الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشرفاء وبني العزفي وغيرهم من أعلام الفقهاء وأكابر التجار، وجل هذه الأزقة معروفة بأسماء من سكنها من العلماء كزقاق ابن عيسى هذا، وزقاق عياض، وهو القاضي، وزقاق أبي عبد الله القاضي الزاهد من أشياخ القاضي عياض وقد تقدم ذكره، وزقاق ابن يربوع، وزقاق العزفي هو أبو العباس وسواهم كأبي علي ابن الشراد والقاسم ابن الشماط، وكل زقاق من العدد المذكور تنغلق عليه دروب، وعلى تلك الدروب بيات تجري عليهم
الجرايات إلى غير ذلك.
الحمامات
وعدد الحمامات المبرزة للناس اثنان وعشرون حماماً أعظمها هيكلاً وأشهرها ذكراً حمام القائد، وهو القائد أبو علي ناصح الذي كان بناؤه على يديه رحمة الله عليه، وهذا الحمام بلغ الغاية في الكبر، يسع المئين من الناس، مرتفع السمك طيب الهواء، قائم على أعمدة الرخام، مفروشة بألواحه الساطعة البياض، والمسلخ متسع الساحة له بابان اثنان، وسقفه قبة مرتبة متقنة على أربع حنيات، وبالصحن صهريج كبير مرتفع عن الأرض، وفي وسط الصهريج سارية
مجوفة فوقها طيفور من الرخام الموصوف يصعد الماء في جوف السارية إلى أن يفور في الطيفور، وفيضه يملأ الصهريج، وقد استوعبنا وصفه في (الأعلام).
ومن الحمامات ذات الرخام سواه بسبتة حمام ابن عيسى، وهو أحد الحمامين المبرزين بزقاق ابن عيسى المذكور، وحمام اليانشتي، وحمام عيود بناحية الميناء، وهو نظير حمام القائد في الضخامة والهيكل، وبمسالخها طيافير من الرخام على سوار مجوفة أيضاً في وسط الصهاريج على نحو ما وصفناه.
وبالقصبة عشرة حمامات سوى العدد المذكور، أبدعها حمام القصر.
هذا وبكل دار من ديار سبتة حمام ومسجد إلا القليل، ولقد كان بمنزلنا حمامان اثنان ومسجد، طهر الله تلك المنازل من دنس عباد الأوثان والأصنام، وأعاد إليها بمنه وفضله ملة الإسلام.