المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم [وَبِهِ الْعَوْنُ] أَخْبَرنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْحَافِظُ [أَبُو بَكْر] - حديث الجويباري في مسائل عبد الله بن سلام للبيهقي

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

[وَبِهِ الْعَوْنُ]

أَخْبَرنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْحَافِظُ [أَبُو بَكْر] مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَبِيبٍ الْعَامِرِيُّ أَيَّدَهُ اللَّهُ قال: أخبرنا أَبُو [عَلِيٍّ] إِسْمَاعِيلُ بْنُ [أَحْمَدَ] الْبَيْهَقِيُّ قَالَ: حدثنا وَالِدِي رحمه الله قَالَ:

1-

رَوَى أَحْمَد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ [خَالِدٍ الْجُوَيْبَارِيُّ] الْهَرَوِيُّ عَنْ مُحَمَّد

ص: 211

بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْفِلَسْطِينِيُّ عَنْ جُوَيْبِرٍ عَنِ [الضَّحَّاكِ عَنِ] ابْنِ عَبَّاسٍ فَذَكَرَ مَسَائِلَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَحْوًا مِنْ أَلْفِ مَسْأَلَةٍ أَوْ أَكْثَرَ.

2-

وَقَدْ أَخْبَرَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ [مُحَمَّد بْنُ] عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ رضي الله عنه أَخْبَرنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الحَسَن [بن عيسى] حَدَّثَنا الفضل بن

ص: 212

مُحَمَّد الشعراني حَدَّثَنا أحمد بن حنبل حَدَّثَنا أبو داود حدثنا [شُعْبة عَنْ] مُشَاشٍ قَالَ سَأَلْتُ الضَّحَّاكَ لَقِيتَ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ لا.

[وَعَنْ شُعْبَةَ] عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ قَالَ الضَّحَّاكُ لَمْ يلق

ص: 213

ابْنَ عَبَّاسٍ [إِنَّمَا لَقِيَ] سَعِيد بْنَ جُبَيْر بِالرَّيِّ فَأَخَذَ عَنْهُ التَّفْسِيرَ [فَظَهَرَ بِهَذَا أَنَّ الضَّحَّاكَ بْنَ مُزَاحِمٍ] لَمْ يَلْقَ ابْنَ عَبَّاسٍ وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ شَيْئًا وَأَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ لا يثبت عنه ابْنِ عَبَّاسٍ [وَأَمَّا جُوَيْبِرُ بْنُ] سَعِيدٍ هَذَا فَإِنَّهُ لَيْسَ بِشَيْءٍ فَقَدْ ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيُّ ومُحَمَّد بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ وَهُمُ الأَئِمَّةُ الْمُقْتَدَى بِهِمْ.

3-

كَمَا أَخْبَرنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الحافظ قراءةً عليه حَدَّثَنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّد بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّد الدُّورِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ جُوَيْبِرٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ.

4-

أَخْبَرنَا الشَّيْخُ الزَّكِيُّ أَبُو سَهْلٍ أَحْمَد بْنُ مُحَمَّد بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِهْرَانَ رحمه الله حَدَّثَنا أَبُو الحُسَيْن مُحَمَّد بْنُ أَحْمَد بْنِ حَامِدِ بْنِ مَحْمُودٍ الْعَطَّارُ أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بْنُ مُحَمَّد النَّحْوِيُّ الرَّاوَسَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بْنَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبُخَارِيَّ رحمه الله يَقُولُ جُوَيْبِرُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَلْخِيُّ عَنِ الضَّحَّاكِ قَالَ عَلِيٌّ عَنْ يَحْيَى كُنْتُ أَعْرِفُ جُوَيْبِرًا

ص: 214

بِحَدِيثَيْنِ ثُمَّ أَخْرَجَ هَذِهِ الأَحَادِيثَ بَعْدُ فَضَعَّفَهُ.

وَأَمَّا مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْفِلَسْطِينِيُّ هَذَا فَلَسْتُ أَعْرِفُهُ وَلَسْتُ [أَجِدُ اسْمَهُ] فِي التَّوَارِيخِ الَّتِي عِنْدِي وَإِنَّمَا هُوَ شَيْخٌ مَجْهُولٌ وَالْجَهَالَةُ عَيْنُ الْجَرْحِ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ.

وَأَمَّا أَحْمَد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُوَيْبَارِيُّ [الْهَرَوِيُّ] فَإِنِّي أَعْرِفُهُ حَقَّ الْمَعْرِفَةِ بِوَضْعِ الْحَدِيثِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَدْ وَضَعَ عَلَيْهِ أَكْثَرَ مِنْ أَلْفِ حَدِيثٍ، وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْ جُمْلَتِهِ.

5-

سَمِعْتُ الْحَاكِمَ الإِمَامَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ رضي الله عنه فِي كِتَابِ الْمَدْخَلِ إِلَى مَعْرِفَةِ الصَّحِيحِ مِنَ السَّقِيمِ يَقُولُ أَحْمَد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن خالد الجويباري الهروي كذاب خبيث قد وَضَعَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَادِيثَ كَثِيرَةً فِي فَضَائِلِ الأَعْمَالِ وَغَيْرِهَا لا يَحِلُّ كِتَابَةُ حَدِيثِهِ وَلا رِوَايَتُهُ بِوَجْهٍ.

6-

وَأَخْبَرنا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه فِي كِتَابِ الْمَدْخَلِ إِلَى مَعْرِفَةِ كِتَابِ الإِكْلِيلِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالَ وَمِنْ هَذِهِ الطَّبَقَةِ جَمَاعَةٌ وَضَعُوا الْحَدِيثَ حِسْبَةً كَمَا زَعَمُوا يَدْعُونَ النَّاسِ إِلَى فَضَائِلِ الأَعْمَالِ مِثْلَ أَبِي عِصْمَةَ نُوحِ بْنِ أَبِي مَرْيم الْمَرْوَزِيِّ ومُحَمَّد بْنِ [عكاشة الكرماني]

ص: 215

وأَحْمَد بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْجُوَيْبَارِيِّ ومُحَمَّد بْنِ الْقَاسِمِ الطَّايكَانِيِّ وَمَأْمُونِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيِّ وَغَيْرِهِمْ.

7-

وَسَمِعْتُ الْحَاكِمَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي سَمَاعِ الحَسَن الْبَصْرِيِّ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ قَوْمٌ سَمِعَ مِنْهُ وَقَالَ قَوْمٌ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ فَحُكِيَ لَنَا أَنَّهُ ذُكِرَ ذَلِكَ بَيْنَ يَدَيْ أَحْمَد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُوَيْبَارِيِّ الْهَرَوِيِّ فَرَوَى حَدِيثًا

ص: 216

بِإِسْنَادِهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ سَمِعَ الحَسَن مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

قُلْتُ فَمَنْ كَانَتْ هَذِهِ حَالَتُهُ وَهَذَا مَبْلَغُ عِلْمِهِ فَكَيْفَ يَسْتَحِلُّ مُسْلِمٌ رِوَايَةَ حَدِيثِهِ فَإِنَّ الرَّاوِيَ لِحَدِيثِهِ بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ بِحَالِهِ دَاخِلٌ فِي قَوْلِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم.

8-

مَنْ حَدَّثَ بِحَدِيثٍ وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الكاذبين.

ص: 217

9-

كَمَا أَخْبَرَنَا الأُسْتَاذُ الإِمَامُ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْنُ الحَسَن بْنِ فُورَكٍ الأَشْعَرِيُّ رضي الله عنه قراءةً عليه أَخْبَرنَا عبد الله بن جعفر الأصبهاني حَدَّثَنا يونس بن حبيب حَدَّثَنا أبو داود الطيالسي حدثنا شُعْبة عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَيْمُونَ بْنَ أَبِي شَبِيبٍ يُحَدِّثُ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ مَنْ رَوَى عَنِّي حَدِيثًا وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَذَّابِينَ.

ص: 218

هَكَذَا ، فِي هَذَا الْحَدِيثِ.

قُلْتُ فَالْوَيْلُ لِمَنْ كَانَ شَرِيكًا لِلْكَذَّابِينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

10-

فَقَدْ أَخْبَرنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قراءةً عليه حَدَّثَنا مُحَمَّد بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَد بْنِ مُوسَى المزكي حَدَّثَنا مُحَمَّد بن إبراهيم العبدي حَدَّثَنا ابن بكير حَدَّثَنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ الْهَادِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ

ص: 219

رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ مَنْ حَدَّثَ عَنِّي كَذِبًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.

قَالَ الْحَاكِمُ رضي الله عنه فَفِي قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ حَدَّثَ عَنِّي كَذِبًا وَعِيدٌ لِلْمُحَدِّثِ إِذَا حَدَّثَ بِمَا يعلم أنه كذب عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُوَ الْكَاذِبُ فِي رِوَايَتِهِ.

قُلْتُ وَقَدْ رَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:

11-

كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ.

ص: 220

12-

ورى أَبُو غَالِبٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ كَفَى بِالْمَرْءِ مِنَ الْكَذِبِ أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ.

فَكَيْفَ بِمَنْ يَنْظُرُ فِي الْكُتُبِ الْعَتِيقَةِ لِلْمُوَافِقِ وَالْمُخَالِفِ وَيُحَدِّثُ بِجَمِيعِ مَا فِيهَا وَلا يتأمل فِيهَا وَلا يَتَأَمَّلُ فِيهِ حَتَّى يَعْلَمَ أَمَوْضُوعٌ هو أو سقيم أو صحيح، لَمْ يَكُنْ عَلَى هَذَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَنْ بَعْدَهُمْ.

ص: 222

13-

فَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحُسَين بْنُ مُحَمَّد بْنِ مُحَمَّد بْنِ عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ الْفَقِيهُ رحمه الله بطوس أَخْبَرنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْنُ بَكْرٍ التَّمَّارُ بِالْبَصْرَةِ حَدَّثَنا أبو داود السجستاني حَدَّثَنا عمرو بن عون (ح) .

قال: وَحَدَّثَنا مسدد حَدَّثَنا خَالِدٌ الْمَعْنِيُّ عَنْ بَيَانِ بْنِ بِشْرٍ قَالَ مُسَدَّدٌ أَبُو بِشْرٍ عَنْ وَبَرَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تُحَدِّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا يُحَدِّثُ عَنْهُ أَصْحَابُكَ قَالَ أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ لِي مِنْهُ وَجْهٌ وَمَنْزِلَةٌ وَلَكِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.

ص: 223

وَكَيْفَ لا يَقُولُ هَكَذَا حَوَارِيُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ بَيَّنَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم أَنَّ الْكَذِبَ عَلَيْهِ لَيْسَ كَالْكَذِبِ فِيمَا بَيْنَ النَّاسِ فِي الإِثْمِ كَمَا.

14-

أَخْبَرنَا الْحَاكِمُ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ رضي الله عنه قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الحَسَن عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّد بن سختويه العدل حَدَّثَنا زياد بن الخليل حَدَّثَنا عبيد الله بن مُحَمَّد بن عائشة حَدَّثَنا عبد الواحد بن زياد حَدَّثَنا

ص: 224

صَدَقَةُ بْنُ الْمُثَنَّى أَخْبَرنَا رِيَاحُ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.

15-

وَقَدْ قَالَ صلى الله عليه وسلم فِي رِوَايَةِ عُثْمَانَ بْنِ عفان عنه:

ص: 225

مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.

فَهَذِهِ الأَخْبَارُ وَمَا وَرَاهَا تَدُلُّ عَلَى أَنْ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ أَنْ يُحَدِّثَ إِلا بِمَا سَمِعَ وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَيْضًا.

ص: 226

16-

الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي السُّنَنِ فِي كِتَابِ الْعِلْمِ بِإِسْنَادٍ لَهُ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ عَنْ جُنْدُبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ قَالَ فِي كِتَابِ اللَّهِ بِرَأْيِهِ فَأَصَابَ فَقَدْ أَخْطَأَ.

فَزَجَرَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الْخَبَرِ عَنِ الْكَلامِ فِي كِتَابِ اللَّهِ بِالرَّأْيِ وَسُنَّتُهُ صلى الله عليه وسلم مقِيسَةٌ عَلَيْهِ حَتَّى لا يَحِلَّ لأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلا بَعْدَ التَّثَبُّتِ وَالْعِلْمِ بِهِ كَمَا لا يَحِلُّ لأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ فِي كِتَابِ اللَّهِ

ص: 227

بِرَأْيِهِ إِلا بَعْدَ الْمَعْرِفَةِ بِهِ وَسَمَاعٍ مِمَّنْ يَعْرِفُهُ فَقَدْ:

17-

أَخْبَرنَا الْحَاكِمُ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّد بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ فِي الْجُزْءِ [الرابع] الثلاثين من الفوائد الكبير لأبي العباس قالا حَدَّثَنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّد بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ حَدَّثَنِي أبي حَدَّثَنا أَبُو الْجَهْمِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ عَنْ مُحَمَّد بْنِ النَّضْرِ الْحَارِثِيِّ كَانَ يُقَالُ أَوَّلُ الْعِلْمِ الإِنْصَاتُ لَهُ ثُمَّ الاسْتِمَاعُ لَهُ ثُمَّ حِفْظُهُ ثُمَّ الْعَمَلُ بِهِ ثُمَّ بَثُّهُ.

وَقَدْ صَرَّحَ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم بِمَا ذَكَرْتُ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي:

18-

أَخْبَرنَاه الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ الله الحافظ حَدَّثَنا

ص: 228

أبو العباس مُحَمَّد بن يعقوب حَدَّثَنا أبو عتبة أَحْمَد بن الفرج حَدَّثَنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِي الْعَلاءِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَلا وَإِنَّ هلاك أمتي بالعصبية والقدرية والراية عَنْ غَيْرِ ثَبْتٍ.

ص: 229

أَعَاذَنَا اللَّهُ مِنَ الْكَلامِ فِي كِتَابِهِ بِالرَّأْيِ أَوْ رِوَايَةِ أَحَادِيَثِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ غَيْرِ ثَبْتٍ لِئَلا نَكُونَ دَاخِلِينَ فِي قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم.

19-

مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلا عَدْلٌ.

فِي رِوَايَةِ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أبيه ، عن جده عنه.

وقوله:

20-

اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا أَوْ أَتَى الْبَهَائِمَ مِنْ رِوَايَةِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْهُ.

21-

وَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم فِي رِوَايَةِ شُعْبَةَ عَنْ مَنْصُور عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه:

لا تَكْذِبُوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ يَلِجُ النَّارَ.

ص: 231

فَأَقُولُ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ:

إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلامٍ رضي الله عنه أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم في مَقْدَمَهُ عليه السلام الْمَدِينَةَ وَسَأَلَهُ عَنْ ثَلاثِ مَسَائِلَ كَمَا:

22-

أَخْبَرنَا الأُسْتَاذُ الإِمَامُ أَبُو الطَّاهِرِ مُحَمَّد بْنُ مُحَمَّد بْنِ مَحْمِشٍ الزِّيَادِيُّ قِرَاءَةً عليه حَدَّثَنا أَبُو الْفَضْلِ عُبْدُوسُ بْنُ الحُسَين بْنِ مَنْصُور السمسار حَدَّثَنا أبو حاتم الرازي حَدَّثَنا مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَقْدَمَهُ الْمَدِينَةَ فَقَالَ إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلاثٍ لا يَعْلَمُهُنَّ إِلا نَبِيٌّ.

قَالَ مَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ وَمَا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ [وَالْوَلَدُ

ص: 232

يَنْزِعُ] إِلَى أَبِيهِ وَإِلَى أُمِّهِ.

قَالَ أَخْبَرَنِي بِهِنَّ جِبْرِيلُ [آنِفًا][قَالَ] عَبْدُ اللَّهِ ذَاكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنَ الْمَلائِكَةِ قَالَ: أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَارٌ تَحْشُرُهُمْ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى المغرب و [أما أَوَّلُ] طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ، وَأَمَّا الْوَلَدُ فَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ نَزَعَهُ ، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ نَزَعَهُ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ

ص: 233

إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهْتٌ فَإِنْ عَلِمُوا بِإِسْلامِي قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَهُمْ عَنِّي بَهَتُونِي عِنْدَكَ فَجَاءَ الْيَهُودَ فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

أَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ اللَّهِ فِيكُمْ قَالُوا خَيْرُنَا وَابْنُ خَيْرِنَا وَسَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا وَأَعْلَمُنَا وَابْنُ أَعْلَمِنَا قَالَ أَرَأَيْتُمْ إِذَا أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ قَالُوا أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدا رَسُولُ اللَّهِ فَقَالُوا شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا وَانْتَقَصُوهُ فَقَالَ هَذَا مَا كُنْتُ أَخَافُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْ كُنْتُ أَحْذَرُ.

رَوَاهُ مُحَمَّد بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ فِي التَّفْسِيرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُنِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَكْرٍ السَّهْمِيِّ.

وَفِي (خَلْقِ آدَمَ) عَنْ مُحَمَّد بْنِ سَلامٍ عَنْ مَرْوَانَ الْفَزَارِيِّ.

ص: 234

وَفِي هِجْرَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنْ حَامِدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ كُلُّهُمْ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِك بِهَذَا.

فَأَمَّا الْحَدِيثُ الطَّوِيلُ فَإِنِّي أَشْهَدُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ أَنَّهُ مَوْضُوعٌ وَمَنْ حَدَّثَ بِهِ كَانَ كَاذِبًا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَوْلِهِ مَنْ رَوَى حَدِيثًا وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ، وَلا أَقُولُهُ تَقْلِيدًا بَلْ أَقُولُهُ بِالْحُجَجِ الَّتِي ظَهَرَتْ لِي مِنْهَا أَنَّ الضَّحَّاكَ بْنَ مُزَاحِمٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ حَرْفًا، وَهَذَا الْحَدِيثُ عَنْهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

ص: 235

وَمِنْهَا أَنَّ جُوَيْبِرَ بْنَ سَعِيدٍ الرَّاوِي لِهَذَا الْحَدِيثِ عَنِ الضَّحَّاكِ لَيْسَ بِشَيْءٍ فَقَدْ ضَعَّفَهُ الأَئِمَّةُ الْمُقْتَدَى بِهِمْ كَمَا قَدَّمْتُ ذِكْرَهُ.

وَمِنْهَا أن مُحَمَّد بن عبد الله الفلسطيني الرواي لِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ جُوَيْبِرٍ مَجْهُولٌ لا يُعْرَفُ وَالْجَهَالَةُ عَيْنُ الْجَرْحِ.

وَمِنْهَا أَنَّ أَحْمَد بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْجُوَيْبَارِيَّ الْهَرَوِيَّ الْمُنْفَرِدَ بِهَذَا الْحَدِيثِ مُفْرَدٌ مِنْ بَيْنِ أَقْرَانِهِ الْكَذَّابِينَ عَلَى سَيِّدِ الْعَالَمِينَ بِالْجَهْلِ وَسُوءِ الْمَذْهَبِ وَالزِّيَادَةُ هِيَ الْوَضْعُ كَمَا قَدَّمْتُ ذِكْرَهَا، وَكُلُّ مَنْ تَابَعَهُ عَلَى راوية هَذَا الْحَدِيثِ فَهُوَ كَذَّابٌ خَبِيثٌ مِثْلَهُ فَيَكُونُ هُوَ الْوَاضِعُ لَهُ وَهَذَا السَّارِقُ مِنْهُ وَمَنْ حَدَّثَ بِهِ الرَّاوِي لِلْكَذِبِ وَالْمَوْضُوعِ وَوَيْلٌ لِلْكَذَّابِينَ عَلَى رَسُولِ [رَبِّ الْعَالَمِينَ بَعْدَ قَوْلِهِ] صلى الله عليه وسلم:

23-

بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا حَرَجَ وَحَدِّثُوا عني ولا تكذبو عَلَيَّ فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ من النار.

ص: 236

وَلَعَلَّ قَائِلا يَقُولُ إِنَّ الْكَلامَ فِي هَؤُلاءِ الرُّوَاةِ غِيبَةٌ وَالْغِيبَةُ مُحَرَّمَةٌ فِي أَخْبَارٍ كَثِيرَةٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَائِلُ هَذَا يَخُوضُ فِيمَا لَيْسَ مِنْ صِنَاعَتِهِ فَقَدْ أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ بِلا اخْتِلافٍ بَيْنَهُمْ أَنَّهُ لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ فِي أَحْكَامِ الشَّرِيعَةِ إِلا بِحَدِيثِ الصَّدُوقِ الْعَاقِلِ فَفِي هَذَا الإِجْمَاعِ دَلِيلٌ عَلَى إِبَاحَةِ جَرْحِ مَنْ لَيْسَ هَذِهِ صِفَتُهُ.

24-

وَقَدْ أَخْبَرَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ رضي الله عنه قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَد بْنَ كَامِلٍ الْقَاضِيَ يَقُولُ:

ص: 237

سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ يَحْيَى بْنَ مَنْصُور الْهَرَوِيَّ يَذْكُرُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ خَلادٍ قَالَ قُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَمَا تَخْشَى أَنْ يَكُونَ هَؤُلاءِ الَّذِينَ تَرَكْتَ حَدِيثَهُمْ خُصَمَاءَكَ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

فَقَالَ لأَنْ يَكُونَ هَؤُلاءِ خُصَمَائِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ خَصْمِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِمَ حَدَّثْتَ عَنِّي [حَدِيثًا تَرَى أَنَّهُ] كَذِبٌ.

وَمِنَ الدَّلِيلِ الْوَاضِحِ عَلَى أَنَّ الْحَدِيثَ الطَّوِيلَ [بِرِوَايَةِ أَحْمَدَ] بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيِّ بَاطِلٌ فِي مَتْنِهِ أَشْيَاءُ هِيَ أَلْيَقُ بِكَلامِ أَحْمَد [بْنِ عَبْدِ اللَّهِ] مِنْ كَلامِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم يَعْرِفُهَا كُلُّ مَنْ يَرْجِعُ إِلَى أَدْنَى مَعْرِفَةٍ، وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ لِلصَّوَابِ وَهُوَ حَسْبِي وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.

قَالَ [لَنَا] الشَّيْخُ الإِمَامُ أَبُو بَكْر وَجَدْتُ عَلَى ظَهْرِ الْجُزْءِ الَّذِي

ص: 238

نَقَلْتُ مِنْهُ الْكَلامَ عَلَى الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الْجُوَيْبَارِيُّ مِنَ الأَلْفِ سُؤَالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ سَلامٍ بِخَطِّ الْحَاكِمِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظِ رحمه الله حَيْثُ عُرِضَ عَلَيْهِ كَلامُ الشَّيْخِ أَحْمَد عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ قَدْ تَأَمَّلْتُ الرِّوَايَاتِ عَنِّي فِي هَذَا الْجُزْءِ مِنْ رِوَايَاتِي عَنْ شُيُوخِي رضي الله عنهم وَسَائِرَ مَا فِيهِ مِنْ كَلامِي فِي التَّعْدِيلِ وَالْجَرْحِ فَوَجَدْتُ جَمِيعَ ذَلِكَ عَلَى مَا أَخْرَجْتُهُ فِي مُصَنَّفَاتِي الْمَقْبُولَةِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَكَتَبَهُ مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِخَطِّهِ قَالَ [لَنَا] وَوَجَدْتُ فِي آخِرِ هَذَا الْجُزْءِ فُتْيَا اسْتَفْتَيْتُهَا الْحَاكِمَ فِيهِ وَصُورَتُهَا:

بسم الله الرحمن الرحيم

مَا يَقُولُ الْحَاكِمُ الإِمَامُ رضي الله عنه وَعَنْ وَالِدَيْهِ فِي إِسْنَادِ مَسَائِلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ رضي الله عنه الَّتِي تُرْوَى عَنْ أَحْمَد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُوَيْبَارِيِّ عَنْ مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْفِلَسْطِينِيُّ عَنْ جُوَيْبِرٍ عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابن عباس رضي الله عنهما نَحْوًا مِنْ أَلْفِ مَسْأَلَةٍ أَوْ أَكْثَرَ فَبَيَّنَ لما وَهُوَ مَأْجُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَصُورَةُ خَطِّ الْحَاكِمِ تَحْتَهَا:

قَدْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلامٍ رضي الله عنه جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَسَأَلَهُ عَنْ ثَلاثِ مَسَائِلَ فَأَمَّا حَدِيثُ أَحْمَد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُوَيْبَارِيِّ فَغَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ وَلِحَدِيثِهِ هَذَا أَخَوَاتٌ كَثِيرَةٌ مَوْضُوعَةٌ.

وَكَتَبَهُ مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِخَطِّهِ قَالَ وَوَجَدْتُ تَحْتَ خَطِّ الْحَاكِمِ هَذَا خَطَّ الأُسْتَاذِ الإِمَامِ أَبِي إِسْحَاقَ الإِسْفَرَايِينِيِّ الْمَرْجِعُ فِي الْجَرْحِ وَتَصْحِيحِ

ص: 239

الأَخْبَارِ وَمَا يُقْبَلُ مِنْهَا وَمَا يُرَدُّ مِنْ طَرِيقِ الرِّجَالِ إِلَى الْحَاكِمِ الْفَاضِلِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ.

وَكَتَبَهُ إِبْرَاهِيمُ بِخَطِّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا وَعَلَى جَمِيعِ أَئِمَّةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَعَلَيْنَا مَعَهُمْ.

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَصَلَوَاتُهُ وَسَلامُهُ عَلَى سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَزْوَاجِهِ أَجْمَعِينَ.

انتهى جزء الجويباري.

ص: 240