل لمُسلم أَن يُهَاجر قَالَ بن عبد الْبر كَذَا قَالَ يحيى يُهَاجر وَسَائِر الروَاة للموطأ يَقُولُونَ يهجر فَوق ثَلَاث قَالَ بن الْعَرَبِيّ إِنَّمَا جوز فِي الثَّلَاث لِأَن الْمَرْء فِي ابْتِدَاء الْغَضَب مغلوب فَرخص لَهُ فِي ذَلِك حَتَّى يسكن غَضَبه إيَّاكُمْ وَالظَّن أَي ظن السوء بِالْمُسلمِ قَالَ الْبَاجِيّ وَيحْتَمل أَن يُرِيد الحكم فِي دين الله بِمُجَرَّد الظَّن دون إِعْمَال نظر وَلَا اسْتِدْلَال بِدَلِيل
[1616]
وَلَا تحسسوا وَلَا تجسسوا الأولى بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالثَّانيَِة بِالْجِيم قَالَ بن عبد الْبر وهما لفظتان مَعْنَاهُمَا وَاحِد وَهُوَ الْبَحْث والتطلب لمعايب النَّاس ومساويهم إِذا غَابَتْ واستترت لم يحل أَن يسْأَل عَنْهَا وَلَا يكْشف عَن خَبَرهَا وأصل هَذِه اللَّفْظَة فِي اللُّغَة من قَوْلك حس الثَّوْب أَي أدْركهُ بحسه وجسه من المحس والمجس وَقَالَ بن الْعَرَبِيّ التَّجَسُّس يَعْنِي بِالْجِيم تطلب الْأَخْبَار على النَّاس فِي الْجُمْلَة وَذَلِكَ لَا يجوز إِلَّا للامام الَّذِي رتب لمصالحهم وَألقى إِلَيْهِ زِمَام حفظهم فَأَما عرض النَّاس فَلَا يجوز لَهُم إِلَّا لغَرَض من مصاهرة أَو جَوَاز أَو رفاقية فِي السّفر أَو مُعَاملَة وَمَا أشبه ذَلِك من أَسبَاب الامتزاج وَأما التحسس فَهُوَ طلب الْخَبَر الْغَائِب للشَّخْص وَذَلِكَ لَا يجوز لَا للامام وَلَا لسواه وَلَا تنافسوا قَالَ بن عبد الْبر المُرَاد بِهِ التنافس فِي الدُّنْيَا وَمَعْنَاهُ طلب الظُّهُور فِيهَا والتكبر عَلَيْهِم ومنافستهم فِي رياستهم وَالْبَغي عَلَيْهِم وحسدهم على مَا آتَاهُم الله مِنْهَا وَأما التنافس والحسد على الْخَيْر وطرق الْبر فَلَيْسَ من هَذَا فِي شَيْء وَقَالَ بن الْعَرَبِيّ التنافس هُوَ التحاسد فِي الْجُمْلَة إِلَّا أَنه يتَمَيَّز عَنهُ بِأَنَّهُ سَببه
[1617]
عَن عَطاء بن أبي مُسلم عبد الله الْخُرَاسَانِي عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم تصافحوا يذهب الغل وتهادوا تحَابوا وَتذهب الشحناء فِي المصافحة أَحَادِيث مَوْصُولَة بِغَيْر هَذَا اللَّفْظ وَأما تهادوا تحَابوا فورد مَوْصُولا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه البُخَارِيّ فِي الْأَدَب وللترمذي من حَدِيثه تهادوا فَإِن الْهَدِيَّة تذْهب وحر الصَّدْر وللبيهقي فِي مَذْهَب الْإِيمَان من حَدِيث أنس تهادوا فَإِن الْهَدِيَّة تذْهب بالسخيمة قَالَ يُونُس بن يزِيد هِيَ الغل وَأسْندَ بن عبد الْبر من حَدِيث أم سَلمَة مثله والشحناء بِالْمدِّ الْعَدَاوَة
[1618]
تفتح أَبْوَاب الْجنَّة يَوْم الْإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيس قَالَ الْبَاجِيّ هُوَ كِنَايَة عَن مغْفرَة الذُّنُوب الْعَظِيمَة وَكتب الدَّرَجَات الرفيعة أنظروا هذَيْن أَي أخروا الغفران لَهما
[1619]
عَن مُسلم بن أبي رَمِيم عَن أبي صَالح السمان عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ تعرض أَعمال النَّاس الحَدِيث قَالَ بن عبد الْبر هَكَذَا وَقفه يحيى وَجُمْهُور الروَاة وَمثله لَا يُقَال بِالرَّأْيِ فَهُوَ تَوْقِيف بِلَا شكّ وَقد رَوَاهُ بن وهب عَن مَالك وَهُوَ أجل أَصْحَابه فَصرحَ بِرَفْعِهِ إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم اتْرُكُوا هذَيْن حَتَّى يفيئا أَي يرجعا إِلَى الصُّلْح أَو اركوا بِسُكُون الرَّاء شكّ من الرَّاوِي وَمَعْنَاهُ أخروا يُقَال أركيت الشَّيْء أَخَّرته
[1620]
جرو قثاء قَالَ الْبَاجِيّ هِيَ الصَّحِيحَة وَقيل المستطيلة وَقيل الصَّغِيرَة وَقَالَ أَبُو عبيد الجرو صَغِير القثاء وَالرُّمَّان فِي العيبة بِعَين مُهْملَة مَفْتُوحَة وتحتية سَاكِنة وموحدة وَهِي مستودع الثِّيَاب مَاله ضرب الله عُنُقه قَالَ الْبَاجِيّ هَذِه كلمة تَقُولهَا الْعَرَب عِنْد إِنْكَار أَمر وَلَا تُرِيدُ بذلك الدُّعَاء على من يُقَال لَهُ ذَلِك وَلَكِن لما سمع الرجل ذَلِك وتيقن وُقُوع مَا يَقُوله صلى الله عليه وسلم سَأَلَ أَن يكون فِي سَبِيل الله فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك فَوَقع كَمَا قَالَ وَهَذَا من عَظِيم الْآيَات
[1621]
إِنِّي لأحب أَن أنظر إِلَى الْقَارئ أَبيض الثِّيَاب قَالَ الْبَاجِيّ المُرَاد بالقارئ الْعَالم اسْتحْسنَ لأهل الْعلم حسن الزي والتجمل فِي أعين النَّاس
[1623]
بالمشق هِيَ الْمغرَة
[1626]
عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ نسَاء كاسيات الحَدِيث قَالَ بن عبد الْبر كَذَا وَقفه يحيى ورواة الْمُوَطَّأ إِلَّا عبد الله بن نَافِع فَإِنَّهُ رواهعن مَالك بِإِسْنَادِهِ هَذَا مَرْفُوعا إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَمَعْلُوم أَن هَذَا لَا يُمكن أَن يكون من رَأْي أبي هُرَيْرَة لِأَن مثل هَذَا لَا يدْرك بِالرَّأْيِ ومحال أَن يَقُول أَبُو هُرَيْرَة من رَأْيه لَا يدْخل الْجنَّة وَقَالَ الْبَاجِيّ قد أسْندهُ حَرِير عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي الله عَلَيْهِ وَسلم أخرجه مُسلم كاسيات عاريات قَالَ بن عبد الْبر أَرَادَ اللواتي يلبسن من الثِّيَاب الشَّيْء الْخَفِيف الَّذِي يصف وَلَا يستر فهن كاسيات بِالِاسْمِ عَارِيا فِي الْحَقِيقَة مائلات عَن الْحق مميلات لِأَزْوَاجِهِنَّ عَنهُ
[1627]
عَن يحيى بن سعيد عَن بن شهَاب أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَامَ من اللَّيْل الحَدِيث وَصله البُخَارِيّ من طَرِيق معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن هِنْد بنت الْحَرْث عَن أم سَلمَة بِهِ وَمن طَرِيق بن عُيَيْنَة عَن عَمْرو بن دِينَار عَن يحيى بن سعيد عَن الزُّهْرِيّ عَن امْرَأَة عَن أم سَلمَة بِهِ مَاذَا فتح اللَّيْلَة من الخزائن قَالَ بن عبد الْبر يُرِيد من أرزاق الْعباد مِمَّا فَتحه الله على هَذِه الْأمة من ديار الْكفْر والاتساع فِي المَال وَقَالَ الْبَاجِيّ يحْتَمل أَن يُرِيد أَنه فتح من خزائنها فِي لتك اللَّيْلَة مَا قدر الله أَن لَا ينزل إِلَى الأَرْض شَيْئا مِنْهَا إِلَّا بعد فتح تِلْكَ الخزائن وَيحْتَمل أَنه فتح من خَزَائِن الْفِتَن فَوَقع بعض مَا كَانَ فِيهَا بِمَعْنى أَنه قد وجد إِلَى مَوضِع لم يصل إِلَيْهِ قبل ذَلِك قَالَ والفتن فِي هَذَا يحْتَمل أَن يُرِيد بِهِ مَا يفتن من زهرَة الدُّنْيَا وَيحْتَمل أَن يُرِيد بِهِ الْفِتَن الَّتِي حدثت من سفك الدِّمَاء وَفَسَاد أَحْوَال الْمُسلمين عَارِية يَوْم الْقِيَامَة أَي فِي الْحَشْر إِذا كسى أهل الصّلاح قَالَ بن عبد الْبر وَيحْتَمل أَن يُرِيد عَارِية من الْحَسَنَات أيقظوا صَوَاحِب الْحجر جمع حجرَة وَهِي الْبيُوت أَرَادَ أَزوَاجه أَن يوقظهن للصَّلَاة فِي تِلْكَ اللَّيْلَة رَجَاء بركتها وَلِئَلَّا يكن من الغافلين فِيهَا
[1628]
خُيَلَاء أَي كبرا
[1629]
لَا ينظر الله إِلَيْهِ أَي لَا يرحمه بطرا بِفَتْح الطَّاء أَي تكبرا وطغيانا
[1631]
أزرة الْمُؤمن قَالَ فِي النِّهَايَة بِالْكَسْرِ الْحَالة وهيئة الاتزار مَا أَسْفَل من ذَلِك مَا مَوْصُولَة وأسفل بِالنّصب خبر كَانَ محذوفة وَالْجُمْلَة صلَة وَيجوز كَون مَا شَرْطِيَّة وأسف فعل مَاض فَفِي النَّار أَي مَحَله من الرجل وَذَلِكَ خَاص بِمن قصد بِهِ الْخُيَلَاء
[1633]
لَا يَمْشين أحدكُم فِي نعل وَاحِدَة قَالَ الْبَاجِيّ لما فِي ذَلِك من الْمثلَة والمفارقة للوقار ومشابهة زِيّ الشَّيْطَان كَالْأَكْلِ بالشمال لينعلهما بِفَتْح أَوله وضمه من نعل وأنعل قَالَ بن عبد الْبر وَالضَّمِير للقدمين وَإِن لم يتَقَدَّم لَهما ذكر وَلَو أَرَادَ النَّعْلَيْنِ لقَالَ لينتعلهما أَو ليحتف مِنْهُمَا
[1634]
إِذا انتعل أحدكُم فليبدأ بِالْيَمِينِ وَإِذا نزع فليبدأ بالشمال قَالَ الْبَاجِيّ التَّيَامُن مَشْرُوع فِي ابْتِدَاء الْأَعْمَال والتياسر مَشْرُوع فِي تَركهَا ولتكن اليمني أَولهمَا تنعل وآخرهما تنْزع بِنصب الطرفي على الْخَبَر والفعلان بالفوقية والتحتية
[1636]
عَن لبستين وَعَن بيعَتَيْنِ عَن الْمُلَامسَة وَعَن الْمُنَابذَة وَعَن أَن يحتبي الرجل لف وَنشر غير مُرَتّب فِي ثوب وَاحِد لَيْسَ على فرجه مِنْهُ شَيْء لما فَهِيَ من الافضاء بِهِ إِلَى السَّمَاء وَعَن أَن يشْتَمل الرجل بِالثَّوْبِ الْوَاحِد على أحد شقيه هِيَ الصماء لِأَن يَده حِينَئِذٍ تصير دَاخل ثَوْبه فَإِن أَصَابَهُ شَيْء يُرِيد الاحتراس مِنْهُ والاتقاء بيدَيْهِ تعذر عَلَيْهِ وَإِن أخرجهَا من تَحت الثَّوْب انكشفت عَوْرَته
[1637]
حلَّة سيراء بِالْإِضَافَة وَتركهَا على الصّفة والحلة ثَوْبَان رِدَاء وَإِزَار وسيراء بِكَسْر السِّين وَفتح التَّحْتِيَّة وَرَاء ممدودة قيل الْحَرِير الصافي وَقيل نوع من البرود يخالطه حَرِير كالخيوط لَا خلاق لَهُ أَي لَا نصيب لَهُ أَخا لَهُ مُشْركًا قَالَ الْبَاجِيّ قيل كَانَ أَخَاهُ لأمه
[1639]
لَيْسَ بالطويل الْبَائِن هُوَ الَّذِي يضطرب من طوله وَلَيْسَ بالأبيض الأمهق هُوَ الَّذِي لَا يخالط بياضه حمرَة وَلَا بالآدم هُوَ فَوق الأسمر يعلوه سَواد قَلِيل وَلَا بالجعد القطط هُوَ الَّذِي لشدَّة جعودته تعقد كشعور السودَان وَلَا بالسبط هُوَ المسترسل الَّذِي لَيْسَ فِيهِ تكسر وَأقَام بِمَكَّة عشر سِنِين هُوَ قَول طَائِفَة من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَذهب آخَرُونَ إِلَى أَنه أَقَامَ بِمَكَّة ثَلَاث عشرَة سنة وَتُوفِّي وَهُوَ بن ثَلَاث وَسِتِّينَ قَالَ البُخَارِيّ وَهَذَا أصح وَلَيْسَ فِي رَأسه ولحيته عشرُون شَعْرَة بَيْضَاء أَي بل أقل وَلابْن عسد بِسَنَد صَحِيح عَن أنس مَا كَا فِي رَأسه ولحيته إِلَّا سبع عشرَة أَن ثَمَان عشرَة
[1640]
أَرَانِي بِفَتْح الْهمزَة اللَّيْلَة عِنْد الْكَعْبَة قَالَ الْبَاجِيّ يُرِيد فِي مَنَامه آدم بِالْمدِّ أَي أسمر لمة بِكَسْر اللَّام شعر الرَّأْس إِذا جَاوز شحمة الْأُذُنَيْنِ وَلم يُجَاوز الْمَنْكِبَيْنِ فَإِن جَاوز فجمة قطط بِفَتْح الْقَاف والطاء الأولى شَدِيد جعودة الشّعْر طافية بِالْيَاءِ بِلَا همز أَي بارزة من طفا الشَّيْء يطفو إِذا علا على غَيره
[1641]
عَن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عَن أَبِيه عَن أبي رهيرة قَالَ خمس من الْفطْرَة قَالَ بن عبد الْبر هَذَا الحَدِيث فِي الْمُوَطَّأ مَوْقُوف عِنْد جمَاعَة الروَاة إِلَّا أَن بشر بن شهَاب عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مَحْفُوظ مُسْند صَحِيح رَوَاهُ بن شهَاب عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَأحسن مَا قيل فِي تَفْسِير الْفطْرَة أَنَّهَا النسة الْقَدِيمَة الَّتِي اخْتَارَهَا الْأَنْبِيَاء واتفقت عَلَيْهَا الشَّرَائِع فَكَأَنَّهَا أَمر جبلي فطروا عَلَيْهَا
[1642]
عَن يحيى بن سعيد عَن سعيد بن الْمسيب أَنه قَالَ كَانَ إِبْرَاهِيم عليه السلام أول النَّاس ضيف الضَّيْف الحَدِيث وَصله بن عدي وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان من حَدِيث أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا وَأول النَّاس اختتن وَأول النَّاس قصّ شَاربه وَأول النَّاس رأى الشيب زَاد بن أبي شيبَة عَن سعيد وَأول من قصّ أظافيره وَأول من استحد وَزَاد وَكِيع عَن أبي هُرَيْرَة وَأول من تسرول وَأول من فرق وللديلمي عَن أنس مَرْفُوعا أَنه أول من خضب بِالْحِنَّاءِ والكتم وَلابْن أبي شيبَة عَن سعيد بن إِبْرَاهِيم عَن أَبِيه أَنه أول من خطب على الْمِنْبَر وَلابْن عَسَاكِر عَن جَابر أَنه أول من قَاتل فِي سَبِيل الله وَله عَن حسان بن عَطِيَّة أَنه أول من رتب الْعَسْكَر فِي الْحَرْب ميمنة وميسرة وَقَلْبًا وَلابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الرَّمْي عَن بن عَبَّاس أَنه أول من عمل القسي وَله فِي كتاب الاخوان عَن تَمِيم الدَّارِيّ مَرْفُوعا أَنه أول من عانق وَلابْن سعيد عَن الْكَلْبِيّ أَنه أول من ثرد الثَّرِيد وللديلمي عَن نبط بن شريطة مَرْفُوعا أَنه أول من اتخذ الْخبز المبلقس وَلأَحْمَد فِي الزّهْد عَن مطرف أَنه أول من راغم
[1643]
وَإِن يشْتَمل الصماء بِالْمدِّ قَالَ فِي النِّهَايَة هُوَ أَن يتجلل الرجل بِثَوْبِهِ وَلَا يرفع مِنْهُ جانبا وَإِنَّمَا قيل لَهَا صماء لِأَنَّهُ يسد على يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ المنافذ كلهَا كالصخرة الصماء الَّتِي لَيْسَ فهيا خرق وَلَا صدع وَالْفُقَهَاء يَقُولُونَ هُوَ أَن يتغطى بِثَوْب وَاحِد لَيْسَ عَلَيْهِ غَيره ثمَّ يرفعهُ من أحد جانبيه فيضعه على مَنْكِبَيْه فتنكشف عَوْرَته
[1645]
لَيْسَ الْمِسْكِين بِهَذَا الطّواف قَالَ الْبَاجِيّ لم يرد نفي ذَلِك عَنهُ وَإِنَّمَا أَرَادَ أَن غَيره أَشد حَالا مِنْهُ قَالُوا فَمَا الْمِسْكِين كَذَا ليحيى وَلغيره فَمن الْمِسْكِين
[1646]
عَن بن بجيد بِالْمُوَحَّدَةِ وَالْجِيم مصغر اسْمه عبد الرَّحْمَن عَن جدته هِيَ أم بجيد وَيُقَال اسْمهَا حَوَّاء وَلَو بظلف بِكَسْر الظَّاء وَهُوَ للبقر وَالْغنم كالحافر للْفرس وَلَو هُنَا للتقليل لِأَن ذَلِك أق مَا يُمكن أَن يُعْطي وَقَالَ محرق لِأَنَّهُ مَظَنَّة الِانْتِفَاع بِخِلَاف غَيره فقد يلقيه آخذه
[1647]
فِي معي بِكَسْر الْمِيم مَقْصُور وَاحِد الامعاء وَهِي المصارين فِي سَبْعَة أمعاء هِيَ عدَّة أمعاء الْإِنْسَان وَلَا ثامن لَهَا كَمَا بَين فِي التشريح
[1648]
ضافه ضيف قيل هُوَ ثُمَامَة بن أَثَال الْحَنَفِيّ وَقيل جَهْجَاه الْغفار حَكَاهُمَا الْبَاجِيّ
[1649]
إِنَّمَا يجرجر بِضَم أَوله وَفتح الْجِيم وَسُكُون الرَّاء ثمَّ جِيم مَكْسُورَة وَرَاء من الجرجرة وَهِي صَوت وُقُوع المَاء فِي الْجوف وَرَوَاهُ بعض الْفُقَهَاء بِفَتْح لجيم الثَّانِيَة على الْبناء للْمَفْعُول وَلَا يعرف فِي الرِّوَايَة فِي بَطْنه نَار جنهم بِالنّصب على أَنه مفعول وَالْفَاعِل ضمير الشَّارِب وبالرفع على أَنه فَاعل على أَن الناء هِيَ الَّتِي تصوت فِي الْبَطن أَو على أَنه خبر أَن وَمَا مَوْصُولَة قَالَ الْبَاجِيّ سَمَّاهُ مجرجرا للنار تَسْمِيَة الشَّيْء باسم مَا يؤل إِلَيْهِ
[1650]
عَن أبي الْمثنى الْجُهَنِيّ قَالَ بن عبد الْبر لم أَقف على اسْمه نهى عَن النفخ فِي الشَّرَاب قَالَ الْبَاجِيّ لِئَلَّا يَقع من رِيقه فِي شَيْء فيقذره وَقد بعث صلى الله عليه وسلم ليتمم مَكَارِم الْأَخْلَاق القذاة عود أَو شَيْء يَقع فِيهِ فَيَتَأَذَّى بِهِ الشَّارِب
[1655]
شيب أَي خلط الْأَيْمن فالأيمن وَعَن يَمِينه غُلَام هُوَ عبد الله بن عَبَّاس
[1656]
وَعَن يسَاره الْأَشْيَاخ سمي مِنْهُم خَالِد بن الْوَلِيد فتله أَي دَفعه
[1658]
طَعَام الْإِثْنَيْنِ كَافِي الثَّلَاثَة قيل مَعْنَاهُ إِن شبع الْأَقَل يَكْفِي قوت الْأَكْثَر وَقيل المُرَاد الحض على المكارمة والتقنع بالكفاية وَقيل مَعْنَاهُ أَن الله يضع من بركته فِيهِ الَّتِي وضع لنَبيه فيزيد حَتَّى يكفيهم قَالَ بن الْعَرَبِيّ وَهَذَا إِذا صحت نيتهم فِيهِ وَانْطَلَقت ألسنتهم بِهِ فَإِن قَالُوا لَا يكفينا قيل لَهُم الْبلَاء مُوكل بالْمَنْطق
[1659]
وأوكؤا السقاء أَي اربطوه وأكفؤا الْإِنَاء أَي اقلبوه أَو خمروا الْإِنَاء قَالَ الْبَاجِيّ يحْتَمل أَن يكون شكا من الرَّاوِي وَالْأَظْهَر أَنه لقظ النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَإِن مَعْنَاهُ أكفؤا الْإِنَاء إِن كَانَ فَارغًا أَو خمره أَي غطوه إِن كَانَ فِيهِ شَيْء وأطفؤا بِالْهَمْز الفويسقة هِيَ الْفَأْرَة تضرم بِضَم أَوله أَي توقد والضرمة بِالتَّحْرِيكِ النَّار والضرام لهيب النَّار
[1660]
أَو ليصمت بِضَم الْمِيم جائزته أَي منحته وعطيته واتحافه بِأَفْضَل مَا يقدر عَلَيْهِ أَن يثوى عِنْده بِالْمُثَلثَةِ أَن يُقيم حَتَّى يحرجه أَي يضيق عَلَيْهِ أَو يؤثمه
[1661]
يَلْهَث فتح الْهَاء ومثلثة واللهث شدَّة تَوَاتر النَّفس من تَعب أَو غَيره الثرى بِالْمُثَلثَةِ مَقْصُور التُّرَاب الندي
[1662]
الظرب بالظاء الْمُعْجَمَة بِوَزْن كتف الجبيل الصَّغِير
[1663]
عَن عَمْرو بن سعد بن معَاذ عَن جدته قَالَ بن عبد الْبر قيل إِن اسْمهَا حَوَّاء بنت يزِيد بن السكن وَقد قيل أَنَّهَا جدة بن بجيد أَيْضا يَا نسَاء الْمُؤْمِنَات من إِضَافَة الْمَوْصُوف إِلَى الصّفة بِتَأْوِيل قَالَ الْبَاجِيّ وَقد رَأَيْت من يرويهِ بِرَفْع النِّسَاء وَرفع الْمُؤْمِنَات على النَّعْت لَا تحقرن جَار لجارتها قَالَ الْبَاجِيّ يحْتَمل أَن يكون نهيا للمهدية وَإِن يكون للمهدي إِلَيْهَا قَالَ وَالْأول أظهر وَلَو كرَاع شَاة قَالَ بن عبد الْبر قَالَ صَاحب الْعين الكراع من الانس وَمن الدَّوَابّ وَسَائِر الْمَوَاشِي مَا دون الْعقب محرقا قَالَ الْبَاجِيّ الكراع مؤنث فَكَانَ حَقه محرقة إِلَّا أَن الرِّوَايَة وَردت هَكَذَا فِي الموطآت وَغَيرهَا وَحكى بن الْأَعرَابِي أَن بعض الْعَرَب يذكرهُ فَلَعَلَّ الرِّوَايَة على تِلْكَ اللُّغَة
[1664]
عَن عبد الله بن أبي بكر أَنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَاتل الله الْيَهُود الحَدِيث قَالَ بن عبد الْبر هُوَ بِسَنَد مُتَّصِل من حَدِيث عمر وَأبي هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس وَجَابِر وَغَيرهم
[1665]
بِالْمَاءِ القراح أَي الْخَالِص الَّذِي لَا يمازجه شَيْء
[1666]
مَالك أَنه بلغه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم دخل الْمَسْجِد الحَدِيث قَالَ بن عبد الْبر هَذَا يسْتَند من وُجُوه صِحَاح من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَغَيره إِلَى أبي الْهَيْثَم اسْمه مَالك بن التيهَان نكب أَي أعرض عَن ذَات الدّرّ أَي اللبي واستعذب أَي جَاءَ بِمَاء عذب لتسئلن عَن نعيم هَذَا الْيَوْم قيل سُؤال امتنان لَا سُؤال حِسَاب وَقيل سُؤال حِسَاب دون مناقشة حَكَاهَا الْبَاجِيّ
[1667]
مقفر هُوَ الَّذِي لَا أَدَم عِنْده وَمِنْه مَا أقفر بَيت فِيهِ خل أَي لَا يعدمون أدما وَيُقَال أكلت خبْزًا قفارا أَي غير مأدوم
[1668]
قفعة بقاف مَفْتُوحَة ثمَّ فَاء سَاكِنة ثمَّ عين مُهْملَة قَالَ فِي النِّهَايَة هُوَ شَيْء شَبيه بالزنبيل من الخوص لَيْسَ لَهُ عرا وَلَيْسَ بالكبير وَقيل شَيْء كالقفة تتَّخذ وَاسِعَة الْأَسْفَل ضيقَة الْأَعْلَى
[1669]
الرعام بِضَم الرَّاء وإهمال الْعين مخاط رَقِيق يجْرِي من أنوف الْغنم وأطب مراحها أَي نظفه فانها من دَوَاب الْجنَّة هَذَا لَهُ حكم الرّفْع فَإِنَّهُ لَا يُقَال إِلَّا بتوقيف وَقد أخرج الْبَزَّار من حَدِيث أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا أكْرمُوا الْمعز وامسحوا رعامها فانها من دَوَاب الْجنَّة وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ ليوشك أَن يَأْتِي على النَّاس زمَان تكون الثلَّة بِضَم الْمُثَلَّثَة وَتَشْديد اللَّام أَي الطَّائِفَة القليلة الْمِائَة وَنَحْوهَا من الْغنم أحب إِلَى صَاحبهَا من دَار مَرْوَان هَذَا أَيْضا لَا يُقَال إِلَّا بتوقيف
[1670]
عَن أبي نعيم وهب بن كيسَان قَالَ أُتِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِطَعَام الحَدِيث قَالَ بن عبد الْبر رَوَاهُ خَالِد بن مخلد عَن مَالك عَن وهب بن كيسَان عَن عمر بن أبي سَلمَة وَهُوَ حَدِيث مُسْند مُتَّصِل لِأَن وهبا سَمعه من عمر وَقد لَقِي من الصَّحَابَة من هُوَ أكبر مِنْهُ قَالَ يحيى بن معِين وهب بن كيسَان أكبر من الزُّهْرِيّ سمع من بن عمر وَابْن الزبير
[1671]
إِن كنت تبغي ضَالَّة إبِله أَي تطلب مَا ضل من إبِله وَتَهْنَأ جَرْبَاهَا أَي تطليها بالهنأ وَهُوَ القطران وتلط حَوْضهَا أَي تطينه يَوْم وردهَا أَي شربهَا غير مُضر بِنَسْل أَي بِالْوَلَدِ الرَّضِيع وَلَا نَاهِك فِي الْحَلب أَي مستأصل اللَّبن قَالَ الْبَاجِيّ والحلب بِفَتْح اللَّام وبتسكينها الْفِعْل
[167313131]
3 1 إيَّاكُمْ وَاللَّحم أَي الْإِكْثَار مِنْهُ فَإِن لَهُ ضراوة قَالَ الْبَاجِيّ يُرِيد عَادَة يَدْعُو إِلَيْهَا ويشق تَركهَا لمن ألفها زَاد فِي النِّهَايَة فَلَا يصبر عَنهُ من اعتاده يُقَال ضرى بالشَّيْء إِذا لهج بِهِ
[1674]
حمال لحم بِكَسْر الْحَاء مَا حمله الْحَامِل قرمنا بِكَسْر الرَّاء من القرم وَهُوَ شدَّة شَهْوَة اللَّحْم حَتَّى لَا يصبر عَنهُ
[1677]
فَأرْسل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رَسُولا رَوَاهُ روح بن عبَادَة عَن مَالك فَقَالَ فَأرْسل زيدا مَوْلَاهُ أَو قلادة شكّ من الرَّاوِي
[1678]
بالخرار بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الرَّاء الأولى مَوضِع قرب الْجحْفَة قَالَه فِي النِّهَايَة وَقَالَ بن عبد الْبر مَوضِع بِالْمَدِينَةِ وَقيل وَاد من أَوديتهَا
[1679]
وَلَا جلد مخبأة بِالْهَمْز وَهِي المغيبة المخدرة الَّتِي لَا تهر وَلَا تبرز للشمس فتغيرها فلبط أَي صرع وَسقط إِلَى الأَرْض إِلَّا بَركت قَالَ الْبَاجِيّ هُوَ أَن يَقُول بَارك الله فِيهِ فَإِن ذَلِك يبطل الْمَعْنى الَّذِي يخَاف من الْعين وَيذْهب تَأْثِيره وَقَالَ بن عبد الْبر يَقُول تبَارك الله أحسن الْخَالِقِينَ اللَّهُمَّ بَارك فِيهِ فَإِذا دَعَا بِالْبركَةِ صرف الْمَحْذُور لَا محَالة وداخلة إزَاره قيل المُرَاد بِهِ طرف الْإِزَار الَّذِي يَلِي جَسَد المؤتزر وَقيل مَوْضِعه من الْجَسَد وَقيل الورك وَقيل المذاكير
[1680]
عَن حميد بن قيس الْمَكِّيّ أَنه قَالَ دخل عَليّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِابْني جَعْفَر الحَدِيث هَذَا معضل وَرَوَاهُ بن وهب فِي جَامعه عَن مَالك عَن حميد بن قيس عَن عِكْرِمَة بن خَالِد بِهِ وَهُوَ مُرْسل وَورد مُتَّصِلا من حَدِيث أمهما أَسمَاء بنت عُمَيْس من وُجُوه صِحَاح ضارعين أَي ناحلين
[1682]
عَن زيد بن اسْلَمْ عَن عَطاء بن يسَار أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ إِذا مرض العَبْد الحَدِيث وَصله عباد بن كثير عَن زيد بن اسْلَمْ عَن عَطاء عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ
[1684]
يصب مِنْهُ أَي بِالْمرضِ وَالْبَلَاء وَالْفَاعِل ضمير الله وَالرِّوَايَة بِالْبِنَاءِ للْفَاعِل فِي الْأَشْهر
[1686]
امسحه بيمينك سبع مَرَّات قَالَ الْبَاجِيّ خص النَّبِي صلى الله عليه وسلم هَذَا الْعدَد فِي غير مَا مَوضِع
[1687]
إِذا اشْتَكَى أَي مرض يقْرَأ على نَفسه بالمعوذات وينفث هُوَ شَبيه البزق بِلَا ريق أَي يجمع يَدَيْهِ وَيقْرَأ فيهمَا وينفث ثمَّ يمسح بهما على مَوضِع الْأَلَم
[1689]
عَن زيد بن اسْلَمْ أَن رجلا الحَدِيث لَهُ شَوَاهِد مُسندَة فاحتقن الْجرْح الدَّم قَالَ الْبَاجِيّ أَي فاض وَخيف عَلَيْهِ مِنْهُ
[1690]
عَن يحيى بن سعيد قَالَ بَلغنِي أَن أسعد بن زُرَارَة الحَدِيث وَصله بن ماجة من حَدِيث جَابر من الذبْحَة قَالَ فِي النِّهَايَة بِفَتْح الْبَاء وَقد تسكن وجع يعرض فِي الْحلق من الدَّم وَقيل قرحَة تظهر فِيهِ فينسد مَعهَا وَيَنْقَطِع النَّفس
[1692]
أخذت المَاء فصبته بَينهَا وَبَين جيبها أَي صوفها وَهَذَا أحسن مَا يُفَسر بِهِ قَوْله فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ لِأَنَّهَا صحابية وراوية الحَدِيث ومحلها من بَيت النَّبِي صلى الله عليه وسلم الْمحل الْمَعْرُوف نبردها بِفَتْح أَوله وَسُكُون الْمُوَحدَة وَضم الرَّاء
[1693]
عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ إِن الْحمى من فيح جَهَنَّم كَذَا أرْسلهُ رُوَاة الْمُوَطَّأ إِلَّا معن بن عِيسَى فَإِنَّهُ أسْندهُ عَن عَائِشَة ثمَّ قيل هُوَ حَقِيقَة وَقيل على جِهَة التَّشْبِيه فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ بهمز وصل وَضم الرَّاء من بردت الْجَمْر أبردها بردا أس أسكنت حَرَارَتهَا وَحكي كسر الرَّاء مَعَ وصل الْهمزَة وَمَعَ قطعهَا
[1694]
مَالك أَنه بلغه عَن جَابر بن عبد الله أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ إِذا عَاد الرجل الْمَرِيض الحَدِيث وَصله قَاسم بن أصبغ من طَرِيق عبد الحميد بن جَعْفَر عَن أمه عَن عمر بن الحكم عَن جَابر
[1695]
مَالك أَنه بلغه عَن بكير بن عبد الله بن الْأَشَج عَن بن عَطِيَّة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لَا عدوى الحَدِيث قَالَ بن عبد الْبر هَكَذَا رَوَاهُ يحيى وَتَابعه قوم وَقَالَ القعْنبِي عَن بن عَطِيَّة الْأَشْجَعِيّ عَن أبي هُرَيْرَة وَتَابعه جمَاعَة مِنْهُم عبد الله بن يُوسُف وَأَبوهُ مُصعب وَيحيى بن بكير إِلَّا أَن بن بكير قَالَ عَن أبي عَطِيَّة الْأَشْجَعِيّ عَن أبي هُرَيْرَة وَابْن عَطِيَّة اسْمه عبد الله بن عَطِيَّة ويكنى أَبَا عَطِيَّة وَمعنى لَا عدوى أَي لَا يعدى شَيْء شَيْئا أَي لَا يتَحَوَّل شَيْء من الْمَرَض إِلَى غير الَّذِي هُوَ بِهِ وَلَا هام أَي لَا يتطير بِهِ كَمَا كَانَت الْعَرَب تَقول إِذا وَقعت هَامة على بَيت خرج مِنْهُ ميت وَقيل المُرَاد نفي مَا كَانَت الْعَرَب تزْعم أَنه إِذا قتل قَتِيل خرج من رَأسه طَائِر فَلَا يزَال يَقُول أسقوني حَتَّى يقتل قَاتله وَلَا صفر كَانَت الْعَرَب تزْعم أَن الصفر حَيَّة تكون فِي الْبَطن تصيب الْمَاشِيَة وَالنَّاس وَهِي عِنْدهم أعدى من الجرب فَالْحَدِيث لنفي ذَلِك أَو لنفي الْعَدْوى بِهِ قَولَانِ وَقيل المُرَاد بقوله لَا صفر الشَّهْر الْمَعْرُوف فَإِن الْعَرَب كَانَت تحرمه وتستحل الْمحرم فجَاء الْإِسْلَام برد ذَلِك وَلَا يحل الممرض أَي ذُو الْمَاشِيَة الْمَرِيضَة على المصح أَي ذِي الْمَاشِيَة الصَّحِيحَة قَالَ عِيسَى بن دِينَار مَعْنَاهُ النَّهْي أَن يَأْتِي الرجل بإبله أَو غنمه الجربة فَيحل بهَا على مَاشِيَة صَحِيحَة فيؤذى صَاحبهَا بذلك وَقَالَ يحيى بن يحيى سَمِعت أَن تَفْسِيره فِي الرجل يكون بِهِ الجذام فَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَن ينزل على الصَّحِيح يُؤْذِيه لِأَنَّهُ وَإِن كَانَ لَا يعدى فالأنفس تكرههُ وَقد نهى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن ذَلِك للأذى لَا للعدوى وَأما الصَّحِيح فَلهُ أَن ينزل محلّة الْمَرِيض إِن صَبر على ذَلِك واحتملته نَفسه
[1696]
أَمر بإحفاء الشَّوَارِب مِنْهُم من فسره بالاستئصال وَمِنْهُم من فسره بِإِزَالَة مَا طَال على الشفتين وعَلى الأول اقْتصر صَاحب النِّهَايَة فَقَالَ هُوَ الْمُبَالغَة فِي قصها لِأَنَّهُ أوفق للغة وَيُؤَيِّدهُ أَن بن عمر رَاوِي الحَدِيث كَانَ يحفى شَاربه كَأَخِي الْحلق رَوَاهُ بن سعد فِي الطَّبَقَات وَهُوَ أعلم بالمراد مَعَ مَا ورد أَنه كَانَ أَشد النَّاس اتبَاعا للسنن وإعفاء اللحى قَالَ أَبُو عُبَيْدَة مَعْنَاهَا وفروها لتكثر وَقَالَ الْبَاجِيّ يحْتَمل عِنْدِي أَن يُرِيد إعفاءها من الاحفاء لِأَن كثرتها أَيْضا لَيْسَ بمأمور بِتَرْكِهِ قَالَ وَقد رُوِيَ عَن بن عمر وَأبي هُرَيْرَة أَنَّهُمَا كَانَا يأخذان من اللِّحْيَة مَا فضل عَن القبضة وَسُئِلَ مَالك عَن اللِّحْيَة إِذا طَالَتْ جدا قَالَ أرى أَن يُؤْخَذ مِنْهَا ويقص
[1697]
قصَّة بِضَم الْقَاف الْخصْلَة من الشّعْر تزيدها الْمَرْأَة فِي شعرهَا لتوهم كثرته حرسي وَاحِد الحرس وهم خدم الْأَمِير الَّذين يحرسونه
[1698]
عَن زِيَاد بن سعد عَن بن شهَاب أَنه سَمعه يَقُول سدل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ناصيته مَا شَاءَ الله ثمَّ فرق بعد ذَلِك قَالَ بن عبد الْبر هَكَذَا رَوَاهُ الروَاة عَن مَالك مُرْسلا إِلَّا حَمَّاد بن خَالِد الْخياط عَن مَالك فَإِنَّهُ أسْندهُ عَن أنس والْحَدِيث مَحْفُوظ من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن سعد عَن بن شهَاب عَن عبيد الله بن عبد الله عَن بن عَبَّاس والسدل الْإِرْسَال وَالْفرق قسْمَة شهر الرَّأْس فِي المفرق
[1700]
عَن صَفْوَان بن سليم أَنه بلغه أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ أَنا وكافل الْيَتِيم الحَدِيث وَصله قَاسم بن أصبغ من طَرِيق سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن صَفْوَان بن سليم عَن أنيسَة عَن أم سعيد بنت مرّة الْبَهْزِي عَن أَبِيهَا بِهِ
[1701]
عَن يحيى بن سعيد أَن أَبَا قَتَادَة الْأنْصَارِيّ هُوَ مُنْقَطع وَقد أخرجه الْبَزَّار من طَرِيق عمر بن عَليّ الْمقدمِي عَن يحيى بن سعيد عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر جمة بِضَم الْجِيم شعر الرَّأْس إِذا بلغ الْمَنْكِبَيْنِ
[1702]
ثَائِر الرَّأْس أَي شعث الشّعْر كَأَنَّهُ شَيْطَان أَي فِي قبح المنظر
[1704]
عَن يحيى بن سعيد قَالَ بَلغنِي أَن خَالِد بن الْوَلِيد الحَدِيث أخرجه بن عبد الْبر من طَرِيق سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أَيُّوب انب مُوسَى عَن مُحَمَّد بن يحيى بن حبَان أَن خَالِد بن الْوَلِيد فَذكره وَهُوَ مُرْسل وَمن طَرِيق بن إِسْحَاق عَن عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده مُسْندًا لَكِن قَالَ كَانَ الْوَلِيد بن الْوَلِيد وَهُوَ أَخُو خَالِد بن الْوَلِيد التَّامَّة أَي الفاضلة الَّتِي لَا يدخلهَا نقص من همزات الشَّيَاطِين أَي أَن تصيبني وَإِن يحْضرُون أَي أَن يصيبوني بِسوء أَو يَكُونُوا معي فِي مَكَان
[1705]
عَن يحيى بن سعيد أَنه قَالَ أسرِي برَسُول الله صلى الله عليه وسلم الحَدِيث وَصله النَّسَائِيّ من طَرِيق مُحَمَّد بن جَعْفَر عَن يحيى بن سعيد عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن سعد بن زُرَارَة عَن عَيَّاش السّلمِيّ عَن بن مَسْعُود قَالَ حَمْزَة الْكِنَانِي الْحَافِظ هَذَا لَيْسَ بِمَحْفُوظ وَالصَّوَاب مُرْسل قلت وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات من طَرِيق دَاوُد بن عبد الرَّحْمَن الْعَطَّار عَن يحيى بن سعيد قَالَ سَمِعت رجلا من أهل الشَّام يُقَال لَهُ الْعَبَّاس يحدث عَن بن مَسْعُود قَالَ لما كَانَ لَيْلَة الْجِنّ أقبل عفريت فِي يَده شعلة فَذكره أعوذ بِوَجْه الله الْكَرِيم قَالَ الْبَاجِيّ قَالَ القَاضِي أَبُو بكر هُوَ صفة من صِفَات الْبَارِي أَمر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَن يتَعَوَّذ بهَا وَقَالَ أَبُو الْحسن المحاري مَعْنَاهُ أعوذ بِاللَّه اللَّاتِي لَا يجاوزهن بر وَلَا فَاجر أَي لَا يَنْتَهِي علم أحد إِلَى مَا يزِيد عَلَيْهَا وَالْبر من كَانَ ذَا بر من الانس وَغَيرهم والفاجر من كَانَ ذَا فجور من شَرّ مَا ينزل من السَّمَاء أَي من الْعُقُوبَات وَشر مَا يعرج فِيهَا أَي مِمَّا يُوجب الْعقُوبَة وَشر مَا ذَرأ فِي الأَرْض أَي مَا خلقه على ظهرهَا وَشر مَا يخرج مِنْهَا أَي مِمَّا خلقه فِي بَاطِنهَا وَمن فتن اللَّيْل وَالنَّهَار هُوَ من الْإِضَافَة إِلَى الطّرف وَمن طوارق اللَّيْل الطارق مَا جَاءَك لَيْلًا وإطلاقه على الْآتِي بِالنَّهَارِ على سَبِيل الِاتِّبَاع
[1709]
عَن حَفْص بن عَاصِم عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَو عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ بن عبد الْبر كَذَا رَوَاهُ رُوَاة الْمُوَطَّأ على الشَّك إِلَّا مصعبا الزبيرِي وَأَبا قُرَّة مُوسَى بن طَارق فَإِنَّهُمَا قَالَا عَن أبي سعيد وَأبي هُرَيْرَة بِالْوَاو وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو معَاذ الْبَلْخِي عَن مَالك وَرَوَاهُ زَكَرِيَّا بن يحيى الْوَقَّاد عَن عبد الله بن وهب وَعبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم ويوسف بن عمر بن يزِيد كلهم عَن مَالك عَن خبيب عَن حَفْص عَن أبي سعيد وَحده لم يذكر أَبَا هُرَيْرَة لَا على الْجمع وَلَا على الشَّك وَرَوَاهُ عبيد الله بن عمر بن حَفْص بن عَاصِم عَن خَاله خبيب عَن جده حَفْص بن عَاصِم عَن أبي هُرَيْرَة وَحده سَبْعَة يظلهم الله فِي ظله قَالَ بن عبد الْبر هَذَا أحسن حَدِيث يرْوى فِي فَضَائِل الْأَعْمَال وأعمها وأصحها قَالَ والظل فِي هَذَا الحَدِيث يُرَاد بِهِ الرَّحْمَة وَقَالَ القَاضِي عِيَاض إِضَافَة الظل إِلَى الله إِضَافَة ملك وَقَالَ غَيره إِضَافَة تشريف وَقَالَ عِيسَى بن دِينَار المُرَاد بظله كرامته وحمايته وَقَالَ آخَرُونَ المُرَاد ظلّ عَرْشه للتصريح بِهِ فِي كثير من الْأَحَادِيث وَلِأَن المُرَاد وُقُوع ذَلِك فِي الْموقف وَبِه جزم الْقُرْطُبِيّ وَرجحه بن حجر ووهي قَول من قَالَ المُرَاد ظلّ طوبي أَو ظلّ الْجنَّة لِأَن ظلهما إِنَّمَا يحصل بعد الِاسْتِقْرَار فِي الْجنَّة ثمَّ إِنَّه مُشْتَرك لجَمِيع من يدخلهَا والسياق بدل على امتياز أَصْحَاب الْخِصَال الْمَذْكُورَة قَالَ فرجح أَن المُرَاد ظلّ الْعَرْش وَقد نظم السَّبْعَة الْمَذْكُورَة الامام أَبُو شامة فَقَالَ وَقَالَ النَّبِي الْمُصْطَفى ان سَبْعَة يظلهم اله الْعَظِيم بظله محب عفيف نَاشِئ متصدق وَبَاكٍ مصل والأمام بعدله قَالَ الْحَافِظ بن حجر وَقد وَقع فِي صَحِيح مُسلم من حَدِيث أبي الْيُسْر مَرْفُوعا من أنظر مُعسرا أَو وضع لَهُ أظلهُ الله فِي ظله يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظله وَهَاتَانِ الخصلتان غير السعَة الْمَذْكُورَة فَدلَّ على أَن الْعدَد الْمَذْكُور لَا مَفْهُوم لَهُ قَالَ وَقد ألقيت هَذِه المسئلة على الْعَالم شمس الدّين الْهَرَوِيّ لما قدم الْقَاهِرَة وَادّعى أَنه يحفظ صَحِيح مُسلم فَسَأَلته بِحَضْرَة الْملك الْمُؤَيد عَن هَذَا فَمَا استحضر مِنْهُ شَيْئا قَالَ ثمَّ تتبعت بعد ذَلِك الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي مثل ذَلِك فزادت على عشر خِصَال قَالَ وَقد انتقيت مِنْهَا سَبْعَة وَردت بأسانيد جِيَاد ونظمتها فِي بَيْتَيْنِ مذيلا على بَيْتِي أبي شامة وهما وزد سَبْعَة أظلال غاز وعونه وانظار ذِي عسر وَتَخْفِيف حمله وحامي غزَاة حِين ولوا وَعون ذِي غَرَامَة حق مَعَ مكَاتب أَهله قَالَ ثمَّ تتبعت فَجمعت سَبْعَة أُخْرَى ثمَّ سَبْعَة أُخْرَى وَلَكِن أحاديثها ضَعِيفَة ونظمت ذَلِك فَقلت وزد مَعَ ضعف سبعتين إِعَانَة لَا خرق مَعَ أَخذ لحق وبذله وَكره وضوء ثمَّ مَشى لمَسْجِد وتحسين خلق ثمَّ مطعم فَضله وكافل ذِي يتم وأرملة ورأفة وتاجر صدق فِي الْمقَال وَفعله وحزن وتصبير ونصح ورأفة تربع بهَا السبعات من فيض فَضله اه قلت وَقد تتبعت فوجت سَبْعَة ثمَّ سَبْعَة ثمَّ سَبْعَة وَقد نظمتها فَقلت وزد مَعَ ضعف من يضيف وعونه لَا يتامها ثمَّ الْقَرِيب بوصله وَعلم بِأَن الله مَعَه وحبه لَا جَلَاله والجوع من أهل حبله وزهد وتفريح وغض وَقُوَّة صَلَاة على الْهَادِي وإحياء فعله وَترك الرِّبَا مَعَ رشوة الحكم وَالزِّنَا وطفل وراعي الشَّمْس ذكرا وظله وَصَوْم وتشييع لمَيت عبَادَة فسبع بهَا السبعات يازين أَصله ثمَّ تتبعت فَوجدت سَبْعَة ثمَّ سَبْعَة وَقد نظمتها فَقلت وزد سبعتين الْحبّ لله بَالغا وتطهير قلب والغضوب لأَجله وَحب عَليّ ثمَّ ذكر إنابة وَأمر وَنهي وَالدُّعَاء لسبله وَمن أول الانعام يقرا غداته ومستغفر الاسحار يَا طيب فعله وبر وَترك النم والحسد الَّذِي يشين الْفَتى فاشكر لجامع شَمله ثمَّ تتبعت فَوجدت سَبْعَة أُخْرَى تَتِمَّة سبعين وَقد نظمتها فَقلت وزد سَبْعَة قَاضِي حوائج خلقه وَعبد تَقِيّ والشهيد بقتْله وَأم وَتَعْلِيم أَذَان وهجرة فتمت لَهُم السبعون من فيض فَضله وَقد جمعت الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي هَذِه الْخِصَال بأسانيدها فِي كتاب يُسمى تمهيد الْفرش فِي الْخِصَال المؤدية لظل الْعَرْش ثمَّ لخصته فِي مُخْتَصر سيمى بزوغ الْهلَال فِي الْخِصَال الْمُوجبَة للظلال
[1710]
ثمَّ يوضع لَهُ الْقبُول فِي الأَرْض أَي الْمحبَّة فِي النَّاس
[1711]
براق الثنايا أَي أَبيض الشفر حسنه وَقيل مَعْنَاهُ كثير التبسم فَقيل هَذَا معَاذ بن جبل قَالَ الْبَاجِيّ قَالَ أَحْمد بن خَالِد وهم أَبُو حَازِم فِي هَذَا القَوْل وَإِنَّمَا هُوَ عبَادَة بن الصَّامِت فقد رَوَاهُ شبعة عَن يعلى بن عَطاء عَن الْوَلِيد بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ قَالَ لقِيت عبَادَة بن الصَّامِت فَذكر الحَدِيث وَقَالَ بن عبد الْبر زعم قوم أَن هَذَا الحَدِيث خطأ وَإِن مَالِكًا وهم فِيهِ وَأسْقط من إِسْنَاده أَبَا مُسلم الْخَولَانِيّ وَزَعَمُوا أَن أَبَا إِدْرِيس رَوَاهُ عَن أبي مُسلم عَن معَاذ وَقَالَ آخَرُونَ وهم فِيهِ أَبُو حَازِم قَالَ وَهَذَا كُله تخرص وَقد رُوِيَ عَن أبي إِدْرِيس من وُجُوه شَتَّى غير طَرِيق أبي حَازِم أَنه لَقِي معَاذًا وَسمع مِنْهُ فَلَا شَيْء فِي هَذَا على مَالك وَلَا على أبي حَازِم والمتباذلين فِي فِي الْبَاجِيّ أَي الَّذين يبذلون أنفسهم فِي مرضاته من الْإِنْفَاق على جِهَاد عدوه وَغير ذَلِك مِمَّا أمروا بِهِ
[1712]
الْقَصْد قَالَ الْبَاجِيّ يُرِيد الاقتصاد فِي الْأُمُور وَترك الغلو والسرف والتؤدة أَي الرِّفْق والتأني وَحسن السمت أَي الطَّرِيقَة والزي جُزْء من خَمْسَة وَعشْرين جزأ من النُّبُوَّة قَالَ الْبَاجِيّ يُرِيد ان هَذِه من أَخْلَاق الْأَنْبِيَاء وصفاتهم الَّتِي طبعوا عَلَيْهَا وَأمرُوا بهَا وَجعلُوا على التزامها قَالَ ونعتقد هَذِه التجزئة وَلَا نَدْرِي وَجههَا
[1713]
الرُّؤْيَا الْحَسَنَة أَي الصادقة أَو المبشرة احْتِمَالَانِ ذكرهمَا الْبَاجِيّ جُزْء من سِتَّة وَأَرْبَعين جزأ من النُّبُوَّة وَجه بِأَنَّهُ نوع من الانباء بِمَا يكون فِي الْمُسْتَقْبل على وَجه يَصح وَيكون من عِنْد الله وَذَلِكَ مِمَّا أكْرم بِهِ الْأَنْبِيَاء وَأما معنى هَذِه التجزئة فمما لَا نطلع عَلَيْهِ
[1714]
عَن زفر بن صعصعة عَن أَبِيه قَالَ بن عبد الْبر لَا أعلم لزفَر وَلَا لِأَبِيهِ غير هَذَا الحَدِيث وهما مدنيان وَفِي رِوَايَة معن عَن زفر عَن أبي هُرَيْرَة بِإِسْقَاط أَبِيه وَالصَّوَاب إثْبَاته
[1716]
والحلم بِضَم الْحَاء وَسُكُون اللَّام هِيَ الرُّؤْيَا المفظعة
[1724]
فُرْجَة بِضَم الْفَاء وَفتحهَا فِي الْحلقَة بِسُكُون اللَّام فأوى إِلَى الله بِالْقصرِ فآواه الله أَي جازاه بِأَن ضمه إِلَى رَحمته ورضوانه فاستحى قَالَ القَاضِي عِيَاض أَي ترك الْمُزَاحمَة حَيَاء من النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَمن الْحَاضِرين وَقَالَ بن حجر اسْتَحى من الذّهاب عَن الْمجْلس كَمَا فعل رَفِيقه الثَّالِث فاستحى الله مِنْهُ أَي رَحمَه وَلم يُعَاقِبهُ فَأَعْرض الله عَنهُ أَي سخط عَلَيْهِ وَإِطْلَاق الاستحياء والاعراض على الله من بَاب المشاكلة
[1727]
والغاديات والرائحات قَالَ عِيسَى بن دِينَار مَعْنَاهُ الَّتِي تَغْدُو وَتَروح وَقَالَ الْبَاجِيّ يحْتَمل عِنْدِي أَن يُرِيد بِهِ الْمَلَائِكَة الْحفظَة الغادية الرَّائِحَة لتكتب أَعمال بني آدم
[1729]
عَن صَفْوَان بن سليم عَن عَطاء بن يسَار أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم سَأَلَهُ رجل الحَدِيث قَالَ بن عبد الْبر هُوَ مُرْسل صَحِيح وَلَا أعلمهُ يسْتَند من وَجه صَحِيح وَلَا صَالح
[1730]
مَالك عَن الثِّقَة عِنْده عَن بكير قَالَ بن عبد الْبر يُقَال إِن الثِّقَة هُنَا مخرمَة بن بكير وَقد رَوَاهُ بن وهب عَن عَمْرو بن الْحَارِث عَن بكير
[1731]
عَن ربيعَة بن أبي عبد الرَّحْمَن عَن غير وَاحِد من عُلَمَائهمْ أَن أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ الحَدِيث وَصله أَحْمد من طَرِيق شُعْبَة عَن أبي سَلمَة عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ وَمن طَرِيق بن جريج عَن عَطاء عَن عبيد الله بن عمر أَن أَبَا مُوسَى اسْتَأْذن على عمر فَذكره
[1732]
فشمته قَالَ بن عبد الْبر يُقَال شمت بِالْمُعْجَمَةِ وسمت بِالْمُهْمَلَةِ لُغَتَانِ معروفتان وَرُوِيَ عَن ثَعْلَب أَنه سُئِلَ عَن مَعْنَاهَا فَقَالَ أما الشتميت فَمَعْنَاه أبعد الله عَنْك الشماتة وجنبك مَا يشمت بِهِ عَلَيْك وَأما التسميت فَمَعْنَاه جعلك الله على سمت حسن مضنوك أَي مزكوم والضناك بِالضَّمِّ الزُّكَام يُقَال أضنكه الله وأزكمه قَالَ فِي النِّهَايَة وَالْقِيَاس أَن يُقَال فَهُوَ مضنك ومزكم وَلكنه جَاءَ على ضنك وزكم
[1734]
فَقَالَ لنا أَبُو سعيد أخبرنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَن الْمَلَائِكَة لَا تدخل بَيْتا فِيهِ تماثيل قَالَ بن عبد الْبر هَذَا أصح حَدِيث فِي هَذَا الْبَاب وَأحسنه إِسْنَادًا قَالَ ثمَّ قيل هُوَ على الْعُمُوم فِي كل ملك وَقيل المُرَاد مَلَائِكَة الْوَحْي
[1735]
نمطا ضرب من الْبسط لَهُ خمل رَقِيق رقما هُوَ النقش والوشي وَالْأَصْل فِيهِ الْكِتَابَة
[1736]
نمرقة بِضَم النُّون وَالرَّاء وبكسرهما الوسادة الْكَرَاهِيَة بتَخْفِيف الْيَاء أحيوا بِقطع الْهمزَة
[1739]
عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي صعصعة عَن سُلَيْمَان بن يسَار أَنه قَالَ دخل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الحَدِيث قَالَ بن عبد الْبر رَوَاهُ بكير بن الْأَشَج عَن سُلَيْمَان بن يسَار عَن مَيْمُونَة ضباب جمع ضَب فَقَالَ إِنِّي تحضرني من الله حَاضِرَة قَالَ بن عبد الْبر مَعْنَاهُ إِن صحت هَذِه اللَّفْظَة لِأَنَّهَا لَا تُوجد فِي غير هَذَا الحَدِيث مَا ظهر فِي حَدِيث بن عَبَّاس وخَالِد بن الْوَلِيد عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ فِيهِ لم يكن بِأَرْض قومِي فأجدني أعافه وَقَالَ بن الْعَرَبِيّ يحْتَمل أَن يكون مَعَ الضباب وَالْبيض رَائِحَة متكرهة فَيكون من بَاب أكل البصل والثوم واما أَن يُرِيد أَن الْملك ينزل عَلَيْهِ بِالْوَحْي وَلَا يصلح لمن كَانَ فِي هَذِه الْمرتبَة ارْتِكَاب المشتبهات عَن عبد الله بن عَبَّاس عَن خَالِد بن الْوَلِيد قَالَ بن عبد الْبر هَكَذَا قَالَ يحيى وَجَمَاعَة وَقَالَ بن بكير عَن بن عَبَّاس وخَالِد بن الْوَلِيد انهما دخلا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بَيت مَيْمُونَة
[1738]
فَأتى بضب محنوذ بحاء مُهْملَة وَنون وذال مُعْجمَة أَي مشوي فِي الأَرْض فَأَهوى إِلَيْهِ أَي مد يَده إِلَيْهِ
[1739]
عَن عبد الله بن دِينَار عَن عبد الله بن عمر أَن رجلا قَالَ يَا رَسُول الله مَا ترى فِي الضَّب رَوَاهُ بن بكير عَن مَالك عَن نَافِع قَالَ بن عبد الْبر وَهُوَ صَحِيح مَحْفُوظ عَنْهُمَا جَمِيعًا
[1740]
من اقتنى كَلْبا أَي اتَّخذهُ عَنهُ زرعا وَلَا ضرعا يُرِيد يحفظه لَهُ نقص من عمله كل يَوْم قراط قَالَ الْبَاجِيّ أَي من أجر عمله والقيراط قدر مَالا يُعلمهُ إِلَّا الله
[1741]
عَن نَافِع زَاد القعْنبِي وَابْن وهب وَعبد الله بن دِينَار من اقتنى إِلَّا كَلْبا كَذَا ليحيى وَقَالَ غَيره من اقتنى كَلْبا إِلَّا كَلْبا ضاريا قَالَ الْبَاجِيّ يحْتَمل أَن يُرِيد الْكَلْب الْمعلم للصَّيْد قَالَ بن عبد الْبر ذكر بن سَعْدَان عَن الْأَصْمَعِي قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَر الْمَنْصُور لعَمْرو بن عبيد مَا بلغك فِي الْكَلْب قَالَ بَلغنِي أَنه من اتنى كَلْبا لغير زرع وَلَا حراسة نقص من أجره كل يَوْم قِيرَاط قَالَ وَلم ذَلِك قَالَ هَكَذَا جَاءَ الحَدِيث قَالَ خُذْهَا بِحَقِّهَا إِنَّمَا ذَلِك لِأَنَّهُ ينبح الضَّيْف ويروع السَّائِل
[1743]
رَأس الْكفْر أَي معظمه وشدته نَحْو الْمشرق قَالَ الْبَاجِيّ يحْتَمل أَن يُرِيد فَارس وَإِن يُرِيد أهل نجد الْفَدادِين بِالتَّشْدِيدِ الَّذين تعلو أَصْوَاتهم فِي حروثهم ومواشيهم وَقيل هم المكثرون من الْإِبِل
[1744]
يُوشك بِكَسْر الْمُعْجَمَة أَي يقرب خير بِالنّصب على الخبرية وغنم الِاسْم يتبع بتَشْديد التَّاء شعب الْجبَال قَالَ بن عبد الْبر هَكَذَا وَقع فِي هَذِه الرِّوَايَة بِالْبَاء وَهُوَ عِنْدهم غلط وَإِنَّمَا يرويهِ النَّاس شعف بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَالْعين الْمُهْملَة وَفَاء جمع شعفة كأكم وأكمة وَهِي رُؤُوس الْجبَال ومواقع الْقطر بِالنّصب عطفا على شعب أَي بطُون الأودية
[1745]
مشْربَته بِضَم الرَّاء وَفتحهَا الغرفة
[1746]
مَالك أَنه بلغه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ مَا من نَبِي إِلَّا قد رعى الْغنم الحَدِيث ورد مَوْصُولا من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَأبي هُرَيْرَة وَجَابِر بن عبد الله قَالَ بَعضهم رِعَايَة الْأَنْبِيَاء الْغنم إِنَّمَا كَانَت على سَبِيل التَّعْلِيم والتدريب فِي رِعَايَة أمتهم وَقَالَ الْبَاجِيّ يحْتَمل أَن يكون ذَلِك لما أخذُوا بحظ من التَّوَاضُع
[1750]
الشؤم فِي الدَّار وَالْمَرْأَة وَالْفرس قيل هَذَا إِخْبَار عَمَّا كَانَ النَّاس يعتقدونه وَقيل هُوَ على ظَاهره وَلَا يمْتَنع أَن يجْرِي الله الْعَادة بذلك فِي هَؤُلَاءِ كَمَا أجْرى الْعَادة بِأَن من شرب السم مَاتَ وَمن قطع رَأسه مَاتَ
[1751]
عَن يحيى بن سعيد أَنه قَالَ جَاءَت امْرَأَة الحَدِيث قَالَ بن عبد الْبر هَذَا حَدِيث مَحْفُوظ من وُجُوه من حَدِيث أنس وَغَيره دَعُوهَا ذميمة قَالَ بن عبد الْبر أَي مذمومة يَقُول دَعُوهَا وَأَنْتُم لَهَا ذامون وكارهون لما وَقع فِي نفوسكم من شؤمها قَالَ وَعِنْدِي انه إِنَّمَا قَالَه لما خشِي عَلَيْهِم الْتِزَام الطَّيرَة
[1752]
عَن يحيى بن سعيد أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ للقحة تحلب الحَدِيث قَالَ بن عبد الْبر لَيْسَ هَذَا من بَاب الطَّيرَة لِأَنَّهُ محَال أَن ينْهَى عَن شَيْء ويفعله وَإِنَّمَا هُوَ من بَاب طلب الفال الْحسن وَقد كَانَ أخْبرهُم عَن شَرّ الْأَسْمَاء أَنه حَرْب وَمرَّة فأكد ذَلِك حَتَّى لَا يتسمى بهَا أحد ثمَّ أسْند الحَدِيث من طَرِيق بن وهب عَن بن لَهِيعَة عَن الْحَارِث بن يزِيد عَن عبد الرَّحْمَن بن جُبَير عَن يعِيش القفاري قَالَ دَعَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَوْمًا بِنَاقَة فَقَالَ من حلبها فَقَامَ رجل فَقَالَ مَا اسْمك قَالَ يعِيش قَالَ احلبها
[1753]
قَالَ عمر أدْرك أهلك فقد احترقوا فَكَانَ كَمَا قَالَ قَالَ الْبَاجِيّ قد كَانَت هَذِه حَال هَذَا الرجل قبل ذَلِك فَمَا احْتَرَقَ أَهله وَلكنه شَيْء يلقيه الله فِي قلب المتفائل عِنْد سَماع الفال وَيُلْقِيه الله على لِسَانه فيوافق مَا قدره الله
[1754]
أَبُو طيبَة اسْمه نَافِع وَقيل دِينَار وَقيل ميسرَة مولى مجمعة
[1755]
مَالك أَنه بلغه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ إِن كَانَ دَوَاء يبلغ الدَّاء فَإِن الْحجامَة تبلغه قَالَ بن عبد الْبر هَذَا يحفظ مَعْنَاهُ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَأنس وَسمرَة بن جُنْدُب
[175616161]
6 1 ناضحك هُوَ الْجمل الَّذِي يَسْتَقِي المَاء
[1757]
قرن الشَّيْطَان أَي حزبه وَأهل وقته وزمانه وأعوانه
[1758]
الدَّاء العضال هُوَ الَّذِي يعيي الْأَطِبَّاء أمره
[1759]
نهى عَن قتل الْحَيَّات الَّتِي فِي الْبيُوت قيل هُوَ على عُمُومه وَقيل خَاص بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة
[1760]
الْجنان هِيَ الْحَيَّات الَّتِي تكون فِي الْبيُوت وَاحِدهَا جَان إِلَّا ذَا الطفيتين هُوَ مَا كَانَ على ظَهره خطان مثل الطفيتين وهم الخوصتان والأبتر قَالَ النَّضر بن شُمَيْل هُوَ صنف أَزْرَق مَقْطُوع الذَّنب لَا ينظر إِلَى حَامِل إِلَّا أَلْقَت مَا فِي بَطنهَا وَإِنَّمَا استثنا لِأَن مؤمني الْجِنّ لَا يتصورون فِي صورهما لاذايتهما بِنَفس رُؤْيَتهمَا وَإِنَّمَا يتَصَوَّر مؤمنو الْجِنّ بِصُورَة من لَا تضر رُؤْيَته
[1761]
فاذنوه يفسره مَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَحسنه من حَدِيث أبي ليلى قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا ظَهرت الْحَيَّة فِي الْمسكن فَقولُوا لَهَا إِنَّا نَسْأَلك بِعَهْد نوح وبعهد سُلَيْمَان بن دَاوُد إِلَّا تؤذينا فَإِن عَادَتْ فاقتلوها وَلأبي دَاوُد من حَدِيثه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَن حيات الْبيُوت فَقَالَ إِذا رَأَيْتُمْ مِنْهُنَّ شَيْئا فِي مَسَاكِنكُمْ فَقولُوا أنْشدكُمْ الْعَهْد الَّذِي أَخذ عَلَيْكُم نوح أنْشدكُمْ الْعَهْد الَّذِي أَخذ عَلَيْكُم سُلَيْمَان أَلا تؤذونا فَإِن عدن فاقتلوهن
[1762]
مَالك أَنه بلغه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذا وضع رجله فِي الغرز الحَدِيث قَالَ بن عبد الْبر هَذَا يسْتَند من وُجُوه صِحَاح من حَدِيث عبد الله بن سرجس وَابْن عمر وَأبي هُرَيْرَة وَغَيرهم اللَّهُمَّ أَنْت الصاحب فِي السّفر والخليفة فِي الْأَهْل قَالَ الْبَاجِيّ يَعْنِي أَنه لَا يَخْلُو مَكَان من أمره وَحكمه فيصحب الْمُسَافِر فِي سَفَره بِأَن يُسلمهُ وَيَرْزقهُ ويعينه ويوفقه ويخلفه فِي أَهله بِأَن يرزقهم ويعصمهم فَلَا حكم لأحد فِي الأَرْض وَلَا فِي السَّمَاء غَيره ازو لنا الأَرْض أَي اطو لنا الطَّرِيق وقربه وسهله من وعثاء السّفر بِالْمُثَلثَةِ وَهِي شدته وخشونته وَمن كآبة المنقلب أَي حزنه وَذَلِكَ أَن ينْقل بِالرجلِ وينصرف من سَفَره إِلَى أَمر يحزنهُ ويكتئب مِنْهُ وَمن سوء المنظر فِي المَال والأهل وَهُوَ كل مَا يسوء النّظر إِلَيْهِ وسماعه فيهمَا
[1763]
عَن الثِّقَة عِنْده عَن يَعْقُوب بن عبد الله بن الْأَشَج رَوَاهُ مُسلم من طَرِيق اللَّيْث عَن يزِيد بن أبي حبيب عَن الْحَارِث بن يَعْقُوب عَن يَعْقُوب وَمن طَرِيق بن وهب عَن عَمْرو بن الْحَارِث بن يَعْقُوب عَن أَبِيه عَن جده
[1764]
الرَّاكِب شَيْطَان والراكبان شيطانان عَن مَالك إِن ذَلِك فِي سفر الْقصر فَأَما مَا قصر عَن ذَلِك فَلَا بَأْس أَن ينْفَرد الْوَاحِد فِيهِ وَقَالَ بن عبد الْبر قد كَانَ مُجَاهِد يُنكر هَذَا الحَدِيث مَرْفُوعا ويجعله قَول عمر وَلَا وَجه لَهُ لِأَن الثِّقَات نقلوه مَرْفُوعا ثمَّ أخرج من سُفْيَان عَن بن أبي نجيح عَن مُجَاهِد أَنه قيل ان النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ الْوَاحِد فِي السّفر شَيْطَان والاثنان شيطانان قَالَ لَا لم يقلهُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قد بعث النَّبِي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مَسْعُود وخباب بن الْأَرَت سَرِيَّة وَبعث دحْيَة سَرِيَّة وَحده وَلَكِن قَالَه عمر محتاطا للْمُسلمين
[1765]
عَن عبد الرَّحْمَن بن حَرْمَلَة عَن سعيد بن الْمسيب أَنه كَانَ يَقُول قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الشَّيْطَان يهم بِالْوَاحِدِ الحَدِيث وَصله قَاسم بن أصبغ من طَرِيق عبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَاد عَن عبد الرَّحْمَن بن حَرْمَلَة عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ الْبَاجِيّ يحْتَمل أَن يُرِيد أَنه يهم باغتياله والتسلط لعيه أَو أَنه يهم بغيه وَصَرفه عَن الْحق وإغرائه بِالْبَاطِلِ
[1767]
عَن أبي عبيد مولى سُلَيْمَان بن عبد الْملك اسْمه حَيّ وَقيل حييّ ثِقَة كَانَ حاجبا لمَوْلَاهُ أَمِير الْمُؤمنِينَ عَن خَالِد بن معدان بِرَفْعِهِ قَالَ إِن الله تبارك وتعالى رَفِيق الحَدِيث قَالَ بن عبد الْبر هَذَا الحَدِيث مُسْند من وُجُوه كَثِيرَة وَهِي أَحَادِيث شَتَّى مَحْفُوظَة يحب الرِّفْق قَالَ الْبَاجِيّ يُرِيد فِيمَا يحاوله الْإِنْسَان من أَمر دينه ودنياه الْعَجم جمع عجماء وَهِي الْبَهِيمَة سميت بذلك لأَنا لَا تَتَكَلَّم فانجوا عَلَيْهَا بنقيها أَي أَسْلمُوا عَلَيْهَا بِأَن تسرعوا السّير مَا دَامَت بنقيها وَهُوَ بِكَسْر النُّون وَسُكُون الْقَاف الشَّحْم فانكم إِن أبطأتم عَلَيْهَا فِي أَرض الجدب ضعفت وهزلت
[1768]
عَن سمي قَالَ بن عبد الْبر هَذَا حَدِيث انْفَرد بِهِ مَالك عَن سمي لَا يَصح لغيره عَنهُ وَانْفَرَدَ بِهِ سمي أَيْضا فَلَا يحفظ عَن غَيره السّفر قِطْعَة من الْعَذَاب لما فِيهِ من المشاق والاتعاب وعد الْمُعْتَاد من النّوم وَالطَّعَام وَالشرَاب ومفارقة الأحباب نهمته قَالَ فِي النِّهَايَة النهمة بُلُوغ الهمة فِي الشَّيْء
[1769]
مَالك أَنه بلغه أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم للمملوك طَعَامه وَكسوته الحَدِيث وَصله مُسلم من طَرِيق بن وهب عَن عَمْرو بن الْحَارِث عَن بكير بن الْأَشَج عَن عجلَان عَن أبي هُرَيْرَة وَقَالَ بن عبد الْبر والمزي فِي الْأَطْرَاف رَوَاهُ إِبْرَاهِيم بن طهْمَان عَن مَالك عَن بن عجلَان عَن أبي هُرَيْرَة وَتَابعه النُّعْمَان بن عبد السَّلَام عَن مَالك
[1772]
العَبْد إِذا نصح لسَيِّده وَأحسن عبَادَة الله فَلهُ أجره مرَّتَيْنِ قَالَ الْبَاجِيّ أَي لَهُ أجر عاملين لِأَنَّهُ عَامل بِطَاعَة الله وعامل بِطَاعَة سَيّده وَهُوَ مَأْمُور بذلك وَقد وَردت أَحَادِيث كَثِيرَة فِيمَن يُؤْتى أجره مرَّتَيْنِ فَجمعت مِنْهَا نيفا وَثَلَاثِينَ ونظمتها فِي أَبْيَات فَقلت وَجمع أَتَى فِيمَا روينَاهُ أَنهم يثنى لَهُم أجر حووه مُحَقّق فأزواج خير الْخلق أَوَّلهمْ وَمن على زَوجهَا أَو للقريب تصدقا وقار بِجهْد ذُو اجْتِهَاد أَصَابَهُ وَالْوُضُوء اثْنَتَيْنِ والكتابي صدقا وَعبد أَتَى حق الْإِلَه وَسيد وعابر يسري مَعَ غَنِي لَهُ تقا وَمن أمة يشرى فأدب محسنا وينكحها من بعده حِين أعتقا وَمن سنّ خيرا أَو أعَاد صلَاته كَذَاك جبان إِذْ يُجَاهد ذَا شقا كَذَاك شَهِيد فِي الْبحار وَمن أَتَى لَهُ الْقَتْل من أهل الْكتاب فالحقا وطالب علم مدرك ثمَّ مسبغ وضوأ لَدَى الْبرد الشَّديد فحققا ومستمع فِي خطْبَة قد دنا وَمن بِتَأْخِير صف أول مُسلما وقا وحافظ عصر مَعَ إِمَام مُؤذن وَمن كَانَ فِي وَقت الْفساد موفقا وعامل خير مخفيا ثمَّ إِن بدا يرى فَرحا مُسْتَبْشِرًا بِالَّذِي ارْتقى ومغتسل فِي جُمُعَة عَن جَنَابَة وَمن فِيهِ حَقًا قد غَدا متصدقا وماش يُصَلِّي جُمُعَة ثمَّ من أَتَى بذا الْيَوْم خيرا مَا فضعفه مُطلقًا وَمن حتفه قد جَاءَهُ من سلاحه وَنَازع نعل إِن لخير تسبقا وماش لَدَى تشييع ميت وغاسل يدا بعد أكل والمجاهد أخفقا ومتبع مَيتا حَيَاء من أَهله ومستمع الْقُرْآن فِيمَا روى الثقا وَفِي مصحف يقرا وقاريه معربا بتفهيم مَعْنَاهُ الشريف محققا
[1773]
تجوس النَّاس أَي تَتَخَطَّى النَّاس وتختلف عَلَيْهِم
[1775]
وَلَا نأتي بِبُهْتَان نفتريه بَين أَيْدِينَا وأرجلنا أَي بِولد ننسبه إِلَى الزَّوْج
[1777]
عَن عبد الله بن دِينَار عَن عبد الله بن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ من قَالَ لِأَخِيهِ كَافِر فقد بَاء بهَا أَحدهمَا قَالَ الْبَاجِيّ أَي إِن كَانَ الْمَقُول لَهُ كَافِرًا فَهُوَ كَمَا قَالَ وَإِن لم يكن خيف على الْقَائِل أَن يصير كَذَلِك وَقَالَ بن عبد الْبر أَي احْتمل الذَّنب فِي ذَلِك القَوْل أَحدهمَا قَالَ فِي سَماع أَشهب سُئِلَ مَالك رحمه الله عَن هَذَا الحَدِيث قَالَ أرى ذَلِك فِي الحرورية قيل أَترَاهُم بذلك كفار فَقَالَ مَا أَدْرِي ماهذا قَالَ والْحَدِيث رَوَاهُ بن وهب عَن مَالك عَن نَافِع عَن بن عمر وَهُوَ صَحِيح لمَالِك عَنهُ وَعَن بن دِينَار جَمِيعًا
[1778]
إِذا سَمِعت الرجل يَقُول هلك النَّاس فَهُوَ أهلكهم قَالَ مَالك أَي أقلهم وأرداهم إِذْ يَقُول ذَلِك بِمَعْنى أَنا خير مِنْهُم قَالَ وَذَلِكَ إِذا قَالَه احتقارا للنَّاس وإزراء عَلَيْهِم فَإِن قَالَه توجعا على النَّاس فَلَا شَيْء عَلَيْهِ
[1779]
فَإِن الله هُوَ الدَّهْر أَي الْفَاعِل مَا تنسبونه إِلَى الدَّهْر
[1781]
عَن مُحَمَّد بن عمر بن عَلْقَمَة عَن أَبِيه عَن بِلَال بن الْحَارِث قَالَ بن عبد الْبر تَابع مَالِكًا على ذَلِك اللَّيْث بن سعد وَابْن لَهِيعَة لم يَقُولَا عَن جده وَرَوَاهُ بن عُيَيْنَة وَآخَرُونَ عَن مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أَبِيه عَن جده عَن بِلَال قَالَ وَهُوَ الصَّوَاب وَإِلَيْهِ مَال الدَّارَقُطْنِيّ وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو سُفْيَان عبد الرَّحْمَن بن عبد رب اليشكرى عَن مَالك فَقَالَ عَن جده إِن الرجل ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ الحَدِيث قَالَ بن عُيَيْنَة هِيَ الْكَلِمَة عِنْد السُّلْطَان فَالْأولى ليَرُدهُ بهَا عَن ظلم وَالثَّانيَِة ليجره بهَا إِلَى ظلم وَقَالَ بن عبد الْبر لَا أعلم خلافًا فِي تَفْسِيره بذلك
[1782]
عَن عبد الله بن دِينَار عَن أبي صَالح السمان أَنه أخبرهُ أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ إِن الرجل ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ مَا يلقِي لَهَا بَالا الحَدِيث رَوَاهُ عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن دِينَار عَن أَبِيه عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا أخرجه الْبَزَّار وَرَوَاهُ بن عبد الْبر من طَرِيق الْحُسَيْن الْمروزِي عَن عبد الله بن الْمُبَارك عَن مَالك بِسَنَدِهِ مَرْفُوعا أَيْضا قَالَ مَالك قَالَ بِلَال بن الْحَارِث لقد منعنى هَذَا الحَدِيث من كَلَام كثير
[1783]
عَن زيد بن أسلم أَنه قَالَ قدم رجلَانِ من الْمشرق الحَدِيث قَالَ بن عبد الْبر هَكَذَا رَوَاهُ يحيى مُرْسلا وَمَا أَظُنهُ أرْسلهُ غَيره وَقد وَصله القعْنبِي وَابْن وهب وَابْن الْقَاسِم وَابْن بكير وَغَيرهم عَن مَالك عَن زيد بن أسلم عَن عبد الله بن عمر وَهُوَ الصَّوَاب قَالَ وَيُقَال إِن الرجلَيْن الْمَذْكُورين عَمْرو بن الْأَهْتَم والزبرقان بن بدر إِن من الْبَيَان لسحرا أَي فِي أَخذه بالقلوب قَالَه بن عبد الْبر وَقَالَ الْبَاجِيّ اخْتلف فِي هَذَا الحَدِيث فَقَالَ قوم إِنَّه خرج مخرج الذَّم لِأَنَّهُ أطلق عَلَيْهِ السحر وَالسحر مَذْمُوم وَلِأَن مَالِكًا ترْجم عَلَيْهِ مَا يكره من الْكَلَام بِغَيْر ذكر الله وَقَالَ قوم خرج مخرج الْمَدْح لِأَن الله تَعَالَى قد عدد الْبَيَان فِي النعم الَّتِي تفضل بهَا على عباده فَقَالَ خَلَقَ الْأِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ وَكَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أبلغ النَّاس وأفصحهم بَيَانا قَالَ هَؤُلَاءِ وَإِنَّمَا وصف بِالسحرِ على معنى تعلقه بِالنَّفسِ وميلها إِلَيْهِ
[1786]
عَن الْوَلِيد بن عبد الله بن صياد ان الْمطلب بن عبد الله بن حويطب قَالَ بن عبد الْبر هَكَذَا قَالَ يحيى بن حويطب وَإِنَّمَا هُوَ الْمطلب بن عبد الله بن حنْطَب كَذَا قَالَ بن الْقَاسِم وَابْن وهب وَابْن بكير والقعنبي وَغَيرهم وَهُوَ الصَّوَاب ثمَّ هُوَ حَدِيث مُرْسل وَقد روى الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم مثله أَن تذكر من الْمَرْء مَا يكره ان يسمع قَالَ الْبَاجِيّ هَذَا لمن قَالَه على وَجه الْغَيْبَة لَا ليحذر مِنْهَا أحد فاما من قَالَه فِي مُحدث لِئَلَّا يتقول عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم مَا لم يقل أَو فِي شَاهد ليرد بَاطِل شَهَادَته أَو فِي متحيل ليصرف كَيده وأذاه عَن النَّاس ويحذر مِنْهُ من يغتر بِهِ فَلَيْسَ هَذَا من الْغَيْبَة بل حق أَمر الله أَن يقوم بِهِ
[1787]
عَن زيد بن اسْلَمْ عَن عَطاء بن يسَار أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ من وَقَاه الله شَرّ اثْنَيْنِ الحَدِيث قَالَ بن عبد الْبر ورد مَعْنَاهُ مُتَّصِلا من حَدِيث جَابر وَسَهل بن سعد وَأبي مُوسَى وَأبي هُرَيْرَة فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله إِلَّا تخبرنا قَالَ بن عبد الْبر هَكَذَا قَالَ يحيى فِي هَذَا الحَدِيث لَا تخبرنا على لفظ النَّهْي ثَلَاث مَرَّات وَأعَاد الْكَلَام أَربع مَرَّات وَتَابعه بن الْقَاسِم وَغَيره على لفظ لَا تخبرنا على النَّهْي إِلَّا أَن إادة الْكَلَام عِنْده ثَلَاث مَرَّات وَقَالَ القعْنبِي إِلَّا تخبرنا على لفظ الْعرض والقصة عِنْده معادة ثَلَاث مَرَّات أَيْضا وَكلهمْ قَالَ مَا بَين لحييْهِ وَمَا بَين رجلَيْهِ ثَلَاث مَرَّات وَقَالَ الْبَاجِيّ قَالَ بن حبيب معنى رِوَايَة يحيى لَا تخبرنا خشِي إِذا أخْبرهُم أَن يثقل عَلَيْهِم الاحتراس مِنْهَا مَا بَين لحييْهِ وَمَا بَين رجلَيْهِ قَالَ الْبَاجِيّ يُرِيد فَمه وفرجه قَالَ فَيدْخل فِيمَا بَين لحييْهِ الْأكل وَالشرب وَالْكَلَام وَالسُّكُوت
[1789]
لَا يَتَنَاجَى اثْنَان دون وَاحِد أَي لَا يتسارا ويتركاه فَإِن ذَلِك يحزنهُ ويشق عَلَيْهِ
[1791]
عَن صَفْوَان بن سليم ان رجلا قَالَ لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم اكذب امْرَأَتي الحَدِيث قَالَ بن عبد الْبر لَا أحفظه مُسْندًا بِوَجْه من الْوُجُوه وَقد رَوَاهُ بن عُيَيْنَة عَن صَفْوَان بن سليم عَن عَطاء بن يسَار مُرْسلا فَقَالَ الرجل يَا رَسُول الله أعدهَا إِلَى آخِره قَالَ الْبَاجِيّ فرق بَين الْكَذِب والوعد لِأَن ذَاك مَاض وَهَذَا مُسْتَقْبل وَقد يُمكنهُ تَصْدِيق خَبره فِيهِ
[1792]
مَالك أَنه بلغه أَن عبد الله بن مَسْعُود كَانَ يَقُول عَلَيْكُم بِالصّدقِ الحَدِيث وَصله البُخَارِيّ وَمُسلم من طَرِيق الْأَعْمَش عَن شَقِيق عَن بن مَسْعُود مَرْفُوعا
[1794]
مَالك أَنه بلغه أَن عبد الله بن مَسْعُود كَانَ يَقُول لَا يزَال العَبْد يكذب وتنكت فِي قلبه نُكْتَة سَوْدَاء الحَدِيث قَالَ الْهَرَوِيّ النُّكْتَة الْأَثر الصَّغِير من أَي لون كَانَ
[1795]
عَن صَفْوَان بن سليم أَنه قَالَ قيل لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَيكُون الْمُؤمن جَبَانًا الحَدِيث قَالَ بن عبد الْبر لَا أحفظه مُسْندًا من وَجه ثَابت وَهُوَ حَدِيث حسن مُرْسل
[1796]
عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يرضى لكم ثَلَاثًا الحَدِيث قَالَ بن عبد الْبر هَكَذَا أرْسلهُ يحيى والقعنبي وأسنده سَائِر الروَاة فَقَالُوا عَن أبي هُرَيْرَة وَإِن تعتصموا بِحَبل الله قَالَ الْهَرَوِيّ مَعْنَاهُ بِعَهْد الله وَقَالَ أَبُو عبيد الِاعْتِصَام بِحَبل الله اتِّبَاع الْقُرْآن وَترك الْفرْقَة ويسخط لكم قيل وَقَالَ قَالَ مَالك والاكثار من الْكَلَام نَحْو قَول النَّاس قَالَ فلَان وَفعل فَلَا والخوض فِيمَا لَا يَنْبَغِي وإضاعة المَال قيل المُرَاد عدم حفظه وَقيل الْإِنْفَاق فِي الْمعاصِي وَكَثْرَة السُّؤَال قَالَ الْبَاجِيّ قَالَ مَالك لَا أَدْرِي أهوَ مَا أنهاكم عَنهُ من كَثْرَة الْمسَائِل أَو هُوَ مَسْأَلَة أَمْوَالهم وَقَالَ بن عبد الْبر مَعْنَاهُ عِنْد أَكثر الْعلمَاء التكثير من الْمسَائِل النَّوَازِل والاغلوطات وتشقيق المولدات وَقَالَ آخر أَرَادَ سُؤال المَال والالحاح فِيهِ على المخلوقين
[1798]
مَالك أَنه بلغه أَن أم سَلمَة زوج النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَت يَا رَسُول الله أنهلك وَفينَا الصالحون فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نعم إِذا كثر الْخبث قَالَ بن بُد الْبر هَذَا الحَدِيث لَا يعرف لأم سَلمَة بِهَذَا اللَّفْظ إِلَّا من وَجه لَيْسَ بِالْقَوِيّ يرْوى عَن مُحَمَّد بن سوقة عَن نَافِع بن جُبَير بن مطعم عَن أم سَلمَة وَإِنَّمَا هُوَ مَعْرُوف لِزَيْنَب بنت جحش وَهُوَ مَشْهُور مَحْفُوظ قَالَ الْبَاجِيّ لما قَالَ الله تَعَالَى وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ اعتقدت أَنَّهَا عَامَّة فِي كل قوم فيهم صَالح وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِك لنبينا صلى الله عليه وسلم خَاصّا دون غَيره من الْأَنْبِيَاء فضلا عَمَّن سواهُم قَالَ والخبث الفسوق وَالشَّر وَقيل أَوْلَاد الزِّنَا
[1802]
لَا نورث مَا تركنَا فَهُوَ صَدَقَة قَالَ الْبَاجِيّ أجمع أهل السّنة أَن هَذَا حكم جَمِيع الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام وَقَالَ بن علية ان ذَلِك لنبينا صلى الله عليه وسلم خَاصَّة وَقَالَت الامامية إِن جَمِيع الْأَنْبِيَاء يورثون وتعلقوا فِي ذَلِك بأنواع من التَّخْلِيط لَا شُبْهَة فِيهَا مَعَ وُرُود هَذَا النَّص قَالَ وَقد أَخْبرنِي القَاضِي أَبُو جَعْفَر السماني أَن أَبَا عَليّ بن شَاذان وَكَانَ من أهل الْعلم بِهَذَا الشان إِلَّا أَنه لم يكن قَرَأَ عَرَبِيَّة فناظر يَوْمًا فِي هَذِه المسئلة أَبَا عبد الله بن الْمعلم وَكَانَ إِمَام الامامية وَكَانَ مَعَ ذَلِك من أهل الْعلم بِالْعَرَبِيَّةِ فاستدل بن شادان على أَن الْأَنْبِيَاء لَا يورثون بِحَدِيث إِنَّا معاشر الْأَنْبِيَاء لَا نورث مَا تركنَا صَدَقَة فَقَالَ لَهُ بن الْمعلم أما مَا ذكرت من هَذَا الحَدِيث فَإِنَّمَا هُوَ صَدَقَة نصب على الْحَال فَيَقْتَضِي ذَلِك أَن مَا تَركه النَّبِي صلى الله عليه وسلم على وَجه الصَّدَقَة لَا يُورث عَنهُ وَنحن لَا نمْنَع هَذَا وَإِنَّمَا نمْنَع ذَلِك فِيمَا تَركه على غير هَذَا الْوَجْه وَاعْتمد هَذِه النُّكْتَة الْعَرَبيَّة لما علم أَن بن شَاذان لَا يعرف هَذَا الشَّأْن وَلَا يفرق بَين الْحَال وَغَيره فَلَمَّا عَاد الْكَلَام إِلَى بن شَاذان قَالَ لَهُ مَا ادعيت من قَوْله صلى الله عليه وسلم لَا نورث مَا تركنَا صَدَقَة إِنَّمَا هُوَ صَدَقَة مَنْصُوب على الْحَال وَأَنت لَا تمنع هَذَا الحكم فِيمَا تَركه الْأَنْبِيَاء على هَذَا الْوَجْه فانا لَا نعلم فرقا مَا بَين قَوْله مَا تركنَا صَدَقَة النصب وَبَين قَوْله مَا تركنَا صَدَقَة بِالرَّفْع وَلَا احْتِيَاج فِي هَذِه المسئلة إِلَى معرفَة ذَلِك فَإِنَّهُ لَا شكّ عِنْدِي وعندك أَن فَاطِمَة رضي الله عنها من أفْصح الْعَرَب وأعلمهم بِالْفرقِ بَين قَوْله مَا تركنَا صَدَقَة وَمَا تركنَا صَدَقَة وَكَذَلِكَ الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب وَهُوَ مِمَّن يسْتَحق الْمِيرَاث لَو كَانَ موروثا وَكَانَ عَليّ بن أبي طَالب من أفْصح قُرَيْش وأعلمهم بذلك وَقد طلبت فَاطِمَة مِيرَاث أَبِيهَا فأجابها أَبُو بكر الصّديق رضي الله عنه بِهَذَا اللَّفْظ على وَجه فهمت مِنْهُ أَنَّهَا لَا شَيْء لَهَا فَانْصَرَفت عَن الطّلب وَفهم ذَلِك الْعَبَّاس وَكَذَلِكَ عَليّ وَسَائِر الصَّحَابَة وَلم يتَعَرَّض وَاحِد مِنْهُم لهَذَا الِاعْتِرَاض وَكَذَلِكَ أَبُو بكر الصّديق المحتج بِهِ والمتعلق بِهِ لَا خلاف أَنه من فصحاء الْعَرَب الْعَالمين بذلك لم يُورد من هَذَا اللَّفْظ إِلَّا مَا يَقْتَضِي الْمَنْع وَلَو كَانَ اللَّفْظ لَا يَقْتَضِي الْمَنْع مَا أوردهُ وَلَا تعلق بِهِ فَإِن كَانَ النصب يَقْتَضِي مَا تَقوله فادعاؤك فِيمَا قلت بَاطِل وَإِن ان الرّفْع الَّذِي يَقْتَضِيهِ فَهُوَ الْمَرْوِيّ وادعاء النصب فِيهِ بَاطِل لَا يقسم ورثتي قَالَ بن عبد الْبر بِرَفْع الْمِيم على الْخَبَر دَنَانِير كَذَا ليحيى ولسائر الروَاة دِينَارا قَالَ بن عبد الْبر وَهُوَ الصَّوَاب مَا تركت بعد نَفَقَة نسَائِي وَمؤنَة عَامِلِي فَهُوَ صَدَقَة قَالَ الْبَاجِيّ أَن المُرَاد بِهِ أَمْوَاله الَّتِي خصّه الله بهَا يخرج مِنْهُ نَفَقَة نِسَائِهِ وَمؤنَة الْعَمَل ثمَّ يكون مَا بَقِي صَدَقَة قَالَ وَالْمرَاد بعامله كل عَامل يعْمل للْمُسلمين من خَليفَة أَو غَيره فَإِن كل من قَامَ بِأَمْر الْمُسلمين وبشريعته فَهُوَ عَامل لَهُ صلى الله عليه وسلم فَلَا بُد أَن يَكْفِي مُؤْنَته وَإِلَّا ضَاعَ
[1805]
عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ أترونها حَمْرَاء الحَدِيث قَالَ الْبَاجِيّ مثل هَذَا لَا يعمله أَبُو هُرَيْرَة إِلَّا بتوقيف
[1806]
عَن يحيى بن سعيد عَن أبي الْحباب سعد بن يسَار أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ من تصدق بِصَدقَة الحَدِيث قَالَ بن عبد الْبر كَذَا أرسه ليحيى وَأكْثر الروَاة وأسنده معن بن عِيسَى وَيحيى بن عبد الله بن بكير عَن مَالك عَن يحيى عَن أبي الْحباب عَن أبي هُرَيْرَة من كسب طيب أَي حَلَال إِنَّمَا يَضَعهَا فِي كف الرَّحْمَن قَالَ الْبَاجِيّ يُرِيد إثابة الله لَهُ عَلَيْهَا وَحفظه لَهَا وكف الرَّحْمَن سُبْحَانَهُ بِمَعْنى يَمِينه يُرَبِّيهَا كَمَا أَي ينميها بِتَضْعِيف أجرهَا فلوه بِفَتْح الْفَاء وَضم اللَّام وَتَشْديد الْوَاو قَالَ الْبَاجِيّ هُوَ ولد أُنْثَى الْخَيل من ذُكُور الْحمير وَفِي النِّهَايَة هُوَ الْمهْر الصَّغِير وَقيل الْعَظِيم من أَوْلَاد ذَوَات الحوافر أَو فَصِيله هُوَ ولد النَّاقة حَتَّى تكون مثل الْجَبَل قَالَ الْبَاجِيّ أَي ثَوَابهَا بيرحاء قَالَ الْبَاجِيّ قَرَأنَا هَذِه اللَّفْظَة على أبي ذَر بِفَتْح الرَّاء فِي معنى الرّفْع وَالنّصب والخفض وَالْجمع واللفظان اسْم للموضع وَلَيْسَ مُضَافَة إِلَى مَوضِع وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو عبد الله الصُّورِي إِنَّمَا هِيَ بِفَتْح الْبَاء وَالرَّاء وَاتفقَ هُوَ وَأَبُو ذَر وَغَيرهمَا من الْحفاظ على ان من رفع الرَّاء حَال الرّفْع فقد غلط وعَلى ذَلِك كُنَّا نقرؤه على شُيُوخ بلدنا وعَلى القَوْل الأول أدْركْت أهل الْعلم بالمشرق وَهَذَا الْموضع يعرف بقصر بني حديلة وَهُوَ مَوضِع بقبلي مَسْجِد الْمَدِينَة وَقَالَ فِي النِّهَايَة هَذِه اللَّفْظَة كثيرا مَا تخْتَلف أَلْفَاظ الْمُحدثين فِيهَا فَيَقُولُونَ بيرحا بِفَتْح الْبَاء وَكسرهَا وبفتح الرَّاء وَضمّهَا وَالْمدّ فيهمَا وبفتحهما وَالْقصر وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ فِي الْفَائِق أَنَّهَا فيعلى من البراح وَهِي الأَرْض الظَّاهِرَة
[1807]
مَال رابح قَالَ الْبَاجِيّ رَوَاهُ يحيى وَجَمَاعَة بالتحتية وَالْجِيم من الرواج أَي إِنَّه يروج ثَوَابه فِي الْآخِرَة وَرَوَاهُ مطرف وَابْن الْمَاجشون بِالْمُوَحَّدَةِ والحاء الْمُهْملَة من الرِّبْح ضد الخسران أَي أَن صَاحبه قد وَضعه مَوضِع الرِّبْح لَهُ وَالْغنيمَة فِيهِ والادخار لمعاده
[1808]
عَن زيد بن اسْلَمْ أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ أعْطوا السَّائِل وَإِن جَاءَ على فرس قَالَ بن عبد الْبر لَيْسَ فِي هَذَا اللَّفْظ سَنَد يحْتَج بِهِ فِيمَا علمت وَقد أخرجه قَاسم بن أصبغ من طَرِيق سُفْيَان عَن مُصعب بن مُحَمَّد عَن يعلى بن أبي يحيى عَن فَاطِمَة ابْنة حُسَيْن عَن أَبِيهَا قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم للسَّائِل حق وَإِن جَاءَ على فرس قلت أخرجه من هَذَا الطَّرِيق أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَأخرج أَحْمد فِي الزّهْد عَن سَالم بن أبي الْجَعْد قَالَ قَالَ عِيسَى بن مَرْيَم عليه السلام إِن للسَّائِل لَحقا وَإِن أَتَاك على فرس مطوق بِالْفِضَّةِ
[1812]
فَلَنْ أدخره أَي لن أكتنزه وَمن يستعفف أَي يمسك عَن السُّؤَال يعفه الله أَي يصنه عَن ذَلِك وَمن يسْتَغْن أَي بِمَا عِنْده من الْيُسْر عَن المسئلة يغنه الله أَي يمده بالغنى من عِنْده وَمن يتصبر يصبره الله أَي من يقْصد الصَّبْر ويؤثره يعنه الله عَلَيْهِ ويوفقه لَهُ وَمَا أعطي أحد عَطاء هُوَ خير وأوسع من الصَّبْر قَالَ الْبَاجِيّ يُرِيد أَنه أَمر يَدُوم لَهُ الْغنى بِهِ لِأَنَّهُ لَا يفنى وَمَعَ عَدمه لَا يَدُوم لَهُ الْغنى بِمَا يُعْطي وَإِن كثر لِأَنَّهُ يفنى وَرُبمَا يغنى ويمتد الأمل إِلَى أَكثر مِنْهُ مَعَ عدم الصَّبْر
[1813]
الْيَد الْعليا خير من الْيَد السُّفْلى قَالَ الْبَاجِيّ يُرِيد أَنَّهَا أَكثر ثَوابًا قَالَ وسمى يَد الْمُعْطِي الْعليا لِأَنَّهُ أرفع دَرَجَة ومحلا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَالْيَد الْعليا هِيَ المنفقة والسفلى هِيَ السائلة قَالَ بن عبد الْبر هَذَا التَّفْسِير نَص من الشَّارِع يدْفع الِاخْتِلَاف فِي تَأْوِيله وَادّعى أَبُو الْعَبَّاس الداني فِي أَطْرَاف الْمُوَطَّأ أَنه مدرج فِي الحَدِيث قَالَ الْحَافِظ بن حجر وَيُؤَيِّدهُ مَا أخرجه العسكري فِي الصَّحَابَة عَن بن عمر أَنه كتب إِلَى بشر بن مَرْوَان أَنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول الْيَد الْعليا خير من الْيَد السُّفْلى وَلَا أَحسب الْيَد السُّفْلى إِلَّا السائلة وَلَا الْعليا إِلَّا المعطية فَهَذَا يشْعر بِأَن التَّفْسِير من كَلَام بن عمر وَأخرج بن أبي شيبَة عَن بن عمر قَالَ كُنَّا نتحدث أَن الْعلي هِيَ المنفقة وَيُؤَيّد الرّفْع أَحَادِيث مِنْهَا حَدِيث يَد الْمُعْطِي الْعليا أخرجه النَّسَائِيّ وللطبراني وَغَيره يَد الله فَوق يَد الْمُعْطِي وَيَد الْمُعْطِي فَوق يَد الْمُعْطِي وَيَد الْمُعْطِي أَسْفَل الْأَيْدِي وَلأبي دَاوُد الْأَيْدِي ثَلَاثَة فيد الله الْعليا وَيَد الْمُعْطِي الَّتِي تَلِيهَا وَيَد السَّائِل السُّفْلى فَائِدَة قَوْله المنفقة هِيَ رِوَايَة الْأَكْثَر وَذكر أَبُو دَاوُد أَن مُسَددًا رَوَاهُ فَقَالَ المتعففة بِعَين وفاءين
[1814]
عَن زيد بن اسْلَمْ عَن عَطاء بن يسَار أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أرسل إِلَى عمر بن الْخطاب بعطاء الحَدِيث قَالَ بن عبد الْبر يتَّصل من وُجُوه عَن عمر مِنْهَا مَا أخرجه قَاسم بن أصبغ من طَرِيق هِشَام بن سعد عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَنهُ
[1815]
لنأخذ قَالَ بن عبد الْبر كَذَا فِي جمل الموطآت وَفِي رِوَايَة عَن بن عِيسَى وَابْن نَافِع لِأَن يَأْخُذ أحدكُم حبله فيحتطب إِلَى آخِره قَالَ الْعلمَاء لَوْلَا قبح المسئلة فِي نظر الشَّرْع لم يفضل ذَلِك عَلَيْهَا وَذَلِكَ لما يدْخل على السَّائِل من ذل السُّؤَال ثمَّ من ذل الرَّد إِذا لم يُعْط وَلما يدْخل على المسؤل من الضّيق فِي مَاله إِن أعْطى كل سَائل
[1816]
عَن عَطاء بن يسَار عَن رجل من بني أَسد قَالَ بن عبد الْبر هَذَا حَدِيث صَحِيح وَلَيْسَ حكم الصاحب إِذا لم يسم كَحكم من دونه إِذا لم يسم عِنْد الْعلمَاء لارْتِفَاع الجرحة عَن جَمِيعهم وَثُبُوت الْعَدَالَة لَهُم قَالَ الْأَثْرَم قلت لِأَحْمَد بن حَنْبَل إِذا قَالَ رجل من التَّابِعين حَدثنِي رجل من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَلم يسمه فَالْحَدِيث صَحِيح قَالَ نعم من سَأَلَ مِنْكُم وَله أُوقِيَّة أَو عدلها فقد سَأَلَ إلحافا أَي إلحاحا قَالَ الْبَاجِيّ هَذَا إِنَّمَا هُوَ فِي السُّؤَال دون الْأَخْذ فَتحل الزَّكَاة لمن لَهُ خمس أَوَاقٍ وَإِن كَانَ يجب عَلَيْهِ زَكَاتهَا إِذا كَانَ ذَا عِيَال
[1817]
عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن أَنه سَمعه يَقُول مَا نقصت صَدَقَة من مَال الحَدِيث رَوَاهُ مُسلم من طَرِيق إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَتَابعه مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أبي كثير وَحَفْص بن ميسرَة وَشعْبَة وَعبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد كلهم عَن الْعَلَاء بِسَنَدِهِ مَرْفُوعا قَالَ الْبَاجِيّ يري أَن الصَّدَقَة سَبَب لتنمية المَال وَحفظه وَمَا زَاد الله عبدا بِعَفْو أَي تجَاوز عَن انتصار إِلَّا عزا أَي رفْعَة فِي نفوس النَّاس
[1818]
مَالك أَنه بلغه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لَا تحل الصَّدَقَة لآل مُحَمَّد الحَدِيث وَصله مُسلم من طَرِيق جويرة بن أَسمَاء عَن مَالك عَن بن شهَاب عَن عبد الله بن عبد الله بن الْحَارِث بن نَوْفَل بن عبد الْمطلب بن ربيعَة بن الْحَارِث عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِهِ مطولا وَتَابعه سعيد بن دَاوُد بن أبي زنبر عَن مَالك أخرجه قَاسم بن أصبغ قَالَ الْبَاجِيّ لَا تحل لَهُم الصَّدَقَة إِلَّا ان يكون بِموضع يستبيح فِيهِ أكل الْميتَة وَالْمرَاد بهم عِنْد مَالك بَنو هَاشم فَقَط وَعند الشَّافِعِي بَنو هَاشم وَالْمطلب إِنَّمَا هِيَ أوساخ النَّاس قا ل الْبَاجِيّ يُرِيد أَنَّهَا تطهر أَمْوَالهم وتكفر ذنوبهم
[1819]
عَن عبد الله بن أبي بكر عَن أَبِيه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم اسْتعْمل رجلا من بني الْأَشْهَل الحَدِيث قَالَ بن عبد الْبر رَوَاهُ أَحْمد بن مَنْصُور الْبَلْخِي عَن مَالك عَن عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم عَن أنس سَأَلَهُ إبِلا من الصَّدَقَة قَالَ الْبَاجِيّ أَي زِيَادَة على أُجْرَة عمله
[1822]
الصريمة قيل هِيَ من الْغنم أَرْبَعُونَ وَقيل من الْإِبِل عشرُون إِلَى أَرْبَعِينَ
[1823]
عَن بن شهَاب عَن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ لي خَمْسَة أَسمَاء قَالَ بن عبد الْبر كَذَا أرْسلهُ يحيى وَأكْثر رُوَاة الْمُوَطَّأ فَلم يَقُولُوا عَن أَبِيه وأسنده معن بن عبسى وأبومصعب وَمُحَمّد بن الْمُبَارك الصُّورِي وَمُحَمّد بن عبد الرَّحِيم وَابْن شروس الصَّنْعَانِيّ وإبراهين بن طهْمَان وَعبد الله بن نَافِع وَآخَرُونَ فَرَوَوْه عَن مَالك عَن بن شهَاب مُسْندًا وَقَوله لي خَمْسَة أَسمَاء وَهِي أَكثر فقد حكى القَاضِي أَبُو بكر بن الْعَرَبِيّ فِي شرح التِّرْمِذِيّ أَن لَهُ صلى الله عليه وسلم ألف اسْم بَعْضهَا فِي الْقُرْآن والْحَدِيث وَبَعضهَا فِي الْكتب الْقَدِيمَة فَأجَاب عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس الْقَرَافِيّ بِأَنَّهُ قيل أَن يطلعه الله على بَقِيَّة أَسْمَائِهِ وَقَالَ القَاضِي عِيَاض مَعْنَاهُ أَنَّهَا مَوْجُودَة فِي الْكتب الْمُتَقَدّمَة وَعند أولي الْعلم من الْأُمَم السالفة على أَن لَفْظَة خَمْسَة سَاقِطَة فِي أَكثر طرق الحَدِيث فَإِن فِي رِوَايَة بن عُيَيْنَة وَشُعَيْب بن أبي حَمْزَة وَمعمر وَيُونُس وَعقيل كلهم عَن الزُّهْرِيّ إِن لي أَسمَاء لم يذكرُوا خَمْسَة وَإِنَّمَا ذكرت فِي رِوَايَة مَالك وَمُحَمّد بن ميسرَة عَن الزُّهْرِيّ وَقد أخرجه أَحْمد فِي مُسْنده من طَرِيق جَعْفَر بن أبي وحشية عَن نَافِع بن جُبَير بن مطعم عَن أَبِيه فَعَدهَا سِتَّة وَزَاد فِيهَا الْخَاتم وَكَذَا أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَصَححهُ وَأَبُو نعيم وَالْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من طَرِيق عقبَة بن مُسلم عَن نَافِع بن جُبَير بن مطعم أَن عبد الْملك بن مَرْوَان قَالَ لَهُ أتحصي أمساء رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الَّتِي كَانَ جُبَير بن مطعم يعدها قَالَ نعم هِيَ سِتَّة مُحَمَّد وَأحمد وَخَاتم وحاشر وعاقب وماحي وَلابْن عدي فِي الْكَامِل من حَدِيث جَابر بن عبد الله وَغَيره قَالُوا قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن لي عِنْد رَبِّي عشرَة أَسمَاء فَذكر الْخَمْسَة الْمَذْكُورَة وَزَاد وَأَنا رَسُول الرَّحْمَة وَرَسُول التَّوْبَة وَرَسُول الْمَلَاحِم وَأَنا المقفي قفيت النَّبِيين عَامَّة وَأَنا قثم والقثم الْكَامِل الْجَامِع وَلمُسلم وَأحمد وَغَيرهمَا من حَدِيث أبي مُوسَى قَالَ سمى لنا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نَفسه أَسمَاء مِنْهَا مَا حفظنا وَمِنْهَا مَا لم نَحْفَظ فَقَالَ أَنا مُحَمَّد وَأحمد والمقفي والحاشر وَنَبِي الرَّحْمَة وَنَبِي التَّوْبَة وَنَبِي الملحمة وَلأبي نعيم فِي الدَّلَائِل وَابْن مرْدَوَيْه فِي التَّفْسِير من حَدِيث أبي الطُّفَيْل مَرْفُوعا لي عشرَة أَسمَاء عِنْد رَبِّي أَنا مُحَمَّد وَأحمد والفاتح والخاتم وَأَبُو الْقَاسِم والحاشر وَالْعَاقِب والماحي وَيس وطه وَقد تتبعت قَدِيما أَسمَاء النَّبِي صلى الله عليه وسلم فبلغت نَحْو أَرْبَعمِائَة وأفردتها بشرحها فِي مُجَلد سميته الْمرقاة ثمَّ لخصته فِي جُزْء سميته الرياض الأنيقة ثمَّ لخصته فِي مُخْتَصر سميته الْوَسِيلَة وأكثرها صِفَات قَالَ بن عبد الْبر الْأَسْمَاء وَالصِّفَات هُنَا سَوَاء أَنا مُحَمَّد روى بن عبد الْبر فِي الِاسْتِيعَاب عَن بن عَبَّاس قَالَ لما ولد النَّبِي صلى الله عليه وسلم عق عَنهُ عبد الْمطلب وَسَماهُ مُحَمَّدًا فَقيل لَهُ مَا حملك على أَن سميته مُحَمَّدًا وَلم تسمه باسم آبَائِهِ فَقَالَ أردْت أَن يحمده الله فِي السَّمَاء وَيَحْمَدهُ النَّاس فِي الأَرْض وَأَنا أَحْمد روى أَحْمد فِي مُسْنده عَن عَليّ بن أبي طَالب قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَعْطَيْت مَا لم يُعْط أحد من الْأَنْبِيَاء قبلي نصرت بِالرُّعْبِ وَأعْطيت مَفَاتِيح الأَرْض وَسميت أَحْمد الحَدِيث وَأَنا الماحي الَّذِي يمحو الله بِهِ الْكفْر فِي رِوَايَة بن بكير بِي قَالَ القَاضِي عِيَاض أَي من مَكَّة وبلاد الْعَرَب وَمَا زوى لَهُ من الأَرْض ووعد أَنه يبلغهُ ملك أمته قَالَ أَو يكون المحو عَاما بِمَعْنى الظُّهُور وَالْغَلَبَة كَمَا قَالَ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَأَنا الحاشر الَّذِي يحْشر النَّاس على قدمي قَالَ بن عبد الْبر أَي قدامي وأمامي أَي إِنَّهُم يَجْتَمعُونَ إِلَيْهِ وينضمون حوله وَيَكُونُونَ أَمَامه يَوْم الْقِيَامَة ووراءه قَالَ الْخَلِيل حشرتهم السّنة إِذا ضمتهم من الْبَوَادِي وَقَالَ الْبَاجِيّ وَالْقَاضِي عِيَاض اخْتلف فِي معنى على قدمي فَقيل على زماني وعهدي أَي لَيْسَ بعدِي نَبِي وَقيل بمشاهدتي كَمَا قَالَ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَقَالَ الْخطابِيّ وَتَبعهُ بن دحْيَة مَعْنَاهُ على أثري أَي إِنَّه يقدمهم وهم خَلفه لِأَنَّهُ أول من تَنْشَق عَنهُ الأَرْض ثمَّ تَجِيء كل نفس فيتبعونه قَالَ وَيُؤَيّد هَذَا الْمَعْنى رِوَايَة على عَقبي وَقيل على أثري بِمَعْنى أَن السَّاعَة على أَثَره أَي قريبَة من مبعثه كَمَا قَالَ بعثت أَنا والساعة كهاتين وَأَنا العاقب زَاد مُسلم وَغَيره من طَرِيق بن عُيَيْنَة وَالْعَاقِب الَّذِي لَيْسَ بعده نَبِي وَهُوَ مدرج من تَفْسِير الزُّهْرِيّ فروى الطَّبَرَانِيّ من طَرِيق معمر عَن الزُّهْرِيّ فَذكر الحَدِيث إِلَى قَوْله وَأَنا العاقب قَالَ معمر قلت لِلزهْرِيِّ مَا الْعقب قَالَ الَّذِي لَيْسَ بعده نَبِي وَقَالَ أَبُو عبيد قَالَ سُفْيَان العاقب آخر الْأَنْبِيَاء انْتهى آخر شرح الْمُوَطَّأ بِحَمْد الله وعونه وَحسن توفيقه قَالَ الْمُؤلف رَحمَه الله تَعَالَى فرغت من تأليفه يَوْم الْخَمِيس سادس جُمَادَى الأولى سنة تسع وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة من عَام الْخَيْر وَكَانَ الْفَرَاغ من كِتَابَته نَهَار الثُّلَاثَاء سادس عشر رَجَب الْفَرد من تاريح الْمُؤلف غفر الله لكَاتبه ولقارئه وَلمن يَدْعُو للْمُسلمين بِخَير وَالْحَمْد لله وَتَعَالَى كَمَاله وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وعَلى آله وَصَحبه وَسلم تَسْلِيمًا كثيرا