المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌مقدمة بسم الله الرحمن الرحيم إنّ الحمدَ لله، نحمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، - حديث مطين

[مطين]

فهرس الكتاب

الفصل: ‌ ‌مقدمة بسم الله الرحمن الرحيم إنّ الحمدَ لله، نحمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه،

‌مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

إنّ الحمدَ لله، نحمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفُسِنا، ومن سيِّئاتِ أعمالِنا.

مَنْ يهدِه الله فلا مُضلَّ له، ومَنْ يضلِلْ فلا هاديَ له.

وأشهَدُ أنْ لا إلهَ إلّا الله، وحدَه لا شريكَ له، وأشهَدُ أنّ محمَّدا عبدُه ورسولُه.

أمَّا بعدُ؛

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ من نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ منهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ منهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70، 71]

الإمامُ الحافظُ الكبيرُ أبو جعفرٍ محمَّد بنُ عبدِ الله بنِ سليمانَ الحضرميُّ الكوفيُّ المعروفُ ب «مُطَيَّن» (ت: 297 هـ) أحدُ الأئمةِ الحفاظ، ثقةٌ، جبلٌ، كَتَب عن أكثرَ من خمسِ مئةٍ شيخ، عدَّه الإمامُ الذهبيُّ فيمَن يُعتمد قولُه في الجرحِ والتعديل.

صنَّف المسندَ والتاريخَ والتفسيرَ، لكن لم يصلنا شيءٌ ممَّا صنَّف خلا هذين الجزأين الآتيَين -فيما أعلم-.

ص: 5

الجزء الأول: «من حديث أبي جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، ويعرف ب مطين» . وهو من رواية أبي الحسن علي بن عبد الرحمن بن أبي السري البكائي (ت: 376 هـ)، عنه. اشتمل على (42) إسناداً.

الجزء الثاني: «من الأخبار والحكايات من كلام العلماء لأبي جعفرٍ محمَّدِ بنِ عبدِ الله بنِ سليمانَ الحضرميِّ» وهو من رواية أبي محمَّد جعفر بن محمَّد بن نُصير الخُلْدي (ت: 348 هـ)، عنه. اشتمل على (74) إسناداً.

‌وكان منهجي في تحقيقِهما كالتالي:

أولًا: قمتُ بنسخِهما عن أصلِهما، مُراعيًا علاماتِ الترقيم.

ثانيًا: كَتَبتُ الآياتِ القرآنيةَ بالرسمِ العثمانيّ، مع عزوِها لمواضعِها من المصحفِ الشريفِ.

ثالثًا: رَقَّمتُ أسانيدَهما وجَعَلته ترقيمًا متَّصلًا فيهما، وضَبَطتُ ما يُشكِل في النصِّ.

رابعًا: خرَّجت أحاديثَهما، واكتَفيتُ فيه بمَن أخرجه من طريقِ المصنِّفِ أو تابعه.

خامسًا: وَضَعتُ فهرسًا للآياتِ والأحاديثِ والمراجعِ، ثمَّ فهرسًا عامًّا للمحتوياتِ.

سادسًا: قدَّمت بين يدي النصِّ المُحَقَّقِ ب: ترجمةٍ لصاحبِ الجزأَين (مُطَيَّن)، ورواةِ الجزأَين عنه. ثمَّ وَصَفتُ النسختَين الخطِّيتَين، وأتبعتُهما بصورٍ منهما.

وختامًا: أسأل الله العظيم، ربَّ العرشِ الكريمِ أن يتقبَّلَه منّي، وأن يرضى

ص: 6

به عني، وأن يجعلَه خالصًا لوجهِه الكريم، إنّه وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين

وصلى الله وسلَّم وبارك على سيِّدِنا محمَّد وعلى آلِه وصحبِه أجمعين.

كتب/

خالد عبد العظيم الحويني

قرية حوين، مركز الرياض، محافظة كفر الشيخ، مصر.

مساء الأحد: 9 ربيع ثان 1443 هـ

13/ 11/ 2021 م

ص: 7

ترجمةُ الإمامِ

ص: 9

‌ترجمةُ الإمامِ محمَّد بنِ عبدِ الله بنِ سليمانَ الحضرميِّ مُطيَّن

(1)

‌اسمُه:

محمَّدُ بنُ عبدِ الله بنِ سليمانَ الحضرميُّ الكوفيُّ، أبو جعفرٍ، الملقَّب بمُطَيَّنٍ.

‌مولدُه:

وُلد رحمه الله سنةَ اثنتين ومئتَين.

‌طلبُه العلمَ:

قال جعفرٌ الخُلْديُّ: قلتُ لمطيَّنٍ: لم لُقِّبت بهذا؟ قال: كنتُ صبيًّا ألعبُ مع الصبيان، وكنتُ أطولَهم، فنسبحُ ونخوضُ، فيطيِّنون ظهري، فبصُر بي يومًا

(1)

انظر ترجمته في: «الجرح والتعديل» (7: 298)، «المؤتلف والمختلف» للدارقطني (4: 2067)، «سؤالات السهمي للدارقطني» (ص 72)، «الفهرست» (283)، «الإرشاد» (2: 578)، «الإكمال» لابن ماكولا (7: 261)، «الأنساب» (12: 322)، «التقييد» (1/ 60)، «تكملة الإكمال» (5: 366)، «اللباب» (3: 227)، «طبقات علماء الحديث» لأبي عبد الله الصالحي (2: 373)، «سير أعلام النبلاء» (14: 41)، «تذكرة الحفاظ» (2: 171)، «ميزان الاعتدال» (3: 607)، «العبر في خبر من غبر» (4: 433)، «الوافي بالوفيات» (3: 345)، «نزهة الألباب في الألقاب» (2: 184)، «لسان الميزان» (7: 257)، «الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة» (1: 199)، «طبقات الحفاظ» للسيوطي (ص 288)، «طبقات المفسرين» للداوودي (2: 164)، «قلادة النحر» (2: 658)، «شذرات الذهب» (2: 226)، «هدية العارفين» (2: 23)، «الرسالة المستطرفة» (ص 48)، «الأعلام» (6: 223)، «معجم المؤلفين» (10: 218). وانظر: «التنكيل» للمُعَلِّميِّ (10: 758 ضمن آثاره).

ص: 11

أبو نعيمٍ، فقال لي: يا مطيَّن، لم لا تحضرُ مجلسَ العلم؟ فلمّا طَلَبتُ الحديثَ، مات أبو نُعيم، وكَتَبتُ عن أكثرَ من خمسِ مئةِ شيخٍ.

‌شيوخُه:

كَتَب مطيَّنٌ عن أكثرَ من خمسِ مئةِ شيخٍ؛ فمنهم:

أحمدُ بنُ أسدٍ البجليُّ، وأحمدُ بنُ زكريّا الواسطي، وأحمدُ بنُ سنانٍ الواسطيُّ، وأحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ حنبلٍ، وأحمدُ بنُ يونسَ، والحسنُ بنُ الخلّالِ، والحسنُ بنُ قزعةَ، والحسينُ بنُ حسنٍ، والحكمُ بنُ موسى، ورَوحُ بنُ عبدِ المؤمنِ، وسعيدُ بنُ عمرٍو الأشعثيُّ، وسفيانُ بنُ وكيعٍ، وسَلمُ بنُ جُنادةَ، وسلمةُ بنُ شبيبٍ، وشيبانُ بنُ فروخٍ، وضرارُ بنُ صردٍ، والعباسُ بنُ عبدِ العظيمِ العنبريُّ، وعبدُ الله بنُ أحمدَ بنِ حنبلٍ، وعبدُ الله بنُ أحمدَ بنِ شبّويهِ، وعبدُ الله بنُ خُبيقٍ، وعبدُ الحميدِ بنُ صالحٍ، وعبدُ الواحدِ بنُ غياثٍ، وعبدُ الوارثِ بنُ عبدِ الصمدِ، وعبدُ الوهّابِ بنُ زكريّا الأصبهانيُّ، وعبيدُ بنُ إسماعيلَ الهباريُّ، وعبيدُ بنُ يعيشَ، وعثمانُ بنُ أبي شيبةَ، وعقبةُ بنُ قبيصةَ، وعليُّ بنُ الجعدِ، وعليُّ بنُ حربٍ الموصليُّ، وعليُّ بنُ حكيمٍ الأوديُّ، والفضلُ بنُ دُكَينٍ أبو نعيمٍ، وكاملُ بنُ طلحةَ، ومحمَّدُ بنُ إسماعيلَ بنِ سمرةَ الأحمسيُّ، ومحمَّدُ بنُ بشّارٍ، ومحمَّدُ بنُ حفصِ بنِ راشدٍ، ومحمَّدُ بنُ زَنجَويهِ أبو بكرٍ، ومحمَّدُ بنُ عبدِ الله بنِ نُمَيرٍ، ومحمَّدُ بنُ عمرِو بنِ حيّانَ، ومحمَّدُ بنُ العلاءِ أبو كريبٍ، ومحمَّدُ بنُ المثنّى أبو موسى، ومحمودُ بنُ غيلانَ، ومسروقُ بنُ المَرزُبانِ، ومِسعَرُ بنُ كِدامٍ، ومصرفُ بنُ عمرٍو، ومنجابُ بنُ الحارثِ، ونعيمُ بنُ يعقوبَ، وهلالُ بنُ العلاءِ، والهيثمُ بنُ عبيدِ الله القرشيُّ، ووهبُ بنُ بقيّةَ، ويحيى بنُ بشرٍ الحريريُّ، ويحيى بنُ حسّانَ، ويحيى بنُ عبدِ الحميدِ الحمانيُّ،

ص: 12

ويوسفُ بنُ مسلمٍ، وأبو بكرِ بنُ أبي شيبةَ، وأبو معمرٍ القطيعيُّ.

‌سمع منه:

إبراهيمُ بنُ أحمدَ بنِ أبي الحصينِ الهمدانيُّ، وأحمدُ بنُ إبراهيمَ أبو بكرٍ الإسماعيليُّ، وأحمدُ بنُ إسحاقَ بنِ بُنجاب الطيبيُّ، وأحمدُ بنُ سلمانَ بنِ الحسنِ الفقيهُ أبو بكرٍ النجادُ، وأحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ إبراهيمَ المذكرُ الطوسيُّ البلاذريُّ، وأحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ إسماعيلَ أبو حامدٍ الإسماعيليُّ، وأحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ حكيمٍ أبو الحسنِ الحكيميُّ، وأحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ حَمدانَ أبو بكرِ بنُ الصابونيِّ، وأحمدُ بنُ موسى بنِ العباسِ أبو بكرِ بنُ مجاهدٍ، وأحمدُ بنُ يوسفَ بنِ خلّادٍ النصيبيُّ، وبرهانُ بنُ عليٍّ الصوفيُّ، وجعفرُ بنُ محمَّدِ بنِ هشامٍ الكنديُّ، وجعفرُ بنُ محمَّدِ بنِ نصيرٍ الخلديُّ، والحسنُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ خلّادٍ أبو محمَّدٍ الرامهرمزيُّ، والحسنُ بنُ محمَّدٍ السكونيُّ المعدّلُ، والحسينُ بنُ حمزةَ الخثعميُّ، وزيدُ بنُ عليِّ بنِ أحمدَ العجليُّ، وسليمانُ بنُ أحمدَ الطبرانيُّ، وعبدُ الله بنُ يحيى بنِ معاويةَ أبو بكرٍ الطلحيُّ، وعبدُ الباقي بنُ قانعِ بنِ مرزوقٍ، وعليُّ بنُ الحسينِ بنِ محمَّدٍ أبو الفرجِ الأصبهانيُّ، والفضلُ بنُ جعفرٍ المدائنيُّ، ومحمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ نصرٍ أبو جعفرٍ الترمذيُّ، ومحمَّدُ بنُ الحسنِ أبو بكرٍ النقّاشُ، ومحمَّدُ بنُ خلفِ بنِ حيّانَ الملقَّبُ بوكيعٍ، ومحمَّدُ بنُ عبدِ الملكِ الدقيقيُّ، ومحمَّدُ بنُ عمرِو بنِ موسى أبو جعفرٍ العقيليُّ، ونعيمُ بنُ أبي نعيمٍ الجُرجانيُّ، والهيثمُ بنُ كُلَيبٍ الشاشيُّ، وأبو العبّاسِ بنُ عُقدةَ، وأبو عوانةَ الإسفرايينيُّ وغيرهم.

‌ثناءُ العلماءِ عليه:

قال ابنُ أبي حاتم: «كَتَب إلينا ببعضِ حديثِه، وهو صدوقٌ» .

ص: 13

قال السهميُّ: «سألتُ أبا الحسنِ عليَّ بنَ عمرَ بنِ مهديٍّ الحافظَ -الدارقطنيَّ- عن محمَّدِ بنِ سليمانَ، مُطيَّن؟ فقال: ثقةٌ جبلٌ» .

وقال السلميُّ: «سألتُ الدارقطنيَّ عن مُطيَّن، فقال: جبلٌ لوثاقتِه» .

قال الخليلي: «ثقةٌ حافظٌ» .

قال أبو نصرِ بنُ ماكولا: «أحدُ الأئمةِ الحُفّاظِ» .

قال ابنُ أبي يعلى: «أحدُ الحُفّاظ والأذكياءِ الأيقاظ .. ذَكَره أبو بكرٍ الخلّالُ، فقال: «سَمِعنا منه أحاديثَ ومسائلَ عن أبي عبدِ الله حسانًا جيادًا» .

قال السمعانيُّ: «كان من ثقاتِ الكوفيِّين» .

قال ابن نُقطةَ: «حافظٌ ثقةٌ» .

قال عزُّ الدين بنُ الأثيرِ: «كان ثقةً» .

قال الذهبيُّ: «الشيخُ الحافظُ الصادق، محدِّثُ الكوفة، كان مُتقِنًا» .

وقال: «الحافظُ الكبيرُ .. ثقةٌ مطلقًا» .

وعدَّه الذهبيُّ فيمَن يُعتمد قولُه في الجرحِ والتعديلِ.

‌طعنُ محمَّدِ بنِ عثمانَ بن أبي شيبةَ في مُطيَّن:

قال الخطيبُ البغداديُّ: «وَقَع بينه؛ أي: محمَّدِ بنِ عثمانَ بنِ أبي شيبةَ، وبين محمَّدِ بنِ عبدِ الله بن سليمانَ مطيَّنٍ الحضرميِّ كلامٌ، حتّى خَرَج كلُّ واحدٍ منهما إلى الخشونةِ والوقيعةِ في صاحبه، فأجريتُ بعضَ ما بينهما لمحمَّدِ بنِ عثمانَ بنِ أبي شيبةَ بعد أن سَمِعتُ المكروهَ من كلِّ واحدٍ منهما في صاحبِه، فقلتُ: ما هذا الاختلافُ الذي وَقَع بينكما؟

ص: 14

قال: روى مُطيَّن، عن عُبيدِ بنِ يعيشَ، عن مصعبِ بنِ سلامٍ، عن أبي سعدٍ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عبّاسٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال:«تناصحوا في العلمِ؛ فإنّ خيانةَ أحدِكم في علمِه، أشدُّ من خيانتِه في مالِه، والله مُسائلُكم عنه» .

فقال: غَلِط فيه مُطيَّنٌ، وإنَّما هو عن مصعبِ بنِ سلامٍ، عن أبي سعيدٍ وليس هو أبا سعدٍ.

قال: وإنّما رواه مطينٌ، فقال عن أبي سعدٍ، يريد به البقّالَ.

ورَوَيتُ أنا وقلتُ: عن أبي سعيدٍ عبدِ القدّوسِ بنِ حبيبٍ.

فقلتُ له: عمَّن رَوَيتَ؟ فقال: حدَّثنا إبراهيمُ بنُ محمَّدِ بنِ ميمونٍ، قال: حدَّثنا مصعبُ بنُ سلامٍ، قال: حدَّثنا عبدُ القدوسِ بنُ حبيبٍ الدمشقيُّ أبو سعيدٍ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عبّاسٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «تناصحوا في العلمِ؛ فإنّ خيانةَ أحدِكم في علمِه، أشدُّ من خيانتِه في مالِه»

(1)

.

قال أبو نعيمٍ: فسَبَق إلى وهمي أنّ هذا الغلطَ قد يكونُ من عُبيدِ بنِ يعيشَ؛ إذ كانت روايةُ محمَّدِ بنِ عثمانَ هي عن إبراهيمَ بنِ محمَّدِ بنِ ميمونٍ، ثمَّ ذَكَرتُ فيما: حدَّثنا عمّارُ بنُ رجاءٍ، قال: حدَّثنا عبيدُ بنُ يعيشَ، قال: حدَّثنا مصعبُ بنُ سلامٍ، عن أبي سعيدٍ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عبّاسٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم

فذَكَر هذا الحديثَ.

وحدَّثنا مطينٌ، قال: حدَّثنا عبيدُ بنُ يعيشَ، قال: حدَّثنا مصعبُ بنُ سلامٍ، عن أبي سعدٍ، عن عكرمةَ، فذَكَر مثلَه.

(1)

أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (11/ 270 ح 11701) قال: حدَّثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا عبيد بن يعيش، ثنا مصعب بن سلام، عن أبي سعد، به.

ص: 15

قال أبو نعيمٍ: فقلتُ: إنّ الصوابَ فيما رواه محمَّدُ بنُ عثمانَ، وأنَّه لم يغلطْ فيما ردَّ على مُطيَّنٍ من روايتِه عن عبيدِ بنِ يعيشَ.

قال أبو نعيمٍ: وهذا سماعي قديمًا، ثمَّ سَمِعتُ من مُطيَّنٍ الحضرميِّ هذا الحديثَ بعد ذلك بعشرين سنةً في «فوائد الحاجّ» ، قال: حدَّثنا عبيدُ بنُ يعيشَ، قال: حدَّثنا مصعبُ بنُ سلامٍ، عن أبي سعدٍ، قال: أبو جعفرٍ الحضرميُّ: يعني عبدَ القدوسِ بنَ حبيبٍ الدمشقيَّ، عن عكرمةَ، عن ابنِ عبّاسٍ.

كأنَّ الحضرميَّ بيَّنه بذلك، وقال: يعني عبدَ القدوسِ، ولم يقل: عن أبي سعيدٍ، وقال: عن أبي سعدٍ، فأقرَّ سعدًا على حالِه، ولم يُقرَّ الاسمَ.

قال لي محمَّدُ بنُ عثمانَ: وقد غَلِط أيضًا في حديثٍ آخرَ، ثم قال: حدَّثنا أبي، قال: حدَّثنا جريرٌ، عن مغيرةَ، عن عاصمٍ، عن زِرٍّ، عن أُبيِّ بنِ كعبٍ في ليلةِ القدرِ ليلةَ سبعٍ وعشرين

(1)

.

قال محمَّدُ بنُ عثمانَ: وإنَّما هو موقوفٌ، وقد حدَّث به مُطيَّنٌ مرفوعًا، ولم يُحدِّث به أُبيٌّ إلا موقوفًا.

ثمَّ قال محمَّدُ بنُ عثمانَ: حدَّثنا يحيى الحِمّانيُّ، قال: حدَّثنا يحيى بنُ اليمانِ، عن شَرِيكٍ، عن عثمانَ أبي اليقظانِ، عن أنسٍ {ولدينا مزيد} [ق: 35].

قال: يظهرُ الربُّ تعالى يومَ القيامةِ

(2)

.

قال محمَّدُ بنُ عثمانَ: وحدَّث به مطينٌ، عن يحيى الحمانيِّ.

(1)

أخرجه الترمذي (ص 793).

(2)

أخرجه ابن أبي الدنيا في «صفة الجنة» (ص 90) قال: حدثني عمار بن نصر المروزي، ثنا يحيى بن يمان بنحوه.

ص: 16

قال: حدَّثنا يحيى، قال: حدَّثنا شريكٌ

ولم يذكر يحيى بنَ اليمانِ فيما بينهما.

قال أبو نُعيمٍ: ثمَّ لَقِيتُ محمَّدَ بنَ عثمانَ ببغدادَ سنةَ تسعٍ وثمانين، وسنةَ تسعين وإحدى، وهو يذكرُ مُطيَّنًا بسوءٍ، وبَلَغني أنّ مُطيَّنًا يذكرُه أيضًا بسوءٍ، وأنّ تلك المقالاتِ والمراسلاتِ باقيةٌ بعدُ إلى تلك الغايةِ.

قال أبو نعيمٍ: وسألتُ الحضرميَّ بالكوفةِ سنةَ تسعين عن محمَّدِ بنِ عثمانَ، -ومحمَّدُ بنُ عثمانَ حينئذٍ مقيمٌ ببغدادَ-، فقال: حدَّثنا عبيدُ الله، قال: حدَّثنا ابنُ مهديِّ، عن حمادِ بنِ زيدٍ، قال: سألتُ أيوبَ عن رجلٍ، فقال: لم يكن مستقيمَ اللسانِ. فرأيتُه يذكرُه بالطعنِ عليه.

فقيل له: إنّ محمَّدَ بنَ عثمانَ يروي عن محمَّدِ بنِ عمرانَ بنِ أبي ليلى، عن أبيه، عن ابنِ أبي ليلى، عن فُضيلٍ في التشهُّدِ.

فقال: موضوعٌ.

قال أبو نعيمٍ: والذي يُعرف بهذا الإسنادِ حديثُ ابنِ أبي ليلى، عن فضيلِ بنِ عمرٍو، عن إبراهيمَ، عن علقمةَ، عن عبدِ الله بنِ مسعودٍ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم كان إذا استخار الله في الأمر يريدُ أن يصنعَه يقول: «اللهم إنّي أستخيرُك بعلمِك، وأستقدرُك بقدرتِك

»

(1)

فذَكَر الحديثَ.

قال مطينٌ: ومن أين لَقِي محمَّدَ بنَ عمرانَ؟ فعَلِمتُ أنّه يحملُ عليه من غيرِ توقُّفٍ.

(1)

أخرجه البزار في «مسنده» (1583) من طريق: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن فضيل بن عمرو، به.

ص: 17

فقلتُ لمطينٍ: ومتى مات محمَّدُ بنُ عمرانَ؟ فقال: سنةَ أربعٍ وعشرين.

فقلتُ لابني: اكتب هذا التاريخَ.

فرأيتُه قد نَدِم على ذلك، فقال: مات محمَّدُ بنُ عمرانَ بعد هذا، فذَكَر موتَه بعد ذلك بسنين، وذكر منجابًا، فقال: مات بعد ثلاثين.

ثم قال: مات إسماعيلُ بنُ الخليلِ سنةَ أربعٍ وعشرين، وشهابُ بنُ عبّادٍ سنةَ أربعٍ وعشرين.

فرأيتُه قد غَلِط في موتِ محمَّدِ بنِ عمرانَ فضمَّه إلى إسماعيلَ بنِ الخليلِ، وشهابِ بنِ عبادٍ، ورأيتُه قد أنكر عليه أيضًا أحاديثَ.

وذَكَرتُ لمحمَّدِ بنِ عثمانَ شيئًا من ذكرِ مطينٍ، فذَكَر أحاديثَ عن مطينٍ مما ينكرُ عليه، وقد كنتُ وَقَفتُ على تعصُّبٍ وَقَع بينهما بالكوفةِ سنةَ سبعين، وعلى أحاديثَ يُنكِر كلُّ واحدٍ منهما على صاحبِه، ثمَّ ظَهَر أنّ الصوابَ الإمساكُ عن القبولِ من كلِّ واحدٍ منهما في صاحبِه.

قال أبو نُعيمٍ: «ورأيتُ موسى بنَ إسحاقَ الأنصاريَّ يميلُ إلى مطينٍ في هذا المعنى حين ذُكِر عنده، ولا يطعنُ على محمَّدِ بنِ عثمانَ، ويثني على مُطيَّن ثناءً حسنًا»

(1)

.

قال الذهبيُّ: «وقد تكلَّم فيه محمَّدُ بنُ عثمانَ بنِ أبي شيبةَ، وتكلَّم هو في ابنِ عثمانَ، فلا يُعتدُّ غالبًا بكلامِ الأقرانِ، لا سيَّما إذا كان بينهما منافسةٌ؛ فقد عدَّد ابنُ عثمانَ لمطيَّنٍ نحوًا من ثلاثةِ أوهامٍ، فكان ماذا؟ ومطيَّنٌ أوثقُ

(1)

«تاريخ بغداد» (4: 68).

ص: 18

الرجُلَين، ويكفيه تزكيةُ مثلِ الدارقطنيِّ له»

(1)

.

وقال أيضًا: «ولأبي جعفرٍ العبسيِّ -هو محمَّدُ بنُ عثمانَ بنِ أبي شيبةَ- كلامٌ في مطيَّنٍ، وعدَّد له نحوًا من ثلاثةِ أوهامٍ، فلا يُلتَفت إلى كلامِ الأقرانِ بعضِهم في بعضٍ، وبكلِّ حالٍ فمُطيَّنٌ ثقةٌ مطلقًا، وليس كذلك العبسيُّ»

(2)

.

وقال: «حطَّ عليه محمَّدُ بنُ عثمانَ بنِ أبي شيبةَ، وحطَّ هو على ابنِ أبي شيبةَ، وآل أمرُهما إلى القطيعةِ. ولا يُعتدُّ -بحمد الله- بكثيرٍ من كلامِ الأقرانِ بعضِهم في بعضٍ» .

وقال: «مطينٌ وثَّقه النّاس، وما أصغوا إلى ابنِ أبي شيبةَ»

(3)

.

قال الحافظُ ابنُ حجرٍ: «وقد أنكر موسى بنُ هارونَ الحافظُ أيضًا على مطينٍ أحاديثَ، لكن ظَهَر الصوابُ مع مطينٍ» .

وقال الحاكمُ في تاريخِه: «سَمِعتُ أبا عبدِ الله محمَّدَ بنَ العبّاسِ يقول: سَمِعتُ أبا ترابٍ الموصليَّ -هو محمَّدُ بنُ إسحاقَ بنِ محمَّدٍ- يقولُ: جَمَع موسى بنُ هارونَ، عن أبي جعفرٍ الحضرميِّ ثلاثَ مئةِ حديثٍ أنكرها عليه، فكَتَبتُها وخَرَجتُ إلى الكوفةِ، فدَخَلتُ على أبي جعفرٍ فسألني فلمّا خلا بي قال: ما هذا الذي يبلغُني عن أبي عمرانِ تاب الله علينا وعليه؟ فقلتُ: قد جَمَعتُ الأحاديثَ التي يذكرُها، فقال: ائتني بها، فأتيتُه بها فقال: اذكر حديثًا حديثًا، فكنتُ أذكرُ الحديثَ، فيقومُ ويخرجُه من أصلِ كتابِه، في مجالس كُتُبه،

(1)

«سير أعلام النبلاء» (14: 42).

(2)

«تذكرة الحفاظ» (2: 172).

(3)

«ميزان الاعتدال» (3: 607).

ص: 19

حتى أخرجها كلَّها من أصولِه»

(1)

.

‌مصنفاته:

1 -

التاريخ.

2 -

تاريخ صفِّين.

3 -

تفسير القرآن.

4 -

تفسير المسند.

5 -

كتاب الأدب.

6 -

كتاب السُّنن في الفقه.

7 -

المسند.

8 -

معرفة الصحابة

(2)

.

9 -

معجم شيوخه.

10 -

الوُحْدان

(3)

.

11 -

الوُحْدان من الصحابة

(4)

.

‌وفاته:

توفي رحمه الله في ربيع الأول، سنة سبع وتسعين ومئتين

(5)

.

(1)

«لسان الميزان» (5: 234).

(2)

قال د/ عامر حسن صبري في مقدمة تحقيق «المستخرج من كتب الناس للتذكرة والمستطرف من أحوال الرجال للمعرفة» لأبي القاسم بن منده (1: 133): «معرفة الصحابة، للإمام محمد بن عبد الله الحضرمي، الملقب ب مطين، رواه عن أبيه، عن محمد بن سعد الأبيوردي، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي» .

(3)

ذكره في أكثر من موضع الحافظ ابن حجر في «الإصابة» (5: 462) و (5: 568)

(4)

ذكره أبو نعيم في «معرفة الصحابة» (4: 2330) وابن حجر في «الإصابة» (5: 568).

(5)

كذا في «تكملة الإكمال» لابن نُقطة (5: 366). وقال الذهبي: «في ربيع الآخر» انظر: «سير أعلام النبلاء» (14: 42).

ص: 20

‌ترجمة رواة الجزء.

‌أبو الحسن البكّائي

(1)

هو عليُّ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ عبدِ الله بنِ أبي السريِّ البكّائيُّ، أبو الحسنِ الكوفيُّ.

حدَّث عن: عبدِ الله بنِ بحرٍ، محمَّدِ بنِ الحسينِ الوادعيِّ أبي حصينٍ، محمَّدِ بنِ عبدِ الله بنِ سليمانَ الحضرميِّ.

‌حدَّث عنه:

أحمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ خرجةَ النهاونديُّ، صاعدُ بنُ محمَّدٍ أبو العلاءِ، عبيدُ الله بنُ عليٍّ العجليُّ الحذّاءُ، محمَّدُ بنُ إسحاقَ بنِ فدّويه، محمَّدُ بنُ الحسنِ بنِ حمزةَ السكريُّ، محمَّدُ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ أحمدَ بنِ بيانٍ الدهانُ، محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ عيسى البكريُّ، وأبو عبدِ الله بنُ باكويه الشيرازيُّ.

‌ثناء العلماء عليه:

قال أبو بكرٍ السمعانيُّ: «شيخٌ كبيرٌ ثقةٌ، من مشايخِ الكوفةِ» .

قال الذهبيُّ: «الإمامُ المحدِّثٌ الصدوقُ، مُسنِدُ الكوفةِ» .

‌وفاتُه:

مات رحمه الله في ثالث عشر ربيعٍ الأولِ، سنةَ ستٍّ وسبعين وثلاثِ مئةٍ، وله تسعٌ وتسعون سنةً.

(1)

«الأنساب» (2: 290)، «التقييد» (ص 413)، «سير أعلام النبلاء» (16: 309)، «العبر» (3: 2)، «تاريخ الإسلام» (8: 429)، «غاية النهاية» (1: 548)، «النجوم الزاهرة» (4: 150)، «شذرات الذهب» (3: 87).

ص: 21

‌أبو عبد الله النهاونديُّ

(1)

هو أحمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ محمَّدِ بنِ خُرجةَ النهاونديُّ.

‌سَمِع

من: عليِّ بنِ عبدِ الرحمنِ البكّائيِّ.

روى عنه: الحسنُ بنُ محمَّدِ بنِ خرجةَ أبو محمَّدٍ، عبيدُ الله بنُ محمَّدِ بنِ خُرجةَ أبو القاسمِ، العفيفُ محمَّدُ بنُ المظفَّرِ، محمَّدُ بنُ غزو النهاونديُّ.

‌ثناء العلماء عليه:

قال الذهبيُّ: «القاضي العلّامةُ» .

‌وفاته:

ذَكَره الذهبيُّ في «تاريخ الإسلام» في وفيات عام (441 هـ) قال: «روى عنه العفيفُ محمَّدٌ

سَمِعوا منه في هذا العام، ولا أدري متى مات».

‌أبو منصورٍ المُعَدِّلُ

(2)

هو محمَّدُ بنُ المظفَّرِ بنِ عبيدِ الله النهاونديُّ.

سَمِع: القاضيَ أحمدَ بنَ عبدِ الرحمنِ بنِ محمَّدٍ الراويَ.

‌أَخَذ عنه:

أبو طاهرٍ أحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ أحمدَ بنِ محمَّدٍ السِّلفيُّ.

‌وفاته:

ذَكَره الذهبيُّ في «تاريخ الإسلام» فيمَن تُوفِّي تقريبًا في سنةِ (500 هـ).

(1)

«تاريخ الإسلام» (9/ 622)«توضيح المشتبه» (3/ 413).

(2)

«تاريخ الإسلام» (10: 847).

ص: 22

‌أبو طاهرٍ السِّلَفيُّ

(1)

هو أحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ أحمدَ بنِ محمَّدِ بنِ إبراهيمَ، أبو طاهرِ بنُ أبي أحمدَ الأصبهانيُّ السِّلفيُّ.

‌مولده:

قال الذهبيُّ: «وُلد سنة خمسٍ وسبعين وأربعِ مئةٍ، أو قبلها بسنةٍ»

(2)

.

كَتَب عن: سعيدِ بنِ محمَّدِ بنِ يحيى الجوهريِّ، عبدِ الرحمنِ بنِ محمَّدِ بنِ يوسفَ النصريِّ، القاسمِ بنِ الفضلِ بنِ محمودٍ الثقفيِّ، محمَّدِ بنِ المظفَّرِ بنِ عبيدِ الله المعدلِ، مكيِّ بنِ منصورِ بنِ علّانَ الكرجيِّ.

‌حدَّث عنه:

أحمدُ بنُ طارقِ بنِ سنانٍ الكركيُّ، أحمدُ بنُ عمرَ الخيوقيُّ أبو الجنابِ، عبدُ الله بنُ عبدِ الجبارِ العثمانيُّ، عبدُ الغنيِّ بنِ عبدِ الواحدِ المقدسيُّ، عبدُ القادرِ بنِ عبدِ الله الرهاويُّ، وعليُّ بنُ المفضلِ المقدسيُّ.

‌ثناء العلماء عليه:

قال السمعانيُّ: «السِّلفيُّ ثقةٌ، ورعٌ، متقنٌ، متثبِّتٌ، فَهِمٌ، حافظٌ، له حظٌّ من العربيةِ، كثيرُ الحديثِ، حَسَنُ الفهمِ والبصيرةِ فيه» .

قال ابن نُقطةَ: «وكان جوّالًا في الآفاقِ، تغرَّب، وكَتَب الكثيرَ، وكان

(1)

«تاريخ دمشق» (5: 208)، «التقييد» (176)، «معجم أصحاب القاضي أبي علي الصدفي» لابن الأبار (48)، «وفيات الأعيان» (1: 105)، «طبقات علماء الحديث» (4: 72)، «سير أعلام النبلاء» (21: 5)، «تذكرة الحفاظ» (4: 63)، «معرفة القراء الكبار» (2: 589)، «غاية النهاية» (2: 4)، «طبقات الشافعية» للسبكي (4: 43)، «النجوم الزاهرة» (6: 87)، «طبقات الحفاظ» (2: 39) «حسن المحاضرة» (1: 498)

(2)

قال ابن تغري بردي: «ولد سنة سبعين وأربع مئة» .

ص: 23

حافظًا، ثقةً، ضابطًا، متقِنًا، سَمِع منه أقرانُه وأشياخُه، وحدَّث ببغدادَ لما قَدِمها لسماعِ الحديثِ، وكان على طريقةِ المُتقدِّمِين».

قال ابنُ الأبّارِ: «بقيّةُ المُسنِدين المعمِّرِين، وخاتمةُ المُحدِّثِين المُكثِرِين» .

قال ابنُ خلِّكانَ: «أحدُ الحُفّاظِ المُكثِرِين» .

قال الذهبيُّ: «الإمامُ العلّامةُ، المُحدِّثُ الحافظُ، المُفتي، شيخُ الإسلامِ، شرفُ المُعمِّرِين» .

‌وفاته:

مات رحمه الله في صبيحةِ يومِ الجمعةِ خامس شهر ربيعٍ الآخر، سنةَ ستٍّ وسبعين وخمسِ مئةٍ.

‌أبو الحسنِ ابنُ بنتِ الجُمَّيْزيِّ

(1)

هو عليُّ بنُ هبةِ الله بنِ سلامةَ بنِ المسلمِ اللخميُّ المصريُّ الشافعيُّ، أبو الحسنِ، ابنُ بنتِ الشيخِ أبي الفوارسِ الجُمَّيْزيِّ.

‌مولده:

وُلد يومَ النحرِ سنةَ تسعٍ وخمسين وخمسِ مئةٍ بمصرَ.

سَمِع من: الحافظِ ابنِ عساكرَ، وشرفِ الدينِ بنِ أبي عصرونَ، وعبدِ الحقِّ اليوسفيِّ، وأبي الطاهرِ السلفيِّ، وأبي طالبٍ اللخميِّ، وغيرِهم.

(1)

انظر ترجمته في: «مرآة الزمان في تواريخ الأعيان» لسبط ابن الجوزي (2: 786)، «سير أعلام النبلاء» (23: 253)، «تاريخ الإسلام» (14: 623)، «العبر» (3: 263) «معرفة القراء» (350)، «إثارة الفوائد المجموعة في الإشارة إلى الفرائد المسموعة» للصفدي (2: 670)، «غاية النهاية» (1: 583)، «حسن المحاضرة» (1: 413)، «شذرات الذهب» (5: 246).

ص: 24

روى عنه: البرزاليُّ، والمنذريُّ، وابنُ النجّارِ، والدمياطيُّ، وابنُ الصيرفيِّ، والرضيُّ الطبريُّ، وابنُ الشيرازيِّ، وغيرُهم.

‌ثناء العلماء عليه:

قال الذهبيُّ: «بَرَع في المذهبِ، وخَطَب بجامعِ القاهرةِ، وانتَهت إليه مشيخةُ العلمِ،

وهو مُسدَّدُ الفتاوى، وافرُ الجلالةِ، حسنُ التصوُّنِ، مُسنِدُ زمانِه».

وقال: «تفرَّد في زمانِه، ورَحَل إليه الطلبةُ، ودَرَّس وأفتى، وانتَهت إليه مشيخةُ العلمِ بالديارِ المصريةِ» .

وقال: «الإمامُ العلّامةُ، مسندُ الديارِ المصريةِ» .

‌وفاته:

مات رحمه الله في الرابعِ والعشرين من ذي الحجةِ، سنةَ تسعٍ وأربعين وستِّ مئةٍ.

‌أبو أحمدَ الطبريُّ

(1)

إبراهيمُ بنُ محمَّدِ بنِ إبراهيمَ بنِ أبي بكرِ بنِ محمَّدِ بنِ إبراهيمَ، رضيُّ الدينِ، أبو إسحاقَ الطبريُّ المكيُّ الشافعيُّ.

‌مولده:

وُلد سنة ستٍّ وثلاثين وستِّ مئة.

(1)

انظر ترجمته في: «معجم الشيوخ الكبير» (1: 150)، «مرآة الجنان» (4: 201)، «البداية والنهاية» (18: 219)، «صفات رب العالمين» (1: 106)، «العقد الثمين» (3: 240)، «المنهل الصافي» (1: 150).

ص: 25

حدَّث عن: هبة الله ابنِ بنتِ الجميزيّ، وشعيبِ بنِ يحيى الزعفراني، وعبدِ الرحمن بن أبي حَرَميّ، وشرف الدين بنِ أبي الفضل المرسي، وغيرهم.

حدَّث عنه: النجمُ بنُ عبدِ الحميد، وعبدُ الله بنُ أسعدَ بن عليٍّ عفيفُ الدين اليافعي، وأبو محمَّد عبيدُ الله بنُ محمَّد النشاوري، وآخرون.

‌ثناء العلماء عليه:

قال الذهبيُّ: «إمامُ المقامِ شيخٌ عالم فقيهٌ محدِّث عابد ورع كبيرُ القدر» .

قال اليافعي: «المحدِّث الإمامُ، العلّامةُ الراوية، صاحبُ الأسانيدِ العالية، بركةُ الوقت، فريدُ العصر، بقية المحدثين الصالحِين .. ذو الأوصاف الرضية، والمنصبِ المنيف» .

قال ابنُ كثير: «الإمام العالمُ بقيةُ السلف» .

وقال تقيُّ الدين الفاسي: «كان محبًّا في الحديثِ وأهله، حَسَنَ الاستماعِ لما يُقرأ عليه، سريعَ الدمعة» .

‌وفاته:

مات رحمه الله في ثامن المحرَّم، سنة اثنتين وعشرين وسبعِ مئة.

‌أبو محمَّدٍ النشاوريُّ

(1)

عبدُ الله بنُ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ سليمانَ بنِ موسى، عفيفُ الدين، أبو محمَّدٍ النشاوريُّ المكيُّ.

(1)

انظر ترجمته في: «ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد» للفاسي (2: 64)«العقد الثمين» له (4: 423)«المقفى الكبير» للمقريزي (4: 55)«الدرر الكامنة» (3: 84)«إنباء الغُمر بأنباء العمر» (1: 358)«الجواهر والدرر» (1: 123).

ص: 26

‌مولده:

وُلد سنة خمسٍ وسبعِ مئة. وقيل: إحدى وسبعِ مئة.

قال تقيُّ الدينِ الفاسي: «وَجَدتُ بخطّه أنّه وُلد سنةَ خمسٍ وسبعِ مئةٍ بمكة، وذَكَر لي مَنْ أعتمدُه من أصحابِنا، أنّه سَمِعه يقولُ: أخبر بأنّه وُلد في السنةِ التي تُوفي فيها أبو نمى صاحبُ مكة، وهي سنةُ إحدى وسبعِ مئة، إلا أنّه يكتبُ مولدَه في سنةِ خمسٍ وسبعِ مئةٍ احتياطًا» .

سَمِع من: إمام المقام إبراهيمَ بنِ محمَّدٍ الطبريِّ -وكان خاتمةَ أصحابِه بالسماع-، ومحمَّدِ بنِ عبدِ الله بن عليٍّ المصريِّ.

وأجازه كثيرون؛ منهم: إسماعيلُ بنُ مكتوم، وابنُ سعد، وابنُ الشيرازي، وابنُ عبد الدائم، وابنُ عساكرَ، والدشتيُّ، وغيرُهم.

سَمِع منه: الحافظُ ابنُ حجر، وأحمدُ بنُ عليِّ بنِ دقيقِ العيد تاجِ الدين، وعليُّ بن عيسى بن رمضانَ، وعليُّ بن نصر الله بنِ الصوّاف، ومسعود بن أحمدَ الحارثيُّ، وموسى بنُ عليِّ بن أبي طالبٍ الهاشميُّ، وأمُّ هانئٍ الهورينيةُ وغيرهم.

‌ثناء العلماء عليه:

قال تقيُّ الدين الفاسي: «أجاز لي مروياتِه غيرَ مرة، وكان حسنَ الطريقة بأخرة» .

قال تقيُّ الدين المقريزي: «وكان خيِّرًا ساكنًا» .

قال الحافظ ابن حجر: «وهذا الشيخُ هو أولُ شيخٍ أعرفُ أنني سَمِعتُ عليه الحديث، وذلك في شهرِ رمضانَ سنة 785 وأنا مجاورٌ مع بعضِ أهلي،

ص: 27

وصلَّيتُ في تلك السنةِ بالناسِ التراويحَ، وأُحضر هذا الشيخُ إلى المكان الذي يقرئني فيه المؤدِّب، فقَرَأ عليه شهابُ الدين السلاوي صحيحَ البخاريِّ فيما بين الظهرِ والعصرِ كلَّ يوم ونحن نسمع، ولكنني لا أضبطُ ما فاتني عليه».

‌وفاته:

مات رحمه الله في اليوم الأوَّل أو الثاني من ذي الحجة، سنة سبعين وسبعِ مئة، بمكّة. ودُفن بالمعلاة.

‌أمّ هانئ الهورينية

(1)

مريمُ ابنةُ نورِ الدين عليِّ ابنِ القاضي تقيِّ الدين عبدِ الرحمن بن عبد المؤمن بن عبد الملك، أمّ هانئ الهورينية الأصلِ المصريةُ الشافعيةُ.

‌مولدها:

وُلدت في يوم الجمعة ليلةَ نصفِ شعبانَ سنة ثمان وسبعين وسبعِ مئةٍ بمصر.

سَمِعتْ من: عبدِ الله بن محمَّد بنِ محمَّدٍ النشاوري، وأبي العبّاسِ بنِ عبد المعطي، والشهابِ بن ظهيرةَ، والمحبِّ الطبريِّ المتأخر، وغيرهم.

وأجاز لها: العراقي، والهيثمي، وابنُ الملقِّن والبرهان الآمدي، وغيرهم.

سَمِع منها: السخاويُّ.

‌ثناء العلماء عليها:

قال السخاويُّ: «وهي امرأةٌ صالحة، خيِّرة، فاضلة، كثيرةُ النحيبِ والبُكاءِ عند ذكرِ الله ورسولِه، محبّةٌ في الحديثِ وأهلِه، مواظبةٌ على الصومِ والتهجُّد،

(1)

انظر ترجمتها في: «الضوء اللامع» (12: 156).

ص: 28

متينةُ الديانة، كثيرةُ التحرِّي في الطهارة، فصيحةُ العبارة، مجيدةٌ للكتابة، ولديها فهمٌ وإجادةٌ لإقامةِ الشعرِ بالطبع، حَفِظت القرآنَ في صغرِها، ومختصرَ أبي شجاعٍ في الفقه، والملحةَ في الإعرابِ وغيرها، وسَمِعنا من لفظِها وحفظِها سورةَ الصفِّ بفصاحةٍ وحسنِ تلاوة، وحجَّت ثلاثَ عشرةَ مرة، وجاورت في بعضها، وكُفَّت من زمنٍ طويلٍ، فصَبَرت واحتسبت».

‌وفاتها:

ماتت رحمها الله يوم السبتِ الثلاثين من صفرٍ سنةَ إحدى وسبعين وثمان مئة. ودُفنت بتُربة جدِّها الفخرِ القاياني، بالقُرب من مقامِ الشافعيِّ من القرافة.

‌أبو الفضل القلقشندي

(1)

عبدُ الرحمنِ بنُ أحمدَ بنِ إسماعيلَ بنِ محمَّدِ بنِ إسماعيلَ بنِ عليّ، أبو الفضلِ بنُ القُطْبِ القلقشنديُّ الأصل، القاهريُّ الشافعي.

‌مولده:

وُلد في ليلة سادس رجب سنة سبع عشرة وثمان مئة بالقاهرة.

سَمِع من:

والدِه، وأخيه علي، والمحبِّ بنِ نصرِ الله البغداديِّ الحنبلي، والمقريزي،

(1)

انظر ترجمته في: «الضوء اللامع» (4: 46)، «الجواهر والدرر» (3: 1095)، «الأعلام» (3: 296).

تنبيه: قال الزركلي في «الأعلام» (3: 296) في ترجمة ابن القلقشندي: « .. وتصدر للإملاء بالأزهر غير متقيد بكتاب ولا غيره، فوقع في أوهام أحصاها عليه السبكي المؤرخ» .

قلتُ: كيف يُحصيها عليه السُّبكي (ت: 771 هـ)، وابن القلقشندي وُلد بعد وفاة السبكي ب 46 سنة؟!!

ص: 29

وابنِ خطيبِ الناصرية، والزينِ الزركشي، والشرابيشي، وناصرِ الدينِ الفاقوسي، والشمسِ البالسي، وغيرهم.

قال السخاوي: «وقد حدَّث، ودرَّس قليلًا، وربَّما أفتى، وكان إنسانًا مُتجمِّلًا في ملبسِه وهيئتِه، وضيءَ الهيئة، سريعَ الدرجِ في القراءة، غيرَ قائمِ الإعرابِ في كلِّها» .

وقال: «قرأ على صاحبِ الترجمةِ جملةً من تصانيفِه وغيرها، ولازمه، وفهرَسَ له صاحبُ الترجمةِ «الأربعين المتباينة» من جمعِه، ووَصَفه عليها -بعنايةِ الفاضلِ تغري برمش- بالمحدِّث، الفاضل، المفنَّن، الكامل، الأوحد في الفضائلِ المستوجبةِ للفواضل، الحافظ، البارع، فلان، كثَّر الله فوائده

»

(1)

.

‌وفاته:

مات رحمه الله سنة إحدى وسبعين وثمان مئة.

‌أبو الفتح القلقشندي

(2)

محمَّدُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ أحمدَ بنِ إسماعيل، أبو الفتح، المحبُّ بنُ التقيِّ بنِ القُطْب القلقشنديُّ الأصل، القاهري.

قال السخاويُّ: «اعتنى به أبوه فأحضره على شيخِنا وابنِ الفراتِ وغيرهما، وحَفِظ كُتبًا، وعرض على جماعةٍ، واشتَغل عند البهاءِ المشهديِّ وغيره، ومات ظنًّا بعد السبعين والثمان مئة» .

(1)

«الجواهر والدرر» (3: 1095).

(2)

انظر ترجمته في: «الضوء اللامع» (7: 282)

ص: 30

‌وصف النسخة الخطية

وقفتُ على نسخة خطية وحيدة لهذا الجزء، في مكتبة فيض الله بتركيا، ضمن مجموع رقم (507) تتألّف من (5) ورقات، في كل ورقة وجهان، في كل وجهٍ ما بين (26 و 27) سطرًا. كُتبت بخطٍّ نسخي. تشتمل على (42) إسنادًا.

في طُرَّة العنوان كتب: «بقراءة محمَّد المظفري» .

و «الحمد لله. سمعه على الشيخة الخيرة الكاتبة أم هانئ مريم ابنة الشيخ نور الدين علي بن القاضي تقي الدين عبد الرحمن بن عبد المؤمن الهوريني بسماعها من أبي محمَّد عبد الله بن محمَّد بن محمَّد النشاوري المكِّي بسنده بمقلوبها، للجماعة: أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن القلقشندي القرشي [

] وابنه محبّ الدين محمَّد، وابن أخيه الفاضل جمال الدين إبراهيم بن الإمام العلّامة علاء الدين علي بن أحمد بن القلقشندي.

والسماع بقراءته وحفيد المُسمعة: محمَّد بن يونس بن محمَّد بن عمر بن قطلوبغا البكتمري، وشمس الدين محمَّد بن محمَّد بن محمَّد السنباطي وصحَّ يوم السبت سادس عشر من ذي الحجة الحرام سنة أربع وستين وثمان مئة، بمنزل المُسمعة المطلِّ على بركة الفيل

(1)

بدرب ابن البابا من القاهرة، وأجازت.

(1)

هي من أقدم برك القاهرة، بركة كبيرة ظاهر القاهرة، تمتد من بستان الحبانية، إلى بستان سيف الإسلام، إلى الجسر الأعظم الفاصل بينها وبين بركة قارون. ذكرها ابن مماتي في «قوانين الدواوين» .

ص: 31

الحمد لله وحده، وصلَّ الله على محمَّد، وآله وصحبه وسلم.

و «الحمد لله. قرأتُه أجمع على الشيخ الإمام، العالم العلامة، شيخ المسلمين، جمال الدين إبراهيم ابن الإمام علاء الدين بن علي بن أحمد بن القلقشندي بسماعه قراءةً، وأجاز، وصحَّ، وثبت على المُسمِّع بحارة بهاء الدين

(1)

في القاهرة يوم الثلاثاء رابع عشرة من ربيع الآخر سنة (898) وكتب خليل بن عبد القادر بن عمر الجعبري الشافعي

(2)

لطف الله تعالى بهم، حامدًا مصلِّيًا مُسلِّمًا».

و «الحمد لله. تم قراءةً على كاتبه إبراهيم بن القلقشندي اثنا عشر من خامس ذي القعدة [

] سنة إحدى وتسع مئة، الفاضل شمس الدِّين محمَّد بن أحمد القاهري [

]، وأجزتُ له رواية ما يجوز لي روايته بشرطه ولله الحمد».

وفي قيد الفراغ كتب:

«على الأصل المنقول منه ما ملخصه: سمعه على الحافظ أبي طاهر السِّلَفي بقراءة عبد العزيز بن عيسى بن عبد الواحد: أبو الفضل جعفر بن أبي الحسن الهمداني، وعبد الوهاب بن ظافر بن رواج وآخرون، في يوم الأحد سابع رجب سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة، وكانت السماع على ابن مُفرِّج المقدسي» .

«وسمعه على عبد الوهاب بن رواج بقراءة عيسى بن أبي بكر الحميدي: أحمد بن محمَّد بن علي المحمود الصابوني، ووالده، والسماع بخطِّه

(1)

إحدى حارات القاهرة كانت قديمًا خارج باب الفتوح الذي وضعه القائد جوهر عندما اختط أساس القاهرة. «المواعظ والاعتبار» (2: 3).

(2)

انظر ترجمته في: «الضوء اللامع» (3: 198)«الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة» (1: 192)«شذرات الذهب» (10: 42)«الأعلام» (2: 319)

ص: 32

صورٌ من الأصل

صفحة العنوان من نسخة فيض الله

ص: 34

الورقة الأولى من نسخة فيض الله

ص: 35

الورقة الأخيرة من نسخة فيض الله

ص: 36

الجزء فيه

من حديث أبي جعفر محمَّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي

رحمه الله تعالى، ويعرف بمُطيَّن.

رواية أبي الحسن علي بن عبد الرحمن بن أبي السري البكّائي، عنه

رواية أبي عبد الله أحمد بن عبد الرحمن بن محمَّد النهاوندي، وغيره، عنه.

رواية أبي منصور محمَّد بن المظفَّر بن عُبيد الله المُعَدِّل، وغيره، عنه.

رواية الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمَّد بن أحمد بن محمَّد السِّلَفي، عنهم.

رواية الإمام أبي الحسن علي بن هبة الله ابن بنت الجُمَّيْزي، عنه.

رواية إمام المقام أبي أحمد إبراهيم بن محمَّد الطبري المكي، عنه.

رواية أبي محمَّد عبد الله بن محمَّد بن محمَّد النشاوري، عنه، إجازةً.

رواية أمّ هانئ مريم ابنة علي بن عبد الرحمن الهوريني، عنه، سماعًا.

رواية أبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن القلقشندي، عنها.

وكذا ولده أبو الفتح محمَّد عفا الله تعالى، عنهما.

ص: 39

بسم الله الرحمن الرحيم

ربِّ زدني علما

قُرئ على الشيخةِ الخيِّرةِ الأصيلةِ المعمِّرةِ أمّ هانئٍ مريمَ ابنةِ الشيخِ نورِ الدينِ عليِّ ابنِ القاضي تقيِّ الدينِ عبدِ الرحمنِ بنِ عبدِ المؤمنِ الهورينيِّ وأنا أسمعُ، قيل لها: أَخبَرَك الشيخُ أبو محمَّدٍ عبدُ الله بنُ محمَّدِ بنِ محمَّدِ بنِ سليمانَ النشاوريُّ المكِّيُّ سماعًا لها بإجازتِه، إن لم يكُن سماعًا، من إمامِ المَقام أبي أحمدَ إبراهيمَ بنِ محمَّدِ بنِ إبراهيمَ الطبريِّ المكِّيِّ قال: أنا الإمامُ أبو الحسنِ عليُّ بنُ هبةِ الله بنِ سلامةَ ابنِ بنتِ الجُمَّيْزيِّ السلميّ، قال: أنا الحافظُ أبو طاهرٍ أحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ أحمدَ بنِ محمَّدٍ السِّلفيُّ الأصبهانيُّ، قال: أنا القاضي العفيفُ أبو منصورٍ محمَّدُ بنُ المظفَّرِ بنِ عُبيدِ الله المعدِّلُ، وأبو القاسمِ عُبيدُ الله، وأبو محمَّدٍ الحسنُ ابنا محمَّدِ بنِ عُبيدِ الله بنِ خُرجةَ، وأبو منصورٍ محمَّدُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ عزو النهاونديون بها من أصلِ سماعِهم العتيقِ، قالوا: أنا القاضي أبو عبدِ الله أحمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ محمَّدِ بنِ بنتِ خُرجةَ النهاونديُّ ح

قال السِّلَفيُّ: وأنا الشيخُ أبو الحسنِ محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ محمَّدِ بنِ إبراهيمَ بنِ دفشلةَ الخزّازُ بالكوفةِ بقراءتي عليه في شهرِ ربيعٍ الثاني سنة (498 هـ) قال: أخبرنا من أولِ الجزءِ إلى حديثِ أبي البَختريِّ، قيل لعليٍّ: حدَّثنا عن عبدِ الله بنِ مسعودٍ قال: «قَرَأ القرآن، وعَلِم السنةَ، ثمَّ انتهى، وكفى بذلك»

(1)

.

(1)

يأتي برقم (33).

في هامش الأصل: «كذا وحديثه في نسخة قديمة» .

ص: 40

أبو الحسنِ محمَّدُ بنُ إسحاقَ بنِ محمَّدِ بنِ فدُّويه المُعَدِّلُ، ومن أولِ حديثِ أبي البَخْتريِّ المذكورِ إلى آخرِ الجزءِ أبو طاهرٍ محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ الحسينِ القرشيُّ المُعَدِّلُ، قالوا وهم ثلاثة: أنا أبو الحسنِ عليُّ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ أبي السريِّ البكّائيّ، قال: أنا أبو جعفرٍ محمَّدُ بنُ عبدِ الله بنِ سليمانَ الحضرميُّ قال:

ص: 41

1 -

حدَّثنا محمَّدُ بنُ العلاءِ، ثنا أبو أُسامةَ، عن هشامٍ، عن محمَّدٍ، عن عَبيدةَ قال:«أسلمتُ قبل وفاةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بسنتَين، وصَلَّيتُ ولم أَلْقَهْ»

(1)

.

2 -

حدَّثنا يحيى الحمّانيُّ، ثنا وكيعٌ، عن ابنِ أبي ليلى، عن المنهالِ، عن عبّادٍ، أو زِرٍّ، عن عليٍّ:{وَلَا جُنُبًا إِلّا عَابِرِي سَبِيْلٍ} [النساء: 43] قال: «إلّا أن تكونوا مسافرِين لا تجدوا الماءَ، فتيمَّموا»

(2)

.

3 -

حدَّثنا محمَّدُ بنُ عبدِ الله بنِ نُميرٍ، ثنا حفصٌ، عن ابنِ أبي ليلى، عن المنهالِ، عن زِرِّ بنِ حُبيش، عن عليٍّ مثلَه، إلّا أنّه قال «للمُسافرِ إذا لم يجدِ الماءَ، تيمَّم»

(3)

.

4 -

حدَّثنا ضِرارُ بنُ صُردٍ، ثنا مُطَّلِبٌ، عن ابنِ أبي ليلى، عن عَديِّ بنِ ثابتٍ، عن زِرِّ بن حُبيشٍ، عن عليٍّ، أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ:{وَلَا الضَّالِّيْنَ} [الفاتحة: 7] رَفَع صوتَه بآمين

(4)

.

5 -

حدَّثنا محمَّدُ بنُ يزيدَ، ثنا مُطَّلبٌ، عن ابنِ أبي ليلى قال مرّةً: عن رجلٍ من الأنصارِ، وقال مرّةً: عن عديِّ بنِ ثابتٍ، عن زِرِّ بنِ حُبيشٍ، عن عليٍّ، أنّ

(1)

أخرجه أبو نعيم في «معرفة الصحابة» (4816) من طريق: أبي السائب، ثنا أحمد بن بشير، وأبو أسامة به.

وأخرجه الفسوي في «المعرفة والتاريخ» (1: 229) من طريق: يحيى بن سعيد. وابن أبي خيثمة في «التاريخ» (1: 420) من طريق: معاذ بن معاذ. و (2: 869) و (3: 135) من طريق يحيى بن سعيد كلاهما: عن هشام بن حسان بنحوه.

(2)

أخرجه الطبري في «تفسيره» (9537) قال: حدثنا ابن وكيع، حدثنا أبي به.

(3)

أخرجه ابن أبي حاتم في «التفسير» (5369) من طريق: عبيد الله بن موسى، عن ابن أبي ليلى بنحوه.

(4)

أخرجه الطبراني في «الأوسط» (5559) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي بلفظ: «أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأ (ولا الضالين) قال: (آمين) رفع بها صوته» .

ص: 42

النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ: {ولا الضالِّين} [الفاتحة: 7] قال: «آمين» يمدُّ بها صوتَه

(1)

.

6 -

حدَّثنا كاملُ بنُ طلحةَ، ثنا حمّادُ بنُ سلمةَ، عن عاصمِ بنِ بهدلةَ، عن زِرِّ، عن عليٍّ قال:«عزائمُ السجودِ أربعٌ: تنزيلُ السجدةِ، وحم السجدةِ، والنجمُ، واقرأ باسم ربِّك الذي خلق»

(2)

.

7 -

حدَّثنا أبو بكرٍ

(3)

وعثمانُ، قالا: ثنا وكيعٌ، عن الأعمشِ، عن عَديِّ بنِ ثابتٍ، عن زِرِّ بن حُبيشٍ، عن عليٍّ قال:«عَهِد إليَّ النبيُّ الأمُّيُّ صلى الله عليه وسلم أن لا يُحبَّك إلا مؤمنٌ، ولا يُبغضَك إلا منافقٌ» .

8 -

حدَّثنا مسروقُ بنُ المَرْزُبان، ثنا أبو بكرٍ، عن عاصمٍ، عن زِرٍّ، عن عليٍّ قال:«إنّ أولَ مَنْ قَرَأ آيةً من القرآنِ على ظهرِ قلبِه عبدُ الله بنُ مسعودٍ»

(4)

.

9 -

حدَّثنا محمَّدُ بنُ عمرِو بنِ حنان، ثنا بقيّةُ، ثنا مُبشِّرُ بنُ عُبيدٍ، عن حجّاجٍ، عن عاصمٍ، عن زِرٍّ، عن عليٍّ قال: سَمِعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس للقاتلِ وصيّةٌ»

(5)

.

(1)

أخرجه الطبراني في «الأوسط» (5559) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، نا ضرار بن صرد، نا المطلب بن زياد به.

قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن عدي بن ثابت إلا ابن أبي ليلى، ولا عن ابن أبي ليلى إلا المطلب بن زياد، تفرد به: ضرار بن صرد» .

قلتُ: لم يتفرد به ضرار بل تابعه محمد بن يزيد كما هنا.

(2)

أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (5863) من طريق سفيان الثوري، عن عاصم بنحوه.

(3)

مصنف ابن أبي شيبة (32064).

(4)

أخرجه ابن الأعرابي في «المعجم» (1499) قال: نا الحسن بن علي بن محمد بن هاشم الأسدي النحاس أبو علي، نا مسروق به.

(5)

أخرجه الطبراني في «الأوسط» (8271) وابن عدي في «الكامل» (8: 163) ومن طريقه البيهقي في «معرفة السنن» (12876) من طريق محمد بن مُصفَّى، ثنا بقية به. وفي «الكبرى» (12778) من طريق أبي عتبة أحمد بن الفرج، حدثنا بقية به.

قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن عاصم إلا حجاج، ولا عن حجاج إلا مبشر، تفرد به: بقية، ولا يروى عن علي إلا بهذا الإسناد» .

قلتُ: بل له إسناد آخر عن علي.

أخرجه ابن أبي عاصم في «الديات» (ص: 63) قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، والدارقطني في «سننه» (4571) من طريق: أبي عتبة أحمد بن الفرج. كلاهما عن بقية بن الوليد، عن مبشر بن عبيد، عن الحجاج بن أرطاة، عن الحكم بن عتيبة، عن ابن أبي ليلى، عن علي به.

ص: 43

10 -

حدَّثنا الحسنُ بنُ قزعةَ، ثنا سفيانُ بنُ حبيبٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قال: كَتَبْنا إلى إبراهيمَ نسألُه عن الرضاعِ، فكَتَب إلينا أنّ شريحًا حدَّثه، أنّه سَمِع عليًّا وابنَ مسعودٍ يقولان:«الرضاعُ قليلُه وكثيرُه حرامٌ»

(1)

.

11 -

حدَّثنا شيبانُ بنُ فروخٍ، ثنا جريرُ بنُ حازمٍ، ثنا عيسى بنُ عاصمٍ، قال: سَمِعتُ شريحًا يحدِّث قال: سألني عليٌّ عن الذي بيدِه عقدةُ النكاحِ؟ فقلتُ: هو الوليُّ، قال:«لا، بل هو الزوجُ»

(2)

.

12 -

حدَّثنا منجَابُ بنُ الحارثِ، أنا شَرِيكٌ، عن الأعشى -أعشى ثقيف-، عن زيدِ بنِ وهبٍ، قال: سَمِعتُه يقول: قَدِم على عليٍّ وفدٌ من أهلِ البصرةِ فيهم رجلٌ من رؤوسِ الخوارجِ، يُقال له: الجعدُ بنُ نعجةَ، فوَعَظه في لباسِه، فقال: ما أنتم وذاك؟! هذا أبعدُ من الكبرِ، وأجدرُ أن يَقتديَ بي المسلمون.

(1)

أخرجه النسائي (3311) من طريق: يزيد بن زريع، حدثنا سعيد بنحوه. ومن طريقه: الطحاوي في «مشكل الآثار» (11: 492) قال: وكما حدثنا أحمد بن شعيب.

(2)

أخرجه حرب الكرماني في «مسائله» (2: 608) من طريق: وهب بن جرير.

وأبو بكر الضبي، وكيع في «أخبار القضاة» (2: 195) من طريق: عبد الله بن المبارك.

والطبري في «تفسيره» (5315) من طريق إسماعيل بن علية. و (5316) من طريق: إبراهيم. وابن أبي حاتم في «تفسيره» (2: 445) من طريق: أبي داود الطيالسي. والدارقطني في «سننه» (3713) من طريق: أبي نعيم. جميعًا: عن جرير بن حازم به.

ص: 44

فقال

(1)

له: إنّك تموتُ. قال: «لا والله، ولكن ضربةٌ على هذه -ووَضَع يدَه على رأسِه- تخضبُ هذه، -ووَضَع يدَه على لحيتِه-، عهدًا معهودًا، وقضاءً مقضيًّا، وقد خاب من افترى»

(2)

.

13 -

حدَّثنا يحيى بنُ عبدِ الحميدِ، ثنا عمرُو بنُ ثابتٍ، عن أبيه، عن أسماءَ قالت: دَخَلتُ على عليٍّ وهو آخذٌ بقميصِه ببعضِه وهو يقول: «اللهم إنّني أبرأُ إليك من دمِ عثمانَ»

(3)

.

14 -

حدَّثنا الحكمُ بنُ موسى، ثنا شهابُ بنُ خِراش، ثنا حجّاجُ بنُ دينارٍ، عن أبي مَعْشرٍ، عن إبراهيمَ قال: ضَرَب علقمةُ بنُ قيسٍ هذا المنبرَ، فقال: خَطَبنا عليٌّ على هذا المنبرِ، فحَمِد الله وذَكَر ما شاء الله أن يذكرَ، ثمَّ قال:«أحبب حبيبَك هونًا ما عسى أن يكونَ بغيضَك يومًا ما، وأَبغِضْ بغيضك هونًا ما عسى أن يكون حبيبَك يومًا ما» ، ثمَّ قال:«كان أحبَّ الناسِ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أبو بكرٍ وعمرُ»

(4)

.

15 -

حدَّثنا عبدُ الوهابِ بنُ زكريا الأصبهانيُّ، ثنا حسينُ بنُ حفصٍ، ثنا سفيانُ، عن ابنِ أبي نجيح، عن مجاهدٍ -يعني: ابنَ جبرٍ-، عن عبدِ الرحمنِ بنِ أبي ليلى، عن عليٍّ قال: «بَعَثني النبيُّ صلى الله عليه وسلم على البُدنِ، فأَمَرني

(1)

في حاشية الأصل: فقالوا.

(2)

أخرجه أبو داود الطيالسي (152) قال: حدثنا شريك. وأحمد في «المسند» (703) من طريق: علي بن حكيم الأودي، عن شريك بنحوه.

(3)

لم أقف عليه من هذا الطريق.

(4)

أخرجه أحمد (484) قال: حدثنا هيثم بن خارجة، والحكم بن موسى، نا شهاب بنحوه.

ص: 45

فقَسَّمتُ لحومَها، ثمَّ أَمَرني فقَسَّمتُ جلالَها وجلودَها»

(1)

.

16 -

حدَّثنا أبو بكرٍ

(2)

، ثنا ابنُ فضيلٍ، عن الأعمشِ، عن الحكمِ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ أبي ليلى، عن عليٍّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:«مَنْ كَذَب عليَّ متعمِّدًا، فليتبوَّأْ مقعدَه من النارِ» .

17 -

حدَّثنا عثمانُ، ثنا ابنُ فُضيلٍ، عن الأعمشِ، عن الحكمِ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ أبي ليلى، عن عليٍّ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حدَّث عنِّي بحديثٍ يرى أنّه كذبٌ، فهو أحدُ الكاذبِين»

(3)

.

18 -

حدَّثنا محمَّدُ بنُ يزيدَ، ثنا ابنُ فُضيلٍ، ثنا الأعمشُ، وابنُ أبي ليلى، عن الحكمِ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ أبي ليلى، عن عليٍّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:«مَنْ حدَّث حديثًا وهو يرى أنّه كذبٌ، فهو أحدُ الكاذبِين»

(4)

.

19 -

حدَّثنا محمودُ بنُ غيلانَ، ثنا أبو داودَ، ثنا شعبةُ، حدثني الحكمُ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ أبي ليلى، عن عليٍّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بحديثٍ لو حدَّثتُكم به لترفَّضتُم.

قال شعبةُ: «لا تسمعونه منِّي أبدًا»

(5)

.

(1)

أخرجه البخاري (1716) قال: حدثنا محمد بن كثير، عن سفيان به.

(2)

مصنف ابن أبي شيبة (26240).

(3)

تابعه ابن ماجه (40) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة به.

(4)

الحديث السابق.

(5)

تابعه أحمد في «العلل ومعرفة الرجال» (5570) قال: حدثنا محمود بن غيلان به.

وأخرجه ابن عدي في «الكامل» (1: 152) قال: حدثنا محمد بن جعفر الإمام، والهيثم بن خلف، ومحمد بن الحسين بن مكرم، قالوا: أخبرنا محمود بن غيلان بلفظ: «ولو حدثتكم به لترقصتم كلكم» .

ص: 46

20 -

حدَّثنا عثمانُ بنُ محمَّدٍ، ثنا أبو أسامةَ، ثنا إسحاقُ بنُ أبي إسحاقَ الشيبانيُّ، عن أبيه، عن عمرِو بنِ مرّةَ قال: قال عبدُ الرحمنِ بنُ أبي ليلى: «يا عمرُو! يأتوني يسألوني عن مناقبِ عليٍّ، فأقول: ما تسألوني عن مناقبِ رجلٍ صفتُه ما أقولُ لكم: من المهاجرِين الأوّلِين، وأهلِ بدرٍ، وأهلِ بيعةِ الرضوانِ، ومن أصحابِ الشورى، وابنُ عمِّ رسولِ الله، وزوجُ فاطمةَ، وأبو الحسنِ والحسينِ»

(1)

.

21 -

حدَّثنا أبو بكرٍ

(2)

، ثنا عليُّ بنُ مسهرٍ، عن ابنِ أبي ليلى، عن عيسى، عن عبدِ الرحمنِ بنِ أبي ليلى، عن عليٍّ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إذا عَطَس أحدُكم فليقل: الحمدُ لله ربِّ العالمِين، وليردَّ عليه مَنْ حوله: يرحمُك الله، وليردّ عليهم: يهديكم الله، ويُصلِح بالَكم» .

22 -

حدَّثنا يحيى بنُ عبدِ الحميدِ، ثنا شريكٌ، عن عبدِ الله بنِ عيسى، عن عبدِ الرحمنِ بنِ أبي ليلى، قال: سَمِعتُ عليًّا وهو رافعٌ يدَيه عند أحجارِ الزيتِ قد بدا ضبعاه، وهو يقول:«اللهمَّ إنِّي أبرأُ إليك من دمِ عثمانَ» . فذُكر ذلك لعبدِ الملكِ بنِ مروانَ، فقال:«ما نعلمُ لعليٍّ في ذلك ذنبًا»

(3)

.

23 -

حدَّثنا أبو بكرٍ

(4)

، ثنا هُشيمٌ، عن يزيدَ بنِ أبي زيادٍ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ أبي ليلى، عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ قال: سُئل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن المَذْي، فقال:«فيه الوضوءُ وتغسلُه، وفي المَني الغُسلُ» .

(1)

لم أقف عليه.

(2)

ابن أبي شيبة في «المصنف» (25997)، وفي «الأدب» (341).

(3)

أخرجه ابن الجعد في «مسنده» (2261) قال: أنا شريك بنحوه.

(4)

مصنف ابن أبي شيبة (966) دون قوله: «وتغسله» .

ص: 47

24 -

حدَّثنا عليُّ بنُ حكيمٍ، أنا شريكٌ، عن شعبةَ، عن قتادةَ، عن سعيدِ بنِ المسيَّبِ، أنّ عليًّا أعطى مالًا بالمدينةِ، وأَخَذه بأرضٍ أُخرى

(1)

.

25 -

حدَّثنا يحيى بنُ عبدِ الحميدِ، ثنا شريكٌ، عن شعبةَ، عن قتادةَ، عن سعيدِ بنِ المسيَّبِ، عن عليٍّ قال:«لا بأسَ بالسَّفْتجةِ»

(2)

.

26 -

حدَّثنا يحيى، ثنا عبدُ العزيزِ بنُ محمَّدٍ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ الحارثِ، عن زيدِ بنِ عليٍّ، عن أبيه، عن عُبيدِ الله بنِ أبي رافعٍ، عن عليٍّ، أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم جَمَع بين الصلاتَين بالمُزْدَلفةِ

(3)

.

27 -

حدَّثنا أبو بكرٍ

(4)

، ثنا يحيى بنُ آدمَ، عن سفيانَ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ الحارثِ، عن زيدِ بنِ عليٍّ، عن أبيه، عن عُبيدِ الله بنِ أبي رافعٍ، عن عليٍّ قال: وَقَف رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بعرفةَ، فقال:«هذا الموقفُ، وعرفةُ كلُّها موقفٌ» ، ثمَّ أردف أسامةَ، فجَعَل يُعنقُ على ناقته، والناسُ يضربون الإبلَ يمينًا وشمالًا لا يلتفتُ إليهم، ويقول:«السكينةَ أيُّها الناسُ» ، ودَفَع حين غابت الشمسُ، فأتى جمعًا، فصلى بها الصلاتَين؛ يعني: المغرب والعشاء، ثمَّ بات

(1)

أخرجه البيهقي في «معرفة السنن والآثار» (11524) من طريق: عبد الله بن تمام، عن علي بن حكيم به.

(2)

أخرجه أبو الشيخ في «ذكر الأقران» من طريق: ابن كرامة، ثنا يحيى الحماني، عن شريك من قول سعيد.

«والسفتجة تعريب سفته، بمعنى المحكم، وهي إقراض؛ لسقوط خطر الطريق» . «التعريفات» للجرجاني (ص: 120).

(3)

أخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند (1/ 544 رقم 525) قال: حدثنا أحمد بن عبدة البصري، حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي، حدثني أبي

بنحوه، مطولاً.

(4)

مصنف ابن أبي شيبة (14965) مختصرًا.

ص: 48

بها، فلمّا أصبح وَقَف على قزح فقال:«هذا قزحُ، وهو الموقفُ، وجمعٌ كلُّها موقفٌ» ثمَّ سار، فلمّا أتى مُحَسِّر قَرَعها، فخبَّت حتى جازت الواديَ، ثمَّ حَبَسها وأردف الفضلَ، ثمَّ سار حتى أتى الجمرةَ، فرماها، ثمَّ أتى المنحرَ، فقال:«هذا المنحرُ، ومنى كلُّها منحرٌ» وأتته امرأةٌ من خثعمٍ، فقالت: إنّ أبي شيخٌ كبيرٌ قد أدركته فريضةُ الله في الحجّ، فهل يجزئني أن أحجَّ عنه؟ قال:«نعم. فأدِّي عن أبيك» . قال: ولوى عُنقَ الفضلِ، فقال له العبّاسُ: يا رسولَ الله! ما لك لَوَيتَ عنقَ ابنِ أخيك؟ قال: «رأيتُ شابًّا وشابّةً، فخِفتُ الشيطانَ عليهما» . قال: وأتاه رجلٌ، فقال: يا رسولَ الله! إنّي أَفَضتُ قبل أن أحلِقَ؟ قال: «فأحلقْ أو قصِّرْ ولا حَرَجَ» . قال: وأتى زمزمَ، فقال:«يا بني عبدِ المطلبِ، سقايتَكم، لولا أن يغلبَكم الناسُ عليها، لنزعتُ»

(1)

.

28 -

حدَّثنا أبو بكر

(2)

، ثنا ابنُ عُيينةَ، عن عمرٍو، عن الحسنِ بنِ محمَّدٍ، أنّ عُبيدَ الله بنَ أبي رافعٍ كاتبَ عليٍّ حدَّثهم أنّه سَمِع عليًّا يقول: بَعَثني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، أنا والزُّبيرَ والمِقْدادَ، فقال:«انطلقوا حتى تأتوا روضةَ خاخ، فإنّ بها ظعينةً معها كتابٌ، فخذوه منها» . فقال عليٌّ: فانطلقنا تعادى بنا خيلُنا، فأتينا روضةَ خاخ، فقلنا: أخرجي الكتابَ. قالت: ما معي كتابٌ.

قلتُ: لتُخرِجِنَّ الكتابَ، أو لنلقينّ الثيابَ، فأخرجتْه من عقاصِها، فأتينا النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فإذا فيه: من حاطبِ بنِ أبي بلتعةَ رجلٍ من المهاجرِين، وقد شَهِد بدرًا، إلى ناسٍ من المشركِين يُخبرهم أمرًا من أمرِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال

(1)

أخرجه أحمد (1348) قال: حدثنا يحيى بن آدم به. ومن طريقه: أخرجه أبو داود (1922) قال: حدثنا أحمد بن حنبل.

(2)

مصنف ابن أبي شيبة (36726) مختصرًا.

ص: 49

رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يا حاطبُ، ما هذا؟» قال: يا رسولَ الله، لا تعجلْ عليَّ، إنِّي كنتُ امرأً ملصقًا في قريشٍ، وكان مَنْ كان معك من المهاجرِين لهم قراباتٌ بمكةَ يحمون أهاليَهم، فأحببتُ إذ فاتني ذلك من النسبِ، أن أتّخذَ عندهم يدًا يحمون بها قرابتي، ولم أفعل ذلك كفرًا، ولا رضًا بالكفرِ بعد الإسلامِ، ولا ارتدادًا عن ديني، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:«قد صَدَقكم» . فقال عمرُ: دعني أضربْ عنقَ هذا المنافقِ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:«إنّه قد شَهِد بدرًا، وما يُدريك لعلَّ الله قد اطَّلع على أهلِ بدرٍ، فقال: اعملوا ما شئتم؛ فقد غَفَرتُ لكم»

(1)

.

29 -

حدَّثنا العبّاسُ بنُ عبدِ العظيمِ، ثنا سليمانُ بنُ داودَ الهاشميُّ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ أبي الزنادِ، عن موسى بنِ عقبةَ، عن عبدِ الله بنِ الفضلِ، عن عبدِ الرحمنِ الأعرجِ، عن عبيدِ الله بنِ أبي رافعٍ، عن عليٍّ قال: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا افتَتح الصلاةَ كبَّر ورَفَع يدَيه، وإذا أراد أن يركع، وإذا رَفَع رأسَه من الركوع

(2)

.

30 -

حدَّثنا أبو بكرٍ

(3)

، ثنا سُوَيدُ بنُ عمرٍو الكلبيُّ، ثنا عبدُ العزيزِ بنُ أبي سلمةَ، حدثني عمِّي الماجشونُ، عن الأعرجِ، عن عبيدِ الله بنِ أبي رافعٍ، عن عليٍّ قال: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا افتَتح الصلاةَ كبَّر ثمَّ قال: «وجَّهتُ وجهي

(1)

أخرجه الشافعي في «الأم» (4: 264)، وفي «مسنده» (ص: 316) قال: أخبرنا سفيان به.

وأخرجه الترمذي (3305) قال: حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان به.

(2)

أخرجه الترمذي (3423) قال: حدثنا الحسن بن علي الخلال، حدثنا سليمان بن داود الهاشمي بنحوه مطولًا.

(3)

مصنف ابن أبي شيبة (2399) مختصرًا.

ص: 50

للذي فَطَر السماواتِ والأرضِ حنيفًا مسلمًا وما أنا من المشركِين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربِّ العالمين، لا شريكَ له وبذلك أُمرتُ وأنا أولُ المسلمِين، اللهم أنت الملكُ، لا إلهَ إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدُك، ظَلَمتُ نفسي، واعتَرفتُ بذنبي، فاغفرْ لي ذنوبي جميعًا، إنّه لا يغفرُ الذنوبَ إلا أنت، واهدني لأحسنِ الأخلاقِ، إنّه لا يهدي لأحسنِها إلا أنت، واصرف عني سيِّئَها، لا يصرفُ سيِّئَها إلا أنت، لبَّيك وسعدَيك، والخيرُ كلُّه في يدَيك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرُك وأتوبُ إليك».

قال: فإذا رَكَع قال: «اللهم لك رَكَعتُ، وبك آمنتُ، ولك أسلمتُ، خَشَع لك سمعي، وبصري، ومخي، وعظامي، وعصبي» .

وإذا رَفَع رأسَه من الركوعِ قال: «سَمِع الله لمَن حَمِده، اللهمَّ ربَّنا لك الحمدُ، ملءَ السماواتِ، وملءَ الأرضِ، وملءَ ما بينهما، وملءَ ما شئتَ من شيءٍ بعدُ» .

فإذا سَجَد قال: «اللهم لك سَجَدتُ، وبك آمنتُ، وإليك أسلمتُ، سَجَد وجهي للذي خَلَقه فصوَّره، فأحسنَ صورَه، فشقَّ سمعَه وبصرَه، تبارك الله أحسنُ الخالقِين» .

فإذا فَرَغ من الصلاةِ وسلَّم قال: «اللهم اغفرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسررتُ وما أعلنتُ، وما أنت أعلمُ به منِّي، أنت المقدِّمُ، وأنت المؤخِّرُ، لا إلهَ إلا أنت»

(1)

.

31 -

حدَّثنا أحمدُ بنُ أسدٍ، ثنا خالدُ بنُ عبدِ الله، عن عبدِ الرحمنِ بنِ

(1)

أخرجه الطيالسي في «مسنده» (147) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة به.

ص: 51

إسحاقَ، عن الزهريِّ، عن عُبيدِ الله بنِ أبي رافعٍ، أنّ عليًّا كان يأمرُ أن يُقرأَ في الركعتَين الأوليَين، بفاتحةِ الكتابِ وسورةٍ، وفي الأخريَين، بفاتحةِ الكتابِ، وفي جميعِ الصلواتِ كذلك

(1)

.

32 -

حدَّثنا محمَّدُ بنُ حفصِ بنِ راشدٍ، ثنا أبي، عن شعبةَ بنِ الحجّاجِ، عن سفيانَ بنِ حسينٍ، عن الزهريِّ، عن ابنِ أبي رافعٍ، عن أبيه، أنّ عليَّ بنَ أبي طالبٍ كان يأمرُ أن يُقرأَ خلفَ الإمامِ، بفاتحةِ الكتابِ وسورةٍ؛ يعني: في الركعتَين الأوليَين، وفي الأخريَين بفاتحةِ الكتابِ

(2)

(3)

.

33 -

حدَّثنا عثمانُ بنُ أبي شيبةَ، ثنا جريرٌ، عن الأعمشِ، عن عمرِو بنِ مُرّةَ، عن أبي البَخْتريِّ، قال: قيل لعليٍّ: حدَّثنا عن عبدِ الله بنِ مسعودٍ قال: «قَرَأ القرآنَ، وعَلِم السنّةَ، ثمَّ انتهى، وكفى بذلك»

(4)

.

34 -

حدَّثنا هلالُ بنُ العلاءِ، ثنا أبي، ثنا إسحاقُ الأزرقُ وهو ابنُ يوسفَ، ثنا أبو سنانِ، عن الضحّاكِ بنِ مُزاحِمٍ، عن النزّالِ بنِ سَبرةَ قال: قلنا لعليٍّ: يا أميرَ المؤمنِين، حدَّثنا عن ابنِ مسعودٍ قال: «ذاك امرؤٌ قَرَأ القرآنَ، فعَلِم

(1)

أخرجه عبد الرزاق في «مصنفه» (2656) عن معمر، عن الزهري بنحوه.

(2)

في حاشية الأصل: «إلى هنا عن ابن فدويه، عن البكائي، عن الحضرمي، ومن هنا إلى آخر

، عن أبي طاهر المعدل،

عن البكائي».

(3)

أخرجه الفسوي في «المعرفة والتاريخ» (1: 419) قال: حدثنا آدم، حدثنا شعبة بلفظ:«أنه كان يأمر ويحب أن يقرأ خلف الإمام في الظهر والعصر في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورة سورة، وفي الركعتين الأخريين بفاتحة الكتاب» .

(4)

أخرجه ابن سعد في «الطبقات» (2: 346) قال: أخبرنا أبو معاوية الضرير، ومحمد بن عبيد، عن الأعمش بنحوه مطولًا.

ص: 52

حلالَه وحرامَه، وعَمِل بما فيه، ثمَّ نَزَل عنده وخيَّم»

(1)

.

قال الحضرميُّ: هكذا حدَّثنا به هلالٌ، عن أبيه، عن إسحاقَ بنِ يوسفَ الأزرقِ، عن أبي سنانٍ، وهذا الحديثُ معروفٌ عن إسماعيلَ بنِ يحيى -شيخٍ متروكِ الحديثِ-، عن أبي سنانٍ، يرون أنّه انقَلب على هلالٍ، ولا نعلمُ إسحاقَ الأزرقَ حدَّث عن أبي سنانٍ هذا شيئًا.

وهو أبو سنانٍ الأصغرُ الشيبانيُّ، سعيدُ بنُ سنانٍ.

35 -

حدَّثنا أحمدُ بنُ سنانٍ، ثنا عبدُ الرحمنِ؛ يعني: ابنَ مهديٍّ، عن سفيانَ، عن أبي إسحاقَ، عن حبّةَ العُرَنيِّ قال: جاء نفرٌ إلى عليٍّ، فذَكَروا عبدَ الله، فأثنوا عليه فقال:«اللهمَّ أقولُ فيه مثلَ ما قالوا وأفضلَ، قَرَأ القرآن، وأحلَّ حلالَه، وحرَّم حرامَه، فقيهٌ في الدِّين، عالمٌ بالسنّة»

(2)

.

36 -

حدَّثنا أحمدُ بنُ عثمانَ بنِ حكيمٍ، ثنا شُريحٌ؛ يعني: ابنَ مسلمةَ، ثنا إبراهيمُ بنُ يوسفَ بنِ إسحاقَ بنِ أبي إسحاقَ، عن أبيه، عن أبي إسحاقَ، عن سعيدِ بنِ وهبٍ، عن خبّابٍ، أنّه مرَّ على عبدِ الله بنِ مسعودٍ، وهو يُقرِئُ أصحابَه، فقال له خبّابٌ: أكلُّ هؤلاء يقرأُ كما تعلَّمه؟ قال: نعم، وإن شئتَ أَمَرتُ بعضَهم، فقَرَأ عليك. قال: أجل. قال: يا علقمةَ بنَ قيسٍ، اقرأ عليه، فقال زيادُ بنُ جُبيرٍ: والله، ما علقمةُ بأقرئِنا. قال: بلى، وإن شئت نبَّأتُك بما قيل في قومِه وقومِك. قال: فسَكَت زيادٌ، فقَرَأ عليه علقمةُ سورةَ مريمَ حتى خَتَم.

(1)

أخرجه الآجري في «الشريعة» (1825) قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن العباس الطيالسي، قال هلال بن العلاء الرقي، بنحوه مطولًا.

(2)

أخرجه الحاكم في «المستدرك» (3: 357) من طريق: عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن مهدي، به.

ص: 53

قال خبّابٌ: ما يُخطئ ممّا تقرأُ شيئًا، فعلِّمْهم

(1)

.

37 -

حدَّثنا محمَّدُ بنُ عبدِ الله بنِ نُمير، ثنا محمَّدُ بنُ عُبيدٍ، ثنا الأعمشُ، عن شقيقٍ قال: سَمِعتُ حذيفةَ يقول: «إنّ أشبهَ النّاسِ هديًا ودلًّا وسمتًا بمحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، عبدُ الله بنُ مسعودٍ من حين يخرجُ إلى حين يرجعُ، ولا أدري ما يصنعُ في بيتِه»

(2)

.

38 -

حدَّثنا عثمانُ، ثنا أبو نُعيمٍ، عن عُقبةَ بنِ خالدٍ السَّكونيِّ، عن الأعمشِ، عن أبي وائلٍ قال: كنتُ مع حذيفةَ، فمرَّ عبدُ الله بنُ مسعودٍ، وأبو موسى الأشعريُّ، فقال حذيفة:«مَنْ سرَّه أن ينظرَ إلى أشبهِ الناسِ سمتًا وهديًا برسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فلينظر إلى عبدِ الله بنِ مسعودٍ»

(3)

.

39 -

حدَّثنا مُصرِّفُ بنُ عمرٍو، ثنا ابنُ إدريسَ، عن حصينٍ، عن عمرِو بنِ مرّةَ، عن خيثمةَ، عن أبي سبرةَ قال: كنتُ أصلِّي وأركعُ كما كان يركعُ عبدُ الله، فقال لي رجلٌ: يا عبدَ الله، لم تصنعُ هذا؟ فقلتُ: كان عبدُ الله يصنعُ ذلك، وزَعَم أنّه رأى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يصنعُ ذلك، فقال: صَدَقتَ، ولكن ربَّما صَنَع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الشيءَ، ثمَّ أحدث الله له غيره،

(1)

لم أقف عليه بهذا الإسناد. أخرجه ابن أبي شيبة في «مسنده» (277) من طريق: الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: كنا جلوسًا .. بنحوه. ومن طريق ابن أبي شيبة: أخرجه أبو يعلى في «مسنده» (5008).

وأخرجه ابن عساكر في «تاريخه» (41: 174) من طريق: شريك، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: جاء خباب .. بنحوه.

(2)

أخرجه ابن سعد في «الطبقات» (3: 154) وأحمد (23341) عن محمد بن عبيد، عن الأعمش به.

(3)

أخرجه البزار في «مسنده» (2903) من طريق: حكيم بن جبير، عن أبي وائل بنحوه.

ص: 54

فخُذْ بأمرِ المسلمِين

(1)

.

40 -

قال الحضرميُّ: أُخبرتُ عن هشامِ بنِ عبدِ الملكِ، عن أبي عوانةَ، عن حصينٍ، عن عمرِو بنِ مُرّةَ، عن خيثمةَ، عن أبي سَبْرةَ قال: دَخَلتُ المدينةَ، فكنتُ أصلِّي

ثمَّ ذَكَر هذا الحديثَ.

قال أبو جعفرٍ الحضرميُّ: أبو سبرةَ جدُّ خيثمةَ، هو خيثمةُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ أبي سبرةَ الجعفيُّ.

وسَمِعتُ ابنَ نُميرٍ يقول: أبو سبرةَ اسمُه: يزيدُ بنُ مالكٍ.

41 -

حدَّثنا عبدُ الوارثِ بنِ عبدِ الصمدِ، ثنا أبي، عن شعبةَ، عن الحجاجِ بنِ الحجاجِ، عن أبيه، وكان قد حجَّ مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال: سَمِعتُ أبي يُحدِّث، عن رجلٍ من أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم -أراه عبدَ الله-، أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:«شدّةُ الحرِّ من فيحِ جهنَّمَ، فأبردوا عن الصلاةِ»

(2)

.

42 -

حدَّثنا يحيى الحِمّانيُّ، ثنا شريكٍ، عن هلالٍ الوزّانِ، عن عبدِ الله بنِ عُكَيمٍ قال: سَمِعتُ ابنَ مسعودٍ يحلفُ في مسجدِ الكوفةِ، فبَدَأ باليمينِ قبل الحديثِ قال: «والذي لا إلهَ غيرُه، ما منكم من أحدٍ إلا سيخلو به ربُّه يومَ القيامةِ كما يخلو أحدُكم بالقمرِ ليلةَ البدرِ، فيقول: يا ابنَ آدمَ، ما غرَّك بي؟

ص: 55

يا ابنَ آدم، ماذا غرَّك بي؟ ماذا أجبتَ المرسلِين؟ يا ابنَ آدم، ماذا عَمِلتَ فيما عَلِمتَ»؟

(1)

.

آخرُ الجزء

الحمدُ لله وحدَه صلَّى الله على محمَّد وآلِه وصحبِه وسلَّم

(1)

أخرجه عبد الله بن المبارك في «الزهد» (38) وأسد بن موسى في «الزهد» (96) عن شريك، عن هلال بنحوه.

ص: 56