المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وصية فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله أجمعين - جزء ابن طبرزد

[ابن طبرزد]

الفصل: ‌وصية فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله أجمعين

‌وَصِيَّةُ فَاطِمَةَ ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَى آلِهِ أَجْمَعِينَ

ص: 12

10 -

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللََّهِ ، نا يَزْدَادُ ، نا أَبُو عَبْدِ اللََّهِ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ مَوْلَى بَنِي تَمِيمٍ إِنَّ هَذِهِ نُسْخَةُ وَصِيَّةِ فَاطِمَةَ 6388 L ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا كَتَبَتْ بِهِ فَاطِمَةُ فِي مَالِهَا إِنْ حَدَثَ بِهَا حَدَثٌ تَصَدَّقَتْ بِثَمَانِينَ أُوقِيَّةً ذَهَبًا يُنْفَقُ عَنْهَا مِنْ أَثْمَرِ مَالِهَا قَالَ الزُّبَيْرُ: الأُوقِيَّةُ أَرْبَعُونَ دِرْهَمًا كُلُّ عَامٍ فِي كُلِّ رَجَبٍ بَعْدَ نَفَقَةِ السَّقْيِ مِنَ السَّقْيِ، وَالْبَعْلُ مِنَ الْبَعْلِ ، وَإِنَّهَا قَدْ أَنْفَقَتَ أَثْمَرَ مَالِهَا الْعَامَ وَأَثْمَرَ الْقَمْحِ عَامًا قَابِلا أَوَانَ عِلَّتِهَا، وَإِنَّهَا قَدْ أَمَرَتْ لِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم بِخَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً ، وَأَمَرَتْ لِفُقَرَاءِ بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ بِخَمْسِينَ أُوقِيَّةً ، وَكَتَبَتْ فِي أَصْلِ مَالِهَا بِالْمَدِينَةِ أَنَّ عَلِيًّا سَأَلَهَا أَنْ تُولِيهِ مَالَهَا فَأَجْمَعُهُ إِلَى مَالِ مُحَمَّدٍ جَمِيعًا وَلا يُفَرِّقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فَيَتَلَقَّى ثَمَرَةً وَيَتَصَّدَقُ مَا دَامَ حَيًّا فَإِذَا حَدَثَ بِهِ حَدَثُ الْمَوْتِ دَفَعَهُ إِلَى ابْنَيَّ فَيِلِيَانِهِ، وَإِنِّي قَدْ دَفَعْتُ إِلَى عَلِيٍّ أَنِّي أُحَلِّلُهُ فِيهِ فَيَدَعُ مَالِي وَمَالَ مُحَمَّدٍ لَا يُفَرِّقُ مِنْهُ شَيْئًا يُعْطِي عَلَيَّ مِنْ أَثْمَنِ الْمَالِ لَمَا أَمَرَتْ بِهِ وَمَا تَصَدَّقَتْ بِهِ فَاطِمَةُ، فَإِذَا قَضَى صَدَقَتَهَا وَمَا أَمَرَتْ بِهِ فَالأَثْمَرُ بِيَدِ ابْنِهِ ، وَبِيَدِ عَلِيٍّ يَتَصَدَّقُ وَيُنْفِقُ حَيْثُ لَا حَرَجَ عَلَيْهِ وَإِنْ حَدَثَ بِهِ حَدَثٌ دَفَعَهُ إِلَى ابْنَيَّ، الْمَالانِ جَمِيعًا مَالِي وَمَالُ مُحَمَّدٍ فَيَتَصَدَّقُ وَيُنْفِقُ حَيْثُ شَاءَ لا حَرَجَ عَلَيْهِمَا فِيهِ ، وَأَنَّ لابْنَةِ جُنْدُبٍ الْبُيُوتَ الأَصَاغِرَ وَطُعْمُهَا فِي الْمَالِ مَا دَامَتْ حَيَّةً ، وَلِعَلِيٍّ الأَدَمَانِ وَالنَّمَطُ الْخَيِّرُ وَالسَّرِيرُ وَالزَّرِيبَةُ وَالْقَطِيفَتَانِ، وَإِنْ حَدَثَ بِأَحَدٍ مِمَّنْ أَوْصَيْتُ لَهُ قَبْلَ أَنْ يُدْفَعَ إِلَيْهِ فَإِنه يُنْفَقُ مِنْهَا فِي الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ ، وَإِنَّ الأَسْتُرَ لا تَسْتَتِرُ بِهِنَّ امْرَأَةٌ إِلا إِحْدَى ابْنَتَيْ زَيْنَبَ وَأُمِّ كُلْثُومٍ، غَيْر أَنَّ عَلِيًّا يَتَسَتَّرُ بِهِنَّ إِنْ شَاءَ مَا لَمْ يَنْكِحْ.

وَإِنَّ هَذَا مَا كَتَبَتْ فَاطِمَةُ فِي مَالِهَا وَقَضَتْ فِيهِ وَاللََّهُ تَعَالَى ذَكَرَهُ الشَّهِيدُ وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ وَالْمِقْدَادُ وَعَلِيٌّ كَتَبَهَا وَلَيْسَ عَلَى عَلِيٍّ حَرَجٌ فِيمَا فَعَلَ مِنْ مَعْرُوفٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ.

قَالَ الزُّبَيْرُ: ابْنَةُ جُنْدُبٍ بِنْتُ أُمِّ كُلْثُومٍ

ص: 13

11 -

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ ، نا يَزْدَادُ ، نا الزُّبَيْرُ ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ عِكْرمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ: أَتَى شَاعِرٌ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِبِلالٍ:«يَا بِلالُ اقْطَعْ عَنِّي لِسَانَهُ» .

قَالَ: فَأَعْطَاهُ أَرْبَعِينَ دِرْهَمًا وَحُلَّةً، فَذَهَبَ وَهُوَ يَقُولُ: قَطَعْتُ وَاللَّهِ لِسَانِي

ص: 14

12 -

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللََّهِ ، نا يَزْدَادُ ، نا عَبْدُ اللََّهِ بْنُ شَبِيبٍ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْجَعْفَرِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عِمْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ ، قَالَ:«عَلَّمَنَا عَبْدُ اللََّهِ بْنُ جَعْفَرٍ السَّخَاءَ»

ص: 15

13 -

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللََّهِ ، نا يَزْدَادُ ، نا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنْ عَبْدِ اللََّهِ بْنِ وَهْبٍ ، نا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَتَى بِشَاعِرٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ: تُنْشِدُ رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: لا خَيْرَ فِي الشِّعْرِ؟ فَقَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ:«فَاخْرُجُوا بِنَا» .

فَخَرَجُوا إِلَى الْمَقَاعِدِ فَأَنْشَدَهُمْ مَدْحَةً لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا بِلالُ أَعْطِهِ النَّاقَةَ السَّوْدَاءَ.

ثُمّ قَالَ ، أُعْطِيكَهَا بِمَا مَدَحْتَ اللََّهَ فَأَمَّا مَدْحِي فُلا أُعْطِيكَ شَيْئًا»

ص: 16

14 -

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللََّهِ ، أَنْشَدَنَا يَزْدَادُ، قَالَ: أَنْشَدَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ لابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ يَزْدَادَ: إِنَّا لَنَفْرَحُ بِالأَيَّامِ نَرْبَعُهَا

وَكُلُّ يوْمٍ مَضَى بَعْضٌ مِنَ الأَجَلِ

فَاعْمَلْ لِنَفْسِكَ يَا مَغْرُورُ صَالِحَةً

قَبْلَ الْمَمَاتِ وَأَنْتَ الْيَوْمَ فِي مَهَلٍ

ص: 17

15 -

أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللََّهِ ، نا يَزْدَادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، إِمْلاءً ، نا أَبِي ، قَالَ: كَانَ جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ يَزَدْادَ وَزِيرًا لِلْمَأْمُونِ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً ، قَالَ: دَخَلْتُ يَوْمًا عَلَى الْمَأْمُونِ وَقَدْ نَهَضَ وَفِي يَدِهِ قِرْطَاسٌ يَقْرَؤُهُ فَقَالَ لِي: يَا مُحَمَّدُ تَعْلَمُ مَا فِي هَذَا؟ فَقُلْتُ: كَيْفَ أَعْلَمُهُ وَهُوَ فِي يَدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ: اقْرَأْهُ فَأَخَذْتُهُ ، فَإِذَا فيِهِ: إِنَّكَ فِي دَارٍ لَهَا مُدَّةٌ يُقْبَلُ فِيهَا عَمَلُ الْعَامِلِ أَمَا تَرَى الْمَوْتَ فِيهَا مُحْبِطًا بِهَا يَقْطَعُ فِيهَا الأَمَلَ تَعْجَلُ الذَّنْبَ لِمَا تَشْتَهِي وَتَأْمُلُ التَّوْبَةَ مِنْ قَابِلٍ وَالْمَوْتُ يَأْتِي بَعْدَ ذَا غَفْلَةٍ مَاذَا يَفْعَلُ الْجَارِمُ الْغَافِلُ قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ عُبَيْدُ اللََّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ مَاتَ يَزْدَادُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ ، قَالَ: وسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ الْعَلاءِ، يَقُولُ: وُلِدْتُ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَتُوُفِّيَ رحمه الله فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ ، وَمَاتَ أَبُو طَالِبٍ الْكَاتِبُ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ

ص: 18